المختصر النصيح
في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح 69 - كِتَاب الاسْمَاءِ (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بَاب قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا
مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
[2696]- (7376) خ (نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ) (2) , نا
أَبُومُعَاوِيَةَ, عَنْ الاعْمَشِ, عَنْ زَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ, عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «لَا يَرْحَمُ الله مَنْ لَا يَرْحَمُ
النَّاسَ».
وَخَرَّجَهُ في: باب رحمة الولد وتقبيله (6013) (3).
بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} وَ {إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} وَ {أَنْزَلَهُ
بِعِلْمِهِ} {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ
إِلَّا بِعِلْمِهِ} {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ}
_________
(1) هكذا ثبت في النسخة، كتاب الأسماء، وكتاب الصفات، وفي
سائر النسخ: كتاب التوحيد، فقد قسم في نسختنا هذا الكتاب
إلى قسمين، وذكر في كل قسم ما يناسبه على ترتيب النسخ الذي
اتفقت عليه، فقد ذكر البخاري فِي كِتَابِ التوحيد أبواب
الأسماء ثم أتبعها بالصفات، إلا انه استفتح الكتاب بباب ما
جاء في دعاء النبي أمته إلى التوحيد، الذي هو في نسختنا
ضمن باب التمني وخبر الآحاد، وباقي الأبواب فِي كِتَابِ
التوحيد مختصة بالأسماء ثم الصفات على نسق، وهذا ما يقوي
أن تكون التسمية من البخاري لا من المهلب.
وغالب الشراح لم يذكروا إلا كتاب التوحيد.
(2) سقط من النسخة.
(3) فِي بَابِ رحمة الناس والبهائم.
(4/387)
وَقَالَ يَحْيَى: الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ عِلْمًا, وَالْبَاطِنُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.
بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}
وَمَنْ حَلَفَ بِعِزَّةِ الله وَصِفَاتِهِ.
[2697]- (7383) خ حَدَّثنَا أَبُومَعْمَرٍ, نا عَبْدُ
الْوَارِثِ, نا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ الله بْنُ بُرَيْدَةَ, عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ,
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ,
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ, الَّذِي لَا يَمُوتُ,
وَالْجِنُّ وَالانْسُ يَمُوتُونَ».
بَاب
{وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
قَالَتْ عَائِشَةَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ
سَمْعُهُ الاصْوَاتَ, فَأَنْزَلَ الله عَلَى النَّبِيِّ
(صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ
قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}.
[2698]- (7387) خ نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو, عَنْ
يَزِيدَ, عَنْ أبِي الْخَيْرِ, سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ
عَمْرٍو, أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ
الله, عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي,
قَالَ: «قُلْ: اللهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا
كَثِيرًا, وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ,
فَاغْفِرْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَغْفِرَةً, إِنَّكَ أَنْتَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى التَّرْجُمَةِ.
(4/388)
بَاب «إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ اسْمٍ إِلَّا
وَاحِدًا من أحصاها دخل الجنة»
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {ذُو الْجَلَالِ} الْعَظِيمُ,
{الْبَرُّ} اللَّطِيفُ.
[2699]- (2736) (7392) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ, نا أَبُوالزِّنَادِ.
خ, و (6410) , نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا سُفْيَانُ
قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الاعْرَجِ,
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَة قَالَ: «إنَّ لِلَّهِ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا, مِائَةً إِلَّا» , قَالَ
شُعَيْبٌ: «وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
وقَالَ سُفْيَانُ: «لَا يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلَّا
أُدْخِلَ الْجَنَّةَ, وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ».
وَخَرَّجَهُ في: كتاب الدعاء بهذه الترجمة (6410) , وفِي
بَابِ مَا لا يَجُوزُ مِنْ الِاشْتِرَاطِ وَالثُّنْيَا فِي
الاقْرَارِ وَالشُّرُوطِ (2736).
بَاب قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وَقَوْلِهِ {تَعْلَمُ
مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}.
