مختصر
الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة
3 - كتاب الآداب
ويشتمل على ما يلي:
1 - آداب السلام
2 - آداب الأكل والشرب
3 - آداب الطريق والسوق
4 - آداب السفر
5 - آداب النوم والاستيقاظ
6 - آداب الرؤيا
7 - آداب الاستئذان
8 - آداب العطاس
9 - آداب عيادة المريض
10 - آداب اللباس
(1/295)
كتاب الآداب
الأدب: استعمال ما يُحمد من الأقوال، والأفعال، ومكارم الأخلاق.
- الآداب الإسلامية:
الإسلام دين كامل، نظم حياة الإنسان في جميع أحواله:
فأمره بحسن العبادة مع ربه، وحسن الأدب مع خلقه، وحسن المعاملة مع غيره.
ودعاه إلى العدل والإحسان ومكارم الأخلاق.
وجمَّل ظاهره وباطنه، وحَفِظ لسانه وجوارحه، وضَبَط سمعه وبصره.
وأمره بما ينفعه في دنياه وآخرته، ونهاه عمّا يضره في دنياه وآخرته.
وشرع له آداباً مع نفسه، وآداباً مع غيره، وعند أكله وشربه، وعند نومه
ويقظته، وفي حضره وسفره، وفي حال صحته ومرضه، وفي سائر أحواله.
1 - قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)} [المائدة/2].
2 - وقال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ
اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)} [المائدة/3].
3 - وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا (21)}] الأحزاب/21].
4 - وقال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (7)} [الحشر/7].
5 - وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} [النحل/90].
ومن هذه الآداب الواردة في القرآن وصحيح السنة ما يلي:
(1/297)
1 - آداب السلام
- فضل السلام:
1 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي - صلى الله
عليه وسلم -: أيُّ الإسلام خير؟ فقال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ
السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». متفق عليه (1).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى
تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى
شَيْءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ».
أخرجه مسلم (2).
3 - وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «أَيُّهَا النَّاسُ: أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ،
وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلامٍ». أخرجه
الترمذي وابن ماجه (3).
- صفة السلام:
1 - قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ
مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
(86)} [النساء/86].
2 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله
عليه وسلم - فقال: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ،
ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «عَشْرٌ» ثُمَّ
جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، فَرَدَّ
عَلَيهِ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: «عِشْرُونَ»، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيهِ،
فَجَلَسَ، فَقَالَ: «ثَلاثُونَ». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (12) واللفظ له، ومسلم برقم (39).
(2) أخرجه مسلم برقم (54).
(3) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (2485) وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(1334).
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (5195)، وأخرجه الترمذي برقم (2689).
(1/298)
- فضل مَنْ بدأ بالسلام:
1 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- قال: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوقَ ثَلاثِ
لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا
الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ». متفق عليه (1).
2 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالله مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلامِ». أخرجه أبو
داود والترمذي (2).
- الأَوْلى بالسلام:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرِ، وَالمَارُّ عَلَى القَاعِدِ،
وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثيرِ». متفق عليه (3).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَاشِي عَلَى القَاعِدِ،
وَالقَلِيلُ عَلَى الكَثير». متفق عليه (4).
- السلام على النساء والصبيان:
1 - عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: مَرَّ عَلَينَا النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - فِي نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا. أخرجه أبو داود
وابن ماجه (5).
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ
عَلَيْهِمْ وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَفْعَلُهُ.
متفق عليه (6).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6077)، ومسلم برقم (2560)، واللفظ له.
(2) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5197) وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2694).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6321) ومسلم برقم (2160).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6232) ومسلم برقم (2160).
(5) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5204)، وأخرجه ابن ماجه برقم (3701).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6247) واللفظ له، ومسلم برقم (2168).
(1/299)
- تسليم النساء على الرجال عند أَمْنِ
الفتنة:
عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: ذَهَبْتُ إلَى رَسُولِ الله -
صلى الله عليه وسلم - عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ
ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ؟»
فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «مَرْحَباً
بِأُمِّ هَانِئ». متفق عليه (1).
- السلام عند دخول البيت:
1 - قال الله تعالى: { ... فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
(61)} [النور/61].
2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا
بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى
أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)} [النور/
27].
- عدم السلام على أهل الذمة:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لا تَبْدَؤُوا اليَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ، فَإذَا لَقِيتُمْ
أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إلَى أَضْيَقِهِ».أخرجه مسلم (2).
2 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا
سَلَّم عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكِتَابِ فَقُولُوا وَعَلَيكُمْ». متفق عليه
(3).
- مَنْ مَرَّ بمجلس فيه مسلمون وكفار سلَّم وقصد المسلمين:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد سعد
بن عبادة .. -وفيه-: حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة
الأوثان، واليهود، .. فسلم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم وقف،
فنزل، فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن. متفق عليه (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6158) واللفظ له، ومسلم برقم (336).
(2) أخرجه مسلم برقم (2167).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6258) واللفظ له، ومسلم برقم (2163).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5663)، ومسلم برقم (1798) واللفظ له.
(1/300)
- السلام عند الدخول وعند الخروج:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إلَى المَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فَإذَا أَرَادَ
أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ
الآخِرَةِ». أخرجه أبو داود والترمذي (1).
- عدم الانحناء عند اللقاء:
عنْ أنسِ بنِ مَالكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قالَ: قالَ رَجُلٌ يا رسُولَ الله
الرَّجلُ منَّا يَلقى أخاهُ أو صَديقهُ أينحنِي لَهُ؟ قالَ: «لا» قالَ:
أفيلتزِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ؟ قالَ: «لا» قالَ: فيأخُذُ بيدهِ ويُصافِحه؟
قالَ: «نعمْ». أخرجه الترمذي وابن ماجه (2).
- فضل المصافحة:
عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا
مِنْ مُسْلِمَينِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلَّا غُفِرَ لَهُمَا
قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا». أخرجه أبو داود والترمذي (3).
- متى تكون المصافحة والمعانقة:
عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
- إذَا تَلاقَوْا تَصَافَحُوا، وَإذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا.
أخرجه الطبراني في الأوسط (4).
- صفة رد السلام على الغائب:
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: «يَا
عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ
_________
(1) حسن/أخرجه أخرجه أبو داود برقم (5208)، وأخرجه الترمذي برقم (2706).
(2) حسن/أخرجه الترمذي برقم (2728) وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3702).
(3) حسن/ أخرجه أبوداود برقم (5212)، وأخرجه الترمذي برقم (2727).
(4) جيد/أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (97)، وانظر السلسلة الصحيحة رقم
(2647).
(1/301)
عَلَيكِ السَّلامَ» فَقَالَتْ: وَعَلَيْهِ
السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لا أَرَى.
متفق عليه (1).
- ما جاء في القيام للقادم إكراماً له:
1 - عن أبي سعيد أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل النبي - صلى
الله عليه وسلم - إليه فجاء فقال: «قُوْمُوْا إلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ قَالَ
خَيرِكُمْ». متفق عليه (2).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَشْبَهَ
سَمْتاً وَهَدْياً وَدَلاًّ بِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ
فَاطِمَة كَرَّمَ الله وَجْهَهَا، كَانَتْ إذَا دَخَلَتْ عَلَيهِ قَامَ
إلَيْهَا، فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي
مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إذَا دَخَلَ عَلَيهَا قَامَتْ إلَيهِ، فَأَخَذَتْ
بِيَدِهِ، فَقَبَّلَتْهُ، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا. أخرجه أبو داود
والترمذي (3).
- عقوبة من سره أن يتمثل له الرجال قياماً:
عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَاماً فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
- التسليم ثلاثاً إذا لم يُسمع سلامه:
عن أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّهُ كَانَ إذَا
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاثاً حَتَّى تُفْهَمَ، وَإذَا أَتَى
عَلَى قَومٍ فَسَلَّمَ عَلَيهِمْ، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثاً. أخرجه
البخاري (5).
- عدم السلام والرد أثناء قضاء الحاجة:
1 - عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَجُلاً مَرَّ وَرَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - يَبُولُ فَسَلَّم، فَلَمْ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3217) واللفظ له، ومسلم برقم (2447).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6262) واللفظ له، ومسلم برقم (1768).
(3) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5217) وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(3872).
(4) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5229)، وأخرجه الترمذي برقم (2755) وهذا
لفظه.
