السنن والأحكام عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام

كتاب الصيام
1 - باب فضل الصوم
3460 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله -عز وجل-: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة (1) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث (2) ولا يصخب (3) فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف في الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا فطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5)، وفي لفظ للبخاري (6): "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".
ولمسلم (7): "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك".

3461 - وعن أبي هريرة وأبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -تعالى- يقول: الصوم لي وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا
__________
(1) الجنة: الوقاية، أي: يقي صاحبه ها يؤذيه من الشهوات. النهاية (1/ 308).
(2) قال الأزهري: الرفث: كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. النهاية (2/ 241).
(3) الصخب والسخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. النهاية (3/ 14).
(4) صحيح البخاري (4/ 141 رقم 1904).
(5) صحيح مسلم (7/ 802 رقم 1151/ 163).
(6) صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(7) صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151/ 164).

(3/390)


لقي الله -عز وجل- فرح، والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". رواه م (1).

3462 - عن سهل -هو ابن سعد- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، لا يدخله إلا الصائمون، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا غلق فلم يدخل منه أحد".
أخرجاه في الصحيحين (2) - واللفظ للبخاري- وعند م: "أغلق".

3463 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة. فقال أبو بكر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ فقال: نعم، وأرجو أن تكون منهم".
أخرجاه (3) أيضًا، واللفظ خ، وفي م: "دعي من باب الصدقة".

3464 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعده بذلك اليوم عن النار سبعين خريفًا".
رواه خ (4) م (5)، وهذا لفظه.
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151).
(2) البخاري (4/ 133 رقم 1896) ومسلم (2/ 808 رقم 1152).
(3) البخاري (4/ 133 رقم 1897) ومسلم (2/ 711 - 712 رقم 1027).
(4) صحيح البخاري (6/ 56 رقم 2840).
(5) صحيح مسلم (2/ 808 رقم 1153).

(3/391)


3465 - عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " (من) (1) صام يومًا في سبيل الله -عز وجل- زحزح الله وجهه بذلك اليوم سبعين خريفًا".
رواه س (2).

3466 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصيام جُنَّة من النار؛ فمن أصبح صائمًا فلا يجهل يومئذ، فإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل: إني صائم، والذي نفس محمدٍ بيده، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
رواه س (3).

3467 - عن (أبي) (4) عبيدة -هو ابن الجراح- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصيام جُنَّة ما لم يخرقها" (5).
رواه الإمام أحمد (6) س (7).

3468 - عن (معاذ بن) (8) جبل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصوم جنة".
رواه الإمام أحمد (9) س (10).
__________
(1) في "الأصل": ما من. والمثبت من سنن النسائي.
(2) سنن النسائي (4/ 172 رقم 2243، 4/ 173 رقم 2245).
(3) سنن النسائي (4/ 167 - 168 رقم 2233).

3467 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 316 - 318 رقم 1119 - 1121).
(4) سقطت من "الأصل".
(5) صححه ابن خزيمة (3/ 194 رقم 1892).
(6) المسند (1/ 196).
(7) سنن النسائي (4/ 167 رقم 2232).
(8) في "الأصل": مطرف. وهو تحريف، لعله من انتقال نظر الناسخ.
(9) المسند (5/ 237).
(10) سنن النسائي (4/ 166 رقم 2223 - 2225).

(3/392)


3469 - عن مطرف قال: "دخلت على عثمان بن أبي العاص، فدعا بلبن فقلت: إني صائم. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: الصوم جنة من النار؛ كجنة أحدكم من القتال" (1).
رواه الإمام أحمد (2) س (3).

3470 - عن أبي أمامة: "أنه قال: يا رسول الله، مرني بعمل آخذه (عنك) (4) ينفعني الله -تعالى- به. قال: عليك بالصوم؛ فإنه لا مثل له (5) ".
رواه الإمام أحمد (6) -وهذا لفظه- س (7).

3471 - عن حذيفة قال: "أسندت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى صدري، فقال: من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة، ومن تصدق بصدقةٍ ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنة".
رواه الإمام أحمد (8) من رواية عثمان البتي، وضعفه ابن معين (9).
__________
(1) رواه ابن ماجه (1/ 525 رقم 1639).
(2) المسند (4/ 21، 22، 217).
(3) سنن النسائي (4/ 167 رقم 2230) واللفظ له.
(4) في "الأصل": عندك. والمثبت من المسند.
(5) أي: في كسر الشهوة ودفع النفس الأمارة والشيطان، أو لا مثل له في كثرة الثواب. قاله السندي في حاشية سنن النسائي.
(6) المسند (5/ 255).
(7) سنن النسائي (4/ 165 رقم 2219).
(8) المسند (5/ 391).
(9) في رواية معاوية بن صالح عنه، ووثقه في رواية عباس الدوري في تاريخه (3/ 156 رقم 3682).
وقال النسائي في "الكنى": عثمان البتي ثقة، أبنا معاوية بن صالح عن ابن معين قال: عثمان البتي ضعيف. قال النسائي: هذا عندي خطأ، ولعله أراد عثمان البري. نقله مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (9/ 186 - 187) وابن حجر في تهذيب التهذيب=

(3/393)


2 - باب في وجوب صوم رمضان
3472 - عن طلحة بن عبيد الله "أن أعرابياً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا. فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الزكاة؟ - قال: فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشرائع الإسلام، فقال: والذي أكرمك بالحق لا أتطوع شيئاً، ولا أنقص فرض الله عليَّ شيئاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أفلح إن صدق -أو دخل الجنة إن صدق".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

3473 - عن أبي هريرة قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بارزاً يومًا للناس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن باللَّه، وملائكته، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام (أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال) (3): أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها،
__________
= (4/ 100).
وعثمان البتي ترجمته في التهذيب (19/ 492 - 493).
وقال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص 133 رقم 239): ثقة مشهور، اختلف قول ابن معين فيه، ووثقه الدارقطني وغيره.
(1) صحيح البخاري (4/ 123 رقم 1891).
(2) صحيح مسلم (1/ 40 رقم 11).
(3) سقطت من "الأصل"، والمثبت من صحيح البخاري.

(3/394)


وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله. ثم تلا النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... ) (1) الآية. ثم أدبر فقال: ردوه. فلم يروا شيئًا، فقال: إن هذا جبريل -رضي الله عنه- جاء يُعلم الناس دينهم".
أخرجاه (2)، واللفظ خ.

3474 - عن أنس بن مالك قال: "بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن عبد المطلب. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتك. فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد (في) (3) نفسك. فقال: سل عما بدا لك. فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آللَّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك بالله، آللَّه أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللَّهم نعم. قال: أنشدك باللَّه، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللَّهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جاء به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد ابن بكر".
كذا رواه خ (4) من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن (أنس) (5) بن مالك، وقال: رواه موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان، عن ثابت، عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا.
__________
(1) سورة لقمان، الآية: 34.
(2) البخاري (1/ 140 رقم 50) ومسلم (1/ 39 رقم 9).
(3) من صحيح البخاري.
(4) صحيح البخاري (1/ 179 رقم 63).
(5) تكررت في "الأصل".

(3/395)


قال الحافظ: ورواه مسلم (1) من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن أنس بنحوه، وفي آخره: "وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: صدق والله. ثم ولى، قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لئن صدق ليدخلن الجنة".

3 - باب في فضائل شهر رمضان
3475 - عن أبي هريرة قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة" (2).
وفي لفظ (3): "إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين".
رواه خ -وهذا لفظه- م (4)، وفي لفظ (5): "فتحت أبواب الرحمة".

3476 - وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه". رواه خ (6) م (7).

3477 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت (8) الشياطين ومردة (9) الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح
__________
(1) صحيح مسلم (1/ 41 رقم 12).
(2) صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1898).
(3) صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1899).
(4) صحيح مسلم (2/ 758 رقم 1079).
(5) صحيح مسلم (2/ 758 رقم 1079/ 2).
(6) صحيح البخاري (4/ 138 رقم 1901).
(7) صحيح مسلم (1/ 523 - 524 رقم 759، 760).
(8) أي: شُدَّت وأوثقت بالأغلال، يقال: صَفَدته وصَفَّدته، والصَّفد والصِّفاد: القيد. النهاية (3/ 35).
(9) جمع مارد، وهو العاتي الشديد. النهاية (4/ 315).

(3/396)


منها باب، وفتحت أبواب الجنة (فلم) (1) يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".
رواه ت (2) ق (3).

3478 - عن أنس بن مالك قال: "دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا كل محروم".
رواه ق (4).

3479 - عن النضر بن شيبان قال: "لقيت أبا سلمة بن عبد الرحمن، قلت: حدثني عن شيء سمعته من أبيك (سمعه) (5) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان. قال: نعم حدثني أبي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله -عز وجل- فرض (صيام) (6) رمضان، وسننتُ قيامه؛ فمن صامه وقامه إيمانًا واحتساباً خرج من
__________
(1) سقطت من "الأصل"، وأثبتها من سنني الترمذي وابن ماجه.
(2) جامع الترمذي (3/ 66 - 67 رقم 682). وقال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر.
قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ... " فذكر الحديث.
قال محمد: وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 526 رقم 1642).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 526 رقم 1644).

3479 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 105 - 106 رقم 906 - 908) ونقل إعلاله عن الدارقطني.
(5) في "الأصل": سمعته. والمثبت من المسند.
(6) من المسند.

(3/397)


الذنوب كيوم ولدته أمه" (1).
رواه الإمام أحمد (2) س (3) ق (4).

3480 - عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صام رمضان فعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي له أن يتحفظ منه كفر ما قبله".
رواه الإمام أحمد (5) وأبو حاتم البستي (6).

3481 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم".
رواه النسائي (7).

3482 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم (تعطها) (8) أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من
__________
(1) رواه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 335 رقم 2201) وقال: أما خبر "من صامه وقامه .. " إلى آخر الخبر فمشهور من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، ثابت لا شك ولا ارتياب في ثبوته، أول الكلام وأما الذي يكره -كذا- ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن أبيه، فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله -عز وجل- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - لا بهذا الإسناد، فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهمًا، أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئاً، وهذا الخبر لم يروه عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان.
(2) المسند (1/ 191) واللفظ له.
(3) سنن النسائي (4/ 157 - 158 رقم 2207).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 421 رقم 1328).
(5) المسند (3/ 55).
(6) الإحسان (8/ 219 - 220 رقم 3433) وموارد الظمآن (1/ 388 رقم 879).
(7) سنن النسائي (4/ 129 رقم 2105).
(8) في "الأصل": تعطه. والمثبت من المسند.

(3/398)


ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويُزين الله -عز وجل- كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك. ويصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة. قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يُوفى أجره إذا قضى عمله". رواه الإمام أحمد (1).

3483 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماذا يستقبلكم وتستقبلون. ثلاث مرات، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله، وحي نزل؟ قال: لا. قال: عدو حضر؟ قال: لا. قال: فماذا؟ قال: إن الله يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة. وأشار بيده إليها، فجعل رجل بين يديه يهز رأسه، ويقول: بخ بخ. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا فلان ضاق به صدرك؟ قال: لا، ولكن ذكرت المنافق. فقال: إن المنافقين هم الكافرون، وليس للكافر من ذلك شيء".
رواه أبو بكر -هو ابن إسحاق- بن خزيمة في صحيحه (2)، ثم قال: إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف خلفًا أبا الربيع بعدالة ولا جرح، ولا عمرو بن حمزة (القيسي) (3) الذي دونه.
قلت: ذكرهما ابن أبي حاتم (4) فلم يذكر فيهما جرحًا (5).
__________
(1) المسند (2/ 292).

3483 - خرجه الضياء في المختارة (6/ 117 - 119 رقم 2111 - 2114).
(2) صحيح ابن خزيمة (3/ 189 - 190 رقم 1885).
(3) تحرفت في الأصل والمثبت من صحيح ابن خزيمة وغيره.
(4) الجرح والتعديل (3/ 369 رقم 1679، 6/ 228 رقم 1266).
(5) وقال البخاري في تاريخه (6/ 325 رقم 2534) عن عمرو بن حمزة القيسي: لا يتابع في حديثه. وضعفه الدارقطني وغيره، ترجمته في الميزان (3/ 255 رقم 6355) ولسان الميزان (5/ 350 رقم 6345).

(3/399)


3484 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أظلكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما مر بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه، بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن الله -تعالى- ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله، ويكتب إصره وشقاه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة، ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن" (1).
رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (2).
قال الحافظ أبو عبد الله: هو من رواية كثير بن زيد، تكلم فيه يحيى بن معين (3)، ووثقه في رواية (4)، وقال أبو زرعة الرازي (5): لين. وقال س (6): ضعيف.

3485 - عن سلمان قال: "خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدَّى فريضة (فيما سواه) (7) ومن أدَّى فيه فريضة كان كمن أدَّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر
__________
(1) رواه الإمام أحمد في مسنده (2/ 524).
(2) صحيح ابن خزيمة (3/ 188 - 189 رقم 1884).
(3) قال في رواية ابن أبي خيثمة عنه: ليس بذاك القوي. الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) وانظر التهذيب (24/ 115).
(4) قال في رواية المفضل الغلابي ومعاوية بن صالح عنه: صالح. وقال في رواية عبد الله ابن أحمد الدورقي عنه: ليس به بأس. التهذيب (24/ 115).
(5) الجرح والتعديل (7/ 151 رقم 841) ونصه: هو صدوق فيه لين.
(6) كتاب الضعفاء والمتروكين (206 رقم 530).
(7) من صحيح ابن خزيمة.

(3/400)


يُزاد (فيه) (1) رزق المؤمن، من فطر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء. قالوا: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم. فقال: يُعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على تمرة أو على شربة ماء أو مَذْقة (2) لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف على مماليكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائمًا سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".
كذا رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه (3)، ثم قال إن صح الخبر.
قال الحافظ أبو عبد الله: هو من رواية علي بن زيد بن جدعان، وعلي بن زيد فقد تكلم فيه جماعة من العلماء: فقال الإمام أحمد (4) ويحيى بن معين (5): ليس بشيء. وقال خ (6): لا يُحتج به.

4 - باب الجود في رمضان
3486 - عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل عليه السلام
__________
(1) في "الأصل": في. والمثبت من صحيح ابن خزيمة.
(2) المذقة: الشربة من اللبن. النهاية (4/ 311).
(3) صحيح ابن خزيمة (3/ 191 - 192 رقم 1887).
(4) الكامل لابن عدي (6/ 335).
(5) تاريخ الدوري (3/ 84 رقم 353).
(6) لم أقف على هذا القول الآن.

(3/401)


يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".
رواه خ (1) م (2).

5 - باب
3487 - عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمَّ (3) عليكم فاقدروا له" (4).
وفي لفظ (5): عن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رمضان، فقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له".
وفي لفظ (6): قال: "الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".
رواه خ -وهذا لفظه- م (7) وعنده: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رمضان فضرب بيديه، فقال: الشهر هكذا وهكذا -ثم عقد إبهامه في الثالثة- صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فاقدروا ثلاثين".
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 40 رقم 16).
(2) صحيح مسلم (2/ 1804 رقم 2308).
(3) يقال: غُمَّ علينا الهلال إذا حال دون رؤيته غيم أو نحوه، من غَممت الشيء إذا غطيته، وفي "غُمَّ" ضمير الهلال، ويجوز أن يكون "غمَّ" مسنداً إلى الظرف: أي فإن كنتم مغمومًا عليكم فأكملوا، وترك ذكر الهلال للاستغناء عنه. النهاية (3/ 388).
(4) صحيح البخاري (4/ 135 رقم 1900).
(5) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1960).
(6) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 7019).
(7) صحيح مسلم (2/ 759 رقم 1080).

(3/402)


ورواه د (1) وزاد: قال: "فكان ابن عمر إذا كان شعبان تسعًا وعشرين نظر له، فإن رأى فذاك، وإن لم ير -ولم يحل دون منظره سحاب ولا قتر (2) - أصبح مفطرًا، فإن حال دون منظره سحاب أو قتر أصبح صائمًا. قال: وكان ابن عمر يفطر مع الناس، ولا يأخذ بهذا الحساب".
وروى الإمام أحمد (3) نحو هذا، وكذلك الدارقطني (4).

3488 - عن أبي هريرة قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته؛ فإن غُيِّي (5) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".
كذا رواه خ (6)، وعند م (7) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا".
وفي لفظ له (8): "فإن غمي عليكم فعدوا ثلاثين".
وللإمام أحمد (9) ت (10): "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين، ثم أفطروا".
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 297 رقم 2320).
(2) القترة: غبرة يعلوها سواد كالدخان. لسان العرب "قتر".
(3) المسند (2/ 5).
(4) سنن الدارقطني (2/ 161 رقم 22).
(5) بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، لما لم يسم فاعله، من الغباء شبه الغبرة في السماء، وللحموي: "غَبِي" بفتح المعجمة وكسر الموحدة كغلم، أي: خفي. انظر إرشاد الساري (3/ 357)، والنهاية (3/ 342).
(6) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 9019).
(7) صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1081/ 17).
(8) صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1081/ 20).
(9) المسند (2/ 415، 430، 454، 456، 469).
(10) جامع الترمذي (3/ 68 - 69 رقم 684) واللفظ له.

(3/403)


وقال ت: حديث حسن صحيح.

6 - باب لا يتقدم رمضان بصوم يوم ولا يومين
3489 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومًا فليصم ذلك اليوم".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

3490 - عن أبي البختري قال: "أهللنا رمضان ونحن بذات عرق، فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس يسأله، فقال ابن عباس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قد أمده (3) لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة". رواه م (4).

3491 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوموا قبل رمضان، صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه غياية (5) فأكملوا ثلاثين يومًا".
رواه ت (6)، وقال: حديث حسن صحيح.
وفي لفظ الإمام أحمد (7) س (8): "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 152 رقم 1914).
(2) صحيح مسلم (2/ 762 رقم 1082).
(3) قال القاضي عياض: معناه أطال مدته إلى الرؤية، يقال منه مدَّ وأمد، قال الله تعالى: (وإخوانهم يمدونهم في الغي) قُرئ بالوجهين أي: يطيلون لهم، قال: وقد يكون أمده من المدة التي جُعلت له، قال صاحب الأفعال: أمددتك مدة، أي: أعطيتكها. شرح مسلم للنووي (5/ 60).
(4) صحيح مسلم (5/ 762 رقم 1088).
(5) الغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية (3/ 403).
(6) جامع الترمذي (3/ 72 رقم 688).
(7) المسند (1/ 226، 258).
(8) سنن النسائي (4/ 136 رقم 2128، 2129).

(3/404)


بينكم وبينه سحاب فكملوا ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً".
رواه د (1) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم، لا تصوموا حتى نروه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا، والشهر تسع وعشرون".

3492 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحصوا هلال شعبان لرمضان".
رواه ت (2) عن مسلم بن الحجاج -صاحب الصحيح- عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية قال: لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما رُوي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين".

3493 - عن صلة بن زفر قال: "كنا عند عمار بن ياسر فأُتي بشاة مصلية، فقال: كلوا. فتنحى بعض القوم، فقال: إني صائم، فقال عمار: من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -".
رواه د (3) س (4) ق (5) ت (6)، وقال: حديث حسن صحيح.

3494 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحفظ من شعبان ما لا
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2327).
(2) جامع الترمذي (3/ 71 رقم 687).
(3) سنن أبي داود (2/ 300 رقم 2334).
(4) سنن النسائي (4/ 153 رقم 2187).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 527 رقم 1645).
(6) جامع الترمذي (3/ 70 رقم 686) واللفظ له.

(3/405)


يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤيته ويفطر لرؤيته، فإن غم عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) والدارقطني (3)، وقال: إسناد صحيح.

3495 - عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة".
رواه د (4) س (5) والدارقطني (6)، وزاد في آخره: "أو تكملوا العدة قبله".
3495م- ورواه س (7) من رواية الحجاج بن أرطأة عن منصور عن ربعي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، وفيه: "فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين أتموا عدة شعبان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك، ثم صوموا رمضان ثلاثين إلا أن تروا الهلال قبل ذلك".
قال الحافظ: هذا الحديث مرسل، والحجاج بن أرطأة تكلم فيه غير واحد من الأئمة (8).
__________
(1) المسند (6/ 149).
(2) سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2325).
(3) سنن النسائي (2/ 156 رقم 40).
(4) سنن أبي داود (2/ 298 رقم 2326).
(5) سنن النسائي (4/ 135 رقم 2125).
(6) سنن الدارقطني (2/ 160 رقم 20).
(7) سنن النسائي (4/ 136 رقم 2127).
(8) ترجمته في التهذيب (5/ 420 - 428).

(3/406)


7 - باب كراهية صوم النصف من شعبان لحال رمضان
3496 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا بقي نصف شعبان فلا تصوموا".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ق (4) ت (5) -واللفظ له- وقال: حديث حسن صحيح. قال: ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرًا، فإذا بقى شيء من شعبان أخذ في الصوم لحال شهر رمضان.
وقال س: لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير العلاء.
وروي عن الإمام أحمد قاله: ليس بمحفوظ. قال: وسألنا عنه عبد الرحمن ابن مهدي، فلم يصححه، ولم يحدثني به، وكان يتوقاه. قال أحمد: والعلاء ثقة لا ينكر من حديثه إلا هذا.

8 - باب في شهادة الواحد على رؤية هلال شهر رمضان
3497 - عن ابن عباس قال: "جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الهلال -يعني: رمضان- فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، فقال:
__________
(1) المسند (2/ 442).
(2) سنن أبي داود (2/ 300 - 301 رقم 2337).
(3) السنن الكبرى (2/ 172 رقم 2911).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 528 رقم 1651).
(5) جامع الترمذي (3/ 115 رقم 738).

