المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 10 - الْكِتَابُ الْخَامِسُ مِنْ
الصَّلاَةِ
بَاب الِاسْتِمَاعِ إِلَى الْخُطْبَةِ
[433]- (811) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ.
حَ، وَ (929) نَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، نَا ابنُ
شهابٍ، عَنْ الأَغَرِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ
يَوْمُ الْجُمُعَةِ».
«(1) غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا
قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ
الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ
فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا
أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ
فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي
السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً,
فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «فَإِذَا جلس طَوَوْا الصُحُفَ
وَجاءوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب فضل الجمعة (811)، وفِي بَابِ ذِكْرِ
الْمَلاَئِكَةِ (3211).
بَاب إِذَا رَأَى الْإِمَامُ رَجُلًا جَاءَ وَهُوَ
يَخْطُبُ أَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ
[434]- (931) خ نَا عَلِيٌّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ
عَمْرِوٍ، سَمِعَ جَابِرًا قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَخْطُبُ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتَ؟»، قَالَ: لاَ, قَالَ:
«فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، وأظن أن الناسخ انتقل نظره، وعلى
منهج المهلب في هذا الكتاب فالصواب كما يلي: زَادَ
أَبُوصالح: "مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ
الْجَنَابَةِ ... ".
(1/434)
وَخَرَّجَهُ في: باب من جاء والإمام يخطب
صلى ركعتين خفيفتين (931)، وفِي بَابِ ما جاء في التطوع
مثنى مثنى (1166).
بَاب رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الْخُطْبَةِ
[435]- (932) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ،
إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَ
الْكُرَاعُ (1)، هَلَكَ الشَّاءُ، فَادْعُ الله عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا.
بَاب الْإِنْصَاتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ
يَخْطُبُ
وَقَالَ سَلْمَانُ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ».
[436]- (934) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ،
عَنْ عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ
لَغَوْتَ».
بَاب السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ
[437]- (5294) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ، نَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، (عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ) (2).
و (935) نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، نَا مَالِكٌ،
عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: «فِيهِ
سَاعَةٌ لاَ
_________
(1) هامش الأصل: اسم لجميع الخيل.
(2) زدته من الصحيح، كي أقوم الإسناد، ولكيلا يتوهم أن
سلمة يرويه عن الأعرج، وعادة المهلب في مثل هذا أن يكمل
الإسناد، فأنَا أخشى أن يكون ذلك إنما سقط على الناسخ.
(1/435)
يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ
قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ الله شَيْئًا إِلاَ أَعْطَاهُ
إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.
قَالَ سَلَمَةُ: وَضَعَ أُنْمُلَتَهُ عَلَى الْوُسْطَى
وَالْخِنْصِرِ، قُلْنَا يُزَهِّدُهَا.
وَخَرَّجَهُ في: الإشارة في الطلاق والأمور (5294)، وفِي
بَابِ الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة (6400).
بَاب إِذَا نَفَرَ النَّاسُ عَنْ الْإِمَامِ فِي صَلاَةِ
الْجُمُعَةِ فَصَلاَةُ الْإِمَامِ وَمَنْ بَقِيَ جَائِزَةٌ
[438]- (4899) خ نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا خَالِدُ بْنُ
عَبْدِ الله، نَا حُصَيْنٌ.
حَ، نَا (2058) طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، نَا زَائِدَةُ، عَنْ
حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبِي الْجَعْدِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذْ
أَقْبَلَتْ مِنْ الشَّامِ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا،
فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (1) إِلاَ
اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ {وَإِذَا رَأَوْا
تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}.
وَخَرَّجَهُ في: البيوع, باب قوله {وَإِذَا رَأَوْا} الآية
(2058, 2064)، وفي تفسير سورة الجمعة (4899).
_________
(1) سقط ما بين القوسين من الأصل، إذ انتقل نظر الناسخ،
وأكملته من الصحيح، حديث طلق بن غنام، فإن عادة المهلب أن
يذكر متن الإسناد الآخر.
(1/436)
بَاب قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {فَإِذَا
قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ
وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}
[439]- (2349) خ نَا قُتَيْبَةُ، نَا يَعْقُوبُ، وَ (6248)
نَا الْقَعْنَبِيُّ، نَا ابْنُ أبِي حَازِمٍ، وَ (938) نَا
سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نَا أَبُوغَسَّانَ، -
لَفْظُهُ - كُلُّهُمْ عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ
قَالَ: كَانَتْ فِينَا امْرَأَةٌ تَحْقِلُ (1) فِي
أَرْبِعَاءَ فِي مَزْرَعَةٍ لَهَا سِلْقًا، وَكَانَتْ
إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ
فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ تَجْعَلُ عَلَيْهِ
قَبْضَةً مِنْ شَعِيرٍ تَطْحَنُهَا، فَتَكُونُ أُصُولُ
السِّلْقِ عَرْقَهُ (2).
قَالَ قُتَيْبَةُ: لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:
لَيْسَ فِيهِ شَحْمٌ وَلاَ وَدَكٌ.
وَكُنَا نَنْصَرِفُ مِنْ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ فَنُسَلِّمُ
عَلَيْهَا، فَتُقَرِّبُ ذَلِكَ الطَّعَامَ إِلَيْنَا،
فَنَلْعَقُهُ، وَكُنَا نَتَمَنَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ
لِطَعَامِهَا ذَلِكَ.
زَادَ الْقَعْنَبِيُّ وَقُتَيْبَةُ: ومَا كُنَا نَقِيلُ
وَلاَ نَتَغَدَّى إِلاَ بَعْدَ الْجُمُعَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب ما جاء في الغرس والزرع (2349)، وفِي
بَابِ السلق والشعير (5403)، وفِي بَابِ تسليم الرجال على
النساء (6248)، وباب القائلة بعد الجمعة مُختصَرًا (941)
(6279).
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، وهي رواية الكشميهني أيضا، وتحقل
أي تزرع، وفي غيرها من الروايات: تجعل.
(2) هكذا جودها في الأصل مضبوطة، وفي الهامش إشار إلى
رواية أخرى وهي: غَرِقة، وهي رواية مشهورة في هذا الموضع
من الصحيح، رواها الكشميهني وغيره.
أما قوله غرقة: أي تغرق في القدر، وأما عرقه فالعرق اللحم
الذي على العظم، أي أنه يكون مكانه في طبيخها، والله أعلم.
(1/437)
بَابُ صَلاَةِ الْخَوْفِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي
الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا
مِنَ الصَّلَاةِ} إلَى قَوْلِهِ {أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ
عَذَابًا مُهِينًا}.
[440]- (942) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، سَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي صَلاَةَ الْخَوْفِ؟
فقَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ:
أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ
نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ فَصَافَفْنَا لَهُمْ،
فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي لَنَا، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ (1)،
وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، وَرَكَعَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ
مَعَهُ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَكَانَ
الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، فَجَاءُوا فَرَكَعَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ
رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ فَقَامَ
كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً
وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب غزوة ذات الرقاع (4132).
فقَالَ (4133): نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ،
نَا مَعْمَرٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، وقَالَ فِيهِ: قَامَ
هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلاَءِ
فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ.
[441]- (944) خ وَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، نَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ
عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ الصِّفَةِ
الْمُتَقَدِّمَةِ، وقَالَ: َالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي
صَلاَةٍ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
خرجه فِي بَابِ يحرس بعضهم بعضًا في صلاة الخوف (944).
وَخَرَّجَ خِلافَ ذَلِكَ:
_________
(1) في الصحيح زيادة: تُصَلِّي.
(1/438)
[442]- (4129) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ
صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَمَّنْ شَهِدَ مع رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ
صَلاَةَ الْخَوْفِ، أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ
وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي
مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا وَأَتَمُّوا
لِأَنْفُسِهِمْ، (ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ
الْعَدُوِّ، وَجَاءَتْ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى
بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلاَتِهِ،
ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا وَأَتَمُّوا لِأَنْفُسِهِمْ) (1) ,
ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ.
(4130) قَالَ مَالِكٌ: وَذَلِكَ أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي
صَلاَةِ الْخَوْفِ.
وَخَرَّجَهُ في: غزوة ذات الرقاع (4129).
[443]- (4131) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى
(2)، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
خَوَّاتٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أبِي حَثْمَةَ، قَوْلَهَ
وَوَصْفَهُ.
