المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 56 - كِتَاب التَّعْبِيرِ
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا
الصَّالِحَةُ
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب رُؤْيَا الصَّالِحِينَ
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ
رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} إلَى
قَوْلِهِ {فَتْحًا قَرِيبًا}.
[1877] (6983) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ, عَنْ
مَالِكٍ, عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أبِي
طَلْحَةَ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ رَسُولَ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا
الْحَسَنَةُ مِنْ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ
سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ».
[1878] (7017) خ ونَا عَبْدُ الله بْنُ الصَبَّاحِ, نا
مُعْتَمِرٌ, قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا قَالَ: نا مُحَمَّدُ
بْنُ سِيرِينَ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا
الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ
وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ، وَمَا كَانَ
مِنْ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لَا يَكْذِبُ».
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قَالَ: كَانَ
يُقَالَ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ، حَدِيثُ النَّفْسِ،
وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنْ الله عَزَّ
وَجَلَّ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلَا يَقُصَّهُ
عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ.
قَالَ: وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ فِي النَّوْمِ
ويُعْجِبُهُمْ الْقَيْدُ، وَيُقَالَ: الْقَيْدُ ثَبَاتٌ
فِي الدِّينِ.
(3/355)
وَرَواهُ قَتَادَةُ وَيُونُسُ وَهِشَامٌ
وَأَبُو هِلَالٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأَدْرَجَهُ بَعْضُهُمْ كُلَّهُ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يُونُسُ: لَا أَحْسِبُهُ إِلَّا عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَيْدِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَا تَكُونُ الْأَغْلَالُ إِلَّا فِي
الْأَعْنَاقِ.
وَخَرَّجَهُ في: باب الرّؤيَا الصَّالِحَة مُخْتَصَرًا
(6987 6989) , وفِي بَابِ الْقَيْدِ فِي الْمَنَامِ
(7017).
بَاب الرُّؤْيَا مِنْ الله عَزَّ وَجَلَّ
[1879] (7005) خ نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ عُبَيْدِ الله بْنِ أبِي جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَبُوسَلَمَةَ بنُ عَبْدِالرَّحْمَن بْنِ عَوْفٍ, عَنْ
أبِي قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[1880] (6985) ونا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ, نا اللَّيْثُ
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
خَبَّابٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا
هِيَ مِنْ الله فَلْيَحْمَدْ الله عَلَيْهَا،
وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا
يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الشَّيْطَانِ».
وقَالَ أَبُوقَتَادَة فِيهِ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ
مِنْ الله وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ, فَمَنْ رَأَى
شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عَنْ شِمَالِهِ ثَلَاثًا,
وَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهَا لَا
تَضُرُّهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَرَاءَى بِي».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ
سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ (6986) ,
وبَاب الْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ (7005) , وباب صفة
إِبْليسَ وَجنُودِهِ (3292) , وفِي بَابِ إِذَا رَأَى مَا
يَكْرَهُ فَلَا يُخْبِرْ بِهَا وَلَا يَذْكُرْهَا (7044).
(3/356)
بَاب الْمُبَشِّرَاتِ
[1881] (6990) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا
الْمُبَشِّرَاتُ» قَالَوا: وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ؟ قَالَ:
«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ».
بَاب رُؤْيَا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
وَقَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ {يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ
أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} إلَى قَوْلِهِ {عَلِيمٌ
حَكِيمٌ}، وَقَوْلِهِ {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ
قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا}.
فَاطِرٌ وَالْبَدِيعُ وَالْمُبْتَدِعُ وَالْبَارِئُ
وَالْخَالِقُ وَاحِدٌ.
{مِنَ الْبَدْوِ} بَادِيَةٍ.
وقول اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ
السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ
أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ}
إلَى قَوْلِهِ {الْمُحْسِنِينَ}.
