أساس البلاغة كتاب النون
ن أن أ
كان ذلك في النأنأة: في أول الإسلام: ومعناها الضعف قبل أن يقوى ويعز،
يقال: رجل نأنأ، وفيه نأنأة. قال امرؤ القيس:
لعمرك ما سعد بخلة آثم ... ولا نأنإ يوم الحفاظ ولا حصر
وفي الحديث: " طوبى لمن مات في النأنأة " وقال علي رضي الله عنه
لسليمان بن صردٍ: تنأنأت وتربصت فكيف رأيت الله صنع أي فترت وقصرت.
ن أج
جأر إلى الله ونأج، وبتّ أناجي ربي وأنأج إليه وهو أضرع ما يكون من
الدعاء وأحزنه. وفي الحديث: " ادع ربك بأنأج ما تقدر عليه " قال:
أنت الغياث إذا المضطر في كرب ... نادى بصوتٍ ضعيف الركز نأج
وريح نؤوج: لها حفيف، وقد نأجت، ورياح نوائج. وقال ذو الرمة:
وصوّح البقل نأج تجيء به ... هيف يمانيّة في مرها نكب
ومن المجاز: نأجت الرائحة كما يقال: عجت. قال:
كأن نأج نفحة من سنبل ... من طيّب الكافور والقرنفل
يجيب جمّاء العظام عيطل
وتقول: جاء بيلنجوج له أريحٌ وعجيج، في البيت ونئيج.
ن أد
داهية نآد بوزن عقام وصناع، ونآدى بوزن: نصارى، ونأدته الدّاهية تنأده:
قدحته وبلغت منه. قال:
أتاني أنّ داهيةً نآداً ... على شحط أتاك بها ميون
أي كذوب. وقال الكميت:
فإياكم وداهية نآدى ... أظلّتكم بعارضها المخيل
(2/238)
أنشد لأبي تمام:
سمعت بذكر داهية نآدٍ ... ولم أسمع بسرّاج أديب
ويقال: داهية نؤود.
ن أش
جاء نئيشاً أي أخيراً. قال:
تمنى نئيشاً أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور
ن أم
سمعت نئيم الأسد ونئيم القوس وهو صوت ضعيف. ونأمت إليه نأمةً، وناءمت
مناءمة. قال المرّار:
وأن ألج البيت مدجى الغطاء ... أنائم في البيت صوتاً ضعيفاً
مسبل الستر. وسمعت نغمته ونأمته. وما يعصيه زأمةً ولا نأمةً أي ما
يعصيه كلمة.
ن أي
سفر ناء، ونأيت عنه ونأيته. قال:
نأتك أمامة إلا سؤالاً ... وإلا خيالاً يوافي خيالا
وتناءوا عني، وانتأوا، وناءيته: باعدته. وناءيت عنه الشر: دافعت،
وأنأيته عني، ونأيت الدمع عن خدّي بإصبعي. قال:
إذا ما التقينا سال من عبراتنا ... شآبيب ننآى سيلها بالأصابع
وحفروا النؤى. قال الطرماح:
عفت إلا أياصر أو نؤباً ... محافرها كأسرية الأضين
وهي التي تحفر حول الخيام، ولم يبق إلا النؤى والمنتأى، وانتأيته:
احتفرته. قال ذو الرمة:
ذكرت فاهتاج السقام المضمر ... وقد يهيج الحاجة التذكر
مياً وشافتك الرسوم الدثّر ... آريها والمنتأى المدعثر
ن ب أ
أتاني نبأ من الأنباء، وأنبئت بكذا وكذا، ونبئت، واستنبأته: استخبرته،
ونبّيء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنبيء. ورجل
نابيء. وسيل نابيء: طارىء من حيث لا يدرى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل
عندكم نابئة خبرٍ ومغرّبة خبرٍ وجائبة خبرٍ. وقال خنيش بن مالك:
فنفسك أحرز فإن الحتو ... ف ينبأن بالمرء في كلّ واد
وقال:
ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... وليس القذى بالعود يسقط في الخمر
(2/239)
ولكن قذاها كل أشعث نابيء ... أتتنا به
الأقدار من حيث لا ندري
وقال أبو النجم:
والنابيء العريض من جهالها
وسمعت نبأةً: صوتاً.
ن ب ب
رمح مطّرد الأنابيب. وكعب الشجر ونبّب. ونبّ التيس نبيباً، وقال عمر
رضي الله عنه لوفد أهل الكوفة حين شكوا سعداً: يكلّمني بعضكم ولا
تنبّوا عندي نبيب التيوس.
ومن المجاز: شرب من أنبوب الكوز. وله أنبوب من نخل وغيره: سطرٌ. قال:
أو من مشعشعة ورهاء نشوتها ... أو من أنابيب رمّان وتفاح
وقال مالك بن خالد الخناعيّ:
في رأس شاهقة أنبوبها خصر ... دون السماء له في الجو قرناس
طرف نادر أطريقها بارد. وذهب في كل أنبوب: في كل طريقة، وتقول: إني أرى
الشر قصب وشعّب، ونبّب وكعّب. وقال الشماخ:
يردّ أنابيب البغام جرانها ... كما ارتدّ في قوس السّراء زفيرها
جعل بغامها مزماراً حتى جعل له أنابيب وهو من لطيف المجاز. نبّ فلان
نبيباً: طلب النّكاح، وقد أنبّه طول العزبة، ونبّب الرجل: حمحم عند
الجماع.
ن ب ت
ظهر النبت والنبات في الأرض، ونبت البقل نباتاً، وأنبته الله ونبّته،
ونبّت الناس الشجر: غرسوه، ونبّتوا الحبّ: حرثوه.
ومن المجاز: نبت فلان في منبت صدق، وفي أكرم المنابت، وإنّه لحسن
النبتة، وأنبته الله نباتاً حسناً، ومن ثبت نبت، ونبّت الصبي: ربّاه،
وفلان ينبّت جاريته رجاء الرّبح فيها. ونبّت أجلك بين عينيك. ونبتت
لبني فلان نابتة: نشأ لهم نشأ صغار، وإنّ بني فلان لنابتة شرّ، وهذا
قول النابتة والنوابت وهم الحشوية. وتقول: ألم ينبت حلم فلان؟. قال
النمر بن تولب:
على أنها قالت عشيّة زرتها ... هبلت ألم ينبت لهذا حلمه بعدي
ن ب ث
نبث التراب من الحفرة: استخرجه، وركموا النبيثة والنبائث في جانبي
النهر وحول البئر وهو تراب الحفر، وما رأيت بأرضهم نبهثاً: أثر حفر.
ومن المجاز: نبثوا عن الأمر: بحثوا عنه وهو يستنبث أخاه عن سرّه:
يستبحثه، وأبدى فلانٌ نبيثة القوم ونبائثهم. وبينهم شحناء ونبائث، ولا
يزالون يتنابثون عن الأسرار، ويتباحثون عن الأخبار. وتقول: ظهرت
نبائثهم، ولم تخف خبائثهم.
(2/240)
وقال:
وإن حفروا بئري حفرت بئارهم ... وسوف ترى آثارها والنبائث
وفلان خبيث نبيث.
ن ب ج
إنه لنفاج نباج: ليس معه إلا الكلام، وكذبت نباجته: استه. وعنده
الأنبجات: الأشياء التي تربب بالعسل كالإهليلج والأترج وهي من الأنبج
وهو حمل شجر يكون بالهند على خلقة الخوخ ولبابه كلبابه يربب بالعسل.
ن ب ح
نبحته الكلاب، وكلب نبّاح، وله نبح ونباح، واستنبح الضيف الكلاب.
ومن المجاز: نبح الظبي والتيس عند السفاد والهدهد. قال النابغة يصف
فرساً:
فيصيدنا العير المدلّ بشدّه ... قبل الونى والأشعب النباحا
وقال خالد بن الصقعب:
كأن عرين أيكته تلاقى ... به جمعان من نبط وروم
نباح الهدهد الحولي فيه ... كنبح الكلب في الأنس المقيم
ونبح الشاعر: هجا. وسمعت نبوح الحي: ضجتهم بما معهم من الكلاب وغيرها.
قال طفيل:
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر ناراً ثمّ حولٍ مجرم
وقال الأخطل:
إن العرارة والنبوح لدارم ... والمستخف أخوهم الأثقالا
ن ب ذ
نبذ الشيء من يده: طرحه ورمى به. وصبيٌّ منبوذٌ، والتقط فلان منبوذاً
ونبيذةً ونبائذ. ونبّذه: أكثر نبذه. قال:
هلا غضبت لرحل جا ... رك إذ تنبّذه حضاجر
" ونهي عن المنابذة في البيع " وهي أن تقول: انبذ إليّ المتاع أو أنبذه
إليك ليجب البيع، ويقال: له بيع الإلقاء. وجلس على المنبذة وهي الوسادة
تنبذ للإنسان: تطرح له، وطرحوا لهم المنابذ، وتقول: تعمّموا بالمشاوذ،
وجلسوا على المنابذ.
ومن المجاز: نبذ أمري وراء طهره إذا لم يعمل به " فنبذوه وراء ظهورهم "
" نبذه فريق منهم ". وانتبذ الرجل: اعتزل ناحيةً،
(2/241)
وجلس نبذةً ونبذةً، وهو منتبذ الدار:
نازحها، وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ: رمى إليه
بالعهد ونقضه، ونابذه منابذةً وتنابذوا. ونبذ النبيذ وهو أن يلقى التمر
المنبوذ، ومنه: فلان ينبذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفث عليّ. ونبذت
فلانة قولاً مليحاً: رمت به. قال القطاميّ:
فهنّ ينبذن من قول يصبن به ... مواقع الماء من ذي الغلّة الصادي
ونبذت إليه السلام والتحيّة. قال الرّاعي:
فلمّا تداركنا نبذّنا تحيّةً ... ودافع أدنانا العوارض باليد
عوارض الهودج: جوانبه. ونبذت بكذا ورميت به إذا رفع لك وأتيح لقاؤه.
قال ابن مقبل:
قد قدت للوحش أبغي بعض غرّتها ... حتى نبذت بعير العانة النّعر
ولله أم نبذت بك. ونبذ الحفّار التراب ونبثه: رمى به وهي النبيثة
والنبيذة والنبائث والنبائذ: وبرأسه نبيذ من الشيب. وبالأرض نبذ من
الكلإ. وأصابها نبذ من المطر. وفيها نبذ من الناس. وذهب ماله وبقي نبذ
منه وهو القليل لأن القليل ينبذ ولا يبالي به.
ن ب ر
عنده من الثياب أضابير، ومن الطعام أنابير. وانتبر الجرح: تورّم وارتفع
مكانه. وانتبرت يده: انتفطت. ونبرت الشيء: رفعته. ونبر فلان نبرةً: نطق
نطقة بصوتٍ رفيع، ورجل نبّارٌ بالكلام، ومنه: المنبر. وانتبر الخطيب:
ارتفع على المنبر، وفي الحديث: " لا تنبروا باسمى " لا تهمزوه.
ن ب س
فلان ساكت لا ينبس، وما نبس بكلمةٍ، وتقول: كلّمته فعبس، وما نبس.
ن ب ش
نبش الأرض عمّا تحتها نبشاً، ومنه: نبش القبر.
ومن المجاز: هو ينبش الأسرار. قال:
مهلاً بنى عمّنا مهلاً موالينا ... لا تبشوا بيننا ما كان مدفوناً
وهو ينبش لعياله ويحترش إذا استخرج رزقهم من هنا وهنا واحتال. وانتبش
العروق من الأرض: استخرجها. قال الكميت:
موتهنّ انتباشهنّ من الأر ... ض ويحيين ما سكنّ القبورا
أي ما دامت العروق تحت الأرض كانت حيّةً فإذا نبشت ماتت.
ن ب ص
نبص الغلام بالطائر والكلب وهو أن يضمّ شفتيه ويدعوه.
ومن المجاز: نبص بالكلمة: أخرجها متحذلقاً كأنه صلصلها وصفّاها.
ن ب ض
نبض عرقه نبضاً ونبضاناً. وأنبضته
(2/242)
الحمّى. وتقول: رأيت ومضة برق، كنبضة عرق.
وأنبضَ عن القوس وأنبضها. قال أوس:
إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها ... إذا أنبضوا عنها نئيماً وأزملاً
وقال مهلهلٌ:
أنبضوا معجس القسيّ وأبرق ... نا كما أوعد الفحول الفحولا
وأنبض بالوتر. ووضع يده على منبض قلبه حيث تراه ينبض وتجد همس نبضانه.
وجس الطبيب منبضه ومنابضهم. وأنبض النّدّاف منبضه وهو مندفته.
ومن المجاز: فلان ما نبض له عرق عصبيّةٍ إذا لم يتعصّب، وما دام فيّ
عريق نابض لم أخذلك أي ما دمت حياً. ونبض نابضه أي هاج غضبه. وله فؤاد
نبض: شهم رواعٌ. ويقال لمن ينتحل ما ليس عنده: أداته إنباض من غير
توتير. وما يعرف له منبض عسلة كقولهم: مضرب عسلةٍ إذا لم يكن له أصل.
ن ب ط
هو من النبط والنبيط والأنباط، وهو نبطيّ ونباطيّ وأنباطي. وقال خالد
بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعربٌ أنتم أم نبيطٌ فقال: عرب
استنبطنا ونبيط استعربنا. ومنه قول أبي العلاء المعرّي:
أين امرؤ القيس والعذارى ... إذ مال من تحته الغبيط
استنبط العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النّبيط
وعالج الجرح يعلك الأنباط وهو الكاماي المذاب يجعل لازوقاً للجراح.
وكيف نبط بئركم: ماؤها المستنبط، ونبط الماء من البئر نبوطاً، وأنبطوه
واستنبطوه. وفرس أنبط: أبيض البطن. قال ذو الرمة:
كمثل الحصان الأنبط البطن كلّما ... تمايل عنه الجلّ فاللون أشقر
ومن المجاز: فلانٌ لا ينال نبطه: لمن يوصف بالعزّ. قال كعب الغنويّ:
قريب ثراه لا ينال عدوه ... له نبطاً آبى الهوان قطوب
ويقال في الوعيد: لأبثن ما في جونتك ولأنبطنّ نبطك. واستنبط معنًى
حسناً ورأياً صائباً لعلمه الذين يستنبطونه منهم. واستنبطت من فلان
خبراً.
ن ب ع
له قوس من نبعٍ. وللماء منبع غزير ومنابع، وقد نبع ينبع وينبع، ومنه:
نقل اسم ينبع لكثرة ينابيعها، سمعت الشريف سلمة بن عيّاشٍ الينبعيّ:
كانت له مائة وسبعون عيناً فوّارةً. وكأن عينه ينبوع.
ومن المجاز: فلانٌ صليب النّبع، وما رأيت أصلب نبعةً منه. وله نبعةٌ
تنبيء الأضراس. وهو من نبعة كريمة. وقرعوا النّبع بالنّبع إذا تلاقوا.
(2/243)
قال:
فلما قرعنا النّبع بالنّبع بعضه ... ببعضٍ أبت عيدانه أن تكسّرا
ونبع من فلان أمرٌ: ظهر. ونبع العرق: رشح. ونضحت نوابع البعير. مسايل
عرقه. وفجّر الله ينابيع الحكمة على لسانه.
ن ب غ
نبغ الوعاء بالدّقيق: خرج منه لرقّته. ونبغت المزادة: كانت كتوماً
فصارت سربة. ونبغ الرأس: ثارت هبريّته، وإنه لكثير نبّاغ الرأس:
مثقّلاً ومخفّفاً. ومحجّةٌ نبّاغةٌ: يثور ترابها.
ومن المجاز: نبغت لنا منك أمور لم نتوقّعها. ونبغ الشرّ: فشا وظهر.
ونبغ منهم النفاق إذا خفّوا في الفتنة. ونبغ فلان في الشعر إذا لم يكن
في إرث الشّعر ثم قال فأجاد، ويقال: إنّ النابغةَ قال الشّعر على كبر
سنّه فسمّي النّابغة، وقيل: بل لقوله:
وحلّت في بني القين بن جسرٍ ... فقد نبغت لنا منهم شئون
ونبغ من فلانٍ شعر شاعر. وهو نابغة من النوابغ. ونبغ في العلم وفي كلّ
صناعةٍ، وتقول: الحمد لله الذي أنعم عليّ النعم السّوابغ؛ وألهمني
الكلم النوابغ.
ن ب ق
عن بعض العرب: إنّ النّبق ليعجبني وإنّ النّبق لي لمؤذٍ. وفي الحديث: "
ونبقها كقلال هجر " وشجر منبّق: مسطّرٌ، من: نبّق الكتاب ونمّقه إذا
سطّره منسّقاً مرتّباً.
ن ب ك
وقعنا في نبك من الأرض ونباك: جمع: نبكةٍ وهي الأكمة المحدّدة الرأس.
ونبك المكان: ارتفع نبوكاً. وهشاب نوابك. قال ذو الرمة:
طواهنّ تغويري إذا الآل أرفلت ... به الشمس أزر الحزورات النّوابك
من الثوب المرفل.
ن ب ل
رجل نبيل، وقوم نبلاء، ونبل، وفيه نبل: فضيلة، وقد نبل نبالة، وتنبّل:
تشبّه بالنبلاء. ورجل نابل ونبّال: معه نبل. قال امرؤ القيس:
وليس بذي سيفٍ فيقتلني به ... وليس بذي رمح وليس بنبّال
وهو نبّالٌ ونابل: حسن النبّالة لصانعها. ونبلته نبلاً: رميته بالنبل،
وأنبلته: أعطيتهإيّاه، واستنبلني فأنبلته. وهو أنبل النّاس: أعلمهم
بعمل النّبل. قال أبو ذؤيب:
ترّص أفواقها وقوّمها ... أنبل عدوان كلّها صنعاً
وتنابلوا فنبلهم فلان: تنافروا أيّهم أجود نبلاً أو أيّهم أصنع للنّبل.
ورجل تنبال: قصير. وتنبّل البعير: مات.
(2/244)
ومن المجاز: فرس نبيل المحزم: عظيمه. قال
عنترة:
وحشيّتي سرجٌ على عبل الشّوى ... نهدٍ مراكله نبيل المحزم
وإبل نبال الأعجاز. قال ذو الرمة:
بنائية الأخفاف من قمع الذرى ... نبال تواليها رحاب جنوبها
ويقال: كعبها نبيل: على وجه الذّم. وأنبل قداحه: جعلها غليظة جافية.
وتنبّل الخطب: عظم. ورجل نابل بالأمر: حاذق به استعير من الحاذق
بالنّبالة. ونبلني حجارةً أتطهر بها وهي النبل والنبل. وفي الحديث: "
أبعدوا المذهب واتّقوا الملاعن وأعدّوا النبل " وما انتبل نبله إلاّ
بآخرة أي ما أخذ عدّته إلا بعد فوات الوقت.
ن ب هـ
انتبه من نومه واستنبه وتنبّه ونبه نبهاً. قال:
وتبذل لي سلمى إذا نمت حاجتي ... وتلقى خلال النبه وهي منوع
وأضلّوه نبهاً: لا يدرون متى ضل حتى انتبهوا له. ورجل نبيه، وقد نبه
نباهةً، ونبّهت باسمه: نوّهت به.
ومن المجاز: سمعت كلاماً فما نبهت له: فما فطنت له. ومالي به نبهٌ
ونبَهٌ. ونبهته من غفلته، وتنبهت على الأمر: تفطّنت له.
ن ب
ونبا السيف عن الضريبة نبوة ونبواً، وسيف نابٍ، و" لكل صارم نبوة "،
وما أنبى سيفك؟: ما جعله نابياً.
ومن المجاز: نبا عنه بصري. قال:
نبت عين ميّ نبوةً ثم راجعت ... وما خير عينٍ إذ نبت لم تراجع
وتقول: نبت عيني فأذنبت، إذ نبت. ونبا عنه فهمي. ونبا عنّي فلانٌ:
فارقني، وبيني وبينه نبوة. وهو يشكو نبوة الزمان وجفوته، وأصابتهم
نبوات الزمان وجفواته. ونبا السهم عن الهدف: لم يصبه. ونبا عليه صاحبه
إذا لم يتقد له. ونبا عليه سيفه. قال:
أنا اليسف إلاّ أنّ للسيف نبوةً ... ومثلي لا تنبو عليك مضاربه
ونبا به منزله وفراشه. قال:
فأقم بدار ما أصبت كرامةً ... وإذا نبا بك منزل فتحول
وفي مثل " الصدق ينبي عنك لا الوعيد ". وأنشد سيبويه يصف جملاً:
أو معبر الظّهر ينبي عن وليّته ... ما حج ربّه في الدنيا ولا اعتمرا
ن ت أ
وقع على صخرةٍ ناتئةٍ من الجبل. ونتأت
(2/245)
القرحة: ورمت. ونتأ ثدي الجارية. وفي مثل "
تحقره وينتأ " أي يتقدّم بالنّكر ويشخص به وأنت تحسبه مغفّلاً.
ن ت ج
نتجت الناقة وهي منتوجةٌ، وأنتجت فهي منتجةٌ إذا وضعت، ونوقٌ مناتيج،
ونتجها صاحبها وأنتجها: وليها حتى وضعت فهو ناتج ومنتج. قال الحارث بن
حلّزة:
إنك لا تدري من النّاتج
وهذا وقت نتجها ونتاجها أي وضعها، وفرس نتوج ومنتج، وكذلك كل حافر إذا
دنا نتاجها وعظم بطنها، وقد نتجت وأنتجت: حملت، وتنتّجت الناقة: تزخّرت
في نتاجها، وتناتجت الإبل وانتجت: توالدت، ولي قلوص ما أركبت ولقد ولدت
نتائجها أي لداتها. قال:
نتيجتها في العين حقّ وناقتي ... كبازل ذي عامين كوماء كالقصر
أي موافقتها في النتاج ومساويتها. وغنم فلان نتائج أي في سنّ واحدة.
ومن المجاز: الرّيح تنتج السّحاب. قال الراعي:
أربّت بها شهري ربيع عليهم ... جنائب ينتجن الغمام المتاليا
وفي مثل " إن العجز والتواني تزاوجا فانتجا الفقر ". قال ذو الرمة:
قد انتجت من جانب من جنوبها ... عواناً ومن جنبٍ إلى جنبها بكراً
وهذه المقدمة لا تنتج نتيجةً صادقةً إذا لم تكن لها عاقبة محمودة.
ويقال: هذا الولد نتيج ولدي إذا ولدا في شهرٍ أو عامٍ واحد. وأنشد
الكسائي:
أخي وطريدي قد رضيت نجاره ... وما بيننا من حاجزٍ ووليج
نتيجي وقرني لازم لخليقتي ... ولن تلزم الأشباه مثل نتيج
وهذه نتيجةٌ من نتائج كرمك. وقعد منتجاً: أي قاضباً حاجته، جعل ذلك
نتاجاً له، ومنه: بيت الحماسة:
هم نتجوك تحت الليل سقباً ... خبيث الريح من خمرٍ وماء
وفي أوابدهم: ما ثلاث دجه، يحملن دجه، إلى الغيهبان فالمنتجه، وهما
البطن والدبر، وروي: إلى الثقفان لأنه مظلم وهو يثقف الطّعام: ألغز عن
ثلاث أنامل يحملن لقمةً بثلاث نحلات يحملن نحلةً والدّجة محذوفة عن
الدجية وهي ولد
(2/246)
النّحلة وتوحيد المميّز في الشذوذ كثلاث
مائة والقياس: ثلاث دجًى. قال جميح الأسديّ:
تدبّ حميّاً لكأس فيهم إذا انتشوا ... دبيب الدّجى وسط الضّريب المعسّل
ن ت ح
نتح العرق من مناتحه، ورشح من مراشحه. ونحيٌ نتّاح: رشّاح.
قال جرير:
بأغبر وهّاج السّموم ترى به ... دفوف المهاري والذّفاري تنتّح
أي ترشح عرقاً ومن المجاز: فلان ينتح نتح الحميت إذا كان سميناً
ن ت خ
نتخت الشوكة من رجلي بالمنتاخ بالمنقاش. ونتخ البازي اللحم بمنسره.
والغراب ينتخ الدّبرة عن ظهر البعير. ونتخ القلاع الضّرس: نزعه.
وقال زهير يصف غزواً:
تنبذ أفلاءها في كل منزلة ... تنتخ أعينها العقبان والرخم
ومن المجاز: نتخ فلا من أصحابه: نزع منهم. ونتخته المنيّة من بين قومه
ن ت ر
نتر الثوب: جذبه في جفوة. ونتر الوتر: مدّه حتى كاد ينكر القوس. وفي
الحديث: " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نتراتٍ ".
ن ت ش
نتش الشوكة بالمنتاش، ونقشها بالمنقاش. وما نتشت منه شيئاً: ما أخذت،
وهو ينتش من كل علم وينتف منه.
ن ت ف
انتتف شعره وريشه، ونتفته أنا، وأخذت نتافته، ونتفت نتفةً من النبات
ونتفاً. وفلان منتوف: مولع بنتف لحيته.
ومن المجاز: أعطاه نتفةً من الطعام وغيره: شيئاً منه. وأفاده نُتَفاً
من العلم. وكان أبو عُبيدة يقول في الأصمعيّ: ذاك رجل نُتَفة. ونَتَف
في القوس نتفة: نزع فيها نزعةً خفيفة. وانزع نزعة بين النتفة والنّترة.
وما كانت بينهم نتفةٌ ولا قرصة أي شيء صغير ولا كبير.
