المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
18 - كِتَاب الْجِهَادِ
بَاب فَضْلِ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ
لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى
بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ
الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ} إلَى قَوْلِهِ {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحُدُودُ الطَّاعَةُ.
[988]- (2785) خ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا
عَفَّانُ، نا هَمَّامٌ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوحَصِينٍ، أَنَّ ذَكْوَانَ
حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ
الْجِهَادَ, قَالَ: «لاَ أَجِدُهُ» , قَالَ: «هَلْ
تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ
مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُرَ, وَتَصُومَ وَلاَ
تُفْطِرَ» قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ
لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ.
بَاب أَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ
وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله
وَقَوْلُهُ تَعَالَى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ
أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ
أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ
وَأَنْفُسِكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
[989]- (1786) خ نا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ،
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ
الله.
(2/267)
(6496) وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: نا
الأَوْزَاعِيُّ، نا الزُّهْرِيُّ, السَّنَد: جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله, أَيُّ النَّاسِ
خَيْرٌ؟ قَالَ شُعَيْبٌ: قَالَ: «مُؤْمِنٌ يُجَاهِدُ فِي
سَبِيلِ الله بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ» , قَالَوا: ثُمَّ
مَنْ؟ , قَالَ: «مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ
يَتَّقِي الله» , قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: «يَعْبُدُ
رَبَّهُ» , «وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَابِ الْعُزْلَة رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ
السُّوءِ (6496).
[990]- (3122) نا إسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ
أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ.
وَ (2787) نا أَبُوالْيَمَانِ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ
الْزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله, وَاللهُ أَعْلَمُ
بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ, كَمَثَلِ الصَّائِمِ
الْقَائِمِ, وَتَوَكَّلَ الله (1) عَزَّ وَجَلَّ
لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ»، قَالَ مَالِكٌ: «لاَ
يُخْرِجُهُ إِلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ
كَلِمَاتِهِ».
قَالَ سَعِيدٌ: «بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ
الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا» , قَالَ مَالِكٌ:
«إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ
مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ
سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا} (7457) وفي قول النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُحِلَّتْ لي
الغَنَائِمُ» وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَعَدَكُمُ اللَّهُ
مَغَانِمَ كَثِيرَةً} (3122) , وباب قوله عَزَّ وَجَلَّ
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي}
(7463) وباب الجهاد من الإيمان (36).
_________
(1) فِي الأَصْلِ: وَتَوَكَّلَ على اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ،
وَهْو تَصْحِيفٌ فِيمَا يَظْهَرُ، وَرِوَاياتُ البُخَارِيّ
وَغَيْرُهُ تَكَادُ تَكُونُ مُطْبِقَةٌ عَلَى اللَّفْظِ
المُثْبَتِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/268)
بَاب الدُّعَاءِ بِالْجِهَادِ
وَالشَّهَادَةِ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ
[991]- (2799) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، نا
اللَّيْثُ، عن يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ
حَبَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ
حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ.
[992]- حَ, و (2877) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا.
وَ (2788) نا ابْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ
حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ, وَكَانَتْ أُمُّ
حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, فَدَخَلَ
عَلَيْهَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ, فَنَامَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ
اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ, قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا
يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «نَاسٌ مِنْ
أُمَّتِي, عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله,
يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ» , زَادَ اللَّيْثُ:
«الأَخْضَرَ، كالمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ».
وقَالَ مَالِكٌ: «مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ، أَوْ مِثْلَ
الْمُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ» , شَكَّ إِسْحَاقُ,
قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله, ادْعُ الله أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهمْ, فَدَعَا لَهَا.
وقَالَ ابنُ عَمْروٍ: قَالَ: «اللهمَّ اجْعَلْهَا
مِنْهُمْ».
قَالَ مَالِكٌ: ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ, ثُمَّ اسْتَيْقَظَ
وَهُوَ يَضْحَكُ, فَقُلْنَا (1): مَا يُضْحِكُكَ يَا
رَسُولَ الله, قَالَ: «نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا
عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ الله» , كَمَا قَالَ فِي
الْأُولَى, قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله ادْعُ
الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ, قَالَ: «أَنْتِ مِنْ
الأَوَّلِينَ».
_________
(1) فِي الصَّحِيحِ: فَقُلْتُ.
(2/269)
قَالَ اللَّيْثُ: فَخَرَجَتْ مَعَ
زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا
رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بنِ
أبِي سُفْيَانَ.
وقَالَ ابنُ عَمْروٍ: فَرَكِبَتْ الْبَحْرَ مَعَ بِنْتِ
قَرَظَةَ, قَالَ اللَّيْثُ: فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ
غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّامَ, فَقُرِّبَتْ
إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا, فَصَرَعَتْهَا
فَهَلَكَتْ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب فَضْلِ مَنْ يُصْرَعُ فِي سَبِيلِ
الله فَمَاتَ فَهُوَ مِنْهُمْ, وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ
أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وَقَعَ وَجَبَ (2799) , وفِي
بَابِ غَزْوِ الْمَرْأَةِ فِي الْبَحْرِ (2877) , وبَاب
مَنْ زَارَ قَوْمًا فَقَالَ عِنْدَهُمْ (6282) , وبَاب
رُكُوبِ الْبَحْرِ (2894) , وبَاب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ
(7001).
بَاب دَرَجَاتِ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله
[993]- (2790) خ نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، نا فُلَيْحٌ،
عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ آمَنَ بِالله وَبِرَسُولِهِ,
وَأَقَامَ الصَّلاَةَ, وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا
عَلَى الله أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي
سَبِيلِ الله أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ
فِيهَا».
فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله, أَفَلاَ نُبَشِّرُ النَّاسَ,
قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا
الله لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله, مَا بَيْنَ
الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ,
فَإِذَا سَأَلْتُمُ الله فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ,
فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ،
أُرَى, وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ (1) تَفَجَّرُ
أَنْهَارُ الْجَنَّةِ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
(7423).
_________
(1) في الصحيح زيادة: وَمِنْهُ.
(2/270)
بَاب قَابِ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ
الْجَنَّةِ
[994]- (2793) خ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، نا
مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ
هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبِي
عَمْرَةَ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقَابُ قَوْسٍ فِي
الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ
وَتَغْرُبُ».
وَخَرّجَهُ فِي: صفة الجنة (3253).
بَاب الْحُورِ الْعِينِ وَصِفَتِهِنَّ
يُحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ, شَدِيدَةُ سَوَادِ الْعَيْنِ,
شَدِيدَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ, {زَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ}
أَنْكَحْنَاهُمْ.
[995]- (2817) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا غُنْدَرٌ،
نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَنَسًا.
خَ، (6568) نَا قُتَيْبَةُ، نَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ
حُمَيْدٍ، وَ (2975) نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ
حُمَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ
لَهُ عِنْدَ الله خَيْرٌ» , وقَالَ قَتَادَةُ: «يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ, يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا,
وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ (1) , إِلاَ الشَّهِيدُ,
يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ
عَشْرَ مَرَّاتٍ, لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ»، زَادَ
حميدٌ: «لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ, فَإِنَّهُ
يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ
مَرَّةً أُخْرَى».
_________
(1) في الصحيح زيادة: مِنْ شَيْءٍ.
(2/271)
[996]- (2796، 6568) قَالَ: وَسَمِعْتُ
أَنَسًا، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا
بَيْنَهُمَا, وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا, وَلَنَصِيفُهَا -
يَعْنِي الْخِمَارَ - عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
وخرج بعضه فِي بَابِ تَمَنِّي الشهيد أَنْ يَرْجِعَ إِلَى
الدُّنْيَا (2817).
بَاب تَمَنِّي الشَّهَادَةِ
[997]- (7227) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا
مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ، وَ (2797) نا أَبُوالْيَمَانِ، أَنَا
شُعَيْبٌ، عَنْ الْزُهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَوْلاَ أَنَّ
رِجَالًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ
أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي, وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ
عَلَيْهِ, مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي
سَبِيلِ الله, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ
أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ الله, ثُمَّ أُحْيَا, ثُمَّ
أُقْتَلُ, ثُمَّ أُحْيَا, ثُمَّ أُقْتَلُ, ثُمَّ أُحْيَا,
ثُمَّ أُقْتَلُ».
قَالَ الأَعْرَجُ: فَكَانَ أَبُوهُرَيْرَةَ يَقُولُهُنَّ
ثَلاَثًا أَشْهَدُ الله.
وَخَرَّجَهُ فِي بَابِ مَا جَاءَ فِي التَّمَنِّي وَمَنْ
تَمَنَّى الشَّهَادَةَ (7226) (7227) , وفِي بَابِ الجعائل
والحملان في سبيل الله (2972) , وفِي بَابِ الْجِهَادُ
مِنْ الْإِيمَانِ (36).
بَاب مَنْ يُنْكَبُ أو يُطْعَنُ (1) فِي سَبِيلِ الله
[998]- (2801) خ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرُ، نا هَمَّامٌ، عَنْ
إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ
إِلَى بَنِي عَامِرٍ.
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، بزيادة أو يطعن، وهي رواية
الأصيلي، ولم يذكر الزيادة ابن حجر.
(2/272)
[999]- و (4092) نا حِبَّانُ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الله، نَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ
بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ.
و (4091) نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا هَمَّامٌ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي طَلْحَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالَهُ, أَخًا لِأُمِّ
سُلَيْمٍ, فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا, وَكَانَ رَئِيسَ
الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ, خَيَّرَ بَيْنَ
ثَلاَثِ خِصَالٍ, فَقَالَ: يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ
وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ, أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ, أَوْ
أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ, فَطُعِنَ
عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلاَنٍ, فَقَالَ: غُدَّةٌ
كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ
فُلاَنٍ, ائْتُونِي بِفَرَسِي, فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ
فَرَسِهِ, فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ,
وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ, وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ,
قَالَ: كُونُوا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ, فَإِنْ
آمَنُونِي كُنْتُمْ, وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ
أَصْحَابَكُمْ, فَقَالَ: أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغْ
رِسَالَةَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ,
وَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ, وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ
فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ, قَالَ هَمَّامٌ:
أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ, قَالَ: الله
أَكْبَرُ.
زَادَ ثُمَامَةُ: لَمَّا طُعِنَ قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا,
فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ: فُزْتُ
وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
قَالَ إسْحَقُ: ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ
فَقَتَلُوهُمْ إِلاَ رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الْجَبَلَ,
قَالَ هَمَّامٌ: وَأُرَاهُ آخَرَ مَعَهُ, فَأَخْبَرَ
جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِما وَسَلَّمَ
«أَنَّهُمْ لَقُوا رَبَّهُمْ فَرَضِيَ عَنْهُمْ
وَأَرْضَاهُمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب غَزْوَةِ الرَّجِيعِ وَرِعْلٍ
وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ (4088 - 4092).
[1000]- (2802) خ ونَا مُوسَى، نَا أَبُوعَوَانَةَ، عَنْ
الأَسْوَدِ، و (6146) أَبُونُعَيْمٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعْتُ جُنْدَب بن سفيان،
يَقُولُ: بَيْنَمَا
(2/273)
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَمْشِي - زَادَ أَبُوعَوَانَةَ: فِي بَعْضِ الْمَشَاهِدِ
- إِذْ أَصَابَهُ حَجَرٌ فَعَثَرَ فَدَمِيَتْ إِصْبَعُهُ,
فَقَالَ:
«هَلْ أَنْتِ إِلاَ إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ
الله مَا لَقِيتِ»
وَخَرَّجَهُ في: بَاب مَا يَجُوزُ مِنْ الشِّعْرِ (6146).
بَابُ
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إلَى قَوْلِهِ
{تَبْدِيلًا}
[1001]- (2805) خ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، نا
زِيَادٌ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ
بَدْرٍ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله, غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ
قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ, لَئِنْ الله عَزَّ
وَجَلَّ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ
الله مَا أَصْنَعُ, فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ
وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ, قَالَ: اللهمَّ إِنِّي
أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ, يَعْنِي
أَصْحَابَهُ, وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ
هَؤُلاَءِ, يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ, ثُمَّ تَقَدَّمَ
فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ, فَقَالَ: يَا سَعْدُ
بْنَ مُعَاذٍ, الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ, إِنِّي
أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ.
فَقَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ الله مَا
صَنَعَ.
قَالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ
ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ, أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ, أَوْ
رَمْيَةً بِسَهْمٍ, وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ, وَقَدْ
مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ, فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَ
أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ.
قَالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ
الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ {مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
(2/274)
وَخَرَّجَهُ في: باب غزوة أحد (4048) , وفي
تفسير الآية من سورة الأحزاب (4783).
بَاب عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ الْقِتَالِ
وَقَالَ أَبُوالدَّرْدَاءِ: إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ
بِأَعْمَالِكُمْ, وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ
(2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ} إلَى قَوْلِهِ {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.
[1002]- (2808) خ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ
الْفَزَارِيُّ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ،
قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ
بِالْحَدِيدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أُقَاتِلُ أَوْ
أُسْلِمُ؟ قَالَ: «أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ» , فَأَسْلَمَ
ثُمَّ قَاتَلَ, فَقُتِلَ, فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ
كَثِيرًا».
بَاب مَنْ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ
[1003]- (3982) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ
حُمَيْدٍ, حَ, و (6567) نا قُتَيْبَةُ، نا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ, حَ، و (2809) نا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الله (1)، نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
أَبُوأَحْمَدَ، نا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، نَا أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ: أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ
الْبَرَاءِ, وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ,
وَكَانَ قُتِلَ
_________
(1) محمد بن عبد الله هذا نسبه ابن السكن في نسخته فقَالَ:
محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي (المعلم: ص296)،
وأخلق به أن يكون كذلك، والله أعلم.
(2/275)
يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ,
أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ الله أَلاَ تُحَدَّثَنِي عَنْ
حَارِثَةَ.
زَادَ إِسْمَاعِيلُ: قَدْ عَلِمْتَ مَوْقِعَ حَارِثَةَ
مِنْ قَلْبِي، قَالَ قَتَادَةُ: فَإِنْ كَانَ فِي
الْجَنَّةِ صَبَرْتُ, زَادَ حُمَيْدٌ: وَاحْتَسَبْتُ،
ولَمْ أَبْكِ عَلَيْهِ, قَالَ قَتَادَةُ: وَإِنْ كَانَ
غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ,
وقَالَ حُمَيْدٌ: فسَوْفَ تَرَى مَا أَصْنَعُ, قَالَ:
«وَيْحَكِ أَوَ هَبِلْتِ, أَوَ جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ, هِيَ
جِنَانٌ كَثِيرَةٌ» , قَالَ قَتَادَةُ: «يَا أُمَّ
حَارِثَةَ, وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ
الأَعْلَى».
وَخَرّجَهُ فِي: باب فضل من شهد بدرًا (3982) , وفِي بَابِ
صِفَةِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ (6550) (6567).
بَاب مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله الْعُلْيَا
[1004]- (7458) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، نا
سُفْيَانُ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي وَائِلٍ, وَ (2810)
نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو،
عَنْ أبِي وَائِلٍ, و (123) نا عُثْمَانُ، نا جَرِيرٌ،
عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أبِي وَائِلٍ، عَنْ أبِي مُوسَى
قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله, مَا
الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ الله؟ فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ
غَضَبًا, وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً.
وقَالَ عَمْروٌ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ,
وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ
لِيُرَى مَكَانُهُ.
وقَالَ الأَعْمَشُ: وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ
رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟.
(2/276)
قَالَ مَنْصُورٌ: فَرَفَعَ إِلَيْهِ
رَأْسَهُ, وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلاَ أَنَّهُ
كَانَ قَائِمًا, فَقَالَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ
كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله».
