مسائل
الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه [الفصل
الثالث: ترجمة لحياة إسحاق بن منصور المروزي]
المبحث الأول اسمه ونسبه
هو الإمام الفقيه الحافظ الثقة أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي
المعروف بالكوسج، نزيل نيسابور.
والكوسج -بفتح الكاف والسين، وسكون الواو والجيم في آخره-: الذي لا شعر على
عارضيه، والكوسج فارسي معرب، واشتقوا منه فعلاً، وقالوا كوسج الرجل: إذا
صار كوسجاً1.
بلده ومولده:
كانت ولادته بعد سنة سبعين ومائة بمدينة مرو، وبها نشأ، وإليه
مصادر ترجمته: التاريخ الكبير للبخاري (1/404) والجرج والتعديل لابن أبي
حاتم (2/234) والثقات لابن شاهين (ص35) وتاريخ بغداد للخطيب (6/362- 364)
وطبقات الحنابلة للقاضي أبي يعلى (1/113-115) وتهذيب الكمال للمزي
(2/474-478) وتذكرة الحفاظ (2/524-525) وسير أعلام النبلاء (12/258-260)
والعبر (2/1) ودول الإسلام (151) أربعتها للذهبي، واللباب لابن الأثير
(3/117) والوافي بالوفيات (8/426) والنجوم الزاهرة (2/333) وتهذيب التهذيب
(1/249-250) وطبقات الحفاظ (229) المقصد الأرشد (70-71) والمنهج الأحمد
(1/191-192) وشذرات الذهب (2/123) .
__________
1 لسان العرب1/352، تاج العروس 2/91.
(1/173)
تنسب أحد سككها -يقال لها كوى إسحاق كوسه-
(زقاق إسحاق الكوسج) ثم انتقل إلى نيسابور عاصمة خراسان، فاستوطنها1.
أسرته:
لم تذكر المصادر التي بين أيدينا شيئاً عن والده وأسرته إلا ما نقله الذهبي
عن الحاكم أنه كان له عقب2.
__________
1 الأنساب10/494، سير أعلام النبلاء 2/259.
2 سير أعلام النبلاء 12/259.
(1/174)
المبحث الثاني طلبه
للعلم
لم تحدد المصادر الوقت الذي بدأ الكوسج فيه طلب العلم، والذي يظهر لي من
تاريخ وفيات شيوخه أنه بدأ يطلب العلم في سن متأخرة، وهو في ريعان شبابه،
لأن أقدم شيوخه وفاةً هو ابن عيينة ت 198هـ وعبد الله بن نمير الكوفي ت
199هـ وطبقتهما.
وكان قد رحل إلى العراق، والحجاز، والشام1، وسمع سنة عشر ومائتين هشام بن
عمار بدمشق.2
ثقافته:
لقد ولد الكوسج بعد سنة مائة وسبعين من الهجرة، وقد بدأت الحركة العلمية
تزدهر، وظهرت مصنفات في الحديث، والفقه، فألف الإمام مالك ت 179هـ موطأه،
والإمام الشافعي رسالته، وعبد الرزاق مصنفه.
وأخذ عن جماعة من أعلام ذلك العصر كابن عيينة، ووكيع بن الجراح ويحيى بن
سعيد القطان، كما يأتي في أسماء شيوخه.
__________
1 تاريخ بغداد 6/362.
2 تاريخ دمشق.
(1/175)
وصحب الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن
راهوية، وأخذ عنها فقهاً كثيراً، فكان يعرض المسائل على الإمام أحمد، ويأخذ
رأيه فيها، ثم عرض تلك المسائل على إسحاق، وكتب ما وافق فيه إسحاق أحمد أو
خالفه، وروايته للمسائل هي أوسع رواية وصلت إلينا عن أحمد وإسحاق.
كما لازم يحيى بن معين، وأخذ عنه علم الجرح والتعديل، وتأتي روايته عنه في
المرتبة الثانية، بعد رواية الدوري من حيث الكمية، إذ بلغ عدد النصوص
المروية من طريقه عن ابن معين ألف نص تقريباً1.
وبعد تجوله في البلاد الإسلامية، وأخذه العلم من أصحابه وتدوينه الفقه
والحديث، وعلم الجرح والتعديل عاد إلى خراسان، وأخذ في تدريس ما تعلمه، وبث
السنة وتوعية الناس.