[1882] (138) خ نا عَلِيٌّ نا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْنَا
لِعَمْرٍو: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا
يَنَامُ قَلْبُهُ، قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ (1) يَقُولُ: رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ,
ثُمَّ قَرَأَ {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ}.
_________
(1) في الأصل: سمعت عميرًا، وهو تصحيف.
(3/357)
بَاب مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ
[1883] (6994) خ نَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ, نا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ, نا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ,
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ
فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي».
[1884] (6993) خ نَا عَبْدَانُ, أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله,
أنا يُونُسُ, عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُوسَلَمَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ
رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ,
وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي».
[1885] (6997) ونَا عَبْدُ الله بنُ يُوسُفَ, نا اللَّيْثُ
قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ, عَنْ عَبْدِ الله بْنِ
خَبَّابٍ, عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ
رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا
يَتَكَوَّنُنِي».
بَاب رُؤْيَا النَّهَارِ
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ: رُؤْيَا
النَّهَارِ مِثْلُ اللَّيْلِ.
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ.
بَاب إِذَا جَرَى اللَّبَنُ فِي أَطْرَافِهِ أَوْ
أَظَافِيرِهِ
[1886] (7007) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ,
عَنْ ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ
عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ (أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ
عُمَرَ) (1) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ
بِقَدَحِ
_________
(1) سَقَطَ عَلَى النَّاسِخِ مِنْ انْتِقَالِ النَّظَرِ.
(3/358)
لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي
لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَطْرَافِي، فَأَعْطَيْتُ
فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ»، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ:
فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ:
«الْعِلْمَ».
(82) وقَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن
عُقَيْلٍ، وقَالَ: «أَظَافِرِي».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب فَضْلِ الْعِلْمِ (82) , وفي
مَنَاقِبِ عُمَرَ (3681) , وفِي بَابِ من شرب وأَعْطَى
فَضْلَهُ غَيْرَهُ فِي النَّوْمِ (7027)، وفِي بَابِ
الْقَدَحِ (7032).
بَاب الْقَمِيصِ فِي الْمَنَامِ
[1887] (7009) خ نَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ
شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُوأُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ,
عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا
عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ
الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ
عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ
يَجْتَرُّهُ»، قَالَوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ
الله؟ قَالَ: «الدِّينَ».
(7008) وَقَالَ صَالِحٌ: «يَجُرُّهُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْقَمِيصِ فِي النوم (7009) , وفي
مناقب عمر (3691).
بَاب الْخُضْرَةِ فِي الْمَنَامِ وَالرَّوْضَةِ
الْخَضْرَاءِ
[1888] (7010) خ نَا عَبْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ
الْجُعْفِيُّ, نا الحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ, نا قُرَّةُ
بْنُ خَالِدٍ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ
قَيْسٌ.
و (3813) نا الْجُعْفِيُّ, نا أَزْهَرُ السَّمَّانُ, عَنْ
ابْنِ عَوْنٍ, عَنْ مُحَمَّدٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ
قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ
فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ خُشُوعٍ،
(3/359)
فَقَالَوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا،
ثُمَّ خَرَجَ، وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّكَ حِينَ
دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالَوا: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ، قَالَ: وَالله مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ
يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ، وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَلكَ،
رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، رَأَيْتُ
كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا
وَخُضْرَتِهَا، وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ،
أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ، فِي
أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ، فَقِيلَ لِي: ارْقَه، قُلْتُ: لَا
أَسْتَطِيعُ، فَأَتَانِي مِنْصَفٌ.
قَالَ قُرَّةُ: وَالْمِنْصَفُ الْوَصِيفُ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٌ: فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي،
فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ
بِالْعُرْوَةِ، فَقِيلَ لي: اسْتَمْسِكْ، فَاسْتَيْقَظْتُ
وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ: «تِلْكَ
الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ, وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ
الْإِسْلَامِ، وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، فَأَنْتَ
عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ».
وَذَاكَ الرَّجُلُ عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ.