وَخَرّجَهُ فِي: كتاب العلم بَاب مَنْ سَأَلَ وَهُوَ
قَائِمٌ عَالِمًا جَالِسًا (123) , وفِي بَابِ قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا
لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} (7458):
لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ
الْغَالِبُونَ} , فَمَنْ كَانَ فِي جُنْدِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ أَيْقَنَ بِالْغَلَبَةِ وَالنَّصْرِ.
بَاب فَضْلِ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتًا} الآيات
[1005]- (2815) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله
يَقُولُ: اصْطَبَحَ نَاسٌ الْخَمْرَ يَوْمَ أُحُدٍ, ثُمَّ
قُتِلُوا شُهَدَاءَ.
فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: مِنْ آخِرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ:
لَيْسَ هَذَا فِيهِ.
بَاب الْجَنَّةُ تَحْتَ بَارِقَةِ السُّيُوفِ
[1006]- (2818) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أبِي النَّضْرِ مَوْلَى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله، وَكَانَ كَاتِبَهُ, قَالَ:
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ أبِي أَوْفَى أَنَّ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ
السُّيُوفِ».
بَاب مَنْ طَلَبَ الْوَلَدَ لِلْجِهَادِ
[1007]- (6639) خ نا أَبُوالْيَمَانِ، أنا شُعَيْبٌ، نا
أَبُوالزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ.
(2/277)
وَ (6720) نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا
سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ،
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.
وَ (5242) نا مَحْمُودٌ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا
مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِمَا: «لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ
امْرَأَةٍ, تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي
سَبِيلِ الله»، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: قُلْ إِنْ شَاءَ
الله, فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ, فَأَطَافَ بِهِنَّ, وَلَمْ
تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلاَ امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ, قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ قَالَ
إِنْ شَاءَ الله لَمْ يَحْنَثْ, وَكَانَ أَرْجَى
لِحَاجَتِهِ».
زَادَ الأَعْرَجُ: قَالَ: «وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ, لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ الله,
لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ».
وقَالَ: «لأطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ» ,
وَكَذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ عَنْ طَاوُسَ: تِسْعِينَ.
(2819) خ وقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ
رَبِيعَةَ، عَنْ الأعرجِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«قَالَ سُلَيْمَانُ: لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى
مِائَةِ امْرَأَةٍ, أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ».
وقَالَ فِي بَابِ الْمَشِيئَةِ وَالإرَادَةِ:
(7469) نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا وُهَيْبٌ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ: أَنَّ نَبِيَّ الله سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ
السَّلاَم كَانَ لَهُ سِتُّونَ امْرَأَةً, فَقَالَ:
«لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى نِسَائِي, فَلْتَحْمِلْنَّ
كُلُّ امْرَأَةٍ وَلْتَلِدْنَّ فَارِسًا».
وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ
سُلَيْمَانَ}:
(3424) خ نا خَالِدٌ، نا مُغِيرَةُ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ،
الْسَّنَد، وقَالَ: سَبْعِينَ.
(2/278)
قَالَ البُخَارِيّ: تِسْعُونَ أَصَحُّ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب الاستثناء في اليمين (6720) , وفِي
بَابِ كيف كانت يمين النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(6639) , وفِي بَابِ قَولِ الرّجل لأَطُوفنَّ اللّيلَةَ
عَلى نِسَائِي (5242).
بَاب الشَّجَاعَةِ فِي الْحَرْبِ وَالْجُبْنِ
[1008]- (2821) خ نا أَبُوالْيَمَانِ قَالَ: نا شُعَيْبٌ،
عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ
بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ:
أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ, مَقْفَلَهُ
مِنْ حُنَيْنٍ, فَعَلِقَتْ الأَعْرَابُ (1) يَسْأَلُونَهُ,
حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ, فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ,
فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: «أَعْطُونِي رِدَائِي, لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ
هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ, ثُمَّ
لاَ تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلاَ كَذُوبًا وَلاَ جَبَانًا».
وَخَرّجَهُ فِي: باب مَا كَان النّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُعْطي المؤَلَّفَةَ قُلوبهم وَغَيْرهُم مِن
الخُمُس (3148).
بَاب مَنْ حَدَّثَ بِمَشَاهِدِهِ فِي الْحَرْبِ
[1009]- (2824) خ نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا حَاتِمُ
بنُ إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ
السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ
عُبَيْدِ الله، وَسَعْدًا، وَالْمِقْدَادَ بْنَ
الأَسْوَدِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَمَا
سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, إِلاَ أَنِّي سَمِعْتُ
طَلْحَةَ يُحَدِّثُ (عَنْ) يَوْمِ أُحُدٍ.
_________
(1) في الصحيح: فَعَلِقَهُ النَّاسُ.
(2/279)
وَخَرّجَهُ فِي: غَزوةِ أُحدٍ (4062).
بَاب وُجُوبِ النَّفِيرِ وَمَا يَجِبُ مِنْ الْجِهَادِ
وَالنِّيَّةِ
وَقَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}
إلَى قَوْلِهِ {بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ}
وَقَوْلِهِ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ
إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلَى
قَوْلِهِ {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
ويُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (انْفِرُوا ثُبَاتٍ):
سَرَايَا مُتَفَرِّقِينَ, يُقَالَ أَحَدُ الثُّبَاتِ
ثُبَةٌ.
[1010]- (3077) خ نا آدَمُ بْنُ أبِي إِيَاسٍ، نَا
شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ،
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ: «لاَ هِجْرَةَ
بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ, وَإِذَا
اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا».
وَخَرّجَهُ فِي: باب لا هِجرَةَ بَعدَ الفَتْحِ (3077) ,
وباب هِجْرَة النَّبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأصْحَابه (3899) (3900) (1)، وباب فَضْل الجِهَادِ
(2783).
بَاب الْكَافِرِ يَقْتُلُ الْمُسْلِمَ ثُمَّ يُسْلِمُ
فَيُسَدِّدُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ
[1011]- (2826) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أنا
مَالِكٌ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَضْحَكُ الله إِلَى رَجُلَيْنِ؛
يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ, يَدْخُلاَنِ الْجَنَّةَ,
يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلُ, ثُمَّ
يَتُوبُ الله عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ».
_________
(1) ليس في هذا الباب رواية ابن عباس، فالموضع الأول من
حديث ابن عمر، والآخر عن أم المؤمنين عائشة، من قولهما.
(2/280)
[1012]- (4239) خ نا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، نا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
(قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي) (1).
[1013]- وَ (2827) نا الْحُمَيْدِيُّ، نا سُفْيَانُ، نا
الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِخَيْبَرَ
بَعْدَ مَا افْتَتَحُوهَا, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله
أَسْهِمْ لِي.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي جَدِّي: أَنَّ
أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: لاَ
تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ
أَبُوهُرَيْرَةَ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ, وَقَالَ
أَبَانُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: وَاعَجَبًا لَكَ, وَبْرٌ
تَدَأْدَأَ - وقَالَ سُفْيَانُ: وَاعَجَبًا لِوَبْرٍ
تَدَلَّى عَلَيْنَا - مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ يَنْعَى عَلَيَّ
قَتْلَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ الله عَلَى يَدَيَّ
وَلَمْ يُهِنِّي عَلَى يَدَيْهِ.
قَالَ: فَلاَ أَدْرِي أَسْهَمَ لَهُ أَمْ لَمْ يُسْهِمْ
لَهُ.
[1014]- (4238) - قَالَ البُخَارِيّ: وَيُذْكَرُ عَنْ
الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي
عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ
يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَانَ عَلَى
سَرِيَّةٍ مِنْ الْمَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ, فَقَدِمَ
أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ, وَإِنَّ حُزْمَ خَيْلِهِمْ
لِيفٌ.
قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لاَ تَقْسِمْ لَهُمْ,
الْحَدِيثَ, وزَادَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَانُ اجْلِسْ» , فَلَمْ
يَقْسِمْ لَهُمْ.
وَخَرّجَهُ فِي: غزوة خيبر (4238 - 4239).
_________
(1) فِي الأَصْلِ: عن الزهري، بدل: أخبرني جدي، والحديث
يرويه عمرو عن جده، وسيذكره قريبا على الصواب، وَاللهُ
أَعْلَمُ.
(2/281)
بَاب مَنْ اخْتَارَ الْغَزْوَ عَلَى
الصَّوْمِ
[1015]- (2828) خ نا آدَمُ، نا شُعْبَةُ، نا ثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
قَالَ: كَانَ أَبُوطَلْحَةَ لاَ يَصُومُ عَلَى عَهْدِ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ
الْغَزْوِ, فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَهُ مُفْطِرًا إِلاَ يَوْمَ
فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى.
بَابُ
قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} إلَى قَوْلِهِ {غَفُورًا رَحِيمًا}
[1016]- (2832) خ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله،
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ
مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ,
فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ,
فَأَخْبَرَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمْلَى عَلَيْهِ.
[1017]- (4990) ونا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، عَنْ
إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عن الْبَرَاءِ: لَمَّا
نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، قَالَ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «ادْعُ لِي زَيْدًا, وَلْيَجِئْ بِاللَّوْحِ
وَالدَّوَاةِ وَالْكَتِفِ, أَوْ الْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ» ,
ثُمَّ قَالَ: «اكْتُبْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ}» وَخَلْفَ ظَهْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
الأَعْمَى, فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله, فَمَا تَأْمُرُنِي,
فَإِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ.
(2/282)
زَادَ ابنُ شِهَابٍ: قَالَ: لَوْ
أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ، فَأَنْزَلَ الله
عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي, فَثَقُلَتْ عَلَيَّ
حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي, ثُمَّ سُرِّيَ
عَنْهُ, فَأَنْزَلَ الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.
وَخَرّجَهُ فِي: تفسير سورةِ النِّساءِ (4592 - 4594) ,
وفِي بَابِ كاتب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(4990).
بَاب الصَّبْرِ عِنْدَ الْقِتَالِ ولاَ تَتَمَنَّوْا
لِقَاءَ الْعَدُوِّ
[1018]- (2965) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ أبِي النَّضْرِ، مَوْلَى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله, وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ, قَالَ:
كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ أبِي أَوْفَى
فَقَرَأْتُهُ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا,
انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتْ الشَّمْسُ, ثُمَّ قَامَ فِي
النَّاسِ, قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَتَمَنَّوْا
لِقَاءَ الْعَدُوِّ, وَسَلُوا الله عَزَّ وَجَلَّ
الْعَافِيَةَ, فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا,
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ».
ثُمَّ قَالَ: «اللهمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ, وَمُجْرِيَ
السَّحَابِ, وَهَازِمَ الأَحْزَابِ, اهْزِمْهُمْ
وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ أَوَّلَ
النَّهَارِ أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ
(2965) , وفي غزوة الخندق (4115) , وزَادَ فيه:
«سَرِيعَ الْحِسَابِ» وَ «زَلْزِلْهُمْ».
وفِي بَابِ الدعاء على المشركين بالهزيمة (2933) (6392) ,
وفِي بَابِ أنزله بعلمه من كتاب الصفات (7489)، وباب
كراهية التمني للقاء العدو (3024) (7237).
(2/283)
بَاب حَفْرِ الْخَنْدَقِ
[1019]- (3797) خ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله، نا
ابْنُ أبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَ، وَ (6414) نا
أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نا فُضَيْلُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، نا أَبُوحَازِمٍ، نا سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ
السَّاعِدِيُّ.
[1020]- وَ (2835) نا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ
الْوَارِثِ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ، وَ (2834)
نا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ
عَمْرٍو، نا أَبُوإِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَنْدَقِ, فَإِذَا
الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقَ.
زَادَ عَبْدُالعَزِيزِ: حَوْلَ الْمَدِينَةِ وَيَنْقُلُونَ
التُّرَابَ عَلَى مُتُونِهِمْ.
وقَالَ سَهْلٌ: عَلَى أَكْبَادِنَا (1)، وهو صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْفِرُ.
قَالَ حُمَيْدٌ: فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ, وَلَمْ يَكُنْ
لَهُمْ عَبِيدٌ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ لَهُمْ, فَلَمَّا رَأَى
مَا بِهِمْ مِنْ النَّصَبِ وَالْجُوعِ قَالَ:
«اللهمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الْآخِرَه ... فَاغْفِرْ
لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ»
فَقَالَوا مُجِيبِينَ لَهُ:
نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى
الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ (4098) (4099).
_________
(1) هَكَذَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَةِ، وَمِثْلُه عِنْدَ
الْكُشْمَيْهَنِيِّ، وَلِلْبَاقِينَ: أَكْتَادِنَا.
وَقاَلَ القَاضِي فِي الْمَشَارِقِ (1/ 540): الرِّوَايَةُ
عَنْ الْجَمَاعَةِ فِي بَابِ غَزْوَة الْخَنْدَقِ
بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ (أَكْبَادنَا) بَغَيْرِ خِلافٍ،
وَفي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ لِكَافَّتِهِمْ، وَعِنْدَ
أبِي ذَرٍّ: أَكْتَادِنَا أهـ.
والأكتاد: جَمْع كَتَد، وَهُوَ مَا بَيْن الْكَاهِل إِلَى
الظَّهْر، وَأمَّا عَلَى رِوايةِ الأَصِيليِّ
فَالْمَعْنَى: نَحْمِلهُ عَلَى جُنُوبنَا مِمَّا يَلِي
الْكَبِد، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/284)
[1021]- (4100) وزَادَ فِيهِ
عَبْدُالعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ:
قَالَ: يُؤْتَوْنَ بِمِلْءِ كَفَّيْن مِنْ الشَّعِيرِ,
فَيُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ, تُوضَعُ بَيْنَ
أيْدِي الْقَوْمِ, وَالْقَوْمُ جِيَاعٌ, وَهِيَ بَشِعَةٌ
فِي الْحَلْقِ, وَلَهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ.
وفِي بَابِ التحريض على القتال (2834) , وَخَرّجَهُ فِي:
كتاب الرقائق باب لا عيش إلا عيش الآخرة (6413) (6414) ,
وفِي بَابِ الْبَيْعَةِ فِي الْحَرْبِ أَنْ لاَ يَفِرُّوا,
وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى الْمَوْتِ (2961) , وقَالَ فيه:
«فَأَكْرِمْ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ».
وفِي بَابِ اللهم أَصْلِحْ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ
دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
للأنصار (3795 - 3797) , وفِي بَابِ كيف يبايعُ الامامُ
النَّاسَ (7201) , وقَالَ فيه: «لا خَيْرَ إلا خَيْرَ
الْآخِرَهْ».
[1022]- (4106) خ وَنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، نا
شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أبِي
إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ, وَخَنْدَقَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ
تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ
جِلْدَةَ بَطْنِهِ, وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ,
فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ
وَهُوَ يَنْقُلُ مِنْ التُّرَابِ, يَقُولُ:
«اللهمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ
تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتْ
الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
إِنَّ الْأُلَى رغَّبُوا (1)
عَلَيْنَا
_________
(1) هَكَذَا في رِوَايَةِ الأَصِيلِيِّ، وَمِثْلُه وَرَدَ
لِلسَّرَخْسِيِّ وَالْكُشْمِيهَنِيّ وَأَبِي الْوَقْتِ،
قَالَ الْحَافِظُ: وَكَذَا فِي نُسْخَةِ اِبْنِ عَسَاكِر،
وَلِلْبَاقِينَ " قَدْ بَغَوْا ".