(3/407)


أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قال: نعم. قال: يا بلال أذن في الناس أن يصوموا غدًا".
رواه د (1) -وهذا لفظه- ت (2) س (3) ق (4)، وقال الترمذي: روى سفيان الثوري وغيره عن سماك عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً.

3498 - ورواه أبو داود (5) أيضًا عن عكرمة "أنهم شكوا في هلال رمضان ... " فذكره وفي آخره: "فأمر بلالًا أن ناد في الناس: أن يقوموا وأن يصوموا".

3499 - عن ابن عمر قال: "تراءى الناس الهلال، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه".
رواه د (6) والدارقطني (7)، وقال: تفرد به مروان بن محمد عن ابن وهب، وهو ثقة.

3500 - عن فاطمة بنت حسين: "أن رجلاً شهد عند علي -رضي الله عنه- رؤية هلال رمضان فصام، وأحسبه قال: وأمر الناس أن يصوموا، قال: (أصوم) (8) يوماً من شعبان أحب إليَّ من أن أفطر يومًا من رمضان".
رواه الشافعي في مسنده (9) والدارقطني (10).
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2340).
(2) جامع الترمذي (3/ 74 رقم 691).
(3) سنن النسائي (4/ 131 - 132 رقم 2111، 2112).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 529 رقم 1652).
(5) سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2341).
(6) سنن أبي داود (2/ 302 رقم 2342).
(7) سنن الدارقطني (2/ 156 رقم 1).
(8) في "الأصل": صوم. والمثبت من مسند الشافعي وسنن الدارقطني.
(9) مسند الشافعي (ص 103).
(10) سنن الدارقطني (2/ 170 رقم 15).

(3/408)


9 - باب ما يقال عند رؤية الهلال
3501 - عن طلحة بن عبيد الله: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: اللَّهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير".
رواه الإمام أحمد (1) -وليس عنده: "هلال رشد وخير"- ت (2): وقال: حديث حسن غريب.

10 - باب في شهادة رجلين على رؤية هلال شوال
3502 - عن حسين بن الحارث الجدلي -جديلة قيس-: "أن أمير مكة خطب ثم قال: عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننسك للرؤية، فإن لم نره وشهد شاهداً عدلٍ أنسكنا بشهادتهما. فسألت الحسين بن الحارث من أمير مكة؟ قال: الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب. ثم قال الأمير: إن فيكم من هو أعلم بالله ورسوله مني، وشهد هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأومأ بيده إلى رجل. قال الحسين: فقلت لشيخ إلى جنبي من هذا الذي أومأ إليه الأمير؟ (قال:) (3) هذا عبد الله ابن عمر، وصدق هو أعلم باللَّه منه. فقال: بذلك أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه د (4) -وهذا لفظه- والدارقطني (5) وقال: إسناد متصل صحيح. وعنده:
__________
3501 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 22 - 23 رقم 820 - 821) وقال: أبو سفيان تكلم فيه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني.
(1) المسند (1/ 162).
(2) جامع الترمذي (5/ 470 رقم 3451).
(3) من سنن أبي داود.
(4) سنن أبي داود (2/ 301 رقم 2338).
(5) سنن الدارقطني (2/ 167 رقم 1).

(3/409)


قال ابن عمر بذلك.

3503 - عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اختلف الناس في آخر يوم من رمضان، فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بالله لأهلا (1) الهلال أمس عشيةً. فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - (الناس) (2) أن يفطروا، وأن يغدوا إلى (مصلاهم) (3) ".
رواه الإمام أحمد (4) -وليس عنده: "وأن يغدوا إلى مصلاهم".- د (5)، وهذا لفظه، وكذلك الدارقطني (6)، وقال: إسناد حسن.

3504 - عن أبي عمير (بن) (7) أنس قال: حدثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: "أغمي علينا هلال شوال فأصبحنا صيامًا، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يفطروا، ويخرجوا إلى عيدهم من الغد".
رواه الإمام أحمد (8) ق (9) والدارقطني (10): وقال هذا إسناد حسن.

3505 - عن أبي وائل قال: "جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين (11) إن الأهلة
__________
(1) أي أبصرا الهلال. النهاية (5/ 270).
(2) من سنن أبي داود.
(3) في "الأصل": المصلى، والمثبت من سنن أبي داود.
(4) المسند (5/ 362 - 363).
(5) سنن أبي داود (2/ 301 - 302 رقم 2339).
(6) سنن الدارقطني (2/ 160 رقم 20).
(7) في "الأصل": عن. والمثبت من المسند وسنني ابن ماجه والدارقطني.
(8) المسند (5/ 57، 58).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 529 رقم 1653).
(10) سنن الدارقطني (2/ 170 رقم 13، 14).
(11) خانقين: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد. معجم البلدان (2/ 389) ومراصد الاطلاع (1/ 447).

(3/410)


بعضها أكبر من بعض؛ فإذا رأيتم الهلال نهاراً فلا تفطروا حتى تمسوا، إلا أن يشهد رجلان مسلمان أنهما أهلاه بالأمس (عشية) (1) ".
رواه الدارقطني (2).

11 - باب في صوم شعبان كله واتصال الصوم برمضان
3506 - عن عائشة قالت: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرًا أكثر من شعبان؛ فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا. وأحب الصلاة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مادووم عليه وإن قَلَّتْ، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها".
رواه خ (3) واللفظ له.

3507 - م (4) ولفظه عن أبي سلمة قال: "سألت عائشة عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان يصوم حتى نقول (قد صام) (5) ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان؛ كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا".
وفي لفظ له (6): "وكان يقول: خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لن يمل حتى تملوا. وكان يقول: أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل".

3508 - عن عمران بن حصين: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: هل صمت من
__________
(1) من سنن الدارقطني.
(2) سنن الدارقطني (2/ 169 رقم 10).
(3) صحيح البخاري (4/ 251 رقم 1970).
(4) صحيح مسلم (2/ 811 رقم 1156/ 176).
(5) من صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (2/ 811 رقم 782).

(3/411)


سرر هذا الشهر شيئًا؟ قال: لا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه" (1).
وفي لفظ (2): "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئاً. يعني: شعبان".
رواه خ (3) م وهذا لفظه.
ولفظ خ: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه (سأله) (4) -أو سأل رجلاً وعمران يسمع- فقال: يا فلان، أما صمت سرر هذا الشهر؟ -أظنه قال: يعني: رمضان- قال الرجل: لا يا رسول الله. قال: فإذا أفطرت فصم يومين".
قال: وقال ثابت عن مطرف عن عمران عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سرر شعبان".

3509 - عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة قال: "قام معاوية في الناس بدير مسحل -الذي على باب حمص- فقال: يا أيها الناس، إنا قد رأينا الهلال يوم كذا وكذا، وأنا متقدم بالصيام فمن أحب أن يفعله فليفعله. قال: فقام إليه مالك بن هبيرة السبئي فقال: يا معاوية أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم شيء من رأيك؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: صوموا الشهر وسره".
رواه د (5)، قيل: سرر الشهر يعني: آخر ليلة يستسر الهلال فيها، وهو بكسر السين وفتحها لغتان.

3510 - عن أم سلمة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامّا إلا شعبان يصله برمضان".
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 820 - 821 رقم 1161/ 200).
(2) صحيح مسلم (2/ 821 رقم 1161/ 201).
(3) صحيح البخاري (4/ 270 رقم 1983).
(4) في "الأصل": سأل. والمثبت من صحيح البخاري.
(5) سنن أبي داود (2/ 299 رقم 2329).

(3/412)


رواه الإمام أحمد (1) د (2) - واللفظ لهما- ت (3) س (4) ق (5) وعنده: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصل شعبان برمضان".
وعند ت: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان". وقال: حديث حسن.

3511 - عن أسامة بن زيد قال: "قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل (عنه) (6) الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد (7) س (8).

12 - باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
3512 - عن عائشة قالت: "فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فخرجت فإذا هو بالبقيع، فقال: أكنت تخافين أن يحيف (9) الله عليك ورسوله؟ فقلت: يا رسول الله، ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال: إن الله -عز وجل- ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا؛ فيغفر لأكثر من عدد شعر (غنم) (10) كلب".
__________
(1) المسند (6/ 311).
(2) سنن أبي داود (2/ 300 رقم 2336).
(3) جامع الترمذي (3/ 113 رقم 736).
(4) سنن النسائي (4/ 458 رقم 2174).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 528 رقم 1648).

3511 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 108 - 109 رقم 1319 - 1320).
(6) سقطت من "الأصل".
(7) المسند (5/ 201، 206).
(8) سنن النسائي (4/ 201 رقم 2356).
(9) الحَيف: الجَور والظلم. النهاية (1/ 469).
(10) من جامع الترمذي وسنن ابن ماجه.

(3/413)


رواه ق (1) ت (2) وقال: حديث عائشة لا نعرفه إلا من حديث الحجاج -هو ابن أرطأة- وسمعت محمدًا يضعف هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من ابن أبي كثير.

13 - باب اختلاف رؤية الهلال في البلدان
3513 - عن كريب: "أن أم الفضل بعثته إلى معاوية بالشام. قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها، واستهل عليَّ رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر، فسألني عبد الله بن عباس، ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنَّا رأيناه ليلة السبت؛ فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه. فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا، هكذا أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه م (3).

3514 - عن أبي البختري -وهو سعيد بن فيروز- الطائي قال: "خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة، قال: تراءينا الهلال فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين: (قال: فلقينا) (4) ابن عباس فقلنا: (إنا) (4) رأينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قال: قلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: (إن) (4) رسول الله
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 444 رقم 1389).
(2) جامع الترمذي (3/ 116 رقم 739).
(3) صحيح مسلم (2/ 765 رقم 1087).
(4) من صحيح مسلم.

(3/414)


- صلى الله عليه وسلم - (قال: "إن الله) (1) مده للرؤية. فهو لليلة رأيتموه".
رواه م (2).

14 - باب في الشهر يكون تسعًا وعشرين
3515 - عن ابن عمر قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر هكذا وهكذا. وخنس الإبهام (3) في الثالثة".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5) ولفظه: "الشهر كذا وكذا وكذا. وسفق (6) بيديه مرتين بكل أصابعهما، ونقص في السفقة (6) الثالثة إبهام اليمنى أو اليسرى".

3516 - وعن ابن (عمر) (7) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنا أمة أُمية لا نحسب ولا نكتب، الشهر هكذا وهكذا. يعني: مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين".
رواه خ (8) -وهذا لفظه- م (9) ولفظه: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا. وعقد الإبهام في الثالثة. والشهر هكذا وهكذا وهكذا. يعني: تمام الثلاثين".
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح مسلم (2/ 765 رقم 1088).
(3) أي: قبضها. النهاية (2/ 84).
(4) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1908).
(5) صحيح مسلم (1/ 762 رقم 1080/ 13).
(6) في صحيح مسلم: "صفق" و"الصفقة" بالصاد فيهما، والسين والصاد يتعاقبان مع القاف والخاء، إلا أن بعض الكلمات يكثر في الصاد، وبعضها يكثر في السين. النهاية (2/ 376).
(7) بياض في "الأصل" والمثبت من الصحيحين.
(8) صحيح البخاري (4/ 151 رقم 1913).
(9) صحيح مسلم (2/ 761 رقم 1080/ 15).

(3/415)


3517 - عن أم سلمة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حلف لا يدخل على بعض أهله شهرًا، فلما مضى تسع وعشرون يومًا غدا عليهم -أو راح- فقيل له: حلفت يا رسول الله (أن) (1) لا تدخل علينا شهراً قال: (إن) (1) الشهر يكون (تسعةً وعشرين) (2) يوماً".
رواه خ (3) م (4)، وهذا لفظه.

3518 - عن حميد عن أنس قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آلى (5) من نسائه شهرًا، فكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة (تسعًا وعشرين) (6) ليلة، ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله، آليت شهراً. فقال: إن الشهر يكون تسعًا وعشرين".
رواه خ (7).

3519 - عن جابر بن عبد الله قال: "اعتزل النبي - صلى الله عليه وسلم - نساءه شهرًا، فخرج إلينا صباح تسع وعشرين، فقال بعض القوم: يا رسول الله، إنما أصبحنا لتسع وعشرين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الشهر يكون تسعاً وعشرين. ثم طبق النبي - صلى الله عليه وسلم - بيديه ثلاثًا: مرتين بأصابع يديه كلها، والثالثة بتسع منها". رواه م (8).
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) في "الأصل": تسعاً وعشرون.
(3) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1910).
(4) صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1085).
(5) أي: حلف لا يدخل عليهن، وإنما عدَّاه بمن حملاً على المعنى وهو الامتناع من الدخول، وهو يتعدى بمن، وللإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يُسمى إيلاء دونها. النهاية (1/ 62).
(6) في "الأصل": تسعة وعشرون. والمثبت من صحيح البخاري، قال ابن حجر: "تسعًا وعشرين كذا للأكثر وللحموي والمستملي: "تسعة وعشرين". فتح الباري (4/ 148).
(7) صحيح البخاري (4/ 143 رقم 1911).
(8) صحيح مسلم (2/ 763 - 764 رقم 1084/ 24).

(3/416)


3520 - عن سعد بن أبي وقاص قال: "ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده على الأخرى، قال: الشهر هكذا وهكذا. ثم نقص في الثالثة أصبعًا" (1).
وفي لفظ (2): "هكذا وهكذا (وهكذا) (3) عشرًا وعشرًا وتسعًا مرة".
رواه م.

3521 - عن ابن مسعود قال: "ما صمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين".
رواه د (4) ت (5).

3522 - عن عائشة: "قيل لها: يا أم المؤمنين، أيكون شهر رمضان تسعة وعشرين؟ فقالت: ما صمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر (مما) (6) صمت ثلاثين".
رواه الدارقطني (7)، وقال: إسناد حسن صحيح.

3523 - عن أبي هريرة قال: "ما صمنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين".
رواه ق (8).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1086/ 26).
(2) صحيح مسلم (2/ 764 رقم 1086/ 27).
(3) من صحيح مسلم.
(4) سنن أبي داود (2/ 297 رقم 2322).
(5) جامع الترمذي (3/ 73 رقم 689).
(6) في "الأصل": ما. والمثبت من سنن الدارقطني.
(7) سنن الدارقطني (2/ 198 رقم 95).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 530 رقم 1658).

(3/417)


15 - باب شهرا عيدٍ لا ينقصان
3524 - عن أبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " شهران لا ينقصان (1) شهرا عيدٍ: رمضان وذو الحجة".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- م (3) وعنده: شهرا عيد لا ينقصان: رمضان وذو الحجة".

16 - باب الصوم يوم يصومون والفطر يوم يفطرون والأضحى يوم يضحون
3525 - عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون" (4).
__________
(1) قال ابن حجر في الفتح (4/ 149): اختلف العلماء في معنى هذا الحديث: فمنهم من حمله على ظاهره، فقال: لا يكون رمضان ولا ذو الحجة أبداً إلا ثلاثين. وهذا قول مردود معاند للموجود المشاهد، ويكفي في رده قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة" فإنه لو كان رمضان أبداً ثلاثين لم يحتج إلى هذا، ومنهم من تأول له معنى لائقاً. وقال أبو الحسن: كان إسحاق بن راهويه يقول: لا ينقصان في الفضيلة إن كانا تسعة وعشرين أو ثلاثين. انتهى، وقيل: لا ينقصان معاً إن جاء أحدهما تسعاً وعشرين جاء الآخر ثلاثين ولابد. وقيل: لا ينقصان في ثواب العمل فيهما، وهذا القولان مشهوران عن السلف، وقد ثبتا منقولين في أكثر الروايات في البخاري.
(2) صحيح البخاري (4/ 148 رقم 1912).
(3) صحيح مسلم (2/ 766 رقم 1089).
(4) قال الترمذي في جامعه (3/ 80): وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال: إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس.

(3/418)


رواه ت (1) -وقال: حديث حسن غريب- ق (2) وليس عنده: "الصوم يوم تصومون".

17 - باب النية للصوم من قبل طلوع الفجر
3526 - عن حفصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم ينو الصيام قبل الفجر فلا صيام له".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ت (5) س (6) ق (7).
قال أبو داود: رواه الليث وإسحاق (بن حاتم) (8) أيضًا جميعًا (عن عبد الله ابن أبي بكر) (8) مثله، ووافقه (9) على حفصة معمر والزبيدي وابن عيينة ويونس الأيلي.
وقال الترمذي: لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد رُوي عن نافع عن ابن عمر قوله، وهو أصح. ورواه النسائي مرفوعًا وموقوفًا (10).
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 80 رقم 697).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 531 رقم 1660).
(3) المسند (6/ 287).
(4) سنن أبي داود (2/ 329 رقم 2454).
(5) جامع الترمذي (3/ 108 رقم 730).
(6) سنن النسائي (4/ 196 - 197 رقم 2330 - 2333).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 542 رقم 1700).
(8) من سنن أبي داود.
(9) في سنن أبي داود: ووقفه. وهو الصواب، إنما وقع في بعض النسخ الخطية: ووافقه. كما في "الأصل" وهو خطأ، راجع سنن أبي داود بتحقيق محمد عوامة (3/ 190 رقم 2446).
(10) سنن النسائي (4/ 197 رقم 2334 - 2339) موقوفاً على حفصة أم المؤمنين، ورواه (4/ 197 - 198 رقم 2340) موقوفًا على حفصة وعائشة -رضي الله عنهما- معًا، ورواه (4/ 198 رقم 2341، 2342) موقوفاً على ابن عمر -رضي الله عنه-.

(3/419)


3527 - عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم يُبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له".
رواه الدارقطني (1) وقال: تفرد به عبد الله بن عباد عن الفضل بهذا الإسناد، كلهم ثقات.

18 - باب النية بعد الفجر وذكر الصيام المتطوع
3528 - عن عائشة أم المؤمنين قالت: "دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ قلنا: لا. قال: فإني إذًا صائم. ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: يا رسول الله، أُهدي لنا حيس. فقال: أرينيه فلقد أصبحت صائمًا. فأكل" قال طلحة (2) فحدثت مجاهداً بهذا الحديث، قال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.
رواه م (3).

3529 - وروى س (4) عن عائشة قالت: "دار عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دورة، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: ليس عندي شيء. قال: فأنا صائم. قالت: ثم دار عليَّ الثانية وقد أُهدي لنا حيس (5)، فجئت به فأكل، فعجبت منه، فقلت: يا رسول الله، دخلت عليَّ وأنت صائم ثم أكلت حيسًا. قال: نعم يا عائشة، إنما منزلة (من صام) (6) في غير رمضان -أو في غير قضاء رمضان، أو في التطوع-
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 171 رقم 10).
(2) هو طلحة بن يحيى بن عبيد الله. صُرح باسمه في صحيح مسلم في الإسناد.
(3) صحيح مسلم (2/ 808 - 809 رقم 1154).
(4) سنن النسائي (4/ 194 رقم 2322).
(5) هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. النهاية (1/ 467).
(6) من سنن النسائي.

(3/420)


بمنزلة رجل أخرج صدقة ماله فجاء منها بما شاء فأمضاه، وبخل بما بقي فأمسكه".
وفي لفظ له (1): "فأكل منه، ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل رجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها".

19 - باب قسم الزَّائر على أخيه بالفطر
3530 - عن أبي جحيفة قال: "آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة (2)، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال: كل فإني صائم (3). قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم (قال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم) (4) فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق سلمان".
رواه خ (5).
__________
(1) سنن النسائي (4/ 193 - 194 رقم 2321).
(2) بفتح المثناة والموحدة وتشديد الذال المعجمة المكسورة، أي: لابسة ثياب البذلة. بكسر الموحدة وسكون الذال -وهي المهنة وزنًا ومعنى، والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة، وللكشمهيني: "مبتذلة" بتقديم الموحدة والتخفيف، وزن مفتعلة، والمعنى واحد. فتح الباري (4/ 248).
(3) في صحيح البخاري: "فقال له: كل. قال: "فإني صائم" قال ابن حجر في الفتح (4/ 428): كذا في رواية أبي ذر، والقائل "كل" هو سلمان، والمقول له أبو الدرداء، وهو المجيب بإني صائم، وفي رواية الترمذي: "فقال: كل فإني صائم" وعلى هذا فالقائل أبو الدرداء والمقول له سلمان، وكلاهما محتمل. اهـ.
(4) من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (4/ 246 - 247 رقم 1968).

(3/421)


3531 - عن أم هانئ قالت: "كنت قاعدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأُتي بشراب فشرب منه، ثم ناولني فشربت منه، فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي. فقال: وما ذاك؟ قالت: كنت صائمة فأفطرت. فقال: أمن قضاء كنت تقضينه؟ قالت: لا. قال: فلا يضرك".
وفي لفظٍ: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصائم المتطوع أمير نفسه -أو أمين نفسه- إن شاء صام وإن شاء أفطر".
رواه الإمام أحمد (1) وروى د (2) اللفظ الأول -س (3) - ق (4) بنحوه ت (5) -وهذا لفظه- وقال: وحديث أم هانئ فيه مقال.

