مشكلات موطأ
مالك بن أنس (بَاب الْغسْل)
" الْغسْل " اسْم المَاء الَّذِي يغسل بِهِ، وَالْغسْل
الشَّيْء الَّذِي يغسل بِهِ الدَّرن من طِفْل وصابون
وَغَيرهمَا، وَكثير من الْفُقَهَاء يَقُولُونَ: غسل،
يُرِيدُونَ فعل الْغَاسِل، وَلَا أعرف أحدا من أهل
اللُّغَة قَالَه. وَالْغسْل يكون بتدليك وَبِغير تدليك،
يُقَال: غسل الأَرْض الْمَطَر، وغسله الْعرق.
أصل " الْجَنَابَة " الْبعد عَن الطَّهَارَة، سميت بذلك
لِأَن الْجنب يتَجَنَّب مَوَاضِع التَّعَبُّد وأعماله
حَتَّى يغْتَسل، وَالْمَشْهُور فِي فعلهَا أجنب الرجل.
وَحكى أَبُو إِسْحَاق: أجنب وجنب. وَيُقَال مِنْهَا: رجل
مجنب وجنب والأفصح الْأَشْهر أَلا يثنى وَلَا يجمع وَلَا
تلْحقهُ عَلامَة التَّأْنِيث وبهذه اللُّغَة ورد الْقُرْآن
الْعَزِيز قَالَ الله تَعَالَى: {وَإِن كُنْتُم جنبا
فاطهروا} . وَمن الْعَرَب من يثني وَيجمع وَيُؤَنث وَلم
يسمع فِيهِ غير ذَلِك.
" غرفَة " وغرفة، مصدران من غرفت، وَثَلَاث غرفات
مَفْتُوحَة الرَّاء.
(1/66)
وَمن سكنها فقد أَخطَأ.
و" حفنات " محركة الْفَاء لَا غير، والحفنة باليدين
جَمِيعًا، والحثية بِالْيَدِ الْوَاحِدَة. كَذَا قَالَ
الْأَخْفَش. وَتَكون أَيْضا الحفنة بِالْيَدِ الْوَاحِدَة
كَذَا قَالَ صَاحب " الْعين ".
وَيُقَال: " أكسل " الرجل يكسل إِذا عجز عَن النِّكَاح،
هَذَا هُوَ الْمَشْهُور من اللُّغَة، وكسل عَن الْأَمر
يكسل كسلا.
وَقَوله: " قبل يَمُوت " هَكَذَا الرِّوَايَة، ويروى
أَيْضا: " قبل أَن يَمُوت " وَالْعرب قد تحذف أَن الناصبة
وترفع الْفِعْل قَالَ الله سُبْحَانَهُ: {قل أفغير الله
تأمروني أعبد} وَرُبمَا حذفت الْعَرَب أَن وَتركت الْفِعْل
مَنْصُوبًا، وَإِنَّمَا يَجِيء ذَلِك فِي الشّعْر.
زييد [وزييد] تَصْغِير زيد وَالْأَصْل الضَّم، وَإِنَّمَا
يكسر أول الِاسْم فِي التصغير إِذا كَانَ ثَانِي
الْكَلِمَة يَاء مثل شييخ وبييت.
وَفِي " أُفٍّ " ثَمَانِي لُغَات: أُفٍّ وأفا وأف والتنوين
فِي كل وَاحِد
(1/67)
مِنْهَا، وأف وأفى مثل حُبْلَى. وَقد حُكيَ
أفة وتفه.
وأصل الأف فِي اللُّغَة: وسخ الْأُذُنَيْنِ والتف: وسخ
الظفر، وَقيل: هما بِمَعْنى وَاحِد، ثمَّ ضربا مثلا فِي كل
شَيْء مستقذر مستقبح متبرم بِهِ وَإِن لم يكن هُنَاكَ وسخ.
أَي أَن ذَلِك الشَّيْء قد حل مَحل الاستقذار.
وَمعنى " تربت " عِنْد قوم من الْفُقَهَاء: استغنت وَهَذَا
خطأ عِنْد أهل اللُّغَة، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال فِي
الْغنى: أترب وَأما ترب فَلَا يُقَال إِلَّا فِي الْفقر.
وَأما قَوْله: " فاظفر بِذَات الدّين تربت يداك " فقد
يحْتَمل أَن يكون من هَذَا الْبَاب، وَقد يكون دُعَاء
بالمكروه، وَكَأَنَّهُ خَاطب بذلك من آثر ذَوَات المَال
والحسب وَالْجمال على ذَوَات الدّين. وَمن الْعلمَاء من
يحملهُ على أَن فِي الْكَلَام حذفا كَأَنَّهُ قَالَ: تربت
يداك إِن فاتك مَا أَمرتك بِهِ، ويجعله فِي الدعا.
وَيُقَال: " شبه " وَشبه.
و" الْخمْرَة " شَيْء كَانَ ينسج من سعف النّخل يسْجد
عَلَيْهِ الرجل. وَلَا يُسمى خمرة، حَتَّى يكون بِقدر مَا
يضع الْمُصَلِّي عَلَيْهِ جَبهته وَيَديه، وَإِن عظم
حَتَّى يعم جسده كُله فَهُوَ حَصِير.
(1/68)
|