قَالَ: وَأَمَّا الأَصِيلِيّ فَضَبَطَهَا بِالْغَيْنِ
الثَّقِيلَة وَالْمُوَحَّدَة، وَضَبَطَهَا فِي "
الْمَطَالِع " بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَة، وَضُبِطَتْ فِي
رِوَايَة أبِي الْوَقْت كَذَا لَكِنْ بِزَايٍ أَوَّله،
وَالْمَشْهُور مَا فِي " الْمَطَالِع " أهـ.
وَلاَ تَعَارُضَ بَيْنَ ضَبْطِ الأَصِيلِيِّ وَمَا فِي
الْمَطَالِعِ.
وَفِي الْمَشَارِقِ (1/ 470) لِلْقَاضِي عِياضٍ مَا
يُخَالِفُ مَا أَثْبَتْنَاهُ، وَأَظُنُّهُ وَهْمٌ مِنْ
الْقَاضِي عَلَى الأَصِيلِيِّ، وَقَدْ ذَكَرَ الرَّجْزَ
فِي مَبْحَثٍ سَابِقٍ (1/ 27)، وَالله أَعْلَمُ.
(2/285)
وَإِنْ أَرَادُونَا عَلَى فِتْنَةٍ
أَبَيْنَا (1)»
قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا.
وَخَرّجَهُ فِي: باب قَولِ الرَّجلِ لَولا اللهِ مَا
اهْتَدَيْنَا:
(7236) خ نا عَبْدَانُ، نا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، نا
أَبُوإِسْحَاقَ، الحديثَ، وقَالَ:
«إِنَّ الْأُلَى قدْ بَغَوْا» , وَرُبَّمَا قَالَ:
«الْمَلاَ»، «إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
أَبَيْنَا» يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ.
وفِي بَابِ قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (6620) , وباب الرّجْزِ في
الحرْبِ وَرَفْع الصَّوتِ في حَفْر الخنْدَقِ (3034)، وفِي
بَابِ غزوة الخنْدَق (4104) (4106)، وباب قَولِهِ {وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ} ومَنْ خصَّ أخَاهُ بِالدُّعاءِ دُونَ نَفْسِهِ
(؟) (2).
بَاب مَنْ حَبَسَهُ الْعُذْرُ عَنْ الْغَزْوِ
[1023]- (2838) خ نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا زُهَيْرٌ
(3)، نا حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ قَالَ:
رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «إِنَّ أَقْوَامًا
بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلاَ
وَادِيًا إِلاَ وَهُمْ مَعَنَا حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ».
_________
(1) هَكَذَا وَقَعَ الرَّجْزُ فِي هَذِهِ النُّسْخَةِ،
وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْقَاضِي عَنْ الأَصِيلِيِّ، وَذَكَرَ
لَهُ مَا لِلْكَافَّةِ: " وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً
أَبَيْنَا"، وَقَالَ الْحَافِظُ: وَقَعَ فِي بَعْضِ
النُّسَخِ: " وَإِنْ أَرَادُونَا عَلَى فِتْنَةٍ أَبَيْنَا
"، وَهْوَ تَغْييرٌ أهـ.
(2) لم أجده في هذا الباب.
(3) زَادَ في النسخة هنا: " نا نافع " وهذا إقحام في السند
ليس بصحيح، ولم يذكره الحافظين المزي وابن حجر.
(2/286)
بَاب فَضْلِ الصَّوْمِ فِي سَبِيلِ الله
[1024]- (2840) خ نا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، نا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، (وَسُهَيْلُ بْنُ أبِي صَالِحٍ،
أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ أبِي عَيَّاشٍ، عَنْ
أبِي سَعِيدٍ) (1) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي
سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ
سَبْعِينَ خَرِيفًا».
بَاب فَضْلِ مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا أَوْ خَلَفَهُ بِخَيْرٍ
[1025]- (2843) خ نا أَبُومَعْمَرٍ، نا عَبْدُ الْوَارِثِ،
قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، قَالَ: نا
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوسَلَمَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ
بْنُ خَالِدٍ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ الله
فَقَدْ غَزَا, وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا بِخَيْرٍ فَقَدْ
غَزَا».
[1026]- (2844) خ نا مُوسَى، نا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ الله، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ بَيْتًا
بِالْمَدِينَةِ غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ, إِلاَ عَلَى
أَزْوَاجِهِ, فَقِيلَ لَهُ, فَقَالَ: «إِنِّي أَرْحَمُهَا
قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي».
بَاب التَّحَنُّطِ لِلقِتَالِ
[1027]- (2845) خ نا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ،
نا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى
بْنِ أَنَسٍ قَالَ: وَذَكَرَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ, قَالَ:
أَتَى أَنَسٌ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَقَدْ حَسَرَ عَنْ
فَخِذَيْهِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ, فَقَالَ: يَا عَمِّ, مَا
يَحْبِسُكَ أَنْ لاَ تَجِيءَ؟ قَالَ: الْآنَ يَا ابْنَ
أَخِي, وَجَعَلَ يَتَحَنَّطُ, يَعْنِي مِنْ الْحَنُوطِ,
ثُمَّ جَاءَ فَجَلَسَ, فَذَكَرَ فِي
_________
(1) انتقل نظر الناسخ فأسقط ما بين القوسين وأصلحته من
الصحيح.
(2/287)
الْحَدِيثِ انْكِشَافًا مِنْ النَّاسِ,
فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا حَتَّى نُضَارِبَ
الْقَوْمَ, مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, بِئْسَ مَا عَوَّدَتْكُم
أَقْرَانُكُمْ.
بَاب فَضْلِ الطَّلِيعَةِ
[1028]- (2997) خ نا الْحُمَيْدِيُّ، وَ (7261) عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الله، وَ (4113) مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، -
لَفْظُهُ - ,كُلُّهُمْ عن سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
الأَحْزَابِ, - وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَعَلِيٌّ: يَوْمَ
الْخَنْدَقِ -,: «مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» ,
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا, (ثُمَّ قَالَ: «مَنْ
يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟» , فَقَالَ الزُّبَيْرُ:
أَنَا, ثُمَّ قَالَ: «مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ
الْقَوْمِ؟» , فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا) (1) , فقَالَ:
«إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيَّ وَإِنَّ حَوَارِيَّ
الزُّبَيْرُ».
قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ الثَّوْرِيَّ
يَقُولُ: يَوْمَ قُرَيْظَةَ, فَقَالَ: كَذَا حَفِظْتُهُ
مِنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ كَمَا أَنَّكَ جَالِسٌ, يَوْمَ
الْخَنْدَقِ.
قَالَ سُفْيَانُ: هُوَ يَوْمٌ وَاحِدٌ وَتَبَسَّمَ.
(2997) قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ:
وَالْحَوَارِيُّ النَّاصِرُ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب هَلْ يُبْعَثُ الطَّلِيعَةُ وَحْدَهُ
(2847) (2)، وفِي بَابِ غزوة الخندق (4113) , وفِي بَابِ
بَعْثِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الزُّبَيْرَ طَلِيعَةً وَحْدَهُ (7261)، وفِي بَابِ
مَنَاقِبِ الزُّبَيْرِ مُختصَرًا (3719).
_________
(1) سقط على الناسخ ما بين القوسين من انتقَالَ النظر،
وأثبته من الصحيح.
(2) وفي معناه باب السير وحده (2997).
(2/288)
بَاب الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا
الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
[1029]- (2852) خ نا أَبُونُعَيْمٍ، نا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ
عَامِرٍ، قَالَ: نا عُرْوَةُ الْبَارِقِيُّ: أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب الْجِهَادُ مَاضٍ مَعَ الْبَرِّ
وَالْفَاجِرِ (2852)، وفي علامات النبوة (3643) , وفِي
بَابِ قول النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«أُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ» (3119).
بَاب مَنْ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ الله لِقَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}
[1030]- (2853) خ نا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، نا ابْنُ
الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ أبِي
سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ،
يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ
احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ الله إِيمَانًا بِالله
وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ؛ فَإِنَّ شِبَعَهُ, وَرِيَّهُ,
وَرَوْثَهُ, وَبَوْلَهُ, فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ».
بَاب اسْمِ الْفَرَسِ وَالْحِمَارِ
[1031]- (2855) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا مَعْنُ
بْنُ عِيسَى، نا أبِي بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالَ
لَهُ: اللُّحَيْفُ.
قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ بَعْضُهُمُ اللُّخَيْفُ،
بِالْخَاءِ.
(2/289)
[1032]- (2856) وَنا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ آدَمَ، نا
أَبُوالأَحْوَصِ، عَنْ أبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ اسمه
عُفَيْرٌ.
[1033]- (2857) نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا غُنْدَرٌ،
نا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ, فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا يُقَالَ لَهُ:
المَنْدُوب.
بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ شُؤْمِ الْفَرَسِ
[1034]- (5093) خ نا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ،
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حَمْزَةَ وَسَالِمٍ ابْنَيْ
عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ،
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«الشُّؤْمُ فِي الْمَرْأَةِ وَالدَّارِ وَالْفَرَسِ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ شُؤْمِ
الْمَرْأَةِ وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} (5093) ,
وفِي بَابِ لاَ عَدْوَى (5772) , لِقَوْلِ يُونُسَ فِيهِ:
«لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ».
بَاب الْخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ
وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً}.
[1035]- (2860) خ نا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, وَ
(2371) عَبْدُاللهِ بْنُ يُوسُفَ, وَ (4962) إِسْمِاعِيلُ،
نا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْخَيْلُ
لِثَلاَثَةٍ؛ لِرَجُلٍ أَجْرٌ؛ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ؛ وَعَلَى
رَجُلٍ وِزْرٌ؛ فَأَمَّا الَّذِي»، قَالَ ابنُ يُوسُفَ:
«هي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ الله,
فَأَطَالَ لها فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ, فَمَا أَصَابَتْ
فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ
(2/290)
مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ كَانَتْ
لَهُ حَسَنَاتٍ, وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا
فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ
أَرْوَاثُهَا وَآثَارُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ, وَلَوْ أَنَّهَا
مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ
يَسْقِيَهَا كَانَتْ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ, وَهِيَ
لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ.
وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ
حَقَّ الله فِي رِقَابِهَا وَلاَ ظُهُورِهَا, فَهِيَ لَهُ
سِتْرٌ.
وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً لِأَهْلِ
الْإِسْلاَمِ, فَهِيَ وِزْرٌ عَلَى ذَلِكَ».
وَسُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ الْحُمُرِ, فَقَالَ: «مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا
إِلاَ هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: {فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}».
وَخَرّجَهُ فِي: التفسير (4962) , وفِي بَابِ الشهادات (؟)
(1) , وفِي بَابِ الأَحْكَامِ الَّتِي تُعْرَفُ
بِالدَّلاَئِلِ (7356) , وفِي بَابِ عَلامَاتِ النُّبوَّةِ
(3646) , وفِي بَابِ شُربِ النَّاسِ والدّوابِّ مِنْ
الأَنْهارِ (2371).
بَاب سِهَامِ الْفَرَسِ
وَقَالَ مَالِكٌ: يُسْهَمُ لِلْخَيْلِ وَالْبَرَاذِينِ
مِنْهَا لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} وَلاَ يُسْهَمُ
لِأَكْثَرَ مِنْ فَرَسٍ.
[1036]- (4228) خ نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا
مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، نا زَائِدَةُ، عَنْ عُبَيْدِ
الله.
_________
(1) لم أجده فيه.
(2/291)
حَ, وَ (2863) نا عُبَيْدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبِي أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ الله،
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْفَرَسِ
سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا.
وقَالَ زائدة: قَسَمَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ
وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا.
قَالَ: فَسَّرَهُ نَافِعٌ فَقَالَ: إِذَا كَانَ مَعَ
الرَّجُلِ فَرَسٌ فَلَهُ ثَلاَثَةُ أَسْهُمٍ, فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ لَهُ فَرَسٌ فَلَهُ سَهْمٌ.
بَاب مَنْ قَادَ دَابَّةَ غَيْرِهِ فِي الْحَرْبِ
[1037]- (2864) خ نا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، نا سَهْلُ
بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شُعْبَةَ.
حَ, وَ (3042) نا عُبَيْدُ الله بنُ مُوسَى، نا
إِسْرَائِيلُ , وَ (2930) نا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ
الْحَرَّانِيُّ، نا زُهَيْرٌ - لَفْظُهُ -، كُلُّهُمْ: نا
أَبُوإِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، وَسَأَلَهُ
رَجُلٌ: أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَا أَبَا عُمَارَةَ يَوْمَ
حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لاَ وَالله مَا وَلَّى رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَلَكِنْ خَرَجَ شُبَّانُ
أَصْحَابِهِ وَأَخْفَافُهُمْ (1) حُسَّرًا لَيْسَ
بِسِلاَحٍ, فَأَتَوْا قَوْمًا رُمَاةً جَمْعَ هَوَازِنَ
وَبَنِي نَصْرٍ, مَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ,
فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ.
قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ: إِنَّا لَمَّا لَقِينَاهُمْ
حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا, فَأَقْبَلَ
الْمُسْلِمُونَ عَلَى الْغَنَائِمِ وَاسْتَقْبَلُونَا
بِالسِّهَامِ.
_________
(1) كَذَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَةِ، وَلِغَيْرِهِ:
وَأَخِفَّاؤُهُمْ، وَلَمْ يُشِرْ الْحَافِظُ إِلى مَا
هُنَا.
(2/292)
قَالَ زُهَيْرٌ: فَأَقْبَلُوا هُنَالِكَ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ, وَابْنُ عَمِّهِ
أَبُوسُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
يَقُودُ بِهِ, فَنَزَلَ وَاسْتَنْصَرَ, فَقَالَ:
«أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ
الْمُطَّلِبْ»
ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ.
زَادَ إِسْرَائِيلُ: قَالَ: فَمَا رُئِيَ مِنْ النَّاسِ
يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْهُ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب بَغْلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءِ (2874) , وفِي بَابِ مَنْ
صَفَّ أَصْحَابَهُ عِنْدَ الْهَزِيمَةِ وَنَزَلَ عَنْ
دَابَّتِهِ وَاسْتَنْصَرَ (2930) , وبَاب مَنْ قَالَ
خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ فُلاَنٍ (3042) , وبَاب قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ
كَثْرَتُكُمْ} الآية (4315 - 4317).
بَاب غَايَةِ السَّبْقِ لِلْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ
[1038]- (420) خ نا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ، أنا
مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ:
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي أُضْمِرَتْ مِنْ
الْحَفْيَاءِ وَأَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ, وَسَابَقَ
بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضْمَرْ مِنْ الثَّنِيَّةِ
إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ, وَأَنَّ عَبْدَ الله بْنَ
عُمَرَ كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ بِهَا.
[1039]- (2870) ونا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، نا
مُعَاوِيَةُ، نا أَبُوإِسْحَاقَ: قُلْتُ لِمُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ: كَمْ بَيْنَ الْحَفْيَاءِ وَالثَّنِيَّةِ,
قَالَ: سِتَّةُ أَمْيَالٍ أَوْ سَبْعَةٌ, وَبَيْنِ
الْثَّنِيَّةِ ومَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ مِيلٌ أَوْ
نَحْوُهُ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب هل يقَالُ مَسجِد بَنِي فُلان (420) ,
وفِي بَابِ إضْمارِ الخيْلِ للسَّبْقِ (2869) , وباب
السَّبْق بَيْن الخَيْلِ (2868) , وباب مَا ذَكَر النبي
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَا كَان بِهَا مِن
مَشَاهدِهِ يَعنِي المدِينَة, الباب (7336).
