طلبة
الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ط دار القلم ص -10-
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد للّه
الّذي رفع العلم وأهله ووضع الرّاضي بالجهل
وجهله. والصّلاة على رسوله المصطفى محمّد
الّذي علّم به الجهّال وهدى به الضّلّال.
قال الشّيخ الإمام الزّاهد نجم الدّين زين
الإسلام فخر الأئمّة أبو حفص عمر بن محمّد بن
أحمد النّسفيّ رحمة اللّه عليه سألني جماعة من
أهل العلم شرح ما يشكل على الأحداث الّذين قلّ
اختلافهم في اقتباس العلم والأدب ولم يمهروا
في معرفة كلام العرب من الألفاظ العربيّة
المذكورة في كتب أصحابنا الأخيار وما أورده
مشايخنا في نكتها من الأخبار إعانة لهم على
الإحاطة بكلّها وإغناء عن الرّجوع إلى أهل
الفضل لحلّها فأجبتهم إلى ذلك اغتناما
لمسألتهم ورغبة في صالح أدعيتهم واللّه
الموفّق والمثيب عليه توكّلت وإليه أنيب.
ص -11-
كتاب الطّهارة:
افتتحت بقول
النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
"مفتاح الصّلاة
الطّهور".
وهو على ألسنة الفقهاء بفتح الطّاء ومسموعي من
أهل الإتقان من مشايخي رحمهم اللّه بضمّها وهو
الصّحيح لان الطّهور بالضّمّ الطّهارة وهو
المراد بهذا الحديث وبالفتح هو اسم ما يتطهّر
به من الماء والصّعيد قال اللّه تعالى:
{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً}1 وقال النّبيّ عليه السلام:
"التّراب طهور المسلم ولو إلى عشر حجج".
ونظيره من اللّغة السّحور وهو ما يتسحّر به
والسّعوط وهو ما يستعط به وكذلك قال النّبيّ
صلّى اللّه عليه وسلم:
"لا يقبل اللّه صلاة امرئ بغير طهور"
وهو بالضّمّ أيضا فأمّا قوله عليه السلام:
"لا يقبل اللّه تعالى صلاة امرئ حتّى يضع
الطّهور مواضعه" فهذا بالفتح لأنّ المراد به الماء الّذي يتطهّر به أو التّراب
الّذي يتيمّم به. وقول النّبيّ عليه السلام:
"الوضوء شطر الإيمان" أي شرط جواز الصّلاة لأنّ الشّطر في الأصل هو النّصف والإيمان
هاهنا أريد به الصّلاة كما في قوله تعالى:
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي صلاتكم إلى بيت المقدس.
سمّيت الصّلاة إيمانا لأنّ جوازها وقبولها به
فجعل الوضوء نصف الصّلاة على معنى أنّهما
فعلان أحدهما وهو الوضوء شرط الآخر وهو
الصّلاة.
والاستنجاء طلب طهارة القبل والدّبر ممّا يخرج
من البطن بالتّراب أو الماء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة البقرة143.
ص -12-
قال
صاحب مجمل اللّغة النّجو: ما يخرج من البطن.
وقال القتبيّ أصله من النّجوة وهي الارتفاع من
الأرض، وكان الرّجل إذا أراد قضاء الحاجة
تستّر بنجوة فقالوا ذهب ينجو كما قالوا ذهب
يتغوّط إذا أتى الغائط وهو المكان المطمئنّ من
الأرض لقضاء الحاجة.
ثمّ سمّي الحدث نجوا واشتقّ منه استنجى إذا
مسح موضعه أو غسله.
والاستطابة: كذلك وهي طلب
الطّيب أي الطّهارة.
والاستجمار: التّمسّح بالجمار
وهي جمع جمرة وهي الحجر قال النّبيّ عليه
السلام:
"إذا استجمرت فأوتر وإذا توضّأت فاستنثر".
والإيتار: أن تجعل ذلك وترا
لا شفعا.
والاستنثار: الاستنشاق وهو
جعل الماء في النّثرة أي الأنف قاله القتبيّ
في الدّيوان النّثرة الفرجة بين الشّاربين
حيال وترة الأنف.
