مختصر
الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة
4 - كتاب الأذكار
ويشتمل على ما يلي:
1 - فضائل الأذكار
2 - أنواع الأذكار: وتشمل:
1 - أذكار الصباح والمساء
2 - الأذكار المطلقة
3 - الأذكار المقيدة: وتشمل:
1 - أذكار الأحوال العادية
2 - الأذكار التي تقال في أوقات الشدة
3 - أذكار الأمور العارضة
3 - ما يعتصم به العبد من الشيطان من الأدعية والأذكار
4 - علاج السحر والمس
5 - رقية العين
(1/345)
كتاب الأذكار
1 - فضائل الأذكار
- هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذكر:
النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل الخلق ذكراً للهِ عز وجل، فكان يذكر
الله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، فكلامه كله في ذكر الله وما والاه،
وكان أمره ونهيه وتشريعه ذكراً منه للهِ سبحانه، وكان إخباره عن ربه في
أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه ذكراً منه لربه، وكان حمده لربه وتسبيحه
وتمجيده له، وثناؤه عليه، وسؤاله له، ودعاؤه إياه، وخوفه منه، ورجاؤه إياه
ذكراً منه لربه فصلوات الله وسلامه عليه.
- ذكرت في هذا الباب ما تيسر من الأذكار الشرعية الواردة في القرآن الكريم
والسنة النبوية الصحيحة.
- ذِكْرُ الله عز وجل من أيسر العبادات وأسهلها وأَجَلِّها وأفضلها، فحركة
اللسان أخف حركات الجوارح، وقد رتب الله عليه من الفضل والعطاء ما لم يرتب
على غيره من الأعمال.
- صفة الذكر والدعاء:
الأصل في الذكر والدعاء هو الإسرار، والجهر في الذكر والدعاء استثناء لا
يكون إلا بما ورد به الشرع.
1 - قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ
مِنَ الْغَافِلِينَ (205)} [الأعراف/205].
2 - وقال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ
لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)} [الأعراف/55].
(1/347)
- فوائد ذكر الله عز وجل:
ِذِكْر الله عز وجل له فوائد عظيمة وكثيرة أهمها:
أنه يُرضي الرحمن، ويطرد الشيطان، ويُسهِّل الصعب، ويزيل الشر، ويُذهب
الهمّ والغم عن القلب، ويقوي القلب والبدن، وينوِّر القلب والوجه، ويجلب
الرزق، ويُذهب المخاوف، وهو غراس الجنة.
وذِكْر الله عز وجل يحط الخطايا ويُذهبها، وينجي من عذاب الله، ويزيل
الوحشة بين العبد وربه، ويورث ذكر الله لعبده، ومحبة الله والأنس به،
والإنابة إليه، والقرب منه، وذِكْر الله سبحانه يعطي الذاكر قوة، ويكسوه
جلالة ومهابة ونضرة، وهو سبب لنزول السكينة على الذاكرين، وغشيان الرحمة
لهم، تحفهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده، ويباهي بهم ملائكته، ولذلك
أمرنا الله عز وجل بدوام ذكره.
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)} [الأحزاب/41 - 42].
- الباقيات الصالحات:
الباقيات الصالحات: كل عمل صالح يُرضي الله عز وجل من الأدعية والأذكار
وسائر الطاعات، ومن ذلك:
1 - سبحان الله: معناها تقديس الله وتنزيهه عن العيوب والنقائص، ونفي
الشريك له في ربوبيته وألوهيته، ونفي الشبيه له في أسمائه وصفاته.
2 - الحمد لله: معناها إثبات جميع المحامد له، فهو المحمود في ذاته وأسمائه
وصفاته، وهو المحمود على أفعاله وإنعامه وعلى دينه وشرعه.
3 - لا إله إلا الله: معناها لا معبود بحق إلا الله، فهي تنفي العبادة عن
جميع المخلوقات وتثبتها للهِ وحده لا شريك له.
4 - الله أكبر: معناها إثبات صفات الجلال والعظمة والكبرياء للهِ وحده لا
شريك له.
(1/348)
5 - لا حول ولا قوة إلا بالله: معناها أن
الله وحده صاحب الحول والقوة، فلا يغير الأحوال إلا الله، ولا نتمكن من أي
عمل إلا بمعونة الله.
- فضل ذكر الله تعالى:
1 - قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا
تَكْفُرُونِ (152)} [البقرة/152].
2 - وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ
بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}
[الرعد/28].
3 - وقال الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)} [الأحزاب/35].
4 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «يَقُولُ الله تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا
مَعَهُ إذَا ذَكَرَنِي، فَإنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي
نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ،
وَإنْ تَقَرَّبَ شِبراً إلَيَّ تَقَرَّبْتُ إلَيهِ ذِرَاعاً، وَإنْ
تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إلَيهِ بَاعاً، وَإنْ أَتَانِي
يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».
متفق عليه (1).
5 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ
الحَيِّ وَالمَيِّتِ». أخرجه البخاري (2).
6 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له جمدان. فقال «سِيرُوا هَذَا
جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال:
«الذَّاكِرُونَ الله كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتُ».
أخرجه مسلم (3).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7405)، واللفظ له، ومسلم برقم (2675).
(2) أخرجه البخاري برقم (6407).
(3) أخرجه مسلم برقم (2676).
(1/349)
- فضل مجالس الذكر:
1 - عن الأغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي
الله عنهما أنهما شهدا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا
يَقْعُدُ قَومٌ يَذْكُرُونَ الله عَزَّ وَجَلَّ إلا حَفَّتْهُمُ
الملائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمُ السَّكِينةُ،
وَذَكَرَهُمُ الله فِيْمَنْ عِنْدَهُ». أخرجه مسلم (1).
2 - وعن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على
حلقة من أصحابه فقال: «مَا أَجْلَسَكُمْ»، قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده
على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا. قال: «آلله مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا
ذَاكَ؟»، قالوا: والله! ما أجلسنا إلا ذاك. قال:
«أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ وَلَكِنَّهُ أَتَانِي
جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ
الْمَلَائِكَةَ». أخرجه مسلم (2).
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «إِنَّ لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا
يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِساً فِيهِ
ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ
حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا
تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ». متفق عليه (3).
- ذكر الله تعالى والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم - في كل مجلس:
1 - قال الله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ
تَبْتِيلًا (8)} [المزمل/8].
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا
جَلَسَ قَومٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا الله فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا
عَلَى نَبِيِّهِمْ، إلا كَانَ عَلَيهِمْ تِرَةً، فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ،
وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ». أخرجه أحمد والترمذي (4).
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا
مِنْ قَومٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2700).
(2) أخرجه مسلم برقم (2701).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6408)، ومسلم برقم (2689)، واللفظ له.
(4) صحيح/أخرجه أحمد برقم (9580)، وأخرجه الترمذي برقم (3380)، وهذا لفظه.
(1/350)
لا يَذْكُرُونَ الله فِيهِ إلَّا قَامُوا
عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً». أخرجه أبو داود
والترمذي (1).
- فضل دوام ذكر الله تعالى:
1 - قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا
خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}
[آل عمران/190 - 191].
2 - وقال الله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي
الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} [الجمعة/10].
3 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إنَّ
شرائع الإسلام قد كثرت عَلَيَّ فأخبرني بشيء أَتَشَبَّثُ به قال: «لا
يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله». أخرجه الترمذي وابن ماجه
(2).