(2/293)
بَاب نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[1040]- (2872) خ نا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا
زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ, حَ، وَ (6501) حَدَّثَنِي
مُحَمَّد بنُ سَلاَمٍ، نا الْفَزَارِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بنِ
مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ نَاقَةٌ للنبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ, وَكَانَتْ لاَ
تُسْبَقُ, فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ
فَسَبَقَهَا, فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ,
زَادَ زُهَيْرُ: حَتَّى عَرَفَهُ.
وَقَالَوا: سُبِقَتْ الْعَضْبَاءُ, فَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ حَقًّا عَلَى الله
أَنْ لاَ يَرْفَعَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا إِلاَ
وَضَعَهُ».
قَالَ البُخَارِيُّ: طَوَّلَهُ مُوسَى عَنْ حَمَّادٍ عَنْ
ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب التَّواضُع (6501).
بَاب حَمْلِ النِّسَاءِ الْقِرَبَ إِلَى النَّاسِ فِي
الْغَزْوِ
[1041]- (2881) خ نا عَبْدَانُ، نا عَبْدُ الله، أنا
يُونُسُ, حَ, (4071) نا ابْنُ بُكَيْرٍ، نا اللَّيْثُ -
لَفْظُهُ - عَنْ يُونُسَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، نا
ثَعْلَبَةُ بْنُ أبِي مَالِكٍ: أِنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ في
الْمَدِينَةِ فَبَقِيَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ, فَقَالَ
لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِ
هَذَا بِنْتَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الَّتِي عِنْدَكَ, يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ
عَلِيٍّ, فَقَالَ عُمَرُ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ.
وَأُمُّ سَلِيطٍ امْرَأةٌ مِنْ الأَنْصَارِ مِمَّنْ
بَايَعَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ عُمَرُ: فَإِنَّهَا كَانَتْ تُزْفِرُ لَنَا
الْقِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ (1).
_________
(1) فِي هَامِشِ الأَصْلِ: تَزْفِرُ أَيْ تَرْفَعُ أهـ.
قُلتُ: وَفِي الصَّحِيحِ قَالَ البُخَارِيّ: تَزْفِرُ
تَخِيطُ، وَلَيْسَ هَذَا فِي رِوَايَةِ الأَصِيلِيِّ،
قَالَ الْحَافِظُ: قَالَ أَبُوعَبْد اللَّه: تَزْفِرُ
تَخِيطُ، كَذَا فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِيّ وَحْدَهُ،
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ ذَلِكَ لاَ يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ،
وَإِنَّمَا الزَّفْرُ الْحَمْل، وَهُوَ بِوَزْنِهِ
وَمَعْنَاهُ، قَالَ الْخَلِيل: " زَفَرَ بِالْحَمْلِ
زَفْرًا نَهَضَ بِهِ ".
وَالزَّفْرُ أَيْضًا الْقِرْبَة نَفْسُهَا، وَقِيلَ إِذَا
كَانَتْ مَمْلُوءَةً مَاءً، وَيُقَالَ لِلْإِمَاءِ إِذَا
حَمَلْنَ الْقِرَبَ زَوَافِرُ، وَالزَّفْر أَيْضًا
الْبَحْرُ الْفَيَّاضُ، وَقِيلَ الزَّافِر الَّذِي
يُعِيِنُ فِي حَمْلِ الْقِرْبَةِ.
قُلْت: وَقَعَ عِنْد أبِي نُعَيْم فِي (الْمُسْتَخْرَجِ)
بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْد اللَّه بْنِ
وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ عَبْد اللَّه: تَزْفِرُ
تَحَمِلُ، وَقَالَ أَبُوصَالِح كَاتِبُ اللَّيْثِ:
تَزْفِرُ تَخْرِزُ.
قُلْت: فَلَعَلَّ هَذَا مُسْتَنَد البُخَارِيّ فِي
تَفْسِيرِهِ أهـ.
(2/294)
وَخَرّجَهُ فِي: غزوة أُحدٍ (4071).
بَاب مُدَاوَاةِ النِّسَاءِ الْجَرْحَى فِي الْغَزْوِ
وَرَدِّهِنَّ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى إِلَى الْمَدِينَةِ
[1042]- (2882) خ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، و (5679)
قُتَيْبَةُ - لَفْظُهُ -, نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عن
خَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ
مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْقِي الْقَوْمَ
وَنَخْدُمُهُمْ, وَنَرُدُّ الْقَتْلَى وَالْجَرْحَى إِلَى
الْمَدِينَةِ.
زَادَ عَلِيٌّ: وَنُدَاوِي الْجَرْحَى.
وَخَرّجَهُ فِي: باب هل يُداوي الرّجُلُ المرْأةَ
والمرْأةُ الرَّجُلَ (5679).
بَاب الْحِرَاسَةِ فِي الْغَزْوِ فِي سَبِيلِ الله
[1043]- (7231) خ نا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ, وَ (2885) نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
الخَلِيلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أنا
عَبْدُ الله بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَسْهَرُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ, قَالَ
ابْنُ بِلاَلٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَرِقَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ
(2/295)
وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ قَالَ:
«لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي
اللَّيْلَةَ» , إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ الْسِّلاَحِ, قَالَ:
«مَنْ هَذَا؟» قَالَ: سَعْدٌ, وقَالَ ابْنُ مُسْهِرٍ:
فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ
لِأَحْرُسَكَ, وَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، زَادَ ابْنُ بِلالٍ: قَالَتْ: حَتَّى سَمِعْنَا
غَطِيطَهُ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب قوله لَيتْ كَذَا وَكَذَا (7231).
[1044]- (2886) خ نا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُوبَكْرٍ
يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنْ أبِي حَصِينٍ، عَنْ أبِي
صَالِحٍ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ
الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ,
إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ, وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ».
[1045]- قَالَ البُخَارِيّ (2887): وَزَادَنَا عَمْرٌو (1)
- يَعْنِي ابْنَ مَرْزُوقٍ -: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ أبِي صَالِحٍ, الْحَدِيثَ.
قَالَ: «وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ, تَعِسَ وَانْتَكَسَ,
وَإِذَا شِيكَ (2)
فَلاَ انْتَقَشَ, طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ
فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ الله, أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ
قَدَمَاهُ, إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي
الْحِرَاسَةِ, وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي
السَّاقَةِ, إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ, وَإِنْ
شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ».
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة وفي عامة الروايات، وفي رواية
البيهقي - وهي رواية حماد بن شاكرغير ذلك، فقد قَالَ بعد
أن رواه 10/ 254: اخرجه البخاري في الصحيح فقَالَ: وقَالَ
عمرو، فذكره أهـ.
(2) هَكَذَا ثَبَتَ فِي النُّسْخَةِ، جَوَّدَ الْكَافَ
جِدًّا، وقَالَ الْحَافِظُ: وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ
الأَصِيلِيِّ عَنْ أبِي زَيْد الْمَرْوَزِيّ " وَإِذَا
شِيتَ "، بِمُثَنَّاة فَوْقَانِيَّة بَدَل الْكَاف، وَهُوَ
تَغْيِيرٌ فَاحِشٌ أهـ.
قُلتُ: كَذَلِكَ قَالَ القَاضِي (في الْمَشارِقِ 2/ 443)،
فَهَذَا الَّذِي وَقَعَ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي اطَّلَعَا
عَلَيْهَا تَصْحِيفٌ مِنْ نَاسِخِهَا بَرِئَتْ مِنْهُ
عُهْدَةُ الأَصِيلِيُّ بِرِوَايةِ الْمُهَلَّبِ هَذِهِ،
وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/296)
وَخَرّجَهُ فِي: باب ما يتقى من فتنة المال
(6435) , وفي عيش النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(؟) (1).
بَاب فَضْلِ الْخِدْمَةِ فِي الْغَزْوِ
[1046]- (2888) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ, نَا
شُعْبَةُ, عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ, عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَحِبْتُ
جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الله فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَهُوَ
أَكْبَرُ مِنْ أَنَسٍ, قَالَ جَرِيرٌ: رَأَيْتُ
الأَنْصَارَ يَصْنَعُونَ شَيْئًا - يعني بالنبي صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لاَ أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ
إِلاَ أَكْرَمْتُهُ.
[1047]- (2890) خ وَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
أَبُوالرَّبِيعِ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّاءَ,
نَا عَاصِمٌ, عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ, عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَكْثَرُنَا ظِلًا الَّذِي يَسْتَظِلُّ
بِكِسَائِهِ, وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا فَلَمْ
يَعْمَلُوا شَيْئًا, وَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا
فَبَعَثُوا الرِّكَابَ وَامْتَهَنُوا وَعَالَجُوا, فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَهَبَ
الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأَجْرِ».
بَاب فَضْلِ مَنْ حَمَلَ مَتَاعَ صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ
[1048]- (2891) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ, نَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ بن منبه, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ سُلاَمَى مِنْ النَّاس
عَلَيْهِ صَدَقَةٌ, كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ
يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ, وَيُعِينُ
الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ
يَرْفَعُ مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ, وَالْكَلِمَةُ
_________
(1) لم أجده فيه.
وهذا الحديث ساقه البُخَارِيّ في موضعين مختلفين، ومن
رواية يحيى عن أبِي بكر بن عياش باتفاق في المتن والإسناد،
قَالَ الْحَافِظُ: وَهُوَ مِنْ نَوَادِر مَا وَقَعَ فِي
هَذَا الْجَامِع الصَّحِيح أهـ.
(2/297)
الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ, وَكُلُّ خُطْوَةٍ
يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ, وَدَلُّ الطَّرِيقِ
صَدَقَةٌ, وَيُمِيطُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب مَنْ أَخَذَ بِالرِّكَابِ وَنَحْوِهِ
(2989) (1).
بَاب فَضْلِ رِبَاطِ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ الله
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} الآية.
[1049]- (2892) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ, سَمِعَ
أَبَا النَّضْرِ, نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله
بْنِ دِينَارٍ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ
الله خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا, وَمَوْضِعُ
سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا
وَمَا فيها، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي
سَبِيلِ الله أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا
وَمَا عَلَيْهَا».
وَخَرّجَهُ فِي: باب الغدوة والروحة في سبيل الله (2794) ,
وفِي بَابِ مثل الدنيا في الآخرة وقوله عَزَّ وَجَلَّ
{إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} (6415) , وفي صفة الجنة
وأنها مخلوقة (3250) , وباب الحور العين (2796) (2).
بَاب مَنْ اسْتَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي
الْحَرْبِ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَنِي أَبُوسُفْيَانَ
قَالَ: قَالَ لِي قَيْصَرُ: سَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ
اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ, فَزَعَمْتَ
ضُعَفَاءَهُمْ, وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ.
_________
(1) قد كرره البُخَارِيّ في ثلاثة مواضع باتفاق في الاسناد
واختلاف في المتن، وهذا من نوادر ما وقع في الصحيح (2707)
(2891) (2989).
(2) من حديث أنس.
(2/298)
[1050]- (2896) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ
حَرْبٍ, نَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ, عَنْ طَلْحَةَ -
هُوَ ابْنُ مُصَرِّفٍ- عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
رَأَى سَعْدٌ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ,
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ
تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَ بِضُعَفَائِكُمْ».
[1051]- (3649) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نَا
سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ الله يَقُولُ: نَا أَبُوسَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو
فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ, فَيُقَالَ هل فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَيَقُولُونَ: نَعَمْ, فَيُفْتَحُ لَهُمْ, ثُمَّ يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ,
فَيُقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ:
نَعَمْ, فَيُفْتَحُ لَهُمْ, ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ
زَمَانٌ فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ, فَيُقَالَ: هَلْ
فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ,
فَيُفْتَحُ لَهُمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب فَضْلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3649) , وفِي بَابِ عَلامَاتِ
النُّبوّة (3594).
بَاب لاَ يَقُولُ فُلاَنٌ شَهِيدٌ
وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الله أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي
سَبِيلِهِ» , «الله أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي
سَبِيلِهِ».
[1052]- (6607) خ نَا ابْنُ أبِي مَرْيَمَ, نَا
أَبُوغَسَّانَ, حَدَّثَنِي أَبُوحَازِمٍ.
حَ، وَ (2898) نَا قُتَيْبَةُ, أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ, عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ.
(2/299)
[1053]- (3062) حَ وَنَا أَبُوالْيَمَانِ,
نَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ, وَحَدَّثَنِي مَحْمُودُ,
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, أنا مَعْمَرٌ, عَنْ
الزُّهْرِيِّ, عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبي صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ شُعَيْبٌ: خَيْبَرَ, قَالاَ:
فَقَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِسْلاَمَ: «هَذَا
مِنْ أَهْلِ النَّارِ» , فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ
قَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا.
قَالَ سَهْلٌ: فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ
إِلَى عَسْكَرِهِمْ, وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لَهُمْ
شَاذَّةً وَلاَ فَاذَّةً إِلاَ اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا
بِسَيْفِهِ, فَقَالَ: مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ
أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلاَنٌ, فَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ».
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ
يَرْتَابُ.
قَالَ سَهْلٌ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَنَا
صَاحِبُهُ, قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ
مَعَهُ, وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ, قَالَ:
فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا, فَاسْتَعْجَلَ
الْمَوْتَ, فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالأَرْضِ
وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى
سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ.
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله,
الَّذِي قُلْتَ لَهُ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
فَإِنَّهُ قَدْ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا
وَقَدْ مَاتَ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِلَى النَّارِ»، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى
ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ, وَلَكِنَّ بِهِ
جِرَاحًا شَدِيدَةً، فَلَمَّا كَانَ مِنْ اللَّيْلِ لَمْ
يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ, فَقَالَ:
«الله أَكْبَرُ, أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ الله
وَرَسُولُهُ»، ثُمَّ أَمَرَ بِلاَلًا فَنَادَى بِالنَّاسِ:
«إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَ نَفْسٌ
مُسْلِمَةٌ, وَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ هَذَا
الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ».
(2/300)
وقَالَ سَهْلٌ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله, قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟»،
قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ, فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ, فَقُلْتُ
أَنَا لَكُمْ بِهِ, فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ
جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَقَتَلَ
نَفْسَهُ, فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ
عَمَلَ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ, وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ
النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ
الْجَنَّةِ».
زَادَ أَبُوغَسَّانَ: «وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ
بِالْخَوَاتِمِِ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ ليُؤَيِّدُ
هذا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ (3062)، وفِي بَابِ
الْعَمَلُ بِالْخَوَاتِيمِ (6607) (6493).
بَاب التَّحْرِيضِ عَلَى الرَّمْيِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا
اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}
[1054]- (3507) خ نَا مُسَدَّدٌ, نَا يَحْيَى, عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أبِي عُبَيْدٍ, نَا سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ
قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ
بِالسُّوقِ, فَقَالَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ
أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا, ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي
فُلاَنٍ»، لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ, فَأَمْسَكُوا
بِأَيْدِيهِمْ, فَقَالَ: «مَا لَهُمْ؟»، قَالَوا: كَيْفَ
نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلاَنٍ؟ قَالَ: «ارْمُوا
وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ».
(2/301)
وَخَرّجَهُ فِي: باب ذكر إسماعيل وقول الله
عَزَّ وَجَلَّ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ}
الآية (3373)، وفِي بَابِ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى
إِسْمَاعِيلَ (1) عليه السلام (3507).
