التيسير بشرح
الجامع الصغير فصل فِي الْمحلى بَال من هَذَا الْحَرْف
(الْآخِذ) بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمدّ
(بِالشُّبُهَاتِ) جمع شُبْهَة وَهِي هُنَا مَحل تجاذب
الْأَدِلَّة - - هوامش قَوْله بِضَم الْمِيم كَذَا
بِخَطِّهِ وَهُوَ سبق قلم وَالصَّوَاب بِفَتْح الْمِيم
أفعل تَفْضِيل أه من هَامِش
(1/419)
وَاخْتِلَاف الْعلمَاء (يسْتَحل الْخمر
بالنبيذ) يتَأَوَّل الْخمر بالنبيذ وَيَقُول النَّبِيذ
حَلَال فيشربه (والسحت) بِضَمَّتَيْنِ كل مَال حرَام
(بالهدية) أَي يتَأَوَّل مَا يَأْخُذهُ من الظلمَة أَو
الرِّشْوَة بِأَنَّهُ هَدِيَّة والهدية سَائِغَة الْقبُول
(والبخس بِالزَّكَاةِ) بموحدة وخاء مُعْجمَة وسين مُهْملَة
مِمَّا يَأْخُذهُ الْوُلَاة باسم الْعشْر والمكسر يتأولون
فِيهِ الزَّكَاة فالآخذ بِالشُّبُهَاتِ يَقع فِي الْحَرَام
وَلَا بُد (فرعن على) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْأَخْذ والمعطي سَوَاء فِي الرِّبَا) أَي آخذ الرِّبَا
ومعطيه فِي الاثم سَوَاء وَإِن كَانَ الْآخِذ مُحْتَاجا
كَمَا مر (قطّ ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(الْآمِر) بِكَسْر الْمِيم ممدودا (بِالْمَعْرُوفِ) أَي
بِمَا عرف فِي الشَّرْع بالْحسنِ (كفاعله) فِي حُصُول
الْأجر لَهُ لَكِن لَا يلْزم مِنْهُ التَّسَاوِي فِي
الْمِقْدَار (يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي مشيخته) أَي فِي
تراجم مشايخه (فر عَن عبد الله بن جَراد) الخفاجي
الْعقيلِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْآن حمى الْوَطِيس) بِفَتْح الْوَاو وَكسر الطَّاء أَي
الْآن اشْتَدَّ الْحَرْب وَأَصله التَّنور يخبز فِيهِ فكنى
بِهِ عَن اشتباك الْحَرْب والتحامه وَذَا قَالَه يَوْم
حنين حِين نظر إِلَى المعركة وَهُوَ على بغلته وَلم يسمع
قبله (حم م عَن الْعَبَّاس) بن عبد الْمطلب (ك عَن جَابر)
بن عبد الله (طب عَن شيبَة) بن عُثْمَان بن أبي طَلْحَة
الْعَبدَرِي الحَجبي
(الْآن نغزوهم وَلَا يغزوننا) بنونين وَفِي رِوَايَة بنُون
أَي فِي هَذِه السَّاعَة أعلمني الله أَنا أَيهَا
الْمُسلمُونَ نسير إِلَى غَزْو قُرَيْش ونظفر بهم وَلَا
يغزونا بعْدهَا قَالَه حِين أجلى عِنْد الْأَحْزَاب وَهُوَ
من معجزاته (حم خَ عَن سُلَيْمَان بن صرد) بِضَم فَفتح
ابْن الجون بِفَتْح الْجِيم الْخُزَاعِيّ
(الْآن بردت عَلَيْهِ جلده) يَعْنِي الرجل الَّذِي مَاتَ
وَعَلِيهِ دِينَارَانِ فقضاهما رجل عَنهُ بعد يَوْم (حم
قطّ ك عَن جَابر) قَالَ مَاتَ رجل فأتينا بِهِ الْمُصْطَفى
يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ أعليه دين قلت دِينَارَانِ
فَانْصَرف فنحملهما أَبُو قَتَادَة فَذكره ثمَّ صلى
عَلَيْهِ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(الْآيَات بعد الْمِائَتَيْنِ) أَي تتَابع الْآيَات
وَظُهُور الاشراط على التَّتَابُع والتوالي بعد مائتى سنة
وَذَا قَالَه قبل أَن يُعلمهُ الله بِأَنَّهَا تتأخر زَمنا
طَويلا (هـ ك عَن أبي قَتَادَة) صَححهُ الْحَاكِم فأنكروا
عَلَيْهِ وَقَالُوا واه جدا بل قيل بِوَضْعِهِ
(الْآيَات خَرَزَات) بِالتَّحْرِيكِ جمع خرزة كقصبات وقصبة
(منظومات فِي سلك فَانْقَطع) أَي فَإِذا انْقَطع (السلك
فَيتبع بَعْضهَا بَعْضًا) من غير فصل بِزَمن طَوِيل
وَهَذَا ورد فِي حَدِيث آخر مَا يُعَارضهُ (حم ك عَن ابْن
عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْآيَتَانِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة) وهما قَوْله {آمن
الرَّسُول} إِلَى آخرهَا (من قرأهما فِي لَيْلَة) فِي
رِوَايَة بعد الْعشَاء الْآخِرَة (كفتاة) فِي ليلته من
شَرّ الشَّيْطَان أَو الثقلَيْن أَو الْآفَات أَو اغنتاه
عَن قيام اللَّيْل (حم ق هـ عَن أبي مَسْعُود) البدري
(الابدال) بِفَتْح الْهمزَة جمع بدل بِفتْحَتَيْنِ (فِي
هَذِه الْأمة ثَلَاثُونَ رجلا قُلُوبهم على قلب
إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن) أَي انْفَتح لَهُم طَرِيق
إِلَى الله تَعَالَى على طَرِيق إِبْرَاهِيم فَصَارَت كقلب
وَاحِد (كلما مَاتَ رجل) مِنْهُم (أبدل الله مَكَانَهُ
رجلا) فَلذَلِك سموا ابدالا أَو لأَنهم أبدلوا أَخْلَاقهم
السَّيئَة (حم عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // (بِإِسْنَاد
صَحِيح) //
(الابدال فِي أمتِي) أمة الاجابة (ثَلَاثُونَ) رجلا (بهم
تقوم الأَرْض) أَي تعمر (وبهم تمطرون بهم تنْصرُونَ) على
الْأَعْدَاء لِأَن الْأَنْبِيَاء أوتاد الأَرْض فَلَمَّا
انْقَطَعت النُّبُوَّة أبدل الله تَعَالَى مكانهم
هَؤُلَاءِ فبهم يغاث ويستنصر (طب عَنهُ) أَي عَن عبَادَة
// (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْإِبْدَال فِي أهل الشأم) أَي من أَهلهَا) (وبهم
ينْصرُونَ) على الْأَعْدَاء (وبهم يرْزقُونَ) أَي تمطرون
فيكثر النَّبَات وَلَا يُنَافِي تَقْيِيد النُّصْرَة هُنَا
بِأَهْل الشَّام اطلاقها فِيمَا قبله لِأَن نصرتهم
(1/420)
لمن فِي جوارهم أتم وَإِن كَانَت أَعم (طب
عَن عَوْف بن مَالك) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(الْإِبْدَال بِالشَّام وهم أَرْبَعُونَ رجلا كلما مَاتَ
رجل أبدل الله مَكَانَهُ رجلا يسْقِي بهم الْغَيْث وينتصر
