موسوعة
الفقه الإسلامي 3 - باب الأشربة
- الشراب: هو كل ما يشرب.
- أقسام الأشربة:
تنقسم الأشربة إلى قسمين:
الأول: الأشربة الحلال:
وهي كل شراب طيب، نافع، لا مضرة فيه ولا إسكار.
والأشربة الأصل فيها الحل والإباحة إلا ما ورد الشرع بتحريمه.
والأشربة الحلال أنواع كثيرة لا يحصيها إلا الذي خلقها، ومنها:
المياه .. والألبان .. والسمن .. والزيت .. والعسل .. والزنجبيل ..
والنارجيل .. والزعفران .. والخل .. والقهوة .. والشاي .. والعصير ..
والنعناع وغيرها من الأشربة التي خلقها الله لمصلحة الإنسان، وأمره بشربها
بلا إسراف.
1 - قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة: 29].
2 - وقال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ
مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ (31)} [الأعراف: 31].
الثاني: الأشربة المحرمة:
وهي كل شراب خبيث، ضار، نجس، مسكر، مهلك، سام.
فكل شراب جمع هذه الأوصاف، أو بعضها، أو أحدها، فهو محرم لا يجوز
(4/341)
شربه؛ لما فيه من الضرر على الإنسان.
ومن الأشربة المحرمة:
الخمور .. والسموم .. والمخدرات .. والحشيش .. والدخان .. والشيشة .. والدم
.. وبول الآدمي .. وبول محرم الأكل .. وكل شراب نجس .. وكل ما خالطته نجاسة
وغيرها من الأشربة الخبيثة الضارة التي نهى الله عنها.
1 - قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ} ... [الأعراف: 157].
2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} ... [المائدة: 90 - 91].
3 - وقال الله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا
عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا
مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ
رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)} ... [الأنعام: 145].
(4/342)
1 - أقسام الأشربة
المباحة
- أنواع الأشربة المباحة:
الأشربة الحلال أنواع كثيرة مختلفة الألوان، والطعوم، والأشكال، والمنافع.
ومن أهم هذه الأشربة المباحة ما يلي:
1 - الماء: وهو الماء السائل الذي خلقه الله عز وجل لسقي الإنسان والحيوان
والنبات.
مثل مياه الأمطار .. ومياه الأنهار .. ومياه الآبار .. ومياه العيون ..
ومياه البحار.
وهذه المياه أنواع مختلفة:
فمنها العذب والمالح .. ومنها الحلو والمر .. ومنها البارد والحار .. ومنها
العادي والغازي .. ومنها الثقيل والخفيف .. وأفضله الماء الصافي الحلو
البارد.
ومنها ما يصلح للإنسان .. ومنها ما يصلح للحيوان .. ومنها ما يصلح للنبات
.. ومنها ما يصلح للكل .. ومنها ما لا يصلح للكل.
1 - قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ
مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ
بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)} ...
[النحل: 10 - 11].
2 - وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا
مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ
يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ
(21)} ... [الزمر: 21].
(4/343)
3 - قال الله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي
الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ
أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ
حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا
مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)} [فاطر: 12].
- منافع الماء:
خلق الله الماء وجعله سبباً لحياة النبات والحيوان والإنسان.
والماء يسهل عملية الهضم والامتصاص والإخراج .. ويقوم بنقل عناصر الغذاء
داخل الجسم .. ويحافظ على مستوى الضغط داخل وخارج خلايا الجسم .. ويقوم
بعمل التوازن داخل الجسم .. ويحافظ على ثبات حرارة الجسم عند حدها الطبيعي
.. ويقوم بإخراج المواد السامة والضارة من الجسم عن طريق الكلى.
كما يقوم بتليين المواد الغذائية الجافة داخل المعدة والأمعاء .. ويسهل
عملية المضغ .. ويساعد في عملية بناء الخلايا في الجسم .. ويساعد الماء على
سرعة التئام الأنسجة عند إصابتها بالجروح والأمراض.
2 - العسل: وهو من ألذ الأشربة وأنفعها وأحلاها.
