السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

كتاب الاعتكاف
3818 - عن عبد الله بن عمر قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان".
رواه خ (1) م (2)، وعنده: "قال نافع: وقد أراني عبد الله المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد".

3819 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده".
رواه خ (3) م (4).

3820 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه، وأنه أمر بخبائه فضُرب -أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان- فأمرت زينب بخبائها فضُرب، وأمر غيرها من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبائه فضُرب، فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفجر نظر فإذا الأخبية، قال: آلبر تردن؟ فأمر (بخبائه فقوض) (5) وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف (في العشر الأول من شوال) (6) " (7).
وفي لفظ (8) ذكر عائشة وحفصة وزينب أنهن ضربن الأخبية للاعتكاف.
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 318 رقم 2025).
(2) صحيح مسلم (2/ 830 رقم 1171).
(3) صحيح البخاري (4/ 318 رقم 2026).
(4) صحيح مسلم (2/ 830 رقم 1172).
(5) في "الأصل": ببنائه فقرض، فأذنت لها فضربت خباءً. والمثبت في صحيح مسلم.
(6) في "الأصل": العشر الاواخر من شعبان. والمثبت من صحيح مسلم.
(7) صحيح مسلم (2/ 831 رقم 1173/ 6).
(8) صحيح مسلم (2/ 831 - 832 رقم 1173).

(3/520)


رواه خ (1) م، ورواية البخاري عن عائشة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح ثم يدخله، فاستأذنت حفصة عائشة (أن تضرب خباء) (2) فأذنت لها فضربت خباءً، فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباءً آخر، فلما أصبح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى الأخبية، فقال: ما هذا؟ فأُخبر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: آلبر تردن بهن؟ فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرًا من شوال".
وفي لفظ له (3): عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها. قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية، فقال: ما هذا؟ قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آلبر أردن بهذا ما أنا بمعتكف. (فرجع) (4)، فلما أفطر اعتكف عشرًا من شوال".
وفي لفظ له (5): "ما حملهن على هذا؟ آلبر؟ انزعوها فلا أراها. فنزعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال".

3821 - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "سألت أبا سعيد الخدري قلت: هل سمعت - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشر الأوسط من رمضان، فخرجنا صبيحة عشرين. قال: فخطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين فقال: إني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها؛
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 323 رقم 2033).
(2) من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (4/ 335 رقم 2045).
(4) في "الأصل": فرج. والمثبت من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (4/ 332 - 333 رقم 2041).

(3/521)


فالتمسوها في العشر الأواخر (في) (1) وتر فإني أريت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليرجع. فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة، قال فجاءت سحابة فمطرت، وأقيمت الصلاة، فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الطين والماء حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته" (2).

3822 - وعن أبي سعيد: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه- قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، فقد أُريت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين صبيحتها؛ فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر. فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش فوكف المسجد (3)، فبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين" (4).
رواه خ -وهذا لفظه في كلا الطريقين- ورواه م (5) بطرق منها:

3823 - عن أبي سعيد قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه فقال: إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. فاعتكف الناس معه، قال: وإني أريتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (4/ 329 رقم 2036).
(3) أي: قطر سقفه بالماء، وأوكف أيضاً. مشارق الأنوار (2/ 286).
(4) صحيح البخاري (4/ 318 - 319 رقم 2027).
(5) صحيح مسلم (2/ 824 - 827 رقم 1167).

(3/522)


وماء. فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيها الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر".

3824 - عن أبي هريرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف فيه عشرين يومًا".
رواه خ (1)، ورواه ق (2) فزاد فيه: "وكان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عرض عليه مرتين".

3825 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: "إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا" (3).
وفي لفظ (4): "كان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض".
رواه خ -وهذا لفظه- م (5)، وزاد: قالت: "إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة".

3826 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف مع بعض نسائه -وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم" (6).
وفي لفظ (7): "اعتكف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة (مستحاضة) (8) من
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 334 رقم 2044).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 562 رقم 1769).
(3) صحيح البخاري (4/ 320 - 321 رقم 2029).
(4) صحيح البخاري (4/ 321 رقم 2031).
(5) صحيح مسلم (1/ 244 رقم 297).
(6) صحيح البخاري (1/ 489 رقم 309).
(7) صحيح البخاري (4/ 488 رقم 2037).
(8) من صحيح البخاري.