(5) أخرجه البخاري برقم (95).
(1/302)
يَرُدَّ عَلَيهِ. أخرجه مسلم (1).
2 - وعن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم - وهو يَبُولُ فَسَلَّم عليه فَلَمْ يَرُدَّ عَليهِ حتَّى تَوَضَّأَ
ثمَّ اعْتَذَرَ إليهِ فقال: «إنِّي كَرِهْتُ أَنْ أذكُرَ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ إلَّا عَلَى طُهْرٍ». أخرجه أبو داود والنسائي (2).
- استحباب تأنيس القادم، وسؤال الغريب عن نفسه لِيُعرف فَيُنزل منزلته:
عن أبي جمرة قال: كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَينَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَينَ النَّاسِ
فَقَالَ: إنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ أَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - فَقَالَ: «مَنِ الوَفْدُ؟ أَوْ مَنِ القَومُ؟» قَالُوا: رَبِيْعَةُ،
فَقَالَ: «مَرْحَباً بِالقَومِ أَوْ بِالوَفْدِ غَيرَ خَزَايَا وَلا
نَدَامَى». متفق عليه (3).
- كراهية الابتداء بـ (عليك السلام):
عَنْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «لَا
تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلَامُ تَحِيَّةُ
الْمَوْتَى». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
- ما يقول من التحايا بعد السلام ورده:
عن أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ
ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ قَالَتْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «مَنْ
هَذِهِ؟» فَقُلْتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ:
«مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ» فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى
ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلَمَّا انْصَرَفَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا
قَدْ أَجَرْتُهُ فُلَانَ ابْنَ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم -: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ»
قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَاكَ ضُحًى. متفق عليه (5).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (370).
(2) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (17) وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم (38).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (87) واللفظ له، ومسلم برقم (17).
(4) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5209) وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2722).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (357) واللفظ له، ومسلم برقم (336).
(1/303)
2 - آداب الأكل
والشرب
- السنة أن يبدأ الكبير والفاضل بالأكل قبل الناس:
1 - عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا
حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَضَعَ يَدَهُ.
أخرجه مسلم (1).
- الأكل من الطعام الطيب الحلال:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ
تَعْبُدُونَ (172)} [البقرة/172].
2 - وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ ... } [الأعراف/157].
- التسمية على الطعام والأكل مما يليه:
1 - عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: كُنْتُ غُلاماً فِي حَجْرِ
رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ يِدِي تَطِيشُ فِي
الصَّحْفَةِ، فَقَال لِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا غُلامُ
سَمِّ الله، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» فَمَا زَالَتْ
تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ. متفق عليه (2).
2 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «مَنْ نَسِيَ أنْ يَذْكُرَ الله فِي أوَّلِ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ
يَذْكُرُ: بِاسْمِ الله فِي أوَّلِهِ وَآخِرِهِ، فَإنَّهُ يَسْتَقْبِلُ
طَعَامَهُ جَدِيداً، وَيَمْنَعُ الخَبِيثَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنْهُ».أخرجه
ابن حبان
وابن السني (3).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2017).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5376) واللفظ له، ومسلم برقم (2022).
(3) صحيح/أخرجه ابن حبان برقم (5213)، وابن السني برقم (461)، انظر السلسلة
الصحيحة رقم (198).
(1/304)
- الأكل والشرب باليمين:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِه، وَإذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ
بِيَمِينِهِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ
بِشِمَالِهِ». أخرجه مسلم (1).
- التنفس عند الشرب خارج الإناء:
عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلاثاً، وَيَقُولُ: «إنَّهُ أَرْوَى،
وَأَبْرَأ، وَأَمْرَأ». متفق عليه (2).
- كيف يسقي غيره:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ، وَعَنْ
يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الأَعْرَابِيَّ وَقَالَ:
«الأَيْمَنُ فَالأَيْمَنُ». متفق عليه (3).
- السنة الشرب جالساً:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِماً. أخرجه مسلم (4).
- جواز الشرب قائماً:
عَنْ النَّزَّالِ قَالَ: أَتَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى بَابِ
الرَّحَبَةِ فَشَرِبَ قَائِمًا فَقَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ
أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ. أخرجه البخاري (5).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2020).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5631)، ومسلم برقم (2028) واللفظ له.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2352)، ومسلم برقم (2029) واللفظ له.
(4) أخرجه مسلم برقم (2025).
(5) أخرجه البخاري برقم (5615).
(1/305)
- عدم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا
تَلْبَسُوا الحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ
الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا فِي صِحَافِهَا فَإنَّهَا لَهُمْ
فِي الدُّنْيَا وَلَنَا فِي الآخِرَةِ». متفق عليه (1).
- كيف يأكل الطعام:
1 - عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - يَأْكُلُ بِثَلاثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ
يَمْسَحَهَا. أخرجه مسلم (2).
2 - وعن أنس رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
إذَا أَكَلَ طَعَاماً لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاثَ، قَالَ: وقالَ: «إذَا
سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى،
وَلْيَأْكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ». وَأَمَرَنَا أَنْ
نَسْلُتَ القَصْعَةَ قَالَ: «فَإنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِيْ أَيِّ
طَعَامِكُمُ البَرَكَةُ». أخرجه مسلم (3).
3 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - أَنْ يَقْرِنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ حَتَّى
يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ. متفق عليه (4).
4 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لِيَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ،
وَلْيَأْخُذْ بِيَمِينِهِ، وَلْيُعْطِ بِيَمِينِهِ، فَإنَّ الشَّيْطَانَ
يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ، وَيُعْطِي بِشِمَالِهِ،
وَيَأْخُذُ بِشِمَالِهِ». أخرجه ابن ماجه (5).
- مقدار ما يأكل:
1 - قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا
يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} [الأعراف/ 31].
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5426) واللفظ له، ومسلم برقم (2067).
(2) أخرجه مسلم برقم (2032).
(3) أخرجه مسلم برقم (2034).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2455)، ومسلم برقم (2045) واللفظ له.
(5) صحيح/أخرجه ابن ماجه برقم (3266)، وانظر السلسلة الصحيحة رقم (1236).
(1/306)
2 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: مَا
شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ قَدِمَ المَدِينَةَ
مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعاً حَتَّى قُبِضَ. متفق عليه
(1).
- عدم عيب الطعام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: مَا عَابَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - طَعَاماً قَطُّ، إنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.
متفق عليه (2).
- عدم الإكثار من الأكل:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«الكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي
مِعَىً وَاحِدٍ». متفق عليه (3).
- فضل الإطعام والمواساة فيه:
1 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الإثْنَينِ، وَطَعَامُ
الإثْنَينِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي
الثَّمَانِيةَ». أخرجه مسلم (4).
2 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الإسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ
الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَعَلَى مَنْ لَمْ
تَعْرِفْ». متفق عليه (5).
3 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - إذا أُتِيَ بِطَعَامٍ أكَلَ مِنْهُ وَبَعَثَ بِفَضْلِهِ
إلَيَّ. أخرجه مسلم (6).
_________
(1) متفق عليه/أخرجه البخاري برقم (5416)، ومسلم برقم (2970)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5409) واللفظ له، ومسلم برقم (2064).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5393)، ومسلم برقم (2060) واللفظ له.
(4) أخرجه مسلم برقم (2059).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6236) واللفظ له، ومسلم برقم (39).
(6) أخرجه مسلم برقم (2053).
(1/307)
- مدح الآكل الطعام الذي يأكل منه:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل
أهله الأُدم فقالوا: ما عندنا إلا خَلٌّ، فدعا به، فجعل يأكل به ويقول:
«نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ، نِعْمَ الأُدُمُ الخَلُّ». أخرجه مسلم (1).
- عدم النفخ في الشراب:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله
عليه وسلم - عَنِ الشُّرْبِ مِنْ ثُلْمَةِ القَدَحِ، وَأَنْ يُنْفَخَ فِي
الشَّرَابِ. أخرجه أبو داود والترمذي (2).
- الساقي آخر القوم شرباً:
عن أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - وفي آخره- قال: «إنَّ سَاقِيَ القَومِ آخِرُهُمْ شُرْباً». أخرجه
مسلم (3).
- إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه:
1 - قال الله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ
الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ
سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ
سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)}
[الذاريات/24 - 27].
2 - وعن أبي شريح الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَومٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2052).