وقدره أهل بلدته حق قدره، وعرفوا فضله عليهم فأطلقوا اسمه على شارع، وزقاق
من أزقة مدينتهم، وعلى المسجد الذي كان يصلي فيه.
وقد بقيت هذه الأماكن تحمل اسمه إلى زمن السمعاني في القرن السابع.2
__________
1 انظر: مقدمة كتاب التاريخ لابن معين للدكتور أحمد نور سيف 138-150.
2 الأنساب 10/494.
(1/176)
المبحث الثالث
مكانته العلمية، وثناء العلماء عليه
لقد احتل الكوسج مكانة علمية عالية لدى العلماء، والنقاد، وكان موضع
تقديرهم، وثقتهم، وكان الإمام أحمد يبالغ في احترامه، روى الخطيب بإسناده
إلى صالح بن الإمام أحمد قال: قلت لأبي: بلغني أن إسحاق بن منصور روى
بخراسان هذه المسائل التي سألك عنها، ويأخذ عليها الدراهم، فغضب أبي من ذلك
واغتم مما أعلمته فقال: تسألونني عن المسائل، ثم تحدثون بها وتأخذون عليها،
وأنكر إنكاراً شديداً …
ثم إن إسحاق بن منصور قدم بعد ذلك بغداد، فصار إلى أبي، فأعلمته أنه على
الباب فأذن له، ولم يتكلم معه بشيء من ذلك1.
وتلك الواقعة تبين مدى احترام الإمام أحمد له حيث لم يفاتحه فيما أنكر
عليه.
وقد احتج بإسحاق بن منصور البخاري ومسلم في صحيحيهما، واعتمدا عليه، يقول
صاحب الزهرة: إن البخاري روى عنه تسعين حديثاً، ومسلم مائة حديث، وخمسة
أحاديث.2
وقد ورد إسحاق بن منصور بغداد، وحدث بها، فروى عنه من
__________
1 تاريخ بغداد 6/363-364.
2 انظر التعليق على تهذيب الكمال 2/478.
(1/177)
أهلها إبراهيم بن إسحاق الحربي، وعبد الله
أحمد بن حنبل1.
وقد أثنى عليه كثير من العلماء:
فقال مسلم: ثقة مأمون، أحد الأئمة من أصحاب الحديث.
وقال النسائي: ثقة ثبت.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عبد الله الحاكم: هو أحد أئمة الحديث، من الزهاد والمتمسكين،
اعتماده في الصحيحين أي اعتماد.
وقال الخطيب: كان إسحاق بن منصور عالماً فقيهاً، وهو الذي دون عن أحمد
وإسحاق المسائل في الفقه.2
وافتتح الذهبي ترجمته بقوله: الإمام الفقيه الحافظ الحجة.3
وقال عنه: من كبار علماء نيسابور.4
وقال ابن حجر: ثقة ثبت.5
وقال ابن العماد: كان ثقة نبيلاً.6
__________
1 تاريخ بغداد 6/363.
2 تاريخ بغداد 6/363، وتهذيب الكمال 2/476-477.
3 سير أعلام النبلاء 12/258.
4 دول الإسلام 1/151.
5 تقريب التهذيب ص30.
6 شذرات الذهب3/123.
(1/178)
المبحث الرابع شيوخه
التقى إسحاق بن منصور المرزوي أثناء طلبه للعلم بكثير من علماء عصره، ورحل
الرحلات العلمية إلى المدن الإسلامية التي كانت منارات للعلم، وخلال رحلاته
التقي بالفقهاء والمحدثين، وسأقتصر هنا على ذكر بعض شيوخه وأترجم لهم ترجمة
موجزة مرتبين على حسب أقدمية وفياتهم، مع ذكر مرجع أو مرجعين من الكتب التي
ترجم لهم فيها.
- وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي 197.1
- سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي ت 198هـ.2
- عبد الله بن نمير الكوفي ت 199.
هو عبد الله بن نمير هدان أبو هشام الكوفي. أحد أصحاب الحديث المشهورين،
وروى عن هشام بن عروة وطبقته، عاش بضعاً وثمانين سنة، ثقة ثبت توفي سنة تسع
وتسعين ومائة.3
- المغيرة بن سلمة المخزومي أبو هشام البصري ثقة ثبت، مات سنة
__________
1 تقدمت ترجمته ضمن شيوخ الإمام أحمد.
2 تقدمت ترجمته ضمن شيوخ الإمام أحمد.
