المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 11 - كِتَابُ الصَّلاةِ السَّادِسِ
بَاب مَنْ رَأَى أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُوجِبْ
السُّجُودَ
وَقِيلَ لِعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: الرَّجُلُ يَسْمَعُ
السَّجْدَةَ وَلَمْ يَجْلِسْ لَهَا، قَالَ: أَرَأَيْتَ
لَوْ قَعَدَ لَهَا، كَأَنَّهُ لاَ يُوجِبُهُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ سَلْمَانُ: مَا لِهَذَا غَدَوْنَا.
وَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ
اسْتَمَعَهَا, وَقَالَ الْزُهْرِيّ: لاَ تسْجُدْ إِلاَ
أَنْ تكُونَ طَاهِرًا، فَإِذَا سَجَدْتَ وَأَنْتَ فِي
حَضَرٍ فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ، وإِنْ كُنْتَ رَاكِبًا
فَلاَ عَلَيْكَ حَيْثُ كَانَ وَجْهُكَ.
وَكَانَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ لاَ يَسْجُدُ بِسُجُودِ
الْقَاصِّ.
[502]- (1077) خ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: نَا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوبَكْرِ بْنُ أبِي مُلَيْكَةَ،
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ،
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الْهُدَيْرِ
التَّيْمِيِّ، - قَالَ أَبُوبَكْرٍ: وَكَانَ رَبِيعَةُ
مِنْ خِيَارِ النَّاسِ -، عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى
الْمِنْبَرِ بِسُورَةِ النَّحْلِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ
السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ، وَسَجَدَ النَّاسُ، حَتَّى
إِذَا كَانَتْ الْجُمُعَةُ الْقَابِلَةُ قَرَأَ بِهَا،
حَتَّى إِذَا جَاءَ السَّجْدَةَ قَالَ: يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، إِنَّما نَأمُر (1) بِالسُّجُودِ، فَمَنْ سَجَدَ
فَقَدْ أَصَابَ، وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَلاَ إِثْمَ
عَلَيْهِ، وَلَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ.
وَزَادَ نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إنَّ الله لَمْ
يَفْرِضْ السُّجُودَ إِلاَ أَنْ نَشَاءَ.
_________
(1) هكذا ثبت في الأصل، وفي الصحيح وغيره: إنَا نمر
بالسجود، ولم يذكر الحافظ في الفتح رواية نأمر.
وأما: إنما، فذكر أنها رواية الكشميهني، والله أعلم.
(1/476)
بَاب مَا جَاءَ فِي التَّقْصِيرِ وَكَمْ
يُقِيمُ حَتَّى يَقْصُرَ
[503]- (4297) خ نَا قَبِيصَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، نَا
سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى.
وَ (1081) نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ، نَا
يَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا
يَقُولُ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ
يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إذا رَجَعْنَا
إِلَى الْمَدِينَةِ، قُلْتُ: أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ
شَيْئًا؟ قَالَ: أَقَمْنَا بِهَا عَشْرًا.
زَادَ سُفْيَانُ: نَقْصُرُ الصَّلاَةَ.
[504]- (4298) وَنَا عَبْدَانُ، نَا عَبْدُ الله، نَا
عَاصِمٌ.
وَ (4299) نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُوشِهَابٍ،
عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أَقَمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ - زَادَ عَبْدُاللهِ: بِمَكَّةَ -
تِسْعَة عَشْرَ يومًا، نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ أَبُوشِهَابٍ: َقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَنَحْنُ
نَقْصُرُ فيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ تِسْعَة عَشْرَ،
فَإِذَا زِدْنَا أَتْمَمْنَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب مقام النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ زمن الفتح (4297 - 4299).
بَاب فِي كَمْ تُقْصَرُ الصَّلاَةَ
وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
السَّفَرَ يَوْمًا وَلَيْلَةً.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ يَقْصُرَانِ
وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ، وَهِيَ سِتَّةَ
عَشَرَ فَرْسَخًا.
(1/477)
[505]- (1087) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا
يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ الله، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ ثَلاَثة أيام
إِلاَ مَعَها ذو مَحْرَمٍ».
[506]- (1088) وَنَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، نَا
سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لاَ يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِالله
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ».
بَاب يُصَلِّي الْمَغْرِبَ ثَلاَثًا فِي السَّفَرِ
[507]- (1805) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ
أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ الله
بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أبِي
عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ.
قَالَ البُخَارِيُّ: وَزَادَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي
يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ سَالِمٌ: َأَخَّرَ
ابْنُ عُمَرَ الْمَغْرِبَ، وَكَانَ اسْتُصْرِخَ عَلَى
امْرَأَتِهِ, فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاَةَ، فَقَالَ: سِرْ،
فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاَةَ, فَقَالَ: سِرْ, حَتَّى سَارَ
مِيلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ
قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ.
وَقَالَ عَبْدُ الله: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقيم الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا
ثَلاَثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ
حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ،
ثُمَّ يُسَلِّمُ، وَلاَ يُسَبِّحُ حَتَّى يَقُومَ مِنْ
جَوْفِ اللَّيْلِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب المسافر إذا جد به السير وتعجل إلى
أهله (1805)، وفِي بَابِ السرعة في السير (3000) , وفِي
بَابِ هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء (1109).
(1/478)
بَاب مَنْ لَمْ يَتَطَوَّعْ فِي السَّفَرِ
[508]- (1101) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ
حَفْصَ بْنَ عَاصِمٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ
عُمَرَ، فَقَالَ: صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أَرَهُ يُسَبِّحُ فِي
السَّفَرِ، وَقَالَ الله (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
الله إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
[509]- (1102) ونَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ عِيسَى
بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: صَحِبْتُ النبيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ لاَ يَزِيدُ فِي
السَّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ.
باب إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ
[510]- (1112) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا
الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ النبيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ
أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ
الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ
زَاغَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى
الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب إذا ارتحل بعد ما غابت (1111).
بَاب صَلاَةِ الْقَاعِدِ
[511]- (1115) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، - لَفْظُهُ - نَا
الحُسَيْنُ.
