الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الباء:
فصل الالف:
[أبب] الأبُّ: المَرْعى. قال الله
تعالى: (وفاكِهَةً وأًبّاً) . أبو عمرو: الأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوطن.
أبو زيد: أَبَّ يَؤُبُّ أَبّاً وأَباباً وأَبابَةً: تَهَيَّأ للذَهاب
وتَجَهَّزَ، يقال هو في أبابه، إذا كان في جَهازِهِ. وقال الأعشى:
أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهبا (1)
[أتب] الإِتْبُ: البَقيرُ، وهو
ثَوبٌ أو بُرْدٌ يُشَقُّ في وَسَطهِ فَتُلْقيِه المرأَةُ في عُنُقِها
من غَيْرِ كمٍ ولا جَيْبٍ، والجمعُ الاتوب. تقول: أتبتها تأتيبا فأتتبت
هي، أي ألبستها الاتب فلبسته. ويقال: تأتب قوسه على ظهره.
[أدب] الأَدَبُ: أدَب النَّفْس
والدَّرْسِ، تقول منه: أَدُبَ الرجُلُ بالضم فهو أَديبٌ، وأَدَّبْتُهُ
فَتأَدَّبَ. وابن فلان قد استأدَبَ، في معنى تأدب.
_________
(1) صدره:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم * أي صرمتكم في تهيئ لمفارقتكم، ومن تهيأ
للمفارقة فهو كمن صرم
(1/86)
والادب: العجب. قال الراجز (1) : بشمجى
المشى عجول الوثب (2) * حتى أتى أزبيها بالادب الازبى: السرعة والنشاط.
والادب أيضا: مصدر أدب القوم يأدبهم بالكسر، إذا دَعاهُمْ إلى طعامِه.
والآدِبُ: الداعي. قال طرفة: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى
الآدب فينا ينتقر ويقال أيضاً: آدَبَ القَوْمَ إلى طعامه يؤدبهم
إيدابا، حكاها أبو زيد، واسم الطعام المأدبة والمأدبة. قال الشاعر (3)
يصف عقابا: كأن قلوب الطير في قعر عشها * نوى القسب (4) ملقى عند بعض
المآدب
[أرب] الإِرْبُ: العُضْوُ. يقال:
السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضاً. ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح
الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ. قال الشاعر:
_________
(1) منظور بن حبة الاسدي.
(2) وبعده:
غلابة للناجيات الغلب
(3) هو صخر الغى.
(4) القسب: تمر يابس صلب النوى. شبه قلوب الطير في وكر العقاب بنوى
القسب.
(1/86)
* مستأرب عضه السلطان مَديونُ (1) *
وَالإِرْبُ أيضاً: الدَهاء، وهو من العَقْل. يقال: هو ذو إرْبٍ. وقد
أَرُبَ يَأْرُبُ إرَباً، مثل: صغر صغرا، وأرابة أيضا بالفتح، عن أبى
زيد. وفلان يؤارب صاحبه، إذا داهاهُ. والأّريبُ: العاقِلُ. والأِرْبُ
أيضاً: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإربة، وأرب، ومأربة، ومأربة. وفى
المثل: " مأربة لاحفاوة "، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ
أَرَباً. وقوله تعالى: (غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ) ، قال
سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ. وأَرِبَ الدَهْرُ أيضا، إذا اشتد.
وقال (2) : أرب الدهر فَأعْدَدْتُ له * مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ
الكتد ويقال أيضا: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ. ويقال
أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً.
_________
(1) وصدره:
وناهزوا البيع من ترعية رهق * ويروى: مستأرب بكسر الراء، أي أخذه الدين
من كل جانب. والمناهزة في البيع: انتهاز الفرصة. وناهزوا البيع، أي
بادروه. والرهق: الذى به خفة وحدة. وقيل الرهق السفه وهو بمعنى السفيه.
وعضه السلطان أي أرهقه وأعجله وضيق عليه الامر. والترعية: الذى يجيد
رعية الابل. وفلان ترعية مال، أي إزاء مال حسن القيام بها.
(2) أبو داود الايادي يصف فرسا.
(1/87)
وأرب بالشئ أيضا: درب به وصار بصيراً فيه،
فهو أَرِبٌ. وقال الشاعر أبو العِيالِ: يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا * ءِ
وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ. وَتَأْريبُ
العقدة: إحكامها، يقال: أرب عقدتك، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تحل حلا.
قال ابن مقبل:
ضرب القداح وتأريب على الخطر (1) * وتأريب الشئ أيضا: تَوْفيرُهُ. وكل
مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب. يقال: أَعْطاهُ عُضواً مُؤَرَّباً، أي: تامّاً لم
يكسر. الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشئ. يقال: تأربت في حاجتي،
وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تأبى وتشدد. وآربت على القوم، أي: فزت
عليهم وفلجت. ومنه قول لبيد:
وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقمرة مؤرب (2) * ومأرب: موضع، ومنه ملح مأرب.
_________
(1) وصدره:
بيض مهاضيم ينسيهم معاطفهم * ويروى:
شم مخاميص ينسيهم مراديهم * أي شم الانوف، خمص البطون، والمرادي:
الاردية، واحدها مرادة. والتأريب: الشح والحرص. والمشهور في الرواية "
وتأريب على اليسر " عوضا من " الخطر "، وهو أحد أيسار الجزور، وهى
الانصاء.
(2) وصدره:
قضيت لبانات وسليت حاجة:
(1/87)
والاربى: الداهية، بضم الهمزة. قال ابن
أحمر: فلما غسى ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بأم حبو كرى
[أزب] المئزاب: المزراب، وربما لم
يهمز، والجمعُ المآزيبُ. والازب: اللئيم، والازب: القصير الدّميمُ. ابن
الاعرابي: رجلٌ إزْبٌ حزب، أي داهية.
[أسب] أبو عمرو: الاسب بالكسر: شعر
الاست ويحتمل أن يكون أصله من الوسب، وهو النبات، فقلبت الواو همزة،
كما قالوا إرث وورث.
[أشب] أَشَبَهُ يأْشِبُهُ أَشْباً:
لامَهُ وعابَهُ. وقال أوس (1) : ويَأْشِبُني فيها الذين يَلونها * ولو
عَلِموا لم يَأْشِبوني بباطِلِ (2) ويقال أيضاً: أَشَبْتُ القومَ، إذا
خَلَطْتَ بَعْضَهُمْ ببعض. والأُشابَةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع
الأَشائبُ. قال النابغة: وثِقْتُ له بالنَصْرِ إذْ قِيلَ قد غَزَتْ *
قبَائِلُ من غَسَّانَ غَيرُ أَشائِبِ
_________
(1) في اللسان: أبو ذؤيب.
(2) بطائل، كما في اللسان، وهو الصحيح. يقول: لو علم هؤلاء الذين يلون
أمر هذه المرأة أنها لا توليني إلا شيئا يسيرا، وهو النظرة والكلمة، لم
يأشبونى بطائل أي لم يلوموني. والطائل: الفضل.
(1/88)
وتأَشَّبَ القَوْمُ: اختلطوا، وائْتَشَبوا
أيضاً. يقال: جاء فلان فيمن تأَشَّبَ إليه، أي انضمَّ إليه والتَفَّ
إليه. والتَأْشِيبُ: التَحْريشُ بين القومِ. وأَشِبَتِ الغَيْضَةُ،
بالكسر، أي الْتَفَّتْ. وعِيصٌ أَشِبٌ، أي: مُلْتَفٌ، وعَدَدٌ أَشِبٌ.
وفلان مُؤْتَشَبٌ، أي: مخلوطٌ غيرُ صريح في نَسَبِهِ. وقولهم: ضَرَبَتْ
فيه فلانة بِعِرقٍ أَشِبٍ، أي: ذى التباس.
[ألب] الفرّاء: ألَب الإِبل
يَألِبها ويألُبها ألْباً: جمعها وساقها. وأَلَبْتُ الجَيْشَ، إذا
جَمَعْتَهُ. وتَأَلَّبوا: تَجَمَّعوا. وهم أَلْبٌ وإِلْبٌ، إذا كانوا
مجتمعين. قال رُؤْبةُ: قَدْ أَصْبَحَ الناس علينا ألبا * فالناس في
جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا وكذلك الأُلْبَةُ، بالضم. والتأليبُ: التحْريضُ،
يقال: حَسودٌ مؤلب. قال ساعدة بن جؤية الهذلى:
ضبر لباسهم القتير مؤلب (1) * والتألب، مثال الثعلب: شجر.
_________
(1) صدره:
بيناهم يوما هنالك راعهم * الضبر: الجماعة يغزون. والقتير: مسامير
الدروع. وأراد بها هاهنا الدروع نفسها. وراعهم: أفزعهم.
(1/88)
[أنب]
أَنَّبَةُ تَأْنيباً، عَنَّفَهُ ولامَهُ. وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً، إذا
لم تَشْتَهِ الطعام.
[أوب] يقال: جاءُوا من كل أَوْبٍ،
أي من كل ناحِيَةٍ. وآبَ أي رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وأَوْبَةً
وإياباً. والأوَّابُ: التائِبُ. والمآبُ: المَرْجِعُ: وائْتابَ (1) مثل
آبَ، فَعَلَ وافتعل بمعنى. قال الشاعر: ومن يتق فإن الله معه * ورزق
الله مؤتاب وغادى وفلان سريع الاوبة. قال أبو عبيدة: وقوم يُحَوِّلون
الواوَ ياءً فيقولون: سَريعُ الأَيْبَةِ. وآبَتِ الشمسُ: لُغَةٌ في
غابَتْ. والأَوْبُ: سُرْعَةُ تَقْليبِ اليدينِ والرجْلَيْنِ في السير.
قال الشاعر:
أوب يديها برقاق سهب (2) * تقول منه: ناقة أؤوب على فعول. والتأويب: أن
تسيرَ النهارَ أجمعَ وتَنْزِلَ اللَيْلَ.
_________
(1) ائتاب بوزن اغتاب، كما في المختار، قال: وفى أكثر النسخ " واتأب "
مضبوط بتشديد، وهو من تحريف النساخ إلى آخر ما قبله.
