التيسير بشرح الجامع الصغير

(حرف الْبَاء)
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مِفْتَاح كل كتاب} أَي لفظ الْبَسْمَلَة قد افْتتح بِهِ كل كتاب من الْكتب السماوية الْمنزلَة على الْأَنْبِيَاء قَالَ صَاحب الِاسْتِغْنَاء فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى عَن شَيْخه التنوخي أجمع عُلَمَاء كل مِلَّة أَن الله افْتتح كل كتاب بالبسملة (خطّ فِي الْجَامِع) لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع (عَن أبي جَعْفَر معضلا
(بَاب أمتِي) أَي بَاب الْجنَّة الْمُخْتَص بأمتي من بَين الْأَبْوَاب وَهُوَ الْمُسَمّى بَاب الرَّحْمَة فَهُوَ خَاص بهم ويشاركون غَيرهم فِي بَقِيَّة الْأَبْوَاب (الَّذِي يدْخلُونَ مِنْهُ الْجنَّة) بعد الِانْصِرَاف من الْموقف (عرضه) أَي مساحة عرضه (مسيرَة الرَّاكِب المجود) أَي صَاحب الْجواد وَهُوَ الْفرس الْجيد وَالْمرَاد الرَّاكِب الَّذِي يجود ركض الْفرس الْجيد (ثَلَاثًا) من الْأَيَّام بلياليها (ثمَّ إِنَّهُم ليضغطون) أَي ليعتصرون (عَلَيْهِ) أَي ذَلِك الْبَاب (حَتَّى تكَاد مناكبهيم تَزُول) لشدَّة الزحام (ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَاسْتَغْرَبَهُ وَقَالَ سَأَلت عَنهُ البُخَارِيّ فَلم يعرفهُ
(بَابَانِ معجلان عقوبتهما فِي الدُّنْيَا) أَي قبل موت فاعلهما (الْبَغي) أَي مُجَاوزَة الْحَد فِي الظُّلم (والعقوق) للْوَالِدين وَأَن عليا أَو أَحدهمَا إيذاؤهما ومخالفتهما فِيمَا لَا يُخَالف الشَّرْع (ك عَن أنس) وَقَالَ // (صَحِيح وأقروه) //
(بَادرُوا) أَي سابقوا وتعجلوا (الصُّبْح بالوتر) أَي سابقوا بِهِ بِأَن توقعوه قبل دُخُول وقته (م ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بَادرُوا) أَي أَسْرعُوا (بِصَلَاة الْمغرب) أَي بِفِعْلِهَا (قبل طُلُوع النَّجْم) أَي ظُهُوره للناظرين فَإِن الْمُبَادرَة بهَا مَنْدُوبَة لضيق وَقتهَا وَيبقى وَقتهَا إِلَى مغيب الشَّفق (حم قطّ عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ وَفِيه ابْن لَهِيعَة لَكِن لَهُ شَاهد
(بَادرُوا أَوْلَادكُم بالكنى) بِالضَّمِّ أَي بِوَضْع كنية حَسَنَة للْوَلَد من صغره (قبل أَن تغلب عَلَيْهِم الألقاب) أَي قبل أَن يكبروا فيلقبهم النَّاس بألقاب غير مرضية وَالْأَمر للإرشاد وكما يَنْبَغِي مبادرتهم بالكنى يَنْبَغِي مبادرتهم بتعليم الْأَدَب وَمن ثمَّ قيل بَادرُوا بتأديب الْأَطْفَال قبل تراكم الأشغال (قطّ فِي الْإِفْرَاد عد عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فتنا كَقطع اللَّيْل المظلم) أَي وُقُوع فتن مظْلمَة سَوْدَاء وَالْمرَاد الْحَث على الْعَمَل الصَّالح قبل تعذره أَو تعسره بِمَا يحدث من الْفِتَن المتراكمة كتراكم ظلام اللَّيْل (يصبح الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان فِيهَا مُؤمنا وبمسى كَافِرًا ويمسى مُؤمنا وَيُصْبِح كَافِرًا) اى لعظمها يَنْقَلِب الانسان من الْإِيمَان للكفر وَعَكسه فِي الْيَوْم الْوَاحِد يَبِيع أحدهم دينه بِعرْض) بِفَتْح الرَّاء (من الدُّنْيَا قَلِيل) أَي بِقَلِيل من حطامها وَالْعرض مَا عرض لَك من مَنَافِع الدُّنْيَا (حم م ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ هرما) أَي كبرا وعجزاً (ناغصا) بغين مُعْجمَة وصاد مُهْملَة أَي مكدراً (وموتاً خالساً) بخاء مُعْجمَة أَي يخلسكم بِسُرْعَة على غَفلَة كَأَنَّهُ يخطف الْحَيَاة بهجومه (ومرضاً حابساً) أَي معّوقاً

(1/429)


مَانِعا (وتسويفاً مؤيساً) هُوَ قَول الرجل سَوف أفعل فَلَا يعْمل إِلَى أَن يَأْتِيهِ أَجله فييأس من ذَلِك وَفِيه ندب الْمُبَادرَة بِالْأَعْمَالِ والأمور المهمة حذرا من الْفَوْت وَحُصُول النَّدَم كَمَا قيل
(أَصبَحت تنفخ فِي رمادك بَعْدَمَا ... ضيعت حظك من وقود النَّار)
وَقَالَ بَعضهم
(الْمَرْء تَلقاهُ مضياعاً لفرصته ... حَتَّى إِذا فَاتَ أَمر عَاتب القدرا)
(هَب عَن أبي أُمَامَة)
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا) أَي انكمشوا بِالْعَمَلِ الصَّالح قبل وُقُوعهَا (طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا) فَإِنَّهَا إِذا طلعت مِنْهُ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل (وَالدُّخَان) بِالتَّخْفِيفِ أَي ظُهُوره (ودابة الأَرْض والدجال) أَي خروجهما (وَخُوَيصة أحدكُم) تَصْغِير خَاصَّة بِسُكُون الْيَاء لِأَن يَاء التصغير لَا تكون إِلَّا سَاكِنة وَالْمرَاد حَادِثَة الْمَوْت الَّتِي تخص الْإِنْسَان (وَأمر الْعَامَّة) الْقِيَامَة لِأَنَّهَا تعم الْخَلَائق أَو الْفِتْنَة الَّتِي تعمي وتصمّ (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا) من أَشْرَاط السَّاعَة (إِمَارَة السُّفَهَاء) بِكَسْر الْهمزَة أَي ولايتهم على الرّقاب (وَكَثْرَة الشَّرْط) بِضَم فَسُكُون أَو فَفتح أعوان الْوُلَاة وَالْمرَاد كثرتهم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء فيتكثر الظُّلم (وَبيع الحكم) بِأخذ الرِّشْوَة عَلَيْهِ (واستخفافاً بِالدَّمِ) أَي بِحقِّهِ بِأَن لَا يقْتَصّ من الْقَاتِل (وَقَطِيعَة الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة بإيذاء أَو هجر وَنَحْو ذَلِك (ونشوا يتخذون الْقُرْآن) أَي قِرَاءَته (مَزَامِير) أَي يتغنون بِهِ ويتمشدقون ويأتون بِهِ بنغمات مطربة (يقدّمون) يَعْنِي النَّاس الَّذين هم أهل ذَلِك الزَّمَان (أحدهم لِيُغنيَهُمْ) بِالْقُرْآنِ بِحَيْثُ يخرجُون الْحُرُوف عَن موضوعها وَيزِيدُونَ وينقصون لأجل الألحان (وَإِن كَانَ) أَي المقدّم (أقلهم فقهاً) لِأَن غرضهم تلذذ الأسماع بِتِلْكَ الألحان والأوضاع (طب عَن عَابس) بِعَين مُهْملَة وموحدة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة ابْن العبس (الْغِفَارِيّ) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة مخففاً نزيل الْكُوفَة
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سبعا) أَي سابقوا وُقُوع الْفِتَن بالاشتغال بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة واهتموا بهَا قبل حلولها (مَا) فِي رِوَايَة هَل (ينتظرون) بمثناة تحتية بِخَط الْمُؤلف (إِلَّا فقرا منسياً) بِفَتْح أَوله أَي نسيتموه ثمَّ يأتيكم فَجْأَة (أَو غنى مطغياً) أَي موقعاً فِي الطغيان (أَو مَرضا مُفْسِدا) للمزاج مشغلاً للحواس (أَو هرماً مفنداً) أَي موقعاً فِي الْكَلَام المحرّف عَن سنَن الصِّحَّة من الخرف والهذيان (أَو موتا مجهزاً) بجيم وزاي آخِره أَي سَرِيعا يَعْنِي فَجْأَة (أَو الدَّجَّال) أَي خُرُوجه (فَإِنَّهُ شَرّ منتظر) بل هُوَ أعظم الشرور المنتظرة كَمَا يَأْتِي فِي خبر (أَو السَّاعَة والساعة أدهى وَأمر) وَالْقَصْد الْحَث على البدار بِالْعَمَلِ الصَّالح قبل حُلُول شَيْء من ذَلِك وَأخذ مِنْهُ ندب تَعْجِيل الْحَج (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(باكروا بِالصَّدَقَةِ) سارعوا بهَا (فَإِن الْبلَاء لَا يتخطاها) تَعْلِيل لِلْأَمْرِ بالتبكير وَهُوَ تَمْثِيل جعلت الصَّدَقَة وَالْبَلَاء كفرسي رهان فَأَيّهمَا سبق لم يلْحقهُ الآخر وَلم يتخطه (طس عَن عَليّ هَب عَن أنس) بِإِسْنَاد // (ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(باكروا فِي طلب الرزق والحوائج) أَي اطلبوهما فِي أول النَّهَار
(فَإِن الغدو بركَة ونجاح) أَي هُوَ مَظَنَّة الظفر بِقَضَاء الْحَوَائِج واستدرار الرزق وَذَلِكَ لِأَن حَالَة الإقبال حَالَة ابْتِدَاء وَتمكن وَحَالَة الإدبار حَالَة انْتِهَاء وَزَوَال وَلِهَذَا قَالَ الْحُكَمَاء ان السَّعْي فِي الْحَاجة قبل الزَّوَال أنجح مِنْهُ بعده وكرهوا الْحَرَكَة أَوَاخِر النَّهَار قَالَ الشَّاعِر