وَنَا إِسْحَاقُ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عن أَبِيهِ،
قَالَ: نَا الْحُسَيْنُ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، زَادَ
عَبْدُالصَّمَدِ: وَكَانَ مَبْسُورًا، أَنَّهُ سَأَلَ
رَسُولَ الله
(1/479)
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
صَلاَةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا، فَقَالَ: «إِنْ صَلَّى
قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ
نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ، وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ
نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب صلاة القاعد بالإيماء (1116).
بَاب إِذَا لَمْ يُطِقْ قَاعِدًا صَلَّى عَلَى جَنْبٍ
وَقَالَ عَطَاءٌ: إِنْ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَوَّلَ
عَلَى الْقِبْلَةِ صَلَّى حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ.
[512]- (1117) خ نَا عَبْدَانُ، عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
حُسَيْنٌ الْمُكْتِبُ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كَانَتْ بِي بَوَاسِيرُ،
فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ
تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى
جَنْبٍ».
بَاب إِذَا صَلَّى قَاعِدًا ثُمَّ صَحَّ أَوْ وَجَدَ
خِفَّةً يُتمُّ مَا بَقِيَ
[513]- (1161) خ نَا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ، وَ (1168)
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي
سَالِمٌ أَبُوالنَّضْرِ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ. (1) وعن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ.
_________
(1) هكذا وقع في النسخة لم يذكر أول الإسناد، وفي هذا
الموضع إخلال، سقط منه إسناد حديث المغيرة، وإسناد حديث
مالك:
أما حديث مالك فقَالَ خ: نَا عبد الله بن يوسف نَا مالك
(1118) عن هشام، السند.
وأما حديث المغيرة: قَالَ خ: نَا أَبُونعيم (1130)، وخلاد
(6471) قَالاَ: نَا مسعر، حَ، وَنَا (4836) صدقة بن الفضل
عن ابن عيينة، لفظه، - كلاهما - عن زياد عن المغيرة.
(1/480)
خَ وَ (4837) حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا عَبْدُ الله بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ، عَنْ أبِي الأَسْوَدِ، سَمِعَ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى
تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ.
[514]- وقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَتَّى
تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ
الله، وَقَدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ
أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا».
فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا
أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ.
زَادَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ: نَحْوًا مِنْ ثَلاَثِينَ
أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً قَامَ فَقَرَأَهَا وَهُوَ قَائِمٌ،
ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ
الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَإِذَا قَضَى صَلاَتَهُ
نَظَرَ فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَى تَحَدَّثَ مَعِي، وَإِنْ
كُنْتُ نَائِمَةً اضْطَجَعَ.
زَادَ سَالِمٌ: حَتَّى يُؤَذَّنَ بِالصَّلاةِ.
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ بَعْضَهُمْ
يَرْوِيهِ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ, قَالَ: هُوَ ذَاكَ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الحديث بعد ركعتي الفجر (1168) , وباب
من تحدث بعد الركعتين ولم يضطجع (1161).
وخرجه عن عائشة فِي بَابِ قيام النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بالليل في رمضان وغيره (1147)، وفِي بَابِ ليغفر
لك الله ما تقدم من ذنبك, الآية (4836) (4837).
وفِي بَابِ الصبر عن محارم الله (6471) خرجه عن المغيرة،
وفِي بَابِ قيام النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1130).
(1/481)
بَاب التَّهَجُّدِ بِاللَّيْلِ
وَقَوْلِهِ (وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً
لَكَ) أي اسهر به.
[515]- (7442) خ نَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنَا
سُفْيَانُ، و (6317) نَا عَبْدُاللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا
سُفْيَانُ، و (1120) نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نَا
سُفْيَانُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أبِي مُسْلِمٍ الأَحْوَل،
عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ
مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ, قَالَ: «اللهمَّ»، زَادَ
ثَابِتٌ: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ (أَنْتَ قَيِّمُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ) (1) , أَنْتَ
رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ».
زَادَ عَبْدُالله: «وَلَكَ الْحَمْدُ, لك مُلْكُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ
الْحَمْدُ, أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ،
وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ،
وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ
حَقٌّ, اللهمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ،
وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ
خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا
قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا
أَعْلَنْتُ»، زَادَ ثَابِتٌ: «وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ
مِنِّي, أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ
إِلَهَ إِلاَ أَنْتَ أَوْ لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ».
قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ
الْكَرِيمِ ابنُ أبِي الْمُخَارِقِ أَبُوأُمَيَّةَ: «وَلاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَ بِالله».
وقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ
طَاوُسٍ: قَيَّامُ, وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْقَيُّومُ
الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَأَ عُمَرُ:
الْقَيَّامُ, وَكِلاَهُمَا مَدْحٌ.
_________
(1) سقط هذا على الناسخ من انتقَالَ نظره فيما يظهر، وهم
متفقون على ذكره، وسيورد المهلب شرحه في الأخير.
(1/482)
وَخَرَّجَهُ في: الأسماء والصفات وفِي
بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ (وهو الذي خلق السموات والأرض
بالحق) (7385) , وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ يريدون أن
يبدلوا كلام الله (7499) , وقَالَ فيه:
نَا مَحْمُودُ، نَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ, وزَادَ: «أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ».
وفِي بَابِ الدعاء إذا انتبه من الليل (6316).
[516]- (5441) خ ونَا مُسَدَّدٌ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ
عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبِي عُثْمَانَ، قَالَ:
تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ
وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ
أَثْلاَثًا، يُصَلِّي هَذَا ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا.
بَاب فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ
[517]- (3738) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، نَا
عبْدُالرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَ (1121, 7030) نَا
عَبْدُالله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا هِشَامُ بنُ يُوسُفَ، َ
نَا مَعْمَرٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ.
وَ (7015) نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نَا وُهَيْبٌ، نَا
أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، وَ (7028) نَا عُبَيْدُ الله بْنُ
سَعِيدٍ، نَا عَفَّانُ، نَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، نَا
نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ
أَصْحَابِ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا
يَرَوْنَ الرُّؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُصُّونَهَا عَلَى (1)
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ
فِيهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا
شَاءَ الله، وَأَنَا غُلاَمٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وَبَيْتِي
_________
(1) في الأصل هنَا أقحم كلمة: عهد.
(1/483)
الْمَسْجِدُ قَبْلَ أَنْ أَنْكِحَ،
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرًا (1)
لَرَأَيْتَ مَا يَرَى هَؤُلاَءِ، فَلَمَّا اضْطَجَعْتُ
لَيْلَةً قُلْتُ: اللهمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ
خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا.