(4132) وَنَا عَنْ يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ،
عَنْ سَهْلٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يقُومُ الْإِمَامُ مُسْتَقْبِلَ
الْقِبْلَةِ، وَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ
مِنْ قِبَلِ الْعَدُوِّ، وُجُوهُهُمْ إِلَى الْعَدُوِّ،
فَيُصَلِّي بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَقُومُونَ
فَيَرْكَعُونَ لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَيَسْجُدُونَ
سَجْدَتَيْنِ فِي مَكَانِهِمْ، ثُمَّ يَذْهَبُ هَؤُلاَءِ
إِلَى مَقَامِ أُولَئِكَ، فيجيء أولئك، فَيَرْكَعُ بِهِمْ
رَكْعَةً، فَلَهُ ثِنْتَانِ، ثُمَّ يَرْكَعُونَ
وَيَسْجُدُونَ سَجْدَتَيْنِ».
وَخَرَّجَهُ في: غزوة ذات الرقاع (4131).
_________
(1) سقط ما بين القوسين من النسخة إذ انتقل نظر الناسخ
فيما يظهر، وهو ثابت في الصحيح والموطأ.
(2) يحيى القطان عن يحيى الأنصاري.
(1/439)
بَاب صَلاَةِ الْخَوْفِ قيامًا
وَرُكْبَانًا
[444]- (4535) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عن عَبْدِ الله بْنَ عُمَرَ.
وَ (943) نَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: نَا ابْنُ
جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ
ابْنِ عُمَرَ، نَحْوًا مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ إِذَا
اخْتَلَطُوا قِيَامًا.
وَزَادَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ
فَلْيُصَلُّوا قِيَامًا وَرُكْبَانًا».
قَالَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ: فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ
أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ صَلَّوْا رِجَالًا قِيَامًا عَلَى
أَقْدَامِهِمْ، أَوْ رُكْبَانًا، مُسْتَقْبِلِي
الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا.
قَالَ نَافِعٌ: لاَ أدري عَبْد الله ذَكَرَ ذَلِكَ إِلاَ
عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
خَرَّجَهُ في: التفسير باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنْ
خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (4535).
بَاب الصَّلاَةِ عِنْدَ مُنَاهَضَةِ الْحُصُونِ وَلِقَاءِ
الْعَدُوِّ
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنْ كَانَ بها الْفَتْحُ وَلَمْ
يَقْدِرُوا عَلَى الصَّلاَةِ صَلَّوْا إِيمَاءً، كُلُّ
امْرِئٍ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى
الْإِيمَاءِ أَخَّرُوا الصَّلاَةَ حَتَّى يَنْكَشِفَ
الْقِتَالُ أَوْ يَأْمَنُوا فَيُصَلُّوا رَكْعَتَيْنِ،
فَإِنْ لَمْ يَقْدِرُوا صَلَّوْا رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ،
لاَ يُجْزِئُهُمْ التَّكْبِيرُ، وَيُؤَخِّرُونهَا حَتَّى
يَأْمَنُوا، وَبِهِ قَالَ مَكْحُولٌ.
(1/440)
وَقَالَ أَنَسٌ: حَضَرْتُ مُنَاهَضَةَ
حِصْنِ تُسْتَرَ عِنْدَ إِضَاءَةِ الْفَجْرِ، فاشْتَدَّ
اشْتِعَالُ الْقِتَالِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى
الصَّلاَةِ، فَلَمْ نُصَلِّ إِلاَ بَعْدَ ارْتِفَاعِ
النَّهَارِ، فَصَلَّيْنَاهَا، وَنَحْنُ مَعَ أبِي مُوسَى،
فَفُتِحَ لَنَا، َقَالَ أَنَسٌ: وَمَا يَسُرُّنِي من
تِلْكَ الصَّلاَةِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا.
بَاب صَلاَةِ الطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ رَاكِبًا وَقائما
وَقَالَ الْوَلِيدُ: ذَكَرْتُ لِلأَوْزَاعِيِّ صَلاَةَ
شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ وَأَصْحَابِهِ عَلَى ظَهْرِ
الدَّابَّةِ، فَقَالَ: كَذَلِكَ الأَمْرُ عِنْدَنَا إِذَا
تُخُوِّفَ الْفَوْتُ، وَاحْتَجَّ الْوَلِيدُ بِقَوْلِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ
يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَ فِي بَنِي
قُرَيْظَةَ».
[445]- (946) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
أَسْمَاءَ، نَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ الأَحْزَابِ: «لاَ
يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلاَ فِي بَنِي
قُرَيْظَةَ»، فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي
الطَّرِيقِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: لاَ نُصَلِّي حَتَّى
نَأْتِيَهَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ
يُرَدْ مِنَا ذَلِكَ, فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ.
وَخَرَّجَهُ في: باب غزوة بني قريظة (4119).
بَاب الْحِرَابِ وَالدَّرَقِ يَوْمَ الْعِيدِ
[446]- (454) نَا الأُوَيْسِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسِانَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ،
وَ (988) نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ
عُقَيْلٍ عَنْهُ، وَ (5236) نَا إِسْحَقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، نَا عِيسَى، نَا
الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَ
(949) نَا أحْمَدُ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، نَا عَمْرٌو، أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ:
(1/441)
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
دَخَلَ عَلَيَّ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
وَكَانَ يَوْمَ (عِيدٍ) (1)، يَلْعَبُ السُّودَانُ
بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ.
زَادَ صَالِحٌ عَنْ الْزُهْرِيِّ: عَلَى بَابِ حُجْرَتِي
فِي الْمَسْجِدِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ عَمْرِوٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْهَا:
فَإِمَّا سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ»،
فَقُلْتُ: نَعَمْ, فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ, عَلَى بَابِ
حُجْرَتِي، وَرَسُولُ اللهِ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ،
أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِم، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ, وَهُوَ
يَقُولُ: «دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ».
قَالَ اللَّيْثُ: فَزَجَرَهُمْ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ،
فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ» , يَعْنِي مِنْ
الأَمْنِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْهَا: حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ،
قَالَ: «حَسْبُكِ»، قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَ: «فَاذْهَبِي».
زَادَ الأَوْزَاعِيُّ (2): فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيةِ
الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الْحَرِيصَةِ عَلَى اللهوِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب نظر المرأة إلى الحَبَش ونحوهم من غير
رِيبة (5236)، وفِي بَابِ حسن العشرة مع الأهل (5190)،
وفِي بَابِ أصحاب الحراب في المسجد (454)، وفِي بَابِ إذا
فاته العيد مُختصَرًا (988)، وفي الجهاد باب الدرق (2907).
_________
(1) زيادة من الصحيح ليست في الأصل.
(2) وكذلك ذكرها معمر عن الْزُهْرِيّ (5190)
(1/442)
بَاب سُنَّةِ الْعِيدَيْنِ لِأَهْلِ
الْإِسْلاَمِ
[447]- (949) خ نَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، نَا
عَمْرٌو، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الأَسَدِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَ
(987) نَا ابْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ،
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَ (952) نَا عبَيْدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ
أَبُوبَكْرٍ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، وَعِنْدِي
جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ
بِمَا تَقَاوَلَتْ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ (1)،
قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ.
زَادَ ابنُ شَهَابٍ: تَضْرِبَانِ وتُدَفِّفَانِ،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ
بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُوبَكْرٍ.
قَالَ هِشَامٌ: فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ
الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ عُقَيْلٌ: فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وقَالَ: «دَعْهُمَا فَإِنَّهَا
أَيَّامُ عِيدٍ».
زَادَ هِشَامٌ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ
عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا».
زَادَ ابنُ وَهْبٍ: فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا
وخَرَّجَتْهُمَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب الحراب والدرق يوم العيد (949)، وفِي
بَابِ إذا فاته العيد يصلي ركعتين (987)، وباب قصة الحبش
وقوله عَلَيْهِ السَّلاَمُ: «يَا بَنِي أَرْفدَة» (3529) ,
وفِي بَابِ مقدم النبي عَلَيْهِ السَّلاَمُ وأصحابه
المدينة (3931).
_________
(1) في هامش الأصل: موضع من المدينة على ليلتين أهـ.
قلت: وبه جرت وقعة مشهورة بين الحيين الأوس والخزرج تفانوا
بها، وسيأتي حديث أم المؤمنين كيف أن الله جعله تقدمة
لنبيه صلى الله عليه وسلم.
(1/443)
[448]- (951) نَا حَجَّاجٌ، نَا شُعْبَةُ،
نَا زُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، عَنْ
الْبَرَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا
نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ
نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ
سُنَّتَنَا».