(2) صدره:
كأن أوب مائح ذى أوب:
(1/89)
و (يا جبال أوبى معه) أي سَبِّحي، لأنه
قال: (إنَّا سَخَّرنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) . وأُبْتُ إلى بني
فلانٍ وَتأَوَّبْتُهُمْ، إذا أَتَيْتُهُمْ لَيْلاً. وقال أبو زيد:
تَأَوَّبْتُ، إذا جِئْتَ أولَ اللَيْلِ، فأَنا متأوب ومتأيب.
[أهب] تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ.
وأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُها والجَمْعُ أُهَبٌ. والإهابُ: الجِلدُ
ما لم يُدْبَغ، والجمعُ أَهَبٌ على غير قياس، مثل: أدم وأفق وعمد، جمع
أديم وأفيق وعمود. وقد قالوا أهب بالضم، وهو قياس.
فصل الباء
[ببب] يقال للأحْمَقِ الثقيلِ:
بَبَّهٌ. وهو أيضا لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب والى البصرة. قال الفرزدق: وبايعت أقواما وفيت بعهدهم * وببة قد
بايعته غير نادم وهو أيضا اسم جارية. قال الراجز (1) : لانكحن ببه *
جارية خدبه (2) مكرمة محبه * تجب أهل الكعبه
_________
(1) هي هند بنت أبى سفيان ترقص ابنها عبد الله ابن الحارث.
(2) والخدبة: التامة الخلق.
(1/89)
أي تغلبهم حسنا. ويقال هم بَبَّانٌ واحدٌ،
كما يقال بَأْجٌ واحدٌ. قال عمر رضي الله عنه " إنْ عِشْتُ
فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحداً، يريد التَسْويةَ بينهم في
القَسْم. وكان يُفَضِّلُ المهاجرين (1) وأهلَ بَدْرِ في العطاء. وهذا
الحرف هكذا سمع منهم. وناس يجعلونه من هيان بن بيان، وما أراد محفوظا
عن العرب.
[بوب] البابُ يُجْمَعُ أبواباً، وقد
قالوا أَبْوِبَة، للازدواج. قال ابن مُقْبِلٍ الشاعر (2) : هَتَّاكِ
أَخْبِيَةٍ وَلاَّجِ أَبْوِبَةٍ * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ
واللِّينا ولو أفْرَدَهُ لم يَجُزْ. وتَبَوَّبْتُ بَوَّاباً: اتخذته.
وأبْوابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال أصنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وهذا شئ من بابتك،
أي يصلح لك.
[بيب] بيبة: اسم رجل، وهو بيبة بن
قرط بن سفيان بن مجاشع. قال جرير:
_________
(1) في اللسان: " يفضل المجاهدين ".
(2) وقيل القلاخ بن حبابة. وفى التكملة للصاغاني أن القافية مضمومة،
والرواية:
ملء الثواية فيه الجد واللين:
(1/90)
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا * وما ردم
من جار بيبة ناقع (1)
فصل التاء
[تأب] التوأبانيان: قادمتا الضرع.
قال ابن مقبل: فمرت على أطراف (2) هر عشية * لها توأبانيان لم يتفلفلا
أي لم تسود حلمتاهما. قال أبو عبيدة: سمى ابن مقبل خلفي الناقة
توأبانيين، ولم يأت به عربي، كأن الباء مبدلة من الميم.
[تبب] التَبابُ: الخُسْرانُ
والهَلاكُ. تقول منه: تَبَّ تَباباً، وتَبَّتْ يداهُ، وتقول: تَبَّاً
لفلانٍ، تَنْصِبُهُ على المصدر بإضمار فِعْلٍ، أي ألْزَمَهُ الله
هلاكاً وخُسراناً. وتَبَّبوهُمْ تَتْبيباً، أي أهْلَكوهُمْ.
واسْتَتَبَّ الأمْرُ، تَهَيَّأَ واستقام.
[ترب] التُرابُ فيه لُغاتٌ، تُرابٌ
وتَوْرابٌ وتَوْرَبٌ وتَيْرَبٌ وتُرْبٌ وتُرْبَةٌ وتَرْباءُ وتَيْرابٌ
وتِرْيَبٌ وتَريبٌ (3) ، وجمع التُرابِ أَتْرِبَةٌ وتِرْبانٌ.
والتَرْباءُ: الأرضُ نفسها. وترب الشئ
_________
(1) مار: تحرك.
(2) في اللسان: " على أظراب ".
(3) بوزن أمير، وما قبله كعثير بالكسر.
(1/90)
بالكسر: أصابه التُرابُ. ومنه تَرِبَ
الرجل: افتَقَرَ، كأنَّهُ لَصِقَ بالترابِ. يقال: تَرِبَتْ يَداك! وهو
على الدُعاءِ، أي لا أصبت خيرا. وتربت الشئ تَتْريباً فَتَتَرَّبَ، أي
تَلَطَّخَ بالترابِ. وأتربت الشئ: جعلت عليه التراب. وفى الحديث: "
أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة ". وأَتْرَبَ الرَجُلُ: استَغْنَى،
كأنَّه صار له من المالِ بقَدْرِ الترابِ. والمَتْرَبَةُ: المَسْكَنَةُ
والفاقَةُ، ومِسكينٌ ذو مَتْرَبَةٍ، أي لاصِقٌ بالترابِ. والتَرِباتُ:
الأناملُ، الواحِدَةُ تَرِبَةٌ. وريحٌ تَرِبَةٌ أيضا، إذا جاءت
بالتراب. والتربة أيضا: نبت: وتربة، مثال همزة: اسم واد. وجمل تَرَبوتٌ
وناقَةٌ تَرَبوتٌ، أي ذَلولٌ وأصله من التراب، الذَكَرُ والأُنْثى فيه
سَواءٌ. وقولهم هذه تِرْبُ هذه أي لِدَتُها، وهُنَّ أَتْرابٌ.
والتَريبَةُ: واحِدَةُ الترائِبِ وهي عِظامُ الصَدْرِ ما بين
التَرْقَوةِ إلى الثندؤة. قال الشاعر (1) :
أشرف ثدياها على التريب (2)
_________
(1) هو الاغلب العجلى.
(2) وبعده:
لم يعدوا التفليك في النتوب * والتفليك: من فلك الثدى. والنتوب:
النهود، وهو ارتفاعه.
(1/91)
ويترب بفتح الراء: موضع قريب من اليمامة.
قال الاشجعى: وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب
[تعب] تَعِبَ تَعَباً: أَعْيَا.
وأَتْعَبَهُ غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل متعوب.
[تغب] تَغِبَ بالكسر تَغَباً:
هَلَكَ.
[تلب] التولب: الجحش. قال سيبويه:
هو مصروف، لانه فوعل. ويقال للاتان أم تولب. وقول أوس: وذات هدم عار
نواشرها * تصمت بالماء تولبا جدعا - يعنى صبيا، وهو استعارة. واتلاب
الامر اتلئبابا: استقام، والاسم التُلأْبيبَةُ. واتْلأَبَّ الطريقُ،
إذا امتدَّ واستوى. واتْلأَبَّ الحمارُ: أقام صدرَه ورأسَه. قال لبيد:
فأورَدَها مَسْجورَةً تحت غابةٍ * من القرنتين واتلاب يحوم
[توب] التوبة: الرجوع من الذنب. وفي
الحديث: " النَدمُ توبَةٌ "، وكذلك التَوْبُ مثله. وقال الأخفش:
التَوْبُ جمع توبة، مثل عومة وعوم.
(1/91)
وتاب إلى الله توبةً ومتاباً. وقد تاب الله
عليه: وفقه لها. وفى كتاب سيبويه: التوبة على تفعلة: التوبة. واستتابه:
سأله أن يتوب. والتابوت أصله تابوة، مثل ترقوة، وهو فعلوة، فلما سكنت
الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. قال القاسم بن معن: لم تختلف لغة قريش
والانصار في شئ من القرآن إلا في التابوت، فلغة قريش بالتاء، ولغة
الانصار بالهاء.
فصل الثاء
[ثأب] الاثأب: شجر، الواحدة أثابة.
قال الكميت: وغادرنا المقاول في مكر * كخشب الاثأب المتغطر سينا
والثؤباء ممدود. وفى المثل " أعدى من الثوباء ". تقول منه تَثاءَبْتُ،
على تَفاعَلْتُ، ولا تقل تثاوبت.
[ثرب] الثرب: شحم قد غشى الكَرِشَ
والأمعاءَ رقيقٌ. والتثريب، كالتأنيب والتعيير والاستقصاء في اللوم.
يقال: لا تثريب عليك. وهو من
(1/92)
الثرب كالشغف من الشغاف. وقال بشر (1) :
فَعَفَوتُ عنهم عَفْوَ غيرِ مُثَرِّبٍ * وَتَرَكْتُهُمْ لعقاب يومٍ
سَرْمَدِ الأصمعي: ثَرَّبْتُ عليه وَعَرَّبْتُ عليه بمعنى، إذا قبحت
عليه فعله. ويثرب: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. الفراء: نصل يثربى
وأثر بي، منسوب إلى يثرب، هي والمدينة. وإنما فتحوا الراء استيحاشا
لتوالى الكسرات. وأنشد:
وأثر بي سنخه مرصوف * أي مشدود بالرصاف.
[ثرقب] الثُرْقُبيَّةُ: ثيابٌ بيضٌ
من كَتَّانٍ، يقال ثوبٌ ثُرقبيٌّ، وفُرقُبيٌّ، لضَرْبٍ من ثياب مصر
بيض.
[ثعب] ثعبت الماء ثعبا: فجرته:
والثَّعَبُ، بالتحريك: مسيلُ الماء في الوادي، وجمعه ثُعْبانٌ.
والثعبان أيضاً: ضربٌ من الحيَّاتِ طوالٌ، والجمع ثعابينٌ.
والثُعْبَةٌ: ضربٌ من الوَزَغِ. والمثعب، بالفتح: واحد مثاعب الحياض.
وانْثَعَبَ الماءُ: جرى في المَثْعَبِ. وانثعب الدم من الانف.
_________
(1) وقيل لتبع.