(1/430)


(بكرا صَاحِبي قبل الهجير ... إِن ذَاك النجاح فِي التبكير)
وَأول النَّهَار شباب وَقُوَّة وَآخره مشيب وهرم (طس عد عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف إِسْمَاعِيل بن قيس) //
(بِحَسب الْمَرْء) أَي يَكْفِيهِ فِي الْخُرُوج عَن عُهْدَة الْوَاجِب وَالْبَاء زَائِدَة (إِذا رأى مُنْكرا) يَعْنِي علم بِهِ وَالْحَال أَنه (لَا يَسْتَطِيع لَهُ تغييراً) بِيَدِهِ وَلَا بِلِسَانِهِ (أَن يعلم الله) من نِيَّته (أَنه لَهُ مُنكر) بِقَلْبِه لِأَن ذَلِك مقدوره فيكرهه بِقَلْبِه (تخ طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف الرّبيع بن سهل) //
(بِحَسب امرىء من الْإِيمَان) أَي يَكْفِيهِ مِنْهُ من جِهَة القَوْل (أَن يَقُول رضيت بِاللَّه رَبًّا) لَا شريك لَهُ (وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا وَبِالْإِسْلَامِ دينا) أتدين بأحكامه دون غَيره من الْأَدْيَان فَإِذا قَالَ ذَلِك بِلِسَانِهِ أجريت عَلَيْهِ أَحْكَام الْإِيمَان الدُّنْيَوِيَّة فَإِن اقْترن بِهِ تَصْدِيق قلبِي صَار مُؤمنا حَقًا (طس عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بِحَسب امرىء من الشَّرّ) أَي يَكْفِيهِ مِنْهُ فِي أخلاقه ومعاشه ومعاده (أَن يشار إِلَيْهِ بالأصابع) أَي يُشِير النَّاس بَعضهم لبَعض إِلَيْهِ بأصابعهم (فِي دين أَو دنيا) فَيَقُولُونَ هَذَا فلَان العابد أَو الْعَالم ويطرون فِي مدحه فَإِن ذَلِك بلَاء ومحنة لَهُ (إِلَّا من عصمه الله نعالى) بِحَيْثُ صَار لَهُ ملكة يقتدر بهَا على قهر نَفسه بِحَيْثُ لَا يلْتَفت إِلَى ذَلِك وَلَا يستفزه الشَّيْطَان بِسَبَبِهِ وَقيل المُرَاد أَنه إِنَّمَا يشار إِلَيْهِ فِي دين لكَونه أحدث بِدعَة فيشار إِلَيْهِ بهَا وَفِي دنيا لكَونه أحدث مُنْكرا غير مُتَعَارَف بَينهم (هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم (د عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد فِيهِ مَتْرُوك) //
(بِحَسب امرىء يَدْعُو) أَي يَكْفِيهِ إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو (أَن يَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وأدخلني الْجنَّة) فَإِنَّهُ لم يتْرك شَيْئا يهتم بِهِ إِلَّا وَقد دَعَا بِهِ (طب عَن السَّائِب بن يزِيد) بن سعد الْمَعْرُوف بِابْن أُخْت نمر وَرِجَاله رجال الصَّحِيح غير ابْن لَهِيعَة // (وَفِيه ضَعِيف) //
(بِحَسب أَصْحَابِي الْقَتْل) أَي يَكْفِي المخطىء مِنْهُم فِي قِتَاله فِي الْفِتَن الْقَتْل فَإِنَّهُ كَفَّارَة لذنوبه أما الْمُصِيب فشهيد (حم طب عَن سعيد بن زيد) // (بأسانيد أحد رجالها ثِقَات) //
(بخ بخ) كلمة تقال للمدح وَالرِّضَا وتكرر للْمُبَالَغَة فَإِن وصلت جرت ونونت وَرُبمَا شددت (لخمس) من الْكَلِمَات (مَا أثقلهن) أَي أرجحهن (فِي الْمِيزَان) يَوْم الْقِيَامَة (لَا إِلَه إِلَّا الله وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله وَالله أكبر) يَعْنِي ثوابهن يجسد ثمَّ يُوزن فيرجح على جَمِيع الْأَعْمَال وَكَذَا يُقَال فِي قَوْله (وَالْولد الصَّالح) أَي الْمُسلم (يتوفى للمرء) يَعْنِي الرجل وَمثله الْأُنْثَى (الْمُسلم فيحتسبه) عِنْد الله تَعَالَى صَابِرًا على مَا مَسّه من حرقة فَقده (الْبَزَّار عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى // (بِإِسْنَاد حسن) // (ن حب ك عَن أبي سلمى) رَاعى الْمُصْطَفى حمصي لَهُ صُحْبَة وَحَدِيث قيل واسْمه حُرَيْث (حم عَن أبي أُمَامَة)
(بخل النَّاس بِالسَّلَامِ) الَّذِي لَا كلفة فِيهِ وَلَا بذل مَال وَمن بخل بِهِ فَهُوَ بِغَيْرِهِ أبخل وَلِهَذَا قَالَ الشَّاعِر
(إِذا مَا بخلت برد السَّلَام ... فَأَنت ببذل الندى أبخل)
(حل عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَرَاءَة من الْكبر لبوس) لفظ رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ لِبَاس (الصُّوف) بِقصد صَالح لَا إِظْهَارًا للزهد وإيهاماً للتعبد (ومجالسة فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ) بِقصد إيناسهم وجبر خواطرهم (وركوب الْحمار) أَي أَو نَحوه كبرذون حقير (واعتقال العنز) أَو قَالَ الْبَعِير كَذَا هُوَ على شكّ فِي رِوَايَة مخرجه يَعْنِي اعتقاله ليحلب لبنه وَالْقَصْد أَن الْمَذْكُورَات بنية صَالِحَة تبعد فاعلها من التكبر (حل هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(برىء من الشُّح) الَّذِي

(1/431)