20 - باب ما جاء في إِيجاب القضاء
3532 - عن عائشة قالت: "كنت أنا وحفصة صائمتين فعرض لنا طعامًا اشتهيناه فأكلنا منه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدرتني إليه حفصة -وكانت ابنة أبيها- فقالت: يا رسول الله، إنا كنا صائمتين فعرض لنا طعام اشتهيناه فأكلنا منه. قال: اقضيا يومًا مكانه".
رواه د (6) س (7) ت (8) -وهذا لفظه- وقال: روى مالك بن أنس ومعمر
__________
(1) المسند (6/ 341).
(2) سنن أبي داود (2/ 329 رقم 2456).
(3) السنن الكبرى (2/ 250 - 251 رقم 3306).
(4) كذا وقع هذا اللفظ في "الأصل" ولم أجد هذا الحديث في سنن ابن ماجه، ولم يعزه له المزي في تحفة الأشراف، والله أعلم.
(5) جامع الترمذي (3/ 109 رقم 731، 732).
(6) سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2457).
(7) السنن الكبرى (2/ 247 - 248 رقم 3290 - 3294).
(8) جامع الترمذي (3/ 112 رقم 735).

(3/422)


وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلاً، ولم يذكروا فيه: "عن عروة" وهذا أصح.
قلت: إلا أن رواية أبي داود عن غير الزهري وهي عن زميل مولى عروة عن عروة عن عائشة. رواية النسائي من الطريقين، وقال: زميل ليس بالمشهور.
وقال خ (1): لا يُعرف لزميل سماع عن عروة، ولا ليزيد من زميل ولا (تقوم) (2) به الحجة.

21 - باب قول الله تعالى {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (3)
3533 - عن سهل بن سعد قالَ: "أُنزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} ولم ينزل {مِنَ الْفَجْرِ} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله -تعالى- بعد {مِنَ الْفَجْرِ} فعلموا أنه يعني الليل والنهار".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5) وعنده: "رئيهما" بدل "رؤيتهما".

3534 - عن عدي بن حاتم قال: "لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ
__________
(1) التاريخ الكبير (3/ 450 رقم 1500).
(2) تحرفت في "الأصل" والمثبت من التاريخ الكبير.
(3) سورة البقرة، الآية: 187.
(4) صحيح البخاري (4/ 157 رقم 1917).
(5) صحيح مسلم (2/ 767 رقم 1091/ 35).

(3/423)


الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} قال عدي: يا رسول الله، إني جعلت تحت وسادتي عقالين عقالاً أبيض وعقالاً أسود أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن وسادك لعريض إنما هو سواد الليل وبياض النهار".
رواه خ (1) م (2)، واللفظ له.
ولفظ البخاري: "لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت انظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له فقال: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار".

22 - باب قول الله -عز وجل-: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} (3) الآية
3535 - عن البراء -هو ابن عازب- قال: "كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائمًا فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: عندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك. وكان يومه يعمل فغلبته عيناه، فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك. فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (3) ففرحوا (بها) (4) فرحًا شديدًا ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}.
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 157 رقم 1916).
(2) صحيح مسلم (2/ 766 - 767 رقم 1090).
(3) سورة البقرة، الآية: 187.
(4) من صحيح البخاري.

(3/424)


رواه خ (1).

3536 - عن ابن عباس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} (2) فكان الناس على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا (صلوا) (3) العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله -عز وجل- أن يجعل ذلك يسرًا لمن بقي ورخصة ومنفعة فقال: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} (4) وكان هذا مما نفع الله به الناس ورخص لهم ويسر".
رواه د (5).

23 - باب فضل السحور وتأخيره والفطر وتعجيله وتسمية السحور الغداء
3537 - عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".
أخرجاه في الصحيحين (6).

3538 - عن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر". رواه م (7).
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 154 رقم 1915).
(2) سورة البقرة، الآية: 183.
(3) في "الأصل": صُلي. والمثبت من سنن أبي داود.
(4) سورة البقرة، الآية: 187.
(5) سنن أبي داود (2/ 295 رقم 2313).
(6) البخاري (4/ 165 رقم 1923)، ومسلم (2/ 770 رقم 1095).
(7) صحيح مسلم (2/ 770 - 771 رقم 1096).

(3/425)


3539 - عن العرباض بن سارية قال: "دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السحور في رمضان فقال: هلم إلى الغداء المبارك".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

3540 - عن المقداد بن معدي كرب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بغداء السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك".
رواه س (4).

3541 - عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتسحر، فقال: إنها بركة أعطاكم الله إياها؛ فلا تدعوه".
رواه س (5).

3542 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".
رواه س (6).

3543 - وروى (7) عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا؛ فإن في السحور بركة".

3544 - عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال الناس بخير ما
__________
(1) المسند (4/ 126، 127).
(2) سنن أبي داود (2/ 303 رقم 2344).
(3) سنن النسائي (4/ 145 رقم 2162).
(4) سنن النسائي (4/ 145 رقم 2163).
(5) سنن النسائي (4/ 145 رقم 2161).
(6) سنن النسائي (4/ 141 - 142 رقم 2146 - 2150).
(7) سنن النسائي (4/ 140 - 141 رقم 2143، 2144).

(3/426)


عجلوا الفطر". رواه خ (1) م (2).

3545 - عن أبي عطية قال: "دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة. فقالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال: قلنا: عبد الله بن مسعود. قالت: كذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". رواه م (3).

3546 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون". رواه د (4).

3547 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور". رواه الإمام أحمد (5).

3548 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله -عز وجل- أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا".
رواه الإمام أحمد (6) ت (7)، وقال: حديث حسن غريب.

3549 - وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرهم وهو حاضر، أبنا محمد (بن) (8) عبد الله بن شاذان،
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 234 رقم 1957).
(2) صحيح مسلم (2/ 771 رقم 1098).
(3) صحيح مسلم (2/ 177 - 772 رقم 1099).
(4) سنن أبي داود (2/ 305 رقم 2353).
(5) المسند (5/ 172).
(6) المسند (2/ 329).
(7) جامع الترمذي (3/ 83 رقم 700).
(8) سقطت من "الأصل".

(3/427)


أبنا عبد الله بن محمد القباب، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا سليمان بن عبد الجبار، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكلة السحر بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء".

3550 - وبه قال: أبنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم (نا) (1) المقدمي، ثنا عبد الواحد (بن) (2) ثابت، عن ثابت، عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا ولو بجرعة من ماء".
عبد الرحمن بن زيد تكلم فيه بعض الأئمة (3).

3551 - وبه أبنا أحمد بن عمرو، ثنا محمد بن عمار الرازي، ثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "قربي غداءك المبارك. وربما لم يكن إلا تمرة (4) ".
__________
3550 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 130 رقم 1752).
(1) سقطت من الأصل وأثبتها من المختارة، والمقدمي هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن علي بن عطاء بن مقدم، شيخ ابن أبي عاصم، ترجمته في التهذيب (24/ 534 - 537)، والحديث رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 50)، وأبو يعلى (6/ 87 رقم 3340) والضياء في المختارة (5/ 130 - 131 رقم 1753، 1754) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي به.
(2) في "الأصل": ثنا. والمثبت من المختارة، وهو كذلك في ضعفاء العقيلي ومسند أبي يعلى وغيرهما، وقال العقيلي: عبد الواحد بن ثابت الباهلي عن ثابت البناني لا يتابع على حديثه.
(3) ترجمته في التهذيب (17/ 114 - 119 رقم 3820).
(4) كذا في "الأصل" والحديث رواه مسدد في مسنده -كما في المطالب العالية (1/ 409 رقم 1078) - وأبو يعلى في مسنده (8/ 137 - 138 رقم 4679) من طريق معاوية بن يحيى به، وفيه: "وربما لم يكن إلا تمرتين" والله أعلم.

(3/428)


معاوية بن يحيى تكلم فيه بعض الأئمة (1).

3552 - عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أراد أن يصوم فليتسحر (بشيءٍ) (2) ".
رواه الإمام أحمد (3).

24 - باب وقت السحور
3553 - عن ابن عمر قال: "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى (تسمعوا أذان) (4) ابن أم مكتوم. قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا".

3554 - عن القاسم عن عائشة بمثله.
رواهما خ (5) م (6) وهذا لفظه، ولفظ البخاري: عن نافع عن ابن عمر، والقاسم بن محمد عن عائشة: "إن بلالاً كان يؤذن بليل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم؛ فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر. قال القاسم: لم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى هذا وينزل هذا".

3555 - عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعن أحدكم منكم أذان بلال -أو قال: نداء بلال- من سحوره فإنه قال: يؤذن -أو قال: ينادي- ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم. وقال: ليس أن يقول هكذا وهكذا وصوب يده ورفعها
__________
(1) ترجمته في التهذيب (28/ 221 - 224).
(2) من المسند.
(3) المسند (3/ 367، 379).
(4) في صحيح مسلم: يؤذن.
(5) صحيح البخاري (4/ 162 رقم 1918، 1919).
(6) صحيح مسلم (2/ 768 رقم 1092).

(3/429)


حتى يقول هكذا وهكذا. وفرج بين أصبعيه" (1).
وفي لفظ (2): "وليس أن يقول هكذا ولكن يقول هكذا! " يعني: الفجر هو المعترض، وليس المستطيل".
رواه خ (3) م، وهذا لفظه.

3556 - عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل هكذا حتى يستطير هكذا. وحكاه حماد بيده قال: يعني معترضًا".
رواه مسلم (4).

3557 - عن زيد بن ثابت قال: "تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: ثم قمنا إلى الصلاة. قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية".
رواه خ (5) م (6)، واللفظ له.

3558 - عن سهل بن سعد قال: "كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (7).

3559 - عن قيس بن طلق عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلوا
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 768 - 769 رقم 1093).
(2) صحيح مسلم (2/ 769 رقم 1093/ 40).
(3) صحيح البخاري (2/ 123 رقم 621).
(4) صحيح مسلم (2/ 770 رقم 1094).
(5) صحيح البخاري (2/ 64 رقم 575).
(6) صحيح مسلم (2/ 771 رقم 1097).
(7) صحيح البخاري (2/ 65 رقم 576).

3559 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 158 رقم 168).

(3/430)


واشربوا، ولا يهيدنكم (1) الساطع المصعد، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر" (2).
رواه الإمام أحمد (3): "ليس الفجر بالمستطيل في الأفق، ولكنه المعترض الأحمر".

3560 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء (في) (4) يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه".
رواه د (5).

3561 - عن زر بن حبيش قال: "تسحرت ثم انطلقت إلى المسجد، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان، فدخلت عليه فأمر لي بلقحة فحلبت (بقدر) (6) فسخنت، ثم قال: ادن فكل. فقلت: إني أريد الصوم. قال: وأنا أريد الصوم. فأكلنا وشربنا، ثم أتينا المسجد فأقيمت الصلاة، ثم قال حذيفة: هكذا فعل بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: أبعد الصبح؟ قال: نعم هو الصبح غير أن لم تطلع الشمس".
__________
(1) أي: لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور، فإنه الصبح الكاذب، وأصل الهيد: الحركة، وقد هِدت الشيء أهيدُه هَيْدًا، إذا حركته وأزعجته. النهاية (5/ 286 - 287).
(2) رواه أبو داود (2/ 304 رقم 2348)، والترمذي (3/ 85 رقم 705) وابن خزيمة (3/ 211 رقم 1930)، والدارقطني (2/ 166 رقم 7)، وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف عبد الله بن النعمان هذا بعدالة ولا جرح، ولا أعرف عنه راوياً غير ملازم بن عمرو. وقال الدارقطني: قيس بن طلق ليس بالقوى.
(3) المسند (4/ 23).
(4) في سنن أبي داود: على.
(5) سنن أبي داود (2/ 304 رقم 2350).
(6) تحرفت في "الأصل". والمثبت من المسند.

(3/431)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- ق (2) س (3).

3562 - رواه (4) من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن زر.
وعن (5) أبي يعفور، عن إبراهيم، عن صلة، ولم يرفعاه.
وقال (6): لا نعلم أحدًا رفعه غير عاصم، فإن كان رفعه صحيحًا فمعناه أنه قرب النهار؛ كقول الله -عز وجل-: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُننَّ) (7) معناه إذا قاربن البلوغ، كقول القائلين (8): بلغنا المنزل، إذا قاربه.

25 - باب وقت فطر الصائم
3563 - عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم".
رواه خ (9) -واللفظ له- م (10).

3564 - عن عبد الله بن أبي أوفى قال: "سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو
__________
(1) المسند (5/ 396).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 541 رقم 1695).
(3) سنن النسائي (4/ 142 رقم 2151).
(4) سنن النسائي (4/ 142 رقم 2152).
(5) سنن النسائي (4/ 142 - 143 رقم 2153).
(6) ليس هذا الكلام في المجتبى ولا في السنن الكبرى (2/ 77)، ونقله المزي في تحفة الأشراف (3/ 32 رقم 3325).
(7) سورة الطلاق، الآية: 2.
(8) في تحفة الأشراف: القائل.
(9) صحيح البخاري (4/ 231 رقم 1954).
(10) صحيح مسلم (2/ 772 رقم 1100).

(3/432)


صائم- فلما غربت الشمس، قال لبعض القوم: يا فلان، أنزل فاجدح لنا. فقال: يا رسول الله، لو أمسيت. قال: أنزل فاجدح لنا. قال: إن عليك نهارًا. قال: أنزل فاجدح لنا. قال: فنزل فجدح لهم، فشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا؛ فقد أفطر الصائم. وأشار بأصبعه قبل المشرق".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2) وعنده: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر في شهر رمضان" وعنده: "إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطر الصائم".
قال مسلم: وليس في حديث أحد منهم "في شهر رمضان" ولا قوله: "وجاء الليل من ها هنا" إلا في رواية هشيم وحده.

26 - باب ما يستحب الفطر عليه
3565 - عن سلمان بن عامر الضبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر؛ فإن لم يجد فليفطر على ماءٍ؛ فإنه طهور".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) ت (5) س (6) ق (7) -لفظ الترمذي- وقال: حديث حسن صحيح.

3566 - عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 233 رقم 1956).
(2) صحيح مسلم (2/ 772 - 773 رقم 1101).
(3) المسند (4/ 17).
(4) سنن أبي داود (2/ 305 رقم 2355).
(5) جامع الترمذي (3/ 78 - 79 رقم 695).
(6) السنن الكبرى (2/ 254 - 255 رقم 3319 - 3326).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 542 رقم 1699).

3566 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 211 - 212 رقم 1584 - 1586).

(3/433)


على رطبات؛ فإن (لم) (1) تكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماءٍ".
رواه الإمام أحمد (2) د (3) ت (4) وقال: حديث حسن غريب.

27 - باب ما يقال عند الإِفطار وفضل الدعاء عنده
3567 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله -عز وجل- دون الغمام يوم القيامة ويفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6) س (7) ت (8) وقال: حديث حسن.

3568 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد. قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللَّهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي".
رواه ق (9).
__________
(1) تكررت في "الأصل".
(2) المسند (3/ 164).
(3) سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2356).
(4) جامع الترمذي (3/ 79 رقم 696)
(5) المسند (2/ 305، 445).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 557 رقم 1752).
(7) كذا وقع هذا الرمز في "الأصل" ولم أجده عند النسائي، ولم يعزه له المزي في التحفة (11/ 90 - 91 رقم 15457).
(8) جامع الترمذي (5/ 539 - 540 رقم 3598).
(9) سنن ابن ماجه (1/ 557 رقم 1753).

(3/434)


3569 - عن مروان -يعني: ابن سالم المقفع- قال: "رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زادت على الكف، وقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".
رواه د (1) س (2).

3570 - عن ابن عباس قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: اللَّهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم".
رواه الدارقطني (3)، من رواية عبد الملك بن هارون بن (عنترة) (4) عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس. وعبد الملك ضعفه غير واحد من الأئمة (5).

3571 - عن معاذ بن زهرة أنه بلغه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت".
رواه د (6).

28 - باب فيمن أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس
3572 - عن أسماء بنت أبي بكر قالت: "أفطرنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم غيم ثم طلعت الشمس، قيل لهشام -هو ابن عروة-: فأمروا بالقضاء؟ قال:
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2357).
(2) السنن الكبرى (2/ 255 رقم 3329، 6/ 82 رقم 10131).
(3) سنن الدارقطني (2/ 185 رقم 26).
(4) في "الأصل": عبيدة. وهو تحريف.
(5) قال الإمام أحمد: ضعيف الحديث. وقال ابن معين: كذاب. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث. ترجمته في التاريخ الكبير (5/ 436 رقم 1423)، والجرح والتعديل (5/ 374 رقم 1748) وغيرهما.
(6) سنن أبي داود (2/ 306 رقم 2358).

(3/435)


بُدٌّ من قضاء (1) " (2).

3573 - عن خالد بن أسلم (3): "أن عمر بن الخطاب أفطر في رمضان في يوم غيم، ورأى أنه قد أمسى وغابت الشمس، فجاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، قد طلعت الشمس! فقال عمر: الخطب يسير".
رواه الإمام الشافعي (4).

29 - باب النهي عن الوصال في الصوم
3574 - عن عبد الله بن عمر قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست مثلكم؛ إني أطعم وأسقى".
رواه خ (5) وعنده: قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كهيئتكم".
وفي لفظ لمسلم (6): "أن رسول الله علي - صلى الله عليه وسلم - واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم، قيل له: أنت تواصل! قال: إني لست كهيئتكم".
وفي لفظ لمسلم: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واصل في رمضان، فواصل (الناس، فنهاهم) (7) قيل له: أنت تواصل: قال: إني لست مثلكم؛ إني أطعم وأسقى".

3575 - عن أبي هريرة قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأيكم مثلي؟
__________
(1) قال ابن حجر في الفتح (4/ 235): هو استفهام إنكار محذوف الأداة، والمعنى: لا بد من قضاء، ووقع في رواية أبي ذر "لا بد من قضاء".
(2) رواه البخاري (4/ 235 رقم 1959).
(3) خالد بن أسلم القرشي العدوي أخو زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب، ترجمته في التهذيب (8/ 28 - 29).
(4) مسند الشافعي (ص 103).
(5) صحيح البخاري (4/ 165 رقم 1922).
(6) صحيح مسلم (2/ 774 رقم 1102).
(7) من صحيح مسلم.

(3/436)


إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني. فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم -كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا".
رواه خ (1) م (2) واللفظ له.
وفي البخاري: "لو تأخر لزدتكم. كالتنكيل لهم".
وفي لفظ: قال: "إياكم والوصال -مرتين. قالوا: إنك تواصل! قال: (إني) (3) أبيت يطعمني ربي ويسقيني؛ فاكْلَفُوا (4) من العمل ما تطيقون".
لفظ خ (5)، ولفظ م (6): "إياكم والوصال. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله! قال: إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني؛ فاكلفوا من العمل ما تطيقون".
وفي لفظ: " (فاكلفوا) (7) ما لكم به طاقة".

3576 - عن عائشة قالت: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال رحمة لهم، قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كهيئتكم؛ إني يطعمني ربي ويسقيني".
رواه خ (8) م (9) ولفظه: قالت: "نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال ... " والباقي مثله.
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 242 رقم 1965).
(2) صحيح مسلم (2/ 774 رقم 1103).
(3) من صحيح البخاري.
(4) يقال: كَلِفت بهذا الأمر أكلف به، إذا وُلِعت به وأحببته. النهاية (4/ 196).
(5) صحيح البخاري (4/ 242 رقم 1966).
(6) صحيح مسلم (2/ 774، 775 رقم 1103/ 58).
(7) في "الأصل": فاكفلوا. والمثبت من صحيح مسلم.
(8) صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1964).
(9) صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1105).

(3/437)


3577 - عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تواصلوا. قالوا: إنك تواصل! قال: إني لست كأحدكم، إني أُطعم وأُسقى -أو إني أبيت أُطعم وأُسقى".
رواه خ (1) بهذا اللفظ.
وروى مسلم (2) قال: "واصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول (3) شهر رمضان، فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك فقال: لو مُدَّ لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون (4) تعمقهم؛ إنكم لستم مثلي -أو قال: إني لست مثلكم- إني أظل يطعمني ربي ويسقيني".

3578 - عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تواصلوا؛ فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى الفجر. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله! قال: إني لست كهيئتكم؛ إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني".
رواه خ (5).

3579 - عن ليلى امرأة بشير -هو ابن الخصاصية- قالت: "أردت أن أصوم يومين مواصلة، فمنعني بشير وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه وقال: يفعل ذلك النصارى، ولكن صوموا كما أمركم الله -عز وجل- وأتموا الصيام إلى الليل؛ فإذا كان الليل فأفطروا".
رواه الإمام أحمد (6).
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1961).
(2) صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1104/ 60).
(3) قال النووي في شرح مسلم (2/ 77): كذا هو في كل النسخ ببلادنا، وكذا نقله القاضي عن أكثر النسخ. قال: وهو وهم من الراوي، وصوابه: "آخر شهر رمضان" وكذا رواه بعض رواة صحيح مسلم، وهو الموافق للحديث الذي قبله ولباقي الأحاديث.
(4) المتعمق: المبالغ في الأمر المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. النهاية (3/ 299).
(5) صحيح البخاري (4/ 238 رقم 1963).
(6) المسند (5/ 225).

(3/438)


30 - باب فيما ينبغي تركه في الصوم
3580 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يدع قول الزور والعمل به؛ فليس للَّه حاجة في أن ياع طعامه وشرابه".
رواه خ (1).

3581 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابه أحد أو قاتله؛ فليقل: إني امرؤ صائم".
رواه خ (2) م (3).

3582 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر".
رواه س (4) ق (5).

