عمدة
الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم كتابُ الجِهادِ
(1/273)
407 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
أَوْفَى - رضي الله عنه -: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ - انْتَظَرَ ,
حَتَّى إذَا مَالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ , فَقَالَ: ((أَيُّهَا
النَّاسُ , لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ , وَاسْأَلُوا اللَّهَ
الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا , وَاعْلَمُوا أَنَّ
الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ , وَمُجْرِيَ السَّحَابِ ,
وَهَازِمَ الأَحْزَابِ: اهْزِمْهُمْ , وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ)) .
(1/273)
408 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله
عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((رِبَاطُ
يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ,
وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا
عَلَيْهَا , [ص:274] وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَالْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) .
الرِّباطُ: ملازمةُ المكانِ الذي بينَ المسلمينَ والكفارِ لحراسةِ المسلمين
منهم.
الرَّوْحَةُ: السَّيرُ منَ الزَّوالِ إِلى الليلِ.
الْغَدْوَةُ: السَّيرُ في أَولِ النَّهارِ إِلى الزَّوالِ.
(1/273)
409 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله
عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((انْتَدَبَ اللَّهُ
(وَلِمُسْلِمٍ: تَضَمُّنَ اللَّهُ) لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ , لا
يُخْرِجُهُ إلاَّ جِهَادٌ فِي سَبِيلِي , وَإِيمَانٌ بِي , وَتَصْدِيقٌ
بِرُسُلِي فَهُوَ عَلِيّ ضَامِنٌ: أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ
أُرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ , نَائِلاً مَا نَالَ
مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)) .
ضَامِنٌ: مضمونٌ، له الجزاءُ الحَسَنُ في الجنةِ.
410 - وَلِمُسْلِمٍ: ((مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - ,
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ
الْقَائِمِ , وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ إنْ
تَوَفَّاهُ: أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ , أَوْ يُرْجِعَهُ سَالِماً مَعَ
أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)) .
(1/274)
411 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله
عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ
مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , إلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
, وَكَلْمُهُ يَدْمَى: اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ , وَالرِّيحُ رِيحُ
الْمِسْكِ)) .
مَكْلُومٌ: مجروحٌ.
(1/275)
412 - عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ
- رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
((غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ رَوْحَةٌ: خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ
عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ)) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
(1/275)
413 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله
عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((غَدْوَةٌ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ رَوْحَةٌ: خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا)) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
(1/275)
414 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ
- رضي الله عنه - قَالَ: ((خَرَجْنَا مَعَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه
وسلم - إلَى حُنَيْنٍ - وَذَكَرَ قِصَّةً - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ
سَلَبُهُ)) قَالَهَا ثَلاثاً.
سَلَبُهُ: السَّلَبُ: ثيابُ المقتولِ وسلاحُهُ ودابَّتُهُ التي قاتلَ
عليها.
(1/276)
415 - عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ - رضي
الله عنه - قَالَ: ((أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَيْنٌ مِنْ
الْمُشْرِكِينَ , وَهُوَ فِي سَفَرِهِ , فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ
يَتَحَدَّثُ , ثُمَّ انْفَتَلَ , فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: اُطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ فَقَتَلْتُهُ , فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ)) .
[ص:277]
فِي رِوَايَةٍ ((فَقَالَ: مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ؟ فَقَالُوا: ابْنُ
الأَكْوَعِ فَقَالَ: لَهُ سَلَبُهُ أَجْمَعُ)) .
416 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: ((بَعَثَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إلَى نَجْدٍ فَخَرَجَ
فِيهَا , فَأَصَبْنَا إبِلاً وَغَنَماً , فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا اثْنَيْ
عَشَرَ بَعِيراً , وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
بَعِيراً بَعِيراً)) .
(1/276)
417 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إذَا جَمَعَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَوَّلِينَ وَالآخَرِينَ: يُرْفَعُ لِكُلِّ
غَادِرٍ لِوَاءٌ , فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ بْنِ فُلانٍ)) .