(3/523)


أزواجه، فكانت ترى (الدم) (1) والصفرة والطست تحتها، وهي تصلي". رواه خ.

3827 - عن علي بن الحسين أن صفية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته: "أنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد -عند باب أم سلمة- مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي. فقالا: سبحان الله. وكبر عليهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الشيطان يبلغ مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا" (2).
وفي لفظ (3): "ثم (أجازا) (4) فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: تعاليا، إنها صفية بن حيي. فقالا: سبحان الله (يا رسول الله) (5). قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يُلقي في (قلوبكما) (6) شيئًا".
رواه خ -وهذا لفظه- م (7).

3828 - عن ابن عمر: "أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام. قال: فأوف بنذرك".
رواه خ (8) م (9)، وفي لفظ البخاري (10): "أوف بنذرك اعتكف ليلة".
__________
(1) في صحيح البخاري: الحمرة.
(2) صحيح البخاري (4/ 326 رقم 2035).
(3) صحيح البخاري (4/ 330 رقم 2038).
(4) في "الأصل": انحاز. والمثبت من صحيح البخاري.
(5) من صحيح البخاري.
(6) في صحيح البخاري: أنفسكما.
(7) صحيح مسلم (4/ 1712 رقم 2175).
(8) صحيح البخاري (4/ 322 رقم 2032).
(9) صحيح مسلم (3/ 1277 رقم 1656).
(10) صحيح البخاري (4/ 333 رقم 2042) بلفظ: "أوف بنذرك" فقط.

(3/524)


وفي رواية لمسلم: "أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجعرانة (بعد أن رجع من الطائف فقال: يا رسول الله) (1) إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام فكيف ترى؟ قال: اذهب فاعتكف يومًا".
رواه أبو داود (2)، وفيه: "فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اعتكف وصم".

3829 - عن أنس بن مالك قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين".
رواه الإمام أحمد (3) ت (4)، وقال: حديث حسنٌ صحيح غريب.

3830 - عن أُبي بن كعب: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عامًا، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين ليلة".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6) د (7) -وهذا لفظه- وعنده: "فسافر عامًا، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين".

3831 - عن عائشة أنها قالت: "السنة على المعتكف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد له منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع".
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) سنن أبي داود (3/ 242 رقم 3325).

3829 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 301 رقم 1946).
(3) المسند (3/ 104).
(4) جامع الترمذي (3/ 166 رقم 803).

3830 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 44 - 47 رقم 1271 - 1277).
(5) المسند (5/ 114).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 562 رقم 1770).
(7) سنن أبي داود (2/ 331 رقم 2463).

(3/525)


رواه د (1).

3832 - وعن عائشة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يعرج يسأل عنه".
رواه د (2)، وهو من رواية ليث بن أبي سليم، وقد تكلم فيه (3).

3833 - عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا اعتكف طُرح له فراشه، ويُوضع له سريره وراء إسطوانه التوبة".
رواه ق (4).

3834 - وروى (5) أيضًا عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض".
وهو من رواية هياج الخراساني (6) عن عنبسة بن عبد الرحمن (7)، وكلاهما متروك الحديث.

3835 - وروى ابن ماجه (8) أيضًا عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في المعتكف: هو يعتكف الذنوب وتجري له من الحسنات كعامل الحسنات كلها".
هو من رواية فرقد السبخي (9)، وفيه كلام.
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 333 رقم 2473).
(2) سنن أبي داود (2/ 333 رقم 2472).
(3) ترجمته في التهذيب (24/ 279 - 288).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 564 رقم 1774).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 565 رقم 1777).
(6) ترجمته في التهذيب (30/ 357 - 360).
(7) ترجمته في التهذيب (22/ 416 - 419).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 566 - 567 رقم 1781).
(9) ترجمته في التهذيب (23/ 164 - 170).

(3/526)


3836 - عن حذيفة: "أنه قال لابن مسعود: لقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة -أو قال: في مسجد جماعة".
رواه سعيد بن منصور.

3837 - وعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه".
رواه الدارقطني (1)، وقال: رفعه أبو بكر السوسي وغيره لا يرفعه.