وقَالَ مَعْمَرٌ: إِنْ كَانَ لِي عِنْدكَ خَيْرٌ فَأَرِنِي
مَنَامًا يُعَبِّرُهُ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَنِمْتُ.
قَالَ نافع: فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَنِي
مَلَكَانِ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْمَعَةٌ
مِنْ حَدِيدٍ يُقْبِلاَنِي (2) إِلَى جَهَنَّمَ وَأَنَا
بَيْنَهُمَا، أَدْعُو الله عَزَّ وَجَلَّ: اللهمَّ أَعُوذُ
بِكَ مِنْ جَهَنَّمَ، ثُمَّ إني لَقِيَنِي مَلَكٌ فِي
يَدِهِ مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ: لَم تُرَعْ.
خَ (1156) زَادَ: نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، عنْ حَمَّادِ
بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: خَلِّيَا عَنْهُ، نِعْمَ
الرَّجْلُ أَنْتَ لَوْ تُكْثِر الصَّلاةَ.
فَانْطَلَقُوا بِي حَتَّى وَقَفُوا بِي عَلَى جَهَنَّمَ
مَطْوِيَّة كَطَيِّ الْبِئْرِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيْ
الْبِئْرِ.
قَالَ نَافِعٌ: بَيْنَ كُلِّ قَرْنَيْنِ مَلَكٌ، بِيَدِهِ
مِقْمَعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَأَرَى فِيهَا رِجَالًا
مُعَلَّقِينَ بِالسَّلاَسِلِ، رُءُوسُهُمْ أَسْفَلَهُمْ،
عَرَفْتُ فِيهَا رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَانْصَرَفُوا
بِي عَنْ ذَاتِ الْيَمِينِ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ،
فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ صَالِحٌ
لَوْ كَانَ يُكْثِرُ الصَّلاَةَ مِنْ اللَّيْلِ».
فَكَانَ عَبْدُاللهِ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْثِرُ الصَّلاَةَ
مِنْ اللَّيْلِ.
وقَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: وَكَانَ عَبْدُاللهِ لاَ
يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلاَ قَلِيلًا.
_________
(1) هكا ضبطه في الأصل، والوجه: خيرٌ.
(2) كذا في الأصل، وفي الصحيح: يقبلان بي.
(1/484)
وَخَرَّجَهُ في: باب الأمن وذهاب الروع في
المنام (7028 - 7030) , وفِي بَابِ مناقب عبد الله بن عمر
(3738) , وفِي بَابِ فضل من تعار من الليل (1156) , وفِي
بَابِ عمود الفسطاط تحت وسادته والاستبرق ودخول الجنة في
المنام (7015) , وقَالَ فيهِ:
[518]- (1156) نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ عَنْهُ: رَأَيْتُ فِي مَنَامِي
كَأَنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، وكَأَنِّي لاَ
أُرِيدُ مَكَانَا مِنْ الْجَنَّةِ.
(7015) وقَالَ وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ: كَأَنَّ فِي يَدِي
سَرَقَةً مِنْ حَرِيرٍ لاَ أَهْوِي بِهَا إِلَى مَكَانٍ
فِي الْجَنَّةِ إِلاَ طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَصْتُهَا
عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رسول الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: «إِنَّ أَخَاكِ
رَجُلٌ صَالِحٌ، أَوْ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الله رَجُلٌ
صَالِحٌ».
وفِي بَابِ النوم في المسجد مُختصَرًا (440).
بَاب طُولِ السُّجُودِ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ
[519]- (6310) خ نَا عَبْدُاللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا
هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، نَا مَعْمَرٌ، عن الْزُهْرِيِّ، وَ
(1123) نَا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ
عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي - زَادَ مَعْمَرٌ: مِنْ
اللَّيْلِ - قَالَ شُعَيْبٌ: إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً،
كَانَتْ تِلْكَ صَلاَتَهُ، يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ
ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً،
قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ
قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ
الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُنَادِي لِلصَّلاَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الضجع على الشق الأيمن (6310).
(1/485)
بَاب تَحْرِيضِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاَةِ اللَّيْلِ
وَالنَّوَافِلِ مِنْ غَيْرِ إِيجَابٍ
[520]- (1127) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ،
أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ
بْنَ أبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً،
فَقَالَ: «أَلاَ تُصَلِّيَانِ» , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
الله، أَنْفُسُنَا بِيَدِ الله فَإِذَا شَاءَ أَنْ
يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ،
وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ
مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ: «{وَكَانَ
الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}».
وَخَرَّجَهُ في: باب المشيئة والإرادة (7465)، وفِي بَابِ
قوله (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) (7347)، وفي سورة الكهف
بمثل هذا التبويب (4724).
[521]- (1128) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ
أَنْ يَعْمَلَ بِهِ، خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ
فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ،
وَإِنِّي لأَستَحِبُّهَا (1).
_________
(1) هكذا في الأصل، ووافقه ابن السكن والنسفي وغيرهما،
ويقال إنها الرواية في الموطأ، ولغيرهم: لأسبحها، أي
أصليها، والمعنى قريب، والله أعلم (المشارق2/ 347).
(1/486)
بَاب مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَورِ
[522]- (1132) خ نَا مُحَمَّدٌ، نَا أَبُوالأَحْوَصِ، عَنْ
الأَشْعَثِ، وَنَا عَبْدَانُ، نَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ،
عَنْ أَشْعَثَ، سَمِعْتُ أبِي قَالَ: سَمِعْتُ مَسْرُوقًا
قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، أَيُّ الْعَمَلِ كَانَ أَحَبَّ
إِلَى رسولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَتْ: الدَّائِمُ, قُلْتُ: مَتَى كَانَ يَقُومُ؟
قَالَتْ: كَانَ يَقُومُ, قَالَ أَبُوالأَحْوَصِ: إِذَا
سَمِعَ الصَّارِخَ قَامَ فَصَلَّى.
وَخَرَّجَهُ في: باب القصد والمداومة (6461).
[523]- (1133) وَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ذَكَرَ أَبِي، عَنْ أبِي
سَلَمَةَ.
