بلوغ
المرام من أدلة الأحكام بَابُ سُجُودِ السَّهْوِ وَغَيْرِهِ
326 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى
عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بِهِمُ
الظُّهْرَ, [ص:98] فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ, وَلَمْ
يَجْلِسْ, فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ, حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ,
وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ, كَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ. وَسَجَدَ
سَجْدَتَيْنِ, قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ, ثُمَّ سَلَّمَ - أَخْرَجَهُ
السَّبْعَةُ, وَهَذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ. (1)
وَفِي رِوَايَةٍ لمُسْلِمٍ: يُكَبِّرُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ
وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ, مَكَانَ مَا نَسِىَ مِنَ الْجُلُوسِ. (2)
__________
(1) - صحيح. رواه البخاري (829)، ومسلم (570)، وأبو داود (1034)، والنسائي
(3/ 19 - 20)، والترمذي (391)، وابن ماجه (1206)، وأحمد (5/ 345 و 346)
وقال الترمذي «حسن صحيح».
(2) - هذه الرواية عند مسلم (570) (86)، كما أنها أيضا رواية البخاري
(1230)
(1/97)
327 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ
اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- إِحْدَى صَلَاتِي الْعَشِيِّ (1) رَكْعَتَيْنِ, ثُمَّ سَلَّمَ, ثُمَّ
قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ, فَوَضَعَ يَدَهُ
عَلَيْهَا, وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ, فَهَابَا أَنْ
يُكَلِّمَاهُ, وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ, فَقَالُوا: أَقُصِرَتِ (2)
الصَّلَاةُ! وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَا
الْيَدَيْنِ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَنَسِيتَ أَمْ قُصِرَتْ?
فَقَالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ» فَقَالَ: بَلَى, قَدْ نَسِيتَ,
فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ, ثُمَّ كَبَّرَ, فَسَجَدَ مِثْلَ
سُجُودِهِ, أَوْ أَطْوَلَ [ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ, ثُمَّ وَضَعَ
رَأْسَهُ, فَكَبَّرَ, فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ, أَوْ أَطْوَلَ]. (3)
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ, وَاللَّفْظُ
لِلْبُخَارِيِّ. (4)
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: صَلَاةُ الْعَصْرِ. (5)
وَلِأَبِي دَاوُدَ, فَقَالَ: «أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ?» فَأَوْمَئُوا:
أَيْ نَعَمْ. (6)
[ص:99]
وَهِيَ فِي «الصَّحِيحَيْنِ» لَكِنْ بِلَفْظِ: فَقَالُوا. (7)
وَهِيَ فِي رِوَايَةٍ لَهُ: وَلَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَقَّنَهُ اللَّهُ
تَعَالَى ذَلِكَ. (8)
__________
(1) - عند البخاري: قال محمد بن سيرين: وأكثر ظني أنها العصر. وفي مسلم:
إما الظهر وإما العصر.
(2) - في البخاري: «أقصرت».
(3) - سقطت من الأصلين واستدركتها من البخاري.
(4) - صحيح. رواه البخاري (1229)، ومسلم (573)
(5) - مسلم (573) (99)
(6) - صحيح. رواه أبو داود (1008)
(7) - صحيح. البخاري (1228)، ومسلم (573) (99)
(8) - منكر رواه أبو داود (1012) في سنده محمد بن كثير بن أبي عطاء يروي
مناكير، خاصة عن الأوزاعي، وهذا منها.
(1/98)
328 - وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
صَلَّى بِهِمْ, فَسَهَا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ, ثُمَّ تَشَهَّدَ, ثُمَّ
سَلَّمَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ,
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ. (1)
__________
(1) - شاذ. رواه أبو داود (1039)، والترمذي (395)، والحاكم (1/ 323) وقال
الترمذي: «حسن غريب صحيح «. قلت: الإسناد صحيح، إلا أن قوله: «ثم تشهد» شاذ
تفرد به أشعت بن عبد الملك الحمراني، فلم يذكرها غيره، ولذلك ردها غير واحد
من أهل العلم. فقال الحافظ في «الفتح» (3/ 99): «زيادة أشعت شاذة». وقال
ابن المنذر في «الأوسط» (3/ 317): «لا أحسب يثبت» قلت: يعني التشهد في ثبوت
السهو. وذهب إلى ذلك غيرهما أيضا، وجاء التشهد في ثبوت السهو في خبرين غير
خبر عمران هذا لكنهما لا يثبتان كما هو مبين «بالأصل».