وقال في مجمل اللّغة النّثرة: الخيشوم وما
والاه ونثرت الشّاة إذا طرحت من أنفها الأذى.
والخيشوم أقصى الأنف ويروى فاستنتر بتاء معجمة
من فوقها بنقطتين أي اجتذب الذّكر مرّة بعد
مرّة وهو الاستبراء.
ويروى فانتر أي ادلك من حدّ دخل.
والمضمضة: تطهير الفم بالماء، وأصلها
تحريك الماء في الفم.
والاستنشاق: تطهير الأنف بالماء وأصله
من قولهم استنشق الرّيح أي تنسّمها.
والاستبراء: الاستنظاف وهو طلب
النّظافة باستخراج ما بقي في الإحليل ممّا
يسيل والاستبراء في الجارية من هذا وهو تعرّف
نظافة رحمها من ماء الغير
ص -13-
بحيضة
وكذا قولك للمنكوحة استبرئي رحمك كناية عن
الطّلاق وهو في أصل الوضع أمر بالاعتداد الّذي
به تعرف نظافة الرّحم.
واليد تغسل إلى المرفق وهو ما بين الذّراع
والعضد وفيه لغتان مرفق بفتح الميم وكسر الفاء
ومرفق بكسر الميم وفتح الفاء.
والرّجل تغسل إلى الكعب وهو العظم النّاتئ عند
أبي حنيفة وأبي يوسف مأخوذ من الكاعب وهي
الجارية الّتي نتأ ثديها أي ارتفع من حدّ صنع
وهي مهموزة وأكعب الفصيل إذا ارتفع سنامه.
وعند محمّد الكعب: هو العظم المربّع الّذي عند
معقد الشّراك والتّكعّب التّربّع وسمّيت
الكعبة بها لتربّعها
وقولهم في حدّ الوجه: هو من قصاص الشّعر بضمّ
القاف هو حيث ينتهي إليه شعر الرّأس.
وقولهم: البياض الّذي بين العذار وشحمة الأذن.
فالعذار رأس الخدّ.
وشحمة الأذن ما لان منها.
وقصبة الأنف عظمه.
والمارن ما لان منه.
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم:
"ويل للعراقيب من النّار"
هي جمع عرقوب وهو عصب العقب.
والولاء: في الوضوء هو
المتابعة يقال والى بين الشّيئين أي تابع
بينهما وأصله القرب يقال وليه ويليه أي قرب
منه.
ومنه قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "ليلني منكم أولو الأحلام والنّهى" أي ليقرب منّي أي وليقم خلفي بقرب منّي والرّواية الصّحيحة بحذف
الياء بين اللّام والنّون لأنّه أمر
ص -14-
والأمر
مجزوم وسمّيت المتابعة بين أفعال الوضوء ولاء
لما فيها من تقريب البعض من بعض.
والتّرتيب في الوضوء والصّلاة
ترك التّقديم والتّأخير أصله مراعاة مراتب
المذكورات.
والوضوء مأخوذ من الوضاءة وهي النّظافة والحسن
يقال وضؤ يوضؤ وضاءة فهو وضيء من حدّ شرف أي
حسن ونظف والمتوضّئ ينظّف أعضاءه ويحسّنها.
والوضوء يذكّر ويراد به غسل
اليد وحدها قال النّبيّ عليه السلام:
"الوضوء قبل الطّعام ينفي الفقر وبعده ينفي اللّمم"
أي الجنون لأنّه تنظيف لليد وتحسين لها.
والوضوء ممّا مسّته النّار.
والوضوء من ثور أقط، أي: قطعة منه.
والوضوء من مسّ الذّكر هذا كلّه محمول عندنا
على غسل اليد لما قلنا.
وقال النّبيّ عليه السلام في مسّ الذّكر:
"إنّما هو بضعة منك" بفتح الباء أي قطعة لحم مجتمعة والبضع القطع من حدّ صنع.
اغترف غرفة بضمّ الغين فمسح بها رأسه وأذنيه
هي قدر ما يغترف بالكفّ.