بهم على الْأَعْدَاء وَيصرف عَن أهل الشَّام بهم
الْعَذَاب) زَاد فِي رِوَايَة الْحَكِيم لم يسْبقُوا
النَّاس بِكَثْرَة صَلَاة وَلَا صَوْم وَلَا تَسْبِيح
وَلَكِن بِحسن الْخلق وَصدق الْوَرع وَحسن النِّيَّة
وسلامة الصَّدْر أُولَئِكَ حزب الله (حم عَن عَليّ) //
(بِإِسْنَاد حسن) // (الْإِبْدَال أَرْبَعُونَ رجلا
وَأَرْبَعُونَ امْرَأَة كلما مَاتَ رجل أبدل الله تَعَالَى
مَكَانَهُ رجلا وَكلما مَاتَت امْرَأَة أبدل الله تَعَالَى
مَكَانهَا امْرَأَة) لَا يُنَافِي خبر الْأَرْبَعين خبر
الثَّلَاثِينَ لِأَن الْجُمْلَة أَرْبَعُونَ رجلا فثلاثون
على قلب إِبْرَاهِيم وَعشرَة لَيْسُوا كَذَلِك (الْخلال)
بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة اللَّام (فِي) كتاب (كرامات
الْأَوْلِيَاء فر عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف
بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(الْإِبْدَال من الموَالِي) تَمَامه وَلَا يبغض الموَالِي
إِلَّا مُنَافِق وَمن علاماتهم أَيْضا أَنه لَا يُولد
لَهُم وَإِنَّهُم لَا يلعنون شَيْئا (الْحَاكِم فِي) كتاب
(الكنى) والألقاب (عَن عَطاء) بن أبي رَبَاح (مُرْسلا)
بِفَتْح السِّين وَكسرهَا وَهُوَ حَدِيث مُنكر
(إِلَّا بعد فالأبعد) أَي من دَاره بعيدَة (من الْمَسْجِد)
الَّذِي تُقَام فِيهِ الْجَمَاعَة (أعظم أجرا) مِمَّن هُوَ
أقرب مِنْهُ فَكلما زَاد الْبعد زَاد الْأجر لِأَن بِكُل
خطْوَة عشر حَسَنَات (حم د هـ ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) //
(بِإِسْنَاد صَالح) //
(الْإِبِل عز لأَهْلهَا) أَي لمالكيها (وَالْغنم بركَة)
يَشْمَل الضَّأْن والمعز (وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي
الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي مَنُوط بهَا ملازم
لَهَا كَأَنَّهُ عقد فِيهَا لإعانتها على الْجِهَاد وَعدم
قيام غَيرهَا مقَامهَا فِي الْكر والفر (عَن عُرْوَة)
بِضَم الْمُهْملَة (ابْن الْجَعْد) بِفَتْح الْجِيم
وَسُكُون الْمُهْملَة وَيُقَال ابْن أبي الْجَعْد
(الْبَارِقي) بموحدة وقاف صَحَابِيّ نزل الْكُوفَة
(الاثمد) بِكَسْر الْهمزَة وَالْمِيم حجر الْكحل
الْمَعْرُوف (يجلو الْبَصَر) أَي يزِيد نور الْعين
بِدَفْعِهِ الْموَاد الرَّديئَة المنحدرة من الرَّأْس
(وينبت الشّعْر) بِالتَّحْرِيكِ هُنَا للازدواج أَي هدب
الْعين لِأَنَّهُ يُقَوي طبقاتها (تخ عَن معبد بن هَوْذَة)
بذال مُعْجمَة الْأنْصَارِيّ
(الأجدع) بِسُكُون الْجِيم ودال مُهْملَة مَقْطُوع نَحْو
أنف أَو أذن وَغلب إِطْلَاقه على الْأنف (شَيْطَان) سمى
بِهِ لِأَن المجادعة الْمُخَاصمَة وَرُبمَا أدَّت لقطع طرف
كَمَا سمى المارّ بَين يَدي الْمُصَلِّي شَيْطَانا لكَون
الشَّيْطَان هُوَ الدَّاعِي إِلَى الْمُرُور (حم د هـ ك
عَن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْإِحْسَان) أَي الْإِخْلَاص وَهُوَ تصفية الْعَمَل عَن
شوب الْغَرَض والعوض (أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ)
بِأَن تتأدب فِي عِبَادَته كَأَنَّك تنظر إِلَيْهِ
بِحَيْثُ لَو فرض أَنَّك تعاينه لم تتْرك شَيْئا من
الْمُمكن (فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك) أَي فَإِن
لم ينْتَه الْيَقِين والحضور إِلَى تِلْكَ الرُّتْبَة
فَإلَى أَن تتَحَقَّق من نَفسك أَنَّك بمرأى مِنْهُ
تَعَالَى لَا تخفى عَلَيْهِ خافية فَكَمَا أَنه لَا يقصر
فِي الْحَال الأول لَا يقصر فِي الثَّانِي
لِاسْتِوَائِهِمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى اطلَاع الله
(تَنْبِيه) قَالَ بعض الْأَعْيَان لَا يَصح دُخُول مقَام
الْإِحْسَان إِلَّا بعد التحقق بِكَمَال الْإِيمَان فَمن
بَقِي عَلَيْهِ بَقِيَّة مِنْهُ فَهُوَ مَحْجُوب عَن
شُهُود الْحق فِي عِبَادَته كَأَنَّهُ يرَاهُ وعلامة
كَمَاله أَن يصير عِنْده الْغَيْب كَالشَّهَادَةِ فِي عدم
الريب ويسري مِنْهُ الْأمان فِي الْعَالم بأسره فيأمنوه
على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وأهليهم (م 3 عَن عمر) بن
الْخطاب (حم ق هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَعَن غَيره أَيْضا
(الْإِحْصَان إحصانان إِحْصَان نِكَاح وإحصان عفاف) فإحصان
النِّكَاح الْوَطْء فِي الْقبل فِي نِكَاح صَحِيح وإحصان
العفاف أَن يكون تَحْتَهُ من
(1/421)
يُغْنِيه وَطْؤُهَا عَن النّظر للْوَطْء
الْحَرَام (ابْن أبي حَاتِم طس وَابْن عَسَاكِر عَن أبي
هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف بشر بن عبيد) //
(الِاخْتِصَار) أَي وضع الْيَد على الخصر فِي الصَّلَاة
رَاحَة أهل النَّار) يَعْنِي الْيَهُود لِأَن ذَلِك
عَادَتهم فِي صلَاتهم وهم أَهلهَا لَا أَن لأهل النَّار
رَاحَة لَا يفتر عَنْهُم الْعَذَاب (حب هق عَن أبي
هُرَيْرَة) قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا مُنكر
(الْأَذَان تسع عشرَة كلمة) بالترجيع (وَالْإِقَامَة
إِحْدَى عشرَة كلمة) فِيهِ حجَّة للشَّافِعِيّ فِي قَوْله
أَن التَّكْبِير فِي أول الْأَذَان أَربع إِذْ لَا يكون
أَلْفَاظه تِسْعَة عشر إلابناء على ذَلِك وَذهب مَالك
إِلَى أَنه مرَّتَيْنِ (ن عَن أبي مَحْذُورَة) الْمُؤَذّن
أَوْس بن معير وَقيل سَمُرَة بن معير الجُمَحِي