(2) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3722)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1887).
(3) أخرجه مسلم برقم (681).
(1/308)
فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَلا
يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ». متفق عليه (1).
- كيفية جلوس الناس على الطعام:
قال الله تعالى: ... {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا
أَوْ أَشْتَاتًا} [النور/61].
- هيئة الجلوس للأكل:
1 - عن أبي جُحَيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «إنِّي لا آكُلُ مُتَّكِئاً». أخرجه البخاري (2).
2 - وعن أنس رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
مُقْعِياً يَأْكُلُ تَمْراً. أخرجه مسلم (3).
3 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: أُهْدِيَتْ للنبي - صلى الله
عليه وسلم - شاة فجثى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتيه يأكل،
فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال: «إنَّ الله جَعَلَنِي عَبْداً كَرِيماً،
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً عَنِيداً». أخرجه أبو داود وابن ماجه (4).
- صفة أكل المشغول:
عن أنس رضي الله عنه قال: أُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر،
فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسمه وهو مُحْتَفِزٌ، يأكل منه أكلاً
ذَرِيْعَاً. وفي رواية: أكلاً حثيثاً. أخرجه مسلم (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6135) واللفظ له، ومسلم في كتاب اللقطة
برقم (48).
(2) أخرجه البخاري برقم (5398).
(3) أخرجه مسلم برقم (2044).
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3773)، وأخرجه ابن ماجه برقم (3263)، وهذا
لفظه.
(5) أخرجه مسلم برقم (2044).
(1/309)
- إيكاء السقاء، وذكر اسم الله عليها عند
النوم:
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ... -وفيه-:
«وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَأطْفِئْ مِصْبَاحَكَ
وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَأَوكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله، وَخَمِّرْ
إنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ الله وَلَو تَعْرُضُ عَلَيهِ شَيْئاً». متفق عليه
(1).
- الأكل مع الخادم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ فَإنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ
فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَينِ، أَوْ لُقْمَةً أَوْ
لُقْمَتَينِ، فَإنَّه وَلِيَ حَرَّهُ وَعِلاجَهُ». متفق عليه (2).
- تقديم الأكل إذا حضر على الصلاة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
وُضِعَ العَشاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَابْدَؤُوا بِالعَشاءِ». متفق عليه
(3).
- كيف يأكل من الصحفة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إذَا
أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَاماً فَلا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ،
وَلَكِنْ لِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا، فَإنَّ البَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ
أَعْلاهَا». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3280) واللفظ له، ومسلم برقم (2012).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5460) واللفظ له، ومسلم برقم (1663).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5463) واللفظ له، ومسلم برقم (557).
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3772)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1805).
(1/310)
- ما يفعله إذا شرب لبناً:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ وَقَالَ: «إنَّ لَهُ
دَسَمًا». متفق عليه (1).
- فضل حمد الله على الطعام وبعده:
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ
الله لَيَرْضَى عَنِ العَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ
عَلَيهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا». أخرجه مسلم
(2).
- ما يقول عند الفراغ من الطعام:
1 - عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذَا
رَفَعَ مَائِدَتَهُ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً
فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ وَلا مُسْتَغْنَىً عَنْهُ
رَبَّنَا». أخرجه البخاري (3).
2 - وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ وَقَالَ مَرَّةً إِذَا رَفَعَ
مَائِدَتَهُ قَالَ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا
غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مَكْفُورٍ».
أخرجه البخاري (4).
3 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - إذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي
أَطْعَمَ وَسَقَى وَسَوَّغَهُ وَجَعَلَ لَهُ مَخْرَجاً».
أخرجه أبو داود (5).
4 - «اللَّهُمَّ أَطْعَمْتَ وَأَسْقَيْتَ وَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ
وَهَدَيْتَ وَأَحْيَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَى
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (211)، ومسلم برقم (358) واللفظ له.
(2) أخرجه مسلم برقم (2734).
(3) أخرجه البخاري برقم (5458).
(4) أخرجه البخاري برقم (5459).
(5) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3851).
(1/311)
مَا أَعْطَيْتَ». أخرجه أحمد (1).
- وقت دخول الضيف وخروجه:
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ
إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ
فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ... } [الأحزاب/53].
- دعاء الضيف لأهل الطعام:
1 - «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ
وَارْحَمْهُمْ». أخرجه مسلم (2).
2 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعد بن
عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَفْطَرَ
عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ
عَلَيكُمُ المَلائِكَةُ». أخرجه أبو داود وابن ماجه (3).
- الدعاء لمن سقاه أو إذا أراد ذلك:
«اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي». أخرجه
مسلم (4).
_________
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (16712)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (71).
(2) أخرجه مسلم برقم (2042).
(3) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3854)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(1747).
(4) أخرجه مسلم برقم (2055).
(1/312)
3 - آداب الطريق
والسوق
- حق الطريق:
1 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ»، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من
مجالسنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقال: «فَإذَا أَبَيْتُمْ إلَّا المجْلِسَ
فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ»، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال:
«غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ
بِالمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ المنْكَرِ». متفق عليه (1).
2 - وفي لفظ: «اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ» فقلنا: إنما قعدنا لغير
ما بأس، قعدنا نتذاكر ونتحدث قال: «إمَّا لا، فَأَدُّوا حَقَّهَا: غَضُّ
البَصَرِ، وَرَدُّ السَّلامِ، وَحُسْنُ الكَلامِ». أخرجه مسلم (2).
3 - وفي لفظ: «وَتُغِيثُوا المَلْهُوفَ، وَتَهْدُوا الضَّالَّ». أخرجه أبو
داود (3).
- إماطة الأذى عن الطريق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَقَدْ
رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ
ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». متفق عليه (4).
- عدم قضاء الحاجة في الطريق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اتَّقُوا
اللَّعَّانَيْنِ» قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: «الَّذِي
يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ».
أخرجه مسلم (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6229)، واللفظ له، ومسلم برقم (2121).
(2) أخرجه مسلم برقم (2161).
(3) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4817).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (652)، ومسلم في كتاب البر برقم (129)
واللفظ له.
(5) أخرجه مسلم برقم (269).
(1/313)
- عدم التفل تجاه القبلة في الطريق وغيره:
عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ
تَفَلَ تُجَاهَ القِبْلَةِ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ تَفْلُهُ بَيْنَ
عَيْنَيْه .. ». أخرجه ابن خزيمة وأبو داود (1).
- ما يقوله عند ركوب الراحلة:
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ
مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}
[الزخرف/13 - 14].
- مراعاة مصلحة الدواب في السير، وعدم النزول ليلاً على الطريق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ، فَأَعْطُوا الإبِلَ حَظَّهَا مِنَ
الأَرْضِ. وَإذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا
السَّيْرَ، وَإذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ،
فَإنَّهَا مَأْوَى الهَوَامِّ بِاللَّيْلِ».
أخرجه مسلم (2).
- اجتناب مشية الخيلاء:
1 - قال الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
(18)} [لقمان/18].
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ إِذْ
خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ
السَّاعَةُ». متفق عليه (3).
- السماحة في البيع والشراء:
عن جابر بن عبد الله رَضِيَ الله عنهما أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: «رَحِمَ الله رَجُلاً،
_________
(1) صحيح/أخرجه ابن خزيمة برقم (1314)، وأخرجه أبو داود برقم (3824).
(2) أخرجه مسلم برقم (1926).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5789)، ومسلم برقم (2088)، واللفظ له.
(1/314)
سَمْحًا إذَا بَاعَ، وَإذَا اشْتَرَى،
وَإذَا اقْتَضَى». أخرجه البخاري (1).
- وفاء الدين إذا حل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فِإذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيٍّ
فَلْيَتْبَعْ». متفق عليه (2).
- إنظار المعسر والتجاوز عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كَانَ
تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإذَا رَأَى مُعْسِراً قَالَ لِفِتْيَانِهِ
تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ الله أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ
الله عَنْهُ». متفق عليه (3).
- عدم البيع والشراء في أوقات الصلوات:
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ
مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا
الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا
قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ
اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)}
[الجمعة/9 - 10].
- العدل في جميع الأحوال:
قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا
عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ
يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4)
لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)}
[المطففين/1 - 6].
- تجنب كثرة الحلف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «الحَلِفُ مَنْفَقَةٌ
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (2076).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2287)، واللفظ له، ومسلم برقم (1564).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2078)، واللفظ له، ومسلم برقم (1562).
