المتواري على أبواب البخاري

(62 -[كتاب المرضى] )

(325 - (1) [بَاب] مَا جَاءَ فِي كَفَّارَة الْمَرِيض)
وَقَوله تَعَالَى: {من يعْمل سوءا يجز بِهِ} النِّسَاء: 123] .

(1/372)


فِيهِ عَائِشَة - رضى الله عَنْهَا - قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]-: مَا من مُصِيبَة تصيب الْمُسلم إِلَّا كفر الله بهَا عَنهُ حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها.
فِيهِ أَبُو سعيد وَأَبُو هُرَيْرَة: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- مَا يُصِيب الْمُسلم من نصب وَلَا وصب وَلَا هم وَلَا حزن، وَلَا أَذَى وَلَا غم، حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها إِلَّا كفّر الله بهَا عَن خطاياه.
فِيهِ كَعْب: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]-: مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة من الزَّرْع، من حَيْثُ أتتها الرّيح كفأتها، فَإِذا اعتدلت تكفّأ بالبلاء. والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حَتَّى يقصمها الله إِذا شَاءَ.
فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- من يرد الله بِهِ خيرا يصب مِنْهُ.
قلت: رَضِي الله عَنْك! وَجه مُطَابقَة التَّرْجَمَة لِلْآيَةِ التنبيّه على أَن الْمَرَض كَمَا يكون مكفراً للخطايا فقد يكون جَزَاء لَهَا. وَالْمعْنَى فِي تَعْجِيل جَزَائِهِ بِالْمرضِ، وتكفير سيئاته مُتَقَارب.
(326 - (2) بَاب عِيَادَة الْمغمى عَلَيْهِ)
فِيهِ جَابر: مَرضت فَأَتَانِي النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- يعودنِي وَأَبُو بكر - رضى الله عَنهُ -،

(1/373)


وهما ماشيان، فوجداني أغمى عليّ فَأَفَقْت. الحَدِيث.
قلت: رضى الله عَنْك! ترْجم على هَذَا الْبَاب لِئَلَّا يعْتَقد أَن عِيَادَة الْمغمى عَلَيْهِ سَاقِط الْفَائِدَة إِذْ لَا يفِيق لعائده. وَمَا فِي الحَدِيث أَنَّهُمَا علما أَنه مغمى عَلَيْهِ قبل عيادته. فلعلّه وَافق حضورهما.
وَزعم بَعضهم أَن عِيَادَة الْمَرِيض بِعَيْنِه غير مَشْرُوعَة، لِأَن عائده يرى فِي بَيته مَا لَا يرَاهُ هُوَ، فالمغمى عَلَيْهِ أشدّ.