ن ت ق
نتق البعير الرحل: زعزعه. ونتقت الزبد: أخرجته بالمخض. ونتق الله الجبل
رفعه مزعزعاً فوقهم. ويأتي السائل فتقول: انتقوا له ما قدرتم من نتق
الجراب إذا نفضه وأخرج ما فيه.
ومن المجاز: امرأة ناتق. نفضت بطنها أي أكثرت أولادها. قال:
أبى لهم أن يعرفوا الضيم أنهم ... بنو ناتقٍ كانت كثيراً عيالها
وزند ناتق: وارٍ. وقال:
أخذتها وهي بطان نتق ... فأصبحت وهي خماص خفق
شبّهت بالحوامل في بطنتها وبدانتها. وقال:
وفي ناتقٍ أجلت لدى حومة الوغى ... وولّت على الأدبار فرسان خثعما
(2/247)
أراد رمضان لأنه ينتق الصوّام كما يرمضهم.
ن ت ن
نتن الشيء نتناً ونتانةً وأنتن، وشيء نتنٌ ومنتنٌ. ورجال وآباط مناتين.
والخنفساء إذا مست نتّنت. وفي الحديث " إذا رأى أحدكم امرأةً فأعجبته
فليذكر مناتنها ".
ن ث ر
نثر اللؤلؤ وغيره، وقد انتثر وتناثر، ودر منثور ومنثّر ونثير، كأنّ
لفظه الدرّ النثير ونثير الدرّ. والتقط نثار الخوان ونثارته وهو الفتات
المتناثر حوله. وشهدت نثار فلان بالكسر، وكنّا في نثار فلان اليوم وهو
اسم للفعل كالنثر، وما أصبت من نثر فلان شيئاً وهو اسم المنثور من
السكر ونحوه كالنشر بمعنى المنشور.
ومن المجاز: نثرت المرأة بطنها، وامرأة نثور. ونثر الحمار والشّاة
نثيراً: عطست وأخرجت من أنفها الأذى واستنثر مثله. واستنثر المتوضّيء
وأنثر، يقال: إذا استنشقت فأنثر. وفي الحديث " الجراد نثرة حوت "
ومنها، نثرة الأسد: لكوكب كأنّه لطخ سحاب، كأنّ الأسد نثر نثرةً أي مخط
مخطةً، ومنها: قيل للخيشوم والفرجة بين الشاربين: النثرة. وطعنه
فأنثره: ألقاه على نثرته. قال:
إن عليها فارساً كعشره ... إذا رأى فارس قومٍ أنثره
وضربه فأنثره: أرعفه. وأخذ درعاً فنثرها على نفسه: صبّها، ومنها:
النثرة وهي الدرع السلسة الملبس. ورجل نثر: مهذار ومذياع للأسرار. قال
نصر بن سيّار:
لقد علم الأقوام منّي تحلّمي ... إذا النثر الثرثار قال فأهجرا
وفي الوعيد: " لأنثرنك نثر الكرش ". ووجأه فنثر أمعاءه. وقد نثرت
النّخلة فهي ناثر ومنثار: تنفض بسرها. ونثر كنانته فعجم عيدانها عوداً
عوداً فوجدني أصلبها مكسراً فرماكم بي. ونثر قراءته: أسرع فيها. وتفرّق
القوم وتنثّروا وانتثروا. ومرضوا فتناثروا موتاً. ورأيته يناثره الدرّ
إذا حاوره بكلام حسن.
ن ث ل
نثل كنانته: نثرها. ونثلوا ركيّتهم: حفروها وأخرجوا نثيلتها: نبيثتها.
ونثلوا حفرة فلان: حفروا قبره. ونثل الحافر: راث. قال يهجو فرسه بكثرة
روثه فعبّر عن روثه بعبارتين بمثلٍّ ومنثلٍ:
مثلٌّ على آريّه الرّوث منثل
الثّلّ والنّثل وزاحد. وتقول: جملك يسل من ثيله، وحمارك يثل من نثيله.
ومن المجاز: نثل عليه درعه مثل نثرها إذا صبها، ونثلها عنه: نزعها كما
يقال: خلع عليه الثوب وخلعه عنه، ومنه: النثلة. قال النابغة:
وكل صموت نثلة تبعية ... ونسج سليم كل قضاء ذائل
(2/248)
وقال كثير:
يغادي بفأر المسك طوراً وتارةً ... ترى الدّرع مرفضاً عليه نثيلها
أي منثولها.
ن ث
ونثوت الحديث نثواً: ذكرته ونشرته، وهو حسن النّثا وقبيح النثا، وهو
ينثو عليّ ما فعلت: يشيعه، وإنهم ليتناثون الحديث بينهم. وهم يتناثون
أيامهم الماضية. قال يزيد ابن الطثريّة:
ولما تناثينا سقاط حديثنا ... غشاشاً ولان الطّرف منها فأطمعا
وناثيته كذا مناثاة، وتقول: كم ناجيته وناغيته، وجاثيته وناثيته.
ن ج ب
هو نجيب من النجباء والأنجاب. قال:
قد اغتدى بفتية أنجاب ... عكارميّين ذوي أحساب
وقد نجب نجابة، وله نجيبة ونجائب ونجب. وفحل منجب، وامرأة منجبة
ومنجاب، ونساء مناجيب، وأنجب به أبواه. قال الأعشى:
أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاه فنعم ما نجلا
وانتجبته واستنجبته. ونجبت الشجرة: أخذت نجبها: قشرها. قال ذو الرمة:
كأن رجليه مسماكان من عشر ... صقبان لم يتفرّق عنهما النجب
ن ج ح
رجع بنجحٍ ونجاحٍ. وتقول: من لي برسول يطير بجناح، ويرجع بنجاح. ونجحت
طلبته: فاز بها، وطلبتك ناجحة. وسمعتهم يقولون لمن طلب إليهم: نجح أي
تمّ مطلوبك وحصل. واستنجحني حاجته. وبالله أستفتح، وإياه أستنجح. قال
القطامي يصف ناقته:
إ، ترجعي من أبي عثمان منجحة ... فقد يهون مع المستنجح العمل
وأنجح الله طلبتك فنجحت. وأنجحت يا فلان: صرت ذا نجح، ورجل منجح: ذو
نجح. قال:
ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبةً ... ومبلغ نفسٍ عذرها مثل منجح
ورأى نجيح، وسعى نجيح.
ومن المجاز: تناجحت أحلامه: تتابعت عليه رؤبيّات صدق. وسير نجيح: وشيك.
ونهض في هذا الأمر نهضاً نجيحاً: سريعاً. وفي ملٍ " إذا رمت الباطل
أنجح بك " أي غلبك وظفر بك.
ن ج د
نجد الرجل نجدة، ورجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. وناجده: بارزه للقتال.
وكان
(2/249)
جباناً فاستنجد: صار نجيداً شجاعاً. وتقول
معه أجناد، ورجال أنجاد. وهو منجود: مكروب. وتقول: عنده نصرة المجهود،
وعصرة المنجود. واستنجدني فأنجدته. قال:
إذا استنجدتهم ودعوت بكراً ... لنصرتنا كسرت بهم همومي
وغار وأنجد. وسار ذكره في الأغوار والنّجاد والنجود. قال:
هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقد في الناد الحزور
واحتبى بنجاده. وبيت منجد: مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على
الحيطان. ورجل نجاد: يعالج الفرش والوسائد. وذفراه تنضح النجد: العرق،
وقد نجد إذا عرق. وروّقوا الخمر في النّاجود وهو إناء تصفّى فيه. قال
الأخطل:
كأنما المسك نهبى بين أرحلنا ... مما تضوّع من ناجودها الجاري
ومن المجاز: " هو طلاع أنجد ": ركّاب لصعاب الأمور. وهو محتب بنجاد
الحلم. وفلان طويل النّجاد. ويقال: " هو ابن نجدتها " أي الجاهل بها
خلاف قولهم: " هو ابن بجدتها " ذهاباً إلى ابن نجدة الحروري.
ن ج ذ
أبدى ناجذه إذا بالغ في ضحكه أو غضبه، وعن النبيّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أنه ضحك حتى بدت نواجذه ".
ومن المجاز: أبدت الحرب ناجذيها. قال بشر:
إذا ما الحرب أبدت ناجذيها ... غداة الرّوع والتقت الجموع
وعضّ على ناجذه إذا بلغ أشدّه استحكم. وعض في العلم وغيره بناجذه إذا
أتقنه، ومنه: جّذته التجارب: أحكمته. قال:
أخو خمسين مجتمع أشدّى ... ونجّذني مداورة الشؤون
ن ج ر
عود منجور، وقد نجره النجّار. والباب يدور على نجرانه وهو رجله. وهو
أثقل من أنجر وهو المرساة. ونحن في شهر ناجر وهو الشهر الواقع في صميم
الحرّ من النّجر وهو فرط العطش. وقد نجرت الإبل، وإبل نجرى ونجارى.
ومن المجاز: هو كريم النجر والنجار وهو الطبع والمنبت كما يقال: كريم
النحت والنحيتة. ونجرته بيدي نجراً وهو أن تضم كفك ثم تخرج برجمة
الإصبع الوسطى فتضرب بها رأسه. وتقول: هو أزكاهم نجراً، وأطيبهم مجرى.
وتقول: غلام أغناه عن الزّجر والنّجر، كرم النفس وطيب النّجر. ونجر
المرأة: جامعها.
ن ج ز
(2/250)
أنجز وعده إنجازاً، ونجز الوعد، وهو ناجز
إذا حصل وتمّ، ومنه نجز الكتاب. ونجزت حاجته، وأنت على نجز حاجتك
ونجزها. وبعته ناجزاً بناجز: يداً بيد. وناجزه القتال. وعن أكثم بن
صيفيّ: إن رمت المحاجزة، فقبل المناجزه. واستنجزت منه كتاباً وتنجّزته.
وقال النابغة يرثي أبا قابوس مات الناس موته:
وكنت ربيعاً لليتامى وعصمة ... فملك أبي قابوس أمسى وقد نجز
أي تمّ، يقال: نَجَزَ يَنْجِزوُ وينجُز ونجَز ينجَز.
ن ج س
نجس ثوبه نجساً ونجاسةً، وتنجّس بالعذرة، وأنجسه ونجّسه. وعن الحسن رضي
الله تعالى عنه في رجل تزوّج امرأة كان قد زنى بها: هو أنجسها فهو أحقّ
بها. وشيء نجس ونجس صفة بالمصدر. وشيء رجس نجس إذا قرن برجس. وتقول:
إذا جاء القدر لم يغن المنجّم والمنجّس، ولا الفيلسوف والمهندس؛ وهو
الذي يعلّق على الذي يخاف عليه الأنجاس من عظام الموتى وغيرها ليطرد
الجنّ لنفرتها عن الأقذار. قال:
ولو كان عندي حازيان وراقب ... وعلّق أنجاساً عليّ المنجّس
وقال حسان:
وحازية ملبوبةٍ ومنجّس ... وطارقة في طرقها لم تشدّد
لبيبة، ومنه: داء ناجس نجيس: أعيا المنجّسين. قال أبو أبو ذؤيب:
لشانئه طول الضراعة منهم ... وداء قد أعيا بالأطباء ناجس
وقال ساعدة بن جؤيّة:
والشيب داء نجيس لا دواء له ... للمرء كان صحيحاً صائب القحم
أي هو داء عياء للرجل الصحيح الجلد الذي إذا تقحم في الشدائد صاب فيها
ولم يخطيء.
ومن المجاز: الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. ونجّسته الذنوب " إنما
المشركون نجس " وتقول: لا ترى أنجس من الكافر، ولا أنحس من الفاجر.
ن ج ش
نهي عن النجش، وروي: " لا تناجشوا " وهو أن تستام السلعة بأزيد من
ثمنها ليراك الآخر فيقع فيها وكذلك في النكاح وغيره.
(2/251)
وقال النابغة:
وترخّى بال من يشربها ... ويفدّى كرمها عند النّجش
ومع الصائد ناجش وهو الحائش الذي يحوش عليه الصيد. وسائق نجّاش: حاثّ
للإبل.
ن ج ع
خرجوا للانتجاع والنجعة وهي طلب الكف وقد انتجعوا ونجعوا. ومرّت بنا
ناجعة ونواجع: قوم منتجعون. قال:
وأعلم أنني سأصير رسماً ... إذا انتجع النواجع لا أسير
ونجعت البعير: سقيته النّجوع المديد وهو الخبط يضرب بالدقيق والماء.
ودخل المقداد على عليّ رضوان الله تعالى عليهما وهو ينجع بكراتٍ له.
ونجع فيه طعامه: هنأه، ونجع فيه الدواء: نفعه. وماء نجوع: نمير. وطعنة
تمجّ النجيع وهو دم الجوف. وتنجّع بالدم: تلطّخ به. قال أسد بن باعصة:
ولربّ كبش كتيبة غادرته ... يكبو لجبهته صريعاً أطحلا
متنجّعاً قد دقّ في حيزومه ... صدر القناة على العزاز مجدّلا
ومن المجاز: انتجعت فلاناً: طلبت معروفه. وعن معاوية رضي الله تعالى
عنه: أن رجلاً تغدى معه فتناول من مخّة معاوية شيأ فقال له: إنك لبعيد
النجعة فقال: " من أجدب جنابهُ انتجع ". قال ذو الرمة:
رأيت الناس ينتجعون غيثاً ... فقلت لصيدح انتجعي بلالاً
ونجع الصبيّ لبن الشاة وبلبن الشاة: غذيَ به وسقيه. وسئل أبيّ عن
النبيذ فقال: عليك بالماء عليك بالسويق الذي نجعت به أي غذيت به في
الغصر. وفلان لا ينجع فيه القول.
ن ج ف
قبر منجوف: محفور في جوانبه موسّع الجوف. وكلّ حفرة أو إناء كان كذلك
فهو منجوف، وقد نجفه ينجفه. وقعد تحت نجفة الكثيب وهو إبطه الذي تصفّقه
الرياح فتنجفه. وفي بطن الوادي نجفة ونجف وهي مكان مستطيل كالجدار لا
يعلوه الماء. وعلى بابه نجاف وهو ما بني ناتئاً فوق الباب مشرفاً عليه
كنجاف الغار وهو صخرة ناتئة تشرف عليه.
ن ج ل
نجلت الشيء نجلاً: رميت به. والناقة تنجل الحصى بمناسمها، ومنه: المنجل
يقضب به العود من الشجرة ويرمى به. وعين نجلاء، وعيون نجل. والأسد
أنجل.
ومن المجاز: نجله أب كريم، ونجل به. وفحل ناجل: منجب. وهو نجل فلان.
وقبّح الله تعالى ناجليه. وطعنة نجلاء.
ن ج م
(2/252)
طلع النجم والأنجم والنجوم. وكبد النجم أي
الثريّا. ونجمت الكواكب: طلعت. ونجم فلان تنجيماً: قضى في النجوم.
ونجماً نوء الأسد والسماك: انتظرنا طلوع نجمه. قال ابن الدمينة:
نجّمن أنواء الربيع لمأسل ... فلذي قضين إلى جنوب الساحل
ومن المجاز: نجم النبات والناب والقرن " والنجم والشجر يسجدان ".
والحمار يحبّ النجمة ويلّقب بذي النجمة. وتنجّم: تتبّع النجمة واحتفر
عنها. ونجم في بني فلان ناجم، ونجم فيهم شاعر أو فارس. ونجم السهم
والرمح إذا نفذ النصل والسنان من المرميّ والمطعون وحده. قال:
وما هزموا حتى رأوا في سراتهم ... صدور القنا من مستكنّ وناجم
وفلان ينظر في النجوم إذا تفكّر كيف يصنع. وأثجمت السماء ثم أنجمت.
وأنجم الشتاء. وأنجم عن الأمر. وضربه فما أنجم عنه حتى هلك. وأنجمت
الحرب. قال:
إذا وردت ماء علتها زجاجها ... وتعلوا عواليها إذا الروع أنجما
تعلوها زجاجها لأنها تمال للطعن وإذا انكشف الروع ركزت فعلتها العوالي.
وأنزل القرآن نجوماً. ونجّم عليه الدين: جعله عليه نجوماً. ونجّم
الدية: أدّاها نجوماً. قال زهير:
ينجّمها قوم لقوم غرامة ... ولم يهريقوا بينهم ملء محجم
ن ج
وناجيته، وتناجوا وانتجوا، وبينهم تناج ونجوى، وهم نجوى. و" خلصوا
نجياً ": متناجين. قال جرير:
يعلوا النجي إذا النجيّ أصجّهم ... أمر تضيق به الصدور جليل
واجتمعوا أنجيةً. قال:
إني إذا ما القوم كانوا أنجية ... واضطربت أعناقهم كالأرشيه
وتقول: شهدت منهم أندية، فوجدتهم أنجيه وهو نجيّ فلان: مناجيه دون
أصحابه. وانتجيت فلاناً: اختصصته بمناجاتي وجعلته نجيّي. ونجوت منه
نجاةً، ونجّاني الله تعالى وأنجاني. وهو بمنجاة من السيل. أنشد أبو
عمرو لأبي بثينة الباهلي:
فهل تأوي إلى المنجاة أني ... أخاف عليك معتلج السيول
(2/253)
وقال الراعي:
بأسحم من نوء الذراعين أتأقت ... مسايله حتى يلغن المناجيا
ونزلوا وراء النجوة. وناقة ناجية، ونوق نواجٍ. ونجا ينجو: أسرع نجاء،
والنجاك النجاك.
ومن المجاز والكناية: إنك من ذلك الأمر بنجوة إذا كان بعيداً منه
بريئاً سالماً. والهموم تنجي في صدره وتتناجي، وبات الهمّ يناجيه. قال
الجعديّ:
إن ترى همّي أمسى شاغلي ... وإذا ما نوجي الهم شغل
وبات له نجياً. وقال بشر:
أجدّك ما تزال نجيّ همّ ... تبيت الليل أنت له ضجيع
وباتت في صدره نجيةٌ قد أسهرته وهي ما يناجيه من الهم. وأصابته
النجواء: حديث النفس ونجواها. وأنشد ابن الأعرابيّ لمرّار بن منقذ:
إن الهموم لها إذا لم تقرها ... نجواء تدخل تحت كل شعار
وقال آخر:
وهم تأخذ النجواء منه ... يعك بصالبٍ أو بالملال
واستنجى: أصله الاتتار بالنجوة، ومنه: نجا ينجو إذا قضى حاجته نجواً.
وما نجا المريض منذ ليال، وشرب الدواء فما انجاه، وقيل: هو من نجوت
الغص واستنجيته إذا قطعته. ونجوت الجلد عن الجزور: كشطته.
ن ح ب
هو نحب عليه أي نذر. قال حسان:
مساميح أبطال يرجون للندى ... يرون عليهم فعل آبائهم نحباص
وقد نحب فلان نحباً ونحّب تنحيباً: أوجب على نفسه أمراً، وهو منحّب.
قال نصيب:
وإني لساع في رضاك كما سعى ... ليلقي ثقل النحب عنه المنحّب
ومن المجاز: نحب الباكي ينحب نحيباً، وانتحب انتحاباً: جدّ في بكائه.
ونحب القوم في سيرهم ونحّبوا: جدّوا وساروا على نحب، وسير نحب. وقربٌ
منحّبٌ. قال ذو الرمّة:
وربّ مفازة قذف جموح ... تغول منحّب القرب اغتيالا
وسرنا إلى مكة ثلاث ليال منحباتٍ. وأصابته شوكة فنحّب عليها ينتقشها:
أكبّ عليها. وناحبته على كذا: خاطرته. ومنه، لأناحبنّك: لأحاكمنك. وقضى
نحبه: مات كأن الموت نذر في عنقه.
ن ح ت
عود نحيت ومنحوت، وهذه نحاتة
(2/254)
العود. وفي يده المنحت والمنحات. وانتحت من
الخشبة ما يكفي الوقود.
ومن المجاز: هو كريم النحيتة أي الطبيعة. وهو من نحت صدق. وهم كرام
المنابت والمنحت. ونحت على الكرم، والكرم من نحته. وتقول: هو عجب
النعت، كريم النحت، ونحت الجبل: حفره. قال أبو النجم:
وهو على عذب رواءِ المنهل ... دخل أبي المرقال خير الأدحل
من تحت عاد في الزمان الأول
وجمل نحيت: قد انتحت مناسمه، ونحت السفر الإبل. براها. ونحته بلسانه:
لامه. ونحته بالعصا: ضربه بها.
ن ح ح
هو شحيح نحيح، وتقول: قوم نحانحة لئام. وهم الذين يتنحنحون إذا سئلوا.
قال:
سيماهم حين تراهم واضحة ... ليسوا بأقزام ولا نحانحه
وتقول: هو من أقوام، غير أقزام؛ وجحاجحه، غير نحانحه.
ن ح ر
ضرب نحره ونحورهم. ونه: نحر البعير: طعن في نحره نحراً، ونحر الإبل،
وإبل منحرة، وهذا منحر البدن، وهذه مناحرها، وهم نحّارون للجزر.
وتناحروا في الحرب.
ومن المجاز: جاء في نحر النهار، ونحر الشهر وناحرته ونحيرته. وما أراه
إلا في نحور الشهور ونحائرها ونواحرها. قال الكميت:
والغيث بلالمتألقا ... ت من الأهلّة في النواحر
إذا وقع الغيث في أوّل الشهر كان غزيراً. وجلس فلان في نحر فلان:
قابله، ونحرته نحراً: قابلته. ومنازل القوم تتناحر وتتناوح، وديارهم
تنحر الطريق: تقابله. قال:
أبا حكم ها أنت عم مجالد ... وسيد أهل الأبطح المتناحر
ونحر الأمور علماً. ومنه: هو نحرير من النحارير. وعن زيد بن كثوة: ما
نحر هلالاً شمالٌ إلا كان ممحلاً. وقال علقمةن:
وردته وصدور العيس مسنفةٌ ... والصبح بالكوكب الدريّ منحور
وسئل جرير عن شعراء الإسلام فقال: نبعة الشعر للفرزدق، فقيل له ما تركت
لنفسك، فقال: أنا نحرت الشعر نحراً. وانتحروا على الأمر وتناحروا عليه:
تشاحّوا وحرصوا. وفي مثل " سرق السارق فانتحر ". وطريق منتحر: واسع
بيّن. قال أبو وجزة:
يعلو بهنّ قراديدا وراح له ... موعس في سواد الليل منتحر
(2/255)
موطأ من وعس المكان يعسه إذا وطئه. وانتحر
السحاب: انبعق بالمطر. قال الراعي:
فمرّ على منازلها فألقى ... بها الأثقال وانتحر انتحارا
وقال ابن ميادة:
أطاع لها نبت الخزامى وجادها ... بأوطانها غرّ السحاب المنحّر
وتناحروا على الطريق وغيره: تتابعوا عليه. قال:
لقد ظلمتني عامر وتناحروا ... عليّ وما مثلي مجمران يقتل
وتناحروا عن الطريق: عدلوا عنه.
ن ح ز
نحز الدواء في المنحاز. ونحزت الناقة برجلي: ركلتها أستحثها. قال ذو
الرمة:
والعيس من عاسج أو واسج خبيباً ... ينحزن في جانبيها وهي تنسلب
وقلقت نحائزها: أنساعها الواحدة تحيزة. وهو كريم النحيزة. وبه نحازٌ:
سعال، وهو منحوز.
ن ح س
سعد فلان على قومه ونحس، فهو مسعود ومنحوس، وهو يوم نحسٍ ونحوس ومناحس.
وانتحس فلان وانتكس، وانتحس جدّه. ويقال: هو كريم النحّاس، طيب الجلاس.
وقال:
يا أيها السائل عن نحاسي ... قصّر مقياسك عن مقياسي
وهو الأصل والطبع. وقال لبيد:
وكم فينا إذا ما المحل أبدى ... نحاس القوم من سمح هضوم
ن ح ض
أطعمهم النحض، وسقاهم المحض، وهو اللحم المكتنز، واشو لنا هذه النّحضة
وهي القطعة منه. وامرأة نحيضة: لحيمة، ومنحوضة: مهزولة كأنما نحضت أي
عرقت.
ومن المجاز: سنان نحيض بمعنى منحوض، وقد نحضه إذا رقّقه. قال امرؤ
القيس:
يبارى شباة الرمح خدّ مذلّق ... كحد السنان الصّلّي النحيض
ونحضت فلاناً: نهكته بالسؤال. وناحضته: ماحكته ولاحيته.
ن ح ط
له نحيط: زفير وقد نحط ينحط.
ن ح ف
رجل نحيف، وقد نحف نحافة، وأنحفه المرض.
ومن المجاز: فلان نحيف الدّين ونحيف الأمانة. وتقول: من كان حنيفاً، لم
يكن نحيفاً.
ن ح ل
(2/256)
نحل جسمه نحولاً، وجسم ناحل ونحيل، ونحل
نحل، وأنحله المرض ونحّله. ونحل ولده مالاً. ونحلت المرأة زوجها المهر.
هذا نحل مني ونحل ونحلان ونحلة وهو العطاء بغير عوض. وقال شعراً فنحله
غيره، وانتحل شعر غيره وتنحّله. قال جرير:
إذا ما قلت قافية شروداً ... تنحّلها ابن حمراء العجان
ومن المجاز: سيوف نواحل: رقاق الظبي. وهلال ناحل ونحيل، وأهلّة نحلٌ.
قال:
ومجاز معتسف تركت به ... أدم الركاب كأنها النحل
ن ح م
نحم الفهد نحيماً: صوّت. والحمّال ينحم ويستعين بنحيمه على حمله وكذلك
نازع الدلو. قال:
مالك لا تنحم يا رواحه ... إن النحيم للسقاة راحه
ورجل نحّامٌ: بخيل إذا سئل نحم.