(1/315)
لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلرِّبْحِ». متفق
عليه (1).
- اجتناب البيوع والمعاملات والأشياء المحرمة والخبيثة:
1 - قال الله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}
[البقرة/275].
2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} [المائدة/90].
3 - وقال الله تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ
عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} ... [الأعراف/157].
- عدم الغش والكذب:
1 - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله - صلى
الله عليه وسلم - مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا،
فَنَالَتْ أصَابِعُهُ بَلَلاً، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ
الطَّعَامِ؟» قال: أصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ الله! قال: «أفَلا
جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ
مِنِّي». أخرجه مسلم (2).
2 - وعن حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم -: «البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أوْ
قال: حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي
بَيْعِهِمَا، وَإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا».
متفق عليه (3).
- عدم احتكار السلع:
عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: «لا يَحْتَكِرُ إلا خَاطِئٌ». أخرجه مسلم (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2087)، ومسلم برقم (1606) واللفظ له.
(2) أخرجه مسلم برقم (102).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2079)، واللفظ له، ومسلم برقم (1532).
(4) أخرجه مسلم برقم (1605).
(1/316)
4 - آداب السفر
- طلب الوصية من أهل الخير:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إني أريد أن أسافر
فأوصني، قال: «عَلَيْكَ بِتَقْوَى الله، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرفٍ»
فَلَمَّا أَنْ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ: «اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ الأَرْضَ،
وَهَوِّنْ عَلَيهِ السَّفَرَ». أخرجه الترمذي وابن ماجه (1).
- ما يقوله المقيم للمسافر عند السفر:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يُوَدِّعنا فيقول: «أَسْتَوْدِعُ الله دِيْنَكَ، وَأَمَانَتَكَ،
وَخَوَاتِيْمَ عَمَلِكَ». أخرجه الترمذي (2).
- ما يقوله المسافر للمقيم عندما يُوَدِّعه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ودَّعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: «أَسْتَودِعُكَ الله الَّذِي لا يُضِيعُ وَدَائِعَهُ». أخرجه أحمد
(3).
- السفر مع رفقة صالحين:
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَثَلُ
الجَلِيْسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ.
فَحَامِلُ المِسْكِ إمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ،
وَإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إمَّا
أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيْثَةً». متفق
عليه (4).
_________
(1) حسن/ أخرجه الترمذي برقم (3445)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(2771).
(2) صحيح / أخرجه الترمذي برقم (3443)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (14).
(3) جيد/ أخرجه أحمد برقم (9230)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (16).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5534)، واللفظ له، ومسلم برقم (2628).
(1/317)
- عدم السفر وحده إلا لحاجة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ
يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ
بِلَيلٍ وَحْدَهُ». أخرجه البخاري (1).
- عدم اصطحاب الكلب والجرس في السفر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا
تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيْهَا كَلْبٌ وَلا جَرَسٌ». أخرجه مسلم
(2).
- إعانة الرفيق في السفر وغيره:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ
قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ
الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ
بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ
فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ». أخرجه مسلم (3).
- دعاء الركوب:
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ
مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [الزخرف/
13 - 14].
- دعاء السفر:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
كَانَ إذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إلَى سَفَرٍ كَبَّر ثَلاثاً،
ثُمَّ قَالَ: «{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ
مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى،
وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَينَا سَفَرَنَا
هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي
السَّفَرِ، وَالخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (2998).
(2) أخرجه مسلم برقم (2113).
(3) أخرجه مسلم برقم (1728).
(1/318)
وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبةِ المنْظَرِ،
وَسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ وَالأَهْلِ». وَإذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ
وَزَادَ فِيْهِنَّ: «آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا
حَامِدُونَ». أخرجه مسلم (1).
- ما يفعله إذا خرج اثنان في سفر:
عن أبي موسى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
بَعَثَهُ ومُعَاذاً إلَى اليَمَنِ فَقَالَ: «يَسِّرَا وَلا تُعَسِّرَا،
وَبَشِّرَا وَلا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلا تَخْتَلِفَا». متفق عليه
(2).
- ما يفعله إذا خرج ثلاثة فأكثر في سفر:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إذَا خَرَجَ ثَلاثَةٌ فِي سَفَرٍ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ». أخرجه أبو
داود (3).
- ما يقوله المسافر إذا صعد وإذا هبط:
1 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِالله رَضِي اللهُ عَنْهمَا قَالَ: «كُنَّا
إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا». أخرجه البخاري
(4).
2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما ... -وفيه- قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - وَجُيُوشُهُ إذَا عَلَوا الثَّنَايَا كَبَّرُوا،
وَإذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا. أخرجه أبو داود (5).
- ما يفعله المسافر إذا مر بديار الظَّلَمة:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مر
بالحجر قال: «لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ ثُمَّ
تَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ». متفق عليه (6).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (1342).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4344)، ومسلم برقم (1733) واللفظ له.
(3) حسن/ أخرجه أبو داود برقم (2608)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (1322).
(4) أخرجه البخاري برقم (2993).
(5) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (2599).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3380)، واللفظ له، ومسلم برقم (2980).
(1/319)
- كيفية النوم في السفر:
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
إذَا كَاَن ِفي سَفَرٍ فَعَرَّسَ بِلَيلٍ اضْطَجَعَ عَلَى يَمِينِهِ،
وَإذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَه، وَوَضَعَ رَأْسَهُ
عَلَى كَفِّهِ. أخرجه مسلم (1).
- ما يقوله إذا نزل منزلاً:
عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ
بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرُّهُ
شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ». أخرجه مسلم (2).
- ما يقوله المسافر إذا أسحر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في
سفر وأسحر يقول: «سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ الله وَحُسْنِ بَلائِهِ
عَلَينَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَينَا، عَائِذاً بِالله مِنَ
النَّارِ». أخرجه مسلم (3).
- ما يقوله إذا عثرت دابته:
«بِاسْمِ اللهِ». أخرجه أحمد وأبو داود (4).
- ما يقوله إذا رأى قرية:
عن صهيب رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ير قرية يريد
دخولها إلَّا قال حين يراها: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ
وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ،
وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا
ذَرَيْنَ، فَإنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ، وَخَيْرَ
أَهْلِهَا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّ مَا
فِيهَا». أخرجه
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (683).
(2) أخرجه مسلم برقم (2708).
(3) أخرجه مسلم برقم (2718).
(4) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (20867)، وأخرجه أبو داود برقم (4982).
(1/320)
النسائي في الكبرى والطحاوي (1).
- وقت السفر:
عن كعب بن مالك رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
خَرَجَ يَومَ الخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ
يَخْرُجَ يَومَ الخَمِيسِ، وَفي لفظٍ: لَقَلَّمَا كَانَ رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - يَخْرُجُ إذَا خَرَجَ فِي سَفَرٍ إلَّا يَومَ الخَمِيسِ.
أخرجه البخاري (2).
- الخروج للسفر بكرة والسير ليلاً:
1 - عن صخر الغامدي رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا». وَكَانَ إذَا بَعَثَ
سَرِيَّةً أو جَيْشاً بَعَثَهُمْ في أَوَّلِ النَّهَارِ. أخرجه أحمد وأبو
داود (3).
2 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيل». أخرجه
أحمد وأبو داود (4).
- ما يقوله إذا قفل من سفر الحج أو غيره:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
كَانَ إذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى
كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاثَ تَكْبِيراتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «لا إلَهَ
إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ،
سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ الله وَعْدَهُ، وَنَصَرَ
عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ». متفق عليه (5).
_________
(1) صحيح/أخرجه النسائي في السنن الكبرى برقم (8826)، وأخرجه الطحاوي في
مشكل الآثار برقم (5693) انظر السلسلة الصحيحة رقم (2759).
(2) أخرجه البخاري برقم (2950) و (2949).
(3) صحيح/أخرجه أحمد برقم (15522)، وأخرجه أبو داود برقم (2606)، وهذا
لفظه.
(4) صحيح/أخرجه أحمد برقم (15157)، وأخرجه أبو داود برقم (2571)، وهذا
لفظه.
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1797)، واللفظ له، ومسلم برقم (1344).
(1/321)
- ما يفعله المسافر إذا قضى حاجته من سفره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَومَهُ
وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ
فَلْيُعَجِّلْ إلَى أَهْلِهِ». متفق عليه (1).