(الأذنان من الرَّأْس) لَا من الْوَجْه وَلَا مستقلان
يَعْنِي فَلَا حَاجَة إِلَى أَخذ مَاء جَدِيد مُنْفَرد
لَهما غير مَاء الرَّأْس فِي الْوضُوء بل يَجْزِي مسحهما
ببلل مَاء الرَّأْس وَبِه قَالَ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة
وَقَالَ الشَّافِعِي عضوان مستقلان وإضافتهما للرأس
إِضَافَة تقريب لَا تَحْقِيق (حم د ت هـ عَن أبي أُمَامَة)
// (وَإِسْنَاده لَيْسَ بالقائم) // (هـ عَن أبي هُرَيْرَة
وَعَن عبد الله بن زيد) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لاختلاط
سُوَيْد بن سعيد) // (قطّ عَن أنس) قَالَ // (وَالأَصَح
إرْسَاله) // (وَعَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (وَعَن
ابْن عَبَّاس) وَقَالَ // (تفرد بِهِ ضَعِيف) // (وَعَن
ابْن عمر) وَقَالَ الصَّوَاب مَوْقُوف (وَعَن عَائِشَة)
وَقَالَ أَبُو الْيَمَان حُذَيْفَة // (ضَعِيف والمرسل
أصح) //
(الارتداء) وَهُوَ وضع الرِّدَاء على الْكَتِفَيْنِ (لبسة
الْعَرَب) بِضَم اللَّام أَو توارثها الْعَرَب عَن
آبَائِهِم فَإِنَّهُم كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة كلهم فِي
إِزَار ورداء وَكَانُوا يسمونها حلَّة (والالتفات) وَهُوَ
تَغْطِيَة الرَّأْس وَأكْثر الْوَجْه (لبسة الْإِيمَان)
أَي أَهله لأَنهم لما علاهم من الْحيَاء من رَبهم مَا
أخجلهم اضطروا إِلَى مزِيد السّتْر وَمَا ازْدَادَ عبد
بِاللَّه علما إِلَّا ازْدَادَ مِنْهُ حَيَاء وَهُوَ لبسة
بني إِسْرَائِيل ورثوها عَن آبَائِهِم (طب عَن ابْن عمر)
بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف سعد بن سِنَان الشَّامي) //
(الأَرْض كلهَا مَسْجِد) أَي مَحل للسُّجُود (إِلَّا
الْحمام والمقبرة) فَإِنَّهُمَا غير مَحل للصَّلَاة
فَيكْرَه فيهمَا تَنْزِيها وَتَصِح مَا لم يتَيَقَّن
نَجَاسَة مَحل مِنْهُمَا كَمَا لَو نبشت الْمقْبرَة ذكره
الشَّافِعِيَّة وَأخذ بِظَاهِرِهِ بعض الْمُجْتَهدين
فَأبْطل الصَّلَاة فيهمَا مُطلقًا (تَنْبِيه) قَالَ ابْن
حجر هَذَا الحَدِيث يُعَارضهُ عُمُوم حَدِيث جَابر
الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَجعلت لي الأَرْض طيبَة وَطهُورًا
ومسجداً وَحَدِيث أبي أُمَامَة عِنْد الْبَيْهَقِيّ
وَالطَّبَرَانِيّ وَجعلت لي الأَرْض كلهَا مَسْجِدا (حم د
ت هـ حب ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (وَرِجَاله ثِقَات
لَكِن فِيهِ اضْطِرَاب) //
(الأَرْض أَرض الله والعباد عباد الله من أَحْيَا مواتاً
فَهِيَ لَهُ) أَي فَهِيَ ملكة والموات كسحاب الأَرْض
الَّتِي لم يتَيَقَّن عمارتها فِي الاسلام وَلَيْسَت من
حُقُوق عَامر فتملك بالأحياء وَإِن لم يَأْذَن الامام
عِنْد الشَّافِعِيَّة وَشرط أَبُو حنيفَة اذنه (طب عَن
فضَالة بن عبيد) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْأَرْوَاح) الَّتِي تقوم بهَا الأجساد (جنود مجندة) أَي
جموع متجمعة وأنواع مُخْتَلفَة (فَمَا تعارف) توَافق فِي
الصِّفَات وتناسب فِي الْأَخْلَاق (مِنْهَا ائتلف) أَي ألف
كل مِنْهُمَا الآخر وَإِن تبَاعد (وَمَا تناكر مِنْهَا)
فَلم يتوافق وَلم يتناسب (اخْتلف) أَي نافر كل مِنْهُمَا
الآخر وَإِن تقاربا فالائتلاف وَالِاخْتِلَاف للأرواح
وَالْمرَاد بالتعارف مَا بَينهمَا من التناسب والتشابه
وبالتناكر مَا بَينهمَا من التباين والتنافر فيميل الطّيب
للطيب والخبيث للخبيث هَذَا مَا قَرَّرَهُ عُلَمَاء الرسوم
وَقَالَ الصُّوفِيَّة أَشَارَ بذلك إِلَى أَن توفيق
الْكَوْن فرع عَن مُوَافقَة الْعين وتوفيق الأشباح نتيجة
عَن مُوَافقَة الْأَرْوَاح فالأرواح جنود مجندة والأجسام
خشب مُسندَة
(1/422)
فَمَا تعارف مِنْهَا هُنَالك ائتلف هُنَا
وَمَا تنافر مِنْهَا هُنَاكَ اخْتلف هُنَا فالتوفيق
والموافقة اكْتِسَاب فَإِذا اجْتمعَا حصل الْأَمر العجاب
وَإِذا افْتَرقَا رفع الْحجاب (خَ عَن عَائِشَة) لَكِن
مُعَلّقا فاطلاقه عزوه إِلَيْهِ غير جيد (حم م د عَن أبي
هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا مُسلم بِلَفْظ
الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا فِي الله
ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا فِي الله اخْتلف (طب عَن ابْن
مَسْعُود) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَزَاد فِيهِ تلتقي
فتشام كَمَا تشام الْخَيل قَالَ الْبَيْهَقِيّ سَأَلت
الْحَاكِم عَن مَعْنَاهُ فَقَالَ الْمُؤمن وَالْكَافِر لَا
يسكن قلبه إِلَّا إِلَى شكله
(الازار) مَحَله الشَّرْعِيّ (إِلَى نصف السَّاق أَو إِلَى
الْكَعْبَيْنِ لَا خير فِي أَسْفَل من ذَلِك) لِأَنَّهُ
إِمَّا حرَام أَن نزل عَن الْكَعْبَيْنِ أَو شُبْهَة إِن
حاذاهما وَلَا خير فِي كل من الْأَمريْنِ (حم عَن أنس)
وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الاسبال) المذموم وَهُوَ مَا أصَاب الأَرْض يكون (فِي
الازارو) فِي (الْقَمِيص و) فِي (الْعِمَامَة) وَنَحْو
ذَلِك من كل ملبوس (من جر مِنْهَا شَيْئا) على الأَرْض
(خُيَلَاء) أَي على وَجه الْخُيَلَاء أَي التيه وَالْكبر
والتعاظم (لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة) أَي
نظر رَحْمَة ورضا إِذا لم يتب فَينْدب للرجل الِاقْتِصَار
