أساس البلاغة كتاب القاف
ق ب ب
بني قبّة وقباباً، وهم أهل القباب. وبيت مقبب. وقبّب قباباً كثيرة:
بناها. وفرس أقب، وخيل قبّ، وفيها قبب. وامرأة قبّاء. والبكرة تدور على
القبّ. قال:
محالة ترك قبّا راداً
وقببت طيّ الثوب أو الطّومار إذا أدمجته قبّاً. وقبقب الفحل وهو صوت
هديره. وقبقب السيف في الضّريبة إذا قال: قب. قال زهير بن جناب الكلبي:
ضربت قذاله بالبجّ حتى ... سمعت السيف قبقب في العظام
هو اسم سيفه. ولنابَيْه قَبِيب. قال أبو ذؤيب:
كأن محرّباً من أسد ترجٍ ... ينازلهم لنابيه قبيب
وما وقعت العام قابةٌ: قطرة. وعن الأصمعي: ما سمعنا لها العام قابةً:
رعداً. وقال خالد بن صفوان لابنه: يا بني إنك لا تفلح العام ولا قابل
ولا قاب ولا قباقب ولا مقبقب.
ومن المجاز: هو قبّ قومه، وهو القبّ الأكبر وهو الشيخ الذي عليه مدار
أمرهم. وألزق قبّك بالأرض: عجبك أي اقعد. وهذا وتر قواه قب: طاقاته
مستوية.
ق ب ح
هذا أمر قبيح مستقبح، وأحسنت وأقبح أخوك: جاء بفعل قبيح. وقبّحت عليه
فعله. وقبحه الله: أبعده. وفلان مقبوح: منحى عن الخير " هم من
المقبوحين " وقابحه: شاتمه. وقبحت البثرة: عصرتها قبل نضجها. وإنها
لقبيحة الشخب إذا كانت واسعة الإحليل. وضرب حسنه وقبيحه وهما عظمان في
المرفق. قال:
فلو كنت عيراً كنت عير مذلة ... ولو كنت كسراً كنت كسر قبيح
ق ب ر
قبر الميت، وأنت غداً مقبور. وتقول: نقلوا من القصور، إلى القبور، ومن
المنابر، إلى المقابر. وهذا مقبر فلان. والبقيع مقبرة المدينة
ومقبرتها. قال:
لكل أناسٍ مقبر بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد
ومن المجاز: قولهم للمتكبر: رفع قبرّاه، وجاء
(2/46)
رافعاً قبّراه وهي الأنف العظيم كأنها
شبّهت بالقبر، كما يقال: رءوس كقبور عادٍ. قال مرادس الدبيريّ:
لقد أتاني رافعاً قبرّاه ... لا يعرف الحق وليس يهواه
وتقول: واكبراه، إذا رفع قبّراه، وتقول: ثبوا على المنابر، فقد خلا
الجو للقنابر؛ جمع قنبرة، ويقال لها: القبّرة والقُبَرة والقبّر
والقبر.
ق ب ش
خذ لي قبساً من النار ومقبساً ومقباساً، واقبس لي ناراً واقتبس، ومنه:
ما أنت إلا كالقابس العجلان أي كالمقتبس، وما زورتك إلا كقبسة العجلان.
وتقول: ما أنا إلا قبسة من نارك، وقبضة من آثارك، وقبسته ناراً
وأقبسته، كقولك: بغيته الشيء وأبغيته.
ومن المجاز: قبسته علماً وخبراً وأقبسته، وقيل: أقبسته لا غير. ويقال
في سرعة اتفاق الأخوين: لقوة صادفت قبيساً وهو الفحل السريع الإلقاح،
وقد قبس قباسة، وقيل له ذلك لأنه يقبسها اللّقاح. وهذه حمى قبسٍ لا
حمّى عرضٍ أي اقتبسها من غيره ولم تعرض له من تلقاء نفسه.
ق ب ص
قريء " فقبصت قبصةً ". ويقال: قبصت من أثره، واقتبصت قبصة وقبصاً. قال
أبو الجهم الجعديّ:
قالت له واقتبصت من أثره ... يا ربّ صاحب شيخنا في سفره
قيل له: كيف اقتبصت من أثره، قال: أخذت قبصة من أثره في الأرض
فقبّلتها. وعن مجاهد في قوله تعالى: " وآتوا حقّه يوم حصاده " يعني
القبص التي تعطى عند الحصاد. قال حميد:
بنازل تدع المعزاء رجعتها ... بالمنسمين إذا ما أرقلت قبصا
وتقول: قابص قاضم، أهون من قابض خاضم. ورأيت قبصاً من بني فلان، وإنهم
لفي قبص الحصى: في عدده. ونزلتم في قبص النّمل وهو مجتمع ترابه
وجرثومته. وأصابه القبص وهو وجع الكبد من التّريق بالتمر وشرب الماء
عليه. وقبص المأمون فقبض.
ومن المجاز: مرّ الفرس يقبص قبصاً إذا لم يصب الأرض إلا أطراف سنابكه،
وفرس قبوص. وتقول: جئت لأقتبس من أنوارك، وأقتبص من آثارك.
ق ب ض
قبض المتاع وأقبضته إياه وقبّضته، وتقابض المتبايعان، وقابضته مقابضة،
واقتبضته
(2/47)
لنفسي. وأعطاني قبضةً من التمر وقبضةً.
والملك قابض الأرواح. والرّهان مقبوضة. وقبّض الطائر: جمعه في قبضته.
وقبض على عرف الفرس. وهو مقبض السّيف والقوس والسّوط ومقابضها. وأقبض
السّكين: جعل له مقبضاً. واطرح هذا في القبض.
ومن المجاز: قبض على غريمه، وقبض على العامل. وقبض فلان إلى رحمة الله،
وهو عمّا قليل مقبوض. وفلان يبسط عبيده ولا يقبضهم، والخير يقبضه
والشرّ يبسطه، وإنه ليقبضني ما قبضك، ويبسطني ما بسطك. وانقبضت عنّا
فما قبضك. وتقبض على الأمر: توقّف عليه، وتقبض عنه وانقبض: اشمأز. وقبض
رجله وبسطها. وقبّض وجهه فتقبّض. وقبّضت النار الجلدة فتقبّضت. وتقبض
الشيخ: تشنج. وقبضت ثوبك، وثوب مقبض: مشنج وهو نحو الكسور في أوساط
الأقبية. رواع قبضةٌ رفضة: حسن التدبير بالماشية يجمعها فإذا وجد مرعًى
نشرها. ويقال لمن يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه: فلان قبضةٌ رفضة.
وقبضت الإبل: أسرعت في سيرها كأنها تثب فيه وتجمع قوائمها. قال ذو
الرمة:
ويقبضن من عاد وسادٍ وواحدٍ ... كما انصاع بالسّيّ النّعام النّوافر
وانقبض فلان في حاجته: أسرع وشمّر، وانقبضت بالقوم: شمّرت بهم. قال
رؤبة:
فلو رأت بنت أبي انقضاضي ... وعجلي بالقوم وانقباضي
وفرس قبيض: سريع بيّن القباضة. وملك فلان القبيض: الخلق، وما أدري أيّ
القبيض هو. قال الراعي:
أمست أميّة للإسلام حائطةً ... وللقبيض رعاةً أمرها رشد
وأحب إليّ أن يروى خابطةً وللقبيض رعاةٌ أي رعاةٌ غيرهم. وتقول: أطاعه
السود والبيض، وألقى مقاليده إليه القبيض؛ لأنه ساعٍ قبيض في أمر معاشه
ودنياه.
ق ب ط
قبط الشيء مثل قطبه إذا جمعه وخلطه، ومنه القبيطى. وتقول: فلان يأخذ
القبيطى، فيأكلها السريطى؛ وهي القبيطاء والقبّاط. وهو يلبس القباطيّ
والقبطيّة بالضم وهي ثياب من كتان بيض تعمل بمصر نسبت إلى القبط
والتغيير للاختصاص، ورجل قبطيٌّ، وجماعة قبطيّة. وتقول: جمع فلان بين
الأوزاع والأخلاط، من الأنباط والأقباط.
ق ب ع
فلان يقبع قبوع القنفذ إذا توارى. وقبع الرجل: أدخل رأسه في قميصه.
وتقول: هو أعقّ من ضبّه، وأحمق من قباع بن ضبّه. وعن قتيبة: يا أهل
خراسان إن وليكم وال شديد
(2/48)
عليكم قلتم جبارٌ عنيد وإن وليكم والٍ رؤوف
بكم قلتم قباع بن ضبّة، وهو رجل محمّق كان في الجاهلية. ومكيال قباع:
كثير الأخذ. ونظر الحرث بن عبد الله عامل ابن الزبير على البصرة إلى
مكيال فقال: إن مكيالكم هذا لقباع فنبز به. ويقال للقنفذ: القباع،
ولسكينه وسيفه قبيعة من فضة وهي التي في طرف المقبض، وما أحسن قبائع
سيوفهم!
ق ب ل
ذهب قبل السوق. ولي قبلك حقّ، وأصبت هذا من قبلك أي من جهتك وتلقائك.
ولقيته قبلاً وقبلاً وقبلاً: مواجهة وعياناً. وافعل ذلك لعشر من ذي
قبلٍ وقبلٍ: من قوتٍ مستقبلٍ. ورأيت بذلك القبل شخصاً وهو ما استقبلك
من نشزٍ أو جبلٍ. وبه قبلٌ: خلاف حولٍ. ورجلٌ أقبل، وامرأة قبلاء،
وعينٌ قبلاء، وقوم قبلٌ. وجاء من قبلٍ ومن دبرٍ. وما تصنع لو أقبل
قبلك، ولو أقبل قبلك لسكتّ أي لو استقبلت بما تكره. وهم قبلي وقبلائي:
جمع قبيلٍ وهو الكفيل. وقبل به يقبل وتقبّل به، وهو قبيل القوم:
لعريفهم. ونحن في قبالة فلان. وكلّ من تقبّل بشيء مقاطعةً وكتب عليه
بذلك الكتاب فعمله: القبالة، وكتابعه المكتوب عليه هو: القبالة. وقبلت
القابلة الولد تقبله قبلاً وقبالة، وصناعتها: القبالة. وقبل الدلو من
يد الماتح يقبلها. وقبلت الماشية الوادي تقبله. وأقبلتها الوادي. قال:
أقبلتها الخلّ من شوران مصعدة ... إني لأزري عليها وهي تنطلق
أي أعيب عليها الإبطاء. وقال الجعديّ:
يتواصون بقتلى بينهم ... مقبلي نحري أطراف الأسل
وأقبلت الإناء مجرى الماء إذا استقبلت به جريته. وقال ابن أحمر:
شربت الشكاعى والتددت ألدّةً ... وأقبلت أفواه العروق المكاويا
وقعدت قبالة الكعبة. وجار مقابل ومدابر. قال:
حميت نفسي ومعي جاراتي ... مقابلاتي ومدابراتي
وتقول: وربّ هذه البنيّة ما قبل منها وما دبر ما فعلت كذا. واقتبل
الأمر واستقبله: استأنفه. وتقابلوا واقتبلوا. قال أبو النجم:
غير رماد النار والأثفيّ ... مقتبلات قعدة النّجيّ
ورأيت قبيلاً من الناس وقبلاً. وكادت تصدّع قبائل رأسي: من الصداع وهي
شعبة. وقبل الهبة، وقبل منه النصح. وقبل الله من عبده التوبة، " وهو
الذي
(2/49)
يقبل التوبة عن عباده ". وقبل الله عمله
وتقبّله " فتقبّلها ربها بقبول حسن ".
ومن المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وأصله في فتل الحبل إذا مسح
اليمين على اليسار علواً فهو قبيلٌ وإذا مسحها عليها سفلاً فهو دبير.
ورجل مقتبل الشباب: كأنه يستأنف الشباب كلّ ساعة. ورجل مقابل مدابر:
كريم الطرفين. ورأيت قبائل من الطير: أصنافاً من غربان وحمام وغيرها.
وأتى في ثوب له قبائل: رقاع. ولجام حسن القبائل وهي السيور. قال ابن
مقبل:
ترخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصّفر
وأقبلت الدولة، وأقبل الأمر وقبل، وخذ الأمر بقوابله. وقبّلته الحمّى؛
وبشفتيه قبلة الحمّى. وما لهاذ الأمر قبلةٌ أي جهة صحّةٍ.
ق ب ن
" أذلّ من حمار قبّان ".
ق ب وتقبّى الرجل: لبس القباء، وهو منقبّ، وقب هذا الثوب: اقطعه قباءً.
وقبوت الشيء: جمعته.
ق ت ب
ضع القتب على الحمولة، وضع القتب على السانية، فالقتب: واحد الأقتاب
وهي الأكف التي توضع على تقالة الأحمال، والقتب بالكسر: واحد الأقتاب
وهي أكفٌ صغار توضع على السواني. قال لبيد:
حتى تحيرت الدبار كأنها ... زلف والقى قتبها المحزوم
وأقتبت البعير إذا شدّدت عليه القتب، أو القتب لغة تميم، وقيس على
قتبت: ولفلان قتوبة: إبل تقتب. وفلان مبعوج يجرّ أقتابه: أمعاءه جمع
قتب بالكسر.
ومن المجاز: قولهم للملح: هو قتب يعض بالغارب، وقتب ملحاح. قال النابغة
الذبيانيّ:
فاستبق ودّك للصديق ولا تكن ... قتباً يعضّ بغارب ملحاحاً
وقال البعيث:
ألد إذا لاقيت قوماً بخطة ... ألح على أكتافهم قتب عقر
وأقتبت زيداً يميناً، وأقتبته في اليمين إذا غلظت عليه وألححت كأنما
وضعت عليه قتباً. وأقتبه الدّين: فدحه. قال:
إليك أشكو ثقل دينٍ أقتبا ... ظهري بأقتابٍ تركن جلبا
(2/50)
وتقول: كأني لهم قتوبه، وكأن مؤنهم عليّ
مكتوبه. وفي كاهل الفرس تقتيب: جنّأٌ. قال:
وكاهل أفرغ فيه مع الإ ... فراغ إشراف وتقتيب
ورجل مقتب الكاهل.
ق ت ت
دهن مقتت: مروّح. ورجل قتّات: نّام، وهو يقتّ الحديث: يزوّره ويحسنه.
ق ت ر
بات الصائد في قترته، وباتوا في قترهم. قال امرؤ القيس:
رب رامٍ من بني ثعلٍ ... متلج كفّيه في قتره
واقتتر الصائد: استتر في القترة، وتقتر للصيد: تخفّى في القترة ليختله.
ورماه بالقترة وهي سهم صغير النصل يقال لها: القطبة. وبوجهه قتر وقترةٌ
وهو ما يغشاه من غبرة الكرب والموت. وقتر على أهله يقتر ويقتِر، وأقتر
وقتّر عليهم " لم يسرفوا ولم يقتروا " وقريء ولم يقتّروا، ولا ينفق على
عياله إلا قتراً وهو الرّمقة في النفقة والمساك، ورجل مقتر: مقلٌّ "
وعلى المقتر قدره " وفعل ذلك من بين أثرى وأقتر أي من بين خلق أثرى
وأقتر وهم الناس أو من بين ذي أثرى وأقتر أي صاحب هذا الكلام المقول
فيه. قال الكميت:
لكم مسجدا الله المزورا والحصى ... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
ووجدت قتار الشواء والطبيخ، وقتّر الشّواء: هيّج القتار. وقتر اللحم
يقتر ويقتر، وقتر يقتر: ارتفع قتاره، ولا تؤذ جارك بقتار قدرك. ورحلٌ
قاترٌ إذا كان قدراً لا يموج فيعقر.
ومن المجاز: لاح به القتير: أوائل الشيب وأصله: رءوس مسامير الدرع
وسميَ قتيراً لأنه قتر أي قدّر فعيل بمعنى مفعول. وعضّه ابن قترة وهي
حيّة خبيثة لا ينجو سليمها كأن لها قترة ترمى بها. قال:
أحدو لمولاتي وتلقى كسره ... وإن أبت فعضّها ابن قتره
ولعن الله أبا قترة: كنية إبليس. وأرسل الماء في قترة البستان وهي
الخرق الذي يدخل الماء منه. وفتح قترة التنّور: خرقه. وأدخل يده في
قترة الباب وهي مكان الغلق. وأحكم قتر الدرع: لحقها. واطلعن من القتر:
من الكوى. وهو في قترة من العيش: في ضيق. وقتّروا بين الأمتعة والركاب:
قاربوا. وتقتّر لك فلان: سوّى عليك منصوبة. وتقتّر لأمر كذا: تلطّف له.
وتقتّر للرمي وتبوّأ له: تهيأ له.
ق ت ل
(2/51)
قتله قتلةَ سوء، وقتل الرجل، وقتّل الرجال،
وقاتله، وتقاتلوا واقتتلوا. وكانت بالروم مقتلة عظيمة. وضربه فأصاب
مقتله ومقاتله. وأقتله: عرّضه للقتل. كما قال مالك ابن نويرة لامرأته
حين رآها خالد بن الوليد: أقتلتني يا مرأة يعني سيقتلني خالد من أجلك.
واستقتل فلان: استسلم للقتل، كما يقال: استمات. ورجل وامرأة قتيل،
وقومٌ قتلى. وهذه قتيلة بني فلان. وهم قتلة إخوتك. وقتل قتله أي قرنه
وعدوّه، وأقتاله. وقوم أقتال: أصحاب تراتٍ. قال ابن الرقيات:
واغترابي عن عامر بن لؤيّ ... في بلاد كثيرة الأقتال
وناقة ذات قتالٍ: ذات نفس وثيقة وكدنة، وإنه لذو قتالٍ وذو كدنة وذو
لوث وذو جزرٍ. قال ربيعة بن مقروم:
ومطيّة ملث الظلام بعثته ... يشكو الكلال إليّ دامي الأظلل
أودى السّرى بقتاله ومراسه ... شهراً نواحي مستتب معمل
ومن المجاز: دابة مقتّلة: مذللة قد مرنت على العمل. وقلب مقتّل: أهلكه
العشق. واقتتلته النساء: افتتنّه حتى أهلكنه. واقتتل فلان: جنّ،
واقتتلته الجن: اختبلته، وتقتّلت به: تخضّعت له وتذلّلت حتى عشقها.
قال:
تقتّلت لي حتى إذا ما قتلتني ... تنسّكت ما هذا بفعل النواسك
وقتلتُ الخمر: مزجتها. قال حسان:
إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلتَ فهاتها لم تقتل
وقتلته علماً وخبراً. وقال الفرزدق:
وحتى قتلنا الجهل عنها وغودرت ... إذا ما أنيخت والمدامع ذرّف
أي كسرنا مرحها ونشاطها. وقال:
إذا ما نزلنا قاتلت عن ظهورها ... حراجيج أمثال الأهلّة شسّف
ذبّت الغربان عنها. وقاتله الله ما أفصحه! والمنيّة قاتلة، والمنايا
والليالي قواتل للأنام. وتقول العرب: ولّني مقاتلك أي حوّل إليّ وجهك.
وقال ابن مقبل يصف ظليماً وبيضه:
يخشى الندى فيولّيها مقاتله ... حتى يباكر قرن الشمس ترجيل
أي صدره وبطنه. وقاتل جوع الضيف بالإطعام.
(2/52)
قال الكميت:
بالجفان التي بها يترك الجو ... ع قتيلاً ويفتأ الزمهريرا
وقال ابن مقبل:
وأنبه الخرق لم يلمس لمضجعه ... كأنه من قتال اليسر مأموم
وفلان قتل فلان: مثله ونظيره، وهذه الناقة قتل هذه، وهما قتلان.
ق ت م
لون قاتم وأقتم: أغبر يعلوه سواد، وقد قتم يقتم قتوماً، وقتم يقتم
قتماً وقتمةً. وبلد قاتم، وبلاد قواتم. قال رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
وبازٍ أقتم الريش. وارتفع القتام، حتى خفيت الأعلام؛ أي الغبار.
ق ت
وفلان مقتويٌّ: يخدم القوم بطعام بطنه: أنشد الأصمعيّ:
أرى عمرو بن هوذة مقتوياً ... له في كلّ عام بكرتان
نويقتان كأنه نسب إلى فعله الذي هو المقتي من قولك: قتوت الرجل أقتوه
قتواً ومقتًى. وفلان يقتو الملوك. قال:
إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أحسن قتو الملوك والخببا
وهو مقتويٌّ من المقاتوة حكاه سيبويه عن أبي الخطاب. وقال عمرو بن
كلثوم:
تهددنا وأوعدنا رويداً ... متى كنا لأمك مقتوينا
حذف الياء كما في الأشعرين. وقيل لرجل: ما ضيعتك؟ فقال: إذا صفت نصفت،
وإذا شتوت قتوت، فأنا ناصف قاتي، في جميع أوقاتي، من تصف يتصف إذا خدم.
وتقول: أنا أمقت الظلمة ومقتويهم، كما أمقت أهل الجاهلية ومقتيّهم.
ق ث أ
أقثأت الأرض وأبطخت: كثرا فيها، وهذه مقثأة فلان ومبطخته ومقاثيه
ومباطخه. وتقول: معه القّاء والقثد، والبطيخ عنده رثد.
ق ث ث
جاء فلان يقثّ الدنيا: يجرّها. وجاء السيل يقث الغثاء. واختطفه كما
يقتث اللاعب الكرة بالطّبطاب أي يجتحفه.
ق ث م
قثم له من ماله شيئاً إذا أعطاه فأكثر له. ورجل قثم: معطاء. وقيل لقثم
ابن العباس: ما قيل لك قثم، إلا لأنك قثم. ومائح قثم: غرّاف.
(2/53)
قال:
ماح البلاد لنا في أوليتنا ... على حشود الأعادي مائح قثم
ق ح ب
شيخ به قحاب. وفرس وكلب به قحابٌ وهو السعال، وقد قحب يقحب. وتقول: من
القحاب، أخذ اسم القحاب. ويسمّى أهل اليمن المرأة: القحبة، ويقولون: لا
تثق بقول القحبة، ولا تغترر بطول الصحبة. وقاحبت المرأة وقحبت وتقحبت.
ق ح ح
أعرابي قح. وتقول: قرأنه في الصحاح، وسمعته من الأقحاح. وعربية فحّةٌ:
محضةٌ. وهو من قحهم: من صميمهم. وعيدٌ قح: قنّ. ولثيم قح: ما فيه من
الكرم شيء. ويقال للبطيخة الفجة: إنها لقح: لجفائها.
ق ح د
إبل مقاحيد: كوم، وناقة مقحاد، وقد استقحدت. وهي ضخمة القحدة وهو أصل
السنام. وقيل: القحدة والكتر بالكسر: قبة السنام وأصله: قحدة فسكنت مثل
عشرة وعَشْرة.
ق ح ط
قحط البلد وقحِطَ وقُحِطَ فهو قاحط وقَحِطٌ وقحيط ومقحوط، وبلاد
مقاحيط، وأقحطها الله، وأقحط القوم وقحطوا وقُحِطوا وأقحطوا، وأرض
مقحطة. ونحن في مقحطة، وهي بيّنة القحوط والقحط والقحط.
ومن المجاز: أقحط الرجل وأكسل: خالط ولم ينزل. وفي الحديث " من أتى
أهله فأقحط فلا غسل عليه " وفي آخر " ليس في الإكسال إلا الطّهور "
ورجل قحطيّ: أكول لا يبقي شيئاً.
ق ح ف
ضربه على قحف رأسه وهو جمجمته، وتقول: تلاقوا بالأحقاف، فتراموا
بالأقحاف.