3583 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن أبا علي الحداد أخبرهم -وهو حاضر- أبنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أبنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني، ثنا يعقوب -هو ابن حميد- ثنا أنس بن عياض، عن الحارث ابن عبد الرحمن، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " (ليس الصيام بالطعام والشراب) (6) إنما الصيام من اللغو والرفث".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 139 رقم 1903).
(2) صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(3) صحيح مسلم (2/ 806 رقم 1151).
(4) السنن الكبرى (2/ 239 رقم 3249، 3250).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 539 رقم 1690).
(6) كذا في "الأصل" والحديث رواه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 83 - 84) من طريق أن بن عياض وعثمان بن مكتل عن الحارث بن عبد الرحمن به=

(3/439)


31 - باب كراهية الصوم في السفر ووضع الصوم عن الحامل والمرضع
3584 - عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد (1) ثم أفطر، قال: وكان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره".
رواه خ (2) م (3) وهذا لفظه، ولفظ البخاري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من المدينة ومعه عشرة آلاف -وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة- فسار بمن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم ويصومون، حتى بلغ الكديد -وهو ماء بين عسفان و (قديد) (4) - أفطر وأفطروا".
وفي لفظ له (5): "فلم يزل مفطرًا حتى انسلخ الشهر".
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآخر فالآخر.
وفي لفظ له (6): "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى مكة في رمضان (فصام) (7)
__________
=أبي ذباب به، وفيه: "ليس الصيام من الأكل والشرب فقط".
وكذا رواه ابن حبان -موارد الظمآن (1/ 393 رقم 896) - والخطيب في الموضح (1/ 83) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 270) وغيرهم من طريق الحارث بن عبد الرحمن، عن عمه، عن أبي هريرة.
وقال الخطيب: ولعل الحديث عند الحارث عن عمه وعن عطاء بن ميناء جميعًا عن أبي هريرة؛ فيصح القولان معًا، والله أعلم.
(1) الكديد: موضع بالحجاز على اثنين وأربعين ميلاً من مكة. معجم البلدان (4/ 501).
(2) صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4276).
(3) صحيح مسلم (2/ 784 رقم 1113).
(4) في "الأصل": قد. والمثبت من صحيح البخاري.
(5) صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4275).
(6) صحيح البخاري (4/ 213 رقم 1944).
(7) من صحيح البخاري.

(3/440)


حتى إذا بلغ الكديد أفطر؛ فأفطر الناس".
قال البخاري: والكديد: ماء بين عسفان وقديد.
وعند مسلم (1): "فكان الفطر آخر الأمرين، وإنما يؤخذ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالآخر فالآخر".
قال الزهري: فصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان. قال سفيان -يعني ابن عيينة-: لا أدري من قول (من) (2) هو. يعني: كان يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

3585 - وعن ابن عباس: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى مكة فصام حتى بلغ عسفان، فدعا بماءٍ فرفعه إلى يده ليريه الناس، فأفطر حتى بلغ مكة -وذلك في رمضان- فكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفطر؛ فمن شاء صام ومن شاء أفطر".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- (4) وعنده: "ثم دعا بإناءٍ فيه شراب، فشربه نهارًا ليريه الناس".

3586 - عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ، فرأى زحامًا ورجلاً قد ظُلل عليه، فقال: ما هذا؟! قالوا: صائم. قال: ليس من البر الصوم في السفر! ".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6) ولفظه: "فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه،
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1113).
(2) من صحيح مسلم.
(3) صحيح البخاري (4/ 220 رقم 1948).
(4) صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1130).
(5) صحيح البخاري (4/ 216 رقم 1946).
(6) صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1115).

(3/441)


وقد ظُلل عليه، فقال: ما له؟! قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس من البر أن تصوموا في السفر".
وعنده: قال شعبة: وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث أنه قال: "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم" قال: فلما سألته لم يحفظه.

3587 - وعن جابر بن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم (1) فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة" (2).
وفي لفظ (3): فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت. فدعا بقدح من ماءٍ بعد العصر فشرب".
رواه م.

3588 - عن ابن عباس قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح في شهر رمضان، فصام حتى مر بغدير في الطريق، وذلك في نحر الظهيرة (4) فعطش الناس وجعلوا يمدون أعناقهم وتتوق أنفسهم (إليه) (5) قال: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقدح فيه ماءٌ، فأمسكه على يده حتى رآه الناس، ثم شرب فشرب الناس".
__________
(1) كراع الغميم: موضع بناحية الحجاز بين مكة والمدينة، وهو وادٍ أمام عسفان بثمانية أميال. معجم البلدان (4/ 503).
(2) صحيح مسلم (2/ 785 رقم 1114/ 90).
(3) صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1114/ 91).
(4) هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر، وهو أعلى الصدر. النهاية (5/ 27).
(5) في "الأصل": إليهم. والمثبت من المسند.

(3/442)


رواه الإمام أحمد (1).

3589 - عن أبي سعيد قال: "أتى (2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نهر (من السماء) (3) والناس صيام في يوم صائف (مشاة) (4) ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلةٍ له، فقال: اشربوا أيها الناس (قال) (5): فأبوا. قال: إني لست مثلكم، إني أيسر منكم، إني راكب. فأبوا، فثنى رسول الله فخذه، فنزل وشرب وشرب الناس، وما كان يريد أن يشرب".
رواه أبو يعلى الموصلي (6) بهذا اللفظ.
ورواه الإمام أحمد (7) بنحوه -وعنده: " (على اللبن) (8) من ماء السماء". وفي لفظ (9): "فمررنا بنهر فيه ماء من ماء السماء"- وأبو حاتم بن حبان (10).

3590 - عن جابر بن عبد الله قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها -وذلك في رمضان- فصام رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فضعف ضعفًا شديدًا، وكاد العطش يقتله، وجعلت ناقته تدخل تحت العضاة فأُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ائتوني به. (فأتي به) (11). فقال: ألست في سبيل الله ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفطر. فأفطر".
__________
(1) المسند (1/ 366).
(2) في مسند أبي يعلى: قام.
(3) في مسند أبي يعلى: من ماء السماء.
(4) في مسند أبي يعلى: وهم مشاة.
(5) في مسند أبي يعلى: قالوا: نشرب يا رسول الله: قال: فقال.
(6) مسند أبي يعلى (2/ 420 رقم 1214).
(7) المسند (3/ 46) واللفظ له.
(8) كذا في "الأصل": ولم أجد هذا اللفظ في مسند أحمد.
(9) المسند (3/ 12).
(10) الإحسان (8/ رقم 3556)، وموارد الظمآن (1/ 398 رقم 909).
(11) من المسند.

(3/443)


رواه الإمام أحمد (1).

3591 - عن أنس بن مالك -رجل من بني عبد الله بن كعب، أخو بني قشير- قال: "أغارت علينا خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل، فقال: اجلس فأصب من طعامنا هذا. فقلت: إني صائم. قال: اجلس أحدثك عن الصلاة وعن الصوم، إن الله وضع شطر الصوم -أو نصف الصلاة والصوم- عن المسافر وعن المرضع أو الحبلى. والله لقد قالهما جميعًا أو أحدهما. قال: فيا لهف نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
رواه الإمام أحمد (2).
وعنده: "إن الله -تبارك وتعالى- وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحبلى وعن المرضع. قال: كان بعد ذلك يتلهف يقول: ألا أكون أكلت من طعام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعاني".
رواه د (3) -واللفظ له- س (4) ق (5) ت (6)، وقال: حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك (هذا) (7) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث.

3592 - عن أنس بن مالك قال: "رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحبلى التي تخاف على نفسها أن تفطر، وللمرضع التي تخاف على ولدها".
رواه ق (8) من رواية الربيع بن بدر، وقد ضعفه غير واحدٍ من الأئمة (9).
__________
(1) المسند (3/ 329).
(2) المسند (4/ 347، 5/ 29).
(3) سنن أبي داود (2/ 317 رقم 2408).
(4) سنن النسائي (4/ 180 رقم 2274).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 533 رقم 1667).
(6) جامع الترمذي (3/ 94 رقم 715).
(7) من جامع الترمذي.
(8) سنن ابن ماجه (1/ 533 رقم 1668).
(9) ترجمته في التهذيب (9/ 63 - 66).

(3/444)


3593 - عن كعب بن عاصم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام في السفر".
رواه الإمام أحمد (1) س (2) ق (3).

3594 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام في السفر".
رواه ق (4).

3595 - عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صائم (رمضان) (5) في السفر كالمفطر في الحضر" (6).
رواه ق (7).

3596 - عن عمرو بن ضمرة الضمري قال: "قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفرٍ، فقال: انتظر الغداء يا أبا أمية. فقلت: إني صائم. فقال: ادن مني حتى أخبرك عن المسافر، إن الله -عز وجل- وضع عنه الصيام ونصف الصلاة".
رواه س (8).
__________
(1) المسند (5/ 434).
(2) سنن النسائي (4/ 174 - 175 رقم 2254).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1664).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1665).

3595 - خرجه الضياء في المختارة (3/ 110 - 111 رقم 911، 912).
(5) من سنن ابن ماجه.
(6) رواه النسائي (4/ 183 رقم 2283 - 2285) عن عبد الرحمن بن عوف موقوفًا.
قال أبو زرعة: الصحيح موقوف. علل الحديث (1/ 239 رقم 694).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 532 رقم 1666).
(8) سنن النسائي (4/ 178 رقم 2266).

(3/445)


3597 - عن عبد الله بن الشخير قال: "كنت مسافرًا فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يأكل، وأنا صائم، قال: أتدري ما وضع الله عن المسافر؟ قلت: وما وضع الله عن المسافر؟ قال: الصوم وشطر الصلاة".
رواه س (1).

3598 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله -تبارك وتعالى- يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته".
رواه الإمام أحمد (2) وابن خزيمة في صحيحه (3).

32 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفطر في السفر للتقوي على العدو والأشغال
3599 - عن قزعة قال: "أتيت أبا سعيد الخدري وهو مكثور عليه (4)، فلما تفرق الناس عنه قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه، سألته عن الصوم في السفر، قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلًا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم.
__________
3597 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 477 رقم 460).
(1) سنن النسائي (4/ 182 رقم 2280).
(2) المسند (2/ 108).
(3) صحيح ابن خزيمة (2/ 73 رقم 950).
(4) يقال: رجل مكثور عليه: إذا كثرت عليه الحقوق والمطالبات، أراد أنه كان عنده جمع من الناس يسألونه عن أشياء، فكأنهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها. النهاية (4/ 153).

(3/446)


فكانت رخصة فمنا من صام ومنّا من أفطر، ثم نزلنا منزلًا آخر، فقال: إنكم مصبحو عدوكم والفطر أقوى لكم؛ فأفطروا. فكانت عزيمة؛ فأفطرنا، ثم لقد (رأيتنا) (1) نصوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في السفر".
رواه م (2).

3600 - عن ابن عباس قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان إلى حنين، والناس مختلفون فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بمناء من لبن أو ماء فوضعه على راحلته -أو راحته- ثم نظر الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا".
رواه خ (3) وقال: قال عبد الرزاق: أبنا معمر، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح" (4).
قال الحافظ أبو عبد الله: والصحيح عام الفتح، وقول من قال: "حنين". وهم من قائله، واللَّه أعلم.

3601 - عن أنس قال: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حارًّ وأكثرنا ظلًّا صاحب الكساء، فمنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه.

3602 - عن معمر بن أبي حُيَيَّة عن ابن المسيب: "أنه سأله عن الصوم في
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1120).
(3) صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4277).
(4) صحيح البخاري (7/ 595 رقم 4278).
(5) صحيح البخاري (4/ 219 رقم 1947).
(6) صحيح مسلم (2/ 788 رقم 1119).

(3/447)


السفر، فحدث أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان غزوتين يوم بدر والفتح فأفطرنا فيهما".
رواه ت (1) (وقال) (2) حديث عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال الحافظ: هو من رواية (ابن) (3) لهيعة.

3603 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن دهبل بن كاره الحريمي -بالحريم- أن أبا غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء أخبرهم -قراءة عليه- أبنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أبنا محمد بن المظفر بن موسى أبو الحسين الحافظ، ثنا أبو الفضل العباس بن علي بن العباس، ثنا الحسين بن السكن، ثنا أبو زيد الهروي -هو سعيد بن الربيع البصري- ثنا شعبة، عن عمرو ابن دينار قال: سمعت ابن عمر يقول: (قال) (4) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه يوم فتح مكة: "إنه يوم قتال فأفطروا" (5).
ورواه عيسى بن يونس عن شعبة أيضًا.

33 - باب جواز الصوم في السفر
3604 - عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام: فقال: إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 93 رقم 714).
(2) ليست في الأصل.
(3) سقطت من "الأصل" وأثبتها من جامع الترمذي، وهو عبد الله بن لهيعة المصري، تقدم الكلام عليه مرارًا.
(4) تكررت في الأصل.
(5) رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 302 رقم 9688) عن عبد الله عن -تحرفت في المصنف إلى "ابن"- شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير مرسلاً.

(3/448)


رواه خ (1) م (2)، وليس عنده: "كثير الصيام".
وعنده (3) أيضًا: "إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر".

3605 - عن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: "يا رسول الله، أجد بي قوة على الصيام في السفر، فهل عليَّ جناح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هي رخصة من الله -تعالى- فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". رواه م (4).

3606 - عن أبي الدرداء قال: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهر رمضان في حرٍّ شديدٍ، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة". رواه خ (5) م (6)، وهذا لفظه.

3607 - عن أنس بن مالك قال: "كنا نسافر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم". رواه خ (7) -وهذا لفظه- م (8).

3608 - عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا: "سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض". رواه م (9).
3608 م- عن أبي سعيد الخدري قال: "غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 211 رقم 1943).
(2) صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1121/ 103).
(3) صحيح مسلم (2/ 789 رقم 1121/ 104).
(4) صحيح مسلم (790/ 2 رقم 1121/ 107).
(5) صحيح البخاري (4/ 215 رقم 1945).
(6) صحيح مسلم (2/ 790 رقم 1122).
(7) صحيح البخاري (4/ 219 رقم 1947).
(8) صحيح مسلم (2/ 787 - 788 رقم 1118).
(9) صحيح مسلم (2/ 787 رقم 1117).

(3/449)


ولا المفطر على الصائم" (1)
وفي لفظ (2): "يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك أحسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر فإن ذلك حسن".
رواه م من رواية شعبة وسعيد والتيمي وعمر بن عامر وهشام وهمام عن قتادة. وقال: في حديث التيمي وعُمَر بن عامر وهشام: "لثمان عشرة خلت" وفي حديث سعيد: "في ثنتي عشرة" وشعبة "لسبع عشرة أو تسع عشرة". وقوله: "لست عشرة مضت" هو من حديث همام بن يحيى.

3609 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".
أخرجاه في الصحيحين (3).

3610 - عن عقبة بن عامر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسبرة مائة عام".
رواه س (4).

3611 - عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صام يومًا في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفًا".
رواه س (5).

3612 - عن عائشة قالت: "خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرة في
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 786 رقم 1116/ 93 - 94).
(2) صحيح مسلم (2/ 787 رقم 1116/ 96).
(3) البخاري (6/ 56 رقم 2840)، ومسلم (2/ 808 رقم 1153).
(4) سنن النسائي (4/ 174 رقم 2253).
(5) سنن النسائي (4/ 171 رقم 2243).

(3/450)


رمضان، فأفطر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصمتُ وقصر وأتممتُ، فقلت: بأبي وأمي أفطرتَ وصمتُ وقصرتَ وأتممتُ. فقال: أحسنت يا عائشة".
رواه الدارقطني (1) وقال: إسناد حسن.

3613 - عن سلمة بن المحبق أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أدركه رمضان له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه".
رواه الإمام أحمد (2) د (3).

34 - باب متى يفطر المسافر إِذا خرج ومسيرة ما يفطر فيه
3614 - عن عبيد بن جبر قال: كنت مع أبي بصرة الغفاري -صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم- في سفينة من الفسطاط في رمضان، فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة، قال: اقترب. قلت: ألست ترى البيوت؟ قال: أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فأكل".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) -وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد عن عبيد بن جبر قال: "ركبت مع أبي بصرة من الفسطاط إلى الإسكندرية في سفينة، فلما دفعنا من مرسانا أمر بسفرته فُقرِّبت، ثم دعا بي إلى الغداء -وذلك في رمضان- فقلت: يا أبا بصرة، واللَّه ما تغيبت عنا منازلنا بعد. فقال: أترغب عن سنة
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 188 رقم 39، 40).
(2) المسند (5/ 7) واللفظ له.
(3) سنن أبي داود (2/ 318 رقم 2410، 2411).
(4) المسند (6/ 398).
(5) سنن أبي داود (2/ 318 رقم 2412).

(3/451)


رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: لا. قال: فكل. فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحوزنا (1).

3615 - عن منصور الكلبي: "أن دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال (في رمضان) (2) ثم إنه أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمرًا ما كنت أظن أني أراه، إن قوماً رغبوا عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وأصحابه) (2). يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) وهذا لفظه، وليس عند الأمام: "وذلك ثلاثة أميال".

3616 - عن محمد بن كعب قال: "أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفرًا -وقد رحلت له راحلته، ولبس ثياب السفر- فدعا بطعام فأكل، فقلت له: سنة؟ فقال: سنة. ثم ركب".
رواه ت (5) وقال: حديث حسن -والدارقطني (6) ولفظه: "وقد تقارب غروب الشمس، فدعا بطعام فأكل منه، ثم ركب، فقلت له: سنة؟ قال: نعم".
__________
(1) قيل: هو موضعهم الذي أرادوه، وأهل الشام يُسمون المكان الذي بينهم وبه العدو وفيه أساميهم ومكاتبهم: ماحوزُا. النهاية (4/ 301).
(2) من سنن أبي داود.
(3) المسند (6/ 398).
(4) سنن أبي داود (2/ 319 رقم 2413).

3616 - خرجه الضياء في المختارة (7/ 171 - 172 رقم 2602).
(5) جامع الترمذي (3/ 163 رقم 799).
(6) سنن الدارقطني (2/ 187 - 188 رقم 37).

(3/452)


35 - باب الصائم يصبح جنبًا
3617 - عن عائشة وأم سلمة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

3618 - عن أبي بكر -هو ابن عبد الرحمن بن الحارث- قال: سمعت أبا هريرة يقص يقول في قصصه: "من أدركه الفجر جنبًا فلا (يصم) (3) قال: (فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث) (4) لأبيه -فأنكر ذلك، فانطلق عبد الرحمن وانطلقت (معه) (5) حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة فسألهما عبد الرحمن عن ذلك فكلتاهما قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم. قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان، فذكر ذلك له عبد الرحمن، فقال مروان: عزمت عليك إلا ما ذهبت إلى أبي هريرة فرددت عليه ما يقول. قال: فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله قال فذكر له عبد الرحمن، فقال أبو هريرة: أهما قالتا ذلك؟ قال: نعم. قال: هما أعلم. ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن عباس؛ فقال أبو هريرة: سمعت ذلك من الفضل، ولم أسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال: فرجع أبو هريرة عمَّا كان يقول في ذلك. قلت لعبد الملك: أقالتا: في رمضان؟ قال: كذلك (كان) (5) يصبح جنبًا من غير حلم ثم يصوم".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 169 - 170 رقم 1925).
(2) صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1109/ 78).
(3) في "الأصل": يصوم. والمثبت من صحيح مسلم.
(4) في "الأصل": فذكر ذلك عبد الرحمن. والمثبت من صحيح مسلم.
(5) من صحيح مسلم.

(3/453)


رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

3619 - عن عائشة قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدركه الفجر جنبًا في رمضان من غير حلم فيغتسل ويصوم".
أخرجاه في الصحيحين (3).

3620 - عن عائشة: "أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه -وهي تسمع من وراء الباب- فقال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم فقال: لست مثلنا يا رسول الله؛ قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي".
أخرجه م (4).

3621 - عن سليمان بن يسار: "أنه سأل أم سلمة عن الرجل يصبح جنبًا أيصوم؟ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا من غير احتلام ثم يصوم".
رواه م (5).

3622 - وعن نافع قال: "سألت أم سلمة عن الرجل يصبح وهو جنب يريد الصوم، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا من الوقاع، لا من الاحتلام، ثم يغتسل ويتم صومه". رواه ق (6).
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 169 - 170 رقم 1925، 1926/ 75).
(2) صحيح مسلم (2/ 779 - 780 رقم 1109).
(3) البخاري (4/ 181 رقم 1930)، ومسلم (2/ 780 رقم 1109/ 76).
(4) صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1110).
(5) صحيح مسلم (2/ 781 رقم 1109).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 544 رقم 1704).

(3/454)


36 - باب القبلة والمباشرة للصائم
3623 - عن عائشة قالت: " (إنْ) (1) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقبل بعض أزواجه وهو صائم. ثم ضحكت (2) ".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- م (4).

3624 - وعنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه (5) ". رواه خ (6) م (7)، واللفظ له.
وله (8) عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل في رمضان وهو صائم".
وله (9): "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها، وهو صائم".
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) قال ابن حجر في الفتح (4/ 180): وقوله: "ثم ضحكت" يحتمل ضحكها التعجب ممن خالف في هذا، وقيل: تعجبت من نفسها إذ تحدث بمثل هذا مما يستحي من ذكر النساء مثله للرجال، ولكن ألجأتها الضرورة في تبليغ العلم إلى ذكر ذلك، وقد يكون الضحك خجلاً لإخبارها عن نفسها بذلك، أو تنبيهًا على أنها صاحبة القصة؛ ليكون أبلغ في الثقة بها، أو سرورًا بمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم - وبمنزلتها منه ومحبته لها.
(3) صحيح البخاري (4/ 180 رقم 1928).
(4) صحيح مسلم (2/ 776 رقم 1106).
(5) أي: حاجته، تعني أنه كان غالبًا لهواه، وأكثر المحدثين يروونه بفتح الهمزة والراء يعنون الحاجة، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراء، وله تأويلان: أحدهما: أنه الحاجة، يقال فيها: الأرب والإرب، والإربة والمأربة، والثاني: أرادت به العضو، وعنت به من الأعضاء الذَّكر خاصة. النهاية (1/ 36).
(6) صحيح البخاري (4/ 176 رقم 1927)، وراد بعد الرمز في "الأصل": "وهذا لفظه" وهي زيادة مقحمة لعلها من انتقال النظر، والله أعلم.
(7) صحيح مسلم (2/ 777 رقم 1106/ 65).
(8) صحيح مسلم (2/ 778 رقم 1106/ 72).
(9) صحيح مسلم (2/ 778 رقم 1106/ 69).