(1/92)
قال الأصمعي: فوهُ يَجْري ثعابيبَ
وَسعابيبَ، وهو أن يجريَ منه ماءٌ صاف فيه تمدد.
[ثعلب] الثعلب معروف. قال الكسائي:
الانثى منه ثعلبة، والذكر ثعلبان. وأنشد: أرب يبول الثعلبان برأسه *
لقد ذل من بالت عليه الثعالب (1) وداء الثعلب: علة معروفة يتناثر منها
الشعر. وأرض مثعلبة، بكسر اللام: ذات ثعالب. وأما قولهم أرض مثعلة، فهو
من ثعالة، ويجوز أيضا أن يكون من ثعلب، كما قالوا معقرة لارض كثيرة
العقارب. والثعلب: طرف الرمح الداخل في جُبَّةِ السنانِ. والثعلب:
مخرجُ ماء المطر من جَرينِ التَمْرِ. والثعلبتان: ثعلبة من جدعاء بن
ذهل ابن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة ابن طيئ، وثعلبة بن
رومان بن جندب. قال الشاعر (2) : يأبى لى الثعليتان (3) الذى * قال
خباج الامة الراعيه
_________
(1) الشعر لغاوى بن ظالم السلمى، وقيل لابي ذر الغفاري، وقيل لعباس بن
مرداس. وقال الصاغانى: " والصواب في البيت الثعلبان: تثنية ثعلب ".
(2) عمرو بن ملقط الطائى.
(3) في المطبوعة الاولى: " ياتي لى الثعلبان " تحريف والصواب في
اللسان.
(1/93)
وأم جندب: جديلة ابنة سبيع بن عمرو من
حمير، إليها ينسبون. والثعلبية: موضع بطريق مكة.
[ثغب] الثَغَبُ: الغدير يكون في ظلّ
جبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه، والجمع ثغبان، مثل شبث وشبثان، وثغبان
مثل حمل وحملان. قال الشاعر (1) :
مشعشعة بثغبان البطاح (2) * وقد يسكن فيقال ثَغْبٌ، والجمع ثِغابٌ
وأثغاب.
[ثقب] الثَقْبُ بالفتح: واحدُ
الثقوب. والثُقْبُ بالضم: جمع ثُقْبَةٍ. ويجمع أيضاً على ثُقَبٍ.
والمِثْقَبُ: ما يثقب به. وثقبت الشئ ثقبا، وثَقَّبْتُهُ، شُدِّدَ
للكثرة. ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أي مثقوبٌ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ، إذا
ثَقَّبَهُ الحَلَمُ. وتثقيبُ النارِ: تَذْكِيَتُها. ويقال أيضا ثقب عود
العرفج، وذلك إذا مطر ولان عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد
قليلا قيل:
_________
(1) هو الاخطل.
(2) صدره:
وثالثة من العسل المصفى:
(1/93)
قد أدبى، وهو حينئذ يصلح أن يؤكل، فإذا تمت
خوصته قيل: قد أخوص. والمثقب بكسر القاف: لقب شاعر من بنى عبد القيس
(1) ، سمى بذلك لقوله: أرين محاسنا وكنن أخرى (2) * وثقبن الوصاوص
للعيون وثقبت النار تثقب ثقوبا وثقابة، إذا اتقدتْ، وأَثْقَبْتُها أنا.
وشِهابٌ ثاقب، أي مضئ. ويقال أيضا: ثَقَبَتِ الناقةُ (3) . أي
غَزُرَتْ، فهي ثاقبٌ. والثَقوبُ بالفتح: ما تُشْعِلُ به النارَ من
دِقاقِ العيدانِ.
[ثلب] ثَلَبَهُ ثَلْباً، إذا
صَرَّحَ بالعيب وتنقّصَهُ. قال الراجز:
لا يُحْسِنُ التعريضَ إلاَّ ثَلْبا * والمثالبُ: العيوبُ، الواحدة
مَثْلَبَةٌ. والأَثْلَبُ والإِثْلِبُ (4) : فتات الحجارة والتراب. قيل:
" بفيه الاثلب والاثلب ".
_________
(1) المثقب اسمه عائذ بن محصن العبدى. والوصاوص: جمع وصوص، وهو ثقب في
الستر وغيره على مقدار العين ينظر فيه.
(2) في اللسان:
ظهرن بكلة وسدلن رقما
(3) تثقب ثقوبا.
(4) الاول بالفتح والثانى بالكسر. ويوجد في بعض نسخ زيادة في الآخر: "
والثليب: الكلا ".
(1/94)
والثلب بالكسر: الجمل الذي انكسرَتْ
أنيابُهُ من الهَرَمِ وتناثر هُلْبُ ذَنَبِهِ، والانثى ثلبة، والجمع
ثلبة مثل قرد وقردة. تقول منه: ثلب البعير تثليبا. عن الاصمعي، قاله في
كتاب الفرق. ورمح ثَلِبٌ، أي مُتَثَلِّمٌ. قال أبو العيال الهذلى:
ومطرد من الخط ى $ لا عارٍ ولا ثَلِبُ * ومنه امرأةٌ ثالِبَةُ الشَوى،
أي مُتَشَقِّقة القدمين. قال جرير: لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس
السرى لا يعرف الكرم جيدها والثلبوت: اسم واد بين طيئ وذبيان.
[ثوب] الثوب: واحدُ الأثوابِ
والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أثوب
فيهمز، لان الضمة على الواو تستثقل والهمزة أقوى على احتمالها. وكذلك
دار وأدور وساق وأسوق وجميع ما جاء على هذا المثال. قال الراجز (1) :
لكل دهر قد لبست أثؤبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا * أملح لا لذا
ولا محببا قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ. وثاب الرجل يثوب
ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه. وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا.
وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض.
_________
(1) هو معروف بن عبد الرحمن.
(1/94)
ومثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء
إذا استفرغ. وهو الثبة أيضا، والهاء عوض عن الواو الذاهبة من عين
الفعل، كما عوضوا في قولهم أقام إقامة، وأصله إقواما. والمثابة: الموضع
الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى. ومنه قوله تعالى:
(وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ) وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ
أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه، والجمع المَثابُ. وربَّما
قالوا لموضع حِبالَةِ الصائد مثابة، قال الراجز: حتى متى (1) تطلع
المثابا * لعل شيخا مهترا مصابا يعنى بالشيخ الوعل. والمثاب: مَقام
المستقي على فم البئر عند العرش. قال القُطاميُّ (2) : وما لِمَثاباتِ
العُروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ والثواب:
جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: (لَمَثوبَةٌ
منْ عِنْد اللهِ خير) وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمه وصلح بدنه.
واستثابه: سأله أن يثيبه.
_________
(1) في اللسان " متى متى ".
(2) يصف البئر وتهورها.
(1/95)
وقوله تعالى: (هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا
يَفْعَلون) أي جوزوا. والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خير
من النوم. وقولهم في المثل " أطلوع من ثواب " هو اسم رجل كان يوصف
بالطواعية. قال الشاعر (1) : وكنت الدهر لست أطيع أنثى * فصرت اليوم
أطوع من ثواب والثائب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر. ورجل ثَيِّبٌ
(2) وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال ابن السكيت: وذلك إذا
كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه:
قد ثيبت المرأة.
فصل الجيم
[جأب] أبو زيد: الجَأْبُ: الغليظ من
حُمُرِ الوحشِ، يهمز ولا يهمز. ويقال للظبية حين طلَع قرنُها: جَأْبَةُ
المِدْرى. وأبو عبيدة لا يهمز. قال بشر: تعرض جأبة المدرى خذول * بصاحة
في أسرتها السلام وصاحة: جبل. والسلام: شجر. وإنما
_________
(1) هو الاخنس بن شهاب.
(2) ذكرت في اللسان والقاموس في مادة ثيب) لا (ثوب) ونبه صاحب القاموس
على أن ذكرها هنا وهم.
(1/95)
قيل جأبة المدرى لان القرن أول ما يطلع
يكون غليظا ثم يدق، فنبه بذلك على صغر سنها. ويقال: فلان شخت الآلِ
جَأْبُ الصَبْرِ، أي دقيق الشَخْصِ غليظ الصبرِ في الأمور. والجَأْبُ:
الكَسْبُ، تقول منه: جأَبْتُ أجأب. قال الراجز (1) :
والله راع (2) عمل وجأبى
[جبب] الجّبٌّ: القَطْعُ. وخَصِيٌّ
مَجْبوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. وبعيرٌ أجبُّ بيِّن الجببِ، أي مقطوعُ
السَنامِ. وفلان جب القوم، إذا غلبهم. قال الراجز: من رول (3) اليوم
لنا فقد غلب * خبزا بسمن وهو عند الناس جب والجباب: التي تُلبَسُ.
والجِبابُ أيضاً: تلقيح النخل، يقال: جاء زمن الجِبابِ. وقد جَبَّ
الناسُ النخل. والجُبَّةُ: ما دخل فيه الرمحُ من السِنانِ. والجُبَّةُ:
مَوصِلُ الوَظيفِ في الذراع. قال الأصمعيّ: هو مَغْرِزٌ الوظيفِ في
الحافر. والتجبيب: أن يبلغ التحجيل ركبة اليد
_________
(1) هو رؤبة بن العجاج.
(2) يروى " واع ".
(3) رول الخبز بالسمن: لته لتا شديدا.
(1/96)
وعرقوب الرِجْلِ. والفرس مُجَبَّبٌ، وفيه
تجبيبٌ، والاسم الجبب. قال الكميت: أعطيت من غرر الاحساب شادخة * زينا
وفزت من التحجيل بالجبب والتجبيب أيضا: النفار، يقال جَبَّبَ فلان
فذهب. والمَجَبَّةُ: جادة الطريق. والجباب بالضم: شئ يعلو ألبان الإبل
كالزُبْدِ، ولا زبد لالبانها. قال الراجز:
عصب الجباب بشفاه الوطب.