والصّلاة في اللّغة هي الدّعاء ويستشهدون في
ذلك بقول القائل وهو قول الأعشى:
تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا
يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الّذي صلّيت فاغتمضي نوما فإنّ لجنب المرء مضطجعا
هذا رجل
أراد أن يسافر وقد قرّب مرتحله بفتح الحاء أي
راحلته وهي مركبه الّذي يضع عليه رجله ويركبه
فدعت له ابنته وقالت: يا ربّ أبعد عن أبي
ص -15-
الأوجاع فإنّ الأوصاب جمع وصب وهو الوجع
وإنّما عطف الوجع على الأوصاب ومعناهما واحد
لمغايرة اللّفظين فأجابها أبوها فقال عليك مثل
الّذي صلّيت أي لك مثل ما دعوت لي وهذا دعاء
لها بمثل دعائها له. وقوله اغتمضي أي غمّضي
عينيك للنّوم فلا بدّ للمرء أن يكون لجنبه
مضطجع بفتح الجيم أي موضع اضطجاع ويستشهدون
أيضا بقول الآخر:
وصهباء طاف يهوديّها
وأبرزها وعليها ختم
وقابلها الشّمس في دنّها
وصلّى على دنّها وارتسم
الصّهباء الخمر الحمراء
واليهوديّ هاهنا صاحبها يقول هذا اليهوديّ
الّذي هو صاحب هذه الخمر طاف عليها وأبرزها أي
أخرجها وختم عليها ووضعها في مقابلة الشّمس في
دنّها ودعا على دنّها وارتسم أي كبّر وتعوّذ
وحذّر انكسار الدّنّ وانصباب الخمر يصف عزّتها
عليه ورغبته فيها وحذره عليها.
وللصّلاة معان أخر ذكرناها في أوّل كتاب حصائل
المسائل وغرضي هاهنا شرح الألفاظ الّتي أوردها
أصحابنا ومشايخنا في كتبهم فلم أتعدّها إلى
غيرها.
وقوله عليه السلام: ويحذف التّكبير أي لا
يمدّه وحقيقة الحذف الإسقاط أي يسقط الألف
الزّائدة في أوّله.
وقول النّبيّ عليه السلام:
"التّكبير جزم" أي مقطوع
المدّ وقيل أي مقطوع حركة الآخر للوقف وكذا
قول النّبيّ عليه السلام:
"الأذان جزم"
فإنّ الصّواب أن يقول اللّه أكبر بتسكين
الرّاء ولا يقف على الرّفع وكذا سائر كلماته
الأواخر.
وتعديل أركان الصّلاة تسويتها أي إتمام
فرائضها.
ويعتمد على راحتيه أي كفّيه والرّاحة والرّاح
الكفّ.
ويبدي ضبعيه بتسكين الباء أي عضديه وفي شرح
الغريبين وغريب
ص -16-
الحديث
للقتبيّ، الصّحيح يبدّ ضبعيه بدون الياء مشدّد
الدّال والإبداد المدّ أي يباعدهما عن جنبيه.
ويجافي عضديه عن جنبيه أي يباعد قال اللّه
تعالى:
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}1 أي يتباعد حتّى يرى عفرة إبطيه أي بياضهما.
والنّقر في الصّلاة تخفيف السّجود على
النّقصان كنقر الدّيك وهو التقاطه الحبّ عن
سرعة.
وافتراش الذّراعين بسطهما.
والإقعاء في اللّغة: إلصاق
الأليتين بالأرض ونصب السّاقين ووضع اليدين
على الأرض كما يفعل الكلب. وعند الفقهاء هو:
أن يضع أليتيه على عقبيه بين السّجدتين.
وقيل هو أن يجلس على وركيه.
والتّورّك: أن يقعد على وركه
الأيسر ويخرج رجليه إلى يمينه.
وفرقعة الأصابع تنقيضها.
ولا يضع يديه على خاصرتيه، الخاصرة المستدقّ
فوق الوركين ويستدلّون على هذا بحديثه صلّى
اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن الاختصار في
الصّلاة وله وجوه أخر.
قيل هو الاتّكاء على المخصرة أي العصا
والعكّازة.
وقيل هو قراءة آية أو آيتين من آخر السّورة.
والاعتجار: هو لفّ العمامة
على الرّأس وابداء الهامة وهو فعل الشّطّار.
وقيل هو ترك التّلحّي أي شدّ بعض العمامة تحت
الحنك.