ن ح
وهو على أنحاء شتّى: لا يثبت على نحوٍ واحد. ونحوت نحوه. وعنده نحوٌ من
مائة رجل. وإنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة: وفلان نحويٌّ من النحاة.
وانتحاه: قصده. وانتحى لقرنه: عرض له. وانتحى على شقّه الأيسر: اعتمد
عليه. وانتحى على سيفه. قال متمم:
وهوّن وجدي بعد ما كدت أنتحي ... على السيف حتى يخرج الجوف والحشا
ونحّاه عن مكانه تنحيةً فتنحّى عنه، وتنحّ عني. ونحّ الدمع عن خدّك.
وناحيته مناحاة: صرت نحوه وصار نحوي. وأنحى عليه بالسوط والسيف.
ومن المجاز: هو نحيّة القوارع أي تنحيه الشدائد، ونحن نحايا الأحزان.
قال البعيث:
نحيّة أحزان جرت من جفونه ... نفاضة دمع مثل ما دمع الوشل
وأنحى عليه باللوائم إذا أقبل عليه. وأنا في ناحية فلان. وضربه بناحية
سوطه. وأتاه من ناحية الكرم فوجده كريماً. ومن أيّ النواحي أتيته وجدته
مرضياً.
ن خ ب
إنه لمنخوب ونخيب ونخب: لا فؤاد له. وقد نخب قلبه ونخب كأنما نزع، من
قولهم: نخبت الشيء وانتخبته إذا نزعته، ومنه: الانتخاب: الاختيار كأنك
تنتزعه من بين الأشياء، وهؤلاء نخبة قومهم: لخيارهم، وقيل: هو بفتح
الخاء.
ن خ ر
للحمار نخيرٌ وقد نخر، ومنه: المنخران والنخرتان وقيل النخرة: الأنف.
ومن المجاز: للريح نخرة شديدة وهي عصفتها، ومنه: العظم والعود الناخر
لنخير الريح فيه وما بالدار ناخر: أحدٌ.
ن خ س
(2/257)
نخس الدابة، ومنه: الخاس. ونخسوا بفلان:
نخسوا دابته وطردوه. قال:
الناخسين بمروان بذي خشبٍ ... والمقحمين على عثمان في الدار
أي نخسوا به من خلفه حتى سيّروه في البلاد. ونخس البكرة: جعل لها
نخاساً وهو ما يلقمه ثقبها إذا اتسع. وبكرة نخيس.
ومن المجاز: رأيت غدراً تناخس كقولهم: الأمواج تناطح. وهو ابن نخسة أي
ابن زنية. قال الشماخ:
أنا الجحاشيّ شماخ وليس أبي ... بنخسة لدعيّ غير موجود
غير معلوم " ووجدك ضالاً " وانخس به أي أبعده. وتكلّم فنخّسوا به.
ووعلٌ ناخس: طويل القرنين لأنهما ينخسان ذنبه. قال ابن هرمة:
كأن فقاره اشتبكت عليه ... قرون الناخسات من الوعول
ن خ ع
تنخم وتنخّع. ورمى بالنخامة والنخاعة. ونخع الذبيحة: جاز بالذبح إلى
النخاع. وأصاب المنخع وهو مفصل الفهقة بين العنق والرأس.
ومن المجاز: نخعته طاعتي وودّي ونصيحتي إذا بالغت له فيها. ونخع الأمر
علماً، وفلان ناخع. قال:
إن الذي ربّضتما أمره ... سراً وقد بيّن للناخع
لكالتي يحسبها أهلها ... عذراء بكراً وهي في التاسع
وفي الحديث: " إن أنخع الأسماء عند الله أن يتسعّى الرجل باسم ملك
الأملاك " أي أشدّها إهلاكاً. وتنخع السحاب: قاء ما فيه من المطر.
ن خ ل
نخل الدقيق بالمنخل وبالمناخل.
ومن المجاز: نخل له النصيحة. وبذل له نخيلة قلبه. وفي الحديث: " لا
يقبل الله إلا نخائل القلوب ". قال عمارة:
تبحّثتم سخطي فغيّر بحثكم ... نخيلة نفس كان نصحاً ضميرها
ونصيحة ناخلة. وانتخل الشيء وتنخّله: اختاره، وهو نخيلتي من إخواني
ونخيلة نفسي أي خيرتي. ونخلت السماء الثلج.
ن خ
وبه نخوة، ونخي فلان، وهو منخو: مزهو. وانتخى من كذا: استنكف منه،
والعرب تنتخي من الدنايا. وقال ذو الرمّة:
فربّ امريء ذي نخوة قد رميته ... بقاصمةٍ توهي عظام الحواجب
ن د ب
به ندب من الجرح وندوب وأنداب.
(2/258)
قال:
على طليح عضّها الأقتاب ... فهي بها من عضّها أنداب
وضربه فأندبه: أثّر بجلده. وندب لكذا وإلى كذا فانتدب له، وفلان مندوب
لأمر عظيم ومندّب له. وأهل مكّة يسمّون الرسل إلى دار الخلافة:
المندّبة. وتكلّم فانتدب له فلان إذا عارضه. وندبت الميّت النّادبة
والنّوادب، وأطلن النّدبة. ورجل ندب إذا ندب لأمر خف له، وأراك ندباً
في الحوائج. وقد ندبت ندابة. وفرس ندب: ماض. ويقول أهل النّضال: ندبنا
يوم كذا أي انتدابنا للرّمي. وبينهم ندب: خطر ورهان، ومنه: أقام فلان
على ندب: على خطر، وأندب نفسه: أخطرها. قال عروة بن الورد:
أيهلك معتم وزيد ولم أقم ... على ندبٍ يوماً ولي نفس مخطر
ومن المجاز: أضرّت به الحاجة فأندبته إنداباً شديداً أي أثرت فيه: وما
ندبني إلى ما فعلت إلا النصح لك.
ن د ح
لك في هذه الدار منتدح: متّسع. وتندّحت الغنم في مرابضها: امتدّت
واتسعت من البطنة. وندحت المكان ندحاً: وسّعته. وندحت النعامة أندوحة
إذا فحصت أفحوصة ووسّعتها لبيضها. ومن ذلك: لك عنه مندوحة ومنتدح أي
سعةٌ وبد.
ن د ر
ندر نادر من الجبل إذا خرج ونتأ. وندر العظم: انفك وزال عن مكانه. وندر
من بيته: خرج: وسمعت من يقول لامرأة: اندري. وأندرته: أخرجته. وأصاب
المطر الحشيش فندر الرطب من أعراضه: خرج. وشبعت الإبل من نادره
ونوادره. والمال يستندر الرطب: يتتبّعه.
ومن المجاز: استندروا أثره: اقتفروه. وهذا كلام نادر: غريب خارج عن
المعتاد، وأسمعني النوادر، ولا يقع ذلك إلاّ في الندرة، وإني لألقاه في
الندرة وعلى الندرة والندرى. وفلان يتنادر علينا. وأندر البكارة في
الدية: أسقطها وألقاها. وأصلح نوادر المغلق: أسنانه. وأندرت يد فلان عن
مالي إذا أزلت عنه تصرفه فيه. وضربه على رأسه فندرت عينه، وأندرها.
ن د س
ندسه بالرّمح: طعنه، ورماح نوادس. قال جرير:
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومار دم من جار بيبة ناقع
وقال الكميت:
ونحن صبحنا آل نجران غارة ... تميم بن مرّ والرماح النّوادسا
وفلان يتندس عن الأخبار ويتحدّس عنها: يتبحّث عنها ليعلم منها ما هو
خفيّ على غيره. ورجل ندس: فطن، تقول: فلانٌ عاقل ندس، وأخوه غافل دنس.
ن د ف
قطن مندوف ونديف ومندّف.
(2/259)
ومن المجاز: الدابة تندف في سيرها: تسرع
رجع يديها. وندفت السماء علينا بمطر أو ثلج. وندف العوّاد بمزهره،
وفلان ندّاف: عوّاد. قال الأعشى:
جالس حوله النّدامى فما ين ... فك يؤتى بمزهر مندوف
ورجل نداف: كثير الأكل. ورأيته يندف الطعام ندفاً. وسقاني ندفة من لبن:
شيئاً منه.
ن د ل
ندل المال وغيره: نقله بسرعة. وأنشد سيبويه:
فندلاً زريق المال ندل الثعالب
ومنه: المنديل، وتندّلت بالمنديل: تمسّحت به وندلت الخبز من السفرة
والتمر من الجلّة والدّلو من البئر.
ن د م
ندم على الأمر ندماً وندامةً، وتندّمت، وندّمني عليه كذا، وأنا ناد
ومتندّم. ونادمه على الشّراب منادمة ونداماً، وتنادموا عليه، وهو نديم
وندمان، وهم ندامى وندماء وندامٌ.
ن د هـ
" ادهبي فلا أنده سربك ": لا أزجره يقوله المطلق.
ن د ي
جلس في نادي قومه ونديّهم وندوتهم ومنتداهم، ولهم أندية وأنديات. قال
كثير:
لهم أنديات بالعشيّ وبالضحى ... بهاليل يرجو الراغبون نهالها
وانتدوا وتنادوا: تجالسوا، وناديتهم: جالستهم. وندى المكان وتندّى،
ومكان ندٍ، وأرض نديّة، وفيه ندوة ونداوةٌ وندّى. ووقع الندى. وأنا
أنادي، ولا أناجيك. و" ونودي للصلاة "، وإذا سمعت ابيداء فأجب.
ومن المجاز: رجل ند: جوادٌ. وتقول: كم نعشتني يداك، وكم أعاشني نداك.
وإن يده لندية بالمعروف، وهو يتندّى على أصحابه: يتسخّى عليه، وما رأيت
أندى منك يداً. وما تنديت من فلان وما انتديت منه: ما أصبت منه خيراً.
وفلان لا تندى صفاته. وما تندّى إحدى يديه الأخرى: للبخيل، وما نديت
كفّي لك بشرٍّ، ولا نديت بشيء تكرهه. قال النابغبة:
ما إن نديت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إليّ يدي
وجاء بالمنديات: بالمخزيات لأنّها إذا ذكرت ندى جبين صاحبها حياء. قال
الكميت:
وعاديّ حلمٍ إذا المندبا ... ت أنسين أهل الوقار الوقارا
وشرب حتّى تندّى أي تروّى، وندّيت الفرس:
(2/260)
سقيته. وندّيته: ركضته حتى عرق. وهذا مسرح
بهمنا ومندّى خيلنا. وهو أندى صوتاً منك، وندى صوته، وهو نديّ الصوت.
وهو في أمر لا ينادى وليده.
ن ذ ر
نذر القوم بالعدوّ: علموا به فحذروه واستعدّوا له وأنذرتهم به،
وأنذرتهم إيّاه، وهو نذير القوم ومنذرهم، وهم نذر القوم. " فستعلمون
كيف نذير " أي إنذاري " فكيف كان عذابي ونذر ": وإنذاراتي. وهو نذيرة
القوم: لطليعتهم الذي ينذرهم العدوّ. وتناذروه: خوف منه بعضهم بعضاً.
قال النابغة:
تناذرها الرّاقون من سوء سمّها
وقال في صفة كتيبة المنذر:
وما تنفك محلولاً عراها ... على متناذر الأكلاء طامي
لا تزال تنزل المكان المخوف. وقالت الخنساء:
يا صخر ورّاد ماء قد تناذره ... أهل الموارد ما في ورده عار
ومن المجاز: أعطيت الرجل نذر جرحه، والقوم نذور جراحهم: أروشها لأنها
مما نذر رسول الله أي أوجب كما يوجب الرّجل على نفسه وهو من كلام أهل
الحجاز.
ن ذ ل
هو نذل ونذيل، وقد نذل نذالة.
ن ر ب
فلان ذو نيربٍ: تمّام.
ن ر د
لعب بالنرد وبالنردشير.
ن ر ج
داس الطّعام بالنّيرج والنورج.
ن ر ز
جاء يوم النّوروز والنّير روز.
ن ز ب
للتيس نبيب، وللظّبي نزيب؛ وهو صوته عند السفاد.
ن ز ح
نزحت البئر، وبئر نزوح ونزح: قليلة الماء. وبلد نازح، وقد نزح نزوحاً،
وانتزح انتزاحاً: بعد. وإبل منازيح: من بلاد بعيدة. قال أبو ذؤيب:
وصرّح الموت عن غلب كأنهم ... جرب يدافعها الساقي منازيح
ومن المجاز: أنت من الذّم بمنتزح. قال:
وأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح
ويقال: إن شرّك لسرح، وخيرك نزح؛ قليل.
ن
ز
ر
مال نزر: قليل. وقد نزل نزارة. وتنزّر من الشيء تقلّل منه، وعطاء
منزور: نزر. ونزرت الرجل. ألححت عليه في مسألة العلم والعطاء فهو
منزور. وفلان لا يعطى حتى ينزر، ولا يطيع حتى يهزر. قال:
فخذ عفو من آتاك لا تنزرنه ... فعند بلغوه الكدّ رنق المشارب
وتنزّر فلان: انتمى إلى نزار.
ن ز ز
(2/261)
في أرضه نز ونزوز. وقد نزّت أرضهم وأنزّت.
ورجل نزّ: لا يقرّ في مكان. وظليم وظبي نز: ذو نزوان، وقد نزّ نزيزاً.
قال ذو الرمة:
فلاة ينزّ الرئم في حجراتها ... نزيز خطام القوس يحدى به النبل
والصبيّ في المنز: في المهد. والأم تنزنز صبيها: ترقصه.
ن ز ع
نزع الشيء من يده: جذبه وانتزعه. ورجل منزع: شديد النزع. ونزع الدلو من
البئر. وقام على منزعته: على مكان نزعه. قال:
قام على منزعة زلحٍ فزل ... يا ليته أصدرها فيها غلل
ولم يدلّ رجله حيث نزل
وماء بعيد المنزع وهو المكان الذي ينزع منه. وبئر نزوع: ينزع منها
باليد لقرب مائها. ونازعته على البئر: نزعت معه. وثمام منزّع. ونزّعنا
لها العشب بأيدينا. ونازعه الثوب: جاذبه. وانتزع السهم من الكنانة.
ورأى الصيد فانتزع له، ونزع في قوسه. وأيدٍ نوازع. وهم ينزعون في
القسيّ. ومرهم فلينزعوا فيّ القسي نزعاً، ولينزوا على الخيل نزواً.
وحنّت كأنها قوس نازع. والخيل تنزع في أعنّتها. قال النابغة:
والخيل تنزع غرباً في أعنّتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
ونزع عن الأمر نزوعاً: كفّ عنه. ورأيته مكبّاً على الشر فاستنزعته:
سألته أن ينزع عنه. ورماه بالمنزع وهو السهم البعيد المرمى. قال يصف
حماراً يعدو:
فهو كالمنزع المريش من الشو ... حط مالت به يمين المغالي
ورجل أنزع: برّاق النّزعتين، وقد نزع نزعاً.
ومن المجاز: نزع الأمير العامل من عمله: عزله. ونزع المحتصر، وهو في
النّزع. ونزعت نفسه إلى الشيء نزاعاً ونزوعاً، ونازعت إليه. وبعير نازع
ونزوع: ينزع إلى أوطانه. وخيل نزائع: غرائب نزعن عن قوم آخرين. ونساء
نزائع: تزوّجن في غير غشائرهن. وعنده نزيع ونزيعة: نجيب ونجيبة من غير
بلاده. ورياح نزائع: نكباوات تنزع بين ريحين. قال البعيث:
تمطّت إليها هول كلّ تنوفة ... تكلّ الصّبا في عرضها والنزائع
ويقال للمرء إذا أشبه أخواله أو أعمامه: نزعهم ونزعوه ونزع إليهم،
ونزعه عرق الخال. قال الفرزدق:
أشبهت أمّك يا جرير فإنها ... نزعتك والأمّ اللئيمة تنزع
ونزعت له آية من القرآن وانتزعت. وفلان ينزع بحجّته: يحضر بها " ونزعنا
من كلّ أمّة شهيداً " ونزع يده من الطاعة. وخرج فلان
(2/262)
عاصياً نازع يدٍ. قال ابن مقبل:
فأصبحت شيخاً لا جميعاً صبابتي ... ولا نازعاً من كل ما رابني يدا
ونازعه الكلام، ونازعته في كذا: خاصمته منازعة ونزاعاً، وتنازعوا.
والفرس ينازع فارسه العنان. ونازعني بنانه: صافحني. قال الراعي:
ينازعنا رخص البنان كأنما ... ينازعنا هدّاب ريط معضد
وتنازعوا الكأس: تعاطوها، ونازعته كأس الكرى. وقال الشمّاخ:
وراحت رواحاً من زرود فنازعت ... زبالة جلباباً من الليل أخضرا
وهو قريب المنزعة إذا لم يكن بعيد الهمّة. " وعاد الأمر إلى النّزعة "
إذا رجع الحق إلى أهله، كقولهم: " أعط القوس باريها ". وشراب طيب
المنزعة أي المقطع. وفلاة نزوع: بعيدة. قال البعيث:
وقد أعرضت دون الأشاهب وارتمى ... بها بالضحى خرق أمق نزوع
ن ز غ
نزغه مثل نسغه إذا طعنه ونخسه.
ومن المجاز: نزغه الشيطان: كأنه ينخسه ليحثه على المعاصي، ونزغ بين
الناس: أفسد بينهم بالحثّ على الشرّ.
ن ز ق
رجل وفرس نزق، وفيه طيش ونزق. ونزق فرسه: ضربه لينزو.
ومن المجاز: في كلامه نزق: خفّة وسرعة. ونزقه النعيم.
ن ز ك
نزكه: طعنه بالنيزك ينزكه بالضم. وفي الحديث: " إن عيسى عليه السلام
يقتل الدجال بالنيزك " ورأيت في أيديهم النيازك. قال ذو الرمّة:
يا من لقلب لا يزال كأنه ... من الوجد شكّته صدور النيازك
وللضبّ نزكان. قال:
سبحل له نزكان كانا فضيلةً ... على كلّ حافٍ في البلاد وناعل
ومن المجاز: نزكه: عابه بغير ما رأى منه. وشهرٌ قد نزكوه. وفلانة
نزيكة: معيبة، ورجل نزّاك: عيّاب. وفي ذكر الأبدال: ليسوا بنزّاكين،
ولا معجبين ولا متماوتين.
ن ز ل
نزل بالمكان ونزل في المكان نزلةً واحدةً، ونزل من علوٍ إلى سفلٍ، ونزل
في البئر، ونزل عن الدابة، وهذا منزل القوم، واستنزلوهم من صياصيهم،
وأنزل الله الغيث، وأنزل الكتاب ونزّله، وتنزّلت الملائكة " وما نتنزّل
إلا بأمر
(2/263)
ربك " وقال:
تنزّل من جو السماء يصوب
ونازله في الحرب وتنازلوا، وتداعوا نزال، ودعيت نزال. ونزل به ضيف ونزل
عليه، وهو نزيله، وهم نزلاؤه أي ضيفه. قال:
نزيل القوم أعظمهم حقوقاً ... وحقّ الله في حقٌّ النزيل
وكنا في نزالة فلان: في ضيافته، وهو حسن النزل والنزالة، وأعدّ لضيفه
النّزل، وطعام ذو نزلٍ ونزل وهو ريعه.
ومن المجاز: نزل به مكروه، وأصابته نازلة من نوازل الدهر. وأنزلت حاجتي
على كريم. ونزل ل عن امرأته. وانزل لي عن هذه اعلأبيات. والبركة تنزل
من السماء وتتنزّل. واستنزله عن رأيه. وأنزل المجامع. وفلان من نزالة
سوء إذا كان لئيم الأب. ونزل الحاج: أتوا مِنَى، كما يقال: وافى إذا
حجّ. قال ابن أحمر:
وافيت لما أتاني أنها نزلت ... إن المنازل مما يجمع العجبا
وتقول: هو من الكرم بمنزل، ومن اللؤم بمعزل. وله منزلة عند الأمير، وهو
رفيع المنازل. والقمر يسبح في منازله. وسحاب نزل وذو نزل: كثير المطر.
قال النمر:
إذا يجفّ ثراها بلّها ديمٌ ... من واكف نزل بالماء سجّام
وقال الكميت:
وكالغيث إلا أن نوء نجومها ... تخالف أنواء الكواكب في النّزل
ورجل ذو نزلٍ: ذو فضل. وخطّ نزلٌ إذا وقع في قرطاس يسير شيء كثير.
ن ز هـ
سقيت إبلي ثم نزّهتها عن الماء: باعدتها. ويقال: تنزّهوا بحرمكم عن
القوم: أبعدوها. ومكان نزه ونزيه: بعيد من الغمق ونحوه، وقد نزه نزاهة.
وفي الحديث: " إن الأردنّ أرض غمقة وإن الجابية أرض نزهة " وأرض ذات
نزهةٍ. وخرجوا يتنزّهون: يطلبون الأماكن النزهة، وهم في نزهة ونزهٍ.
ومن المجاز: رجل نزهٌ ونزيه عن الريب. ونزّه الله تنزيهاً. وهو يتنزه
عن المطامع.
ن ز
وفحل نزّاء، وفيه نزاء، ونزا على طروقته. ونزا الفارس على فرسه.
ومن المجاز: قلبه ينزو إلى كذا: ينازع إليه. وهو يتنزّى إلى الشرّ:
يتسرّع إليه. ونزا الطعام: غلا. وعن النضر قال أبو طيبة رجل من
بلعدوية:
(2/264)
قد نزا البرّ في القنبع وهو وعاء الحبّ إذا
جرى فيه. وأكمة نازية: مرتفعة عما حولها كأنّها نزت عن وجه الأرض.
وقصعة نازية: قريبة القعر.
ن س أ
نسأ الأمر، أخره، ونسّأته فانتسأ أي تأخّر. ونسأ الإبل عن الحوض:
أبعدها. ونسأت ناقتي بالمنسأة: ضربتها. ونسأت إبلي في ظمئها: زدتها فيه
وأخّرته. ونسأ الله في أجلك، وأنسأ الله أجلك. وأنسأته الدّين وفي
الدين: أخّرته، وأنسأته البيع، أخّرت ثمنه، عن يعقوب، واستنسأته
فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. واستنسأت غريمي فأنسأني. وقال هشام
للشعراء: قولوا في فرسي فاستمهلوا، فقال أبو النّجم: هل لك فيمن ينقدك
إذا استنسأوك. وبعته بالنّسيئة والنّساء. " ومن أراد النّساء ولا نساء
".
ن س ب
له نسب في بني فلان، وتفاخروا بالأنساب، وفلان حسيب نسيب: ذو حسب ونسب.
وهو نسيبي، وهم أنسبائي، وقد ناسبوني. قال الشماخ:
فالحق بجلة ناسبهم وكن معهم ... حتى يعيروك مجداً غير موطود
بجلة: من بني سليم. وقال الراعي:
شم الكواهل جنّحاً أعضادها ... صهباً تناسب شدقماً وجديلاً
وقوم كرام المناصب والمناسب، وهو ينسب إليهم وينتسب. ورجل نسّابة:
علاّمة بالأنساب. وتنسّب إليّ: ادّعى أنه نسيبي. قال:
وإن القريب من تقرّب نفسه ... لعمر أبيك الخير لا من تنسّبا
ونسب بالمرأة ينسب بها نسيباً.
ومن المجاز: بين الشيئين مناسبة وتناسب. ولا نسبة بينهما. وبينهما نسبة
قريبة. وجلست إليه فنسبني فانتسبت له. وقال أبو وجزة:
ما زلن ينسبن وهناً كلّ صادقة
ن س ج
ثوب منسوج بالذّهب. ووضع رمحه على منسج الفرس وهو منتهى المعرفة.
ومن المجاز: الريح تنسج رسم الدار والتراب والرمل والماء إذا ضربته
فانتسجت له طرائق كالحبك. والرّيحان تنتسجان الرسم. قال الطرماح:
تعاوره ريحان تنتسجانه ... كما اختلفت كفّا مفيضٍ بأقدح
وانتسجت العنكبوت نسجها. قال ذو الرمة:
وجاءت بنسجٍ من صناعٍ ضعيفةٍ ... تنوس كأخلاق الشفوف ذعالبه
هي انتسجته وحدها أو تعاونت ... على نسجه بين المثاب عناكبه
والشّاعر ينسج الشعر: يحوكه. والكذّاب ينسج الزور. وناقة وسوجٌ نسوج،
وهي
(2/265)
تنسج في سيرها إذا أسرعت نقل قوائمها. وهو
نسيج وحده.
ن س خ
نسخت كتابي من كتاب فلان وانتسخته واستنسخته بمعنى، ويكون الاستنساخ
بمعنى الاستكتاب " إنّا كنّا نستنسخ " وهذه نسخة عتيقة، ونسخ عتقٌ.
وتقول: ما نسخه، وإنما مسخه. ونسخت الآية بالأخرى.
ومن المجاز: نسخت الشّمس الظّلّ والشّيب الشّباب. وأبلاه تناسخ
الملوين. وتناسخت القرون وهذا مذهب التّناسخيّة. وتناسخت الورثة.
ن س ر
" استنسر البغاث " ونسره البازي بمنسره إذا نتف لحمه بمنقاره. وخرج في
مقنب ومنسرٍ وفي مقانب ومناسر. وحافر صلب النسور وهي أشباه النّوى قد
أقتمها الحافر. وطلع النسران: كوكبان.
ومن المجاز: ما زال ينقر فلاناً وينسره، ويخذله ولا ينصره؛ أي يعيبه
ويقع فيه.
