أساس البلاغة كتاب الكاف
ك أب
هو كئيب ومكتئب، وكئب كآبة واكتأب.
ومن المجاز: اكتأب وجه الأرض، وهي كئيبة الوجه. قال النابغة:
إذا حلّ بالأرض البريئة أصبحت ... كئيبة وجهٍ غبّها غير طائل أي
البريئة من الأدواء.
ك أد
عقبة كؤود. وتكاءده الأمر.
ك أس
سقاه كأس الموت، وكؤوس المنايا.
ك ب ب
أكبب لوجهه وعلى وجهه فانكب " أفمن يمشي مكباً على وجهه " وكببته وهو
مكبوب ومكبوت، وكببته في الهوّة وكبكبته، وكذلك إذا رمى به من رأس جبل
أو حائط. والفارس يكب الوحوش. وهم يكبّون العشار. قال:
يكبّون العشار لمن أتاهم ... إذا لم تسكت المائة الوليدا
ورجل أكب: لا يزال يعثر. قال عديّ:
إن يصبني بعض الهنات فلا وا ... ن ضعيف ولا أكب عثور
ومن المجاز: أكبّ على عمله، وهو مكب عليه: لازم له لا يفارقه. قال
لبيد:
جنوح الهالكيّ على يديه ... مكباً يجتلي نقب النّصال
وأكبّ فلان على فلان يطلبه. والفرس يكبّ الحمار إذا صرع عليه أي صرعه
الصائد وهو على ظهره. قال:
فهو يكب العيط منها للذّقن ... بأرن أو بشبيهٍ بالأرن
النشاط. والغزل يب على كذا: يلف عليه، وكببت الغزل أكبه كباً وكببته
وكبيته. قال أبو دؤاد لابنه:
أمسى أبوك يكبّي غزل كبّته ... مع العيال ويعطي الحالب القدحا
ونحوه: قصّيت أظفاري، وعنده كبّةٌ من غزلٍ وكباب، ومنه: تكبّب الرمل:
تلبّد. وتكبّب الرجل: تلفّف في ثوبه. وكبّبوا اللحم تكبيباً من الكباب
وهو اللحم يكبّ على الجمر: يلقى عليه. وجاءت كبّة من الخيل والإبل
وكبكبة: جماعة، وتكبكبوا: تجمّعوا. وفي مثل " كالبائع
(2/117)
الكبّة بالهبّة ": بالريح يضرب في الغبن.
وكانت لهم كبّةٌ في الحرب: صدمة وحملة شديدة، ورأيت للخيلين كبّةً
عظيمة. ولقيته في الكبّة: في الرحمة. وعن بعض الفرسان: طعنته في
الكبّة، فوضعت رمحي في اللّبّه، فأخرجته من السّبّه؛ من الدبر. وجاءت
كبّة الشتاء: شدّته ودفعته. قال أبو دؤاد:
يكتبين الينجوج في كبة المش ... تى وبلهٌ أحلامهن وسام
" وهو حوّل قلب إن وقى كبّة النار "، وألقى عليه كبّته، ورماه بكبّته،
كما تقول: بأرواقه ورويَ بالضم.
ك ب ت
كبت الله عدوّك: كبّه وأهلكه، وتوقل: لازال خصمك مبكوتاً، وعدوّك
مكبوتاً.
ومن المجاز: فلان يكبت غيظه في جوفه: لا يخرجه. وتقول: من كبت غيظه في
جوفه، كبت الله عدوّه من خوفه.
ك ب ح
كبح فرسه: جذب عنانه حتى يصير منتصب الرأس، وقيل: منعه ليقف، ويقال:
ليس كبح الصعب الشرس، إلا باللجام الشكس.
ومن المجاز: كبحته عن حاجته: رددته. وكبح الحائط السهم: ردّه عن وجهه.
وكبّح الحجر حافر الدابة: صكّه. وتطيّر من الكابح وهو التطيح لأنه
يكبحه عن وجهه. قال البعيث:
ومرّ عراقيب الوحوش أمامهم ... ومغتديات بالنحوس كوابح
وقال أعرابيّ لآخر: ما للصقر يحبّ الأرنب ما لا يحب الخرب، قال: لأنه
يكبح سبلته ويردّه أي يصيب سبلته بذرقه فيلثقه، حكاه الأصمعيّ ثم قال:
رأيت صقراً كأنما صبّ عليه الوخاف من خطميّ.
ك ب د
هو يأكل كبود الدجاج وأكبادها، وبكدته: أصبت كبده، وكبد فلان فهو مكبود
وكبده الماء. وكبد كبداً: اشتكى كبده، ورجل أكبد، وأصابه الكباد.
ومن المجاز: بلغ كبد السماء وكبيداء السماء وكبيدات الماء. وتكبّدت
الشمس: توسطتالسماء. وتكبّدت الفلاة: توسطتها. وتكبد اللبن: خثر. وفرس
وجمل أكبد: واسع الجوف ناهد موضع الكبد. قال يصف جملاً:
أكبد زفّاراً بقد الأنسعا
وقوس كبداء: يملأ عجسها الكفّ. ووضع يده على كبده: على ما يقابل الكبد
من جنبه الأيسر. ووضع السهم على كبد القوس: على مقبضها. وهو يبحث عن
كبد الأرض وأكبادها وهي معادنها. ورمت إليه الأرض بأفلاذ كبدها:
بكنوزها وذخائرها. وانتزع سهمه فوضعه ف كبد القرطاس. وداره كبد نجد:
وسطه، وكذلك وسط كل شيء. ووقع في كبدٍ: في مشقةٍ. وتقول
(2/118)
للخصماء: إنهم لفي كبد من أمرهم. وبعضهم
يكابد بعضاً. والمسافر يكابد الليل إذا ركب هوله وصعوبته.
ك ب ر
كبر الأمر، وخطب كبير. وكبر عليّ ذلك إذا شقّ عليك " كبر على المشركين
ما تدعوهم إليه " وكبر الرجل في قدره، وكبر في سنّه، وشيخ كبير، وذو
كبر وكُبرٍ، وعلته الكبرة والمكبر: علوّ السن. قال:
عجوز علتها كبرة في ملاحة ... أقاتلتي يا للرّجال عجوز
وقال الحارث بن حرجة:
فأبدت معارفها والرسو ... م داء دفينا على المكبر
وهو كبر قومه: أكبرهم في السنّ أو في الرياسة أو في النسب: أقعدهم فيه.
وفي يده كبر أمرهم وكبره أي عظمه. يقال: كبر سياسة الناس في المال "
والذي تولّى كبره منهم " قرئ باللغتين. وهذا كبرة أبيه وصغرة أبيه:
لأكبر ولده وأصغرهم. وورثوا المد كابراً عن كابر. وهو من كابرته فكبرته
أكبره فأنا كابر. وكابر فلان فلاناً: طاوله بالكبر وقال أنا أكبر منك،
وكابره على حقّه: جاحده وغالبه عليه. وكوبر على ماله، وإنه لمكابر عليه
إذا أخذ منه عنوة وقهراً. وأرتج على رجل فقال: إن القول يجيء أحياناً
ويذهب أحياناً فيعزّ عند عزوبه طلبه وربما كوبر فأبى وعولج فقساً. "
ومكروا مكراً كبّاراً " وتكبّر واستكبر، وفيه كبرٌ وكبرياء. والله
المتكبّر: البليغ الكبرياء والعظمة. وكبّرت الله تكبيراً، وما بها
مكبّرٌ ولا مخبّرٌ أي ما بها أحد. وتكابر فلان: أرى من نفسه أنه كبير
القدر أو كبير السن. وأكبرته: أعظمته " فلمّا رأينه أكبرنه ": عظم في
صدورهنّ.
ومن المجاز: قولهم للنصل العتيق: علَه كبرةٌ. قال الراعي:
وبيض رقاقٍ قد علتهنّ كبرة ... يداوى بها الصاد الذي في النواظر
وقال الطرمّاح:
سلاجم يثرب اللاتي علتها ... بيثرب كبرةٌ بعد المرون
وقال الشمّاخ:
جماليّة لو يجعل السيف غرضها ... على حدّه لاستكبرت أن تضوّرا
ك ب س
(2/119)
كبس الحفرة: طمّها. وكبس رأسه في جيب
قميصه: أدخله فيه؛ وهو عابس كابس. وإنه لكباس، غير خباس؛ إذا التجئ
إليه كبس رأسه ولم يغتنم السعي. قال:
هو الرزء المبين لا كباسٌ ... ثقيل الرأس يحلم بالنعيق
لأنه راعي غنم. ولها قلادة من الكبيس وهو حليٌ مجوّف يكبس طيباً. ورجل
أكبس: رؤاسيّ، ورأس أكبس، وهامة كبساء: عظيمة مستديرة. ووقع عليه
الكابوس. وعنده كباسةٌ من بسر وكبائس وهي العذف التامّ بشماريخه.
ومن المجاز: جبهته كبستها الناصية، وناصية كابسة: مقبلة على الجبهة،
وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة. وكبسوا عليهم وكبّسوا: اقتحموا عليهم.
وسمعتهم يقولون: أدخله الله في الكبس، ولأدخلنّه في الكبس إذا قهره
وأذلّه.
ك ب ش
انتطحت الكباش.
ومن المجاز: هو كبش كتيبة، وهم كباش الكتائب. قال:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
وبنى سوراً حصيناً ووثّقه بالكبوش.
ك ب ل
فلا مكلّبٌ مكبّل: مأسور بالكلب وهو القد، مقيد بالكبل وهو القيد،
وكبلت الأسير وكمّلته واكتبلته، وفي ساقيه كبلٌ وكبول. قال جرير:
ومكتبلاً في القدّ ليس بنازع ... له من مراس القدّ رجلاً ولا يدا
وكبلت الجامعة في يديه: وثقت. قال النابغة:
وذلك قول لم أكن لأقوله ... ولو كبلت في ساعدي الجواع
وقال:
وما وجد مغلول بصنعاء موثق ... بساقيه من ماء الحديد كبول
ومن المجاز: كبل الدّين: أخّره، يقال: كبلتك دينك كبلاً. وكابلت
الغريم: ماطلته، وكرهت المكابلة وهي أن تباع دار إلى جنب دارك وأ، ت
تريدها فتؤخر شراءها حتى تشترى فتأخذها بالشفعة. واكتبل فلان كيسه:
صره. واكتبل خيره: احتبسه. واكتبل الخير عنك: لؤم أصلك. قال الطّرماح:
متى يعد ينجز ولا يكتبل ... منه العطايا طول إعنامها
وهو الإبطاء بها من القرى العاتم. وتقول للنكد: خيرك مكبول، وما عذرك
مقبول. وكبل يمينه على
(2/120)
كذا إذا عقد يده عليه ضنّاً به. قال عديّ:
فزادته بضعفي ما أتاها ... ولم تكبل على المال اليمينا
ك ب
و" لكلّ جواد كبوة ". وكبا لوجهه. وتقول: الحدّ ينبو، والجدّ يكبو.
واستجمر بالكباء وهو العود. قال:
كل يوم لها مقطرة ... ولها كباءمعدّ وحميم
وكبّوا ثيابهم، وكب ثوبك: بخّره. واكتبى بالعود. وتقول: يكتبون بما في
المحابر، وكأنهم يكتبون بما في المجامر. وكبوت البيت: كنسته، ورميت
بالأكباء وهي القمام، الواحد: كباً بوزن: رباً. وفي الحديث: " نظفوا
عذراتكم ولا تبشّهوا باليهود تجمع الأكباء في دورها ".
ومن المجاز: سألته فما كانت له كبوة أي وقفة. وفي الحديث: " ما أحدٌ
عرضت عليه الإسلام إلا كانت له عنده كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم "
ورجل كابٍ: يندب للخير فلا ينتدب له، وزند كابٍ: لا يرى. وكبا زنده،
وفلان " كابي الزنّاد ": نقيض وارى الزنّاد. وهو كابي اللون: كمد اللون
متغيّره كأنما علته غبرة، وكبا لونه. وفلان كابي الرماد: عظيمه مجتمعه
في المواقد لا يمرّ لكثرته أي مضياف. وكبا السهم إذا لم يصب.