وهو أنواع مختلفة الطعوم والألوان:
وأجود أنواعه عسل نحل الغابات الطبيعية .. ويليه عسل نحل الجبال .. وعسل
فصل الربيع أجود تغذية من عسل الصيف، وأجود أنواعه الذي يميل لونه إلى
الحمرة، ورائحته كرائحة الأزهار، وشفاف اللون.
- منافع العسل:
العسل من أجود الأغذية .. مقو للمعدة .. مفيد في علاج فقر الدم الحاد ..
(4/344)
منشط للدماغ والمخ والأعصاب .. ملين
للأمعاء .. منق للكبد .. مدر للبول .. نافع للسعال .. منظم لحركة التنفس ..
محسن للصوت .. مسكن للالتهابات .. مفيد في تقوية الباءة .. نافع من استطلاق
البطن.
وإذا وُضِع العسل على التقرحات والحروق والالتهابات ساعد على اندمالها.
1 - قال الله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا
يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)} ...
[النحل: 68 - 69].
2 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: «الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ،
أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي
عَنِ الكَيِّ». أخرجه البخاري (1).
- فضل العسل:
1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - يُعْجِبُهُ الحَلْوَاءُ وَالعَسَلُ. متفق عليه (2).
2 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنْ كَانَ فِي
شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ -أَوْ: يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ
أَدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ،
أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ
أَكْتَوِيَ». متفق عليه (3).
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (5681).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5682) , واللفظ له، ومسلم برقم (1474).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5683) , واللفظ له، ومسلم برقم (2205).
(4/345)
- حكم التداوي بالعسل:
العسل غذاء، وشراب، وحلوى، ودواء.
ويجوز التداوي بالعسل شرباً، أو دهناً، أو حقناً في الجسم.
وقد جعل الله عز وجل في العسل خاصية الشفاء من كثير من الأسقام.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - فَقال: أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ، فَقال: «اسْقِهِ
عَسَلاً». ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ، فَقال: «اسْقِهِ عَسَلاً». ثُمَّ
أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقال: «اسْقِهِ عَسَلاً». ثُمَّ أَتَاهُ فَقال: قَدْ
فَعَلْتُ؟ فَقال: «صَدَقَ اللهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ، اسْقِهِ
عَسَلاً». فَسَقَاهُ فَبَرَأَ. متفق عليه (1).
3 - السكر: وهو شراب سكري حلو.
يستخرج من قصب السكر، أو البنجر، أو من مواد سكرية، والسكر غذاء مفيد إذا
استخدمه الإنسان باعتدال .. نافع للكبد .. والعظام .. مدر للبول.
والإكثار من تناول السكر يلهب الأمعاء والمعدة .. ويؤدي إلى إضعاف
البنكرياس وإصابته بالكسل.
والبنكرياس يقوم بإفراز مادة الأنسولين التي تقوم بإحراق السكر الزائد في
الجسم، وكثرة تناول السكر تقلل وتضعف عمل البنكرياس، فينشأ مرض السكر بإذن
الله.
لهذا يجب التقليل منه، والاكتفاء بالسكر من الأغذية الأخرى كالفواكه
والخضار، حيث أنها لا ترهق الجسم، ويتم هضمها بسرعة، وتحقق الهدف الغذائي.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5684) , واللفظ له، ومسلم برقم (2217).
(4/346)
- أضرار الإكثار من السكر:
يجب التقليل من السكر الأبيض، ومن أضرار الإكثار منه:
الإصابة بمرض السكري .. انحباس السوائل في الجسم .. الاضطرابات الهضمية
والكبدية .. تعرض القلب والكلى والبنكرياس لأعراض مرضية .. إصابة القولون
بمرض السرطان .. تضخم الكليتين .. كثرة شحم الكبد .. الإصابة بنخر الأسنان
.. ضعف بنية الصغار .. وإصابتهم بالهزال.
4 - اللبن: وهو الحليب الذي يخرجه الله من ضروع الحيوانات المباحة الأكل
كالإبل والبقر والغنم ونحوها.
