السنن
والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الباب الأول منهج
العمل في تحقيق الكتاب
(مقدمة/17)
منهج العمل في تحقيق
الكتاب
اتخذت من نسخة دار الكتب أصلاً للعمل في الكتاب، ودفعتها إلى مجموعة من
الإخوة لنسخها، ومنهم: مجدي بن السيد أمين، وأيمن بن سلامة بن محمد، وعبد
الله بن سليمان، ومحمد بن زكي، وغيرهم جزاهم الله خيرًا.
ثم قابلت النسوخ على الأصل مرة أخرى، بحيث كنت ممسكًا بالأصل ويُقرأ علي
الكتاب، وقد كان يقرأ عليَّ نفس الإخوة الذين قاموا بالنسخ تقريبًا، وقابلت
المواضع المشكلة على النسخة الخطية عدة مرات.
نسقت بين فقرات الكتاب ووضعت علامات الترقيم المناسبة، ووضعت أرقام ورقات
النسخة الخطية على حاشية الكتاب، مبينًا أوائل كل وجهٍ من الورقة.
قام الأخ مجدي بن السيد أمين بترقيم أحاديث الكتاب.
رقمت أبواب كل كتاب فقهي.
قمنا بتوثيق نصوص الأحاديث من مصادرها الأصلية من كتب الصحاح والسنن
والمسانيد وغيرها، ومقابلة الأحاديث على مصادرها للتأكد من سلامتها من
شوائب السقط والتحريف والتصحيف، وأثبتنا الخلافات الجوهرية، وقد عاونني في
ذلك الإخوة الأفاضل: عبد الله بن سليمان ومجدي بن السيد أمين وأحمد ابن
نبيل وغيرهم من إخواننا العاملين معنا جزاهم الله خيرًا.
قمت عند وجود اختلاف بين ما هو موجود في النسخة الخطية وما هو موجود في
الكتاب المطبوع المعزو إليه الحديث بمراجعة عدة نسخ للكتاب الواحد خصوصًا
النسخ المتقنة والشروح التي تهتم بذكر فروق الروايات والنسخ المختلفة
للكتاب الواحد.
(مقدمة/19)
فأمَّا "صحيح البخاري" فكنت أراجع النسخة
المطبوعة مع فتح الباري، والنسخة السلطانية المتقنة المطبوعة عن نسخة
الحافظ اليونيني، ونسخة الحافظ القسطلاني المدموجة مع شرحه "إرشاد الساري"،
وما قيده الحافظ القاضي عياض من ألفاظ صحيح البخاري واختلاف رواياته في
كتابه القيم "مشارق الأنوار" وما قيده الحافظ ابن حجر العسقلاني من ألفاظ
صحيح البخاري واختلاف رواياته في شرحه "فتح الباري" وما قيده القسطلاني في
شرحه من اختلاف روايات البخاري، فعند اختلاف لفظ البخاري الموجود في الأصل
الخطي مع لفظه الموجود في النسخة المطبوعة مع فتح الباري -التي جرى عليها
العزو لانتشارها بين طلبة العلم- كنت أراجع هذه الكتب قبل أن أصحح لفظًا،
أو أضيف كلمة سقطت، أو أحذف كلمة تكررت، أو أنبِّه على سقط أو تحريف أو
تكرار وقع في النسخة المطبوعة، أو أنبه على اختلاف روايات البخاري في هذا
الموضع، ونحو هذا، وكان هذا منهجنا لكل كتب السنة بعد.
أما "صحيح مسلم" فجرى العزو إلى النسخة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي،
وراجعت النسخة المطبوعة مع شرح النووي، وكذلك ما قيده النووي -رحمه الله-
في شرحه بالحروف من ضبط الألفاظ واختلاف الروايات، وما قيده القاضي عياض
-رحمه الله - من ألفاظ صحيح مسلم واختلاف رواياته في كتابه "مشارق
الأنوار".
