موسوعة
الفقه الإسلامي 8 - آداب النوم
والاستيقاظ
- شكر نعمة النوم:
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ (23)} [الروم:23].
- فضل النوم على طهارة:
عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما قال: قال لِي رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ
وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، وَقُل:
اللَّهمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إِلَيْكَ،
وَألْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأ
وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي
أنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى
الفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ». متفق عليه (1).
- ما يفعله إذا أراد أن ينام:
1 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قال: «إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أوْ: جُنْحُ اللَّيْلِ،
فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ،
فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأغْلِقْ بَابَكَ
وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ،
وَأوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ
اسْمَ اللهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئاً». متفق عليه (2).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6311) , واللفظ له، ومسلم برقم (2710).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3280) , واللفظ له، ومسلم برقم (2012).
(2/98)
2 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ قَالَ: احْتَرَقَ بَيْتٌ عَلَىَ أَهْلِهِ بِالمَدِينَةِ مِنَ
اللّيْلِ، فَلَمّا حُدّثَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
بِشَأْنِهِمْ قَالَ: «إِنّ هَذِهِ النّارُ إِنّمَا هِيَ عَدُوّ لَكُمْ،
فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ». متفق عليه (1).
- غسل اليد من الدسم قبل النوم:
عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ وَلَمْ يَغْسِلْهُ
فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ». أخرجه أبو داود
والترمذي (2).
- عدم الإكثار من الفرش إلا لحاجة:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْداللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: «فِرَاشٌ لِلرّجُلِ، وَفِرَاشٌ
لاِمْرَأَتِهِ، وَالثّالِثُ لِلضّيْفِ، وَالرّابِعُ لِلشّيْطَانِ». أخرجه
مسلم (3).
- عدم النوم في الأماكن التي تضره:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الخِصْبِ، فَأَعْطُوا
الإِبِلَ حَظّهَا مِنَ الأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السّنَةِ،
فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السّيْرَ، وَإِذَا عَرّسْتُمْ بِاللّيْلِ،
فَاجْتَنِبُوا الطّرِيقَ، فَإِنّهَا مَأْوَى الهَوَامّ بِاللّيْلِ». أخرجه
مسلم (4).
- عدم النوم في أماكن أهل الظلم والمعاصي:
1 - قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ
ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا
مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6294) , ومسلم برقم (2016) , واللفظ
له.
(2) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (3852) , وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم
(1860).
(3) أخرجه مسلم برقم (2084).
(4) أخرجه مسلم برقم (1926).
(2/99)
وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا
الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا
يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى
اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)}
[النساء:97 - 99].
2 - وقال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي
آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى
مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)} [الأنعام:68].
- نفض الفراش ثلاثاً:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قالَ: «إِذَا جَاءَ أحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ
ثَوْبِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي
وَبِكَ أرْفَعُهُ، إِنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ
أرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ».
متفق عليه (1).
- النوم بعد صلاة العشاء:
1 - عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا:
كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِاللَّيْلِ؟
قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ، وَيَقُومُ آخِرَهُ، فَيُصَلِّي ثُمَّ
يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ
كَانَ بِهِ حَاجَةٌ اغْتَسَلَ، وَإِلاَّ تَوَضَّأَ وَخَرَجَ. متفق عليه
(2).
2 - وَعَنْ أبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ العِشَاءِ، وَالحَدِيثَ
بَعْدَهَا. متفق عليه (3).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7393) , واللفظ له، ومسلم برقم (2714).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1146) , واللفظ له، ومسلم برقم (739).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (568) , واللفظ له، ومسلم برقم (648).
(2/100)
- السمر في الفقه والخير بعد العشاء:
1 - عَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَانَ شَطْرُ اللَّيْلِ يَبْلُغُهُ
فَجَاءَ فَصَلَّى لَنَا ثُمَّ خَطَبَنَا فَقَالَ: «أَلاَ إِنَّ النَّاسَ
قَدْ صَلَّوْا ثُمَّ رَقَدُوا، وَإنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاةٍ مَا
انْتَظَرْتُمُ الصَّلاةَ». متفق عليه (1).
2 - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْمُرُ مَعَ أَبي بَكْرٍ فِي
الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ المُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُمَا. أخرجه أحمد
والترمذي (2).
- أحسن أوقات النوم:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ
الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ
مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ
تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ
ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ
بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)}
[النور:58].
2 - وَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ: «أَحَبُّ
الصَّلاَةِ إِلَى اللهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَم، وَأَحَبُّ
الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ
وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَيَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ
يَوْماً». متفق عليه (3).