- منافع اللبن الحليب:
اللبن مفيد للعظام .. نافع للمخ .. مقو للدم .. مغذ للبدن، وشربه مع العسل
وصفار البيض نافع للمصاب بفقر الدم، أو ضعف البنية، وللحوامل والرضع من
النساء.
وحليب الناقة من أجود أنواع الحليب الحيواني، وإذا طبخ الحليب لمدة طويلة
فقد أكثر منافعه، ويفقد الحليب فائدته إذا شُرب بعد طعام يحتوي على مواد
بروتينية كاللحم والسمك والفول والحمص؛ لأن الحليب يتخمر في المعدة قبل تلك
الأطعمة، ويحسن شربه بعد وجبة من الخضار أو الفاكهة.
وينصح بعدم الإكثار من شرب الحليب كامل الدسم للمصاب بأمراض قلبية أو كلوية
أو ضغط الدم.
1 - قال الله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً
نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا
خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)} ... [النحل: 66].
(4/347)
2 - وَعَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمّا خَرَجْنَا
مَعَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَكّةَ إلَى المَدِينَةِ
مَرَرْنَا بِرَاعٍ، وَقَدْ عَطِشَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: فَحَلَبْتُ لَهُ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَشَرِبَ
حَتّىَ رَضِيتُ. متفق عليه (1).
3 - وَعَنْ أنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ أنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ
أوْ عُرَيْنَةَ، فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فَأمَرَهُمُ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - بِلِقَاحٍ، وَأنْ يَشْرَبُوا مِنْ أبْوَالِهَا
وَألْبَانِهَا، فَانْطَلَقُوا، فَلَمَّا صَحُّوا، قَتَلُوا رَاعِيَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ، فَجَاءَ
الخَبَرُ فِي أوَّلِ النَّهَارِ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَلَمَّا
ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ، فَأمَرَ فَقَطَعَ أيْدِيَهُمْ
وَأرْجُلَهُمْ، وَسُمِرَتْ أعْيُنُهُمْ، وَألْقُوا فِي الحَرَّةِ،
يَسْتَسْقُونَ فَلا يُسْقَوْنَ. قال: أبُو قِلابَةَ: فَهَؤُلاءِ سَرَقُوا
وَقَتَلُوا، وَكَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ، وَحَارَبُوا اللهَ
وَرَسُولَهُ. متفق عليه (2).
- منافع اللبن الزبادي:
اللبن الرائب الذي تخثَّر يسمى الزبادي؛ لأنه يظهر فيه الزبد.
وهو نافع للجسم .. مقو للمعدة .. فاتح للشهية .. مقو للباءة .. يزيد في
المني .. ويقوي الحفظ .. نافع من الأرق .. مزيل لعسر الهضم .. والزيادة منه
تمنع زيادة الكوليسترول.
وفي الزبادي أحماض تساعد في تغذية خلايا الجسم المكوِّنة للدم والمخ
والأعصاب والأعضاء، وتجعل الجسم يتمتع بنشاط، وتمنعه من الإصابة بالأمراض.
مفيد في غسل المجاري البولية .. ومفيد جداً للمصاب بتصلب الشرايين.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (3908) , ومسلم برقم (2009)، واللفظ له.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (233) , واللفظ له، ومسلم برقم (1671).
(4/348)
والمداومة عليه تؤخر أعراض الشيخوخة، وتقتل
الجراثيم الضارة بالجسم، وتفيد في علاج تصلب المفاصل، واضطرابات الدورة
الدموية، والقلب، وسوء الهضم.
والزبادي سبب في شفاء التهابات الكبد والكلى والإرهاق، وإزالة حصى الكلى
والمثانة.
- منافع الجبن:
الجبن من مشتقات اللبن الرائب.
محصِّن للجسم من الأمراض .. وهو أكثر فائدة من اللحم .. وأسهل هضماً منه ..
ينمي الشعر .. ويحفظ لونه.
ومن الأفضل تناول الجبن بعد الطعام؛ لأنه يساعد على الهضم، حيث أنه يمتص
حوامض المعدة الضارة.
والجبن مغذ للعظام .. مفيد للمخ.