بَاب الأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ الْخُرُوجِ
[449]- (953) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، نَا
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا هُشَيْمٌ، عن عُبَيْدِ الله
بْنُ أبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو
يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ َتمَرَاتٍ.
وَقَالَ مُرَجَّأُ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ
الله، حَدَّثَنِي أَنَسٌ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا.
بَاب الْخُرُوجِ إِلَى الْمُصَلَّى بِغَيْرِ مِنْبَرٍ
[450]- (956) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ، نَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ، عَنْ
عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي سَرْحٍ، عَنْ أبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَ النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى
إِلَى الْمُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ
الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ
النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ،
فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ
يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ
بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ.
قَالَ أَبُوسَعِيدٍ: فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ
حَتَّى خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ، وَهُوَ أَمِيرُ
الْمَدِينَةِ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا
الْمُصَلَّى إِذَا مِنْبَرٌ بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ
الصَّلْتِ، فأراد مَرْوَانُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ
يُصَلِّيَ، فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَجَبَذَنِي
فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ
(1/444)
الصَّلاَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: غَيَّرْتُمْ
وَالله، فَقَالَ: أَبَا سَعِيدٍ قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ,
فَقُلْتُ: مَا أَعْلَمُ وَالله خَيْرٌ مِمَّا لاَ
أَعْلَمُ, فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا
يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ
الصَّلاَةِ.
بَاب الْمَشْيِ وَالرُّكُوبِ إِلَى الْعِيدِ وَالصَّلاَةِ
قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ
[451]- (963) خ نَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا
أَبُوأُسَامَةَ، نَا عُبَيْدُ الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ
عَبْدِاللهِ بنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ
الله عَنْهُمَا يُصَلُّونَ الْعِيدَيْنِ قَبْلَ
الْخُطْبَةِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الخطبة
بعد العيد (963).
بَاب الْخُطْبَةِ بَعْدَ الْعِيدِ
[452]- (964) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، و (1431)
مُسْلِمٌ، و (989) أَبُوالْوَلِيدِ، و (5883) حَجَّاجُ
بْنُ مِنْهَال، كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ.
[453]- وَ (958) نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنَا
هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالاَ: لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَلاَ
يَوْمَ الأَضْحَى.
وأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ
أَوَّلِ مَا بُويِعَ لَهُ بذلك إِنَّمَا الْخُطْبَةُ
بَعْدَ الصَّلاَةِ.
وَ (978) نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ،
نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَطَاءٍ،
عَنْ جَابِرِ.
(1/445)
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ (979): وَأَخْبَرَنِي
حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.
[454]- وَ (863) نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَحْيَى،
نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وقَالَ لَهُ رجل: شَهِدْتَ
الْعِيدَ مَعَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلاَ مَكَانِي منه مَا شَهِدْتُهُ،
يعني مِنْ الصِّغَرِ، أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ
دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ.
قَالَ سُلَيْمَانُ وأَبُو الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِهِمَا:
صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ
قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا.
قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ عَنْهُ: ثُمَّ خَطَبَ.
وقَالَ ابْنُ طَاوَسَ عَنْهُ: شَهِدْتُ الْفِطْرَ مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي بَكْرٍ
وَعُمَرَ وعثمان يُصَلُّونَها قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ
يُخْطَبُ بَعْدُ، خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يُجَلِّسُ النَّاسَ
بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ
النِّسَاءَ.
وقَالَ جَابِرٌ: وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى بِلاَل.
قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ عَبَاسٍ:
فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ أن يتصدقن.
قَالَ حَسَنٌ عَنْ طَاوَسَ عَنْهُ: وَقَالَ: «{يَاأَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
الْآيَةَ, حتى فَرَغَ مِنْهَا، آنْتُنَّ عَلَى ذَلِكِ»،
قَالَتْ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يُجِبْهُ
غَيْرُهَا: نَعَمْ, لاَ يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ, قَالَ:
فَتَصَدَّقْنَ.
قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ: فَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ تُهْوِي
بِيَدِهَا إِلَى حَلْقِهَا.
قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: تُلْقِي خُرْسَهَا
وَسِخَابَهَا.
وقَالَ مُسْلِمٌ: تُلْقِي الْقُلْبَ وَالْخُرْصَ.
(1/446)
وقَالَ حَجَّاجٌ: تُلْقِي قُرْطَهَا.
قَالَ طَاوُسُ: فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ, قَالَ
عَبْدُالرَّحْمَنِ: ثُمَّ أتى هُوَ وَبِلاَلٌ البيت.
قَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ
لِعَطَاءٍ: صدقة الْفِطْرِ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ
صَدَقَةً، تَصَدَّقْنَ حِينَئِذٍ، تُلْقِي فَتَخَهَا,
قُلْتُ لعطاء: أَفَترَى حَقًّا عَلَى الْإِمَامِ إِلاَّ
أَنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ فيُذَكِّرُهُنَّ حِينَ يَفْرُغ،
قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَمَا لَهُمْ ألاَّ
يَفْعَلُوا.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: الْفَتَخُ: الْخَوَاتِيمُ
الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: والسِّخَابُ: قِلاَدَةٌ مِنْ طِيبٍ
وَسُكٍّ.
وَخَرَّجَهُ في: باب وضوء الصبيان وصلاتهم الباب (863)،
وفِي بَابِ المشي والركوب إلى العيد والصلاة (958) , وفِي
بَابِ خروج الصبيان إلى المصلى (975)، وفي باب التحريض على
الصدقة والشفاعة فيها (1431)، وباب الخاتم للنساء (588,
5881)، وباب القرط للنساء (5883)، وفِي بَابِ {وَالَّذِينَ
لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ} (5249) , وباب مشاهد
النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة (7325)،
وتفسير الممتحنة (4895).
بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ حَمْلِ السِّلاَحِ فِي الْعِيدِ
وَالْحَرَمِ
وَقَالَ الْحَسَنُ: نُهُوا أَنْ يَحْمِلُوا السِّلاَحَ
يَوْمَ عِيدٍ إِلاَ أَنْ يَخَافُوا عَدُوًّا.
[455]- (966) خ نَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى
أَبُوالسُّكَيْنِ، نَا الْمُحَارِبِيُّ، نَا مُحَمَّدُ
بْنُ سُوقَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: كُنْتُ مَعَ
ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي
أَخْمَصِ قَدَمِهِ، فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ،
فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا، وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ
الْحَجَّاجَ فَجَاءه يَعُودُهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ
نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ
أَصَبْتَنِي، قَالَ:
(1/447)
وَكَيْفَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلاَحَ فِي
يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ
السِّلاَحَ الْحَرَمَ، وَلَمْ تَكُنْ السِّلاَحُ تُدْخَلُ
الْحَرَمَ.
بَاب فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
خ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (وَاذْكُرُوا الله فِي أَيَّامٍ
مَعْلُومَاتٍ) (1): أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالأَيَّامُ
الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ
إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ
وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، وَكَبَّرَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
[456]- (969) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: نَا
شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
«مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ»
, قَالَوا: وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:
«وَلاَ الْجِهَادُ، إِلاَ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ».
بَاب التَّكْبِيرِ أَيَّامَ مِنًى وَإِذَا غَدَا إِلَى
عَرَفَةَ
وَكَانَ عُمَرُ يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى تِلْكَ
الأَيَّام، (فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ
فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الأَسْوَاقِ حَتَّى
تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ
يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الأَيَّامَ) (2)، وَخَلْفَ
الصَّلَوَاتِ, وَعَلَى فِرَاشِهِ، وَفِي فُسْطَاطِهِ
وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الأَيَّامَ جَمِيعًا.
_________
(1) هكذا وقع في النسخة، وفيه خلاف بين نسخ البخاري أشار
إليه الحافظ، والقراءة {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ
مَعْدُودَاتٍ}.
(2) سقط على الناسخ إذ انتقل نظره أسفل.
(1/448)
وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ
النَّحْرِ، وَكانَ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ
بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ
التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ.
بَاب الصَّلاَةِ إِلَى الْحَرْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ، وبَاب
حَمْلِ الْعَنَزَةِ أَوْ الْحَرْبَةِ بَيْنَ يَدَيْ
الْإِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ
[457]- (972) خ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله، عَنْ
نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ.
(973) وَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نَا
الْوَلِيدُ، نَا أَبُوعَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى
وَالْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تُحْمَلُ.
قَالَ عُبَيْدُاللهِ: يَوْمَ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ
فتُرْكَزُ الْحَرْبَةُ، فتُنْصَبُ بِالْمُصَلَّى بَيْنَ
يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا.