3 - وَعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُبَكِّرُ
بِالجُمُعَةِ، وَنَقِيلُ بَعْدَ الجُمُعَةِ. أخرجه البخاري (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (600) , واللفظ له، ومسلم برقم (640).
(2) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (175) , وأخرجه الترمذي برقم (169) , وهذا لفظه.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1131) , واللفظ له، ومسلم برقم (1159).
(4) أخرجه البخاري برقم (905).
(2/101)
- ما يقرؤه المسلم من القرآن عند النوم:
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، جَمَعَ
كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا، فَقَرَأَ فِيهِمَا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ}. وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ}. ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ
بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ،
يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. أخرجه البخاري (1).
2 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: وَكَّلَنِي
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ،
فَأَتَانِي آتٍ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ:
لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَصَّ
الحَدِيثَ- فَقَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ
الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبُكَ
شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. وَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
«صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ». أخرجه البخاري معلقاً (2).
- ما يقوله ويفعله عند النوم:
1 - عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ مَا تَلْقَى
مِنْ أثَرِ الرَّحَا، فَأتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَبْيٌ،
فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأخْبَرَتْهَا،
فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ
بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْنَا
وَقَدْ أخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْتُ لأقُومَ، فَقال: «عَلَى
مَكَانِكُمَا». فَقَعَدَ بَيْنَنَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ
عَلَى صَدْرِي، وَقال: «ألا أعَلِّمُكُمَا خَيْراً مِمَّا سَألْتُمَانِي،
إِذَا أخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أرْبَعاً وَثَلاثِينَ،
وَتُسَبِّحَا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاثاً
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (5017).
(2) أخرجه البخاري معلقاً برقم (5010) ووصله النسائي بسند صحيح، انظر
«مختصر صحيح البخاري» للألباني (2/ 106).
(2/102)
وَثَلاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ
خَادِمٍ». متفق عليه (1).
2 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «الحَمْدُ للهِ
الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمَّنْ لاَ
كَافِيَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِيَ». أخرجه مسلم (2).
3 - وَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أَنَّهُ أَمَرَ
رَجُلاً إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، قَالَ: «اللَّهمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي
وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا إِنْ أَحْيَيْتَهَا
فَاحْفَظْهَا وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا اللَّهمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ». أخرجه مسلم (3).
4 - وَعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ،
فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ
الأيْمَنِ، وَقُل: اللَّهمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ
أمْرِي إِلَيْكَ، وَألْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً
إِلَيْكَ، لا مَلْجَأ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ
بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ، فَإِنْ
مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ». متفق
عليه (4).
5 - وَعَنْ سُهَيْلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ
أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنَ ثُمَّ
يَقُولُ: «اللَّهمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ
العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الحَبِّ
وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالفُرْقَانِ، أَعُوذُ
بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهمَّ أَنْتَ
الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ
شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3705) , واللفظ له، ومسلم برقم (2727).
(2) أخرجه مسلم برقم (2715).
(3) أخرجه مسلم برقم (2712).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6311) , واللفظ له، ومسلم برقم (2710).
(2/103)
فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ
فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ
الفَقْرِ». وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم -. أخرجه مسلم (1).
6 - وَعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا نَامَ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى تَحْتَ
خَدِّهِ وَقَالَ: «اللَّهمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ».
أخرجه أحمد (2).
7 - وَعَنْ حُذَيْفَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إِذَا أخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ
خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهمَّ بِاسْمِكَ أمُوتُ وَأحْيَا». أخرجه
البخاري (3).
8 - وَعَنْ أَبي الأزْهَرِ الأنْمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذا أَخَذ مَضْجَعَهُ مِنَ
اللَّيْلِ قَالَ: «بسْمِ اللهِ وَضَعْتُ جَنْبي، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي
ذنْبي وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي وَفُكَّ رِهَانِي وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِيِّ
الأعْلَى». أخرجه أبو داود (4).
- ما يقوله ويفعله إذا تقلب ليلاً:
عَنْ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ للهِ، وَسُبْحَانَ
اللهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا،
اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ». أخرجه
البخاري (5).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2713).
(2) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (18660) , انظر السلسلة الصحيحة رقم (2754).
(3) أخرجه البخاري برقم (6314).
(4) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (5054).
(5) أخرجه البخاري برقم (1154).
(2/104)
- ما يفعله الجنب عند النوم:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ،
وَتَوَضَّأ لِلصَّلاةِ. أخرجه البخاري (1).
- ما يقوله ويفعله إذا استيقظ ليلاً:
1 - عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - كَانَ إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ مِنَ اللَّيْلِ، يَشُوصُ فَاهُ
بِالسِّوَاكِ. متفق عليه (2).