- وقت القدوم من السفر:
1 - عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كَانَ لا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إلَّا نَهَارًا فِي الضُّحَى، فَإذَا قَدِمَ
بَدَأَ بِالمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَينِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيْهِ.
متفق عليه (2).
2 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا
يَطْرُقُ أَهْلَهُ، كَانَ لا يَدْخُلُ إلَّا غُدْوَةً أَوْ عَشِيَّةً. متفق
عليه (3).
- السنة لمن أراد الدخول ليلاً أن يُعلم أهله:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إذَا دَخَلْتَ لَيْلاً فَلا تَدْخُلْ عَلَى أَهْلِكَ حَتَّى تَسْتَحِدَّ
المُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ». متفق عليه (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3001)، واللفظ له، ومسلم برقم (1927).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4418)، ومسلم برقم (716) واللفظ له.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1800)، واللفظ له، ومسلم برقم (1928).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5246)، واللفظ له، ومسلم في كتاب
الإمارة برقم (715).
(1/322)
5 - آداب النوم
والاستيقاظ
- ماذا يفعل إذا أراد أن يرقد:
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا
اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أوْ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ،
فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ
الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ،
وَأطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ
اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ
عَلَيْهِ شَيْئًا». متفق عليه (1).
- غسل اليد من الدسم قبل النوم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ
نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ وَلَمْ يَغْسِلْهُ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا
يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ». أخرجه أبو داود والترمذي (2).
- فضل النوم على طهارة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا
مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرِ اللهِ طَاهِراً، فَيَتَعَارُّ مِنْ
اللَّيْلِ، فَيَسْأَلُ اللهَ خَيْراً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ». أخرجه أحمد (3).
- ما يقرؤه المسلم من القرآن عند النوم:
1 - عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
إذَا أَوَى إلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيهِ ثُمَّ نَفَثَ
فِيْهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، {قُلْ أَعُوذُ
بِرَبِّ الْفَلَقِ}، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ
بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ
وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ
مَرَّاتٍ.
أخرجه البخاري (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3280)، واللفظ له، ومسلم برقم (2012).
(2) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (3852) وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1860).
(3) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (22048).
(4) أخرجه البخاري برقم (5017).
(1/323)
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
وَكَّلَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ
رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ
فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -
فَقَصَّ الحَدِيثَ- فَقَالَ: إذَا أَوَيْتَ إلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ
الكُرْسِيِّ، لَمْ يَزَلْ مَعَكَ مِنَ الله حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ
شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
«صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ». أخرجه البخاري معلقاً (1).
- التكبير والتسبيح والتحميد عند النوم:
عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها جاءت تسأل النبي - صلى الله
عليه وسلم - خادماً فلم توافقه، قالت ... : فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا ...
فقال: «أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إذَا
أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا الله أَرْبَعاً وَثَلاثِينَ،
وَاحْمَدَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ فَإنَّ
ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ». متفق عليه (2).
- عدم الإكثار من الفُرُش إلا لحاجة:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال له: «فِراشٌ لِلرَّجُلِ وَفِراشٌ لامْرَأتِهِ، وَالثّالِثُ لِلضَّيْفِ،
وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطانِ». أخرجه مسلم (3).
- النوم بعد صلاة العشاء وعدم السمر إلا لحاجة:
1 - عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا:
كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّيْلِ؟
قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ، وَيَقُومُ آخِرَهُ، فَيُصَلِّي ثُمَّ
يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ
كَانَ بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ وَإِلَّا تَوَضَّأَ وَخَرَجَ. متفق عليه (4).
_________
(1) أخرجه البخاري معلقاً برقم (5010)، ووصله النسائي وغيره بسند صحيح،
انظر مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 106).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3113)، واللفظ له، ومسلم برقم (2727).
(3) أخرجه مسلم برقم (2084).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1146)، واللفظ له، ومسلم برقم (739).
(1/324)
2 - وعَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ
قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. متفق عليه (1).
3 - وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله
- صلى الله عليه وسلم - يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْأَمْرِ مِنْ
أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُمَا. أخرجه أحمد والترمذي (2).
- نفض الفراش ثلاثاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا
أَوَى أَحَدُكُمْ إلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ
إزَارِهِ، فَإنَّه لا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيه، ثُمَّ يَقُولُ:
بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أَرْفَعُهُ، إنْ أَمْسَكْتَ
نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ
بِه عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ». متفق عليه (3).
وفي لفظ: «فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ». أخرجه
البخاري (4).
- الوضوء، ثم النوم على الشق الأيمن:
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ
اضْطَجِعَ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ
وَجْهِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي
إلَيكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إلَيكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ
إلَّا إلَيكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ
الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإنْ مِتَّ، مِتَّ عَلَى الفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ
آخِرَ مَا تَقُولُ». متفق عليه (5).
- ما يقوله ويفعله عند النوم والاستيقاظ:
1 - عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذَا
أوَى إلَى فِرَاشِهِ قال: «الحَمْدُ للهِ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (568)، واللفظ له، ومسلم برقم (648).
(2) صحيح، أخرجه أحمد برقم (175)، والترمذي برقم (169)، وهذا لفظه.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6320)، واللفظ له، ومسلم برقم (2714).
(4) أخرجه البخاري برقم (7393).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6311)، واللفظ له، ومسلم برقم (2710).
(1/325)
الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا،
وَكَفَانَا وآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ».
أخرجه مسلم (1).
2 - «اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا
وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ
لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ». أخرجه مسلم (2).
3 - يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ،
وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ
شَيْءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّورَاةِ وَالإنْجِيلِ
وَالفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ.
اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ
فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوقَكَ شَيْءٌ،
وَأَنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ،
وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ». أخرجه مسلم (3).
4 - «اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فاطِرَ السَّماوَاتِ
والأرضِ ربَّ كُلِّ شيءٍ وَمليكَهُ أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا أنتَ أعُوذُ بكَ
من شَرِّ نَفْسي وَمِنْ شَرِّ الشَّيطانِ وَشِرْكِه». أخرجه الطيالسي
والترمذي (4).
5 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ
إذا نامَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ
قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ». أخرجه أحمد (5).
6 - وعن أبي الأزْهَرِ الأنماري رضي الله عنه أنَّ رسُول الله - صلى الله
عليه وسلم - كَانَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ منَ الليلِ قالَ: «بِاسمِ الله
وضَعْتُ جَنْبي اللَّهُمَ اغْفِرْ لِي ذَنبِي، وَأخْسِئْ شَيْطانِي،
وَفُكَّ رِهَانِي، وَاجْعَلني في النَّدِيِّ الأعْلَى». أخرجه أبو داود
(6).
7 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ وَضَعَ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2715).
(2) أخرجه مسلم برقم (2712).
(3) أخرجه مسلم برقم (2713).
(4) صحيح/ أخرجه الطيالسي برقم (9)، وأخرجه الترمذي برقم (3392).
(5) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (18659)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (2754).
(6) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (5054).
(1/326)
يَدَه تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا».
وَإذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا
أَمَاتَنَا وَإلَيهِ النُّشُورُ».
أخرجه البخاري (1).
- ما يقوله ويفعله إذا تقلب ليلاً:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لا إلَه إلَّا الله وَحْدَهُ لا
شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ، الحَمْدُ للهِ، وَسُبْحَانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، وَلا حَولَ
وَلا قُوَّةَ إلَّا بِالله، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ
دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ».
أخرجه البخاري (2).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6314).
(2) أخرجه البخاري برقم (1154).
(1/327)
6 - آداب الرؤيا
- أقسام الرؤيا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ
وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ
جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا
ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا
تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ
نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ
وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ». متفق عليه (1).
- ما يقول ويفعل إذا رأى في منامه ما يحب أو يكره:
1 - عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «الرُّؤْيا الحَسَنَةُ مِنَ الله، فَإذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا
يُحِبُّ، فَلا يُحَدِّثْ بِهِ إلَّا مَنْ يُحِبُّ، وَإذَا رَأَى مَا
يَكْرَهُ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِالله مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ
الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاثاً، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً،
فَإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ». متفق عليه (2).
2 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «إذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإنَّهَا مِنَ الله
فَلْيَحْمَدِ الله عَلَيْهَا». أخرجه البخاري (3).