ومن المجاز: رماه بأقحاف رأسه: نطحه عن مراده. وماله قد ولا قحف: ماله
شيء وهما جلد السّخلة والقدح المكسّر. وهو أفلس من ضارب قحف استه وهو
مشقها أي يضرب بيده على شعب استه لعريه. " واليوم قحاف، وغداً نقاف "
أي شرب وحرب.
ق ح ل
عود قاحل وقحلٌ: يابس. وقد قحل قحولاً وقحل قحلاً.
ومن المجاز: قحل الشيخ وقَحِلَ. وإنه لقاحل الجسم. وشيخ قحلٌ وإنقحلٌ.
وأقحله الصوم. وتقحّل في لبوسه وحاله. وتقول: فلان في بلد ماحل، وعيش
قاحل.
ق ح م
ركب قحمةً من القحم وهي عظام الأمور التي لا يركبها كل أحد. ووقعوا في
القحمة وهي السنة الشديدة. وركب قحمة الطريق: ما صعب منها على سالكه،
وللخصومة قحمٌ. واقتحم عقبه أو وهدة أو نهراً: رمى بنفسه فيها على شدّة
ومشقّة، وأقحم دابته النهر. وقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن بن خالدب
بن الوليد: أقحم يا ابن سيف الله. وقحّم الفرس راكبه تقحيماً: رمى به
على وجهه. وتقحمت به الناقة: ندّت فلم
(2/54)
يضبطها. وأنشد ابن الأعرابي:
أقول والناقة بي تقحّم ... وأنا منها مكلئزٌّ معصم
ويحك ما اسم أمّها يا علكم
متقبّضٌ وعلكم: رجل وهو الصلب في الصفات. يقولون: الناقة النادّة تسكن
إذا سُمّيت أمّها وكذلك الجمل النادّ إذا سمّي أبوه. وإبل مقاحيم:
تقتحم الشّول من غير إرسال تركبها وترمي بأنفسها عليها. وأقحمت السنة
الأعراب: بلاد الريف، وأعرابي مقحم: نشأ في البادية وفي قحمتها لم يخرج
منها ولم ير الريف. وشيخٌ قحمٌ، وشيخة قحمة: هرمان.
ومن المجاز: قحم نفسه في الأمور: دخل فيها بغير رويّة، وتقحّم فيها
واقتحم. وفلان مقدام مقحام، ليس معه إحجام. ورأيته فاقتحمته عيني. وفي
صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تقتحمه عين من
صغرٍ. وفلان فيه متقحم إذا كان زريّ المرآة.
ق ح
ودواء مقحوٌّ: فيه الأقحوان. وتقول: في الدواء المقحوّ، شفاء للمحقوّ؛
وهو الذي به الحقوة: داء في البطن.
ومن المجاز: افترّت عن نور الأقحوان والأقاحي، وبدا أقحوان الشيب، كما
يقال: بدا ثغام الشيب: قال:
رأت أقحوان الشيب فوق خطيطة ... إذا مطرت لم يستكنّ صؤابها
يعني أن رأسه أصلع فلا يجد الصوّاب فيه كنّاً. ورأيت أقاحيّ أمره:
أوائله وتباشيره.
ق د ح
تقول: أجيلت القداح، وأديرت الأقداح. وقدح النار من الزّند واقتدحها،
ومعه القدطّاحة والمقدحة أي حجر القدح وحديدته. وقدح الدود في العود
وفي الأسنان. ووقعت فيها القادحة والقوادح. وقدح المرقة واقتدحها:
اغترفها بالمقدح والمقدحة. وفي المثل " ستأتيك بما في قعرها المقدحة "،
أي سيظهر لك ما أنت عمٍ عنه. قال:
لنا مقدحٌ منها وللجار مقدح
وفي أسفل البرمة قديح: بقية مرقةٍ. قال الذبيانيّ:
فظلّ الإماء يبتدرن قديحها ... كما ابتدرت سعدٌ مياه قراقر
وقدح الماء من أسفل البئر، ويقال: هذا ماء لا ينام قادحه إذا وصف
بالقلّة، وبئر قدوح: لا يوجد ماؤها إلا غرفة غرفة. وقدح السهام في
القدح: خرق لسنخ النصل وذلك الخرق وهو المقدح والمركّب. وقدح القدّاح
العين: أخرج ماءها الفاسد. وقدحت عينه وقدّحت: غارت فصارت كالقدح.
(2/55)
قال زهير:
وعزّتها كواهلها وكلّت ... سنابكها وقدّحت العيون
وقال آخر:
فالعين قادحة واليد سابحة ... والرجل ضارحة والبطن مقبوب
ومن المجاز: اقتدح الأمر: تدبّره. واقتدح بزنده، واستقدح زناده. وقادحه
في كذا: ناظره، وتقادحا، وجرت بينهما مقادحة: مقاذعة من القدح بمعنى
الطعن، يقال: قدح في نسبه وفي عرضه، وقدح في ساقه وهو مستعار من وقوع
القوادح في ساق الشجرة. قال ذو الرمة:
يحققن ما حاذرن من كلّ فرقة ... من الحيّ أمست في عصا البين تقدح
وقدّحت خيلي تقديحاً: صيّرتها قداحاً في ضمرها. وفي مثل " أبصر وسم
قدحك ": اعرف نفسك. قال:
ولكن رهط أمك من شتيم ... فأبصر وسم قدحك في القداح
وصدقهم وسم قدحه إذا قال الحق. " وهو أطيش من القدوح الأقرح " وهو
الذيان. قال:
ولأنت أطيش حين تغدو سادرا ... رعش الجنان من القدوح الأقرح
ق د د
قدّه طولاً، وقطّه عرضاً، وقدّ القلم وقطّه. وتقول: إذا جاد قدّك
وقطّك، فقد استوى خطّك. وقدذه نصفين. وانقدّ الجلد والثوب: انشقّ.
وقدّد اللحم. وصاروا قددا: فرقاً. وتقول: طاروا بددا، وصاروا قددا.
وأسره بالقد: بالسير من الجلد غير المدبوغ. وفلان ما يعرف القدّ من
القِد أي مسك السّخلة من السّير. وفي مثل " ما يجعل قدّك إلى أديمك ".
ويقال في الشتيمة: يا قديدي. وهم القديديون: تباع العساكر من الصنّاع.
ومن المجاز: جارية حسنة القد وهو القوام، كما يقال: حسنة التقطيع، وهي
مقدودة. وناقة قيدود: طويلة الظهر. وقدّ المفازة: قطعها. وهو مستقيم
القدّ أي الطريق. ولا يستقد له أمر: لا يستمرّ.
ق د ر
هو قادر مقتدر ذو قدرة ومقدرة. وأقدره الله عليه. وقادرته: قاويته. وهم
قدر مائة وقدرها ومقدارها: مبلغها. والأمور تجري بقدر الله ومقداره
وتقديره وأقداره ومقاديره. وقدرت الشيء أقدره وأقدره،
(2/56)
وقدّرته. وهذا شيء لا يقادر قدره. وقدرت أن
فلاناً يفعل كذا. وهذا سرج قدر. ورحلٌ قدر: وسط. ورجل مقتدر الطول:
ربعةٌ. وصانع مقتدر: رفيق بالعمل. قال امرؤ القيس:
لها جبهة كسراة المجنّ ... حذفه الصانع المقتدر
وإذا وافق الشيء الشيء قالوا: جاء على قدرٍ. وقدر عليه رزقه. وقدّر:
قتّر. وقدّر الشيء بالشيء: قاسه به وجعله على مقداره. وفلان يقادرني:
يطلب مساواتي. وتقادر الرجلان: طلب كلّ واحد مساواة الآخر. واستقدر
الله خيراً. قال:
استقدر الله خيراً وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وتقدّر له كذا: تهيّأ له. وتقدّر الثوب عليه: جاء على مقداره. ودعوا
بالقدار فنحر فاقتدروا وأكلوا القدير أي بالجزّار فطبخوا اللحم في
القدر وأكلوه، واقدروا لنا أي اطبخوا.
ومن المجاز: فرس بعيد القدر: بعيد الخطو. قال:
ببعيدٍ قدره ذي جببٍ ... سبط السّنبك في رسغ عجر
وليلة قادرة: قاصدة لينة السير.
ق د س
سبّحوا الله وقدّسوه، وهو القدّوس المقدّس المتقدّس ربّ لاقدس. قال:
قد علم القدّوس رب القدس ... بمعدن الملك قديم الكرس
وخرج إلى البيت المقدس وإلى القدس وإلى الأرض المقدسة. قال الفرزدق:
ودع المدينة إنها مرهوبة ... واعمد لمكة أو لبيت المقدس
وقدّس الرجل: أتى بيت المقدس، كما تقول: كوّف وبصّر، ومنه قولهم: راهب
مقدّس. قال امرؤ القيس يصف الثور والكلاب:
فأدركنه يأخذن بالساق والنّسا ... كما شبرق الولدان ثوب المقدس
لأن الصبيان يتمسحون بثيابه تبركا به فيمزقونها.
(2/57)
وأنزلك الله حظيرة القدس وهي الجنة. وفي
الحديث " قل وروح القدس معك " أي ومعينك جبريل عليه السلام. وقيل:
وعصمة الله وتوفيقه معك. واغتسل بالقدس وهو السّطل. ولا قدّسك الله.
ق د ع
قدعته عنّي: كففته بيدي أو لساني فانقدع. وذاك فحل لا يقدع. وقدعت
الفرس باللجام: كبحته. وقدعت الذباب: ذببته. قال:
قياماً تقدع الذّبّان عنها ... بأذناب كأجنحة النسور
ودفعته عني بالمقدعة: بالعصا. وقادعني بعيري: جاذبني زمامه من نشاطه.
وتقادعوا: تدافعوا. وفي عينه قدعٌ: ضعف عن النظر. قال ابن أحمر:
كم فيهم من هجين أمه أمةٌ ... في عينها قدع في رجلها فدع
ق د م
تقدّمه وتقدّم عليه واستقدم، " لا يستأخرون عنه ساعةً ولا يستقدمون
واستقدمت زحالتك. وفرس مستقدم البركة. وقدم قومه يقدمهم، ومنه: قادمة
الرّحل: نقيض آخرته. وقوادم الطائر. وقدّمته وأقدمته فقدّم وأقدمَ
بمعنى تقدّم، ومنه مقدّمة الجيش: للجماعة المتقدّمة، والإقدام في
الحرب. قال عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
ومنه مقدم العين: لما يلي الأنف خلاف مؤخرها: لماي لي الصدغ. وضرب مقدم
رأسه. قال:
تركت ابن أوس والسنان كأنما ... يوتّده في مقدم الرأس واتد
وإنها للئيمة المقدمة وهي الناصية. وهو جريء المقدم والمقدّم. قال كعب
بن مالك:
جريء المقدّم شاكي السلاح ... كريم النشا طيّب المكسر
وقال لبيد:
فمضى وقدّمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت إقدامها
(2/58)
أي تقديمها. ومضى قدماً: لا ينثني وهو
المضيّ أمام. ورجل مقدام من قوم مقاديم. وراش سهامه بقدامى النسر:
بقوادمه. وأعصم بقيدوم رحله وهو قادمته. وأقبل جيش كأنه قيدوم الجبل:
أنفه. وقام الملاّح على قيدوم السفينة. قال الطرماح:
كصباح نوتيّ يظلّ على قرا ... قيدوم قرواء السّراة يندّد
وله قدمة سابقة، وهو من أهل القدمه، في هذه الخدمه. وقدم من سفره. وقدم
البلد. وقدم على قومه. وما أقدمك. واستقدمه الأمير. وهؤلاء القادمون
والقدام. وقدمت خير مقدم. وكان ذلك في قدمتك الأولى. ولهم بيت قديم.
وعهد متقادم. وعزّ قدموس.
ومن المجاز: اجعل ذلك تحت قدميك أي اعف عنه. وجعل دماءهم تحت قدميه:
أهردها. وفي الحديث " يلقى في النار أهلها وتقول: هل من مزيد حتى
يأتيها ربّنا فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قط قط " أي فيسكّنها ويكسر
سورتها كما يضع الرجل قدمه على الشيء المضطرب فيسكّنه. ولفلان قدمٌ في
هذا الأمر: سابقة وتقدّم. وله قدم صدقٍ. قال ذو الرمّة:
لكم قدمٌ لا ينكر الناس أنها ... مع الحسب العاديّ طمّت على الفخر
ووضع قدمه في العمل: أخذ فيه. وقدّم رجلك إلى هذا الأمر: اقبل عليه.
وضربه فركب مقاديمه إذا وقع على وجهه. وتقدّمت إليه بكذا وقدّمت: أمرته
به. وفلان يتقدّم بين يدي أبيه إذا عجل في الأمر والنهي دونه. ولفلان
متقدّم في الخير. وماله في ذاك متقدّم ومقتدم. ولقيته قدّام ذاك
وقديديمة ذاك أي قبيله. وقال علقمة:
قديديمة التجريب والحلم إنني ... أرى غفلات العيش قبل التجارب
وقال:
وقد علوت قتود الرحل يسفعني ... يوم قديديمة الجوزاء مسموم
ومشى فلان اليقدميّة والتّقدميّة والقدميّة إذا تقدّم في المكارم
ومعالي الأمور. قال:
الضاربين اليقدم ... ية بالمهندة الصفائح
وقال ابن مقبل:
هم الضاربون التقدمية تدعي ... بما في الجفون أخلصته صياقله
(2/59)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن ابن أبي
العاص مشى التقدميّة وأن ابن الزبير مشى القهقري، وروي لوى ذنبه أراد
الإفضال على الناس والإحسان إليهم، ومنه: قول عبد الله بن الزبير:
مشى ابن الزبير القهقري وتقدّمت ... أميّة حتى أحرزوا القصبات
وتقديره مشى المشية المنسوبة إلى قول الناس يقدم أو تقدم كما قيل:
كنيٌّ: في النسب إلى كنت وإلى القدم الذي هو التقدّم من قولهم: مشى
قدماً. " وقدمنا إلى ما عملوا ". وإنك لقادم على عملك.
ق د
ولي بك قدوة واقتداء. وأنت لي قدوة. ويقال: لا تقتد بمن ليس بالقدوة.
ونعم المقتدى به أنت. وأتتنا قادية من الناس وهي أول جماعة تطرأ عليك.
وتقدّت بي دابتي: لزمت بي السّنن، وقيل: أعنقت بي. ومرّ يتقدّى به
فرسه. قال ابن قيس:
تقدّت بي الشهباء نحو ابن جعفر ... سواء عليها ليلها ونهارها
وبيني وبينه قداً الرمح. وقال:
ولكن إقدامي إذا الخيل أحجمت ... وضرب إذا ما الموت كان قدا الشبر
وقال:
وإني إذا ما الموت لم يك دونه ... قدا الشبر أحمى الأنف أن أتأخرا
وما أطيب قدا اللحم وقداته وقداوته أي ريحه، وقديَ الطعام، وطعامٌ قدٍ.
قال:
تبسم عن ألمي برود المورد ... كأقحوانات ضحى اليوم النّدي
كأنها بعد رقاد الرقد ... وخدعات الريق بعد المهجد
أهضام داريّ وقنديد قد
ق ذ ذ
قذّ الريش بالمقذّ: حذف أطرافه، ومنه: القذّة: الريشة المقذوذة؛ يقال:
" حذو القذة بالقذة ". والزق القذذ بالسهم، وسهم مقذوذ: مريشٌ، وقذّه
السهام يقذّه: راشه، وسهم أقذ: لا قذذ عليه. وفي مثل " ما تركت له أقذّ
ولا مريشاً " ورجل مقذذ الشعر: مقصص حوالي
(2/60)
قصاصه كله. وبلد كثير القذّان وهي
البراغيث، الواحد: قذذ. قال:
أسهر ليلي قذذٌ أسك ... فبت ليلي كله أحك
أحكّ حتى مرفقي منفكّ
ومن المجاز: فرس مؤلل القذتين إذا كان حديد الأذنين، كما قال:
كأن آذانها أطراف أقلام
وله أذنان مقذوذتان: خلقتا على مثال قذذ السهم. قال رؤبة:
مقذوذة الآذان صدقات الحدق
ومنه: رجل مقذّذ: مزيّن نظيف الثوب. وإنه للئيم المقذّين وهما ما خلف
الأذنين. قال:
ينحط من ذفراه ثمل الفلفل ... على مقذّى خضلٍ مؤللٍ
وقال:
بت ألوّي موهناً ذراعيه ... حتى دخلت معه في برديه
ينضح ريح المسك من مقذيه
وقال:
صاحب طلح وسيالٍ وسلم ... علىمقذيه أنافيض البرم
أي ما انتفض منه. وقال:
لو ما أبو الدهماء لم ترو النّعم ... منخرق المدرع ذو لحم زيم
ساقٍ إذا ماء مقذيّه سجم
وقيل: المقذّ: مغرز الرأس في العنق، وحقيقة المقذّ: المقطع فإما أن
يكون منتهى شعر الرأس عند القفا أو منتهى الرأس وهو المغرز.
ق ذ ر
قذر الشيء قذراً فهو قذر، وقذر قذارة فهو قذر كضخم وصعب. وتطهر من
الأقذار والقاذورات. ورجل قذر، وقوم أقذار، وقذرت الشيء واستقذرته
وتقذّرت منه وأقذرته: وجدته قذراً.
ومن المجاز: قذرت الشيء وتقذّرت منه إذا كرهته. وقال العجاج:
وقذري ما ليس بالمقذور
ورجل قاذورة: متبرم بالناس لا يجلس إلا وحده ولا ينزل إلا وحده. ورجل
قذرة: يتنزّه عما يلام عليه. وناقة قذور: تبرك ناحية من الإبل لا
تخالطها. وامرأة قذور: تجتنب الرّيب. وأقذرتنا رحمك الله: أضجرتنا. وفي
الحديث: " ومن أتى منكم شيئاً من هذه القاذورات فليستر على نفسه " أراد
الفواحش. قال متمّم:
(2/61)
وإن تلقه في الشّرب لا تلق فاحشاً ... على
الكأس ذا قاذورة متزبّعاً
ق ذ ع
بثوبه قذر وقذع بمعنى، وقذّر ثوبه وقذّعه.
ومن المجاز: إياك والقذع وهو الخنا والرفث، وكلام قذع، وأقذع في كلامه:
أفحش. وفي الحديث: " من قال في الإسلام شعراً مقذعاً فلسانه هدرٌ ".
وقال بشر:
إذا ما شئت جاءك مقذعات ... ولم تعمل بهنّ إليك ساقي
ورماه بالمقذعات والمقذعات، وقذعني فلان بلسانه وأقذعني: شتمني وأسمعني
المكروه. وتقول: قذعه بلسانه، فقذعه بسنانه؛ وقاذعه: شاتمه وفاحشه،
وبينهما مقاذفة ومقاذعة. وقال طرفة:
وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم ... بكأس حياض الموت قبل التهدّد
وهو مصدر قذعه قذعاً، وسمعت منه قذيعةً: شتيمة. قال ابن مقبل:
ولا يأمن الأعداء منّي قذيعةً ... ولا أشتم الحيّ الذي أنا شاعره
ورويَ: قذيفةً.
ق ذ ف
قذف الحجر بالقذّافة، وقذف به، وتقاذفوا بالحجارة، وجعل الله الشهاب
قذيفة الشيطان.
ومن المجاز: البحر يقذف الجواهر، وهو قذّاف باللؤلؤ. وقذف المحصنة.
وأقيم عليه حدّ القذف، وقذف المرّة. وقذفت بنا المفازة المقاذف، وفلان
يقذف بنفسه المقاذف. قال الطرماح:
وإني لمقتاد جوادي فقاذف ... به وبنفسي العام إحدى المقاذف
وتقاذفت بهم الموامي، والركاب تتقاذف بهم. والبعير يتقاذف في سيره:
يترامى فيه. قال الطرماح:
متقاذف سبط المحال إذا عدا ... تبري له أجد الفقارة جلعد
وقال الراعي:
تغتال كلّ تنوفة عرضت لها ... بتقاذفٍ يدع الجديل موصلاً
تجذبه حتى ينقطع. ومفازة قذوف وقذف وقُذفٌ وقِذافٌ، ومنزلٌ قَذفٌ.
وشطّت بهم نيّة قذفٌ: بعيدة. وسير قذاف. وناقة قذاف: يراد السرعة. قال
الكميت:
تغول الحبال جماليّةٌ ... قذافٌ وإن طالت الأحبل
(2/62)
وفرس متقاذف. وقربٌ قذّافٌ. قال:
تصبح بعد القرب القذّاف ... وبعد شدّ الأنسع اللطاف
وبلغ قذفة الجبل وقُذَفَه وقُذُفاتِه وقَذَفَه وقُذُفَه وأقذافَه:
أعاليه ونواحيه البعيدة. قال الجعديَ:
طليعة قوم أو خميس عرمرم ... كسيل التيّ ضمّه القذفان
وللمسجد قذفٌ: شرف، الواحدة: قذفة. وناقة مقذوفة باللحم ومقذّفةٌ:
مكتنزة اللحم كأنما قذفت به قذفاً.
ق ذ ل
فرس مشرف القذال. قال زهير:
وملجمنا ما إن ينال قذاله ... ولا قدماه الأرض إلا أنامله
وفلان معذول مقذول: مضروب القذال، وقذلوه، بعد ما عذلوه.
ق ذ ي
في عينه قذاةٌ وقذًى. وفي الشراب قذًى وأقذاء. وقذيت عينه، وأقذيتها
أنا: طرحت فيها القذى، وقذيتها وقذيتها: أخرجته منها. وأنشدني بعض
العرب:
إذا دمعت عيني تعلّلت بالقذى ... وقلت لصحباني بصيرٌ قذانيا
وقذت العين تقذى: رمت بقذاها. واقتذى الطائر: ألقى القذى عن عينه وذلك
حين يحكّ رأسه. قال حميد بن ثور:
خفي كاقتذاء الطير والليل مدبر ... بجثمانه والصبح قد كاد يسطع
ومن المجاز: جاءنا في أقذاءٍ من الناس وهم السّفلة. وفي الحديث: "
وجماعة على أقذاء " وفلان في عينه قذاة إذا ثقل عليه. ويقال: كلّ أنثى
تقذى، وكلّ ذكر يمذي، أي ترمي بياضها من شهوة الفحل.
ق ر أ
قرأت الكتاب واقترأته، وأقرأته غيري، وهو من قرأة الكتاب، وفلان قاريء
وقرّاء: ناسك عابد، وهو من القرّاء. وقال جرير:
يا أيها القارئ المرخي عمامته ... هذا زمانك إني قد مضى زمني
وقد تقرّأ فلان: تنسّك. واقرأ سلامي على فلان، ولا يقال: أقرئه منّي
السلام. وأقرأت المرأة: حاضت، وامرأة مقرئ، واعتدّت بثلاثة قروء وأقراء
وأقرء. ودفعت جاريتي إلى فلانة أقرئها أي أمسكها عندها لتحيض، وجراية
مقرّأة، وإذا اشتريت أمةً فلا تقربها حتى تقرّئها. وما قرأت هذه الناقة
سلاً قط: ما ضمت أي ما حملت ولداً.
(2/63)
قال حميد بن ثور:
أراها غلامانا الخلى فتشذّرت ... مراحاً ولم تقرأ جنيناً ولا دماً
فخطرت بذنبها.
ق ر ب
قرب منه وإليه، واقترب منّي، وقرّبته فتقرّب، وقاربه، وتقاربوا
واقتربوا، وهو يستقرب البعيد، وتناوله من قرب ومن قريب، ونزل قريباً.