[2700]- (3194) خ ونَا قُتَيْبَةُ, نا مُغِيرَةُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ,
عَنْ الاعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا
قَضَى الله الْخَلْقَ كَتَبَ».
[2701]- (7554) خ, ونا مُحَمَّدُ بْنُ أبِي غَالِبٍ, نا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ, نا مُعْتَمِرٌ قَالَ:
سَمِعْتُ أبِي يَقُولُ: نا قَتَادَةُ أَنَّ أَبَا رَافِعٍ
حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ الله كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ
الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي, فَهُوَ
مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ».
(4/389)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا
الْمُرْسَلِينَ} (7453) , وفِي بَابِ قَوْلِه {بَلْ هُوَ
قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (7553) (7554)
, وباب قوله {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} (7404) , وباب
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (7422).
[2702]- (7405) خ ونَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا
الاعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «يَقُولُ الله: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي
بِي, وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي, فَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي, وَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ, وَإِنْ
تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ
ذِرَاعًا, وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ
إِلَيْهِ بَاعًا, وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ
هَرْوَلَةً».
وَخَرَّجَهُ في: باب ذكر النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وروايته عن ربه تبارك وتعالى (7536) , وباب قوله
{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (7505).
بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}
[2703]- (7411) خ نَا أَبُوالْيَمَانِ, نا شُعَيْبٌ, نا
أَبُوالزِّنَادِ, عَنْ الاعْرَجِ, عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يَدُ الله مَلاى, لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ, سَحَّاءُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»، وَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا
أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالارْضَ فَإِنَّهُ
لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ»، وَقَالَ: «عَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ وَبِيَدِهِ الاخْرَى الْمِيزَانُ يَخْفِضُ
وَيَرْفَعُ».
وَخَرَّجَهُ في: باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
(4684) (7419) , وَخَرَّجَهُ في: الطلاق النفقة خاصة
(5352).
(4/390)
[2704]- (4812) خ نَا سَعِيدُ بْنُ
عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ, عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ أبِي سَلَمَةَ, أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[2705]- (7415) خ وَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ, نا أَبِي, نا
الأعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ, سَمِعْتُ
عَلْقَمَةَ يَقُولُ.
ح, و (7414) نَا مُسَدَّدٌ, سَمِعَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ,
عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ
وَسُلَيْمَانُ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَبِيدَةَ, عَنْ
عَبْدِ الله أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ,
إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ,
وَالارَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ, وَالْجِبَالَ عَلَى
إِصْبَعٍ, وَالشَّجَرَ.
زَادَ عَلْقَمَةُ: وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ,
وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ, ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا
الْمَلِكُ.
زَادَ ابْنُ شِهَابٍ: «أَيْنَ مُلُوكُ الارْضِ».
قَالَ سُفْيَانُ: فَضَحِكَ رَسُولُ الله صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ, (ثُمَّ
قَرَأَ) (1): «{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}».
[2706]- (7414) قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: زَادَ فِيهِ
فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ
إِبْرَاهِيمَ, عَنْ عَبِيدَةَ, عَنْ عَبْدِ الله: فَضَحِكَ
رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا
وَتَصْدِيقًا لَهُ.
_________
(1) سقطت من الأصل.
(4/391)
وَخَرَّجَهُ في: بَاب قَوْلِ الله عَزَّ
وَجَلَّ {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا} (7451) , وَخَرَّجَهُ في: بَاب
تفسير قَوْلِهِ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
سورة الزمر الآيَة كلها (4811) (4812) (1).
بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(2): «لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ الله»
[2707]- (4637) خ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ, نا
شُعْبَةُ, عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ, عَنْ أبِي وَائِلٍ,
عَنْ عَبْدِ الله, (3) وَرَفَعَهُ, قَالَ: «لَا أَحَدَ
أَغْيَرُ مِنْ الله».