ومن به مرض القلب، أو الكلى، أو تسدد في الشرايين، أو زيادة الكوليسترول في
الدم، فهؤلاء يُمنعون من تناوله.
5 - الزيت:
وهو الزيت المعتصر من النباتات الطيبة المباح أكلها كزيت الزيتون والذرة
ونحوهما.
- منافع زيت الزيتون:
أجود أنواعه المستخرج من الزيتون الأسود العتيق.
وهو من أسرع الزيوت هضماً وامتزاجاً بخلايا الإنسان، متوافق مع الدهون
(4/349)
الموجودة في الإنسان.
مقو للباءة .. منشط لمراكز القوة لدى كبار السن .. يحمي من السموم .. مغذ
لخلايا الجسم وحجيرات المخ والدماغ .. يزيد في الذاكرة والذكاء لدى الكبار
والصغار. مدر للبول .. مفتت للحصى .. مفيد لمرضى السكر .. نافع للأطفال ..
يحميهم من أعراض تقوس الساقين والكساح .. ويمنح الوجه الحمرة والإشراق.
ينفع لعلاج الخُرّاجات والدمامل، وتشقق الأيدي من البرد، وسقوط الشعر ..
مساعد في إخراج الديدان من الأمعاء .. مزيل للإمساك المزمن .. مساعد في
علاج التهاب الرئة والمعدة، وسوء الهضم.
1 - قال الله تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ
بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20)} ... [المؤمنون: 20].
2 - وقال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ
نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ
الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ
مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ
زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي
اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)} ... [النور: 35].
- منافع زيت الذرة:
زيت الذرة الطازح يحطم الكوليسترول ويزيله.
6 - الملح: القليل منه مفيد للجسم .. معقم للأسنان .. مقو للثة .. يعالج
التهاب الحلق .. مخفف من آلام اللوزتين إذا غرغر به الإنسان.
(4/350)
- أضرار الإكثار من الملح:
كثرة الملح في الجسم تسبب الصداع .. والشعور بالقلق والضيق .. وتسبب الضعف
الجنسي .. وزيادة السمنة .. وارتفاع ضغط الدم.
وكثرة الأملاح في الجسم تضر الكلى والقلب والرئتين.
وينصح بعدم أكل الطعام المالح للمصابين بأمراض القلب والكلى وضغط الدم.
7 - النارجيل: وهو ماء يخرجه الله من شجر النارجيل.
لذيذ الطعم .. نافع للجسم .. مزيل للعطش.
8 - العصير: وهو العصير المستخلص من الفواكه كالبرتقال والتفاح والموز
والعنب والخوخ والمشمش والليمون والرمان والمنقا وغيرها.
مغذ للجسم .. مولد للنشاط .. مهضم للطعام .. وفوائد عصير كل نوع فوائد
ثمرته.
وعصير البرتقال من أفضل وأشهى أنواع العصير .. وعصير التفاح مهضم .. مغذ
للجسم .. وعصير الليمون مقاوم لأمراض البرد والسموم وضربات الشمس والصداع.
والليمون نافع لمن أصيب بارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وعرق النساء ..
وشربه مركزاً يهيج أغشية المعدة ويسبب لها الحروق.
وعصير العنب مغذ منشط للعضلات والأعصاب طارد للسموم.
وعصير الموز يحمي الجسم من فقر الدم، وضغط الدم، والأزمات القلبية.
وهكذا بقية عصير الفواكه والخضار.
(4/351)
1 - قال الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)} [النحل: 67].
2 - وقال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا
نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا
قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ
إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ (99)} ... [الأنعام: 99].
9 - المربى: وأحسن أنواعه المعمول من الفواكه ذات اللون الأحمر.
والمصنوع من الزهور الطبيعية مفيد جداً لعلاج التهاب الحنجرة والقصبة
الهوائية.
والمربى مفيد للجسم، ويصلح لكافة الأشخاص والأعمار، عدا المصابين بأمراض
السكر والسمنة .. وهو فاتح للشهية .. ومهضم للطعام.