وبينهم قربة وقربى وقرابة، وهو قريبي وقرابتي، وهم أقرباءي وأقاربي
وقرابتي. وبيننا نسب قريب وقراب. قال:
فلما أن رأيت بني عليّ ... عرفت الودّ والنسب القرابا
وتقرّب إلى الله بكذا، وفعل ذلك تقرّباً إلى الله وقربة، وطلبت بذلك
القربة والحسبة. وقرّب قرباناً. ومعه ألف درهم أو قراب ذلك. وفي مثل "
الفرار بقراب أكيس " وسئل أعرابيّ عبر الوادي فقال: الماء قرابة
الركبتين. وأقربت الحامل: قرب ولادها. وهو قربان من قرابين الملك: من
خواصه ومقرّبيه. وفرس مقرب، وخيلٌ مقربة، وهو من مقربات الخيل وهي التي
يقرّب مربطها ومعلفها لكرامتها. وقرب الشجرة: غشيها. وله حمًى غير
مقروب. وقرب المرأة قرباناً. وقربوا الماء: طلبوه. وإبل قوارب. وهذه
ليلة القرب. وما له هارب، ولا قارب. وركبت في القارب إلى الفلك وهي
سفينة صغيرة تكون مع الملاّحين تستخفّ لحوائجهم وسمعت أنهم يسمونه:
السنبوك. وقرّب الفرس تقريباً وهو دون الحضر. وسلّ السيف من قرابه،
وأقربه وقربه. وسيف مقروب. وفرس لاحق الأقراب. كقولهم: شاة ضخمة
الخواصر. وخرج إلينا متقرّباً: متخصراً آخذاً بقربه.
ومن المجاز: لقد قربت أمراً ما أدري ما هو. وفلان يقرب أمراً لا يتسهل
له. وحيّا فلانٌ وقرّب إذا قال: حيّاك الله وقرّب دارك، وتقول: دخلت
على فلان فأهّل ورحّب، وحيّا وقرّب. وتقاربت إبل فلان: قلّت. وأخذ ماله
يتقارب. قال جندل:
غرّك أن تقاربت أباعري ... وأن رأيت الدهر ذا دوائر
وشيء مقارب: وسط. ويقول الرجل لصاحبه يستحثه: تقرّب تقرّب أي اعجل.
قال:
يا صاحبيّ ترحّلا وتقرّبا ... فلقد أنَى لمسافر أن يطربا
وظهرت مقربات الماء: تباشيره وهي حصى صغار إذا رآها من ينبط الماء
استدلّ بها على قرب الماء. وخذ في هذا المقرب وهو الطريق المختصر.
ق ر ح
قرح جلده، وقرحه: جرحه قرحاً
(2/64)
وقرحاً، وهو مقروح وقريح، وقوم قرحى،
وقرّحه فتقرح، وقرّح الوشم: غرزه بالإبرة، وبه قرحة دامية وقرح وقروح
وهو كلّ ما جرح الجلد من عضّ سلاح أو غيره " إن يمسسكم قرح فقد مس
القوم قرح مثله ". ويقال: به قرح من قرحٍ به أي ألم من جراحة به.
ومازلت آكل الورق حتى أقرح شفتيّ. وقرح الفرس يقرح ويقرح قروحاً، وقرح
نابه: طلع، وفرس قارح، وخيل قرّح، وفرس أقرح: أغرّ، وخيل قرحٌ، وبوجهه
قرحة وهي ما دون الغرّة. ويقال: لا ذباب إلا وهو أقرح كما لا بعير إلا
وهو أعلم. وقرحت ركيّةً واقترحتها: حفرتها في مكان لم يحفر فيه: وهذه
أرض لم يقرح فيها. وشربت قريحة البئر: أول ما استنبط منها، وقريحة
السحاب وقريحه: أوّل ما صاب منها. قال مزاحم:
قريحة أبكار من المزن جلّةٍ ... شغاميم لاحت في ذراها البوارق
وماء قراح: لا يشوبه شيء من سويق ولا غيره. وأرض قراح: ما فيها منابت
سبخ. ورجل قرحان: سالم من الجدريّ والحصبة ونحوهما، وقوم قرحان
وقرحانون. ونخلة قرواح: طويلة. وهضبة قرواح. وناقة قرواح: طويلة
القوائم. وأرض قرواح: واسعة. قال:
أدين وما ديني عليكم بمغرم ... ولكن على الشمّ الجلاد القراوح
وقال أبو ذؤيب:
أم الصبيين هل تدرين أن ربما ... عيطاء قُلّتها شمّاء قرواح
ومن المجاز: روضة قرحاء: في وسطها نور أبيض. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همت
بالنبات فإذا خرجت قيل: غررت من القرحة والغرّة. وقرّح العرفج: نبت
أوّله. وقرّح الشجر: خرجت رءوس ورقه. وقرحه بالحق: استقبله به. ولقيته
مصارحة مقارحة: مواجهة. وهو قرحة أصحابه: غرّتهم. وأصبنا قرحة الوسميّ:
أوّله. واقترحت الجمل: ركبته قبل أن يركب. واقترحت الأمر: ابتدعته:
وأنا أوّل من اقترح مودّة فلان أي أوّل من اتخذه صديقاً. واقترحت عليه
كذا. واقترح خطبةً: ارتجلها. وفلان حسن القريحة إذا ابتدع شعراً أو
خطبة أجاد. وأخذت قريحة الشيء: أوله وباكورته. وأنت قرحان مما قرفت به
أي بريء. وقال زبان بن سيّار الفزاريّ:
كاد الفراق غداة البين يفجعني ... لو كنت من فجعات البين قرحانا
وتقرّى الليل عن وجه أقرح وهو الصباح.
ق ر د
" فلان أذل من القرد والقراد "، وأسفل من القراد. وقرّد بعيره: ألقى
عنه القراد، وقرّده الغراب: وقع عليه يلتقط القردان، وأقرد البعير: سكن
لذلك.
(2/65)
ومنه قوله:
إذا نزلت بنو ليث عكاظاً ... رأيت على رءوسهم الغرابا
وجملٌ قرودٌ. وكم قطعت من سبسب وفدفد، ومن غائط وقردد؛ وهي الارتفاع
إلى جنب وهدة. قال:
متى ما تزرنا تلقنا وبيوتنا ... بقرقرة ملساء ليست بقردد
ومن المجاز: نزعت فراد فلان. وقرّدته: خدعته. قال الحطيئة:
لعمرك ما قراد بني كليب ... إذا نزع القراد بمستطاع
وقال الأعشى:
هم السمن بالسّنّوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقرّدا
ورجل قرود: ساكن. وأقرد الرجل: لصق بالأرض من ذلّ. وكلّمته فأقرد: سكت
من عيّ. وإنه لقرد الفم إذا كانت أسنانه صغاراً. وصوف قد: ملتصق
متلبّد. وتامك قرد. وسحاب قرد: متراكب. وفرس قرد الخصيل. قال:
قرد الخصيل وفي العظام بقيّة ... من صنعة قدّمتها لا تذهب
وعلك قرد، وقرد العلك إذا فسدت ممضغته. وأقرد البعير: سار سيراً ليّناً
لا يحرّك راكبه. قال:
يقول إذا اقلولي عليها وأقردت ... ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم
وإنه لحسن قراد الصدر، وقبيح قراد الصدر وهو حلمة الثدي. قال ابن
ميّادة:
كأن قرادى زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتّاب أعجم
وعن بعض العرب: استوقح الكلام فلم يسهل وأخذت قرديدةً منه فركبته ولم
أزغ عنه يميناً ولا شمالاً أي طريقة منه، وأصله: قرديدة الظهر للخط في
وسطه.
ق ر ر
يوم قر، وليلة قرّة، وذات قرّ وقرّةٍ " وأجد حرّةً تحت قرّة " وولّ
حارّها من تولّى
(2/66)
قارّها. ورجل مقرور. وقرّ يومنا يقر.
واغتسل بالقرور: بالماء البارد. وأنا آتيه القرّتين: البردين. وقرّ
بالمكان واستقرّ، وهو قارٌّ: مستقرٌّ، وقرّبه القرار، وهو في مقرّه
ومستقرّه. واذكرني في المقار المقدسة. وما يتقارّ في موضعه. وأنا لا
أقارّك على ما أنت عليه أي لا أقر معك. وقارّوا الصلاة: قرّوا فيها.
وما أقرّني في هذا البلد إلا مكانك. وأقرّ على نفسه بالذنب، وقرّرته
به. وقرّرت عنده الخبر فتقرّر عنده. ورجل قراريٌّ: لا يبرح مكانه.
ويقال للخيّاط: القراريّ. وتقول: ليس من شأن القراري، أن يدور في
البراري. وقرقر في ضحكه. وقرقرت الحمامة. وشرب بالقرقارة وهي كوب من
زجاج طويل العنق.
ومن المجاز: قرّت عينه به. وقال بشر:
بها قرّت لبون الناس عيناً ... وحل بها عزاليه الغمام
وأقرّ الله به عينك، ويقرّ عيني أن أراك. وإن فلاناً لقرارة حمق وفسق.
وقرّ الكلام في أذنه إذا وضع فاه على أذنه فأسمعه وهو من قرّ الماء في
الإناء إذا صبّه فيه. وهو في قرّة من العيش: في رغد وطيب. وإذا وقع
الأمر موقعه قالوا: " صابت بقر ". قال طرفة:
كنت فيهم كالمغطّي رأسه ... فانجلي اليوم غطاءي وخمر
سادراً أحسب غيّ رشدا ... فتناهيت وقد صابت بقر
وفلان ابن عشرين قارّة سواء. وفي مثل " ابدأهم بالصراخ يقرّوا " أيّ
ابدأهم بالشكاية يرضوا بالسكوت. وتقول للعاجز عن جواب سؤالك: قد تكسرت
قواريرك. وقرقر السحاب بالرعد. قال:
قالت له ريح الصّبا قرقار
أي قرقر بالرعد. وهو ابن قرقرها، كما يقال: ابن بجدتها.
ق ر س
قرس البرد يقرس قرساً وقرس يقرس قرساً: اشتدّ. قال أوس:
مطاعين في الهيجا مطاعيم في القرى ... إذا اصفرّ آفاق السماء من القرس
وقال أبو زبيد:
وقد تصلّيت حرذ نارهم ... كما تصلّى المقرور من قرس
(2/67)
ويوم قارس، وغداة قارسة. وماء قارس وقريس.
ويقولون: شربت قارساً، وحلبت جالساً؛ أي ماء قراحاً وحلبت الغنم. وأقرس
البرد أصابعه: يبّسها من الخصر فلا يستطيع أن يعمل، وقرست قرساً. وقرّس
الماء: برّده. وفي الحديث: " قرّسوا الماء في الشّنان " وقرّسوا قريساً
وهو مرق بلحم بقرٍ أو بأكارع يبرّد. قال مزرّد بن مزرّد:
ومغمّم طامٍ كأنّ فضاله ... في كل منثلم الإناء قريس
وجمل قراسية: قويّ، وتقول: أنتم هنيدة سواسيه، ليس فيها قراسيه. وقرقست
بالكلب: دعوت به. وعضّه القرقس. وختم الكتاب بالقرقس وهو طينة الختم.
وتقول: عضّة القرقس، أهون من فضّة القرقس.
ومن المجاز: ملك قراسية، وعزّ قراسية. قال الطرماح:
والأزد تعلم أن تحت لوائها ... ملكاً قراسية وموت أحمر
أي وثمّ موت. وقال:
كم عدوّ لنا قراسية العرّ تركنا لحماً على أوفاض أو ضام.
ق ر ش
تقارشت الرماح واقترشت: تشاجرت، وسمعت للرماح قرشة. وشجةٌ مقرشة وهي
التي تصدع العظم. وفلان يقرش لعياله ويقترش ويتقرّش: يكتسب ويجمع من
هنا وهنا.
ومن المجاز: سنة مقرّشة: شديدة. وقرّش بين القوم: سعى وأفسد. وفي مثل "
وجه المقرّش أقبح " وقلت لكردس بن مزينة: فلان كريم لو كان قرشياً
فقال: يقرّشه فعاله. وهو قرش من القروش إذا كان غالباً قاهراً وهو دابة
عظيمة من دوابّ البحر يعرفها البحّارون وقد سمعت وصفها الهائل من غير
واحد منهم وبتصغيره سمّيت: قريش.
ق ر ص
قرص جلده بظفريه، وقرصه قرصة مؤلمة وقرصات. وقرّصت المرأة العجين إذا
قطعته لتبسطه. والقرصة والقرص: اسم ما تقرصه كما أن الخبزة والخبز اسم
ما تخبزه. وقرّصته تقريصاً: قطعته قرصة قرصة ومن المجاز: لاتزال تقرصني
منك قارصة: كلمة مؤذية. وأتتني منك قوارص. قال الفرزدق:
قوارص تأتيني وتحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيفعم
وكانت بينهما مقارصات. ورأيتهما يتقارظان، ثم
(2/68)
رأيتهما يتقارصان. ولبن ونبيذ قارص: يحذي
اللسان، وفيه قروصة. قال:
ثم استقوا بشفارهم للهاتها ... كالزّيت فيه قروصة وسواد
وهو داء يأخذ عن الماء الآجن. وفي الحديث " اقرصيه " ولجام قرّاص
وقروص: يؤذي الدابة. وأنشد المازنيّ:
ولولا هذيل أن أسوء سراتها ... لألجمت بالقرّاص بشر بن عائذ
وقرصة البعوض. وتقول: قرصهم البعوض قرصات، رقصوا منها رقصات. وقرصه
البرد، وبرد قارس: قارص. وقرّص الماء: برّده حتى صار يقرص ببرده. وغاب
قرص الشمس.
ق ر ض
قرض الثوب بالمقراض، وقرضته الفأرة، وهذه قراضات الثوب: لما ينفيه
الجلم، وقراضة الفأرة: لفضالة ما تقرضه. وقرض الشيء بنابه: قطعه. وبنات
مقرضٍ يقتلن الحمام، وابن مقرض قتّال للحمام أخّاذٌ بحلوقها وهو نوع من
الفئران. وهو قرضوب من القراضبة وهم الصعاليك واللصوص. والبعير يقرض
جرّته: يمضغها. ودسع قريضه: جرّته. واستقرضته فأقرضني، واقترضت منه كما
تقول: استلفت منه، وعليه قرض وقروض، وقارضته مقارضة وقراضاً: أعطيته
المال مضاربة.
ومن المجاز: قرضت القوم: جزتهم " وإذا غربت تقرضهم ذات الشِّمال ".
وقال ذو الرمة:
إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس
وقرض الشاعر، وله قريض حسن لأن الشعر كلام ذو تقاطيع أو سميَ بالقريض
الذي هو الجرّة. وفلان يقارض الناس مقارضة: يلاحيهم ويواقعهم. وبينهم
مقارصات ومقارضات. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه: إن قارضت الناس
قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك. وهم يتقارضون الثناء والزيارة، وقارضته
الزيارة. وجاء وقد قرض رباطه إذا جاء مجهوداً من العطش والإعياء.
ق ر ط
لها قرط وقرطة. وجارةي مقرّطة. وقرّطتها فترّطت. وهو أضوأ من القراط
وهو السراج. وكأن أسنّتها القرط. وكأن غراري النصل قراطان. وقرّط
السراج: نوره. واقطع قراطة السراج: ما يقطع من أنفه إذا عشيَ. وكسب
القراريط شغلكم عن التعلم.
ومن المجاز: قرّط الفرس عنانه وهو أن يرخيه
(2/69)
حتى يقع على ذفراه مكان القرط وذلك عند
الرّكض. قال:
وقرّطوا الخيل من فلج أعنتها ... مستمسك بهواديها ومصروع
وقرّطت إليه رسولاً: نفّذته مستعجلاً وهو من مجاز المجاز. وعنز قرطاء،
وتيس أقرط: ذو زنمتين. وتستحبّ القرطة ويتنافس فيها لدلالتها على
الإيناث: وإنه لحسن القرط وهو الحلمة. واشترى قرط الصبيّ: زبيبه. وقرّط
عليه: أعطاه قليلاً قليلاً من القيراط.
ق ر ظ
دبغ الأديم بالقرظ وهو ورق السّلم، وأديم مقروظ، وقرظته أقرظه، ورجل
قارظ: يجمع القرظ، ومنه: " حتى يؤوب القارظ ". وخرج يقرظ. وحدّثت عن
محمد بن كعب القرظيّ: منسوب إلى بني قريظة.
ومن المجاز قرّظته تقريظاً: مدحته، وهما يتقارظان: يتمادحان لأن
المقرّظ يحسّن ويزيّن صاحبه كما يحسن القارظ الأديم.
ق ر ع
قرعته بالمقرعة والمقارع. قال النابغة:
قعود على آل الوجيه ولاحق ... يقيمون حولياتها بالمقارع
وقرعه بالرمح وقارعه. وشهدت مقارعة الأبطال وقراعهم. وتقارعوا بالرماح.
وقارعته فقرعته: أصابتني القرعة دونه. واقترعوا فيما بينهم وتقارعوا.
وأقرعت بينهم: أمرتهم أن يقترعوا على الشيء، وهو قريعه: للذي يقارعه.
وهذا قريع الشّول: لفحلها لأنه يقرعها. واستقرعني فلان جملي فأقرعته
إياه أي أعطيته ليضرب أينقه. قال الفرزدق:
وجاء قريع الشول قبل إفالها ... يزف وجاءت خلفه وهي زفّف
وقعد على قارعة الطريق وهي أعلاه، " وإياكم وقوارع الطرق ".
ومن المجاز: فلان قريع قومه: لسيدهم. وأصابته قارعة من قوارع الدهر.
وتقول: فلان يخوض الوقائع، ويروض الفوارع. وفي الحديث " شيبتني قوارع
القرآن " وقرع جبهته بالإناء: اشتفّ ما فيه. وعاقر حتى قارع دنّها أي
أنزفها لأنه يقرع الدنّ فإذا طنّ علم أنه فرغ. وأقرع الفرس بلجامه:
كبحه. قورع المراح: خلا من النّعم. قال الهذليّ:
وخزّال لمولاه إذا ما ... أتاه عائلاً قرع المراح
أي يخزل من ماله لمولاه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: إن اعتمرتم في
أشهر الحج رأيتموها مجزئةً عن حجّكم فقرع حجّكم. وقرع فلان مكان يده من
الطعام، ومكان يده من الطعام أقرع.
(2/70)
قال حاتم:
وإني لأستحيي صحابيّ أن يروا ... مكان يدي من جانب الزاد أقرعا
وجاء بالسّوأة الصّلعاء والقرعاء: المكشوفة. وأصبحت الأرض قرعاء: رعي
نباتها. أنشد يعقوب:
إذا توخّت عقدةً ذات أجم ... صادرة في ليلة ذات وحم
أصبحت العقدة قرعاء اللحم
وألفٌ أقرع: تام. قال:
فإن يك ظنّي صادقاً وهو صادق ... نقد نحوهم ألفاً من الخيل أقرعا
وعود أقرع: قشر لحاؤه. وشجاع أقرع: قريَ السم في رأسه فذهب شعره.
وتقول: قرع مروته، وحبّ ذروته، ومزّق فروته. وقرح عليه سنّه: ندم. "
وفلان لا تقرع له العصا ولا يقعقع له بالشنان ". وقرعه بالحق: رماه.
وقرع ساقه للأمر: تجرّد له. وأعطاه قرعة ماله: خيرته.
ق ر ف
قرفت القرحة، وقرّفت الجلبة منها، وقشرت قرف القرحة والشجرة. وهذا قرف
الرمّان والخبز وقروفه. وتداوى بالقرفة وهي قشر شجرة يتداوى به. وفلان
يقترف لعياله: يكتسب. واقترف الإثم. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت
ذنباً. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفت ذنباً. وقارف امرأته. ولا
تكثر من القراف. وهو يقرف بكذا: يتّهم به، وهو مقروف به. وقرفني فلان:
وقع في. قال:
إذا ما الحاسدون سعوا فشنّوا ... فكم يبقى على القرف الإخاء
وقرف على فلان: جني عليه. وهم أهل قرفتي أي تهمتي. وعندهم قرفتي، وهو
وهم قرفتي أي الذين أتهمهم. وسل بني فلان عن ضالّتك فإنهم قرفة. قال
الأعشى:
ولسنا لباغي المهملات بقرفة ... إذا ما طهى بالليل منتشراتها
واحذر القرف على غنمك أي الوباء. وفي الحديث: إنهم شكوا إليه الوباء.
فقال: " تحوّلوا فإن من القرف التلف ". ويقال: أحمر كالقرف وهو صبغ
أحمر، وأحمر قرفٌ: وقرقف الصّرد وتقرقف: أرعد. قال:
نعم ضجيع الفتى إذا برد الل ... ل سحيراً وقرقف الصّيرد
ومنه: القرقف: لأنها تقرقف شاربها. وفي
(2/71)
أحاجيهم: ما أبيض قرقوف، ولا شعر ولا صوف،
في كلّ بلد يطوف؛ يعنون الدرهم، والقرقوف: الجوّال. وديك قراقف: شديد
الصوت. وقعدوا القرفصاء وهي قعد المحتبى. وطيبٌ مقرفلٌ: جعل فيه
القرنفل.
ومن المجاز: هذا عليه قرف العضاه أي هيّن كأنه قشر لحاء العضاه. وفي
حديث ابن الزبير: ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه أي
ينقّي أنفه مما لزق به من المخاط. وقد اقترف فلان مرض آل فلان، وقد
أقرفوه إقرافاً وهو أن يأتيهم وهم مرضى فيصيبه ذلك، وهو مقرف، ومنه:
فرس مقرف، وخيل مقارف ومقاريف. وأقرف: أدنى للهجنة، ويقال الإقراف من
جهة الأب. وقال:
فإن نتجت مهراً كريماً فبالحرى ... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
وقيل: هو مقرف بالكسر. وقد أقرف الهجنة وقارفها: قاربها وخالطها.
ق ر م
قرم إلى اللحم. وبازٍ قرمٌ، وبه قرمٌ شديد. وتقول: ليس من الشرف
والكرم، عادة الشره والقرم. وقال أبو دؤاد:
يزين البيت مربوطاً ... ويشفى قرم الركب
ولفلان قرم منجب، ومقرم: فحل وهو تخفيف قرم من القرم، وقد قرم البكر
واستقرم: صار قرماص، وأقرمه صاحبه: تركه عن الركوب والعمل، وودّعه
للفحلة وقرّمه. قال:
أرسل فيها بازلاً يقرّمه ... فهو بها ينحو طريقاً يعلمه
باسم الذي في كلّ سورة سمه
وبعير مقروم، وبه قرمة وهي سمة تسلخ جلدة فوق الأنف وتجمع. والبهمة
تقرم أطراف الشجر، وبهمة قروم، وهو يتقرم تقرّم البهمة. وما أعطاني
قرامةً ولا قمامةً ولا قلامة وهو ما لزق بالتنور أو قشر من الخبزة. وما
لفراشه مقرمٌ وقرام: محبس يقرم به الفراش أي يعلى وهو عند العرب ستر
الكلّة من صوف فيه ألوان من العهون، والكلّة سترة للنساء في جانب
الخيمة. وبنى بيته بالقراميد: بالآجرّ. وقرمص الرجل وتقرمص: دخل في
القزموص وهو حفرة واسعة الجوف ضيقة الرأس يستدفئ فيها الصّرد. قال:
جاء الشتاء ولما أتّخذ ربضاً ... يا ويح كفيّ من حفر القراميص
وقال:
قراميص صردى نارهم لم ترجج
ومن المجاز: هو قرمٌ من القروم ومقرم: سيّد.