ك ت ب
كتب الكتاب يكتبه كتبةً وكتاباً وكتابةً وكتباً، واكتتبه لنفسه:
انتسخه، واكتتب فلان ضمناً، وفلان مكتبٌ وكتّبٌ: يكتّب الناس يعلمهم
الكتابة أو عنده كتبٌ يكتّبها الناس ينسخهم، ويقال: كتّبت الغلام
وأكتبته، وأكتبني هذه القصيدة: أملها عليّ. وأكتبت فلاناً: وجدته
كاتباً، واستكتبته شيأ فكتبه لي. وسلم ولده في المكتب والكتّاب، وذهب
الصبيان إلى المكاتب والكتاتيب، وقيل: الكتّاب: الصبيان لا المكان.
وكاتب صديقه وتكاتبا.
ومن المجاز: كتب عليه كذا: قضي عليه. وكتب الله الأجل والرزق، وكتب على
عباده الطاعة وعلى نفسه الرحمة، وهذا كتاب الله: قدره. قال الجعديّ:
يا بنت عمّي كتاب الله أخرني ... عنكم وهل أمنعنّ الله ما فعلا
وسألني بعض المغاربة ونحن في الطواف عن القدر فقلت: هو في السماء
مكتوب، وفي الأرض مكسوب. وأحصيت الشء وكتبته إذا حصرته. قال:
لا يكتبون ولا يكتّ عديدهم
(2/121)
وكتب البغلة وكتب عليها إذا جمع بين شفريها
بحلقة، وبلغة مكتوبة ومكتوب عليها، واكتب بغلتك لا ينز عليها. وقال:
لا تأمنن فزارياً خلوت بهعلى قلوصك واكتبها بأسيار وكتب النّعل
والقربة: خرزها بسيرين. وقارب بين الكتب وهي الخرز. وأكتب سقاءه:
أوكأه، تقول لصاحبك: أكتب سقاءك فيقول: ما يستكتب لي أي ما يستوكئ.
وكتب على فلان، وكتّبَ عليه، واكتتب هو إذا أسر. واكتتب بطنه إذا حصر.
وكتب الكتيبة: جمعها. وكتّب الجيش: جعله كتائب، وتكتّب الجيش. وتكتّب
الرجل تحزّم وجمع عليه ثيابه. وكاتب عبده. وأدّى كتابته.
ك ت ت
جاء بجيش ما يكتّ: ما يحصى. ولقدره كتيت وهو صوت الغليان، وتقول: لنا
عنده فتيت، وقدر لها كتيت. وكتكت في ضحكه أغرب.
ك ت د
حمله على كتده، وحملوه على أكتادهم: أكتافهم وهو ما بين مغرز العنق إلى
موضع الكتفين، وتقول: نحمله على الأكباد، فضلاً عن الأكتاد. وولّوهم
أكتافهم وأكتادهم إذا أدبروا عنهم وانهزموا، ويقال: ولّوا أكتاداً أي
تولّوا منهزمين، وجُعلوا أكتاداً: مبالغة في تولّيهم الأكتاد، وتقول:
ثبتوا أوتاداً، ثم ولّوا أكتاداً.
ك ت ر
ناقة كأنّ سنامها كنزٌ وهو بناء شبه القبّة يشبّه بها السّنام، ويستعار
فيقال: إنها لعظيمة الكتر بالفتح والكسر. قال أوس:
فدعها وسلّ الهمّ عنك بجسرة ... عليها من الحول الذي قد مضى كتر
ك ت ع
جاء القوم أجمعون أكتعون. وما بالدار كتيع. قال بشر:
أجدّوا البين فاحتملوا سراعا ... فما بالدار إذ ظعنوا كتيع
ك ت ف
أخذه فكتفه، وكتّفهم، ومرّوا به مكتوفاً، وبهم مكتّفين، وخذ الكتاف
فاكتفه. وشدّهم كتافاً. ورجلٌ أكتف: عظيم الكتف وقال ابن الأقيصر
الأسديّ في نعت فرس: إنّها مشت فكتفت، وخبّت فوجفت، وعدت فنسفت؛ الكتف:
مشيٌ رويد يحرّك فيه منكبيه، والنسف: أن يدني منكبيه من الأرض.
ومن المجاز: كتف الحنوين: شدّهما بالكتاف. وكتف الباب والإناء: ضبّبه،
وباب وإناء مكتوف بالكتيفة وهي الضبة، وبالكتائف والكتيف.
ومن مجاز المجاز: في قلبه كتيفة وكتائف: حقد.
ك ت ل
يقال: مكتل تمر بمكتل برّ وهو الزّبيل. وأطعمه كتلةً من تمر. وكتّل
الأقط: جعله كتلة كتلة.
ك ت م ت كتمته السّر كتماً وكتماناً، وكتّمه: بالع في كتمه، وسرّ وحديث
مكتّم، واستكتمته أمري، وهو كتّام وكتّامة للأسرار، وكاتمته العداوة:
ساترته، وفلان لا يكتتم أي لا يكتم أمره وسرّه، وهو ظهرة وليس بكتمة.
ومن المجاز: ناقة كتومٌ: لا ترغوا إذا ركبت.
(2/122)
قال:
كتوم الهواجر ما تنبس
وقال الشماخ:
قد تبطّنت بهلواعة ... عبر أسفار كتوم البغام
وكتوم ومكتام: لا تشول بذنبها وهي لاقح. وقوس كتوم: لا ترنّ. وسحاب
مكتتم: لا رعد فيه ولا برق. ومزادة كتوم: ذهب مرحها وهو سيلان مائها
عند التّسريب.
ك ث ب
كثب الطعام وغيره: جمعه. وباتوا على كثيبٍ من رملٍ وكثب وكثبان. وكأن
قدودهنّ قضبان، على كثبان. وسقاه كثبة من اللّبن وكثباً وهي قدر
الحلبة. وفي الحديث: " يعمد أحدكم إلى امرأة مغيبة فيخدعها بالكثبة "
وعرض رمحه على كاثبة فرسه. وقال النابغة:
إذا عرض الخطّيّ فوق الكواثب
وأكثبك الصّيد فارمه: أمكنك من كاثبته كما يقال: أفقرك: أمكنك من
فقاره.
ومن المجاز: أكثب الأمر: دنا، وأكثب فراق القوم. ورماه من كثب، وطلبه
من كثب: من قرب، وهو مني كثب. وفي مثل " خاطب الكثبة "، وفلان يخطب
الكثب، وأصله: أن الرجل يأتي بعلّة الخطبة وإنما يريد القرى. قال
الراجز:
برّح بالعينين خطّاب الكثب ... يقول إني خاطب وقد كذب
وإنما يخطب عساً من حلب
وعن بعض العرب: دخلت على فلان وإذا الدنانير صوبة، فقيل له: وما
الصّوبة قال: الكثبة المجتمعة. وقال ذو الرمة:
ميلاء من معدن الصّيران قاصيبة ... أبعارهنّ على أهدافها كثب
ك ث ث
كثّت لحيته تكث، مثل: عضّ يعضّ، ولحيته كثّة، وهي بيّنة الكثث
والكثاثة، وتقول: من كانت في لحيته كثاثه، كانت في عقله غثاثه.
ك ث ر
خير كثير وكوثر: بليغ الكثرة. قال الكميت:
وأنت كثير يا ابن مروان كوثر ... وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
وتكوثر الغبار. قال حسّان بن نشيبة:
أبوا أن يبيحوا جارهم لعدوهم ... وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا
(2/123)
وكاثروهم فكثروهم: كانوا أكثر منهم. قال
الأعشى:
ولست بالأكثر منهم حصًى ... وإنما العزة للكاثر
والحمد لله على القلّ والكثر: على القلّة والكثرة وله كثر المال أي
أكثره، وأكثر الله ماله وكثّره، وهو مكثر: مثرٍن وكثر ماله، وتكاثرت
أمواله، وتكثّر بشيء غيره، وتكثّر من العلم، يقال: تقلل من العلم لتحفظ
وتكثّر منه لتفهم. وهو يستكثر القليل. واستكثر من المال. ورجل مكثور:
مغلوب في الكثرة، ومكثور عليه: كثر من يطلب إليه المعروف. ورجل وامرأة
مكثار: مهذار.
ك ث ف
كثف الشيء: كثر مع الالتفاف. وتكاثف عددهم، واستكثف الشيء بعد رقّته،
واستكثفته. وجاء في كثفٍ من الجيش. وعسكر وسحاب وشجر وماء كثيف. قال
أمية:
وتحت كثيف الماء في باطن الثّرى ... ملائكة تنحط فيه وتسمع
ك ث ل
اقعد في كوثل السفينة وهو ذنبها ومؤخرها وفيه يكون الملاحون ومتاعهم.
قال:
حملت في كوثلها عويفاً
ك ث م
وطبٌ أكثم: ملآن. قال:
مذمّمة يمسي ويصبح وطبها ... حراماً على معترّها وهو أكثم
وقد قنمت وقد مرّ. ورجل أكثم: بطين. وكثم القثذاءة: وضعها في فيه ثمّ
كسرها. ورماه من كثمٍ. قال يخاطب الذئب:
أقسمت بالله وثنّيت القسم ... لئن نأيت أو رميت من كثم
لأخضبن بعضك من بعض بدم
ك ح ح
أعرابيّ قح، ورستاقيّ كح.
ك ح ل
عين كحلاء: بينة الكحل، وكحيل، وكحلت عينه، وكحل عينه وكحّلها، وهو
مكحّل العين، واكتحل وتكحّل، " وليس التكحل كالكحل ". وتقول: في عينها
كحل، وفي صوتها صحل، وكحله بالمكحل وبالمكحال: بالميل، والكحل في
المكحلة، والأكحال في المكاحل. قال أبو النجم:
قتلتنا في المشي باختيالها ... وبالحديث اللهو من بطالها
وبالعيون النجل في أكحالها
وتقول: يمتاح من مكاحله، بمكاحله.
ومن المجاز: هو أسود كالكحيل المعقد وهو القطران شبّه بالكحل في سواده.
ولفلان كحل: مال كثير، كما يقال: لفلان سواد. ورأيت في الأرض حلاً:
شيئاً من خضرة، واكتحلت الأرض بالخضرة وتكحّلت. وما اكتحلت عيني
(2/124)
بك أي ما رأيتك. قال:
إن اكتحالاً بالنّقيّ الأفلج ... ونظرا في الحاجب المزجّج
مئنّةٌ من الفعال الأعوج
واكتحل وجهك بالهمّ إذا ظهر فيه أثره. قال الراعي:
إذا اكتحلت بعد اللّقاح نحورها ... بنسء حمت أغبارها وازمهرّت
واكتحل فلان بسوء حال: ظهر فيه أثره. وجذب كاحل. قال بشير بن النّكث:
إن كحل الجدب وعضّت لزبه ... كفاه من كلّ طعام يجلبه
كوم الذرى يطلبها وتلطبه
وقد كحلتهم السنة، وسنة كاحلة وكحلاء وكحلٌ. قال مسكين الدارميّ:
لسنا كأقوام إذا كحلت ... إحدى السنين فجارهم تمر
أي يؤكل جارهم كما يؤكل التمر. وقال المرّار الفقعسيّ:
إن قبرين بالقنان لقبرا ... ن هما ما هما لدى الكحلاء
وصرّحت هذه السنة كحلاً أي صرّحت سنةً منكرةً. وأصابهم كحلٌ ومحلٌ،
وتقول: قد أناخ بهم المحل، وخانتهم كحل، مؤنثاً معرفة مخيراً في صرفه
ومنعه. وفي مثل " باءت عرار بكحل " وهما بقرتان كانتا في بني إسرائيل
عقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى.