(1) * والجبجبة (2) : الكرش يجعل فيها الخَلْعُ، أو تذابُ الإهالَةُ
فتُحقَنُ فيها. وتَجَبْجَبَ الرجلُ، إذا اتَّشَقَ. والوشيقةُ: لحمٌ
يُغْلى إغْلاءَةً ثم يقدَّدُ، فهو أبقى ما يكون. قال الشاعر (3) : إذا
عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ
والجُبْجُبَةُ أيضاً: زَبِيلٌ من جلودٍ يُنقَلُ فيه التراب، والجمع:
الجباجب. والجب: البئر التى لم تُطْوَ، وجمعها جِبابٌ وجبَبَةٌ.
_________
(1) وقبله:
يعصب فاه الريق أي عصب
(2) بضم الجيمين وفتحهما أيضا.
(3) هو خمام بن زيد مناة اليربوعي.
(1/96)
والجَبوبُ: الأرض الغليظة، ويقال وجه
الارض، ولا يجمع.
[جخب] الجخابة، مثل السحابة: الاحمق
الذى لا خير فيه، يقال: إنه لجخابة هلباجة.
[جخدب] الجُخْدُبُ (1) : ضربٌ من
الجنادب، وهو الأخضر الطّويل الرجلين، والجُخادِبُ مثله، ويقال له أيضا
أبو جخادب، وهو اسم له معرفة، كما يقال للاسد أبو الحارث. تقول: هذا
أبو جخادب قد جاء. والجخدب أيضا والجخادب: الجمل الضخم. قال الراجز (2)
:
شداخة ضخم الضلوع جخدبا (3) * والجمع: الجخادب بالفتح.
[جدب] الجَدْبُ: نقيض الخِصْبِ.
ومكانٌ جدبٌ أيضاً وجديبٌ: بَيِّنُ الجدوبة. وأرضٌ جَدْبَةٌ وأرضٌ
جُدوبٌ. وفلانٌ جَديبُ الجَنابِ، وهو ما حوله. وأَجْدَبَ القومُ:
أصابَهُمُ الجَدْبُ. وأجْدَبْتُ أرض كذا: وجدتها جدبة.
_________
(1) بضم الدال وفتحها.
(2) هو رؤبة.
(3) قال ابن برى: هذا الرجز أورده الجوهرى على أن الجخدب الجمل الضخم،
وإنما هو في صفة فرس، وقبله: ترى له مناكبا ولببا * وكاهلا ذا صهوات
شرجبا
(1/97)
والجدب: العيب. وفى الحديث: " أنه جَدَبَ
السَمَرَ بعدَ العِشاءِ "، أي عابه. قال ذو الرمة: فيالك من خد أسيل
ومنطق * رخيمٍ ومن خَلْقٍِ تَعَلَّلَ جادِبُهْ يقول: لا يجد فيه عيبا
يعيبه به، فيتعلَّل بالباطل. ابن السكيت: جادَبَتِ الإِبلُ العامَ، إذا
كان العامُ مَحْلاً فصارت لا تأكل إلا الدِرينَ الأسودَ، دَرينَ
الثمام. والجندب والجندب (1) : ضرب من الجراد، واسم رجل. قال سيبويه:
نونها زائدة. أبو زيد: يقال وقع القوم في أم جندب، إذا ظلموا، كأنها
اسم من أسماء الاساءة والظلم والداهية.
[جذب] الجَذْبُ: المدُّ. يقال
جذبَهُ، وجبذه على القلب، واجتذبه أيضا. يقال للرجل إذا كَرَعَ في
الإناء: جذب منه نَفَسَاً أو نَفَسَين. وبيني وبين المنزل جَذْبَةٌ، أي
قطعة، يعني بُعْدٌ. ويقال جَذْبَةٌ من غَزْلٍ، للمجذوب منه مَرَّةً.
وجذبت المُهْرَ عن أمّه، أي فطمته. قال الشاعر (2) :
_________
(1) الجندب والجندب والجندب.
(2) هو أبو النجم العجلى يصف فرسا.
(1/97)
* ثم جذبناه فِطاماً نَفْصِلُهْ (1) * أبو
عمرو: الجَذْبُ: انقطاع الريق. ويقال للناقة إذا قلَّ لبنُهَا: قد
جَذَبَتْ، فهي جاذبٌ، والجمع جواذبُ وجِذابٌ أيضا، مثل نائم ونيام.
وجذب الشهر: مضى عامته. وجاذبته الشئ، إذا نازعته إياه. والتجاذب:
التنازع. والانجذاب: سرعة السير. والجَذّبُ بالتحريك: الجُمَّارُ، وهو
شحمُ النخل، الواحدة جذبة.
[جرب] الجرب معروف. وقد جرب الرجل
فهو أجرب، وقوم جرب وجربى، وجمع الجرب جراب (2) . قال الشاعر (3) :
وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على
النَشْرِ وأجرب الرجل: جربت إبله. والجرباء: السماء، سميت بذلك لما
فيها من الكواكب، كأنها جرب لها.
_________
(1) بعده:
نفرعه فرعا ولسنا نعتله * أي نفرعه فرعا باللجام ونقدعه. ونعتله، أي
نجذبه جذبا عنيفا.
(2) قال ابن برى: إنما جراب وجرب جمع أجرب.
(3) هو عمير بن خباب، أو سويد بن الصلت.
(1/98)
وأرض جرباء: مقحوطة. والجراب معروف،
والعامة تفتحه، والجمع أجربة وجرب وجرب (1) . وجراب البئر أيضا: جوفها
من أعلاها إلى أسفلها. والجريب من الطعام والارض: مقدار معلوم، والجمع
أجربة وجربان. والمجرب مثل المجرس والمضرس: الذى قد جربته الامور
وأحكمته، فإن كسرت الراء جعلته فاعلا، إلا أن العرب تكلمت بالفتح.
والجربة بالكسر: المزرعة. قال بشر: تحدر ماء البئر عن جرشية * على جربة
تعلو الدبار غروبها والجربياء، على فعلياء بالكسر والمد: النكباء التى
تجرى بين الشمال والدبور، وهى ريح تقشع السحاب. قال ابن أحمر: بهجل من
قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا وجراب، بالضم: اسم ماء
بمكة. والجربة بالفتح وتشديد الباء: العانة من الحمير. وربما سموا
الاقوياء من الناس إذا كانوا جماعة متساوين جربة. قال الراجز:
_________
(1) الاول بسكون الراء، والثانى بضمها.
(1/98)
جربة كحمر الابك * لا ضرع فينا ولا مذكى
يقول: نحن جماعة متساوون وليس فينا صغير ولا مسن. والابك: موضع. وجربان
السيف بالضم والتشديد: قرابه. وجربان القميص أيضا: لبنته، فارسي معرب.
والاجربان: بنو عبس وذبيان. قال عباس بن مرداس (1) : وفى عضادته اليمنى
بنو أسد * والاجربان بنو عبس وذبيان (2) والجورب معرب، والجمع
الجواربة، والهاء للعجمة، ويقال الجوارب أيضا كما قالوا في جمع الكيلج
الكيالج. وتقول: جوربته فتجورب، أي ألبسته الجورب فلبسه.
[جرجب] الجَراجِبُ: العظام من
الإبل.
[جردب] الجَرْدَبانُ بالدال غير
معجمة (3) ، فارسي معرب، أصله كرده بان، أي حافظُ الرغيفِ، وهو الذي
يضع شماله على شئ يكون على الخوان كي لا يتناوله غيره. وأنشد الفراء:
_________
(1) السلمى.
(2) بضم النون.
(3) والجيم والدال مفتوحتان أو مضمومتان.
(1/99)
إذا ما كنت في قومٍ شَهاوى * فلا تَجْعلْ
شِمالَك جَرْدَبانا (1) تقول منه: جَرْدَبَ في الطعام وجردم.
[جرشب] جَرْشَبَ الرجلُ وجَرْشَمَ،
إذا اندمل بعد المرض والهزال.
[جسرب] الجسرب: الطويل.
[جشب] طعامٌ جَشِبٌ ومَجْشوبٌ، أي
غليظ وخشن، ويقال هو الذى لا أدم معه. ولو قيل اجشوشبوا كما قالوا "
اخشوشنوا " بالخاء لم يبعد، إلا أنى لم أسمعه بالجيم. والمجشاب:
الغليظ. قال أبو زُبَيد (2) :
توليكَ كَشْحاً لَطيفاً ليس مِجْشابا (3) * والجَشيبُ من الثياب:
الغليظ.
[جعب] جَعَبْتُهُ، أي صَرَعْتُه مثل
جَعَفْتُهُ. وربما قالوا جعْبَيْتُهُ جِعْباءً فتجعبى، يزيدون فيه
الباء، كما قالوا سلقيته من سلقه. والجعبة: واحدة جعاب النشاب.
_________
(1) ويروى: " جردبانا " بضم الجيم.
(2) الطائى.
(3) صدره:
قراب حضنك لا بكر ولا نصف:
(1/99)
والجعبوب: الرجل القصير الدميم (1) .
[جلب] جلب الشئ يجلبه ويجلبه جلبا
وجلبا. وجلبت الشئ إلى نفسي واجتلبته بمعنىً. والجَلوبَةُ: ما يُجْلَبُ
للبيع. والجَليبُ: الذي يُجْلَبُ من بلد إلى غيره. والجُلْبَةُ:
جُلَيْدَةٌ تعلو الجُرْحَ عند البُرْءِ، تقول منه: جلب الجرحُ يَجْلِبُ
ويَجْلُبُ. وأَجْلَبَ الجرح مثله. والجُلْبَةُ أيضاً مثل الكُلْبَةِ،
وهي شِدّةُ الزمان. يقال: أصابتنا جُلْبَةُ الزمان، وكُلْبَةُ الزمان.
قال أَوْسُ بن مَغْراء التَميميُّ: لا يَسْمَحونَ إذا ماجلبة أزمت *
وليس جارهم فيها بمختار وقال المتنخل الهذلى: قد حالَ بين تَراقيهِ
ولَبَّتِهِ من جلبة الجوع جيار وإرزير (2) والجلبة أيضا: جلدة تجعل على
القتب.
_________
(1) ولم يأت على فعلى إلا ستة أحرف: " جعبى ": عظام النمل التى يعضضن
ولهن أفواه واسعة، و " أربى ": الداهية و " أرنى ": حب بقل يطرح في
اللبن فيثخنه ويجبنه، و " أدمى " موضع، و " جنفى ": اسم موضع، و " شعبى
": موضع.