ومربى المشمش مفيد لعلاج فقر الدم .. مقاوم للإمساك الحاد.
ومربى التفاح مزيل للإسهال الشديد.
ومربى الكرز والعنب مزيل للرمال البولية، والتهاب المفاصل.
10 - الخل:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْداللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنّ النّبِيّ - صلى
الله عليه وسلم - سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا
إِلاّ خَلّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ: «نِعْمَ
الأُدُمُ الخَلّ، نِعْمَ الأُدُمُ الخَلّ». أخرجه مسلم (1).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (2052).
(4/352)
2 - أقسام الأشربة
المحرمة
- أنواع الأشربة المحرمة:
الأشربة المحرمة أنواع كثيرة مختلفة الأشكال، والأضرار، والخبث، والنجاسة.
ومن أعظم الأشربة المحرمة ما يلي:
1 - الخمر: وهي اسم لكل ما خامر العقل وغطاه من أي نوع من الأشربة أو
الأطعمة.
وكل شراب أسكر كثيره فقليله حرام.
- حكم الخمر:
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} [المائدة: 90 - 91].
2 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلّ مُسْكِرٍ
حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ
يُدْمِنُهَا، لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الآخرةِ». متفق عليه (1).
3 - وعَنْ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَقْعُدَنَّ عَلَى
مَائِدَةٍ يُدَارُ
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5575) , ومسلم برقم (2003)، واللفظ له.
(4/353)
عَلَيْهَا بِالخَمْرِ». أخرجه أحمد
والترمذي (1).
- عقوبة شارب الخمر:
1 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنّ رَسُولَ اللهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدّنْيَا لَمْ
يَشْرَبْهَا فِي الآخرةِ، إِلاّ أَنْ يَتُوبَ». أخرجه مسلم (2).
2 - وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَجُلاً قَدِمَ مِنْ
جَيْشَانَ (وَجَيْشَانُ مِنَ اليَمَنِ) فَسَأَلَ النّبِيّ - صلى الله عليه
وسلم - عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الذّرَةِ يُقَالُ
لَهُ المِزْرُ؟ فَقَالَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَ مُسْكِرٌ
هُوَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «كُلّ
مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنّ عَلَى اللهِ عَزّ وَجَلّ، عَهْداً لِمَنْ يَشْرَبُ
المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللهِ وَمَا طِينَةُ الخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النّارِ، أَوْ
عُصَارَةُ أَهْلِ النّارِ». أخرجه مسلم (3).
- الملعونون في الخمر:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم - فِي الخَمْرِ عَشْرَةً، عَاصِرَهَا،
وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ،
وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثمَنِهَا، وَالمُشْتَرِي لَهَا،
وَالمُشْتَرَاةُ لَهُ. أخرجه الترمذي وابن ماجه (4).
- حكم النبيذ:
النبيذ: هو ماء يلقى فيه تمر، أو زبيب ونحوهما، ليحلو به الماء، وتذهب
ملوحته.
_________
(1) صحيح/ أخرجه أحمد برقم (125) , وهذا لفظه، وأخرجه الترمذي برقم (2801).
(2) أخرجه مسلم برقم (2003).
(3) أخرجه مسلم برقم (2002).
(4) صحيح/ أخرجه الترمذي برقم (1295) , وهذا لفظه، وأخرجه ابن ماجه برقم
(3380).
(4/354)
والنبيذ مباح يجوز شربه ما لم يغل، أو
يزبد، أو تأتي عليه ثلاثة أيام فيحرم.
1 - عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَا أَبُو
أُسَيْدٍ السّاعِدِيّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي عُرْسِهِ،
فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ يَوْمَئِذٍ خَادِمَهُمْ، وَهْيَ العَرُوسُ، قَالَ
سَهْلٌ: تَدْرُونَ مَا سَقَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟
أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللّيْلِ فِي تَوْرٍ، فَلَمّا أَكَلَ
سَقَتْهُ إِيّاهُ. متفق عليه (1).