(1/99)
329 - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -
رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ, فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى أَثْلَاثًا
أَوْ أَرْبَعًا? فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ,
ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ, فَإِنْ كَانَ صَلَّى
خَمْسًا شَفَعْنَ [لَهُ] (1) صَلَاتَهُ, وَإِنْ كَانَ صَلَّى تَمَامًا (2)
كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. (3)
__________
(1) - سقطت من الأصلين، واستدركتها من الصحيح «وهي موجودة في المطبوع من
«البلوغ» و «الشرح».
(2) - في مسلم: «إتماما لأربع».
(3) - صحيح. رواه مسلم (571) وترغيما: أي: إلصاقا لأنفه بالتراب، والمراد:
رده خاسئا. وإهانته وإذلاله.
(1/99)
330 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله
عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا
سَلَّمَ [ص:100] قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ
شَيْءٌ? قَالَ: «وَمَا ذَلِكَ?». (1) قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا, قَالَ:
فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ, فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ,
ثُمَّ سَلَّمَ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «إِنَّهُ
لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ, وَلَكِنْ إِنَّمَا
أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ, فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي,
وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ,
فلْيُتِمَّ عَلَيْهِ, ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(2)
وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ: «فَلْيُتِمَّ, ثُمَّ يُسَلِّمْ, ثُمَّ
يَسْجُدْ». (3)
وَلِمُسْلِمٍ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ سَجْدَتَيْ
السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ وَالْكَلَامِ. (4)
__________
(1) - كذا بالأصلين وفي «الصحيحين»: «وما ذاك».
(2) - صحيح. رواه البخاري (401)، ومسلم (572)، واللفظ لمسلم، إذ في البخاري
زيادة: «ثم ليسلم» وهو ما اعتبره الحافظ رواية للبخاري.
(3) - صحيح. رواه البخاري (1/ 504 / فتح)
(4) - صحيح. وهذه الرواية في مسلم برقم (572) (95)
(1/99)
331 - وَلِأَحْمَدَ, وَأَبِي دَاوُدَ,
وَالنَّسَائِيِّ; مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ بْنِ جَعْفَرٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ
شَكَّ فِي صَلَاتِهِ, فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ».
وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ. (1)
__________
(1) - ضعيف. رواه أحمد (1/ 205 و 205 - 206)، وأبو داود (1033)، والنسائي
(3/ 30)، وابن خزيمة (1033)، بسند ضعيف، وإن حاول الشيخ أحمد شاكر -رحمه
الله- توثيق رجاله، ومن ثَمَّ تصحيحه (1747)، وفي «الأصل» بيان ذلك.