وأما "سنن أبي داود" فجرى العزو على النسخة التي حققها محمد محيي الدين عبد
الحميد -رحمه الله- وراجعت النسخة المطبوعة بتحقيق محمد عوامة التي قوبلت
على عدة نسخ خطية، وراجعت كذلك النسخة المطبوعة مع "عون المعبود" وما قيده
الشارح من ألفاظ وروايات للسنن، وكذلك شرح العلامة ابن القيم -رحمه الله.
(مقدمة/20)
أما "سنن النسائي" فجرى العزو على النسخة
التي حققها مكتب تحقيق التراث الإسلامي، وطبعتها دار المعرفة -وقد أحَلْنا
في العزو إلى أرقام صفحات الطبعة القديمة المثبتة على حاشية هذه النسخة،
تيسيرًا على طلبة العلم- راجعت ما قيده السيوطي والسندي بالحروف في
حاشيتهما على السنن، وراجعت أيضًا "السنن الكبرى" بتحقيق البنداري وكسراوي.
أما "جامع الترمذي" فجرى العزو على النسخة التي حقق منها مجلدين الشيخ أحمد
شاكر -رحمه الله- وأكملها محمد فؤاد عبد الباقي والحوت، وراجعت النسخ
المطبوعة مع شرح الإمام ابن العربي "عارضة الأحوذي" والنسخة المطبوعة مع
شرح المباركفوري "تحفة الأحوذي"، وما قيده بالحروف ابن العربي
والمباركفوري.
أما "سنن ابن ماجه" فجرى العزو على النسخة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي
وراجعت النسخة المطبوعة مع شرح السندي، ورجعت إلى النسخة الخطية المحفوظة
في دار الكتب المصرية تحت رقم (522) حديث تيمور -وهي نسخة في غاية الصحة
والإتقان- في مواضع، وكذلك رجعت إلى "مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه"
للبوصيري في مواضع.
أما "موطأ الإمام مالك" فجرى العزو على النسخة التي حققها محمد فؤاد عبد
الباقي، ورجعت إلى شرحيه "التمهيد" و"الاستذكار" لابن عبد البر في مواضع.
أما "مسند الإمام أحمد" فجرى العزو على نسخة الطبعة الميمنية، ورجعت إلى
النسخة التي طبعتها دار الرسالة بتحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين في مواضع.
وقد بذلت- بعون الله- في سبيل توثيق وضبط نص الأحاديث النبوية
(مقدمة/21)
الشريفة والآثار جهدًا كبيرًا في مراجعة
كتب الأصول وشروحها، والحمد لله على توفيقه؛ فقد وفقني الله تعالى إلى ضبط
نص الكتاب ضبطًا جيدًا، وقد أثرى هذا الجهد الكبير الكتاب بتعليقات نفيسة
لأهل العلم على مواضع من الكتاب، فيها فوائد يُرحل إليها.
وأما الأحاديث والآثار التي عزاها المؤلف -رحمه الله- إلى كتب مفقودة أو
تعذر حصولنا عليها فقد عزوتها إلى أقرب المصادر المتاحة لديَّ من مصدرها
الأصلي، وقابلتها عليه بنفس الطريقة السابقة.
وأما الأحاديث التي ساقها المؤلف بإسناده فإن أغلبها يرويه المؤلف من طريق
كتب معروفة -"المعجم الكبير" للطبراني، و"المعجم الصغير" له أيضًا، و
"المسند" لأبي يعلى و "المعجم" له وكتب ابن أبي عاصم و "فوائد سمويه" و
"تفسير ابن مردويه" وغيرها- وقد كان توثيقي لهذه الأحاديث بعدة أمور:
أولاً: ضبط إسناد الضياء إلى هذا الكتاب، وسوف يأتي حصر هذه الأسانيد في
الكلام على مصادر الكتاب المسندة في الباب الأول.
ثانيًا: عزوت الحديث إلى موضعه من الكتاب الذي رواه الضياء من طريقه -إن
وجدته- وقابلته عليه، فإن لم أجده خرجته من مصدر وسيط كـ "المطالب العالية"
و"إتحاف الخيرة" بالنسبة لمسند أبي يعلى؛ لأن فيهما زوائد مسند أبي يعلى
على الكتب الستة.