2 - وَعَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُنْقعُ لهُ الزّبيبُ، فَيَشْرَبُهُ اليوْمَ
وَالغَدَ وَبَعْدَ الغَدِ إِلَىَ مَسَاءِ الثّالِثَةِ، ثُمّ يَأْمُرُ بِهِ
فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ. أخرجه مسلم (2).
3 - وَعَنْ سَعِيد بْن أَبِي بَردة عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي مُوسَى
الأشْعَرِيِّ رَضيَ اللهُ عَنهُ أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ، فَسَألَهُ عَنْ أشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِهَا،
فَقَالَ: «وَمَا هِيَ؟». قَالَ: البِتْعُ وَالمِزْرُ، فَقُلْتُ لأبِي
بُرْدَةَ: مَا البِتْعُ؟ قَالَ: نَبِيذُ العَسَلِ، وَالمِزْرُ نَبِيذُ
الشَّعِيرِ، فَقَالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ». متفق عليه (3).
- حكم تخليل الخمر:
لا يجوز الانتفاع بالخمر في أي حال إلا حال الضرورة، فيجب إهراق ما وجد
منها، ولا يجوز لأحد تخليلها.
1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -
سُئِلَ عَنِ الخَمْرِ تُتّخَذُ خَلاّ؟ فَقَالَ: «لاَ». أخرجه مسلم (4).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5176) , ومسلم برقم (2006)، واللفظ له.
(2) أخرجه مسلم برقم (2004).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (4343) , واللفظ له، ومسلم برقم (1733).
(4) أخرجه مسلم برقم (1983).
(4/355)
2 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَأَبَا دُجَانَةَ
وَمُعَاذَ ابْنَ جَبَلٍ، فِي رَهْطٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا
دَاخِلٌ فَقَالَ: حَدَثَ خَبَرٌ، نَزَلَ تَحْرِيمُ الخَمْرِ،
فَكَفَأْنَاهَا يَوْمَئِذٍ، وَإِنّهَا لَخَلِيطُ البُسْرِ وَالتّمْرِ. متفق
عليه (1).
- حكم خلط الخمر بغيرها:
يحرم على الإنسان شرب الخمر، ويحرم شرب الماء الممزوج بالخمر؛ لما فيه من
ذرات الخمر.
ويحرم شرب الخمر المطبوخة؛ لأن الطبخ لا يحل حراماً.
ويحرم أكل الخبز والطعام المعجون بالخمر؛ لوجود ذرات الخمر فيه.
ويحرم الاحتقان والسعوط بالخمر؛ لأنه انتفاع بمحرم.
ولا يجوز الامتشاط به ليزيد بريق الشعر.
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} [المائدة: 90 - 91].
- حكم التداوي في الإسلام:
التداوي في الإسلام مشروع، بل هو مأمور به، وهو من فعل الأسباب المأمور بها
شرعاً.
والتداوي لا ينافي التوكل، إذا اعتقد الإنسان أن الشافي هو الله وحده، وما
الدواء إلا سبب جعله الله سبباً ووسيلة للشفاء.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5600) , ومسلم برقم (1980).
(4/356)
وإذا نوى المريض بتناول الدواء التقوي على
طاعة الله كان مأجوراً، فإن الأبدان إذا شفيت من الأسقام، وأكلت الطيبات،
تمكنت وتهيأت لعبادة الله، ودوام ذكره على الوجه الأكمل.
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)} ...
[المؤمنون: 51].
2 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ
شِفَاءً». أخرجه البخاري (1).
3 - وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَتِ
الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ يَا
عِبَادَ اللهِ، تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ
لَهُ شِفَاءً» أَوْ قَالَ: «دَوَاءً إِلاَّ دَاءً وَاحِداً». قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الهَرَمُ». أخرجه أبو داود والترمذي
(2).
- حكم التداوي بالخمر:
يحرم على الإنسان التداوي بالخمر، إلا للمضطر إذا لم يجد علاجاً سواها،
فيجوز تناولها لحفظ حياة المضطر من الهلاك.
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90)} [المائدة: 90].