(3/455)


3625 - عن زينب بنت أم سلمة عن أمها قالت: بينا أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة (1) إذ حضت؛ فانسللت فأخذت ثياب حيضتي فقال: ما لك أنفست؟ قلت: نعم. فدخلت معه في الخميلة. وكانت هي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسلان من إناء واحد، وكان يقبلها وهو صائم".
رواه خ (2) م (3)، سوى ذكر القبلة.

3626 - عن عمر بن أبي سلمة: "أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيقبل الصائم؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سل هذه. لأم سلمة، فأخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما واللَّه إني لأتقاكم لله وأخشاكم له".
رواه م (4).

3627 - عن حفصة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل وهو صائم".
رواه م (5).

3628 - عن عمر قال: "هششت (6) فقبلت وأنا صائم، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: صنعت اليوم أمراً عظيمًا، فقبلت وأنا صائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟ قلت: لا بأس بذلك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ففيم".
__________
(1) الخميل والخميلة: القطيفة، وهي كل ثوب له خَمْل من أي شيء كان، وقيل: الخميل الأسود من الثياب. النهاية (2/ 81).
(2) صحيح البخاري (4/ 180 رقم 1929).
(3) صحيح مسلم (1/ 243 رقم 296).
(4) صحيح مسلم (2/ 779 رقم 1108).
(5) صحيح مسلم (2/ 778 - 779 رقم 1107).
(6) هَشَّ لهذا الأمر يَهَشُّ هشاشةً إذا فرح به واستبشر وارتاح له وخفَّ. النهاية (5/ 264).

(3/456)


رواه الإمام أحمد (1) د (2).

3629 - عن مصدع أبي يحيى عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها".
رواه د (3)، مصدع تكلم فيه ابن حبان (4)، وقد روى له مسلم (5).

37 - باب في كراهة القبلة للشباب
3630 - عن ابن عباس قال: "رخص للكبير الصائم (في) (6) المباشرة، وكره للشاب".
رواه ق (7).

3631 - عن أبي هريرة: "أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له، وأتاه آخر فنهاه، فإذا الذي رخص له لشيخ، والذي نهاه لشاب".
رواه د (8).

3632 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء شاب، فقال: يا رسول الله، أقبل وأنا صائم؟ فقال: لا. فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: نعم. فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد
__________
(1) المسند (1/ 21، 52).
(2) سنن أبي داود (2/ 311 رقم 2385).
(3) سنن أبي داود (2/ 311 - 312 رقم 2386).
(4) كتاب المجروحين (3/ 39) وفيه: كان ممن يخالف الأثبات في الروايات ويتفرد عن الثقات بألفاظ الزيادات، مما يوجب ترك ما انفرد به، والاعتبار بما وافقهم فيها.
(5) قال المزي في التهذيب (28/ 15): روى له الجماعة سوى البخاري.
(6) من سنن ابن ماجه.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 539 رقم 1688).
(8) سنن أبي داود (2/ 312 رقم 2387).

(3/457)


علمت نظر بعضكم إلى بعض، إن الشيخ يملك نفسه".
رواه الإمام أحمد (1) من رواية ابن لهيعة.

3633 - عن ميمونة مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: "سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رجل قبل امرأته وهما صائمان، فقال: قد أفطرا".
رواه الإمام أحمد (2) ق (3) من رواية أبي يزيد الضنِّي (4) عن ميمونة. قال الدارقطني (5): ليس بمعروف، ولا يثبت هذا.

38 - باب كفارة المجامع في رمضان
3634 - عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت يا رسول الله. قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا. قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟ قال: لا. قال: ثم جلس. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر، فقال: تصدق بهذا. قال: أفقرَ منا (6) فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه، ثم قال: اذهب فأطعمه
__________
(1) المسند (2/ 185، 220).
(2) المسند (6/ 463).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 538 رقم 1686).
(4) بكسر الضاد المعجمة، والنون المشددة، كذا قيدها السمعاني في الأنساب (4/ 22).
(5) سنن الدارقطني (2/ 184 رقم 18).
(6) قال النووي في شرح مسلم (5/ 90): قوله: "قال أفقرَ منا" كذا ضبطناه "أفقرَ" بالنصب، وكذا نقل القاضي أن الرواية فيه بالنصب على إضمار فعل تقديره "أتجد أفقر منا" أو "أتعطي" قال: ويصح رفعه على تقدير "هل أحد أفقر منا" كما قال في الحديث الآخر بعده: "أغيرُنا" كذا ضبطناه بالرفع ويصح النصب على ما سبق، هذا كلام القاضي، وقد ضبطنا الثاني بالنصب أيضًا، فهما جائزان كما سبق توجيههما.

(3/458)


أهلك".
رواه خ (1) م (2)، واللفظ له.
وعند البخاري: "فيه تمر، والعرق: المكتل".
وفي لفظ (3): "وهو الزَّبيل (4) "، وعنده: "فقال الرجل: على أفقر مني يا رسول الله، فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي".
رواه د (5)، عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أفطر في رمضان ... " بهذا الحديث قال: "فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعًا" وفيه: "قال: كله أنت وأهل بيتك وصم يومًا واستغفر الله".
وعند ق (6): يصوم يومًا مكانه وهو من روايته، فيه عبد الجبار الأيلي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (7).
وروى الدارقطني (8) وقال: "أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعاً وقال فيه: "كله أنت وأهل بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله -عز وجل".

3635 - وروى الإمام أحمد (9) حديث أبي هريرة نحو ما تقدم في الصحيح
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 193 رقم 1936).
(2) صحيح مسلم (2/ 781 - 782 رقم 1111).
(3) صحيح البخاري (4/ 204 رقم 1937).
(4) قال ابن حجر في الفتح (4/ 199 - 200): الزبيل: بفتح الزاي، وتخفيف الموحدة، بعدها تحتانية ساكنة، ثم لام -بوزن رغيف- هو المكتل، قال ابن دريد: يسمى زبيلاً لحمل الزبل فيه، وفيه لغة أخرى: "زنبيل" بكسر الزاي أوله، وزيادة نون ساكنة، وقد تدغم النون فتشدد الباء مع بقاء وزنه، وجمعه على اللغات الثلاث: زنابيل.
(5) سنن أبي داود (2/ 213 رقم 2390).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 534 رقم 1671).
(7) ترجمته في التهذيب (16/ 388 - 390).
(8) سنن الدارقطني (2/ 190 رقم 50، 51).
(9) المسند (2/ 208).

(3/459)


وبعده: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بمثله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال عمرو في حديثه: "وأمره أن يصوم يومًا مكانه".

3636 - عن عائشة: "أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إنه احترق، قال: ما لك؟ قال: أصبت أهلي في رمضان. فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكتل -يدعى العرق- فقال: أين المحترق؟ قال: أنا. قال: تصدق بهذا".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2)، وعنده: "جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: احترقت. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم؟ قال: وطئت امرأتي في رمضان نهارًا. قال: تصدق تصدق. قال: ما عند شيء. فأمره أن يجلس، فجاءه عرقان فيهما طعام، فأمره أن يتصدق به".

3637 - وله (3) أيضًا: "أتى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد في رمضان، فقال: يا رسول الله، احترقت احترقت. فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شأنه؟ فقال: أصبت أهلي. قال: تصدق. فقال: والله يا نبي الله ما لي شيء، وما أقدر عليه. قال: اجلس. فجلس، فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارًا عليه طعام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين المحترق آنفًا؟ فقام الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تصدق بهذا. فقال: يا رسول الله، أغيرنا؟ فواللَّه إنا لجياع ما لنا شيء. قال: فكلوه".
رواه د (4) بهذه القصة قال: "فأتي بعرق فيه عشرون صاعًا".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 190 رقم 1935).
(2) صحيح مسلم (2/ 783 رقم 1112/ 85).
(3) صحيح مسلم (2/ 783 - 784 رقم 1112/ 87).
(4) سنن أبي داود (2/ 314 رقم 2395).

(3/460)


39 - باب فيمن أفطر في رمضان من غير عذر
3638 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة لم يُجزه صيام الدهر".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3) س (4) ق (5)، وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعنده: "من غير رخصة ولا مرض به".

40 - باب في الصائم إِذا أكل أو شرب ناسيًا
3639 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
رواه خ (6) م (7)، لفظ البخاري.
وله (8): قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل ناسياً وهو صائم فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
ولفظ مسلم (9): قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نسي وهو صائم (فأكل أو شرب) (10) فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه".
__________
(1) المسند (2/ 386، 442، 458، 470).
(2) سنن أبي داود (2/ 314 - 315 رقم 2396، 2397).
(3) جامع الترمذي (3/ 101 رقم 723).
(4) السنن الكبرى (2/ 244 - 246 رقم 3278 - 3283).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 535 رقم 1672).
(6) صحيح البخاري (4/ 183 - 184 رقم 1933).
(7) صحيح مسلم (2/ 809 رقم 1155).
(8) صحيح البخاري (11/ 558 رقم 6669).
(9) صحيح مسلم (2/ 809 رقم 1155).
(10) من صحيح مسلم.

(3/461)


وروى الترمذي (1) والدارقطني (2): قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل ناسياً أو شرب ناسياً فلا يفطر؛ فإنما هو رزق رزقه الله -تعالى".
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

3640 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة".
رواه الدارقطني (3)، وقال: تفرد به ابن مرزوق -يعني: محمدًا- وهو ثقة.

41 - باب فيمن تقيأ وهو صائم
3641 - عن فضالة بن عبيد الأنصاري: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم في يوم كان يصومه، فدعا بإناءٍ فشرب، فقلنا: يا رسول الله، هذا يوم كنت تصومه. قال: أجل، ولكني قئت". رواه الإمام أحمد (4) ق (5).

3642 - عن معدان عن أبي الدرداء: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. قال: فلقيت ثوبان -في مسجد دمشق فسألته عن ذلك، فقال: أنا صببت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءه".
رواه الإمام أحمد (6) س (7) (د) (8) ت (9)، وقال: حديث حسن صحيح.
__________
(1) جامع الترمذي (3/ 100 رقم 721).
(2) سنن الدارقطني (2/ 179 رقم 32).
(3) سنن الدارقطني (2/ 178 رقم 28).
(4) المسند (6/ 18، 19، 21، 22).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 535 - 536 رقم 1675).
(6) المسند (5/ 195، 277، 6/ 443).
(7) السنن الكبرى (2/ 213 - 215 رقم 3120 - 3129).
(8) في "الأصل": "ق" والحديث لم يعزه المزي في التحفة (8/ 233 - 235 رقم 10964) لابن ماجه، إنما عزاه لباقي أصحاب السنن، وهو في سنن أبي داود (2/ 310 - 311 رقم 2381).
(9) جامع الترمذي (1/ 142 رقم 87).

(3/462)


3643 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3) س (4) ق (5) -وهذا لفظه، قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال: قال محمد -يعني: البخاري: لا أراه محفوظًا- والدارقطني (6) وقال: رواته كلهم ثقات.
ورواه النسائي مرفوعاً وموقوفًا على أبي هريرة (7).

3644 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة والقيء والاحتلام".
رواه ت (8) وقال: حديث أبي سعيد الخدري غير محفوظ، وقد روى عبد الله ابن زيد بن أسلم وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يُضعف في الحديث.

42 - باب ما ذكر في الحجامة للصائم
3645 - عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو محرم، واحتجم وهو
__________
(1) المسند (2/ 498).
(2) سنن أبي داود (2/ 311 رقم 2380).
(3) جامع الترمذي (3/ 98 رقم 720).
(4) سنن النسائي الكبرى (2/ 215 رقم 3130).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 536 رقم 1676).
(6) سنن الدارقطني (2/ 184 رقم 20).
(7) سنن النسائي الكبرى (2/ 215 رقم 3131) موقوفاً على أبي هريرة، ورواه أيضاً في الكبرى (2/ 216 رقم 3132) مقطوعًا عن عطاء قوله.
(8) جامع الترمذي (3/ 97 رقم 719).

(3/463)


صائم".
رواه خ (1).

3646 - عن ثابت البناني قال: "سُئل أنس بن مالك: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف". وزاد شبابة: ثنا شعبة: "على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (2).

3647 - عن ثوبان قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) س (5) ق (6).

3648 - عن شداد بن أوس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على رجل بالبقيع، وهو يحتجم -وهو آخذ بيدي، لثمان عشرة خلت من رمضان- فقال: أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد (7) د (8) -وهذا لفظه- س (9) ق (10).

3649 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفطر الحاجم والمحجوم".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 205 رقم 1938).
(2) صحيح البخاري (4/ 206 رقم 1940).
(3) المسند (5/ 277).
(4) سنن أبي داود (2/ 308 رقم 2367).
(5) سنن النسائي (2/ 216 رقم 3134 - 3137).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1680).
(7) المسند (4/ 122، 123، 124، 125).
(8) سنن أبي داود (2/ 308 رقم 2369).
(9) سنن النسائي (2/ 217 رقم 3138، 3139).
(10) سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1681).

(3/464)


رواه الإمام أحمد (1) ق (2).

3650 - عن رافع بن خديج قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد (3) ت (4)، وقال: حديث حسن (5).

3651 - عن معقل بن سنان الأشجعي أنه قال: "مر عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أحتجم -في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان- فقال: أفطر الحاجم والمحجوم".
رواه الإمام أحمد (6).

3652 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحجامة والمواصلة ولم يحرمهما؛ على أصحابه". رواه الإمام أحمد (7) د (8).

3653 - عن أنس قال: "أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- احتجم وهو صائم، فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أفطر هذا. ثم رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم. وكان أنس يحتجم وهو صائم".
رواه الدارقطني (9)، وقال: كلهم ثقات، ولا أعلم له عله (10).
__________
(1) المسند (2/ 364).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 537 رقم 1679).
(3) المسند (3/ 465).
(4) جامع الترمذي (3/ 144 رقم 774)، وقال الترمذي: وذُكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج. وذُكر عن علي بن عبد الله أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وشداد بن أوس.
(5) كذا في تحفة الأشراف (3/ 144 رقم 3556)، وفي جامع الترمذي وعارضة الأحوذي (3/ 303)، وتحفة الأحوذي (3/ 485 رقم 771): حسن صحيح.
(6) المسند (3/ 474، 480).
(7) المسند (4/ 314، 315، 363، 364).
(8) سنن أبي داود (2/ 309 رقم 2374).

3653 - خرجه الضياء في المختارة (5/ 126 رقم 1748).
(9) سنن الدارقطني (2/ 182 رقم 7).
(10) قال ابن عبد الهادي: هذا حديث منكر لا يصح الاحتجاج به؛ لأنه شاذ الإسناد والمتن.=

(3/465)


3654 - أبنا أبو جعفر محمد بن أحمد -بأصبهان- أن محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرهم -قراءة عليه، وهو حاضر- أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد القباب، أبنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، ثنا أبو يحيى صاعقة -محمد بن عبد الرحيم- ثنا يعلى بن أسد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن شباك، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم".
3654 م- وبه أبنا أحمد بن عمرو، ثنا أبو شعيب صالح بن زياد السوسي، ثنا أبو (عبد الله) (1) موسى بن داود، ثنا محمد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم، ثم ترك ذلك، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر".
رواه مالك في الموطأ (2).
__________
=ثم أفاض في الكلام عليه، انظر نصب الراية (2/ 480 - 481) وتنقيح التحقيق (2/ 326 - 327).
(1) سقطت من "الأصل"، وموسى بن داود هو أبو عبد الله الضبي الطرسوسي يروي عن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، ويروي عنه أبو شعيب صالح ابن زياد السوسي -كما في ترجمة السوسي من التهذيب (13/ 51) - ترجمته في التهذيب (29/ 57 - 61).
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 246 رقم 724): سألت أبي عن حديث رواه محمد ابن عوف عن موسى بن داود عن محمد بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم"، فقال أبي: هذا حديث باطل، ومحمد هذا ضعيف الحديث.
(2) الموطأ (1/ 56 رقم 30) عن نافع عن ابن عمر "أنه كان يحتجم وهو صائم"، قال: "ثم ترك ذلك بعد، فكان إذا صام لم يحتجم حتى يفطر". قلت: أخشى أن يكون وقع في "الأصل" سقط، وأن يكون حديث عائشة المرفوع "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم وهو صائم" فقط -كما ذكره ابن أبي حاتم- ويكون المؤلف ذكر أثر ابن عمر بعد حديث عائشة فانتقل نظر الناسخ من حديث عائشة إلى أثر ابن عمر بعده، والله أعلم.

(3/466)


43 - باب ذكر السواك والكحل للصائم
3655 - عن عامر بن ربيعة قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا أعد ولا أحصي يستاك وهو صائم".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3)، وقال: حديث حسن. ورواه خ (4) تعليقًا.

3656 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من خير خصال الصائم السواك".
رواه ق (5) والدارقطني (6)، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة (7).
3656 م- تقدم حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمدٍ بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
رواه خ (8) م (9).

3657 - ورواه مسلم (10) أيضًا عن أبي سعيد الخدري.
__________
(1) المسند (3/ 445).
(2) سنن أبي داود (2/ 307 رقم 2364).
(3) جامع الترمذي (3/ 104 رقم 725).
(4) صحيح البخاري (4/ 187) -كتاب الصيام، باب سواك الرطب واليابس للصائم- معلقاً بصيغه التمريض.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 536 رقم 1677).
(6) سنن الدارقطني (2/ 203 رقم 6)، وقال الدارقطني: مجالد غيره أثبت منه.
(7) ترجمته في التهذيب (27/ 219 - 225).
(8) صحيح البخاري (4/ 125 رقم 1894).
(9) صحيح مسلم (2/ 806 - 807 رقم 1151).
(10) صحيح مسلم (2/ 807 رقم 1151).

(3/467)


3658 - وروى الدارقطني (1) عن أبي هريرة قال: "لك السواك إلى العصر، فإذا صليت العصر فألقه؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" (2).

3659 - عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه أمر بالإثمد المرُوَّح (3) عند النوم، وقال: ليتقيه الصائم".
رواه الإمام أحمد (4) -وليس عنده: "ليتقيه الصائم"- وأبو داود (5) بكماله.
وقال: قال لي يحيى بن معين: حديث منكر. يعني: حديث الكحل.
وقال يحيى بن معين (6): عبد الرحمن بن النعمان ضعيف. وقال أبو حاتم الرازي (6): صدوق.

3660 - عن عائشة قالت: "اكتحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم".
رواه ق (7).

3661 - عن أبي عاتكة عن أنس بن مالك قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اشتكيت عيني؛ أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: نعم".
رواه ت (8) وقال: ليس إسناده بالقوي، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 203 رقم 5).
(2) قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 114): وفي إسناده عمر بن قيس -سندل- وهو متروك.
(3) أي: المطيب بالمسك، كأنه جُعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة. النهاية (2/ 275).
(4) مسند أحمد (3/ 499 - 500).
(5) سنن أبي داود (2/ 310 رقم 2377).
(6) الجرح والتعديل (5/ 294 رقم 1391).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 5360 رقم 1678).
(8) جامع الترمذي (3/ 105 رقم 726).

(3/468)


الباب شيء، وأبو عاتكة يضعف.

3662 - وعن أنس بن مالك: "أنه كان يكتحل وهو صائم" (1).
رواه د (2).

3663 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرهم -قراءة عليه، وهو حاضر- أبنا محمد بن عبد الله بن شاذان، أبنا عبد الله بن محمد القباب، أبنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، ثنا أبو الخطاب، ثنا أبو عتاب، ثنا سعيد بن زيد -أخو حماد بن زيد- ثنا عمر ابن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع، عن ابن عمر قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعيناه مملوءتان من الكحل من الإثمد، وذلك في رمضان وهو صائم" (3).
أبو الخطاب اسمه زياد بن يحيى الحساني، وأبو عتاب سهل بن حماد الدلال.
وسعيد بن زيد روى له مسلم (4) ووثقه يحيى بن معين (5) وأبو زرعة الرازي (6)، وضعفه يحيى بن سعيد (7).
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 366): ولا بأس بإسناده.
(2) سنن أبي داود (2/ 310 رقم 2378).
(3) رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده -بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (176 رقم 557) - من طريق سعيد بن زيد.
(4) قال المزي في التهذيب (10/ 444): استشهد به البخاري، وروى له في الأدب وغيره، وروى له الباقون سوى النسائي.
(5) تاريخ الدوري (4/ 84 رقم 3851).
(6) في الجرح والتعديل (4/ 21 - 22): سُئل أبو زرعة عن سعيد بن زيد، فقال: سمعت سليمان بن حرب يقول: حدثنا سعيد بن زيد وكان ثقة.
(7) الجرح والتعديل (4/ 21 رقم 87).

(3/469)


44 - باب كراهية المبالغة في الاستنشاق للصائم
3664 - عن لقيط بن صبرة قال: "قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء. قال: أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3) ق (4) ت (5)، وقال: حديث حسن صحيح.

45 - باب في صب الصائم على رأسه الماء
3665 - عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصب الماء على رأسه من الحر وهو صائم".
رواه الإمام أحمد (6) د (7).

