عمدة
الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم كتابُ الجنائزِ
(1/117)
يقالُ: جنازَةٌ بفتحِ الجيمِ وكسرِها،
وقيلِ: بالفتحِ اسمٌ للميتِ، وبالكسرِ اسمٌ للنَّعشِ.
(1/117)
162 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله
عنه - قَالَ: ((نَعَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - النَّجَاشِيَّ فِي
الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , خَرَجَ بِهِمْ إلَى الْمُصَلَّى , فَصَفَّ
بِهِمْ , وَكَبَّرَ أَرْبَعاً)) . [ص:118]
النَّجاشي: ملك الحبشةِ، واسمه أَصحمة، توفي في رجب، سنة تسع- رضي الله عنه
-.
(1/117)
163 - عَنْ جَابِرِ - رضي الله عنه -:
((أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ ,
فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي , أَوْ الثَّالِثِ)) .
(1/118)
164 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما: ((أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى
قَبْرٍ , بَعْدَ مَا دُفِنَ , فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعاً)) .
(1/118)
165 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ فِي أَثْوَابٍ
بِيضٍ يَمَانِيَةٍ , لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلا عِمَامَةٌ)) . [ص:119]
أَثواب يمانية: نسجت في اليمن، فنسبت إِليهِ.
سُحوليَّة: بِيضٌ نَقِيَّة، ولاتكون إِلا من القطن.
(1/118)
166 - عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ
الأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: ((دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - حِينَ تُوُفِّيَتْ ابْنَتُهُ , فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاثاً
, أَوْ خَمْساً , أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ - إنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكِ -
بِمَاءٍ وَسِدْرٍ , وَاجْعَلْنَ فِي الأَخِيرَةِ كَافُوراً - أَوْ شَيْئاً
مِنْ كَافُورٍ - فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي)) .
فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ. فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ. وَقَالَ:
أَشْعِرْنَهَا بِهِ - تَعْنِي إزَارَهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ «أَوْ سَبْعاً» , وَقَالَ: ((ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا
وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا)) وَإِنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ:
وَجَعَلْنَا رَأْسَهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ)) .
رأَيتُنَّ ذلكِ: بكسر الكاف، لأَنَّ المخاطبة أُنثى.
سدر: هو شجر النبق المعروف.
كافور: نوع من الطِّيبِ.
آذنني: أَعلمنني.
حَقْوه: الحقو بفتح الحاء وكسرها: الإِزار.
أَشعرنها إِياه: الشِّعار، مايلي الجسد من الثياب، ومعناه: اجعلن إِزاري
مما يلي جسدها.
بميامنها: الميامن: جمع «ميمنة» بمعنى اليمين.
(1/119)
167 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ
رضي الله عنهما قَالَ: ((بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ , إذْ وَقَعَ
عَنْ رَاحِلَتِهِ , فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ: فَأَوْقَصَتْهُ - فَقَالَ
[ص:120] رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ
وَسِدْرٍ , وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ. وَلا تُحَنِّطُوهُ , وَلا
تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ. فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مُلَبِّياً)) . وَفِي رِوَايَةٍ: ((وَلا تُخَمِّرُوا وَجْهَهُ وَلا
رَأْسَهُ)) .
الوَقْصُ: كَسْرُ العُنُقِ.
لاتحنطوه: لاتضعوا الطيب عليه.
لاتخمروا رأْسَه: لاتغطوه.
(1/119)
168 - عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ
الأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قَالَتْ: ((نُهِينَا عَنْ اتِّبَاعِ
الْجَنَائِزِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا)) .
(1/120)
169 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله
عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((أَسْرِعُوا
بِالْجِنَازَةِ فَإِنَّهَا إنْ تَكُ صَالِحَةً: فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا
إلَيْهِ. وَإِنْ تَكُ سِوَى ذَلِكَ: فَشَرٌّ: تَضَعُونَهُ عَنْ
رِقَابِكُمْ)) .
(1/121)
170 - عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ- رضي
الله عنه - قَالَ: ((صَلَّيْت وَرَاءَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا فَقَامَ فِي وَسَطِهَا)) .
(1/121)
171 - عَنْ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَيْسٍ- رضي الله عنه -: ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - بَرِيءٌ مِنْ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ)) .
[ص:122] قال المصنف: الصالقة، التي ترفع صوتها عند المصيبة. أهـ
الحالقة: التي تحلق شعرها، أَوتنتفه من شدَّة الجزع والهلع.
الشاقَّة: التي تشق جيبها أَوثوبَها تسَخُّطاً على قضاء الله.
دعوى الجاهلية: هي النياحة، وكل قول بنبىء عن التَّسَخُّطِ والجزع من
قَدَرِ الله.
(1/121)
172 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ:
((لَمَّا اشْتَكَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَ بَعْضُ
نِسَائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ , يُقَالُ لَهَا:
مَارِيَةُ - وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ أَتَتَا أَرْضَ
الْحَبَشَةِ - فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا , فَرَفَعَ
رَأْسَهُ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: أُولَئِكَ إذَا مَاتَ فِيهِمْ
الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِداً , ثُمَّ صَوَّرُوا
فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ)) .
(1/122)
173 - عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَرَضِهِ
الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: ((لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى
اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)) .
قَالَتْ: وَلَوْلا ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أَنْ
يُتَّخَذَ مَسْجِداً.
(1/123)
174 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
- رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ:
((لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ , وَشَقَّ الْجُيُوبَ , وَدَعَا
بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ)) .
(1/123)
175 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله
عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ شَهِدَ
الْجِنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ. وَمَنْ
شَهِدَهَا حَتَّى [ص:124] تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ. قِيلَ: وَمَا
الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ)) .
وَلِمُسْلِمٍ: ((أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ)) .
(1/123)
|