ثالثًا: خرجت الحديث من مصادر أخرى روته من نفس الطريق، بحسب الحاجة إلى
ذلك غير متوسع فيه، واللَّه المستعان.
أما كلام أهل العلم على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا فما كان منه معزوًا إلى
كتاب وثقته من هذا الكتاب (1) وما لم يكن معزوًا إلى كتاب وثقته من كتب
__________
(1) وذكرت اختلاف اللفظ -إن وجد- وربما أكملت كلام الإمام في الهامش إن كان
يزيد=
(مقدمة/22)
الإمام نفسه، فإن لم يكن له كتب أو لم أجد
النص عنه في كتبه المطبوعة وثقته من أقرب الكتب إليه ما استطعت إليه
سبيلاً.
وأما الكلام على الرواة توثيقًا وتجريحًا فما نقله المؤلف صريحًا عن الأئمة
فقد وثقته من كتب الأئمة أنفسهم، فإن لم أجد فمن الكتب التي تُسند إليهم،
فإن لم أجد فمن الكتب الجامعة كـ "تهذيب الكمال" للمزي و"ميزان الاعتدال"
للذهبي، و"إكمال تهذيب الكمال" لمغلطاي، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر، وما
أطلقه المؤلف من الكلام في الرواة -كأن يقول: فلان ضعيف، أو فيه كلام، أو
متكلم فيه- فمن كان من هؤلاء الرواة له ترجمة في "تهذيب الكمال" وثقت
ترجمته بذكر موضع ترجمته في "تهذيب الكمال" فقط، ومن لم يكن منهم ذكرت موضع
ترجمته في "التاريخ الكبير" للبخاري، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم،
ونحوهما.
استوفيت عزو مواطن إحالات المؤلف -رحمه الله - في الكتاب.
شرحت غريب الحديث ناقلاً عن كتب الغريب والمعاجم وكتب الشروح متوخيًا في
ذلك سهولة الأسلوب وبساطة العبارة مع غزارة المادة العلمية، وقد كان
اهتمامي بشرح الغريب في آخر الكتاب أكثر منه في أوله؛ وذلك لأن الكتب
__________
= المعنى وضوحًا، أو يُعطي حكماً زائداً، أو فيه زيادة فائدة، وإذا كانت
الروايات قد اختلفت عن هذا الإمام ذكرت ذلك، وأكثر ما قابلني ذلك كان في
كلام الإمام الترمذي، وقد جهدت جهدي في مقارنة كلام الترمذي فيما وقع لي من
نسخ: وهي نسخة الشيخ شاكر ومن معه، ونسختي "عارضة الأحوذي"، ونسختي "تحفة
الأحوذي" -لأن في كل شرح منهما نسختين منفصلتين، إحداهما مدموجة مع الشرح،
والأخرى طُبعت أعالي الصفحات، وربما اختلفتا -بالإضافة إلى نسخة المزي التي
نقلها في "تحفة الأشراف"، فأذكر ما في كل هذه النسخ عند اختلاف ما في الأصل
الخطي عن ما في النسخة المطبوعة، كما صنعت في عملي في "الأحكام الشرعية
الكبرى" للإمام الحافظ عبد الحق الإشبيلي، والحمد لله على توفيقه.
(مقدمة/23)
الفقهية الأولى -الطهارة والصلاة ونحوهما-
كثيرة التداول بين طلبة العلم، في حين يقل تداول الكتب الفقهية التي تلي
ذلك؛ وبالتالي تكثر الكلمات الغريبة التي تحتاج إلى شرح وبيان.
ضبطت ما يُشكل من الأسماء والكنى والأنساب والألقاب ضبط قلمٍ، وربما ضبطت
بعض المواضع ضبط حرفٍ للحاجة لذلك، ناقلاً ذلك عن أئمة هذا الفن.