على نصف السَّاق وَله أرساله إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَقَط
وتزيد الْمَرْأَة نَحْو شبر (د ن هـ عَن ابْن عمر) بن
الْخطاب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الاسْتِئْذَان) للدخول وَهُوَ استدعاء الْأذن أَي طلبه
(ثَلَاث) من المرات (فان) اسْتَأْذَنت ثَلَاثًا و (أذن
لَك) فَأدْخل (وَإِلَّا) أَي وَإِن لم يُؤذن لَك
(فَارْجِع) لقَوْله تَعَالَى {فَلَا تدخلوها حَتَّى يُؤذن
لكم} (م ت عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (وَأبي سعيد)
الْخُدْرِيّ // (وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا البُخَارِيّ) //
الاسْتِئْذَان ثَلَاث فَالْأولى تستمعون) بمثناة فوقية
أَوله أَي يسمع أهل الْمنزل الاسْتِئْذَان عَلَيْهِم
(وَالثَّانيَِة تستصلحون) أَي يصلحون الْمَكَان ويسوون
عَلَيْهِم ثِيَابهمْ (وَالثَّالِثَة تأذنون) للمستأذن أَو
تردون) عَلَيْهِ بِالْمَنْعِ (قطّ فِي الافراد) بِفَتْح
الْهمزَة (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الِاسْتِجْمَار) الِاسْتِنْجَاء أَو التبخر (تو) بِفَتْح
الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَشد الْوَاو وَأي وتر وَهُوَ
ثَلَاثَة والتو الْفَرد (وَرمي الْجمار) فِي الْحَج (تو)
أَي سبع حَصَيَات (وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة تو)
أَي سبع (وَالطّواف تو) أَي سَبْعَة أَشْوَاط (وَإِذا
استجمر أحدكُم فليوتر) لَيْسَ تكْرَار بل المُرَاد
بِالْأولِ الْفِعْل وَبِالثَّانِي عدد الْأَحْجَار (م) فِي
الْحَج (عَن جَابر) بن عبد الله
(الاسْتِغْفَار فِي الصَّحِيفَة) أَي صحيفَة الْمُكَلف
الَّتِي يكْتب فِيهَا كَاتب الْيَمين (يتلألأ نورا) أَي
يضيء يَوْم الْقِيَامَة فِيهَا حِين يُعْطي كِتَابه
بِيَمِينِهِ (ابْن عَسَاكِر فر عَن مُعَاوِيَة بن حيدة)
بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة
وَفتح الْمُهْملَة الْقشيرِي بِضَم الْقَاف وَفِيه بهز بن
حَكِيم
(الاسْتِغْفَار ممحاة للذنوب) بِفَتْح الْمِيم الأولى
وَسُكُون الثَّانِيَة مفعلة أَي هُوَ مَذْهَب للخطايا
كلهَا إِذا اقْترن بتوبة صَحِيحَة وَإِلَّا فَهُوَ نَافِع
كَيْفَمَا كَانَ (فر عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان //
(بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عبيد التمار) //
(الِاسْتِنْجَاء بِثَلَاثَة أَحْجَار) يَعْنِي ثَلَاث
مسحات (لَيْسَ فِيهِنَّ رجيع) أَي لَيْسَ وَاحِد من
الْأَحْجَار عذرة فعيل بِمَعْنى مفعول (طب عَن خُزَيْمَة
بن ثَابت
الاسلام) الْمُعْتَبر (أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله
وَإِن مُحَمَّد رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة) اسْم جنس
أُرِيد بِهِ المكتوبات الْخمس (وتؤتى الزَّكَاة) لمستحقيها
أَو للامام (وتصوم رَمَضَان) حَيْثُ لَا عذر (وتحج
الْبَيْت) اسْم جنس غلب على الْكَعْبَة وَصَارَ علما لَهُ
كالنجم للثريا وَالسّنة لعام الْقَحْط (إِن اسْتَطَعْت
إِلَيْهِ سَبِيلا) أَي طَرِيقا بِأَن تَجِد زَاد أَو
رَاحِلَة بشرطهما وَقيد بهَا فِي الْحَج مَعَ اعْتِبَارهَا
فى غَيره اتبَاعا لنظم الْقُرْآن (حم 3 عَن عمر) بن
(1/423)
الْخطاب
(الاسلام عَلَانيَة) بِالتَّخْفِيفِ (والايمان فِي الْقلب)
لِأَن الايمان يُقَال بِاعْتِبَار الْعلم وَهُوَ مُتَعَلق
بِالْقَلْبِ والاسلام بِفعل الْجَوَارِح (ش عَن أنس) بن
مَالك // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الاسلام ذَلُول) كرسول أَي سهل منقاد (لَا يركب إِلَّا
ذلولا) يَعْنِي لَا يُنَاسِبه ويليق بِهِ ويصلحه إِلَّا
اللين والرفق وَالْعَمَل والتعامل بالمسامحة (حم عَن أبي
ذَر) // (باسناد ضَعِيف) //
(الاسلام يزِيد وَلَا ينقص) أَي يزِيد بالداخلين فِيهِ
وَلَا ينقص بالمرتدين أَو يزِيد بِمَا فتح من الْبِلَاد
وَلَا ينقص بِمَا غلب عَلَيْهِ الْكَفَرَة مِنْهَا أَو أَن
حكمه يغلب وَمن تغليبه الحكم باسلام الْوَلَد باسلام أحد
أَبَوَيْهِ (حم د ك هق عَن معَاذ) بن جبل // (وَرُوَاته
ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع) //
(الاسلام يَعْلُو وَلَا يعلى) عَلَيْهِ يَعْنِي إِذا أسلم
أحد الْأَبَوَيْنِ فَالْوَلَد مَعَ الْمُسلم
(الرَّوْيَانِيّ) مُحَمَّد بن هرون (قطّ هق والضياء) فِي
المختارة والخليل (عَن عَائِذ) بِالْمدِّ والهمزة والمعجمة
(ابْن عَمْرو) الْمُزنِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الاسلام يجب) أَي يقطع وَفِي رِوَايَة يهدم (مَا كَانَ
قبله) بِزِيَادَة كَانَ أَي من كفر وعصيان وَمَا
يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من حُقُوق الله أما حق الْآدَمِيّ
فَلَا يسْقط إِجْمَاعًا (ابْن سعد عَن الزبير) بن الْعَوام
(وَعَن جُبَير بن مطعم) بِضَم أَوله وَكسر ثالثه
(الاسلام تنظيف) أَي نقي من الْوَسخ والدنس (فتنظفوا) ندبا
(فَإِنَّهُ لَا يدْخل الْجنَّة الأنظيف) نظافة معنوية أَي
لَا يدخلهَا إِلَّا المطهر من دنس الْعُيُوب ووسخ الآثام
وَغَيره لَا يدخلهَا حَتَّى يطهر بالنَّار إِن لم يعف
عَنهُ الْجَبَّار (طس عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد
ضَعِيف) //
(الأشره) بِفَتْح الْمُعْجَمَة البطر أَو أشده (شَرّ) فِي