2 - وَعَنْ وَائِلٍ الحَضْرَمِيّ أَنّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الجُعَفِيّ
سَأَلَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الخَمْرِ؟ فَنَهَاهُ، أَوْ
كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنّمَا أَصْنَعُهَا لِلدّوَاءِ،
فَقَالَ: «إِنّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ،
_________
(1) أخرجه البخاري برقم (5678).
(2) صحيح/ أخرجه أبو داود برقم (3855) , وأخرجه الترمذي برقم (2038)، وهذا
لفظه.
(4/357)
وَلَكِنّهُ دَاءٌ». أخرجه مسلم (1).
2 - السم: وهو كل ما يحتوي على مواد سامة تقتل الحيوان أو الإنسان أو تضره.
- حكم تناول السم:
يحرم على الإنسان تناول ما يضر بدنه وعقله.
فيحرم تناول السم، أو أكله، أو شربه؛ لما فيه من قتل النفس، وإضعافها
وإفسادها، وذلك محرم.
والذي يتناول السم ثم يموت له حالتان:
الأولى: أن يأكله أو يشربه أو يتناوله مستحلاً له، يريح به نفسه من هموم
الدنيا، فينتحر عن طريق أكل السم أو شربه أو تناوله.
فهذا قاتل للنفس بغير حق، وقد كفر بالله؛ لأنه استحل ما عُلم تحريمه من
الدين بالضرورة، وعقوبته الخلود في النار إن لم يتب.
1 - قال الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ
لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)} ... [النساء: 93].
2 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قال: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ،
فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا
أَبَداً، وَمَنْ تَحَسَّى سُمّاً فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ
يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً،
وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ
بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا
أَبَداً». متفق عليه (2).
_________
(1) أخرجه مسلم برقم (1984).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5778) , واللفظ له، ومسلم برقم (109).
(4/358)
الثانية: أن يتناول السم لضعف في نفسه مع
علمه أنه حرام.
فهذا ليس بكافر، ولكنه مرتكب لكبيرة، وهو تحت مشيئة الله، فيُغسّل ويُصلى
عليه.
3 - المخدرات: وهي كل ما يضر بالجسم والعقل كالبنج، والأفيون، والحشيش
ونحوها.
- حكم تناول المخدرات:
يحرم على الإنسان تعاطي ما يضر بدنه وعقله من المسكرات والمخدرات، سواء كان
عن طريق الأكل أو الشرب أو الحقن؛ لما فيها من الأضرار العظيمة، وتعطيل
الأعمال، والصد عن ذكر الله، والكسل والقعود عن الطاعات.
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا
أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ
تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
بِكُمْ رَحِيمًا (29)} [النساء: 29].
2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ
الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا
يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ
الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)} [المائدة: 90 - 91].
- حكم التداوي بالمخدر:
استعمال المخدر في الطب له حالتان:
الأولى: استعمال المخدر في العمليات الجراحية.
فهذا جائز، سواء كان التخدير كلياً أم جزئياً، بل هو من نعم الله على
الإنسان
(4/359)
لمنع ضرر الألم الشديد الذي يصيب الإنسان
أثناء الجراحة، وإباحته من باب الضرورة.
الثانية: استعمال المخدر مع الأدوية الطبية بنسب معينة، لتسكين الآلام
والأوجاع الشديدة.
فهذا إن كانت نسبته قليلة، ولا يترتب عليه ضرر ولا سكر، وحصل به للمريض
نفع، وكان المريض محتاجاً إليه، ولم يوجد غيره يقوم مقامه، وقرر الطبيب أنه
لا بد منه، فهذا يباح التداوي به للحاجة؛ حفظاً للنفس من الضرر أو الهلاك.
يتناوله المريض أكلاً، أو شرباً، أو شماً، أو بحقنة، أو ابتلاع، بقدر
الضرورة والحاجة.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)} ... [البقرة: 173].
4 - الدم: وهو دم الحيوان الذي يخرج منه عند الذبح، أو الصيد، أو الجرح.
- حكم الدم:
يحرم على الإنسان تناول أو أكل أو شرب الدم المسفوح، ودم الإنسان كالدم
المسفوح، يحرم على الإنسان تناوله أو أكله أو شربه.