4 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأزْكَاهَا عِنْدَ
مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيرٌ لَكُمْ مِنْ
إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا
عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»
قَالُوا: بَلَى قَالَ: «ذِكْرُ الله تعالى». أخرجه الترمذي وابن ماجه (3).
5 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- يَذْكُرُ الله عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ. أخرجه مسلم (4).
_________
(1) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4855)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(3380).
(2) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (3375)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3793).
(3) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (3377)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3790).
(4) أخرجه مسلم برقم (373).
(1/351)
2 - أنواع الأذكار
1 - أذكار الصباح والمساء
- وقت الأذكار:
في الصباح: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وفي المساء: من دخول وقت العصر إلى غروب الشمس، والأمر فيها واسع لمن عرض
له شغل أو نسي.
قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)} [ق/39].
- أذكار الصباح والمساء:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ
مِائةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ بَأَفْضَلَ مِمَّا
جَاءَ بِهِ، إلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيهِ».
أخرجه مسلم (1).
وفي لفظ: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائةَ
مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ». متفق
عليه (2).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ قَالَ: لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ
وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَومٍ مِائَةَ
مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ
حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً
مِنَ الشَّيْطَانِ يَومَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ
أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».
متفق عليه (3).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2692).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6405)، ومسلم برقم (2691) واللفظ له.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6403)، ومسلم برقم (2691)، واللفظ له.
(1/352)
- وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي -
صلى الله عليه وسلم -: «سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ: اللَّهُمَّ
أَنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي، وَأَنَا عَبْدُكَ،
وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ
بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ»
قَالَ: «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا فَمَاتَ مِنْ
يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ
قَالَهَا مِنَ اللَّيلِ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ
يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ». أخرجه البخاري (1).
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كَانَ نَبِيُّ الله - صلى الله
عليه وسلم - إذَا أَمْسَى قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ للهِ،
وَالحَمْدُ للهِ، لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيرِ هَذِهِ اللَّيلَةِ، وَخَيرِ مَا
فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ
إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالهَرَمِ، وَسُوءِ الكِبَرِ،
وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ القَبْرِ». وَإذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ
أَيْضاً «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ للهِ ... الخ».
أخرجه مسلم (2).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- إذَا أَصْبَحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا،
وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإلَيكَ النُّشُورُ»، وإذَا أَمْسَى
قَالَ: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا،
وَبِكَ نَمُوتُ، وَإلَيكَ المَصِيرُ». أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو
داود (3).
- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سأل
النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: يا رسول الله علِّمني ما أقول إذا
أصبحت وإذا أمسيت، فقال: «يا أبَا بَكْرٍ قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ
السَّمَاوَات ِوَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ
شَيْءٍ وَمَلِيْكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ
الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً أَوْ
أَجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ». أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6306).
(2) أخرجه مسلم برقم (2723).
(3) صحيح/أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1234)، وأخرجه أبو داود برقم
(5068).
(4) صحيح/أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1239) وهذا لفظه، وأخرجه
الترمذي برقم (3529).
(1/353)
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يمسي، وحين
يصبح: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيةَ فِي
دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي،
وَآمِنْ رَوْعَاتِي، وَاحْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي،
وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوقِي، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ
أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي». أخرجه أبو داود وابن ماجه (1).
- وعن أبي عياش رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ قَالَ إذَا أَصْبَحَ لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،
لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ
لَهُ عِدْلُ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ
حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ
دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإنْ
قَالَهَا إذَا أَمْسَى، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ». أخرجه
أبو داود وابن ماجه (2).
- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَومٍ وَمَسَاءِ
كُلِّ لَيْلَةٍ: بِاسْمِ الله الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي
الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاثَ
مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ». أخرجه الترمذي وابن ماجه (3).
- وعن عبد الله بن أبزى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذَا أَصْبَحَ وَإذَا أَمْسَى: «أَصْبَحْنَا عَلَى
فِطْرَةِ الإسْلامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإخْلاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ
حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المشْرِكِينَ». أخرجه أحمد والدارمي
(4).
_________
(1) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (5074)، وأخرجه ابن ماجه برقم (3871)، وهذا
لفظه.
(2) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (5077)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3867).
(3) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (3388)، وأخرجه ابن ماجه برقم (3869)، وهذا
لفظه.
(4) صحيح/أخرجه أحمد برقم (15434) وهذا لفظه، وأخرجه الدارمي برقم (2588).
(1/354)
- وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه كان له
جُرْنٌ من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام
المحتلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جنيّ أو إنسيّ؟ قال:
لا، بل جني ... -وفيه- فقال أُبيّ: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي
في سورة البقرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
... من قالها حين يمسي أُجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح أُجير منا
حتى يمسي، فلما أصبح أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له،
فقال: «صَدَقَ الخَبِيْثُ». أخرجه الحاكم والطبراني (1).
- وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَا
مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حِينَ يُمْسِي أَوْ
يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالإسْلامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ
نَبِيّاً، إلَّا كَانَ حَقّاً عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُرْضِيَهُ
يَومَ القِيَامَةِ». أخرجه أحمد وأبو داود (2).
- وعن معاذ بن عبد الله عن أبيه قال: أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ
فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لِيُصَلِّيَ بِنَا ...
فَخَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِيُصَلِّيَ بِنَا فَقَالَ:
«قُلْ» فَقُلْتُ مَا أَقُولُ: قَالَ: «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ،
وَالمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلاثاً يَكْفِيكَ
كُلَّ شَيْءٍ». أخرجه الترمذي والنسائي (3).
- وعن أبي مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ
للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيرَ هَذَا اليَومِ
فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إذَا أَمْسَى
فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ». أخرجه أبو داود (4).
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لفاطمة: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوْصِيكِ بِهِ؟ أَنْ تَقُولِي
إذَا أَصْبَحْتِ وَإذَا أَمْسَيتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ
أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إلَى نَفْسي
طَرْفَةَ عَينٍ».
_________
(1) صحيح/أخرجه الحاكم برقم (2064)، وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 201).
(2) حسن/أخرجه أحمد برقم (23499)، وهذا لفظه، وأخرجه أبوداود برقم (5072).
(3) حسن/أخرجه الترمذي برقم (3575)، وأخرجه النسائي برقم (5428)، وهذا
لفظه.
(4) حسن/أخرجه أبو داود برقم (5084).
(1/355)
أخرجه النسائي في الكبرى والحاكم (1).
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: حَسْبِيَ الله لا إلَهَ إلَّا
هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَبْعَ
مَرَّاتٍ، كَفَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ مِنَ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ». أخرجه ابن السني (2).
- ما يقول صباحاً:
وعن جويرية رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من عندها
بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال:
«ما زِلْتِ عَلى الحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْها؟» قالت: نعم، قال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ
ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ
لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا
نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ».
أخرجه مسلم (3).
- ما يقول مساء:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه
وسلم - فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: «أَمَا
لَو قُلْتَ حِينَ أَمْسَيتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ
شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ». أخرجه مسلم (4).
- ما يقول ليلاً:
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي
لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». متفق عليه (5).
_________
(1) صحيح/أخرجه النسائي في السنن الكبرى رقم (10405)، وأخرجه الحاكم برقم
(2000)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (227).
(2) صحيح/أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (71).
(3) أخرجه مسلم برقم (2726).
(4) أخرجه مسلم برقم (2709).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4008)، واللفظ له، ومسلم برقم (807)
(1/356)
2 - الأذكار المطلقة
- أوردت في هذا الباب فضائل التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير،
والاستغفار ونحوها من الأذكار المشروعة في كل وقت.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم
-: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي
الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَن: ِ سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ». متفق عليه (1).
- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «أَحَبُّ الكَلامِ إلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ
للهِ، وَلا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ
بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ». أخرجه مسلم (2).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَلا إلَهَ إلَّا
اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيهِ
الشَّمْسُ». أخرجه مسلم (3).
- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإيْمَانِ، وَالحَمْدُ للهِ تَمْلأُ
المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ أَوْ تَمْلأُ مَا
بَينَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ
بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيكَ،
كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَايِعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُهَا أَوْ
مُوْبِقُهَا».
أخرجه مسلم (4).
- وعن أبي ذر رضي الله عنه أَنْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
سُئِلَ أَيُّ الكَلامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَى الله لِمَلائِكَتِهِ
أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ». أخرجه مسلم (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6682)، واللفظ له، ومسلم برقم (2694).
(2) أخرجه مسلم برقم (2137).
(3) أخرجه مسلم برقم (2695).
(4) أخرجه مسلم برقم (223).
(5) أخرجه مسلم برقم (2731).
(1/357)
- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:
كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟» فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ
جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ:
«يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أوْ
يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ». أخرجه مسلم (1).
وفي لفظ: «تُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، وَتُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ
سَيِّئَةٍ». أخرجه أحمد والترمذي (2).
- وعن جابر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ قَالَ
سُبْحاَنَ الله العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي
الجَنَّةِ». أخرجه الترمذي (3).
- وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «مَنْ قَالَ لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ
المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ
مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ
إسْمَاعِيلَ». أخرجه مسلم (4).
- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلَى رَسُولِ
الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلاماً أَقُولُه: قال:
«قُلْ لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، الله أَكْبَرُ
كَبِيراً، وَالحَمْدُ للهِ كَثِيراً، سُبْحَانَ الله رَبِّ العَالَمِينَ،
لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِالله العَزِيزِ الحَكِيمِ» قَالَ: فَهَؤلاءِ
لِرَبِّي فَمَا لِي؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي
وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي». أخرجه مسلم (5).
- وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ
تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ
صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدَقَةٌ،
وَنَهْيٌ عَنِ المنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2698).
(2) صحيح/أخرجه أحمد برقم (1496)، وأخرجه الترمذي برقم (3463)، وهذا لفظه.
(3) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (3465)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (64).
(4) أخرجه مسلم برقم (2693).
(5) أخرجه مسلم برقم (2696).
(1/358)
مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا من
الضُّحَى». أخرجه مسلم (1).
- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «مَنْ قَالَ: رَضِيْتُ بِالله رَبّاً، وَبِالإسْلامِ دِيناً،
وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ». أخرجه مسلم وأبو داود
(2).
- وعن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: «يَا
عبْدَالله بْنَ قَيسٍ أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ
الجَنَّةِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: «قُلْ: لا حَولَ
وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ». متفق عليه (3).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «وَالله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إلَيهِ فِي اليَومِ
أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً». أخرجه البخاري (4).
- وعن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله فِي اليَومِ
مِائَةَ مَرَّةٍ». أخرجه مسلم (5).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيهِ عَشْراً». أخرجه مسلم
(6).
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلَهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ
القَيُّومُ وَأَتُوبُ إلَيهِ ثلاثاً، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإنْ كَانَ
فَارّاً مِنَ الزَّحْفِ». أخرجه الحاكم (7).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (720).
(2) أخرجه مسلم برقم (1884)، وأخرجه أبو داود برقم (1529)، وهذا لفظه.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6384)، ومسلم برقم (2704) واللفظ له.
(4) أخرجه البخاري برقم (6307).
(5) أخرجه مسلم برقم (2702).
(6) أخرجه مسلم برقم (408).
(7) صحيح/أخرجه الحاكم برقم (2550)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (2727).
(1/359)
3 - الأذكار المقيدة
1 - أذكار الأحوال العادية
- ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً وما يقال له:
1 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله
عليه وسلم - إذَا اسْتَجَدَّ ثَوباً سَمَّاه بِاسْمِهِ: إمَّا قَمِيصاً
أَوْ عِمَامَةً ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ
كَسَوْتَنِيْهِ أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ، وَخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ، وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ». قَالَ أَبُو
نَضْرَةَ: فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا
لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوباً جَدِيداً قِيلَ لَهُ: تُبْلِي وَيُخْلِفُ الله
تَعَالَى. أخرجه أبو داود والترمذي (1).
2 - وعن أم خالد رضي الله عنها قالت: أُتِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - بِثِيَابٍ فِيهَا خَميصَةٌ سَودَاءُ فَقَالَ: «مَنْ تَرَونَ
نَكْسُوهَا هَذِهِ الخَميصَةَ؟» فَأُسْكِتَ القَومُ فَقَالَ: «ائْتُونِي
بِأُمِّ خَالِدٍ» فَأُتِيَ بِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: «أبْلِي وَأخْلِقِي» مَرَّتينِ،
فَجَعَلَ يَنْظُرُ إلَى عَلَمِ الخَميصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إلَيَّ،
وَيَقُولُ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنا» أي: حسن. أخرجه البخاري (2).
- ما يقول عند دخول البيت:
عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذَا
دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ الله عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ
طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ، لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإذَا
دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ
أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وَإذَا لَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ
أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ». أخرجه مسلم (3).
- ما يقول عند الخروج من البيت:
1 - عن أم سلمة رضي الله عنها أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان
إذا خَرج مِنْ بَيْتِه قَالَ: «بسم الله
_________
(1) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (4020)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1767).
(2) أخرجه البخاري برقم (5845).
(3) أخرجه مسلم برقم (2018).
(1/360)
تَوكّلت عَلى الله اللَّهُمَّ إنّا نعُوذُ
بِكَ من أَنْ نزِلَّ أَوْ نضِلَّ، أَوْ نظْلِمَ أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ
نجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَينا». أخرجه الترمذي والنسائي (1).
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«إذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِاسْمِ الله، تَوَكَّلْتُ
عَلَى الله، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ» قَالَ: «يُقَالُ
حِينَئِذٍ هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ،
فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ
وَوُقِيَ». أخرجه أبو داود والترمذي (2).
- ما يقول إذا أراد دخول الخلاء:
عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء
قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائِثِ». متفق
عليه (3).
- ما يقول إذا خرج من الخلاء:
عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
إذَا خَرَجَ مِنَ الغَائِطِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ». أخرجه أبو داود والترمذي
(4).
- ما يقول عند دخول المسجد والخروج منه:
1 - «اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» أخرجه مسلم (5).
2 - «أَعُوذُ بِالله العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ
القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ». أخرجه أبو داود (6).
وَإذَا خَرَجَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» أخرجه
مسلم (7).
_________
(1) صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (3427)، وهذا لفظه، وأخرجه النسائي برقم
(5486).
(2) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (5095)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(3426).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (142)، ومسلم برقم (375)
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (30)، وأخرجه الترمذي برقم (7).
(5) أخرجه مسلم برقم (713).
(6) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (466).
(7) أخرجه مسلم برقم (713).
(1/361)
- ما يقول حين يسمع الأذان:
1 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا
يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً
صَلَّى الله عَلَيهِ بِهَا عَشْراً، ثُمَّ سَلُوا الله لِيَ الوَسِيلَةَ
فَإنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِنْ
عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ
الوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ». أخرجه مسلم (1).
2 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لا
إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً،
وَبِالإسْلامِ دِيناً، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ». أخرجه مسلم (2).
3 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ
هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً
الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِي
وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَومَ القِيَامَةِ». أخرجه البخاري
(3).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (384).