هُوَ أَشد الْبُخْل (من أدّى الزَّكَاة وقرى الضَّيْف وَأعْطى فِي النائبة) أَي أعَان إنْسَانا على مَا نابه من الْعَوَارِض وَفِيه دَلِيل على أَن الشُّح يدْخل تَحْتَهُ منع الْوَاجِب وَبِه ردّ على ابْن الْعَرَبِيّ قَوْله ان الْبُخْل منع الْوَاجِب وَالشح منع الْمُسْتَحبّ (هناد) فِي الزّهْد (ع طب عَن خَالِد بن زيد بن حَارِثَة) (بِإِسْنَاد حسن كَمَا فِي الْإِصَابَة لَكِن قيل إِن خَالِدا تَابِعِيّ) //
(بَرِئت الذِّمَّة) أَي ذمَّة أهل الْإِسْلَام (مِمَّن) أَي من مُسلم (أَقَامَ مَعَ الْمُشْركين) يَعْنِي الْكفَّار وخصهم لغلبتهم حِينَئِذٍ (فِي دِيَارهمْ) فَلم يُهَاجر مِنْهَا مَعَ تمكنه من الْهِجْرَة وَتَمام الحَدِيث قيل لم قَالَ لَا تترآى ناراهما وَكَانَت الْهِجْرَة فِي صدر الْإِسْلَام وَاجِبَة (طب عَن جرير) البَجلِيّ // (وَرَوَاهُ عَنهُ التِّرْمِذِيّ) //
(برّدوا طَعَامكُمْ) أَي أمهلوا بِأَكْلِهِ حَتَّى يبرد فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك (يُبَارك لكم فِيهِ) فَإِن الْحَار غير ذِي بركَة كَمَا مرّ فِي حَدِيث (عد عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بر الْحَج إطْعَام الطَّعَام وَطيب الْكَلَام) أَي إطْعَام الْمُسَافِرين ومخاطبتهم بالتلطف واللين (ك عَن جَابر) بن عبد الله
(برّ الْوَالِدين) بِالْكَسْرِ الْإِحْسَان إِلَيْهِمَا قولا وفعلاً (يَجْزِي من الْجِهَاد) أَي يَنُوب عَنهُ وَيقوم مقَامه وَهَذَا ورد جَوَابا لسائل اقْتضى حَاله ذَلِك وَإِلَّا فالجهاد أَعلَى (ش عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَهَذَا ذُهُول من الْمُؤلف فقد عزاهُ الديلمي وَغَيره إِلَى الْحسن بن عَليّ فَلَا يكون مُرْسلا
(برّ الْوَالِدين يزِيد فِي الْعُمر) أَي فِي عمر الْبَار بِالنِّسْبَةِ لما فِي صحف الْمَلَائِكَة (وَالْكذب) الَّذِي لغير مصلحَة (ينقص الرزق) أَي يضيقه لِأَنَّهُ خِيَانَة والخيانة تجلب الْفقر كَمَا مر (وَالدُّعَاء) المتوفر الشُّرُوط والأركان المقبول (يردّ الْقَضَاء) الإلهي أَي غير المبرم فِي الْأَزَل كَمَا بَينه قَوْله (وَللَّه عز وَجل فِي خلقه قضاآن قَضَاء نَافِذ وَقَضَاء مُحدث) مَكْتُوب فِي صحف الْمَلَائِكَة أَو اللَّوْح فَهَذَا الَّذِي فِيهِ التَّغْيِير وَأما الأزلي المبرم فَلَا (وللأنبياء) وَالْمُرْسلِينَ (على الْعلمَاء) أَي أَصْحَاب عُلُوم الشَّرْع العاملين (فضل دَرَجَتَيْنِ) أَي زِيَادَة دَرَجَتَيْنِ أَي هم أَعلَى مِنْهُم بمنزلتين عظيمتين فِي الْآخِرَة (وللعلماء) الموصوفين بِمَا ذكر (على الشُّهَدَاء) فِي سَبِيل الله تَعَالَى بِقصد إعلاء كلمة الله تَعَالَى (فضل دَرَجَة) يَعْنِي هم أَعلَى مِنْهُم بِدَرَجَة فأعظم بِدَرَجَة تلِي النُّبُوَّة وَفَوق الشَّهَادَة (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (التوبيخ عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(برّوا آبَاءَكُم) أَي وأمهاتكم فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك (تبرّكم أبناؤكم) وكما تدين تدان (وعفوّا) عَن نسَاء النَّاس فَلَا تتعرضوا لَهُنَّ بِالزِّنَا (تعفّ نِسَاؤُكُمْ) عَن الرِّجَال لما ذكر (طس عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد حسن بل قيل صَحِيح وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(برّوا آبَاءَكُم) أَي أصولكم (تبركم أبناؤكم وعفوا عَن النِّسَاء تعف نِسَاؤُكُمْ وَمن تنصل إِلَيْهِ) أَي انتقى من ذَنبه وَاعْتذر إِلَى أَخِيه (فَلم يقبل) اعتذاره (فَلَنْ يرد عليّ الْحَوْض) الْكَوْثَر يَوْم الْقِيَامَة وَفِيه وجوب الْإِيمَان بالحوض وَقد أنكرهُ بَعضهم وَمن أنكرهُ لم يردهُ (طب ك عَن جَابر) قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وَابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع) //
(بركَة الطَّعَام) أَي نموّه وَزِيَادَة نَفعه فِي الْبدن (الْوضُوء قبله) أَي تنظيف الْيَد بغسلها (وَالْوُضُوء بعده) كَذَلِك فَالْمُرَاد الْوضُوء اللّغَوِيّ وَفِيه رد على مَالك حَيْثُ قَالَ يكره قبله لِأَنَّهُ من فعل الْأَعَاجِم (حم د ت ك عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (بِإِسْنَاد حسن وَقَول الْقُرْطُبِيّ لَا يَصح فِي هَذَا شَيْء مَمْنُوع) //
(بشرى الدُّنْيَا) كَذَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف أَي بشرى الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا (الرُّؤْيَا الصَّالِحَة) يَرَاهَا فِي منامة أَو ترى لَهُ (طب عَن أبي الدَّرْدَاء)
(بشر من شهد بَدْرًا) أَي حضر وقْعَة بدر لقِتَال الْكفَّار (بِالْجنَّةِ) أَي بِدُخُولِهَا من غير سبق عَذَاب لِأَن الله تَعَالَى

(1/432)


اطلع عَلَيْهِم فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم (قطّ فِي الْإِفْرَاد عَن أبي بكر) الصدّيق
(بشر هَذِه الْأمة) أمة الْإِجَابَة (بالسناء) بِالْفَتْح والمدّ ارْتِفَاع الْمنزلَة وَالْقدر (وَالدّين) أَي التَّمَكُّن فِيهِ (والرفعة) أَي الْعُلُوّ فِي الدَّاريْنِ (والنصر) على الْأَعْدَاء (والتمكين فِي الأَرْض فَمن عمل مِنْهُم عمل الْآخِرَة للدنيا) أَي جعل عمله الأخروي وَسِيلَة إِلَى تَحْصِيلهَا (لم يكن لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب لِأَنَّهُ لم يعْمل لَهَا (حم حب ك هَب عَن أبي) بن كَعْب وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(بشر) خطاب عَام لم يرد بِهِ معِين (الْمَشَّائِينَ) بِالْهَمْز والمدّ من تكَرر مِنْهُ الْمَشْي إِلَى إِقَامَة الْجَمَاعَة (فِي الظُّلم) بِضَم الظَّاء وَفتح اللَّام جمع ظلمَة بسكونها أَي ظلمَة اللَّيْل (إِلَى الْمَسَاجِد بِالنورِ التَّام) الَّذِي يُحِيط بهم من جَمِيع جهاتهم أَي على الصِّرَاط لما قاسوا مشقة الْمَشْي فِي ظلمَة اللَّيْل جوزوا بِنور يضيء لَهُم ويحوطهم (يَوْم الْقِيَامَة د ت عَن بُرَيْدَة) وَرِجَاله ثِقَات (هـ ك عَن أنس وَعَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ وَقَالَ // (صَحِيح على شَرطهمَا قَالَ الْمُؤلف وَهُوَ متواتر) //
(بطحان) بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُهْملَة واداً بِالْمَدِينَةِ هَذِه رِوَايَة الْمُحدثين وَضَبطه أهل اللُّغَة بِفَتْح فَكسر (على بركَة من برك الْجنَّة) وَفِي رِوَايَة على ترعة من ترع الْجنَّة أَي يكون فِي الْآخِرَة هُنَالك (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) وَفِيه راو مَجْهُول
(بعثت) أَي أرْسلت (أَنا والساعة) بِنصب السَّاعَة مفعول مَعَه وَرَفعه عطف على ضمير بعثت (كهاتين) الإصبعين السبابَة وَالْوُسْطَى يُرِيد أَن نِسْبَة تقدم بَعثه على قيام السَّاعَة كنسبة فضل احدى الاصبعين على الْأُخْرَى (حم ق ت عَن أنس) بن مَالك (حم ق عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ وَهُوَ متواتر
(بعثت إِلَى النَّاس) الْعَرَب والعجم (كَافَّة) قَالَ الإِمَام يخْتَص بالمكلف وَاعْترض (فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لى كلهم (فالى الْعَرَب) كَافَّة (فان لم يَسْتَجِيبُوا الى فالى قُرَيْش) الَّذين هم قومِي (فان لم يَسْتَجِيبُوا الى فالى بني هَاشم) أَي وَالْمطلب الَّذين هم آله (فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا إِلَى فإليّ وحدي) أَي فَلَا أكلف حِينَئِذٍ إِلَّا نَفسِي وَلَا يضرني من خَالف وَكَانَ الْمُصْطَفى حكيماً يعرف أوضاع النَّاس فيأمر كلا بِمَا يصلح لَهُ أما فِي رُتْبَة الدعْوَة فَكَانَ يعتم لِأَنَّهُ بعث لإِثْبَات الْحجَّة فيدعو على الْإِطْلَاق وَلَا يخص بالدعوة من تفرس فِيهِ الْهِدَايَة (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن خَالِد بن معدان) بِفَتْح الْمِيم (مُرْسلا)
(بعثت من خير قُرُون بني آدم) أَي من خير طبقاتهم كائنين (قرنا فقرنا) طبقَة بعد طبقَة سمى قرنا لاقتران أمة بِأمة وعالم بعالم فِيهِ (حَتَّى كنت فِي الْقرن الَّذِي كنت فِيهِ) أَرَادَ تقلبه فِي الأصلاب أَبَا فأباً حَتَّى ظهر فِي الْقرن الَّذِي وجد فِيهِ فالفاء لترتيب فِي الْفضل على الترقي تقرباً من أبعد آبَائِهِ إِلَى أقربهم فأقربهم وَمَا أحسن مَا قَالَ بَعضهم
(قُرَيْش خِيَار بني آدم ... وَخير قُرَيْش بَنو هَاشم)

(وَخير بني هَاشم أَحْمد ... رَسُول الْإِلَه إِلَى الْعَالم)
(خَ عَن أبي هُرَيْرَة)
(بعثت بجوامع الْكَلم) الْقُرْآن سمى بِهِ لاحتواء لَفظه الْيَسِير على الْمَعْنى الْكثير (ونصرت بِالرُّعْبِ) أَي الْفَزع يلقى فِي قُلُوب أعدائى (وَبينا أَنا نَائِم أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض) أَرَادَ مَا فتح على أمته من خَزَائِن كسْرَى وَقَيْصَر (فَوضعت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي المفاتيح (فِي يَدي) بِالْإِفْرَادِ وَفِي رِوَايَة بالتثنية أَي حَقِيقَة أَو مجَازًا بِاعْتِبَار الِاسْتِيلَاء (ق ن عَن أبي هُرَيْرَة)
(بعثت بالحنيفية السمحة) أَي الشَّرِيعَة المائلة عَن كل دين بَاطِل فَهِيَ حنيفية فِي التَّوْحِيد سَمْحَة فِي الْعَمَل (وَمن خَالف سنتي طريقتي بِأَن شدّد وعقّد (فَلَيْسَ مني) أَي لَيْسَ من المتبعين لي