2 - وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً
عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهِيَ
خَالَتُهُ، فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، حَتَّى إذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أوْ
قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم -، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ
بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأ العَشْرَ الآياتِ الخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ
عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأ مِنْهَا
فَأحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي. متفق عليه (3).
- ما يقوله إذا استيقظ من النوم:
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إِذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ قال: «بِاسْمِكَ اللَّهمَّ أمُوتُ
وَأحْيَا». وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قال: «الحَمْدُ للهِ
الَّذِي أحْيَانَا بَعْدَمَا أمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ». أخرجه
البخاري (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (288).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1136) , واللفظ له، ومسلم برقم (255).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (183) , واللفظ له، ومسلم برقم (763).
(4) أخرجه البخاري برقم (6324).
(2/105)
9 - آداب الرؤيا
- فضل الرؤيا الصالحة:
1 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ
إِلَّا المُبَشِّرَاتُ»، قَالُوا: وَمَا المُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ:
«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ». أخرجه البخاري (1).
2 - وَعَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - قال: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ».
متفق عليه (2).
- أقسام الرؤيا:
1 - عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قال رَسُولُ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ
رُؤْيَا المُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ
وَأرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ». متفق عليه (3).
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا
المُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثاً،
وَرُؤْيَا المُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ
النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ، بُشْرَى
مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا
يُحَدِّثُ المَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ،
فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ». متفق عليه (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (6990).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6983) , واللفظ له، ومسلم برقم (2263).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7017) , واللفظ له، ومسلم برقم (2263).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7017) , ومسلم برقم (2263) , واللفظ
له.
(2/106)
- عدم الكذب في حكاية الرؤيا:
1 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أنْ
يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى
حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، أوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ، صُبَّ فِي
أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ،
وَكُلِّفَ أنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ». متفق عليه (1).
2 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ مِنْ أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ
مَا لَمْ تَرَ». أخرجه البخاري (2).
- عدم الإخبار بتلعب الشيطان به في المنام:
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُ فِي المَنَامِ
كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- وَقَالَ: «إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ، فَلاَ
يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ». أخرجه مسلم (3).
- أنسب الأوقات في حكاية الرؤيا وتعبيرها:
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ
بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ البَارِحَةَ رُؤْيَا؟».
متفق عليه (4).
- ما يقول ويفعل إذا رأى في منامه ما يحب أو يكره:
1 - عَنْ أبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا
رَأى أحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهِ إِلا مَنْ يُحِبُّ،
وَإِذَا رَأى مَا يَكْرَهُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7042) , واللفظ له، ومسلم برقم (2110).
(2) أخرجه البخاري برقم (7043).
(3) أخرجه مسلم برقم (2268).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (845) , ومسلم برقم (2275) , واللفظ له.
(2/107)
فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا،
وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاثاً، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا
أحَداً، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ». متفق عليه (1).
2 - وَعَنْ أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِذَا رَأى أحَدُكُمُ
الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّهَا مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ
عَلَيْهَا». أخرجه البخاري (2).
3 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا
المُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثاً،
وَرُؤْيَا المُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ
النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ، بُشْرَى
مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا
يُحَدِّثُ المَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ،
فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ. متفق عليه (3).
- الاستبشار برؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام:
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ
فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي اليَقَظَةِ،
لاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي». متفق عليه (4).
2 - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّهُ لاَ
يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي». أخرجه مسلم (5).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7044) , واللفظ له، ومسلم برقم (2261).
(2) أخرجه البخاري برقم (7045).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (7017)، ومسلم برقم (2263) واللفظ له.
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6993) , ومسلم برقم (2266) , واللفظ
له.
(5) أخرجه مسلم برقم (2268).
(2/108)
10 - آداب قضاء
الحاجة
- فضل الطهارة:
1 - قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ
الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} [البقرة:222].
2 - وعَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ».
رواه مسلم (1).
- اجتناب الأماكن الجالبة للعن الناس:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - قال: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ». قَالُوا: وَمَا
اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ
النَّاسِ أوْ فِي ظِلِّهِمْ» .. أخرجه مسلم (2).
- عدم البول في الماء الراكد:
1 - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم -، أنَّهُ نَهَى أنْ يُبَالَ فِي المَاءِ الرَّاكِدِ. أخرجه مسلم (3).
2 - وَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم -، قال: «لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ
ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ». أخرجه مسلم (4).
- الاستتار عند قضاء الحاجة:
عَنْ المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كُنْتُ مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَقَالَ:
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (223).
(2) أخرجه مسلم برقم (469).
(3) أخرجه مسلم برقم (281).
(4) أخرجه مسلم برقم (282).
(2/109)
«يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الإدَاوَةَ».
فَأخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى
تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ. متفق عليه (1).
