مشكلات موطأ
مالك بن أنس (الاستقساء)
" اللَّهُمَّ اسْقِ " يرْوى بِالْقطعِ من أسقيت، وبالوصل
من سقيت وَقَالَ بَعضهم: سقى وأسقى، بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " اللَّهُمَّ ظُهُور الْجبَال
" أَي اخصص بِهِ ظُهُور الْجبَال، أَو أمطر ظُهُور
الْجبَال فَحذف لما كَانَ فِيهَا بَقِي دَلِيل عَلَيْهِ،
وَمِنْه قَول الْمُؤَذّن: " الصَّلَاة رحمكم الله " أَي
عَلَيْكُم الصَّلَاة.
[و " الآكام " الكدا وَاحِدهَا أكمة] .
قَوْله: " فانجابت " أَي انفرجت، وَهُوَ انفعلت من جبت
الْقَمِيص إِذا فتحت جيبه.
و" الْحُدَيْبِيَة " مُخَفّفَة الْيَاء: مَوضِع بَين الْحل
وَالْحرم، وَكَذَا قَيده أَبُو عَليّ الْبَغْدَادِيّ،
وَكَانَ الْكسَائي يشددها والأصمعي يُنكر ذَلِك.
(1/92)
و " السَّمَاء " الْمَطَر سمي بذلك
لِأَنَّهُ [من السَّمَاء] ينزل.
" عائذا بِاللَّه " فِي نَصبه ثَلَاثَة أوجه:
أَحدهَا: أَن يكون مَنْصُوبًا على الْحَال الْمُؤَكّدَة
النائبة مناب الْمصدر السَّادة مسده، وَالْعَامِل فِيهِ
مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ: أعوذ بِاللَّه عائذا، وَلم يذكر
الْفِعْل لِأَن الْحَال نائبة عَنهُ.
وَالثَّانِي: أَن يكون مصدرا جَاءَ على مِثَال فَاعل
لقَولهم: عوفي عَافِيَة، وفلج فالجا. وَالْأول مَذْهَب
سِيبَوَيْهٍ، وَالثَّانِي مَذْهَب الْمبرد.
وَالْقَوْل الثَّالِث: أَنه لوُقُوعه موقع الْفِعْل
الْمُضَارع وَهُوَ مَذْهَب الْكُوفِيّين.
قَول أَسمَاء: " فَقلت آيَة " الرِّوَايَة بِالرَّفْع على
خبر ابْتِدَاء مُضْمر أَي هَذِه آيَة، وَيجوز النصب على
معنى أرى آيَة.
وَقَوله: " فَأَشَارَتْ برأسها أَن نعم " أَن هَذِه تسمى
الْعبارَة تفسر مَا قبلهَا وتعبر عَن الْمَعْنى الَّذِي
قصد بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَن امشوا} وَلَا تقع هَذِه
إِلَّا بعد كَلَام، مَعْنَاهُ كمعنى القَوْل، لِأَن
إشارتها برأسها بِمَنْزِلَة قَوْلهَا " نعم ".
(1/93)
" الكرابيس " جمع كرباس، وَهُوَ المرحاض
الَّذِي لَهُ قناة قَائِمَة، وَأما الَّذِي فِي الأَرْض
فَيُقَال لَهُ: الكنيف.
" الْعين " نَاحيَة الْقبْلَة، تَقول الْعَرَب: مُطِرْنَا
بِالْعينِ وَمن الْعين إِذا كَانَ السَّحَاب ناشئا من
نَاحيَة الْقبْلَة.
و" غديقة " بِفَتْح الْعين كَثِيرَة المَاء قَالَ الله عز
وَجل: {مَاء غدقا} وَلَا يعرف اللغويون " غديقة "
وَالْفُقَهَاء يَرْوُونَهُ كَذَلِك.
" المرحاض " من رحضت الشَّيْء إِذا غسلته، والكنيف من كنفت
الشَّيْء إِذا سترته وَمِنْه قيل للترس كنيف.
و" اللبنة " الطوبة والآجرة، وكل شَيْء رفعته من حجر
وَنَحْوه فقد لبنته. وَيُقَال: لبنة وَالْجمع لِبَنٌ
وَلِبْنٌ كَسِدْرَةٍ، وَسِدَرٍ وَسِدَرٍ، وَمن قَالَ لبنة
قَالَ لبن.
يُقَال: " بساق " وبصاق وبزاق. وَأما بسقت النَّخْلَة إِذا
ارْتَفَعت فَلم يحك فِيهَا غير السِّين على أَنهم قد
قَالُوا: كل سين وَقع بعْدهَا حرف استعلاء جَازَ قَلبهَا
صادا.
و" النخاعة " والنخامة سَوَاء، وَقيل: بِالْعينِ من الْفَم
وبالنون وَالْمِيم
(1/94)
للأنف.
و" التلبيب " أَن تضع فِي عنق الرجل ثوبا، وتقبض عَلَيْهِ،
والتلبيب أَيْضا أَن تقبض على مَكَان لببه وتضغطه. واللبب
واللب وسط الصَّدْر، وكل من تحزم وَجمع ثَوْبه على نَفسه،
وتشمر فقد تلبب.
" صلصلة الجرس " صَوته.
" فَيفْصم عني " [أَي] يَزُول عني فَصمت الشَّيْء وانفصم
إِذا انْكَسَرَ وَقيل بِالْفَاءِ إِذا انصدع وَلم وَلم
يبن، وبالقاف إِذا بَان بعضه من بعض، و " تفصد " الْعرق
وَالْمَاء فصدا إِذا سالا
" الفوق " الْموضع الَّذِي يوضع مِنْهُ على الْوتر عِنْد
الرَّمْي، وَالْجمع أفواق وَيُقَال أَيْضا: فوقة والجموع
فَوق.