46 - باب كراهية صوم يوم عرفة بعرفة
3666 - عن أم الفضل بنت الحارث: "أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صيام النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم: هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه".
__________
(1) المسند (4/ 32 - 33، 33، 211).
(2) سنن أبي داود (1/ 35 - 36 رقم 142، 143، 2/ 308 رقم 2366).
(3) سنن النسائي (1/ 66 رقم 87).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 142 رقم 407).
(5) جامع الترمذي (3/ 155 - 156 رقم 788).
(6) المسند (3/ 475، 4/ 63، 5/ 376، 380، 408، 430).
(7) سنن أبي داود (2/ 307 - 308 رقم 2365).

(3/470)


رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

3667 - عن ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت: "إن الناس شكوا في صيام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة، فأرسلت إليه ميمونة بحلاب لبن وهو واقف في الموقف، فشربه والناس ينظرون". أخرجاه (3) أيضًا، واللفظ لمسلم.

3668 - (عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال:) (4) "سُئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، قال: حججت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه".
رواه الإمام أحمد (5) س (6) ت (7)، وقال: حديث حسن.

3669 - عن عكرمة قال: "دخلت على أبي هريرة في بيته فسألته عن صوم يوم عرفة بعرفات، فقال أبو هريرة: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عرفة بعرفات".
رواه الإمام أحمد (8) د (9) س (10) ق (11)، وهذا لفظه.
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 278 رقم 1988).
(2) صحيح مسلم (2/ 791 رقم 1123).
(3) البخاري (4/ 278 رقم 1989)، ومسلم (2/ 791 رقم 1124).
(4) من المسند وسنن النسائي وجامع الترمذي.
(5) المسند (2/ 50).
(6) السنن الكبرى (2/ 155 رقم 2826).
(7) جامع الترمذي (3/ 125 رقم 751).
(8) المسند (2/ 446).
(9) سنن أبي داود (2/ 326 رقم 2440).
(10) السنن الكبرى (2/ 155 - 156 رقم 2830، 2831).
(11) سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1732).

(3/471)


47 - باب النهي عن صيام يوم العيدين وأيام التشريق
3670 - عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: هذان يومان نهى رسول - صلى الله عليه وسلم - عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم".
رواه خ (1) م (2)، وعنده: "فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب الناس فقال".

3671 - عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام يومين: يوم الفطر، ويوم النحر".
أخرجاه (3) أيضًا.

3672 - عن زياد بن جبير قال: "جاء رجل إلى ابن عمر فقال: رجل نذر أن يصوم يومًا -أظنه قال: الاثنين- فوافق يوم عيد، فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم هذا اليوم".
أخرجاه (4)، وعند مسلم: "أن يصوم يومًا فوافق يوم أضحى أو فطر".

3673 - عن أبي هريرة قال: "نهي عن صيامين وبيعتين: الفطر والنحر، والملامسة والمنابذة".
رواه خ (5).

3674 - عن عائشة قالت: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صومين: يوم الفطر
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 280 - 281 رقم 1990).
(2) صحيح مسلم (2/ 799 رقم 1137).
(3) البخاري (4/ 281 رقم 1991)، ومسلم (2/ 800 رقم 827).
(4) البخاري (4/ 283 رقم 1994)، ومسلم (2/ 800 رقم 1139).
(5) صحيح البخاري (4/ 282 رقم 1993).

(3/472)


ويوم الأضحى". رواه م (1).

3675 - عن نبيشة الهذلي قال: "قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله". رواه م (2).

3676 - عن كعب بن مالك: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه وأوس بن الحدثان أيام التشريق فنادى: إنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وأيام مني أيام أكل وشرب".
رواه م (3).

3677 - عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) س (6) ت (7)، وقال: حديب حسن صحيح.

3678 - عن أبي مرة مولى أم هانئ: "أنه دخل مع عبد الله بن عمرو على أبيه عمرو بن العاص وقرب إليهما طعامًا، فقال: كل. فقال: إني صائم. فقال عَمْرو: كل، فهذه الأيام التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بإفطارها، ونهى عن صيامها. قال مالك: وهي أيام التشريق".
رواه الإمام أحمد (8) د (9).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1140).
(2) صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1141).
(3) صحيح مسلم (2/ 800 رقم 1142).
(4) المسند (4/ 152).
(5) سنن أبي داود (2/ 320 رقم 2419).
(6) سنن النسائي (5/ 252 رقم 3004).
(7) جامع الترمذي (3/ 143 رقم 773).
(8) المسند (4/ 197).
(9) سنن أبي داود (2/ 320 رقم 2418).

(3/473)


3679 - عن سعد بن أبي وقاص قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أيام منى أنها أيام أكل وشرب ولا صوم فيها. يعني: أيام التشريق".
رواه الإمام أحمد (1)، وهو من رواية محمد بن أبي حميد المدني، وقد تكلم فيه (2).

3680 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيام منى أيام أكل وشرب".
رواه ق (3).

3681 - عن بشر بن سُحيم: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب أيام التشريق فقال: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب" (4).
رواه الإمام أحمد (5) س (6) ق (7).

3682 - عن أبي هريرة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى أن لا تصوموا هذه الأيام؛ فإنها أيام أكل وشرب (مع) (8) ذكر الله- عز وجل".
رواه الإمام أحمد (9).
__________
(1) المسند (1/ 169، 174).
(2) ترجمته في التهذيب (25/ 112 - 115).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 548 رقم 1719).
(4) صححه ابن خزيمة (4/ 313 رقم 2960).
(5) المسند (3/ 415، 5/ 334).
(6) متن النسائي (8/ 104 رقم 5009).
(7) متن ابن ماجه (1/ 548 رقم 1720).
(8) في المسند: "و".
(9) المسند (2/ 513، 535).

(3/474)


3683 - وروى أيضًا (1) عن يوسف بن مسعود (عن) (2) جدته: "أن رجلاً مرَّ بهم على بعير (يوضعه) (3) بمنى أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب. فسألت عنه، فقالوا: عليّ بن أبي طالب".

3684 - وروى (4) عن مسعود بن الحكم الأنصاري ثم (الزرقي) (5) عن أمه حدثته قالت: "لكأني انظر لعليّ بن أبي طالب -وهو على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيضاء، حين وقف على شعب الأنصار في حجة الوداع- وهو يقول: أيها الناس، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إنها ليست بأيام صيام، إنما هي أيام أكل وشرب وذكر".

3685 - عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صوم خمسة أيام في السنة: يوم الفطر، ويوم النحر، وثلاثة أيام التشريق".
رواه الدارقطني (6).

3686 - عن عبد الله بن حذافة السمهمي قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيام منى أنادي: أيها الناس، إنها أيام أكل وشرب وبعال (7) ".
__________
3683 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 412 رقم 804).
(1) المسند (1/ 122).
(2) من المسند.
(3) في "الأصل": فوضعه. والمثبت من المسند، يقال: وضع البعير يضع وضعًا، وأوضعه راكبه إيضاعًا، إذا حمله على سرعة السير. النهاية (5/ 196).

3684 - خرجه الضياء في المختارة (2/ 419 رقم 805).
(4) المسند (1/ 92).
(5) بياض في "الأصل". والمثبت من المسند.
(6) سنن الدارقطني (2/ 212 رقم 34).

3686 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 253 - 255 رقم 222 - 224).
(7) البعال: النكاح وملاعبة الرجل أهله، والمباعلة: المباشرة، ويقال لحديث العروسين: بعال، والبَعْل والتبعل: حسن العشرة. النهاية (1/ 141).

(3/475)


رواه الدارقطني (1)، من رواية الواقدي، وقال عنه: ضعيف.
وروى (2) أيضًا عنه قال: "أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رهط أن يطوفوا في منى في حجة الوداع يوم النحر فنادى: إن هذه أيام أكل وشرب وذكر الله -تعالى- فلا تصوموا فيهن إلا صومًا في هدي" وليس من رواية الواقذي.

3687 - عن عروة عن عائشة وعن سالم عن ابن عمر قالا: "لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي".
رواه خ (3).
وروى (4) أيضًا عنهما قالا: "الصيام لمن تمتع بالعمرة إلى الحج إلى يوم عرفة، فإن لم يجد هديًا ولم يصم صام أيام منى".

48 - باب النهي عن إِفراد يوم الجمعة بالصوم
3688 - عن محمد بن عباد قال: "سألت جابرًا أنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الجمعة؟ قال: نعم".
رواه خ (5) م (6)، وعنده: عن محمد بن عباد بن جعفر قال: "سألت جابر ابن عبد الله -وهو يطوف بالبيت- أنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم، وربِّ هذا البيت".

3689 - عن أبي هريرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يصومن أحدكم
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 212 رقم 32).
(2) سنن الدارقطني (2/ 187 رقم 35).
(3) صحيح البخاري (4/ 284 رقم 1997، 1998).
(4) صحيح البخاري (4/ 284 - 285 رقم 1999).
(5) صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1984).
(6) صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1143).

(3/476)


يوم الجمعة إلا يومًا قبله أو بعده".
رواه البخاري (1) -وهذا لفظه- م (2).

3690 - وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
رواه م (3).

3691 - عن جويرية بنت الحارث: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: أصمت أمس؟ قالت: لا. قال: تريدين أن تصومين غداً؟ قالت: لا. قال: فأفطري".
رواه خ (4).

3692 - عن عبد الله بن مسعود قال: "قلَّ ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر يوم الجمعة".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6) -وهذا لفظه- س (7) ت (8)، وقال: حديث حسن غريب.

3693 - عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصوموا يوم الجمعة وحده".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1985).
(2) صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1144).
(3) صحيح مسلم (2/ 801 رقم 1144/ 148).
(4) صحيح البخاري (4/ 273 رقم 1986).
(5) المسند (1/ 406).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1725).
(7) سنن النسائي (4/ 204 رقم 2367).
(8) جامع الترمذي (3/ 118 رقم 742).

(3/477)


رواه الإمام أحمد (1).

3694 - عن جنادة الأزدي قال: "دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم جمعة، في سبعة من الأزد أنا ثامنهم وهو يتغدى، قال: هلموا إلى الغداء. فقلنا: يا رسول الله، إنا صيام. قال: أصمتم أمس؟ قال: قلنا: لا. قال: فتصومون غداً؟ فقلنا: لا. قال: فأفطروا. قال: فأكلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما خرج وجلس على المنبر دعا بإناءٍ من ماءٍ، فشرب وهو على المنبر، والناس ينظرون، يريد أنه لا يصوم يوم الجمعة". رواه الإمام أحمد (2).

3695 - وروى (3) أيضاً عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يوم الجمعة يوم عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام إلا أن تصوموا قبله أو بعده".

49 - باب النهي عن صيام يوم السبت وذكر صيامه
3696 - عن عبد الله بن بسر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا عود عنب أو لحاء شجرة (4) فليمصه".
رواه الإمام أحمد (5) س (6) ق (7) واللفظ له.
__________
(1) المسند (1/ 288).
(2) سقط هذا الحديث من المسند المطبوع، انظر إتحاف المهرة (4/ 78 - 79 رقم 3980).
(3) المسند (2/ 532).

3696 - خرجه الضياء في المختارة (9/ 58 - 59 رقم 40 - 42).
(4) أي: قشرها، يقال: لحوت الشجرة ولحيتها والتحيتها إذا أخذت لحاءها وهو قشرها. النهاية (4/ 243).
(5) المسند (4/ 189).
(6) السنن الكبرى (2/ 143 - 145 رقم 2761، 2766، 2770). وفيه: "عبد الله بن بشر" بالشين المعجمة، وهو تصحيف.
(7) سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1726).

(3/478)


3696م- ورواه الإمام أحمد (1) د (2) ت (3) س (4) ق (5) عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء.
قال أبو داود: هذا الحديث منسوخ. وقال: قال مالك: هذا حديث كذب.
وقال الترمذي: حديث حسن.

3697 - ورواه النسائي (6) أيضًا عن الصماء عن عائشة.

50 - ما روي من خلاف ذلك
3698 - عن كريب مولى ابن عباس قال: "أرسلني ابن عباس وناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أم سلمة أسألها: أي الأيام كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها صيامًا؟ قالت: يوم السبت والأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: إنهما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم".
رواه الإمام أحمد (7) س (8) وأحمد بن عمرو بن أبي عاصم، واللفظ له.

3699 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس".
رواه ت (9)، وقال: حديث حسن. قال: وروى عبد الرحمن بن مهدي هذا
__________
(1) المسند (6/ 368 - 369).
(2) سنن أبي داود (2/ 320 - 321 رقم 2421).
(3) جامع الترمذي (3/ 120 رقم 744).
(4) السنن الكبرى (2/ 143 - 145 رقم 2762 - 2764).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 550 رقم 1726).
(6) السنن الكبرى (2/ 145 رقم 2771).
(7) المسند (6/ 323 - 324).
(8) السنن الكبرى (2/ 146 رقم 2776).
(9) جامع الترمذي (3/ 122 رقم 746).

(3/479)


الحديث عن سفيان، ولم يرفعه.

51 - باب في كراهية صوم المرأة تطوعًا وزوجها شاهد إلا بإِذنه
3700 - عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، وما أنفقت من نفقة من غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره (1) ".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- م (3) وعنده: "لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له".
وروى الإمام أحمد (4) د (5) وزاد: "لا تصوم امرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان".
وعند ق (6): "وزوجها شاهد يومًا من غير شهر رمضان إلا بإذنه".

3701 - عن أبي سعيد الخدري قال: "جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده، فقالت: يا رسول الله، إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال: وصفوان عنده، قال: فسأله عما قالت، فقال: يا رسول الله، أما قولها: يضربني إذا
__________
(1) أي: نصف الأجر، كما في رواية مسلم الآتية وغيرها، وانظر فتح الباري (9/ 208).
(2) صحيح البخاري (9/ 206 رقم 5195).
(3) صحيح مسلم (2/ 711 رقم 1026).
(4) المسند (2/ 464).
(5) سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2458).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1761).

(3/480)


صليت؛ فإنها تقرأ (بسورتين) (1) وقد نهيتها. قال: فقال: لو كانت سورة واحدة لكفت الناس. وأما قولها: يفطرني؛ فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب؛ فلا أصبر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: لا تصوم امرأة إلا بإذن زوجها. (وأما قولها:) (2) إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عُرف لنا ذاك لانكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس. قال: فإذا استيقظت فصل".
رواه الإمام أحمد (3) د (4).
وروى منه ق (5): "النهي عن صيام المرأة إلا بإذن زوجها".

52 - باب فيما ذكر في صيام الزائر والمدعوِّ
3702 - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعاً إلا بإذنهم".
رواه ق (6) ت (7)، وقال: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدًا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة.

3703 - عن أنس قال: "دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم سليم فأتته بتمر وسمن، قال: أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه؛ فإني صائم. ثم قام إلى ناحيةٍ من البيت فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خُوَيصة. قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس. فما ترك خير
__________
(1) في "الأصل": بسورتي. والمثبت من سنن أبي داود.
(2) من سنن أبي داود.
(3) المسند (2/ 83، 84 - 85).
(4) سنن أبي داود (2/ 330 رقم 2459) واللفظ له.
(5) سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1762).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 560 رقم 1763).
(7) جامع الترمذي (3/ 156 رقم 789).

(3/481)


آخرةٍ ولا دنيا إلا دعا لي به: اللهم ارزقه مالاً وولداً، وبارك له. فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدثتني ابنتي أمَيْنة أنه دفن لصلبي مقدم (الحجاج) (1) البصرة بضع وعشرون ومائة".
رواه خ (2).

3704 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دُعِيَ أحدكم فليجب؛ فإن كان صائمًا فليصل، وإن كان مفطرًا فليطعم".
رواه م (3).
قال الحافظ: فسره بعض الرواة: والصلاة: الدعاء.

3705 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم".
رواه م (4).

3706 - عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب؛ فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائمًا فليدع لهم بالبركة".
رواه س في كتاب عمل يوم وليلة (5)، ورواه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في "كتاب الصيام".
__________
(1) في "الأصل": الحاج. والمثبت من صحيح البخاري، والحجاج هو ابن يوسف الثقفي الأمير الظالم، وكان قدومه البصرة سنة خمس وسبعين، وعمر أنس حينئذٍ نيف وثمانون سنة، وقد عاض أنس بعد ذلك إلى سنة ثلاث -ويقال: اثنين، ويقال: إحدى- وتسعين، وقد قارب المائة، انظر فتح الباري (4/ 269).
(2) صحيح البخاري (4/ 268 رقم 1982).
(3) صحيح مسلم (2/ 1054 رقم 1431).
(4) صحيح مسلم (2/ 805 - 806 رقم 1150).
(5) السنن الكبرى (6/ 82 رقم 10132).

(3/482)


53 - باب النهي عن صيام الأبد
3707 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام من صام الأبد. مرتين".
رواه خ (1) م (2)، وعنده: "لا صام من صام الأبد، لا صام من صام الأبد".

3708 - عن أبي قتادة الأنصاري: "أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله، فلما رأى (عمر) (3) غضبه، قال: رضينا بالله (ربًّا) (3) وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًّا -وفي لفظ (4): ومحمد رسولاً وبيعتنا بيعة- نعوذ باللَّه من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر -أو لم يصم ولم يفطر".
رواه م (5).

3709 - عن أبي تميمة -هو طريف بن مجالد- عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا، وقبض كفه".
رواه الإمام أحمد (6).

54 - باب فيمن يقول صمت رمضان كله
3710 - عن أبي بكرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقولن أحدكم إني
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 260 رقم 1977).
(2) صحيح مسلم (2/ 814 - 815 رقم 1159/ 186).
(3) من صحيح مسلم.
(4) صحيح مسلم (2/ 819 رقم 1162/ 197).
(5) صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162/ 196).
(6) المسند (4/ 414).

(3/483)


صمت رمضان كله وقمته. فلا أدري أكره التزكية، أو قال: لا بد من نومةٍ أو رقدةٍ".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

55 - باب في صيام النبي - صلى الله عليه وسلم -
3711 - عن ابن عباس قال: "ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا كاملاً قط غير رمضان، وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر. ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل: لا واللَّه لا يصوم".
رواه خ (4) م (5).

3712 - عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم (منه) (6) ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئاً، وكان لا تشاء تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته".
رواه خ (7) م (8)، وعنده: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم حتى يقال: قد صام (قد صام) (9) ويفطر حتى يقال: قد أفطر قد أفطر".
__________
(1) المسند (5/ 39، 41، 48، 52).
(2) سنن أبي داود (2/ 319 رقم 2415).
(3) سنن النسائي (4/ 130 رقم 2108).
(4) صحيح البخاري (4/ 253 رقم 1971).
(5) صحيح مسلم (2/ 811 رقم 1157).
(6) من صحيح البخاري.
(7) صحيح البخاري (4/ 253 رقم 1972).
(8) صحيح مسلم (2/ 812 رقم 1158).
(9) من صحيح مسلم.

(3/484)


3713 - عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول: لا يفطر. ويفطر حتى نقول: لا يصوم. وما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان". رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

3714 - وله (3) عن عبد الله بن شقيق قال: "قلت لعائشة: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهراً معلومًا سوى رمضان؟ قالت: واللَّه إن صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا معلومًا سوى رمضان حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يصيب منه".

56 - باب في صيام داود عليه الصلاة والسلام
3715 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لتصوم الدهر، وتقوم الليل؟ قلت: نعم. قال: إنك إذا فعلت ذلك هجمت (4) له العين ونَفِهَتْ (5) له النفس، لا صام من صام الدهر، صم ثلاثة أيام، (صوم) (6) الدهر كله. قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك. قال: فصم صوم داود، فكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى".
رواه خ (7) -وهذا لفظه- م (8).
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 251 رقم 1969).
(2) صحيح مسلم (2/ 810 رقم 1156/ 175).
(3) صحيح مسلم (2/ 809 - 810 رقم 1156/ 172).
(4) أي: غارت ودخلت في موضعها، ومنه الهجوم على القوم: الدخول عليهم. النهاية (5/ 247).
(5) أي: أعيت وكلَّت. النهاية (5/ 100).
(6) من صحيح البخاري.
(7) صحيح البخاري (4/ 264 رقم 1979).
(8) صحيح مسلم (2/ 815 - 816 رقم 1159/ 187).

(3/485)


3716 - وعن عبد الله بن عمرو قال: "أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يقول: لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنت الذي يقول ذلك؟ ققلت له: قد قلته يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، ونم وقم، صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها؛ وذلك مثل صيام الدهر. قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: صم يومًا وأفطر يومين. قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك قال: صم يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيام داود، وهو أعدل الصيام. قال: قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أفضل من ذلك. قال عبد الله بن عمرو: لأن أكون قبلت الثلاثة أيام التي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليِّ من أهلي ومالي".
رواه خ (1) م (2) وهذا لفظه.
وعند البخاري (3): "فكان عبد الله يقول (بعدما كبر) (4): ياليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

3717 - وعن عبد الله بن عمرو قال: "قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عبد الله، ألم أُخبَر أنك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، (وإن لزورك عليك حقاً) (5)، وإن بحسبك أن تصوم من كل
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 259 رقم 1976).
(2) صحيح مسلم (2/ 812 رقم 1159).
(3) صحيح البخاري (4/ 256 رقم 1975).
(4) من صحيح البخاري.
(5) من صحيح البخاري، والرَّوْر: الزائر، وهو في "الأصل" مصدر وُضع موضع الاسم، كصوم ونوم بمعنى صائم ونائم، وقد يكون الزِّور جمع زائر". كراكب وركب. النهاية (2/ 318).