(2) أخرجه مسلم برقم (386).
(3) أخرجه البخاري برقم (614).
(1/362)
2 - الأذكار التي
تقال في أوقات الشدة
- ما يقول عند الكرب:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: «لا إلَهَ إلَّا الله العَظِيمُ الحَلِيمُ،
لا إلَهَ إلَّا الله رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا الله رَبُّ
السَّماَوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَريمِ». متفق عليه
(1).
3 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: «لا
إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» فإنه
لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجَابَ الله
لَهُ». أخرجه الترمذي (2).
- ما يقول إذا راعه شيء:
عن ثوبان رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إذَا
رَاعَهُ شَيْءٌ قَالَ: «هُوَ الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً». أخرجه
النسائي في عمل اليوم والليلة (3).
- ما يقول إذا أصابه هَمّ أو حزن:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حُزْنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ
إنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ،
مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ
هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِن
خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي
عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرآنَ رَبِيعَ قَلْبِي،
وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6346)، ومسلم برقم (2730).
(2) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (3505).
(3) صحيح/أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم (657)، انظر «السلسلة
الصحيحة» رقم (2070).
(1/363)
هَمِّي، إلَّا أَذْهَبَ الله هَمَّهُ
وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحَاً» قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ
الله ألا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ: «بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ
يَتَعَلَّمَهَا». أخرجه أحمد (1).
- ما يقول إذا خاف قوماً:
1 - «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ». أخرجه مسلم (2).
2 - «اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ
شُرُورِهِمْ».أخرجه أحمد
وأبو داود (3).
- ما يقول عند لقاء العدو:
1 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - إذَا غَزَا قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي بِكَ
أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ». أخرجه أبو داود والترمذي (4).
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
قَالَهَا إبرَاهِيمُ عَلَيهِ السَّلامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ،
وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ قَالُوا: {إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
أخرجه البخاري (5).
- ما يقول إذا لحقه العدو:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه
وسلم - إِلَى المدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ
شَيْخٌ يُعْرَفُ وَنَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَابٌّ لَا
يُعْرَفُ، قَالَ فَيَلْقَى الرَّجُلُ
أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ
_________
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (3712)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (199).
(2) أخرجه مسلم برقم (3005).
(3) صحيح/أخرجه أحمد برقم (19958)، وأخرجه أبو داود برقم (1537)، وهذا
لفظه.
(4) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (2632)، وأخرجه الترمذي برقم (3584).
(5) أخرجه البخاري برقم (4563).
(1/364)
يَهْدِينِي السَّبِيلَ، قَالَ فَيَحْسِبُ
الْحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ وَإِنَّمَا يَعْنِي
سَبِيلَ الخَيْرِ، فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ
لَحِقَهُمْ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا،
فَالْتَفَتَ نَبِيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: «اللَّهُمَّ
اصْرَعْهُ» فَصَرَعَهُ الْفَرَسُ ثُمَّ قَامَتْ ُتحَمْحِمُ. أخرجه البخاري
(1).
- ما يقول عند طلب النصر على العدو:
«اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ وَهَازِمَ
الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ». متفق عليه (2).
- ما يقول من الدعاء على مَنْ ظلم المسلمين:
1 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - يَومَ الخَنْدَقِ فَقَالَ: «مَلأَ الله قُبُورَهُمْ
وَبُيُوتَهُمْ نَاراً كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الوُسْطَى حَتَّى
غَابَتِ الشَّمْسُ». متفق عليه (3).
2 - «اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا
عَلَيهِمْ سِنِينَ كَسِنِيِّ يُوسُفَ». متفق عليه (4).
- ما يقول إذا غلبه أمر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إلَى الله مِنَ المُؤْمِنِ
الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،
وَاسْتَعِنْ بِالله وَلا تَعْجَزْ، وَإنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ:
لَو أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا،
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (4563).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2966)، ومسلم برقم (1742).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6396) واللفظ له، ومسلم برقم (627).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1006)، ومسلم برقم (675) واللفظ له.
(1/365)
وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ
فَعَلَ، فَإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». أخرجه مسلم (1).
- ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً:
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ
فَيُصَلِّي رَكْعَتَينِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ الله إلَّا غَفَرَ الله لَهُ»،
ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إلى آخر الآية. أخرجه أبو داود والترمذي
(2).
- ما يقول من عليه دين عجز عنه:
1 - عن علي رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَباً جَاءَهُ فَقَالَ: إنِّي قَدْ
عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي قَالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ
عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَوْ كَانَ عَلَيْكَ
مِثْلُ جَبَلِ ثَبِيرٍ دَيْناً أَدَّاهُ الله عَنْكَ؟ قال: قُلْ:
«اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغَنِنِي بِفَضْلِكَ
عَمَّنْ سِوَاكَ». أخرجه أحمد والترمذي (3).
2 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ،
وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّينِ
وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». أخرجه البخاري (4).
- ما يقول من أصابته نكبة صغيرة أو كبيرة:
1 - قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة/155 - 157].
2 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2664).
(2) صحيح/أخرجه أبو داود برقم (1521)، وأخرجه الترمذي برقم (3006).
(3) حسن/أخرجه أحمد برقم (1319)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (266)، وأخرجه
الترمذي برقم (3563).
(4) أخرجه البخاري برقم (6369).
(1/366)
تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إنَّا للهِ
وَإنَّا إلَيهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أَجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي،
وَأَخْلِفْ لِي خَيراً مِنْهَا إلَّا أَجَرَهُ الله فِي مُصِيبَتِهِ
وَأَخْلَفَ لَهُ خَيراً مِنْهَا».
أخرجه مسلم (1).
- ما يقول لطرد الشيطان ووساوسه:
1 - قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}
[فصلت/36].
2 - الأذان، المحافظة على الأذكار، تلاوة القرآن، آية الكرسي، ونحو ذلك مما
سيأتي إن شاء الله.
- ما يقول عند الغضب:
عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه قال: اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ
صَاحِبَهُ مُغْضَباً قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: «إنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَو قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا
يَجِدُ، لَو قَالَ: أَعُوذُ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .. ».
متفق عليه (2).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (918).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6115) واللفظ له، ومسلم برقم (2610).
(1/367)
3 - أذكار الأمور
العارضة
- ما يقول عند القيام من المجلس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ
يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ،
أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ،
إلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ». أخرجه أحمد والترمذي
(1).
- ما يقول إذا سمع صياح الديكة، ونهيق الحمير، ونباح الكلاب:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: «إذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا الله مِنْ
فَضْلِهِ، فَإنَّهَا رَأَتْ مَلَكاً، وَإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ
فَتَعَوَّذُوا بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ فَإنَّهَا رَأَتْ شَيْطَاناً».
متفق عليه (2).
2 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: «إذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الكِلابِ، وَنَهِيقَ الحُمُرِ
بِاللَّيلِ فَتَعَوَّذُوْا بِالله، فَإنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لا تَرَوْنَ».
أخرجه أحمد وأبو داود (3).
- ما يقول إذا رأى مبتلى بمرض أو غيره:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ رَأَى مُبْتَلَىً فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا
ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً
لَمْ
_________
(1) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (10420)، وأخرجه الترمذي برقم (3433)، وهذا
لفظه.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3303) واللفظ له، ومسلم برقم (2729).
(3) صحيح/أخرجه أحمد برقم (14334)، وأخرجه أبو داود برقم (5103)، وهذا
لفظه.
(1/368)
يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاءُ». أخرجه الطبراني
في الأوسط (1).