(1/433)


فِيمَا أمرت بِهِ من اللين والرفق وَالْقِيَام بِالْحَقِّ والمساهلة مَعَ الْخلق وَفِيه أَن الْمَشَقَّة تجلب التَّيْسِير وَهِي إِحْدَى الْقَوَاعِد الْأَرْبَع الَّتِي رد القَاضِي حُسَيْن جَمِيع مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَيْهَا (خطّ عَن جَابر // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد) //
(بعثت بمداراة النَّاس) أَي خفض الْجنَاح ولين الْكَلِمَة لَهُم وَترك الإغلاظ عَلَيْهِم وَذَلِكَ من أَسبَاب الألفة واجتماع الْكَلِمَة وانتظام الْأَمر وَلِهَذَا قيل من لانت كَلمته وَجَبت محبته وَحسنت أحدوثته وظمئت الْقُلُوب إِلَى لِقَائِه وتنافست فِي مودته والمداراة تجمع الْأَهْوَاء المتفرقة وتؤلف الآراء المشتتة وَهِي غير المداهنة الْمنْهِي عَنْهَا (طب عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بعثت بَين يَدي السَّاعَة بِالسَّيْفِ) خص نَفسه بِهِ وَإِن كَانَ غَيره من الْأَنْبِيَاء أَمر بِالْقِتَالِ لِأَنَّهُ لَا يبلغ مبلغه فِيهِ (حَتَّى يعبد الله تَعَالَى وَحده لَا شريك لَهُ) أَي وَيشْهد أَنِّي رَسُوله (وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي) يَعْنِي الْغَنَائِم وَكَانَ سهم مِنْهَا لَهُ خَاصَّة وَالْمرَاد أَن مُعظم رزقه كَانَ مِنْهُ وَإِلَّا فقد كَانَ يَأْكُل من الْهِبَة والهدية وَغَيرهمَا (وَجعل الذل) أَي الهوان والخسران (وَالصغَار) بِالْفَتْح الضيم (على من خَالف أَمْرِي) وكما أَن الذلة مَضْرُوبَة على من خَالف فالعز مجعول لأهل طَاعَته ومتابعيه (وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم) أَي حكمه حكمهم لِأَن كل مَعْصِيّة مِيرَاث من أمة من الْأُمَم الَّتِي أهلكها الله تَعَالَى فَكل من لابس مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ مِنْهُم (حم عَم طب عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد حسن وعلقه البُخَارِيّ
(بعثت دَاعيا) أَي بَعَثَنِي الله تَعَالَى دَاعيا لمن يُرِيد هدايته (ومبلغاً) مَا أوحاه إِلَيْهِ الْحق إِلَى الْخلق (وَلَيْسَ إِلَيّ من الْهدى شَيْء) لِأَنِّي عبد لَا أعلم المطبوع على قلبه من غَيره (وَخلق إِبْلِيس مزيناً) للدنيا والمعاصي ليضل بهَا من أَرَادَ الله إضلاله (وَلَيْسَ إِلَيْهِ من الضَّلَالَة شَيْء) فالرسل إِنَّمَا هم مستجلبون لأمر جبلات الْخلق وفطرهم فيبشرون من فطر على خير وينذرون من جبل على شَرّ والشيطان إِنَّمَا ينشر حبائله لأمر جبلات الْخلق وَكِلَاهُمَا لَا يسْتَأْنف أمرا لم يكن بل يظْهر أمرا كَانَ مغيباً (عق عد عَن عمر) بن الْخطاب // (وَفِيه ضعف وَانْقِطَاع) //
(بعثت مرحمة) للْعَالمين (وملحمة) أَي مقتلة لأعداء الله تَعَالَى (وَلم أبْعث تَاجِرًا) أَي أحترف بِالتِّجَارَة (وَلَا زارعاً) وَفِي رِوَايَة وَلَا زراعاً بِصِيغَة الْمُبَالغَة (الا) حرف تَنْبِيه (وَإِن شرار الْأمة) أَي من شرارهم (التُّجَّار) الَّذين لَيْسُوا بِأَهْل صدق وَلَا أَمَانَة أَو الَّذين يكثرون الْحلف على السّلْعَة (والزراعون إِلَّا من شح على دينه) أَي حرص عَلَيْهِ وَلم يفرط فِي شَيْء من أَحْكَامه بإهمال رعايته وَهَذَا يوهن مَا ذكره الْيَعْمرِي فِي سيرته عَن بَعضهم من أَنه كَانَ يزرع أَرض بني النَّضِير أَو خَيْبَر (حل عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لكنه منجبر بِتَعَدُّد طرْقَة
(بغض بني هَاشم وَالْأَنْصَار كفر) أَي حَقِيقَة أَن أبْغض بني هَاشم من حَيْثُ كَونهم آله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَو أبْغض الْأَنْصَار من حَيْثُ كَونهم ظاهروه وناصروه وَإِلَّا فَالْمُرَاد كفر النِّعْمَة (وبغض الْعَرَب نفاق) حَقِيقَة إِن أبْغضهُم من حَيْثُ كَون النَّبِي مِنْهُم وَإِلَّا فَالْمُرَاد النِّفَاق العملي لَا الاعتقادي (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (وَإِسْنَاده حسن صَحِيح) //
(بكاء الْمُؤمن) ناشيء (من قلبه) أَي من حزن قلبه (وبكاء الْمُنَافِق من هامته) أَي يُرْسِلهُ مَتى شَاءَ فَهُوَ يملك إرْسَاله دفْعَة (عق طب حل عَن حُذَيْفَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَكرُوا بالإفطار) أَي تقدمُوا بِهِ وأوقعوه فِي أول وَقت الْفطر والتبكير التَّقَدُّم فِي أول الْوَقْت وَإِن لم يكن فِي أول النَّهَار (وأخروا السّحُور) أوقعوه آخر اللَّيْل مَا لم تقعوا فِي شكّ فِي طُلُوع الْفجْر وَالْأَمر للنَّدْب (عد عَن أنس) بن مَالك
(بَكرُوا

(1/434)


بِالصَّلَاةِ فِي يَوْم الْغَيْم) أَي حَافظُوا عَلَيْهَا وقدّموها لِئَلَّا يخرج الْوَقْت وَأَنْتُم لَا تشعرون وَإِخْرَاج الصَّلَاة عَن وَقتهَا شَدِيد التَّحْرِيم سِيمَا الْعَصْر كَمَا يُشِير إِلَيْهِ قَوْله (فَإِنَّهُ من ترك صَلَاة الْعَصْر حَبط عمله) أَي بَطل ثَوَابه (حم هـ حب عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ
(بلغُوا عني) أَي انقلوا عني مَا أمكنكم ليتصل بالأمة نقل مَا جِئْت بِهِ (وَلَو) أَي وَلَو كَانَ الْإِنْسَان إِنَّمَا يبلغ عني (آيَة) وَاحِدَة من الْقُرْآن وخصها لِأَنَّهَا أقل مَا يُفِيد فِي التَّبْلِيغ وَلم يقل وَلَو حَدِيثا لِأَن حَاجَة الْقُرْآن إِلَى التَّبْلِيغ أَشد (وحدّثوا عَن بني إِسْرَائِيل) بِمَا بَلغَكُمْ عَنْهُم مِمَّا وَقع لَهُم من الْأَعَاجِيب (وَلَا حرج) لَا ضيق عَلَيْكُم فِي التحديث بِهِ إِلَّا أَن يعلم أَنه كذب أَو وَلَا حرج أَن لَا تحدّثوا وإذنه هُنَا لَا يُنَافِي نَهْيه فِي خبر آخر لِأَن الْمَأْذُون فِيهِ التحدّث بقصصهم والمنهي عَنهُ الْعَمَل بِالْأَحْكَامِ لنسخها (وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا) يَعْنِي لم يبلغ حق التَّبْلِيغ وَلم يحتط فِي الْأَدَاء وَلم يراع صِحَة الْإِسْنَاد (فَليَتَبَوَّأ) بِسُكُون اللَّام (مَقْعَده من النَّار) أَي فَلْيدْخلْ فِي زمرة الْكَاذِبين نَار جَهَنَّم وَالْأَمر بالتبوي تهكم (حم خَ ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بلوا أَرْحَامكُم) أَي ندوها بِمَا يجب أَن تندى بِهِ وواصلوها بِمَا يَنْبَغِي أَن توصل بِهِ (وَلَو بِالسَّلَامِ) اسْتعَار البلل للوصل كَمَا يستعار اليبس للقطيعة لِأَن الْأَشْيَاء تختلط بالنداوة وتتفرق باليبس (الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف الغنوي (طب عَن أبي الطُّفَيْل) وَفِيه مَجْهُول (هَب عَن أنس) بن مَالك (وسُويد بن عَمْرو) الْأنْصَارِيّ وطرقه كلهَا ضَعِيفَة لَكِنَّهَا تقوّت
(بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد) أَي كشيء وَاحِد فِي الْكفْر وَالْإِسْلَام وَلم يُخَالف بَنو الْمطلب بني هَاشم فِي شَيْء أصلا فَلذَلِك شاركوهم فِي خمس الْخمس دون بني عبد شمس وَنَوْفَل أخوي هَاشم وَالْمطلب (طب عَن جُبَير بن مطعم) قَالَ لما قسم الْمُصْطَفى سهم ذَوي الْقُرْبَى بَينهمَا قلت أَنا وَعُثْمَان أَعْطَيْت بني الْمطلب وَتَرَكتنَا وَنحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة فَذكره وَهُوَ فِي البُخَارِيّ بِلَفْظ إِنَّمَا
(بني) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أسس (الْإِسْلَام على) دعائم أَو أَرْكَان (خمس) وَهِي خصاله الْمَذْكُورَة (شَهَادَة) بجره مَعَ مَا بعده بَدَلا من خمس وَهُوَ أولى ويصحح رَفعه بِتَقْدِير هِيَ أَو أَحدهَا وَلم يذكر الْجِهَاد مَعهَا لِأَنَّهَا فروض عَيْنِيَّة وَهُوَ كِفَايَة (أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله) وَلم يذكر الْإِيمَان بِالْمَلَائِكَةِ وَغَيرهم مِمَّا جَاءَ فِي خبر جِبْرِيل لِأَنَّهُ أَرَادَ بِالشَّهَادَةِ تَصْدِيق الرَّسُول بِكُل مَا جَاءَ بِهِ فيستلزم ذَلِك (وَأقَام) أَصله إِقَامَة حذفت تأوه للازدواج (الصَّلَاة) أَي المداومة عَلَيْهَا (وإيتاء) أَي إِعْطَاء (الزَّكَاة) أَهلهَا فَحذف للْعلم بِهِ ورتب الثَّلَاثَة فِي كل رِوَايَة لِأَنَّهَا وَجَبت كَذَلِك أَو تَقْدِيمًا للأفضل فَالْأَفْضَل (وَحج الْبَيْت) أَي الْكَعْبَة (وَصَوْم رَمَضَان) لم يذكر فيهمَا الِاسْتِطَاعَة لشهرتها وَوجه الْحصْر أَن الْعِبَادَة إِمَّا بدنية مَحْضَة كَصَلَاة أَو مَالِيَّة مَحْضَة كَزَكَاة أَو مركبة كالأخيرين (حم ق ت ن عَن ابْن عمر بن الْخطاب
(بورك لأمتي فِي بكورها) يَوْم الْخَمِيس كَذَا سَاقه ابْن حجر عازياً للطبراني فَسقط من قلم الْمُؤلف وَأما بِدُونِ لفظ الْخَمِيس فأخرجوه فِي السّنَن الْأَرْبَعَة خص البكور بِالْبركَةِ لكَونه وَقت النشاط وَفِي الْخَمِيس أعظم بركَة (طس عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف (عبد الْغَنِيّ فِي) كتاب (الْإِيضَاح) أَي إِيضَاح الأشكال (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بَوْل الْغُلَام) الَّذِي لم يطعم غير لبن للتغذي وَلم يعبر حَوْلَيْنِ (ينضح) أَي يرش بِمَا يغلبه وَإِن لم يسل لِأَنَّهُ لَيْسَ لبوله عفونة تحْتَاج فِي إِزَالَتهَا إِلَى مُبَالغَة (وَبَوْل الْجَارِيَة) أَي الْأُنْثَى (يغسل) وجوبا كَسَائِر النَّجَاسَات لِأَن بولها الْغَلَبَة الْبرد على مزاجها أغْلظ وأنتن (هـ عَن أم كرز) وَفِيه كَمَا قَالَ