[1055]- (3985) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ,
نَا أَبُوأَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ, نَا ابْنُ الْغَسِيلِ,
حَ, و (2900) نَا أَبُونُعَيْمٍ, نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْغَسِيلِ, عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أبِي أُسَيْدٍ, عَنْ
أَبِيهِ, عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صَفَفَنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا
لَنَا: «إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِالنَّبْلِ».
زَادَ الزُّبَيْرِيُّ: يَعْنِي كَثَرُوكُمْ «فَارْمُوهُمْ
وَاسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب غزوة بدر (3984) (3985).
بَاب الْمِجَنِّ وَمَنْ يَتَّرِسُ بِتُرْسِ صَاحِبِهِ
[1056]- (3811) خ نَا أَبُومَعْمَرٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَارِثِ, نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو
طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ, مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ, وَكَانَ
أَبُوطَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ, كَسَرَ
يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، وَكَانَ الرَّجُلُ
يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنْ النَّبْلِ فَيَقُولُ:
«انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ» , قَالَ: تَشَرَّفَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى
الْقَوْمِ, فَيَقُولُ أَبُوطَلْحَةَ: بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي, لاَ تُشْرِفْ, يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ
الْقَوْمِ, نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ.
_________
(1) تكملة الترجمة مِنْهُمْ أَسْلَمُ بْنُ أَفْصَى بْنِ
حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خُزَاعَةَ أهـ،
وهذا مذهب البُخَارِيّ وطائفة من أهل العلم أن العرب
قحطانيهم وعدنانيهم يرجعون في النسب إلى إسماعيل صلى الله
عليه وعلى أبيه إبراهيم وابنه محمد وسلم.
(2/302)
وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أبِي
بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ,
أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا, تُنْقِزَانِ الْقِرَبَ عَلَى
مُتُونِهِمَا, تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ,
ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلاَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ
فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ.
وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أبِي طَلْحَةَ
إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا.
(2880) خ: وقَالَ غيره: تَنْقُلانِ (1).
وَخَرّجَهُ فِي: غزوة أحد بَاب قوله {إِذْ هَمَّتْ
طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ
وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ
الْمُؤْمِنُونَ} (4064) , وفِي بَابِ مَنَاقِبُ أبِي
طَلْحَةَ (3811).
بَابٌ مَعْنَاهُ فَضْلُ الرَّمْي
[1057]- (2905) خ نَا قَبِيصَةُ, نَا سُفْيَانُ, عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
حَ, و (4059) نَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ, نَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَبْدِ الله
بْنِ شَدَّادٍ, عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ
سُفْيَانُ: يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ.
وقَالَ ابنُ صَفْوَانَ: جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلاَ
لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ, فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ
يَوْمَ أُحُدٍ: «يَا سَعْدُ ارْمِ فِدَاكَ أبِي وَأُمِّي».
_________
(1) يعني بدل: تنقزان.
وهذا الحديث في هذه المواضع أخرجه البُخَارِيّ من حديث
أبِي معمر باتفاق في السند واختلاف يسير في المتن، وقد
أخرجه في الباب (2902) من حديث أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبِي طَلْحَةَ
عَنْ أَنَسِ.
ولكنه مختصر، فلذلك رغب عنه المهلب.
وفيه من الزيادة أنَّ تَشَرُّفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم لأجل أن ينظر إلى موضع نبل أبِي طلحة رضي الله عنه.
(2/303)
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب قَوْلِ الرَّجُلِ
فَدَاكَ أبِي وَأُمِّي (6184) , وفِي بَابِ قوله عَزَّ
وَجَلَّ {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ
تَفْشَلَا} فِي بَابِ غزوة أحد (4058) (4059).
(2/304)
بَابُ حِلْيَةِ السُّيُوفِ
[1058]- (2909) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نَا عَبْدُ
الله, أنا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ
بْنَ حَبِيبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ:
لَقَدْ فَتَحَ الْفُتُوحَ قَوْمٌ مَا كَانَتْ حِلْيَةُ
سُيُوفِهِمْ الذَّهَبَ وَلاَ الْفِضَّةَ, إِنَّمَا كَانَتْ
حِلْيَتُهُمْ الْعَلاَبِيَّ وَالْآنُكَ وَالْحَدِيدَ.
بَاب مَنْ عَلَّقَ سَيْفَهُ بِالشَّجَرِ فِي السَّفَرِ
عِنْدَ الْقَائِلَةِ
[1059]- (2913) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ الزُّهْرِيِّ.
(4134) خ: وَقَالَ أَبَانُ, نَا يَحْيَى بْنُ أبِي
كَثِيرٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, عَنْ جَابِرٍ.
حَ, وَ (2910) نَا أَبُوالْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, نَا سِنَانُ بْنُ أبِي
سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله, أَخْبَرَ أَنَّهُ غَزَا مَعَ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ
نَجْدٍ فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ, فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ
فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ, فَنَزَلَ وَتَفَرَّقَ
النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ, قَالَ
أَبُوسَلَمَةَ: فَإِذَا أَتَيْنَا عَلَى شَجَرَةٍ
ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
قَالَ شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ: فَنَزَلَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ,
فَتَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَنِمْنَا نَوْمَةً, فَإِذَا
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوَنَا,
وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ, فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا
اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ,
فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا».
قَالَ أَبُوسَلَمَةَ: فَقَالَ: أتَخَافُنِي؟ قَالَ: «لاَ».
(2/305)
قَالَ شُعَيْبٌ: فَقَالَ: «مَنْ يَمْنَعُكَ
مِنِّي؟ , فَقُلْتُ: الله عَزَّ وَجَلَّ ثَلاَثًا».
قَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سِنَانَ: «فَشَامَ السَّيْفَ
فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ» ولَمْ يُعَاقِبْهُ.
قَالَ أَبُوسَلَمَةَ: فَتَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُقِيمَتْ الصَّلاَةُ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب غزوة ذات الرقاع (4134 - 4136) ,
وقَالَ فيها البُخَارِيّ:
(4136) وَقَالَ مُسَدَّدٌ, عَنْ أبِي عَوَانَةَ, عَنْ أبِي
بِشْرٍ: اسْمُ الرَّجُلِ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ.
وفِي بَابِ تَفَرُّقِ النَّاسِ عَنْ الْإِمَامِ عِنْدَ
الْقَائِلَةِ وَالِاسْتِظْلاَلِ بِالشَّجَرِ (2913) , وباب
غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ (4139).
بَاب مَا قِيلَ فِي دِرْعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقَمِيصِ فِي الْحَرْبِ
[1060]- (4875) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ
حَوْشَبٍ، وَ (2915) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالاَ:
نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ, نَا خَالِدٌ, عَنْ عِكْرِمَةَ,
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ - زَادَ ابْنُ
حَوْشَبٍ: يَوْمَ بَدْرٍ -: «اللهمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ
عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ, اللهمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ
بَعْدَ الْيَوْمِ».
فَأَخَذَ أَبُوبَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا
رَسُولَ الله, فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ.
وَهُوَ - زَادَ ابْنُ حَوْشَبٍ: يَثِبُ - فِي الدِّرْعِ,
فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: «{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ
وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}».
يَعْنِي مِنْ الْمَرَارَةِ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {إِذْ
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي
مُمِدُّكُمْ} إلَى قَوْلِهِ {شَدِيدُ الْعِقَابِ} (3953) ,
وباب قوله {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية (4875) (4877).
(2/306)
بَاب الْحَرِيرِ فِي الْحَرْبِ
[1061]- (2920) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ, نَا
هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ, حَ, وَ (2919) نَا أَحْمَدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ, نَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ, نَا سَعِيدٌ
عَنْ, قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ, أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرِ فِي
قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا.
وقَالَ هَمَّامٌ: أنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَالزُّبَيْرَ
شَكَوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
يَعْنِي الْقَمْلَ - فَأَرْخَصَ لَهُمَا فِي الْحَرِيرِ,
فَرَأَيْتُهُ عَلَيْهِمَا فِي غَزَاةٍ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب ما يرخص للرجال من الحرير للحكة
(5839).
بَاب مَا قِيلَ فِي قِتَالِ الرُّومِ
[1062]- (2924) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ
الدِّمَشْقِيُّ, نَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ, عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ, أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيَّ
حَدَّثَهُ, أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ,
وَهُوَ نَازِلٌ فِي سَاحَةِ حِمْصَ, وَهُوَ فِي بِنَاءٍ
لَهُ, وَمَعَهُ أُمُّ حَرَامٍ, قَالَ عُمَيْرٌ:
فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إنَّ
أَوَّلَ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ (قَدْ
أَوْجَبُوا) (1)»، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ الله أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: «أَنْتِ فِيهِمْ»،
ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ
قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ»، فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا
رَسُولَ الله؟ قَالَ: «لاَ».
بَاب قِتَالِ الْيَهُودِ
[1063]- (3593) خ نَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ, نَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ
بْنُ عَبْدِ الله, أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله
_________
(1) سقط على الناسخ وهو في الصحيح من جميع الروايات.
(2/307)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ, فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ,
حتى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ
وَرَائِي فَاقْتُلْهُ».
وَخَرّجَهُ فِي: علامات النبوة (3593).
بَاب قِتَالِ التُّرْكِ
[1064]- (3592) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, نَا أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الأَعْرَجِ, عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ, أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُقَاتِلُوا تُقَاتِلُوا التُّرْكَ, صِغَارَ الأَعْيُنِ,
حُمْرَ الْوُجُوهِ, ذُلْفَ الْأُنُوفِ, كَأَنَّ
وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ, وَلَيَأْتِيَنَّ
عَلَى أَحَدِكُمْ زَمَانٌ لاَنْ يَرَانِي أَحَبُّ إِلَيْهِ
مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ».
وَخَرّجَهُ فِي: علامات النبوة (3592).
بَاب قِتَالِ الَّذِينَ يَنْتَعِلُونَ الشَّعَرَ
[1065]- (3590) خ نَا يَحْيَى, نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ,
عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا
وَكَرْمَانَ مِنْ الأَعَاجِمِ, حُمْرَ الْوُجُوهِ, فُطْسَ
الْأُنُوفِ, صِغَارَ الأَعْيُنِ, كأَنَّ وُجُوهَهُم
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ, نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ».
وَخَرّجَهُ فِي: علامات النبوة (3590).
وقَالَ فيه البُخَارِيُّ:
[1066]- (3591) نَا عَلِيٌّ, نَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ
إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي قَيْسٌ، قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا
هُرَيْرَةَ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ سِنِينَ, لَمْ
(2/308)
أَكُنْ فِي سِنِيَّ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ
أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ, سَمِعْتُهُ يَقُولُ,
وَقَالَ هَكَذَا بِيَدَيْهِ: «بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ
تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمْ الشَّعَرُ» وَهُوَ هَذَا
الْبَارِزُ, وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَهُمْ أَهْلُ
الْبَازِرِ.
بَاب الدُّعَاءِ لِلْمُشْرِكِينَ بِالْهُدَى
لِيَتَأَلَّفَهُمْ
[1067]- (2937) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, نَا شُعَيْبٌ -
لَفْظُهُ -, وَ (6394) نَا عليٌّ, نَا سُفْيَانُ, نَا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ
وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ, فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله, إِنَّ دَوْسًا
عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ الله عَلَيْهَا, فَقِيلَ:
هَلَكَتْ دَوْسٌ, قَالَ سُفْيَانُ: فَظَنَّ النَّاسُ
أَنَّهُ يَدْعُو عَلَيْهِمْ, فَقَالَ: «اللهمَّ اهْدِ
دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب قصة دوس والطفيل بن عمرو من المغازي
(4392) , وفِي كِتَابِ الدعاء (6397).
باب مَنْ أَحَبَّ الْخُرُوجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ
[1068]- (2948) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ, نَا عَبْدُ
الله, أنا يُونُسُ، حَ وَ (2950) نَا عَبْدُ الله بْنُ
مُحَمَّدٍ, نَا هِشَامٌ, أنا مَعْمَرٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ,
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ
أَبِيهِ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَرَجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ, وَكَانَ
يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.
زَادَ يُونُسُ: لَقَلَّمَا كَانَ يَخْرُجُ إِذَا خَرَجَ
فِي سَفَرٍ إِلاَ يَوْمَ الْخَمِيسِ.
بَاب التَّوْدِيعِ
[1069]- (3016) خ نَا قُتَيْبَةُ, نَا الَّليْثُ, عَنْ
بُكَيْرٍ.
(2/309)
(2954) خ: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ الْمُهَلَّبُ:
نَا الأَصِيلِيُّ, نَا حَمْزَةُ, نَا النَّسَائِيُّ, نَا
يُونُسُ بْنُ عَبْدِالأَعْلَى, عَنْ ابْنِ وَهْبٍ,
أَخْبَرَنِي عَمْرٌو, عَنْ بُكَيْرٍ, عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ يَسَارٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ:
بَعَثَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي بَعْثٍ, وَقَالَ لَنَا: «إِنْ لَقِيتُمْ فُلاَنًا
وَفُلاَنًا»، زَادَ ابْنُ وَهْبٍ: لِرَجُلَيْنِ مِنْ
قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا «فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ»، زَادَ
ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ
أَرَدْنَا الْخُرُوجَ, فَقَالَ: «إِنِّي أَمَرْتُكُمْ أَنْ
تُحَرِّقُوا فُلاَنًا وَفُلاَنًا بِالنَّارِ, وَإِنَّ
النَّارَ لاَ يُعَذِّبُ بِهَا إِلاَ الله, فَإِنْ
أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا».
وَخَرّجَهُ فِي: باب لا يعذب بعذاب الله (3016).
بَاب السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلْإِمَامِ ما لم يأمر
بمعصيةٍ
[1070]- (2955) خ نَا مُسَدَّدٌ, نَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ,
عَنْ عبد الله, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ
الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ, مَا لَمْ يُؤْمَرْ
بِمَعْصِيَةٍ, فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ
وَلاَ طَاعَةَ».
وَخَرّجَهُ فِي: كتاب الأحكام بمثل هذا التبويب (7144).
بَاب يُقَاتَلُ مِنْ وَرَاءِ الْإِمَامِ وَيُتَّقَى بِهِ
[1071]- (2957) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, نَا شُعَيْبٌ, نَا
أَبُوالزِّنَادِ, أَنَّ الأَعْرَجَ, حَدَّثَهُ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ, أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَطَاعَنِي
فَقَدْ أَطَاعَ الله عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ عَصَانِي
فَقَدْ عَصَى الله عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ يُطِعْ
(2/310)
الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي, وَمَنْ
يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي, فَإِنَّمَا الْإِمَامُ
جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ, فَإِنْ
أَمَرَ بِتَقْوَى الله وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ
أَجْرًا, وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ عَلَيْهِ مِنْهُ».
وَخَرّجَهُ فِي: كتاب الأحكام وقول الله عَزَّ وَجَلَّ
{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (7137).
بَاب الْبَيْعَةِ فِي الْحَرْبِ أَنْ لاَ يَفِرُّوا
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَلَى الْمَوْتِ, لِقَوْلِ الله
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.
[1072]- (2958) خ نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نَا
جُوَيْرِيَةُ, عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ:
رَجَعْنَا مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَمَا اجْتَمَعَ
مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ الَّتِي بَايَعْنَا
تَحْتَهَا, كَانَتْ رَحْمَةً مِنْ الله.
فَسَأَلْنَا نَافِعًا: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ بَايَعَهُمْ,
عَلَى الْمَوْتِ؟ قَالَ: لاَ, بَلْ بَايَعَهُمْ عَلَى
الصَّبْرِ.