وقيل هو التّقنّع بالمنديل كما تفعله النّساء
بمعاجرهنّ ويوردون في بعض النّكت هذا البيت
الّذي قيل في أبي يوسف القاضي رحمه اللّه
تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 السجدة: من الآية16
ص -17-
جاءت به معتجرا ببرده
سفواء تردي بنسيج وحده
أي جاءت
السّفواء وهي البغلة الخفيفة النّاصية به أي
بأبي يوسف والباء هاهنا للتّعدية.
معتجرا أي في حال ما كان متقنّعا ببرده الّذي
هو رداؤه أو طيلسانه تردي أي تسرع هذه البغلة
والرّديان سير بين العدو والمشي الشّديد من
حدّ ضرب بنسيج وحده والباء للتّعدية أيضا
ونسيج وحده يعني أبا يوسف وهو فريد عصره وأصله
في الثّوب النّفيس الّذي لا ينسج على منواله
غيره.
والتّصويب والتّدبيج معا بالدّال والذّال
ألفاظ رويت ومعناها خفض الرّأس في الرّكوع وقد
نهي عنه.
والتّطبيق في الرّكوع أن يجمع بين كفّيه
ويجعلهما ما بين ركبتيه. وعقص الشّعر هو أن
يلويه على الرّأس ويجمعه من حدّ ضرب.
وقول النّبيّ عليه السلام في ذلك:
"ذاك كفل
الشّيطان" بكسر الكاف وتسكين الفاء أي معقد الشّيطان وأصله كساء يدار حول
سنام البعير وقيل هو كساء يعقد طرفاه على عجز
البعير ليركبه الرّديف وقيل هو ما يكتفل به
الرّاكب من كساء ونحوه أي يجعله تحت كفله أي
عجزه ومعانى هذه الكلمات واحدة.
والتّوشّح بالثّوب التّلفّف به.
"لا يقبل اللّه تعالى صلاة من لا يمسّ أنفه الأرض كما يمسّ جبهته"
بضمّ الياء وكسر الميم من قولهم أمسّ الشّيء أي جعله ماسّا وقد مسّ
بنفسه يمسّ من حدّ علم وأمسّه غيره أي حمله
عليه.
"أمرت أن أسجد على سبعة آراب"
بمدّ الألف جمع إرب وهو العضو.
ص -18-
وقوله
عليه السلام:
"ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنّها أذناب خيل شمس" بضمّ الميم جمع شموس كقولك رسول وجمعه رسل والشّموس الّذي يمنع
ظهره أي لا يترك أحدا يركبه وقد شمس شماسا من
حدّ دخل.
تثاءب في صلاته الصّحيح بالهمزة بدون الواو
والاسم منه الثّؤباء بضمّ الثّاء وفتح الهمزة
ومدّ الآخر وقول النّبيّ عليه السلام:
"إذا تثاءب أحدكم فليكظم فاه" أي ليضمّه ويشدّه. وقول أبي سعيد مولى أبي أسيد بفتح الألف عرّست
بأهلي فدعوت إلى ذلك رهطا من الصّحابة يقال
أعرس الرّجل يعرس إعراسا أي بنى بأهله وهو
حملها إلى بيته وعرس بها من حدّ علم أي لزمها.
فأمّا التّعريس فهو النّزول في آخر اللّيل بعد
السّير في أقلّه ومنه ليلة التّعريس.
وقوله عليه السلام:
"ولا يجلس
على تكرمة أخيه" وهو صدر
بيته والموضع الّذي حسّنه وهيّأه لجلوسه.
وقوله عليه السلام:
"لا صلاة
لمنتبذ" أي لمنفرد خلف الصّفّ من قولك نبذ كذا إذا ألقاه وانتبذ لازم له أي
ألقى نفسه خلف الصّفّ.
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي بكرة
رضي اللّه عنه حين دبّ راكعا حتّى التحق
بالصّفّ:
"زادك
اللّه حرصا ولا تعد" يروى هذا
بثلاث روايات.
إحداها ولا تعد بفتح التّاء وضمّ العين وجزم
الدّال من العود وهو نهي عن المعاودة إلى مثله
لأنّه مكروه. والثّانية ولا تعد بضمّ التّاء
وكسر العين وجزم الدّال من الإعادة وهو نهي عن
إعادة الصّلاة لما أنّها لم تفسد بهذا القدر.