(1/435)


مغلطاي انْقِطَاع
(بَيت لَا تمر فِيهِ جِيَاع أَهله) لكَونه أنفس الثِّمَار الَّتِي بهَا قوام أنفس الْأَبدَان مَعَ كَونه أغلب أقوات الْحجاز فِي ذَلِك الزَّمن (حم م ت د هـ عَن عَائِشَة)
(بَيت لَا صبيان فِيهِ) يَعْنِي لَا أَطْفَال فِيهِ ذُكُورا أَو إِنَاثًا (لَا بركَة فِيهِ) تَمَامه عِنْد مخرجه وَبَيت لَا خل فِيهِ قفار أَهله وَبَيت لَا تمر فِيهِ جِيَاع أَهله (أَبُو الشَّيْخ) فِي الثَّوَاب (عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بيع المحفلات) أَي المجموعات اللَّبن فِي ضروعها لإيهام كَثْرَة لَبنهَا وَتسَمى الْمُصراة (خلابة) أَي غش وخداع (وَلَا تحل الخلابة لمُسلم) يَعْنِي لَا يحل لمُسلم أَن يَفْعَلهَا بِهَذَا الْقَصْد وَيثبت للْمُشْتَرِي الْخِيَار (حم هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين كل أذانين) أَي أَذَان وَإِقَامَة فغلب (صَلَاة) أَي وَقت صَلَاة أَو المُرَاد صَلَاة نَافِلَة ونكرت لتناول كل عدد نَوَاه الْمُصَلِّي من النَّفْل (لمن شَاءَ) أَن يُصَلِّي ذكره دفعا لتوهم الْوُجُوب (حم ق 4 عَن عبد الله بن مُغفل)
(بَين كل أذانين صَلَاة إِلَّا الْمغرب) فَإِنَّهُ لَيْسَ بَين أذانها وإقامتها صَلَاة بل تندب الْمُبَادرَة بالمغرب فِي أول وَقتهَا (الْبَزَّار عَن بُرَيْدَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين) وَفِي رِوَايَة مُسلم أَن بَين (الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان وَخص الرجل لِأَن الْخطاب مَعَه غَالِبا (وَبَين الشّرك) بِاللَّه تَعَالَى (وَالْكفْر) عطف عَام على خَاص وَكرر بَين لمزيد التَّأْكِيد (ترك الصَّلَاة) أَي تَركهَا وصلَة بَين العَبْد وَبَين الْكفْر يوصله إِلَيْهِ وَقد يُقَال لما يُوصل الشَّيْء بالشَّيْء هُوَ بَينهمَا وَأَن الصَّلَاة حائلة بَينه وَبَين الْكفْر فَإِذا تَركهَا زَالَ الْحَائِل أَو إِن فعله فعل الْكَفَرَة أَخذ بِظَاهِرِهِ أَحْمد فَكفر بِتَرْكِهَا (م د ت هـ عَن جَابر) وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ
(بَين الملحمة) بِفَتْح الميمين الْحَرْب أَي الْأَعْظَم كَمَا يُبينهُ قَوْله فِي رِوَايَة أُخْرَى الملحمة الْكُبْرَى وَهِي من اللَّحْم لِكَثْرَة لُحُوم الْمَوْتَى فِيهِ (وَفتح الْمَدِينَة) الْقُسْطَنْطِينِيَّة (سِتّ سِنِين وَيخرج الْمَسِيح الدَّجَّال فِي السَّابِعَة) يشكل بِخَبَر الملحمة الْكُبْرَى وَفتح الْمَدِينَة وَخُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة أشهر إِلَّا أَن يكون بَين أول الملحمة وَآخِرهَا سِتّ سِنِين وَيكون بَين آخرهَا وَفتح الْمَدِينَة قريبَة تكون مَعَ خُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة أشهر (حم د هـ عَن عبد الله بن بسر) بِضَم المواحده وَسُكُون الْمُهْملَة وَفِيه بَقِيَّة
(بَين الرُّكْن وَالْمقَام مُلْتَزم مَا يَدْعُو بِهِ صَاحب عاهة) أَي آفَة حسية أَو معنوية (إِلَّا بَرِيء) يَعْنِي اسْتُجِيبَ دعاؤه وبرىء من عاهته إِن صحب ذَلِك صدق نِيَّة وَقُوَّة يَقِين (طب عَن ابْن عَبَّاس)
(بَين العَبْد وَالْجنَّة) أَي دُخُولهَا (سبع عقبات) جمع عقبَة كَذَا فِي نسخ الْكتاب ثمَّ رَأَيْت خطّ الْمُؤلف عِقَاب (أهونها الْمَوْت وأصعبها الْوُقُوف بَين يَدي الله تَعَالَى إِذا تعلق المظلومون بالظالمين) يشكل بِحَدِيث الْقَبْر أول منزل من منَازِل الْآخِرَة فَإِن نجا مِنْهُ فَمَا بعده أَهْون (أَبُو سعيد النقاش) بِالْقَافِ (فِي مُعْجَمه وَابْن النجار عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين يَدي السَّاعَة) أَي قدامها (أَيَّام الْهَرج) أَي الْفِتَن والشرور (حم طب عَن خَالِد بن الْوَلِيد)
(بَين يَدي السَّاعَة فتن) فَسَاد فِي الْأَهْوَاء والعقائد والمناصب (كَقطع اللَّيْل المظلم) أَي مظْلمَة سَوْدَاء فظيعة زَاد فِي رِوَايَة أَحْمد يصبح الرجل مُؤمنا ويمسي كَافِرًا أَو يُمْسِي مُؤمنا يَبِيع قوم دينهم بِعرْض من الدُّنْيَا يسير (ك عَن أنس) بن مَالك
(بَين يَدي السَّاعَة مسخ) تَحْويل صُورَة إِلَى أقبح مِنْهَا أَو مسخ الْقُلُوب (وَخسف) غور فِي الأَرْض (وَقذف) رمي بِالْحِجَارَةِ من السَّمَاء (هـ عَن ابْن مَسْعُود)
(بَين الْعَالم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ (وَالْعَابِد) الْجَاهِل (سَبْعُونَ دَرَجَة) أَي هُوَ فَوْقه بسبعين منزلَة فِي الْجنَّة وَالْمرَاد بالسبعين التكثير (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين كل