ضبطت ما يشكل من أسماء البلدان والمواضع، ونقلت عن أهل العلم تحديد هذه
البلدان والمواضع، كما سطروه في كتب البلدان والشروح ونحوهما.
وأما المواطن التي يُشكل معناها فقد نقلت عن أهل العلم ما يزيل إشكالها
ويوضح معناها بأسهل عبارة وألخص إشارة -بحمد الله تعالى.
ولما كان الحافظ الضياء -رحمه الله- قد سكت في الكتاب على بعض الأحاديث فلم
يتكلم عليها بشيء، ولم ينقل فيها عن أحدٍ من أهل العلم شيئًا، ووجدته -رحمه
الله- يذكر كثيرًا من هذه الأحاديث في كتابه "الأحاديث المختارة" فقد رأيت
أن من المناسب عرض كل أحاديث الكتاب -غير أحاديث الصحيحين طبعًا- على
الموجود من "الأحاديث المختارة" وعزو كل حديث وُجد في "الأحاديث المختارة"
إليها، ونقل كلام المؤلف في "المختارة" على الأحاديث إن وُجد (1)، وقد لاقت
هذه الخطوة من فضيلة الدكتور/ أحمد بن معبد عبد الكريم ترحيبًا، وأثنى
عليها ثناءً حسنًا، جزاه الله خيرًا.
__________
(1) جرى العمل في العزو إلى "المختارة" على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى:
العزو إلى العشر مجلدات الأولى منها فقط، وكان هذا في الثلاث مجلدات الأولى
من الأحكام- إلى آخر كتاب الصيام.
المرحلة الثانية: العزو إلى الثلاث عشرة مجلدة المطبوعة، وكان هذا في
المجلدتين الرابعة والخامسة، وكانت المجلدات الأولى قد أُعدت للطبع فلم
نستطع تدارك ذلك في هوامش الكتاب، فتداركته في الاستدراكات آخر كل مجلدة
منها.=
(مقدمة/24)
بقيت بعد ذلك بعض الأحاديث لم يتكلم عليها
المؤلف بشيء ولم توجد في القطعة الموجودة من "الأحاديث المختارة" -مطبوعها
ومخطوطها- وهي أحاديث قليلة إن قُورنت بحجم الكتاب، وقد نقلت على بعض هذه
الأحاديث نتفًا من كلام أهل العلم تصحيحًا وتضعيفًا؛ بما يناسب المقام،
وربما نقلت على غيرها كذلك نتفًا من كلام أهل العلم تصحيحًا وتضعيفًا، أما
استيفاء الكلام على أحاديث الكتاب -مع ضعف الأدلة، وقلة الكتب المتاحة- فلا
سبيل إليه.
بهذا أكون قد انتهيت من ضبط نص الكتاب والتعليق عليه قدر ما أعطاني الله من
علم وجهد، وقدر تفرغي للعمل فيه -بعون الله وتوفيقه- وقد تدارست هذا المنهج
مع فضيلة الدكتور/ أحمد بن معبد عبد الكريم فرأى فضيلته أنه منهج مناسب
لإخراج الكتاب.
وتولى مهمة جمع الكتاب وتنضيد حروفه الأخ/ محمد عبد الفتاح جزاه الله
خيرًا.
ثم قمنا بمقابلة ما تم جمعه على المنسوخ مرة ثانية، ودُفع الكتاب بعد ذلك
إلى الأخ/ وليد بن أحمد المراجع الأول -جزاء الله خيرًا- لمراجعة الرسم
الإملائي وعلامات الترقيم ونحوها، وقد كان له الفضل في تنبيهي على بعض
__________
=المرحلة الثالثة: وتشمل التخريج على باقي نسخة "الأحاديث المختارة" الخطية
-وهي إلى أثناء مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص- بالإضافة إلى القطعة
المطبوعة، وكان هذا في المجلدتين الرابعة والخامسة، واستدركته كذلك في
الاستدراكات أواخر المجلدات الثلاث الأخرى. ولابد لي هنا أن أتقدم بجزيل
الشكر إلى أخي الأكبر أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني على ما بذله في سبيل
إحضار نسخة "الأحاديث المختارة" المطبوعة لي، وكذلك أتقدم بجزيل الشكر إلى
معالي الدكتور/ عبد الملك بن دهيش على تعاونه مع أخي أبي مصعب في ذلك،
جزاهما الله عني خير الجزاء، وكذلك أتقدم بجزيل الشكر إلى أخي الأكبر أبي
ذر صبري بن عبد الخالق الشافعي الذي لفت انتباهي إلى القطعة الخطية
المتبقية من "المختارة" جزاه الله خيرًا.