غَادِر: تاركٌ للوفاءِ، ناقضٌ للعهدِ.
(1/277)
418 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما ((أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - مَقْتُولَةً , فَأَنْكَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - قَتْلَ النِّسَاءِ , وَالصِّبْيَانِ)) .
(1/277)
419 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله
عنه - ((أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ , وَالزُّبَيْرَ بْنَ
الْعَوَّامِ , شَكَوَا الْقَمْلَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فِي غَزَاةٍ لَهُمَا فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ
وَرَأَيْته عَلَيْهِمَا)) .
(1/278)
420 - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي
الله عنه - قَالَ: ((كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ: مِمَّا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا لَمْ يُوجِفْ
الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَكَانَتْ لِرَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَالِصاً , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَعْزِلُ نَفَقَةَ أَهْلِهِ سَنَةً , ثُمَّ يَجْعَلُ مَا
بَقِيَ فِي الْكُرَاعِ , وَالسِّلاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ)) .
بَنو النَّضِيرِ: إِحدى طوائفِ اليهودِ الذين سكنوا قُرْبَ المدينة.
يُوجِف: الإِيجافُ: الإِسراعُ في السيرِ.
ركاب: هي الإِبلُ.
الْكُرَاعِ: اسم لجمعِ الخيلِ.
(1/278)
421 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما قَالَ: ((أَجْرَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَا
ضُمِّرَ مِنْ الْخَيْلِ: مِنْ الْحَفْيَاءِ إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ ,
[ص:279] وَأَجْرَى مَا لَمْ يُضَمَّرْ: مِنْ الثَّنِيَّةِ إلَى مَسْجِدِ
بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَكُنْتُ فِيمَنْ أَجْرَى. قَالَ
سُفْيَانُ: مِنَ الْحَفْيَاءِ إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ: خَمْسَةُ
أَمْيَالٍ , أَوْ سِتَّةٌ , وَمَنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إلَى مَسْجِدِ
بَنِي زُرَيْقٍ: مِيلٌ)) .
مَا ضُمِّرَ: الخيلُ المُضَمَّرَةُ: هي التي عُلِفَتْ حتى سَمِنَتْ
وقَوِيَتْ ثمَّ خُففَ طعامُها تدريجياً لتقوى على السرعةِ والحركةِ.
(1/278)
422 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي
الله عنهما قَالَ: ((عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- يَوْمَ أُحُدٍ , وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ , فَلَمْ يُجِزْنِي ,
وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْخَنْدَقِ , وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ ,
فَأَجَازَنِي)) .
(1/279)
423 - وَعَنْهُ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ فِي النَّفَلِ: لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ ,
وَلِلرَّجُلِ سَهْماً)) . [ص:280]
النَّفَل: الغنيمة.
(1/279)
424 - وَعَنْهُ ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يُنَفِّلُ بَعْضَ مَنْ يَبْعَثُ فِي
السَّرَايَا لأَنْفُسِهِمْ خَاصَّةً سِوَى قَسْمِ عَامَّةِ الْجَيْشِ)) .
(1/280)
425 - عَنْ أَبِي مُوسَى - عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَيْسٍ - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((مَنْ
حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)) .
(1/280)
426 - عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه -
قَالَ: ((سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الرَّجُلِ:
يُقَاتِلُ شَجَاعَةً , وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً. أَيُّ
ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا , فَهُوَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ)) . [ص:281]
شَجَاعَةً: ليشتَهِرَ بينَ النَّاسِ بالشَّجاعةِ.
حَمِيَّةً: انتِصاراً لقومِهِ ووطنِهِ منْ غيرِ قَصْدِ إِعلاءِ كلمةِ
اللهِ.
رِيَاءً: طلباً للثناءِ والمدحِ منَ النَّاسِ.
(1/280)
|