المتواري على
أبواب البخاري (38 - كتاب إحْيَاء الْموَات)
(212 - (1) بَاب)
فِيهِ ابْن عمر: إِن النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]-
أَتَى فِي معرسه وَهُوَ بِذِي الحليفة. فَقيل لَهُ: إِنَّك
ببطحاء مباركة. قَالَ مُوسَى: وَقد أَنَاخَ بِنَا سَالم
بالمناخ الَّذِي كَانَ رَسُول الله -[صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم]-.
وَفِيه ابْن عَبَّاس: عَن عمر، عَن النَّبِي -[صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم]- قَالَ: أَتَانِي اللَّيْلَة آتٍ من
رَبِّي عز وَجل، وَهُوَ بالعقيق أَن صلّ فِي هَذَا
الْوَادي الْمُبَارك " ثمَّ قل: عمْرَة فِي حجَّة.
(1/262)
قلت: رَضِي الله عَنْك {ظن الشَّارِح أَنه أَرَادَ
إِلْحَاق المعرس بالأوقاف النَّبَوِيَّة فَقَالَ: هَذَا
لَا يقوم على سَاق، وَوهم الشَّارِح. وغرضه غير هَذَا،
وَهُوَ أَنه لما ذكر إحْيَاء الْموَات وَالْخلاف فِيهَا.
وَهل يتَوَقَّف مُطلقًا على إِذن الإِمَام أَو لَا، ويفصل
بَين الْقَرِيب والبعيد. نبّه على أَن هَذِه الْبَطْحَاء
الَّتِي عرس فِيهَا الرَّسُول -[صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم]-، وَأمر بِالصَّلَاةِ فِيهَا، وَأعلم أَنَّهَا
مباركة لَا تدخل فِيهِ الْموَات الَّتِي يحيى وَيملك لما
ثَبت لَهَا من خُصُوصِيَّة التَّعْرِيس فِيهَا، فَصَارَت
كَأَنَّهَا وقف على أَن يقْتَدى فِيهَا بِهِ -[صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم]-. فَلَو ملكت بِالْإِحْيَاءِ لمنع
مَالِكهَا النَّاس من التَّعْرِيس بهَا. |