1 - قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ
السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى
النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} ...
[المائدة: 3].
(4/360)
2 - وقال الله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي
مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ
يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ
رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ
بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)} ... [الأنعام:
145].
- ما يباح من الدم:
الدم محرم كله، والمستثنى منه قسمان:
الأول: استثناء في النوع: وهو الكبد والطحال، فيباح أكلهما.
الثاني: استثناء في الأحوال: وهو الانتفاع به حال الضرورة، فيجوز للمضطر
شرب الدم لدفع الهلاك عن نفسه.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)} ... [البقرة: 173].
- حكم التداوي بنقل الدم:
دم الإنسان كالدم المسفوح يحرم على الإنسان تناوله تغذية عن طريق الفم.
أما نقل الدم من الإنسان الصحيح إلى المريض، وحقنه به عن طريق الوريد فهذا
جائز بشرطين: أن يكون المريض مضطراً إلى الدم .. وأن لا يتضرر من سُحب منه
الدم.
فإن توقفت حياة المريض على نقل الدم إليه وجب حقنه به، إنقاذاً لحياة
الإنسان من الهلاك.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ
وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ
لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ
عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)} ... [البقرة: 173].
(4/361)
- أحوال نقل الدم:
نقل دم الإنسان إلى غيره له ثلاث حالات:
الأولى: حال الضرورة:
فيجوز للطبيب نقل الدم إلى مريض يخاف هلاكه، كمن حصل له نزيف، أو امرأة
نفست وخرج منها دم كثير، أو خاف على تلف عضو من أعضائه، وقد أباح الله شرب
الدم عند الضرورة.
الثانية: حال الحاجة:
فيجوز للطبيب حقن الدم بأصحاب الأمراض المؤلمة المزعجة، لدفع الألم الشديد
وإن لم يخش الهلاك.
الثالثة: ما ليس له ضرورة ولا حاجة:
كمن يريد أن يغير دمه، ليكون أنشط له، فهذا الأولى تركه؛ لأن إباحة الدم
متعلقة بحال الضرورة والحاجة، فيبقى ما عداهما ممنوع.
- حكم التداوي بالحجامة:
الحجامة: هي إخراج الدم الفاسد من البدن في الرأس أو الظهر أو غيرهما.
ويباح التداوي بالحجامة، وهي من أفضل الأدوية.
1 - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ
الحَجَّامِ، فَقالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،
حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ
مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ،
وَقالَ: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، وَالقُسْطُ
البَحْرِيُّ». متفق عليه (1).
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5696) , واللفظ له، ومسلم برقم (1577).
(4/362)
2 - وعَنْ جَابِر بن عَبْدِاللهِ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمَا أنَّهُ عَادَ المُقَنَّعَ ثُمَّ قَالَ: لا أَبْرَحُ حَتَّى
تَحْتَجِمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: «إِنَّ فِيهِ شِفَاءً». متفق عليه (1).
3 - وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ -
صلى الله عليه وسلم - احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ
شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ. متفق عليه (2).
- علاج الحمى:
الحمى: هي شدة حرارة البدن.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا
بِالمَاءِ». متفق عليه (3).
- السنة إذا وقع الذباب في الإناء:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - قالَ: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ
فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ
جَنَاحَيْهِ شِفَاءً وَفِي الآخَرِ دَاءً». أخرجه البخاري (4).
5 - الأشربة المركبة المصنعة من مواد كيماوية تضر الجسم والعقل:
فهذه كلها محرمة لا يجوز تناولها؛ لما فيها من عظيم الأضرار، لما فيها من
الكحول والمنبهات والمفترات وغيرها.
6 - كل شراب حلال كالحليب والعسل إذا خلط بمحرم كالخمر أو الدم المسفوح
فإنه يحرم.
_________
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5697) , واللفظ له، ومسلم برقم (2205).
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5701) , واللفظ له، ومسلم برقم (1202).
(3) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (5723) , واللفظ له، ومسلم برقم (2209).
(4) أخرجه البخاري برقم (5782).
(4/363)
|