كل مِلَّة (خدع عَن الْبَراء) بن عَازِب // (بِإِسْنَاد
حسن) //
(الأشعريون فِي النَّاس كصرة فِيهَا مسك) هم قَبيلَة تنْسب
إِلَى الْأَشْعر بن ادر بن يزِيد بن يشجب نزلُوا غور
تهَامَة من الْيمن فَلَمَّا قدمُوا على الْمُصْطَفى قَالَ
أَنْتُم مهاجرة الْيمن من ولد اسمعيل ثمَّ ذكره (ابْن سعد)
فِي طبقاته (عَن) ابْن شهَاب (الزُّهْرِيّ مُرْسلا
الْأَصَابِع تجزي) وَفِي رِوَايَة للطبراني تجْرِي مجْرى
براءين مهملتين (مَجْزِي السِّوَاك) فِي حُصُول أصل السّنة
(إِذا لم يكن سواك) يَعْنِي إِذا كَانَت خشنة لِأَنَّهَا
تزيل القلح وَهَذَا فِي اصبع غَيره أما إصبعه فَلَا تجزي
عِنْد الشَّافِعِيَّة وَمَفْهُومه أَنه إِذا كَانَ سواك
لَا تجزي وَلم أر من أَخذ بالتفصيل من الْأَئِمَّة (أَبُو
نعيم فِي) كتاب (السِّوَاك) أَي فِي كتاب فضل السِّوَاك
(عَن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْأَضْحَى) جمع أضحاة وَهِي الْأُضْحِية (على فَرِيضَة)
أَي وَاجِبَة وجوب الْفَرْض (وَعَلَيْكُم سنة) غير
وَاجِبَة فالوجوب من خَصَائِصه وَهِي لنا سنة وَبِه قَالَ
الشَّافِعِي (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات لَكِن
فِي رَفعه خلف
(الاقتصاد) فِي النَّفَقَة (نصف الْعَيْش) أَي التَّوَسُّط
فِي النَّفَقَة بَين الافراط والتفريط نصف الْمَعيشَة
(وَحسن الْخلق) بِالضَّمِّ (نصف الدّين) لِأَن سوء الْخلق
يُوقع صَاحبه فِي رقة الدّيانَة وَقلة الامانة وَحسنه يحمل
على تجنب مَا يخل بِدِينِهِ ومروأته فَمن حازه فقد توفر
عَلَيْهِ نصف الدّين (خطّ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف)
//
(الاقتصاد فِي النَّفَقَة نصف الْمَعيشَة والتودد إِلَى
النَّاس نصف الْعقل) لِأَنَّهُ يبْعَث على السَّلامَة من
شرهم (وَحسن السُّؤَال نصف الْعلم) فَإِن السَّائِل إِذا
أحسن سُؤال شَيْخه أقبل عَلَيْهِ وأوضح لَهُ مَا أشكل لما
يرَاهُ من استعداده وقابليته (طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق
هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الْأَكْبَر من الْأُخوة بِمَنْزِلَة الْأَب) فِي الاكرام
والاحترام وَالرُّجُوع إِلَيْهِ والتعويل عَلَيْهِ وتقديمه
فِي الْمُهِمَّات وَالْمرَاد الْأَكْبَر دينا وعلما
وَإِلَّا فسنا (طب عد هَب عَن كُلَيْب) مصفر كلب
(الْجُهَنِيّ
(1/424)
وَيُقَال الْحَضْرَمِيّ صَحَابِيّ مقل
(الْأكل فِي السُّوق دناءة) فَهُوَ خارم للمروأة زَاد
للشَّهَادَة إِن صدر مِمَّن لَا يَلِيق بِهِ (طب عَن أبي
أُمَامَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْأكل بأصبع وَاحِدَة أكل الشَّيْطَان) أَي يشبه أكله
(وباثنين أكل الْجَبَابِرَة) أَي العتاة الظلمَة أهل
التكبر (وبالثلاث أكل الْأَنْبِيَاء) وخلفائهم وورثتهم
وَهُوَ الأنفع الْأَكْمَل وَالْأكل بالخمس مَذْمُوم
وَلِهَذَا لم يحفظ عَن الْمُصْطَفى أَنه أكل إِلَّا
بِثَلَاث نعم كَانَ يَسْتَعِين بالرابعة (أَبُو أَحْمد
الغطريف) بِكَسْر الْمُعْجَمَة (فِي جزئه وَابْن النجار)
فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة
(الْأكل مَعَ الْخَادِم من التَّوَاضُع) فَينْدب وَتَمام
الحَدِيث فَمن أكل مَعَه اشتاقت إِلَيْهِ الْجنَّة وَهُوَ
يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى والقن وَالْحر لَكِن مَحل
ندب الْأكل مَعَه حَيْثُ لَا مَحْذُور (فر عَن أم سَلمَة)
// (باسناد واه) //
(الامام ضَامِن) أَي متكفل بِصِحَّة صَلَاة المقتدين
لارتباط صلَاتهم بِصَلَاتِهِ (والمؤذن مؤتمن) أَي أَمِين
على صَلَاة النَّاس وصيامهم وسحورهم وعَلى حرم النَّاس
لاشرافه على دُورهمْ فَعَلَيهِ الِاجْتِهَاد فِي أَدَاء
الْأَمَانَة فِي ذَلِك (اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة) أَي
دلهم على اجراء الْأَحْكَام على وَجههَا (واغفر للمؤذنين)
مَا فرط مِنْهُم فِي الْأَمَانَة الَّتِي حملوها قَالَ
الأشرفي وَاسْتدلَّ بِهِ على تَفْضِيل الْأَذَان عَلَيْهَا
لِأَن حَال الْأمين أفضل من الضمين قَالَ الطَّيِّبِيّ
وَيُجَاب بِأَن هَذَا الْأمين يتكفل بِالْوَقْتِ فَحسب
وَهَذَا الضَّامِن متكفل بأركان الصَّلَاة ومتعمد إِلَى
السفارة بَين الْقَوْم وَبَين رَبهم فِي الدُّعَاء
وَأَيْنَ أَحدهمَا من الآخر كَيفَ لَا وَالْإِمَام خَليفَة
الرَّسُول والمؤذن بِلَال وَلذَا فرق بَين الدُّعَاء
بالارشاد وَبَينه فِي الغفران لِأَن الارشاد لدلَالَة
الموصلة إِلَى البغية والغفران مَسْبُوق بذنب اه وَهَذَا
تأييد مِنْهُ لتصحيح الرَّافِعِيّ أَن الْأَذَان أفضل
وَعكس النَّوَوِيّ (د ت حب هق عَن أبي هُرَيْرَة حم عَن
أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الامام ضَامِن فَإِن أحسن) طهوره وَصلَاته (فَلهُ
وَلَهُم) الْأجر (وَإِن أَسَاءَ) فِي طهوره أَو صلَاته
بِأَن أخل بِبَعْض الْأَركان أَو الشُّرُوط (فَعَلَيهِ)
الْوزر (وَلَا عَلَيْهِم) وأوله كَمَا فِي سنَن ابْن
مَاجَه كَانَ سهل بن سعد يقدم فتيَان قومه يصلونَ بِهِ
فَقيل تفعل ذَلِك وَلَك من الْقدَم مَالك قَالَ سَمِعت
رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُول فَذكره (هـ
ك عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(الامام) أَي الْأَعْظَم (الضَّعِيف) الْعَاجِز عَن حفظ