[524]- وَ (1146) نَا أَبُوالْوَلِيدِ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ
أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الأَسْوَدِ سَأَلْتُ عَائِشَةَ:
كَيْفَ صَلاَةُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِاللَّيْلِ قَالَتْ: كَانَ يَنَامُ أَوَّلَهُ وَيَقُومُ
آخِرَهُ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى فِرَاشِهِ
فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ وَثَبَ، فَإِنْ كَانَتْ بِهِ
حَاجَةٌ اغْتَسَلَ وَإِلاَ تَوَضَّأَ.
زَادَ أَبُوسَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا
أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلاَ نَائِمًا.
وَخَرَّجَهُ في: باب من نام أول الليل وأحيى آخره (1146).
بَاب مَنْ تَسَحَّرَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَلَمْ
يَنَمْ
[525]- (1134) خ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنَا
رَوْحٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا،
فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاَةِ
(1/487)
فَصَلَّى، فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ
بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي
الصَّلاَةِ؟ قَالَ: كَقَدْرِ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ
خَمْسِينَ آيَةً.
بَاب طُولِ الْقِيَامِ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ
[526]- (1135) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا
شُعْبَةُ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ
عَبْدِ الله قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا
حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ، قُلْنَا: وَمَا
هَمَمْتَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بَاب قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِاللَّيْلِ ونَوْمِهِ
وَمَا نُسِخَ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ
إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ} إلَى
قَوْلِهِ {وَأَعْظَمَ أَجْرًا}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَشَأَ: قَامَ بِالْحَبَشِيَّةِ،
(وِطَاءً): مُوَاطَأَةً للْقُرْآنِ أَشَدُّ مُوَافَقَةً
لِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَقَلْبِهِ، (لِيُوَاطِئُوا):
لِيُوَافِقُوا.
[527]- (1141) خ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنْ الشَّهْرِ
حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يَصُومَ مِنْهُ، وَيَصُومُ حَتَّى
نَظُنَّ أَنْ لاَ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لاَ
تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنْ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلاَ
رَأَيْتَهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلاَ رَأَيْتَهُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب ما يذكر من صوم النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإفطاره (1972, 1973).
(1/488)
بَاب عَقْدِ الشَّيْطَانِ عَلَى قَافِيَةِ
الرَّأْسِ إِذَا لَمْ يُصَلِّ بِاللَّيْلِ
[528]- (3269) خ نَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ
سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَعْقِدُ
الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا
هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ (1) كُلَّ عُقْدَةٍ
مَكَانَهَا عَلَيْكَ (لَيْلٌ) (2) طَوِيلٌ فَارْقُدْ،
فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ الله انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ،
فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى
انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا
طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلاَ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ
كَسْلاَنَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب
صفة إبليس وجنوده (3269).
بَابٌ
[529]- (1144) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا أَبُوالأَحْوَصِ، نَا
مَنْصُورٌ، وَ (3270) نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ،
نَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ
عَبْدِ الله قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ.
قَالَ جَرِيرٌ: فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى
أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلى الصَّلاةِ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: قَالَ: «ذَلكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ
فِي أُذُنِهِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب صفة إبليس وجنوده (3270).
_________
(1) كتب في الهامش: عند، ثم ضبب عليها، وهي رواية مشهورة
في للصحيح، ذكرها الحافظ وغيره.
(2) زيادة من الصحيح.
(1/489)
بَاب الدُّعَاءِ والصَّلاَةِ مِنْ آخِرِ
اللَّيْلِ
وَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ
مَا يَهْجَعُونَ} أَيْ مَا يَنَامُونَ.
[530]- (7494) خ نَا إِسْمَاعِيلُ، وَ (1145) عَبْدُ الله
بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
أبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الله الأَغَرِّ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى
سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ
الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ،
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي
فَأَغْفِرَ لَهُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {يُرِيدُونَ أَنْ
يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} وقوله {لَقَوْلٌ فَصْلٌ} حق
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} باللعب (7494) , وفِي بَابِ
الدعاء نصف الليل (6321).
بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ تَرْكِ قِيَامِ اللَّيْلِ لِمَنْ
كَانَ يَقُومُهُ
[531]- (1152) خ نَا عَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا
مُبَشِّرٌ، عَنْ الأَوْزَاعِيِّ, قَالَ: وحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُوالْحَسَنِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أبِي
كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الله، لاَ تَكُنْ مِثْلَ
فُلاَنٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ
اللَّيْلِ».
وَخَرَّجَهُ في: الصوم (1974 - 1980).
(1/490)
بَاب فَضْلِ مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ
فَصَلَّى
[532]- (1154) خ نَا صَدَقَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
الْوَلِيدُ، عَنْ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ
أبِي أُمَيَّةَ، قال: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ، عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ
تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَ الله
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ
لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ الله، وَلاَ إِلَهَ إِلاَ الله،
وَالله أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَ
بِالله، ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا
اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ (1) قُبِلَتْ
صَلاَتُهُ».
[533]- (1155) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا
اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ أبِي سِنَانٍ: أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَقُصُّ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ
يَذْكُرُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ أَخًا لَكُمْ لاَ يَقُولُ الرَّفَثَ» , يَعْنِي
بِذَلِكَ عَبْدَ الله بْنَ رَوَاحَةَ:
وَفِينَا رَسُولُ الله يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا
انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنْ الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ
مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِه ِ ... إِذَا
اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ
وَخَرَّجَهُ في: باب هجاء المشركين (6151).
_________
(1) في رواية أبِي ذر وأبي الوقت: توضأ وصلى.
(1/491)
بَاب الْمُدَاوَمَةِ عَلَى رَكْعَتَيْ
الْفَجْرِ
[534]- (1159) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ
الْمُقْرِئُ، نَا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أبِي أَيُّوبَ،
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ
مَالِكٍ، (عَنْ أبِي سَلَمَةَ) (1) عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ
وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ
النِّدَاءَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدَعْهُمَا أَبَدًا.
[535]- (1160) قَالَ سَعِيدٌ: وحَدَّثَنِي
أَبُوالأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
صَلَّى رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ
الأَيْمَنِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي
الفجر (1160).