والثّالثة ولا تعد بفتح التّاء وتسكين العين
وضمّ الدّال من العدو وهو نهي عن
ص -19-
السّرعة في المشي في الصّلاة، وبيان أنّ
الخطوة ونحوها لا تقطع الصّلاة والمشي عن سرعة
تقطع.
وروى عليّ رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى
اللّه عليه وسلّم أنّه قال:
"تحت كلّ شعرة جنابة فبلّوا الشّعرة وأنقوا البشرة" قال عليّ فمن ثمّ عاديت شعري أي استأصلته وحلقته ليصل الماء إلى ما
تحته.
وقيل: أي رفعته عند الغسل من قولهم عاديت رجلي
عن الأرض أي جافيتها وعاديت الوسادة أي
ثنيتها.
وقولها: إنّي أشدّ ضفر رأسي بفتح الضّاد وهو
شدّ الضّفيرة وهي الذّؤابة.
وقوله عليه السلام: "لا يضرّ
الجنب والحائض أن لا ينقضا شعرهما إذا بلغ
الماء شؤون شعرهما"
جمع شأن والشّؤون مواصل قطع الرّأس ومنها تجيء الدّموع.
وفي الخبر ومن يملك نشر الماء بفتح الشّين أي
ما انتشر منه يقال رأيت نشرا أي قوما منتشرين.
وفي الخبر:
"موت ما ليس له
نفس سائلة في الماء لا يفسده" أي دم
سائل.
المائعات الذّائبات ماع يميع أي ذاب ويراد بها
السّائلات.
وفي حديث العرنيّين قتلوا الرّعاء بكسر الرّاء
ومدّ الآخر هو جمع الرّاعي وفيه: سمل أعينهم
هو فقء العين بشوك أو غيره ويروى فسمر أعينهم
بالرّاء أي أحمى لها مسامير الحديد وكحّلهم
بها جمع مسمار وفيه أنّه ألقاهم في الحرّة هي
الأرض الّتي عليها حجارة سود.
وفيه: يكدمون الأرض، الكدم العضّ من حدّ دخل
وضرب جميعا.
وقوله عليه السلام:
"نعم لو
كنت على ضفّة نهر جار" بكسر
الضّاد هي جانب النّهر.
ومن الواقعات في الماء الصّرار وهو اسم
لشيئين.
ص -20-
أحدهما
دويبّة تصرّ باللّيل أي تصوّت وهو بالفارسيّة
ورّوك.
والآخر تصرّ بالنّهار في الصّيف وهو
بالفارسيّة زلّه ومنها الأخطب وهي دويبّة
صغيرة يقال لها بالفارسيّة سبوي شكنك وهو اسم
للشّقراق أيضا وللصّرد.
وأصله أنّ الأخطب هو الحمار الّذي بظهره خضرة
والخطبان الحنظل وقد أخطب الخطبان أي صارت فيه
خطوط خضر.
وفي مسألة التّرتيب يروون حديث عمر رضي اللّه
عنه أنّه رأى أعرابيّا توضّأ وقد بقي لمعة هي
بضمّ اللّام ومن فتحها فقد أخطأ وهي قطعة من
البدن أي العضو لم يصبها الماء في الاغتسال أو
الوضوء.
وأصله في اللّغة قطعة من نبت أخذت في اليبس
وفي هذا الحديث أنّ عمر رضي اللّه عنه أعطاه
خميصة هي كساء أسود مربّع له علمان.
وقيل هو ثوب خزّ أو صوف معلّم بالسّواد
والضّفدع بكسر الدّال.
ويذرق الطّائر بضمّ الرّاء وكسرها لغتان ويزرق
بالزّاي مكان الذّال لغة أيضا أي يلقي خرأه.
والتّور المذكور في أوّل الجامع الصّغير هو
إناء يشرب منه.
وقوله عليه السلام لخولة:
"حتّيه" أي حكّيه وقيل أي اقشريه.
نزح ماء البئر أي استخرجه والمستقبل منه ينزح
بفتح الزّاي ونزفه استخرجه كلّه والمستقبل منه
ينزف بكسر الزّاي.