بَيْضَة الاسلام وتنفيذ الْأَحْكَام (مَلْعُون) أَي مطرود
عَن منَازِل الْأَبْرَار فَعَلَيهِ عزل نَفسه إِن أَرَادَ
الْخَلَاص فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وعَلى النَّاس نصب
غَيره (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه مَجَاهِيل
وَمَعَ ذَلِك // (مُنْقَطع) //
(الآمنة فِي إلازد وَالْحيَاء فِي قُرَيْش) أَي هما فِي
القبيلتين أَكثر مِنْهُمَا فِي غَيرهمَا (طب عَن أبي
مُعَاوِيَة) ابْن عبد اللات (الْأَزْدِيّ)
(الامانة غنى) كرضا أَي من اتّصف بهَا رغب النَّاس فِي
مُعَامَلَته فَيحسن حَاله ويغزر مَاله (الْقُضَاعِي) فِي
الشهَاب (عَن أنس) وَفِيه يزِيد الرقاشِي مَتْرُوك
(الامانة تجلب) كينصر وَيقتل وَفِي رِوَايَة تجر (الرزق)
لِأَن من عرف بهَا كثر زبونه ومعاملوه فَتكون سَببا لنفاق
سلْعَته (والخيانة تجلب الْفقر) لِأَن من عرف بهَا
فَالنَّاس مِنْهُ على حذر فَتكون سَببا لكساد سلْعَته فيكد
رحاله ويقل مَاله (فر عَن جَابر) بن عبد الله
(الْقُضَاعِي) فِي الشهَاب (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد
حسن) //
(الْأُمَرَاء من قُرَيْش مَا عمِلُوا فِيكُم) أَي مُدَّة
دوَام معاملتهم لكم (بِثَلَاث) من الْخِصَال ثمَّ بَين
تِلْكَ الْخِصَال بقوله (مَا رحموا إِذا استرحموا)
بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي طلبت مِنْهُ الرَّحْمَة
بِلِسَان الفال أَو الْحَال (وقسطوا) أَي عدلوا (إِذا
قسموا) مَا جعل إِلَيْهِم
(1/425)
من نَحْو خراج وفيء غنيمَة (وَعدلُوا إِذا
حكمُوا) فَلم يجوروا فِي أحكامهم وَمَفْهُومه أَنهم إِذا
عمِلُوا بضد الْمَذْكُورَات جَازَ الْعُدُول بالامارة
عَنْهُم وَهُوَ مؤول إِذْ لَا يجوز الْخُرُوج على الامام
بالجور (ك عَن أنس) // (باسناد حسن) //
(الامراء من قُرَيْش من ناواهم) أَي عاداهم (أَو أَرَادَ
أَن يستفزهم) أَي يفزعهم ويزعجهم (تحات تحات الْوَرق) أَي
تساقط تساقط الْوَرق من الشّجر فِي الشتَاء (الْحَاكِم
فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن كَعْب بن عجْرَة)
(الْأَمر أسْرع) وَفِي رِوَايَة أعجل (من ذَاك) أَي هجوم
هاذم اللَّذَّات أعجل من أَن يَبْنِي الانسان بِنَاء أَو
يصلح جدرانا قَالَه وَقد مر على جمع يبنون خصا كَانَ قد
وهى فَأخذُوا فِي تجديده (د عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(الْأَمر المفظع) بفاء وظاء مُعْجمَة أَي الشَّديد
(وَالْحمل المضلع) أَي المثقل (وَالشَّر الَّذِي لَا
يَنْقَطِع) هُوَ (اظهار الْبدع) أَي العقائد الزائغة
الَّتِي على خلاف مَا عَلَيْهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة
وَكم قتل بِسَبَب ذَلِك من القَوْل بِخلق الْقُرْآن
وَغَيره خلق (طب عَن الحكم بن عُمَيْر)
(الْأَمْن والعافية نعمتان مغبون فيهمَا كثير من النَّاس)
لِأَن بهما مَا يتكامل التنعم بِالنعَم وَمن لَا يعرف قدر
النعم بوجدانها عرف بِوُجُود فقدانها (طب عَن ابْن
عَبَّاس)
(الْأُمُور كلهَا خَيرهَا وشرها من الله) أَي كل كَائِن
بِقَدرِهِ وإرادته خَالق كل شَيْء فَلَا تكون فلتة خاطر
وَلَا لفتنة نَاظر إِلَّا بمشيئته فَمِنْهُ الْخَيْر
وَالشَّر والنفع والضر والايمان وَالْكفْر مَا شَاءَ الله
كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن (طس عَن ابْن عَبَّاس) //
(باسناد ضَعِيف لضعف هانىء بن المتَوَكل) //
(الاناة من الله تَعَالَى والعجلة من الشَّيْطَان) أَي
هُوَ الْحَامِل عَلَيْهَا بوسوسته لِأَن العجلة تمنع من
التثبت وَالنَّظَر فِي العواقب وَذَلِكَ وَقع فِي المعاطب
وَذَلِكَ من كيد الشَّيْطَان ووسوسته وَلذَلِك قَالَ
المرقش
(يَا صَاحِبي تلوما لَا تعجلا ... إِن النجاح رهين أَن لَا
تعجلا)
وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لَا يزَال الْمَرْء يجتني من
ثَمَرَة العجلة الندامة ثمَّ العجلة المذمومة هِيَ مَا
كَانَ فِي غير طَاعَة وَمَعَ عدم التثبت وَعدم خوف
الْفَوْت وَلِهَذَا قيل لأبي العيناء لَا تعجل فالعجلة من
الشَّيْطَان فَقَالَ لَو كَانَ كَذَلِك لما قَالَ مُوسَى
وعجلت إِلَيْك رب لترضى والحزم مَا قَالَ بَعضهم لَا تعجل
عجلة الأخرق وَلَا تحجم احجام الواني الْفرق (ت عَن سهل بن
سعد) السَّاعِدِيّ
(الْأَنْبِيَاء أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ) لأَنهم
كالشهداء بل أفضل وَالشُّهَدَاء أَحيَاء عِنْد رَبهم
وَفَائِدَة التَّقْيِيد بالعندية الاشارة إِلَى أَن حياتهم
لَيست بظاهرة عندنَا بل هِيَ كحياة الْمَلَائِكَة وَكَذَا
الْأَنْبِيَاء وَلِهَذَا كَانَت الْأَنْبِيَاء لَا تورث
قَالَ الشبلي وَهَذَا يَقْتَضِي الحاق الْحَيَاة فِي
أَحْكَام الدُّنْيَا وَذَلِكَ زَائِد على حَيَاة
الشُّهَدَاء وَالْقُرْآن نَاطِق بِمَوْت النَّبِي قَالَ
تَعَالَى إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون وَقَالَ الْمُصْطَفى
إِنِّي امْرُؤ مَقْبُوض وَقَالَ الصّديق أَن مُحَمَّدًا قد
مَاتَ وَأجْمع الْمُسلمُونَ على اطلاق ذَلِك فَالْوَجْه
أَن يُقَال أَنه أحيي بعد الْمَوْت وَقيل المُرَاد
بِالصَّلَاةِ التَّسْبِيح وَالذكر (ع عَن أنس) // (قَالَ
السمهودي رِجَاله ثِقَات وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ) //