بَاب تَعَاهُدِ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ وَمَنْ سَمَّاهُمَا
تَطَوُّعًا
[536]- (1169) خ نَا بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو، نَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ
يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
شَيْءٍ مِنْ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا
مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ.
بَاب مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى
وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عَمَّارٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَنَسٍ
وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالْزُهْرِيّ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا
أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا إِلاَ يُسَلِّمُونَ فِي
كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنْ النَّهَارِ.
_________
(1) سقط من الأصل، وهو في الصحيح.
(1/492)
[537]- (1163) خ نَا الْمَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ: أنه سَمِعَ أَبَا قَتَادَةَ
بْنَ رِبْعِيٍّ الْأنْصَارِيَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ
الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ
رَكْعَتَيْنِ».
بَاب مَا يُقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ
[538]- (1171) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا زُهَيْرٌ،
نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ
الصُّبْحِ، حَتَّى إِنِّي لاَقُولُ هَلْ قَرَأَ بِأُمِّ
الْكِتَابِ.
بَاب التَّطَوُّعِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ
[539]- (937) خ نَا عَبْدُاللهِ بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَ (1180) نَا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ
الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ
بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ
الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ
الصُّبْحِ، كَانَتْ سَاعَةً لاَ يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، حَدَّثَتْنِي
حَفْصَةُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ
وَطَلَعَ الْفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
وقَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ
حَتَّى يَنْصَرِفَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الركعتين قبل الظهر (1180) , وباب
الصلاة بعد الجمعة (937) , وباب ما جاء في التطوع مثنى
مثنى (1165).
(1/493)
بَاب صَلاَةِ الضُّحَى فِي السَّفَرِ
[540]- (1175) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ تَوْبَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، قَالَ: قُلْتُ
لِابْنِ عُمَرَ: تُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لاَ, قُلْتُ:
فَعُمَرُ؟ قَالَ: لاَ؟ قُلْتُ: فَأَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ:
لاَ, قُلْتُ: فَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لاَ إِخَالُهُ.
[541]- (1103) نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، نَا
عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ أبِي لَيْلَى يَقُولُ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَانِئٍ.
حَ، (3171) نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا مَالِكٌ،
عَنْ أبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله،
أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أبِي
طَالِبٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ
أبِي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْح فَوَجَدْتُهُ
يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ،
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ: فَقَالَ: «مَنْ هَذِهِ» , فَقُلْتُ:
أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا
بِأُمِّ هَانِئٍ» , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ
فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ
وَاحِدٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، زَعَمَ ابْنُ أُمِّي
عَلِيٌّ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قَدْ أَجَرْتُهُ فُلاَنُ
بْنُ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا
أُمَّ هَانِئٍ» , وَذَلِكَ ضُحًى.
زَادَ ابنُ أبِي لَيْلَى عَنْهَا: فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى
أَخَفَّ مِنْهَا غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ رُكُوعَها
وَسُجُودَها.
وقَالَ: ولم يخبرنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلّي الضُّحَى غَيْرُهَا.
خرجه فِي بَابِ أمان النساء وجوارهن (3171)، وفِي بَابِ ما
جاء في زعموا (6158) , وفِي بَابِ الصلاة في الثوب الواحد
ملتحفًا به (357)، وفِي بَابِ التستر في الغسل عند الناس
(280)، وفِي بَابِ التطوع في السفر (1103) , وباب منزل
النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح (4292).
(1/494)
بَاب مَنْ لَمْ يُصَلِّ الضُّحَى وَرَآهُ
وَاسِعًا
[542]- (1177) خ نَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا
رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُسَبِّحُ سُبْحَةَ الضُّحَى، وَإِنِّي لأَستَحِبُّهَا.
بَاب صَلاَةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ
[543]- (1178) خ نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا
شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ، عَنْ أبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَوْصَانِي
خَلِيلِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَثٍ لاَ
أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ، صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى
وِتْرٍ.
وَخَرَّجَهُ في: باب صيام البيض (1981).
بَاب الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ
[544]- (1182) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ
شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لاَ
يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ
الْغَدَاةِ.
خ: تَابَعَهُ ابْنُ أبِي عَدِيٍّ وَعَمْرٌو.
بَاب الصَّلاَةِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ
[545]- (1183) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ
الْوَارِثِ، عَنْ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
بُرَيْدَةَ، نَا عَبْدُ الله بن مغفل الْمُزَنِيُّ، عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(1/495)
«صَلُّوا قَبْلَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ»،
قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ» , كَرَاهِيَةَ
أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً.
[546]- (1184) وَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ، نَا
سَعِيدُ بْنُ أبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ
بْنُ أبِي حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ
الله الْيَزَنِيَّ، قَالَ: أَتَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ
الْجُهَنِيَّ فَقُلْتُ: أَلاَ أُعْجِبُكَ مِنْ أبِي
تَمِيمٍ، يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ
الْمَغْرِبِ، فَقَالَ عُقْبَةُ بن عامر: إِنَا كُنَا
نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: فَمَا يَمْنَعُكَ الْآنَ؟
قَالَ: الشُّغْلُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب كم بين الأذان والإقامة (624) (1).
وخرج الأول فِي بَابِ نهي النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على التحريم إلا ما تعرف إباحته وكذلك أمره,
الباب، (7368).
بَاب صَلاَةِ النَّوَافِلِ جَمَاعَةً
[547]- (425) خ نَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَ (5401) نَا
يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَ
(1185) نَا إِسْحَاقُ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
نَا أَبِي، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ
عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصارِيَّ، وَكَانَ مِمَّنْ
شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَقُولُ: كُنْتُ أُصَلِّي بقَوْمِي بَنِي
سَالِمٍ، وَكَانَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَادٍ,
وإِذَا جَاءَتْ الأَمْطَارُ فَيَشُقُّ عَلَيَّ
اجْتِيَازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، فَجِئْتُ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي
أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَإِنَّ الْوَادِيَ بَيْنِي وَبَيْنَ
قَوْمِي يَسِيلُ إِذَا جَاءَتْ الأَمْطَارُ فَيَشُقُّ
عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ، فَوَدِدْتُ أَنَّكَ تَأْتِيَنِي
فَتُصَلِّي مِنْ بَيْتِي مَكَانَا
_________
(1) وهو حديث عبد الله بن المغفل.