3 - وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
«إذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلْيَبْصُقْ عَنْ
يَسَارِهِ ثَلاثاً، وَلْيَسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثاً،
وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ». وفي لفظ: «فَإنْ
رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ». أخرجه مسلم (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7017)، ومسلم برقم (2263)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7044)، واللفظ له، ومسلم برقم (2261).
(3) أخرجه البخاري برقم (7045).
(4) أخرجه مسلم برقم (2262) ورقم (2263).
(1/328)
- الاستبشار بالرؤيا الصالحة:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلَّا المُبَشِّرَاتُ» قَالُوا:
وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ».
أخرجه البخاري (1).
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ
سَتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ». متفق عليه (2).
- رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، وَمَنْ رآنِي فِي
المَنَامِ فَقَدْ رآنِي، فَإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ فِي
صُوْرَتِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ
مِنَ النَّارِ». متفق عليه (3).
- عدم الإخبار بتلعُّب الشيطان به في المنام:
عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قُطع، قال: فضحك النبي - صلى الله
عليه وسلم - وقال: «إذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ
فَلا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ». أخرجه مسلم (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6990).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6983)، واللفظ له، ومسلم برقم (2263).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (110)، واللفظ له، ومسلم برقم (2134) و
(2266).
(4) أخرجه مسلم برقم (2268).
(1/329)
7 - آداب الاستئذان
- آداب دخول البيوت:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا
بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى
أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)}
[النور/27].
2 - وقال الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً}
[النور/61].
- كيفية الاستئذان:
1 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلاثاً فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ
فَلْيَرْجِعْ». متفق عليه (1).
2 - وعن ربعي قال: حدثنا رجل من بني عامر: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي بَيْتٍ فَقَالَ: أَلِجُ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِخَادِمِهِ: «اخْرُجْ إلَى
هَذَا فَعَلِّمْهُ الاسْتِئْذَانَ، فَقُلْ لَهُ: قُلْ: السَّلامُ عَلَيكُمْ
أَأَدْخُلُ؟» فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيكُمْ
أَأَدْخُلُ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ.
أخرجه أحمد وأبو داود (2).
- أين يقف من يريد الاستئذان:
عن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - إذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلْ البَابَ مِنْ تِلْقَاءِ
وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الأَيْمَنِ أَوِ الأَيْسَرِ، وَيَقُولُ:
«السَّلامُ عَلَيكُم، السَّلامُ عَلَيكُمْ». أخرجه أحمد وأبو داود (3).
- ما يقوله المستأذن إذا سئل عن اسمه:
1 - عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: ذهبت إلى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6245)، واللفظ له، ومسلم برقم (2154).
(2) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (23515)، وأخرجه أبو داود برقم (5177)، وهذا
لفظه.
(3) صحيح/أخرجه أحمد برقم (17844)، وأخرجه أبو داود برقم (5186)، وهذا
لفظه.
(1/330)
عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته
تستره، قالت فسلمت عليه فقال: «مَنْ هَذِهِ» فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب
فقال: «مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ».
متفق عليه (1).
2 - وعن جابر بن عبد الله قال: استأذنت على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فقال: «مَنْ ذَا؟»، فقلت: أنا، فَقَالَ: «أَنَا أَنَا» كأنه كرهها. متفق
عليه (2).
- أوقات استئذان المماليك والصغار:
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ
مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ
تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ
ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ
بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)}
[النور/ 58].
- عدم نجوى اثنين إلا بإذن الثالث:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إذَا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ
صَاحِبِهِمَا فَإنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ». متفق عليه (3).
- عدم النظر في بيت غيره إلا بإذنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لَوْ أنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إذْنٍ فَخَذَفْتَهُ
بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ». متفق
عليه (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (357)، واللفظ له، ومسلم برقم (336).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6250)، واللفظ له، ومسلم برقم (2150).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6290)، ومسلم برقم (2184) واللفظ له.
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6888)، ومسلم برقم (2158) واللفظ له.
(1/331)
8 - آداب العطاس
- تشميت العاطس إذا حمد الله:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ
الله يُحِبُّ العُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإذَا عَطَسَ فَحَمِدَ
الله فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا
التَّثَاؤُبُ فَإنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا
اسْتَطَاعَ، فَإذَا قَالَ: هَاءْ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ». أخرجه
البخاري (1).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ». قِيلَ: مَا هُنَّ
يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا
دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ
فَحَمِدَ الله فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ
فَاتَّبِعْهُ». أخرجه مسلم (2).
- كيف يُشمّت العاطس؟:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ
أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ الله، فإَذِاَ قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ الله،
فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ الله وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ». أخرجه البخاري (3).
- ما يقال للكافر إذا عطس:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كَانَتِ اليَهُودُ تَعَاطَسُ عِنْدَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ لَهَا:
يَرْحَمُكُمُ الله، فَكَانَ يَقُولُ: «يَهْدِيكُمُ الله، وَيُصْلِحُ
بَالَكُمْ». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6223).
(2) أخرجه مسلم برقم (2162).
(3) أخرجه البخاري برقم (6224).
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (5038)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2739).
(1/332)
- ما يفعل عند العطاس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
إذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوبَهُ عَلَى فِيهِ وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ
بِهَا صَوتَهُ. أخرجه أبو داود والترمذي (1).
- متى يُشمَّت العاطس:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: عَطَسَ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الآخَرَ، فَقِيلَ
لَهُ، فَقَالَ: «هَذَا حَمِدَ الله، وَهَذَا لَمْ يَحْمَدِ الله». متفق
عليه (2).
- كم مرة يُشمَّت العاطس؟:
1 - عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - وَعَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: «يَرْحَمُكَ الله»
ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«الرَّجُلُ مَزْكُومٌ». أخرجه مسلم (3).
2 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «يُشَمَّتُ العَاطِسُ ثَلاثاً، فَمَا زَادَ فَهْوَ مَزْكُومٌ».
أخرجه ابن ماجه (4).
- ما يفعله عند التثاؤب:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ
فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ». متفق عليه (5).
2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ
فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». أخرجه مسلم (6).
_________
(1) حسن صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (5029)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2745).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6221)، واللفظ له، ومسلم برقم (2991).
(3) أخرجه مسلم برقم (2993).
(4) صحيح/ أخرجه ابن ماجه برقم (3714).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6223)، ومسلم برقم (2994) واللفظ له.
(6) أخرجه مسلم برقم (2995).
(1/333)
9 - آداب عيادة
المريض
- فضل عيادة المريض:
عن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ
عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ».
أخرجه مسلم (1).
- حكم عيادة المريض:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أَمَرَنَا رَسُولُ الله - صلى الله
عليه وسلم - بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ، أَمَرَنَا بِاتِّبَاِع
الجَنَائِزِ، وَعِيَادَةِ المَرِيضِ، وَإجَابَةِ الدَّاعِي، وَنَصْرِ
المَظْلُومِ، وَإبْرَارِ القَسَمِ، وَرَدِّ السَّلامِ، وَتَشْمِيتِ
العَاطِسِ، وَنَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الفِضَّةِ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ،
وَالحَرِيرِ، وَالدِّيْبَاجِ، وَالقَسِّيِّ، وَالاسْتَبْرَقِ. متفق عليه
(2).
- ما يقوله إذا رأى صاحب بلاء:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ رَأَى مُبْتَلَىً فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا
ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً
لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاءُ». أخرجه الطبراني في الأوسط (3).
- أين يقعد العائد:
1 - عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ:
«أَسْلِمْ» فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ
أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ
مِنْ النَّارِ». أخرجه البخاري (4).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2568).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1239)، واللفظ له، ومسلم برقم (2066).
(3) صحيح/ أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (5320)، انظر السلسلة الصحيحة رقم
(2737).
(4) أخرجه البخاري برقم (1356).
(1/334)
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا عَادَ المرِيضَ جَلَسَ عِنْدَ
رَأسِهِ ... . أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1).
- ما يدعو به للمريض عند عيادته:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ
مِرَارٍ: أَسْأَلُ الله العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ
يَشْفِيَكَ إلَّا عَافَاهُ الله مِنْ ذَلِكَ المرَضِ». أخرجه أبو داود
والترمذي (2).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم - إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ:
«أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ
إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»، فَلَمَّا مَرِضَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَثَقُلَ أَخَذْتُ بِيَدِهِ لِأَصْنَعَ بِهِ
نَحْوَ مَا كَانَ يَصْنَعُ، فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي ثُمَّ قَالَ:
«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»
قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ قَدْ قَضَى.