(2) في المطبوعة الاولى " جياز " بالزاى، تحريف. وفى اللسان. والارزير:
الطعنة، والجيار: حرقة في الجوف، وقال ابن برى: الجيار: حرارة من غيظ
تكون في الصدر، والارزير: الرعدة.
(1/100)
والجلب والجلب: سحاب رقيق ليس فيه ماء. قال
تأبط شرا (1) : ولست بجلب جلب ريح وقرَّةٍ * ولا بصَفاً صَلْدٍ عن
الخير معزل وجِلْبُ الرَّحْلِ أيضاً وجُلْبُهُ: عيدانُهُ. وقال (2) :
عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور شبه بعيره بثور وحشى
رائح وقد أصابه المطر. وجَلَبَ على فرسه يَجْلَبُ بالضم جَلْباً، إذا
صاحَ به من خلفه واستحثَّه للسَبْقِ. وأَجْلَبَ عليه مثلُهُ. وأَجْلَبَ
قَتَبَه: غشَّاه بالجُلْبَةِ، وهو أن يجعل عليه جِلْدَةً رطبة فَطيراً
ثم يتركَها عليه حتى تيبس. قال النابغة الجعدى يصف فرسا: أمر ونحى من
صلبه * كتنحية القتب المجلب وأجلبه، أي أعانه. وأجلبوا عليه، إذا
تجمعوا وتألبوا، مثل أحلبوا. قال الكميت: على تلك إجرياى وهى ضريبتي *
ولو أجلبوا طرا على وأحلبوا وأجلب الرجل، أي نتجت إبله ذكورا،
_________
(1) يقول: لست برجل لا نفع فيه ومع ذلك فيه أذى كالسحاب الذى فيه ريح
وقر ولا مطر فيه، والجمع أجلاب.
(2) هو العجاج، كما في اللسان.
(1/100)
لانه يجلب أولادَها فتباع. وأحلب بالحاء،
إذا نتجت إناثا. والجلباب: الملحفة. قالت امرأة (1) من هذيل ترثي
قتيلاً: تَمشي النسورُ إليه وَهْيَ لاهِيَةٌ * مَشْيَ العذارى عليهم
الجلابيبُ والمصدر الجَلْبَبَةُ، ولم تُدْغَمْ لأنها ملحقة بدحرجة.
والجلب والجلبة: الاصوات، تقول منه جَلَّبُوا بالتشديد. والجَلَبُ الذي
جاء النَهْيُ عنه (2) هو أن لا يأتي المصدِّقُ القومَ في مياههم لأخْذ
الصدقات ولكنْ يأمرهم بجلْب نَعَمِهِمْ إليه. ويقال بل هو الجَلَبُ في
الرِهان، وهو أن يُرْكِبَ فرسَهُ رجلاً فإذا قرُب من الغاية تَبِعَ
فرسَه فَجَلَّبَ عليه وصاح به ليكون هو السابق، وهو ضَرْبٌ من الخديعة.
والجَلَبُ والأجلاب: الذين يجلبون الابل والغنم للبيع. والجلبان (3) :
الخلر، وهو شئ يشبه الماش.
[جلحب] شيخٌ جِلْحابٌ وجِلْحابَةٌ:
أي كبيرهم.
_________
(1) هي جنوب أخت عمرو ذى الكلب ترثيه.
(2) هو حديث " لا جلب ولا جنب ".
(3) ويقال أيضا بضم اللام وتشديد الباء.
(1/101)
[جلعب]
الأصمعي: اجْلعَبَّ الرجلُ اجلعباباً، إذا اضطجع وامتدَّ وانبسط.
واجلعَبَّ في السَير، إذا مضى وجدَّ. وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ، أي كثير.
ورجلٌ جلعبى العين، على وزن القرنبى، أي شديد البصر. والجلعباة: الناقة
الشديدة. وجلعب: اسم موضع.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت
إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل:
زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية.
وأنشد الاخفش:
الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار
الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ
(1) : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه
كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه
فجنَبَه، أي كسر جنبه.
_________
(1) بفتح النون وإسكانها.
(1/101)
وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك
جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ،
شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله
تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح:
الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال:
أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ.
وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه (1) . وفرسٌ طَوْعُ
الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في
جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ
ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ (2) بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت
إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ (3)
_________
(1) في المطبوعة الاولى " ناحيته "، وصوابه في اللسان.
(2) الجميح لقب، وهو منقذ بن الطماح بن قيس الاسدي، وهو فارس شاعر
جاهلي قتل يوم جبلة.
(3) قبله: أمست أمامة صمتا ما تكلمنا * مجنونة أم أحست أهل خروب أهل
خروب، يريد قومها.
(1/102)
والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل
الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ
أسْهلَها (1) * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ:
بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد.
والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها.
قال الراجز (2) :
رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ.
والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا
انزل فيهم غريبا، فهو
_________
(1) في الصاغانى: أسهله. وهو في صفة فرس. والماء: العرق.
(2) وهو الحسن بن مزرد. وقبله: قالت له مائلة الذوائب * كيف أخى في
العقب النوائب * أخوك ذو شق على الركائب * رخو الحبال مائل الحقائب *
ركابه في الحى كالجنائب يعنى أنها ضائعة كالجنائب التى ليس لها رب
يفتقدها. تقول: إن أخاك ليس بمصلح لماله، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه
لمن يعبث فيه، وركابه التى هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال.
وقوله " رخو الحبال " أي هو رخو الشد لرحله، فحقائبه مائلة لرخاوة
الشد.
(1/102)
جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ
القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة
بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ
القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير.
يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي
ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في
الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من
الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه
أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم.
والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ
جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به
ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب
القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم
الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال.
(1/103)
والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن
جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ *
تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض
العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت (1) :
بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا
لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك
الذي نُهيَ عنه (2) : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً
آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً:
مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه.
قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت:
وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:
كأنه مستبان الشك أو جنب (3)
_________
(1) وصدره:
وشجو لنفسي لم إنسه * في الهاشميات: " فالمجتبى ".
(2) انظر ما سبق في مادة
[جلب] .
(3) وصدره:
وثب المسحج من عانات معقلة:
(1/103)
وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب
لاحها التقريب (1) والجنب
[جوب] الجواب معروف. يقال أجابه
وأجاب عن سؤاله، والمصدر الإجابة، والاسم الجابة بمنزلة الطاعة
والطاقة. يقال: " أساء سَمْعاً فأساء جابةً " هكذا يُتَكَلَّمُ بهذا
الحرف. والإجابة والاستجابة بمعنىً. يقال استجابَ الله دعاءه. قال
الشاعر كعبُ بن سعدِ الغَنَويُّ: وداعٍ دعا يا مَنْ يجيب إلى النَّدى *
فلم يستجبه عند ذلك مجيب (2) والمجاوبة والتجاوب: التحاوُرُ. وتقول:
إنه لحسَنُ الجيبَةِ، بالكسر، أي الجواب. ورجلٌ ناصح الجيب أي أمين.
والجيب للقميص، تقولُ: جُبْتُ القميصَ أجوبُهُ وأَجيبُهُ، إذا قورت
جيبه. قال الراجز: باتت تجيب أدعج الظلام * جيب البيطر مدرع الهمام *
والمجوب: حديدة يجاب بها أي يقطع.
_________
(1) في ديوانه: " التغريث ".
(2) وبعده: فقلت ادع أخرى وارفع الصوت رفعة * لعل أبا المغوار منك قريب
(1/104)
وجاب يجوب جَوباً، إذا خرق وقطع. قال الله
تعالى: (وثَمودَ الذين جابوا الصخر بالواد) . قال أبو عبيد: وسمى رجل
من بنى كلاب جوابا لانه كان لا يحفر بئرا ولا صخرة إلا أماهها. وجبت
البلاد أجوبها وأجيبها، واجتبتها، إذا قطعتها. ويقال: هل جاءكم من
جائبةِ خبرٍ، أي خَبَرٍ يجوب الأرض من بلد إلى بلد. وجَيَّبْتُ القميص
تجييباً، إذا جعلتَ له جيباً. واجتبت القميصَ، إذا لبستَه. قال لبيد:
فبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُحى * واجتاب أَرْدِيَةَ السرابِ
إِكامُها والجَوْبَةُ: الفُرْجَةُ في السَحاب وفي الجبال. وانجابت
السحابة: انكشفت. والجوبة: موضع ينجاب في الحَرَّةِ، والجمع جُوَبٌ.
والجَوْبُ: التُرْسُ. والجَوْبُ كالبقيرة. وتجوب: قبيلة من حمير حلفاء
لمراد، منهم ابن ملجم. قال الكميت (1) : ألا إن خير الناس بعد ثلاثة *
قتيل التجوبى الذى جاء من مصر
_________
(1) قال ابن برى: البيت للوليد بن عقبة وليس للسكميت كما ذكر، وصواب
إنشاده " قتيل التجيبى الذى جاء من مصر ". وإنما غلطه في ذلك أنه ظن أن
الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، فظن أنه في على رضى
الله عنه فقال التجوبى بالواو، وإنما الثلاثة سيدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضى الله عنهما، لان =
(1/104)
وتجيب: بطن من كندة، وهو تجيب بن كندة بن
ثور.
فصل الحاء
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة
ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك.
والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال
للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن
حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما
ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ
السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ
وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ
وحببة.
(1/105)
= الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى
الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه
فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله
في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن
الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه،
ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى
عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما.
(1/105)
والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر.
والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ.
وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر (1) : أحب أبا مروان من
أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق (2) * ووالله لولا تمره ما
حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق (3) وهذا شاذ لانه لا يأتي في
المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا
الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً.
الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه
حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول
ساعدة:
_________
(1) هو عيلان بن شجاع النهشلي.
(2) في اللسان:
وأعلم أن الجار بالجار أرفق * وفى الاقتضاب ص 283: وأقسم لولا تمره ما
حببته * وكان عياض منه أدنى ومشرق
(3) كذا بالاقواء. ورواه المبرد:
وكان عياض منه أدنى ومشرق * ولا إقواء في هذه الرواية.