(2/72)
قال عويف القوافي:
متى أدع في حيّيْ فزازة يأتني ... صناديد صيدٌ من قروماتها الزّهر
وقال أوس:
إذا مقرم منا ذرا حدّ نابه ... تخمط فينا ناب آخر مقرم
ق ر ن
هو قرنه في السن، وقرنه في الحرب، القرن بالفتح: مثلك في السن،
وبالكسر: مثلك في الشجاعة، وهم أقرانه، وهو قرينه في العلم والتجارة
وغيرهما، وهم أقرانه وقرناؤه، وهي قرينتها وهنّ قرائنها، وقرن الشيء
بالشيء فاقترن به، وقرن بينهما يقرن ويقرن، وقرن بين الحجّ والعمرة
قراناً، وجاء فلان قارناً، وقارنته، وتقارنوا واقترنوا؛ وجاؤا مقترنين،
وأعطاه بعيرين في قرنٍ وفي قران وهو حبل يقرنان به، وناولني قراناً
وقرناً أقرن لك وأقراناً وقرناً. وفي الحديث " الناس يوم القيامة
كالنبل في القرن " وهو جعبة صغيرة تضمّ إلى الكبيرة. ورجل أقرن
الحاجبين ومقرون، وبه قرن. ودور قرائن: متقابلات. وفي الحديث " في أكل
التمر لا قران ولا تفتيش " أي لا يقرن بين تمرتين. ويقال لأهل النضال:
اذكروا القران أي والوا بين سهمين سهمين. وللضبّ نيزكان وللضبة قرنتان.
وثورٌ أقرن، وبقرة قرناء. وقرن قرناً: طال قرنه. وجاؤا فرادى وقرانى.
قال ذو الرمة:
وشعب أبى أن يسلك الغفر بينه ... سلكت قرانى من قياسرة سمرا
يريد فوق السهم سلكه وتراً فتل طاقتين من جلود إبل قياسرة. وأقرن له:
أطاقه " وما كنّا له مقرنين " يقال: أقرنت لهذا البعير ولهذا لابرذون
ومعناه صرت له قرناً قوياً مطيقاً.
ومن المجاز: هي قرينة فلان: لامرأته، وهنّ قرائنه. وأسمحت قروته
وقرونه: نفسه. وطلع قرن الشمس. وضرب على قرنيْ رأسه. وكان ذلك في القرن
الأول وفي القورن الخالية وهي الأمة المتقدّمة على التي بعدها. ولها
قرون طوال: ذوائب، ومنه قولك: خرج إلى بلاد ذات القرون وهم الروم لطول
ذوائبهم. قال المرقّش:
لات هنًّا وليتني طرف الزجّ ... وأهلي بالشام ذات القرون
لأن الروم كانوا ينزلون الشام. وما جعلت في عيني قرناً من كحل: ميلاً
واحداً. ونازعه فتركه قرناً لا
(2/73)
يتكلم أي قائماً مائلاً مبهوتاً. وبالجارية
قرنٌ: عفلةٌ، وهي قرناء. ووجدت نقطة من الكلإ في قرن الفلاة: في طرفها.
وبلغ في العلم قرن الكلإ: غايته وحدّه. ولتجدنّي بقرن الكلإ أي في
الغاية مما تطلب منّي. " وتركته على مثل مقصّ القرن " وهو مقطعه
ومستأصله يضرب فيمن استؤصل. وأعطاني قرناً: بعيرين مقرونين. قال الأعور
النبهانيّ يهجو جريراً:
فلو عند غسّان السليطيّ عرّست ... رغا قرنٌ منها وكاس عقير
ويقال للرجل عند الغضب: قد استقرنت وأردت أن تنفقيء عليّ: من أقرن
الدقل، واستقرن إذا لان. وأقرنت أفاطير وجه الغلام إذا بثرت مخارج
لحيته ومواضع التفطّر بالشعر.
ق ر
وقروت الأرض وتقرّيتها واستقريتها: تتبعتها. وناقة طويلة القرى وقرواء.
ويقال للقصيدتين: هما على قريّ واحدٍ وعلى قروٍ واحدٍ وهو الرويّ. وفي
الحديث " وضعته على أقراء الشّغر " ولا بدّ للعمود من قريّةٍ وهي
الخشبة التي فيها رأس العمود. وهذه قروة الكلب: لميلغته. وهو يقري
الضيف، وأوقد نار القرى. وقرى الماء في الحوض، والماء في القريّ
والقريان وهي مجاري السيل. وله مقراةٌ كالمقراة ومقارٍ كالمقاري أي
جفان كالجوابي.
ومن المجاز: قريت الهمّ مطيتي. وقال:
إقر هموماً حضرت قراها
ويقولون في الحرب: قروها قراها. والمسلمون قواري الله في الأرض أي
أمناؤه وشهداؤه الميامين شبّهوا بالقواري من الطير وهي الخضر التي
يتيمّنون بها، الواحدة: قارية. قال:
أمن ترجيع قاريةٍ تركتم ... سباياكم وأبتم بالعناق
وقال جرير:
ماذا تعدّ إذا عددت عليكم ... والمسلمون بما أقول قواري
ونزلتم على قرى النمل وهي جراثيمه.
ق ز ح
قزّح قدرك: توبلها. وفي الحديث " إن مطعم ابن آدم ضرب للدنيا مثلاً وإن
قزّحه وملحه " وطعام مليح قزيح. وقزّح الكلب ببوله تقزيحاً وقزح به
وقزح، وكلب قزّاح.
(2/74)
قال:
إذا تخازرت وما بي من خزر ... ثم كسرت العين من غير عور
ألفيتني ألوى بعيد المستمرّ ... أحمل ما حملت من خير وشر
أبذى إذا بوذيت من كلبٍ ذكر ... أسود قزّاحٍ يغذّي بالشجر
ق ز ز
رجل متقزز، وهو يتقزز من كل شيء. وقزّ قزّة إذا جمع جراميزه فوثب. وفي
الحديث وإن إبليس ليقز القزّة من المشرق فيبلغ المغرب " وشربت
بالقازوزة والقاقزة وهي الفيالجة.
ق ز ع
كأنهم قزع السحاب وهي القطع المتفرقة. قال ذو الرمة:
ترى عصب القطا هملاً عليه ... كأن رعاله قزع الجهام
وتقزّع السحاب وتقشّع. وقوزع الديم فرّ من صاحبه.
ومن المجاز: نهيَ عن القزع والقنازع وهي بعض الشعر يترك غير محلوق. قال
زهير:
وأشعث قد طالت قنازع رأسه ... دعوت على طول الكرى ودعاني
لطول اعتمامه في السفر. ورجل مقزّع. وذهب ماله ولم يبق إلا قزع وهي
صغار الإبل. ورمى الوادي بالقزع. والفحل يرمي بالقزع وهو الغثاء والزبد
وقطع اللغام. قال الأعشى:
طابت له الريح فامتدت غواربه ... ترى حواليه من تيّاره قزعاً
وقال ذو الرمة:
إذا استردف الحادي وقد آل صوته ... إلى النزر واعتمّت بذي قزعٍ شكل
ورسول مقزّعٌ: مستعجل، وقزّعوا إلى فلان رسولاً. وتقزّع القوم:
تفرّقوا.
ق ز م
رجل قزم، وقوم قزم: وصف بالمصدر من قزم قزماً إذا دثؤ ولؤم. وتقول:
هؤلاء قوم قزم، ما فيهم كرم، ولكن كزم.
ق س ب
سمعت قسيب الماء: خريره من تحت الورق. قال عبيد:
أو فلجٌ في ظلال نخلٍ ... للماء من تحته قسيب
وقد قسب يقسب. والنبطيّ يأكل الكسب، ويترك القسب؛ وهو صفة في الأصل من
قسب قسوبة فهو قسب إذا صلب ويبس.
(2/75)
قال:
قسب العلابيّ جراء الألغاد
أي ألغاده كجراء الكلاب. ويقال: إنه لقسب العلباء.
ق س ر
قسرته على الأمر واقتسرته، وفعل ذلك قسراً واقتساراً. وهو مقتسرٌ عليه،
والوالي يتسخّر الناس ويقتسرهم. وهم يخافون القسورة والقساور وهو الأسد
من القسر.
ومن المجاز: قسور العشب كما يقال استأسد، وعن عبض العرب: وجدت عشباً
قسوراً، وغلام قسور وقسورة: قويَ وانتهى شبابه. ويعزى إلى عليّ رضي
الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... أضركم ضرب غلامٍ قسوره
ق س س
هو قسّ النصارى وقسّيسهم: رأسهم وكبيرهم. ولفلان القسوسة والقسّيسيّة.
وتقول: هو ممن دخل القوس، وصحب القسوس. قال ذو الرمة:
على أمر منقدّ العفاء كأنه ... عصا قسّ قوس لينها واعتدالها
" وأبلغ من قسّ ". وفلان قتّات قسّاس، وهو يتجسس الأخبار ويتقسّسها.
وتقسّس أصوات الناس بالليل: تسمعها. وبات يعس ويقس. وقسّ ما على العظم
من اللحم: تتّبعه حتى لم يترك منه شيأ. وهو يلبس القوهيّ والقسّيّ وهي
جنس من ثياب كتّان فيها رحير تجلب من مصر منسوب إلى القسّ قرية على
ساحل البحر، وقيل: هو القزّيّ، وقيل: نسب إلى القسّ وهو الصقيع لنصوع
بياضه. وأنشد لأبي دؤاد:
بعد حيّ تغدو القيان عليهم ... في الدّمقس القسّي براح سبيّه
ق س ط
هو قاسط غير مقسط: جائر غير عادل. وقد قسط عليّ قسطاً وقسوطاً. وتقول:
الله يقبض ويبسط، ويقسط ولا يقسط، وأمر الله بالقسط، ونهى عن القسط.
وقسّط الخراج عليهم. وقسّط بينهم المال: قسمه على القسط والسوية.
وتقسّطوه فيما بينهم. ووفّاه قسطه: نصيبه " وزنوا بالقسطاس المستقيم "
وتقول: فلان يقيس الأمر بمقياسه، ويزنه بقسطاسه. وبرجله قسط: اعوجاج،
وساق قسطاء. وأقسطت الريح العيدان: أيبستها.
ق س م
قسموا المال بينهم قسماً وقسموه تقسيماً واقتسموه وتقسّموه وتقاسموه،
وقاسمته المال مقاسمة. وقسم القسّام وهو الذرّاع الأرض وحرفته:
القسامة. وقسم الله الرزق، وهو القسام الوهاب. وتصافنوا الماء بحصاة
القسم
(2/76)
ونواة القسم. وهذه قسمة عادلة. وأعطيته
قسمه ومقسمه أي نصيبه، وأعطيتهم أقسامهم ومقاسمهم وأقاسيمهم. وأنشد أبو
زيد:
ومالك إلا مقسمٌ ليس فائتاً ... به أحدٌ فاعجل به أو تأخرا
وهذا مقسم الفيء: وجرى فيه المقسم أي القسمة. قال الطرماح:
لنا نسوة لم يجر فيهنّ مقسم ... إذا ما العذارى بالرماح استحلت
واستقسموا بالأزلام، ولأحد الشريكين أن يستقسم. وهو قسيمي: مقاسمي. وفي
حديث عليّ رضي الله عنه: أنا قسيم النار. وأسأل الله أن يصحح جسمك،
ويتمم قسمك. وأقسم بالله قسماً باطلاً وأقساماً باطلة، وقاسمهما: حلف
لهما، وتقاسموا بالله: تحالفوا. وحكم القاضي بالقسامة.
ومن المجاز: قلبه متقسّم. وأصبح متقسّماً: مشترك الخواطر بالهموم، وقد
تقسّمته الهموم. ووجه مقسّم: معطًى كلّ شيء منه قسمه من الحسن فهو
متناسب، كما قيل: متناصف. وقسّمه الله. ورجل قسيم وسيم: بيّن القسام
والقسامة، وكأن قسمته الدينار الهرقليّ وهي وجهه الحسن. قال:
كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
وكأنه قسيمة عطّارٍ وهي جونة حسنة منقوشة يكون فيها العطر. وطوى ثيابه
القساميّ وهو أول من يطوي الثياب لتطوى على طيّه نسب إلى القسام لأنه
يحسّنها بطيه ويزيّنها. وبات يقسم أمره: يقدّره وينظر كيف يفعل. وفلان
جيد القسم أي الرزق. وفي استمطار هذيل: اللهم اجعلها عشيّة قسمٍ من
عندك فقد تلوّحت الأرض فهي " مثل مجرّ الثوب تعوى وتنبح " وهو مثل
لغبرة الأرض ووحشتها وأراد بالقسم الغيث. وضرب أنفه فقسمه أي قطعه
نصفين. وقسم الأرض: قطعها. قال رؤبة:
ينجو ويذرين عجاجاً ساطعاً ... في إثر ناج يقسم الأجارعا
ق س
وحجر قاسٍ: صلب " وهو أقسى من الصخر ".
ومن المجاز: قسا قلبه عليّ، وفيه قسوة وقساوة. وقاسيت الأمر: عالجت
شدّته. وقست الدارهم
(2/77)
تقسو: ردؤت. ودرهمٌ قسيٌّ، ودراهم قسية:
لأن ما خلص فضّة فيه لين والردئ جاسٍ صلب. قال أبو زبيد الطائيّ:
لها صواهل في صم السلام كما ... صاح القسيّات في أيدي الصياريف
الضمير للمساحي التي حفر بها قبر عثمان رضي الله عنه. وعن ابن مسعود
رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: كيف يدرس العلم، فقالوا: كما يخلق الثوب
ويقسو الدرهم، فقال: لا ولكن دروس العلم يموت العلماء.
ومن مجاز المجاز: قول الشّعبيّ لأبي الزّناد: تأتينا بهذه الأحاديث
قسيّةً وتأخذها منّا طازجةً وهذا كلام قسيٌّ، كما يقال: كلامٌ زائفٌ
وبهرجٌ. ويوم قسيٌّ وليلٌ قسيّ: شديد من بردٍ أو شدّة ظلمةٍ أو شرّ،
وهذه عشيةٌ قسيةٌ: باردة، وقسا ليلنا: أظلم، وعامٌ قسي: قحط. وسرنا
سيراً قسياً. وأرض قاسية: لا تنبت شيئاً.
ق ش ب
ثوب قشيب، وثياب قشب. وسيف قشيب: حديث عهدٍ بالجلاء. وسمعتهم يقولون:
هذا طريق قشيب. قذر، وفيه قشب: قذر، وقشبه الصبيان. وتقول العرب: ما
رأينا حيّةً إلا مقتولةً، ولا نسراً إلا مقشّباً أي مسموماً من القشب
وهو السم.
ومن المجاز: رجل مقشّب النسب، وقشّبه: عابه واغتابه. وقشبه بسوء: لطخه
به.
ق ش ر
لوز مقشور ومقشّر، وهذه قشارته. وثوب رقيق كقشر الحية: كسلخها. وحيةٌ
قشراء. وشجرة قشراء. وفلان يتفكّه بالمقشّر أي بالفستق المقشور: اسم
غالب عليه.
ومن المجاز: خرج في قشرتين نظيفتين: في ثوبين. وعليه قشر حسن. ورجل ذو
رواء وقشرٍ. وجارية بضّة القشر والقشرة وهو البشرة ورجل متقشّر: عريان.
وجاء بالجواب المقشّر. وهو أشقر أقشر: شديد الحمرة كأنما قشر جلده.
ومطرةٌ قاشرةٌ: شديدة الوقع تقشر وجه الأرض، وسنةٌ قاشرة وقاشورة. قال:
فابعث عليهم سنةً قاشوره ... تحتلق المال احتلاق النوره
ورجل قاشور: مشئوم، وقد قشر الناس: شأمهم.
ق ش ش
فلان يقشّ الأموال يجمعها. وأخذ قماش البيت وقشاشه، وما أكل عندنا إلا
قش ما وجد، واقتشّه وتقشّشه، وهو قشاش وقشوش: يلف ما قدر عليه. ورأيته
يقش الأحاديث، ويقال للصّبيّة الصغيرة الجثة التي لا تكاد تنبت: إنما
هي قشّة. ويقال: " أكيس من قشّة " وهي القريدة.
(2/78)
وقرأ المقشقشين: سورتي الكافرين والإخلاص:
من تقشقش البعير إذا بريء من الجرب وقشقشه الهناء لأنهما تبرئان من
النفاق. وأنشد النضر:
إني أنا القطران أشفى ذا الجرب ... عندي طلاء وهناء للنقب
مقشقش يبريء منهم من جرب ... وأكشف الغمّى إذا الرّيق عصب
وقشّ القوم: أحبوا بعد الهزال.
ق ش ع
انقشع الغيم وتقشّع وأقشع، وقشعته الريح.
ومن المجاز: انقشع الظلام والبرد. واجتمعوا عليه ثم انقشعوا. وانقشعوا
عن الماء وتقشّعوا: تفرّقوا. وانقشع الهمّ عن القلب. وانقشع البلاء عن
البلاد. وانقشعوا عن أماكنهم: جلوا عنها. وفلان يقشع بنخامته: يرمى
بها، ويرمى بقشاعته. والنور يقشع الظلام. قال:
كهولاً وشبّاناً على قسماتهم ... قواشع نورٍ أو بروق أوالق
و" طارت به أم قشعم " أي المنية. وفلان لم تتقشع جاهليّته. قال
القطاميّ:
إذ باطلي لم تقشع جاهليته ... عنّي ولم يترك الخلاّن تقوادي
قودي إلى الباطل.
ق ش ف
هو قشف ومتقشف: لا يتنظّف، وفيه قشف، وهو يتقشّف في لباسه: يتبلّغ
بالمرقع والوسخ؛ وهو في قشف من العيش في يبسٍ، وقد قشّف الله عيشه،
ورأيته على حال قشفّةٍ؛ وهذا عامٌ أقشف.
ق ش
وتقول: إذا فتحت قشوتها، نفحت نشوتها؛ وهي طبل المرأة الذي فيها طيبها
وأدهانها وحناؤها وهي من خوصٍ تتخذ فيها مواضع للقوارير بحواجز بينها.
وجمعها: قشاء، كركوة وركاء. قال أبو الأسود العجليّ:
لها قشوة فيها ملابٌ وزنبق ... إذا عزب أسى إليها تطيبا
وقضيب مقشوّ. وقشوت العصا: لحوتها.
ق ص ب
أرض مقصبة: كثيرة القصباء وهي القصب النابت. وتقول: قصب الخط، أنفذ من
قصب الخطّ. وقصّب الزرع: صار له قصب. وعن بعض العرب: قلت أبياتاً فغنّى
بها حكم الوادي فوالله ما حرذك بها قصّابةً إلا خفت النار فتركت قول
الشّعر وهي الوتر. ونفخ في القصّابة: في المزمار، ورأيت القصّاب،
ينفخون في القصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير جمع: قاصبٍ. وقال
رؤبة:
في جوفه وحيٌ كوحي القصّاب
أراد الزمّار. ورأيت القصّاب، ينقّي الأقصاب: الأمعاء، الواحد: قصبٌ.
وفي الحديث " رأيت
(2/79)
عمرو بن لحيّ يجرّ قصبه في النار " وقال
الراعي:
تكسو المفارق واللّبّات ذا أرجٍ ... من قصب معتلف الكافور درّاج
ومن المجاز: خرج الماء من القصب وهي منابع العين. قال:
فصبحت والماء يجري حببه ... هزاهز البحر يعجّ قصبه
وامرأة تامّة القصب وهي عظام اليدين والرجلين، وفي كلّ إصبع ثلاث قصبات
وفي الإبهام قصبتان. وانسدّت قصب رئته وهي عروقها التي هي مخارج النفس،
وقصب كبده. ومع فلانٍ قصب صنعاء وقصب مصر أي قصب العقيق. وقصب الكتان.
ولا تسكن إلاّ قصب الأمصار. وكنت في قصبة البلد والقصر والحصن أي في
جوفه. قال أبو دؤاد:
دخلنا على البيض الكواعب كالدّمى ... لنا قصب الحصن الذي كان يمنع
وضربه على قصبة أنفه وهي عظمه. وبئرٌ مستقيمة القصبة وهي جرابها أي
جوفها من أعلاها إلى أسفلها. وأحرز فلان القصبة والقصب. وجوادٌ مقصّبٌ:
سابق. قال الحجّاج فيمن وهب له فرساً:
حمى سبرة بن النّحف يوم لقيته ... ذمار العتيك بالجواد المقصّب
وقصّبت المرأة شعرها: فتلت خصلة حتى تصير كالقصب. وقيل الشعر المقصّب:
السّبط الذي يجعّدونه بالقصب والخيوط. وما أحسن تقاصيبها! الواحدة:
تقصيبةٌ وهي الخصلة المقصّبة فإن كانت خلقةً قيل: القصيبة والقصائب.
وقال مسكين الدارميّ يصف فراخ القطاة:
إذا خرّقت قصباءة الرّيش خلتها ... نصالاً ولكنّ النّصال حديد
أي إذا خرّقت قصب الرّيش الجلد وطلعت. وقصّبه: عابه ومعناه قطعه
باللوم. وفلان لم يقصب: لم يختن من القصب بمعنى القطع. وتقول: يفعل
بلحم أخيه القصّاب، ما لا يفعل بلحم شاته القصّاب. وسحابٌ قاصب: مرتجس.
ق ص د
قصدته وقصدت له، وقصدت إليه، وإليك قصدي ومقصدي، وبابك مقصدي وأخذت قصد
الوادي وقصيد الوادي. قال القطاميّ:
أرمى قصيدهم طرفي وقد سلكوا ... بين المجيمر فالرّوحاء فالوادي
وتنجّزت منه أغراضي ومقاصدي. ورماه فأقصده وتقصّده: قتله مكانه.
(2/80)
قال أبو حية النّميريّ:
رمين فأقصدن القلوب ولم تجد ... دما ماثراً إلا جوًى في الحيازم
وعضته الحية فأقصدته، وأقصدته المنيّة. وتقصّدت الرماح: تكسّرت. ورمح
قصدٌ: سريع الانكسار، والرماح بينهم قصد. وشعر مقصّد ومقطع، ولم يجمع
في المقطعات مثل ما جمع أبو تمام ولا في المقصّدات مثل ما جمع المفضّل،
وهذه من أجود القصيد والقصائد.
ومن المجاز: قصد في معيشته واقتصد. وقصد في الأمر إذا لم يجاوز فيه
الحدّ ورضي بالتّوسط لأنه في ذلك يقصد الأسد. وهو على القصد، وعلى قصد
السبيل إذا كان راشداً. وله طريق قصد وقاصدة، خلاف قولهم: طريق جور
وجائرة، وسير قاصد. وبيننا ليلة قاصدة، وليال قواصد: هيّنة السير.
وعليك بما هو أقسط وأقصد. وسهم قاصد وسهام قواصد: مستويّة نحو الرميّة.