- البعد عن الناس عند قضاء الحاجة:
1 - عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ أَبي قُرَادٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الخَلاَءِ
وَكَانَ إِذا أَرَادَ الحَاجَةَ أَبْعَدَ. أخرجه أحمد والنسائي (2).
2 - وَعَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ، أتَيْتُهُ
بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ. متفق عليه (3).
- ما يقول عند دخول الخلاء:
عَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - إذَا دَخَلَ الخَلاءَ قَالَ: «اللَّهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ
الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ». متفق عليه (4).
- ما يقول عند الخروج من الخلاء:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إِذا خَرَجَ مِنَ الخَلاَءِ قَالَ: «غُفْرَانَكَ». أخرجه أبو
داود والترمذي (5).
- عدم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة:
عَنْ أبِي أيُّوبَ الأنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - قال: «إذَا أتَيْتُمُ الغَائِطَ، فَلا تَسْتَقْبِلُوا
القِبْلَةَ وَلا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا». قال
أبُو أيُّوبَ:
فَقَدِمْنَا الشَّامَ، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ القِبْلَةِ،
فَنَنْحَرِفُ، وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (363) , واللفظ له، ومسلم برقم (274).
(2) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (15746) , وأخرجه النسائي برقم (16) , وهذا
لفظه.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (267) , واللفظ له، ومسلم برقم (271).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (142) , واللفظ له، ومسلم برقم (375).
(5) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (30) , وأخرجه الترمذي برقم (7) , وهذا
لفظه.
(2/110)
تَعَالَى. متفق عليه (1).
- البول قاعداً:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَنْ حَدَّثكُمْ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَالَ قَائِماً فَلاَ تُصَدِّقُوهُ
مَا كَانَ يَبُولُ إِلاَّ جَالِساً. أخرجه الترمذي والنسائي (2).
- البول قائماً إن أمن التلوث والنظر إليه:
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأيْتُنِي أنَا وَالنَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - نَتَمَاشَى، فَأتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ
حَائِطٍ، فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أحَدُكُمْ، فَبَالَ فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ،
فَأشَارَ إلَيَّ فَجِئْتُهُ، فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ. متفق
عليه (3).
- عدم استخدام اليد اليمنى حال قضاء الحاجة:
عَنْ أبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: «إذَا بَالَ أحَدُكُمْ فَلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ
بِيَمِينِهِ، وَلا يَسْتَنْجِ بِيَمِينِهِ، وَلا يَتَنَفَّسْ فِي
الإنَاءِ». متفق عليه (4).
- عدم الاستجمار بالعظم والروث:
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ أنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ،
فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقال: «مَنْ هَذَا». فَقال: أنَا أبُو
هُرَيْرَةَ، فَقال: «ابْغِنِي أحْجَاراً أسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلا تَأْتِنِي
بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ». فَأتَيْتُهُ بِأحْجَارٍ أحْمِلُهَا فِي طَرَفِ
ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى
إِذَا
فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قال: «هُمَا
مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (394) , واللفظ له، ومسلم برقم (264).
(2) صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (12) , وأخرجه النسائي برقم (29) , وهذا
لفظه.
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (225) , واللفظ له، ومسلم برقم (273).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (154) , واللفظ له، ومسلم برقم (267).
(2/111)
أتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ
الجِنُّ، فَسَألُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أنْ لا يَمُرُّوا
بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ إِلا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَاماً». أخرجه
البخاري (1).
- الاستجمار وتراً وأقله ثلاث مسحات:
عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال لَنَا المُشْرِكُونَ: إِنِّي
أرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ، حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الخِرَاءَةَ،
فَقَالَ: أجَلْ، إِنَّهُ نَهَانَا أنْ يَسْتَنْجِيَ أحَدُنَا بِيَمِينِهِ،
أوْ يَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالعِظَامِ،
وَقَالَ: «لا يَسْتَنْجِي أحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلاثَةِ أحْجَارٍ». أخرجه
مسلم (2).
- عدم السلام والرد حال قضاء الحاجة:
عَنْ أبِي الجُهَيْم الأنْصَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أقْبَلَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ، فَلَقِيَهُ
رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -، حَتَّى أقْبَلَ عَلَى الجِدَارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ
وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ. متفق عليه (3).
- الوضوء وصلاة ركعتين بعده:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ: «يَا بِلاَلُ،
حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي
سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ». قَالَ: مَا
عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُوراً، فِي
سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا
كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ. متفق
عليه (4).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (3860).
(2) أخرجه مسلم برقم (262).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (337) , واللفظ له، ومسلم برقم (369).
(4) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (1149) , واللفظ له، ومسلم برقم (2458).
(2/112)
|