(الْأَنْبِيَاء قادة) جمع قَائِد أَي يقودون النَّاس
ويسوسونهم بِالْعلمِ وَالْمَوْعِظَة (وَالْفُقَهَاء سادة)
جمع سيد وَهُوَ الَّذِي يفوق قومه فِي الْخَيْر والشرف أَي
مقدمون فِي أَمر دين الله (ومجالستهم زِيَادَة) فِي الْعلم
وَمَعْرِفَة الدّين (الْقُضَاعِي عَن عَليّ) // (غَرِيب
جدا وَالأَصَح وَقفه) //
(الْأَيْدِي ثَلَاثَة فيد الله) هِيَ (الْعليا) لِأَنَّهُ
الْمُعْطِي (وَيَد الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا) فِيهِ حث
على التَّصَدُّق (وَيَد السَّائِل الَّتِي تَلِيهَا) فِيهِ
زجر للسَّائِل
(1/426)
عَن سُؤال الْخلق وَالرُّجُوع إِلَى الْحق
(فأعط الْفضل) أَي الْفَاضِل عَن نَفسك وَعَن من تلزمك
مُؤْنَته (وَلَا تعجز عَن نَفسك) بِفَتْح التَّاء وَكسر
الْجِيم أَي لَا تعجز بعد عطيتك عَن مُؤنَة نَفسك وَمن
عَلَيْك مُؤْنَته بِأَن تُعْطِي مَالك كُله ثمَّ تعول على
السُّؤَال (حم د ك عَن مَالك بن نَضْلَة) بِفَتْح النُّون
وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَالِد أبي الْأَحْوَص صَحَابِيّ
قَلِيل الحَدِيث
(الايمان أَن تؤمن) لَيْسَ هُوَ من تَعْرِيف الشَّيْء
بِنَفسِهِ لِأَن الأول لغَوِيّ وَالثَّانِي شَرْعِي
(بِاللَّه) أَي بِأَنَّهُ وَاحِد ذاتا وصفات وأفعالا
(وَمَلَائِكَته) أَي بِأَن تِلْكَ الْجَوَاهِر العلوية
النورانية عباد الله لَا كَمَا زعم الْمُشْركُونَ من
ألوهيتهم (وَكتبه) بِأَنَّهَا كَلَام الله الأزلي
الْقَائِم بِذَاتِهِ المنزه عَن الْحَرْف وَالصَّوْت
أنزلهَا على بعض رسله (وَرُسُله) بِأَنَّهُ أرسلهم إِلَى
الْخلق لهدايتهم وتكميل معاشهم ومعادهم وَأَنَّهُمْ
معصومون وَقدم الْمَلَائِكَة لَا للتفضيل بل للتَّرْتِيب
الْوَاقِع فِي الْوُجُود (و) (تؤمن بِالْيَوْمِ الآخر)
وَهُوَ من وَقت الْحَشْر إِلَى مَا لَا يتناهى أَو إِلَى
أَن يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة وَالنَّار النَّار (وتؤمن
بِالْقدرِ) حلوه ومره (خَيره وشره) بِالْجَرِّ بدل من
الْقدر أَي بِأَن مَا قدر فِي الْأَزَل لَا بُد مِنْهُ
وَمَا لم يقدر فوقوعه محَال وَبِأَنَّهُ تَعَالَى قدر
الْخَيْر وَالشَّر (م 3 عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه
وَرُسُله) من الْبشر (وتؤمن بِالْجنَّةِ وَالنَّار) أَي
بِأَنَّهُمَا موجودتان الْآن وأنهما باقيتان لَا تفنيان
(وَالْمِيزَان) أَي بِأَن وزن الْأَعْمَال حق (وتؤمن
بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت) الَّذِي كذب بِهِ كثير فاختل
نظامهم ببغي بَعضهم على بعض (وتؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره)
أَي بِأَن تعتقد أَن ذَلِك كُله بارادة الله تَعَالَى
وخلقه تَعَالَى مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم
يكن (هَب عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان معرفَة) وَفِي رِوَايَة لِابْنِ مَاجَه أَيْضا
بدل معرفَة عقد (بِالْقَلْبِ وَقَول بِاللِّسَانِ وَعمل
بالأركان) قَالَ ابْن حجر المُرَاد أَن الْأَعْمَال شَرط
فِي كَمَاله وَأَن الاقرار اللساني يعرب عَن التَّصْدِيق
النفساني (هـ طب عَن عَليّ) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ
مَوْضُوع ونوزع
(الايمان بِاللَّه الاقرار بِاللِّسَانِ وتصديق
بِالْقَلْبِ وَعمل بالأركان) المُرَاد بذلك الايمان
الْكَامِل فاعتبار مجموعها على وَجه التَّكْمِيل لَا
الركنية (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن عَائِشَة) //
(بِإِسْنَاد واه) //
(الايمان) أَي ثمراته وفروعه (بضع) بِكَسْر الْمُوَحدَة
وتفتح عدد مُبْهَم مُقَيّد بِمَا بَين الثَّلَاث إِلَى
التسع وَقيل إِلَى الْعشْر (وَسَبْعُونَ) بِتَقْدِيم
السِّين (شُعْبَة) بِضَم أَوله خصْلَة أَو قطعت وَأَرَادَ
بِالْعدَدِ التكثير لَا التَّحْدِيد (فأفضلها قَول لَا
إِلَه إِلَّا الله) أَي أفضل الشّعب هَذَا الذّكر فَوضع
القَوْل مَوضِع الذّكر لَا مَوضِع الشَّهَادَة لِأَنَّهَا
من أَصله لَا من شعبه والتصديق القلبي خَارج مِنْهَا
اجماعا (وَأَدْنَاهَا) أدونها مِقْدَارًا (اماطة الْأَذَى)
أَي إِزَالَة مَا يُؤْذِي كشوك (عَن الطَّرِيق) أَي
الْمُلُوك (وَالْحيَاء) بالمذ (شُعْبَة من الايمان) أَي
الْحيَاء الايماني وَهُوَ الْمَانِع من فعل الْقَبِيح
بِسَبَب الايمان لَا النفساني الْمَخْلُوق فِي الجبلة
وأفرده بِالذكر لِأَنَّهُ كالداعي إِلَى جَمِيع الشّعب (م
د ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة
(الايمان يمَان) أَي مَنْسُوب إِلَى أهل الْيمن لاذعانهم
إِلَى الايمان من غير كلفة (ق عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ
الْمُؤلف وَهُوَ متواتر
(الايمان قيد الفتك) أَي يمْنَع من الفتك الَّذِي هُوَ
الْقَتْل بعد الامان غدرا كَمَا يمْنَع الْقَيْد من
التَّصَرُّف (لَا يفتك مُؤمن) خبر بِمَعْنى النَّهْي
لِأَنَّهُ مُتَضَمّن للمكر والخديعة أَو هُوَ نهى والفتك
بكعب بن الْأَشْرَف وَغَيره كَانَ قبل النهى (تخ د ك عَن
أبي هُرَيْرَة حم عَن الزبير) ابْن الْعَوام (وَعَن
مُعَاوِيَة) // (وَإِسْنَاده جيد)
(الايمان الصَّبْر والسماحة) أَي الصَّبْر عَن الْمَحَارِم
- - _ هوامش قَوْله لِأَن الأول لغَوِيّ الخ الظَّاهِر
الْعَكْس اه
(1/427)