وتمعّك شعره أي ذهب.
والبالوعة بئر المغتسل.
والمذي بتسكين الذّال ماء رقيق أبيض يخرج عند
ملاعبة الأهل والفعل منه مذيت وأمذيت.
ص -21-
والودي
بتسكين الدّال ما يخرج بعد البول.
والمنيّ النّطفة هذا بالتّشديد والمذي ساكنة
الذّال.
وإذا التقى الختانان أي موضع ختان الرّجل
وموضع المرأة.
والحشفة ما فوق الختان.
وأبو اليسر بيّاع العسل من الصّحابة مفتوح
الياء والسّين.
ولقيط بن صبرة راوي حديث المبالغة في المضمضة
مفتوح الصّاد والباء هو لقيط بن عامر بن صبرة
ينسب إلى جدّه ولقيط هذا أبو رزين العقيليّ
يعرف بكنيته.
والحوض الكبير الّذي لا يخلص بعضه إلى بعض
الخلوص هو الوصول وفسّره الفقهاء بالتّحريك
والصّبغ وغير ذلك كما عرف.
وبئر بضاعة بضمّ الباء أصحّ ويقال بالكسر أيضا
وهي بئر معروفة بالمدينة.
والقلّة جرّة يقلّها إنسان أي يحملها أي هي
بقدر ما يطيق حملها واحد.
كان له ثوب ينشف أعضاءه بعد وضوئه أي ينتشر به
من حدّ علم والجبائر الّتي تربط على الجرح جمع
جبيرة وهي العيدان الّتي تجبر بها العظام.
والدّسعة الدّفعة من القيء.
والقلس بفتح اللّام ما يخرج من الفم بالقيء
وبتسكينها المصدر منه.
والصّديد الدّم المختلط بالقيح والقيح الصّفرة
الّتي لا دم فيها.
ورعف من حدّ دخل أي سال رعافه ورعف من حدّ شرف
لغة ضعيفة فيه ورعف على ما لم يسمّ فاعله أي
صار مرعوفا أي معلولا بعلّة الرّعاف.
وسلس البول: استرخاء سبيله.
واستطلاق البطن: سيلان ما يخرج منه.
ص -22-
فمن
ضحك منكم قرقرة أي قهقهة وهما الضّحك مع
الصّوت.
وتنخّم أي أخرج النّخامة وهي البلغم.
وتوضّئوا من ثور أقط أي قطعة منه.
أنتوضّأ من ماء سخن بضمّ السّين وتسكين الخاء
هو الحارّ.
وفي حديث عكراش بن ذؤيب أتينا بقصعة كثيرة
الثّريد كثيرة الوذر أي قطع اللّحم والواحدة
وذرة بفتح الواو وتسكين الذّال وهي القطعة من
اللّحم.
وفرك المنيّ من الثّوب يفركه من حدّ دخل أي
حتّه وأزاله.
ومن غمّض ميّتا بتشديد الميم أي ضمّ أجفانه.
وغسل المحاجم أي مواضع الحجامة وقد احتجمت أنا
وحجمني الحجّام يحجمني من حدّ دخل حجامة.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
للمستحاضة:
"خذي فرصة ممسّكة" أي قطعة من قطن أو صوف والممسّكة المطيّبة بالمسك إزالة لريح دم
القبل.
وقيل أي مأخوذة وهي من قولك مسّك بالشّيء
وتمسّك به قال اللّه تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}1 وقال لها:
"تلجّمي واستثفري" أي شدّي
فرجك بخرقة عريضة توثقين طرفيها في شيء تشدّين
ذلك على وسطك لمنع الدّم مأخوذ من اللّجام
والثّفر للدّابّة.
ولو وطئ على مشاقة أي مشاطة وهو ما يسقط من
الشّعر بالامتشاط يريد به إنّ من وطئ الشّعر
الّذي زال عن الإنسان بالمشط أو الحلق أو
التّقصير وهو ساقط على الأرض فوطئه لا ينسّجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأعراف: من الآية170
ص -23-
وقوله
لو داس الطّين أي وطئه برجليه وهو من قولك داس
الطّعام يدوسه دياسة.
وقولهم إنّ الرّيح تسفيها بفتح التّاء من باب
ضرب أي تذروها.