[1073]- (2960) خ وَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ,
نَا يَزِيدُ بْنُ أبِي عُبَيْدٍ, عَنْ سَلَمَةَ قَالَ:
بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ الشَّجَرَةِ, فَلَمَّا خَفَّ
النَّاسُ قَالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ, أَلاَ تُبَايِعُ؟»
, قَالَ: قُلْتُ: قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ الله, قَالَ:
«وَأَيْضًا»، فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ.
(2/311)
فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ, عَلَى
أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ:
عَلَى الْمَوْتِ (1).
وَخَرّجَهُ فِي: باب عمرة الحديبية (4169) , وفِي بَابِ
كيف يبايع الإمام (7206).
بَاب عَزْمِ الْإِمَامِ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يُطِيقُونَ
[1074]- (2964) خ نَا عُثْمَانُ بْنُ أبِي شَيْبَةَ, نَا
جَرِيرٌ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ أبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ
عَبْدُ الله: لَقَدْ أَتَانِي الْيَوْمَ رَجُلٌ
فَسَأَلَنِي عَنْ أَمْرٍ مَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ
عَلَيْهِ, قَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا نَشِيطًا
يَخْرُجُ مَعَ أُمَرَائِنَا فِي الْمَغَازِي, فَيَعْزِمُ
عَلَيْنَا فِي أَشْيَاءَ لاَ نُحْصِيهَا, فَقُلْتُ لَهُ:
وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ, إِلاَ أَنَّا كُنَّا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَسَى
أَنْ لاَ يَعْزِمَ عَلَيْنَا فِي أَمْرٍ إِلاَ مَرَّةً
حَتَّى نَفْعَلَهُ, وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَنْ يَزَالَ
بِخَيْرٍ مَا اتَّقَى الله, وَإِذَا شَكَّ فِي نَفْسِهِ
شَيْءٌ سَأَلَ رَجُلًا فَشَفَاهُ مِنْهُ, وَأَوْشَكَ أَنْ
لاَ تَجِدُوهُ, وَالَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ مَا
أَذْكُرُ مَا غَبَرَ مِنْ الدُّنْيَا إِلاَ كَالثَّغْبِ
شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ.
بَاب مُبَادَرَةِ الْإِمَامِ عِنْدَ الْفَزَعِ
[1075]- (2969) خ نَا الْفَضْلُ, نَا الحُسَيْنُ, نَا
جَرِيرٌ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ أَنَسِ.
_________
(1) هذا الحديث من أعلى ما وقع للبخاري، وقد حدثه به شيخان
عن يزيد هما المكي كما ساقه المهلب، وأبو عاصم أخرجه فِي
كِتَابِ الأحكام (7208)، والمكي وأبو عاصم من كبار شيوخ
البُخَارِيّ، وقد ساقه عن غيرهما كقتيبة (4169) والقعنبي
(7206) فنزل فيه درجة، وَاللهُ أَعْلَمُ.
والحديث الذي قبله عن ابن عمر هو من أعلى ما يقع للبخاري
عن ابن عمر يحدثه رجل عن مالك أو جويرية عن نافع عن ابن
عمر، وقول نافع في آخره مدفوع بحديث سلمة بن الأكوع،
وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/312)
وَ (2968) نَا مُسَدَّدٌ, نَا يَحْيَى,
عَنْ شُعْبَةَ.
وَ (2867) نَا عَبْدُ الأَعْلَى, نَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ, نَا سَعِيدٌ, عَنْ قَتَادَةَ, عَنْ أَنَسِ.
وَ (2908) نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نَا حَمَّادٌ, حَ,
وَ (6033) نَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ, نَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ, عَنْ ثَابِتٍ, عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ
النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ,
وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ, فَاسْتَقْبَلَهُمْ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ
النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ.
زَادَ ابْنُ حَرْبٍ: وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَهُوَ يَقُولُ: «لَمْ تُرَاعُوا لَمْ
تُرَاعُوا»، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ.
زَادَ ابْنُ سِيرِين: بَطِيئًا يَرْكُضُ وَحْدَهُ.
قَالَ ابنُ عَوْنٍ: عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ, فِي
عُنُقِهِ سَيْفٌ.
زَادَ قَتَادَةُ: كَانَ يَقْطِفُ, أَوْ كَانَ بِهِ
قِطَافٌ, فَلَمَّا رَجَعَ, قَالَ يَحْيَى: «مَا رَأَيْنَا
مِنْ شَيْءٍ»، وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ: «وَجَدْنَا
فَرَسَكُمْ هَذَا بَحْرًا» - زَادَ ابنُ عَوْنٍ: «أَوْ
إِنَّهُ لَبَحْرٌ» - فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يُجَارَى.
وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: فَمَا سُبِقَ بَعْدَ
ذَلِكَ الْيَوْمِ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب إِذَا فَزِعُوا بِاللَّيْلِ (3040) ,
وباب السرعة والركض في الروع (2969) , وباب ركوب الفرس
(العري) (2866) , وبَاب الْفَرَسِ الْقَطُوفِ (2867) ,
وبَاب الْحَمَائِلِ وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالْعُنُقِ
(2908) , وبَاب الْمَعَارِيضُ مَنْدُوحَةٌ عَنْ الْكَذِبِ
(6212) , وبَاب حُسْنِ الْخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَمَا
يُكْرَهُ مِنْ الْبُخْلِ (6033) , وباب الركوب على دابة
صعبة والفحولة من الخيل (2862) , وبَاب مَنْ اسْتَعَارَ
مِنْ النَّاسِ الْفَرَسَ (2627).
(2/313)
بَاب الْجَعَائِلِ وَالْحُمْلاَنِ فِي
السَّبِيلِ
خ: قَالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أتَغْزُو؟ (1)
قَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُعِينَكَ بِطَائِفَةٍ مِنْ
مَالِي, قُلْتُ: أَوْسَعَ الله عَلَيَّ, قَالَ: إِنَّ
غِنَاكَ لَكَ, وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ مَالِي
فِي هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ نَاسًا يَأْخُذُونَ مِنْ هَذَا
الْمَالِ لِيُجَاهِدُوا ثُمَّ لاَ يُجَاهِدُونَ, فَمَنْ
فَعَلَهُ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِمَالِهِ حَتَّى نَأْخُذَ
مِنْهُ مَا أَخَذَه.
وَقَالَ طَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ: إِذَا دُفِعَ إِلَيْكَ
شَيْءٌ تَخْرُجُ بِهِ فِي سَبِيلِ الله فَاصْنَعْ بِهِ مَا
شِئْتَ وَضَعْهُ عِنْدَ أَهْلِكَ.
بَاب مَا قِيلَ فِي لِوَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[1076]- (2974) خ نَا سَعِيدُ بْنُ أبِي مَرْيَمَ, نَا
اللَّيْثُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ أبِي مَالِكٍ
الْقُرَظِيُّ, أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ
وَكَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ الْحَجَّ فَرَجَّلَ.
[1077]- (4209) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, نَا
حَاتِمٌ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي عُبَيْدٍ (عَنْ سَلَمَةَ
قَالَ) (2): كَانَ عَلِيٌّ تَخَلَّفَ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَرَ وَكَانَ
رَمِدًا, فَقَالَ: أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقَ.
_________
(1) عامة روايات البُخَارِيّ: الْغَزْوَ، وهُوَ
بِالنَّصْبِ عَلَى الْإِغْرَاء، وَالتَّقْدِير عَلَيْك
الْغَزْو، أَوْ عَلَى حَذْف فِعْل أَيْ أُرِيدَ الْغَزْو.
وَفِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيّ " أَتَغْزُو "
بِالِاسْتِفْهَامِ كما هنا، لكن وقع في النسخة زيادة ألف
مقصورة آخر الكلمة، وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2) سقط من النسخة وهو فِي الأَصْلِ.
(2/314)
(2975) خ نَا قُتَيْبَةُ, نَا حَاتِمٌ,
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي عُبَيْدٍ, عَنْ سَلَمَةَ قَالَ:
كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ قد تَخَلَّفَ.
[1078]- (4210, 3009) وَنَا قُتَيْبَةُ, نَا يَعْقُوبُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ أبِي حَازِمٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ, أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ:
«لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ
الله عَلَى يَدَيْهِ, يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ»،
أوقَالَ: «يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ».
قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ
أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا, (فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ
غَدَوْا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا) (1)
فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ؟» فَقَالَ:
هُوَ يَا رَسُولَ الله يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ, قَالَ:
«فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ»، فَأُتِيَ بِهِ, فَبَصَقَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ
وَدَعَا لَهُ, فَبَرَأَ, حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ
وَجَعٌ, فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ, فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا
رَسُولَ الله أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟
فَقَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ
بِسَاحَتِهِمْ, ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلاَمِ,
وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ الله
فِيهِ, فَوَالله لاَنْ يَهْدِيَ الله بِكَ رَجُلًا
وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ
النَّعَمِ».
زَادَ سَلَمَةُ: فَفَتَحَ الله عَلَيْهِ.
وَخَرّجَهُ فِي: مناقب علي بن أبِي طالب رضي الله عنه
(3701) (3702) , وفِي بَابِ غزوة خيبر (4209) (4210) ,
وفِي بَابِ دعاء النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الناس إلى الإسلام والنبوة (2942) , وفِي بَابِ فضل من
أسلم على يديه رجل (3009).
_________
(1) انتقل نظر الناسخ فأسقط ما بين القوسين.
(2/315)
بَاب قَوْله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}.
[1079]- (2977) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَ (7013)
سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ, عَنْ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عُقَيْلٌ, وَ (7273) نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ
الله, نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ, عَنْ ابْنِ شِهَابٍ,
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ, وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ,
وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي مَفَاتِحَ (1)
خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي».
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا أَوْ
تَرْغَثُونَهَا أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.
وقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عن اللَّيْثِ: وَأَنْتُمْ
تَنْتَثِلُونَهَا.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب رُؤْيَا اللَّيْلِ (6998):
نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ, نَا الطُّفَاوِيُّ, نَا
أَيُّوبُ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ، وقَالَ فِيهِ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ
الْبَارِحَةَ»، قَالَ: وَأَنْتُمْ تَنْتَقِلُونَهَا.
وفِي بَابِ الْمَفَاتِيحِ فِي الْيَدِ (7013) وقَالَ فيه
البُخَارِيّ:
وَبَلَغَنِي أَنَّ جَوَامِعَ الْكَلِمِ أَنَّ الله عَزَّ
وَجَلَّ يَجْمَعُ الْأُمُورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ
تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ
وَالأَمْرَيْنِ, أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ.
وفِي بَابِ قَوْلِه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ» (7273).
بَاب حَمْلِ الزَادَ فِي الْغَزْوِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.
_________
(1) هكذا فِي الأَصْلِ، وفي الصحيح: رَأَيْتُنِي أُتِيتُ
بِمَفَاتِيحِ.
(2/316)
[1080]- (2979) خ نَا عُبَيْدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ, نَا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ هِشَامٍ قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي، وَحَدَّثَتْنِي أَيْضًا فَاطِمَةُ,
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أبِي بَكْرٍ
حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ,
قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ
مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ, فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَالله
مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلاَ نِطَاقِي, قَالَ:
فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ, بِوَاحِدٍ
السِّقَاءَ, وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ, فَفَعَلْتُ,
فَبِذَلِكَ سُمِّيتُ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب هجرة النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وأصحابه إلى المدينة (3907).
[1081]- (2982) خ وَنَا بِشْرُ بْنُ مَرْحُومٍ, نَا
حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبِي
عُبَيْدٍ, عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: خَفَّتْ أَزْوَادُ
النَّاسِ وَأَمْلَقُوا, فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ, فَأَذِنَ
لَهُمْ, فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ, فَقَالَ: مَا
بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟، فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ: يَا
رَسُولَ الله مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ, فقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَادِ فِي
النَّاسِ فَيَأْتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ»، فَدَعَا
وَبَرَّكَ عَلَيْهِ, ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ
فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا, ثُمَّ قَالَ رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَ الله وَأَنِّي رَسُولُ الله».
وَخَرّجَهُ فِي: باب الشركة في الطعام, الباب، (2484) (1).
_________
(1) بإسناده ومتنه وزَادَ فيه هناك: فَبُسِطَ لِذَلِكَ
نِطَعٌ وَجَعَلُوهُ عَلَى النِّطَعِ.
(2/317)
بَاب السَّفَرِ بِالْمَصَاحِفِ إِلَى
أَرْضِ الْعَدُوِّ
وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
الْقُرْآنَ.
[1082]- (2990) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ
مَالِكٍ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ,
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى
أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ.
بَاب يُكْتَبُ لِلْمُسَافِرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ
فِي الْإِقَامَةِ
[1083]- (2996) خ نَا مَطَرُ بْنُ الْفَضْلِ, نَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ, أخبرنا الْعَوَّامُ, أخبرنا إِبْرَاهِيمُ
أَبُوإِسْمَاعِيلَ (1)
السَّكْسَكِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ
وَاصْطَحَبَ هُوَ وَيَزِيدُ بْنُ أبِي كَبْشَةَ فِي
سَفَرٍ, وَكَانَ يَزِيدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ, فَقَالَ
لَهُ أَبُوبُرْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى مِرَارًا
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ
لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا».
_________
(1) فِي الأَصْلِ: ابن إسماعيل وهو تصحيف، وقَالَ في
التقريب: إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، أَبُوإسماعيل
الكوفي، مولى صخير بالمهملة ثم المعجمة مصغرا، صدوق ضعيف
الحفظ من الخامسة خ د س.
وقد أخرج البُخَارِيّ للسكسكي حديثين تفرد بهما في الصحيح،
هذا أحدهما، والثاني فِي كِتَابِ البيوع باب ما يكره من
الحلف (2088)، وهو حديثه: عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أبِي
أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَقَامَ رَجُلٌ
سِلْعَتَهُ فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا مَا
لَمْ يُعْطِهَا فَنَزَلَتْ: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ
بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا)،
وكرره في موضعين (2675) وَ (4551).
(2/318)
بَاب السَّيْرِ وَحْدَهُ
[1084]- (2998) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نَا عَاصِمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ, عَنْ
أَبِيهِ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا
فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ
وَحْدَهُ».
بَاب الْجِهَادِ بِإِذْنِ الأَبَوَيْنِ
[1085]- (3004) خ نَا آدَمُ, نَا شُعْبَةُ, نَا حَبِيبُ
بْنُ أبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ
الشَّاعِرَ وَكَانَ لاَ يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ, قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ, فَقَالَ: «أَحَيٌّ
وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: «فَفِيهِمَا
فَجَاهِدْ».
بَاب مَا قِيلَ فِي الْجَرَسِ وَنَحْوِهِ فِي أَعْنَاقِ
الْإِبِلِ
[1086]- (3005) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نَا
مَالِكٌ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أبِي بَكْرٍ, عَنْ
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ, أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ
الأَنْصَارِيَّ, أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فِي بَعْضِ
أَسْفَارِهِ, قَالَ عَبْدُ الله: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ:
وَالنَّاسُ فِي مَبِيتِهِمْ, فَأَرْسَلَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (1) رَسُولًا: «لاَ
يَبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ
أَوْ قِلاَدَةٌ إِلاَ قُطِعَتْ».
بَاب الْجَاسُوسِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}.
_________
(1) انتقل نظر الناسخ فأسقط ما بين القوسين.
(2/319)
[1087]- (3007) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الله، وَ (4274) قُتَيْبَةُ، وَ (4890) الْحُمَيْدِيُّ,
نَا سُفْيَانُ, نَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ (1) قَالَ:
أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ, أَخْبَرَنِي عُبَيْدَ
الله بْنَ أبِي رَافِعٍ كَاتِبُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيًّا.