ك د د
فلان كدود: يكدّ نفسه في العمل يتعبها.
ومن المجاز: كدّ لسانه بالكلام وقلبه بالفكر. وكدّت الدوابّ الأرض
بالحوافر وهي الكديد. وكددت رأسي وجلدي بالأظفار إذا حككته حكاً
بإلحاح، ومنه قول كثير:
غنيت فلم أرددكم عن بغيّةٍ ... وجعت فلم أكددكم بالأصابع
أي لم ألح عليكم في السؤال. وبئر كدود: لا ينال ماؤها إلا بجهد. وناقة
كدود ورجل كدود: لا ينال درها وخيره إلا بعد عسر. وكان ابن هبيرة يقول:
كدّوني فإني مكدّ أي سلوني فإني أعطي على السؤال.
ك د ر
كدر الماء عن ابن الأعرابيّ فيه اللغات الثلاث، وماء كدرٌ وأكدر: بيّن
الكدر والكدرة والكدورة. ونطفة سجراء كدراء: حديثة عهد بالسماء لأن
فيها كدرة حينئذ. وطائر أكدر،
(2/125)
وطير كدر، وقطاة كدريّة من قطاً كدريٍّ.
وكأنهن بنات أكدر: حمير الوحش نسبت إلى فحل. وانكدر النجم والطائر.
ومن المجاز: كدر عيشه وتكدّر. " وخذ ما صفا ودع ما كدر ". وكدر عليّ
فلانٌ، وهو كدر الفؤاد عليّ. قال:
وإني لمشتاق إلى ظلّ صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه
وأطعمنا الكديراء: المجيع لكدرة لونها. وصفا أمري فكدّره فلان. وانكدر
في سيره: أسرع. وانكدر عليهم العدوّ: انصبوا عليهم أرسالاً. وتكادرت
العين إذا أدامت النظر إليه.
ك د س
له كدس من الطعام وأكداس. وقال المتلمس:
لم تدر بصرى بما آليت من قسم ... ولا دمشق إذا ديس الكداديس
أراد الأكداس وهو اسم جمع، وكدس الطعام فتكدّس.
ومن المجاز: عنده من الدراهم والثياب كدسٌ مكدّس وأكداس مكدّسة. ومررت
بأكداس من التراب. وتكردست الخيل وتكدّست: اجتمعت وركب بعضها بعضاً في
سيرها. قالت الخنساء:
وخيل تكدّس مشي الوعو ... ل نازلت بالسيف أبطالها
وجاءت الخيل كراديس: كردوساً بعد كردوس وهو الجمع العظيم. وكردس القائد
الخيل. ورجل ضخم الكراديس وهي رءوس المنكبين والركبتني والوركين والقطع
العظام من اللحم. قال:
ضخم الكراديس إذا اللحم ذبل
وفيما كتب إليّ الأمير الشريف أدام الله مجده:
تقيك شذا الردى منّا نفوس ... تكدّس دون مغضبة الوليّ
وحبسته الكوادس: الطّير من العطاس والسعال ونحوه لأنها تكدس عندهم أي
تصرع بشرمها. قال أبو ذؤيب:
فلو أنني كنت السليم لعدتني ... سريعاً ولم تحسبك عنّي الكوادس
ك د م
كدمه: عضّه بأدنى الفم، وحمارٌ مكدّم: معضّض.
ومن المجاز: قولهم للدوابّ إذا لم تستمكن من الحشيش: إنها لتكدم
الحشيش. وبقيت من المرعى كدامة: بقيّة، ويقال: " كدمت غير مكدم " أي
طلبت غير مطلب.
ك د ن
(2/126)
إنه لذو كدنة وعبالة وهي غلظ اللحم وثقله،
ومنه: الكودن وهو البرذون التركيّ. قال:
خليليّ عوجاً من صدور الكوادن ... إلى قصعة فيها عيون الضيّاون
قال يذمّهم:
اللافظين النوى تحت الثياب كما ... مجّت كوادم دهٌ في مخاليها
وكودن في مشيته كودنةً: أبطأ وثقل.
ك د ي
أكدى الحافر: بلغ الكدية وهي صلابة الأرض فمنعته، كقولهم: أجبلي
الحافر.
ومن المجاز: أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته. وفلان مكدٍ: لا ينمى
ماله. وطلبت إليه فأكدى: أجحد ونكر. وإن فلاناً قد بلغ الناس كديته
وكداه إذا أمسك بعد الإعطاء. ومسكٌ. لا ريح له، وقد كذيَ، وتقول: كديَ
بعد ما قديَ.
ك ذ ب
هو كذوب وكذّاب وكذبة وكيذبان، وكذب أخاه كذباً وكذّاباً، " وليس
لمكذوب رأى ". وكاذبه مكاذبة وكذاباً، " والصدوق لا يكذب ". وتكذّب:
تكلّف الكذب، وكذّبه وكذّب به: جعله كاذباً بأن وصفه بالكذب. وهو من
تكذيب العرب. وجاء بأكذوبة وأكاذيب. وواعدني فأكذبته: وجدته كاذباً.
ومن المجاز: " حمل فلان ثم كذّب " إذا جبن ونكل ومعناه كذذب الظنّ به
أو جعل حملته كاذبة غير صادقة. وكذب لبن الناقة وكذّب: ذهب، وكذبت
الناقة وكذّبت، وناقة كاذب ومكذذبٌ: رجعت حائلاً بعد ما ضربت وشالت.
وكذب عنا الحر: انكسر. قال البعيث:
إذا كذبت عنّا الظهيرة قرّبت ... لحين رواح القوم خوصٌ عيونها
وجرى الوحشيُّ ثم كذّب أي وقف. وما كذّب أ، فعل كذا: ما أبطأ. وكذب
السير إذا لم يجدّ، كما يقال: صدق السير إذا جدّ، وكذب القوم السرى إذا
لم يقدروا عليه. قال الأعشى:
إذا كذب الآثمات الهجيرا
وكذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له. قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرّباب خيالاً
وليس لجدّهم مكذوبة: كذبق. ولبس الكذّابة وهي ثوب منقوش بألوان الصّبغ
كأنه موشيٌّ. وكذب نفسه وكذبته نفسه إذا حدّثها أو حدّثته بالأماني
البعيدة والأمور التي لا يبلغها وسعه
(2/127)
ومقدرته، ومنه قيل للنفس: الكذوب. قال:
فأقبل نحوي على قدرةٍ ... فلما دنا صدقته الكذوب
وقال:
حتى إذا ما صدّقته كذبه
جعل له نفوساً لتفرّق رأيه وانتشاره، ومنه قالوا: كذبك الأمر، وكذب
عليك " ثلاثة أسفار كذبن عليكم "، " كذبتك الظهائر ": للمنقرس وقد شرح
في كتاب الفائق في الأخبار أمره وأعطيَ حظّه من التحقيق.
ك ر ب
قيدٌ وعقد مكربٌ ومكروب وكريب: موثّق. وكربه الأمر. غمّه وأخذ بنفسه.
ورجل مكروب وكريب. وغمٌّ كاربٌ، واعتراه كرب وكربةٌ وكروب وكربٌ. وشدّ
عقد الكرب وهو الحبيل الموصول بالرّشاء الملويّ على العراقي. وأكرب
الأمر: اشتدّ قربه وكاد يقع. وكربت الشمس أن تغرب. وكاربه: قاربه،
وتكرّب حتى لا متكرّبٌ أي تقرّب، ومنه: الكروبيّون والكروبية من
الملائكة. قال أمية:
كوربيّة منهم ركوع وسجد
وإناء كربان وهو فوق القربان. وقطع كرب النخل: أصول سعفها وهي
الكرانيف. قال جرير:
متى كان حكم الله في كرب النخل
وكربت الأرض: قلبتها كراباً. وهو من بقر الكراب. وما بها كرّابٌ: أحد.
ومن المجاز: هو مكرب المفاصل: موثقها. وأكرب في سيره إذا شدّ، ويقال:
خذ رجليك بإكراب أي عجّل الذهاب. وملأت السقاء حتى أكربته وكظظته.
ك ر ت
أقمت عنده شهراً كريتاً: تاماً، ومرّت علينا سنة كريتٌ. قال:
وقالوا أبو الرّمكاء بالخبز عهده ... قديم له حول كريتٌ مطرّد
فقلت ألا لا فضل فيها لباخلٍ ... ولا مطمعٌ حتى يلوح لنا الغد
ك ر ث
كرثه الأمر: حرّكه، وأراك لا تكترث لذلك ولا تنوص: لا تتحرك له ولا
تعبأ به، وكرثته الكوارث: أقلقته.
ك ر ر
انهزم عنه ثم كرّ عليه كروراً وكرّ عليه رمحه وفرسه كراً، وكرّ بعد ما
فرّ، وهو مكرٌّ مفرٌّ، وكرّار فرّار. وكررت عليه الحديث كراً، وكرّرت
عليه تكراراً، وكرّر على سمعه كذا، وتكرّر عليه. وناقة مكرّة: تحلب في
اليوم مرتين. ولهم هرير وكرير.
(2/128)
قال الأعشى:
نفسي فداؤك يوم النزال ... إذا كان دعوى الرجال الكريرا
وهو صوت في الصدر كالحشرجة. وفعل ذلك كرة بعد كرة وكراتٍ، وآتيه في
الكرتين والقرّتين: في البردين. وبرك على كركرته. وباتت السحابة تكر
كرها الجنوب: تصرّفها. وعنده من الرجال والخيل كراكر. وقرقر الضاحك
وكركر.
ك ر ز
جعل متاعه في الكرز وهو الجوالق. وعلّق كرزه على الكرّاز. وكرّز النّسر
والبازي وغيرهما: جعل في كرزٍ وربط حتى سقط ريشه. قال رؤبة يصف رجلاً
بالشيخوخة:
رأيته كما رأيت النّسرا ... كرّز يلقي قادمات زعرا
وقال:
لما رأتني راضياً بالإهماد ... كالكرز المربوط بين الأوتاد
أهمد في المكان: أقام لا يبرح. والكرّز: المكرّز. ويقال للبازي: كرّز
عامٍ وكرّز عامين. قال:
كرارزة البزاة لقنين جمعاً ... من الكدريّ يبتدر الورودا
والقانص كارزٌ للوحش: مختبيء. قال الشمّاخ:
فلما رأين الماء قد حال دونه ... ذعاف إلى جنب الشريعة كارز
ومن المجاز: فلان كرّزٌ في صناعته: حاذق مبرّز. ولا أحوجك الله إلى
كرّزٍ: إلى غنيّ لئيم. قال رؤبة:
وكرزٍ يمشي بطين الكرز ... لا يحذر الكيّ بذاك الكنز
وكأنه كرز الجعل وهو دحروجته.
ك ر س
في هذه الكراسة عشر ورقات، وهذا الكتاب عدّة كراريس، وقرأت كرّاسةً من
كتاب سيبويه، وتقول: التاجر مجده في كيسه، والعالم مجده في كراريسه.
ورأيت أكاريس من بني فلان: أصاريم. قال ابن هرمة:
أكاريس من طيّءٍ طنّبت ... برومان أو ماء فرتاجها
ووقفت على كرسٍ من أكراس الدار وهو ما تكرّس من دمنتها أي تلبّد.
وأكرست الدار، ومنه قولك: لداره كرياس: كنيف معلق.
ومن المجاز: هو طيّب الكرس أي الأصل وهو في كرسس غنًى.