3 تقريب التهذيب ص192، وشذرات الذهب1/357.
(1/179)
مائتين.1
- معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري سكن اليمن، صدوق أخرج له
الجماعة، مات سنة مائتين.2
- إسحاق بن سلمان الرازي أبو يحيى الكوفي الأصل ثقة فاضل، وكان عابداً
خاشعاً، روى له أصحاب الكتب الستة، وروى عن ابن أبي ذئب وطبقته مات سنة
مائتين، وقيل قبلها.3
- محمد بن جهبذ بن عبد الله الثقفي أبو جعفر البصري، خراساني الأصل، صدوق،
أخرج له البخاري ومسلم، وأبو داود، والنسائي. مات بعد المائتين.4
- مهنا بن عبد الحميد أبو شبل -بكسر المعجمة وسكون الموحدة- ويقال: أبو
سهل، البصري، ثقة، مات بعد المائتين.5
- عيسى بن المنذر الحمصي السلمي أبو موسى مقبول مات
__________
1 تهذيب التهذيب10/261، تقريب التهذيب ص345.
2 تذكرة الحفاظ1/325، تقريب التهذيب ص341، طبقات الحفاظ142، شذرات
الذهب2/359.
3 تقريب التهذيب ص28، وشذرات الذهب1/356.
4 تقريب التهذيب ص293.
5 تقريب التهذيب ص349.
(1/180)
بعد المائتين.1
- بهلول بن مُوَرِّق- بضم الميم، وفتح الواو، وكسر الراء الثقيلة -أبو غسان
المصري أصله شامي، صدوق أخذ عنه إسحاق بن منصور وروى له ابن ماجه حديثاً
واحداً.2
- حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم، أبو أسامة الكوفي مشهور بكنيته ثقة
ثبت، أخرج له الجماعة، روى عن الأعمش والكبار، وقال الإمام أحمد: ما أثبته،
لا يكاد يخطئ.
توفي سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين.3
- عمر بن سعد الحضري - بفتح المهملة والفاء نسبة إلى موضع بالكوفة- إمام
ثقة عابد صاحب حديث، مات سنة ثلاث ومائتين.4
- حسين بن علي بن الوليد الجعفي مولاهم، أبو عبد الله، ويقال أبو محمد
الكوفي المقرئ، روى عنه الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وإسحاق بن
منصور وخلق سواهم، وأخرج له الجماعة، كان ثقة
__________
1 تقريب التهذيب ص272.
2 تهذيب الكمال4/263، وتقريب التهذيب ص48.
3 تهذيب الكمال7/217، وشذرات الذهب2/2، وتقريب التهذيب ص81.
4 طبقات ابن سعد6/403، تهذيب التهذيب7/452، وتقريب التهذيب ص253.
(1/181)
عابداً، ولد سنة تسع عشرة ومائة وتوفي سنة
ثلاث أو أربع ومائتين.1
- سليمان بن داود بن الجارود أبو داود، الطيالسي، البصري، ثقة حافظ، مات
سنة أربع ومائتين.2
- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي، مولاهم البصري نزيل بغداد،
إمام صدوق عابد محدث، سكن بغداد توفي سنة أربع ومائتين، ويقال سنة: ست
ومائتين.3
- عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي البصري، ثقة من أصحاب الحديث
مات سنة أربع ومائتين.4
- النضر بن شميل المازني أبو الحسن النحوي البصري، كان إماماً في العربية
والحديث، وهو أول من أظهر السنة بمرو، وجميع خراسان، مات أول سنة أربع
ومائتين.5
- محمد بن بكر بن عثمان البرساني -بضم الموحدة وسكون الراء، ثم المهملة-
أبو عثمان البصري، صدوق أخرج له الجماعة، مات ستة
__________
1 تهذيب الكمال6/449، وتقريب التهذيب74، وشذرات الذهب2/5.
2 تقريب التهذيب133، وشذرات الذهب2/12.
3 تاريخ بغداد11/21-25، تذكرة الحفاظ1/329، تقريب التهذيب222-223.
4 طبقات ابن سعد5/424، سير أعلام النبلاء8/424، وتقريب التهذيب ص217.
5 تذكرة الحفاظ1/314، تهذيب التهذيب10/437، طبقات الحفاظ137.