ن س س
نسّ الخبز في التّنّور ينسّ. وجاء بخبزة ناسّةٍ. ونضج اللحم حتى نسّ
إذا ذهب طعمه وبالمه. وما بقي إلاّ نسيسه، وبلغ نسيسه وهو بقية روحه.
ومن المجاز: نست الجمّة: شعثت. ونسّت دابّتك: يبست من العطش. وقيل
لمكّة: النّاسّة والنسّاسة: لجدبها ويبسها.
ن س ع
قلقت أنساعها ونسوعها إذا ضمرت. وبيده نسعة: قطعة من النسع.
ومن المجاز: هبّت نسع وهي الشمال. قال قيس بن خويلد الهذليّ:
ويلمّها لقحةً إما تأوبها ... نسع شآميّة فيها الأعاصير
ن س غ
نزغه ونسغه: نخسه. والجارية الواشمة تضير إضبارةً من إبرٍ ثم تنسغ بها
حيث تشم، وهي المنسغة. والخبّاز ينسغ القرص بالمنسغة وهي إضبارة من
ريش.
ن س ف
نسف الحبّ بالمنسف وهو الغربال الكبير عند الفاميّين.
ومن المجاز: نسفت الريح التراب. قال عقبة بن حجر:
نسفت معارفها صباً حنّانة ... أن لا تأوّبها بريحٍ تبكر
والله ينسف الجبال. والإبل تنسف الكلأ بمقاديم أفواهها: تقلعه. ونسفوا
البناء: قلعوه من أصله. وبيني وبينه عقبة نسوف: بعيدة تنسف صاحبها.
وانتسف لونه: تغيّر وبالشّين.
ن س ق
نسق الدرّ وغيره ونسّقه، ودرّ منسوق ومنسّق ونسقٌ، وتنسّقت هذه الأشياء
وتناسقت.
ومن المجاز: كلام متناسق، وقد تناسق كلامه، وجاء على نسقٍ ونظامٍ. وثغر
نسقٌ. وقام القوم نسقاً. ويقال لكواكب الجوزاء: النّسق،
(2/266)
قال ريحان بن معقل:
زارت بريح خزامى طلّةٍ أنفٍ ... جاءت بها الدّلو فالأشراط فالنّسق
ن س ك
نسك لله ينسك ذبح لوجهه نسكاً ومنسكاً. ومن صنع كذا فعليه نسكٌ. وهذه
نسيكة فلان: لذبيحته ونسائكه. ومِنَى منسك الحاج.
ومن المجاز: رجل ناسك وذو نسكٍ: عابد، وهو من النّسّاك: العبّاد. وقضى
مناسك الحجّ: عباداته. ونسكت الأرض: طيّبت وبغرت. قال:
ولا تنبت المرعى سباخ عراعر ... ولو نسكت بالماء ستّة أشهر
وأرض منسوكة: مسمّدة. وأرض ناسكة: خضراء حديثة المطر. وعشب ناسك: شديد
الخضرة.
ن س ل
نسل الرّيش والشّعر: سقط نسولاً، وأنسله الطائر والدابّة. وهذا نسال
الطائر، ونسيل الدابة ونسالتها. قال الراعي:
أطار نسيله الشّتويّ عنه ... تتّبعه المذانب والقرارا
ومن المجاز: نسل الولد ينسل إذا ولد لأنه يسقط من بطن أمه إلى الأرض.
ونسلت الناقة بولد كثير. وأنسل الرجل نسلاً كثيراً. وتوالدوا وتناسلوا.
وهو من نسل طيب ونسل خبيث. وما لفلان نسولة. كقولك: حلوبة وركوبة وهي
ما يتخذ للنسل من الإبل والغنم. ونسل الذئب إذا أسرع بإعناق، كما يقال:
انسلّ في عدوه وهو الخروج بسرعة كنسول الريش.
ومن مجاز المجاز: نسل الرجل. وهو عسّال نسّال. قالت الخنساء:
حامى الحقيقة نسّال الوديقة مع ... تاق الوسيقة جلدٌ غير ثنيان
" إلى ربّهم ينسلون ".
ن س م
وجدت نسيم الريح: نفسها، وقد نسمت نسيماً ونسماناً. وتنسّمتها: تتّبعت
نسيمها. " تنكّبوا الغبار فإنّ منه تكون النّسمة " أي النّفس وهو
الرّبو. وهذه نسمةٌ مباركة. وأعتق نسمةً. والله باريء النّسم. وأملصت
الناقة ولدها قبل أن تنسّم أي تجسّد وتمّ وصار نسمةً.
ومن المجاز: من أين منسمك؟: وجهك، وأصله: منسم البعير. وفي الحديث: "
قد استقام المنسم " ووجدت منسماً من الأمر: علامةً وأثراً. قال الأحوص:
وإن أظلمت يوماً من الناس طخية ... أضاء بكم يا آل مروان منسم
وفي الحديث: " بعثت في نسيم الساعة ": في
(2/267)
نفسها وأوّلها. قال ذو الرمة:
بجرعاء دهناوية التّرب طيّب ... بها نسم الأرواح من كل منسم
وتنسّمت الخبر. وتنسمت أثر فلان حتى استبنته. وتنسّمت منه علماً:
أخذته. وقال:
أحبّك حبّ العود ماءً بقفرة ... تنسّم تحت الليل سمت الموارد
ونسم لي خبر وأثر: تبيّن. وناسمته. وهو طيّب المناسمة والمنامسة. قال:
سقياً لها وحبذا نسامها ... لو كان لي ميسّراً كلامها
وإن فلاناً لباقي النسيم إذا كان باقي القوّة والصلابة. قال:
هيّجها أروع ذو نسيم
وإن فلاناً ثقيل الظلّ بارد النسيم: للثقيل.
ن س ي
رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه.
وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا
أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:
ونسيت وصاته وهي نسيّ
وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.
ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم
البرامكة.
ن ش أ
أنشأ الله تعالى الخلق فنشأوا، " وننشئهم النّشأة الأخرى " وأنشأ
حديثاً وشعراً وعمارة. واستنشأته قصيدة في الزهد فأنشأها لي. وأنشأ
يفعل كذا. ومن أين نشأت وأنشأت أي نهضت. ونشأت السحابة، وأنشأها الله،
ورأيت نشأً من السحاب وهو أوّل ما يبدو. وأنشأ العلم في المفازة
والشّراع واستنشأ: رفعه. " وله الجوار المنشآت ". وقال الشمّاخ:
عليها الدجى المستنشآت كأنها ... هوادج مشدود عليها الجزائر
الدجية: القترة. والجزيزة: خصلة من صوفٍ. وإنه لينشأ لإبل فلان:
ليعينها أي يعرض لها. ونشأت في بني فلان، ومولدي ومنشيء فيهم. ونشأ
فلان نشأة حسنة ونشاءة. وأنشىء في النعيم ونشّيء، " أو من ينشّؤا في
الحلية ". وغلام وجارية ناشيء من جوارٍ نواشيء. قال أبو قدامة الطائي:
قد أجلس المجلس لم يحرّج ... من ناشيء ذات شوًى خدلج
(2/268)
وقال عبد الواسع بن أسامة الخزاميّ من بني
خزامة:
منازل من عوجاء إذ هي ناشيء ... مؤزّرة تصطاد من لا يصيدها
وهو نشء سوء ومن نشء سوء. قال بشر ابن أبي حازم:
سبته ولم تخش الذي فعلت به ... منعّمةٌ من نشء أسلم معصر
وقال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب ... لفلت بنفسي النّشأ الصغار
ن ش ب
نشب العظم في الحلق والصيد في الحبالة ومخالب الجارح في الأخيذة،
وتنشّب. وأنشب فيه مخالبه. ورماه بنشّابة، وتراموا بالنّشّاب
والنشاشيب. ومعهم ناشبة: رماة بالنشّاب. وبرد منشّب نحو: مسهّم وشيه
يشبه أفاويق السهام. قال:
لكلّ حال قد لبست أثوباً ... رياطه واليمنة المنشّبا
وقال كثير:
هضيم الحشا رود المطا بختريّة ... جميل عليها الأتحميّ المنشّب
وله نشبٌ: مال أصيل. وتقول: لكم نسب، وما لكم نشب، ما أنتم إلا خشب.
ومن المجاز: نشب الشرّ والحرب بينهم نشوباً. وناشب عدوّه مناشبةً. وما
نشبت أقول ذاك، نحو: ما علقت، بمعنى: ما زلت. وما نشب أن قال كذا، ولم
ينشب أن قال، بمعنى: ما لبث. ونشب فلان منشب سوء إذا وقع موقعاً لا
يتخلّص منه. وسمعت الأمير الشريف:
قد نشبت رجل حيضيٍّ منشب
ورجل نشبة إذا نشب في أمرٍ لم يكد ينحلّ عنه وإن كان غيّاً. وتنشّب في
قلبي حبها. قال عمر بن أبي ربيعة:
فأرى القلب قد تنشب فيه ... حبٌّ هند فما يطيق نزوعاً
ن ش ج
نشج الباكي نشيجاً وهو الغصص بالبكاء وتردّده في الصدر.
ومن المجاز: سمعت نشيج الطعنة: عند خروج الدم، ونشيج القدر والزّقّ:
عند الغليان، ونشيج الحمار: عند شحيجة.
ن ش د سمعت صوت النّشّاد وهو الذي ينشد الضّوالّ. وأصاخ الناشد للمنشد:
الطالب
(2/269)
للمعترف. وقال يصف ثوراً:
يصيخ للنبأة أسماعه ... أصاخة الناشد للمنشد
ومن المجاز: نشدتك الله وناشدتك الله ونشدك الله أي سألتك به. وقال
الأعشى:
ربّي كريم لا يكدر نعمة ... وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا
أي إذا تناشده العباد بمعنى تداعوه وطلبوا منه بحقّ الكتب المنزّلة
أطلبهم وأجابهم. وتنشّدت الأخبار إذا كنت تريغ أن تعلمها من حيث لا
يعلمها الناس. وأنشدني شعراً إنشاداً حسناً لأن المنشد يرفع بالمنشد
صوته كما يفعل المعرف. واستنشدته إياه. وله أناشيد ملاح. وسمعت منهم
نشيداً مليحاً وهو الشعر المتناشد بين القوم ينشده بعضهم بعضاً.
ن ش ر
نشر الثوب والكتاب، ونشّر الثياب والكتب، وصحف منشّرة، وملاء منشّر.
وناشره الثياب، وتناشروا الثياب. واستنشره: طلب إليه أن ينشر عليه
الثوب. وضمّ النّشر، واللهم اضمم نشري. ورأيتهم نشراً: منتشرين. وفي
الحديث: " أتملك نشر الماء " وهو ما ترشش على المتوضيء. ونشر الشيء
فانتشر وتنشّر. " وانتشروا في الأرض ": تفرّقوا. ودابة كثيرة النّشوار،
وقد نشورت. وما أشبه خطّه بتناشير الصبيان وهي خطوطهم في المكتب.
ومن المجاز: نشر الله الموتى نشراً وأنشرهم ونشروا نشوراً وانتشروا،
وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها
الربيع فأنبتت. وقال أبو جندب الهذليّ:
وفينا وإن قبل اصطلحنا تضاغن ... كما طرّ أو بارُ الجراب على النشر
ترعاه فينبت وبرها وتحته الداء والعر. ونشرت عن العليل نشراً ونشّرت
عنه تنشيراً إذا رقيته بالنشرة كأنك تفرّق عنه العلة. ونشر الخبر:
أذاعه. وانتشر الخبر في الناس. قال جميل يشكو ناساً:
الشر منكشف تلقاه منتشراً ... والصالحات عليها مغلقاً باب
وانتشر عليّ فلان إذا تحرّك هنوه. " وجاء فلان ناشراً أذنيه ": طامعاً.
ونشر الخشبة بالمنشارز وله نشرٌ طيّب وهو ما انتشر من رائحته. قال
المرقش يصف نساء:
النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم
ن ش ز
علوت نشزاً من الأرض ونشزاً وأنشازاً.
(2/270)
ونشز الشيء: ارتفع، ونشز عن مكانه: ارتفع
ونهض " وإذا قل انشزوا فانشزوا " وأنشزه: رفعه عن مكانه. " كيف ننشزها
" في قراءة زيد. ونشز اللبن: ارتفع. ونشزت بقرني: احتملته فصرعته.
وتنشّز لكذا: استوفز له. وعرق ناشز: لا يزال منتبراً يضرب. ويقال
للدابّة التي لا يستقرّ السرج والراكب على ظهرها: إنها لنشزة.
ومن المجاز: نشزت إليّ النفس: جاشت من الفزع. ونشزت المرأة على زوجها،
ونشز عليها نشوزاً، وامرأة ناشز.
ن ش ش
نشّ اللحم في المقلاة نشيشاً. ونشّ الغدير: أخذ في النضوب. وكانوا في
منشّ الساحل وهو ما انحسر عنه الماء. ونشّ أي نضب. قال ابن مقبل:
يلقين آرام الصريم وعفرها ... كالودع أصبح في منشّ الساحل
وسبخة نشاشة. ونش الماء في الكوز الجديد. والخمر تنش إذا أخذت تغلي.
وما عنده إلا نش: نصف أوقيّة. ونشنش سراويله: حلّها. ونشنش قميصه:
فسخه. ونشنش الجلد: كشطه.
ن ش ص
نشصت على زوجها وهي ناشص. ولمع البرق في قطر النّشاص وهو السحاب
المرتفع، وقد نشص في السماء نشوصاً. وفرس نشاصي: مرتفع الأقطار، وروي:
مقدّم الشين. قال مرّار بن منقذ:
ونشاصيّ إذا نفزعه ... لم نكد نلجم إلا ما قسر
ويقال: أقام القوم ما ينشصون وتداً: ما ينزعون.
ن ش ط
رجل نشيط: طيّب النفس للعمل. ودابة نشيطة. وأنشطه ونشّطه. وقد أنشطتم
أي نشطت دوابكم. وافعلوا ذلك على المنشط والمكره. وثور ناشط: خارج من
أرض إلى أرض. ونشط الدلو من البئر: نزعه بغير قامة. وبئر نشوط: تحتاج
إلى نشط كثير لبعد قعرها. وبئر أنشاط: يخرج دلوها بجذبة واحدة. ونشط
العقدة: شدها، وأنشطها وانتشطها: مدّها حتى انحلت وهي الأنشوطة كعقد
التّكة " كأنما أنشط من عقال " وتنشطت الناقة الطريق: قطعته قطع الناشط
في سرعتها أو توخّته بنشاط أو مرح. قال رؤبة:
تنشّطته كل مغلاة الوهق
ومن المجاز: طريق ناشط ينشط من الطريق الأعظم أي يخرج: ويقال: نشط بهم
طريق فأخذوه. قال حميد:
معتزماً للطرق النواشط
(2/271)
ونشطته الحيّة: عضّته بنابها وانتشطته.
وهذه نشطة منكرة. وتقول: رب نقطة بسن قلم، شرّ من نشطة بناب أرقم.
ن ش ع
نشع الصبيّ الدواء وأنشعه: أوجره وهو النشوع فانتشعه. وهذا منشع
الصبيّ: لمسعطه.
ومن المجاز: نشع فلان كذا وبكذا. قال مرار بن منقذ:
إليكم يا لئام الناس إني ... نشعت العز في أنفي نشوعاً
وقال مغلس الرّبعي:
خليليّ إن أصعدتما أو مررتما ... على أهل حنفاء الغضا فاذكرانيا
وقولا أثيبي يا عليّ متيماً ... أخا الموت منشوعاً بذكراك عانيا
وقال عبدة بن الطبيب:
لا تأمنوا قوماً يشبّ صبيّهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع
وإنه لمنشوع يأكل اللحم إذا كان مشغوفاً به مولعاً. ونشع الكاهن نشعاً:
جعل له جعلاً.
ن ش ف
نشف الحوض الماء والثوب العرب ينشفه، ونشف الماء بنفسه: نضب. وغدير
ناشف. ودلك رجله بالنشفة وهي الحجر ذو النخاريب ينقّى به الوسخ في
اعلحمامات لأنه ينشّف الوسخ عن مواضعه والجمع: النّشف. وشرب النشافة
وهي الرغوة.
ومن المجاز: نشف ماله: ذهب.
ن ش ق
نشق الظبي في الحبالة: نشب فيها، وأنشقه الصائد، وأنشقته الحبالة. قال:
مناتين أبرام كأنّ أكفّهم ... أكف ضباب أنشقت في الحبائل
ومن المجاز: نشق فلان في حبالة فلان إذا وقع منه فيما لا يتخلّص منه.
وعن أبي زيد: نشق فلان إذا عطب. ونشق الريح نشقاً ونشقاً. قال:
حراً من الخردل مكروه النشق
واستنشقتها وتنشّقتها. قال المتلمّس:
فلو أن محموماً بخيبر مدنفاً ... تنشّق ريّاها لأقلع صالبه
وأنشقه اعلدواء وهو النشوق، وأنشقته الخردل والمسك.
ن ش ل
أطعموه النّشيل وهو اللحم المطبوخ بلا توابل. وتقول: فلان ألف النّشيل،
وما عرف الطّفشيل. قال:
ولو أني أشاء نعمت بالاً ... وباكرني صبوحٌ أو نشيل
ونشل اللحم من القدر بالمنشل والمنشال وهو
(2/272)
حديدة في رأسها عقّافة، وانتشله: أخرجه
لنفسه وأخذه. قال الكميت:
ولانتشلت عضوين منها يحابر ... وكان لعبد القيس عضو مؤرّب
وانتشل ما على العظم بفيه: انتهسه. وفخذٌ ناشلة: قليلة اللحم. وقد نشل
الرجل نشولاً: قلّ لحمه. وفي الحديث: " عليك بالمغفلة والمنشلة ":
بالعنفقة وموضع الخاتم.
ن ش م
نشّم اللحم: أخذ يروح. قال علقمة:
وقد أصاحب فتياناً طعامهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم
أي يطعمون الماء المطحلب أو الفظوظ واللحم المروح، غلّب فقال: طعامهم.
ومعه زوراء من نشمٍ وهو شجر تعمل منه القسيّ.
ومن المجاز: نشّموا في الشرّ. " ودقّوا بينهم عطر منشم ". وتقول:
نشّموا وأنبضوا النّشم، ليدقّوا بينهم عطر منشم.
ن ش
ورجل نشوان بيّن النشوة، وامرأة نشوى، وقوم نشاوى، وقد انتشوا، ووجدت
منه نشوة المسك بالكسر ونشا المسك. قال:
وينشى نشا المسك في فأرة ... وريح الخزامى على الأجرع
ونشيت منه ريحاً طيّبة واستنشيت. قال:
ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... ةوخشيت وقع مهندٍ قرضاب
ومن المجاز: من أين نشيت هذا الخبر؟ وهو نشيان للأخبار ونشوان، وإنه
لذو نشوة للأخبار بالكسر.
ن ص ب
نصب العلم والباب فانتصب وتنصّب. وانتصب قائماً وتنصّب. قال ذو الرمّة:
تنصّبت حوله يوماً تراقبه ... صحرٌ سماحيج في أحشائها قبب
وثغر منصّب ومتنصّب. وتيس أنصب القرنين، وعنز نصباء. وناقة نصباء:
منتصبة الصدر. ونصب حول الحوض نصائب وهي حجارة تجعل عضائد له. وصفيح
منصّب. ونصّبت الحمر آذانها. وتقول للطاهي: انتصب أي أنصب قدرك. وكانوا
يعبدون الأنصاب وهي حجارة تنصب تصبّ عليها دماء الذبائح وتعبد الواحد:
نُصُبٌ. ونَصَبَ نصباً: غنًى غناء أرقّ من الحداء.
(2/273)
وفي الحديث: " لو نصبت لنا نصب العرب "
ونصب نصباً ونَصْباً: تعب، وأنصبه العمل.
ومن المجاز: غبار منتصب ومنتصِّب. قال:
سوابقها يخرجن من متنصّب ... خروج القواري الخضر من سبل الرعد
وقال الشمّاخ يصف نساء:
فقلت غمامات تنصّبن في الضحى ... طوال الذرى هبّت لهنّ جنوب
ونصبته لأمر كذا فانتصب له. ونصب فلان لعمارة البلد. ونصبنا لهم حرباً،
وناصبناهم مناصبة. وناصبت لفلان: عاديته نصباً. قال جرير:
وإذا بنو أسد عليّ تحزّبوا ... نصبت بنو أسد لمن راماني
ومنه: الناصبيّة والنواصب. وأهل النّصب: الذين ينصبون لعليّ كرم الله
تعالى وجهه. ونصبت له رأياً إذا أشرت عليه برأي لا يعدل عنه. وهو يرجع
إلى منصب صدق ونصاب صدق وهو أصله الذي نصب فيه وركب. وفلان كريم المنصب
والمركب، ومنه: نصاب السكين وهو أصله الذي نصب فيه وركّب سيلانه. ولي
نصيب فيه: قسم منصوب مشخّص، وأنصباء. وهم ناصب: ذو نصب.
ن ص ت
أنصت للمحدّث وأنصته. وأنشد يعقوب:
إذا قالت حذام فأنصتوها ... فإن القول ما قالت حذام
وفي حديث طلحة: " أنصتوني "، ونصت له ينصت واستنصت، ووقفت منصتاً
ومستنصتاً، واستنصته: سأله أن ينصت. قال الطرماح:
يزيد غداً في عارض متألق ... مرته الصبا واستنصتته دبورها
ن ص ح
نصحته ونصحت له نصحاً ونصيحة، وأنا لك نصيح، وتنصحت له، وعن أكثم: يا
بني إياكم وكثرة التّنصح فإنه يورث التهمة، وناصحته مناصحة. وناصح نفسه
في التوبة إذا أخلصها. واستنصحته وانتصحته. قال الكميت:
تركت حل السوء إذ لم يواني ... ولم أنتصح فيه المنيم المهدهدا
(2/274)
وهو الذي ينيم الصبيّ ويناغيه حتى يهدأ.
قال النابغة:
فلا عمر الذي أثنى إليه ... وما رفع الحجيج إلى ألال
لما أغفلت شكرك فانتصحني ... وكيف ومن عطائك جلّ مالي
أي فعمر الذي فزاد لا. وانتصح كتاب الله: اقبل نصحه.
ومن المجاز: هو ناصح الجيب. ونصح الغيث البلاد: جادها ووصل نبتها، وأرض
منصوحة. ونصحت الإبل الريّ: صدقته. قال يخاطب إبله:
هذا مقامي لك حتى تنصحي ... رياً وتجتازي بلاد الأبطح
وغيوث نواصح: مترادفة. ونصح الخياط الثوب إذا أنعم خياطته ولم يترك فيه
فتقاً ولا خللاً شبّه ذلك بالنصح. وصلّب نصاحك: خيطك. وقميص منصوح وآخر
منصاح أي منشق، وبوب متنصّح، وإن في ثوبك لمترقّعا ومتنصّحا: موضع
خياطة وترقيع. وسقاني ناصح العسل: ماذيّه، يقال: نصح العسل ونصع، وتوبة
نصوح، وقد نصحت توبته نصوحاً.
ن ص ر
نصره الله تعالى على عدوّه ومن عدوّه: " ونصرناه من القوم الذين كذّبوا
" نصراً ونصرة، والله ناصره ونصيره. واستنصرته عليه، وتناصروا، وهم
أنصاري. وانتصرت منه. ورجل نصراني وامرأة نصرانيّة ونصران ونصرانة،
وقوم نصارى، وتنصّر، ونصّر ولده. ومن المجاز: أرض منصورة: مغيثة، ونصر
الله الأرض: سمّى المطر نصراً كما سمّى فتحاً. ومدّت الوادي النواصر:
المسابل التي تأتي بالماء من بعيد، الواحد: ناصر. ووقف سائل على قوم
فقال: انصروني نصركم الله: يريد أعطوني أعطاكم الله.
ن ص ص
الماشطة تنصّ العروس فتقعدها على المنصّة، وهي تلتص عليها أي ترفعها.
وانتص السنام: ارتفع وانتصب. قال مسكين الدرامي:
حتى علاها تامك ... شبّهته وانتصّ فندا
ومن المجاز: نصّ الحديث إلى صاحبه. قال:
ونصّ الحديث إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصّه
ونصّ فلان سيّدا: نصب. قال حاجز بن الجعيد الأزدي:
أأن قد نصصت بعد ما شبت سيّدا ... تقول وتهدي من كلامك ما تهدي
ونصصت الرّجل إذا أحفيته في المسألة ورفعته إلى حدّ ما عنده من العلم
حتى استخرجته. وبلغ الشيء نصّه أي منتهاه.
ن ص ع
نصع لونه: خلص، وأبيض وأحمر
(2/275)
ناصع. قال:
من صفرة تعلو البياض وحمرة ... نصّاعة كشقائق النعمان
وخرجوا إلى المناصع: المبارز، ونصعو إليها: برزوا.
ومن المجاز: نصع الحق، والحق ناصع. وله حسب ناصع. قال النابغة:
ولم يأتك الحق الذي هو ناصع
ن ص ف
أخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو
كنصف الخمار. قال النابغة:
سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه ... تناولته واتقتنا باليد
ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له.
وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه.
وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار
ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه
الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه،
وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق:
ولكنّ نصفاً لو سببت وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه،
وتنصّفه: استخدمه. قال:
بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن منهم سوقة نتنصّف
رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
ن ص ل
نصلت أظلاف الوحش من الرمضاء، ونصل الحافر. ونصل الخضاب نصولاً. ونصلت
يد الفأس. ونصل الدّرّ من السلك. قال بشر:
فأصبح ناصلاً منها ضحيّاً ... نصول الدّر أسلمته النّظام
الوحشيّ من الصريمة. ونصل علينا فلان من الشّعب ونحوه. ونصلت الخيل من
الغبار. قال امرؤ القيس:
تراهنّ من تحت الغبار نواصلاًويخرجن من جعد الثرى متنصّب أي من غبار
نار من مكان صلب لشدّة حضرها. واستنصلت الريح السّفا: استأصلته
واستخرجته، ومنه: نصل السيف والرمح والسهم والمغزل. وأنصلت السهم: نزعت
نصله. ونصلته: ركّبت
(2/276)
نصله ونصّلته تنصيلاً. ويقال لرجبٍ: منصّل
الإلّ. وضرب نصيله وهو المفصل بين الرأس والعنق من تحت اللّحيين.
ومن المجاز: أخرجت البهمى نصالها. قال ذو الرمّة:
رعى بارض البهمى جميماً وبسرةً ... وصمعاء حتى آنفتها نصالها
وأنصلت البهمى. ونصلت الناقة ونضت: تقدّمت الإبل. ونصل بحقّي صاغراً:
أخرجه. وتنصّل من ذنبه. وعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
من لم يقبل من متنصّل صادقاً أو كاذباً لم يرد عليّ الحوض ".
ن ص
ونصوته: قبضت على ناصيته، وناصيته، وتناصينا: تآخذنا بنواصينا في
الخصومة. قال أبو النجم:
إن يمس رأسي أشمط العناصي ... كأنما فرّقه مناصي
وقال أيضاً:
منا التّكرم والحلوم وإن يهج ... فزع فليس قتالنا بنصاء
بمناصاة. ونصت الماشطة المرأة: سرّحت ناصيتها، وتنصّت بنفسها.
ومن المجاز: هو ناصية قومه، وهو من ناصية الناس ونواصيهم. قال:
وموقف قد كفيت الغائبين به ... في محفلٍ من نواصي الناس مشهود
وأذلّ فلان ناصية فلانٍ أي عزّه وشرفه.
وتنصيت بني فلانٍ وتذرّيتهم وتفرّعتهم: تزوّجت سيدة نسائهم، ومنه: هو
نصيّة قومه. وانتصيت الشيء: اخترته، وهذه نصيّتي.
ن ض ب
نضب الماء ينضب وينضُبُ نُضوباً: ذهب في الأرض، وغدير ناضب، وعين
منضّبة: غار ماؤها. قال الكميت:
ضفادع جيئةٍ حسبت أضاةً ... منضّبةً ستمنعها وطيناً
ونضبت عيون الطائف. ونوق كقداح التنضب. قال:
فحثّ خوضاً كقداح التّنضب
وكأنه حرباء تنضبةٍ: للدّاهي.
ومن المجاز: نضب القوم: بعدوا. ونضبت المفازة، وخرق ناضب: بعيد. ونضب
الدّبر: اشتدّ أثره في الظهر وغار فيه. ونضب ماء وجهه إذا لم يستحي.
وإن فلاناً لناضب الخير، وقد نضب بخيره.
ن ض ج
(2/277)
نضج اللحم والتمر. وهذا إبان نضج العنب.
وهو نضيج ومنضج، وقد أنضجته.
ومن المجاز: هو نضيج الرأي. وأمر منضج، وأنضج رأيك، وهو لا يستنضج
كراعاً. ونضّجت النّاقة الحمل: جاوزت به وقت الولادة. قال الحطيئة:
وصهباء منها كالسفينة نضّجت ... بها الحمل حتى زاد شهراً عديدها
وقال آخر:
هو ابن منضّجاتٍ كنّ قدماً ... يزدن على العديد قراب شهر
ن ض ح
نضح عليه الماء، ونضح البيت بالماء نضحاً وهو الرّشّ. ونضح جلده
بالعرق.
ومن المجاز: قد نضح الشجر: تفطّر. ورأيت نضح الرمّان وغيره. قال أبو
طالب:
بورك الميّت الغريب كما بو ... رك نضح الرمّان والزّيتون
ونضح غلّته بالماء: بلّها، ومنه: النضيح والنّضّح: للحوض لبلّه عطش
الإبل وكذلك البعير الناضح، ونواضح يثرب، ونضح أديم الودّ بينهم. قال
الكميت:
نضحت أديم الودّ بيني وبينهم ... بآصرة الأرحام لو يتبلّل
ونضحناهم بالنّبل. فرّقناهم كما يفرّق الماء بالرّش، ومنه: نضح عن
نفسه: دفع عنها.
ن ض خ عين نضّاخة: فوّارة بالماء، وغيث نضاخ: غزير، وأرسلت السّماء
نضخاً، وأصابتهم نضخة من مطر. قال حكيم بن مصعب:
تشكّى إليّ الكلب شدّة جوعه ... وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر
فقلت لعلّ الله يرسل نضخة ... فيضحى كلانا قائماً يتذمّر
وأنشد أبو عمرو:
لا يفرحون إذا ما نضخةٌ وقعت ... وهم كرام إذا اشتد الملازيب
وتقول: طلبنا رضخه، فأصبنا نضخه.
ن ض د
نضدت المتاع ونضّدته وهو ضمّ بعضه إلى بعض متّسقاً أو مركوماً، تقول:
رأيت نضداً من الثياب والفرش. ووضعتها على النّضد وهو السّرير الذي
تنضد عليه. ورأيٌ منضّد: مرصّف. وتنضّدت الأسنان. وما أحسن تنضّدها!.
(2/278)
ومن المجاز: في السماء نضد من السحاب
وأنضاد. وهم أعضاده وأنضاده: لعديده وأنصاره. وهم نضده وأنضاده:
لأعمامه وأخواله. ورأيت منهم نضداً وأنضاداً: أصراماً. وقال الفرزدق:
من كلّ أصيد من ذؤابة دارم ... ملك إلى نضد الملوك همام
إلى جماعاتهم وجماهيرهم. وانتضدوا بمكان كذا: أقاموا واجتمعوا. ولبني
فلانٍ نضد: عزّ وشرف.
ن ض ر
نضر الشّجر والنبات، ونضر ونضر نضرةً ونضارةً، وهو ناضر ونضير ونضر،
وأنضر العود. قال الكميت:
ورت بك عيدان المكارم كلّها ... وأورق عودي في ثراك وأنضرا
ولها سوار من نضر ونضار وهو الذهب، وقيل: كلّ خالص نضار من ذهب وغيره.
وقدح من نضار وهو أثل ورسيّ اللون بغور الحجاز.
ومن المجاز: نضر وجهه: حسن وغضّ. وجارية غضّة: ناضرة، وغلام غضّ: ناضر.
ونضّر الله وجهه وأنضره: حسّنه وقد يقال: نضره بالتّخفيف، ووجهٌ منضور
وليس بذاك. قال:
نضّر الله أعظماً دفنوها ... بسجستان طلحة الطّلحات
وفي الحديث: " نضّر الله من سمع مقالتي فوعاها " ونجارٌ نضار: خالص.
قال الأفوه:
كرم الفعل إذا ما فعلوا ... ونجار في اليمانين نضار
ن ض ض
نضّ الماء نضيضاً مثل بضّ بضيضاً وهو سيلان قليل، وما عندي من الماء
إلا نضاضة: بقيّة يسيرة. وحيّةٌ نضناضة: تنضنض لسانها: تحرّكه. قال:
تبيت الحيّة النضناض منه ... مكان الحبّ يستمع السّرارا
ومن المجاز: خذ ما نضّ لك من دينك أي تيسّر. وهو يستنض معروف فلان:
يستنجزه. وأعطاه من ناض ماله: من صامته من الورق والعين، وقد نضّ ماله:
صار عيناً بعد أن كان متاعاً. واستوفيت حقّي وبقيت عليه نضاضة: شيء
يسير. وهو نضاضة ولذة: عجزتهم وآخرهم.
ن ض ل
ناضلته فضلته. وخرجوا إلى النضال، وهم يتناضلون وينتضلون: وانتضلت من
الكنانة سهماً: اخترته.
ومن المجاز: هو يناضل عن قومه. وقعدوا ينتضلون: يفتخرون. وانتضلت منهم
رجلاً: اخترته. والإبل تنتضل في سيرها: ترمى بأيديها.
(2/279)
قال الطرماح:
تناضل رجلاها يديها من الحصى ... بمصعنفر يهوى خلال الفراسن
بذاهب سريع. وقال ذو الرمة:
إذا فرقد الموماة لاح انتضلته ... بمكحولة الأرجاء بيض المواكف
ن ض
وركبت نضواً من الأنضاء. وقد أنضته الأسفار. ونضا الخضاب. وأعطيني
نضاوة حنائك وهي سلاتته. ونضوت الثوب عنّى والجّل عن الفرس. ونضوت
السيف من غمده وانتضيته. ورماه بالنّضيّ وهو السهم. قال الأعشى:
فمرّ نضيّ السهم تحت لبانه ... وجال على وحشيّه لم يعتمّ
وطعنه بنضيّ الرّمح وهو صدره. قال:
فظلّ لثيران الصّريم غماغم ... إذا دعموها بالنّضيّ المعلّب
ومن المجاز: الفرس ينضو الخيل إذا تقدّمها. قال زهير:
ورحنا به ينضو الجياد عشية ... مخضّبةً أرساغه وعوامله
وأنضبت الثوب: أبليته.
ن ط ب
بينهم مناصبة ومناطبة. وقد ناطبوهم: ساروهم. ونطبت الرجل أنطبه إذا
ضربت بإصبعك أذنه. وهو من النواصب، المصفّاة بالنواطب؛ وهي خروق
المصفاة.
ن ط ح
تناطحت الكباش وانتطحت.
ومن المجاز: تناطحت الأمواج والسبول. والكباش تنتطح في موطن القتال.
وبين العالمين والتاجرين تناطح ونطاح، سمعت منهم من يقول: جرى لنا في
السوق نطاح وأي نطاحٍ. وكلأك الله من نواطح الدهر: من شدائده. وأصابه
ناطحٌ: أمر شديد. ونطحته عن كذا: دفعته وأزلته. وطلع النّطح والناطح
وهو الشّرطان: قرنا الحمل. وفي أسجاعهم: إذا طلع النّطح، طاب السّطح.
وتطيّر من النّطيحِ والناطح وهو المستقبل مما يزجر.
ومن مجاز المجاز: رجل نطيح: مشئوم.
ن ط ر
فزعوا منه فزع العصافير، من أيدي النّواطير، قال ابن دريد: هو بالظاء
من النظر ولكن النّبط يقلبون الظاء طاء.
ن ط س
رجل نطس وندس: فطن متنوّق في الأمور، وإن فلاناً ليتنطّس في اللبس
والطّعمة فلا يلبس إلا حسناً ولا يأكل إلا نظيفاً. وتنطّس في الكلام:
تأنّق فيه. وتنطّس في كل شيء إذا أدقّ فيه النظر، ومنه: النّطاسيّ
والنّطّيس: للعالم بالطبّ وهو بالروميّة نسطاس.
وهو يتنطّس عن الأخبار: يتبحّث عنها ويستقصي. وفيه تنطّس: تفزّز،
وتنطّس من مواكلته.
ن ط ع
(2/280)
عليّ بالسيف والنطع. ولجار الله العلامة
رضي الله عنه:
خيّم العزّ حيث لم ينم الضّر ... غام إلا بجفني المرتاع
علم الملك ليس يخفق إلا ... حيث ذكر السيوف والأنطاع
وكسا أبو كرب بيت الله الأنطاع.
ومن المجاز: دلك التمرة على نطع فيه وهو ظهر الغار الأعلى. وهذا من
الحروف النّطّعية وهي الطا والدال والتاء، ومنه: تنطّع في كلامه إذا
تفصّح فيه وتعمّق. ورمى بلسانه إلى نطع الفم.
ومن مجاز المجاز: تنطّع الصانع: تحذّق في صناعته. قال أوس:
وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطّع فيها صانع وتأملاً
ن ط ف
نطف الماء ينطف. وأقبل وسفه ينطف دماً، ومنه: الناطف القبيّطى. وسقاني
نطفةً عذبة ونطفاً ونطافاً عذاباً وهي الماء الصافي قلّ أو كثر. وعلى
جبينه نطاف من العرق. وما به نطف: تلطّخٌ بالعيب والفساد. ورجل نطف
بيّن النّطف والنّظافة. وتقول: فلان لزمته النّطافة، وبعدت منه
النّظافة؛ وأصله من نطف البعير إذا أصابته غدذة في بطنه تنطف. وفن
ينطّف بالفجور: يقذف به. وتنطّف من كذا: تفزّز منه. وفلان يتنطّف
ويتنظّف. ورأيت في آذانهن النّطف وهي الفرطة الواحدة: نطفةٌ: وأصلها
اللؤلؤة التي صاف ماؤها تعلّقها الجارية في أذنها، ووصيفة منطّفة، وقد
نطّفتها فتنطّفت.
ومن المجاز: ليلة نطوف: مطرت حتى الصباح.
ن ط ق
نطق بكذا نطفاً ومنطقاً ونطقةً واحدةً. وناطقني: كلّمني. وإنه لمنطيق
ونطّيق. وأنطق الله الألسن، واستنطقته. وانتطق بنطاق ومنطقٍ وهو إزار
له حجزة. قال ذو الرمة:
خبربجةٌ خود كأنّ نطاقها ... على رملة بين المقيّد والخصر
وتنّطق به وبالمنطقة. وأسماء ذات النّطاقين رضي الله تعالى عنها،
ونطّقته.
ومن المجاز: فلان واسع النّطاق. وتنطّقت أرضهم بالجبال وانتطقت. قال ذو
الرمّة:
دهاس سقتها الدلو حتى تنطّقت ... بنور الخزامى في التّلاع الجوائف
الواسعة الأجواف. وقال:
تنطّقن من رمل الغناء وعلّقت ... بأعناق أدمان الظباء القلائد
ونطّق الماء الشجر والأكمة: بلغ وسطها. وقال الأعشى:
قطعت إذا خبّ ريعانها ... ونطّق بالهول أغفالها
(2/281)
أي أحاط بها الهول كالنطاق. وفي حديث عليّ
رضي الله عنه: من يطل أير أبيه ينتطق به أي من كثر بنو أبيه اعتضد بهم،
ومنه: رجل منتطق: عزيز. وانتطق فرسه: قاده وبه فسّر قول خداش بن زهير:
وأبرح ما أدام الله قومي ... رخيّ البال منتطقاً مجيداً
صاحب فرسٍ جوادٍ. وقال ذو الرمّة:
إذا قيل من أنتم يقول خطيبهم ... هوازن أو سعدٌ وليس بصادق
ولكنّ أصل القوم قد تعلمونه ... بحوران أنباطٌ عراض المناطق
أي يهود ونصارى ومناطقهم زنانيرهم، كما قال حسان رضي الله تعالى عنه:
يسعى بها أحمر ذو برنس ... منتطق الجوف عريض الحزام
أراد بالحزام: الزّنار. ونطق العود والطائر. ومال صامت وناطق وهو ماله
كبد. قال:
فما المال يخلدني صامتاً ... هبلت ولا ناطقاً ذا كبد
وكتابٌ ناطق: بيّن، وبذلك نطق الكتاب.
ن
ط
ل
سقاه من النطل ولم يسقه من السلاف وهو ما عصر بعد السلاف. والمناطل:
المعاصر التي ينطل فيها. وعنده ناطل من نبيذ أو لبن أو دهن وهو مكيال.
وما في الدنّ ناطلٌ ونطلةٌ أي شيء يسير. قال أبو ذؤيب:
ولو أن ما عند ابن بجرة عندها ... من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل
وأخذت نطلةً من النّحى وهي ما تأخذه بطرف إصبعك.
ن ط ي
أرض نطيّة وخرق نطيٌّ: بعيد. قال العجاج:
وبلدة نياطها نطيّ
ن ظ ر
نظرت إليه ونظرته. قال:
ظاهرات الجمال ينظرن هوناً ... مثل ما تنظر الأراك الظباء
ونظرت إليه نظرةً حلوةً ونظراتٍ. ونظرت في المنظار وهو المرآة. وأنشد
الفرّاء:
خود مهفهفة كأن جبينها ... تحت الوصاوص صفحة المنظار
ونظرت في الكتاب. ويقال: مرّ بي على بني نظري،
(2/282)
ولا تمرّ بي على بنات نقري؛ أي على رجال
ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله منظر حسن. وإنه لذو
منظره، بلا مخبره. ورجل منظرانيّ ومخبرانيّ. وهو ينظّر حوله: يكثر
النظر. قال زهير:
فأصبح محبوراً ينظّر حوله ... بمغبطة لو أن ذلك دائم
ونظرته وتنظّرته وانتظرته وأنظرته: أنسأته واستنظرته. واشتريته بنظرة "
فنظرة إلى ميسرة " وكوى ناظريه وهما عرفان في جانبي الأنف. قال:
قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد
وفقأ الله ناظريه. ورمتني بناظرتي وحشيّة. ونساء حور النواظر. ورجل
منظور. معين، وبه نظرة. قال:
ما لقيت حمر أبي سوار ... من نظرة مثل أجيج النار
وإن فيك لنظرةً أي ردّة وقبحاً. قال:
وأنا سيفٌ من سيوف الهند ... ما شئت إلا نظرة في الغمد
وكلّ ما سرك عندي عندي
ومن المجاز: نظرت الأرض بعين وبعينين إذا ظهر نباتها. ونظر الدهر
إليهم: أهلكهم. وحيّ حلالٌ ورئاء ونظر: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض.
وبيننا نظرٌ أي قدر نظرٍ في القرب. ونظر إليك الجبل أي قابلك. ودورهم
تتناظر. وهذا الحيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي
مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن
الزهريّ: لا تناظر بكلام الله ولا بكلام سرول الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي لا تقابل به ولا تجعل مثلاً له. وما كان نظيراً
لهذا ولقد أنظرته، وما كان خطيراً ولقد أخطرته. وإن فلاناً لفي منظر
ومستمع، وريّ ومشبع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع.
قال أبو زبيد:
قد كنت في منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذي فرس
وقال زنباع بن مخراق:
أقول وسيفي يفلق الهام حدّه ... لقد كنت عن هذا المقام بمنظر
وسيّد منظور: يرجَى فضله وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثم إليك
معناه أتوقع فضل الله ثم فضلك. وسمعت صبية سرويّة بمكة تقول: عيينتي
نويظرة إلى الله واليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرت كيف
تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة مما قرف به. وانظر لي
فلاناً
(2/283)
نظراً حسناً: اطلبه لي. وفرس نظّار: طامح
الطرف لشهامته وحدّه فؤاده. وقال:
نابى المعدّين وأي نظّار ... محجلٌ لاح له خمار
أي غرة. وضربناهم من نظر وبنظر أي أبصرناهم. ورجل نظرو: لا يغفل عن
النظر فيما أهمّه.
ن ظ ف
نظف الإناء، ونظّفته فهو نظيف.
ومن المجاز: استنظف الوالي الخراج: استوفاه نحو قولهم: استصفى الخراج،
وعن بعض أهل اللغة الصواب بالضاد من انتضف الفصيل ما في الضرع والإبل
ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيف الأخلاق: مهذّب، وهو يتنظّف:
يتنزّه من المساويء.
ن ظ م
نظمت الدر ونظّمته، ودر منظوم ومنظّم، وقد انتظم وتنظّم وتناظم، وله
نظم منه ونظام ونظمٌ.
ومن المجاز: نظم الكلام. وهذا نظم حسن، وانتظم كلامه وأمره. وليس لأمره
نظام إذا لم تستقم طريقته، وتقول: هذه أمور عظام، لو كان لها نظام،
ورمى صيداً افنتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيه أو جنبيه. قال الأفوه:
تخلى الجماجم والأكفّ سيوفنا ... ورماحنا بالطعن تنتظم الكلى
وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نظم من جراد ونظام منه:
صف. ونظمت الضبّة والسمكة ونظّمت فهي ناظم ومنظّم: امتلأت من البيض:
ونظمت النخلة: قبلت اللقاح، خردلت إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظامان وهما
الكشيتان وأناظيم:
ن ع ب
نعب الغراب ينعب وينعب نعيباً وهو مدّه عنقه في نعاقه.
ومن المجاز: نعبت الإبل: مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نعوب ونعّابة،
وإبل نواعب، وتقول: ويلٌ للفتيان والكواعب، من السحم والصهب النواعب.
ن ع ت
هو منعوت بالكرم وبخصال الخير، وله نعوت ومناعت جميلة، وتقول هو حر
المنابت، حسن المناعت، وشيء نعت: جيد بالغ. وفرس نعتٌ: بليغ في العتق.
وإنّ عبدك لنعت وإن أمتك لنعتة. وانتعتت المرأة بالجمال، كما تقول:
اتصفت. وقال:
رأته طوال السّاعدين عنطنطاً ... كما انتعتت من قوّةٍ وشباب
أي كما هي كذلك. واستنعته: استوصفه.
ن ع ج
نساء كنعاج الرمل وهي البقر. وإبل نواعج: سراع، وقد نعجت في سيرها. قال
أبو حرام: سمّيت بذلك لأن النّعاج كانت تصاد عليها. ونعج نعجاً: خلص
بياضه. يقال: جمل ناعج، وامرأة ناعجة، ونساء نعج المحاجر، دعج
النّواظر.
ن ع ر
نعر الرجل نعيراً ونعرة شديدة. قال:
كلا وربّ الكعبة المستورة ... وما تلا محمد من سوره
(2/284)
والنعرات من أبي محذوره
وهو صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخّابة، ومنه: نعرة الحمار. قال:
والأخدريّات تغنّيها النعر
ونعر اعلحمار فهو نعر. وقيل للدّولاب: النّاعور: لنعيره، وما أكثر
النّواعير على شطّ الفرات!.
ومن المجاز: ما كانت فتنةٌ إلاّ نعر فيها فلان إذا نهض فيها وتكلّم،
وإنّه لنعّار في الفتن. ويقال: قد أطرت بهذا صوتاً نعّاراً أي أشعته.
ونعر العرق بالدّم إذا فار وصوّت عند خروجه، وجرح نعور ونعّار. قال:
صرت نظرةً لو صادفت جوز دارع ... غدا والعواصي من دم الجوف تنعر
وسفر تعور: بعيد. قال عش بن نذير:
تسائل أم قيس بني معان ... أيأتي الشأم عشّ أم نذير
وهل مستنكر لي أم عمرو ... إذا ما اعتادني السفر النعور
وإن في رأسه لنعرةً: للمتكبّر، ولأطيّرنّ نعرتك. قال:
صعصع لا تغررك مني الخزره ... إذا غضبت واعترتني النّعره
الخزرة: الزلخة وهي وجع في الصلب، وقد استعار العجذاج النعر في قوله:
والشّدنيّات يساقطن النّعر
للأجنة. ويقال أنعر الأراك: أثمر شبّه ثمره بالنعر كما قيل. أدبي
الرّمث: من الدّبا. ونعر فلان في قفا الإفلاس إذا استغنى.
ن ع س
نعس ينعس نعاساً، وركبته نعسة شديدة، وتناعس الرجل. وناقة نعوس: سمحة
الدّرّ إذا درّت نعست.
ومن المجاز: تناعس البرق إذا فتر. وجدّه ناعس تاعس.
ن ع ش
حُمِل على النّعش. وميت منعوش، وقد نعشوه. وانتعش العاثر من عثرته.
ومن المجاز: نشعته وانتعش إذا تداركته من ورطةٍ. وانتعش نعشك الله.
ونعشني نعشة كريم والربيع ينعش النّاس. قال النابغة:
وإنّك غيث ينعش الناس سيبه ... وسيف أعيرته المنية قاطع
ومن مجاز المجاز: قول لبيد:
ومنّي على السيباق فضل ونعمة ... كما نعش الدكداك صوب البوارق
وهو أخفى من نعيش، في بنات نعش؛ هو السهى أوسط البنات.
ن ع ظ
أنعظ الرجل وأنعظت المرأة إذا انتشر ما
(2/285)
عندهما واهتاج. قال:
إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وابتلّ منها إزارها
وأنعظت الدّابة إذا فتحت ظبيتها وقبضتها. وقد نعظ متاعه نعظاً ونعوظاً،
وذكر ناعظ. وشرب الناعوظ وهو دواء النعظ، ونحوه: أن العرب كانت تسمّى
اللحم: الباصور، تعني أنه جيد للبصر.
ن ع ن ع
خير البقول النعنع والنعناع. وأكثر ما سمعت منهم: النعناع. وتنعنع
الشيء: اضطرب وترجّح. ونعانع المنطقة: ذباذبها.
ن ع ف
نزلوا بالنعف وهو المكان المرتفع، والجمع: نعاف. وبدت مناعف الجبال وهي
ما عرض من أعاليها وشماريخها. وما أحسن نعفة الدّيك! وهي رعثته. قال:
فيا ليتني ديك لشغبة داجن ... أحمّ الذنابي أحمر النعفات
ن ع ق
نعق الراعي بالغنم نعيقاً. " ينعق مما لا يسمع ". ونعق الغراب نعيقاً
ونعاقاً والغبن أعلى. ونعق المؤذن، وسمعت نعقة المؤذن ونعقاته.
ن ع ل
رجل ناعل وقد نعل ينعل وانتعل وتنّعل، وأنعلت الخف ونعّلته. وأنعلت
الدابّة ونعّلتها.