- ما يقول لمن نُصح ثم استكبر:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ الله
- صلى الله عليه وسلم - بِشِمَالِهِ فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِيْنِكَ» قَالَ:
لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لا اسْتَطَعْتَ» مَا مَنَعَهُ إلَّا الكِبْرُ،
قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إلَى فِيْهِ. أخرجه مسلم (2).
- ما يقول إذا شرع في إزالة المنكر:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - مَكَّةَ وَحَوْلَ البَيْتِ ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُباً،
فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: «{جَاءَ
الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ}». متفق عليه (3).
- ما يقوله لمن صنع إليه معروفاً:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
دَخَلَ الخَلاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وُضُوءاً، قَالَ: «مَنَ وَضَعَ هَذَا؟»
فَأُخْبِرَ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». متفق عليه (4).
2 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «مَنْ صُنِعَ إلَيهِ معْرُوفٌ فقال لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ الله
خَيراً، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ».أخرجه الترمذي (5).
3 - وعن عبد الله بن أبي ربيعة رضي الله عنه قال: اسْتَقْرَضَ مِنِّي
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْبَعِينَ
_________
(1) صحيح/أخرجه الطبراني في الأوسط برقم (5320)، انظر السلسلة الصحيحة رقم
(2737).
(2) أخرجه مسلم برقم (2021).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2478) واللفظ له، ومسلم برقم (1781).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (143) واللفظ له، ومسلم برقم (2477).
(5) صحيح/أخرجه الترمذي برقم (2035).
(1/369)
أَلْفاً فَجَاءَهُ مَالٌ فَدَفَعَهُ إلَيَّ
وَقَالَ: «بَارَكَ الله لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ
السَّلَفِ الحَمْدُ وَالأَدَاءُ». أخرجه النسائي وابن ماجه (1).
- ما يقوله إذا رأى الباكورة من الثمر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كَانَ النَّاسُ إذَا رَأَوْا أَوَّلَ
الثَّمَرِ جَاؤُوْا بِهِ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإذَا
أَخَذَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ
لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِيْنَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا
فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا ... » قَالَ: ثُمَّ يَدْعُو
أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ. أخرجه مسلم (2).
- ما يفعله إذا أتاه أمر يسره:
عن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ
إذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ يُسَرُّ بِهِ خَرَّ سَاجِداً شُكْراً
للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. أخرجه الترمذي وابن ماجه (3).
- ما يقال عند التعجب والسرور:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ المَدِيْنَةِ وَهُوَ جُنُبٌ
فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - فَلَمَّا جَاءَهَ قَالَ: «أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيرَةَ؟»
قَالَ: يَا رَسُولَ الله لَقِيْتَنِي وأَنَاَ جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ
أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم
-: «سُبْحَانَ الله إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ». متفق عليه (4).
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما -وفيه- .. قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ الله:
أَطَلَّقْتَ
_________
(1) حسن/أخرجه النسائي برقم (4683)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(2424).
(2) أخرجه مسلم برقم (1373).
(3) حسن/ أخرجه الترمذي برقم (1578)، وأخرجه ابن ماجه برقم (1394)، وهذا
لفظه.
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (283)، ومسلم برقم (371) واللفظ له.
(1/370)
نِسَاءَكَ، فَرَفَعَ إلَيَّ بَصَرَهُ
فَقَالَ: «لا» فَقُلْتُ: الله أَكْبَرُ ... متفق عليه (1).
- ما يقول إذا هاجت الريح:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عصفت
الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا،
وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا
فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ». أخرجه مسلم (2).
- ما يقول إذا رأى السحاب والمطر:
1 - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا
رأى المطر قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا». أخرجه البخاري (3).
2 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ
إذا رأى سَحَاباً مُقبلاً من أُفُقٍ منَ الآفاقِ ترَكَ ما هُوَ فيه وإنْ
كانَ في صَلاتِهِ حَتَّى يَسْتَقْبِلَهُ فيقُولُ: «اللَّهُمَّ إنَّا
نَعُوذُ بكَ من شَرّ مَا أُرْسِلَ بِهِ» فإنْ أمطَرَ قالَ: «اللَّهُمَّ
سَيْباً نَافِعاً» مَرَّتْينِ أو ثلاثةً، وإنْ كَشَفَهُ الله عزَّ وجلَّ
ولمْ يُمطِرْ حَمِدَ الله على ذَلكَ. أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن
ماجه (4).
- ما يقوله بعد نزول المطر
«مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ». متفق عليه (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5191) واللفظ له، ومسلم برقم (1479).
(2) أخرجه مسلم برقم (899).
(3) أخرجه البخاري برقم (1032).
(4) صحيح/ أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (707)، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3889).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1038)، ومسلم برقم (71).
(1/371)
- ما يقول من الدعاء لخادمه:
عن أنس رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله خادمك ادع الله له، فقال:
«اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا
أَعْطَيْتَهُ». متفق عليه (1).
- ما يقول إذا أراد مدح مسلم:
عن أبي بكرة رضي الله عنه -وفيه- .. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ:
أَحْسِبُ فُلاناً، وَالله حَسِيْبُهُ، وَلا أُزَكِّي عَلَى الله أَحَداً،
أَحْسِبُهُ -إنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَاكَ- كَذَا وَكَذَا». متفق عليه (2).
- ما يقول إذا زُكِّي:
عن عدي بن أرطأة قال: كان الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا
زُكي قال: اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا
لا يَعْلَمُونَ. أخرجه البخاري في الأدب المفرد (3).
- ما يقول من أراد المال والولد:
قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11)
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} [نوح / 10 - 12].
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6344) واللفظ له، ومسلم برقم (660).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (2662)، ومسلم برقم (3000) واللفظ له.
(3) صحيح/أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (782).
(1/372)
3 - ما يعتصم به
العبد من الشيطان من الأدعية والأذكار
- الأمراض: أنواعها وعلاجها:
الأمراض نوعان: أمراض القلوب، وأمراض الأبدان، وأمراض القلوب نوعان:
1 - مرض شبهة كما قال الله عز وجل عن المنافقين: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ (10)} [البقرة/10].
2 - مرض شهوة كما قال الله عز وجل لأمهات المؤمنين: {فَلَا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب/32].
أما أمراض الأبدان فهو ما يصيبها من الأدواء والعلل.
وطب القلوب يعرف بواسطة الرسل عليهم الصلاة والسلام فقط، فإنه لا صلاح
للقلوب إلا أن تكون عارفة بربها وفاطرها، وبأسمائه وصفاته، وأفعاله وشرعه،
مُؤْثِرة لمرضاته ومحابه، متجنبة لمناهيه ومساخطه.
وطب الأبدان نوعان: نوع فطر الله عليه الحيوان ناطقه وبهيمه فهذا لا يحتاج
إلى طبيب كطب الجوع والعطش والتعب تعالج بأضدادها، ونوع يحتاج إلى فكر
وتأمل وعلاجه يكون بالأدوية الطبيعية، أو الإلهية، أو بهما معاً.
- أمراض القلب:
مرض القلب خروجه عن صحته واعتداله، فإن صحته أن يكون عارفاً بالحق، محباً
له، مُؤْثِراً له على غيره، فمرضه إما بالشك فيه، وإما بإيثار غيره عليه،
فمرض المنافقين مرض شك وشبهة، ومرض العصاة مرض شهوة، وللقلب أمراض أخرى من
الرياء، والكبر، والعجب، والحسد، والفخر، والخيلاء وحب الرئاسة والعلو في
الأرض، وهذه الأمراض مركبة ومتولدة من مرضي الشبهة والشهوة نسأل الله الصحة
والعافية.