متفق عليه (3).
3 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ... وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُوْدُهُ قَالَ: «لا بَأْسَ
طَهُورٌ إنْ شَاءَ الله». أخرجه البخاري (4).
- عيادة النساء للرجال عند أمن الفتنة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - المَدِينَةَ وُعِكَ أَبُوبَكْرٍ وَبِلالٌ رَضِيَ الله عَنهُمَا
قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟
وَيَا بِلالُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ ... قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ إلَى
رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ
حَبِّبْ إلَينَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ
وَصَحِّحْهَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا وَانْقُلْ حُمَّاهَا
فَاجْعَلْهَا بِالجُحْفَةِ». متفق عليه (5).
_________
(1) صحيح/ أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (546).
(2) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (3106)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2083).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5675)، ومسلم برقم (2191)، واللفظ له.
(4) أخرجه البخاري برقم (3616).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5654)، واللفظ له، ومسلم برقم (1376).
(1/335)
- عيادة المشرك:
عن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدِمُ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: «أسْلِمْ» فَنَظَرَ
إلَى أَبِيْهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أطِعْ أَبَا القَاسِمِ - صلى
الله عليه وسلم - فَأَسْلَمَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ». أخرجه
البخاري (1).
- النفث على المريض:
عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي المَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ
بِالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ،
وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا. متفق عليه (2).
- إرشاد المريض إلى ما ينفعه:
1 - عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أَنَّهُ شَكَا إلَى رَسُولِ
الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعاً يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ
أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ضَعْ يَدَكَ
عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ: بِاسْمِ الله ثَلاثاً،
وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِالله وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا
أَجِدُ وَأُحَاذِرُ». أخرجه مسلم (3).
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ،
أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأنهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ». متفق عليه (4).
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «إنَّ فِي الحَبَّةِ السَّودَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلَّا
السَّامَ». متفق عليه (5).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (1356).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5735)، واللفظ له، ومسلم برقم (2192).
(3) أخرجه مسلم برقم (2202).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5681)، واللفظ له، ومسلم برقم (2205).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5688)، ومسلم برقم (2215) واللفظ له.
(1/336)
- ما يقال من الدعاء عند المريض والميت:
1 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إذَا حَضَرْتُمُ المرِيضَ أَوِ المَيِّتَ فَقُولُوا خَيراً، فَإنَّ
الملائكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ
أَبُو سَلَمَة أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله إنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي وَلَهُ، وَأعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً» قَالَتْ:
فَقُلْتُ. فَأَعْقَبَنِيَ الله مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ مُحَمَّداً -
صلى الله عليه وسلم -. أخرجه مسلم (1).
2 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ ...
-وَفِيهِ- ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ
دَرَجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي
الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ العَالمَينَ، وَافْسَحْ
لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنوِّرْ لَهُ فِيهِ». أخرجه مسلم (2).
- تقبيل الميت:
عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ
قَبَّلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ مَيِّتٌ. أخرجه البخاري
(3).
- صفة رقية المريض:
1 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أَنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانُوا فِي سَفَرٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ
أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَلَمْ يُضِيفُوهُمْ، فَقَالُوا
لَهُمْ: هَلْ فِيكُمْ رَاقٍ، فَإِنَّ سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أَوْ
مُصَابٌ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ، فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ
بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ
غَنَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وَقَالَ: حَتَّى أَذْكُرَ ذَلِكَ
لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَاللهِ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (919).
(2) أخرجه مسلم برقم (920).
(3) أخرجه البخاري برقم (5709).
(1/337)
مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِفَاتِحَةِ
الْكِتَابِ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ»
ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا مِنْهُمْ وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ». متفق
عليه (1).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان
يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ:
«اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَأْسَ، وَاشْفِهِ وَأَنْتَ
الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَماً».
متفق عليه (2).
3 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - يَقُولُ فِي الرُّقْيةِ: «بِاسْمِ الله تُرْبَةُ أَرْضِنَا،
وَرِيقَةُ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بِإذْنِ رَبِّنَا». متفق عليه
(3).
- يأخذ بسبابته من ريق نفسه، ثم يضعها على التراب، ويمسح بما علق بها على
موضع الجرح أو العلة، ويقول هذا الدعاء أثناء المسح.
4 - وعن أبي سعيد رضي الله عنه أَنَّ جِبريلَ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» قَالَ:
بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ
نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، الله يَشْفِيكَ، بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ.
أخرجه مسلم (4).
- ما يفعله المسلم إذا وقع الطاعون في بلد:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم -: «الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي
إسْرَائِيل أوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإذَا سَمِعْتُمْ بِهِ
بِأرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإذَا وَقَعَ بِأرْضٍ وَأنْتُمْ بِهَا
فَلا تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ».
متفق عليه (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2276)، ومسلم برقم (2201)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5743)، واللفظ له، ومسلم برقم (2191).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5746)، واللفظ له، ومسلم برقم (2194).
(4) أخرجه مسلم برقم (2186).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3473)، واللفظ له، ومسلم برقم (2218).
(1/338)
10 - آداب اللباس
- فوائد اللباس:
الأولى: الزينة وستر العورة كما قال سبحانه: {يَابَنِي آدَمَ قَدْ
أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ
التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ
يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف/26].
الثانية: الوقاية مما يضر كما قال سبحانه: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ
تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} [النحل/81].
- أفضل اللباس:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «البِسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ فَإنَّهَا خَيْرُ ثِيَابِكُمْ،
وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوتَاكُمْ». أخرجه أبو داود وابن ماجه (1).
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَان أَحَبُّ الثِّيَابِ إلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَلْبسَهَا الحِبَرَةُ. متفق عليه
(2).
3 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كَانَ أَحَبُّ الثِّيَابِ إلَى
رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - القَمِيصَ. أخرجه أبو داود والترمذي
(3).
- موضع الإزار للرجال والنساء:
1 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إزْرَةُ المُسْلِمِ إلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلا حَرَجَ أَوْ لا
جُنَاحَ فِيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَينِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنَ
الكَعْبَينِ فَهُوَ فِي النَّارِ، مَنْ جَرَّ إزَارَهُ بَطَراً لَمْ
يَنْظُرِ الله إلَيهِ».
أخرجه أبو داود وابن ماجه (4).
2 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «مَنْ جَرَّ ثَوبَهُ خُيلاءَ لَمْ يَنْظُرِ الله إلَيهِ يَومَ
القِيَامَةِ»، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ
بِذُيُولِهِنَّ قَالَ:
_________
(1) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4061)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(1472).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5813)، واللفظ له، ومسلم برقم (2079).
(3) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4025)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1764).
(4) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4093)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3573).
(1/339)
«يُرخِينَ شِبْرًا»، فَقَالَتْ: إذاً
تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعاً لا يَزِدْنَ
عَلَيهِ». أخرجه الترمذي والنسائي (1).
- ما جاء في الإسبال من الوعيد:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا
أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَينِ مِنَ الإزَارِ فَفِي النَّارِ». أخرجه البخاري
(2).
2 - وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ الله يَومَ القِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إلَيهِمْ
وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ
الله - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَ مِرَارٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا
وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «المُسْبِلُ وَالمَنَّانُ
وَالمُنَفِّقُ سِلعَتَهُ بِالحَلَفِ الكَاذِبِ». أخرجه مسلم (3).
3 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: «الإسْبَالُ فِي الإزَارِ وَالقَمِيصِ وَالعِمَامَةِ مَنْ جَرَّ
مِنْهَا شَيئاً خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ الله إلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ».
أخرجه أبو داود والنسائي (4).
- المنهي عنه من اللباس والفُرُش:
1 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «لا تَلْبَسُوا الحَرِيرَ فَإنَّهُ مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا
لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ». متفق عليه (5).
2 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- قال: «حُرِّمَ لِبَاسُ الحَرِيرِ وَالذَّهَبِ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي
وَأُحِلَّ لإنَاثِهِمْ». أخرجه الترمذي والنسائي (6).
3 - وعن البراء رضي الله عنه قال: أَمَرَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - بِسَبْعٍ: عِيادَةِ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الجَنَائِزِ،
وَتَشْمِيتِ العَاطِسِ، وَنَهَانَا عَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ
وَالقَسِّيِّ وَالاسْتَبْرَقِ وَالمَيَاثِرِ الحُمْرِ. متفق عليه (7).