و" التماري " والامتراء والمرية والمرية بِكَسْر الْمِيم
وَضمّهَا، الشَّك فِي الشَّيْء، وَالْفِعْل مِنْهُ تمارى
تماريا، وامترى امتراء.
(1/95)
و " مكث " فَهُوَ ماكث، وَمكث فَهُوَ مكيث.
و" السكن " مَا سكنت إِلَيْك نَفسك وأنست بِهِ، وَسمي
اللَّيْل سكنا لِأَن كل شَيْء يسكن فِيهِ عَن الْحَرَكَة
وَالتَّصَرُّف.
و" فالق الإصباح " ينْتَصب عِنْد سِيبَوَيْهٍ على النداء.
وَقَوله [عَلَيْهِ السَّلَام] : ليعزم الْمَسْأَلَة " أَي
لينفذها ويمضها. والعزم أَيْضا إِنْفَاذ الشَّيْء وإمضاؤه
والحزم صِحَة الرَّأْي.
وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " مَا لم يعجل فَيَقُول "
مَنْصُوب على جَوَاب النَّفْي أجريت " لم " حِين كَانَ
مَعْنَاهَا النَّفْي مجْرى مَا فِي قَوْلهم: " مَا أَنْت
بصاحبي فأنصرك ".
" وعيت " الشَّيْء أعيه وعيا فَأَنا واع، فهمته إِذا جمعته
فِي قَلْبك حَتَّى لَا يشذ مِنْهُ شَيْء، كَمَا يجمع
الشَّيْء فِي الْوِعَاء، وَأما المَال وَالْمَتَاع
فَيُقَال: أوعيت بِالْألف أوعي فَأَنا موع.
" التنزير " أَن يلح الرجل على المسؤول حَتَّى يشق
عَلَيْهِ سُؤَاله.
(1/96)
" ثكلته أمه " فقدته.
و" الرَّمية " كل مَا رمي من صيد وَغَيره. تَقول الْعَرَب:
بئس الرَّمية الأرنب. وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا رمية مَا لم
ترم، فَإِذا رميت قيل رمى بغَيْرهَا.
و" مرق السهْم " مروقا، خرق مِنْهَا وتجاوزها. وَالرجل خرج
من الطَّاعَة وَالدّين بِقُوَّة، وَجه شبه ذَلِك مروق
السهْم.
و" النصل " الشَّفْرَة.
و" الْقدح " السهْم.
وَقَوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِلَى
السَّمَاء الدُّنْيَا " كَذَا الرِّوَايَة و [هُوَ
الْوَجْه] وَالْقِيَاس وَرَوَاهُ بَعضهم " إِلَى سَمَاء
الدُّنْيَا " فَيكون هَذَا من بَاب صَلَاة الأولى،
وَمَسْجِد الْجَامِع.
وَقَوله: " من يدعوني " من رَوَاهُ هَكَذَا جعل " من "
استفهاما. وَنصب مَا بعد الْفَاء كَمَا قَالَ الله عز
وَجل: {وَمن عَاد فينتقم الله مِنْهُ} .
(1/97)
وَقَول ابْن عَبَّاس: " إِذا قَامَ من جَوف
اللَّيْل " من بِمَعْنى فِي.
و" الْمَسِيح " بِالْحَاء على لفظ الْمَسِيح عِيسَى بن
مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام لَا فرق بَينهمَا بالنطق فِي
اللَّفْظ، وَإِنَّمَا يفرقان فِي الِاشْتِقَاق. وَفِي
اشتقاق الْمَسِيح فِي حق عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وعَلى
نَبينَا سِتَّة أَقْوَال. قَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ لَا
يمسح بِيَدِهِ ذَا عاهة إِلَّا برأَ. وَقَالَ النَّخعِيّ:
الْمَسِيح الصّديق. وَقَالَ أَبُو عبيد: أَظن هَذِه
الْكَلِمَة عبرانية أَو سريانية، مشيحي فعربت. وَقَالَ
ابْن عَبَّاس أَيْضا فِي رِوَايَة عَطاء عَنهُ: سمي مسيحا
لِأَنَّهُ كَانَ أَمسَح الرجل أَي لَا أَخْمص لقدميه.
وَقيل: سمي مسيحا لِأَنَّهُ خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن.
وَقيل: بل كَانُوا يمسحون الْمَوْلُود بالدهن وَكَانَ
هَذَا سنة لَهُم. وَقيل: الْمَسِيح الْجَمِيل الْوَجْه
يُقَال على وَجهه مسحة من جمال وَمِنْه قَول النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جرير: " يطلع
عَلَيْكُم من هَذَا الْفَج خير ذِي يمن، عَلَيْهِ مَسحه
ملك من جمال " وَكَانَ جرير من أجمل النَّاس وَجها.
(1/98)
وَقَالَ ثَعْلَب: سمي مسيحا لِأَنَّهُ مسح
الأَرْض أَي قطعهَا.
وَأما " الدَّجَّال " فَقيل لَهُ مسيح لِأَنَّهُ أَعور
إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَجَاء فِي حَدِيث " أَنه مَمْسُوح
إِحْدَاهمَا " قَالَ الْخَلِيل: يُقَال: رجل مَمْسُوح
الْوَجْه إِذا لم يبْق على أحد شقي وَجهه حَاجِب وَلَا
عين.
(1/99)
|