(1/105)
هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ
عَوادٍ دون وليك تشغب (1) أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه
مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب
على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا
شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد
خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان
بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ
* تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب
الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي
تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً،
عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان (2) . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ
واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ.
والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر (3) :
_________
(1) تشعب يروى بالعين المهملة أي تفرق. ومن روى تشغب بالمعجمة يريد
تخالف قصدك. والولى: القرب والمداناة، من ولى يلى.
(2) قلت: استحبه عليه أي آثره عليه واختاره. ومنه قوله تعالى: "
فاستحبوا العمى على الهدى ". واستحبه: أحبه، ومنه المستحب. اه مختار.
(3) أبو عطاء السندي.
(1/106)
فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ
عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل
الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل.
وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها
* كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ (1) باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ
الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن
تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل
كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر (2) :
ضرب بعير السوء إذ أحبا (3) * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ
إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو
يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد (4) :
_________
(1) في المطبوعة الاولى " المغايل " تحريف.
(2) هو أبو محمد الفقعسى.
(3) وقبله:
حلت عليه بالقفيل ضربا * والقفيل: السوط.
(4) يصف امرأة قاست عجيزتها بسبب، أي حبل، ثم ألقته إلى نساء الحى
ليفعلن كما فعلت، فأدرنه على أعجازهن فوجدنه فائضا كثيرا فغلبتهن. ذكره
شارح القاموس في جب بالجيم، قال: وجبت فلانة النساء تجبهن جبا: غلبتهن
من حسنها. أي كما سبق في قوله تجب أهل الكعبة.
(1/106)
جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن
كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه
الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:
وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً (1) * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا
يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا:
نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر
السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ (2)
بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو
ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات (3)
منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك
النار. قال الكُسَعيُّ:
_________
(1) هو لطرفه وعجزه:
كأقاح الرمل عذبا إذا أشر * ويروى أيضا:
كرضاب المسك بالماء الخصر
(2) في اللسان: وتوقد.
(3) يعنى شفرات السيوف.
(1/107)
ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد
كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب.
والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ (1) : دَلَجي
إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ
الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة
ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب (2) -
[حجب] الحجاب: السِتْرُ. وحجاب
الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره. وحجَبه أي منعه عن الدخول. والاخوة
يحجبون الام عن الثلث. والمحجوب: الضرير. وحاجب العين جمعه حواجب،
وحاجب الأمير جمعه حُجَّاب. واستحجبه: ولاه الحجبة. وحواجب الشمس:
نواحيها.
_________
(1) هو حبيب بن عبد الله.
(2) قلت: هي حبى ابنة الاسود، من بنى بحتر ابن عتود كان حارث بن عتاب
الطائى الشاعر يهواها، فخطبها ولم ترضه وتزوجت غيره من بنى ثعل، فطفق
يهجو بنى ثعل. أو هي امرأة غيرها. اه مرتضى.
(1/107)
وقوس حاجب هو حاجب بن زرارة التميمي (1) .
واحتجب الملك عن الناس. ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحَجَبَةُ، بالتحريك: رأس
الوَرِكِ، وهما حَجَبَتانِ تُشرفان على الخاصرتين.
[حدب] الحَدَبُ: ما ارتفع من الأرض،
والجمع الحِداب. ومنه قوله تعالى: (وهُمْ من كل حَدَبٍ يَنْسِلونَ) .
والحَدَبَةُ: التي في الظَهْرِ، وقد حَدِبَ ظهرُهُ فهو حَدِبٌ،
واحدودبَ مثله. وأحدَبه الله فهو رجل أحدب بَيِّنَ الحَدَبِ. وناقة
حدباء، إذا بدت حراقفها. يقال: هن حدب حدابير. ويقال أيضاً: حَدَبَ
عليه وتحدَّب عليه، أي تعطف عليه.
[حرب] الحَرْبُ تُؤَنَّثُ، يقال:
وقَعت بينهم حرب. قال الخليل: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن عن العرب.
قال المازنى لانه في الاصل مصدر. وقال المبرد: الحرب قد تذكر (2) .
وأنشد:
_________
(1) ويقال له أبو الوفا. وقصته مشهورة، وما ألطف قول الشاعر: تاهت
علينا بقوس حاجبها * تيه تميم بقوس حاجبها
(2) الحرب: نقيض السلم، ولشهرته يعنون به القتال. والذى حققه السهيلي
أن الحرب هو الترامي بالسهام، ثم المطاعنة بالرماح، ثم المجالدة
بالسيوف، ثم المعانقة والمصارعة إذا تزاحموا. قاله شيخنا اه مرتضى.
وشيخه هو المحشى الفاسى.
(1/108)
وهو إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ * مِرْجَمُ
حرب تلتظى حرابه وأنا حربٌ لمن حارَبني، أي عَدُوٌّ. وتحاربوا واحتربوا
وحاربوا بمعنىً. ورجل مِحْرَبٌ بكسر الميم، أي صاحب حروب، وقوم
مِحْرَبَةٌ. والحربة: واحدة الحراب. وحَرِبَ الرجل بالكسر: اشتدّ غضبه.
ورجل حِرِبٌ وأسد حَرِبٌ. والتحريب: التحريش. وحَرَّبْتُه، أي أغضبتُه.
وَحَرَّبْتُ السنان، أي حَدَّدْتُهُ مثل ذَرَّبْتُهُ. قال الشاعر (1) :
سيُصبح في سَرْحِ الرِبابِ وراءها * إذا فَزِعَتْ أَلْفاً سِنانٍ
مُحَرَّبِ وحَريبَةُ الرجل: مالَه الذي يعيش به. تقول: حَرَبَهُ
يَحْرُبُهُ حَرَباً، مثل طلبه يطلبه طلباً، إذا أَخذ مالَهُ وتركه بلا
شئ. وقد حرب مالَهُ، أي سلبه، فهو محروب وحَرِيبٌ. وأَحْرَبْتُهُ، أي
دَلَلْتُهُ على ما يَغْنَمُهُ من عدوّ. قال الفراء: المحاريب: صدور
المجالس، ومنه سُمِّيَ محراب المسجد. والمحراب: الغُرفة. قال وضاح
اليمن:
_________
(1) هو مخارق بن شهاب. البيان والتبيين 4: 42.
(1/108)
ربة محراب إذا جئتُها * لم أَلْقَها أو
أرتقى سلما (1) ومنه محاريب غمدان باليمن. وقوله تعالى: (فخرج على قومه
من المحراب) قالوا: من المسجد. ومحارب: قبيلة من فهر. والحرباء أكبر من
العَظاءَةِ شيئاً، يستقبل الشمس ويدور معها. ويقال حرباء تنضب كما يقال
ذئب غضى. قال (2) : أنى أتيح (3) له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا
ممسكا ساقا وأرض محربئة: ذات حرباء. والحرباء أيضاً: مسامير الدروع.
قال لبيد: أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها * كُلَّ حِرْباَء إذا
أُكْرِهَ صَلّ وحَرابيُّ المَتْنِ: لَحماتُه. واحْرَنبى: ازْبأَرَّ،
والياء للالحاق بافعنلل.
[حزب] حِزْبُ الرجل: أصحابه.
والحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن. والحِزْبُ: الطائفة.
وتحزبوا
_________
(1) يروى:
لم أدن حتى أرتقى سلما
(2) هو أبو داود.
(3) قال ابن برى: " أنى أتيح لها " لانه وصف ظعنا.
(1/109)
تجمعوا. والاحزاب: الطوائف التي تجتمع على
محاربة الأنبياء عليهم السلام. والحَزابي: الغليظ القصير، يقال رجل
حَزابٍ وَحَزابِيَةٌ أيضاً، إذا كان غليظاً إلى القِصر. والياء
للالحاق، كالفهامية والعلانية من الفهم والعلن. قال أمية بن أبى عائذ
الهذلى: كأنى ورحلي إذا زعتها * على جمزى جازئ بالرمال * وأصحم (1) حام
جراميزه * حزابية حيدى بالدحال والحِزْباءُ: الأرض الغليظة،
والحِزْباءَةُ أخصُّ منه، والجمع الحَزابي، وأصله مشدّد كما قلنا في
الصحارى. والحنزاب: جزر البر. والقسط: جزر البحر. والحنزاب أيضا مثل
الحزابى، وهو الغليظ القصير. وقال:
تاح لها بعدك حنزاب وزا (2) * الوزا: الشديد. وحزبه أمرٌ، أي أصابه.
والحيزبون: العجوز.
[حسب] حَسَبْتُهُ أَحْسَبُهُ بالضم
حَسْباً وحسابا وحسبانا
_________
(1) قال ابن برى: " أو اصحم " لانه معطوف على جمزى.
(2) القائل هو الاغلب العجلى يهجو سجاح. وصدره:
قد أبصرت سجاح من بعد العمى:
(1/109)
وحسابة، إذا عددته. وأنشد ابن الاعرابي (1)
: يا جمل أسقاك (2) بلا حسابه * سقيا مليك حسن الربابه * قتلتنى بالدل
والخلابه * أي بلا حساب ولا هنداز. ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر.
والمعدود محسوبٌ وحَسَبٌ أيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ
بمعنى منفوضٍ. ومنه قولهم: ليَكُنْ عملُكَ بِحَسَبِ ذلك، أي على
قَدْرِهِ وعدده. قال الكسائي: ما أدري ما حَسَبُ حديثك، أي ما
قَدْرُهُ، وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر. والحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه
الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حَسَبُهُ دينُهُ، ويقال مالُهُ. والرجل
حسيبٌ، وقد حَسُبَ بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. قال ابن السكيت: الحسب
والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال: والشَرف
والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وحاسبته من المحاسبة واحتسبت عليه كذا،
إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. واحتسبت بكذا أجراً عند الله، والاسم
الحِسْبة بالكسر وهي الأجر
_________
(1) لمنظور بن مرثد الاسدي.
(2) قوله " أسقاك " صوابه أسقيت، والربابة بالكسر: القيام على الشئ
بإصلاحه وتربيته. اه مرتضى.