وقَالَ قُرَّةُ: فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1): «يَمُوتُ عَبْدُ الله وَهُوَ
آخِذٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى».
وَخَرَّجَهُ في: باب مناقب عَبْدِ الله بْنُ سَلَامٍ
(3813).
بَاب نَزْعِ الْمَاءِ مِنْ الْبِئْرِ حَتَّى يَرْوَى
النَّاسُ
[1889] (7022) خ نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, أخبرنا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ هَمَّامِ بنِ
مُنَبِّه, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
_________
(1) في الأصل زَادَ هنا: عليه.
(3/360)
[1890] و (7020) نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ, حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ
ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنا سَعِيدٌ, أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ
رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ».
وقَالَ هُمَّامٌ: «عَلَى حَوْضٍ أَسْقِي النَّاسَ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ الله
ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أبِي قُحَافَةَ».
وقَالَ هَمَّامٌ: «فَأَتَانِي أَبُوبَكْرٍ فَأَخَذَ
الدَّلْوَ مِنْ يَدِي يُرِيحُنِي، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ،
وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَالله يَغْفِرُ لَهُ، فَأَتَى
ابْنُ الْخَطَّابِ فَأَخَذَ مِنْهُ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: «فاسْتَحَالَتْ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ
عَبْقَرِيًّا مِنْ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ ابْنِ
الْخَطَّابِ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ».
وقَالَ هَمَّامٌ: «فَلَمْ يَزَلْ يَنْزِعُ حَتَّى تَوَلَّى
النَّاسُ وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب نَزْعِ الذَّنُوبِ وَالذَّنُوبَيْنِ
مِنْ الْبِئْرِ بِضَعْفٍ (7020) (7021)، وفِي بَابِ
الْاسْتِرَاحَةِ فِي الْمَنَامِ (7022) , وفِي بَابِ
المشيئة والإرادة (7475) , وفِي بَابِ مناقب عمر (3682) ,
وفِي بَابِ علامات النبوة (3633) , وفِي بَابِ من فضائل
أبِي بكر (3664).
بَاب الْقَصْرِ فِي الْمَنَامِ
[1891] (7024) خ نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, نا مُعْتَمِرٌ,
نا عُبَيْدُ الله بْنُ عُمَرَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ. (3679) ونا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ, نا
عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُون, عن مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُنْكَدِرِ, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ:
قَالَ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ
امْرَأَةِ أبِي طَلْحَةَ».
(3/361)
زَادَ عُبَيْدُاللهِ: «فَإِذَا أَنَا
بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَوا:
لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ».
[1892] (7023) خ ونا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ (1) , نا
اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ
قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, أَنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ
رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقَالَ:
«بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ،
فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ،
قُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَوا: لِعُمَرَ،
فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا».
قَالَ أَبُوهُرَيْرَةُ: فَبَكَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ, ثم
قَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَغَارُ يَا
رَسُولَ الله.
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْوُضُوءِ فِي الْمَنَامِ (7025) ,
وفِي بَابِ الْغَيْرَةِ في النكاح (5226) (5227) , وفِي
بَابِ مناقب عمر (3679).
بَاب إِذَا رَأَى بَقَرًا تُنْحَرُ
[1893] (3622) (3987) (4081) (7035) (7041) خ نا مُحَمَّدُ
بْنُ الْعَلَاءِ, نا أَبُوأُسَامَةَ, عَنْ بُرَيْدٍ, عَنْ
أبِي بُرْدَةَ, عَنْ أبِي مُوسَى, أُرَاهُ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ فِي
الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ
بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا
الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ
يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَالله خَيْرًا (2)
فَإِذَا هُمْ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا
الْخَيْرُ مَا جَاءَ الله مِنْ الْخَيْرِ وَثَوَابِ
الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا الله بِهِ يَوْمِ بَدْرٍ».
_________
(1) قد رواه البخاري عن السعيدين، ابن عفير، وابن أبِي
مريم (3680) عن الليث به.