ق ص ر
قصرته: حبسته. وهو كالنّازع المقصور: الذي قصره قيده. وقصرت نفسي على
هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرت طرفي: لم أرفعه إلى ما لا
ينبغي، وهنّ قاصرات الطرف: قصرنه على أزواجهن. وقصر السّتر: ارخاه. قال
حاتم:
وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذا غاب عنها بعلها لا أزورها
سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تُقصَر عليّ ستورها
وجارية مقصورة، ومقصورة الخطو وقصيرةٌ وقصورة. وفرس قصير: مقرّبة. قال
مالك ابن زغبة:
تراها عند قبّتنا قصيرا ... ونبذلها إذا باقت بؤوق
وقصرت هذه اللقحة على عيالي وعلى فرسي ولهم إذا جعل درّها لهم. وقصر من
الصلاة قصراً وأقصر وقصّر. وأمر بإقصار الخطب. وأقصر عن الأمر: كفّ عنه
وهو يقدر عليه. وقصر عنه قصوراً: عجز عنه ولم ينله. يقال: أقصر عن
الصِّبا وأقصر عن الباطل. وهو يسكن مقصورة من مقاصير دار زبيدة وهي
الحجرة من حجر دار كبيرة محصّنة بالحطيان. واقتصر على هذا: لا تجاوزه،
واقتصرته عليه، وقصرك وقصارك وقصارك أن تفعل كذا. وجئت قصراً ومقصراً:
وذلك عند دنو العشي قبيل العصر، وأقبلت مقاصر العشيّ ومقاصر الظلام،
وأقصرنا. وجاء فلان مقصراً، كما تقول: موصلاً، وقصر العشيّ: دنا قصراً
ومقصراً. وخذ مخاصر الطّرق ومقاصرها وهي ما يختصر منها. وثوب مقصور،
وقد قصر قصراً، وقصّر ثوبك. والحلق أفضل من التقصير. وقصّر في حاجته.
وقصّر عن منزلته. وقصّر به عمله.
(2/81)
قال عنترة:
أمّلت خيرك هل تأتي مواعده ... فاليوم قصّر عن تلقائك الأمل
وقصرت بك نفسك إذا طلب القليل والحظّ الخسيس. واستقصرت فلاناً من
التقصير. واستقصرت الثوب من القصر. وضرب قصراه وقصيراه: واهنته وهي
أسفل أضلاعه. وهو ابن عمه قصرةً: دنيا. ورضي بمقصر ومقصر: مما كان
يحاول بدونه. وذلّت قصرته وقصرهم وهي أصل العنق. وتقلّدت بالتّقصار:
بالمخنقة على قدر القصرة. قال عديّ بن زيد:
وأحور العين مربوع له غسن ... مقلد من نظام الدر تقصارا
واقتصرته ثم تعقلته أي قبضت بقصرته ثم ركبته ثانياً رجلي أمام الرّحل.
وتقصّرت بفلان. تعللت به. وقصّرت نهاري به. وعنده قوصرةٌ من تمر
بالتخفيف والتثقيل، ومنه: تقوصر الرجل إذا تداخل.
ومن المجاز: هو قصير اليد، ولهم أيدٍ قصار. وأقصر المطر: أقلع. وقال
امرؤ القيس:
سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا
وقصر الظل، وظلٌّ قاصرٌ إذا عقل. وقطع قصرة النخلة. وقرأ الحسن: "
بشررٍ كالقصر " أي كأعناق النخل.
ق ص ص
قصّ الشّعر والريش وقصّصه، وجناح مقصوص ومقصّصٌ. وقصّ شاربك. وعنده مقص
جيد ومقاص جياد. وشجّه قصاص شعره وعلى قصاص شعره وهو منتهاه من مقدّم
الرأس، وقيل: حوالي الرأس، ورمى بقصاصة شعره وهي ما أخذ المقصّ. وأخذ
بقصّته: بناصيته، وكلّ خصلة من الشعر: قصةٌ. وقصصت أثره، وقصصته:
اتبعته قصصاً " وقالت لأخته قصّيه " واقتصصته وتقصّصته، وخرجت في أثر
فلان قصصاً " فارتدا على آثارهما قصصاً " وهو يقرو مقصّه: يتّبع اثره.
ووجب عليه القصاص. واقتصّ منه، وأقصّه الأمير منه: أقاده، واستقصّه:
سأله أن يقصّه منه. وقصّ عليه الحديث والرؤيا، واقتصّه. وتقصّصت كلام
فلان، وله قصّة عجيبة، وقصص حسن، وقصيصة وقصص وقصائص وأقاصيص. قال هدبة
بن خشرم:
فقصوا عليه ذنبنا وتجاوزوا ... ذنوبهم عند القصيصة والأثر
أي عند القصّة والحكاية. ورفع قصّته إلى
(2/82)
السلطان. والقصّاص يقصّون على الناس ما
يرقّ قلوبهم. " وهو ألزم لك من شعرات قصّك " وقصصك وهو الصدر. ونهي عن
تقصيص القبور. ولا تغتسلي حتى تري القصّة البيضاء. والقصّ: الجصّ.
ومن المجاز: عضّ بقصاص كتفيه وهو منتهاهما حيث التقيا. وقاصصته بما كان
لي قبله أي حبست عنه مثل ذلك. وتقاصّوا: قاصّ كل واحد منهم صاحبه في
الحساب وغيره، مأخوذ من مقاصّة وليّ المقتول القاتل.
ق ص ع
قصع الصؤاب بين ظفريه: قتله. وقصعت الرحى الحب: فضخته. وصبيٌّ قصيع:
قميء لا يشبّ، وقصع قصاعة.
ومن المجاز: قصع صارّته: قتل عطشه. وقصع الله شبابه. وقصّع الرجل: لزم
بيته، من تقصيع اليربوع وهو دخوله في قاصعائه. قال ابن الرقيات:
إني لأخلي لها الفراش إذا ... قصّع في حضن عرسه الفرق
وقصّع في ثوبه: تدثّر. وقصّع الشيطان في قفاه: ساء خلقه وغضب. قال:
إذا الشيطان قصّع في قفاها ... تنقّفناه بالحبل التّؤام
ق ص ف
قصف القناة والعود: كسره فقصف قصفاً وانقصف. وقصف ظهره، ورجل مقصوف
الظّهر. وعصفت ريح فقصفت السفينة. وعود قصف: سريع الانكسار. قال
الطرماح:
تميم تمنّى الحرب ما لم ألاقها ... وهم قصف العيدان في الحرب خورها
وقصّفه فتقصّف، ورمح مقصّف: مقصّد. قال:
ألم تر أن النّبع يصلب عوده ... وما يستوي والخروع المتقصّف
وخذ من قصيف الشجر: من هشيمه.
ومن المجاز: رجل قصف: سريع الانكسار عن النجدة. وثوب قصيف: قليل العرض
وهو سماعيّ من العرب. ويقال للقوم إذا خلّوا عن الشيء قترة وعجزا: قد
انقصفوا عنه. وسمعت: قصفة الناس: دفعتهم. قال العجاج:
لقصفة الناس من المخرنجم
يريد عرفة حين يفيضون منها. وقد انقصفوا علينا انقصافاً: اندفعوا.
وانقصف الزحام على الباب. وقصف الرّعد قصفاً وقصيفاً وهو شدّة صوته كأن
السماء تنقصف. وقصف البعير الهادر قصفاً وقصيفاً، وفحل قصّاف الهدير.
قال العجاج:
رهبة قصّاف الهدير مفحم
(2/83)
وهو الذي يثني ويربع في سنة واحدة، وقصفت
العيدان، ومنه: القصف وهو الرّقص مع الجلبة، ورأيتهم يقصفون ويلعبون.
وتقصّف القوم: ضجوا في خصومة أو وعيد. قال الكميت:
تقصّف أوباش الزعانف حولنا ... قصيفاً كأنا من جهينة أو جسر
ورجل قصّاف: صيّت.
ق ص ل
قصله قصلاً: قطعه قطعاً وحياً. وسيف قاصل وقصّال ومقصل. وزاجتز قصيلاً
للدابة. وقصل فرسه يقصله: علفه القصيل. وهذه قصالة البرّ: لما يعزل إذا
نقّي ثم يداس ثانية.
ومن المجاز: لسان مقصل. وما فلان إلا قصالة وحثالة أي سفلة. وتقول:
مالك أصالة، وما أنت إلا قصالة.
ق ص م
ما به وصم، وما فيه قصم، ولا فصم، وبه قصم، وهو أقصم. وانقصمت ثنيّته.
ولو سألتني قصمة سواك ما أعطيتك أي نفاثته وهي الشظيّة منه تبقى في
المستاك فينفثها. وفي الحديث " استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك "
وبين أيديهم قصيمةٌ من غضاً وقصيمةٌ من أرطى، كما يقال: حرجة من طلح
وقصيم وقصائم، وذهبوا يخبطون في القصيم. وهذه الدرجة فيها ثلاثون قصمة
أي مرقاة.
ومن المجاز: نزلت بهم قاصمة الظّهر. قال:
كأن لم يلاق المرء عيشاً بنعمة ... إذا نزلت بالمرء قاصمة الظهر
وقصم الله ظهر الظالم: أنزل به البليّة. ورجل قصم: ضعيف سريع الانكسار.
وفلان يمضغ الشيح والقيصوم: لمن خلصت بدويته.
ق ص
وقصا المكان قصواً. وبلد قاصٍ. وقصوت عن القوم. وهو بالجانب الأقصى
والناحية القصوى: وعرف ذلك الأداني والأقاصي، والأذناب والنواصي، وهو
مني بالقصا: بالبعد، وذهبت قصاه: نحوه، ونسبٌ قصاً: بعيدٌ، وأقصيته
عني، وتقصّيت المكان: صرت في أقصاه، وهو في قاصية البلد وقاصية العسكر
وقواصيه. وكان منهم قاصيتهم. وناقة قصواء: مقطوعة طرف الأذن، وجمل
مقصوٌّ، وقد قصوته.
ومن المجاز: رميت المرمى القصيّ: لمن أبعد في ظنّه أو في تأويله. وهذه
الناقة قصيّة إبله: خيارها وغايتها، وهي من قصاياها. ويقولون: فيها
قصايا نثق بها. وقيل: هي المودّعة التي لا تركب ولا تجهد بالحلب فهي
مقصاة عن ذلك. واستقصيت الأمر وتقصيته: بلغت أقصاه في البحث عنه. وحديث
متقصّى. ونزلنا منزلاً لا يقصّيه البصر أي لا يبلغ أقصاه. وهلمذ أقاصيك
أينا أبعد من الشرّ.
ق ض ب
سيف قاضب، وقضب ساعده بالسيف. " وكان إذا رأى التّصليب في ثوب قضبه ".
وقضب الغصن، وقضّب فضول
(2/84)
أغصان الشجر واكرم تقضيباً. قال القطاميّ:
فغدا صبيحة صوبها متوجّساً ... شئز القيام يقضّب الأغصانا
وهذه قضابة الكرم والشجر: لما تأخذه المقاضب، وله مقضب ومقضاب حديد وهو
المنجل، واقتضب غصناً من الشجرة: اقتطعه. وفي أرضه قضبٌ وافٍ. وهذه
مقضبة فلان ومقضابه. قال:
فسيلها سامق جبّارها ... واعتمّ فيها القضب والسنبل
وقال عروة بن الورد:
لست لمرة إن لم أوف مرقبةً ... يبدو لي الحرث منها والمقاضيب
ومن المجاز: اقتضب الكلام: ارتجله. واقتضب الناقة: ركبها قبل أن تراض،
وناقة قضيب، واقتضب البعير: اعتبطه. وهو مقتضب في هذا العمل: لم يرتض
فيه. وكان يحدٌّثنا فلان فجاء زيد فاقتضب حديثه: انتزعه واقتطعه.
وانقضب من أصحابه: انقطع. وانقضب الكوكب من مكانه. قال ذو الرمة:
كأنه كوكب في إثر عفرية ... مسوّم في سواد الليل منقضب
ورجل قضّابة: قطّاع للأمور مقتدر عليها. وسيف قضيب: دقيق ليس بصفيحة،
وهندية قضب: شبّهت بقضب الشجر. وملك فلانٌ البردة والقضيب إذا استخلف.
ق ض ض
قضّ الحجر: كسره بالمقضّ وهو ما يقضّ به. ووقعنا في قضّة وفي قضض: في
حصى صغار مكسّرة. وفي فراشه قضضٌ. وقضّ الطعام يقضّ قضضاً. وأقضّ عليه
المضجع، وأقضّه عليه الهمّ. واستقضّه صاحبه. ودرع قضّاء: خشنة المسّ
لمّا تنسحق. وقضّ الحائط: هدمه هدماً عنيفاً فانقضّ. وقضّ اللؤلؤة:
ثبها. والأسد يقضقض فريسته: يكسر أعضاءه وعظامه. قال رؤبة:
كم جاوزت من حيّة نضناض ... وأسد في غيله قضقاض
ومن المجاز: " جاء قضّهم بقضيضهم ". وانقضّت عليهم الخيل، وقضضناها
عليهم. ونحن نقضها عليهم. وانقضّ الطائر والنجم، وجئته عند قضّة النجم.
ومطرنا بقضّة الأسد. وأقضضت السويق إذا ألقيت فيه شيئاً يابساً من سكّر
أو قند. واقتضّ الجارية وذهب بقضّتها. وكان ذلك عند قضّتها أي ليلة
عرسها.
ق ض ف
(2/85)
رجل قضيف: قليل اللحم، وارأة قضيفة، وقضف
قضافة، وفيه قضف.
ق ض م
قضم الشيء اليابس بمقدّم الفم قضماً. وقضمت الدابة قضيمها، وأقضمت
دابذتي. وما أكلت قضاماً: ما يقضم. وسيف قضيم وقضم، وفيه قضم: تفلل.
وقضمت أسنانه: تكسّرت أطرافه. وفم قضم. قال:
قالت بثينة إذ رأت ذارتّةٍ ... وفما به قضم وجلدٌ أسود
ومن المجاز: هو يقضم الدنيا قضماً إذا زهد فيها واكتفى بالدّون منها.
وفي حديث أبي ذر: اخضموا فشنقضم. وأتت بني فلان قضيمة قليلة: ميرة
يسيرة.
ق ض ي
قضى له القاضي وعليه. وعدل في قضائه وقضيّته وقضاياه وأقضيته. وقضاء
الله تردّ له الأقضية. وقاضيته حاكمته. وقد استقضي علينا فلان.
واستقضاه السلطان. وقضى الله أمراً. وقضى فلان حاجته، وقضّى حوائجه.
قال امرؤ القيس:
خليليّ مرا بي إلى أمّ جندب ... نقضّ لبانات الفؤاد المعذّب
وانقضى عمره وتقضّى. وتقاضيته ديني وبديني، واقتضيته ديني واستقضيته،
واقتضيت منه حقّي: أخذته.
ومن المجاز: بنى داراً فقضاها واسعة. وعمل ثوباً فقضاه صفيقاً. وقضى
درعاً. وقضى إليه أمراً وعهداً: وصّاه به وأمره. وقضى المريض، وقضى
نحبه، وقضي عليه. وقضى عليه بضربه. وقضي قضاؤه. وأتت عليه القاضية:
المنيّة. وحاربوا فقضوا بينهم قواضي وقضّوا. وافعل ما يقتضيه كرمك أي
يطالبك به.
ق ط ب
دارت الرّحى على قطبها، والأرحاء على أقطابها. وأصابت الغرض القطبة وهي
سهم النّضال. وقطب الشراب قطباً وقطاباً، وشراب كثير القطاب وهو مزاجه.
وراح قطيب. قال عمر بن أبي ربيعة:
طيّب الرّيقة والنك ... هة كالراح القطيب
وقطب ما بين عينيه قطوباً وقطّب. ورأيته غضبان قاطباً ومقطّباً.
ومن المجاز: هو قطب قومه: لسيدّهم، وهم أقطاب بني فلان. وجاءت تميم
قاطبة. وقطب الحمار عانته: جمعها. وأدخلت يدي في قطاب جيبه. قال طرفة:
رحيب قطاب الجيب منها رفيقة ... بجسّ الندامى بضّة المتجرد
ق ط ر
السحاب في أقطار السماء. وهو يسكن قطر البلد. وأحاط بالشيء من أقطاره.
وطعنه فقطّره: ألقاه على أحد قطريه. وقطر الماء، وقطرته. وبفلان تقطير
إذا لم يستمسك بوله. ووقع القطر والقطار. ورأيت قطاراً من الإبل
(2/86)
وقطراً، وقطروها وقطّروها، وإبل مقطورة
ومقطّرة، وهي مقطور بعضها إلى بعض، وقطر البعير إلى البعير. وقطّر
اللصوص في المقطرة وأسال الله تعالى عين القطر لسليمان عليه السلام وهو
النحاس المذاب. ووجدت ريح القطر وهو العود. والعود في المقاطر: في
المجامر. وأتي بالمقطر والمقطرة. وعليهم القبطرية، والبرود القطرية،
وقطر: بلد. قال أبو النجم:
ونزلوا عند الصفا المشقّرا ... وهبطوا السند بجنبي قطرا
ومن المجاز: تقاطر القوم: جاءوا أرسالاً. وتقاطرت كتب فلان. وقطر في
الأرض ومطر: ذهب. وأخذ متاعي فما أدري من قطر به ومن مطر به. وما قطرك
علينا: ما صبّك علينا. ورماه الله بقطرة: بداهية صبّت عليه. قال:
فإن تك قطرة شقّت عصانا ... لقد عشنا زماناً مونقينا
مخصبين. وقام فلان بالملك فرفع حاشيتيه، وجمع قطريه. ويقال: " جمع فلان
قطريه " إذا تكبر متغضّباً وأصله في الناقة إذا لقحت فزمّت برأسها
وشالت بذنبها كبراً فيقال: جمعت قطريها. وفلان يستقطر الخير: يناله
شيئاً بعد شيء.
ق ط ط
قطّ القلم على المقطّ والمقطّة. وهات قطةً من البطّيخ وغيره وهي
الشّقيقة منه. وقطّ البيطار حافر الدابّة إذا نحته وسوّاه، وهذه خيل
قطّت حوافرها، وحافر فرسك غير مقطوط. وأخذوا القطوط: خطوط الجوائز. وخذ
قطاً من العامل وهو خطّ الحساب. وقطّ السعر: غلا، وسعر قاط. قال أبو
وجزة:
أشكو إلى الله العزيز الجبّار ... ثم إليك اليوم بعد المستار
وحاجة الحيّ وقطّ الأسعار
ومن المجاز: لي قطّ من ذلك: نصيب، وأخذ فلان قطّه، وأحرز قسطه. وهو
جعدٌ قطط: بليغ الشح. قال:
سمع اليدين بما في رحل صاحبه ... جعد اليدين بما في رحله قطط
ق ط ع
قطعه آراباً. وأقطعته قضباناً من الشجر: أذنت له في قطعها. واستقطعته
ثوباً فأقطعني. وضربه بقطعته. وهذا زمن قطاع النخل، وأقطع نخلهم وأصرم.
وقنّعه القطيع: السوط. قال الشماخ:
مروح تغتلي البيداء حرف ... تكاد تطير من حسّ القطيع
ومن المجاز: قطع المفازة قطعاً. وقطع النّهر: عبره قطوعاً، وأقطعه
النهر: جاوزه به. وقطعت الطير قطاعاً، وهذا وقت قطاع الطير،
(2/87)
وقطاعها وطير قواطع. وقطع أخاه وقاطعه.
واحذر قطيعة أخيط. ورجل قطوع لإخوانه. والهجر مقطعة للودّ. وبعثت إلى
صاحبتها بأقطوعة وه ي علامة القطيعة. قال:
وقالت لجاريتيها اذهبا ... إليه بأقطوعة إذ هجر
وهذا الثوب يقطعك قميصاً ويقطعك. وقطع بالحبل: اختنق لأنه يقطع نفسه.
وقطعت البئر والعين. وقطع ماء الرّكيّة. وعين قاطعة، وعيون الطائف
قواطع إلا القليل، وأصاب البئار قطعة وقطع، وبئر مقطاع: يسرع انقطاع
مائها. قال:
إن لنا قليذما هموماً ... لم يك مقطاعاً ولا مذموماً
يزيده نهز الدّلا جموما
وقطع الأديم على القاطع وهو المثال الذي يقطع عليه: ولصوص قطّاع وقطع:
يقطعون الطريق وهذا الثوب قطيع هذا: نظيره. وفلان قطيع اللسان: خلاف
سليطه، وقطيع الكلام. وهو قطيع القيام: ضعيفه. وقال:
قطيع القيام قطيع الكلا ... م تفترّ عن ذي غروب خصر
وقطع قطاعةً. وقطع بالرجل: انقطع رجاؤه، وانقطع به إذا كان ابن سبيل
فانقطع به السفر دون طيّته، وهو منقطع به. اقطع لسانه: أوله يسكت.
وعنده مقطع الحقّ. وهو يعرف مقاطع القرآن وهي وقوفه. وهذا مقطع الرمل
ومنقطعه، ومقطع الحديث والقصيدة. وهم بمقاطع الأودية: مآخيرها. وهو
منقطعٌ إلى فلان. وإنه لمنقطع العقال في الشرّ أي لا زاجر له. وهو
منقطع العذار إذا لم تتصل لحيته في عارضيه. ومتّ إليه بثديٍ أقطع،
وبرحم قطعاء إذا لم ينتفع بما متّ به. وأصابه قطع: بهرٌ، وقطعت الدابة:
انبهرت. وفي أمعائه تقطيع: مغصٌ. وقاطعت الأجير على كذا. وعليه
مقطّعات: ثياب قصار، وجاء بمقطّعات من الشعر وبمقطوعة وقطعة. وما عليها
من الحليّ إلا مقطّع: شيء يسير من شذر ونحوه. وصاد مقطّعة النّياط وهي
الأرنب. وقطّع هذا الفرس الخيل: خلّفها. قال الجعديّ:
يقطّعهنّ بتقريبه ... ويأوي إلى حضر ملهب
وقطّعهم الله أحزاباً فتقطّعوا: فتفرّقوا. وأخذ قطعةً من المال. واقتطع
طائفةً منه: أخذه. وأقطعه قطيعةً من الأرض وقطائع: طائفةً من أرض
الخراج. واستقطعت الوالي فأقطعني. وسروا بقطع من الليل. ومرّ قطيعٌ من
الغنم والظباء وقطعان وأقاطيع. وأقطعنا الغيث: انقطع عنا. وعن بعض
العرب: أتانا من أمطر بالنّباج وأقطعها بالجفر أي أصابته السماء
بالنّباح وانقطعت عنه بالجفر. وقطع خصمَه في المحاجّة: غلبه. وأقطعت
الدّجاجة: انقطع بيضها.
ق ط ف
(2/88)
هو زمن القطاف. وجنة دانية القطوف.
ومن المجاز: قطف رأسه. قال أبو النجم:
نشقّ عنه بالعراقي والدّلا ... فطائف الأجن الذي تجلّلا
ق ط م
هو قرم قطم: شهوان للحم. وبه قرم وقطم. ومنه القطاميّ: للصّقر. وقطم
العود: عجمه، يقال: اقطم هذا العود. قال أبو وجزة:
أو خائف لحماً شاكاً براثنه ... كأنه قاطمٌ وقفين من عاج
وأنشب فيه البازي مقاطمه ومقطمه: مخلبه. وشيء مرّ المقطم وهو المذاق.
قال ابن هرمة:
أنقذ الله به من فتنة ... مرّة المقطم في في من قطم
ومن المجاز: فحلٌ قطمٌ: هائج. وملك قطم: غضبان شبّه بالفحل. وأنشد أبو
زيد:
إلى قطمٍ يستنفض الناس طرفه ... له فوق أعواد السرير زئير
أي إذا رأوه انتفضوا أي أرعدوا هيبة.
ق ط ن
قطن بالمكان: أقام به. وهو قاطن الدار وقطينها: ساكنها. قال:
في دور نهدٍ جسدي قاطن ... والقلب مني في بيوت السكون
وخفّ القطين: أهل الدار، وهم قطّان مكة وقطينها: لمجاوريها، ويقال لأهل
مكة وعاكفيها: قطين الله. وهو قطن النار: للقيّم على نار المجوس
وموقدها. وهؤلاء قطين فلان: لخدمه وحاشيته. وضربه على القطن وهو ما بين
الوركين. أنشد الأصمعيّ:
بنيت على قطنٍ أجمّ كأنه ... فضلاً إذا قعدت مداك رخام
وصكّ البازي قطن القطاة: زمكّاها. ولأنفضنك نفض القطنة وهي الرمانة
ذوات الأطباق التي مع الكرش يقال لها: لقّاطة الحصى. وزرع القطنية
والقطانيذ وهي كلّ حب يطبخ من نحو العدس والخلّر والماش. وفي الحديث "
ليس في القطنيّة زكاة ". قال:
وما كنت أخشى أن تكون منيّتي ... بأيدي علوج يطبخون القطانيا
ق ط
و" ليس قطاً مثل قطّي " أي ليس الأكابر كالأصاغر. وركبت قطاة الفرس وهي
مقعد الرّديف. ويقال: تقطّيتها ويستعار لغير الفرس.