(2/129)
قال:
في معدن الملك القديم الكرس
وقيل: الكرسيّ منسوب إلى كرس الملك، كقولهم: دهريّ، وفسر قوله تعالى: "
وسع كرسيّه السّموات ": بالملك والعلم لأنه مكان الملك والعالم، ويقال
للعلماء: الكراسيّ عن قطرب وأنشد:
تحفّ بها بيض الوجوه وعصبة ... كراسيّ بالأحداث حين تنوب
وتقول: خير هذا الحيوان الأناسيّ، وخير الأناسيّ الكراسيّ:
ك ر ش
انتزع الجرّة من كرشه وهي لذي الخفّ والظلف كالمعدة للإنسان. واستكرش
الجديُ: عظم بطنه وأخذ في الأكل واعمل لنا مكرّشةً وهي قطعة كرشٍ تحشى
بلحم وشحم وتخّ بخلال وتطبخ.
ومن المجاز: كلّمته فتكرّش وجهه، وكرّش وجهه. وتكرّش جلده وكرش كرشاً:
تقبّض. وفي الحديث: " الأنصار كرشى وعيبتي " أي هم موضع سرّي وأمانتي،
كما أن الكرش موضع علف المعتلف. " وجاء يجرّ كرشه ": عياله، وله كرشٌ
منثورة: صبيان صغار، وتزوّج ارمأةً فنثرت له كرشها: أكثرت ولدها. وعليه
كرش من الناس وأكراش: جماعات. قال اللهبيّ:
وأفأنا النّهاب من كل حي ... وأقمنا كراركرا وكروشا
وبنو فلان كرش القوم: معظمهم. ولو وجدت إلى ذلك فاكرشٍ وأدنى في كرشٍ
لأتيته. وقال الحجّاج للنّعمان بن زرعة: لو وجدت إلى دمك فاكرشٍ لشربت
البطحاء منه. وأتان كرشاء: ضخمة البطن والخاصرتين.
ومن مجاز المجاز: دلو كرشاء: متنفخة النواحي.
ك ر ع
" أعطيَ العبد كراعاً، فطلب ذراعاً " وهي ما دون الكعب من الدابّة وما
دون الركبة من الإنسان. وأخذ الجزّار الأكرع والأكارع. قال:
يا نفس لن تراعي ... إذا قطعت كُراعي
إن معي ذراعي
وقال:
فظلّت تكوس على أكرعٍ ... ثلاث وكان لها أربع
وفرسٌ أكرع: دقيق القوائم، وبها كرعٌ، ودابة كرعاء. وتكرّع الرجل:
توضّأ لأنه يغسل أكارعه، وكرع في الماء وكرع: أدخل فيه أكارعه بالخوض
فيه ليشرب، والأصل في الدابة لنه لا يكاد يشرب
(2/130)
إلا بإدخال أكارعه فيه، ثم قيل للإنسان:
كرع في الماء إذا شرب بفيه خاض أو لم يخض. وهذا مكرع الدواب، وهذه
مكارعها. وفي الوادي كرع كثيرٌ وهو ماء السماء لأنه يكرع فيه، فعلٌ
بمعنى مفعول. قال ذو الرمة:
بها العين والآرام لا عدّ عندها ... ولا كرعٌ إلا المغارت والرّبل
ومن المجاز: امرأة كرعة: مغليم. وكرعت. إلى الفحل كرعاً: كأنها تمدّ
إليه عنقها فعل الكارع طموحاً. ونخلٌ كارعات وكوارع إذا شربت بعروقها.
وقال النابغة:
وتسقى إذا ما شئت غير مصرّدٍ ... بزوراء في أكنافها المسك كارع
خائض فيها داخل. وأحبس الكراع في سبيل الله: الخيل. ورأيت في تلك
الكراع سواداً وهي ما استدقّ من الحرّة وامتدّ في السهل. وقا الأصمعيّ:
إذا سال أنف من الحرّة فهو كراع. وامش في كراع الطريق: في طرفه، وعن
النخعيّ: كانوا يكرهون الطّلب في أكارع الأرض: في أطرافها وأقاصيها.
ونزا الجندب بكراعيه: برجليه. وقال:
ونفى الجندب الحصى بكراعي ... هـ وأوفى في عوده الحرباء
ك ر ف
حمار كرّاف وكروف، وكرف يكرف. قال الراعي:
فترى أوابيها بكلّ قرارة ... يكرفن شقشقةً وناباً أعصلا
النوق التي تأبى الفحل يحببن فحلهن فيشممن ذلك منه. ورأيته يكرفس في
مشيته كرفسةً وهي مشية المقيّد.
ك ر م
كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّمه. وأكرم
نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرّم عن الشوائن. قال أبو
حيّة:
ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرّما
وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم
وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك.
وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل
يكرمك: يكون أكرم منك. قال:
ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمكرمة ... إلا ستكرمه بالحلم والجود
يقال: كارمته فكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث:
" إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: "
إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ.
(2/131)
ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.
ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:
وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف
وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي
سمنة وعسلة. وكرّم السحاب تكريماً: جاد بمطره. وأرض مكرمةٌ للنبات إذا
جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يكرم الحب حتى يكثر العصف.
واستكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استكرمت فارتبط ".
ك ر ن
نقرت الكرينة الكران أي المغنيّة العود. وكتب في الكرانيف والكرنافة:
أصل السّعفة المنبسط الذي يكتب فيه.
ك ر هـ
أمر كريه. ووجه كريه، وقد كره كراهة، وكرهته فهو مكروه. وتكرّه الشيء:
تسخّطه، وفعله على تكرهٍ وتكاره، ومتكرّهاً ومتكارهاً. وقال الطّرمّاح:
تكاره أعداء العشيرة رؤيتي ... وبالكفّ عن مسّ الخشاش كعوع
وهو الحيّة. وكرّه إليه ابخل وحبّب إليه الجود. واستكره القفية. ولا
يجوز تكسير السّفرجل وتصغيره إلا على استكراه. واستكرهت فلانة: غصبت
نفسها. ولقيت دونه كرائه الدهر ومكارهه. وجئته على كراهةٍ وكراهية وعلى
كرهٍ. ومكرهٍ، وأدخلني في ذلك على إكراهٍ وكرهٍ.
ومن المجاز: شهدت الكريهة: الحرب. وضربته بذي الكريهة: بالسيف الماضي.
وكريهته: بادرته التي تكره منه. قال الطّرماح:
أنخت بها مستبطناً ذا كريهة ... على عجل والنوم بي غير رائن
استبطنته: جعلته يلي بطني أي جعلته ضجيعاً لي، كما قال: وهو كمعى.
ك ر ي
أكراني داره أو دابّته، وهو يكري الدوابّ ويكاريها، وهو كريٌّ من
الأكرياء، ومكارٍ من المكارين، ويقال: كريّ الإبل ومكاري الدواب.
واكتريت منه داراً أو دابة واستكريت. وكريت النّهر: حفرته. وأمر الأمير
بطيّ الآبار، وكري الأنهار. وكروت بالكرة: لعبت بها، والغلام يكرو،
وكأنها كرات غلام وكرو غلام. والظلّ يكري: ينقص. قال ابن أحمر:
فتواهقت أخفافها طبقاً ... والظلّ لم يفضل ولم يكر
وأكرى الزّاد، وأكراه صاحبه.
(2/132)
قال لبيد:
كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بزاد
وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:
وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء
وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء "
وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:
ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى
فهي لكلّ سوأة تحرّى
وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا
سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.
ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك
لطويل الكرى.
ك ز ز
كزّت يده كزازة، ويدٌ كزّةٌ: منقبضة يابسة. وخشبة كزّة: صلبة عوجاء.
وذهب كزٌ: يابس. وقوس كزّة: شديدة. وقسيّ كزّات. قال الجاحظ: إذا نزع
فيها لم تستغرق السّهم. قال:
لا كزّة السهم ولا قلوع ... يدرج تحت عجسها اليربوع
أي هي فارج. وأخذه الكزاز من البرد وهو تقبض ورعدة وقيل: داء يرعد
صاحبه حتى يموت، وفي كتاب الأزهريّ هو بالتشديد، والتخفيف عاميّ عن ابن
الأعرابيّ. وكزّ الرجل فهو مكزوز، وقد كزّه البرد والداء.
ومن المجاز: كزّت المرأة دملجها: ملأته بعضها. قال:
يا رب بيضاء تكز الدملجا ... تزوّجت شيخاً طويلاً كوسجا
وكزّت خطاه: تقاربت. ورجل كزّ وكزّ اليدين: شحيح قليل المؤاتاة. قال:
يمارس نفساً بين جنبيه كزّةً ... إذا همّ بالمعروف قالت له مهلاً
وقد كزّت نفسه واكتزت. وتقول: فلان لا يكتزّ، ولكن يهتزّ.
ك ز م
أنف أكزم. ويد كزماء، وفي أصابعه كزمٌ: قصرٌ.
ومن المجاز: في يده كزم إذا لم يبسطها بالمعروف. وكان رسول الله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوّذ من العيمة والأيمة والكرم والقزم.
ك س أ
(2/133)
مرّوا في أكساء المنهزمين، وعلى أكسائهم أي
على آثارهم وأدبارهم، وركبوا أكساءهم. قال:
حتى أرى فارس الصّموت على ... أكساء خيلٍ كأنها الإبل
ومن المجاز: قدمنا في أكساء رمضان، وأنا أدعو لك في أكساء الصلوات
ك س ب
رجل كسوب للمال وكسّاب، وله مكاسب، وهو طيّب المكسبة أي طيّب الكسب،
وكسبت المال واكتسبته وتكسّبته. وهو يتكسّب بالشّعر، وكسبته مالاً
فكسبه، ولا يقال: أكسبته.
ومن المجاز: كسبت خيراً واكتسبت شراً " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت "
وكسب أهله خيراً.
ك س ح
كسح البيت بالمكسحة. ورمى بالكساحة، وتقول: فلان نقيّ الساحة، قليل
الكساحة. ورجل أكسح: أعرج، وبه كسح. قال الأعشى:
بين مغلوبٍ كريم جدّه ... وخذول الرجل من غير كسح
وفي الحديث: " الصدقة مال الكسحان والعوران ".
ومن المجاز: كسحت الريح الأرض: قشرتها. وأتينا بني فلان فكسحناهم:
فاستأصلناهم. وكسحهم الدهر. وأوقعوا بهم فاكتسحوا أموالهم، وكسح فلان
من مالي ما شاء.
ك س د
متاعٌ كاسد وكسيد، وكسدت سوقهم، وأكسدها الله، وأكسد القوم بعد ما
أنفقوا إذا كسدت سوقهم بعد النّفاق.
ك س ر
كسر الشيء وكسّره، وانكسر وتكسّر، واكتسرت منه طرفاً، وهذه كسرةٌ منه
وكسرٌ. وهذا كسار الزجاج والكوز. وألقى على النار كسار العود، وأعطني
كسارةً منه، وعود صلب المكسر إذا عرفت جودته بكسره. وجناحٌ كسير. وناقة
وشاة كسير. وافع كسر الخباء: شقّته السفلى. وهو جاري مكاسري.
ومن المجاز: الله صلب المكسر، وهم صلاب المكاسر. وكسر الطائر جناحيه
كسراً: ضمهما للوقوع. وبازٍ كاسر، وعقاب كاسر. وقد كسر كسوراً إذا لم
تذكر الجناحين وهذا يدلّ أن الفعل إذا نُسيَ مفعوله وقصد الحدث نفسه
جرى مجرى الفعل غير المتعدّى. وكسر الكتاب على عدّة أبواب وفصول. وكسرت
خصمي فانكسر، وكسرت من سورته. وكسر حميّا الخمر بالمزاج. ورأيته
متكسراً: فاتراً. وفيه تخنّث وتكسر. وأرض ذات كسور: ذات صعود وهبوط.