(3/486)


شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذن ذلك صيام الدهر كله. فشددت (فشُدد) (1) عليَّ قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة. قال: فصم صيام نبي الله داود - صلى الله عليه وسلم - ولا تزد عليه. قلت: وما كان صيام نبي الله داود؟ قال: نصف الدهر. فكان عبد الله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم -".
رواه خ (2) -وهذا لفظه- م (3) واللفظ: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإما أرسل إليَّ (فأتيته) (4) فقال لي: ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير. قال: فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثه أيامٍ. قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا. قال: فصم صوم داود (نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان أعبد الناس. قال: قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟) (4) قال: كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، واقرأ القرآن في كل شهر. قال: قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك. (قال: فاقرؤه في كل عشرين. قال: قلت يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك) (4). قال: فاقرؤه في عشر. قال: فقلت: يا نبي الله، إني أطيق (أفضل) (5) من ذلك. قال: فاقرؤه في (كل) (4) سبع ولا تزد على ذلك؛ فإن لزوجك عليك حقًّا، ولزورك عليك حقًّا، ولجسدك عليك حقًّا. قال: فشددت فشدد عليَّ، قال: وقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -:
__________
(1) من صحيح البخاري.
(2) صحيح البخاري (6/ 254 رقم 1975).
(3) صحيح مسلم (2/ 813 رقم 1159/ 182).
(4) من صحيح مسلم.
(5) في "الأصل": أكبر. والمثبت من صحيح مسلم.

(3/487)


إنك لا تدري (لعلك) (1) يطول بك عمر. قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله - صلى الله عليه وسلم -".
وفي لفظ له (2): "وإن لولدك عليك حقًّا".
وفي لفظ له (3): "فإن لعينك حظًّا، ولنفسك حظًّا، ولأهلك حظًّا".

3718 - وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يوماً ويفطر يومًا".
أخرجاه في الصحيحين (4).

3719 - وعن عبد الله بن عمرو: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر له صومي، فدخل عليَّ، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال: أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟ قال: قلت: يا رسول الله قال: خمسًا؟ قلت: يا رسول الله. قال: سبعًا. قلت يا رسول الله. قال: تسعاً؟ قلت: يا رسول الله. قال: إحدى عشرة. ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر، صم يومًا وأفطر يومًا".
رواه خ (5) -واللفظ له- م (6).
ولمسلم (7): عن عبد الله بن عمرو: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: صم
__________
(1) من صحيح مسلم.
(2) صحيح مسلم (2/ 814 رقم 1159/ 183).
(3) صحيح مسلم (2/ 816 رقم 1159/ 186).
(4) البخاري (3/ 20 رقم 1131)، ومسلم (2/ 816 رقم 1159/ 189).
(5) صحيح البخاري (4/ 264 رقم 1980).
(6) صحيح مسلم (2/ 817 رقم 1159/ 191).
(7) صحيح مسلم (2/ 817 رقم 1159/ 192).

(3/488)


يومًا ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم يومين ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أربعة أيام، ولك أجر ما بقي. قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: صم أفضل الصيام عند الله -عز وجل- صوم داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".

57 - باب الصيام في الشتاء
3720 - عن عامر بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء".
رواه الإمام أحمد (1) ت (2) -وهذا لفظه- ولفظ الإمام أحمد: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل؛ عامر بن مسعود لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال يحيى بن معين (3): ليست له صحبة. وسُئل عنه الإمام أحمد، فقال: أرى له صحبة (4).

3721 - ورواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم من رواية سعيد بن بشير،
__________
3720 - خرجه الضياء في المختارة (8/ 208 - 209 رقم 244 - 247).
(1) المسند (4/ 335).
(2) جامع الترمذي (3/ 162 رقم 797).
(3) تاريخ الدوري (4/ 55 رقم 3118).
(4) كذا نقل قول الإمام أحمد بإثبات صحبته ابن عساكر في الأطراف -وعن العلائي في المراسيل (ص 250 رقم 325) - والضياء في المختارة (8/ 208)، والمزي في التحفة (4/ 234).
ونقل عن الإمام أحمد نفي صحبته مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (7/ 15)، والإنابة (1/ 320)، وابن حجر في التهذيب (3/ 56)، والإصابة، والله أعلم.

(3/489)


عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن - صلى الله عليه وسلم -.
سعيد بن بشير ضعفه غير واحد من الأئمة (1)، ووثقه شعبة (2) ودحيم (3).

58 - باب في صيام نوح عليه السلام
3722 - عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صام نوح الدهر إلا يوم الفطر ويوم الأضحى". رواه ق (4) من رواية ابن لهيعة.

59 - باب أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصوم لمن خاف على نفسه العزوبة
3723 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من استطاع منكم الباءة (5) فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء" (6).
رواه خ (7) م (8).
__________
(1) ترجمته في التهذيب (10/ 348 - 356).
(2) الجرح والتعديل (4/ 6 رقم 20).
(3) الجرح والتعديل (4/ 7 رقم 20).
(4) سنن ابن ماجه (1/ 547 رقم 1714).
(5) يعني: النكاح والتزوج، يقال فيه الباءَة والبَاء وقد يقصر، وهو من المباءَة: المنزل؛ لأن من تزوج امرأة بوأها منزلًا، وقيل: لأن الرجل يتبوأ من أهله، أي: يستمكن كما يتبوأ من منزله. النهاية (1/ 160).
(6) الوجاء: أن ترَضَّ أنثيا الفحل رضًّا يُذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصي، وقد وُجئ وِجَاءً فهو مَوْجُوء، وقيل: هو أن توجأ العروق والخصيتان بحالهما، أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء. النهاية (5/ 152).
(7) صحيح البخاري (4/ 142 رقم 1905).
(8) صحيح مسلم (2/ 1018 رقم 1400).

(3/490)


60 - باب صيام ستة أيام من شوال
3724 - عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر".
رواه م (1).

3725 - عن ثوبان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة؛ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".
رواه الإمام أحمد (2) ق (3)، وهذا لفظه.

3726 - عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال) (4): "من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها".
رواه الإمام أحمد (5) من رواية عمرو بن جابر الحضرمي، وفيه كلام (6).

61 - باب في صيام المحرم
3727 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".
رواه م (7).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 822 رقم 1164).
(2) المسند (5/ 280).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 547 رقم 1715).
(4) من المسند.
(5) المسند (3/ 308، 324، 344).
(6) ترجمته في التهذيب (21/ 559 - 562).
(7) صحيح مسلم (2/ 821 رقم 1163).

(3/491)


3728 - عن علي -رضي الله عنه- "سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال: ما سمعت أحدًا يسأل عن هذا إلا رجلاً سمعته يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأنا قاعد- فقال: يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: إن كنت صائمًا بعد شهر رمضان فصم المحرم؛ فإنه شهر الله -عز وجل- وفيه يوم تاب على قوم ويتوب فيه على قوم".
رواه عبد الله بن أحمد (1) عن غير أبيه ت (2)، وعنده: "ويُتاب على آخرين". وقال: حديث حسن غريب.
قال الحافظ: هو من رواية عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، تكلم (فيه) (3) الإمام أحمد (4) ويحيى بن معين (5) وغيرهما (6).

62 - باب في صيام يوم عرفة
3729 - عن أبي قتادة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن صوم يوم عرفة، قال: يُكفر السنة الماضية والباقية". رواه م (7).
__________
(1) زوائد المسند (1/ 154، 155).
(2) جامع الترمذي (3/ 117 - 118 رقم 741).
(3) ليست في "الأصل".
(4) قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب: ليس بشيء منكر الحديث. الجرح والتعديل (213/ 5 رقم 1001)، وقال في رواية عبد الله: متروك الحديث. العلل ومعرفة الرجال. وقال في رواية البخاري: منكر الحديث. التاريخ الكبير (5/ 259 رقم 835).
(5) قال في رواية الدوري: ضعيف، ليس بشيء. تاريخ الدوري (3/ 325 رقم 1559، 4/ 47 رقم 3070). وقال في رواية ابن الجنيد: ليس بشيء. سؤالات ابن الجنيد. وقال في رواية معاوية بن صالح: ضعيف. الكامل (5/ 495).
(6) ترجمته في التهذيب (16/ 515 - 518).
(7) صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162).

(3/492)


3730 - عن قتادة بن النعمان قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صام يوم عرفة غُفر له سنة أمامه وسنة بعده".
رواه ق (1).

3731 - عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين".
رواه أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في كتاب الصوم.
ورواه الطبراني (2) وعنده: "غُفر له ذنب سنتين (متتابعتين) (3) ".

63 - باب في صيام عاشوراء
3732 - عن ابن عباس قال: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم -يوم عاشوراء- وهذا الشهر -يعني شهر رمضان".
رواه خ (4) -وهذا لفظه- م (5)، ولفظه: عن عبيد الله بن أبي يزيد: "سمع ابن عباس وسُئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال: ما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهرًا إلا هذا الشهر. يعني: رمضان".

3733 - وعن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا:
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1731).
(2) المعجم الكبير (6/ 179 رقم 5923).
(3) من المعجم الكبير.
(4) صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2006).
(5) صحيح مسلم (2/ 797 رقم 1132).

(3/493)


هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغَرَّق فيه فرعونَ وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.

3734 - عن أبي موسى قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فصوموه أنتم".
رواه خ (3) -وهذا لفظه- م (4) وعنده: "تعظمه اليهود وتتخذه عيداً". وفي لفظ له (5): "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم".

3735 - عن عائشة قالت: "كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصومه، فلما فُرض شهر رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه".
رواه خ (6) م (7) وهذا لفظه.

3736 - عن عبد الله بن عمر: "أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صامه و (المسلمون) (8) قبل أن يفرض رمضان، فلما افترض
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2004).
(2) صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1130/ 128).
(3) صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2005).
(4) صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1131).
(5) صحيح مسلم (2/ 796 رقم 1131/ 130).
(6) صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2002).
(7) صحيح مسلم (2/ 792 رقم 1125).
(8) في "الأصل": المسلمين. والمثبت من صحيح مسلم.

(3/494)


رمضان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن عاشوراء يوم من أيام الله؛ فمن شاء صامه ومن شاء تركه".
أخرجاه (1) أيضًا، ولفظه لمسلم.

3737 - عن عبد الرحمن بن زيد قال: "دخل الأشعث بن قيس على عبد الله وهو يتغدى، فقال: يا أبا محمد، ادن إلى الغداء. فقال: أو ليس اليوم يوم عاشوراء؟ قال: وهل تدري ما يوم عاشوراء؟ قال: وما هو؟ قال: إنما هو يوم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان، فلما نزل رمضان تركه".
رواه خ (2) م (3)، واللفظ لمسلم.
وفي لفظ لهما: "تُرِكَ فإن كنت مفطرًا فأطعم" ورواية البخاري عن علقمة عن ابن مسعود.

3738 - عن جابر بن سمرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بصيام يوم عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يتعاهدنا عنده". رواه م (4).

3739 - عن معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه؛ وأنا صائم، فمن شاء فليصم، ومن شاء فليفطر".
رواه خ (5) -وهذا لفظه- م (6).
__________
(1) البخاري (4/ 123 رقم 1892)، ومسلم (2/ 792 - 793 رقم 1126).
(2) صحيح البخاري (8/ 26 رقم 4503).
(3) صحيح مسلم (2/ 794 رقم 1127).
(4) صحيح مسلم (2/ 794 - 795 رقم 1128).
(5) صحيح البخاري (4/ 287 رقم 2003).
(6) صحيح مسلم (2/ 795 رقم 1129).

(3/495)


3740 - عن سلمة بن الأكوع قال: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من أسلم أن أذن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم؛ فإن اليوم يوم عاشوراء".
رواه خ (1) -وهذا لفظه- م (2).

3741 - عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: "أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه. فكنا بعد ذلك نصومه ويصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن (3)، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار (4) " (5).
وفي لفظ (6): "تلهيهم حتى يتموا صومهم".
أخرجاه (7) ولفظه لمسلم.

3742 - عن هند بن أسماء قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومي من أسلم، فقال: مر قومك فليصوموا هذا اليوم -يوم عاشوراء- فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 288 رقم 2007).
(2) صحيح مسلم (2/ 798 رقم 1135).
(3) العهن: الصوفت الملون، الواحدة عِهنة. النهاية (3/ 326).
(4) قال النووي في شرح مسلم (5/ 116): هكذا هو في جميع النسخ. "عند الإفطار" قال القاضي: فيه محذوف، وصوابه حتى يكون عند الإفطار، فبهذا يتم الكلام، وكذا وقع في البخاري.
(5) صحيح مسلم (2/ 798 - 799 رقم 1136/ 136).
(6) صحيح مسلم (2/ 799 رقم 1136/ 137).
(7) صحيح البخاري (4/ 236 رقم 1960).

(3/496)


رواه الإمام أحمد (1).

3743 - وروى أيضًا (2) عن يحيى بن هند بن حارثة -وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر قومه بصيام عاشوراء، وهو أسماء بن حارثة- فحدثني يحيى بن هند، عن أسماء بن حارثة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه فقال: مر قومك بصيام هذا اليوم. وقال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال: فليتموا آخر يومهم".

3744 - عن عبد الرحمن بن سلمة عن عمه: "أن أسلم أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أصمتم يومكم هذا؟ قالوا: لا. قال: فأتموا بقية يومكم واقضوه".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) وهذا لفظه، وعند الإمام أحمد: "غدونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عاشوراء وقد تغدينا فقال: أصمتم هذا اليوم؟ قال: قلنا: قد تغدينا. قال: فأتموا بقية يومكم".

3745 - عن محمد بن صيفي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء: "أمنكم أحد أكل اليوم؟ فقالوا: منّا من صام ومنّا من لم يصم. قال: فأتموا بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6) س (7)، وهذا لفظه.

3746 - عن أبي قتادة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صيام يوم عاشوراء،
__________
(1) المسند (3/ 484).
(2) المسند (4/ 78).
(3) المسند (5/ 409).
(4) سنن أبي داود (2/ 327 رقم 2447).
(5) المسند (4/ 488).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 552 رقم 1735).
(7) سنن النسائي (4/ 192 رقم 2319).

(3/497)


قال: يكفر السنة الماضية".
رواه م (1).

3747 - عن الحكم بن الأعرج قال: "انتهيت إلى ابن عباس وهو (متوسد) (2) رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء. فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائمًا. قلت: هكذا كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يصومه؟ قال: نعم". رواه م (3).

3748 - عن أبي غطفان بن طريف المري قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: "حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء -أو أمر بصيامه- قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا يوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". رواه م (4).
وله (5) عن عبد الله بن عمير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع". يعني: يوم عاشوراء.

3749 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا اليهود وصوموا قبله يوماً وبعده يوماً". رواه الإمام أحمد (6).

3750 - عن ابن عباس قال: "أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصوم عاشوراء، يوم العاشر". رواه ت (7).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 819 رقم 1162/ 197).
(2) في "الأصل": متسود. والمثبت من صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم (2/ 797 رقم 1133).
(4) صحيح مسلم (2/ 797 - 798 رقم 1134/ 113).
(5) صحيح مسلم (2/ 898 رقم 1134/ 134).
(6) المسند (1/ 241).
(7) جامع الترمذي (3/ 128 رقم 755) وقال الترمذي: حديث ابن عباس حسن صحيح.

(3/498)


64 - باب في ذكر العشر
3751 - عن عائشة قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائماً في العشر قط".
رواه م (1).

3752 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني: أيام العشر- قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
رواه خ (2).

3753 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ (قال) (3): ولا الجهاد في سبيل الله إلا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى يهراق (مهجة) (4) دمه". قال بعض الرواة: "أيام العشر".
رواه الإمام أحمد (5).

3754 - عن حفصة قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر".
رواه الإمام أحمد (6) س (7).
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 833 رقم 1176).
(2) صحيح البخاري (2/ 535 رقم 969).
(3) في "الأصل": ولا الجهاد في سبيل الله. والمثبت من المسند.
(4) في "الأصل": هيجة. والمثبت من المسند.
(5) المسند (2/ 161 - 162).
(6) المسند (6/ 287).
(7) سنن النسائي (4/ 220 رقم 2415).

(3/499)


3755 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أيام الدنيا أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من أيام العشر، وإن صيام يومًا فيها ليعدل صيام سنة وليلة فيها بليلة القدر".
رواه ق (1) ت (2)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس.
قلت: ومسعود بن واصل (3) والنهاس بن قهم (4) متكلم فيهما.

3756 - عن (هنيدة) (5) بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر والخميس".
رواه الإمام أحمد (6) س (7) - وعندهما: "وخميسين"- د (8).

65 - باب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر
3757 - عن أبي هريرة قال: "أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 551 رقم 1728).
(2) جامع الترمذي (3/ 131 رقم 758).
(3) ترجمته في التهذيب (27/ 481 - 483).
(4) ترجمته في التهذيب (30/ 28 - 31).
(5) في "الأصل": هندية. والمثبت من المسند وسنني النسائي وأبي داود، وهُنيدة بن خالد ترجمته في التهذيب (30/ 317) لكن وقع فيه: "هنيد" فلعله خطأ من الطباعة.
(6) المسند (5/ 271، 6/ 288، 423).
(7) سنن النسائي (4/ 205 رقم 2371).
(8) سنن أبي داود (2/ 325 رقم 2437).

(3/500)


رواه خ (1) م (2).

3758 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله".
أخرجاه أيضًا (3).

3759 - عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كل شهر (و) (4) رمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله".
رواه م (5).

3760 - عن أبي الدرداء قال: "أوصاني حبيبي بثلاث (لن) (6) أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر".
رواه م (7).

3761 - عن معاذة العدوية: "أنها سألت عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم".
رواه م (8).

3762 - عن أبي ذر قال: "أوصاني حبيبي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث لا أدعهن إن شاء الله
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 266 رقم 1981).
(2) صحيح مسلم (1/ 499 رقم 721).
(3) البخاري (4/ 259 رقم 1976)، ومسلم (2/ 812 رقم 1159).
(4) من صحيح مسلم.
(5) صحيح مسلم (2/ 818 - 819 رقم 1162).
(6) في "الأصل": لم. والمثبت من صحيح البخاري.
(7) صحيح مسلم (1/ 499 رقم 722).
(8) صحيح مسلم (2/ 818 رقم 1160).

(3/501)


أبدًا، أوصاني بصلاة الضحى، والوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر". رواه الإمام أحمد (1) س (2).

3763 - وعن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر".
رواه الإمام أحمد (3) -وهذا لفظه- س (4) ق (5) ت (6)، وقال: حديث حسن. وزاد: "فأنزل الله -عز وجل- تصديق ذلك في كتابه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (7) اليوم بعشرة أيام".

3764 - عن ابن عمر قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من كل شهر".
رواه الإمام أحمد (8) س (9).

3765 - عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم- يعني من غرة كل شهر- ثلاثة أيام".
رواه د (10) س (11) ت (12)، وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) المسند (5/ 173).
(2) سنن النسائي (3/ 229 رقم 1676).
(3) المسند (5/ 145).
(4) سنن النسائي (4/ 218 رقم 2408).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 545 رقم 1708).
(6) جامع الترمذي (3/ 135 رقم 762).
(7) سورة الأنعام، الآية: 160.
(8) المسند (2/ 90).
(9) سنن النسائي (4/ 219 رقم 2412).
(10) سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2450).
(11) سنن النسائي (4/ 204 رقم 2367).
(12) جامع الترمذي (3/ 118 رقم 742).

(3/502)


3766 - عن عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يقول) (1): "صيام حسن؛ ثلاثة أيام من الشهر".
رواه الإمام أحمد (2) س (3).

3767 - عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في صيام ثلاثة أيام من الشهر: "صوم الدهر وإفطاره".
رواه الإمام أحمد (4).

66 - ذكر أيام البيض (5)
3768 - عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم (ثلاث) (6) عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
رواه الإمام أحمد (7) -وهذا لفظه- س (8) ت (9)، وقال: حديث حسن.

3769 - عن قتادة بن ملحان قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا بصيام أيام
__________
(1) من المسند وسنن النسائي.
(2) المسند (4/ 22، 217).
(3) سنن النسائي (4/ 218 رقم 2410).
(4) المسند (3/ 435، 5/ 35).
(5) يقع في كثير من كتب الفقه: "الأيام البيض" بتعريف الأيام، قال النووي: وهو خطأ عند أهل العربية معدود في لحن العوام؛ لأن الأيام كلها بيض، وإنما صوابه: "أيام البيض" بإضافة البيض، أي أيام الليالي البيض. وقال بعض العلماء: يجوز "الأيام البيض" على تقدير الأيام البيض لياليها فحذفت لياليها من الكلام. انظر عجالة الإملاء (ص 233) بتحقيقي.
(6) في "الأصل": ثلاثة: والمثبت من المسند.
(7) المسند (5/ 162).
(8) سنن النسائي (4/ 222 رقم 2421).
(9) جامع الترمذي (3/ 134 رقم 761).

(3/503)


البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة".
رواه الإمام أحمد (1) د (2) س (3).

3770 - عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر".
رواه س (4).

3771 - عن جرير بن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض (صبيحة) (5) ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".
رواه س (6).

3772 - عن أبي هريرة قال: "جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأرنب قد شواها فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يأكل، وأمر القوم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما يمنعك أن تأكل؟ قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر. قال: إن كنت صائمًا فصم (الغُرَّ) (7) ".
رواه س (8).
__________
(1) المسند (4/ 165، 5/ 27، 28).
(2) سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2449).
(3) سنن النسائي (4/ 224 - 225 رقم 2429 - 2431).