(2/89)
قال العجّاج:
وكست المرط قطاةً رجرجا
ونساء ثقال القطاة. قال ابن مقبل:
ثقال القطا غيد السوالف لم تقم ... على الخسف يملأن الدماليج والحجلا
ومرّ يقطو في مشيته: يقارب الخطو كما تمشي القطاة. وفرسٌ قطوان وذلك من
النشاط.
ق ع ب
تلك المكارم لا قعبان من لبن
وفي مثل " أتاك ريّان بقعب من لبن ".
ومن المجاز: حافرٌ مقعّب: مدوّر كالقعب كما قال امرؤ القيس:
لها حافر مثل قعب الولي ... د ركّب فيه وظيف عجر
وحجر مقعّب: فيه نقرة كأنه قعب، وسرّةٌ مقعّبة. وقال الأغلب:
جارية من قيس بن ثعلبة ... قبّاء ذات سرّة مقعّبه
وإياك والتقعيب في الكلام. فلان مقعّبٌ: للمتشدّق الذي يتكلم بأقصى
حلقه ويفتح فاه كأنه قعب.
ق ع د
هذه بئر قعدة: اي طولها طول إنسان قاعد. وهو حسن القعدة، وقعد مثل قعدة
الدب. وأتينا بثريدة مثل قعدة الرجل، وهو قعدة ضجعة: للعاجز الذي لا
يكتسب ما يعيش به. وفلان قعديٌّ: يحب القعود في بيته. قال:
إذا القعديّ صافح الأرض جنبه ... تململ يزجى المكرمات سبيلها
وقاعدته، وهو قعيدي. وما للافنٍ ارمأة تقعده وتقعّده.
ومن المجاز: قعد عن الأمر: تركه. وقعد له: اهتمّ به. وقعد يشتمني:
أقبل. وأرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة: صارت. وقال الدّيا الحارثيّ:
لأصبحن ظالماً حرباً رباعيةً ... فاقعد لها ودعن عنك الأظانينا
وتقاعد عن الأمر وتقعّد، وما قعد به عن نيل المساعي، وما تقعّده وما
أقعده إلا لؤم عنصره. وقال:
بنو المجد لم تقعد بهم أمهاتهم ... وآباؤهم آباء صدق فأنجبوا
وقعدت الفسيلة: صار لها جذع، وفي أرض بني
(2/90)
فلان من القاعد كذا: من الفسيل الذي قعد.
ونخلة قاعدةٌ: لم تحمل. وارمأة قاعد: كبيرة قعدت عن الحيض والأزواج.
وقعدت الرخمة: جثمت. وأقعده الهرم. ورجلٌ مقعد. وثديٌ مقعد: ملء الكف
ناهد لا ينكسر. قال النابغة:
والبطن ذو عكنٍ لطيف طيّه ... والنحر تنفجه بثديٍ مقعد
ورجل مقعد الأنف: في منخريه سعةٌ وقصر. وأسهرتني المقعدات: الضفادع.
قال الشمّاخ:
توجّسن واستيقنّ أن ليس حاضراً ... على الماء إلا المقعدات القوافز
والقطا على المقعدات: على الفراخ. قال:
إلى مقعدات تطرح الريح بالضحى ... عليهنّ رفضاً من حصاد القلاقل
وإنّ حسبك لمقعد بالكسر أي يقعدك عن بلوغ الشرف. قال:
لقًى مقعدُ الأنساب منقطعٌ به ... إذا القوم راموا خطّةً لا يرومها
واقتعد الدابة: ابتذله بالركوب، وهي قعدته وقعوده، وهنّ قعائده
وقعداته. قال الأخطل:
فبئس الظاعنون غداة شالت ... على القعدات أشباه الزباب
وقعدك الله، وقعيدك الله لا أفعل. قال جرير:
قعيد كما الله الذي أنتما له ... ألم تسمعا بالبيضتين المناديا
وهي قعيدته: لامرأته، وبنى بيته على قاعدة وقواعد. وقاعدة أمرك واهية.
وتركوا مقاعدهم: مراكزهم. وهو أقعد منه نسباً: أقرب منه إلى الأب
الأكبر. وهو قعدد، وورثته بالقعدد: صفة للنسب. وقومٌ قعدٌ: لا يغزون
ولا ديوان لهم. وهو من القعدة: قوم من الخوارج قعدوا عن نصرة عليّ رضي
الله عنه وعن مقاتلته. وفلان قعديٌّ. وأخذه المقيم المقعد. وهذا شيء
يقعد به عليك العدوّ ويقوم. قال عمر بن أبي ربيعة:
واعلم بأن الخال يوم ذكرته ... قعد العدوّ به عليك وقاما
ق ع ر
بئر قعيرة وقد قعرت، وقعرتها: نزلت فيها حتى انتهيت إلى قعرها، وأقعرها
حافرها وقعّرها: عمّقها.
ومن المجاز: قصعة قعيرة. وقعرت الشجرة: قلعتها من قعرها أي من أصلها
فانقعرت " أعجاز نخل منقعر " وقعرت الإناء: شربت ما فيه
(2/91)
حتى انتهيت إلى قعره. قال عبيد الله بن
أيوب العنبريّ:
وأصبحت مثل القدح في قعر جعبة ... نضيّاً لقًى قد طال فيها قلاقله
لا ريش عليه من نضاه إذا سلبه. وعن بعض العرب: لا أدخل عليه قعيرة بيتٍ
وقعرة بيت. وفلان بعيد القعر. وليس لكلامه قعر. ورجل مقعر: يتكلم بقعر
حلقه. وفلان مقعّرٌ: يبلغ قعور الأمور. قال الكميت:
البالغون قعور الأمر ترويةً ... والباسطون أكفاً غير أصفار
وإناء قعران إذا كان الشيء في قعره، كما تقول: قربان إذا كان قريباً من
الملء.
ق ع س
رجل أقعس، وبه قعس وهو دخول الظهر وخروج الصدر، وتقاعس الرجل: أخرج
صدره. وتقول: إذا رأيت أبكاراً لعساً، وعجائز قعساً، فقل لعاً وتعساً.
ومن المجاز: عن أقعس، وعزة قعساء. وتقاعس عن الأمر. وليلٌ أقعس: كأنه
لا يبرح طولاً، وقد تقاعس الليل، كقولك: برك الليل. قال النابغة:
تقاعس حتى قلت ليس بمنقض ... وليس الذي يرعى النجوم بآيب
كما يؤوب راعي الماشية إذا أمسى.
ق ع ص
قعصه وأقعصه: قتله مكانه. قال امرؤ القيس يصف براثن الأسد:
موثّقةٌ حدب البراجم فوقها ... حرائب سمرٌ مرهفات قواعص
ومات فلان قعصاً. وأصاب الغنم والناس قعاصٌ: داء يقعصهم.
ق ع ط
اقتعط العمامة إذا لم يجعلها تحت حنكه. وفي الحديث " أمر بالتلحّي ونهي
عن الاقتعاط ".
ق ع
ونهي المصلّي أن يقعى إقعاء الكلب وهو أن يقعد على عقبيه وينصب ساقيه.
ق ف ر
أقفرت الأرض: خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون
وبلاد قفر وقفار. وبتنا بقفرة.
ومن المجاز: بات فلان القفر والوحش إذا لم يقر، ونزلنا ببني فلان فبتنا
القفر. وقال ذو الرمّة:
تخطّ على القفر امرأ القيس إنه ... سواء على الضيف امرؤ القيس والقفر
وأقفر فلان من أهله: تفرد عنهم وبقي وحده. قال عبيد:
أقفر من أهله عبيد
وأقفر جسده من اللحم ورأسه من الشّعر، وإنه لقفر الجسد والرأس. قال:
تفلي له الريح وإن لم يفتل ... لمّة قفرٍ كشعاع السنبل
(2/92)
تخفيف قفرٍ. وأقفرت العظم: لم أبق عليه
شيئاً. أنشد الكسائيّ:
كأنّ المحالة فيها الرّدا ... ح لم يعرها الناحضون اقتفارا
ومنه اقتفرت أثره وتقّفرته: اتبعته. قال:
لا يتأرّى لما في القدر يرقبه ... ولايزال أمام القوم يقتفر
وأكل خبزاً قفاراً: بلا أدم، وأقفر الرجل: أكله، ومنه: " ما أقفر بيت
فيه خلّ ".
ق ف ز
هو فقّاز نقّاز. ويا ابن القفّازة وهي الأمة لقلة استقرارها. وخيلٌ
قوافز. والدعاميص تتقافز على الماء. وتقافز الصبيان. وهم يلعبون
القفّيزى: ينصبون خشبات يقفزون عليها. ولبس الصائد القفازين وتقفّز.
ومن المجاز: قفز الرجل: مات. وتقفّزت المرأة بالحنّاء: تخضّبت إلى
رسغيها. وفرس مقفّز: لم يجاوز تحجيله أشاعره وهو المنعل.
ق ف ص
جاء بالطير في قفص وفي أقفاص. وتقافص الشيء: تشابك. وقفّص الظبيَ
والدابة: شدّ قوائمه. وقفصه البرد: قبضه. وقفصه الوجع: أيبسه.
ق ف ط
فقط الطائر أنثاه يقفط ويقفط وقفط يقفط. سفد. وتيس قافط وقفّاط " وأقفط
من تيس بني حمّان ".
ق ف ع
قفّع البرد أصابعه: قبضها فتقفّعت. ونظر أعرابيّ إلى قنفذة قد تقبّضت
فقال: أترى البرد قفّعها. ومعه قفعةٌ من رطب وقفاعٌ: زبلٌ. وذكر عند
عمر رضي الله عنه الجراد فقال: ليت عندنا منه قفعةً أو قفعتين.
والعصذار يعصر السمسم في القفاع والقفعات وهي الدوّارات التي تتّخذ من
الليف.
ق ف ف
شيخ كأنه قفّة. واستقفّ الشيخ: تقبّض. وقفّت الشجرة: يبست. وجفّت الأرض
وقفّت: يبس بقلها جفوفاً وقفوفاً، وأرض جافة: قافّة. والإبل ترعى فيما
شاءت من جفيف وقفيف: من يبس الكلإ. وفلان قفّافٌ يقفّ الدراهم: يسرقها
بين الأصابع. وقفقفت أسنانه وتقفقفت: اصطكت من البرد والخوف.
ق ف ل
قفل الجند من الغزو إلى أوطانهم قفلاً وقفولاً. وهذا وقت القفل. ورأيت
القفل أي القفّال، كما يقال: القعد: للقاعدين عن الغزو. وأقفلهم
الأمير. وأقفلت الباب وقفلته، واستقفل الباب. وأقفل له المال: أعطاه
جملةً بمرّة. وأعطيته ألفاً قفلةً: ضربة. وفلان يشتري القفلات: الجلب
الكثير جملة واحدة. وأقفله
(2/93)
العطش والصوم: أقحله. وسقاء قافل. وشيخ
قافل. وقفل جلده يقفل قفولاً. وقال معقّر بن حمارٍ البارقيّ لابنته:
وائلي بي إلى قفلة فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل وهي شجرة منبتها
المعاطش.
ومن المجاز: فلان مقفل ومستقفل: ممسك. وقد استقفلت يداه. وإنه لقفل:
عسر. وإنها لقفلة: للمرأة البخيلة. والخيل تعلك الأقفال: حدائد اللجام.
قال مزاحم:
حتى إذا لبسوا وهن صوافن ... ميل اللجام تلجلج الأقفالا
وحيلٌ قوافل: ضوامر.
ق ف
وقفوت أثره واقتفيته واستقفيته. قال ذو الرمة:
عواسف الرمل يستقفي تواليها ... مستبشرٌ بفراق الحيّ غرّيد
وقفّيته وقفّيته به، وقفّيت به على أثره إذا أتبعته إياه، وهو قفيّةُ
آبائه، وقفيّ أشياخه: تلوهم. وما لك تقفو صاحبك: تقذفه. وإياك والقفو.
وما هجا فلان ولا قفا. وهذه قفيّة عظيمة وقذيفة بوزن الشتيمة. وتقفّيت
فلاناً بعصاي، واستقفيته فضربته إذا جئته من خلفه. وفي حديث عامرٍ
وأربد: فإذا وضعت يدي على منكبه فاستقفه بالسيف. وقفّى الشّعر: جعل له
قوافي. واقتفيته: اخترته، وهو صفوتي وقفوتي: خيرتي، وهذا قفوتي التي
اقتفيت. ويقال لمن لا يحسن الاختيار: بئس القفوة قفوتك. وأصفيته بكذا
وأقفيته. خصصته وآثرته. قال:
ونقفي وليد الحيّ إن كان جائعاً ... ونحسبه إن كان ليس بجائع
وهو حفيٌّ به قفيٌّ: بار متلطفٌ. ورفع قفاوةً لفلان: طعاماً يقفّيه به
تكرمةً له. قال الكميت:
بات وليد الحيّ طيّان ساغباً ... وكاعبهم ذات القفاوة أسغب
ومن المجاز: لا أفعله قفا الدهر: آخر الدهر. وهو بقفا الأكمة والثنيّة.
وكنت قفا الجبل وقافيته، وجئت من قافية الجبل. وضرب قافية رأسه. وردّ
فلان على قفاه، وردّ قفاً إذا هرم. قال:
إن تلق ريب المنايا أو تردّ قفاً ... لا أبك منك على دين ولا حسب
ق ل ب
قلب الشيء قلباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب، وكلام مقلوب. وقلب رداءه.
وقلبه لوجهه: كبّه، وقلبه ظهراً لبطن. وقلب البيطار قوائم الدابّة:
رفعها ينظر إليها. وتقلّب
(2/94)
على فراشه. والحية تتقلّب على الرمضاء.
وأقلبت الخبزة: حان لها أن تقلب. ورجلٌ أقلب: متقلب الشّفة. وشفة
قلباء: بيّنة القلب، وقلبت شفته. وقلب حملاق عينيه عند الغضب. قال:
قالب حملاقيه قد كاد يجنّ
وحفل قليباً وقلباً وهي البئر قبل الطيّ فإذا طويت فهي الطويّ، وقلبت
للقوم قليباً: حفرته لأنه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل:
التراب المقلوب. وقلبته: أصبت قلبه، وقلبه الداء: أخذ قلبه، وقلب فلان
فهو مقلوب. وقلبت ناقته. قال ابن مولى المدنيّ:
يا ليت ناقتي التي أكريتها ... قلبت وأورثها النجاز سعالا
وبه قلابٌ، وما به قلبةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه أو هي من القلاب ثم
اتسع فيها. قال النمر:
أودى الشباب وحبّ الخالة الخلبه ... وقد برئت فما في الصدر من قلبه
ومن المجاز: قلب المعلّم الصبيان: صرفهم إلى بيوتهم، وقلب التاجر
السّلعة وقلّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابة والغلام.
ورجل قلّب حوّل: يقلب الأمور ويحتال الخيل. " وقلّبوا لك الأمور "
وانقلب فلان سوء منقلب. وكلّ أحد يصير إلى منقلبه. وأنا أتقلّب في
عمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان " فانقلبوا بنعمةٍ من الله " "
فأصبح يقلّب كفّيه ": يتندم. وهو قالب الخفّ وغيره لما يقلب به جعل
الفعل له وهو لصاحبه. وقلب المجنون عينه إذا غضب فانقلبت حماليقه. قال:
قالب حملاقيه قد كاد يجن
ورجل قلبٌ: محضٌ واسطٌ في قومه وامرأة قلبٌ وقلبةٌ. قال أبو وجزة:
قلبٌ عقيلة أقوام ذوي حسبٍ ... ترمى المقانب عنها والأراجيل
أي تذبّ عنها لعزة قومها. وأعرابي قلب. وإنه لمن قلوب المهاري إذا كان
من سرّها. وجئتك بهذا الأمر قلباً: محضاً. وفي الحديث " إن لكل شيء
قلباً وقلب القرآن يس ". وكان يحيى ابن زكرياء يأكل الجراد وقلوب
الشجر. وقطع قلب النخلة وقلبها: شحمتها وهي الجمّار، وقطع
(2/95)
قلبة النخل، وقلبت النخلة: نزعت قلبها. وفي
يدها قلب فضّةٍ: سوار شبّه بقلب النخلة في بياضها. ويقال للحية
البيضاء: قلب.
ق ل ت
أقلته الله فقلت. وأقلته السفر البعيد. وفيه قلت النفس. قال:
مظنّة من قلت النفوس
وامرأة مقلاتٌ: لا يحيا لها ولد، ونسوة مقاليت. قال:
يظل مقاليت النساء يظأنه ... يقلن ألا يلقى على المرء مئزر
وتقول: لا تزال المقلات، على المقلاة. " وأبرد من ماء القلت والقلات "
وهي النقرة في الصخرة.
ومن المجاز: اجتمع الدسم في قلت الثريدة وهي أنقوعتها. وغاض قلت عينه
وهو وقبها. وطعنه في قلت خاصرته وهو حق الورك. قال النابغة:
شديد قلات الموقفين كأنما ... به نفس أو قد أراد ليزفرا
الموقف: عصبة في جوف خرمة الورك فإن انفكّت ركبته وهي عينها، وفي قلتى
ترقوتية. وكلّ هزمة في عضو فهي قلتٌ.
ق ل ح
رجل أفلح وقلحٌ. وقلحت أسنانه، وأقلحها الزمان، وقلّحتها: أزلت قلحها.
وفي مثل " عودٌ يقلّح في مسنّ يؤدّب " ويقال للجعل: أقلح: لقذر فمه.
تقول: فلان أقلح، كأنه أقلح.
ومن المجاز: فلان مقلّح: مجرّب.
ق ل د
قلدته السيف: ألقيت حمالته في عنقه فتقلّده، ونجاد السيف على مقلّده.
وقلّد البدن. وفتح الباب بالإقليد وهو المفتاح. قال تبّعٌ حين حجّ:
وأقمنا به من الدهر سنباً ... وجعلنا لبابه إقليدا
واستوفي قلده من الماء: شربه. واستوفوا أقلادهم. وأقمت إقلدي إذا سقى
أرضه بقلده. وهم يتقالدون الماء: يتناوبونه.
ومن المجاز: قلد العمل فتقلّده. وألقيت إليه مقاليد الأمور. وضاقت عليه
المقاليد إذا ضاقت عليه أموره. وأقلد البحر على خلقٍ كثير: أرتج عليهم
وأطبق لما غرقوا فيه. قال أمية:
تسبّحه اعلحيتان والبحر زاخراً ... وما ضمّ من شيء وما هو مقلد
وأعطيته قلد أمري: فوّشته إليه من قلد الماء. قال:
وأعطته بالأقلاد كل قبيلة ... ومدّت إليه بالركاب الجحاجح
(2/96)
وقلد فلان قلادة سوء: هجيَ بما يقي عليه
وسمه. وقلّده نعمة، وتقلّدها طوق الحمامة. ولي في أعناقهم قلائد: نعم
راهنة، ونعمتك قلادة في عنقي لا يفكها الملوان.
ق ل س
قلس: قاء ملء الفم قلساً. في الحديث " القلس حدث " والقلس محركاً: اسم
ما يقلس. وقلست نفسه ولقست: غثت. وتقول: قلست فقلست اي غشت فقاءت.
وقلسته فتقلّس من القلنسوة. وجرّوا السفينة بالقلس والسّفين بالقلوس.
أنشد ابن الأعرابيّ:
في شعشعان كعمود القلس
أي كالدقل. وقلّس المقلّسون وهم الذين يلعبون في الأعياد بين يدي
الأمراء بالسيوف والحراب ويضربون الطّبول، وفي الحديث لما قدم عمر
الشام: لقيه المقلّسون بالسيوف والريحان. قال الكميت:
ثم استمرّ يغنيه الذّياب كما ... غنى المقلّس بطريقاً بمزمار
وقلّس الذّمّيّ: وضع يديه على صدره قبل التّكفير. وقلّس فلان: خضع
لأمير أو كبير. قال:
إذا ما رأونا قلّسوا من مهابة ... ويسعى علينا بالطعام جرير
ومن المجاز: قلست السحابة النذدى من غير مطر شديد. قال ذو الرمة:
تبسّمن عن غرّ كأن رضابها ... ندى الرمل مجّته السحاب القوالس
وقلست الكأس: قذفت الشراب لفرط امتلائها. قال:
أبا حسن ما زرتكم منذ سنبة ... من الدهر إلا والزّجاجة تقلس
وقلست الطّعنة بالدم، وطعنة قالسة وقلاّسة.
ق ل ص
قلص الشيء وقلّص وتقلّص: ارتفع. ويقال: قلّص الثوب، وقميص مقلّص: قصير.
وقلص الظلّ، وظلّ قالص. وقلصت شفته: انزوت علواً. قال:
وقد عجمتني العاجمات فأسأرت ... صليب العصا جلداً على الحدثان
صبوراً على عضّ الحروب وضرسها ... إذا قلصت عن الفم الشّفتان
وقلصوا عن الدار: خفّوا، وحان منهم قلوص. وقلص ماء البئر: ارتفع بمعنى
ذهب وبمعنى تصعّد لجمومه. وفرس مقلّص: مرتفع نهد. وقلصت الإبل. ارتفعت
في سيرها. وتحته قلوص مهريّة، وله قلصٌ وقلائص.
ومن المجاز: رأيت ظليماً وقلوصه وهي أنثاه.
(2/97)
وقال لبيد:
ذعرت قلاص الثلج تحت ظلاله ... بمثنى الأيادي والمنيح المعقب
يعني أنه طرد البرد وكل الشتاء بالقرى، وقلاص الثلج: السحاب الذي يأتي
به.
ق ل ع قلع الشجرة واقتلعه. وتقلّع المدر عن إثارة الأرض، ورماه بقلاعة
بالتخفيف والتثقيل: بمدرة يقتلعها من الأرض، ورماه بالمقلاع. وسيف
قلعيّ بفتح اللام: عتيق نسب إلى معدن بالقلع وهو جبل بالشام. قال أوس:
يعلون بالقلع البصريّ هامهم ... ويخرج الفسو من تحت الدّقارير
وهو جمع القلعيّ كالعرك والعركيّ والعرب والعربيّ. وله جام من القلعيّ
وهو الرّصاص الجيد. وتحصّنوا بالقلعة والقلاع. وسميت بالقلعة واحدة
القلع وهي السحاب العظام.
ومن المجاز: فلان يقلع الناس بسفهه وشتائمه. واستعمل عليهم فقلعهم
ظلماً وإجحافاً. وقلع الأمير: عزل، وتقول: لم يزل يقلع الناس حتى قلع.
ورجل قلع: يتقلّع عن سرجه لا يثبت فيه. وقلع القدم إذا لم يثبت عند
الصّراع. وهذا منزل قلعة إذا لم يكن وطيئاً، وشرّ المجالس مجلس قلعة
وهو الذي يقلع عنه الجالس إذا جاء من هو أعزّ منه. والقوم على قلعة:
على رحلة. وأقلع عن الأمر: تركه. وأقلعت عنه الحمّى وقلعت. وتركته في
قلع من حمّاه. " وإنه لضب قلعة " وهي الصخرة العظيمة يحتفر فيها فيكون
أمنع له يضرب لمن يمنع ما وراء ظهره.