وأخثاء البقر جمع خثى بكسر الخاء وهو الرّوث.
وقوله وإن كان يعتريه ذلك كثيرا أي يأتيه
ويعرض له وقد عراه يعروه واعتراه يعتريه أي
أتاه وأصابه قال اللّه تعالى: خبرا عن قوم هود
عليه السلام:
{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ}1
أي عرض لك.
وقوله نضح فرجه أي رشّ عليه والمستقبل منه
ينضح بكسر الضّاد.
والدّم المسفوح يراد به السّائل وقد سفحه
يسفحه بالفتح أي هراقه.
والحلمة القراد العظيم وجمعها الحلم بإسقاط
الهاء.
وإذا انتضح البول عليه مثل رءوس الإبر جمع
إبرة وهو تمثيل للتّقليل.
والإغماء الغشي وقد أغمي عليه أي غشي عليه.
والخابية الحبّ وأصلها مهموز لأنّها تخبئ ما
يجعل فيها أي تستره.
والإجّانة المركن بتشديد الجيم والإنجانة
بزيادة النّون خطأ.
واذا ولغ الكلب في الإناء أي جعل فيه لسانه
وشرب منه ولغ يلغ ولوغا من حدّ صنع.
وقوله عليه السلام: "وعفّروا
الثّامنة بالتّراب" أي مرّغوا
ولطّخوا.
وقوله عليه السلام: "إذا وقع
الذّباب في الإناء فامقلوه" أي
اغمسوه من حدّ دخل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هود: من الآية54.
ص -24-
ويجوز
الاستصباح بالدّهن النّجس أي إيقاد المصباح
وهو السّراج.
وفي الحديث ذكر المسح على المشاوذ والتّساخين
فالمشوذ العمامة وجمعها المشاوذ.
والتّساخين الخفاف واحدتها تسخن أو تسخان وقيل
لا واحد لها من لفظها كالأبابيل والإبل
والنّسوة.
والخفّ الثّخين هو خلاف الرّقيق وقد ثخن ثخانة
من حدّ شرف.
والمنعّل الّذي جعل عليه النّعل.
وفي حديث المسح على الجرموق حديث عمر رضي
اللّه عنه أتي بعسّ من لبن وهو القدح العظيم.
والتّيمّم التّعمّد. والصّعيد التّراب
والصّعيد الأرض أيضا من قوله تعالى:
{صَعِيداً زَلَقاً}1
وقوله إلى:
"عشر حجج" أي سنين واحدتها حجّة بكسر الحاء.
ولا يمسح على القفّازين مشدّد الفاء القفّاز
شيء تلبسه النّساء في أيديهنّ لتغطية الكفّ
والأصابع ومنه الحديث رخّص للمحرمة في
القفّازين يقال لها بالفارسيّة دسّت موزه.
والجرموق فارسيّ معرّب وأصله جرموك.
وأسلع من الصّحابة بالسّين والصّاد وآخره بعين
لها علامة من تحتها.
وتمعّك في التّراب أي تمرّغ فيه.
والنّورة بضمّ النّون ما يتنوّر به أي يطلى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الكهف: من الآية40.
ص -25-
والجصّ
بفتح الجيم ليس بعربيّ محض وبالكسر لغة أيضا.
والاستيعاب الاستيفاء.
والرّدغة والرّدغة بتسكين الدّال وفتحها الوحل
الشّديد والوزعة بالزّاي المفتوحة كذلك.
والسّراب ما يتخايل ماء.
والمحبوس في المخرج أي في المتوضّأ. والصّلاة
بالإيماء أي بالإشارة وقد أومأت بالهمزة كذلك
في اللّغة والفقهاء يقولون أوميت وهو على وجه
تليين الهمزة. وكذلك يقولون الصّلاة أجزته
واللّغة أجزأته أي كفته.
ويقولون استبريت الجارية واللّغة استبرأت وعلى
هذا حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
"حتّى يستبرين
بحيضة" هو بالياء على ألسن الفقهاء ويمنعهم الأدباء عن التّلفّظ بهذا
ويقولون بل يقال:
"حتّى
يستبرئن" لكنّ الرّواية بالياء ثابتة لأنّ النّبيّ عليه السلام: كان لا
يهمز. |