بَاب مَنْ خَالَفَ الطَّرِيقَ إِذَا رَجَعَ يَوْمَ
الْعِيدِ
[458]- (986) خ نَا مُحَمَّدٌ، نَا أَبُوتُمَيْلَةَ
يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
الله قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ.
بَاب إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
وَكَذَلِكَ النِّسَاءُ وَمَنْ كَانَ فِي الْبُيُوتِ
وَالْقُرَى، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «هَذَا عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلاَمِ».
(1/449)
وَأَمَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَوْلاَهُمْ
ابْنَ أبِي عُتْبَةَ بِالزَّاوِيَةِ فَجَمَعَ أَهْلَهُ
وَبَنِيهِ، وَصَلَّى كَصَلاَةِ أَهْلِ الْمِصْرِ
وَتَكْبِيرِهِمْ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَهْلُ السَّوَادِ يَجْتَمِعُونَ فِي
الْعِيدِ يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يَصْنَعُ
الْإِمَامُ.
وَكَانَ عَطَاءٌ إِذَا فَاتَهُ الْعِيدُ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُهُ.
(1/450)
بَاب مَا جَاءَ فِي الْوِتْرِ
[459]- (990) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نَا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَعَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلاَةُ
اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ
الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا
قَدْ صَلَّى».
قَالَ نَافِعٌ: وإنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ كَانَ
يُسَلِّمُ بَيْنَ الرَّكْعَةِ وَالرَّكْعَتَيْنِ فِي
الْوِتْرِ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ.
[460]- (993) وَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي
عَمْرُوٌ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ
حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْنَا أُنَاسًا مُذْ
أَدْرَكْنَا يُوتِرُونَ بِثَلاَثٍ، وَإِنَّ كُلًا
لَوَاسِعٌ، أَرْجُو أَنْ لاَ يَكُونَ بِشَيْءٍ مِنْهُ
بَأْسٌ.
[461]- (3765) وَنَا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ، نَا نَافِعُ
بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أبِي مُلَيْكَةَ، قِيلَ
لِابْنِ عَبَّاسٍ: هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلاَ بِوَاحِدَةٍ،
قَالَ: أَصَابَ إِنَّهُ فَقِيهٌ.
خرجه في المناقب (3765).
[462]- (6356) وَنَا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الله بْنُ
(ثَعْلَبَةَ) (1) بْنِ صُعَيْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَسَحَ عَنْهُ:
أَنَّهُ رَأَى سَعْدَ بْنَ أبِي وَقَّاصٍ يُوتِرُ
بِرَكْعَةٍ.
_________
(1) وقع في الأصل: بن بحينة، وهو خطأ، ولم أجد في الشروح
ولا في التراجم ما يجعلني استأنس أن ذلك كذلك في رواية،
فقد اتفقوا على ما ورد في الصحيح.
(1/451)
خرجه فِي بَابِ الدعاء للصبيان بالبركة
ومسح رؤوسهم (6356)، وفِي بَابِ غزوة الفتح (4300)،
لِقَوْلِ اللَّيْثِ فِيهِ: مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ عَامَ
الْفَتْحِ.
[463]- (2122) وَنَا عليٌّ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدُ
الله: أَنَّهُ رَأَى نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَوْتَرَ
بِرَكْعَةٍ.
بَاب سَاعَة الْوِتْرِ
[464]- (995) خ نَا أَبُوالنُّعْمَانِ، نَا حَمَّادٌ، نَا
أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ:
أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ
أُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ، فَقَالَ: كَانَ رسول الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ
وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ
وَكَأَنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ، قَالَ حَمَّادٌ: أَيْ
بسُرْعَةٍ.
[465]- (994) خ ونَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، نَا أَبِي، نَا
الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُلَّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ
إِلَى السَّحَرِ.
[466]- (4176) وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ،
نَا شَاذَانُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أبِي جَمْرَةَ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ
الشَّجَرَةِ، هَلْ يُنْقَضُ الْوِتْرُ؟ قَالَ: إِذَا
أَوْتَرْتَ مِنْ أَوَّلِهِ فَلاَ تُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ.
خَرَّجَهُ في غزوة الحديبية (4176).
بَاب لِيَجْعَلْ آخِرَ صَلاَتِهِ بِاللَّيْلِ وِتْرًا
[467]- (1000) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا
جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى
(1/452)
رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ،
يُومِئُ إِيمَاءً، صَلاَةَ اللَّيْلِ إِلاَ الْفَرَائِضَ،
وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب صلاة التطوع على الدواب حيثما توجهت
به (1095)، وباب الوتر في السفر (1000)، وباب الإيماء على
الدابة (1096)، وباب من تطوع في السفر (1105) , وباب صلاة
التطوع على الحمار (؟) (1)، وباب القراءة على الدابة (؟)
(2)، وفِي بَابِ ينزل للمكتوبة (1098).
بَاب يَنْزِلُ لِلْمَكْتُوبَةِ
[468]- (1099) خ نَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا هِشَامٌ،
عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ ثَوْبانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ
الله: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ،
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ نَزَلَ
فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
[469]- (1097) وَخَرَّجَهُ فِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ
رَبِيعَةَ، وقَالَ: وَلَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي
الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ.
وفي غزوةِ أَنْمَار (4140).
_________
(1) لم يخرجه البخاري في هذا الباب كما في النسخة
المطبوعة، بل في الباب الذي قبله، والذي بعده، وأخرج في
هذا الباب قصة أنس حين قدم من الشام بمعنى الحديث.
(2) لم أجده فيه.
(1/453)
بابٌ (1) مَعْنَاهُ كَيْفَ كَانَ القُنُوتُ
[470]- (797) خ نَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، نَا هِشَامٌ،
عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: لأُقَرِّبَنَّ صَلاَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُوهُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي
الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلاَةِ الظُّهْرِ وَصَلاَةِ
الْعِشَاءِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ مَا يَقُولُ
سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ
وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ.
[471]- (798, 1004) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا إِسْمَاعِيلُ،
عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ
الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ.
[472]- (799) وَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُجْمِرِ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلاَّدٍ الزُّرَقِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ،
قَالَ: كُنَا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ
الرَّكْعَةِ قَالَ: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ»، قَالَ
رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا
كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
قَالَ: «مَنْ الْمُتَكَلِّمُ؟» قَالَ: أَنَا، قَالَ:
«رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا
أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».
بَاب الْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَبَعْدَهُ
[473]- (4088) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ
الْوَارِثِ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ.
[474]- وَ (3064) نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا ابْنُ
أبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
_________
(1) هذا الباب موضعه في الصحيح بعد باب فضل اللهم ربنَا لك
الحمد.
(1/454)
وَ (1002) نَا مُسَدَّدٌ، نَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ، نَا عَاصِمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ عَنْ الْقُنُوتِ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ،
قُلْتُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ:
قَبْلَهُ، (قَالَ) (1): فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي
عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ:
كَذَبَ, إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا.
قَالَ قَتَادَةُ عَنْهُ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ
وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ
أَسْلَمُوا، وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ،
فَأَمَدَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِسَبْعِينَ مِنْ الأَنْصَارِ، قَالَ أَنَسٌ: كُنَا
نُسَمِّيهِمْ الْقُرَّاءَ، يَحْتطِبُونَ بِالنَّهَارِ،
وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى
بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ ققَتَلُوهُمْ،
فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ
وَبَنِي لَحْيَانَ.
قَالَ قَتَادَةُ: وَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ
قُرْآنًا: (أَلاَ بَلِّغُوا عَنَا قَوْمَنَا بِأَنَا قَدْ
لَقِيَنَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَا وَأَرْضَانَا) ثُمَّ
رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ.
زَادَ عَبْدُالْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ: وَذَلِكَ بَدْءُ
الْقُنُوتِ، وَمَا كُنَا نَقْنُتُ.
وَخَرَّجَهُ في: غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة من
طرق كثيرة (4088 - 3096) , وفي الجهاد باب العون بالمدد
(3064) , وفِي بَابِ الدعاء على المشركين (6394) , وفِي
بَابِ ما ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحض
عليه من اتفاق أهل العلم, الباب كله (7341) , وفِي بَابِ
من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن مُختصَرًا (1300)،
ودعاء الإمام على من نكث عهدًا (3170)، وفِي بَابِ فضل قول
الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ} الآية (2814).
_________
(1) زيادة من الصحيح.