1 - باب كراهية الصمت في الصوم
3838 - عن قيس بن أبي حاتم قال: "دخل أبو بكر على امرأة من أحمس -يقال لها: زينب- فكلمها فأبت أن يكلمها، فقال: ما بال هذه؟ قالوا: حجت مصمتة. فقال لها: تكلمي. (فإن هذا لا يحل) (2) هذا من أمر الجاهلية".
رواه خ (3).

3839 - عن ليلى امرأة بشير -هو ابن الخصاصية- "أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أصوم يوم الجمعة ولا أكلم ذلك اليوم أحداً؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تصوم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر، وأما (أن) (4) لا تكلم أحداً فلعمري لأن تكلم بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت".
رواه الإمام أحمد (5).

3840 - عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل العشر أحي الليل، وأيقظ
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 199 رقم 3).
(2) في "الأصل": فقال إن. والمثبت من صحيح البخاري.
(3) صحيح البخاري (7/ 182 رقم 3834).
(4) من المسند.
(5) المسند (5/ 224).

(3/527)


أهله وشد المئزر".
وأخرجه خ (1) م (2).
وله (3): "كان (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4) يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

3841 - عن علي -رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوقظ أهله في العشر الأواخر ويرفع المئزر".
رواه الإمام أحمد (5) ت (6)، وقال: حديث حسن صحيح.

3842 - عن حذيفة قال: "قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة من رمضان في حجرة من جريدة النخل فصب عليه دلواً من ماءٍ".
رواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل في كتاب الصوم.

3843 - وروى عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مريضًا قام ونام، فإذا دخل العشر شمر المئزر واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً".
هو من رواية مسلم بن خالد، وقد تكلم فيه بعضهم (7)، ووثقه يحيى بن معين (8).
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 316 رقم 2024).
(2) صحيح مسلم (2/ 832 رقم 1174).
(3) صحيح مسلم (2/ 832 رقم 1175).
(4) من صحيح مسلم.

3841 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 401 - 402 رقم 789 - 791).
(5) المسند (1/ 98، 128، 132، 133، 137).
(6) جامع الترمذي (3/ 161 رقم 795).
(7) ترجمثه في التهذيب (27/ 508 - 514).
(8) الجرح والتعديل (8/ 183 رقم 800).

(3/528)


قد تقدم ذكر ليلة القدر في كتاب الصلاة (1) ونذكر ها هنا ما (لم) (2) نذكره قبل.

3844 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى".
رواه خ (3).

3845 - عن أبي سعيد الخدري قال: "اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، قال: فلما انقضين أمر بالبناء فقُوض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فاعيد، ثم خرج على الناس، فقال: يا أيها الناس، إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان، فنسيته فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان والتمسوها في التاسعة (والسابعة) (4) والخامسة".
قال: قلت: يا أبا سعيد، إنكم أعلم بالعدد منا. قال: أجل نحن أحق بذلك منكم. قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة و (عشرون) (5) فالتي تليها ثنتان وعشرين وهي التاسعة، وإذا مضت ثلاث و (عشرون) (5) فالتي تليها السابعة، وإذا مضت خمس و (عشرون) (5) فالتي تليها الخامسة".
وفي لفظ: "يختصمان" بدل "يحتقان". رواه مسلم (6).
__________
(1) الأحاديث (2582 - 2599).
(2) في "الأصل": لا.
(3) صحيح البخاري (4/ 306 رقم 2021).
(4) من صحيح مسلم.
(5) في "الأصل": عشرين. والمثبت من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (2/ 826 - 827 رقم 1167/ 217).

(3/529)


3846 - عن عيينة بن عبد الرحمن قال: حدثني أبي قال: "ذكر ليلة القدر عند أبي بكرة، فقال (ما) (1) أنا بملتمسها لشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا في العشر الأواخر؛ فإني سمعته يقول: التمسوها في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث، أو آخر ليلة. وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد".
رواه الإمام أحمد (2) ت (3) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن صحيح.

3847 - عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليلة القدر في العشر البواقي؛ من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله -تبارك وتعالى- يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمي به فيها حتى تصبح، وإن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مشرقة ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر، لا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ".
رواه الإمام أحمد (4).