(1/373)
- دفع شرور
شياطين الإنس والجن:
1 - أمر الله بمصانعة العدو الإنسي وملاطفته والإحسان إليه ليرده عنه طبعه
الطيب الأصل إلى الموالاة وكريم الأخلاق، فقال سبحانه: {وَلَا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا
الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو
حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} ... [فصلت/34 - 35].
2 - وأمر الله عز وجل بالاستعاذة بالله من العدو الشيطاني الذي لا يقبل
مصانعة ولا إحساناً، بل طبعه إغواء بني آدم وعداوتهم، فقال سبحانه:
{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} [فصلت/36].
- المَلَك والشيطان يتعاقبان على قلب ابن آدم تعاقب الليل والنهار، فمن
الناس من يكون ليله أطول من نهاره، ومنهم من يكون نهاره أطول من ليله،
ومنهم من يكون زمانه كله ليلاً، ومنهم من يكون زمانه كله نهاراً، وللملك
بقلب ابن آدم لَمَّة، وللشيطان لَمَّة، وما أَمَر الله بأمرٍ إلا وللشيطان
فيه نزغتان: فإما إلى غلو ومجاوزة، وإما إلى تفريط وتقصير.
- عداوة الشيطان لبني آدم:
اختص الله عز وجل المخلوقات المكلفة وهي الإنس والجن بثلاث نعم أساسية وهي:
العقل، والدين، وحرية الاختيار، وإبليس أول من أساء استخدام هذه النعم
بتمرده على أمر ربه، بل أصر على العصيان، وطلب الإمهال إلى يوم البعث
لاستغلال هذه النعم أسوأ استغلال بإغواء بني آدم، وتزيين المعاصي لهم
ليتبعوه إلى النار.
1 - قال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ
عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
(6)} [فاطر/6].
2 - وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ
(5)} [يوسف/5].
3 - وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «إنَّ عَرْشَ إبْلِيسَ
(1/374)
عَلَى البَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ
فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً».
أخرجه مسلم (1).
- مظاهر عداوة الشيطان:
عداوة الشيطان للإنسان أشكال وألوان يعرضها على بني آدم بصور مختلفة:
فمنها: إغواء بني آدم وتزيين الشرور والآثام لهم، ثم يتبرأ منهم.
ومنها: إغواء بني آدم بالوسوسة في العمل.
ومنها: أنه يضل بني آدم ويَعِدُهم ويُمنِّيهم وينزغ بينهم.
ومنها: أنه يَؤُزُّهم إلى المعاصي وسائر المحرمات.
ومنها: أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها يمنعه منها، ويثبطه، ويَعُوقه،
ويخوِّفه.
ومنها: أنه يسعى في التحريش بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم.
ومنها: إثارة الحسد والغل في قلوبهم.
ومنها: إيذاؤهم بأنواع الشرور والأسقام، وصدهم عن سبيل الله بكل ما يقدر
عليه.
ومنها: أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح، ويعقد على رأسه عقداً
تمنعه من اليقظة.
فمن سمع للشيطان وأطاعه، وانقاد له، صار من حزبه، وحُشر معه في النار، ومن
أطاع ربه، وعصى الشيطان، حفظه منه، وأدخله الجنة.
1 - قال الله تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ
ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ
الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} [المجادلة/19].
2 - وقال الله تعالى: {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ
جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ
اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ
وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2813).
(1/375)
الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ
وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} [الإسراء/63 -
65].
3 - وعن سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «إنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بَأَطْرُقِهِ،
فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإسلاِم، فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ
وَدِينَ آبَائِكَ وآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ.
ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ
أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ، وَإنَّمَا مَثَلُ المُهَاجِرِ كَمَثَلِ الفَرَسِ فِي
الطِّوَلِ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ.
ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَهُوَ جُهْدُ
النَّفْسِ وَالماَلِ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ المَرْأَةُ،
وَيُقْسَمُ المَالُ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ» فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله
عليه وسلم -: «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّاً عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ
أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ .. ». أخرجه أحمد والنسائي (1).
- سبل الشيطان:
السبل التي يسلكها الإنسان أربعة: اليمين والشمال، والأمام والخلف، وأي
سبيل سلكها الإنسان من هذه وجد الشيطان عليها رصداً له.
فإن سلكها العبد في طاعة وجد الشيطان عليها يثبطه عنها ويبطئه ويعوقه.
وإن سلكها في معصية وجده عليها حاملاً له وخادماً ومعيناً ومزيناً.
قال الله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}
[الأعراف/ 16 - 17].
- مداخل الشيطان:
المداخل التي يأتي الشيطان من قِبلها إلى الإنسان ثلاثة: الشهوة، والغضب،
والهوى، فالشهوة بهيمية، وبها يصير الإنسان ظالماً لنفسه، ومن نتائجها
_________
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (16054)، انظر السلسلة الصحيحة رقم (2979)،
وأخرجه النسائي برقم (3134)، وهذا لفظه.
(1/376)
الحرص والبخل.
والغضب سبعية، وهو آفة أعظم من الشهوة، وبالغضب يصير الإنسان ظالماً لنفسه
ولغيره، ومن نتائجه العجب والكبر.
والهوى شيطانية، وهو آفة أعظم من الغضب، وبالهوى يتعدى ظلمه إلى خالقه
بالشرك والكفر، ومن نتائجه الكفر والبدعة، وأكثر ذنوب الخلق بهيمية؛ لعجزهم
عن غيرها، ومنها يدخلون إلى بقية الأقسام.
- خطوات الشيطان:
جميع الشرور في العالم الشيطان هو السبب فيها، ولكن ينحصر شره في سبع
خطوات، لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحداً أو أكثر:
فأول وأعظم شر يريده من العبد شر الكفر والشرك وعداوة الله ورسوله - صلى
الله عليه وسلم -. فإن يئس منه نقله إلى شر البدعة وهي الثانية.
فإن عجز عنه نقله إلى شر الكبائر على اختلافها وهي الثالثة.
فإن عجز عنه نقله إلى شر الصغائر وهي الرابعة.
فإن عجز عنه أشغله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب عن الطاعات
والواجبات وهي الخامسة.
فإن عجز عنه أشغله بالعمل المفضول عن الفاضل كإشغاله بالنوافل حتى تفوت
الفرائض وهكذا وهي السادسة.
فإن عجز عنه سلط عليه حزبه من شىطين الإنس والجن بأنواع الأذى؛ ليشغله
ويشوِّش عليه، فالمؤمن لا يزال في جهاد حتى يلقى الله، نسأل الله العون
والثبات.
- ما يعتصم به العبد من الشيطان:
يتحصن العبد من الشيطان ويحترز من شره بما ورد في القرآن الكريم وثبت في
السنة النبوية الصحيحة من الأدعية والأذكار، وفيهما الشفاء والرحمة والهدى
والعصمة من جميع الشرور في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى، ومن ذلك:
(1/377)
الحرز الأول: الاستعاذة بالله العظيم، فقد
أمر الله عز وجل رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يستعيذ بالله من الشيطان
على وجه العموم، وعند قراءة القرآن، وعند الغضب، وعند الوسوسة، وعند
الحُلْم المكروه على وجه الخصوص.
1 - قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)}
[فصلت/36].
2 - وقال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ
مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)} [النحل/98 -
99].
الحرز الثاني: التسمية، فالتسمية حرز من الشيطان، وعصمة من مخالطته للإنسان
في طعامه وشرابه، وجماعه، ودخوله بيته ونحو ذلك مما ورد.