[2708]- (6846) (7416) خ ونَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ,
نا أَبُوعَوَانَةَ, نا عَبْدُ الْمَلِكِ, عَنْ وَرَّادٍ
كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ يعني عَنْ الْمُغِيرَةِ قَالَ: قَالَ
سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ
امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ,
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ,
وَالله لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ, وَالله أَغْيَرُ مِنِّي,
وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ, وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ
إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ الله, مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ
الْمُنْذِرِينَ وَالْمُبَشِّرِينَ, وَلَا أَحَدَ (أَحَبُّ)
إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنْ الله, وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
وَعَدَ الله الْجَنَّةَ».
وقَالَ أَبُووَائِلٍ: «ولذلك مَدَحَ نَفْسَهُ».
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عُبَيْدُ الله بْنُ عَمْرٍو
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ: «لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ الله».
_________
(1) وفيه خرج حديث سعيد بن عفير، ولفظه بتمامه: " يَقْبِضُ
اللَّهُ الارْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ،
ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الارْضِ"
(2) في الأصل: قول الله عزوجل، وهو سبق قلم من الناسخ.
(3) في الصحيح: (قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ)، وقد اختصره المهلب.
(4/392)
وَخَرَّجَهُ في: باب الغيرة (5220) , وفي
تفسير قَوْلِهِ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (4637) ,
وفي باب مَن رَأَى مَعْ امْرَأتِهِ رَجُلاً فَقَتَلَهُ
(6846) , وبَاب قوله {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (4634) , وباب قوله
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (7403).
بَاب قوله تعالى
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ}
فَسَمَّى الله نَفْسَهُ شَيْئًا, وَسَمَّى النَّبِيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ شَيْئًا,
وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ الله, وَقَالَ {كُلُّ شَيْءٍ
هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (1).
تَقَدَّمَ مَا فِيهِ حديث خَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ فِي
النِّكَاحِ.
بَاب
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}
قَالَ أَبُوالْعَالِيَةِ: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}
ارْتَفَعَ, {فَسَوَّاهُنَّ} خَلَقَهُنَّ (2) , وَقَالَ
مُجَاهِدٌ: اسْتَوَى: عَلَا عَلَى الْعَرْشِ, وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمَجِيدُ الْكَرِيمُ, وَالْوَدُودُ
الْمُجِيبُ (3) , يُقَالَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ كَأَنَّهُ
فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ, مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ.
_________
(1) قَالَ الحافظ: (بَاب) بِالتَّنْوِينِ، (قُلْ أَيّ
شَيْء أَكْبَر شَهَادَة؟ قُلْ اللَّه. فَسَمَّى اللَّه
تَعَالَى نَفْسه شَيْئًا) كَذَا لِأَبِي ذَرّ
وَالْقَابِسِيّ وَسَقَطَ لَفْظ " بَاب " لِغَيْرِهِمَا
مِنْ رِوَاية الْفَرَبْرِيّ (كذا).
وَسَقَطَتْ التَّرْجَمَة مِنْ رِوَاية النَّسَفِيِّ.
قَالَ: وَوَقَعَ عِنْد الاصِيلِيّ وَكَرِيمَة: (قُلْ أَيّ
شَيْء أَكْبَر شَهَادَة؟ سَمَّى اللَّه نَفْسه شَيْئًا
قُلْ اللَّه).
(2) في الصحيح: فَسَوَّى خَلَقَ، والذي ثبت يوافق رِوَاية
الكشميهني.
(3) كذا في النسخة، وفي الصحيح: الْحَبِيب أهـ، وهما بمعني
فإنه سبحانه يتحبب إلى عباده فيجيب سؤالهم.
(4/393)
بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} وَقَوْلِهِ
تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {العَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} ,
يَرْفَعُ الْكَلِمَ الطَّيِّبَ, يُقَالَ {ذِي
الْمَعَارِجِ} الْمَلَائِكَةُ تَعْرُجُ إِلَى الله.
[2709]- (7429) خ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ, حَدَّثَنِي
مَالِكٌ, عَنْ أبِي الزِّنَادِ, عَنْ الاعْرَجِ, عَنْ أبِي
هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ
بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ, وَيَجْتَمِعُونَ
فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ, ثُمَّ
يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ, فَيَسْأَلُهُمْ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ
وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ».