(2) هكذا في الأصل، والمعنى: رأيتُ بقرًا، ورأيتُ والله
خيرًا، وفي بعض النسخ: خيرٌ.
(3/362)
وقَالَ: «رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي
هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا
أُصِيبَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ
هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ, فَإِذَا
هُوَ مَا جَاءَ بِهِ الله مِنْ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ
الْمُؤْمِنِينَ».
وَخَرَّجَهُ في: عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ (3622) , وفي عدة
مَنْ قُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ (4081)
(1).
بَاب إِذَا رَأَى أَنَّهُ أَخْرَجَ الشَّيْءَ مِنْ كُورَةٍ
فَأَسْكَنَهُ مَوْضِعًا آخَرَ
[1894] (7039) خ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ
الْمُقَدَّمِيُّ، نا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا
مُوسَى، نا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ
عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ، فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ:
«رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ،
خَرَجَتْ مِنْ الْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ مَهْيَعَةَ،
فَتَأَوَّلْتُهَا أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى
مَهْيَعَةَ، وَهِيَ الْجُحْفَةُ».
وَخَرَّجَهُ في: بَاب الْمَرْأَةِ السَّوْدَاءِ (7039)،
وبَاب الْمَرْأَةِ الثَّائِرَةِ الرَّأْسِ (7040).
_________
(1) لم يقع الحديث للبخاري بغير هذا الإسناد الواحد، رواه
في المواضع المذكورة.
قَالَ الْمُهَلَّبُ: هَذِهِ الرُّؤْيَا مِنْ ضَرْب
الْمَثَل، وَلَمَّا كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُول بِالصَّحَابَةِ عَبَّرَ عَنْ
السَّيْف بِهِمْ وَبِهَزِّهِ عَنْ أَمْره لَهُمْ
بِالْحَرْبِ وَعَنْ الْقَطْع فِيهِ بِالْقَتْلِ فِيهِمْ
وَفِي الْهَزَّة الْأُخْرَى لَمَّا عَادَ إِلَى حَالَته
مِنْ الِاسْتِوَاء عَبَّرَ بِهِ عَنْ اِجْتِمَاعهمْ
وَالْفَتْح عَلَيْهِمْ، وَلِأَهْلِ التَّعْبِير فِي
السَّيْف تَصَرُّف عَلَى أَوْجُه مِنْهَا أَنَّ مَنْ نَالَ
سَيْفًا فَإِنَّهُ يَنَال سُلْطَانًا إِمَّا وِلَايَة
وَإِمَّا وَدِيعَة وَإِمَّا زَوْجَة وَإِمَّا وَلَدًا
فَإِنْ سَلَّهُ مِنْ غِمْده فَانْثَلَمَ سَلِمَتْ زَوْجَته
وَأُصِيبَ وَلَده، فَإِنْ اِنْكَسَرَ الْغِمْد وَسَلِمَ
السَّيْف فَبِالْعَكْسِ، وَإِنْ سَلِمَا أَوْ عَطِبَا
فَكَذَلِكَ، وَقَائِم السَّيْف يَتَعَلَّق بِالْأَبِ
وَالْعَصَبَات وَنَصْله بِالْأُمِّ وَذَوِي الرَّحِم،
وَإِنْ جَرَّدَ السَّيْف وَأَرَادَ قَتْل شَخْص فَهُوَ
لِسَانه يُجَرِّدهُ فِي خُصُومه، وَرُبَّمَا عُبِّرَ
السَّيْف بِسُلْطَانٍ جَائِر أهـ.
(3/363)
بَاب مَنْ كَذَبَ فِي حُلُمِهِ
[1895] (7042) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله، نا
سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ
يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ، وَمَنْ
اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ
أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
[1896] (3509) خ نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ, نا حَرِيزٌ,
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الله
النَّصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ
يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ
الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا
لَمْ يَرَ، أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ».
وَخَرَّجَهُ في: باب نِسْبَةِ الْيَمَنِ إِلَى
إِسْمَاعِيلَ (3509).