ق ل ف
هو أقلف بين القلف، وقطعت قلفته: جليدته. وقلفت الدّنّ: فضضت عنه طينه.
وقلف الظفر واقتلفه: جزمه من أصله. قال:
يقتلف الأظفار عن بنانه
ومن المجاز: هو أقلف القلب: لا يعي خيراً، وقلوب غلف قلف. وسيف أقلف:
له حدّ واحد. وعيش أقلف: رغد. وعام أقلف، وسنة قلفاء: مخصبة.
ق ل ق
رجل قلق: نزق. وامرأة قلقة ومقلاق، وجارية قلق وشاحها، وهي مقلاق
الوشاح. وناقة مقلاق الوضين، وسيرتها حتى قلق وضينها، وأقلقت إليك وضن
الركائب. وقلق محور البكرة. وقلق المريض على فراشه. وأقلقني الحزن
والخوف والرح. وبه شفق وقلق. وأقلق البعير: قلق ما عليه من جهازه وهو
قتبه وآلته.
ق ل ل
في ماله قلّة وقلّ، " والرّبا وإن كثر فهو إلى قلّ "، والحمد لله على
القلّ والكثر، وأخذ قلّه وترك كثره أي أقله وأكثره، وكاد يذهب بصري إلا
قلاً، وأصبح فلان في قلّ وكان في كثر إذا صار مقلاً أي فقيراً بعد
الإكثار، وأقلّ. " وهذا جهد المقلّ ". وقلّما أراك. وأقلّ كلامه.
وقلّلهم الله في أعينهم: وقلّلت الشيء فتقلل. وهو يستقلّ الكثير
ويتقالّه خلاف يستكثره ويتكاثره. وأقلّه واستقلّ
(2/98)
به: رفعه. وقال النابغة:
فداء ما تقلّ النّعل مني ... إلى أعلى الذّؤابة للهمام
وعنده قلّة من قلال هجر وهي ما أقلّه الرجل من جرّة أو نحوها. قال
حسّان:
وأقفر من حضّاره ورد أهله ... وقد كان يسقى في قلال وحنتم
وقال جميل:
لظللنا بنعمة واتكأنا ... وشربنا الحلال من قلله
وصعدوا قلّة الجبل وقلل الجبال. وقلقله فتقلقل: والمسمار يتقلقل في
مكانه: يقلق. وفرس قلقل: سريع. ورجل قلقل: خفيف ماض.
ومن المجاز: هو مستقلّ بنفسه إذا كان ضابطاً لأمره. وهو لا يستقلّ بهذا
الأمر: لا يطيقه. واستقلّوا عن ديارهم، واستقلّت خيامهم، واستقل القوم
عن مجلسهم، واستقلّوا في مسيرهم. واستقلّ الطائر في طيرانه. واستقلذ
النجم. واستقلذ عمود الفجر. قال عمر بن أبي ربيعة:
يا طيب طعم ثناياها وريقتها ... إذا استقلّ عمود الصبح فاعتدلا
واستقلّ البناء: أناف، وبناء مستقل. واستقل فلان غضباً: شخص من مكانه
لفرط غضبه، وقيل: هو من القلّ: الرّعدة. وبلغ الماء قلة رأسه، وهم
يضربن القلل، ورجل طويل القلّة وهي القامة. ورجل قليل: صغير الجثّة،
وارمأة قليلةٌ، ونسوةٌ قلائل، ورجل قليل. وقم أقلة: خساس. وهو يقلّ عن
كذا: يصغر عنه. وتقلقل في البلاد: طالت أسفاره. وقلقل الحزن دمعي:
أساله.
ق ل م
قلم الظفر، وقلم الأظفار بالقلمين وهما الجلمان، ولم يغن عنّي قلامة
ظفر. قال:
لما أتيتم فلم تنجو بمظلمة ... قيس القلامة مما جزّه الجلم
وألقوا أقلامهم: أجالوا أزلامهم.
ومن المجاز: فلانٌ مقلوم الظفر: ضعيف. قال النابغة:
وبنو قعين لا محالة أنهم ... آتوك غير مقلذمي الأظفار
أي غير ضعفاء ولا عزلٍ. وقال بشر بن أبي خازم:
وبكلّ مسترخي الإزار منازلٍ ... يسمو إلى الأقران يغر مقلّم
ق ل
وقلا الصبيّ بالقلة والصبيان بالقلين: رموا بها. والقلاء يقلي الحبّ
ويقلوه على المقلى والمقلاة، وجلبوا المقالي من القلاءة وهي الموضع
الذي تعمل فيه. وطرح الصبّاغ القلى في
(2/99)
العصفر وهو الشّنجار ويقال: له القلياء
والقيلياء. وهو يقليه ويقلاه: يبغضه، وفعل ذلك عن قلّي ومقليةٍ، وتقلّى
إليه: تبغّض، وتقالوا: تباغضوا، وبينهم تقالٍ.
ومن المجاز: قلا الحمار أُتنه: طردها. والناقة تقلو براكبها. وهو
يتقلّى على فراشه: يتململ ولا يستقر. وأنشد الجاحظ:
لست أدري أطال ليلي أم لا ... كيف يدري بذاك من يتقلّى
وفلان على المقلاة: من الجزع. والقولي الرجل: استوفز وتجافى عن مكانه.
قال:
سمعن غنائي بعد ما نمن نومةً ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع
ق م أ
هو صاغر قمئ، وقد قمؤ قماءةً وقمأ قماً إذا ذلّ وصغر في الأعين، وتقول:
فلان قمئ، إلا أنه كميّ.
ق م ح
قمحت السويق وغيره واقتمحته إذا أخذته في راحتك إلى فيك، واقتمحت قمحةً
من سويق وغيره، كقولك: التقمت لقمةً من طعام، ومنه قولهم: قمح البعير
عن الماء وقامح إذا رفع رأسه عنه لا يشرب لعيافه أو لبرد الماء أو
للريّ أو لبعض العلل، وبعير قامح ومقامح، ومن ذلك قالوا لشيبان وملحان
وهما من أشدّ أشهر الشتاء برداً: شهرا قماحٍ: لمقامحة الإبل فيهما عن
برد الماء. قال الهذليّ:
فتًى ما ابن الأغرّ إذا شتونا ... وحب الزاد في شهري قماح
وإبلٌ قماحٌ جمع قامح أو وصفت بالقماح الذي بمعن المقامحة. قال بشر بن
أبي خازم:
ونحن على جوانبها قعود ... نغض الطّرف كالإبل القماح
وفي حديث أم زرع: وأشرب فأتقمّح أي فأروى حتى لا أقدر على الزيادة
فأرفع رأسي فعل المقامح ورويَ: فأنقنح أي فأرفع رأسي من الري كما يرفع
الباب بالقناحة.
ومن المجاز: أقمح المغلول فهو مقمحٌ إذا لم يتركه عمود الغل الذي ينخس
ذقنه أن يطأطيء رأسه " فهم مقمحون " وقمّح صاحبه إذا دفعه بشيء وتِح
مما يجب له كما يفعل الأمراء الظلمة بمن يغزو معهم يرضخونه أدنى شيء
ويستأثرون بالغنائم. وما أصابت الإبل إلا قميحةً من كلإ: شيئاً من
اليبس تستفّه.
ق م ر
أقمر الهلال: صار في الليلة الثالثة قمراً. وفي مثل " الليل طويل وأنت
مقمر " وليلة مقمرة، وأتيته في القمراء، وقعدنا في القمراء،
(2/100)
وهذه ليلة القمراء وهي ضوء القمر. وتقمّر
الظباء: تصيّدها في القمراء لأنه يقمر بصرها فيها. يقال قمر الرجل إذا
تحيّر بصره في القمراء وبياض الثلج فلم يبصر. وقمر الكتان: احترق من
القمر، وغاب قمير وهو القمر عند المحاق. قال عمر بن أبي ربيعة:
وقمير بدا ابن خمس وعشري ... ن له قالت الفتاتان قوما
وحمار أقمر: أبيض.
ومن المجاز: تقمّره خدعه، ومنه: القمار لأنه خداع. تقول: قامرته فقمرته
أقمره: غلبته، وقمرته المال أقمره وأقمره. وقمرته لبّه وقلبه. قال عمر
بن أبي ربيعة:
قمرته فؤاده أخت رئمٍ ... ذات دلّ خريدة معطار
وقمر بالقداح وبالنرد. واسترعيتها الشمس والقمر إذا أهملتها. قال:
وكان لها جاران قابوس منهما ... وبشرٌ ولم أسترعها الشمس والقمر
ولو كنت أعلم من أين مطلع القمر أي من أين أوتي بالفرج.
ق م س
قمسه في الماء: غمسه. والصبيان يتقامسون في الماء: يتغاطّون. وغرق في
قاموس البحر: في قعره الأقصى، وقال فلان قولاً بلغ قاموس البحر.
ومن المجاز: قولهم للرجل إذا خاصم قرنه: إنما يقامس حوتاً.
ق م ص
قمّصه ثوباً فتقمّصه، وقمّص هذا الثوب اقطع منه قميصاً. وعيرٌ قامص،
وقمص يقمص ويقمص قماصاً بالكسر كالنّفار والشراد. وتقامص الصبيان،
وبينهم مقامصة.
ومن المجاز: قمّصه الله وشيَ الخلافة. وتقمّص لباس العزّ. وهتك الخوف
قميص قلبه أي حجابه. قال ذو الرمة:
وأبيض هفّاف القميص انتضيته ... وألقيت بن القوم مهتضماً ضمرا
أراد قلب الذبيحة. وقمص البحر بالسفينة: حركها بأمواجه كأنها تقمص.
وقمّصت الناقة بالرّديف: مضت به نشيطةً. قال لبيد:
عذافرة تقمّص بالرّدافي ... تخونها نزولي وارتحالي
ويقال للقلق: أخذه القماص. وفي مثل " ما بالعير من قماص " وإنه لقموص
الحنجرة أي كذّاب.
ق م ط
قمط الأسير: جمع بين يديه ورجليه بالحبل وهو القماط. وقمط الصبيّ
بقماطه وهي الخرقة العريضة التي تلف عليه في المهد. وشدّ الخصّ بالقمط
وهي الشرط، وشدّه بالقماط والمقاط وهو حبل قصير مغار الفتل. وأتاني
القمّاط بشاة فاشتريتها وهو الذي يأخذ الشاة في
(2/101)
دار الجلب فيقمطها ليعرضها على المشتري.
ووضع الكتاب في القمطرة، وله قماطر من الكتب.
ومن المجاز: قمط الطائر أنثاه، والرجل امرأته قماطاً: فعل بها، وقمط
الإبل: قطها. ووقعت على قماطه: فطنت له. واقمطّر يومنا، ويوم قمطريرٌ "
يوماً عبوساً قمطريراً ".
ق م ع
قمع خصمه: قهره وأذله فانقمع وتقمّع. والناس على باب القاضي متقمّعون.
وانقمع في بيته وقمّع: جلس وحده. وقمعته بالمقمع والمقمعة وبالمقامع
وهي الجرزة. وتقمّعت الدواب: ذبّبت عن رءوسها القمع وهي ذبّان كبار زرق
من ذبّان الكلإ التي تغنّي، الواحدة: قمعة. وأنشد الجاحظ:
كأن مشافر النجدات منها ... إذا ما مسّها قمع الذّباب
بأيدي مأتم متساعدات ... نعال السبت أو عذب الثياب
من النّجد: العرق. وقال أوس:
ألم تر أن الله أرسل مزنة ... وعفر الظباء في الكناس تقمع
وهم يكللون الجفان بالقمع، جمع: قمعة وهي أعلى السّنام.
ومن المجاز: " ويل لأقماع القول " وهم الذين يسمعون ولا يعون. وفلان
قمع الأخبار: يتتبّعها ويتحدّث بها. وتقول: ما لكم أسماع، إنما هي
أقماع. وتركته يتقمّع: يطرد الذباب من فراغه. وإبل مقموعة، وسلع
مقموعة: أخذ الخير فالخير منها. وقمع فلان كتبي: أخذ خيارها وترك
رذالها.
ق م ل
قمل رأسه، وإنسان قمل. " وأضرّ من قملة النسر ". وهم في كثرة القمّل.
ومن المجاز: قمل العرفج قملاً وأقمل إذا بدت له غب المطر ما يشبه
القمل. وامرأة قملة: صغيرة جداً. ورجل قمليّ: حقير. وأنشد الأصمعي:
أفي قمليّ من كليب هجوته ... أبو جهضم تغلي عليّ مراجله
وقمل القوم: تكاثروا وتوافر عددهم من القمل.
ق م م
بيت مقموم. وقممته بالمقمّة. وينادي بمكة على المكانس: المقامّ
المقامّ. وجع قمام البيت وقمامته. وصار النجم قمّ الرأس وقمّة الرأس،
وقمّ النجم: استوى علىة الرءوس. قال رؤبة:
أتخذ الليل إليك سلّماً ... ترقّيَ النجم دناً أو قمماً
إلى هشام والمنى أن يسلما
(2/102)
واغتسل بالقمقم والقمقمة. ولجّجا في
القمقام: في البحر.
ومن المجاز: رجل طوال القمم. وقمّت الشاة ما أصابت على وجه الأرض
بمقمّتها وهي مرمّتها. واقتمّ ما على المائدة وتقمّمه: لم يترك منه
شيئاً. قال:
يقتسر الأقران بالتقمّم
وقمقم الله عصبه: جمعه وقبّضه. وعدد قمقام: كثير. وسيد قمقام، ومن
القماقم والقماقمة.
ق م ن
وهو قمن من ذلك، وقمن له، وبه قمين، وهم قمنون وقمناء، وهي قمنة، وهنّ
قمنات، وتقول: هم أمناء، وهم بذلك قمناء. وهو قمن وكذلك الجمع. وهذه
الأرض من بني فلان موطن قمنٌ أي جدير بأن يسكنوه. قال عمر بن أبي
ربيعة:
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن
وجئت بالحديث على سننه وقمنه. وأنا متقمّن بثأرك: متوخٍّ له.
ق ن أ
أحمر قاني وقنأ لونه قنوأً. قال الأسود:
يسعى بها ذو تومتين منطّق ... قنأت أنامله من الفرصاد
ولحية قانئة، وحنّأ لحيته وقنّأها. وهذه الشجرة ليست في مضحاة ولا
مقنأة وهي المكان لا تصيبه الشمس.
ق ن ب
جاء في مقنب ومقانب. وتقول: هو فارس من فرسان العلم كتبه كتائبه،
ومناقبه مقانبه. وقنّبوا نحو العدوّ وتقنّبوا: تجمّعوا وصاروا مقنباً.
قال ساعد بن جوبة الهذليّ:
ألا هل لقيس واعلحوادث تعجب ... وأصحاب قيس يوم ساروا وقنّبوا
ومخلب السبع في مقنب وقنابٍ وهو كمّه وغطاؤه. وأنشد الجاحظ لأبي نواس:
كأنما الأظفور في قنابه ... موسى صناع ردّ في نصابه
وقنّب الأسد مخلبه: غيّبه في مقنبه، والفرس قضيبه في قنبه. وقنب المخلب
والقضيب: دخلاً في القناب والقنب. ورجع الصائد وقد ملأ مقنبه وهو
مخلاته التي يجعل فيها ما يصيد: واضرب قنب فرسك ينج بك وهو جراب قضيبه.
وقنب الكرم وقنّبه: قلمه. وقنّب الزرع: أعصف، وعصيفته: ورق سنبله.
ومن المجاز: قطع قنبها إذا خفضت. وقنبت في بيتي وتقنّبت: دخلت. وقنبت
الشمس: غابت.
ق ن ت
هو قانت لله: مطيع خاشع، وقنتوا لله، وقنتت المرأة لزوجها، وامرأة
قنوت.
ق ن ح
(2/103)
قنح الباب وقنّحه: رفعه بالقنّاحة وهي خشبة
يرفع بها الباب، يقال للنّجار: قنّح باب دارنا.
ق ن د
سويق مقنود ومقنّد. قال:
يا حبّذا الكعك بلحم مثرود ... وخشكنان مع سويق مقنود
وقال ابن مقبل:
أشاقك ركب ذو بنات ونسوة ... بكرمان يسقين السويق المقنّدا
وشرب القنديد وهو شراب يتخذه أهل الحيرة من القند.
ومن المجاز: رجل مقنود الكلام، وتقول بين فكّيه حسام مهند، يقطر منه
كلام مقند.
ق ن س
فلان يضرب القوانس. قال:
أضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسوط قونس الفرس
وهو ما بين الأذنين. وقونس البيضة: ما قابله منها.
ومن المجاز: خذ قونس الطريق: قصده وجادته. وضربوا قونس الليل: سروا في
أوله. وتقول: فلان واحد من جنسك، وشعبة من قنسك؛ من أصلك.
ق ن ص
هو قانص من القنّاص، وقنص الوحش واقتنصه وتقنّصه، وجاء يقنص وقنيص
كثير، و" جاء القنيص بالقنيص " أي الصائد بالمصيد، ونحوه: القدير في
القادر، وتقول: يؤكل الطير وما لقانصه، إلاّ فضلات قوانصه؛ جمع: قانصةٍ
وهي هنة كأنها حجيرٌ في بطن الطائر.
ومن المجاز: هو يقتنص الفرسان ويصطادهم.
ق ن ط
قنط من الرحمة يقنط ويقنّط قنوطاً، وهو قانط وقنوط. وتقول: قلب المؤمن
بالرجاء منوط، والكافر آيس قنوط. وتقول اكتتب ونقط، ثم اكتأب وقنط.
ق ن ع
العزّ في القناعة والذلّ في القنوع وهو السؤال. وفلان قنعٌ بالمعيشة
وقنيع وقنوع وقانع. أنشد الكسائيّ:
فإن ملكت كفّاك قوطاً فكن به ... قنيعاً فإن المتّقي الله قانع
وقنع بالشيء واقتنع وتقنّع. وأقنعك الله بما أعطاك. وفلان حريص ما
يقنعه شيء. وقنع إليه: سأله وهو من قنعت الماشية للمرتع: مالت إليه،
وأقنعها الراعي إليه: لأن القانع يميل إلى الناس، كما قيل: المسكين:
لسكونه إليهم. وأقنع البعير رأسه إلى الحوض ليشرب. وأقنعت الإناء في
النهر: استقبلت به جرية الماء. والرجل يقنع يديه في القنوت إذا استرحم
ربّه. وفم مقنع الأضراس: مُمَالُها إلى داخل. أنشد الأصمعيّ:
وهجمة حمر طوال الأعناق: ... تبادر العضاه قبل الإشراق
بمقنعات كقعاب الأوراق
وأقنع الصبيّ: وضع إحدى يديه على فأس قفاه
(2/104)
والأخرى تحت ذقنه فقبّله، وقيل: الإقناع من
الأضداد: يكون رفعاً وخفضاً، " مقنعي رءوسهم ": رافعيها. وفلان لنا
مقنعٌ: رضاً يقنع بقوله وقضائه. وشاهد مقنع، وشهود مقانع. قال:
وعاقدت ليلى في الخلاء فلم يكن ... شهودي على ليلى شهود مقانع
وجواب مقنعٌ، وسألت فلاناً عن كذا فلم يأت بمقنع. وسأل أعرابيّ قوماً
فلم يعطوه فقال: الحمد لله الذي أقنعني إليكم أي أحوجني إلى أن أقنع
إليكم. وشر المجالس مجلس قلعه، ومجلس قنعه؛ وهي المسألة. وأغدفت المرأة
قناعها، وقنّعت رأسها وتقنعت. قال:
إن تغدفي دوني القناع وتعرضي ... فلزبّ غاية كشفت كلالها
ومن المجاز: أقنع صوته: رفعه. قال الراعي:
زجل الحداء كأن في حيزومه ... قصباً ومقنعة الحنين عجولا
وثكلى رافعةً حنينها. وقنّعت رأسه بالعصا وبالسوط. وكشف قناعه وألقى
جلبابه. وقنّعته خزيةً وعارا، وتقنّع من الخزية. قال:
وإني بحمد الله لا ثوب عاجز ... لبست ولا من خزية أقتنّع
وتقنّعوا في الحديد، وهو مقنّع بالسلاح: مكفّرٌ به، وأخذ قناعه: سلاحه.
ق ن م
قنم الشيء: خبثت ريحه. ورطب قنم ولحم قنم وجوزة قنمة. وقال:
وقد قنمت من صرّها واحتلابها ... أنامل كفّيها وللوطب أقنم
ووجدت له قنمةً.
ق ن ن
الأنوق تبيض في قنّة الجبل وفي قنن الجبال. وعبد قنٌّ: ملك هو وأبواه،
وقيل: هو من القنية وهو عكس التقضّي، وأمةٌ قنٌّ وكذلك الجميع، وقيلك
عبيد أقنّةٌ. قال جرير
إن سليطاً في الخسار إنّه ... أولاد قومٍ خلقوا أقنّه
واقتنّ فلان: اتخذ قناً. وشمّر قنان ثوبك: كمه. وعن ابن دريد: ردنه
نجدية. وعندي قنينة: وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز
بين مواضع الآنية على صنعة القشوة. ورجل
(2/105)
قناقن: يعرف مقدار الماء في باطن الأرض
فيحفر عنه. قال الطّرماح:
يخافتن بعض المضغ من خشية الردى ... وينصتن إنصات الرجال القناقن
وصف بقراً راعياً.
ومن المجاز: إنه لقن مال: قائم به مصلح له كأنه عبد مال. وإنه لقناقن
إذا كان لا يخفى عليه شيء.
ق ن
وقنا المال يقنوه قنياناً وقنواناً، واقتناه: اتخذه لنفسه لا للبيع،
وهذا مال قنيةٍ وقنوةٍ وقنيانٍ وقنوانٍ. أنشد النضر:
إن تدن مني للوصال دنوه ... أدنُ إليك للوفاء رتوه
وأجلع الودّ كمال قنوه
وقالت الخنساء:
لو كان للدهر مالٌ كان متلده ... لكان للدهر صخر مال قنيان
وهذه قنيته وقناه. وأغناه الله وأقناه: أولاه الغنى والقنى، وتقول:
فلان يجتني الغنى والقنى، من أطراف السيوف والنقا. وقنيت حيائي: لزمته،
واقنى حياءك. وقوني بياضها بصفرة: خلط. وفي أنفه قناً: احديداب بين
القصبة والمارن ويستحسن ذلك. ورجل أقنى، وامرأة قنواء. وفرس أقنى.
وبازٍ أقنى. قال ذو الرمة:
نظرت كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطلّ أزرق ومعه
قنوٌ من الرطب وقنوان.
ومن المجاز: حفر النقاء قناة وقنياً، وقنّيت قناةً: عملتها. وهو تام
القناة أي القامة. وفلان يبتني المعالي، ويقتني المساعي.
ق هـ ب
هما كالأقهبين وهما الفيل والجاموس سميّا لعظمهما من الجبل القهب وهو
العظيم. قال رؤبة:
والأقهبين الفيل والجاموسا
ورماه بالقهوباة وهي النصل ذو الشعب الثلاث.
ق هـ ر
أخذتهم قهرةً: من غير رضاهم. وفلان قهرة للناس: يقهره كلّ أحد. وتقول:
نهراً وقهراً، حتى رجعا القهقري. وفي الحديث: " فتضعضعت الخيل وتقهقرت
البغال " وقهقه الرجل وقهقر.