(1/436)


رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة) أَي تشهد أَي الْأَفْضَل فِي النَّفْل التَّشَهُّد فِي كل رَكْعَتَيْنِ (هق عَن عَائِشَة)
(بئس) كلمة جَامِعَة للمذام (العَبْد عبد تخيل) بخاء مُعْجمَة أَي تخيل فِي نَفسه فضلا عَن غَيره (واختال) تكبر (وَنسي) الله (الْكَبِير المتعال) أَي نسي أَن الْكِبْرِيَاء والتعالي لَيْسَ إلاله (بئس العَبْد عبد تجبر) بِالْجِيم أَي جبر الْخلق على هَوَاهُ (واعتدى) فِي تجبره فَمن خَالفه قهره بقتل أَو غَيره (وَنسي الْجَبَّار الْأَعْلَى بئس العَبْد عبد سَهَا) باستغراقه فِي الْأَمَانِي وَجمع الحطام (وَلها) بإكبابه على اللَّهْو واللعب ونيل الشَّهَوَات (وَنسي الْمَقَابِر والبلا) فَلم يستعد ليَوْم نزُول قَبره وَلم يتَذَكَّر فِيمَا هُوَ صائر إِلَيْهِ من بَيت الوحشة والدود (بئس العَبْد عبد عتا) من العتو وَهُوَ التكبر والتجبر (وطغى) من الطغيان وَهُوَ مُجَاوزَة الْحَد (وَنسي الْمُبْتَدَأ والمنتهى) أَي نسي المبدا والمعاد وَمَا هُوَ صائر إِلَيْهِ بعد حشر الأجساد (بئس العَبْد عبد يحتل) بتحتية ثمَّ خاء مُعْجمَة فمثناة فوقية يطْلب (الدُّنْيَا بِالدّينِ) أَي يطْلب الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة بخداع وحيلة (بئس العَبْد عبد يخْتل الدّين بِالشُّبُهَاتِ) أَي يتشبث بِالشُّبُهَاتِ ويؤول الْمُحرمَات (بئس العَبْد عبد طمع يَقُودهُ) أَي يَقُودهُ طمع (بئس العَبْد عبد هوى يضله) أَي يضله هُوَ بِالْقصرِ هوى النَّفس (بئس العَبْد عبد رغب) بِفَتْح الرَّاء والغين الْمُعْجَمَة (بذله) بِضَم أَوله وَكسر الذَّال أَي بذله حرص على الدُّنْيَا وتهافت عَلَيْهَا وَإِضَافَة العَبْد إِلَيْهِ للإهانة (هـ ك عَن أَسمَاء) بِفَتْح الْهمزَة ممدوداً (بنت عُمَيْس) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم الخثعمية // (بِإِسْنَاد مظلم) // (طب هَب عَن نعيم بن حمَار) بِكَسْر الْمُهْملَة وخفة الْمِيم // (ضَعِيف لضعف طَلْحَة الرقي) //
(بئس العَبْد المحتكر) أَي حَابِس قوت تعم الْحَاجة إِلَيْهِ ليغلو فَإِنَّهُ (إِن أرخص الله تَعَالَى الأسعار حزن وَإِن أغلاها الله فَرح) فَهُوَ يحزن لمسرة الْخلق ويفرح لحزنهم وَكفى بِهِ ذما (طب هَب عَن معَاذ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس الْبَيْت الْحمام ترفع فِيهِ الْأَصْوَات وَتكشف فِيهِ العورات) أَي غَالِبا بل لَا يكَاد يَخْلُو عَن ذَلِك لِأَن من السُّرَّة إِلَى الْعَانَة لَا يعده النَّاس عَورَة (عد عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(بئس الْبَيْت الْحمام بَيت لَا يستر) أَي لَا تستر فِيهِ الْعَوْرَة (وَمَاء لَا يطهر) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَشد الْهَاء وَكسرهَا أَي لكَونه مُسْتَعْملا غَالِبا (هَب عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد واه) //
بئس الشّعب) بِالْكَسْرِ الطَّرِيق أَو فِي الْجَبَل (جِيَاد) أَرض بِمَكَّة أَو جبل بهَا وَيُقَال أجياد أَيْضا (تخرج الدَّابَّة) أَي تخرج مِنْهُ دَابَّة الأَرْض (فتصرخ ثَلَاث صرخات) أَي تصيح بِشدَّة (فيسمعها من بَين الْخَافِقين) الْمشرق وَالْمغْرب (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس الطَّعَام طَعَام الْعرس) بِالضَّمِّ أَي طَعَام الزفاف فالعرس الزفاف وَيذكر وَيُؤَنث وَهُوَ أَيْضا طَعَام الزفاف وَهُوَ مُذَكّر لَا غير لِأَنَّهُ اسْم للطعام (يطعمهُ) بِضَم أَوله وَفتح ثالثه (الْأَغْنِيَاء) اسْتِئْنَاف جَوَاب عَمَّن سَأَلَهُ عَن كَونه مذموماً (ويمنعه الْمَسَاكِين) والفقراء وَقَضيته أَنه إِذا لم يخص بدعوته الْأَغْنِيَاء وَلم يمْنَع مِنْهُ الْفُقَرَاء لَا يكون مذموماً لِأَن الْإِجَابَة إِلَيْهِ حِينَئِذٍ وَاجِبَة (قطّ فِي فَوَائِد ابْن مردك عَن أبي هُرَيْرَة)
(بئس الْقَوْم قوم لَا ينزلون الضَّيْف) فَإِن الضِّيَافَة من شَعَائِر الدّين فَإِذا أهملها أهل مَحل دلّ على تهاونهم بِهِ (هَب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(بئس الْقَوْم قوم يمشي الْمُؤمن بَينهم بالتقية والكتمان) أَي يتقيهم ويكتم عَنْهُم حَالهم يُعلمهُ مِنْهُم من أَنهم بالمرصاد للأذى والإضرار إِن رَأَوْا حَسَنَة ستروها أَو سَيِّئَة نشروها (فر عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل مُنكر) //
(بئس الْكسْب أجر الزمارة) بِفَتْح الزَّاي

(1/437)


وَشدَّة الْمِيم الزَّانِيَة أَي مَا تَأْخُذهُ على الزِّنَا بهَا وَقيل بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي من الرَّمْز الْإِشَارَة بِنَحْوِ عين أَو حَاجِب والزانية تَفْعَلهُ (وَثمن الْكَلْب) وَلَو كلب صيد لعدم صِحَة بَيْعه (أَبُو بكر بن مقسم فِي جزئه عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس مَطِيَّة الرجل) بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَشدَّة الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة (زَعَمُوا) أَي أَسْوَأ عَادَة للرجل أَن يتَّخذ زَعَمُوا مركبا إِلَى مقاصده فيخبر عَن أَمر تقليداً من غير تثبت فيخطىء ويجرب عَلَيْهِ الْكَذِب (حم د عَن حُذَيْفَة) // (وَفِيه انْقِطَاع وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد عَن أبي مَسْعُود وَأوردهُ فِي الْكَشَّاف بِلَفْظ زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب قَالَ ابْن حجر وَلم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ) //
(بئْسَمَا) أَي شَيْئا كَائِنا (لأحدكم أَن يَقُول نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت) بِفَتْح التَّاء أشهر من كسرهَا أَي كَذَا وَكَذَا لنسبته الْفِعْل إِلَى نَفسه وَهُوَ فعل الله (بل هُوَ نسي) بِضَم النُّون وَشدَّة الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة فنهوا عَن نِسْبَة ذَلِك اليهم وَإِنَّمَا الله أنساهم (حم ق ت ن عَن ابْن مَسْعُود
البادي) أَخَاهُ الْمُسلم (بِالسَّلَامِ) إِذا لقِيه (برىء من الصرم) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء الهجر وَالْقطع (حل عَن ابْن مَسْعُود) // (وَقَالَ غَرِيب) //
(البادىء بِالسَّلَامِ برىء من الْكبر) أَي التعاظم (هَب خطّ فِي الْجَامِع عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه أَبُو الأخوص // (ضَعِيف) //
(الْبَحْر) الْملح وَهُوَ المُرَاد حَيْثُ أطلق (من جَهَنَّم) كِنَايَة عَن أَنه يَنْبَغِي تجنب ركُوبه لِكَثْرَة آفاته وَغَلَبَة الْغَرق (أَبُو مُسلم) إِبْرَاهِيم بن عبد الله (الْكَجِّي) بِفَتْح الْكَاف وَشدَّة الْجِيم نِسْبَة إِلَى الكج وَهُوَ الجص (فِي سنَنه ك هق عَن يعلى) بِفَتْح التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح اللَّام (ابْن أُميَّة) بِضَم الْهمزَة وَفتح الْمِيم وَشدَّة التَّحْتِيَّة التَّمِيمِي الْمَكِّيّ وَفِيه مَجْهُول
(الْبَحْر الطّهُور مَاؤُهُ) بِفَتْح الطَّاء المبالغ فِي الطَّهَارَة فالتطهير بِهِ حَلَال صَحِيح (الْحل ميتَته) أَي الْحَلَال ميتَته بِفَتْح الْمِيم وَوهم من كسر سَأَلُوا عَن مَاء الْبَحْر فأجابهم عَن مَائه وَطَعَامه لِأَنَّهُ قد يعوزهم الزَّاد فِيهِ كَمَا يعوزهم المَاء (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبَخِيل) أَي الْكَامِل فِي الْبُخْل كَمَا يفِيدهُ تَعْرِيف الْمُبْتَدَأ (من ذكرت عِنْده) أَي ذكر اسْمِي بمسمع مِنْهُ (فَلم يصل عَليّ) لِأَنَّهُ بخل على نَفسه حَيْثُ حرمهَا صَلَاة الله عَلَيْهِ عشرا إِذا هُوَ صلى وَاحِدَة (حم ت ن حب ك عَن الْحُسَيْن) بن عَليّ // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(البذا) بِفَتْح الْبَاء وبالهمز وَالْمدّ وتقصر الْفُحْش فِي القَوْل (شوم) أَي شَرّ وَأَصله الْهَمْز فَخفف واوا (وَسُوء الملكة لؤم) بِالضَّمِّ أَي الْإِسَاءَة إِلَى نَحْو المماليك دناءة وشح نفس وَسُوء الملكة آيَة سوء الْخلق وَهُوَ شُؤْم والشؤم يُورث الخذلان قَالَ الْأَحْنَف أدوأ الدَّاء الْخلق الدني وَاللِّسَان البذي وَقَالَ من هان عَلَيْهِ عرضه فالإعراض عَنهُ لَازم وَترك التشبث بِهِ من المكارم وَقَالُوا الْفَاقَة خير من الصفاقة وَقَالَ يحيى بن خَالِد إِذا رَأَيْت الرجل بِذِي اللِّسَان وقاحاً دلّ على أَنه مَدْخُول فِي نسبه وَقَالَ شَاعِر
(صلابة الْوَجْه لم تغلب على أحد ... الا تكمل فِيهِ الشَّرّ واجتمعا)
(طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(البذاذة) بِفَتْح الْمُوَحدَة وذالين معجمتين رثاثة الْهَيْئَة (من الْإِيمَان) أَي من أَخْلَاق أهل الْإِيمَان إِن قصد بِهِ تواضعاً وزهداً وكفاً للنَّفس عَن الْفَخر لَا شحا بِالْمَالِ وإظهاراً للفقر وَإِلَّا فَلَيْسَ مِنْهُ (حم هـ ك عَن أبي أُمَامَة) بن ثَعْلَبَة (الْحَارِثِيّ) واسْمه إِيَاس // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(الْبر) بِالْكَسْرِ أَي الْفِعْل المرضي أَي معظمه (حسن الْخلق) بِالضَّمِّ أَي التخلق مَعَ الْحق والخلق وَالْمرَاد هُنَا الْمَعْرُوف وَهُوَ طلاقة الْوَجْه وكف الْأَذَى وبذل