وضرب الحسّاب الكسور بعضها في بعض. والملوك لا تعرف الكسور. وكسر عينه،
وبعينه كسرة من السهر أي انكسار وغلبة نعاس. قال ذو الرمة:
غدا وهو لا يعتاد عينيه كسرةً ... إذا ظلمة الليل استقلّت فضولها
(2/134)
نقيّ المآقي سامي الطّرف غدوةً ... إلى كلّ
أشباح بدت يستحيلها
استحل ذلك الشيء: انظر هل يتحرّك، يصف صاحبه. وفلان يكسر عليك الفوق
إذا غضب عليه. ورجل ذو كسراتٍ: يغبن في كلّ شيء. " ولا يزال أحدهم
كاسراً وساده عند النساء يتحدّث إليهن ".
ك س س
رجلٌ أكسُّ، وفيه كسسٌ وهو قصر الأسنان. وتقول: فتنة تردّ الكيس موقاً،
وتجعل الكسّ روقاً. وكسكس البكريّ، والكسكسة في بكرٍ وهي أن يتبعوا كاف
المؤنث سيناً في الوقف نحو: كشكشة تميم.
ك س ع
كسعه: ضربه بيده أو برجله على دبره. وكسع الغلام الدوّامة بالمكسع.
وكسع الناقة بغبرها: ضرب أخلافها بالماء البارد ليترادّ اللبن في ظهرها
فيكون أشدّ لها. واتّبع آثارهم يكسعهم بالسيف، ويكسع أدبارهم، وكسعت
الرجل بما ساءه إذا تكلّم فرميته على أثر كلامه بكلمة تسوءه. وكسعت
الخيل بأذنابها واكتسعت: أدخلتها بين أرجلها، وهنّ كواسع. قال:
إن جنبي عن الفراش لنابي ... كتجافى الأسرّ فوق الظّراب
يوم فرّت بنو تميم وولّت ... خيلهم يكتسعن بالأذناب
وتقول: من خلف رأى الألمعيّ، ندم ندامة الكسعيّ.
ك س ف
كسفت الشمس والقمر، وكسفهما الله، وكسف البعير وكرسفه: عرقبه. وهذه
كسفةٌ وكسفٌ وكسفٌ من السحاب. وأعطني كسفةً من الثوب: قطعة.
ومن المجاز: رجل كاسف الوجه: عابس، وقد كسف وجهه. وكاسف البال: سيء
الحال، وكسفت حاله. وكسف بصره إذا لم ينفتح من رمد، وكسف بصره: خفضه.
ك س ل
كسل وتكاسل، وهو كسلان وكسل، وامرأة كسلى وهي مكسال وكسول: رزان. وكسله
الشبع، والشبع مكسلة. وفلان لا يستكسل المكاسل أي لا يعتلّ بوجوه
الكسل. وأكسل المجامع: خالط ولم ينزل.
ومن المجاز: كسل الفحل عن الضراب: فتر عنه.
ك س
وله كسوة حسنة وكسًى فاخرة، وكساه ثوباً فاكتساه، واستكسيته. قال أبو
الأسود:
كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لي يعطيني الجزيل وناصر
وكسيَ الرجل فهو كاسٍ، نحو: حليَ فهو حالٍ.
(2/135)
قال الخطيئة:
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
وأنشد القرّاء:
أتفرح أن كان ابن عمّك كاسياً ... وليس عليه من كساك كساء
ومن المجاز: اكتست الأرض بالنبات: تغطّت به. وقال:
فبات له دون الصّبا وهي قرّة ... لحاف ومصقول الكساء رقيق
أراد اللّبن تعلوه الدّواية، ونحوه:
ينفي الدّوايات إذا ترشّفا ... عن كلّ مصقول الكساء قد صفا
وقلّم كسوة آدم أي الأظفار.
ك ش ث
جعل في السكر الكشوث والكشوثاء وهو نبات أصفر مجتثّ يتعلّق بأطراف
الشوك.
ك ش ح
هو طاوي الكشحين، وهي طاوية الكشوح. ولما رآني كشح: أدبر، وولّى بكشحه،
ومنه: عدوّ كاشح. وكشح له بالعداوة وكاشحه. وورد الوحشيّ والطائر ثم
كشح إذا صدر مسرعاً. وكشحه: طعن في كشحهز. وتوشحها وتكشحها: تغشّاها.
ويقال للوشاح: الكشح لوقوعه على الكشح، كما قيل: للإزار: الحقو. قال
أبو ذؤيب:
كأن الظباء كشوح النّسا ... ء يطفون فوق ذراه جنوحاً
ومن المجاز: طوى كشحه على الأمر: أضمره، وطوى عنه كشحه: تركه. وكشح
الظلام، وكشح الضوء: أدبر. قال ذو الرمة:
فلما ادرعن الليل أو كنذ منصفاً ... لما بين ضوء كاشحٍ وظلامٍ
ك ش ر
كشر السّبع والعدوّ عن أنيابه. وكشر الرجل إلى صاحبه: تبسّم، وكاشره.
وتقول: لما رآني كشر واشتبشر. وقال المتلمس:
إن شرّ الناس من يكشر لي ... حين ألقاه وإن غبت شتم
وقال آخر:
وإن من الإخوان إخوان كشرة ... وإخوان حيّاك الإله ومرحبا
ومن المجاز: اكشر له عن أنيابك أي أوعده. وهو جاري مكاشري: مقابلي.
ك ش ش
كشّت الحيّة كشيشاً. قال:
كشيش أفعى أجمعت للعضّ ... فهي تحك بعضها ببعض
ك ش ط
(2/136)
كشط الجزور جلدها، وكشط عنها. وارفع عنها
كشاطها لأنظر إلى لحمها وهو الجلد المكشوط. ويقال للجزّار: الكشّاط.
ومن المجاز: كشط روعه وانكشط. ولأكشطنّ عن أسرارك. وكشط الغطاء عن
المشعرة. وكشط الجُلّ عن الفرس " وإذا السماء كشطت ".
ك ش ف
كشف عنه الثوب وكشّفه، وانكشف وتكشّف. ورجل أكشف: لا ترس معه. قال:
لهن فوارس ليسوا بميلٍ ... ولا كشفٍ إذا قيل امنعونا
وناقة كشوف: كلّما نتجت لقحت وهي في دمها كأنها لكثرة لقاحها وإشالتها
ذنبها كثيرة الكشف عن حيائها، وقد كشفت كشافاً وأكشفت.
ومن المجاز: كشف الله غمّه، وهو كشّاف الغمم. وهذا حديث مكشوف: معروف.
وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف فلان: افتضح. وتكشّف البرق: ملأ السّماء.
ولقحت الحرب كشافاً إذا دامت. قال زهير:
فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم
ك ش ي
أكل كشية الضبّ وهي شحمة مستطيلة في جنبيه. قال:
وأنت لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضّب يعدو بالواد
وتقول: ما الأعراب بالكشى، أولع من القضاة بالرشى.
ك ظ ر
ردّ حلقة الوتر في كظل القوس وهو فرضتها وردوا حلق الأوتار في الأكظار
والنار تستل من كظر الزندة: من فرضها.
ك ظ ظ
علته البطنة وأخذته الكظة، وكظّه الطعام، وطعام مكظّةٌ، واكتظّ بطنه.
ورأيت على باب داره كظيظاً. زحاماً. وفي ذكر باب الجنة: يأتي عليه زمان
وله كظيظ. واكتظّ القوم في المسجد: ازدحموا.
ومن المجاز: كظّني الأمر: غمّني وملأني غيظاً. واكتظّ الوادي بثجيجه.
ك ظ م
كظم البعير جِرّته: ازدردها وكفّ عن الاجترار، وباتت الإبل كوظوماً
وكواظم. وحفروا كظامةً وكظيمةً وكظائم. وفي الحديث: " أتى كظامة قومٍ
فتوضّأ " وهي الفقير يحفر من بئر إلى بئر والسقاية والحوض. قال طرفة:
يشربن من فضلة العقار كما اس ... توجر ماء الكظيمة الشرب
جمع شروب. ويقال لأنهار الكرم: الكظائم. وعقد الخيوط في كظامتي الميزان
وهما الحلقتان في طرفي العمود. ويقال: كظم القربة: ملأها
(2/137)
وسدّ رأسها. وكظم الباب: سدّه، وهو كظام
الباب: لسداده.
ومن المجاز: كظم الغيظ وعلى الغيظ وهو كاظم، وكظمه الغيظ والغمّ: أخذ
بنفسه فهو مكظوم وكظيم " إذ نادى وهو مكظومٌ " " ظلّ وجهه مسوداً وهو
كظيم " وما كظم فلان على جرّته إذا لم يسكت على ما في جوفه حتى تكلّم
به وغمذّني. وأخذ بكظمي وهو مخرج النفس وبأكظامي. وأخذت بكظام الأمر
إذا أخذت بالثقة. وإن خلخالها لكظيم، وغنها لكظيمة الخلخال وكظيمه. قال
الهذليّ:
كظيم الحجل واضحة المحيا ... عديلة حسن خلقٍ في تمام
وجاء فكظم الباب إذا قام عليه فسدّه بنفسه.
ك ع ب
رتب رتوب الكعب، في المقام الصعب، وقوائم صمع الكعوب. ولعب الصبيان
بالكعاب. وتقول: وربّ الكعبة، لا تقرن بك الصعبة. وبرد مكعبٌ: موشيٌّ
على هيئة الكعاب. وكعبت الثوب: أدرجته إدراجاً شديداً. وكعبت الجارية
كعابةً وكعوبةً وهي كاعب وكعابٌ، وتكعب ثديها: نتأ كالكعب. وكعّبت
كبّتها: جعلت لها حروفاً كالكعوب. والجارية بكعبتها: بعذرتها. قال:
يبدّها أقمر نهد جبهته ... قد كان مختوماً فدقّت كعبته
وفي الحديث: " نزل القرآن بلسان الكعبين ": كعب قريش وكعب خزاعة. قال
كثير:
جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثراتٌ مجدهنذ تليد
وأصاب كعبرة رأسه. وقيل لبعض الملوك: المكعبر: لأنه ضرب كعابر الرءوس.
ونقّى البرّ ورمى بالكعابر.
ومن المجاز: قناة لدنة الكعوب، وهذا الرمح بكعبٍ واحدٍ أي مستوى
الكعوب. قال أوس:
تقاك بكعبٍ واحدٍ وتلذّه ... يداك إذا ما هزّ بالكف يعسل
وعنده كعب من السمن: قطعة منه قدر صبّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى
الله كعبه. وذهب كعب القوم إذا ذهب جدّهم وشرفهم.
ك ع ع
كع الرجل، وكعكعه الخوف فتكعكع.
ك ع م
بعير مكعوم، وقد كعمته بالكعام والكعامة وهي ما يمنعه من الأكل والعضّ
من حبلٍ يشد به أو غيره.
ومن المجاز: كعمه الخوف فلا ينبس بكلمة.
(2/138)
قال ذو الرمة:
بين الرجا والرجا من جيب واصيةٍ ... يهماء خابطها بالخوف مكعوم
وكعم المرأة: قبلها ملتقماً فاهاً، ويقال كامعها فكاعمها.
ك ف أ
هو كفؤه وكفيئه ومكافئه وكفاؤه، ولا كفاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة
وضع موضع المكافيء. قال حسّان:
وروح القدس ليس له كفاء
أي مكافيء مقاوم، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكفاء. قال:
وأنكحها لا في كفاءٍ ولا غنى ... زياد أضلّ الله سعى زياد
وهم أكفاءٌ كرام. وأكفأت لك: جعلت لك كفؤاً. وتكافؤا: تساووا: "
والمؤمنون تتكافأ دماؤهم "، وفي العقيقة: " شاتان متكافئتان ":
متساويتان في القدر والسنّ، وكافأته: اويته، وهو مكافيء له. وكافأته
بصنعه: جازيته جزاء مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقبل الثناء إلا عن مكافيء. وكفأ الإناء وأكفأه:
قلبه. ويقال: ربّ كافٍ كافيء لقيك أي يرى أنه يكفيك. وهو يكفأك أي
يكبّك لفيك. واستكفأته: طلبت منه أن يكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ
إلى وطنه. وتكفأت بهم الأمواج.