(1/110)
والجمع الحِسب. وفلان محتسِب البلد، ولا
تقل مُحْسِب. واحتَسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات وهو كبير،
فإن مات صغيراً قيل افترطه. ويقال أيضاً إنه لَحَسنُ الحِسبة في الأمر،
إذا كان حَسَنَ التدبير له. والحِسبة أيضاً من الحساب مثل القعدة
والركبة والجلسة. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حمامتها *
وأسرعت حسبة في ذلك العدد وأحسبنى الشئ، أي كفانى. وأحسبتُهُ
وحَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أي أعطيته ما يرضيه. قال الشاعر (1) :
ونُقْفي وَليدَ الحيِّ إن كان جائعاً * ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع
أي نعطيه حتى يقول حَسْبي. وحِسْبُكَ دِرْهمٌ أي كفاك، وهو اسم. وشئ
حساب، أي كافٍ. ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً) ، أي كافياً. وتقول:
أعطى فأحْسَبَ، أي أكْثَرَ. وهذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، وهو مدح
للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أي كافٍ لك من
غيره، يستوي فيه الواحد والجمع
_________
(1) هي امرأة من بنى قشير. وقبله: أكلنا الشوى حتى إذا لم نجد شوى *
أشرنا إلى خيراتها بالاصابع
(1/110)
والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة:
هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في
حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن
تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو
حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني
زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله
منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ
حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ
والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل
شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة
أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال
نهيك الفزارى (1) : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران (2) أو لثويت غير
محسب
_________
(1) صوابه نهيكة الفرازى. وقبله، يخاطب عامر ابن الطفيل: يا عام لو
قدرت عليك رماحنا * والراقصات إلى منى فالغبغب
(2) في اللسان: مران. وفى المقاييس " ثائر حران ".
(1/111)
أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن.
وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ
هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد (1) لا أغامره يقول:
تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من
الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا (2)
، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس (3) :
أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول:
كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح،
مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه،
بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه
_________
(1) في نوادر أبى زيد " صاحب لا أناظره ". وبعده: فقلت له فاها لفيك
فإنها * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره
(2) الذى في اللسان " أحسب البعير إحسابا ".
(3) هو امرؤ القيس بن مالك الحميرى. وبعده: مرسعة بين أرساغه * به عسم
يبتغى أرنبا
(1/111)
مكسورا فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو
علم يعلم، إلا أربعة أحرف جاءت نوارد، قالوا: حسب يحسب ويحسب، وبئس
يبأس ويبئس، ويئس ييأس وييئس، ونعم ينعم وينعم، فإنها جاءت من السالم
بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر نحو:
ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، وورى
الزند يرى، وولى يلى.
[حشب] الحوشب: موصل الوظيف في رُسْغ
الدابة. وقال الأصمعي: الحَوْشَبُ: عُظَيْمٌ صغير كالسُّلامى في طرف
الوظيف بين رأس الوظيف ومُسْتَقَرِّ الحافر يدخل في الجُبَّةِ. وأنشد
للعجاج: في رسغ لا يتشكى الحَوْشَبا * مَسْتَبْطِناً مع الصَميمِ
عَصَبا والحوشب: المنتفخ الجنبين. قال الشاعر (1) : وتجر مجرية لها *
لحمى إلى أجر حواشب
[حصب] الحصباء: الحصى. وأرض
حَصِبَةٌ ومَحْصَبَةٌ بالفتح: ذاتُ حصباء. وحَصَّبْتُ المسجد تحصيباً،
إذا فرشتَه بها. والمحصب: موضع الجمار بمنى.
_________
(1) الاعلم الهذلى.
(1/112)
وحصبت الرجل أَحْصِبُهُ بالكسر، أي رميته
بالحصباء. وحَصَبَ في الأرض: ذهبَ فيها. والحاصب: الريح الشديدة التي
تُثير الحصباء. وكذلك الحَصِبَةُ. قال لبيد: جَرَّتْ عليها أَنْ خَوَتْ
من أَهْلِها * أذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَهْ وأحصب الفرسُ: أثار
الحصباءَ في عَدْوِهِ، والحَصْبَةُ: بَثْرٌ يخرج بالجسد، وقد يحرك (1)
. تقول منه: حَصِبَ جِلْدُهُ بالكسر يَحْصَبُ. والحَصَبُ: ما يُحْصَبُ
به في النار، أي يُرْمى. قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: (حَصَبُ
جَهَنَّمَ) : كُلُّ ما ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويحصب بالكسر:
حى من اليمن، وإذا نسبت قلت: يحصبى فتفتح الصاد مثل تغلب وتغلبي.
[حضب] الحِضْبُ بالكسر: صوت
القَوسِ، والجمع أخضاب. والحضب أيضا: الذكر من الحيات. قال أبو سعيد:
هو بالضاد معجمة، وأنشد لرؤبة:
وقد تطويت انطواء الحضب (2) * والحضب لغة في الحصب. ومنه قرأ ابن
_________
(1) بسكون الصاد وفتحها وكسرها.
(2) وبعده:
بين قتاد ردهة وشقب:
(1/112)
عباس: (حَضَبُ جَهَنَّم) . قال الفراء:
يريد الحصب. قال: وذكر لنا أن الحضب في لغة أهل اليمن الحطب. قال: وكل
ما هيجت به النار وأوقدتها به فهو حضب. والمحضب: المسعر. قال الاعشى:
فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً * لتجعل قومك شتى شعوبا
[حطب] الحَطَبُ معروف، تقول منه:
حَطَبْتُ واحتطبتُ، إذا جمعته. ويقال لمن يتكلم بالغت والسمين: حاطب
لَيْلٍ، لأنّه لا يبصر ما يجمع في حَبْلِهِ. وحطَبني فلان، إذا أتاك
بالحَطب. قال الراجز (1) : خَبٌّ جَروزٌ وإذا جاع بَكى * لا حَطَبَ
القومَ ولا القومَ سَقى والحَطَّابَةُ: الذين يحتطبون. وأحطب الكَرْمُ:
حان أن يُقْطَعَ منه الحطبُ. وناقة مُحاطِبَةٌ: تأكل الشوكَ اليابس.
ومكانٌ حطيبٌ: كثير الحطب. والحَطِبُ: الرجل الشديد الهُزالِ. والأحطب
مثله. وقولهم: " صفقة لم يشهدها حاطب " هو حاطب بن أبى بلتعة، وكان
حازما.
_________
(1) هو الشماخ.
(1/113)
[حظب]
حَظَبَ حُظوباً: سَمِنَ. يقال: " اعْلُلْ تَحْظُبْ "، أي اشرب مَرَّةً
بعد مرة تسمن. الاصمعي: الحنظب والحنظب (1) : الذكر من الجراد. وقال
الخليل: الحناظب الخنافس، الواحد حنظب وحنظباء. قال الطماحى (2) يصف
كلبا أسود: أعددت للذئب وليل الحارس * مصدرا أتلع مثل الفارس يستقبل
الريح بأنف خانس * في مثل جلد الحنظباء اليابس وقال حسان بن ثابت:
وأُمُّكَ سوداءُ نُوبِيَّةٌ * كأنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ *
والحُنْظوبُ: المرأة الضخمة الرديئة.
[حظرب] حظرب قوسه، إذا شد توتيرها.
والمُحَظْرَبُ: الشديد الفَتْلِ، يقال رجل مُحَظْرَبٌ إذا كان شديد
الخَلْق مَفْتولَهُ. قال الشاعر (3) : وكائِنْ تَرى مِنْ يَلْمَعيٍّ
مُحَظْرَبٍ * وليس له عند العزائم جول
_________
(1) الاول بضم الظاء والثانى بفتحها، والحاء على كل مضمومة.
(2) هو زياد.
(3) هو طرفة.
(1/113)
يقول: هو مُشَدَّدٌ (1) حديد اللسان حديد
النظر، فإذا نَزَلَتْ به الأمورُ وجدت غيره مِمَّنْ ليس له نظره وحدته
أقوم بها منه.
[حقب] الحُقْبُ بالضم: ثمانون سنة،
ويقال أكثر من ذلك، والجمع حقاب، مثل قف وقفاف. والحقبة بالكسر: واحدة
الحقب وهى السِنونَ. والحُقُبُ: الدهر. والأحقاب: الدهور، ومنه قوله
تعالى: (أوَ أَمْضِيَ حُقُباً) . والحَقَبُ بالتحريك: حَبْلٌ يُشَدُّ
به الرجل إلى بطن البعير مما يلي ثيلَهُ كي لا يجتذبَه التصدير. تقول
منه: أَحْقَبْتُ البعيرَ. وحَقِبَ البعيرُ بالكسر إذا أصاب حَقَبُهُ
ثيلَهُ فاحتبس بَوْلُهُ. ويقال أيضاً: حَقِبَ العامُ، إذا احتبس
مطرُهُ. والأحقب: حمار الوحش، سُمِّيَ بذلك لبياضٍ في حَقْوَيْهِ،
والانثى حقباء. وقال الراجز (2) :
كأنها حقباء بلقاء الزلق (3) * ويقال للقارة (4) الطويلة في السماء:
حقباء. والحقاب أيضا: جبل معروف. قال الراجز
_________
(1) في اللسان " مسدد " بالسين المهملة.
(2) هو رؤبة.
(3) بعده:
أوجادر الليتين مطوى الحنق * الزلق: عجيزتها حيث تزلق منه. والجادر:
حمار الوحش والجدر: أثر الكدم بعنقه. والحنق: الضمر.
(4) هي الرابية.
(1/114)
يصف كلبة طلبت وعلا مسنا في هذا الجبل (1)
: قد ضمها والبدن الحقاب جدى لكل عامل ثواب الرأس والاكوع والاهاب
والحقيبة: واحدة الحقائب. واحتقبه واستحقبه بمعنىً، أي احتمله. ومنه
قيل: احتقب فلانٌ الإثمَ، كأنه جمعه. واحتقبه من خلفه. والمحقب:
المردف.