(1/438)


الندى وَنَحْوهَا (وَالْإِثْم مَا حاك) بحاء مُهْملَة (فِي صدرك) اختلج وَتردد فِي الْقلب وَلم تطمئِن إِلَيْهِ النَّفس (وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس) أَي أماثلهم الَّذين يستحيا مِنْهُم وَالْمرَاد بِالْكَرَاهَةِ الْقَرِينَة الجازمة (خدمت عَن النواس) بِفَتْح النُّون وَشد الْوَاو (ابْن سمْعَان) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتحهَا الْكلابِي
(الْبر مَا سكنت إِلَيْهِ النَّفس وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقلب) وَلِهَذَا قَالَ الاستاذ ابْن فورك كل مَوضِع ترى فِيهِ اجْتِهَادًا وَلم يكن عَلَيْهِ نور فَاعْلَم أَنه بِدعَة خُفْيَة قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذَا الْكَلَام بَالغ فِي الْحسن دَال على كَمَال ذوق الاستاذ وَأَصله هَذَا الحَدِيث (وَالْإِثْم مَا لم تسكن إِلَيْهِ النَّفس وَلم يطمئن إِلَيْهِ الْقلب) لِأَنَّهُ تَعَالَى فطر عباده على الْميل إِلَى الْحق والسكون إِلَيْهِ وركز فِي طبعهم حبه (وَإِن أَفْتَاك الْمفْتُون) أَي جعلُوا لَك رخصَة وَالْكَلَام فِي أنفس ربضت وتمرنت حَتَّى صفت وتحلت بأنوار الْيَقِين (حم عَن أبي ثَعْلَبَة) بِفَتْح الْمُثَلَّثَة (الخشنى) بِضَم الْمُعْجَمَة الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَكسر النُّون وَرِجَاله ثِقَات
(البرلا يبلي) أَي الاحسان وَفعل الْخَيْر لَا يبْلى ثَنَاؤُهُ وَذكره فِي الدَّاريْنِ (والذنب لَا ينسى) بِصِيغَة الْمَجْهُول أَي لَا بُد من الْجَزَاء عَلَيْهِ لَا يضل رَبِّي وَلَا ينسى (وَالديَّان لَا يَمُوت) فِيهِ جَوَاز اطلاق الديَّان عَلَيْهِ تَعَالَى (اعْمَلْ مَا شِئْت) تهديد شَدِيد (كَمَا تدين تدان) كَمَا تجازى تجازى (عب عَن أبي قلَابَة مُرْسلا) وَوَصله أَحْمد فِي الزّهْد باثبات أبي الدَّرْدَاء
(الْبَرْبَرِي) أَي الانسان الْبَرْبَرِي نِسْبَة للبربر قوم بَين الْيمن والحبشة سموا بِهِ لبربرة فِي كَلَامهم (لَا يُجَاوز ايمانه تراقيه) جمع ترقوة عظم بَين ثغرة النَّحْر والعاتق زَاد فِي رِوَايَة أَتَاهُم نَبِي فذبحوه وطبخوه وأكلوه (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْبركَة) أَي النمو لزِيَادَة حَاصله (فِي نواصي الْخَيل) أَي تنزل فِي نَوَاصِيهَا أَي ذواتها لبركة نسلها وَحُصُول الْمَغَانِم والأجور بهَا (حم ق ن عَن أنس) بن مَالك
(الْبركَة) حَاصِلَة (فِي ثَلَاثَة) من الْخِصَال (فِي الْجَمَاعَة) أَي صلَاتهَا أَو لُزُوم جمَاعَة المسليمن (والثريد) مرقة اللَّحْم بالْخبر (والسحور) بِمَعْنى أَنه قُوَّة على الصَّوْم فَفِيهِ رفق (طب هَب عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَفِيه الْبَصْرِيّ لَا يعرف وبقيته ثِقَات
(الْبركَة فِي صغر القرص) أَي تَصْغِير أَقْرَاص الْخبز (وَطول الرشاء) أَي الْحَبل الَّذِي يَسْتَقِي بِهِ المَاء (وَقصر الْجَدْوَل) النَّهر الصَّغِير لِأَنَّهُ أَكثر عَائِدَة على الزَّرْع وَالشَّجر من الطَّوِيل (أَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (فِي) فِي كتاب (الثَّوَاب عَن ابْن عَبَّاس) عبد الله (السلَفِي) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح اللَّام مُخَفّفَة الْحَافِظ أَبُو طَاهِر (فِي الطيوريات عَن ابْن عمر) وَهَذَا كَمَا قَالَه النَّسَائِيّ وَغَيره كَذَّاب
(الْبركَة فِي المماسحة) أَي المصافحة فِي البيع أَي وَنَحْوه كملاقاة الاخوان (د فِي مراسيله عَن مُحَمَّد بن سعد) بن منيع الْهَاشِمِي الْبَصْرِيّ كَاتب الْوَاقِدِيّ
(الْبركَة مَعَ أكابركم) المجربين للأمور المحافظين على تَكْثِير الأجور فجالسوهم لتقتدوا برأيهم أَو المُرَاد من لَهُ منصب الْعلم وَإِن صغر سنه (حب حل ك هَب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبركَة فِي أكابرنا فَمن لم يرحم صَغِيرنَا ويجل كَبِيرنَا) أَي يعظمه (فَلَيْسَ منا) أَي فَلَيْسَ عَاملا بهدينا مُتبعا لطريقتنا (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(البزاق والمخاط وَالْحيض وَالنُّعَاس) بِعَين مُهْملَة كَمَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف فَمَا فِي نسخ من أَنه بِالْفَاءِ تَحْرِيف أَي طروا لمذكورات (فِي الصَّلَاة) فَرضهَا ونفلها (من الشَّيْطَان) يَعْنِي يُحِبهُ ويرضاه لقطع الْأَخيرينِ للصَّلَاة وللاشتغال بالأولين عَن الْقِرَاءَة وَالذكر (هـ عَن دِينَار) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(البزاق فِي الْمَسْجِد) ظرف للْفِعْل لَا للْفَاعِل (سَيِّئَة) أَي حرَام لِأَنَّهُ تقذير

(1/439)