(1/455)
بَاب خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
[475]- (1025) خ نَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ
عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَرَجَ إلى المصلى
يَسْتَسْقِي، قَالَ: فَحَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ،
وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ
رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ
فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.
(1023) زَادَ: نَا أَبُوالْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ،
عَنْ الْزُهْرِيِّ: فَأُسْقُوا.
(1027) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا سُفْيَانُ،
فَأَخْبَرَنِي المَسْعُودِيُّ، عَنْ أبِي بَكْرٍ قَالَ:
جَعَلَ الْيَمِينَ عَلَى الشِّمَالِ.
(1012) قَالَ البُخَارِيُّ: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
يَقُولُ: هُوَ صَاحِبُ الأَذَانِ وَلَكِنَّهُ وَهِمَ،
لِأَنَّ هَذَا عَبْدُ الله بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ
الْمَازِنِيُّ، مَازِنُ الأَنْصَارِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب تحويل الرداء في الاستسقاء (1011)،
وفِي بَابِ الجهر بالقراءة في الاستسقاء (1024) , وباب
صلاة الاستسقاء ركعتان (1026)، وباب كيف حول النبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه (1025)، وباب الاستسقاء في
المصلى (1027)، وباب استقبال القبلة في الاستسقاء (1028)،
وباب الدعاء في الاستسقاء قائمًا (1023).
بَاب سُؤَالِ النَّاسِ الْإِمَامَ الِاسْتِسْقَاءَ إِذَا
قَحَطُوا
[476]- (1008) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا
أَبُوقُتَيْبَةَ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله
بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ.
(1/456)
خ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ: نا
سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ: رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ
الشَّاعِرِ وهو أَبُوطالب وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَسْتَسْقِي)
(1) فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ:
وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ثِمَالُ
الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ
[477]- (1010) وحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أبِي عَبْدُ الله بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ
ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطُوا
اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
قَالَ: اللهمَّ إِنَا كُنَا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ
بِنَبِيِّنَا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَتَسْقِينَا، وَإِنَا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ
نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا، قَالَ: فَيُسْقَوْنَ.
[478]- (4821,4822) وَنَا يَحْيَى، نَا وَكِيعٌ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي الضُّحَى، عَنْ
مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي
كِنْدَةَ، فَقَالَ: يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ،
ويَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ،
فَفَزِعْنَا، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَكَانَ
مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ، فَقَالَ: مَنْ عَلِمَ
فَلْيَقُلْ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ الله
أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ
يَعْلَمُ لاَ أَعْلَمُ، وإِنَّ الله قَالَ لِنَبِيِّهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُتَكَلِّفِينَ}، وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنْ
الْإِسْلاَمِ.
قَالَ وَكِيعٌ: وغَلَبُوا على النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ:
«اللهمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ»
, فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ أَكَلُوا فِيهَا، قَالَ
مَنْصُورٌ:
_________
(1) سقطت من الأصل.
(1/457)
الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، حَتَّى هَلَكُوا
فِيهَا، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ, قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ
الْجُوعِ، قَالَوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ
إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.
فَقِيلَ لَهُ: إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا.
قَالَ مَنْصُورٌ: فَجَاءَهُ أَبُوسُفْيَانَ فَقَالَ: يَا
مُحَمَّدُ، جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ،
وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ الله.
وقَالَ أَبُومُعَاوِيَةَ عَنْ الأَعْمَشِ: فَأُتِيَ
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله اسْتَسْقِ لِمُضَرَ فَإِنَّهَا
قَدْ هَلَكَتْ، قَالَ: «لِمُضَرَ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ» ,
فَاسْتَسْقَى لَهُمْ فَسُقُوا فَنَزَلَتْ {إِنَّكُمْ
عَائِدُونَ} , فَلَمَّا أَصَابَتْهُمْ الرَّفَاهِيَةُ
عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ، فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ
{يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا
مُنْتَقِمُونَ}.
قَالَ: يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ.
قَالَ وَكِيعٌ: فَانْتَقَمَ الله مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ،
فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ
تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلَى قَوْلِهِ
{إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}.
وَخَرَّجَهُ في: تفسير سورة الدخان، وفِي بَابِ {يَغْشَى
النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4821)، وفِي بَابِ
{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}
(4822) , وفِي بَابِ {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى} الآية
(4833) , وفِي بَابِ {ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ} الآية
(4824)، وفِي بَابِ {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} الآية
(4825)، وفي سورة الروم قوله {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ
الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} قَالَ مجاهد: الاساءةُ
جَزاءُ المسِيئينَ (4774).
(1/458)
وَفِي سُورَةِ يُوسُفَ بَابُ قَوْلِهِ
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ}
, لِقَوْلِهِ فِي الْبَابِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودُ قَوْلُه
{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} الآية (4693) , فَانْظُرْ
إِلَى الْمَعْنَى!.
وفي سورة الفرقان {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} (4767) ,
وفِي بَابِ إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط
(1020).
بَاب الِاسْتِسْقَاءِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ
[479]- (1030, 6341) خ نَا الْأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ.
حَ، (1029) نا (1) أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي
أَبُوبَكْرِ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
بِلاَلٍ، عن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ.
ح, (6093) نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، نَا
أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ.
وَ (1014) نَا قُتَيْبَةُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِاللهِ بْنِ أبِي
نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ.
وَ (1033) نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُوالْحَسَنِ،
نَا عَبْدُ الله، نَا الأَوْزَاعِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ
عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:
_________
(1) في الصحيح إنما قَالَ البُخَارِيُّ في هذا الموضع
والذي قبله: قَالَ، ولم يقل حدثنا، وثبت في النسخة علامة
التحديث، وقد كرر حديث الأويسي في موضعين ولم يزد على أن
قَالَ: قَالَ الأويسي.
ومما يؤكذ أن الذي هنَا تصحيف أن رواية البيهقي لصحيح
البخاري من طريق حماد بن شاكر وافقت ما عليه الأكثر من
التعليق، فقَالَ البيهقي 3/ 357: اخرجه البخاري في الصحيح
فقَالَ: وقَالَ ايوب بن سليمان أهـ.
(1/459)
أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا
رَسُولُ الله يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ.
قَالَ شَرِيكٌ فِيهِ: دَخَلَ رَجلٌ الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ
كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ, فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ
قَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَلَكَتْ الأَمْوَالُ،
وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، وقَالَ يَحْيَى: هَلَكَتْ
الْمَاشِيةُ، هَلَكَ الْعِيَالُ، هَلَكَ النَّاسُ، فَادْعُ
الله يُغِيثُنَا.
وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: أَنْ يَسْقِيَنَا، فَرَفَعَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ
يَدْعُوا.
زَادَ الأُوَيْسِيُّ: حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
وزَادَ يَحْيَى: وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ مَعَ رسول
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ.
قَالَ شَرِيكٌ: ثُمَّ قَالَ: «اللهمَّ أَغِثْنَا، اللهمَّ
أَغِثْنَا، اللهمَّ أَغِثْنَا» , قَالَ أَنَسٌ: وَلاَ
وَالله مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ وَلاَ
قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ
وَلاَ دَارٍ، قَالَ فَطَلَعَتْ: مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ
مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتْ انْتَشَرَتْ ثُمَّ
أَمْطَرَتْ.
وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ
الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى
رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ:
فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَمِنْ
بَعْدِ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ إِلَى الْجُمُعَةِ
الْأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ أَوْ رَجُلٌ
غَيْرُهُ.
وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ: فَأَتَى الرَّجُلُ إِلَى
رسول الله الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ الله بَشِقَ (1) الْمُسَافِرُ وَمُنِعَ
الطَّرِيقُ.
_________
(1) هكذا هو في الصحيح، وقد قيل: إنه خطأ ولا يعرف لبشق
معنى، إنما هو في زعم الخطابي: لَثِقَ، يقَالَ لثق الطريق
إذا صار ذا وحل، وكذلك هو في رواية أبِي إسماعيل، ودفع
الحافظ في الفتح دعوى التصحيف، ونقل عن بعضهم: بشق بمعنى:
تأخر ولم يتقدم، فلينظر قوله.
وقد أخرجه البيهقي من طريق أبِي إسماعيل الترمذي عن أيوب
فقَالَ فيه: لثق، مع أن المحشي ذكر أن في النسخ اختلالا في
هذا الموضع، فالله أعلم لعل الاختلاف والاضطراب في اللفظة
إنما هو من أيوب.
(1/460)
حَ وَ (1016) نَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ شَرِيكٍ، السَّنَدَ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ
فَقَالَ: تَهَدَّمَتْ الْبُيُوتُ.
وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ
الْمَالُ، فَادْعُ الله لَنَا.
زَادَ شَرِيكٌ: يُمْسِكْهَا عَنَا.
قَالَ ثَابِتٌ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: فَرَفَعَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللهمَّ
حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا».
زَادَ شَرِيكٌ: «اللهمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، قَالَ:
فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: فَمَا جَعَلَ يُشِيرُ بِيَدَيهِ
إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْ السَّمَاءِ إِلاَ تَفَرَّجَتْ.
قَالَ قَتَادَةُ: يُمْطَرُ حَوَالَيْنَا وَلاَ يُمْطِرُ
فيها شَيْءٌ، يُرِيهِمْ الله كَرَامَةَ نَبِيِّهِ
وَإِجَابَةَ دَعْوَتِهِ.
قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَتَّى صَارَتْ الْمَدِينَةُ فِي
مِثْلِ الْجَوْبَةِ، حَتَّى سَالَ الْوَادِي وَادِي
قَنَاةَ شَهْرًا، قَالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ
نَاحِيَةٍ إِلاَ حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.
قَالَ: فَسَأَلْتُ أَنَسًا: أَهُوَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
الأَوَّلُ؟ قَالَ: لاَ أَدْرِي.
وَخَرَّجَهُ في: باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل
القبلة (933) (1014)، وفِي بَابِ الاستسقاء على المنبر
(1015) , وفِي بَابِ من اكتفى بصلاة الجمعة في الاستسقاء
(1016)، وباب إذا استشفعوا إلى الإمام يستسقي لم يردهم
(1/461)
(1019) , وباب الدعاء إذا كثر المطر
حوالينَا ولا علينَا (1021) , وباب رفع الناس أيديهم مع
الإمام في الاستسقاء (1029) , وباب من تمطر في المطر في
الأرض حتى يتحادر على لحيته (1033)، وباب الدعاء غير
مستقبل القبلة (6342)، وباب الدعاء مستقبل القبلة (؟) (1)،
وباب الضحك والتبسم (6093) , وباب علامات النبوة (3582)،
وباب قوله {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} في
التفسير (؟) (2)، وباب إذا انقطعت السبل من كثرة المطر
(1017)، وباب ما قيل إن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة (1081)،
وباب رفع الأيدي في الدعاء (6341).
بَاب الدُّعَاءِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ قَائِمًا
[480]- (1022) خ: وَقَالَ لَنَا أَبُونُعَيْمٍ، عَنْ
زُهَيْرٍ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ: خَرَجَ عَبْدُ الله بْنُ
يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ وَخَرَجَ مَعَهُ الْبَرَاءُ بْنُ
عَازِبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَاسْتَسْقَى، فَقَامَ
بِهِمْ عَلَى رِجْلَيْهِ عَلَى غَيْرِ مِنْبَرٍ،
فَاسْتَغْفَرَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يَجْهَرُ
بِالْقِرَاءَةِ وَلَمْ يُؤَذِّنْ وَلَمْ يُقِمْ.
بَاب رَفْعِ الْإِمَامِ يَدَهُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ
[481]- (3565) خ نَا عَبْدُالأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، نَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي
شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلاَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ،
فإِنَّهُ كان يَرْفَعُ يديه حَتَّى يُرَى بَيَاضُ
إِبْطَيْهِ.
_________
(1) إنما أخرج فيه حديث عبد الله بن زيد في الاستسقاء
(6343) وقد مر.
(2) قد مر أن فيه حديث ابن مسعود، وأما حديث أنس فليس هو
فيه.
(1/462)
وَخَرَّجَهُ في: باب صفة النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3565).
بَاب مَا يُقَالَ إِذَا مَطَرَتْ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (كَصَيِّبٍ) ,الْمَطَرُ, وَقَالَ
غَيْرُهُ: صَابَ وَأَصَابَ يَصُوبُ.
[482]- (1032) خ وحَدَّثَنِي ابْنُ مُقَاتِلٍ، نَا عَبْدُ
الله، نَا عُبَيْدُ الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى
الْمَطَرَ قَالَ: «اللهمَّ صَيِّبًا نَافِعًا».
بَاب إِذَا هَبَّتْ الرِّيحُ
[483]- (3206) خ نَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا
ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ.
وَ (4829) نَا أَحْمَدُ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، أنَا عَمْرٌو،
أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى
مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.
قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا.
قَالَ عَطَاءٌ: إِذَا رَأَى مَخِيلَةً فِي السَّمَاءِ،
أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ
وَجْهُهُ، فَإِذَا أَمْطَرَتْ السَّمَاءُ سُرِّيَ عَنْهُ.
قَالَ سُلَيْمانُ: قَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ
النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ
يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ
عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةُ، فَقَالَ: «يَا
عَائِشَةُ، مَا يُؤْمِنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ،
عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ
الْعَذَابَ فَقَالَوا: (هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)».
(1/463)
وَخَرَّجَهُ في: باب {فَلَمَّا رَأَوْهُ
عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} الآية (4829)، وفِي
بَابِ التبسم والضحك (6092)، وفِي بَابِ قوله {وَهُوَ
الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} الآية (3206).
بَاب قَوْلِهِ: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ
بِالدَّبُورِ»
[484]- (1035) خ نَا مُسْلِمٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ
الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ
الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (1) (3205)،
وباب غزوة الخندق (4105) , وباب قوله {وَإِلَى عَادٍ
أَخَاهُمْ هُودًا} (3343).
بَاب مَا قِيلَ فِي الزَّلاَزِلِ وَالْآيَاتِ
[485]- (1037) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا
حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، نَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ،
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي
شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا»، قَالَوا: وَفِي نَجْدِنَا،
(قَالَ: «اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي
يَمَنِنَا»، قَالَوا: وَفِي نَجْدِنَا) (2)، قَالَ:
«هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ
قَرْنُ الشَّيْطَانِ» (3).
_________
(1) في قراءة نافع: (نشرًا) وهكذا ثبت في الأصل، ولم
أثبتها لأنه ليست من قراءة أهل المشرق.
(2) ما بين القوسين ثابت في الصحيح، وسقط على الناسخ من
انتقَالَ النظر.
(3) هكذا الحديث في الصحيح في هذا الموضع، وقد صرح برفعه
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه في آخر الصحيح، كتاب
الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الفتنة من قبل
المشرق (7094) ولم يخرجه المهلب من هذا الموضع.
(1/464)
بَاب قَوْلِهِ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ
أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شُكْرَكُمْ.
[486]- (4147) خ وَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ
كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ،
فَأَصَابَنَا مَطَرٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى لَنَا
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَاذَا
قَالَ رَبُّكُمْ؟» , قُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ,
قَالَ: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي
مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي، فَأَمَّا مَنْ قَالَ
مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ الله وَبِرِزْقِ الله وَبِفَضْلِ
الله فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا
مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَجْمِ كَذَا فَهُوَ مُؤْمِنٌ
بِالْكَوْكَبِ كَافِرٌ بِي».
وَخَرَّجَهُ في: باب قول الله عَزَّ وَجَلَّ يريدون أن
يبدلوا كلام الله (7503) , وَخَرَّجَهُ في: باب يستقبل
الامام الناس إذا سلم (846) , وباب عمرة الحديبية (4147).
بَاب لاَ يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلاَ الله
[487]- (4627) خ نَا الأُوَيْسِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ،
عَنْ الْزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَ (7379) نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا سُلَيْمَانُ
بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ، عَنْ
ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ
يَعْلَمُهَا إِلاَ الله، لاَ يَعْلَمُ مَتَى تَغِيضُ
الأَرْحَامُ إِلاَ الله، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ
إِلاَ الله، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يجيئ الْمَطَرُ أَحَدٌ
إِلاَ الله، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
إِلاَ الله، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ
إِلاَ الله».
(1/465)
قَالَ سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ: ثُمَّ قَرَأَ
{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ
الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي
نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله {عَالِمُ الْغَيْبِ} فِي كِتَابِ
الأسماء (7379) , وفي التفسير باب قوله {عِنْدَهُ عِلْمُ
السَّاعَةِ} سورة لقمان (4778) , وفي الرعد باب قوله
{يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى} (4697) , وفي
الأنعام باب قوله {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} (4627)
, وفي سورة والنجم مُختصَرًا (؟) (1).
_________
(1) إنما أخرج فيه شاهده من حديث مسروق عن عائشة (4885)
قولها: أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب .. الحديث.