(1/182)
أربع ومائتين.1
- عبد الملك بن عمرو العقدي- بفتح المهملة والقاف- البصري أبو عامر الإمام
الحافظ محدث البصرة، أخرج له الجماعة مات سنة أربع أو خمس ومائتين.2
- روح بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسى أبو محمد البصري، ثقة فاضل، كان
من كبار المحدثين له تصانيف، وأخرج له الجماعة. مات سنة خمس أو سبع
ومائتين.3
- وهب بن جرير بن حازم الحافظ الصدوق الإمام أبو العباس الأزدي البصري، روى
عنه إسحاق بن راهويه، وإسحاق بن منصور، مات سنة ست ومائتين4.
- هارون بن إسماعيل الخزاز -بمعجمات- أبو الحسن البصري، ثقة، مات سنة ست
ومائتين5.
- جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث القريشي المخزومي
__________
1 تاريخ ابن معين 506، تهذيب التهذيب9/73، تقريب التهذيب291.
2 تهذيب التهذيب6/399، تقريب التهذيب219، شذرات الذهب2/14.
3 تذكرة الحفاظ1/349، وتقريب التهذيب ص104.
4 الجرح والتعديل9/28، تهذيب التهذيب11/161.
5 تقريب التهذيب ص361.
(1/183)
أبو عون الكوفي صدوق، أخرج له أصحاب الكتب
الستة، مات بالكوفة سنة ست ومائتين وقيل: سبع1.
- بشر بن عمر بن الحكم بن عقبه الزهراني الأزدي أبو محمد البصري، ثقة متقن
ذو علم وحديث، أخرج له الجماعة، توفي بالبصرة آخر سنة ست ومائتين أول سنة
سبع، وصلى عليه يحيى بن أكثم القاضي.2
- كثير بن هشام الكلابي أبو سهل الرقي نزيل بغداد، ثقة، مات سنة سبع
ومائتين وقيل ثمان.3
- عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي، أبو وهب البصري نزيل بغداد، ثقة
حافظ، أخرج له الجماعة، مات سنة ثمان ومائتين4.
- سعيد بن عامر الضبعي -بضم المعجمة وفتح الموحدة- أبو محمد البصري، أحد
الأعلام في العلم والعمل، ثقة صالح، أخرج له الجماعة، مات سنة ثمان ومائتين
وله ست وثمانون سنة5.
__________
1 تهذيب الكمال5/70، وتقريب التهذيب ص56.
2 تهذيب الكمال4/138-139، شذرات الذهب2/18.
3 تهذيب التهذيب8/429-430، تقريب التهذيب285.
4 تقريب التهذيب ص169، شذرات الذهب2/20.
5 تقريب التهذيب ص123، شذرات الذهب2/20.
(1/184)
- يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو يوسف المدني نزيل بغداد، كان إماماً ثقة
فاضلاً ورعاً كبير القدر، مات سنة ثمان ومائتين.1
- عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أبو علي البصري، صدوق لم يثبت أن يحيى بن
معين ضعفه، أخرج له الجماعة مات سنة تسع ومائتين2.
- زكريا بن عدي بن الصلت التميمي مولاهم، أبو يحيى، نزيل بغداد، ثقة جليل
يحفظ مات سنة إحدى عشرة، أو اثنتي عشرة ومائتين3.
- محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي مولاهم الفريابي -بكسر الفاء وسكون
الراء بعدها تحتانية، وبعد الألف موحدة- نزيل قيساريه من ساحل الشام، كان
إماماً حافظاً أكثر من الأوزاعي والثوري، أدركه الإمام البخاري، ورحل إليه
الإمام أحمد فلم يدركه، أخرج له الجماعة، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين4.
- عبد القدوس بن الحجاج الخولاني أبو المغيرة الحمصي ثقة، أخرج
__________
1 تقريب التهذيب ص386، شذرات الذهب2/22.
2 تقريب التهذيب ص226، شذرات الذهب2/22.
3 تهذيب التهذيب3/301، تقريب التهذيب107.
4 تقريب التهذيب325، شذرات الذهب2/28.
(1/185)
له الجماعة، وسمع من الأوزاعي وطبقته، توفي
سنة اثنتي عشرة ومائتين.1
- بشر بن شعيب بن أبي حمزة، واسمه دينار القرشي مولاهم أبو القاسم الحمصي،
ثقة مات سنة ثلاث عشرة ومائتين2.
- عبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام العبسي الكوفي أبو محمد، كان
حافظاً للحديث مجوداً للقرآن، ثقة صدوقاً روى له الجماعة، مات سنة ثلاث
عشرة ومائتين على الصحيح.3
- محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي أبو يوسف الصنعاني نزيل المصيصة صدوق،
أخرج حديثه أبو داود والترمذي، والنسائي، مات سنة بضع عشرة ومائتين.4
- محمد بن المبارك الصوري القرشي، كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر، حافظ ثقة،
قال أبو داود: هذا رجل الشام بعد أبي مسهر، وهو شيخ الإسلام، مات سنة خمس
عشرة مائتين5.
- يحيى بن حماد بن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري، ثقة ثبت
__________
1 تقريب التهذيب217، شذرات الذهب2/28.
2 تهذيب الكمال4/126، تقريب التهذيب ص44.
3 المعرفة والتاريخ1/198، تذكرة الحفاظ1/353، تقريب التهذيب227.
4 تقريب التهذيب316.
5 تقريب التهذيب317، شذرات الذهب2/35.
(1/186)
كثير الحديث، مات سنة خمس عشرة ومائتين.1
- حبان بن هلال أبو حبيب البصري، الحافظ الثقة.
قال الإمام أحمد: إليه المنتهى في التثبت في البصرة، مات سنة ست عشرة
ومائتين2.
- الحجاج بن المنهال الأنماطي أبو محمد السلمي وقيل البرساني مولاهم
البصري، ثقة كثير الحديث، وأحد الفقهاء، أخرج له الجماعة، توفي سنة سبع
عشرة ومائتين.3
- علي بن معبد الرقي نزيل مصر، ثقة فقيه مات سنة ثماني عشرة ومائتين.4
- عبد الأعلى بن مسهر الغساني أبو مسهر الدمشقي، ثقة فاضل كان علامة
بالمغازي، كثير العلم رفيع القدر، أخرج له الجماعة، مات سنة ثماني عشرة
ومائتين، وله ثمان وسبعون سنة5.
- عمرو بن الربيع بن طارق الكوفي نزيل مصر، ثقة في الحديث،
__________
1 الجرح والتعديل9/137، وتقريب التهذيب384.
2 تقريب التهذيب ص62، وشذرات الذهب2/36.
3 تهذيب الكمال5/457، وتقريب التهذيب ص64، شذرات الذهب2/38.
4 تقريب التهذيب249.
5 تقريب التهذيب195، شذرات الذهب2/44.
(1/187)
مات سنة تسع عشرة ومائتين.1
- يحيى بن صالح الوحاظي -بضم الواو وتخفيف المهملة، ثم معجمة- فقيه حمص،
ومحدثها، وقاضيها، صدوق من أهل الرأي، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين، وقد
جاوز التسعين.2
- الحكم بن نافع البهراني أبو اليمان الحمصي، مشهور بكنيته، ثقة ثبت، أخرج
له الجماعة، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.3
- يزيد بن عبد ربه الزبيدي -بالضم- أبو الفضل الحمصي المؤذن، يقال له
الجرجسي -بجيمين مضمومتين بينهما راء ساكنة ثم مهملة- ثقة ثبت من أصحاب
الحديث، مات سنة أربع وعشرين وله ست وخمسون سنة.4
- حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي أبو العباس بن أبي حيوة الحمصي، ثقة مات
سنة أربع وعشرين ومائتين.5
- سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم الجمحي بالولاء
__________
1 تقريب التهذيب 259.
2 تقريب التهذيب376، شذرات الذهب 2/50.
3 تهذيب الكمال7/146، وتقريب التهذيب ص80، وشذرات الذهب2/50.
4 تقريب التهذيب ص383، وشذرات الذهب2/56.
5 تهذيب الكمال7/482، وتقريب التهذيب86.
(1/188)
أبو محمد المصري، ثقة ثبت فقيه، أخرج له
الجماعة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين وله ثمانون سنة.1
- هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي الباهلي مولاهم البصري الحافظ أحد
أركان الحديث، ثقة ثبت أخرج له الجماعة، مات سنة سبع وعشرين ومائتين.2
- يحيى بن معين بن عون أبو زكريا، من أقران الإمام أحمد وإسحاق، وهو الإمام
الحافظ الجهبذ شيخ المحديثن أحد الأعلام، روى عنه إسحاق بن منصور في الجرح
والتعديل، توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.3
- هشام بن عمار بن نصير -بنون مصغرة- الدمشقي الإمام أبو الوليد السلمي،
خطيب دمشق وقارؤها وفقيهها ومحدثها، مات سنة خمس وأربعين ومائتين على
الصحيح، وله اثنتان وتسعون سنة.4
- كما أخذ العلم عن عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، ويحيى بن سعيد
القطان، والضحاك بن مخلد الشيباني، ويزيد بن هارون
__________
1 تقريب التهذيب ص120.