[1088]- (6259) وَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ, نَا ابْنُ
إِدْرِيسَ, حَدَّثَنِي حُصَيْنُ، وَ (3081) نَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الله بْنِ حَوْشَبٍ الطَّائِفِيُّ, نَا
هُشَيْمٌ, نَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ, عَنْ
سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ, عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيِّ، وَكَانَ عُثْمَانِيًّا, فَقَالَ لِابْنِ
عَطِيَّةَ (2) وَكَانَ عَلَوِيًّا: إِنِّي لأَعْلَمُ مَا
الَّذِي جَرَّأَ صَاحِبَكَ عَلَى الدِّمَاءِ, سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: بَعَثَنِي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ وَأَبَا
مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ, وقَالَ سُفْيَانُ: وَالْمِقْدَادُ.
قَالَ حُصَيْنُ: وَكُلُّنَا فَارِسٌ, فَقَالَ:
«انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ
بِهَا امْرَأَةً مِنْ الْمُشْرِكِينَ، مَعَهَا صَحِيفَةٌ
مِنْ حَاطِبِ بْنِ أبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ».
قَالَ سُفْيَانُ: «فَخُذُوهُ مِنْهَا» قَالَ:
فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا
الرَّوْضَةَ.
قَالَ حُصَيْنُ: فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى جَمَلٍ
لَهَا حَيْثُ قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ: قُلْنَا: أَيْنَ الْكِتَابُ
الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي من كِتَابٍ،
فَأَنَخْنَا بِهَا فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا فَمَا
وَجَدْنَا شَيْئًا, قَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى كِتَابًا,
قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُ مَا كَذَبَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ
لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ, قَالَ:
فَلَمَّا رَأَتْ الْجِدَّ مِنِّي أَهْوَتْ بِيَدِهَا إِلَى
حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْ
الْكِتَابَ.
_________
(1) فِي الأَصْلِ: عبد الله بن دينار، وهو سبق قلم.
(2) هو حبان بن عطية كما عند البُخَارِيّ من حديث موسى بن
اسماعيل (6939).
(2/320)
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبٍ إِلَى نَاسٍ
بِمَكَّةَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ
أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ حُصَيْنُ: فَقَالَ: «مَا حَمَلَكَ يَا حَاطِبُ عَلَى
مَا صَنَعْتَ؟»، قَالَ: مَا بِي ألاَ أَكُونَ مُؤْمِنًا
بِالله وَرَسُولِهِ, وَمَا غَيَّرْتُ وَلاَ بَدَّلْتُ.
وقَالَ سُفْيَانُ: فقَالَ: يَا رَسُولَ الله لاَ تَعْجَلْ
عَلَيَّ, إِنِّي كُنْتُ امْرًا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ,
يَقُولُ: كُنْتُ حَلِيفًا وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا،
فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ
أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا.
قَالَ حُصَيْنُ: يَدْفَعُ الله بِهَا عَنْ أَهْلِي
وَمَالِي, وَلَيْسَ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلاَ وَلَهُ هُنَاكَ
مَنْ يَدْفَعُ الله عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. وقَالَ
سُفْيَانُ: قَالَ: وَمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ
لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ
وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ
دِينِي, وَلاَ رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلاَمِ,
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ».
زَادَ حُصَيْنُ: قَالَ: «فَلاَ تَقُولُوا لَهُ إِلاَ
خَيْرًا».
قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ قَدْ
خَانَ الله وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ, فَدَعْنِي
فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ, زَادَ سُفْيَانُ: عُنُقَ هَذَا
الْمُنَافِقِ.
فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا, وَمَا يُدْرِيكَ
لَعَلَّ الله اطَّلَعَ عَلَى مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَقَالَ:
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».
وقَالَ حُصَيْنُ: «فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ».
قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ, وَقَالَ: الله
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
(2/321)
قَالَ سُفْيَانُ: فَأَنْزَلَ الله عَزَّ
وَجَلَّ السُّورَةَ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا
جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} إلَى قَوْلِهِ {فَقَدْ ضَلَّ
سَوَاءَ السَّبِيلِ}.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا (3983) ,
وَباب المتأولين (6939)، وفِي بَابِ مَنْ نَظَرَ فِي
كِتَابِ مَنْ يُحْذَرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِيَسْتَبِينَ
أَمْرُهُ (6259) , بَاب إِذَا اضْطَرَّ الرَّجُلُ إِلَى
النَّظَرِ فِي شُعُورِ أَهْلِ الذِّمَّةِ (3081).
بَاب فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ
[1089]- (3011) خ نَا عَلِيٌّ, نَا سُفْيَانُ, و (5083)
نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ, نَا
صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ - هو ابنُ حَيٍّ -
نَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوبُرْدَةَ, عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ»،
وقَالَ سُفْيَانُ: «أَمَةٌ» , قَالَ عَبْدُالوَاحِدِ:
«فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا, وَأَدَّبَهَا
فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا, ثُمَّ أَعْتَقَهَا
وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ, وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِي فَلَهُ
أَجْرَانِ, وَأَيُّمَا مَمْلُوكٍ أَدَّى حَقَّ مَوَالِيهِ
وَحَقَّ رَبِّهِ فَلَهُ أَجْرَانِ».
قَالَ الشَّعْبِيُّ: خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ, قَدْ كَانَ
الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِيمَا دُونَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَخَرّجَهُ فِي: باب اتِّخَاذِ السَّرارِي ومَن أَعْتقَ
جَارِيةً ثُمّ تَزوّجَهَا (5083).
بَاب أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ فَيُصَابُ الْوِلْدَانُ
وَالذَّرَارِيُّ
(بَيَاتًا): لَيْلًا.
(2/322)
[1090]- (3012) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الله, نَا سُفْيَانُ, نَا الزُّهْرِيُّ, أَنَّهُ سَمِعَ
عُبَيْدَ الله, عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, نَا الصَّعْبُ بْنُ
جَثَّامَةَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ الدَّارِ يُبَيَّتُونَ مِنْ
الْمُشْرِكِينَ فَيُصَابُ مِنْ نِسَائِهِمْ
وَذَرَارِيِّهِمْ, قَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ».
بَاب قَتْلِ النساء والصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ
[1091]- (3014) خ نَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ, نَا
اللَّيْثُ, عَنْ نَافِعٍ, أَنَّ عَبْدَ الله أَخْبَرَهُ:
أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ
قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
بَاب إِذَا حَرَّقَ الْمُشْرِكُ الْمُسْلِمَ هَلْ
يُحَرَّقُ
[1092]- (3019) خ نَا ابْنُ بُكَيْرٍ, نَا اللَّيْثُ, عَنْ
يُونُسَ, عَنْ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ
وَأَبِي سَلَمَةَ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَ, وَ (3319) نَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ
أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الأَعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ,
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«نَزَلَ نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ
فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ, فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ
مِنْ تَحْتِهَا, ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ
بِالنَّارِ, فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ
أَحْرَقْتَ أُمَّةً مِنْ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ».
زَادَ الأَعْرَجُ: «فَهَلاَ نَمْلَةً وَاحِدَةً».
وَخَرّجَهُ فِي: كتاب بدء الخلق وفي ذكر ما يقتل من الدواب
(3319).
(2/323)
بَاب حَرْقِ الدُّورِ وَالنَّخِيلِ
[1093]- (3021) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ, أنا
سُفْيَانُ, عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ نَافِعٍ.
حَ، و (2326) نَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نَا
جُوَيْرِيَةُ, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ, وَهِيَ
الْبُوَيْرَةُ, وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ حَرِيقٌ
بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب قَطْعِ الشَّجَرِ وَالنَّخِيلِ
(2326).
بَاب الْحَرْبُ خَدْعَةٌ
[1094]- (3030) خ نَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ, نَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ, عَنْ عَمْرٍو, سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «الْحَرْبُ خَدْعَةٌ».
بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ التَّنَازُعِ وَالِاخْتِلاَفِ فِي
الْحَرْبِ
وَعُقُوبَةِ مَنْ عَصَى إِمَامَهُ, وَقَالَ الله عَزَّ
وَجَلَّ {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ}.
[1095]- (4043) خ نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى, عَنْ
إِسْرَائِيلَ, عَنْ أبِي إِسْحَاقَ.
وَ (3039) نَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ, نَا زُهَيْرٌ, نَا
أَبُوإِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ
يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانُوا
خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ الله بْنَ جُبَيْرٍ.
(2/324)
وقَالَ إِسْرَائِيلُ فِيهِ: لَقِينَا
الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا مِنْ الرُّمَاةِ
وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ الله.
قَالَ زُهَيْرٌ: فَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمُوَنَا
تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا
حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ, وَإِنْ رَأَيْتُمُوَنَا
هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلاَ تَبْرَحُوا
حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ»، فَهَزَمَهُمْ.
وقَالَ إِسْرَائِيلُ: فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا حَتَّى
رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الْجَبَلِ، قَالَ
زُهْيَرٌ: قَدْ بَدَتْ خَلاَخِيلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ
رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ.
فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ الله بْنِ جُبَيْرٍ:
الْغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمِ الْغَنِيمَةَ, ظَهَرَ
أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْظُرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ الله
بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَوا: وَالله
لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنْ الْغَنِيمَةِ,
فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا
مُنْهَزِمِينَ, فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي
أُخْرَاهُمْ, فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ (1) رَجُلًا,
فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ, وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ
يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً, سَبْعِينَ أَسِيرًا
وَسَبْعِينَ قَتِيلًا, فَقَالَ أَبُوسُفْيَانَ: أَفِي
الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ, ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, فَنَهَاهُمْ
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يُجِيبُوهُ, ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أبِي
قُحَافَةَ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, ثُمَّ قَالَ: أَفِي
الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ, ثُمَّ
رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ, فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلاَءِ
فَقَدْ قُتِلُوا, فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ:
كَذَبْتَ وَالله يَا عَدُوَّ الله, إِنَّ الَّذِينَ
عَدَدْتَ لاَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ, وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا
يَسُوءُكَ, قَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ, وَالْحَرْبُ
_________
(1) فِي الأَصْلِ: اثنا عشر رجلا، على الرفع في اثني.
(2/325)
سِجَالٌ, إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي
الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي,
ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: ... أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ
هُبَلْ.
فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلاَ
تُجِيبُوهُ»، قَالَوا: يَا رَسُولَ الله, مَا نَقُولُ؟
قَالَ: «قُولُوا: الله أَعْلَى وَأَجَلُّ»، قَالَ: إِنَّ
لَنَا الْعُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ, فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلاَ تُجِيبُوهُ»،
قَالَوا: يَا رَسُولَ الله, مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا
الله مَوْلاَنَا وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ».
وَخَرّجَهُ فِي: باب غزوة أحد وقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ
غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} (4043) , وَباب {إِذْ تُصْعِدُونَ
وَلَا تَلْوُونَ} الآية (4067) , وباب فضل من شهد بَدْرًا
(3986) , وبَاب قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَالرَّسُولُ
يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} (4561)، خ: وَهْوَ تَأْنِيثُ
آخِرِكُمْ.
بَاب مَنْ رَأَى الْعَدُوَّ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ
يَا صَبَاحَاهْ (1) حَتَّى يُسْمِعَ النَّاسَ
[1096]- (4194) خ نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ, نَا
حَاتِمٌ, عَنْ يَزِيدَ.
وَ (3041) نَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نَا يَزِيدُ
بْنُ أبِي عُبَيْدٍ, عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ
أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ
ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ, زَادَ حَاتِمٌ: قَبْلَ أَنْ
يُؤَذَّنَ بِالْأُولَى, وَكَانَتْ لِقَاحٌ للنبيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْعَى بِذِي قَرَدَ, قَالَ
مَكِّيٌّ: حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ
لَقِيَنِي غُلاَمٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ,
فَقُلْتُ: وَيْحَكَ مَا لَكَ؟
_________
(1) الذي وقع في النسخة هنا وفي الموضعين اللاحقين: يَا
صَاحِبَاهْ، وهو تصحيف من الناسخ، ولا يوجد في شيء من
روايات البُخَارِيّ ولا ذكره الشراح في هذا الموضع.
قَالَ الشراح: (يَا صَبَاحَاهُ) هُوَ مُنَادَى مُسْتَغَاث،
وَالأَلِف لِلِاسْتِغَاثَةِ وَالْهَاء لِلسَّكْتِ،
وَكَأَنَّهُ نَادَى النَّاس اِسْتِغَاثَة بِهِمْ فِي وَقْت
الصَّبَاح.
وَكَانَتْ عَادَتهمْ يُغِيرُونَ فِي وَقْت الصَّبَاح،
فَكَأَنَّهُ قَالَ: تَأَهَّبُوا لِمَا دَهَمَكُمْ صَبَاحًا
أهـ.
(2/326)
قَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فقُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ:
غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَصَرَخْتُ ثَلاَثَ صَرَخَاتٍ,
أَسَمِعْتُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا: يَا صَبَاحَاهْ يَا
صَبَاحَاهْ, ثُمَّ انْدَفَعْتُ, زَادَ حَاتِمٌ: عَلَى
وَجْهِي, حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا
يَسْتَقُونَ مِنْ الْمَاءِ, فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ
بِنَبْلِي, وَكُنْتُ رَامِيًا, وَأَقُولُ:
أَنَا ابْنُ الأَكْوَع ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ
وَأَرْتَجِزُ حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ,
وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلاَثِينَ بُرْدَةً.
قَالَ: وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالنَّاسُ, فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ الله, قَدْ حَمَيْتُ
الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ, فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ
السَّاعَةَ, قَالَ: «يَا ابْنَ الأَكْوَعِ مَلَكْتَ
فَأَسْجِحْ».
زَادَ الْمَكِّيُّ: فقَالَ: «إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ
فِي قَوْمِهِمْ».
قَالَ حَاتِمٌ: ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَتِهِ
حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب غَزْوَةِ ذِي قَرَدَ (4194).
بَاب إِذَا نَزَلَ الْعَدُوُّ عَلَى حُكْمِ رَجُلٍ
[1097]- (4121) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ, نَا
غُنْدَرٌ, نَا شُعْبَةُ, عَنْ سَعْد بنِ إبراهيمَ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ, سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ
الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى
حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ, فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدٍ, فَأَتَى عَلَى
حِمَارٍ, فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَسْجِدِ قَالَ
لِلأَنْصَارِ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ أَوْ
أَخْيَرِكُمْ (1)» فَقَالَ:
_________
(1) هكذا في النسخة، وفي الصحيح: خيركم.
(2/327)
«هَؤُلاَءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ» ,
فَقَالَ: تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ, وَتَسْبِي
ذَرَارِيَّهُمْ, قَالَ: «قَضَيْتَ بِحُكْمِ الله عَزَّ
وَجَلَّ» وَرُبَّمَا قَالَ: «بِحُكْمِ الْمَلِكِ».
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» (6262) ,
وبَاب مَرْجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ الأَحْزَابِ وَمَخْرَجِهِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ
وَمُحَاصَرَتِهِ إِيَّاهُمْ (4121) , وبَاب مَنَاقِبُ
الأنصار (3804).
بَاب فِدَاءِ الْمُشْرِكِينَ
[1098]- (3048) خ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبِي أُوَيْسٍ,
نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ رِجَالًا مِنْ
الأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَوا: يَا رَسُولَ الله, ائْذَنْ
فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ,
فَقَالَ: «لاَ تَدَعُونَ مِنْهَا دِرْهَمًا».
