خلاصة
الكلام شرح عمدة الأحكام ترجمة المؤلف:
هو القاضي فيصل بن عبد العزيز بن فيصل بن محمد بن مبارك بن عبد الرحمن بن
حسن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن راشد بن علي بن سليمان بن
حمد آل أبو رباع البشري.
مولده:
وُلِد في بلدة حريملاء بنجد عام 1313 ثم انتقل إلى الرياض مع بعض أسرته عام
1320، وقُتِل والدُه في وقعة البكيرية عام 1322، وكان عمر فيصل آنذاك تسع
سنوات فتكفَّل به وبإخوته عمُّه محمد.
مشايخه:
حرص منذ صغره على حفظ القرآن الكريم فحفظه وأتقنه وهو في الثامنةَ عشرةَ من
عمره على يد الشيخ عبد العزيز الخيال.
اهتمَّ بكتب الشيخ محمد بن عبد الوهَّاب، وحفظ المتون والمنظومات في جميع
العلوم الشرعية، وذلك بعد عودته إلى بلدته حريملاء عام 1331.
ومن المشايخ الذين تلقَّى العلم عنهم: الشيخ عبد العزيز الخيال، والشيخ
ناصر بن محمد بن ناصر، والشيخ محمد بن فيصل بن مبارك، والشيخ عبد الله بن
حمد الحجازي، والشيخ عبد الله بن فيصل الدوسري،
(1/5)
والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ،
والشيخ حمد بن فارس، والشيخ عبد الله بن راشد في اليمن، والشيخ عبد الرحمن
بن داود بحريملاء، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ عبد العزيز النمر،
والشيخ عيسى بن عكاس قاضي الإحساء، والشيخ عبد العزيز بن بشر، والشيخ محمد
بن عبد العزيز بن مانع، وذلك في قطر.
كما درس على يد الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار النجدية،
والشيخ محمد بن حمد آل مبارك، وقاضي المجمعة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز
العنقري، وغيرهم من المشايخ.
تولى الوعظ والإرشاد بالحجاز وتهامة في عهد الملك عبد العزيز آل سعود،
وشارَك في وقعة جراب مع الملك عبد العزيز، وتولى أيضًا القضاء في كلٍّ من:
تثليث، وأبها، وبيشة، وتربة، والخرمة، والقنفذة، وضرما، والجوف، توفي
بالجوف بعد أن أسس بها مسجدًّا، وكان له نشاط واسع في الدعوة بها، وكانت
وفاته عام 1376هـ.
تلاميذه:
تلقَّى العلم على يد الشيخ كثيرٌ من الطلبة نذكر بعضًا منهم: سعد بن محمد
بن فيصل المبارك، وعبد الله بن عبد الوهَّاب، وحمود بن متروك البليهد قاضي
دومة الجندل، والشيخ عبد العزيز العقل، وإسماعيل بن بلال الدرعان، وصالح بن
مترك البليهد، وعارف مفضي المسعر، وعبد الله بن حمود قاضي طريف، وعمر
المريح، وشقيق المرزوق، وعبد الرحمن بن عطا الشايع، وعبد المصلح المريح،
وفياض المسعر، وعواد الراشد، وعبد الواحد الحموان، وعثمان عطية، ويوسف
الحشاش، وأحمد القايد، وعقيل بن عطا الشايع، وخليف المسلم، وإبراهيم بن
خليف، وعيسى العيساوي، وغيرهم.
(1/6)
مؤلفاته:
للشيخ مؤلفات كثيرة وغالبها مختصرات وطبع كثيرٌ من هذه المؤلفات وعليها
إقبال شديد من طلبة العلم ومن مؤلفاته:
1 - كتاب في التوحيد، مخطوط ولكنه فُقِد.
2 - خلاصة الكلام شرح الشيخ فيصل آل مبارك على عمدة الأحكام وهو كتابنا
هذا، وهو من أنفع الشروح وأصحِّها، وطبع مرتين ولشدة الحاجة إليه
نقدِّم هذه الطبعة الجديدة وبها هذه الترجمة الموجَزة لشارحه - رحمه الله
تعالى - ونسأل الله - تعالى - أن يعمَّ بها النفع.
3 - له تفسير للقرآن الكريم وهو "توفيق الرحمن في تفسير القرآن"، مطبوع في
أربع مجلدات.
4 - أربع المختصرات النافعة مطبوعة وهي:
أ - تعليم الأحب أحاديث النووي وابن رجب.
ب - الدلائل القاطعة في المواريث النافعة.
جـ - مفتاح العربية على متن الأجرومية.
د - غذاء القلوب ومفرج الكروب.
5 - بستان الأخيار مختصر نيل الأوطار، مجلدان مطبوع.
6 - تجارة المؤمنين في المرابحة مع رب العالمين، مجلد مطبوع.
7 - المجموعة الجليلة وهي ثلاث مختصرات:
أ - مختصر الكلام على بلوغ المرام.
ب - محاسن الدين على متن الأربعين.
جـ - مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد.
(1/7)
8 - كلمات السداد على متن الزاد، وهي
اختصار لزاد المستقنع هو مطبوع.
9 - تذكرة القارئ مختصر فتح الباري وهو ثمانية مجلدات.
10 - المرتع المشبع من الروض المربع، أربعة مجلدات.
11 - السبيكة الذهبية على متن الرحبية.
12 - القول في الكرة الجسيمة الموافقة للفطر السليمة، مجلد واحد.
هذه بعض مؤلفاته ومختصراته، وهي من أنفس الكتب والمختصرات؛ لذلك كان حرص
طلبة العلم على اقتنائها شديدًا لما لها من الفائدة العظيمة وسهولتها، جزى
الله مؤلفها خير الجزاء ورحمه الله رحمة واسعة.
* * * *
(1/8)
"قال الشيخ الحافظ تقيُّ الدين أبو محمد
عبد الغني بن عبد الله بن علي بن سرور المقدسيُّ - رحمه الله تعالى -:
الحمد لله الملك الجبَّار، الواحد القهَّار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفَّار، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله المختار، - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه الأخيار.
أمَّا بعدُ، فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام، مما
اتَّفق عليه الإمامان: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري،
ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، فأجبته إلى سؤاله رجاء
المنفعة به، وأسأل الله أن ينفعنا به ومَن كتبه أو سمعه أو قرأه أو حفظه أو
نظر فيه، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، مُوجِبًا للفوز لديه في جنات
النعيم، فإنه حسبنا ونعم الوكيل".
هذا الكتاب من أصحِّ الكتب وأنفعها، ولا بُدَّ لطالب العلم من حفظه؛ فإن
أحاديثه صحيحة صريحة جامعة لما تفرَّق في غيره من كتب الحديث، ومؤلفه هو
الإمام العالم العامل القدوة الحافظ عبد الغني بن عبد الله بن علي بن سرور
المقدسي الدمشقي المولود سنة خمسمائة وإحدى وأربعين، والمتوفى سنة ستمائة،
كان كثير العبادة ورعًا متمسِّكًا بالسنة - رحمه الله تعالى.
قال الإمام الخطابي في "معالم السنن": ورأيت أهل العلم في زماننا قد حصلوا
حزبين وانقسموا إلى فرقتين: أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر، وكل واحدة
منهما لا تتميَّز عن أختها في الحاجة، ولا يستغنى عنها في درك ما تنحوه من
البغية والإرادة؛ لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة
البناء الذي هو له كالفرع، انتهى.
* * * *
(1/9)
|