(مقدمة/25)
المواضع التي ندت عني في عملي الأول، جزاه
الله خيرًا.
ثم حرصًا على ضبط الكتاب بأقصى ما يمكن فقد قمت بمقابلته كاملاً مرة ثانية
على النسخة الخطية.
ثم كتبت مقدمة علمية للكتاب، قسمتها إلى: تقديم، وثلاثة أبواب:
أما التقديم فذكرت فيه كلمة للعلامة ابن القيم عن أهمية السنة والحث على
التمسك بها، ثم ذكرت قصتي مع الكتاب، وأشرت إلى أهميته وعملي فيه على سبيل
الإجمال.
وأما الباب الأول: "منهج العمل في الكتاب" فرسمت فيه المنهج التفصيلي للعمل
في الكتاب منذ العثور على النسخة الخطية حتى صدوره بهذه الحلة البهية.
وأما الباب الثاني: "الحافظ الضياء" فخصصته للكلام عن المؤلف الحافظ الضياء
وقد قسمته إلى عدة فصول:
الفصل الأول: مصادر ترجمة الضياء، وحاولت أن أجمع أكبر عدد من المصادر التي
ترجمت له.
الفصل الثاني: ترجمة الحافظ الضياء من "تاريخ الإسلام" للذهبي.
الفصل الثالث: ثناء العلماء على الحافظ الضياء، من خلال مصادر ترجمته.
الفصل الرابع: شيوخ الضياء في كتابنا هذا، جمعت هؤلاء الشيوخ ورتبتهم على
حروف المعجم، وذكرت نبذة مختصرة في التعريف بكل واحدٍ منهم ما استطعت إلى
ذلك سبيلاً.
الفصل الخامس: من مشاهير الحفاظ الذين رووا عن الحافظ الضياء ذكرت فيه
تراجم بعض أعيان الحفاظ الذين رووا عن الحافظ الضياء.
الفصل السادس: مؤلفات الحافظ الضياء، حاولت استقصاءها من خلال استقراء
مصادر ترجمة الضياء وما كُتب عنه، ثم من خلال فهارس المخطوطات التي أُتيحت
لي.
(مقدمة/26)
أما الباب الثالث: "أحكام الضياء" فخصصته
للكلام عن كتابنا هذا "السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة
والسلام"، وقد قسمته إلى فصول أيضًا:
الفصل الأول: توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه -رحمه الله- ذكرت فيه صحة نسبة
الكتاب إلى مؤلفه، ودلائل هذه الصحة.
الفصل الثاني: تحقيق اسم الكتاب وحجمه.
الفصل الثالث: منهج الكتاب.
الفصل الرابع: مصادر الكتاب.
الفصل الخامس: أهمية الكتاب.
الفصل السادس: مقارنة بين الكتاب و"منتقى الأخبار" لابن تيمية الجد.
الفصل السابع: مقارنة بين الكتاب و"الأحكام الكبرى" للمحب الطبري.
الفصل الثامن: التوصيف العلمي للنسخة الخطية.
وفي نهاية هذه المقدمة وضعت صورًا ضوئية لبعض أوراق النسخة الخطية.