ومن المجاز: عيرٌ ناعل صلب الحوافر. وفي مثل " أطرّى فإنك ناعلة " كأن
عليك نعلين لصلابة جلد قدميك. وفرس منعل ومخدّم: فالمنعل الذي في أسفل
أرساغه بياض لا يعدوها والمخدّم فويق ذلك. ولسيفه نعل: حديدة في أسفل
جفنه. قال:
إلى ملك لا ينصف الساق نعله ... أجل لا وإن كانت طوالاً محامله
وسلكوا نعلاً من الأرض وخفاً. قال ابن الأعرابيّ: النعل من الحرّة: شبه
النّعل فيها طول، والخف: أطول منها، والكراع: أطول من الخف، والضلع:
أطول من الكراع. وما كنت نعلاً أي ذليلاً أوطأكما توطأ النّعل، وفي مثل
" أذل من النعل " ورماه بالمنعلات: بالدّواهي التي تذلّه وتجعله
كالنّعل لعدوه. وانتعل الثوب وتنعّله إذا وطئه. قال أبو المنجم:
متنعلات بالضحى تنعّلاً ... عند القيام الرّيط والمرحّلا
ن ع م
جلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم
نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم
الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم.
قال ذو
(2/286)
الرمة يصف امرأة بيضاء:
هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر
ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن
فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم
صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها
ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته
حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام
عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:
قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم
أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب.
وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:
وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس
ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:
إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها
ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها
وقال السمهريّ العكليّ:
ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر
كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته
الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا
البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:
فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
ن ع ي
نُعيَ إلينا فلان نعياً ونَعيّاً ونعياناً. يقال: يا نُعيان العرب.
ويجوز أن يكون جمع ناعٍ كبغيان في باغ. وجاء نعيّ فلان، وقام النعي
بموته، وهو الناعي. قال:
قام النعيّ فأسمعا ... ونعى الكريم الأروعا
وعن الفرّاء: النعيّ: رفع الصوت بذكر الموت، وعن الأصمعيّ: كانت العرب
إذا مات من له قدرٌ ركب راكب وجعل يسير في الناس يقول: نعاء
(2/287)
فلاناً، ويقال: يا نَعاءَ العرب أي انعهم.
ومن المجاز: نعى عليه هفواته إذا شهّره بها. ويقال: ذهبت تميم فلا تسمى
ولا تنهى ولا تُنعى، أي لا تبلغ نهايتها كثرةً ولا يُرفع ذكرها. وإذا
كان القوم مجتمعين فأخبروا بمفزع فتفرّقوا نافرين قيل: استنعوا أي
انتشروا كما ينتشر النّعيّ.
ن غ ب
نغب من الماء نغباً: جرع منه جرعاً. قال ذو الرمة:
حتى إذا زلجت عن كلّ غلصمة ... إلى الغليل ولم يقصعنه نغب
وسقاه نغبةً من اللبن.
ومن المجاز: قول العرب إذا سمعت بموت عدوّ أو بلاء نزل به: واهاً ما
أبردها من نغبة، ما أبردها على الفؤاد، تعساً لليدين والفم.
ن غ ر
قمح كقطع الأوتار وأفواه النّغران. قال:
يحملن أوعية المدام كأنّما ... يحملنا بأكارع النّغران
وفي الحديث: " يا أبا عمير، ما فعل النّغير " وتقول: أقمأه الصغر، كأنه
النّغر. ونغرت القدر تنغر ونغرت تنغر إذا غلت.
ومن المجاز: نغر الرجل: اغتاظ. وفلانة غيرى نغرة. وجرح نغارٌ: جيّاش
بالدّم.
ن غ ش
كل هامةٍ أو طائرٍ تحرّك في مكانه واضطرب فقد تنغّش وتنخّش. قال ذو
الرمة: يصف قرداناً:
إذا سمعت وطء الرّكاب تنغّشت ... حشاشاتها في غر لحمٍ ولا دم
ودار تنتغش صبياناً، ورأس يتنغش صئباناً.
ن غ ص
نغّص عليه عيشه. إذا قطع عليه مراده منه. وتنغّص عليه وهو في نغص من
أمره. وقد نغص أمره نغصاً. قال لبيد:
فأوردها العراك ولم يذدها ... ولم يشفق على نغص الدّخال
ن غ ض
نغضت سنّه تنغض وتنغض نغضاناً وتنغّضت: رجفت. ونغض برأسه إلى صاحبه
متعجباً: وأنغضته. ونغض الرحل. وإبل نغّاضة برحالها. وأصاب نغض كتفه
وناغضها وهو غضروفها.
ومن المجاز: نغضوا إلى العدوّ: نهضوا إليه. قال الكميت:
حتى إذا نغض العدوّ ... وتمّ خصلك من تخاصل
ونغض الغيم: حيث تراه يتمخّض متحيراً لا يسير. قال:
أرّق عينيك عن التّغماض ... برق سرى في عارض نغاض
ن غ ن غ
(2/288)
غمزت العاذرة نغانغ الصّبي، قال الفرزدق:
غمز الطبيب نغانغ المعذور
وهي لحمات عند اللهاة.
ن غ ف
كثر النغف في الغنم وهو دود في أنوفها، ويقال: في كلّ رأس في عظمي
الوجنتين نغفتان من تحرّكهما يكون العطاس.
ومن المجاز: قولهم للمحتقر: يا نغفة.
ن غ ق
نغق الغراب نغيقاً ونغاقاً، وغرابٌ نغّاق.
ن غ ل
نغل الأديم: فسد. وأديم نغل، ولا خير في دبغة على نغلة.
ومن المجاز: غلام نغل، وجارية نغلة: لزنية. ونغل الجرح ونغل عليه: ضغن.
وفلان دغل نغل. وجوزة نغلة.
ن غ م
هو حسن النّغمة، ونغم بكلمة، وناعمه.
ن غ ي
ناغت المرأة ولدها: كلّمته بما يجدله. وسمعت نغمته ونغيته. قال أبو
نخيلة:
لما أتتني نغبة كالشهد
ونغيت إليه ونغى إليّ إذا ألقيت إليه كلمةً وألقى إليك.
ومن المجاز: هذا الجبل يناغى ذاك: يدانيه. ويقال للموج إذا ارتفع: كاد
يناغي السحاب. قال:
كأنك بالمبارك بعد شهر ... يناغي موجه غرّ السحاب
وناغى الماء الكواكب إذا رأيت بريقها في الماء.
ن ف ت
القدر تنفت نفيتاً: تغلي.
ومن المجاز: صدره ينفت بالعداوة.
ن ف ث
نفث الشيء من فيه: رمى به ونفث ريقه. ونفث في العقدة. ونفث عليه عند
الرقية. قال:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يهلك فذلك كان قدري
أي تقديري. ولو نفث عليك فلان لقطّرك: تقوله لمن يقاوي من فوقه. ولو
سألتني نفاثة سواك ما أعطيتك. ودم نفيث: نفثه العرق.
ومن المجاز: امرا نفّاثة: سحّارة. ورجل منفوث: مسحور. وهذامن نفاثات
فلان: من شعره. " ولا بدّ للمصدور أن ينفث "، وهذه نفثه مصدور، ونفث في
روعي كذا: ألهمته.
ن ف ج
الثدي الناهد ينفج الدرع. يرفعه. ورجل وجمل منتفج الجنبين: مرتفعهما.
ونفج اليربوع وهو أرخى عدوه. وأنفج الصيد: أثاره من مجثمه. ونفجت
الفرّوجة: خرجت من بيضتها.
(2/289)
ونفجت الريح: جاءت بقوة، وريح نافجة، ورياح
نوافج. قال ذو الرمة:
يرقد في ظل عرّاص ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حصب
ومن المجاز: فلان نفّاج، وفيه نفج، وسمعت من يقول: فيه نفاجة، وقد نفج
ينفج. وكانوا يقولون: هنيئاً لك النافجة وهي البنت لأنه كان يأخذ مهرها
فينفج ماله أي يوسّعه ويعظّمه، ومنه: النّفّاجة: للبنة القميص لأنها
توسّعه. وأنشد الجاحظ:
وليس تلادي من وراثة والدي ... ولا شان مالي مستفاد النوافج
يعني أن أباه كان جواداً لم يدّخر ما يورث.
ن ف ح
نفح الطّيب نفحاً، وله نفحةٌ ونفحاتٌ طيّبة، ونافجة نافحة، ونوافج
نوافح، وجبّن اللبن بالإنفحة. قال:
كم قد تمشّشت من قصٍّ وإنفحة ... جاءت بذاك إليك الأضؤن السود
وقال الشّماخ:
وإني من القوم الذين علمتهم ... إذا ألوموا لم يولموا بالأنافح
ومن المجاز: لا تزال له نفحات من المعروف. والله النفّاح بالخيرات.
قال:
والله نفّاح اليدين بالخير
ورجل نفّاعٌ نفّاحٌ. ونفحه بالمال. ونفحه بالسيف: ضربه ضربة خفيفة،
ومنه: نفحت عن فلان ونافحت عنه: دافعت. وكان حسان رضي الله تعالى عنه
ينافح عن رسل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال:
وكم مشهدٍ نافحت عنك خصومه ... وكلّهم عضب اللسان منافح
ونفحته الدّابة: ضربته بحدّ حافرها. ونفحت الريح: نسمت وتحرّكت
أوائلها. وأصابه لفح من حر ونفح من برد. ونفح اللبن نفحة: مخضه مخضةً
واحدة. وطعنة نفّاحة: تنفح بالدم إذا نزا الدم منها نزواً. وقوس نفوح:
بعيدة الدفع للسهم. وناقة نفوح: يخرج لبنها بغير حلب. وهو ينفح لمّته:
يحرّكها ويكفّئها. قال:
ونفحتم لمماً لكم ... عصلاً كأذناب الثعالب
عصلاً: متجعّدة.
ن ف خ
" نفخ في الصور ". وكم بين النّفختين. ونفخ في النار. ونفخ النار
بالمنفاخ وهو الكير. ونصبوا على النار المنافيخ. ونفخت في الزقّ
فانتفخ، ونفّخت فيه فتنفّخ. وهو يجد نفخة في بطنه ونفخةً: انتفاخاً من
طعام
(2/290)
وغيره. وعلى الماء والشراب نفّاخات.
ومن المجاز: انتفخ النهار: علا. ورجل منفوخ: سمين. ونفخ شدقيه: تكبّر.
وجاءت نفخة الربيع: أيام إعشابه.
ن ف د
المال نافد، وقد نفد نفاداً، وأنفدوا ما عندهم واستنفدوه وانتفدوه. قال
الحارثيّ يصف بقرة:
إذا استنفدت مرعًى طباها لغيره ... أغنّ كبرد الخال مقرته سهل
وأنفد القوم: فنى زادهم. ورجل منافد: يحاجّ الخصم حتى يقطع حجّته
وينفدها. يقال: هل عنكم من منافد. ويقال: ليس له رافد، ولا منافد. قال
أبّاق الدبيريّ في ابنه الرّكّاض:
وهو إذا ما قيل هل من رافد ... أو رجل عن حقكم منافد
يكون للغائب مثل الشاهد وتنافدوا: تخاصموا.
ن ف ذ
نفذ السهم في الرميّة نفوذاً ونفاذاً، ورميته فأنفذته، وأنفذت في
السهم. وهذا منفذ القوم ونفذهم، وهذه منافذهم وأنفادهم، وطعنة نافذة،
وطعنات نوافذ. وللجرح نفذ وللجراح أنفاذ. قال جرير:
وعاوٍ عوى من غير شيء رميته ... بقارعةٍ أنفاذها تقطر الدّما
وقارب الخرّاز بين النفذ وهي الخرز، الواحدة نفذة.
ومن المجاز: رجل نافذ في الأمور، وله نفاذ. ونفذ الكتاب والرسول،
وأنفذته. ونفذهم البصر وأنفذهم. وقام المسلمون بنفذ الكتاب أي بإنفاذ
ما فيه. وائتني بنفذ ما قلت: بالمخرج منه. وطريق نافذ: عام يسلكه كلّ
أحد، وهذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا.
ن ف ر
نفرت الدابة نفراً ونفوراً ونفاراً واستنفرت، ونفّرتها واستنفرتها،
وقريء " مستنفرة ومستنفرة ". ونفر القوم إلى الثغر نفيراً. وجاء نفير
بني فلان ونفرهم ونفرتهم وهم الجماعة الذين ينفرون إلى العدوّ. وجاء
القوم أنفرةً: نفيراً نفيراً. واستنفر الإمام الرعيّة: كلّفهم أن
ينفروا خفافاً وثقالاً. وهم نافرة فلان وزافرته: للذين يغضبون لغضبه
وينفرون معه وينصرونه. قال:
لو أن حولي من عليم نافره ... ما غلبتني هذه الضّياطره
وهذه أيام النفر والنفور والنفر والنفير.
ومن المجاز: بي نفرة من هذا الأمر، وأنا نفرٌ منه إذا انقبضت منه ولم
ترض به. ونفر فلان من صحبة فلان. ونفرت المرأة من زوجها، وهي فرقة منه
نافرة. ونفر الجلد: ورم وتجافي عن اللحم. واستنفر فلان بثوبي وأعصف به:
ذهب به ذهاب إهلاك. وفي مثل " لقيته قبل كلّ صبح ونفر " وصبّ عليّ زيد
من غير صسح ونفر أي من غير
(2/291)
شيء. ونافرته إلى الحكم فنفّرني عليه:
حاكمته فغلّبني عليه وأصل المنافرة قولهم: أينا أعزّ نفراً. ولمن كانت
النفرة أي الحكومة. وما هو بنفير فلان أي بكفئه في المنافرة.
ن ف ز
نفز الظبي ونقز إذا وثب. وتنافزت الدعاميص في الماء. والصبيان يتنافزون
في لعبهم. ونفز السهم على الظّفر، ونفّزته تنفيزاً إذا أدرته. قال
الشمّاخ:
إذا تفّزها بالأباهيم جرجرت ... عجيج الرّوايا من عروك الكراكر
كما تعج الإبل من الضاغط. ونفّزت ولدها: رفضته.
ن ف س
شيء نفيس ومنفس، وقد نفس نفاسة وأنفس إنفاساً. وأنشد سيبويه:
لا تجزعي إن منفساً أهلكته ... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى
وأنفسته في الشيء ونفّسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس
صاحبه في كذا، وشيء متنافس فيه. وقد نفست عليّ بخير قليل. ونفست علي
خيراً قليلاً حسدتني عليه ولم ترني أهلاً له نفساً ونفاسةً. وفلان ما
ينفس علينا الغنيمة والظّفر. وما هذا النفس؟ أي الحسد.
ومن المجاز: دفق نفسه أي دمه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نفس سائلة
فإنه لا ينجس الماء. ومنه: النّفاس والنفساء، وقد نفست فهي منفوسة،
ونفست بولدها فهو منفوس. قال:
كما سقط المنفوس بين القوابل
وأصابته نفس: عين. وفلان نفوس ونفساني. وشرب الماء بنفس واحد وبنفسين
وبثلاثة أنفاس، وشرب الماء بنفسٍ واحد وبنفسين وبثلاثة أنفاس، وشربت من
الماء نفساً وأنفاساً. قال جرير:
تعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاس من الشّم القراح
وشراب غير ذي نفس: كريه الطعم لا تنفّس فيه شاربه. قال الراعي:
وشربة من شراب غير ذي نفسٍ ... في كوكبٍ من نجوم الصيف وهاج
ومالي نفسٌ أي فرج. ونفّس الله عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نفسٍ من
أمرك: في سعة. وتنفّس الصبح، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمر.
وبلّغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفّس ومتنفس. قال عديّ بن الرعلاء
الغسّانيّ:
والشيب إن يحلل فإنّ وراءه ... عمراً يكون خلاله متنفّس
(2/292)
وغائط متنفّس: بعيد. وهذا الثوب أنفس
الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفس من أرضك. وهذا المنزل أنفس
المنزلين. وأنشد الأصمعيّ:
ولكن تنحّى جنبةً بعد ما دنا ... فكان كقاب القوس أو هو أنفس
وبيني وبينه نفس: بعد. وأنفٌ متنفّس: أفطس. وتنفّست القوس: تصدّعت.
وفلان يؤامر نفسيه إذا اتجه له رأيان.
ن ف ش
نفش الصوف والقطن، فانتفش. وانتفش الضبعان والديك وتنفّش إذا نفش شعره
أو ريشه كأنه يخاف أو يرعد. وانتفشت الهرّة وتنفّشت: ازبأرّت. وأمةٌ
متنفّشة الشعر. ونفشت الغنم بالليل: انتشرت، وأنفشها الراعي. قال:
أجرس لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش
غير السري وسائقٍ نجّاش
ومن المجاز: أنف متنفّش. قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ.
وقال العجاج:
ثار عجاج مسبطر قسطله ... تنفش منه الخيل ما لا تغزله
ن ف ض
نفض الثوب والشجرة. ونفض عنه الغبار والتراب. ونفّض الثياب والشجر. قال
أبو ذؤيب:
تنفّض مهده وتذود عنه ... وما تغنى التمائم والعكوف
وأصابوا اليوم نفضاً كثيراً وأنافيض وهو ما تساقط من الثمر في أصول
الشجر. وبسطوا المنفض والمنفاض وهو ثوب أو كساء يقع عليه النفض. وأنفضت
الجلّة: نفض ما فيها.
ومن المجاز: نفضته الحمّى، وبه نافض، وأخذته الحمّى بنافض، وانتفض من
الرّعدة. وانتفض الفرس. وفلان يستنفض طرفه القوم أي يرعدهم لهيبته.
ودجاجة منفض: نفضت بيضها وكفّت. وأنفض القوم: فني زادهم، وأصله: أن
ينفضوا مزاودهم. وقريء " حتى ينفضوا ". واستنفضت ما عنده: استخرجته.
قال رؤبة:
لا تنس مدحي لك واستنفاضي ... سيب فتى كالغيث ذي الرياض
وانتفض الفصيل ما في الضرع: امتكّه. وحلبت الناقة حتى انتفضت لبنها.
وامرأة نفوض: نفضت ولدها عن بطنها. وعليه ثوب ينفض. يقال: نفض الثوب
نفوضاً. وثوب نافض: قد ذهب صبغه. ونفض من مرضه نفوضاً: برئ منه. وذكر
نصيب بناته فقال:
نفضت عليهنّ من جلدتي
(2/293)
ونفض الطريق: طهّره من اللصوص والدّعار.
وقال زهير:
وتنفض عنها غيب كل خميلة ... وتخشى رماة الغوث في كل مرصد
ويقال: إذا كنت في نهار فانفض، وإذا كنت في ليلٍ فاخفض. وقام ينفض
الكرى. قال الطرمّاح:
فقاموا ينفضون كرى ليالٍ ... تمكّن في الطّلى بعد العيون
وقال بشر:
وأضحى ينفض الغمرات عنه ... كوقف العاج ليس به كدوح
يريد الثور الناجي من الكلاب. ويقال نفض الأسقام عنه واستصحّ أي
استحكمت صحته. واستنفض القوم: بعثوا النّفضة الذين ينفضون الطّرق. وخرج
فلان نفيضة: نافضاً للطريق حافظاً له.
ن ف ط
رمى بالنّفط. وخرجوا ومعهم النّفّاطة: جماعة الرّماة بالنّفط، وخرج
النّفّاطون، وبأيديهم النّفّاطات: مراميهم التي يرمون فيها بالنّفط.
واستعمل فلان على النّفّاطات وهي معادن النّفط. ونفطت يده من العمل
وتنفّطت، وأنفطها العمل. وخرجت بيده نفطة ونفطة ونافطة. وهذيل تقول:
بالصّبيان والغنم نفط كثير أي جدريٌّ. " وماله عافطة ولا نافطة ":
ضائنة ولا ماعزة.
ن ف ع
فيه نفع ومنفعة ومنافع، ونفعك الله بعلمك، وما نفعني فلان بنافعة،
وانتفعت به واستنفعت. قال نصيب:
ولو كان فوق الأرض حيّ فعاله ... كفعلك أوفى الفعل منك يقارب
لقلت له مثلاً ولكن تعذّرت ... سواك على المستنفعين المذاهب
وفلان نفاع ضرّار. وإنه لحاضر النفيعة أي النفع. قال:
وإني لأرجو من سعاد نفيعة ... وإني من عيني سعاد لأوجر
مشفق. وتقول: منزل فلانٍ نافع، وساكنه رافع، أي سجنٌ وهو يرفع عليك.
ن ف ن ف
قطعت نفنفاً: سبسباً بعيداً. قال:
إذا علون نفنفاً فنفنفا
وبيني وبينه نفانف وتنائف. وكل شيء كان بينه وبين الأرض مهوًى فهو
نفنف. ويقال للرّكيّة: إنها لبعيدة النّفنف، وهو ما بين أعلاها
وأسفلها.
(2/294)
قال ذو الرمة:
ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلك في نفنف يتطوّح
كما قال:
بعيدة مهوى القرط
ن ف ق
نفقت الدّراهم، وأنفقتها، كقولك: نفدت وأنفدتها، وأنفق الرجل على عياله
واستنفق، وخذ هذه الدّراهم فاستنفقها. ونفقت نفقة القوم ونفقاتهم
ونفاقهم. وهو يبتغي نفقاً في الأرض. وأخذوا عليه الأنفاق. ونفق اليربوع
وانتفق: خرج من نافقائه، ونفّق ونافق: دخل فيها، وتنفّقته: أخرجته
منها. ونفقت سلعته نفاقاً، ونفّقتها. قال سدوس بن ضباب:
عبد ينفق نفسه ويسومها ... ويقول إني آبرٌ زرّاع
وأنفق التاجر: نفقت تجارته، ومنه المثل " من باع بعرضه أنفق ". وقال:
أبيت فلا أهجو الصديق ومن يبع ... بعرض أخيه في المعاشر ينفق
ووسّع نيفق السراويل. ويقال: وسّع منفّقها وخدّل مسوّقها وأحكم
منطّقها. وله نافجة من مسك ونافقة.
ومن المجاز: فرس نفق الجري إذا كان قصير الغاية قريب مدى الجري. قال
علقمة:
فلا تزيّده في مشيه نفق ... ولا الزّفيف دوين الشدّ مسئوم
وطعام نفق: نقيض نزل وهو الذي لا ريع له. ونفق روحه: خرج. قال:
وهارب منّي بروح نافق ... قد كاد إلاّ رمق المرامق
ومنه: نفقت الدابّة نفوقاً. ونافق الرجل نفاقاً. وامرأة نفق بوزن: فنق:
تنفق عند الأزواج وتحظى عندهم. وأنشد أبو عثمان المازنيّ:
إنّ لنا لكنّةً غير نفق ... كريمة الأحساب بيضاء الخلق
وهي على ذلك ليّاء العنق
أي لا تنفق وهي كريمة سخيّة تلوي عنقها إلى الأضياف من بعيد تدعوهم إلى
طعامها.
ن ف ل
أصاب الغازي نفلاً وأنفالاً. ونفّله الإمام وأنفله، والإمام ينفّل
الجند. وأعطى نافلةً سنيّةً
(2/295)
ونوافل. ورجل نوفل: معطاء. وتنفّل المصلّي:
تطوّع، وهو يصلي النافلة والنّوافل. وتنفّل على أصحابه: أخذ من النّفل
أكثر ممّا أخذوا. ويقال: نفّلوا كبركم أي زيدوا أكبركم على حصّته. وقال
لي قولاً فانتفلت منه أي انتفيت وأنكرت أن أكون فعلته. وانتفل من بني
فلان: انتفى من نصرهم ومعونتهم. قال المتلمس:
أمنتفلاً من نصر بهثة خلتني ... ألا إنّني منهم وإن كنت أينما
ن ف هـ
رجل نافه ومنفّه: معي. ونفهت نفسه. وتقول: كم بين المرفّه والمنفّه.
وركابهم نافهةٌ ونفّه.
ن ف ي
نفيته من المكان: نحيّته عنه فانتفى. ونفي فلانٌ من البلد: أخرج وسيّر
" أو ينفو من الأرض " وانتفى شعره: تساقط. وانتفى الشجر من الوادي:
ذهب. وانتفى من ولده، وانتفى من الأمر. وهذه نفاية المتاع ونفيته. وهو
من النفايات والنّفى. وهذا نفيّ الريح: لما يبقى من التّراب الذي تأتى
به في أصول الحيطان. ونفي المطر ونفايته: لرشاشه، ونفيّ الرشاء: لما
يترشّش منه على ظهر الماتح. ونفيّ الرحى: لما ترامت به من الطّحين.
وفلان نفيّ: دعيٌّ قد نُفِيَ.
ومن المجاز: فلان من نفايات القوم ونفاهم. قال:
عشيرتك الأدنون خير عشيرة ... وأنت دنيّ من نفيَ القوم راضع
ن ق ب
نقب الحائط. ونقب البيطار سرّة الدابّة بالمنقب فأخرج ماءً أصفر. قال
يصف فرساً:
كالسّيد لم ينقب البيطار سرّته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصباً
وكلب نقيب: نقبت حنجرته ليضعف صوته فلا يدلّ على اللئيم بنباحه. وخرجت
به الناقبة والنّقابة: قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف رأسها من داخل.
ونقب خفّ البعير: رقّ وتثقّب. قال:
ما إن بها من نقبٍ ولا دبر
ونقّب عنه ونقّر: بحث. " فنقّبوا في البلاد ": ساروا. وسلكوا النّقب
والمنقب والمنقبة والنّقاب والمناقب وهي طرق الجبال. ورجل نقاب: نافذ
في الأمور، وذو مناقب وهي المخابر والمآثر. وميمون النّقيبة: محمود
المخبر. وما لهم من نقيبة: من نفاذ رأي. وهو نقيب القوم، وقد نقب عليهم
ونقب نقابة. وفرس حسن النّقبة أي اللون. قال ذو الرمة:
ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب
(2/296)
وما عليها إلاّ النقبة وهي إزار كالنّطاق
إلاّ أن لها حجزةً. وظهرت بالبعير نقبة وهي أول الجرب. وانتقبت المرأة
وتنقّبت.