2 تقريب التهذيب364، شذرات الذهب2/62.
3 تقريب التهذيب379، شذرات الذهب2/79.
4 تقريب التهذيب364، وشذرات الذهب2/109.
(1/189)
السلمي، وعفان بن مسلم الصفار، وعبد الرزاق
بن همام الحميري، وعبد الصمد بن عبد الوارث، والإمام إسحاق بن راهويه،
وأحمد بن حنبل رحمهم الله.
(1/190)
المبحث الخامس بعض
تلاميذه
- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي أبو عبد الله البخاري
ت256.1
- إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي الجرجاني أبو إسحاق نزيل دمشق ومحدثها،
وثقه النسائي، وقال الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات المصنفين، مات بدمشق
سنة ست أو تسع وخمسين ومائتين.2
- عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي المخزومي أحد الأئمة
الأعلام، قال ابن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل.
مات بالرى آخر يوم من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين.3
- محمد بن إدريس بن المنذر بن داود الحنظلي الرازي، أحد الأئمة الحفاظ
الأثبات المشهورين بالعلم والمذكورين بالفضل، مات بالرى سنة
__________
1 سبقت الترجمة له ضمن تلاميذ الإمام أحمد.
2 تذكرة الحفاظ للذهبي 2/549، وطبقات الحفاظ ص 248، وشذرات الذهب 2/138.
3 تذكرة الحفاظ للذهبي 2/557، وطبقات الحفاظ ص253، وشذرات الذهب 2/148.
(1/191)
خمس وقيل سبع وسبعين ومائتين1.
- أحمد بن سهل بن بحر الحافظ المجود الإمام أبو العباس النيسابوري الفقيه،
قال الحاكم: مجود في الشاميين، ليس في مشايخ بلدنا من أقرانه أكثر سماعاً
بالشام منه، مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.2
- محمد بن عيسى بن سورة السلمي أبو عيسى الترمذي ت279.
- عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمن الشيباني ت290.
- أحمد بن شعيب النسائي ت3033.
- عبد الله بن الحافظ الكبير سليمان بن الأشعث، أبو بكر السجستاني ابن أبي
داود الحافظ العلامة قدوة المحدثين، صاحب التصانيف رحل، وسمع، وبرع، وساد
الأقران، ولد سنة ثلاثين ومائتين، مات في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة4.
- الحافظ الكبير إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة
ابن صالح بن بكر السلمي النيسابوري، صنف واشتهر، وانتهت إليه
__________
1 تذكرة الحفاظ2/567، وطبقات الحفاظ259، وشذرات الذهب2/171.
2 تذكرة الحفاظ2/670، طبقات الحفاظ ص300، والعبر2/83.
3 سبقت ترجمة الأئمة الثلاثة.
4 تذكرة الحفاظ 2/767، وطبقات الحفاظ 324.
(1/192)
الإمامة والحفظ في عصره بخراسان، توفى في
ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وهو في تسع وثمانين سنة1.
- الحافظ الإمام الرحال أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم النيسابوري،
كان شيخ نيسابور في الحشمة والثروة والتزكية، مات في ذي القعدة سنة سبع
عشرة وثلاثمائة2.
- المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الرئيس أبو الوفاء النيسابوري أخذ
العلم عن أبيه وإسحاق بن منصور الكوسج والحسين الزعفراني وطبقتهما، كان صدر
نيسابور، وروي أن أمير خراسان ابن طاهر اقترض منه ألف ألف درهم، مات سنة
تسع عشرة وثلاثمائة3.
- الإمام الحافظ الثقة أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن عمارة ابن رستم
النيسابوري، كان قد جمع حديث الأعمش، واعتنى به، فنسب إليه، مات سنة إحدى
وعشرين وثلاثمائة4.
- محمد بن موسى الأصم، صدوق روى عنه الترمذي، وقد أخذ
__________
1 تذكرة الحفاظ 2/820، وسير أعلام النبلاء 12/209.