ومن المجاز: جبال قواهر: شوامخ. قال الكميت:
أنت المقابل من أمي ... ة في بواذخها القواهر
وقال كعب بن زهير:
ونار قبيل الليل بادرت قدحها ... حيا النار قد أوقدتها للمسافر
فلوح فيها زاده فربأته ... على مرقب يعلو الأحزة قاهر
وامرأة قهرة: شريرة، ونساء قهرات. وقهر اللحم، ولحم مقهور: أول ما
تأخذه النار فيسيل مأوه، وتقول: أطعمنا خبزة بلحم مقهور، وشحم مصهور.
وقال:
فلما أن تلهوجنا شواءً ... به اللهبان مقهوراً ضبيحاً
ضبحته النار: غيّرته.
ق هـ ل
رجل متقهّل: متقشّف لا يتنظّف. وتقهّل جلده وتقحّل: يبس، وفيه قهل
وقحل. وفلان متى لاقيته تقهّل أي شكا الحاجة. قال:
ولا تكونن ركيكاً تنتلاً ... لعواً متى لاقيته تقهّلا
(2/106)
عاجزاً حريصاً. وحيّا الله قيهلتك، وحيّا
الله هذه القيهلة وهي الطّلعة.
ق هـ م
أقهم عن الطعام: كفّ عنه. وأقهمت الإبل عن الماء. وأنشد ابن الأعرابيّ:
ولو أن لؤم ابني سليمان في الغضى ... أو الصّلّيان لم تذقه الأباعر
أو الحمض لاقورّت أو الماء أقهمت ... عن الماء عيديّاتهنّ الكناعر
الشداد، ناقة كنعرة. وعن بعض العرب: لئن أقهمت في خمسة الدنانير وإلاّ
فأنا أرجع الراجعين في القسمة: يريد لئن أغمضت وتركت المناقشة فيها.
ق هـ ه
قه الضاحك إذا قال في ضحكه: قه فإذا كرره قيل: قهقه، وفلان في زه وفي
قهٍ. قال:
نشأن في ظلّ النعيم الأرفه ... فهن في تهانف وفي قه
وقال:
ظللن في هزرقة وقهّ ... يهزأن من كلّ عبامٍ فهّ
جعل اسماً والأول حكى الصوت.
ق هـ
وتقول: فلان عبد الشهوة، أسير القهوة. وأقهى عن الطعام مثل: أقهم. قال
أبو الطّمحان القينيّ:
فأصبحن قد أقهين عني كما أبت ... حياض الإمدّان الهجان القوامح
وأصبحن لا يسقينني من مودّة ... بلالاً ولو سالت لهنّ الأباطح
ومن المجاز: إن فلانة لطيبة قهوة الفم.
ق وب
هو مني قاب قوسٍ. وقوّب جلده الجرب: ترك فيه آثاراً. وقوّب النازلون
الأرض. أثّروا فيها. وفي جلده ورأسه قوبٌ وفي الأرض قوبٌ. قال:
به عرصات الحيّ قوّبن متنه
وقال:
من عرصات الدار أمست قوبا
وتقوّب المكان: صارت فيه القوب: الخفر، ومن ذلك: القوباء والقوابي.
وانقابت البيضة وتقوّبت: تفلّقت، وقابتها الدجاجة وقوّبتها.
ومن المجاز: في مثل " برئت قائبة من قوب ": بيضة من فرخ وهي كعيشة
راضية، مثل للمفترقين، وانقابت بيضة بني فلان عن أمرهم إذا بيّنوه، كما
تقول: أفرخت بيضتهم.
ق وت
أكلوا قوتهم وأقواتهم وهو ما يمسك
(2/107)
الرمق، وهو يقوت عياله، ويقوت عليهم، وفي
الحديث: " كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يققوت " وقتّه فاقتات، كقولك:
رزقته فارتزق، وهم يقتاتون الحبوب، واستقاته: سأله القوت، ومن أقسام
الأعاريب: " لا وقائت نفسي البصير ما فعلت كذا "، وما عنده قيت ليلة
وبيت ليلة، وقيتة ليلة وبيتة ليلة. وهو مقيت على الشيء: شهيد حافظ.
ومن المجاز: فلان يقتات الكلام اقتياتاً إذا أقلّه. قال ذو الرمة:
وغبراء يقتات الأحاديث ركبها ... ولا يختطيها الدهر إلا مخاطر
وقال:
فقلت له ارفعها إليك وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتةً قدرا
أي ترفق في نفخك واجعله شيئاً مقدراص. والحرب تقتات الإبل أي تعطى في
الدّيات. قال أبو دؤاد:
إنها حرب عوان لقحت ... عن حيال فهي تقتات الإبل
ق ود
هو يقود الخيل ويقتادها، وهو قائدها ومقتادها. قال الأعشى:
فقلت له هذه هاتها ... بأدماء في حبل مقتادها
شرى الخمر بناقته. وهو من قوّاد الخيل، وقوّد فرسه: أكثر قياده، وإذا
نزلت عن فرسك فقوّده. قال:
وقوّد قلوصي في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتُبكي بواكيا
وقاده بالمقود، وقادها بمقاودها وهو حبل في العنق للقياد. وأقادني
مالاً، وأقادني خيلاً ومرّ. وفلان يقاوده ويساوفه. وانقاد له واستقاد،
وفرس قؤود وقيّد: منقاد. قال:
تبعتكم يا حمد حتى كأنني ... لحبّك مضروس الجرير قؤود
ويقال: اجعل في أوّل قطارك بعيراً قيّدا. واتخذ الصائد قيّده وسيّقةً
وهي الذريعة. ومرّ بنا قودٌ من الخيل: جماعة. وقاد على الفاجرة قيادةً.
وفرسٌ أقود: طويل العنق، وخيل قود. ورجل أقود: يقبل على الشء بوجهه لا
يصرفه عنه. قال:
وإن الكريم حوله متلّفت ... وإن اللئيم دائم الطرف أقود
وطلب القود من القاتل، واستقدت الإمام من القاتل فأقادني منه.
ومن المجاز: إن فلاناً سلس القياد: يتابعك على هواك، وأعطيته مقادتي:
انقدت له، وطريق منقاد: مستقيم، وانقاد الطريق إلى البلد. قال ذو
(2/108)
الرمّة يصف ماء:
تنزّل عن زيزاءة القفّ وارتقى ... عن الرمل وانقادت إليه الموارد
واقتاد النبت الثور: وجد ريحه فهجم عليه. وللسحاب قائد وهو السحاب
يتقدمه. قال ابن مقبل:
لها قائد دهم الرّباب وخلفه ... روايا يبجسّن الغمام الكنهورا
وأقاد السحاب: صار له قائد، وسحاب مقيد، وقادته الريح فاستقاد لها. قال
الأخطل:
باتت يمانية الرياح تقوده ... حتى استقاد لها بغير حبال
وأصبحت يقاد بي البعير أي شخت وهرمت. وتقاود المكان: استوى. قال:
ألا ليت شعري هل أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وقلّة قوداء: طويلة.
ق ور
هذه قوارة القميص ولابطيخ وغيرهما ويقع على الخرق والقطعة. وحكى الجاحظ
في كلام بعض الشطّار: لا يكون الفتى مقوّراً وهو الذي يقوّر الجرادق
فيألك أوساطها ويدع حروفها. ودار قوراء، وقورت داره قوراً، واقورّ
الجلد: تشانّ هزالاً. وناقة مقورّة: مهزولة. قال رؤبة:
بعد اقورار الجلد والتشنن
" ولقيت منه الأقورين ": الدواهي. وقال نهار ابن توسعة:
وكنا قبل ملك بني سليم ... نسومهم الدواهي الأقورينا
أي المتناهيات في الشدّة، من قولهم: بلغت من الأمر أطوريه وأقوريه:
نهايته. وزها السراب القارة والقور وهي أصاغر الجبال.
ومن المجاز: تقوّر الليلوتهوّر: أدبر. قال ذو الرمة:
وخوضهن الليل حين يسكر ... حتى ترى أعجازه تقوّر
وقال جران العود:
لقد طرقت دهقانه الركب بعد ما ... تفوّر نصف الليل وانصدع الفجر
ورويَ تقوّر بمعنى تقوّض.
ق وز
بات وراء القوز، وهو الرملة المستديرة
(2/109)
والجمع: أقواز وقيزان. قال
وأشرف بالقوز اليفاع لعلّني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
ق وس
معه قوس وأقواس وقياسٌ وقسيٌّ.
ومن المجاز: رمونا عن قسٍ واحدة، وفلان لا يمدّ قوسه أحد أي لا يعارض.
وعرض فلان على المقوس وهو حبل يصف عليه الخيل في المكان الذي تجرى منه،
يقال للمجرب. قال أبو العيال الهذليّ:
إن البلاء لدى المقاوس مخرجٌ ... ما كان من غيبٍ ورجم ظنون
وفي مثل: " صار خير قويسٍ سهماً " إذا عزّ بعد المهانة. وقوّس الشيخ
وتقوّس، وشيخ أقوس. قال امرؤ القيس:
أراهنّ لا يحببن من قلّ ماله ... ولا من رأين الشيب فيه وقوّسا
واستقوس الهلال، وحاجب مستقوس. ونؤيٌ مستقوس. قال ذو الرمة:
ومستقوس قد ثلّم السيل جدره ... شبيهٍ بأعضاد الخبيط المهدّم
وانتفجت أقواس البعير: مقدّمات أضلاعه. وما في الجلّة إلا قوس وهو ما
بقي من التمر في جوانبها شبه القوس. وتقوّسه الشيب: وخطه. قال ابن
مقبل:
لقد تقوّس لحييه ولمّته ... شيبٌ وذلك مما يحدث الزمن
و" رماه بأحوى أقوس ": بأمر صعب وهو الدهر لأنه شابٌ أبداً كالشابّ
الأحوى وهو هرمٌ لتقادمه كالشيخ الأقوس.
ق وض
قوّض الخيمة، وقوّض البناء: نقضه من غير هدم، وتقوّض البيت.
ومن المجاز: تقوّض المجلس، وتقوّضت الحلق والصفوف وقوّضوها. وبنى فلان
ثم قوّض إذا أحسن ثم أساء. قال:
فتبّاً لمن لم يبن خيراً لنفسه ... وتباً لأقوام بنوا ثم قوّضوا
ق وط
له قوط من الغنم: قطيع، وأقواط.
ق وع
هو كسراب بقيعة وبقاعٍ، ونزلوا بسراب
(2/110)
قيعان، ولهم قاعة واسعة وهي عرصة الدار،
وأهل مكة يسمون سفل الدار: القاعة، ويقولون: فلان قعد في العلّية ووضع
قماشه في القاعة. وقال:
سائل مجاور جرم هل جنيت لهم ... حرباً تفرّق بين الجيرة الخلط
وهل تركت نساء الحيّ ضاحية ... في قاعة الدار يستوقدن بالغبط
ق ول
رجل قؤول ومقولٌ: منطيق، وقولةٌ وتقوالة وقوّالة: كثير القول، وسمعت
مقاله ومقالته ومقالاتهم وأقاويلهم. وكثر القيل والقال. وانتشرت له في
الناس قالةٌ. وقولتني ما لم أقل. وفي الحديث: " ما قالته لكن قوّلته ".
وله مقولٌ من المقاول الفصاح: لسان. وهو مقولٌ من مقاول حمير
ومقاولتهم، وقيلٌ من أقوالهم وأقيالهم. واقتال قولاً: اجترّه إلى نفسه
من خير أو شرّ. واقتال عليه: احتكم.
ومن المجاز: قال بيده: أهوى بها، وقال برأسه: أشار، وقال الحائط فسقط:
مال، وهذا قول فلان: رأيه ومذهبه. قوال أبو النجم:
غيثاً إذا جئت إليه قاصداً ... ترجو الغنى وترهب الشدائدا
قال لك الطير تقدّم راشدا
وقال آخر:
إذ قالت الأنساع للبطن الحق
ق وم
رأيت أقواماً وأقاويم. وقام قومة واحدة، وقيل لأبي الدّقيش: كم تصلّي
الغداة؟ فقال: اصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات. وبه قوام: يقوم
كثيراً من خلفة به. وفلان يقام به، وقيم بفلان، وأقامه من مكانه،
وأقاموا بالدار. وأقاموا عنها: ظعنوا. وهذا مقام الساقي، وهذا مقام
الحيّ ومقامتهم، ودار مقامتهم. وقوم العود وأقامه فقام واستقام وتقوّم.
ومحٌ قويمٌ. وقوّم المتاع واستقامه. وهو طيول القامة والقوام، وهم طوال
القيم والقامات. وقبض على قائم السيف، وقوائم السيوف. وقامت الدابة على
قوائمها. وهذه قائمة الخوان والسرير.
ومن المجاز: بكم قام عليك هذا المتاع، وقد قام عليّ بكذا. وقام بعيرك
مائة دينار، والبعيران قاما ثمناً واحداً. ودينار قائم: سواء لا يرجح
وميّال: يرجح شيأ، ودنانير قوّم وقيمٌ. وعين قائمة: ذهب بصرها والحدقة
صحيحة. وإذا أهلك البرد بعض النبات أو الشجر قيل: منه هامدٌ ومنه قائم.
وقام قائم الظّهيرة، وقام ميزان النهار. قال:
وذاب للشمس لعاب فنزل ... وقام ميزان النهار فاعتدل
(2/111)
وما قام له ولا يقوم له إذا لم يطقه، وقام
بي ظهري ويداي وعيناي وعروقي وكذلك كلّ شيء من بدنك إذا أوجعك. وقامت
دابّته: انقطعت. وماء قائم: دائم. وقام على الأمر: دام وثبت. قال:
متحامل ملث الظلام إذا ... لغب الظنون وقام ذو الصّبر
وقام الأمير على الرعية: وليها. قال الشمّاخ:
يظل بصحراء البسيطة قائماً ... عليها قيام الفارسيّ المتوّج
يعني العير يملك أمر الأثتن. وأقام الشيء: أدامه. وما للافن قيمة: ثبات
ودوام على الأمر وهو الحيّ القيّوم: الدائم الباقي. وهو قائم بالملك،
وهم قامة الملك وساسته. وهو قيّم القوم. ودين قيّم. وقام الماء: جمد.
وقامت السوق: نفقت، وأقامها الله. وقامت لعبة الشطرنج: صارت قائمةً.
واستقوا على القامة وهي البكرة. ومضت قويمةٌ من الليل. وأتيت بعد
قويمةٍ. وقام على غريمه: طالبه. " إلاّ ما دمت عليه قائماً ". ورفع
الكرم بالقوائم والكرمة بالقائمة. وقام بين يدي الأمير بمقامة حسنة
وبمقامات: بخطبة أو عظة أو غيرهما.
ق وه
ثوب قوهيّ: منسوب إلى قوهستان: كورة من كور فارس، وكل ثوب أشبهه وإن لم
يكن منها يقال له: قوهيّ. وقوّه بصاحبه: صيّح بصوت هو أمارة بينهما،
وتقاوها. وقوّه الصائد بالصيد وعلى الصيد: صيّح به ليحوشه إلى مكان.
قال:
إذا قوّهوا نار الوحوش نواصلا ... مذاعير تهوى للحبال الشّوابك
لحبائل الصيادين. نار: نفر، نواصل: خوارج من مكامنهنّ. وإن له جاهاً
وقاهاً: طاعة. قال:
تالله لولا النار أن نخشاها ... لما سمعنا لأمير قاها
ق وي
هو قويّ مقوٍ: قويّ الأصحاب والإبل. وقويَ على الأمر، وقوّاه الله،
وتقوّى بفلان، وهو شديد القوّة والقوَى، وزد قوذةً في قوى الحبل. وقاوى
شريكه المتاع، وتقاووه بينهم وهو أن يشتروا شيأ رخيصاً ثم يتزايدوا حتى
يبلّغوه غاية ثمنه فإذا استخلصه أحدهم لنفسه قيل: قد اقتواه. قال:
وكيف على زهد العطاء تلومهم ... وهم يتقاوون الفطيمة في الدم
وتقاوينا الدّلو تقاويا إذا جمعوا شفاههم على شفتها فشرب كلّ واحد ما
أمكنه. قال:
(2/112)
تراشفي دلوك أو تقاويه ... لا سجل غيره
فقومي فانعيه
واقتوى شيأ بشيء: تبدّله به. قال يزيد بن الحكم:
تبدّل خليلاً بي كشكلك شكله ... فإنّي خليلاً صالحاً بك مقتوي
وأقوى القوم: فني زادهم، وباتوا على القوى، وقويَ: جاع جوعاً شديداً،
وإبل قاويات، وتقاوى فلان: بات قاوياً. قال:
سواء إذا لم تأت أمر دنيةٍ ... عليك تقاوى ليلة ونعيمها
وأقووا: نزلوا بالقفر. وأقوت الدار من أهلها. ونزلوا بالقواء والقيّ:
بالقفر، وبات فلان القواء. وأقوى في شعره إقواءً.
ق ي أ
تقيّأ واستقاء: تكلّف القيء. وفي الحديث: " لو يعلم الشارب قائماً ماذا
عليه لاستقاء ما شرب " وقيّأته أنا، وقيّأه الدواء. وشربت القيوء فما
قيّأني وهو دواء القيء.
ومن المجاز: قاءت الطعنة الدم. وهذا ثوب يقيء الصبغ إذا كان مشبعاً،
وعليه إزار ورداء يقيئان الزّعفران. وأكلت مال الله فعليك أن تقيئه.
وقاء نفسه ولفظ نفسه إذا مات. قال أبو الطمحان القيني يصف الكلاب
والأروية:
فعاسفنها حتى إذا ابتلّ روقها ... وقئن عليه أنفساً ولعابا
ق ي ح
سال القيح من القرح وهو مدّة لا يخالطها دم، وقاح الجرح وأقاح وقيّح.
ق ي د
ظوهرت عليه القيود والأقياد. وقيّده فتقيّد. ومنزل جديب المقيّد. وفرس
عبل المقيد، طويل المقلد. ووسم إبله قيد الفرس. قال:
كوم على أعناقها قيد الفرس ...
(2/113)
تنجو إذا الليل تدانى والتبس
ومن المجاز: فرس قيد الأوابد. وفي الحديث " أأقيّد جملي " بمعنى أأؤخذ
زوجي. ومقيّدها خدل: مخلخلها. وقيّد الكتاب، وكتاب مقيّد: مشكول. وما
على هذا الحرف قيد: شكلةٌ. وناقة مقيدة: كالّة لا تنبعث. وقيّدها
الكلال. وقيّده بالإحسان. وتقول: إن قيود الأياد، أوثق الأقياد.
ق ي ر
اشتريت القير والقار من القيّار. وقيّر السفينة، وسفين مقيّرٌ.
ومن المجاز: مر القيروان وهو معظم القافلة والعسكر. وفي الحديث: "
ترتمي بنا المهاري بأكسائنا القيروانات ".
ق ي س
قاسه وبه وعليه وإليه قيساً وقياساً واقتاسه. ورجل قيّاس، وهو مقيس
عليه. وقاسه بالمقياس والمقاييس الصحيحة. وقايست بين الشيئين. وقبح
الله قوماً يسودونك ويقايسون برأيك. وهذه مسئلة لا تنقاس. وقاس الطبيب
الشّجّة بالمقياس: بالمحراف: قدّر غورها به. وتقيّس: انتمى إلى قيسٍ أو
تعلّق منهم بحلف أو ولاء أو جوار. قال العجاج:
وقيس عيلان ومن تقيّسا
ومن المجاز: بينهما قيس رمح. وقيس إصبع. وجارية تميس ميساً، وتخطو
قيساً؛ تأتي بخطاها مستوية. وفلان يأتي بما يأتي قيساً. وقاسه: سبقه.
قال:
لعمري لقد قاس الجميع أبوكم ... فهلا تقيسون الذي كان قائسا
وقايسه إلى كذا: سابقه. قال:
إذا نحن قايسنا أناساً إلى العلى ... وإن كرموا لم يستطعنا المقايس
وقال الطرمّاح:
تمرّ على الوراك إذا المطايا ... تقايست النجاد من الوجين
خريع النّعو مضطرب النواحي ... كأخلاق الغريفة ذا غضون
أي نظرت أيّ تلك النجاد أسهل مسلكا.
ق ي ص
انقاص البناء والبئر والرمل وغيرها، وتقيصت: انهارت. قال ذو الرمة:
يغشى الكناس بروقيه ويهدمه ... من هائل الرمل منقاصٌ ومنكشب
وقال:
يا ريّها من باردٍ قلاص ... جمّم حتى همّ بانقياص
(2/114)
وبئر قيّاصة الجول. قال:
ظلت تبايع حلواً لا يسرُّ لها ... حقداً ولا قصفاً قيّاصة الجول
يريد رجلاً حلو الأخلاق وهو مع ذلك صلب ليس برخو كالبئر المنهارة.
وانقاصت السنّ: انكسرت.
ق ي ض
قيّض الله له قرين سوء. وقايضته بكذا: عاوضته. وهما قيضان: مثلان يصلح
كلّ واعحد منهما أن يكون عوضاً من الآخر. ومحّ البيض، خير من القيض.
وقاض الطائر البيضة فانقاضت، وقاضها الفرخ فخرج، وبيضة مقيضة ومنقاضة.
ومن المجاز: ما أقايض بك أحداً. قال الشمّاخ:
رجالاً مضوا عنّي فلست مقايضاً ... بهم أبداً من سائر الناس معشراً
وعن معاوية: لو أعطيت ملء الدهناء رجالاً قياضاً بيزيد ما رضيتهم.
ق ي ظ
قاظ بمكان كذا، وتقيّظه. قال ذو الرمة:
تقيّظ الرمل حتى هزّ خلفته ... تروّح البرد ما في عيشه رتب
وقيّظني هذا الثوب. وما يقيّظنا هذا الطعام: ما يكفينا لقيظنا. وقيظ
بنو فلان: أصابهم مطر القيظ، كما قيل: صيّفوا وربّعوا، وقيظٌ قائظ:
شديد.
ق ي ل
هذا مقيل طيّب، وقال فيه مقيلاً وتقيّل، ونام القيلولة. وشرب القيل،
وهو شروب للقيل وهو شراب القائلة وهي نصف النهار، يقال: أتيته عند
القائلة، وقيل: هي القيلولة مصدرها كالعافية. قال:
يسقين رفها بالنهار والليل ... من الصّبوح والغبوق والقيل
وقالت أم تأبط شراً: ما سقيته غيلاً، ولا حرمته قيلاً؛ وهي رضعة نصف
النهار. واقتال الرجل، كما تقول: اصطبح واغتبق، وقيّلته: سقيته القيل.
قال النمر:
إذا هتكت أطناب بيتٍ وأهله ... بمعطنها لم يوردوا الماء قيّلوا
وتقيّله: شربه. وتقيّلت الناقة: حلبتها ذلك الوقت. ودوحةٌ مقيال: يقال
تحتها كثيراً. وأقلته البيع واستقالنيه، وتقايلاه، بعد ما تعاقداه،
وقايله مقايلة.
ومن المجاز: تقيّل الماء في المنخفض: اجتمع. وطعنته في مقيل حقده: في
صدره. وأقلته العثرة واستقالنيها:
(2/115)
وقال الشمّاخ:
ومرتبة لا يستقال بها الردى ... تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز
أي لا يرجى فيها إقالة الردى لأنه لا بدّ من الهلاك ولو فعلتها ما
استقلتها أبداً.
ق ي ن
" أكذب من القين "، وله قي وقينة: عبد وأمة، وهو يهب القيان. وافرقي
بين ضرب القيون وضرب القيان. وزيّن جاريته وقيّنها، وتزيّنت المرأة
وتقيّنت، ويقا للماشطة: المزيّنة والمقيّنة.
(2/116)
|