ومن المجاز: نقب خفّي: تخرّق. وفلان يضع الهناء مواضع النقب إذا كان
ماهراً مصيباً. وجلوت السيف والنّصل من النقب وهي آثار الصدأ شبّهت
بأوّل الجرب. قال الكميت يصف ثوراً:
كالهالكيّ أمال الرأس مجتنحاً ... يجلو عن البيض في أكنافها النّقب
وكانا عند الناس ف ينقابٍ واحدٍ إذا كانا مثلين ونظيرين.
ن ق ح
نقّح العود: شذّبه.
ومن المجاز: نقّح الكلام. وخير الشعر الحوليّ المنقّح. وتقول: ما قرض
الشعر المنقّح، إلا بالذّهن الملقّح. ورجل منقّح: مجرّبٌ. ونقّحته
السنون: نالت منه. وتنقّح شحم النّاقة: ذهب بعض الذّهاب.
ن ق خ
شرب النقاخ وهو الماء البارد العذب. قال:
وأحمق ممّن يلعق الماء قال لي ... دع الخمر واشرب من نقاخ مبرّد
وتقول: أفصح الشعراء القلاخ، وأطيب الماء النّقاخ.
ومن المجاز: هذا نقاخ العربيّة: لمخّها وخالصها.
ن ق د
نقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من
رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:
كما تنوقد عند الجهبذ الورق
و" أسرى من أنقد " و" بات بليلة أنقد " وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم
ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد
الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:
وأرنبة لك محمرّة ... تكاد تقطّرها نقده
ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها:
النّقّاد. قال أبو زبيد:
كأن أثواب نقّاد قدرن له ... يعلو بخملتها كهباء هدّابا
ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة
الشعر ونقّاده. وتقول:
(2/297)
هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من
النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها
الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم
النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك
نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
ن ق ذ
أنقذه من البؤس واستنقذه وتنقّذه، وقد نقذ نقذاً إذا نجا. وتقول العرب:
نقذاً له إذا دعوا له بالسلامة. وهو نقيذة بؤس، وهم نقائذ بؤس إذا
استنقذوا منه. وهذا الفرس أو البعير أو غيرهما من النقائذ وهي ما أخذه
العدوّ وتملّكه ثم رجعت فأخذته منه وتنقّذته من يده وهو نقيذٌ ونقيذةٌ
ونقذٌ. قال عنترة:
إذ لا أزال على رحالة سابح ... نقذ توارثه الكماة مكلّم
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
وخود خرود السّري طفلة ... تنقّذت منها حديثاً حلالاً
أخذته منها واستخرجته، خرود السري: تستحيي أن تخرج ليلاً.
ن ق ر
نقر الطائر الحب بمنقاره. ونقر النقّار الرحى بمنقاره. ونقر العود
والدّف. ونقر رأسه بإصبعه نقرةً. ونقرت الخيل بحوافرها: احتفرت بها.
واستنقع الماء في النقرة والنّقر. واحتجم في نقرة القفا. وله إبريق من
النقرة وهي الفضة المذابة.
ومن المجاز: نقرته: عبته وغبته. ورميته بناقرة وبنواقر. وبينهما
مناقرة: مراجعة كلام. ونقرت عن الخبر ونقّرت عنه: بحثت. ونقرت بالرجل
وانتقرت به: دعوته من بين القوم وهي النّقرى. وهو يصلّي النّقرى إذا
نقر في صلاته نقر الديك. ونقر باسمه إذا سمّاه من بين الناس. وسهم
ناقر: أصاب عين الرقعة، وسهام نواقر. قال:
رميت بالنواقر الصّيّاب ... أعداءكم فنالهم ذبابي
أي حدّي أو شرّي. وما أغنى عني نقرةً أي أدنى شيء. ولم يكترث لي بمقدار
نقرة إصبع. قال جميل:
بالله ربّك أن سألتك فاصدقي ... لا تكتميني نقرةً وفتيلاً
وقال آخر:
رأيتك لا تغنين عنّي نقرةً ... إذا ابتدروني بالهراوَي الدمالك
وما أثابني نقيراً، وأصله: النكتة في ظهر النواة. ونقر بدابّته وأنقر
إذا ضرب بطرف لسانه مخرج النون وصوت كذلك إذا ضمّ إبهامه إلى طرف
الوسطى وصوّت بها و" نقّر في النّاقور ": نفخ. وخفّ له منقار. ونقر في
الحجر: كتب.
ن ق ز
نقز الظبي: وثب على نواقزه وهي قوائمه.
(2/298)
قال الشمّاخ:
هتوف إذا ما خالط الظبي سهمها ... وإن ريع منها أسلمته النواقز
وأعطاه من نقز المال وشرطه: رديئه.
ن ق س
كتب بالنّقس والأنقاس. ونقست النصارى وانتقست: قرعت الناقوس وهو خشبتهم
الطويلة، والوبيل: القصيرة. قال:
كأن أصوات لحييها إذا اصطفقت ... أصوات عيدان رهبانٍ إذا انتقسوا
ونقسه: عابه ونبزه، وناقسه، وبينهما منافسة ومناقسة.
ن ق ش
ثوب منقوش ومنقّش. ونقش في خاتمة كذا، وفيه نقش ونقوش. وانتقش الرجل
على فصّه: أمر أن ينقش عليه. تقول: اضطربت خاتماً وانتقشت على فصّه.
ونقَش الشوكة وانتقشها: استخرجها. ونقش الشّعر بالمنقاش: نتفه
بالمنتاف. وناقشه الحساب وفي الحساب. وعن عائشة رضي الله عنها " من
نوقش الحساب عذّب ".
ومن المجاز: استخرجت منه حقي بالمناقيش إذا تعبت في استخراجه. وانتقش
منه حّقه. وإذا تخيّر الرجل رجلاً لنفسه قالوا: جاد ما انتقشه لنفسه.
ونقش الرحى: نقرها.
ن ق ص
نقصه حقّه نقصاً وانتقصه. ونقص بنفسه نقصاناً. وانتقص واستنقص الثمن:
استحطّه. وانتقصه وتنقّصه: عابه. وما فيه نقيصة ومنقصة، وفلان ذو نقائص
ومناقص.
ن ق ض
نقض البناء والحبل، وانتقض وتنقّض. وتنقّضت الأرض عن الكمأة. وأصلح نقض
بنائك: ما نقض منه. وأنقضت الفرّوجة والدّجاجة عند البيض. وأنقض الرّحل
والأصابع والأضلاع. ولها نقيض. وأنقض الحمل ظهره. ورأيته نتقض أصابعه.
وأنقض بالعنز: دعاها. وأنقض بالقعود: نقربها. قال:
ربّ عجوز من أناس شهبره ... علّمتها الإنقاض بعد القرقره
سرق بعيرها الذي كانت تقرقر به وترك لها بكراً تنقض به.
ومن المجاز: نقض العهد. وناقض قوله الثاني الأول. وفي كلامه تناقض.
وهذا نقيض ذاك أي مناقضه. وتناقض القولان والشاعران، وناقض أحدهما
الآخر: يقول قصيدة فينقض صاحبه عليه. وهذه القصيدة نقيضة قصيدة فلان.
ولهما نقائض، ومنه: نقائض جرير والفرزدق. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت
الأمور. وانتقضت القرحة، نكست. ونقض فلان وتره إذا أخذ ثأره. قال بيهس:
شفيت يا مازن حرّ صدري ... نقمت ثأري ونقضت وتري
ن ق ط
(2/299)
نقط المصحف ونقّطه. ويقال: رأس الخطّ
النقطة. وكتاب منقوط: مشكول. ونقّطت المرأة وجهها بالسواد: تتحسّن
بذلك.
ومن المجاز: أعطاه نقطة من العسل. ولفلان نقطة من النخل: قطعة منه.
ووجدنا نقطة من الكلإ ونقطاً منه ونقاطاً. والتّنوم ينبت نقاطاً: في
أماكن تعثر على نقطة ثم تقطعها فتجد نقطة أخرى. وفي حديث عائشة رضي
الله تعالى عنها: ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في
الإسلام: وتنقّطت الخبز: أكلته نقطة نقطة أي شيأ شيأ.
ن ق ع
نقع الماء في بطن الوادي واستنقع: ثبت واجتمع. ووردوا مستنقعات المياه
ومناقعها. واستنقعت في النهر: مكثت فيه أتبرّد. وأنقع الدواء وغيره في
الماء، وهو النّقوع والنّقيع، والمنقع والمنقعة: ما ينقع فيه من تورٍ
ونحوه. قال:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى ... وبعضهم تغلي بذمّ مناقعه
ونقع السم في ناب الحيّة: اجتمع فيه. قال النابغة:
في أنيابها السم ناقع
وسم نقيع ومنقع: مربّى. ونقع الماء غلته. ونقع من الماء وبالماء: رويَ.
وأسرعت يده إلى أنقوعة الثريد وهي وقبته التي يجتمع فيها الودك.
وأنقوعة الميزاب ما يسيل فيه. وثار النّقع أي الغبار. ونقع الصراخ:
ارتفع.
ومن المجاز: أنقع له الشرّ: أثبته وأدامه. وأنقعوا لهم من الشر ما
يكفيهم. والناس نقائع الموت من النّقيعة التي هي ذبيحة القادم. وفي مثل
" إنّه لشّرابٌ بأنقع " للمجرّب شبّه بالطائر الذي يرد مناقع الفلوات
ولا يرد المياه المعروفة خيفة القنّاص.
ن ق ف
الظّليم ينقف الحنظل عن الهبيد. وضربٌ ينقف الهام عن الدّماغ. وبينهم
مناقفة ونقاف: مضاربة. ويقال: " اليوم قحاف، وغداً نقاف ". ونقفت
البيضة: استخرجت ما فيها. وأنقفتك العظم إذا أعطيته إيّاه ليستخرج
مخّه. وأنقف الجراد: رمى ببيضه. وصقل الورق بالمنقاف.
ومن المجاز: رجل نقّاف: صاحب تدبير ونظر في الأشياء كأنه ينقف عنها أي
يبحث. ويقال للسائل المبرم: نقّاف. قال:
إذا جاء نقّاف يعدّ عياله ... طويل العصا عدّيته عن شياهيا
وجذع منقوف ونقيف: مأروض. ورجل منقوف الوجه: ضامره.
(2/300)
ن ق ق
أرّقني نقيق الضفادع و" أروى من النقّاقة ": من الضّفدع، وقد نقّت
ونقنقت. ونقنق الظليم، وهو النقنق. وكأن أعناقهم أعناق النّقانق.
ن ق ل
نقلته فانتقل وتنقّل، ونقّلته كثيراً، وتناقلوه، وانتقلته: نقلته إلى
نفسي. قال الجعيدي:
ما تظنّون بقوم قتلوا ... أهل صفّين وأصحاب الجمل
وابن عفّان حنيفاً مسلماً ... ولحوم البدن لما تنتقل
وأسرعوا النقلة. وسرنا منقلةً: مرحلة. وفرس وبعير مناقل ومنتقل، وقد
ناقل مناقلة، وانتقل انتقالاً إذا وضع رجليه مواضع يديه في السّير. قال
جرير:
من كلّ مشترفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرّفاق مناقل الأجرال
وقال الأخطل:
تنزو يرابيع متنيه إذا انتقلاى
ورجل نقيل: غريب. وهو ابن نقيلة: غريبة. قال رؤبة:
فوجدوا آباءك الأفاضلا ... لأمّهاتٍ لم تكن نقائلاً
ورفع خفّ بعيره بنقيلةٍ: برقعة، وخفاف إبله بنقائل. ونقل الخفّ والثّوب
ونقّله وأنقله: رقعه. ونعل نقل: مرقّعة، ونعال نقال. وجاءنا في نعلين
نقلين. وشجّه منقّلةً وهي التي تنقّل منها فراش العظام. وتفكّهوا
بالنّقل. وعن ابن دريد: بالفتح.
ومن المجاز: نقل الحديث. وهم نقلة الأخبار. ونقل ما في النسخة. وناقله
الحديث إذا حدّثته وحدّثك. وناقل الشّاعر الشّاعر: ناقضه. ورجل نقلٌ
وذو نقلٍ إذا كان جليلاً مناقلاً. قال لبيد:
ولقد يعلم صحبي كلّهم ... بعدان السّيف صبري ونقل
وأصابته نواقل الدهر: نوائبه التي تنقل من حال إلى حال. وقسمت النواقل:
الأخرجة التي تنقل من كورة إلى كورة.
ن ق م
انتقم منه. وحلّت به النّقمة والنّقم ونقمت منه كذا: أنكرته عليه وعبته
" وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا ".
ن ق هـ
نقه من مرضه نقوهاً. ورجل ناقهٌ. وله في كلّ عام مرضة ونقهة. قال عمران
ابن حطّان:
أفي كلّ عامٍ مرضةٌ ثم نقهة ... وننعي ولا تُنعَى فكم ذا إلى متى
وفقهت الشيء ونقهته: فهمته.
ن ق ي
(2/301)
شيء نقيٌّ. ونقّيت الثوب وأنقيته حتى نقي
نقاءً. وغسل حتى ظهر نقاؤه. وانتقيت العظم: أخرجت نقيه. وأنقى البعير.
وإبل منقيات. قال:
لا يشتكين عملاً ما أنقين
وحللنا في نقاً من الأنقياء وهي الكثبان.
ومن المجاز: انتقيت أجودها. وأنقى البرّ: سمن وجرى فيه الدقيق.
ن ك أ
نكأت القرحة: قرفتها بعد البرء فنكستها. قال:
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكنّ نّكء القرح بالقرح أوجع
ن ك ب
نكب عنه ونَكِب وتنكّب عنه وتنكّبه، ونكّب عنه ونكّبه، ونكّبتُه عنه،
ونكّبته إيّاه. ورجل وجمل أنكب: يمشي في شسقّ. ونكبت الريح: مالت عن
مهابّ الرياح، وريحٌ نكباء، ورياح نكبٌ، والنّكبياء: التي تهبّ بين
الصّبا والشّمال خاصّةً. ونكب كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب
كنانته: نكسها فأخرج ما فيها. ونكب الإناء: استنظف ما فيه.
ومن المجاز: هزّ منكبه لكذا، وهزّوا له مناكبهم: فرحوا به. وإنّه لأنكب
عن الحقّ وناكبٌ عنه. وسرنا في منكب من الأرض والجبل: في ناحيةٍ. "
فامشوا في مناكبها ". وقال ذو الرمّة:
تخطّيت باسمي دونه ونباهتي ... مصاريع أبواب غلاظ المناكب
يريد أبواب الملوك. وهو منكب العرفاء: رأسهم، على كذا عريفاً منكب.
وقال الحجّاج للشّعبيّ: ألم أجعلك منكباً على جميع همدان. وله النكابة
في قومه. وقد نكب عليهم. وراش سهمه بمناكب: ريشات تكون في مناكب النّسر
أو العقاب وهي أقوى الريش وأجوده. قال:
يقلّب سهماً راشه بمناكب ... ظهارٍ لؤامٍ فهو أعجف شاسف
وقال الراعي:
يقلّب بالأنامل مرهفات ... كساهنّ المناكب والظّهارا
وقال القطامي:
ومطّرد الكعوب كأنّ فيه ... قدامي ذي مناكب مضرحيّ
أي نسرٍ ذي مناكب.
ن ك ت
نكت الأرض بقضيبه أو بإصبعه فأقبل ينكت الأرض. ومرّ الفرس ينكت إذا نبا
عن الأرض في عدوه. ونكت العظم: أخرج مخّه.
(2/302)
ونكت كنانته: نكبها. وطعنه فنكته على رأسه:
ألقاه. وبالبعير ناكت: حازٌّ ينكت بمرفقه حدّ كركرته. وفي العين نكتة:
بياض أو حمرة. وكلّ نقطة من بياض في سواد أو سواد في بياض: نكتة تقول:
هو كالنّكتة البيضاء في جلد الثور الأسود.
ومن المجاز: جاء بنكتة وبنكت في كلامه، وقد نكّت في قوله، ورجل منكّت
ونكّات. وفلان نكّات في الأعراض: طعان.
ن ك ث
نكث الحبل والسّواك والسأف في أصول الأظفار، وقد انتكث بنفسه، وهذه
نكاثة الحبل: لما انتكث من طرفه. ونكاثة السواك: لما تشعّث من رأسه.
وهي تغزل النّكث والأنكاث وهو ما نكث من الأكسية والأخبية ليغزل ثانية.
وبحلٌ أنكاث.
ومن المجاز: نكث العهد والبيعة. وناكثه العهد. وهو نكّاث للعهود. وهذا
قول لا نكيثة فيه: لا خلف. ووقعوا في النكيثة: في الخطّة الصّعبة التي
تناكثوا فيها العهود. وانتكث ما كان بينهم. وطلب فلان حاجةً ثم انتكث
لأخرى إذا انصرف عنها لحاجةٍ أخرى.
ن ك ح
نكحها واستنكحها " أن يستنكحها خالصة ". وقال النابغة:
وهم قتلوا الطائيّ بالحجر عنوةً ... أبا جابر واستنكحوا أم جابر
وتناكحوا تكثروا. وفلانة ناكح في بني فلانٍ. ورجل نكحة.
ومن المجاز: أنكحوا الحصى أخفاف الإبل. واستنكح النوم عيونهم. قال عمر
بن أبي ربيعة:
واستنكح النوم الذين نخافهم ... ورمى الكرى بوّابهم فتجدّلا
ن ك د
فيه نكادة ونَكَدٌ ونُكْدٌ، وهو نَكِد وأنكد، وقوم أنكاد ونُكدٌ، وقد
نَكِد وتنكّد. وسألته فأنكدته: وجدته نكداً. وطلب فلان حاجة فأنكد أي
أكدى. وعطاء منكود ومنكّد: قليل غير مهنّأٍ. قال:
وأعط ما أعطيته طيّباً ... لا خير في المنكود والنّاك
ونكّد عطاءه بالمنّ. وتنكّد عيشه. ونكد فلان وشفه: استنفد ما عنده
بكثرة السؤال. وقد نكدوه. ونكد الماء: نزف. ونكد الغراب وتنكد: استقصى
في شحيجه كأنه يقيء. قال الطرماح:
وجرى بينهم غداة تحملّوا ... من ذي الأبارق شاحج يتنكد
وناقة نكداء: لا لبن بهاِ، وإبل نكد. ويقال للغزار: نكد: لئلا تعان.
ن ك ر
أنكر الشيء ونكره وساتنكره، وقيل: نكر أبلغ من أنكر. وقيل: نكر بالقلب
وأنكر بالعين. قال الأعشى:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا
(2/303)
وفيهم العرف والنكرن والمعروف والمنكر.
وشتم فلان فما كان عنده نكير. وهم يركبون المنكرات والمناكير، وهو من
مناكير قوم لوط. وقد نكر الأمر نكارة: صار منكراً. ونكّرته فتنكّر:
غيّرته. وخرج متنكّراً. وتنكّر لي فلان: لقيني لقاء بشعاً. وتناكر
فلان: تجاهل. وبينهما مناكرة: محاربة. وعن أبي سفيان: أنّ محمداً لم
يناكر أحداً إلا كانت معه الأهوال. وتناكروا: تعادوا. وفلان فيه نكارة
ونكر بالفتح ونكراء: دهيٌ وفطنة، وإنه لذو نكراء: وأصابتهم من الدّهر
نكراء: شدّة.
ن ك ز
الحيّة تنظز بأنفها، والناكز: ضرب من الحيات لا يعض بفيه ولكن ينكز
بأنفه فلا يكاد يعرف ذنبه من أنفده لدقّة رأسه. ونكز البحر: غاض، وبئر
ناكز.
ن ك س
نكس رأسه ونكّسه: ونكست الشيء. قلبته فانتكس. والولد المنكوس: الذي
تخرج رجلاه قبل رأسه. وسهم نكس: انكسر فوقه فجعل أعلاه أسفله، وسهام
أنكاس. قال الحطيئة:
مجد تليد ونبل غير أنكاس
ومن المجاز: نكس في مرضه. وأكل كذا فنكّسه. ونكس الخضاب على رأسه:
أعاده مراراً. وإنّه لنكس من الأنكاس: للرذل.
ن ك ش
نكش الشيء نكشاً: فرغ منه، والبئر نزفها.
ن ك ص
نكص على عقبيه نكوصاً.
ومن المجاز: فلان حظّه ناقص، وجدّه ناكص.
ن ك ف
استنكف منه ونكف: امتنع وانقبض أنفاً وحميّة.
ن ك ل
نكل عن اليمين وعن العدو نكولاً. ونكّلته عن كذا: فطمته. ونكّلت به:
جعلت غيره ينكل أن يفعل مثل فعله، وهو النّكال.
ن ك هـ
هو طيّب النّكهة. واستنكهت الشارب ونكهته: تشمّمت ريح فيه، ونكه الشارب
في وجهه.
ن ك ي
نكيت في العدوّ نكايةً إذا أكثرت الجراح، وتقول: فلان قليل النّكاية،
طويل الشّكاية.
ن م ر
سبع نمر وأنمر: فيه سواد وبياض، وسباع نمر. وشاة نمراء. وسحابة نمرة.
ويقال: أرونيهنّ نمرات، أركموهنّ مطرات. ولبس النّمرة وهي من أكسية
الأرعاب. قال ابن مقبل:
ومجالس تمشى العطارف بينها ... كالجنّ ليس لبوسهم بنمار
وماء نمير: عذب ناجع، وتقول: أقبلت نمير وما نمّروا أي ما جمّعوا من
قومهم، كما تقول: مضر مضّرها الله تعالى. قال دريد:
فأبلغ سليماً وألفافها ... وأبلغ نميراً وما نمّروا
(2/304)
أي ما جمّعوا. وجلس على النّمرقة والنّمرق
" ونمارق مصفوفة ": وسائد. وقال أوس:
إذا ناقة شدّت برحل ونمرق ... إلى حكم بعدي فضلّ ضلالها
ومن المجاز: " لبس له جلد النمر "، وتنمّر. وحسب نمير: زاك.
ن م س
نمس السّمن والطّيب ونحوهما نمساً فهو نمسٌ إذا فسد. ونمس بصاحبه: نمّ
به، وهو نمّام نمّاس. وفلان صاحب ناموس ونواميس: ذو مكر وخديعة. ونمّس
عليّ تنميساً: لبّس، ومنه: النّمس: الدّابة التي يقال لها: دله، ويقال:
في هؤلاء الناس، أنماس. وتنمّس الصائد: اتخذ ناموساً: قترةً. وهو ناموس
الأمير: صاحب سرّه، ونامسته: ساررته، وما أشوقني إلى مناسمتك ومنامستك.
ويقال لجبريل صلوات الله تعالى عليه: الناموس الأكبر.
ن م ش
في وجهه نمشٌ، وله وجهٌ نمشٌ إذا كان فيه بقع تخالف لونه. وثورٌ نمش
القوائم: فيها خطوط سود.
ومن المجاز: سيف نمشٌ: فيه شطب وهي خطوط فرنده. قال أسد بن ناعصة:
أيها السائل عني إنني ... غير زمّيل ولا فانٍ رعش
وأعض الكبش إن بادهني ... في احتدام الرّوع بالعضب النمش
ن م ص
في وجهها نمصٌ: شبه الزّغب. ونمصته الماشطة بالمنماص: نتفته. " ولعنت
النامصة والمتنمصة ". وهو أنمص الحاجبين إذا رق مؤخّرهما.
ومن المجاز: تنمّص البهم إذا رعى أوّل العشب.
ن م ط
طرحوا الأنماط على الهوادج وهي ثياب من صوف. والزم هذا النّمط أي
الطريقة والمذهب. وفي الحديث: " خير هذه الأمة النّمط الأوسط " وعندي
متاعٌ من هذا النّمط وهو النّوع. وما عنده نمطٌ من العلم: نوع منه.
ن م ق
نمق الشيء. نقشه وزيّنه. ونمّق الكتاب. حسّنه.
ومن المجاز: قول ووعد منمّق.
ن م ل
هو " أضبط من نملة "، وكأنه مدج النّمال. قال الأخطل:
تدبّ دبيباً في العظام كأنه ... دبيب نمال في نقاً يتهيّل
وطعام منمول. ورجل نمل الأنامل، وقد نملت
(2/305)
يده إذا لم تكفّ عن العبث. ويقال للفرس
النشيط الذي لا يستقرّ مرحاً: إنه لنمل القوائم. وتنمّل القوم: تحرّكوا
وتمّوجوا.
ن م م
هو نمّام بيّن النّميم والنّميمة، وهو يمشي بالنّمائم، ونمّ الحديث
ينمّه، ونمّ على الرّجل. وسمعت نميمة القانص. همس كلامه. قال أبو ذؤيب:
ونميمة من قانص متلبب ... في كفّه جشء أجشّ وأقطع
وثوب منمنم: موشيٌّ. ونمنم كتابه: قرمط خطّه. ونمنمت الرّيح الرمل
والماء. وعلى ظفر الصبيّ نمنمة: بياض في أصله وجمعها نمنم ونمانم
بالكسر ورواه أبو حاتم بالضّم.
ومن المجاز: نمّت على المسك رائحته. وهذه الإبل لا تنم جلودها أي لا
تعرق.