(1/466)
بَاب الصَّلاَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ
[488]- (6199) خ نَا أَبُوالْوَلِيدِ، نَا زَائِدَةُ، نَا
زِيَادُ بْنُ عِلاَقَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ
بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ: انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ
مَاتَ إِبْرَاهِيمُ.
قَالَ: زَادَ أَبُوبَكْرَةَ (1063): ابْنُ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ
لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ
أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُا
فَادْعُوا الله وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ».
[489]- (1063) وَنَا أَبُومَعْمَرٍ، نَا عَبْدُ
الْوَارِثِ، نَا يُونُسُ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أبِي
بَكْرَةَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَانْكَسَفَتْ الشَّمْسُ.
[490]- وَ (1059) نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، نَا
أَبُوأُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ
أبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبِي مُوسَى قَالَ: خَسَفَتْ
الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَزِعًا.
قَالَ أَبُوبَكْرَةَ: يَجُرُّ رِدَاءَهُ.
قَالَ أَبُومُوسَى: يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ.
وقَالَ أَبُوبَكْرَةَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَدَخَلْنَا,
فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ.
وقَالَ أَبُومُوسَى: فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ
وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ،
وَقَالَ: «هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ الله،
يُخَوِّفُ الله بِهِا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ
شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ
وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ».
زَادَ أَبُوبَكْرَةَ: حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ.
(1/467)
[491]- (1051) خ ونَا أَبُونُعَيْمٍ، نَا
شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ
الله بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا انْكَسَفَتْ
الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نُودِيَ: إِنَّ الصَّلاَةَ جَامِعَةٌ.
[492]- (1052) وَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ.
[493]- (1044) قَالَ مَالِكٌ: وَعَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عن أبيهِ، عِنْ عَائِشَةَ.
وَ (1046) نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ
عُقَيْلٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ.
وَ (1212) نَا ابنُ مُقَاتِلٍ، نَا عَبْدُاللهِ، نَا
يُونُسُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ.
و (1046) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا
عَنْبَسَةُ - لَفْظُهُ -، نَا يُونُسُ، عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى
الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَكَبَّرَ
فَاقْتَرَأَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قِرَاءَةً طَوِيلَةً.
زَادَ ابنُ عَبَّاسٍ: نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا
طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» ,
فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً
هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ
وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ أَدْنَى مِنْ
الرُّكُوعِ الأَوَّلِ, ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ الله لِمَنْ
حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» , ثُمَّ سَجَدَ.
قَالَ مَالِكٌ: فَأَطْوَلَ السُّجُودَ.
وقَالَ أَبُوسَلَمَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ: ما سَجَدَ
سُجُودًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهَا.
(1/468)
قَالَ عُرْوَةَ عَنْهَا: ثُمَّ قَالَ فِي
الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتْ
الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ (1) قَالَ:
«هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله فَإِذَا
رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاَةِ».
وقَالَ ابنُ مُقَاتِلٍ فِي حَدِيثِهِ: «فَصَلُّوا حَتَّى
يُفْرَجَ عَنْكُمْ».
وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: «فَاذْكُرُوا الله».
زَادَ مَالِكٌ فِي حَدِيثِهِ (2): «فَادْعُوا الله
وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» , ثُمَّ قَالَ: «يَا
أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالله مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ
الله أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا
أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا».
قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قَالَوا: يَا رَسُولَ الله,
رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ
رَأَيْنَاكَ تكَعْكَعْتَ.
زَادَ ابنُ مُقَاتِلٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْهَا: «لَقَدْ
رَأَيْتُ فِي مَقَامِي هَذَا كُلَّ شَيْءٍ وُعِدْتُهُ،
حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُ أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنْ
الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ،
وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا
حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا
عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ
السَّوَائِبَ».
وقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: «إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ
فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لاَكَلْتُمْ
مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا، وَرأيتُ النَّارَ فَلَمْ
أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ
أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ»، قَالَوا: بِمَ يَا
رَسُولَ الله؟ قَالَ: «بِكُفْرِهِنَّ» , قِيلَ:
أيَكْفُرْنَ بِالله؟ قَالَ:
_________
(1) في الصحيح زيادة: (قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ
بِمَا هُوَ أَهْلُهُ) ..
(2) أي عن عائشة.
(1/469)
«يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ
الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ
الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ (1046): وَكَانَ يُحَدِّثُ كَثِيرُ
بْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ كَانَ
يُحَدِّثُ يَوْمَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ بِمِثْلِ حَدِيثِ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: إِنَّ أَخَاكَ ذَاكَ عَبْدَاللهِ
بْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ خَسَفَتْ بِالْمَدِينَةِ لَمْ
يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ مِثْلَ الصُّبْحِ، قَالَ:
أَجَلْ، لِأَنَّهُ أَخْطَأَ السُّنَّةَ.
[494]- (1065) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، نَا
الْوَلِيدُ، نَا ابْنُ نَمِرٍ، سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: جَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاَةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ.
قَالَ البُخَارِيُّ: تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ،
وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ الْزُهْرِيِّ: فِي
الْجَهْرِ.
قَالَ أَبُومُحَمَّدُ الأَصِيلِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:
لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُقَاوِمُ مَنْ خَالَفَهُمْ؛ مَعْمَرٌ
وَعُقَيْلٌ وَابْنُ أبِي حَمْزَةَ وَيُونُسُ
وَالأَوْزَاعِيُّ، فَلَمْ يَذْكُرُوا الْجَهْرَ عَنْ
الْزُهْرِيِّ، وَلا ذَكَرَهُ مَالِكٌ عَنْ هِشَامٍ, وَلاَ
عَمْرَةُ عَنْ عَائِشَةَ، وَلاَ ذُكِرَ عَنْ سَائِرِ
الصَّحَابَةِ الْمَرْوِيِّ عَنْهُم صَلاَةُ الْخُسُوفِ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ضَعِيفُ الحِفْظِ وَالضَّبْطِ،
لَمْ يُخَرِّجْ عَنْهُ البُخَارِيُّ حَرْفًا وَلاَ
أَسْنَدَ عَنْهُ حَدِيثًا فِي كِتَابِهِ، وَبِضْعْفِ
الحِفْظِ جُرِّحَ قَدِيمًا، وَإِنَّمَا بَقِيَ سُلَيْمَانُ
بْنُ كَثِيرٍ وَحْدَهُ، لِأَنَّ الْخِلاَفَ عَلَى ابْنِ
نَمِرٍ لِمُوَافَقَتِهِ الأَوْزَاعِيَّ، لِقَوْلِ
الطَّيَالِسِيِّ عَلَى رِوَايَةِ
(1/470)
الأَوْزَاعِيِّ: وَأَخْبَرَنِي
عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ مِثْلَهُ (1)،
وَسُلَيْمَانُ إِذَا انْفَرَدَ وَخَالَفَ جَمَاعَةَ
أَصْحَابِ هِشَامٍ كَمَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ، وَأَصْحَابَ
عَمْرَةَ, وَجَمَاعَةَ الصحابة فَالْجَهْرُ لاَ يَصِحُّ
بِذَلِكَ أَصْلًا، وَاللهُ أَعْلَمُ.
( .. ) (2) اعْتِبَارًا، وَإِنْ صَحَّ سَنَدُهُ فَقَدْ
صَحَّ الْوَهْمُ فِيهِ, مَعَ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
_________
(1) انظر الصحيح (1066) قَالَ الأوزاعي: وأخبرني عبد
الرحمن بن نمر سمع ابن شهاب مثله أهـ ولم يسق متنه.
وحديث سليمان بن كثير في مسند الطيالسي (1558)، ولم يذكر
رواية الأوزاعي.
وكما اخرجه البخاري من طريق الوليد فقد أخرجه مسلم في
الصحيح (1502)، والنسائي في المجتبى (1477) من طريق
الْوَلِيد بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ يُخْبِرُ عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَرَ فِي صَلَاةِ الْخُسُوفِ
بِقِرَاءَتِهِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي
رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ أهـ.
تابعه على ذكر الجهر عن الأوزاعي الوليد بن مزيد، رواه
أَبُوداود (1003)، والبيهقي 3/ 325.
وأما حديث سفيان بن حسين عن الْزُهْرِيّ فرواه الترمذي
(516)، والبيهقي 3/ 325.
تابعهم على ذكر الجهر عقيل بن خالد فيما تفرد ابن لهيعة
بروايته عنه، رواه أحمد في مسنده (23229).