1 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ الله
عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ
لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ الله عِنْدَ
دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ، وَإذَا لَمْ
يَذْكُرِ الله عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ: أَدْرَكْتُمُ المَبِيتَ
وَالعَشَاءَ». أخرجه مسلم (1).
2 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: «لَو أَنَّ أَحَدَكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَقَالَ:
بِاسْمِ الله، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ
مَا رَزَقْتَنَا، فَإنَّهُ إنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ
لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا». متفق عليه (2).
الحرز الثالث: قراءة المعوذتين: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} عند النوم، وأدبار الصلوات، وعند المرض، ونحو
ذلك كما سبق.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ
الله - صلى الله عليه وسلم - بَينَ الجُحْفَةِ وَالأَبْوَاءِ إذْ
غَشِيَتْنَا رِيْحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - يَتَعَوَّذُ بـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَيَقُولُ: «يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا
فَمَا تَعَوَّذَ
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2018).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7396) واللفظ له، ومسلم برقم (1434).
(1/378)
مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا».قَالَ:
وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنَا بِهِمَا فِي الصَّلاةِ. أخرجه أحمد وأبو داود (1).
الحرز الرابع: قراءة آية الكرسي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وَكَّلَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ
الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إلَى رَسُولِ الله -
صلى الله عليه وسلم -، فَقَصَّ الحَدِيثَ فَقَالَ: إذَا أَوَيْتَ إلَى
فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَمْ يَزَلْ مَعَكَ مِنَ الله
حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ». أخرجه
البخاري معلقاً (2).
الحرز الخامس: قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ
... } إلى آخر السورة.
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «مَنْ قَرَأَ هَاتَينِ الآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ
فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ». متفق عليه (3).
الحرز السادس: قراءة سورة البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ
مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ». أخرجه مسلم
(4).
الحرز السابع: كثرة ذكر الله تعالى بقراءة القرآن، والتسبيح والتحميد،
والتكبير والتهليل، ونحوها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ
قَالَ: لا إلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ
عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ
عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ،
_________
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (17483)، وأخرجه أبو داود برقم (1463)، وهذا
لفظه.
(2) أخرجه البخاري معلقاً برقم (5010)، ووصله النسائي وغيره بسند صحيح،
انظر مختصر صحيح البخاري للألباني (2/ 106).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5009)، ومسلم برقم (808) واللفظ له.
(4) أخرجه مسلم برقم (780).
(1/379)
وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ
يَومَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا
جَاءَ إلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ». متفق عليه (1).
الحرز الثامن: دعاء الخروج من المنزل:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِاسْمِ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَى
الله، لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ» قَالَ: «يُقَالُ حِيْنَئِذٍ
هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ
لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ
وَوُقِيَ». أخرجه أبو داود والترمذي (2).
الحرز التاسع: الدعاء إذا نزل منزلاً:
عن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «إذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلاً فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ
بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، فَإنَّهُ لا
يَضُرُّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ». أخرجه مسلم (3).
الحرز العاشر: كظم التثاوب، ووضع اليد على الفم:
1 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «إذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ
فَإنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ». أخرجه مسلم (4).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«التّثَاوُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ
مَا اسْتَطَاعَ». متفق عليه (5).
الحرز الحادي عشر: الأذان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا
نُودِيَ لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ
التَّأْذِينَ، فَإذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ، حَتَّى إذَا ثُوِّبَ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6403) واللفظ له، ومسلم برقم (2691).
(2) صحيح/ أخرجه أبوداود برقم (5095)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(3426).
(3) أخرجه مسلم برقم (2708).
(4) أخرجه مسلم برقم (2995).
(5) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3289)، ومسلم برقم (2994) واللفظ له.
(1/380)
لِلصَّلاةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إذَا قُضِيَ
التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ،
يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُر حَتَّى
َيظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى». متفق عليه (1).
الحرز الثاني عشر: دعاء دخول المسجد:
عن عقبة قال: حدثنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - أَنَّهُ كَانَ إذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَالَ: «أَعُوذُ بِالله
العَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» قَالَ: أَقَطُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإذَا
قَالَ ذَلِكَ قَالَ الشَّيْطَانُ: حُفِظَ مِنِّي سَائِرَ اليَومِ. أخرجه
أبو داود (2).
الحرز الثالث عشر: الوضوء والصلاة، ولا سيما عند الغضب والشهوة، فما أطفأ
العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة.
الحرز الرابع عشر: طاعة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتجنب
فضول النظر، والكلام، والطعام، والمخالطة.
الحرز الخامس عشر: تطهير البيت من الصور، والتماثيل، والكلاب، والأجراس.
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتاً فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ».
أخرجه مسلم (3).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«لا تَصْحَبُ المَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيْها كَلْبٌ وَلا جَرَسٌ». أخرجه
مسلم (4).
الحرز السادس عشر: اجتناب مساكن الجن والشياطين كالأماكن الخربة، والأماكن
النجسة، كالحشوش، والمزابل، والأماكن الخالية من الإنس كالصحاري، وشواطئ
البحار البعيدة ومرابض الإبل ونحوها.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (608)، واللفظ له، ومسلم برقم (389).
(2) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (466).
(3) أخرجه مسلم برقم (2112).
(4) أخرجه مسلم برقم (2113).
(1/381)
4 - علاج السحر
والمس
- السحر: هو عزائم ورقى وعُقَد تؤثر في القلوب والأبدان.
- السحر شر محض، وظلم وبغي وعدوان، واعتداء على حقوق العبد إما في بدنه، أو
ماله، أو عقله، أو علاقته مع غيره.
- المس: هو صرع الجن للإنس.
- أحوال الإنس مع الجن:
الجن أحياء عقلاء، مأمورون منهيون، لهم طاعات ومعاص، ولهم ثواب وعقاب:
1 - فمن كان من الإنس يأمر الإنس ويأمر الجن بما أمر الله ورسوله به من
الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فهذا من أفضل أولياء
الله.
2 - ومن استعمل الجن فيما نهى الله ورسوله عنه إما في الشرك، أو قتل معصوم
الدم، أو عدوان كأن يمرضهم، وإما في فاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم
والعدوان.
3 - ومن استعان بهم على ما يظن أنه من الكرامات فهذا مغرور قد مكروا به.
4 - ومن استعمل الجن في أمور مباحة فهذا يمنع منه؛ لعدم وروده في الشرع.
- أسباب المس:
المس يقع بشكل مباشر من الجن إما عن شهوة وهوى وعشق كما يقع للإنس، أو يقع
عن بغض ومجازاة لمن ظلمهم أو آذاهم من الإنس إما بقتل بعضهم، أو صب ماء
حار، أو البول على بعضهم، وقد يكون عن عبث من الجن وشر كسفهاء الناس.
- علاج السحر والمس له حالتان:
الأولى: أن يُعرف موضع السحر فيُستخرج ويُتلف فيبطل معه السحر بإذن الله،
(1/382)
وهذا أبلغ ما يُعالج به المسحور، ويمكن
معرفة موضع السحر: إما بالرؤيا في المنام، أو يوفقه الله لرؤيته أثناء
البحث عن السحر، أو عن طريق الجن إذا قرأ على المسحور فينطق الجني ويخبر
بمكان السحر.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
سُحِرَ حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلا يَأْتِيهِنَّ.
قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا، فَقَالَ: «يَا
عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ أَنَّ الله قَدْ أَفْتَانِي فِيْمَا اسْتَفْتَيْتُهُ
فِيهِ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ
عِنْدَ رِجْلَيَّ. فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلآخَرِ: مَا بَالُ
الرَّجُلِ؟
قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ حَلِيفٌ لِيَهُودَ كَانَ مُنَافِقاً، قَالَ:
وَفِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي
جُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ» قَالَتْ:
فَأَتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - البِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ
... متفق عليه (1).
