شرح سنن ابن
ماجه للسيوطي وغيره قَوْله
بَاب مَا عوذ بِهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَمَا عوذ بِهِ الأول بِصِيغَة الْمَبْنِيّ
للْفَاعِل أَي مَا عوذ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ غَيره من الرقى والدعوات والايات وَالثَّانِي
بِصِيغَة الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول أَي مَا عوذه بِهِ غَيره
أَي جِبْرَائِيل السَّلَام حَيْثُ عوذ النَّبِي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين اشْتَكَى كَمَا سَيَأْتِي
من حَدِيثي أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3521] تربة ارضنا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هَذِه تربة
ارضنا بريقه بَعْضنَا يدل على انه كَانَ يتفل عِنْد
الرّقية قَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث انه اخذ من ريق
نَفسه على أُصْبُعه السبابَة ثمَّ وَضعهَا على التُّرَاب
فعلق بِهِ شَيْء مِنْهُ ثمَّ مسح بِهِ الْموضع العليل أَو
الجريح قَائِلا للْكَلَام الْمَذْكُور فِي حَالَة الْمسْح
(إنْجَاح)
قَوْله ليشفى سقيمنا مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي قُلْنَا
هَذَا القَوْل أَو صنعنَا هَذَا الصَّنِيع ليشفى سقيمنا
(إنْجَاح)
قَوْله
(1/251)
[3522] من شَرّ مَا أجد واحاذر تعوذ من وجع ومكروه هُوَ
فِيهِ وَمِمَّا يتَوَقَّع حُصُوله فِي الْمُسْتَقْبل من
الْحزن وَالْخَوْف فَإِن الحذر الِاحْتِرَاز عَن مخوف طيبي
قَوْله من شَرّ النفاثات أَي السواحر اللَّاتِي ينفثن فِي
الْعُقُود وَالْمرَاد فِي الْآيَة بَنَات لبيد الْيَهُود
سحرن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(إنْجَاح)
قَوْله أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة قَالَ
الطَّيِّبِيّ هِيَ علمه أَو كَلَامه أَو الْقُرْآن وَقيل
أَرَادَ بهَا أسماءه الْحسنى وَكتبه الْمنزلَة لخلوها عَن
النَّوَازِل والعوارض بِخِلَاف كَلِمَات النَّاس انْتهى
وَقَالَ الْكرْمَانِي أَرَادَ كل كَلِمَاته عُمُوما أَو
نَحْو المعوذتين والتامة صفة لَازِمَة إِذْ كل كَلِمَاته
تَامَّة أَي لَيْسَ فِي شَيْء من كَلَامه نقص أَو عيب
وَقيل أَي النافعة للمتعوذ بهَا وَتَحفظه من الْآفَات
وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ التَّامَّة الْمُبَارَكَة وتمامها
فَضلهَا وبركتها انْتهى
قَوْله من كل شَيْطَان وَهَامة الهامة كل ذَات سم يقتل
وَجمعه الْهَوَام وَمَا يسم وَلَا يقتل فسامة كالعقرب
والزنبور وَقد يَقع الهامة على مَا يدب من الْحَيَوَان وان
لم يقتل كَذَا فِي الْجمع إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله وَمن كل عين لَامة أَي ذَات لمَم واللمم طرف من
الْجُنُون يلم بالإنسان أَي يقرب مِنْهُ ويعتريه
وَالْأَصْل ملمة لِأَنَّهَا من الممت وَعدل عَنهُ للمزاوجة
أَي للمشاكلة هَامة وتامة كَذَا فِي الدّرّ النثير
(إنْجَاح)
[3526] من شَرّ عرق نعار بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الْعين
الْمُهْملَة أَي الممتلي من الدَّم يُقَال نعر الْعرق إِذا
فار مِنْهُ الدَّم واليعار كغراب صَوت الْغنم أَو الْمعز
والشديد من اصوات الشَّاء فَكَأَنَّهُ أَرَادَ من الْعرق
الصوات الْبَاغِي والطاغي وَالله أعلم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله من شَرّ عرق نعار هُوَ بِفَتْح النُّون وَتَشْديد
الْعين من نعر الْعرق بِالدَّمِ إِذا ارْتَفع وَعلا ويعار
بِضَم الْيَاء التَّحْتِيَّة وَفتح الْعين وَتَشْديد
الرَّاء من العرارة وَهِي الشدَّة وَسُوء الْخلق وَمِنْه
إِذا استعر عَلَيْكُم شَيْء من الْغنم أَي ند واستعصى
وَأما يعار فَلم نجد لَهُ فِي كتب اللُّغَة معنى يُنَاسب
هَذَا الْمقَام (فَخر)
قَوْله
[3528] كَانَ ينفث فِي الرّقية أَي كَانَ يقْرَأ المعوذات
ثمَّ ينفث علىالمريض أَو على نَفسه كَمَا بَينه الحَدِيث
الَّاتِي (إنْجَاح)
قَوْله
[3530] ترقى من الْحمرَة أَي الْحمرَة تعلو الْجَسَد من
الْمَرَض (إنْجَاح)
قَوْله ان الرقى والتمائم والتولة الخ التمائم جمع
تَمِيمَة وَهِي التعويذة ألْقى تعلق بِالصَّبِيِّ وَقيل
هِيَ خزرات كَانَت الْعَرَب تعلق على الصَّبِي لدفع الْعين
بزعمهم وَهُوَ بَاطِل ثمَّ اتسعوا فِيهَا حَتَّى سموا بهَا
كل عوذة والتولة بِكَسْر التَّاء وتضم وَفتح الْوَاو نوع
منالسحر وَقيل هِيَ مَا يحبب الْمَرْأَة الى زَوجهَا ذكره
الطَّيِّبِيّ أَو خيط يقْرَأ فِيهِ من السحر للمحبة أَو
غَيرهَا وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا بَاطِلَة لابطال
الشَّرْع إِيَّاهَا لِأَن اتحاذها يدل على اعْتِقَاد
تأثيرها وَهُوَ يُفْضِي الى الشّرك ذكره الْقَارِي
(إنْجَاح)
قَوْله قَالَ هَذِه من الواهنة قَالَ فِي مجمع الْبحار
هِيَ عرق يَأْخُذ فِي الْمنْكب وَفِي الْيَد كلهَا فترقى
مِنْهَا وَقيل هُوَ مرض يَأْخُذ فِي الْعَضُد أَو رُبمَا
علق عَلَيْهَا جنس من الخزر يُقَال لَهَا خزر الواهنة
وَهِي تَأْخُذ الرِّجَال دون النِّسَاء وَإِنَّمَا نهى
عَنْهَا لِأَنَّهُ اتخذها على انها تعصمه من الالم
كالتمائم الْمنْهِي عَنْهَا (إنْجَاح) |