ومن المجاز: أكفأ في الشعر: قلب حرف الرّويّ من راء إلى لام أو من لام
إلى ميم. وأصبح فلان كفيء اللون ومكفأ الوجه: متغيره أي كفيء من حال
إلى حال، وأكفىء لونه وانكفأ. وفي حديث عمر: وانكفأ لونه عام الرّمادة.
وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء ما في صحفتها " أي
لتجتر حظّها إلى نفسها.
ك ف ت
كفت المتاع: جمعه وضم بعضه إلى بعض. وكفت الفراش. وفي الحديث " اكفتوا
صبيانكم بالليل " وكفت الرعاة مواشيهم. والأرض تكفت أهلها أحياءً
وأمواتاً، وهي كفاتهم. وكفت ذيله: شمّره. وفرس كفيت: سريع، وتكفّت في
سيره. قال الشنفرى:
وتأتي العديّ بارزاً نصف ساقها ... كعدو فريد العانة المتكفّت
(2/139)
ومن المجاز: كفت الله فلاناً إذا مات،
واللهم اكفته إليك. وفي الحديث: " إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان
يعمل في صحته حتى أعافيه أو أكفته ".
ك ف ح
كافحه: لاقاه مواجهة عن مفاجأة، ولقيته كفاحاً، وكافحوهم في الحرب:
ضاربوهم تلقاء الوجوه، وتكافحوا، وتكافحت الكباش، وكافح بعضها بعضاً.
قال الأغلب:
كبش لقرنيها كسور ناطح ... غادرها عضباء لا تكافح
وكفحها وكافحها: قبّلها غفلة وجاها. وفي حديث أبي هريرة: أكفحها وأنا
صائم، وهو كفيحها: ضجيعها. قال عمير بن طارق اليربوعيّ:
مناك الإله إن كرهت جماعنا ... بمثل أبي قرط إذا الليل أظلما
يسوق الفراع لا تحسّين غيره ... كفيحاً ولا جاراً كريماً ولا ابنما
جمع: فرعٍ وكان يتصدّق به على أخسّ الناس فكانوا يتعايرون به. وكفحت
الدّابة. وأكفحتها: تلقيت فاهاً باللحام.
ومن المجاز: تكافحت الأمواج، وبحر متكافح الأمواج. وكافحته السموم.
وكافح الأمر: باشره بنفسه. وكافحه بما ساءه. وأصابه من السموم كفح، ومن
الحرور لفح.
ك ف ر
كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في
الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس
فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار.
وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. قال ابن مفرّغ:
حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد ... بألفي كميٍّ في السلاح مكفّر
وتكفّر بثوبك: اشتمل به. وطائر مكفر: مغطّى بالريش. قال:
فأبت إلى قوم تريح نساؤهم ... عليها ابن عرس والأوزّ المكفّرا
وغابت الشمس في الكافر وهو البحر. ورجل مكفّر وهو المحسان الذي لا تشكر
نعمته. وإذا أمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أمر به قالوا: مكفور يا
فلان عنّيت وآذيت أي عملك مكفور لا تحمد عليه لإفسادك له. وكفر العلج
للملك تكفيرا إذا أومأ إلى السجود له. وخرج نور العنب من كافوره
وكفرّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكفرّاه: طلعه. وفي الحديث " أهل
الكفور أهل القبور " وليفتحنّ الشأم كفراً كفراً وهو القرية يقال: كفر
طاب وكفر توثا. وكافرني
(2/140)
حقيّ: جحده. وفيث الحديث: " لا تكفر أهل
قبلتك " يقال: أكفره وكفّره: نسبه إلى الكفر. وكفّر الله عنك خطاياك.
ك ف ف
كففته عن الشرّ فكفّ عنه، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يكفكف دمعه: يمسحه مرةً
بعد مرةً ليردّه. وصافّوهم ولافوهم، ثم كافوهم؛ أي حاجروهم، وتكافّوا:
تحاجزوا. وعنده كفاف من العيش. ما كفّ عن الناس أي أغنى. ونفقته الكفاف
وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كفاف:
تكفّ عني وأكف عنك. قال رؤبة:
فليت حظّي من نداك الضّافي ... والنفع أن تتركني كفاف
واستكف الناس وتكفّفهم: مدّ إليهم كفّه يسألهم. وفلان يستكفّ الأبواب
ويتكفّفها. واستكف الناس حواليه. أحقدوا به. واستكفّ الشيء: استدار
كأنه كفّةٌ. واستكفّت الحيّة: ترحّت. وأنشدت قريبة أم البهلول:
ومقطوعة قطع الرّحى مستديرة ... تعض بأضراس وليس لها فم
أراد السّعدانة وثمرتها مستديرة ولها شوك حداد كالإبر. واستكفّ الرمل:
استمسك. قال النابغة:
بات بحقف من البقّار يحفره ... إذا استكفّ قليلاً تربه انهدما
واستكفّ الناظر: وضع يده على حاجبه، وعين مستكفّة. ولقيته كفّةً كفّةً
" وأضيق من كفّة الحابل " ووشمت كفّها كففاً: دارات. وهذه كفّة الرمل،
وكفّة الثوب وهي طرّته المستطيلة. وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الثقلين كافة. وثوب مكفف: له كفائف ديباج يكفّ
بها جيبه وأطراف كميّه. قال طفيل:
تظل رياح الصيف تنسج بينه ... وبين قميص الرازقيّ المكفّف
يعني لا يلزق به قميصه من خمصه.
ومن المجاز: هو مكفوف، وهم مكافيف، وكفّ بصره. وفلان لحمه كفاف لأديمه
إذا ملأ جلده. قال النمر:
فضول أراها في أديمي بعد ما ... يكون كفاف اللحم أو هو أجمل
وفي الحديث " إن بيننا وبينكم عيبةً مكفوفةً ": مشرجة. وكفّ الرجل
عيابه. وجثته في كفّة الليل: في أوله. قال البعيث:
تخونتها بالنّص حتى كأنها ... هلال يوافي كفّة الليل واضح
وطار البرق في كفاف السحاب: في نواحيه.
ك ف ل
هو كافيه وكافله، وهو يكفيني ويكفلني:
(2/141)
يعولني وينفق عليّ، وأكفلته إياه وكفّلته،
" فقال أكفلنيها " " وكفّلها زكريا " وهو كفيل بنفسه وبماله، وكفل عنه
لغريمه بالمال وتكفّل به. وهو كفل بيّن الكفولة: لا يثبت على ظهر
الدابّة. وهو من الأكفال لا من الأحلاس. قال الأعشى:
غير ميلٍ ولا عواوير في الهي ... جا ولا عزّلٍ ولا أكفال
وقال جرير:
والتغلبيّ على الجواد غنيمة ... كفل الفروسة دائم الإعصام
واكتفل البعير وتكفّله إذا أخذ كساءً فعقد كرفيه ثم ألقى مقدّمه على
كاهله ومؤخّره على عجزه ثم ركب بين العقدة والسنام واسم ذلك الكساء:
الكفل. وجاء متكفّلاً حماراً إذا حلّق ثوباً أو كساءً على ظهره وركبه.
وله كفل من الحزاء: ضعف. ورأيت فلاناً كفلاً لفلان: رديفاً له، واكتفل
به: ارتدفه. وكفل في صيامه: واصل كفولاً، ورجل كافل، وقوم كفّلٌ. قال
القطامي:
يلذن بأعقار الحياض كأنها ... نساء النّصارى أصبحت وهي كفّل
ومن المجاز: " لا تشربوا من ثلمة الإناء فإنها كفل الشيطان " أي مركبه.
واكتلفت بالشيء: جعلته وراءي، تقول: اكتفلنا بالجبل وبالوادي: جزناه
وجعلناه من ورائنا. قال ذو الرمة:
قد اكتفلت بالحزن واعوج دونها ... ضوارب من خفّان مجتابة سدرا
جمع: ضارب وهو الوادي ذو الشجر. واكتفل السابق بالمصلّى. قال العبّاس:
بعيد سموّ الطرف نهدٌ مناهب ... إذا اكتفلت بالرادفات الأوائل
وهو من أكفال الشعر. وأكفلني ماله: ضمّه إليّ وجعلني كافله أي القائم
به، وهم بالخير كفلاء.
ك ف ن
كفن الميّت وكفّن فهو مكفون ومكفّن.
ومن المجاز: كفّنت الجمر بالرّماد. وكفّنت الخبزة في الملة. وقال
الطرماح:
وهاجرة يا سلم كفّنت هامتي ... لها وفمي بالأتحميّ المسيّح
ك ف ي
كفاه مؤنته كفاية، وكفاك بهم رجالاً. وكفاني ما أوليتني. واستكفيته
الأمر فكفانيه، وهذا كافيك وكفيك: هذا حسبك. واكتفيت به. وقنعت بالكفية
وهي القوت وقنعوا بالكفى، ولا يملكون إلا الكفى: إلا الأقوات.
(2/142)
قال:
ومختبط لم يلق من دوننا كفًى ... وذات رضيع لم ينمها رضيعها
ك ل أ
الله يكلؤك، وتداركه الله بكلاءته. واكتلأت منه: احترست. قال كعب بن
زهير:
أنخت قلوصى واكتلأت بعينها ... وآمرت نفسي أيّ أمريّ أفعل
أي احترست بعينها لأنها إذا رأت شيئاً ذعرت. وكلأ دينه كاوءاً: تأخّر
فهو كاليء. ونهيَ " عن بيع الكاليء بالكاليء ". وكلأته أنا تكلئةً،
واستكلأت كلأةً وتكلأتُ: استلفت سلفاً. وتقول: إن الكلى، تذيب شحم
الكلى. جمع: كلأةٍ؛ وأكلأت في الطعام وكلأت: أسلفت. وأصابوا كلأ واسعاً
وأكلاءاً وهو المرعى رطباً كان أو يابساً، وجناب مكليء وكاليء، وأرض
مكلئة ومكلأة. وبلغوا كلاء النهر ومكلأه وهو مرفأ السفن وحيث تستر من
الريح وتكلأ.
ومن المجاز: كلأت النجم متى طلع إذا رعيته. قال الكميت:
حتى إذا لهبان الصيف هبّ له ... وأفغر الكالئين النجم أو قربوا
وقال زهير:
خود منعّمة أنيق عيشها ... للعين فيها مكلأ وبهاء
تديم النظر إليها كأنك تكلأها لإعجابك بها، ومنه: رجل كلوء العين:
ساهرها لأن الساهر يوصف برقبة النجوم، وعينٌ كلوء، وناقة كلوء العين.
قال الأخطل:
ومهمهٍ مقفرٍ تخشى غوائله ... قطعته بكلوء العين مسافر
واكتلأت عيني: سهرت، وأكلأتها: أسهرتها. وقد كلأ عمره إذا طال وتأخر.
وقال:
تعففت عنها في الستين التي خلت ... فكيف التصابي بعد ما كلأ العمر
وبلغ الله بك أكلأ العمر. وفي مثل " مشى في الكلاء، قذفناه في الماء "
أي من وقف موقف التهمة لمناه.
ك ل ب
هذه أكلب وأكيلب وكلاب وكليب، وصائد مكلب: معلم للكلاب وسائر الجوارح،
وكلبٌ كلِبٌ، وكلابٌ كلبى، وبه كلب. ورجل كلِب، وقوم كلبى. وفي دماء
الملوك شفاء للكلبى. وأسير مكلب. وبيده كلاب وكلوب:
(2/143)
خشبة في رأسها عقافة منها أو من حديد. قال:
جنادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشى بكلاب
يغرى ويحثّ. وأصابته أم كلبة وهي الحمّى.