(1/100)
332 - وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -
رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا
شَكَّ أَحَدُكُمْ, فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ, فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا,
فَلْيَمْضِ, وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ, وَإِنْ لَمْ يَسْتَتِمْ قَائِمًا
فَلْيَجْلِسْ وَلَا سَهْوَ عَلَيْهِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَابْنُ
مَاجَهْ, وَالدَّارَقُطْنِيُّ, وَاللَّفْظُ لَهُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ. (1)
__________
(1) - ضعيف جدا. رواه أبو داود (1036)، وابن ماجه (1208)، والدارقطني (1/
378 - 379/ 2)، وإنما قال الحافظ ما قال؛ لأن مدار الحديث عندهم على جابر
الجعفي، وهو متروك. وقال أبو داود في «السنن»: «وليس في كتابي عن جابر
الجعفي إلا هذا الحديث». «تنبيه»: وقف شيخنا -حفظه الله- على متابع لجابر
الجعفي عند الطحاوي في «شرح معاني الآثار» وصححه من هذا الطريق، ثم قال في
«الإرواء»: «وتلك فائدة عزيزة لا تكاد تجدها في كتب التخريجات ككتاب
الزيلعي والعسقلاني فضلًا عن غيرها». قلت: الحديث رواه الطحاوي (1/ 440)
فقال: حدثنا ابن مرزوق، قال: حدثنا أبو عامر، عن إبراهير بن طهمان، عن
المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة فقام
من الركعتين قائما فقلنا: سبحان الله. فأومأ، وقال: «سبحان الله» فمضى في
صلاته، فلما قضى صلاته وسلم سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: صلى بنا رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى قائما من جلوسه، فمضى في صلاته، فلما قضى
صلاته سجد سجدتين وهو جالس، ثم قال: «إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس، فإن لم
يستتم قائما، فليجلس، وليس عليه سجدتان، فإن استوى قائما، فليمض في صلاته،
وليسجد سجدتين وهو جالس». وهذا سند صحيح - كما جزم بذلك شيخنا - أقول:
ولكنه في الظاهر فقط، وإلا فإنني في شك كبير من ذلك؛ لأن إبراهيم بن طهمان
لا تعرف له رواية عن مغيرة بن شبيل، ومن كتب التراجم يُلاحظ أنهم يذكرون
جابر بن يزيد الجعفي في شيوخ ابن طهمان، وفي تلاميذ المغيرة، بينما لا نجد
في شيوخ ابن طهمان ذكرا للمغيرة بن شبيل، ولا نجد في تلاميذ المغيرة ذكرا
لابن طهمان. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الحديث مداره على جابر الجعفي، علمنا أن
خطأ وقع في هذا السند إما من الناسخ أو من الطابع وذلك بسقوط الجعفي، وإما
من شيخ الطحاوي فإنه مع ثقته كان يخطئ ولا يرجع. والله أعلم.
(1/100)
333 - وَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ عَلَى مَنْ خَلَفَ
الْإِمَامَ سَهْوٌ، فَإِنْ سَهَا الْإِمَامُ فَعَلَيْهِ وَعَلَى مَنْ
خَلْفَهُ». رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ. (1)
__________
(1) - ضعيف جدا. رواه البيهقي (2/ 352) معلقا، رواه الدارقطني مسندا (1/
377 / 1) وزاد: «وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سهو، والإمام كافيه».
قلت: وهو ضعيف جدا، إن لم يكن موضوعا، ففي سنده أبو الحسين المديني وهو
مجهول، وفيه أيضا خارجة بن مصعب، قال عنه الحافظ: «متروك، وكان يدلس عن
الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذَّبه» وأخيرا: لم أجد الحديث في «زوائد
البزار»، ولا ذكره الهيثم، فالله أعلم. ومما تجدر الإشارة إليه أن الحديث
وقع في المطبوع من «البلوغ»، «سبل السلام» مَعْزوًّا للترمذي، وهو خطأ
فاحش، وليس ذلك من الحافظ، وإنما من غيره يقينا؛ وذلك لصحة الأصول التي
لديَّ؛ ولأن الطيب آبادي قال في التعليق المغني: «أخرجه البيهقي والبزار
كما في بلوغ المرام». وأيضا خرَّجه الحافظ في «التلخيص» (2/ 6) فلم يذكر
الترمذي.