(1/496)
أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَفْعَلُ» ,
فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ،
فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ:
«أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ»،
فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ
يُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ فصَفَفْنَا وَرَاءَهُ
فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ
سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ عَلَى خَزِيرٍ يُصْنَعُ لَهُ،
فَسَمِعَ أَهْلُ الدَّارِ أن رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَثَابَ رِجَالٌ
مِنْهُمْ.
زَادَ ابنُ بُكَيْرٍ: ذَوُوا عَدَدٍ فَاجْتَمَعُوا.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَتَّى كَثُرَ
الرِّجَالُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: مَا
فَعَلَ مَالِكٌ.
زَادَ ابنُ عُفَيْرٍ عَنْ اللَّيْثِ: ابْنُ الدُّخَيْشِنِ
أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ.
قَالَ يَعْقُوبَ: لاَ أَرَاهُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ:
ذَلكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ، فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُلْ
ذَلكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَ الله
يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله» , فَقَالَ: الله
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، أَمَّا نَحْنُ فَوَالله لاَ نَرَى
وُدَّهُ وَلاَ حَدِيثَهُ إِلاَ إِلَى الْمُنَافِقِينَ.
وقَالَ ابن بُكَيْرٍ: فَإِنَا نَرَى وَجْهَهُ
وَنَصِيحَتَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ.
وقَالَ إِبْرَاهيمُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِنَّ الله قَدْ حَرَّمَ عَلَى
النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَ الله يَبْتَغِي
بِذَلِكَ وَجْهَ الله».
قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فِيهِمْ
أَبُوأَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا،
وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ،
فَأَنْكَرَهَا
(1/497)
عَلَيَّ أَبُوأَيُّوبَ، وقَالَ: وَالله مَا
أَظُنُّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ،
فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى
أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي أَنْ أَسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ
بْنَ مَالِكٍ إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا فِي مَسْجِدِ
قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ فَأَهْلَلْتُ بِحَجَّةٍ أَوْ
بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ،
فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فَإِذَا عِتْبَانُ بن مالك
شَيْخٌ أَعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ
مِنْ الصَّلاَةِ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ
أَنَا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ
فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ
مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَكان مِنْ
سُرَاتِهِمْ عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ فَصَدَّقَهُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب المتأولين في الاستتابة (6938)، وفِي
بَابِ الخزيرة من الأطعمة (5401) , وفِي بَابِ الدعاء
للصبيان بالبركة ومسح رؤسهم مُختصَرًا (6354) , وفِي بَابِ
تسمية من شهد بدرا (4009) , وفِي بَابِ اذا دخل بيتا يصلي
اين شاء او حيث أمر ولا يتجسس (424) , وفِي بَابِ اذا زار
الإمام قوما فأمهم (686) , وفِي بَابِ من زار قوما فطعم
عندهم (6080) (1) , وفِي بَابِ الرخصة في المطر والعلة أن
يصلي في رحله (667) , وفِي بَابِ المساجد في البيوت (425).
بَاب التَّطَوُّعِ فِي الْبَيْتِ
[548]- (1187) خ نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا
وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدِ الله، عَنْ نَافِعٍ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ
صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا».
_________
(1) وهو من حديث انس مُختصَرًا: أن النبي صلى الله عليه
وسلم زار قوما من الأنصار وطعم عندهم.
(1/498)
بَاب فَضْلِ مَسْجِدِ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ
[549]- (1864) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا
شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
قَزَعَةَ مَوْلَى زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ وَغَزَا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ
عَشْرَةَ غَزْوَةً، قَالَ: أَرْبَعٌ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ:
يُحَدِّثُهُنَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي: «أَنْ لاَ
تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ لَيْسَ
مَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ».
«وَلاَ صَوْمَ يَوْمَيْنِ؛ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى».
«وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ صَلاَتَيْنِ؛ بَعْدَ الْعَصْرِ
حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى
تَطْلُعَ الشَّمْسُ».
«وَلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَ إِلَى ثَلاَثَةِ
مَسَاجِدَ؛ مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى،
وَمَسْجِدِي».
وَخَرَّجَهُ في: الحج الثاني (1864) , والصوم (1995).
[550]- (1190) وَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ رَبَاحٍ، وَعُبَيْدِ الله بْنِ
أبِي عَبْدِ الله الأَغَرِّ، عَنْ أبِي عَبْدِ الله
الأَغَرِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رسول الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي
هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ».
بَاب مَسْجِدِ قُبَاءٍ
[551]- (1191) خ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا
ابْنُ عُلَيَّةَ، نَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ
عُمَرَ كَانَ لاَ يُصَلِّي مِنْ الضُّحَى إِلاَ فِي
يَوْمَيْنِ، يَوْمَ يَقْدَمُ بِمَكَّةَ فَإِنَّهُ كَانَ
يَقْدَمُهَا
(1/499)
ضُحًى فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ ثُمَّ
يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَيَوْمَ
يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ
كُلَّ سَبْتٍ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَرِهَ أَنْ
يَخْرُجَ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ فِيهِ.
قَالَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُهُ رَاكِبًا وَمَاشِيًا.
(1194) خ: زَادَ ابْنُ نُمَيْرٍ، نَا عُبَيْدُ الله، عَنْ
نَافِعٍ: فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ.
وَخَرَّجَهُ في: التمني باب (؟) (1)، وفِي بَابِ من أتى
مسجد قباء كل سبت (1193)، وباب إتيان مسجد قباء ماشيا
وراكبا (1194)، وفِي بَابِ ما كان بالمدينة من مشاهد النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (7326).
بَاب فَضْلِ مَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ
[552]- (1196) خ نَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ
عُبَيْدِ الله، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ: أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي
رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى
حَوْضِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب الحوض وقوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (6588) , وفِي بَابِ فضل
المدينة وما كان بها من مشاهده ومصلى النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والقبر والمنبر (7335)، وفِي بَابِ
معناه الصبر على وباء المدينة والأجر فيه من كتاب الحج
(1888).
_________
(1) لم أجده فيه.
(1/500)
بَاب اسْتِعَانَةِ الْيَدِ فِي الصَّلاَةِ
إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الصَّلاَةِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَسْتَعِينُ الرَّجُلُ فِي
صَلاَتِهِ مِنْ جَسَدِهِ بِمَا شَاءَ.