ن م ي
نميَ المال نماءً وأنماه الله تعالى، ومنه: نامية الله: خلقه لأنّهم
ينمون. وما على الأرض نامٍ وصامت، فالنّامي: نحو النبّات، والصامت:
كالحجر. ونمى الشيء وتنمّى: ارتفع، ونميته. قال القطاميّ:
فأصبح سيل ذلك قد تنمّى ... إلى من كان منزله يفاعا
ونميت الرحل على البعير.
ومن المجاز: فلان ينميه حسبه، وقد نماه جد كريم. قال النابغة:
إلى صعب المقادة منذريٍّ ... نماه في فروع المجد نامي
يمدح المنذر بن المنذر بن ماء السماء. ونميت الحديث إلى فلانٍ: رفعته
وأسندته، ونميَ إليه الحديث. قال:
من حديثٍ نُمِي إليّ فما تر ... قأ عيني ولا يسوغ شرابي
ويقال: نميت الحديث: بلغته على جهة الإصلاح، ونمّيته تنميةً: بلّغته
على جهة الإفساد، وفلان ينمّى أحاديث الناس. ونمّيت النار تنميةً:
ألقيت عليها شيوعها، ونمت الناقة: سمنت، وناقة نامية: ناوية. ورجل نامٍ
وقد نمى. ونمت الرّمية إذا تحاملت بالسّهم، وأنماها الصائد. قال امرؤ
القيس:
فهو لا تنمى رميّته
ويروى لا ينمي رميّته. ونمى الخضاب في اليد والشعر إذا ازداد سواداً.
ونمى الحبر في الكتاب: اشتدّ سواده وزاد بعد ما كتب. قال:
يا حبّ ليلى لا تغيّر وازدد ... وانم كما ينمي الخضاب في اليد
ن هـ أ
لحم نهيء: نيء، وفيه نهوءة، وقد نهيء ونهؤ، وفي مثل: " ما أبالي ما
نهيء من ضبّك ولا ما نضج " وأنأت اللحم.
ومن المجاز: قول الرّاعي:
لا أنهيء الأمر إلا ريث أنضجه ... ولا أكلّف عجز الأمر أعواني
ن هـ ب
ماله نهب ونهبة ونهبى. وكثرت النّهاب. ووقعوا في النّهاب والنّهابير
وهي المهالك وأصلها حبال الرّمل المرتفعة. قال الكميت:
فلأقحمنّك إن بقي ... ت إلى مدًى وعث النّهابر
ونهبوه وانتهبوه، وأنهبهم ماله.
ومن المجاز: الإبل ينهبن السرى ويتناهبن، وهنّ نواهب للسّرى، وتناهبت
الأرض، وناهب الفرس الفرس: باراه في حضره مناهبة، وجواد مناهب. وإنّه
لينتهب الغاية. قال ذو الرمة:
تبرى له صعلة خرجاء خاضعة ... فالخرق دون بنات البيض ينتهب
ونهبت فلاناً إذا تناولته بلسانك وأغلظت له. وسمع غلام بدويّ يقول وقد
اجتمع عليه النّاس يسمعون كلامه: إنّ تراب قعرها لمنتهب: شبّه نفسه
بالبئر التي يذاق ترابها فيعلم عذوبة مادّتها فيتبادر به الصبيان إلى
الحيّ يبشّرونهم.
ن هـ ج
أخذ النّهج والمنهج والمنهاج. وطريق نهج، وطرق نهجة. ونهجت الطّريق:
بيّنته، وانتهجته: استبنته، ونهج الطريق وأنهج: وضح.
ن وأ
نؤت بالحمل: نهضت به، وناء بي الحمل: مال بي إلى السقوط. والمرأة تنوء
بها
(2/306)
عجيزتها. " ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة ".
وفلان نوءه متخاذل إذا كان ضعيف النّهض. وناوأت الرجل: عاديته، ومعناه:
ناهضته للعداوة. وناء النّجم: سقط، وناء: طلع. ومعه علم الأنواء. وما
بالبادية أنوأ من فلانٍ: أعلم منه بالأنواء. وتقول: أطفأ الله ضوءك،
وخطّأ نوءك؛ وهو أن يسقط نجم مع طلوع الفجر ويطلع في حياله نجم على رأس
أربعة عشر منزلاً من منازل القمر فيسمّى ذلك السّقوط والطّلوع: نوءاً.
ن وب
نابه أمرٌ نوبةً. وأصابته نوائب ونوبٌ ونائبةٌ ونوبةٌ، والخطوب تنوبه
وتتناوبه. قال:
أجدّك أيّما رجل ترامت ... به الغارات يشحط أو يؤوب
تناوبه المنية كل يوم ... وتطرقه الحوادث لا يشيب
وناب إليه نوبة ومنابا: رجع مرة بعد أخرى. والنّحل تنوب إلى الخلايا
ولذلك سمّيت النّوب. قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها ... وحالفها في بيت نوبٍ عوامل
" وإليه مناب ": مرجعي. وخير نائب: كثيرٌ عوّادٌ. وهو ينتابنا، وهو
منتاب: مغادٍ مراوح. وأناب إلى الله. وعبد منيب. وأتاني فلان فما أنبت
إليه إذا لم تحفل به. وناوبه مناوبة. وتناوب القوم في الماء وغيره.
ونوّب فلان: جعلت له النّوبة. وناب عنه نوبةً، وهو ينوب منابه. وأنبته
منابي، واستنبته.
ن وح
ناحت على الميّت نوحاً ونياحةً، وهي نواحة بني فلان، ونساء نوائح
ونوْحٌ وأنواحٌ، واجتمعن في المناحة والمناحات والمناوح. والطّير تنوح
وتتناوح.
ومن المجاز: تناوح الجبلان: تقابلا. والرّيحان يتناوحان. وهذه نيّحة
تلك: مقابلتها. وقال كثيّر:
أألحيُّ أم صيران دومٍ تناوحت ... بتريم قصراً واستحثّ شمالها
الصّور: جماعة الشّجر.
ن وخ
أنخت الإبل ونوّختها فاستناخت. وفي الحديث: " وإن أنيخ على صخرة استناخ
" وتنوّخ الفحل الناقة إذا اعترضها اعتراضاً من غير أن توطّأ له وهو
أكرم النِّتاج.
ومن المجاز: أناخ به البلاء والذل. وهذا مناخ سوء: للمكان غير المرضيّ.
وأناخ به الحاجة. قال رؤبة:
إنك بعد الله إن لم تتّرك ... مفتاح حاجات أنخناهنّ بك
ونوّخ الله الأرض طروقةً الماء.
ن ور
نار وأنار واستنار. وشيء منير ومستنير ونيّر. وأنار السراج ونوره.
وصلّى الفجر في التّنوير. واهتدوا بمنار الأرض: بأعلامها. وهدم
(2/307)
فلانٌ منار المساجد: جمع منارة. ووضع
السّراج على المنارة. وتنوّر النّار: تبصّرها وقصدها. قال الكميت:
إذا زندوا ناراً ليوم كريهةٍ ... سبقنا إلى إيقادها من تنوّرا
وبينهم نائرة: عداوة وشحناء، وأطفأ الله تعالى هذه النائرة. وتنوّر:
اطلى بالنّورة. ونارت المرأة من الرّيبة نوْراً ونوِاراً بالكسر، وهي
نَوَارٌ، وهنّ نُورٌ. وتقول: الشيب نور، عنه النساء نور. ونوّر الشّجر.
خرج نوّاره ونوره.
ومن المجاز: نوّر الأمر: بيّنه. وهذا أنور من ذاك: أبين. و" أوقدوا
ناراً للحرب ". وما نار هذه الإبل: ما سمتها ولا تستضيء بنار فلانٍ: لا
تستشره. وفي الحديث: " إن للإسلام صوًى. ومنارا ".
ن وس
ناست الذؤابة: تذبذبت، وأناسها صاحبها، وله نواسة: ذؤابة تنوس. والقرط
ينوس في الأذن. وأزل نواس الدّخان وهو ما تدلّى منه من السّقف.
ن وش
تناوشوه: تناولوه. وناشه ينوشه نوشاً، ونوشةً خفيفةً، وناشوهم
وناوشوهم. قال طفيل:
فنشناهم بأرماحٍ طوال ... مثقّفةٍ بها نفري النحوارا
والظّبي ينوش الأراك وينتاشه. وانتاشه من الهلكة. وتنوّش يده بالمنديل:
مشّها من الغمر.
ن وص
ناص عن قرنه: فرّ عنه ونجا. وما لك من مناصٍ: من منجًى.
ن وط
نطت القربة بنياطها نوطاً. وعنده أنواط من التّمر والعنب: معاليق. وكلّ
ما نيط بشيءٍ فهو نوطٌ. وفي المثل " عاطٍ بغير أنواطٍ " وله نوطٌ يأكل
منه متى شاء أي مزودٌ منوطٌ بمحمله. وفي مثل " إن ضجّ فزده نوطاً " وهو
العلاوة لأنها تناط بالوقر. وانقطع نياطه. ونوطه وهو عرق غليظ علّق به
القلب من الوتين. قال أبو طالب في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:
بُنيّ أخي ونوط القلب منّي ... وأبيض ماؤه غدق كثير
" وأصنع من تنوّط ". وعرق مناط عذاره. قال امرؤ القيس:
فأدرك لم يعرق مناط عذاره ... يمرّ كخذروف الوليد المثقّب
ومن المجاز: أبطأ حتّى نوّط الرّوح. ومفازةٌ بعيدة النّياط أي الحسد
والمتعلّق، ومنه: غاية منتاطة: بعيدة. وقد انتاطت المسافة. ويقال
للأرنب: مقطّعة النّياط كأنّها تقطّع نياط من يطلبها لشدّة عدوها. وهو
مني مناط الثريا أي شديد البعد. وبنو فلان مناط الثريا: لشرفهم وعلو
منزلتهم.
(2/308)
نوع
هو نوعٌ من الأنواع. ونوّعته فتنوّع، وما أدري على أي نوعٍ هو أي على
أي وجه. وهو جائع نائع، وجوعاً له ونوعاً. ونوّعت الشيء: دلّيته فتركته
يتذبذب فتنوّع. قال:
له هيدب دانٍ كأن ربابه ... نعام بأطراف الحبال ينوّع وقال ذو الرمة:
ترى كلّ مغلوبٍ يميد كأنّه ... بحبلين في منشوطةٍ يتنوّع
ويقال: تنوّع الصّبيّ في الأرجوحة. وتنوّع الناعس على الرّحل.
ن وف
جبل منيف، وقد أناف إذا ارتفع. وأناف عليه: أشرف. وأنافوا على مائة
ونيّفوا. وأنافت هذه الدراهم على ألف ونيّفت، وهي ألف ونيّف. وهذا
الحبل نيّف على هذا. قال ابن الرّقاع:
ولدت برابيةٍ رأسها ... على كلّ رابية نيّف
وجبل عالي المناف أي المرتقى، ومنه: عبد منافٍ. وجمل وناقة نيافٌ.
ومن المجاز: له عزّ منيف. وامرأ منيفة: تامّةٌ.
ن وق
تنوّق في الأمر. وفلان له نيقه، وصناعته أنيقه. وفي مثل " خرقاء ذات
نيقة ": لجاهل يدّعي المعرفة. وله نوقٌ ونياقٌ وأينُق وأيانِقُ. قال:
خيّبكنّ الله من نياق ... إن لم تنجّين من الوثاق
وبعير منوّق: مذلّل كأنه ناقة. وأضيق من النّاق وهو الحزّ بين صرّة
الإبهام وألية الخنصر ونحوه في باطن المرفق وأصل العصعص وفي مؤخّر حافر
الفرس.
ومن المجاز: " استنوق الجمل ".
ن وك
هو أنوك بيّن النّوك والنّواكة من قوم نوكى. واستنوك: استحمق، ورجل
مستنوك.
ن ول
أناله معروفاً وناله ونوّله. قال:
لو ملك البحر والفرات معاً ... ما نالني من نداهما بللا
وقال طرفة:
إن تنوّله فقد تمنعه ... وتريه النّجم يجري بالظّهر
وهو كثير النذول والنّوال والنائل، ورجلٌ منيلٌ ونالٌ. قال:
إذا كان مالاً كان نالاً مرزّأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب
مالاً: متموّلاً. ونوّلني كذا فتنوّلته: أخذته،
(2/309)
وناولني الشيء فتناولته. وهو قريب
المتناول. وناولني المحدّث الكتاب مناولةً. وأرويه عنه على سبيل
المناولة وهي فوق الإجازة.
ومن المجاز: نولك أن تفعل كذا بمعنى حقّك. وما ينبغي أن تعطيه من نفسك،
وما نولك أن تفعل. وفي الحديث: " ما نول امرئ مسلمٍ أن يقول غير الصواب
". وقال:
أأن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... عنيت بنا ما كان نولك تفعل
ومنه قول ذي الرمّة:
وقفت بهنّ حتى قال صحبي ... جزعت وليس ذلك بالنذوال
أي بما ينبغي. وتقول: ما أنالوا مثل نواله، ولا نسج أحد على منواله.
وتناولت بنا الرّكاب مكان كذا. قال ذو الرمّة:
إذا لم نزرها من قريبٍ تناولت ... بنا دار صيداء القلاص الطلائح
وقال أيضاً:
تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحيَ القوم أطراف الدموع الذّوارف
ن وم
قوم نيامٌ ونوذام. وعيون نوّم. ونام نومةً طيّبةً. وهو ينام نومة
الضّحى. قال:
ألا إنّ نومات الضّحى تورث الفتى ... خبالاً ونومات العصير جنون
ورأى في المنام كذا، وفلان يرون له المنامات الحسنة. وتناوم، وأنامه
ونوّمه، ونوّمت الإبل. قال ابن مقبل:
ثم نوّمن ونمنا ساعةً ... خشع الطّرف سجوداً في الخطم
ورجل نؤوم ونومةٌ ونوّام: كثير النّوم، ويا نومان، وتنوّمت المرأة:
أتيت وهي نائمة.
وأنمته: وجدته نائماً. قال:
وإذا خليل سعاد أيقظ طارقاً ... جاراتها بعد الهدوّ أ، امها
لأنّهنّ ممتهناتٌ بالأعمال وهي مكفيّة. وبه نوامٌ كقولك: به قوامٌ
وبوال، وطعامٌ منومةٌ كقولك: شراب مبولة، وفلان لا ينام ولا ينيم.
ومن المجاز: رجل نومة: خامل الذّكر. وفي الحديث: " لا ينجو من شرّ ذلك
الزمان إلا كلّ نومةٍ " وباتت همومه غير نيام. قال جرير:
سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كلّ مرام
ونامت السوق: كسدت. ونام الثّوب: أخلق.
(2/310)
ونام العرق: لم ينبض. قال الجعديّ يصف
الخيل:
ظماء الفصوص لطاف الشظى ... نيام الأباجل لم تضرب
ونام الرجل: مات. وأنامتهم السّنةُ وأهمدتهم: هزلتهم أبادتهم. ونمت
عنيّ نومة الأمة: غفلت عني وعن الاهتمام بي. وثأر منيم. وبات في
المنامة وهي القطيفة. واستنام إليه: سكن سكون النائم. وهذا مستنام
الماء: لمستقرّه.
ن وه
نوّهت به تنويهاً: رفعت ذكره وشهّرته، وأردت بذلك التّنويه بك. وإذا
رفعت صوتك فدعوت إنساناً قلت: نوّهت به. ونوّهت بالحديث: أشدّت به
وأظهرته.
ن وي
نوى القوم منزلاً بمكان كذا وانتووه. ونووا نيّة قذفاً، ونوًى غربةً.
وأنا نويّك أي نويت المسافرة معك ومرافقتك.
ومن المجاز: نواك الله بالخير: قصدك به وأوصله إليك. قال:
يا عمرو أحسن نواك الله بالرّشد ... واقرأ السّلام على الأنقاء بالثّمد
ن ي ب
نيّبه: عضّه بنابه. ونيّب سهمه: أثّر فيه بنابه: وظفّر فيه السبع
ونيّب: أنشب فيه ظفره ونابه. و" لا أفعل ذلك ما حنّت النّيب " ونيّبت
الناقة: صارت ناباً.
(2/311)
قال يزيد بن حذّاق الشنّيّ:
ولقد أضاء لك الطّريق وأنهجت ... منه المسالك والهدى يعدى
وأنهج الثوب: أخلق، وأنهجه البلى، وبردٌ منهج. ومشى حتى أنهج: لهث من
البهر. قال:
فوضعت كفّي عند مقطع خصرها ... فتنفّست بهراً ولما تنهج
ن هـ د
نهد إلى العدوّ وناهد العدو. ناهضه. وتناهدوا في الحرب: نهض بعضهم إلى
بعض للمحاربة. وتنهّدت المرأة: تنهّضت، ونهد ثديها نهوداً، وثديٌ
وامرأة ناهد، وثديٌّ ونساء نواهد. وفرس نهد، ونهدُ القذال: مشرف.
وتناهدوا من النّهد وهو أن يخرجوا نفقاتهم على التّساوي. وناهد بعضهم
بعضاً. ونهدت القربة: قربت من الامتلاء. وإناء نهدان. وأنهدت القدح.
وغلام ناهد: مراهق.
ن هـ ر
نَهْرٌ نَهِرٌ: كثير الماء، واستنهر النّهر: اتّسع. وأنهرت فتق الضربة:
وسّعته. وأنهرت الدّم: أسلته. وأمام داره منهرة: فضاء يلقون فيه
الكناسات. ورجل نهر: عامل نهار. قال:
لست بليليّ ولكنّي نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر
ونهر وانتهره: استقبله بكلام يزجره به. وسمعت من بعض شحاحذة الحجاز
يقول لأصحابه: ليس الرجل من يكترث لأوّل نهرةٍ ولا الثانية ولا
الثالثة.
ن هـ ز
نهزت النّاقة بصدرها: نهضت به للسّير. قال ذو الرمّة:
نهوز بأولاها زجول برجلها
ونهزت بالدّلو في البئر: حرّكتها لتمتليء. والدّابة تنهز برأسها إذا
ذبّت عن نفسها. قال ذو الرمة:
قياماً تذبّ البقّ عن نخراتها ... بنهزٍ كإيماء الرءوس الموانع
ونهز في صدره: ضرب بجمعه. وناهز الصّبيّ للفطام والحلم: قارب. قال:
ترضع شبلين في مغارهما ... قد ناهزا للفطام أو فطما
وناهز للخمسين. وانتهز الفرصة: اغتنمها، ويقال: انتهز فقد أعرض لك،
وناهزوهم الفرص وتناهزوها. وهذه نهزة فاختلسها.
ن هـ س
نهسته الحيّة ونهشته، ومنه: النّهشل: الذئب. ونهس اللحم وانتهسه: أخذه
بمقدّم فيه.
(2/312)
ونسر منهس. وأرض كثيرة المناهس والمعالق أي
المآكل والمراتع تعلق في الجنّة. قال:
مشيطنةٌ علّلتها بزمامها ... وليس لها في عرصة الدار منهس
ن هـ ض
نهض له وإليه نهضاً ونهوضاً وانتهض. وحانت منه نهضة إلى موضع كذا، وهو
كثر النّهضات. وأنهضه واستنهضه للأمر. وناهض قرنه. وتناهضوا في الحرب.
ومن المجاز: نهض النّبت: استوى وأنهضت القربة: أنهدتها. ونهض الشّيب في
الشباب. قال الفرزدق:
والشّيب ينهض في الشّباب كأنه ... ليلٌ يصيح بجانبيه نهار
ونهض الطائر: نشر جناحيه ليطير، وفرخٌ ناهض: وفر جناحاه وقدر على
الطّيران. وفراخٌ نواهض: قال الطرمّاح:
قطاً قربٌ تروّح عن فراخٍ ... نواهض بالفلا صفر البطون
وقال لبيد:
رقميّاتٌ عليها ناهض ... يكلح الأروق منها والأيل
أي ريش ناهض. وما لفلان ناهضة: قوم يقومون بأمره. وفرخٌ عاجز النّهض.
وهو نهّاضٌ ببزلاء.
ن هـ ق
تناهقت الحمر. وفرس عاري النّواهق وهي النّاهقان وما حولهما: عظمان
شاخصان في مجرى الدّمع. قال:
بعاري النواهق صلت الجب ... ين أتلع كالصّدع الأشعب
ن هـ ك
بدت فيه نهكة المرض. ونهكته الحمّى. وأنهكه السلطان عقوبةً. وانتهكت
حرمته: تنوولت بما لا يحلّ. ورجل نهيك: بليغ الشّجاعة، وقد نهك نهاكةً.
وفي الحديث: " أنهكوا وجوه القوم " أي أبلغوا جهدهم.
ن هـ ل
نهل الشارب نهلا. وسقى النّهل والعلل، وعلّلا بعد نهل، وما سقى إلاّ
النّهلة، وأنهلته. ورجل منهال: كثير الإنهال. وإبل نهالٌ: عطاش. قال:
إنّك لن تتأثىء النهالا ... بمثل أن تدارك السجالا
لن تسكّن عطشها. ووردوا المنهل والمناهل.
ومن المجاز: أسلٌ ناهل ونهال. وأنهلوا القنا. قال:
نهلنا من دماء بني لؤيّ ... وأنهلنا القنا حتى روينا
(2/313)
وقال النابغة:
الطّاعن الطّعنة يوم الوغى ... ينهل منها الأسل النّاهل
وأنهلوا زرعهم: سقوه السقية الأولى.
ن هـ م
نهم الأسد نهيماً وهو فوق الزّئير. ونهمت الإبل: زجرتها. وله في هذا
الأمر نهمة: شهوة، وقضى منه نهمته. قال أوس:
فلما قضى منهنّ في الصّنع نهمةً ... فلم يبق إلا أن تسنّ وتصقلا
وهو منهوم به: لا يشبع منه. وقد نهم به أشدّ النّهمة: أولع به.
ومن المجاز: للقدر نهيم. قال الراعي:
فبات شريكاً في ركود مدامة ... يميت المحال أزّها ونهيمها
وقال جرير:
والقدر تنهم بالمحال وترتمي ... بالزور همهمة الحصان الأدهم
ن هـ ن هـ
نهنهته عن كذا فتنهنه.
ن هـ ي
نهاه فانتهى. وتناهوا عن المنكر. وانتهى الشيء: بلغ النهاية. وتناهى
البعير سمناً وجمل نهيٌّ، وناقة نهيّة. وهو بعيد المنتهى. ولا ينتهي
حتى ينتهى عنه. وروَى بنو حنيفة أهاجيّ الفرزدق في جرير فأحفظوه
فاستنهاهم أي قال لهم: انتهوا. وهذا منتهى الأمر ونهايته ومنهاته. قالت
ليلى الأخيلية:
ألم تعلم جزاك الله شراً ... بأن الموت منهاة الرجال
وقال جرير:
حتى أنخنا عند أبواب الحكم ... في بؤبؤ العزّ ومنهاة الكرم
وهم أمرةٌ بالمعروف نهاةٌ عن المنكر. وهو نهوٌّ عن الشرّ. وما تنهاه
عنا ناهية أي ما تكفّه كافّةٌ. وما ينظر في أوامر الله ونواهيه. وأنهي
إليه الخبر. وهو من أولى النّهى. وإنه لذو نهيةٍ. ورجل نهٍ، وقوم نهون.
ودرع كالنّهي، ودروع كالنّهاء وهي الغدران.
ومن المجاز: قول ابن مقبل:
يمشين هيل النّقا مالت جوانبه ... ينهال حيناً وينهاه الثرى حيناً
أي إذا مطر لم ينهل.
ومن المجاز: عضّته أنياب الدهر ونيوبه. وظفّر
(2/314)
فلان في كذا ونيّب إذا نشب فيه. وهو ناب
قومه: سيّدهم. قال:
كنت لهم في الحدثان نابا ... أنِفى العدى وضيغما وثابا
ولم أكن هردبّةً وجّابا
جباناً.
ن ي ر
أنار الثوب وناره ونيّره: أعلمه وألحمه، والنيّير: العلم واللحمة
جميعاً. قال:
خودٌ كأنّ مرطها المنيّرا ... جلّل دعصاً رابياً كنهورا
عظيماً. وثوبٌ ذو نيرين: محكم نسج على لحمتين. ووضع النّير على عنق
الثور.
ومن المجاز: أخذوا نير الطريق: أخدوده الواضح. قال النابغة:
له خلجٌ تهوي فرادى وترعوي ... إلى كلّ ذي نيرين بادي الشواكل
ورجل ذو نيرين: شديد محكم. ورأيٌ ذو نيرين. وحرب ذات نيرين: شديدة.
وناقة ذات نيرين وذات أنيار: عليها سحائف من شحم. قال الطّرماح:
عدا عن سليمى أنني كلّ شارق ... أهزّ لحرب ذات نيرين ألّتي
وقال حميد:
ضناكٌ على نيرين أضحى لداتها ... بلين بلى الرّيطات وهي جديد
وجلد منيّرٌ: غليظ كالثوب ذي النيرين. وهو يُسدي الأمور ويُنيرها.
ن ي ق
هو كالأنوق في النّيق.
ن ي ل
ناله نيلاً ومنالاً، ونلته بخير. وما أصبت منه نيلاً: معروفاً. ونال من
عدوّه. ونيل فلانٌ: قتل. قال أبو ذؤيب:
وإن غلاماً نيل في عهد كاهل ... لطرف كنصل السمهريّ قريح
مختار كقريع. وأجود من النّيلين وهما نيل مصر ونيل الكوفة.
(2/315)
|