قَالَ البيهقي: وفيما حكى أَبُوعيسى الترمذي: عن محمد بن
اسمعيل البخاري أنَّه قَالَ: حديث عائشة رضي الله عنها:
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة
الكسوف اصح عندي من حديث سمرة: أنَّ النبي صلى الله عليه
وسلم أسر القراءة فيها.
ثم قَالَ البيهقي: حديث عائشة رضي الله عنها في الجهر
ينفرد به الْزُهْرِيّ أهـ قلت: وهو حديث شاذ، والله أعلم.
وأما حديث سمرة بن جندب فقد رواه عنه ثعلبة بن عباد رجل من
عبد القيس، رواه أَبُوداود (1000)، والترمذي (515)،
والنسائي (1478)، والبيهقي 3/ 325.
وثعلبة هذا تفرد بالرواية عنه الأسود بن قيس، حتى إن ابن
المديني عده في العشرة المجاهيل الذين يتفرد بالرواية عنهم
الأسود، وأما الترمذي والحاكم فقد صححا حديثه، وكذلك ذكره
ابن حبان في الثقات، والله أعلم.
(2) بيض له في الأصل هنَا بمقدار ثلاث كلمات.
(1/471)
قِرَاءَتَهُ الْأُولَى نَحْوًا مِنْ
سُورَةِ البَقَرَةِ (1) , وَقَوْلِ سَمُرَةَ بْنِ
جُنْدُبٍ: لاَ نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، فَلَوْ جَهَرَ
لَسُمِعَ صَوْتُهُ وَعَلَتْ قِرَاءَتُهُ، وُاللهُ
الْمُوَفِّقُ.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الصَّدَقَةِ فِي الْكُسُوفِ (1044) ,
وبَاب النِّدَاءِ بِالصَّلاَةُ جَامِعَةٌ عن ابن عمرو
(1045) , وبَاب خُطْبَةِ الْإِمَامِ فِي الْكُسُوفِ (1046)
, وفِي بَابِ بَاب هَلْ يَقُولُ كَسَفَتْ الشَّمْسُ أَوْ
خَسَفَتْ الباب (1047) , وفِي بَابِ قَوْلِ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَوِّفُ الله عِبَادَهُ
بِالْكُسُوفِ عن أبِي بكرة (1048) , وفِي بَابِ
التَّعَوُّذِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (1049) , وبَاب طُولِ
السُّجُودِ فِي الْكُسُوفِ (1051) , وبَاب صَلاَةِ
الْكُسُوفِ جَمَاعَةً (1025)، وقَالَ في صَدْرِه:
وصلَّى بهم ابنُ عباس في صُفَّةِ زَمْزَم، وَجَمَعَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ وَصَلَّى ابْنُ
عُمَرَ في صَلاَةِ الْكُسُوفِ فِي الْمَسْجِدِ.
وفِي بَابِ لاَ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِمَوْتِ أَحَدٍ
وَلاَ لِحَيَاتِهِ عن أبِي مسعود (1057) , وفِي بَابِ
الذِّكْرِ فِي الْكُسُوفِ عن أبِي موسى (1059) , وفِي
بَابِ الدُّعَاءِ فِي الْخُسُوفِ عن المغيرة (1060) , وفِي
بَابِ الصَّلاَةِ فِي كُسُوفِ الْقَمَرِ (1062) , وفِي
بَابِ مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ بغير خُيَلاَء (5789) , وفِي
بَابِ مَنْ تسَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ (6199) ,
وبَاب صِفَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ (3202) , وبَابِ إِذَا
انْفَلَتَتْ الدَّابَّةُ فِي الصَّلاَةِ (1212) , وفِي
بَابِ كُفْرَانِ الْعَشِيرِ وَهُوَ الزَّوْجُ (29, 5197) ,
وفِي بَابِ الجنة وأنها مخلوقة (؟) (2).
وخرج حديث مالك في ذكر الزنى فِي بَابِ الْغَيْرَةِ
(5221).
وقَدْ خَرجتُ حُديثَ أَسْمَاء في الْجَنَائِز لِمَا فِيهِ
مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ.
_________
(1) يعني لو كان جهر بقراءته ما احتاج إلى التقدير.
(2) إنما هو حديث عمران بن حصين في أكثر أهل النار النساء
(3241)
(1/472)
مَا جَاءَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ
وَسُنَّتِهَا
[495]- (3853) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نَا
شُعْبَةُ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.
حَ و (4863) نَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُوأَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبِي
إِسْحَاقَ، عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ
الله قَالَ: أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ
(وَالنَّجْمِ)، سَجَدَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ.
زَادَ شُعْبَةُ: فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلاَ سَجَدَ، إِلاَ
رَجُلٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًا فَرَفَعَهُ فَسَجَدَ
عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا يَكْفِينِي, (فَلَقَدْ
رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا) (1) بِالله عَزَّ
وَجَلَّ.
قَالَ إِسْرَائِيلُ: وَهُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ.
خَرَّجَهُ في تفسير سورة والنجم (4863) , وفِي بَابِ مَا
لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابُهُ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (3853) , وفِي بَابِ
معناه من قتل ببدر من المشركين (3972) , وفِي بَابِ سجدة
والنجم (1070) , وفِي بَابِ سجود المسلمين مع المشركين
والمشرك نجس ليس له وضوء، وكان ابن عمر يسجد على وضوء
(1071) (2).
بَاب سَجْدَةِ تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ
[496]- (891) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, وَ (1068) مُحَمَّدُ
بْنُ يُوسُفَ، قَالاَ: نَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ هُرْمُزٍ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ
الْفَجْرِ ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ, وَهَلْ أَتَى عَلَى
الْإِنْسَانِ.
_________
(1) ما بين القوسين بيض له في الأصل، واستدركته من الصحيح.
(2) إنما هو حديث ابن عباس بمعنى حديث ابن مسعود، ولذلك
ذكره المهلب، وليس في الباب حديث ابن مسعود.
(1/473)
وَخَرَّجَهُ في: باب ما يقرأ في صلاة الفجر
يوم الجمعة (891).
بَاب سَجْدَةِ ص
[497]- (1069) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو
النُّعْمَانِ، قَالاَ: نَا حَمَّادُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (ص) لَيْسَ مِنْ
عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا.
وَخَرَّجَهُ في: باب ذكر داود (3422).
[498]- (4806) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا
غُنْدَرٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ الْعَوَّامِ.
، وَ (4807) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله (1)،
نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ
الْعَوَّامِ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَة ص،
فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ؟
فَقَالَ: أَوَ مَا تَقْرَأُ {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ
وَسُلَيْمَانَ} {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} فَكَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ أُمِرَ
نَبِيُّكُمْ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يَقْتَدِيَ بِهِ، فَسَجَدَهَا دَاوُدُ فَسَجَدَهَا رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْجُدُ فِيهَا.
وَخَرَّجَهُ في: سورة ص التفسير (4632، 4806) , وفي قصة
داود في الأنبياء عليهم السلام (3421).
_________
(1) قيل إن محمدا هذا هو الذهلي، ذكره الحاكم وغيره
(المعلم: ص296)، ومأ أقربه ان يكون المخرمي، والله أعلم.
(1/474)
بَاب مَنْ قَرَأَ وَلَمْ يَسْجُدْ
[499]- (1073) خ نَا آدَمُ، نَا ابْنُ أبِي ذِئْبٍ، نَا
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: قَرَأْتُ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّجْمِ
فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا.
بَاب سَجْدَةِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ
[500]- (1078) خ نَا مُسَدَّدٌ، نَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، عَنْ أبِي
رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أبِي هُرَيْرَةَ
الْعَتَمَةَ، فَقَرَأَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
فَسَجَدَ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: سَجَدْتُ بِهَا
خَلْفَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلاَ
أَزَالُ أَسْجُدُ فِيهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.
وَخَرَّجَهُ في: باب من قرأ السجدة في الصلاة فسجدها
(1078).
بَاب مَنْ سَجَدَ بسُجُودِ الْقَارِئِ
[501]- (1076) خ نَا بِشْرُ بْنُ آدَمَ، نَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُاللهِ، عَنْ نَافِعٍ.
وَ (1075) نَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ
الله، قَالَ: وحَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ، -
قَالَ عَلِيٌّ: وَنَحْنُ عِنْدَهُ -، فَيَسْجُدُ
وَنَسْجُدُ، فَنَزْدَحِمُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا
لجَبْهَتِهِ موضعًا يَسْجُدُ عَلَيْهِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب ازدحام الناس إذا قرأ الإمام السجدة
(1076).
(1/475)
|