وَوَضَعَ أَبُوإِسْحَاقَ قَلَنْسُوَتَهُ فِي الصَّلاَةِ
وَرَفَعَهَا، وَوَضَعَ عَلِيٌّ كَفَّهُ عَلَى رُسْغِهِ
الأَيْسَرِ إِلاَ أَنْ يَحُكَّ جِلْدًا أَوْ يُصْلِحَ
ثَوْبًا.
وقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُهُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: بِتُّ
عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَة.
بَاب مَا يُنْهَى مِنْ الْكَلاَمِ فِي الصَّلاَةِ
[553]- (3875) خ نَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا
أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الله بنِ
مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يصلي فَيَرُدُّ
عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ
سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، قُلْنَا:
يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ
فَتَرُدَّ عَلَيْنَا، قَالَ: «إِنَّ فِي الصَّلاَةِ
شُغْلًا».
فَقُلْتُ: لِإِبْرَاهِيمَ: كَيْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ؟ قَالَ:
أَرُدُّ فِي نَفْسِي.
وَخَرَّجَهُ في: باب هجرة الحبشة (3875) , وفِي بَابِ لا
يرد السلام في الصلاة (1216)، وفِي بَابِ قوله عَزَّ
وَجَلَّ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (4534) (1).
_________
(1) إنما أخرج فيه حديث زيد بن أرقم: كنَا نتكلم في الصلاة
حتى نزلت (حافظوا على الصلوات)، وقد كرره البخاري في
موضعين (1200، 4534)
(1/501)
بَاب مَسْحِ الْحَصْباءِ فِي الصَّلاَةِ
[554]- (1207) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ، نَا شَيْبَانُ، عَنْ
يَحْيَى، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي
مُعَيْقِيبٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ
يَسْجُدُ قَالَ: «إِنْ كُنْتَ فَاعِلًا فَوَاحِدَةً».
بَاب إِذَا انْفَلَتَتْ الدَّابَّةُ فِي الصَّلاَةِ
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنْ أُخِذَ ثَوْبُهُ يَتْبَعُ
السَّارِقَ وَيَدَعُ الصَّلاَةَ.
[555]- (6127) خ: أَخْبَرَنَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، وَ
(1211) نَا آدَمُ، نَا شُعْبَةُ، نَا الأَزْرَقُ، قَالَ:
كُنَا بِالأَهْوَازِ نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ، فَبَيْنَا
أَنَا عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ, زَادَ حَمَّادٌ: قَدْ نَضَبَ
عَنْهُ الماءُ، قَالَ شُعْبَةُ: إِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي
وَإِذَا لِجَامُ الدَابَّةِ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتْ
الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا.
قَالَ حَمَّادٌ: فَجَاءَ أَبُوبَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ
عَلَى فَرَسٍ فَصَلَّى وَخَلَّى فَرَسَهُ، فَانْطَلَقَتْ
الْفَرَسُ، فَتَرَكَ الصلاة وَتَبِعَهَا حَتَّى
أَدْرَكَهَا فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَضَى صَلَاتَهُ.
قَالَ شُعْبَةُ: فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ الْخَوَارِجِ
يَقُولُ: اللهمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخِ، قَالَ
حَمَّاٌد: فَأَقْبَلَ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا
الشَّيْخِ تَرَكَ صَلَاتَهُ مِنْ أَجْلِ فَرَسٍ،
فَأَقْبَلَ قَالَ: مَا عَنَّفَنِي أَحَدٌ مُنْذُ فَارَقْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقَالَ شُعْبَةُ: فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ قَالَ:
إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ، وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ
غَزَوَاتٍ أَوْ سَبْعَا أوَ ثَمَانِيَا، شَهِدْتُ
تَيْسِيرَهُ،
(1/502)
وَإِنِّي أَنْ كُنْتُ أَنْ (1) أُرَاجِعَ
مَعَ دَابَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا
تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقُّ عَلَيَّ.
زادَ حَمَّادٌ قال: إِنَّ مَنْزِلِي مُتَرَاخٍ فَلَوْ
صَلَّيْتُ وَتَرَكْتُهُ لَمْ آتِ أَهْلِي إِلَى اللَّيْلِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله» يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا»
(6127).
بَاب لاَ يَرُدُّ السَّلاَمَ فِي الصَّلاَةِ
[556]- (1217) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ
الْوَارِثِ، نَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ أبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ:
بَعَثَنِي رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي حَاجَةٍ لَهُ فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَقَدْ
قَضَيْتُهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ،
فَوَقَعَ فِي قَلْبِي مَا الله عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَمُ
بِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَعَلَّ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَيَّ أَنِّي أَبْطَأْتُ
عَلَيْهِ، ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ,
فَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَشَدُّ مِنْ الْمَرَّةِ الْأُولَى،
ثُمَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، فَقَالَ:
«إِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ أَنِّي كُنْتُ
أُصَلِّي»، وَكَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُتَوَجِّهًا إِلَى
غَيْرِ الْقِبْلَةِ.
بَاب الْخَصْرِ فِي الصَّلاَةِ
[557]- (1220) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى،
عن هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُختصَرًا.
_________
(1) هكذا ضبطها القاضي بفتح همزة أن المخففة في الحرفين،
وقال: أن أولا مع كنت موضع المصدر بمعنى: كوني، وموضع
البدل من الضمير في إني، وكذلك أن أرجع بتقدير رجوعي أيضا،
ولا يصح الكسر فيهما في هذا الحديث أهـ (المشارق 1/ 70).
(1/503)
[558]- (3458) ونَا مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي
الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ
يُكْرَهُ أَنْ يَجْعَلَ يَدَهُ فِي خَاصِرَتِهِ، وَيقُولُ:
«إِنَّ الْيَهُودَ تَفْعَلُهُ» (1).
خرجه في ذكر بني إسرائيل (3458).
بَاب مَا جَاءَ فِي السَّهْوِ إِذَا قَامَ مِنْ
رَكْعَتَيْن في الفَرْضِ
[559]- (1230) خ نَا قُتَيْبَةُ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ الأَعْرَجِ، وَ (1224) نَا عَبْدُ
الله بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ الله (2) بْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّهُ
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَامَ مِنْ اثْنَتَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ، لَمْ يَجْلِسْ
بَيْنَهُمَا.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَلَمَّا
قَضَى صَلاَتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ قَبْلَ
التَّسْلِيمِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ثُمَّ
سَلَّمَ.