أما الفهارس فقد صنعنا فهارس لكل مجلد تشمل فهرسين: فهرس أطراف الأحاديث،
وفهرس الموضوعات، وإنما وضعت فهارس الأطراف لكل مجلد لأنه كان قد تم
الاتفاق مع الناشر على طبع الكتاب أجزاء؛ فتم صنع فهارس أطراف الأحاديث
والآثار للمجلدات الثلاث الأولى، ثم تغير الاتفاق إلى طبع الكتاب كله معًا،
فلم يكن بد من صدور الكتاب بهذه الفهارس، ثم كون الكتاب مرتبًا على
الموضوعات الفقهية يجعل فهرس الأطراف لكل مجلدٍ أكثر يُسرٍ وسهولةٍ من
دمجها في آخر الكتاب.
وأما الفهارس العامة في آخر الكتاب فتشمل:
1 - فهرس الآيات القرآنية.
(مقدمة/27)
2 - فهرس أطراف الأحاديث المسندة مرتبة على
مسانيد الصحابة والرواة عنهم.
3 - فهرس الأحاديث والآثار مرتبة على حسب رواتها من الصحابة والتابعين
ونحوهم، بحيث جمعنا أحاديث كل صحابي على حدة، ورتبنا الفهرس على الأسماء،
ثم الكنى، ثم المبهمين، ثم النساء، ثم المراسيل ونحوها، مرتبين أسماء
الرواة على ترتيب حروف المعجم، ورتبنا المبهمين على حسب الرواة عنهم.
4 - معجم الجرح والتعديل ذكرت فيه كل من ذُكر في الكتاب بما يفيد في معرفته
أو جرحه أو تعديله، مرتبين على حروف المعجم.
وقد صنع فهرس أطراف الأحاديث والآثار للمجلدات الأربع الأولى الأخ مجدي بن
السيد أمين.
وصنع فهرس أطراف الأحاديث والآثار للمجلد الخامس الأخ أيمن بن سلامة ابن
محمد، وصنع فهارس الآيات القرآنية للمجدات الأربع الأولى مجدي بن السيد
وصنع فهرس الآيات للمجلد الخامس أيمن بن سلامة.
وصنعت أنا فهرس أطراف الأحاديث المسندة على مسانيد الصحابة، ومعجم الجرح
والتعديل لمن ذكرهم الحافظ الضياء في كتاب "الأحكام".
وفي النهاية أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى فضيلة الدكتور/ أحمد بن معبد
عبد الكريم على تفضله بمناقشة منهج العمل معي، ثم مراجعته لجزء كبير من أول
الكتاب، وإمدادي بملاحظاته القيمة حوله، ثم تفضله بالتقديم للكتاب، وتفضله
بتصوير بعض تراجم شيوخ الضياء من "تاريخ الإسلام" لي، أسأل الله سبحانه
بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجزل له الأجر والثواب، وأن يرفع درجته في
الدنيا والآخرة، وأن يجزيه عني وعن المسلمين خير الجزاء.
(مقدمة/28)
وأتقدم بالشكر لكل من ساهم في إخراج هذه
الموسوعة العلمية، سائلاً المولى أن يتقبل منهم عملهم هذا، وأن يجعله في
موازين حسناتهم، وأخص بالشكر منهم أخي الأكبر/ أبو عبد الرحمن أسامة بن
أحمد الذي عمل معي في آخر الكتاب من أول كتاب الجنايات، وكذلك أخص بالشكر
الأخ الأكبر الأستاذ/ أحمد قطب -مدير إدارة المخطوطات بدار الكتب المصرية-
على تعاونه معي؛ جزاه الله عني خيرًا، وكذلك أتقدم بجزيل الشكر للأخ الأكبر
الدكتور/ رامي عبد الحسيب -مدير دار ماجد عَسيرِي للطباعة والنشر- على
تعاونه معي، وحرصه على إخراج هذا الكتاب المبارك.
جزى الله الجميع خير الجزاء، ووفقنا الله سبحانه وسدد خطانا في سبيل خدمة
دينه وكتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم،
وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في
العالمين؛ إنك حميد مجيد.
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا
تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ
عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (1).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________
(1) سورة البقرة، الآية: 286.
(مقدمة/29)
|