_________
(1) صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (1731)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5336).
(2) أخرجه البخاري برقم (5787).
(3) أخرجه مسلم برقم (106).
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4094)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5334).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5834)، واللفظ له، ومسلم برقم (2069).
(6) صحيح/ أخرجه الترمذي رقم (1720)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5265).
(7) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5849)، واللفظ له، ومسلم برقم (2066).
(1/340)
4 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ
أَرَهُمَا. قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ
بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ،
رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ،
وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا
وَكَذَا». أخرجه مسلم (1).
5 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رَأَى رَسُولُ الله
- صلى الله عليه وسلم - عَلَيَّ ثَوبَينِ مُعَصْفَرَينِ فَقَالَ: «إنَّ
هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ فَلا تَلْبَسْهَا» أخرجه مسلم (2).
6 - وعن حذيفة رضي الله عنه قال: نَهَانَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- أَنْ نَشْرَبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَأَنْ نَأْكُلَ
فِيهَا، وَعَنْ لُبْسِ الحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَأَنْ نَجْلِسَ عَلَيهِ.
أخرجه البخاري (3).
7 - وعن خالد قال: وَفَدَ المِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ لُبُوسِ جُلُودِ
السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا قَالَ: نَعَمْ. أخرجه أبو داود والنسائي
(4).
- ولا يجوز لبس ثياب فيها صليب، أو صورة ذي روح، أو ثياب شهرة.
- المنهي عنه من هيئات المشي واللباس:
1 - قال الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ
الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)} [لقمان/18 - 19].
2 - وقال الله تعالى عن النساء: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ
لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [النور/31].
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نَهَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - عَنْ لِبْسَتَينِ: أَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوبِ
الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ
بِالثَّوبِ الوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى أَحَدِ شِقَّيهِ. أخرجه البخاري (5).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2128).
(2) أخرجه مسلم برقم (2077).
(3) أخرجه البخاري برقم (5837).
(4) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (4131)، وأخرجه النسائي برقم (4255)، وهذا
لفظه.
(5) أخرجه البخاري برقم (5821).
(1/341)
4 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ
تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ، إذْ خَسَفَ الله بِهِ، فَهُوَ
يَتَجَلْجَلُ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ». متفق عليه (1).
5 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَعَنَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ
مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ. أخرجه البخاري (2).
6 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَومٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». أخرجه أحمد وأبو داود (3).
- عدم تبرج النساء باللباس والزينة:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} [الأحزاب/ 59].
2 - وقال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ} [النور/31].
3 - وقال الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا
يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ
ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ
خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)} [النور/60].
- الاهتمام بالزينة والنظافة:
1 - عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- فِي ثَوبٍ دُونٍ فَقَالَ: «أَلَكَ مَالٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «مِنْ
أَيِّ المَالِ؟» قَالَ: قَدْ آتَانِي الله مِنَ الإبِلِ وَالغَنَمِ
وَالخَيلِ وَالرَّقِيقِ. قَالَ: «فَإذَا آتَاكَ الله مَالاً فَلْيُرَ
أَثَرُ نِعْمَةِ الله عَلَيكَ وَكَرَامَتِهِ». أخرجه أبو داود والنسائي
(4).
2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتَاَناَ رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - فَرَأَى رَجُلاً شَعِثاً قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ
فَقَالَ: «أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ»؟ وَرَأَى
رَجُلاً آخَرَ وَعَلَيْهِ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5789)، واللفظ له، ومسلم برقم (2088).
(2) أخرجه البخاري برقم (5885).
(3) حسن/أخرجه أحمد برقم (5114)، وأخرجه أبو داود برقم (4031).
(4) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (4063)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5224).
(1/342)
ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ
هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوبَهُ». أخرجه أبوداود والنسائي (1).
- لباس الرأس:
عن عمرو بن حُريث رضي الله عنه قال: كَأَنِّي أَنْظُرُ إلَى رَسُولِ الله -
صلى الله عليه وسلم - عَلَى المِنْبَرِ وَعَليَه ِعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ،
قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَينَ كَتِفَيهِ. أخرجه مسلم (2).
- ما يقوله إذا لبس ثوباً جديداً ونحوه:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - إذَا اسْتَجَدَّ ثَوباً سَمَّاهُ بِاسْمِهِ: إمَّا قَمِيصاً أَوْ
عِمَامَةً ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوتَنِيهِ،
أَسْأَلُكَ مِن خَيْرِهِ وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: فَكَانَ أَصْحَابُ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوباً جَدِيداً
قِيلَ لَهُ: تُبْلِي وَيُخْلِفُ الله تَعَالَى. أخرجه أبو داود والترمذي
(3).
- ما يُدعى به لمن لبس ثوباً جديداً:
عن أم خالد بنت خالد قالت: أُتِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيْصَةٌ سَودَاءُ فَقَالَ: «مَنْ تَرَونَ نَكْسُوهَا
هَذِهِ الخَمِيصَةَ؟» فَأُسْكِتَ القَومُ. فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ
خَالِدٍ» فَأُتِيَ بِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: «أبْلِي وَأخْلِقِي» مَرَّتَينِ.
أخرجه البخاري (4).
- كيفية لبس النعلين:
1 - عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ
فِي غَزْوَةٍ غَزَوْنَاهَا: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ النِّعَالِ؛ فَإنَّ
الرَّجُلَ لا يَزَالُ رَاكِباً مَا انْتَعَلَ». أخرجه مسلم (5).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأ بِاليَمِينِ، وَإذَا انْتَزَعَ
فَلْيَبْدَأ بِالشِّمَالِ، لِتَكُنِ اليُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ
وآخِرَهُمَا تُنْزَعُ». متفق عليه (6).
_________
(1) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4062)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5236).
(2) أخرجه مسلم برقم (1359).
(3) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4020)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1767).
(4) أخرجه البخاري برقم (5845).
(5) أخرجه مسلم برقم (2096).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5856)، واللفظ له، ومسلم برقم (2097).
(1/343)
- ما ورد في خواتيم الرجال، وأين تُلبس؟:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ
نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ.
متفق عليه (1).
2 - وعن أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ. أخرجه البخاري (2).
3 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لَبِسَ خَاتَمَ فِضَّةٍ فِي يَمِينِهِ، فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، كَانَ
يَجْعَلُ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي كَفَّهُ. أخرجه مسلم (3).
4 - وعن أنس رضي الله عنه قال: صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتماً،
فقال: «إنَّا اتَّخَذْنَا خَاتَماً وَنَقَشْنَا فِيهِ نَقْشاً، فَلا
يَنْقُشْ عَلَيهِ أَحَدٌ» قَالَ: فَإنِّي لأَرَى بَرِيقَهُ فِي خِنْصَرِهِ.
أخرجه البخاري (4).
- ما يباح للنساء لبسه من الذهب:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما: شَهِدتُّ العِيدَ مَعَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبةِ، فَأَتَى النِّسَاءَ
فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الفَتَخَ وَالخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ. متفق
عليه (5).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ
قِلادَةً فَهَلَكَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
رَجُلاً فَوَجَدَهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلاةُ وَلَيسَ مَعَهُمْ مَاءٌ،
فَصَلَّوْا فَشَكَوْا ذَلِكَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -
فَأَنَزْلَ الله آيَةَ التَّيَمُّمِ. متفق عليه (6).
- التواضع في اللباس والفراش:
1 - عن أبي بردة قال: أخْرَجَتْ إلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً وَإزَاراً
غَلِيظاً، فَقَالَتْ: قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي
هَذَيْنِ. متفق عليه (7).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إنَّمَا كَانَ فِراشُ رَسُولِ الله -
صلى الله عليه وسلم -، الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ، أَدَماً حَشْوُهُ لِيفٌ.
أخرجه مسلم (8).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5864)، ومسلم برقم (2089).
(2) أخرجه البخاري برقم (5870).
(3) أخرجه مسلم برقم (2094).
(4) أخرجه البخاري برقم (5874).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5880)، واللفظ له، ومسلم برقم (884).
(6) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (336)، واللفظ له، ومسلم برقم (367).
(7) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5818)، واللفظ له، ومسلم برقم (2080).
(8) أخرجه مسلم برقم (2082).
(1/344)
|