(1/101)
334 - وَعَنْ ثَوْبَانَ - رضي الله عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لِكُلِّ سَهْوٍ
سَجْدَتَانِ بَعْدَمَا يُسَلِّمُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَابْنُ مَاجَهْ
بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ. (1)
__________
(1) - ضعيف. رواه أبو داود (1038)، وابن ماجه (1219) من طريق إسماعيل بن
عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن زهير بن سالم العنسي، عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير [عن أبيه]، عن ثوبان به. والزيادة في السنن لأبي
داود وعقَّب الصنعاني على قول الحافظ: بسند ضعيف بقوله: «لأن في إسناده
إسماعيل بن عياش، وفيه مقال وخلاف، قال البخاري: إذا حدث عن أهل بلده -
يعني: الشاميين - فصحيح، وهذا الحديث من روايته عن الشاميين، فتضعيف الحديث
به فيه نظر». وبمثل هذا رد ابن التركماني على البيهقي كما في «الجوهر
النقي»، (2/ 338) قلت: سلمنا بذلك، وأن إسماعيل بن عياش ليس علة الحديث،
ولكن علته زهير بن سالم العنسي، فقد قال عنه الدارقطني: «حمصي منكر الحديث،
روى عن ثوبان ولم يسمع منه».
(1/102)
فَصْلٌ
335 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سَجَدْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي: (إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ) , و: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. (1)
__________
(1) - صحيح. رواه مسلم (578) (108)
(1/102)
336 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (ص) لَيْسَتْ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ,
وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْجُدُ فِيهَا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. (1)
__________
(1) - صحيح. رواه البخاري (1069)
(1/102)
337 - وَعَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - سَجَدَ بِالنَّجْمِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. (1)
__________
(1) - صحيح. رواه البخاري (1071) وزاد: «وسجد معه المسلمون، والمشركون،
والجن، والإنس».
(1/102)
338 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رضي
الله عنه - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
النَّجْمَ, فَلَمْ [ص:103] يَسْجُدْ فِيهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (1)
__________
(1) - صحيح. رواه البخاري (2/ 554 / فتح)؛ ومسلم (577)
(1/102)
339 - وَعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ - رضي
الله عنه - قَالَ: فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ بِسَجْدَتَيْنِ. رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ فِي «الْمَرَاسِيلِ». (1)
__________
(1) - مرسل حسن الإسناد. رواه أبو داود في «المراسيل» (78) من طريق معاوية
بن صالح، عن عامر بن جشيب، عن خالد بن معدان؛ أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قال: فذكره، وقال أبو داود في «المراسيل»: «وقد أسند، ولا يصح».
(1/103)
340 - وَرَوَاهُ أَحْمَدُ,
وَالتِّرْمِذِيُّ مَوْصُولًا مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ, وَزَادَ:
فَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا, فَلَا يَقْرَأْهَا. وَسَنَدُهُ ضَعِيفٌ. (1)
__________
(1) - ضعيف. رواه أحمد (4/ 151 و 155)، والترمذي (578) من طريق ابن لهيعة،
عن مشرح بن هاعان، عن عقبة، به. قال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده
بالقوي». قلت: وحاول شعيب الأرنؤوط تقوية الحديث - متعقبا لأبي داود - بأنه
جاء من رواية أحد العبادلة عن ابن لهيعة وهي رواية صحيحة: وغفل عن علة
الحديث وهي تفرد ابن لهيعة برفعه، وأن الصحيح فيه الإرسال، والوقف، ثم أيضا
في السند مشرح بن هاعان، وهو وإن كان وثقه ابن معين، إلا أن ابن حبان قال
في «الثقات»: «يخطئ ويخالف». وقال في «المجروحين»: «يروي عن عقبة بن عامر
أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات،
والاعتبار بما وافق الثقات». ومثله أيضا فعل شيخنا في «المشكاة» (1/ 324)،
لكنه عاد فضعَّفه في «ضعيف السنن»، ومن يدري لعل شعيبا ظل على تقيده للشيخ
في رأيه الأول، إذ «ضعيف السنن» طبع بعد «المراسيل» بسنوات!.
(1/103)
341 - وَعَنْ عُمَرَ - رضي الله عنه -
قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَمُرُّ بِالسُّجُودِ فَمَنْ سَجَدَ
فَقَدْ أَصَابَ, وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ. رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ. وَفِيهِ: إِنَّ اللَّهَ [تَعَالَى] لَمْ يَفْرِضْ
السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ (1) وَهُوَ فِي «الْمُوَطَّأِ. (2)
__________
(1) - تحرف في «أ» إلى: «يشاء».