ومن المجاز: نحن في كلب الشتاء وكلبته، والناس في ألبةٍ وكلبةٍ: في جوع
وبرد. قال:
أنجمت قرّة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبةٍ وقطار
وشتاء ودهر كلبٌ. وكلبت الأرض، وأرض كلبةٌ: لم يصبها الربيع فخشنت
ويبست. وكلب القدّ على الأسير: جف عليه وعضّه. وسائل كلب: شديد
الإلحاح. وهو كلب على كذا: حريص عليه، وتكالب الناس على الدنيا: اشتدّ
حرصهم عليها. وتكالب الخصمان: تشاتما، وكالب أحدهما صاحبه. وأهل اليمن
يسمون الجريء: مكالباً لمكالبته الموكّل به، وتقول: فلان عنيف
المطالبة، شنيع المكالبة. وكفّ عنه كلابه إذا ترك شتمه وأذاه. قال:
ألم ترني سكّنت إلّي لإلكم ... وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقّر
أراد أهاجيه. وقال النابغة:
سأربط كلبي أن يريبك نبحه ... وإن كنت أرعى مسحلان فحامرا
أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ يقال للعود إذا كان سريع العلوق:
ما هو إلا كلب.
وفلان بوادي الكلب إذا كان لا يؤبه له ولا مأوى يؤويه كاللكب تراه
مصحراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبه: مخالبه.
ك ل ح
كلح الرجل كلوحاً: بدت أسنانه من العبوس، ووجه كالح " وهم فيها كالحون
" وكلح وجهه: عبّسه، ولكح في وجه الصبيّ والمجنون إذا فزّعه.
ومن المجاز: دهر كالح، وأصابتهم كلاح: سنة شديدة. وما أقبح جلحته
وكلحته! وهي الفم ما حوله. وتكلّح البرق: تتابع وأصله من ظهور الأسنان
وانكشافها، كما يقال: تبسّم البرق.
ك ل ع
يقدمه كلع: وسخ وشقاق، وكلعت رجله.
ك ل ف
بوجهه كلفٌ، وقد كلف وجهه. وبعير أكلف: بين الكلفة وهي حمرة يخالطها
سواد. وكلف الأمر وكلف به إذا تكلّفه. وكلف بالمرأة كلفاً شديداً. وليس
عليه كلفة في هذا أي مشقّة، وهو يحتمل الكلف، وتقول: من لم يصبر على
الكلف، لم يصل إلى الزلف. وكلّفه الأمر فتكلفه، وهو في تكاليف. قال
زهير:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم
(2/144)
وهو متكلّف: وقّاع فيما لا يعنيه عرّيض
للفضول.
ك ل ل
كلّ الإنسان والدابّة كلالاً وكلالةً، وهو كال مكل: كلت دوابّه، وأكلّ
دابته. وكلّ السيف كلولاً وكلّةً. وكلّله: ألبسه الإلكليل وهو عصابة
مزيّنة بالجواهر. وانكلّت المرأة: ضحكت. قال الأعشى:
وتنكلّ عن مشرقٍ باردٍ ... كشوك السّيال أسفّ النؤورا
وهو كلّ عليه.
ومن المجاز: كل بصره ولسانه كلّةً، وهو كلة، وهو كليل البصر واللسان.
وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكلّ فلان كلالة إذا لم يكن
ولداً ولا والداً أي كلّ عن بلوغ القرابة المماسة. قال الطرمّاح يصف
الثور:
يهز سلاحاً لم يرثه كلالة ... يشك به منها غموض المغابن
وكلّل عن القتال: نكل. وانطلق مكلّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلّل
على القوم: حمل عليهم. يقال: كلّل تكليلة السبع. وقال أبو زبيد
الطائيّ:
فأجمرت حرجٌ خوصاء ناجية ... وأيقنت أنه إذ كلل السبع
أي أنه وقت تكليله. وجفنة مكلّلة بالسّديف، وجفان مكللات. وروضة
مكلّلة: محفوفة بالنور. وتكلّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهر كلكله،
وانكلّ السحاب واكتلّ: ضحك بالبرق.
ك ل م
سمعته يتكلّم بكذا، وكلّمته وكالمته، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان.
وموسى كليم الله. ونطق بكلمة فصيحة، وبكلمات فصاح وبلكمٍ، وجاء بمراهم
الكلام، من أطايب الكلام. ورجل كليم: منطيق. وكلم فلان وكلّم فهو كليم
ومكلم، وهم كلمى، وبه كلم وكلام وكلوم.
ومن المجاز: حفظت كلمة الحويدرة لقصيدته، وهذه كلمة شاعرة، وهذا مما
يكلم العرض والدين.
ك ل ي
هو يطعن في الكلي. وفسّر الخليل: الكليتين: بأنهما لحمتان منقبرتان
حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كظرين من الشحم وهما بيت
الزّرع وكليته، واكتليته: أصبت كليته.
ومن المجاز: شرب الماء من كلية المزادة وهي الجليدة المستديرة تحت
عروتها. وحللنا على ركايا في كلى الوادي: في جوانبه. ودبر البعير في
كلاه إذا دبر في خاصرتيه وفلان لا يفرق بين كليتي القوس وكليتي السهم
فكليتا القوس ما عن يمين الكبد وشمالها وكليتا السهم ما عن يمين النصل
وشماله.
ومن مجاز المجاز: سحابة واهية الكلى.
ك م أ
جنيت كمأ واحداً وكمأين وثلاثة أكمؤ، وكمأة كثيرة، وهذا عكس تمرة
وتمرٍ، وخرجوا يتكمّؤن: يجتنون الكمأة، وتكمأنا في أرض بني فلان.
(2/145)
وأنشد الكسائي:
فلا تحبسنّي بأرض العراق ... وخلّ سبيلي إلى البادية
أراعي المخاض وأجني الكما ... وتلك لنا عيشة راضية
ومن المجاز: كمئت يده ورجله من البرد والعمل: تشققت فصارت كالكمأة.
ك م ت
فرس كميت: بيّن الكمتة من خيل كمت.
ومن المجاز: سقاه كميتاً: خمرة في لونها كمتة، وتقول: اصطبح من الكميت،
حتى اصبح كالميت، وتمرة كميتٌ. قال:
وكنت إذا ما قرّب الزاد مولعاًبكلّ كميت جلدة لم توسّف صلبة لم تقشر
لصلابتها. وكمّت ثوبك: اصبغه بلون التمر وهو حمرة في سواد.
ك م د
رجل كمد. حزين، وبه أسف وكمد، وأكمده الهمّ: غمذه. وشيء أكمد اللون:
متغيره، وفي لونه كمد، ووجوه كمد: رمد، ومالي أراك أكمد اللون وكامد
الوجه. وأكمد القصّار الثوب إذا لم ينق غسله ولم يبيضه. وكمد العضو
تكميداً: أخذ خرقة وسخة دسمة فسخنها ثم زضعها على عضوٍ به وجعٌ أو ريح
واسمها: الكمادة. وكمد الثوب: أخلق فتغيّر لونه.
ك م ش
رجل كميش وكمشٌ: عزوم ماضٍ، وقد كمش كماشةً، وانكمش في سعيه وتكمش:
اسرع. قال امرؤ القيس:
ومجدّة أعملتها فتكمشت ... رتك النعامة في طريق حامي
حمي من حرّ الشمس. وهو منكمش في الحاجات. وانكمش الفرس في سيره،
وكمّشته: أعجلته. وكمّش ذيله: قلّصه. وتكمّش الجلد: تقبّض.
ومن المجاز: قول الطّرماح:
فيا ليل كمّش غبّر الليل مصعداً ... بيمّ ونبّه ذا العفاء الموشّح
ك م ع
هو كمعها وكميعها: ضجيعها، وكامعها.
ومن المجاز: بات السيف كميعي.
ك م ل
كمل الشيء وتكامل وتكمّل، وأكملته وكملته واستكملته. ورجل كامل: جامع
للمناقب. وحولٌ كميل. قال العباس بن مرداس:
على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولاً كميلاً
وأعطاه حقه كملاً: وافياً، وهذه تكملته وتتمته: لما يتمّ به. وعرّف
فلان التكملات من حساب الوصايا. وتقول: لك بعضه وكماله أي كله.
ك م م
كمّه يكمّه إذا ستره، وشيء مكموم.
(2/146)
قال الأخطل:
كمّت ثلاثة أحوال بطينتها ... حتى إذا صرّحت من بعد تهدار
وشمّر كميه، وثوب طويل الأكمام، وكمّمت القميص وأكممته: جعلت له كمّين.
وخرجت الثمرة من كمّها، والثمر من أكمامها وأكاميمها، وكمّمت النخلة
وأكمّت: أخرجت أكمامها، ونخل مكّمٌ ومكمّ. قال:
رأيت جمال الحيّ لما تحمّلوا ... حوامل للأحداج نخلاً مكمّاً
وقال الأعشى:
هو الواهب الكوم الصفايا وعبدها ... نشبّهها دوماً ونخلاً مكمّاً
واعتمّ على الكمّة وهي هذه القلينسة اللاطئة بالرأس على مقداره. وتقول:
لا تحسن العمّة، إلا على الكمه. وعلّقوا الأكمّة على الخيل وهي
المخالي، الواجد: كمامٌ. وكفّ فم البعير: بالكمام والعام بما يكعم به
أي يشدّ من حبل وبما يكم به أي يغطّى. وتكّم الرجل بثيابه: تغطّى بها.
ك م ن
استخرجه من مكمنه ومكامنه، واختفى في مكمن حريز، وسر كامن ومكتمن،
وتقول: حبك في الفراد كمين، وأنت بذاك قمين، وقد كمن الشيء واكتمن.
وناقة كمون: كتوم للّقاح إذا لقحت ولم تبشّر به أي لم تشل بذنبها، وقد
كمنت لقاحها تكمنه.
ومن المجاز: هذا أمر فيه كمين أي دغلٌ لا يفطن له.
ك م هـ
ولد فلان أكمه، وقد كمهت عيناه.
ومن المجاز: هو في عمهٍ وكمهٍ: في ضلال وعمىً، وخرج يتعمّه ويتكمّه أي
يذهب متحيراً ضالاً لا يدري أين يتوجه. وكلأ أكمه: كثير لا يدرى كيف
يتجه له لكثرته. وكمه النهار: اعترضت شمسه غبرة. وكمه لون الإنسان:
تغيّر.
ك م ي
هو كميّ من الكماة وهو الذي كمى نفسه بالسلاح أي سترها. وكمى فلان
شهادته: كتمها. وقال:
كم كاعب منهم قطعت لسانها ... وتركتهاع تكمى الجليّة بالعلل
اقتضّها بالفجور فهي تغتلّ لزوجها وتريد أن تستر خالها الظاهرة من ذهاب
عذرتها بتلفيق العاذير، وقطع لسانها: أنها لا تقدر على الحجّة.
ك ن ب
كنبت يداه: غلظتا من العمل. قال:
قد أكنبت يداك بعد لين ... وبعد دهن البان والمضنون
ك ن ت
رجل كنتيّ: مسنّ يقول كنت كذا وكنت كذا. قال:
فأصبحت كنتياً وأصبحت عاجناً ... وشرّ خصال المرء كنتٌ وعاجن
ك ن د
رجل كنودٌ، وامرأة كنود وكندٌ. وكند
(2/147)
النعمة: كفرها، ومنه: كندة: لأنه كند أباه
ففارقه، وتقول: فلان إن سألته نكد، وإن أعطيته كند. ووقع البازي على
كندرته وهو مجثم مهيأ له من خشب أو غيره.
ومن المجاز: أرض: كنود لا تنبت.
ك ن ز
كنز المال، ومال مكنوز، وله مكنز ومكانز وهو البيته الذي يكنز فيه.
وكنز التمر في الوعاء. وهذا زمن الكناز. وكنزت الحب في الجراب فاكتنز
فيه، وكنزت الجراب فاكتنز إذا ملأته جداً. وإنه لكنيز اللحم مكتنزه:
صلبه. وناقة كناز اللحم.