والسماح بأَدَاء الْفَرَائِض (ع طب فِي
مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف) //
(الايمان بِالْقدرِ) بِفتْحَتَيْنِ (نظام التَّوْحِيد)
إِذْ لَا يتم نظامه إِلَّا باعتقاد أَن الله مُنْفَرد
بايجاد الْأَشْيَاء وان كل نعْمَة من الله فضل وكل نقمة
مِنْهُ عدل وَأَنه أعلم بطباع خلقه وَأَنه غير ملوم وَلَا
مطعون عَلَيْهِ وَله تكليفهم بِمَا شَاءَ (فرعن أبي
هُرَيْرَة) // (باسناد فِيهِ لين بل قَالَ ابْن
الْجَوْزِيّ واه) //
(الايمان بِالْقدرِ يذهب الْهم والحزن) لِأَن العَبْد إِذا
علم أَن مَا قدر فِي الْأَزَل لَا بُد مِنْهُ وَمَا لم
يقدر يَسْتَحِيل وُقُوعه استراحت نَفسه وَذهب حزنه على
الْمَاضِي وَلم يهتم للمتوقع (ك فِي تَارِيخه والقضاعي عَن
أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد واه) //
(الايمان عفيف عَن الْمَحَارِم عفيف عَن المطامع أَي شَأْن
أَهله تجنب الْمُحرمَات والاكتفاء بالكفاف (حل عَن
مُحَمَّد بن النَّضر الْحَارِثِيّ) الصُّوفِي الزَّاهِد
(مُرْسلا)
(الايمان بِالنِّيَّةِ وَاللِّسَان) أَي يكون بِتَصْدِيق
الْقلب والنطق بِالشَّهَادَتَيْنِ (وَالْهجْرَة) من بِلَاد
الْكفْر إِلَى بِلَاد الاسلام تكون (بِالنَّفسِ وَالْمَال)
مَتى تمكن من ذَلِك فَإِن لم يتَمَكَّن إِلَّا بِنَفسِهِ
فَقَط هَاجر بهَا لِأَن الميسور لَا يسْقط بالمعسور (عبد
الْخَالِق بن زَاهِر الشحناني) بِضَم الْمُعْجَمَة
وَسُكُون الْمُهْملَة ثمَّ نون مُحدث مَشْهُور (فِي
الْأَرْبَعين عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان وَالْعَمَل أَخَوان) أَي (شريكان فِي قرن) وَاحِد
(لَا يقبل أَحدهمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ) لِأَن الْعَمَل
بِدُونِ الايمان الَّذِي هُوَ تَصْدِيق الْقلب لَا أثر
لَهُ والتصديق بِلَا عمل لَا يَكْفِي أَي فِي الْكَمَال
(ابْن شاهين فِي) كتاب (السّنة عَن على) // (وَرَوَاهُ
عَنهُ أَيْضا الْحَاكِم وَغَيره) // فِي // (الايمان
وَالْعَمَل قرينان لَا يصلح كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَّا
مَعَ صَاحبه) وهما الخلطان اللَّذَان يتركب مِنْهُمَا
الْأَدْوِيَة لأمراض الْقُلُوب (ابْن شاهين) فِي السّنة
(عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا) وَهُوَ ابْن
الْحَنَفِيَّة
(الايمان نِصْفَانِ فَنصف فِي الصَّبْر وَنصف فِي
الشُّكْر) أَي ماهيته مركبة مِنْهُمَا لِأَن الايمان اسْم
لمجموع القَوْل وَالْعَمَل وَالنِّيَّة وَهِي ترجع إِلَى
شطرين فعل وَترك فالفعل الْعَمَل بِالطَّاعَةِ وَهُوَ
حَقِيقَة الشُّكْر وَالتّرْك الصَّبْر عَن الْمعْصِيَة
وَالدّين كُله فِي هذَيْن (هَب عَن أنس) وَفِيه يزِيد
الرقاشِي مَتْرُوك // (وَرَوَاهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ
بِلَفْظ نِصْفَانِ نصف للشكر وَنصف للصبر وَبِه يتقوى
(الايماء خِيَانَة) أَي الاشارة بِنَحْوِ عين أَو حَاجِب
خُفْيَة من الْخِيَانَة الْمنْهِي عَنْهَا (لَيْسَ لنَبِيّ
أَن يومىء) قَالَه لما أَمر بقتل ابْن أبي سرح يَوْم
الْفَتْح وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار نذر أَن رَآهُ أَن
يقْتله فشفع فِيهِ عُثْمَان وَقد أَخذ الْأنْصَارِيّ بقائم
السَّيْف ينْتَظر النَّبِي مَتى يومىء إِلَيْهِ فَقَالَ
النَّبِي للْأَنْصَار هَل لَا وفيت بِنَذْرِك قَالَ انتظرت
مَتى تومىء فَذكره (ابْن سعد عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح
الْيَاء عِنْد الْأَكْثَر (مُرْسلا) // (وَفِيمَا ابْن
جدعَان ضَعَّفُوهُ) //
(الْأَئِمَّة من قُرَيْش أبرارها أُمَرَاء أبرارها وفجارها
أُمَرَاء فجارها) هَذَا على جِهَة الاخبار عَنْهُم لَا على
طَرِيق الحكم فيهم أَي إِذا أصلح النَّاس وبروا وليهم
الأخيار وَإِذا فسدوا وليهم الأشرار (وَإِن أمرت عَلَيْكُم
قُرَيْش عبد حَبَشِيًّا مجدعا) بجيم ودال مَقْطُوع الْأنف
أَو غَيره (فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا مَا لم يُخَيّر
أحدكُم بَين إِسْلَامه وَضرب عُنُقه فَإِن خير بَين
إِسْلَامه وَضرب عُنُقه فليقدم عُنُقه) ليضْرب بِالسَّيْفِ
وَلَا يرْتَد عَن الاسلام وَلَا طَاعَة لمخلوق فِي
مَعْصِيّة الْخَالِق بِحَال (ك هق عَن عَليّ) قَالَ //
(الْحَاكِم صَحِيح وَتعقب بِأَنَّهُ مُنكر) //
(الايم) أَي الثّيّب بِأَيّ طَرِيق كَانَ (أَحَق
بِنَفسِهَا من وَليهَا) فِي الرَّغْبَة والزهد فِي
النِّكَاح وَفِي اخْتِيَار الزَّوْج لَا فِي العقد لِأَن
مُبَاشَرَته لوَلِيّهَا (وَالْبكْر) الْبَالِغ (تستأذن فِي
نَفسهَا) أَي يستأذنها وَليهَا فِي تَزْوِيجه إِيَّاهَا
أياً كَانَ
(1/428)
أَو غَيره (وأذنها صماتها) أَي وصماتها بِمَنْزِلَة أذنها
لِأَنَّهَا تَسْتَحي أَن تفصح (مَالك حم م 4 عَن ابْن
عَبَّاس)
(الْأَيْمن فالأيمن) أَي ابدؤوا بالأيمن أَو قدمُوا
الْأَيْمن يَعْنِي من على الْيَمين فِي نَحْو شرب فَهُوَ
مَنْصُوب وروى مَرْفُوعا وَخَبره مَحْذُوف أَي الْأَيْمن
أَحَق وكرره ثَلَاثًا للتَّأْكِيد إِشَارَة إِلَى ندب
الْبدَاءَة بالأيمن وَلَو مفضولا (مَالك حم ق 4 عَن أنس)
قَالَ أَتَى النَّبِي بِلَبن وَعَن يَمِينه أَعْرَابِي
وَعَن شِمَاله أَبُو بكر فَشرب ثمَّ أعْطى الْأَعرَابِي
فَذكره وَالله تَعَالَى أعلم وَأحكم |