(2) - صحيح. رواه البخاري (1077)، من طريق ربيعة بن عبد الله بن الهدير؛ أن
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى
إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها
حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس! إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب،
ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر -رضي الله عنه. وزاد نافع، عن ابن
عمر -رضي الله عنهما-: «إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء». وهو في
«الموطأ» (1/ 206 / 16) بنحوه ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عروة بن
الزبير وبين عمر بن الخطاب.
(1/103)
342 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا -[قَالَ]: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
يَقْرَأُ عَلَيْنَا الْقُرْآنَ, فَإِذَا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ, كَبَّرَ,
وَسَجَدَ, وَسَجَدْنَا مَعَهُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ فِيهِ
لِيِنٌ. (1)
__________
(1) - ضعيف. رواه أبو داود (1413) من طريق عبد الله العمري، عن نافع، عن
ابن عمر به، وزاد: قال عبد الرازق: وكان الثوري يعجبه هذا الحديث. قال أبو
داود يعجبه لأنه «كَبَّرَ» قلت: وهذه اللفظة منكرة تفرد بها العمري، وهو
ضعيف، وقال الحافظ في «التلخيص» (2/ 9): «وخرَّجه الحاكم من رواية العمري
أيضا، لكن وقع عنده مصغرا، وهو الثقة». قلت: نعم رواه الحاكم (1/ 222)
ولفظه: «كنا نجلس عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقرأ القرآن فربما مر
بسجدة فيسجد ونسجد معه». ولكن ليس فيه المتابعة على لفظ التكبير. وقال
الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسجود الصحابة بسجود رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- خارج الصلاة سنة عزيزة. قلت: رواه البخاري (1075)،
ومسلم (575) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: ربما قرأ
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فيمر بالسجدة فيسجد بنا، حتى
ازدحمنا عنده، حتى ما يجد أحدنا مكانا ليسجد فيه. في غير صلاة. واللفظ
لمسلم.
(1/104)
343 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله
عنه: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرٌ
يَسُرُّهُ خَرَّ سَاجِدًا لِلَّهِ. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا
النَّسَائِيَّ. (1)
__________
(1) - صحيح بشواهده. رواه أبو داود (2774)، والترمذي (1578)، وابن ماجه
(1394)، وأحمد (5/ 45) وهو وإن كان ضعيف السند إلا أنه يشهد له أحاديث أخر
منها ما ذكره المؤلف عن عبد الرحمن بن عوف والبراء، ومنها عن أنس، وسعد بن
أبي وقاص، وجابر وغيرهم، وفعله بعد الصحابة -رضي الله عنهم-، وكل هذه
الأحاديث والآثار مذكورة بالتفصيل في «الأصل».
(1/104)
344 - وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَجَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
فَأَطَالَ [ص:105] السُّجُودَ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: «إِنَّ
جِبْرِيلَ آتَانِي, فَبَشَّرَنِي, فَسَجَدْت لِلَّهِ شُكْرًا». رَوَاهُ
أَحْمَدُ, وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. (1)
__________
(1) - صحيح. انظر ما قبله. رواه أحمد (1/ 191)، والحاكم (1/ 550)
(1/104)
345 - وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ
عَلِيًّا إِلَى الْيَمَنِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَكَتَبَ عَلِيٌّ
- رضي الله عنه - بِإِسْلَامِهِمْ, فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - الْكِتَابَ خَرَّ سَاجِدًا. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ. (1)
وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ. (2)
__________
(1) - صحيح. انظر ما قبله. رواه البيهقي (2/ 369) وقال: «أخرج البخاري صدر
هذا الحديث ... فلم يسقه بتمامه، وسجود الشكر في تمام الحديث صحيح على
شرطه».
(2) - انظر (8/ 65 / فتح) ووقع في رواية الإسماعيلي مثل ما وقع في «سنن
البيهقي» كما قال الحافظ في «الفتح».
(1/105)
|