الثانية: ألاّ يعرف موضع السحر فيعالج حينئذ بأمرين:
1 - الرقية الشرعية: وهي ما اجتمع فيها ثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله
تعالى، فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، أو كلام
رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وباللسان العربي، أو بما يعرف معناه من
غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى.
2 - الدواء المباح شرعاً كالعسل، والعجوة، والحبة السوداء، والحجامة
ونحوها.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ،
أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ».
أخرجه البخاري (2).
- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول: «مَنْ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5765)، واللفظ له، ومسلم برقم (2189).
(2) أخرجه البخاري برقم (5681).
(1/383)
تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً
لَمْ يَضُرُّهُ ذَلِكَ اليَومَ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ». متفق عليه (1).
وفي رواية لمسلم: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ مِمَّا بَيْنَ لابَتَيْهَا
حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ حَتَّى يُمْسِيَ».
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: «إنَّ فِي الحَبَّةِ السَّودَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلَّا
السَّامَ». متفق عليه (2).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«مَنْ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإحْدَى
وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ».
أخرجه أبو داود (3).
- يتوضأ الراقي ثم يبدأ بالقراءة على المريض، مرتلاً للآيات، وينفث على
المريض بما تيسر من القرآن، ومن ذلك: سورة الفاتحة، آية الكرسي، خواتم سورة
البقرة، سورة الكافرون، سورة الإخلاص، والمعوذتان، وآيات السحر والجان،
ومنها:
- {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ
مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121)
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)} [الأعراف/ 117 - 122].
- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا
جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ
(80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ
اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ
(81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُجْرِمُونَ (82)}
[يونس/ 79 - 82].
- {قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ
مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا
إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5769)، ومسلم برقم (2047) واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5688)، ومسلم برقم (2215) واللفظ له.
(3) حسن/أخرجه أبو داود برقم (3861)، انظر صحيح الجامع رقم (5968).
(1/384)
السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)} [طه/65 -
69].
- {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ... }
إلخ الآية [البقرة/102].
- {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ
ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا
السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ
شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى
وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ
(9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)}
[الصافات/ 1 - 10].
- {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ
الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ
وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا
سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)
يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ
مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا
يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ
مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)} ...
[الأحقاف/ 29 - 32].
- {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا
مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ
إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34)
يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ
(35) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (36)} [الرحمن/33 - 36].
- {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا
هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)} [القلم/51 - 52].
- {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا
لَا تُرْجَعُونَ (115)} [المؤمنون/115].
- ثم يدعو بالأدعية النبوية الصحيحة كما سيأتي إن شاء الله في رقية العين.
(1/385)
5 - رقية العين
- العين: هي سهام تخرج من نَفْس الحاسد والعائن نحو المحسود والمَعِين.
تصيبه تارة، وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه أثَّرت فيه ولا
بد، وإن صادفته حذراً مُحصَّناً لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه.
- العينُ التي تصيب بني آدم نتيجة من نتائج الحسد، أو انبهار شديد بما يرى
العائن مع غفلة عن ذكر الله تعالى، وقد يتبعها شيطان من شياطين الجن.
- كيفية الإصابة بالعين:
يطلق العائن الوصف على من يريد بدون ذكر اسم الله تعالى ولا تبريك،
فَتَتَلَقَّفُه الأرواح الشيطانية الحاضرة، وتعمد إلى إهلاك المعيون أو
إيذائه إذا أراد الله عز وجل، ولم يكن ثمة تحصين.
- من أصابته عين فله حالتان:
1 - إن عَرف العائن فعليه أن يأمره بالاغتسال، وعلى العائن أن يمتثل ويغتسل
طاعة للهِ عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يُؤخذ الماء الذي
اغتسل فيه العائن ويُصب من خلف المعين دفعة واحدة فيبرأ بإذن الله تعالى.
2 - عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«العَيْنُ حَقٌّ، وَلَو كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَينُ،
وَإذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا». أخرجه مسلم (1).
- صفة الاغتسال:
1 - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدثه أَنَّ رَسُولَ الله - صلى
الله عليه وسلم - خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ .. -وَفِيهِ-
فَلُبِطَ بِسَهْلٍ، فَأُتِيَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقِيلَ
لَهُ: يَا رَسُولَ الله، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَالله مَا يَرْفَعُ
رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: «هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟»
قَالُوا: نَظَرَ إلَيهِ عَامِرُ بنُ رَبِيعَةَ.
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2188).
(1/386)
فَدَعَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم
- عَامِراً فَتَغَيَّظَ عَلَيهِ وَقَالَ: «عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ
أَخَاهُ؟ هَلَّا إذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ» ثُمَّ قَالَ له:
«اغْتَسِلْ لَهُ» فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيهِ وَمِرْفَقَيْهِ
وَرُكْبَتَيهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إزَارِهِ فِي قَدَحٍ
ثُمَّ صَبَّ ذَلِكَ المَاءَ عَلَيهِ يَصُبُّه رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ
وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، ثُمَّ يُكْفِئُ القَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ به
ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. أخرجه أحمد وابن
ماجه (1).
2 - إذا لم يُعرف العائن فيُرقى المريض بالقرآن والأدعية الثابتة عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، مع حسن الظن بالله، ويقين القارئ والمقروء
عليه على أن الشافي هو الله عز وجل، وأن القرآن شفاء، ويرقيه بما تيسر من
القرآن والأدعية الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنها:
- الفاتحة، آية الكرسي، خواتم سورة البقرة، سورة الإخلاص، المعوذتان، وإن
شاء قرأ:
- {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ
تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)} [البقرة/137].
- {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ
لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)}
[القلم/51].
- {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ
مُلْكًا عَظِيمًا (54)} [النساء/54].
- {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ
لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
[الإسراء/82].
- {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت/44].
وغير ذلك مما تيسر من القرآن.
- ثم يدعو بالأدعية الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها:
- «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أذْهِبِ البَأْسَ، وَاشْفِهِ وَأَنْتَ
الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ،
_________
(1) صحيح/أخرجه أحمد برقم (16076)، وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3509).
(1/387)
شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَماً». متفق عليه
(1).
- «بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ
نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ الله يَشْفِيكَ بِاسْمِ الله أَرْقِيكَ». أخرجه
مسلم (2).
- «بِاسْمِ الله يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ
حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِيْ عَينٍ». أخرجه مسلم (3).
- «امْسَحِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ لَهُ
إلَّا أَنْتَ».
أخرجه البخاري (4).
- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ
وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ».
أخرجه البخاري (5).
- «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ». أخرجه
مسلم (6).
- «بِاسْمِ اللهِ (ثَلاثاً) أَعُوذُ بِالله وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا
أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» سبع مرات واضعاً يده على مكان الألم. أخرجه مسلم (7).
- «أَسْأَلُ الله العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ» سبع
مرات. أخرجه أبو داود والترمذي (8).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5743) واللفظ له، ومسلم برقم (2191).
(2) أخرجه مسلم برقم (2186).
(3) أخرجه مسلم برقم (2185).
(4) أخرجه البخاري برقم (5744).
(5) أخرجه البخاري برقم (3371).
(6) أخرجه مسلم برقم (2709).
(7) أخرجه مسلم برقم (2202).
(8) صحيح/أخرجه أبوداود برقم (3106)، وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(2083).
(1/388)
|