وَخَرّجَهُ فِي: غَزْوةِ بَدْر (4081) , وفِي بَابِ إذَا
أُسِر أَخو الرّجل أو عمه هَل يُفَادَى إذَا كَانَ
مُشْركًا (2537).
بَاب الْحَرْبِيِّ إِذَا دَخَلَ دَارَ الْإِسْلاَمِ
بِغَيْرِ أَمَانٍ
[1099]- (3051) خ نَا أَبُونُعَيْمٍ, نَا
أَبُوالْعُمَيْسِ, عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ
الأَكْوَعِ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ
وَهُوَ فِي سَفَرٍ, فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ
يَتَحَدَّثُ, ثُمَّ انْفَتَلَ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ»
فَقَتَلَهُ, فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ.
(2/328)
بَاب التَّجَمُّلِ لِلْوُفُودِ
[1100]- (6081) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نَا
عَبْدُ الصَّمَدِ, نَا أَبِي, نَا يَحْيَى بْنُ أبِي
إِسْحَاقَ, قَالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله: مَا
الْإِسْتَبْرَقُ؟ قُلْتُ: مَا غَلُظَ مِنْ الدِّيبَاجِ
وَحَسُنَ (1) مِنْهُ.
[1101]- (948) وَنَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ, أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّ
عَبْدَ الله قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ حُلَّةً مِنْ
إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ.
حَ, وَ (2104) نَا آدَمُ, نَا شُعْبَةُ, نَا أَبُوبَكْرِ
بْنُ حَفْصٍ, عَنْ سَالِمِ.
حَ, (2619) نَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ, نَا سُلَيْمَانُ
بْنُ بِلاَلٍ, حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ, عَنْ
عبد الله بْنِ عُمَرَ.
وَ (886) نَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نَا مَالِكٌ, عَنْ
نَافِعٍ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ, أَنَّ عُمَرَ
رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ,
فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله, لَوْ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ
فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
زَادَ شُعَيْبٌ: تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ, قَالَ
مَالِكٌ: وَلِلْوُفُودِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ, فَقَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا
يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ».
ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ, فَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ مِنْهَا حُلَّةً, فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ
الله كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ
مَا قُلْتَ, فقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا».
زَادَ عَبْدُاللهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ:
«تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا».
وقَالَ يَحْيَى عَنْ سَالِمٍ: «لِتُصِيبَ بِهَا مَالًا».
_________
(1) كذا في النسخة، وفي الصحيح: وَخَشُنَ.
(2/329)
وقَالَ شُعَيْبٌ: «أَوْ تُصِيبُ بِهَا
حَاجَتَكَ».
وقَالَ شُعْبَةُ: «لِتَسْتَمْتِعَ بِهَا يَعْنِي
تَبِيعَهَا».
قَالَ مَالِكٌ: فَكَسَاهَا عُمَرُ أَخًا لَهُ بِمَكَّةَ
مُشْرِكًا, وقَالَ ابنُ دِينَارٍ: قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ.
قَالَ يَحْيَى عَنْ سَالِمٍ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ
يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ لِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب صِلَةِ الأَخِ الْمُشْرِكِ (5981) ,
وبَاب من تجَمّلَ لِلْوُفُودِ (6081) , وَباب الْعِيدَيْنِ
وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ (948) , وفِي بَابِ التِّجَارَةِ
فِيمَا يُكْرَهُ لُبْسُهُ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ (2104)
, وباب هدية ما يكره لبسه (2612) , وبَاب الْحَرِيرِ
لِلنِّسَاءِ (5841) وبَاب الْهَدِيَّةِ لِلْمُشْرِكِينَ
(2619).
بَاب إِذَا أَسْلَمَ قَوْمٌ فِي دَارِ الْحَرْبِ وَلَهُمْ
مَالٌ وَأَرَضُونَ فَهِيَ لَهُمْ
[1102]- (3059) خ نَا إِسْمَاعِيلُ, قَالَ حَدَّثَنِي
مَالِكٌ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى
هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى, فَقَالَ: يَا هُنَيُّ, اضْمُمْ
جَنَاحَكَ عَنْ الْمُسْلِمِينَ, وَاتَّقِ دَعْوَةَ
الْمَظْلُومِ, فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
مُسْتَجَابَةٌ, وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ
الْغُنَيْمَةِ, وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ وَنَعَمَ
ابْنِ عَفَّانَ, فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ
مَاشِيَتُهُمَا (يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ, وَإِنَّ
رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغُنَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ
مَاشِيَتُهُمَا) (1) يَأْتِي (2) بِبَنِيهِ فَيَقُولُ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (3) ,
أَفَتَارِكُهُمْ أَنَا لاَ أَبَا لَكَ, فَالْمَاءُ
وَالْكَلاَ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنْ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ,
وَايْمُ الله إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ
ظَلَمْتُهُمْ, إِنَّهَا لَبِلاَدُهُمْ, قَاتَلُوا
عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
_________
(1) سقط على الناسخ ما بين القوسين من انتقَالَ النظر.
(2) كذا فِي الأَصْلِ، وفي الصحيح: يَأْتِنِي.
(3) هكذا كررها فِي الأَصْلِ مرتين.
(2/330)
وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلاَمِ,
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَوْلاَ الْمَالُ الَّذِي
أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ الله مَا حَمَيْتُ
عَلَيْهِمْ مِنْ بِلاَدِهِمْ شِبْرًا.
بَاب كِتَابَةِ الْإِمَامِ النَّاسَ
[1103]- (3060) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, نَا
سُفْيَانُ, عَنْ الأَعْمَشِ, عَنْ أبِي وَائِلٍ, عَنْ
حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «اكْتُبُوا لِي مَنْ يَلْفِظُ بِالْإِسْلاَمِ
مِنْ النَّاسِ»، فَكَتَبْنَا لَهُ أَلْفًا وَخَمْسَ
مِائَةِ رَجُلٍ, فَقُلْنَا: نَخَافُ وَنَحْنُ أَلْفٌ
وَخَمْسُ مِائَةٍ رَجُلٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا
ابْتُلِينَا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي وَحْدَهُ
وَهُوَ خَائِفٌ.
بَاب مَنْ غَلَبَ الْعَدُوَّ فَأَقَامَ عَلَى عَرْصَتِهِمْ
ثَلاَثًا
[1104]- (3065) خ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحِيمِ, نَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ, نَا سَعِيدٌ, عَنْ
قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ
أبِي طَلْحَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ
أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلاَثَ لَيَالٍ.
بَاب إِذَا غَنِمَ الْمُشْرِكُونَ مَالَ الْمُسْلِمِ ثُمَّ
وَجَدَهُ الْمُسْلِمُ
[1105]- (3067) خ: وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ (1) , نَا
عُبَيْدُ الله, عَنْ نَافِعٍ, عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
ذَهَبَ فَرَسٌ لَهُ فَأَخَذَهُ الْعَدُوُّ, فَظَهَرَ
(عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ، فَرُدَّ عَلَيْهِ فِي زَمَنِ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَبَقَ
عَبْدٌ لَهُ فَلَحِقَ بِالرُّومِ فَظَهَرَ) (2) عَلَيْهِمْ
الْمُسْلِمُونَ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ
الْوَلِيدِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
_________
(1) هكذا هو في صحيح البخاري وقد رواه البيهقي موصولا 9/
110، ثم قَالَ: اخرجه البخاري في الصحيح، فقَالَ: وقَالَ
ابن نمير ثنا عبيد الله أهـ.
(2) سقط على الناسخ ما بين القوسين من انتقَالَ النظر.
(2/331)
بَاب مَنْ تَكَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ
وَالرَّطَانَةِ
[1106]- (3071) خ نَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى, نَا عَبْدُ
الله بن المبارك, عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ, عَنْ
أَبِيهِ, وَ (3874) نَا الْحُمَيْدِيُّ, نَا سُفْيَانُ نَا
إِسْحَاقُ، وَ (5845) نَا أَبُوالْوَلِيدِ, نَا إِسْحَاقُ
بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ
قَالَ: حَدَّثَنِي أبِي قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ
بِنْتُ خَالِدٍ.
قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ
وَأَنَا جُوَيْرِيَةٌ، قَالَ أَبُوالوليد: قَالَتْ:
وَأُتِيَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ, قَالَ: «مَنْ
تَرَوْنَ نَكْسُوا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ» فَأُسْكِتَ
الْقَوْمُ, قَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ»، فَأُتِيَ
بِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ, وَقَالَ: «أَبْلِي
وَأَخْلِفِي» , قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «ثُمَّ أَبْلِي
وَأَخْلِفِي ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِفِي».
قَالَ ( .. ) (1): فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ
الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ, وَيَقُولُ: «يَا
أُمَّ خَالِدٍ, هَذَا سَنَا, يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا
سَنَا».
وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ.
وقَالَ ابنُ الْمُبَارَكِ فِيهِ عَنْهَا: أَتَيْتُ رَسُولَ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أبِي وَعَلَيَّ
قَمِيصٌ أَصْفَرُ, قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ
النُّبُوَّةِ فَزَبَرَنِي أَبِي, قَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهَا» الحديثَ,
قَالَ: فَبَقِيَتْ حَتَّى ذَكَرَ.
وقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي
أَنَّهَا رَأَتْهُ عَلَى أُمِّ خَالِدٍ.
_________
(1) فِي الأَصْلِ: قَالَ سحنون، ولا أدري من هذا، والزيادة
هذه أتى بها الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن إسحاق
وَاللهُ أَعْلَمُ.
(2/332)
وَخَرّجَهُ فِي: بَاب مَا يُدْعَى لِمَنْ
لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا (5845) , وفِي بَابِ مَنْ تَرَكَ
صَبِيَّةَ غَيْرِهِ تَلْعَب أَوْ قَبَّلَهَا أَوْ
مَازَحَهَا (5993)، وَبَاب هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ (3874) ,
وفِي بَابِ الْخَمِيصَةِ السَّوْدَاءِ (5823).
بَاب الْغُلُولِ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ
بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
[1107]- (3073) خ نَا مُسَدَّدٌ, نَا يَحْيَى, عَنْ أبِي
حَيَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوزُرْعَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُوهُرَيْرَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا
النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ
الْغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ, قَالَ: «لاَ
أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى
رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ, عَلَى رَقَبَتِهِ - خ:
وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْ أبِي حَيَّانَ: فَرَسٌ لَهُ
حَمْحَمَةٌ - يَقُولُ: يَا رَسُولَ الله أَغِثْنِي,
فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا, قَدْ أَبْلَغْتُكَ,
وَعَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ, يَقُولُ: يَا
رَسُولَ الله أَغِثْنِي, فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ
شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ, وَعَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ,
فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله أَغِثْنِي, فَأَقُولُ لاَ
أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ, عَلَى
رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ, فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله
أَغِثْنِي, فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ
أَبْلَغْتُكَ».
بَاب الْقَلِيلِ مِنْ الْغُلُولِ
وَيُذْكَرُ عن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو (عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ حَرَّقَ
مَتَاعَهُ, وَهَذَا أَصَحُّ (1).
_________
(1) هكذا ثبت في رواية الأصيلي، ونقلها الحافظ بواسطة،
فقَالَ: حَكَى بَعْض الشُّرَّاح عَنْ رِوَايَة الأَصِيلِيّ
أَنَّهُ وَقَعَ فِيهَا هُنَا: وَيُذْكَر عَنْ عَبْد اللَّه
بْن عَمْرو إِلَخْ " بَدَل قَوْله: " وَلَمْ يَذْكُر عَبْد
اللَّه بْن عَمْرو " فَإِنْ كَانَ كَمَا ذَكَرَ فَقَدْ
عُرِفَ الْمُرَاد بِذَلِكَ، وَيَكُون قَوْله: " هَذَا
أَصَحّ " إِشَارَة إِلَى أَنَّ حَدِيث الْبَاب الَّذِي
لَمْ يَذْكُر فِيهِ التَّحْرِيق أَصَحّ مِنْ الرِّوَايَة
الَّتِي ذَكَرهَا بِصِيغَةِ التَّمْرِيض، وَهِيَ الَّتِي
أَشَرْت إِلَيْهَا مِنْ نُسْخَة عَمْرو بْن شُعَيْب أهـ.
وفي غير نسخة الأصيلي: وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ حَرَّقَ مَتَاعَهُ، وَهَذَا أَصَحُّ.
(2/333)
[1108]- (3074) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الله, نَا سُفْيَانُ, عَنْ عَمْرٍو) (1) , عَنْ سَالِمِ
بْنِ أبِي الْجَعْدِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو
قَالَ: كَانَ عَلَى ثَقَلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ كِرْكِرَةُ,
فَمَاتَ, فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ
إِلَيْهِ, فَوَجَدُوا عليه عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا.
قَالَ ابْنُ سَلاَمٍ: كَرْكَرَة.
[1109]- (4234) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ, نَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو, نَا أَبُوإِسْحَاقَ, عَنْ
مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ قَالَ: حَدَّثَنِي
سَالِمٌ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ.
حَ, (6707) نَا إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي مَالِكٌ, عَنْ
ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ, عَنْ أبِي الْغَيْثِ
مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ, فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلاَ
فِضَّةً, إِلاَ الأَمْوَالَ وَالثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ,
فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ يُقَالَ لَهُ
رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلاَمًا يُقَالَ لَهُ مِدْعَمٌ,
فَوَجَّهَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى وَادِي الْقُرَى, حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي
الْقُرَى بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلًا لِرَسُولِ
الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَهْمٌ عَائِرٌ
فَقَتَلَهُ, فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ,
فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كَلاَ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ
الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنْ مَغَانِمَ لَمْ
تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا»،
فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ النَّاسُ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ
أَوْ
_________
(1) سقط هذا على الناسخ من انتقَالَ النظر واستدركته من
الصحيح.
(2/334)
شِرَاكَيْنِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, زَادَ مُعَاوِيَةُ (1): فَقَالَ:
هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ, فَقَالَ رَسُولُ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ
مِنْ نَارٍ».
وَخَرّجَهُ فِي: النذور، بَاب هَلْ يَدْخُلُ فِي
الأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ الأَرْضُ وَالْغَنَمُ
وَالزُّرُوعُ وَالأَمْتِعَةُ (6707) , وفي غزوة خيبر
(4234).
بَاب اسْتِقْبَالِ الْغُزَاةِ
[1110]- (3082) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ أبِي الأَسْوَدِ,
نَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ,
عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ, عَنْ ابْنِ أبِي
مُلَيْكَةَ, قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ:
أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ,
قَالَ: نَعَمْ, فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ.
[1111]- (4426) وَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللهِ, نَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ, سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ
السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي
خَرَجْتُ نَتَلَقَّى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ
مَقْدَمَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ.
وَخَرّجَهُ فِي: غزوة تبوك (4426) (4427).
بَاب الصَّلاَةِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ
[1112]- (3088) خ نَا أَبُوعَاصِمٍ, عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ,
عَنْ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ
الله بْنِ كَعْبٍ, عَنْ أَبِيهِ, وَعَمِّهِ عُبَيْدِ الله
بْنِ كَعْبٍ, عَنْ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ ضُحًى
دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ مِنْ قَبْلَ
أَنْ يَجْلِسَ.
_________
(1) فِي الأَصْلِ زَادَ مَالِكٌ، وكلا الحديثين عن مالك،
وإنما زَادَ هذه اللفظة معاوية عن أبِي اسحق عن مالك.
(2/335)
|