3770 - خرجه الضياء في المختارة (10/ 103 - 104 رقم 100).
(4) سنن النسائي (4/ 198 - 199 رقم 2344).
(5) من سنن النسائي.
(6) سنن النسائي (4/ 221 رقم 2419).
(7) في "الأصل": العشر. والمثبت من سنن النسائي، والمراد بالأيام الغر البيض الليالي بالقمر، وهي ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس عشر. النهاية (3/ 354).
(8) سنن النسائي (4/ 222 رقم 2420).

(3/504)


67 - باب صوم الاثنين والخميس وصوم الأربعاء والخميس والجمعة وشوال
3773 - عن أبي قتادة الأنصاري: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن صوم الاثنين، قال: ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بُعثت أو أُنزل عليَّ فيه".
رواه م (1).

3774 - عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا -أو أركوا (2) - هذين حتى يفيئا" (3).
وفي لفظ (4): "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء. فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا". رواه م.

3775 - وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس؛ فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد (5) ق (6) ت (7)، وقال: حديث حسن غريب.
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 820 رقم 1162).
(2) هو من ركوته أركوه: إذا أخرته، أي: أخروهما حتى يصطلحا، وقيل: هو من الركو بمعنى الإصلاح، أي: أصلحوا ذات بينهما حتى يقع بينهما الصلح. قاله ابن الأثير في جامع الأصول (6/ 649).
(3) صحيح مسلم (4/ 1987 - 1988 رقم 2565/ 36).
(4) صحيح مسلم (4/ 1987 رقم 2565/ 35).
(5) المسند (6/ 120).
(6) سنن ابن ماجه (1/ 553 رقم 1740).
(7) جامع الترمذي (3/ 122 رقم 747).

(3/505)


3776 - عن عائشة قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صوم الاثنين والخميس".
رواه س (1) ق (2) ت (3)، وقال: حديث حسن غريب.

3777 - عن حفصة بنت عمر قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من الشهر: الاثنين والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) س (6).

3778 - ورواه الإمام أحمد (7) والنسائي (8) عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

3779 - عن أسامة بن زيد قال: "قلت: يا رسول الله، إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يؤمن إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما. قال: أي يومين؟ قلت: يوم الاثنين ويوم الخميس. قال: ذاك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين؛ وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
رواه الإمام أحمد (9) د (10) س (11).
__________
(1) سنن النسائي (4/ 153 رقم 2185، 2186)، (3/ 204 رقم 2360، 2361).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 553 رقم 1739).
(3) جامع الترمذي (3/ 121 رقم 745).
(4) المسند (6/ 287).
(5) سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2451).
(6) سنن النسائي (4/ 204 رقم 2365).
(7) المسند (2/ 90).
(8) سنن النسائي (4/ 220 رقم 2413، 2414).

3779 - خرجه الضياء في المختارة (4/ 142 - 143 رقم 1356).
(9) المسند (5/ 201، 206).
(10) سنن أبي داود (2/ 325 رقم 2436).
(11) سنن النسائي (4/ 201 - 202 رقم 2357).

(3/506)


3780 - عن هنيدة الخزاعي عن أمه قالت: "دخلت على أم سلمة فسألتها عن الصيام، فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أوله الاثنين والخميس والخميس".
رواه د (1) -وهذا لفظه- س (2)، ولفظه: "يأمر بصيام ثلاثة أيام أول خميس والاثنين والاثنين".
ورواه الإمام أحمد (3): "أولها الاثنين والجمعة والخميس".

3781 - عن عبيد الله بن مسلم عن أبيه قال: "سألت -أو سُئل- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الدهر، فقال: إن لأهلك عليك حقًّا؛ صم رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت".
رواه د (4) س (5) ت (6) -وهذا لفظه- وقال: حديث حسن غريب، وروى بعضهم عن هارون بن سليمان عن مسلم بن عبيد الله عن أبيه.

3782 - عن محمد بن إبراهيم: "أن أسامة بن زيد كان يصوم أشهر الحرم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صم شوال. فترك أشهر الحرم ولم يزل يصوم شوال حتى مات". رواه ق (7).

3783 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام الأربعاء والخميس والجمعة كان له عدل رقبة" (8).
__________
(1) سنن أبي داود (2/ 328 رقم 2452).
(2) سنن النسائي (4/ 221 رقم 2418).
(3) المسند (6/ 289، 310).
(4) سنن أبي داود (2/ 324 رقم 2432).
(5) السنن الكبرى (2/ 147 رقم 2778 - 2780).
(6) جامع الترمذي (3/ 123 رقم 748).
(7) سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1744).
(8) رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 175 رقم 1136) وعنه أبو نعيم في الحلية=

(3/507)


رواه القاضي أحمد بن عمرو بن أبي عاصم.

68 - ذكر صوم أشهر الحرم
3784 - عن مجيبة الباهلية عن أبيها -أو عمها- "أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم انطلق، فأتاه بعد سنة وقد تغيرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: ومن أنت؟ قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعامًا منذ فارقتك إلا بليل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر الصبر ويومًا من كل شهر. قال: زدني فإن (بي) (1) قوة. قال: صم يومين. قال: زدني. قال: صم ثلاثة أيام. قال: زدني. قال: صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك. قال (بأصابعه) (2) الثلاثة ثم أرسلها".
رواه الإمام أحمد (3) د (4) -وهذا لفظه- ق (5).
__________
= (5/ 218) من طريق سليمان بن عبد الله عن بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عَمْرو، وقال أبو نعيم: رواه حيوة بن شريح عن بقية موقوفاً، ولم نكتبه مرفوعاً بهذا اللفظ إلا من حديث سليمان عن بقية. اهـ. والموقوف رواه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 175 رقم 1137).
قلت: ذكره الطبراني في ترجمة "خالد بن معدان عن عبد الله بن عَمْرو"، بعد أن ذكر ترجمة "خالد عن عبد الله بن عُمَر" فلعل ما في "الأصل": "عن عبد الله بن عُمَر" صوابه "عن عبد الله بن عَمْرو" والله أعلم.
(1) تحرفت في "الأصل" والمثبت من سنن أبي داود.
(2) في "الأصل": بأصبعيه. والمثبت من سنن أبي داود.
(3) المسند (5/ 28).
(4) سنن أبي داود (2/ 322 - 323 رقم 2428).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 554 رقم 1741).

(3/508)


69 - باب في الصوم زكاة الجسد
3785 - عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصف الصبر".
رواه ق (1) من رواية موسى بن عبيدة، وهو متكلم فيه (2).

70 - باب فيمن مات وعليه صيام صام عنه وليه
3786 - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه".
رواه خ (3) م (4).

3787 - عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ فقال: لو كان على أمك دين كنت قاضيه عنها؟ قال: نعم. قال: فدَين الله أحق أن يُقضى" (5).
وفي رواية (6): "جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم نذر، أفأصوم عنها؟ قال: أفرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان ذلك يؤدي عنها؟ قالت: نعم. قال: فصومي عن أمك".
رواه خ م، وهذا لفظه، وهو أتم، والرواية الأخيرة إنما رواها البخاري (7)
__________
(1) سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1745).
(2) ترجمته في التهذيب (29/ 104 - 114).
(3) صحيح البخاري (4/ 226 رقم 1952).
(4) صحيح مسلم (2/ 803 رقم 1147).
(5) البخاري (4/ 226 - 227 رقم 1952) ومسلم (2/ 804 رقم 1148/ 155).
(6) صحيح مسلم (2/ 804 رقم 1148/ 156).
(7) صحيح البخاري (4/ 227) كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم.

(3/509)


تعليقًا وهو: "قالت إمرأة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أمي ماتت وعليها صوم نذر" حسب.
وكذلك روى (1): "إن أختي ماتت" حسب.

3788 - عن بريدة قال: "بينا أنا جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتته امرأة، فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت؟ فقال: وجب أجرك، وردها عليك الميراث. قالت: يا رسول الله، إنه كان عليها صوم شهر فأصوم عنها؟ قال: صومي عنها. قالت: إنها لم تحج قط أفأحج عنها؟ قال: حجي عنها".
رواه م (2).
وفي لفظ (3): "صوم شهرين".

3789 - عن ابن عباس: "أن امرأة ركبت البحر، فنذرت إن الله نجاها أن تصوم شهرًا، فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت، فجاءت بنتها -أو أختها- إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فامرها أن تصوم عنها".
رواه الإمام أحمد (4) د (5) -وهذا لفظه- س (6).

71 - باب في ذكر من مات وعليه صيام رمضان
3790 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات وعليه أيام شهر فليُطعِم (عنه) (7) مكان كل يوم مسكيناً (8) ".
__________
(1) صحيح البخاري (4/ 227) كتاب الصوم، باب من مات وعليه صوم.
(2) صحيح مسلم (2/ 805 رقم 1149/ 157).
(3) صحيح مسلم (2/ 805 رقم 1149/ 158).
(4) المسند (1/ -216، 338).
(5) سنن أبي داود (3/ 237 رقم 3308).
(6) سنن النسائي (7/ 20 رقم 3825).
(7) من جامع الترمذي وسنن ابن ماجه.
(8) كذا في جامع الترمذي "مسكينًا" بالنصب، وفي سنن ابن ماجه: "مسكين" بالرفع،=

(3/510)


رواه ت (1) ق (2)، وقال الترمذي: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، والصحيح عن ابن عمر موقوف قوله.

3791 - عن ابن عباس قال: "إذا مرض الرجل في رمضان ثم مات ولم يصم أطعم عنه، ولم يكن عليه قضاء، وإن نذر قضى عنه وليه" (3). رواه د (4).

72 - باب في قضاء رمضان
3792 - عن عائشة قالت: "كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان". قال يحيى -هو ابن (سعيد) (5) -: الشغل (6) من النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
رواه خ (7) م (8)، ولم يقل أنه من قول يحيى، وذكر في لفظ آخر (9): قال:
__________
=فرواية ابن ماجه على بناء الفعل "فليُطعم" للمجهول، و"مسكين" نائب للفاعل، ورواية الترمذي على بناء الفعل للمعلوم أي فَليطعم ولي من مات، و"مسكينًا" مفعول به، انظر تحفة الأحوذي (3/ 405 - 406).
(1) جامع الترمذي (3/ 96 رقم 718).
(2) سنن ابن ماجه (1/ 558 رقم 1757).
(3) انظر تحقيقًا بديعاً للإمام ابن القيم في شرح هذا الحديث وبيان فقهه، والجمع بينه وبين أحاديث الباب السابق في تهذيب السنن (7/ 34 - 38).
(4) سنن أبي داود (2/ 315 رقم 2401).
(5) في "الأصل": سعد. وهو يحيى بن سعيد الأنصاري، جاء التصريح باسم أبيه في صحيح مسلم، وكذا قاله ابن حجر في الفتح (4/ 224) ونقله عن الضياء أيضاً.
(6) هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: المانع لها الشغل، أو هو مبتدأ محذوف الخبر، تقديره الشغل هو المانع لها. فتح الباري (4/ 225).
(7) صحيح البخاري (4/ 222 رقم 1950).
(8) صحيح مسلم (2/ 802 - 803 رقم 1146).
(9) صحيح مسلم (2/ 803 رقم 1146).

(3/511)


فظننت أن ذلك لمكانها من النبي - صلى الله عليه وسلم -. يحيى يقوله.

3793 - عن معاذة قالت: "سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرروية أنت؟ قلت: لست بحرورية، ولكني أسأل. قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
رواه خ (1) م (2)، وهذا لفظه.
وفي لفظ له (3): "قد كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا تؤمر بقضاء".

3794 - عن ابن عباس قال: "لا بأس أن يفرق؛ لقول الله -تعالى-: (فعدة من أيام أخر) (4) ".
رواه خ (5) تعليقًا.

3795 - عن ابن عمر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في قضاء رمضان: إن شاء فرق، وإن شاء تابع".
رواه الدارقطني (6)، وقال: لم يسنده غير سفيان بن بشر.

3796 - وروى (7) عن محمد بن المنكدر قال: "بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن تقطيع صيام شهر رمضان، فقال: ذاك إليك؛ أرأيت لو كان (على) (8) أحدكم
__________
(1) صحيح البخاري (1/ 501 رقم 321).
(2) صحيح مسلم (1/ 265 رقم 335/ 69).
(3) صحيح مسلم (1/ 265 رقم 335/ 67).
(4) سورة البقرة، الآية: 184، 185.
(5) (4/ 222) كتاب الصوم، باب متى يقضي قضاء رمضان.
(6) سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 74).
(7) سنن الدارقطني (2/ 194 رقم 77).
(8) من سنن الدراقطني.

(3/512)


دين فقضى الدرهم والدرهمين، ألم يكن قضاء، فاللَّه أحق أن يعفو ويغفر".
وقال: إسناد حسن إلا أنه مرسل، وقد وصله غير أبي بكر عن يحيى بن سليم، ولا يثبت متصلاً.

3797 - وروى (1) عن عائشة قالت: "نزلت فعدة من أيام أخر متتابعات" فسقطت "متتابعات".
وقال: هذا إسناد صحيح.

3798 - وروى (2) عن ابن عباس وأبي هريرة قالا: "لا بأس بقضاء رمضان متفرقًا".
وروى نحو هذا عن أبي عبيدة بن الجراح (3) ومعاذ بن جبل (4) ورافع بن خديج (5) وعمرو بن العاص (6) وابنه عبد الله (7).

73 - باب في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ) (8)
3799 - عن سلمة بن الأكوع قال: "لما نزلت هذه الآية: (وَعَلَى الَّذِينَ يطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي (9) حتى نزلت الآية التي بعدها
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 60).
(2) سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 66).
(3) سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 63، 64).
(4) سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 71 - 73).
(5) سنن الدارقطني (2/ 193 رقم 67).
(6) سنن الدارقطني (2/ 194 رقم 76).
(7) سنن الدارقطني (2/ 192 رقم 62) من طريق الواقدي، وقال: الواقدي ضعيف.
(8) سورة البقرة، الآية: 184.
(9) في العبارة سقط، وهو خبر "كان" والتقدير: "كان من أراد أن يفطر ويفتدي فعل". حاشية صحيح مسلم.

(3/513)


فنسختها" (1).
وفي لفظ (2): قال: "كنا في رمضان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شاء صام ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين حتى أنزلت هذه الآية: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (3) ".
رواه خ (4) م، واللفظ له.

3800 - وعن ابن عمر: "قرأ (فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْاكِينٍ) (5) قال: هي منسوخة".
رواه خ (6).

3801 - وروى (7) تعليقًا عن ابن أبي ليلى، ثنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: "نزل رمضان فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينًا ترك الصوم ممن يطيقه، ورُخص لهم في ذلك، فنسخها (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لكُمْ) (8) فأمروا بالصوم".

3802 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل ذكر أول الحديث، قال: "فأنزل الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... } إلى هذه الآية: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ
__________
(1) صحيح مسلم (2/ 802 رقم 1145/ 149).
(2) صحيح مسلم (802/ 2 رقم 1145/ 150).
(3) سورة البقرة، الآية: 185.
(4) صحيح البخاري (8/ 29 رقم 4507).
(5) على الجمع، قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر (2/ 226): واختلفوا في (مساكين) فقرأ المدنيان وابن عامر على الجمع، وقرأ الباقون (مسكين) على الإفراد.
قلت: في رواية ابن عساكر لصحيح البخاري: "مسكين على الإفراد، كما في النسخة السلطانية (3/ 45).
(6) صحيح البخاري (4/ 221 رقم 1949).
(7) صحيح البخاري (4/ 221) كتاب الصوم، باب {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ}.
(8) سورة البقرة، الآية: 184.

(3/514)


مِسْكِينٍ) (1) قال: فكان من شاء صام ومن شام أطعم مسكينًا فأجزأ ذلك عنه. قال: ثم إن الله -عز وجل- أنزل الآية الأخرى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... } إلى قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (2). قال: فأثبت الله -تعالى- صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام".
رواه الإمام أحمد (3) -وهذا لفظه- د (4).

3803 - وروى البخاري (5) عن عطاء: "سمع ابن عباس يقرأ {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (6) قال ابن عباس: ليست بمنسوخة وهو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا".

3804 - وروى أبو داود (7) عن ابن عباس: " {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (8) قال: كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا (9) ". 3805 - وعن ابن عباس: " {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} (8) واحد {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} زاد طعام مسكين آخر {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} وليست بمنسوخة، إلا
__________
(1) سورة البقرة، الآيتان: 183، 184.
(2) سورة البقرة، الآية: 185.
(3) المسند (5/ 246 - 247).
(4) سنن أبي داود (1/ 138 رقم 506، 507).
(5) صحيح البخاري (8/ 28 رقم 4505).
(6) سورة البقرة، الآية: 184.
(7) سنن أبي داود (2/ 296 رقم 2318).
(8) سورة البقرة، الآية: 184.
(9) قال أبو داود: يعني على أولادهما أفطرتا وأطعمتا.

(3/515)


أنه رخص للشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام، وأُمر أن يطعم الذي يعلم أنه لا يطيقه" (1).
وفي لفظ (2): "أو مريض يعلم أنه لا يُشفى".
رواه الدارقطني.

3806 - وروى (3) عن ابن عباس قال: "رخص للشيخ الكبير أن يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا، ولا قضاء عليه".
وقال: هذا إسناد صحيح.

74 - باب فيمن أسلم في شهر رمضان
3807 - عن (عطية بن) (4) سفيان بن عبد الله (بن) (4) ربيعة قال: "حدثنا وفدنا الذين قدموا على (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (5) بإسلام ثقيف، قال: وقدموا عليه في رمضان، وضرب عليهم قبة في المسجد، فلما أسلموا صاموا ما بقي عليهم من الشهر". رواه ق (6).

75 - باب فيمن فطر صائمًا وذكر دعاء الأكل
3808 - عن زيد بن خالد الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فطر صائمًا كُتب له مثل أجره إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء".
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 3) وقال الدارقطني: إسناد صحيح ثابت.
(2) سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 4، 5) وقال في كلٍّ منهما: هذا إسناد صحيح.
(3) سنن الدارقطني (2/ 205 رقم 5).
(4) من سنن ابن ماجه.
(5) في "الأصل": رسول. فقط، والمثبت من سنن ابن ماجه.
(6) سنن ابن ماجه (1/ 559 رقم 1760).

(3/516)


رواه الإمام أحمد (1) -وهذا لفظه- س (2) ق (3) ت (4)، وقال: حديث صحيح.

3809 - عن عبد اللَّه بن الزبير قال: "أفطر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ، فقال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".
رواه ق (5) من رواية مصعب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير، وقد تكلم فيه (6).

76 - باب في فضل الصائم إِذا أكل عنده
3810 - عن أم عمارة بنت كعب الأنصارية: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها، فقدمت له طعامًا، فقال: كلي. فقالت: إني صائمة. فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكل عنده حتى يفرغ".
رواه الإمام أحمد (7) ق (8) ت (9)، وقال: حديث حسن.

3811 - وعن أم عمارة: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها -قال: وثاب إليها رجال من قومها- قالت: فقدمت إليهم تمرًا، فأكلوا فتنحى رجل منهم، فقال النبي
__________
(1) المسند (4/ 114، 5/ 192).
(2) السنن الكبرى (2/ 256 رقم 3330، 3331).
(3) سنن ابن ماجه (1/ 555 رقم 1746).
(4) جامع الترمذي (3/ 171 رقم 807).
(5) سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1747).
(6) ترجمته في التهذيب (28/ 18 - 22).
(7) المسند (6/ 365، 439).
(8) سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1748).
(9) جامع الترمذي (3/ 153 - 154 رقم 784 - 786).

(3/517)


- صلى الله عليه وسلم -: ما شأنه؟ فقال: إني صائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما إنه ما من صائم يأكل عنده مفاطير إلا صلت عليه الملائكة حتى يقوموا".
رواه الإمام أحمد (1).

3812 - عن بريدة قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال: الغداء يا بلال. فقال: إني صائم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نأكل أرزاقنا و (فضل) (2) رزق بلال في الجنة، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أُكل عنده".
رواه ق (3).

77 - باب فيمن أدرك رمضان وعليه صوم رمضان لم يصمه
3813 - عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "في رجل أفطر في شهر رمضان من مرض ولم يصم حتى أدركه رمضان آخر، قال: يصوم الذي أدركه، ثم يصوم الشهر الذي أفطر فيه، ويطعم مكان كل يوم مسكينًا".
رواه الدارقطني (4)، وقال إبراهيم بن نافع و (عمر بن موسى بن وجيه) (5) ضعيفان.
__________
(1) المسند (6/ 365، 439).
(2) من سنن ابن ماجه.
(3) سنن ابن ماجه (1/ 556 رقم 1749).
(4) سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 89).
(5) في "الأصل": عمرو بن موسى من وجه. والمثبت من سنن الدارقطني، وعُمر بن موسى ابن وجيه ترجمته في التاريخ الكبير (6/ 197 رقم 2157) والجرح والتعديل (6/ 133 رقم 727) وغيرهما، قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يضع الحديث.

(3/518)


3814 - ورواه (1) عن أبي هريرة موقوفًا من قوله، وقال: إسناد صحيح.

3815 - ورواه (2) أيضاً عن ابن عباس قوله.

3816 - ورواه (3) عن ابن عمر قال: "من أدركه رمضان وعليه رمضان فليطعم مكان كل يوم مسكينًا مداً من حنطة".

78 - باب في تحفة الصائم
3817 - عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحفة الصائم الدهن والمجمر".
رواه ت (4) وقال: حديث غريب ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث سعد بن طريف، وسعد بن طريف يُضعف.
__________
(1) سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 88).
(2) سنن الدارقطني (2/ 197 رقم 91).
(3) سنن الدارقطني (2/ 196 رقم 85، 86).
(4) جامع الترمذي (3/ 164 رقم 801).

(3/519)