3848 - عن نعيم بن زياد أبي طلحة الإيادي أنه سمع النعمان بن بشير يقول على منبر حمص: "قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام بنا ليلة تسع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، وكنا ندعو السحور
__________
(1) في "الأصل": و. والمثبت من جامع الترمذي.
(2) المسند (5/ 36، 39، 40).
(3) جامع الترمذي (3/ 160 - 161 رقم 794).

3847 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 279 رقم 342).
(4) المسند (5/ 324).

(3/530)


الفلاح، فأما نحن فنقول: ليلة السابعة ليلة سبع وعشرين، وأنتم تقولون: ليلة ثلاث وعشرين السابعة، فمن أصوب نحن أم أنتم".
رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- س (2).

3849 - عن ابن عباس: "أن رجلاً أتى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير عليل يشق عليَّ القيام فأمرني بليلة؛ لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر؟ قال: عليك بالسابعة".
رواه الإمام أحمد (3).

3850 - وروى (4) عن أبي إسحاق أنه سمع أبا حذيفة يحدث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نظرت إلى القمر صبيحة ليلة (القدر) (5) فرأيته كأنه فلق جفنة"، وقال أبو إسحاق: إنما يكون القمر كذلك ليلة (6) ثلاثة وعشرين.

2 - باب ما يدعى به [في] (7) ليلة القدر
3851 - عن عائشة قالت: "قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلةٍ (ليلة) (8) القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
__________
(1) المسند (4/ 272).
(2) سنن النسائي (3/ 203 رقم 1605).
(3) المسند (1/ 240).
(4) المسند (5/ 369).
(5) في "الأصل": البدر. والمثبت من المسند.
(6) زاد بعدها في "الأصل": صبيحة صبيحة. وهي زيادة مقحمة.
(7) في "الأصل": فيه.
(8) من جامع الترمذي.

(3/531)


رواه الإمام أحمد (1) س (2) ق (3) ت (4) -واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح.

3 - باب في قيام ليلتي العيد
3852 - عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قام ليلتي العيدين للَّه محتسباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".
رواه ق (5).
تم بحمد الله المجلد الثالث
يتلوه -إن شاء الله - في المجلد الرابع
كتاب الحج
__________
(1) المسند (6/ 258).
(2) سنن النسائي الكبرى (4/ 407 - 408 رقم 7712).
(3) سنن ابن ماجه (2/ 265 - رقم 3850).
(4) جامع الترمذي (5/ 499 رقم 3513).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 657 رقم 1782).

(3/532)


وقال سفيان بن عيينة (1): كان إبراهيم الهجري يسوق الحديث سياقة جيدة على ما فيه. وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن سفيان عنه، وقد ضعفه (2) أيضًا يحيى بن معين (1) وأبو حاتم (1).
مسلم (3): حدثني زهير بن حرب، ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن شهاب، عن عامر بن واثلة "أن نافع بن الحارث لقي عمر بعسفان -وكان عمر استعمله على مكة- فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى. (قال: ومن ابن أبزى) (4). قال: مولى من موالينا. قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! قال: إنه قارئ لكتاب الله، وإنه عالم بالفرائض. قال عمر: أما إن نبيكم - صلى الله عليه وسلم - قد قال: إن الله -عز وجل- يرفع بهذا القرآن أقوامًا ويضع آخرين" (5).
الطحاوي (6): حدثنا يوسف بن يزيد، ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أخذ السبع فهو خير (7) " يعني: السبع الطوال من القرآن.
مسلم (8): حدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حسد إلا على اثنتين: رجل آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فتصدق به آناء الليل وآناء النهار" (9).
__________
(1) الجرح والتعديل (2/ 132).
(2) حاشية: ضعفه يُحتمل لهذا الحديث العظيم القدر عند المسلمين؛ لكونه في الرغبة.
(3) (1/ 559 رقم 817).
(4) من صحيح مسلم.
(5) رواه ابن ماجه (1/ 78 - 79 رقم 218).
(6) شرح مشكل الآثار (3/ 408 رقم 1378).
(7) كذا في "الأصل" بالخاء المعجمة والياء التحتية، وفي شرح المشكل: "حبر" بالحاء المهملة، والباء الموحدة، وهو المعروف.
(8) (1/ 559 رقم 815/ 267).
(9) رواه البخاري (8/ 691 رقم 5025 وطرفه في: 7529)، والنسائي في الكبرى (5/ 27=

(3/532)