وَخَرَّجَهُ في: التفسير (؟) (1).
بَاب قَوْلِه عَزَّ وَجَلَّ
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ}
[2710]- (7441) خ نَا عُبَيْدُ الله بْنُ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ, نا عَمِّي, نا أَبِي, عَنْ صَالِحٍ, عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ,
أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَرْسَلَ إِلَى الانْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ,
وَقَالَ لَهُمْ: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا الله
وَرَسُولَهُ, فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ».
[2711]- (7444) خ ونَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله, نا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ, عَنْ أبِي
عِمْرَانَ, عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ
قَيْسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
_________
(1) هو في الصلاة (555)، وذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ (3223)،
والتوحيد (7436).
(4/394)
قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ
آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا, وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ
آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا, وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ
وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ
الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قوله عَزَّ وَجَلَّ {وَمِنْ
دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} تفسير سورة الرحمن (4878).
بَاب مَا جَاءَ فِي خَلْقِ (1) السَّمَوَاتِ وَالارْضِ
وَغَيْرِهَا مِنْ الْخَلَائِقِ
وَهُوَ فِعْلُ الرَّبِّ وَأَمْرُهُ, فَالرَّبُّ
بِصِفَاتِهِ وَفِعْلِهِ وَأَمْرِهِ وقوله هُوَ الْخَالِقُ
الْمُكَوِّنُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ, وَمَا كَانَ بِفِعْلِهِ
وَأَمْرِهِ وَتَخْلِيقِهِ وَتَكْوِينِهِ فَهُوَ مَفْعُولٌ
مَخْلُوقٌ مُكَوَّنٌ.
قَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ, حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: بِتُّ
عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَة.
بَاب قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ} (2)
[2712]- (7459) خ نَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ, نا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, عَنْ
قَيْسٍ, عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا
يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ
حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله».
_________
(1) كذا في النسخة يوافق ما فِي رِوَاية
الْكُشْمِيهَنِيِّ، ولغيرهم: "تَخْلِيق".
(2) هكذا ثبت التبويب في النسخة، وفي اكثر النسخ: إِنَّمَا
أَمْرُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ، قَالَ عِيَاض:
كَذَا وَقَعَ لِجَمِيعِ الرُّوَاة عَنْ الْفَرَبْرِيّ مِنْ
طَرِيق أبِي ذَرّ وَالاصِيلِيّ وَالْقَابِسِيّ وَغَيْرهمْ
(!)، وَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَاية النَّسَفِيِّ، وَصَوَاب
التِّلَاوَة: (إِنَّمَا قَوْلنَا) وَكَأَنَّهُ أَرَادَ
أَنْ يُتَرْجِم بِالآيَة الاخْرَى (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا
وَاحِدَة كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وَسَبَقَ الْقَلَم إِلَى
هَذِهِ.
(4/395)
[2713]- (7460) خ ونَا الْحُمَيْدِيُّ, نا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ, نا ابْنُ جَابِرٍ, نا عُمَيْرُ
بْنُ هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا
يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله,
مَا يَضُرُّهُمْ مَنْ كَذَّبَهُمْ وَلَا مَنْ خَذَلَهُمْ
(1) وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله
وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ».
[2714]- فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: سَمِعْتُ
مُعَاذًا يَقُولُ: هُمْ بِالشَّامِ, فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:
هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ:
هُمْ بِالشَّامِ.
_________
(1) كذا في النسخة، قَالَ الحافظ: وَقَوْله فِيهِ "وَلَا
مَنْ خَذَلَهُمْ "، وَقَعَ فِي رِوَاية الاصِيلِيّ "
حِذَاهُمْ " بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة ثُمَّ ذَال مُعْجَمَة
بَعْدهَا أَلِف لَيِّنَة، قَالَ: وَلَهَا وَجْه أهـ.
(4/396)
|