لِلْمَسْجِدِ واستهانة بِهِ (وَدَفنه) فِي أرضه إِن كَانَت ترابية أَو رملية (حَسَنَة) مكفرة لتِلْك السَّيئَة أما المبلط والمرخم فدلكها فِيهِ لَيْسَ دفنا بل زِيَادَة فِي التقذير فَيتَعَيَّن إِزَالَة عينة مِنْهُ (حم طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(البصاق فِي الْمَسْجِد) أَي القاؤه فِي أرضه أَو جدره أَو أَي جُزْء مِنْهُ وَإِن كَانَ الباصق خَارجه (خَطِيئَة) بِالْهَمْز فَعَلَيهِ أَي اثم (وكفارتها دَفنهَا) أَي دفن سَببهَا وَهُوَ البصاق فِي تُرَاب الْمَسْجِد ان كَانَ وَإِلَّا لزم إِخْرَاجه (ق 3 عَن أَنِّي) بن مَالك
(الْبضْع) بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا (مَا بَين الثَّلَاث) من الْآحَاد (إِلَى التسع) مِنْهَا قَالَه فِي تَفْسِير قَوْله فِي بضع سِنِين (طب وَابْن مرْدَوَيْه عَن نيار) بِكَسْر النُّون ومثناة تحتية (ابْن مكرم) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَفتح الرَّاء الْأَسْلَمِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْبَطن) أَي الْمَوْت بداء الْبَطن من نَحْو استسقاء وَذَات الْجنب (وَالْغَرق) أَي الْمَوْت بِالْغَرَقِ فِي المَاء مَعَ عدم ترك التَّحَرُّز (شَهَادَة) أَي الْمَيِّت بهما من شُهَدَاء الْآخِرَة (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْبِطِّيخ) بِالْكَسْرِ أَي أكله (قبل) أكل) (الطَّعَام يغسل الْبَطن) أَي الْمعدة والأمعاء (غسلا) مصدر مُؤَكد للْغسْل (وَيذْهب بالداء) الَّذِي بالبطن (أصلا) أَي مستأصلا أَي قَاطعا لَهُ من أَصله قيل المُرَاد الْأَصْفَر لِأَنَّهُ الْمَعْهُود عِنْدهم وَقَالَ ابْن الْقيم المُرَاد الْأَخْضَر قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَفِيه نظر (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن بعض عمات النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَقَالَ) أَي ابْن عَسَاكِر (شَاذ) بل (لَا يَصح) أصلا لِأَن فِيهِ مَعَ شذوذه أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَضاع لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ
(البغايا) جمع بغي بِالتَّشْدِيدِ وَهِي الْفَاجِرَة الَّتِي تبغي الرِّجَال (اللَّاتِي ينكحن أَنْفسهنَّ بِغَيْر بَيِّنَة) أَي شُهُود فَالنِّكَاح بَاطِل عِنْد الشَّافِعِي والحنفي وَمن لم يشْتَرط الشُّهُود أَوله بِأَنَّهُ أَرَادَ بِالْبَيِّنَةِ مَا بِهِ يتَبَيَّن النِّكَاح من الْوَلِيّ (ت عَن ابْن عَبَّاس)
(الْبَقَرَة) وَمثلهَا الثور مجزئة (عَن سَبْعَة) فِي الْأَضَاحِي (وَالْجَزُور) من الابل خَاصَّة يَشْمَل الذّكر والانثى مجزء (عَن سَبْعَة) فِي الْأَضَاحِي وَبِه قَالَ كَافَّة الْعلمَاء إِلَّا مَالك (حم د عَن جَابر) بن عبد الله // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَالْجَزُور عَن سَبْعَة فِي الْأَضَاحِي) بَين بِهِ أَن الْكَلَام فِي الْأُضْحِية فَيصح الِاشْتِرَاك فِيهَا بِكُل من ذَيْنك (طب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبكاء) من غير صُرَاخ (من الرَّحْمَة) أَي رقة الْقلب (والصراخ من الشَّيْطَان) أَي يرضاه وَيُحِبهُ فَيحرم (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن بكير) بِالتَّصْغِيرِ (بن عبد الله بن الْأَشَج) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْجِيم الْمدنِي (مُرْسلا
الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل) يَعْنِي العَبْد فِي سَلامَة مَا سكت فَإِذا تكلم عرف مَا عِنْده بالنطق فيتعرض للخطر أَو الظفر (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (ذمّ الْغَيْبَة) بِكَسْر الْمُعْجَمَة (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا هَب عَنهُ) أَي الْحسن (عَن أنس) و // (فِيهِ ضعف وغرابة) //
(الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل مَا قَالَ عبد لشَيْء) أَي على شَيْء (لَا وَالله لَا أَفعلهُ أبدا إِلَّا ترك الشَّيْطَان كل عمل وولع بذلك مِنْهُ حَتَّى يؤثمة) أَي يوقعه فِي الْإِثْم بايقاعه فِي الْحِنْث بِفعل الْمَحْلُوف عَلَيْهِ (هَب خطّ عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق) زَاد فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة وَلَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أَحول كَلْبا وَعَلِيهِ أنشدوا (احفظ لسَانك لَا تَقول فتبتلى ... إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق)
وَقَالَ بَعضهم لَا يتَمَنَّى أحد أُمْنِية سوء أَلا ترى أَن المؤمل قَالَ
(شَذَّ المؤمل يَوْم الْحيرَة النّظر ... لَيْت المؤمل لم يخلق لَهُ بصر)

(1/440)


فَذهب بَصَره وَهَذَا مَجْنُون بني عَامر قَالَ
(فَلَو كنت أعمى أخبط الأَرْض بالعصا ... أَصمّ ونادتني أجبْت المناديا)
فَعمى وصم (الْقُضَاعِي عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان (وَابْن السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخه عَن عَليّ) // (وَرَوَاهُ البُخَارِيّ) // فِي الْأَدَب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق فَلَو أَن رجلا عير رجلا برضاع كلبة لرضعها) وَعَلِيهِ أنشدوا
(لَا تمزحن بِمَا كرهت فَرُبمَا ... ضرب المزاح عَلَيْك بالتحقيق)
(خطّ عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه نصر الْخُرَاسَانِي كَذَّاب
(الْبِلَاد بِلَاد الله والعباد عباد الله فَحَيْثُمَا أصبت خيرا فأقم) وَهَذَا معنى قَوْله تَعَالَى {يَا عبَادي أَن أرضي وَاسِعَة فإياي فاعبدون} وَمَا أحسن قولي الصولي
(لَا يمنعنك خفض الْعَيْش فِي دعة ... ترويح نفس إِلَى أهل وأوطان)
تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا ... أَرضًا بِأَرْض وجيرانا بجيران)
وَقَالَ المعري كم بَلْدَة فارقتها ومعاشر ... يجرونَ من أَسف على دموعا)
وَإِذا أضاعتني الخطوب فَلَنْ أرى ... لعقود اخوان الصفاء مضيعا)
وَقَالَ ابْن باذان
(فسر فِي بِلَاد الله وَالْتمس الْغنى ... فَمَا الكدح فِي الدُّنْيَا وَمَا الْيَأْس قَاسم)
(حم عَن الزبير) بن الْعَوام // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وَفِيه مَجَاهِيل) //
(الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن يتَرَاءَى لأهل السَّمَاء كَمَا تتراءى النُّجُوم لأهل الأَرْض) وَفِي رِوَايَة بدل يقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن يذكر فِيهِ الله (هَب عَن عَائِشَة)
(البيعان) بشد الْيَاء أَي الْمُتَبَايعَانِ يَعْنِي البَائِع وَالْمُشْتَرِي (بِالْخِيَارِ) فِي فسخ البيع أَو إمضائه (مَا لم) وَفِي رِوَايَة حَتَّى (يَتَفَرَّقَا) بإبدانهما عَن مَحلهمَا الَّذِي تبَايعا فِيهِ عِنْد الشَّافِعِي وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك بالْكلَام (فَإِن صدقا) أَي صدق كل مِنْهُمَا فِيمَا يتَعَلَّق بِهِ من ثمن ومثمن وَصفَة مَبِيع وَغَيرهَا (وَبينا) مَا يحْتَاج إِلَى بَيَانه (بورك لَهما) أَي أعطاهما الله تَعَالَى الزِّيَادَة والنمو (فِي بيعهمَا) أَي فِي صفقتهما (وَإِن كتما) شَيْئا مِمَّا يجب الاخبار بِهِ شرعا (وكذبا) فِي نَحْو صِفَات الثّمن أَو الْمُثمن (محقت) ذهبت واضمحلت (بركَة بيعهمَا) خَاص بِمن وَقع مِنْهُ التَّدْلِيس وَقيل عَام فَيَعُود شُؤْم أَحدهمَا على الآخر (حم ق 3 عَن حَكِيم بن حزَام) بِفَتْح الْحَاء وَالزَّاي
(البيعان) تَثْنِيَة بيع (إِذا اخْتلفَا فِي البيع) أَي فِي صفة من صِفَاته بعد الِاتِّفَاق على الأَصْل وَلَا بَيِّنَة (ترادا البيع) أَي بعد التَّحَالُف وَالْفَسْخ (طب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي) وَهُوَ من يُخَالف قَوْله الظَّاهِر أَو من لَو سكت لخلي (وَالْيَمِين على الْمُدعى عَلَيْهِ) لِأَن جَانب الْمُدعى ضَعِيف فكلف حجَّة قَوِيَّة وَهِي الْبَيِّنَة وجانب الْمُدعى عَلَيْهِ قوي فقنع مِنْهُ بِحجَّة ضَعِيفَة وَهِي الْيَمين (ت عَن ابْن عَمْرو) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(الْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي) فِي رِوَايَة على من ادّعى (وَالْيَمِين على من أنكر) مَا ادّعى عَلَيْهِ بِهِ (إِلَّا فِي الْقسَامَة) فَإِن الايمان فِيهَا فِي جَانب الْمُدَّعِي وَبِه أَخذ الائمة الثَّلَاثَة وَخَالف أَبُو حنيفَة (هق وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه مُسلم الزنْجِي