2 طبقات الحفاظ 335، شذرات الذهب 2/275 وفيه الجبري نسبة جبر بالفتح
والتشديد.
3 تذكرة الحفاظ 3/803، شذرات الذهب 2/283.
4 تذكرة الحفاظ 3/805، وطبقات الحفاظ 338.
(1/193)
العلم عن إسحاق بن منصور، وكان من رواة
المسائل عنه، وأخذ منه الترمذي بعض المسائل التي لم يسمعها من ابن منصور
مباشرة1.
- محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الحافظ المروزي، سمع علي بن
خشرم المروزي، ومحمد بن يحيى القطيعي، وإسحاق بن منصور الكوسج2.
وقدم بغداد، وحدث بها، وحدث عن أهلها، وكان ثقة حافظاً.
__________
1 علل الترمذي المطبوع مع سنن الترمذي 5/737، تهذيب التهذيب 9/483، تقريب
التهذيب 320.
2 تاريخ بغداد 3/68.
(1/194)
المبحث السادس
مؤلفاته
تعددت نواحي ثقافة الحافظ إسحاق بن منصور حتى شملت كثيراً من العلوم التي
سادت ذلك العصر، وخاصة علوم الشريعة، وكان الحافظ ابن منصور ذا قلم ينطق
بالبيان، وأسلوب رصين في الكتابة، فقد قال الإمام مسلم بن حجاج رحمه الله:
"لم أر أحداً أصلح كتاباً من إسحاق ابن منصور."1
وشخص هذا شأنه لابد أن يكون له مؤلفات كثيرة، غير أن كتب الفهارس والتراجم
لم تذكر من مؤلفاته إلا أربعة كتب هي:
1- كتاب الصلاة، ذكره السمعاني في الأنساب في ترجمته فقال: روى المسائل عن
أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية، وصنف كتاباً كبيراً في الصلاة2.
2- كتاب المسائل في الفقه عن إمامي أهل الحديث، وفقيهي أهل السنة: الإمام
أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية، وموضوع
رسالتي جزء منه.
__________
1 الأنساب للسمعاني 10/295.
2 المرجع السابق.
(1/195)
3- مسائل عن يحيى بن معين، والظاهر أنها
سؤالات تتعلق بالجرح والتعديل، وقد ذكره ابن حجر في التهذيب فقال: تتلمذ
على أحمد وإسحاق ويحيى بن معين، وله عنهم مسائل1.
4- المسند، وهو كتاب في الحديث وقد ذكره الكتاني في كتابه الرسالة
المستطرفة، وعمر رضا كحالة في معجم المؤلفين، وقال: له مسند يروى عنه2.
__________
1 تهذيب التهذيب 1/149.
2 الرسالة المستطرفة ص68، ومعجم المؤلفين 1/239.
(1/196)
المبحث السابع وفاته
في يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين حل بابن
منصور -رحمه الله تعالى- هادم اللذات، ومفرق الجماعات، فلبى نداء ربه
راضياً مرضياً، بعد أن قضى عمره في سبيل العلم وطلبه وتعلمه وتعليمه،
وتثقيف من حوله، ونشر مذهب الإمام وإسحاق بخراسان، وصلى عليه الأمير محمد
بن طاهر أمير نيسابور، ومحب العلم وأهله، ودفن يوم الجمعة إلى جنب إسحاق بن
راهويةن ومحمد بن رافع.
هذا ولم يقع الخلاف في سنة وفاته، ولا تاريخه، إنما وقع خلاف في اليوم الذي
توفى فيه.
فقد ذكر البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان، وأحمد بن محمد بن حسين الكلاباذي
أنه توفى في يوم الإثنين ودفن يوم الثلاثاء.
وقال الحسين بن محمد بن زياد القباني النيسابوري: إنه توفى يوم الخميس،
ودفن يوم الجمعة.
وهذا القول أظهر فيما يبدو لي، لأن القباني من أئمة الحديث، ومن أهل بلده،
وقديماً قيل: إن أهل مكة أدرى بشعابها.
(1/197)
ولعل الإمام البخاري سمع الخبر من غيره،
وتبعه ابن حبان والكلاباذي.1
فرحم الله ابن منصور رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً.
__________
1 تاريخ بغداد 6/364، والعبر للذهبي 2/1، والمنهج الأحمد 1/192، والمقصد
الأرشد ص71، سير أعلام النبلاء 12/260 وتهذيب الكمال 2/477-478.
(1/198)
|