زَادَ اللَّيْثُ: وَسَجَدَهُمَا النَّاسُ مَعَهُ مَكَانَ
مَا نَسِيَ مِنْ الْجُلُوسِ.
_________
(1) هكذا وقع في الأصل: كان يكره ... ويقول، الحديث، أي
النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصحيح: كانت تكره ..
وتقول، أي أنه موقوف على عائشة، والروايات كلها على
الثاني، فالذي هنَا يظهر أنه تصحيف والله أعلم.
وقد رواه الإسماعيلي ومن طريقه البيهقي في الشعب (2977) من
حديث يزيد عن سفيان عن الأَعْمَش عن أبِي الضحى عن مسروق
قَالَ: سألت عائشة عن ذلك، يعني وضع اليدين على الخاصرة في
الصلاة فقَالَتْ: هذا فعل اليهود.
ثم قَالَ البيهقي: رواه البخاري عن محمد بن يوسف، عن سفيان
قَالَ في متنه: عن عائشة كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته
وتقول: إن اليهود تفعله.
(2) ضبطه في الأصل: عبيد الله بن بحينة على التصغير، وهو
تصحيف.
(1/504)
وَخَرَّجَهُ في: باب إذا حنث ناسيًا
(6670)، وفي يكبر في سجدتي السهو (1230).
بَاب إِذَا صَلَّى خَمْسًا
[560]- (1226) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ
الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ
عَبْدِ الله: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ:
أَزِيدَ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» , قَالَ:
صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا
سَلَّمَ.
وَ (401) نَا عُثْمَانُ، نَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ، السَّنَدَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لاَ
أَدْرِي زَادَ أَوْ نَقَصَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ:
يَا رَسُولَ الله، أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَيْءٌ؟ قَالَ:
«وَمَا ذَاكَ» , قَالَ: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، فَثَنَى
رِجْلَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ
سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيْنَا
بِوَجْهِهِ قَالَ: «إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ
شَيْءٌ لَنَبَّأْتُكُمْ بِهِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا
نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي
صَلاَتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ،
(1) ثُمَّ لْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب ما جاء في القبلة ومن لم ير الإعادة
على من سها (404) , وفِي بَابِ إجازة خبر الواحد (7249) ,
وفِي بَابِ من حنث ناسيا (6671)، وباب التوجه نحو القبلة
حيث كان (401).
بَاب إِذَا سَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ أَوْ فِي ثَلاَثٍ
فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ مِثْلَ سُجُودِ الصَّلاَةِ أَوْ
أَطْوَلَ
_________
(1) في الصحيح زيادة: ثُمَّ لِيُسَلِّمْ ..
(1/505)
[561]- (1227) خ نَا أَبُوالْوَلِيدَ،
وآدَمُ، قَالاَ: نَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
وَ (1229) نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا يَزِيدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّد بنِ سِيرِينَ.
وَ (482) نَا إِسْحَاقُ، نَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، نَا
ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: صَلَّى بنَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلاَتَيْ الْعَشِيِّ.
- قَالَ أَبُوالوَلِيدِ: الظُّهْرَ.
قَالَ ابنُ سِيرِينَ: قَدْ سَمَّاهَا أَبُوهُرَيْرَةَ
وَلَكِنْ نَسِيتُ أنَا.
زَادَ يَزِيدُ عَنْهُ: وَأَكْبرُ ظَنِّي الْعَصْرَ -.
رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ
معروضةٍ في - زَادَ يَزِيدُ: مُقَدَّمِ - الْمَسْجِدِ
فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّه غَضْبَانُ وَوَضَعَ يَدَهُ
الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى وَشَبَّكَ بَيْنَ
أَصَابِعِهِ وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ
كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَخَرَجَتْ السَّرَعَانُ مِنْ
أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَوا: قَصُرَتْ الصَّلاَةُ،
وَفِي الْقَوْمِ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَا أَنْ
يُكَلِّمَاهُ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ
يُقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله
أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ الصَّلاَةُ؟ قَالَ: «لَمْ أَنْسَ
وَلَمْ تُقْصَرْ».
زَادَ يَزِيدُ: قَالَ بَلَى قَدْ نَسِيتَ.
وقَالَ شُعْبَةُ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: «أَحَقٌّ مَا يَقُولُ».
وقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَقَالَ: «أَكَمَا يَقُولُ ذُو
الْيَدَيْنِ» , فَقَالَوا: نَعَمْ, فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى
مَا تَرَكَ.
وقَالَ شُعْبَةُ: فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أخريين.
(1/506)
قَالَ ابنُ سِيرِينَ: ثُمَّ سَلَّمَ
وكَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ
رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ (1) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ
وَكَبَّرَ.
فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ:
نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: ثُمَّ
سَلَّمَ.
وقَالَ آدمُ عَنْ شُعْبَةَ: قَالَ سَعْدٌ: وَرَأَيْتُ
عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى مِنْ الْمَغْرِبِ
رَكْعَتَيْنِ فَسَلَّمَ وَتَكَلَّمَ ثُمَّ صَلَّى مَا
بَقِيَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
خ: وَ (1228) نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا حَمَّادٌ،
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ
لِمُحَمَّدٍ: فِي سجود السَّهْوِ تَشَهُّدٌ؟ قَالَ: لَيْسَ
فِي حَدِيثِ أبِي هُرَيْرَةَ.
خ: وَسَلَّمَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَلَمْ يَتَشَهَّدَا،
وَقَالَ قَتَادَةُ: لاَ يَتَشَهَّدُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب من لم يتشهد في سجدتي السهو (1228) ,
وباب يكبر في سجدتي السهو (1229) , وباب تشبيك الأصابع في
المسجد وغيره (482) , وفِي بَابِ إجازة خبر الواحد (7250)
, وباب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير لا
يراد به شين الرجل (6051).
_________
(1) في الصحيح زيادة: (ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ
سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ)، سقطت على الناسخ من انتقَالَ
النظر.
(1/507)
|