البخاري (1): حدثنا علي بن إبراهيم، ثنا روح، ثنا شعبة، عن سليمان، سمعت ذكوان، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعة جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما آوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالاً فهو مهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل" (2).
مسلم (3): حدثنا يحيى بن يحيى، أبنا أبو خيثمة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: كان رجل يقرأ [سورة الكهف] (4) وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن" (5).
مسلم (6): حدثني الحسن الحلواني وحجاج بن الشاعر -وتقاربا في اللفظ- قالا: ثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، ثنا يزيد بن الهاد، أن عبد الله بن خباب حدثه، أن أبا سعيد الخدري حدثه "أن أُسَيد بن حُضَير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه، فقرأ ثم جالت أخرى، فقرأ ثم جالت أيضاً، قال أُسيد فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها؛ فإذا مثل الظُّلة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عرجت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، بينما أنا البارحة من جوت الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت، ثم جالت أيضاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
__________
=رقم 8072)، والترمذي (4/ 291 رقم 1936)، وابن ماجه (2/ 1408 رقم 4209).
(1) (8/ 691 رقم 5026).
(2) رواه النسائي في الكبري (5/ 27 رقم 8073).
(3) (1/ 547 - 548 رقم 795/ 240).
(4) من صحيح مسلم.
(5) رواه البخاري (6/ 719 رقم 3614 وطرفاه في: 4839، 5011)، والنسائي في الكبري (6/ 462 - 463 رقم 11503)، والترمذي (5/ 148 - 149 رقم 2885).
(6) (1/ 548 - 549 رقم 796).

(3/634)


اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت، ثم جالت أيضًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ ابن حضير. قال: فانصرفت وكان يحيى قريبًا منها فخشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السُّرُج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم" (1).

باب مثل الجوف الذي ليس فيه الشيء من القرآن
الترمذي (2): حدثنا أحمد بن منيع، ثنا جرير، عن قابوس عن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
قال: هذا حديث حسن صحيح.

باب البكاء عند سماع القرآن
مسلم (3): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، جميعًا عن حفص -قال أبو بكر: ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقرأ على القرآن. فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أُنزل؟! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (4) رفعت رأسي -أو غمزني رجل فرفعت رأسي- فرأيت دموعه تسيل" (5).

باب فضل فاتحة الكتاب
البخاري (6): حدثنا علي بن عبد الله، ثنا
__________
(1) رواه النسائي في الكبرى (5/ 67 - 68 رقم 8244).
(2) (5/ 162 رقم 2913).
(3) (1/ 551 رقم 800).
(4) النساء: 41.
(5) رواه البخاري (8/ 98 - 99 رقم 4582)، والنسائي في الكبرى (5/ 28 رقم 8078)، والترمذي (5/ 222 رقم 3025، 3026).
(6) (8/ 671 رقم 5006).

(3/635)


(3) سقط من هنا ورقة من مصورتنا، وقد استدركناها في آخر المجلد، لأننا لم نحصل عليها إلا بعد طبع الكتاب، ونعتذر لجميع القراء عن هذا الخطأ غير المقصود.

(3/636)


السُّنَنُ وَالأحْكَامُ عَن المُصْطَفَى
عَلَيهِ أَفْضَل الصَّلاَة والسَّلاَم
لِلإمَامِ الحَافِظ ضيَاء الدِّين المقدسيِّ أَبِي عَبْد الله محَمَّد بْن عَبْد الوَاحد
صَاحِبُ المُخْتَارَة (569 - 643هـ)
تقديم فضيلة الدكتور
أَحْمَد بْن معْبد عَبْد الكَرِيم
تحقيق
أَبي عَبد الله حُسَين بْن عُكَاشَة
المُجَلَّدُ الرَّابِعُ
الحَجُّ - البُيُوعُ
النَّاشِر
دَارُ مَاجِد عَسيرِي

(4/1)


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(4/2)


السُّنَنُ وَالأحْكَامُ عَن المُصْطَفَى
عَلَيهِ أَفْضَل الصَّلاَة والسَّلاَم

(4/3)


حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1425هـ - 2004م
الناشر
دار ماجد عَسيرِي للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية - جده - 21412
ص. ب 15126
الإدارة - 6651648 - فاكس 6657529
جوال 055323116 - وجوال 055623705
المبيعات ت/ 6631403 - جوال 054346151

(4/4)