معالم السنن كلمه للناشر أيضا
قلت في ذيل الصحيفة الثامنة من الجزء الأول , كتب لي شيخنا
بالإجازة حافظ المغرب الشيخ محمد عبد الحي الكتاني الفاسي
ان لهذه المقدمة النفيسة شرحا للإمام الحافظ أبي طاهر
السلفي لكني لم أطلع عليه ولا أعلم منه نسخة في مكتبة من
المكاتب.
فاطلع على ذلك الشيخ سليمان بن عبد الرحمان الصنيع وهو من
أهل العلم بمكة المشرفة فكتب لي كتابا مؤرخا في 3 ذي الحجة
1351 جاء فيه أن شرح هذه المقدمة يوجد في مدرسة ديوبند
(السند) وقد كتبت بواسطة شيخي عالم ديوبند ومحدثها ونزيل
مكة الآن اطلب هذا الشرح وسأرسله لكم إذا وصلني وفقكم الله
لنشر كتب السنة.
وفي غرة ربيع الأول من سنة 1353 وصلتني هذه الرسالة بوسطة
الوجيه المفاضل الشيخ محمد أفندي نصيف عين أعيان جدة
وأماثلها , وأني شاكر لهما ولمن توسط بأرسالها من بلاد
السند هذا العمل المبرور جزى الله الجميع خير الجزاء.
وبعد تلاوتها لم أجدها شرحا للمقدمة بل هي مقدمه حافلة
للحافظ الموما اليه نوه بها بجلالة الامام ابي داود وما
صنفه وفضل الشارح الإمام الخطابي املاها قبل املائه معالم
السنن , وقد جاء فيها من الفوائد والأخبار ما لا ذكر له في
مقدمتي فألحقتها بآخر الكتاب تتميما للفائدة وحرصا على
احيائها.
وقد علق عليها هذان الفاضلان بعض تعليقات واقتفيت انا
اثرهما ونسجت
(4/353)
على منوالهما ايضا وعزوت كل تعليقة
لصاحبها.
وقد ذيل المقدمة الشيخ سليمان الموما اليه بقوله فرغ بحمد
الله واعانته وحوله وقوله الفقير الى الله تعالى سليمان بن
عبد الرحمان بن محمد بن علي بن عبد الله بن حمد الصنيع من
رقم هذه المقدمة يوم الأربعاء التاسع من شهر صفر الخير سنة
ثلاث وخمسين وثلاثماية والف بمكة المكرمة , ونقلت هذه
المقدمة عن نسخة نسخت لي في السند في العم الماضي من نسخة
مخطوطة مع معالم السنن للخطابي وكلاهما بخط واحد من اولها
الى آخرها , الا أن معالم السنن مخرومة من آخرها بقدر
الكراس او الكراسين , ولهذا جهل تاريخ النسخة وهي من
مخطوطات القرن التاسع أو العاشر , واصل النسخة هذه من
الحجاز وهي في مكتبة الشيخ صبغة الله بن محمد بن راشد
الحسيني السندي وبيتهم بيت علم وصلاح وامر بالمعروف ونهي
عن المنكر. وكان هذا الشيخ ممن صحب السيد احمد الدهلوي
الشهيد هكذا افادني شيخنا العلامة الكبير المحدث الفقيه
الشيخ عبيد الله بن الاسلام السندي ثم الدهلوي الديوبندي
جزاه الله خيرا ونفعنا بعلومه آمين.
هذا وأني قد صححت الأصل بقدر الإمكان وعلقت على بعض
المواضع بقدر الحاجة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم اهـ.
(4/354)
|