ومن المجاز: معه كنز من كنوز العلم وقال زهير:
عظيمين في عليا معدٍّ وغيرها ... ومن يستبح كنزاً من المجد يعظم
وهذا كتاب مكتنز بالفوائد.
ك ن س
كنس البيت بالمكنسة والمكانس، ورمى بالكناسة، ورجل كنّاس: يكنس الحشوش.
ودخل الوحشيّ في كناسهن والوحش في كنسها، وظبي كانس، وظباء كوانس،
وكنست الظباء واكتنست وتكنّست. وهذه كنيسة اليهود وكنائسهم.
ومن المجاز: نجوم كنّس. ومرّوا بهم فكنسوهم، كقولك: فكسحوهم. وقال
لبيد:
شاقتك ظعن الحيّ يوم تحملوا ... فتكنّسوا قطناً تصرّ خيامها
ك ن ع
كنعت أصابعه وتكنعت: تشنجت، وبها كناع.
ك ن ف
هو في كنف فلان، وهم في أكناف الحجاز: في نواحيه، وتكنفوه واكتنفوه:
أحاطوا به من كل جانب. وكنفته: حفظته. وكانفته: عاونته. وفلان مخذول لا
تكنفه من الله كانفة. واتخذ للإبل كنيفاً: حظيرة. قال متمّم:
فعينيّ هلاّ تبكيان لمالك ... إذا أذرت الريح الكنيف المنزّعا
وكنف الكيذال اعلحبّ: جعل يديه على رأس المكيال يمسك بهما المكيل.
يقال: كله كيلاً غير مكنوف. وإنه لمكنّف اللحية إذا كانت عظيمة ذات
أكنافٍ.
ومن المجاز: حرّك الطائر كنفيه: جناحيه. وتقول: في حفظ الله وكنفه. وعن
عمر بن أبي ربيعة: ما علم الله أني طالعت كنف حرامٍ قط. وفي الحديث "
كنيف مليء علماً ".
ك ن ن
كنّه وأكنّه: ستره، واكتنّ واستكنّ: استتر، وأكننته في نفسي: أضمرته.
واجعله في كنّ، وربّ البيت ذي الأكنان. ونثر كنانته وكنائنه. وبنى على
باب داره كنّةً: سترة مثل الجناح. وقعد على الكانون وهو المصطلى. "
وأثقل من الكانون " وهو كانون الشتاء الذي هو أشده برداً أو كانون
القوم الذي يكنّون عنه الحديث.
(2/148)
قال أبو دهبل:
فليت كوانيناً من أهلي وأهلها ... بأجمعهم في بحر دجلة لجّجوا
الله منعونا من نحب وأوقدوا ... علينا وشبّوا نار صرمٍ تأجج
وتقول: أحسن من الكانون، في الكانون. وهذه كنة فلانٍ لامرأة ابنه أو
أخيه، وهنّ كنائنه.
ك ن هـ
سله عن كنه الأمر: عن حقيقته وكيفيته. وأتيته في غير كنهه. في غير
وقته. واكتنه الأمر: بلغ كنهه. وعندي من السرور بمكانك ما لا يكتنهه
الوصف. وأكنه الأمر: بلغه غايته. وسحاب كنهور: صخام بيض.
ك ن ي
كنى عن الشيء كناية وكنى ولده وكنّاه بكنية حسنة، والكنى بالمنى.
وتكنّى أبا عبد الله أو بأبي عبد الله، وفلان حسن العبارة لكنى الرؤيا
وهي الأمثال التي يضربها ملك الرؤيا يكنى بها عن أعيان الأمور.
ك هـ ب
بعيرٌ أكهب، وناقة كهباء، وفيه كهبة وهي غبرة مشربة سواداً.
ومن المجاز: رجل أكهب اللون: متغيّره، وقد اكهاب لونه.
ك هـ ر
كهره ونهره. زجره. وفي قراءة ابن مسعود " فلا تكهر " ولقيته في كهر
الضحى: في وقت ارتفاعه.
ك هـ ف
لجأوا إلى كهف وإلى كهوف وهي الغيران. وتكهّف الجبل: صارت فيه كهوف.
ومن المجاز: فلان كهف قومه: ملجؤهم، وتقول: أولئك معاقلهم وكهوفهم،
وإليه يأوي ملهوفهم. وناقة ذات أرداف وكهوف وهي ما تراكب في ترائبها
وجنبيها من كراديس اللحم والشحم. قال:
حسّر منه الخمس عن كهوف ... مثل أعالي الظعن الوقوف
ك هـ ل
هو كهل بيّن الكهولة، وقوم كهول، واكتهل الرجل وكاهل. وفي الحديث: " هل
في أهلك من كاهل " ورويَ: من كاهل.
ومن المجاز: هو كافل أهله وكاهلهم وهو الذي يعتمدونه شبّه بالكاهل
واحد: الكواهل. واكتهل النبات: تمّ طوله وتكهّل، ونبات كهل. قال ابن
مقبل:
وقوف به تحت أظلاله ... كهول الخزامى وقوف الظعن وطائر كهل: سعد. قال
أبو خراش:
فلو كان سلمى جاره أو أجاره ... رياح بن سعد ردّه طائر كهل
ك هـ م
سيف كهام: كليل، وقد كهم وكهم كهامة وتكهم.
ومن المجاز: لسان كهام: عيٌّ. وفرس كهام: بطيء عن الغاية. ورجل كهام
وكهيم: لا غناء عنده. وكهم بصره إذا كلّ ورقّ.
ك هـ ن
هو كاهن بيّن الكهانة وقد كهن وكهن. وعن ابن عباس: لا تتبع النجوم
فإنها تؤدّي إلى الكهانة، وتكهّن: قال ما يشبه قول الكهنة.
ك هـ ه
استنكهت الشارب فكه في وجهي: تنفّس. وكهكه المقرور في يده: ليدفئها.
(2/149)
قال الكميت:
وكهكه المدلج المقرور في يده ... واستدفأ الكلب بالمأسور ذي الذئب
ك وب
لا يزال معه كوب الخمر، وكوبة القمر وهي النرد أو الشطرنج.
ك وح
كاوحه مكاوحة.
ك ور
كار العمامة وكوّرها، وهذه العمامة عشرة أكوار وعشرون كوراً. واتخذ
القين كوراً وكيراً: موقداً للنار وزقاً للنفخ. والنحل في اعلكوّارة
وهي الخليّة. وكوّرت المتاع: وضعت بعضه على بعض. وحمل على ظهره كارةً
من الثياب، وهذه كارةٌ من كارات القصار. وطعنه فكوّره: صرعه. وتكوّر
الجبل: سقط، واشترى جملاً بكوره، وجالاً بأكوارها وكيرانها. ودخلت كورة
من كور خراسان. " ونعوذ بالله من الحور بعد الكور " وهو الزيادة.
ك وز
اكتاز الماء: اغترفه بالكوز. واكتز من هذا الحب، ورأيته يكتاز منه.
ورجل مكوّز الرأس ومبرطل الرأس: طويله.
ك وس
كوسه الله في النار: قلبه على رأسه. وعشب متكاوس: كثف حتى تساقط. وكاس
العقير كوساً لأنه يسقط على رأسه. وقاس النّجار العود بالكوس وهي خشبته
المثلثة.
ك وع
رجل أكوع، وبه كوع وهو خروج الكوع. وفلان لا يفرق بين الكوع والكرسوع،
الكوع: من ناحية الإبهام، والكرسوع: من ناحية الخنصر.
ك وف
كوّف وبصر: أتاهما. وتكوّف وتبصر: صار كوفياً وبصرياً وتعصب لأهلهما
وذهب مذهبهم.
ك وم
ناقة كوماء، وإبل كومٌ. وعنده كومة من الطعام وغيره وكومٌ: صبر. وكوم
كومةً من تراب. وكام الفرس أنثاه يكومها. وقال:
عقربة يكومها عقربان
ك ون
كانت الكائنة والكوائن. وقال سويد:
فلما التقينا وكان الجلاد ... أحبّوا الحياة فولّوا شلالا
وأخبرني بالكائن عندك. وكوّن الله العالم: أحدثه
(2/150)
فتكوّن. وتقول: أقفرت الديار كأن لم يكنها
أحد أي لم يكن بها. قال ذو الرمة:
كأن لم يكنها الحيّ إذ أنت مرّةً ... بها ميت الأهواء مجتمع الشّمل
وتقول: إذا سمعت بخيرٍ فكنه، أو بمكان خير فاسكنه.
ك وي
نظرت من الكوة، ونظن من الكوى والكواء، وكوّيت في داري كوًى. وكواء
بالمكواة والمكاوي.
ومن المجاز: كوته العقرب: لدغته.
ك ي د
له كيد ومكيدة ومكايد، وكاده وكايده. وكادت الشمس تغيب.
ومن المجاز: رأيته يكيد بنفسه: يقاسي المشقّة في سياقه. وغزا فلم يلق
كيداً أي لم يقاتل.
ك ي س
هو أكيس بيّن الكيس والكياسة، وقوم أكياس وكيسى بوزن: حمقى. قال:
فكن أكيس الكيسى إذا كنت فيهم ... وإن كنت في اعلحمقى فكن مثل أحمقا
وهو الأكيس وهي الكيسى والكوسى، وكاس في الأمر يكيس وتكيّس وتكايس.
وامرأة كيّسة، ونساء كياس، وأكيست وأكاست: جاءت بأولاد أكياس. قال:
فلو كنتم لمكيسة أكاست ... وكيسُ الأم يظهر في البنهنا
ولكن أمكم حمقت فجئتم ... غثاثاً ما نرى فيكم سميناً
وامرأة مكياس: نقيض محماق. وكايسني فكسته: غلبته في الكيس. وكايسته في
البيع لأغبنه، وفي الحديث. أنه قال لجابر: " أتراني إنما كستك لآخذ
جملك " وهو كيس مكيّس: موصوف بالكيس. وتقول: ما كسته فما كسته.
ومن المجاز: بنى فلان داراً كيس. وفي مثل " أكيس من قشّة ". وفي
الحديث: " إن أكيس الكيس التّقى وأحمق الحمق الفجور " وركب فلان كيسان
إذا غدر وهو علم للغدر. قال النمر
ابن تولب:
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم ... إلى الغدر أمضى من شبابهم المرد
ك ي ل
برّ مكيل، وكلته له: أعطيته. واكتلته منه، واكتلته عليه: أخذته.
ومن المجاز: كايلناهم صاعاً بصاع: كافأناهم، وتكايلوا بالدم. قال:
فيقتل جبراً بامريء لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدم
وكايلته في المقال إذا قلت له مثل ما يقول لك، وقال ذلك مكايلةً أي
مقايسة، وكاله به: قاسه.
(2/151)
قال الأخطل:
فقد كلتموني بالسوابق قبلها ... فبرّزت منها ثانياً من عنانيا
وكالهم بالسيف كيلاً. قال:
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
والفرس يكابل الفرس كيلاً بكيل: يسابقه. وهذا طعام لا يكيلني: لا
يكفيني. وكال الزند يكيل إذا قتل فخرجت سحالته وهي حكاكة العود. ولم
ير. وكال فلان بسلحه من الفزع، ومنه قيل للجبان: الكبّول. وقام في
الكيول: في مؤخر الصفوف. وفي الحديث أنه قال لرجل " فلعلك إن أعطيتك
سيفاً أن تقوم في الكيول ".
ك ي ن
كان الرجل يكين كينةً، واستكان استكانةً إذا خضع، وأكانه: أخضعه، وأدخل
عليه من الذل ما أكانه. قال:
لعمرك ما تشفى جراح تكينه ... ولكن شفائي أن تئيم حلائله
وبات بكينة سوء: ما يتكلّم إلا أن تنذره إذا بات واجماً. واكتان إذا
أسرّ الحزن في جوفه واشتقّ من الكين وهو لحم باطن الفرج، وقيل: البظر
لأنه في أسفل موضع وأذله.
(2/152)
|