بَاب مَنْ لَمْ يَرَ الرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ إِذَا
لَمْ يُصِبْ
[1897] (7046) خ نَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ, نا اللَّيْثُ,
عَنْ يُونُسَ, عَنْ ابْنُ شِهَابٍ, عَنْ عُبَيْدِ الله
بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ, أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ الله صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ
اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ
وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا،
فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ
وَاصِلٌ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ
أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ
فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا
بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ فَانْقَطَعَ, ثُمَّ
وُصِلَ، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله
لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْبُرْ» , فقَالَ: أَمَّا
(3/364)
الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا
الَّذِي تَنْطُفُ مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ
حَلَاوَتُهُ (1) , فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنْ الْقُرْآنِ
وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنْ
السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ
عَلَيْهِ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ الله، ثُمَّ يَأْخُذُ
بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ
بِهِ رَجُلٌ آخَر (2) , ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ
فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ،
فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ الله بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ
أَمْ أَخْطَأْتُ؟ فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا»،
قَالَ: فَوَالله يَا رَسُولَ الله لَتُحَدِّثَنِّي
بِالَّذِي أَخْطَأْتُ, قَالَ: «لَا تُقْسِمْ» (3).
_________
(1) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: تَنْطِفُ.
(2) زَادَ فِي الصَّحِيحِ: فَيَعْلُو بِهِ.
(3) قَالَ الْمُهَلَّبُ: تَوْجِيه تَعْبِير أبِي بَكْر
أَنَّ الظُّلَّة نِعْمَة مِنْ نِعَم اللَّه عَلَى أَهْل
الْجَنَّة وَكَذَلِكَ كَانَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيل،
وَكَذَلِكَ الْإِسْلَام يَقِي الْأَذَى وَيَنْعَم بِهِ
الْمُؤْمِن فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَأَمَّا الْعَسَل
فَإِنَّ اللَّه جَعَلَهُ شِفَاء لِلنَّاسِ وَقَالَ
تَعَالَى إِنَّ الْقُرْآن (شِفَاء لِمَا فِي الصُّدُور)
وَقَالَ إِنَّهُ (شِفَاء وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ)
وَهُوَ حُلْو عَلَى الْأَسْمَاع كَحَلَاوَةِ الْعَسَل فِي
الْمَذَاق، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي الْحَدِيث " أَنَّ فِي
السَّمْن شِفَاء".
وقَالَ الْمُهَلَّبُ: وَمَوْضِع الْخَطَأ فِي قَوْله "
ثُمَّ وَصَلَ لَهُ " لِأَنَّ فِي الْحَدِيث ثُمَّ وَصَلَ
وَلَمْ يَذْكُر " لَهُ ".
قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي لِأَبِي بَكْر أَنْ يَقِف حَيْثُ
وَقَفَتْ الرُّؤْيَا وَلَا يَذْكُر الْمَوْصُول لَهُ
فَإِنَّ الْمَعْنَى أَنَّ عُثْمَان اِنْقَطَعَ بِهِ
الْحَبْل ثُمَّ وُصِلَ لِغَيْرِهِ أَيْ وُصِلَتْ
الْخِلَافَة لِغَيْرِهِ أهـ.
قُلْتُ: وَهَذَا أَحْسَنُ مِمَّا نُقِلَ عَنْ الأَصِيلِيِّ
وَغَيْرِهِ فِي مَوْضِعِ الْخَطَأِ، فقد َنَقَلَ اِبْن
التِّين عَنْ أبِي مُحَمَّد بْن أبِي زَيْد وَأَبِي
مُحَمَّد الْأَصِيلِيِّ وَالدَّاوُدِيّ قولهم: أَخْطَأَ
فِي سُؤَاله أَنْ يَعْبُرَهَا، وَفِي تَعْبِيره لَهَا
بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أهـ.
(3/365)
|