[حلب] الحَلَبُ بالتحريك: اللبن
المحلوب. والحَلَبُ أيضاً: مصدر حَلَبَ الناقة يَحْلُبُها حلباً،
واحتلبها، فهو حالِبٌ وقوم حلبة. وفى المثل " شتى تؤوب الحلبة ". ولا
تقل الحلمة، لانهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب
ناقته وحلائبه، ثم يؤوب الاول فالاول منهم. والحلوب: ما يحلب. وقال كعب
بن سعدٍ الغَنَويِّ يرثي رجلاً: يَبيتُ النَدى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ *
إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلوبُ وكذلك الحلوبة، وإنما جاء بالهاء
لانك تريد
_________
(1) أول الرجز:
قد قلت لما جدت العقاب * وضمها الخ. ورواية الجوهرى: قد ضمها، والواو
أصح. قاله ابن برى. والبدن: الوعل المسن. والعقاب: اسم كلبة. أي جدى في
لحاق هذا الوعل لتأكلى الرأس الخ. اه مرتضى.
(1/114)
الشئ الذى يحلب، أي الشئ الذى اتخذوه
ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل. وكذلك القول في الركوبه والقتوبة
وأشباهها. واستحلب اللبن: استدره. والحليب: اللبن المحلوب. وحلبت
الرجل: أي حلبت له، تقول منه: احْلُبْني، أي اكْفِني الحَلَبَ،
وأَحْلِبْني بقطع الألف، أي أَعِنِّي على الحَلَبِ. وأَحْلَبْتُ
الرجلَ، إذا جعلت له ما يحلُبُهُ. وأحلبَ الرجلُ: إذا نتجت إبله إناثا،
وأجلب الرجل بالجيم، إذا نتجت إبله ذكورا، لانه تجلب أولادها فتباع.
والاحلابة: أن تَحْلُبَ لأهلك وأنت في المرعى تبعث به إليهم. تقول منه:
أحلبت أهلى. والمحلب: الناصر. قال الشاعر (1) : أشار بهم لمع الاصم
فأقبلوا * عرانين لا يأتيه للنصر محلب (2) وحالبت الرجلَ، إذا
نَصَرْتَهُ وعاونته. وهم يَحْلِبونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّبون من كل
أَوْبٍ. والمِحْلَبُ بالكسر: الإناء يُحْلَبُ فيه. وحَبُّ المَحْلَبُ
بالفتح: دواءٌ من الأفاويهِ، وموضعه المحلبية (3) .
_________
(1) بشر بن أبى خازم، وفى المخطوطة: هو أوس.
(2) بوزن محسن، أي معين من غير قومه، فإن كان المعين من قومه لم يكن
محلبا. اه مرتضى.
(3) بلد قرب الموصل.
(1/115)
وناقة حلبانة، أي ذات لبن. قال الراجز:
حلبانة ركبانة صفوف (1) * تجمع (2) بين وبر وصوف * والحالبان: عرقان
مكتنفان للسرة. وتَحَلَّبَ العرقُ وانحلب، أي سال. الكسائي: إذا خرج من
ضرع العنز شئ من اللبن قبل أن ينزو عليها التيس قيل: هي عنز تحلبة.
وقال أبو زيد: يقال عناق تحلبة وتحلبة وتحلبة (3) للتى تحلب قبل أن
تحمل. والحَلْبَةُ بالتسكين: خيل تجمع للسباق من كل أَوْبٍ، لا تخرج من
إصطبل واحد، كما يقال للقوم إذا جاءوا من كلِّ أوب للنصرة: قد أحلبوا.
وحلب: مدينة بالشأم. والحلب أيضاً من الجِبايَةِ: ما لا تكون وظيفة
معلومة. وحلاب بالتشديد: اسم فرس لبنى تغلب. والحلبة: حب معروف.
والحُلَّبُ: نَبْتٌ تعتاده الظباء، يقال تيس حلب (4) ، وتيس ذو حلب.
قال النابغة (5) يصف فرسا:
_________
(1) أول الرجز:
أكرم لنا بناقة ألوف
(2) في اللسان: " تخلط بين ".
(3) بتثليث أوله مع ثالثه، وتحلبة، وتحلبة.
(4) بضم الحاء وتشديد اللام.
(5) النابغة الجعدى.
(1/115)
بعارى النواهق صلت الجبي * ن يستن كالتيس
ذى الحلب قال الأصمعي: هي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ في خُضْرَةٍ، تنبسط
على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قطع منها شئ. وسقاء حلبى: دبغ بالحلب.
وقال الراجز (1) :
دلو تمأى دبغت بالحلب (2) * والحلبلاب، بالكسر: النبت الذى تسميه
العامَّة اللَبْلابُ، ويقال هو الحلب الذى تعتاده الظباء. وأسود حلبوب،
أي حالك.
[حنب] الاصمعي: النحنيب في الفرس:
انحناءٌ وتوتيرٌ في الصُلب واليدين، فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب
بالجيم. قال طرفة: وكرى إذا نادى المضاف مجنبا * كَسيدِ (3) الغَضى
نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ وقال أبو عبيد: المُحَنَّبُ: البعيد ما بين
الرِجْلَيْنِ من غير فَحَجٍ، وهو مدحٌ. وتَحنَّب فلان، أي تقوس وانحنى.
_________
(1) وبعده:
أو بأعالى السلم المذاب
(2) تمأى أي تتسع.
(3) ويروى:
كسيد الغضا في الردمة المتورد:
(1/116)
[حوب]
الحوبُ، بالضم: الإثم، والحابُ مثله. ويقال: حبت بكذا أي أثِمْتَ، تحوب
حَوْباً (1) وحَوْبَةً وحِيَابَةً. قال النابغة: صبرا بغيض بن ريث إنها
رحم * حبتم بها فأناختكم بجعجاع وفلان أَعَقُّ وأحوبُ. وإن لي حَوْبَةً
أعولُها، أي ضَعَفَةً وعيالاً. ابن السكيت: لي في بني فلان حُوبَةٌ،
وبعضهم يقوله حِيبَةً فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها. وهي كل حُرْمَةٍ
تضيع من أمٍّ أو أختٍ أو بنتٍ أو غير ذلك من كل ذات رَحِمٍ. قال: وهي
في موضعٍ آخَرَ الهَمُّ والحاجَةُ. وأنشد للفرزدق: فهَبْ لي خُنَيْساً
واتَّخِذْ فيه مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أمٍّ ما يَسوغُ شَرابُها وقال أبو
كَبير في الحِيبَةِ: ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي * رَعِشَ
العِظامِ (2) أَطيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ (3) ويقال: ألحق الله به
الحَوْبَةَ، أي المَسْكَنَةَ والحاجة. وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبَةٌ، أي
ليس عنده
_________
(1) حاب حوبا وحوبا وحابا.
(2) في اللسان: " رعش البنان ".
(3) وقبله: ولرب من طأطأته في حفرة * من كل مقتبل الشباب محبر
(1/116)
خير ولا شرٌّ. وفي نوادر أبي زيد: الحُوبة:
الرجل الضعيف، والجمع الحُوَبُ. والحَوباء: النفْس، والجمع
الحَوْباواتُ. وحَوْبُ: زَجْرٌ للإبل، فيه ثلاث لغات حَوْبُ وحَوْبَ
وحَوْبِ (1) . تقول منه حوَّبْتُ بالإِبل. وفلان يتحوَّبُ من كذا، أي
يتأثَّم. والتحوُّبُ أيضاً: التوجُّعُ والتحزُّنُ. قال طُفَيلٌ (2) .
فذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ * من الغَيظِ في أكبادِنا
والتَحَوُّبِ ويقال لابن آوى: هو يَتَحَوَّبُ، لأنَّ صوته كذلك، كأنه
يتضور. والحوأب مهموز (3) : ماء من مياه العرب على طريق البصرة. قال
الراجز: ما هي إلا شربة بالحوأب فصعدى من بعدها أو صوبي
فصل الخاء
[خبب] الخَبُّ والخِبُّ: الرجل
الخدَّاع الجربز.
_________
(1) بتثليث الباء.
(2) الغنوى.
(3) قال ابن برى: حقه أن يذكر في حأب اه. كما فعل القاموس، أي لان
واوه زائدة ككوكب على الاصح. والمؤلف جار على القول بأنها أصلية
والهمزة زائدة. ومن معاني الحوأب في اللغة القدح الضخم، كما في حاشية
القاموس.
(1/117)
تقول منه: خببت يا رجل تَخَبُّ خِبَّاً،
مثال عَلِمْت ُتعلم علماً. وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ، أي خدعه.
والخُبَّةُ والخَبَّةُ والخِبَّةُ: طريقةٌ من رملٍ أو سَحابٍ، أو
خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبيبَةُ مثله، يقال ثوب خَبائِبُ، أي
مُتَقَطِّعٌ، مثل هَبائِبَ. واخْتَبَّ من ثوبه خُبَّةً، أي أَخْرَجَ.
والخَبيبَةُ أيضاً: صوفُ الثَنيِّ (1) . قال ابن السكيت: هو أفضل من
العَقيقَةِ - وهي صوفُ الجَذَعِ - وأبقى وأَكْثَرُ. والخبيبة من اللحم:
الشَريحة. والخَبَبُ: ضرب من العَدْوِ. تقول: خَبَّ الفرسُ يَخُبُّ
بالضم خبَّاً وخَبَبَاً وخَبيباً، إذا راوح بين يديه ورجليه (2) .
وأخَبَّهُ صاحِبُهُ، يقال جاءوا مُخِبِّينَ. ويقال أيضاً: خَبَّ
النباتُ، إذا طال وارتفع. وخَبَّ البحر، إذا اضطرب. يقال أصابهم خَبٌّ
إذا خَبَّ بهم البحرُ. قال الفراء: الخابُّ: واحد الخَوابِّ، وهي
القرابات والصِهْرُ، يقال: لي من فلان خواب. وخبخبوا عنكم من الظهيرة،
أي أبردوا،
_________
(1) قال في القاموس: وغلط الجوهرى، وإنما الصوف بالجيم والنون. قال في
اللسان: الخبيبة صوف مثنى مثل الجنيبة. فثبت بهذا أنهما لغتان صحيحتان.
(2) أي قام على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة.
(1/117)
وأصله خببوا بثلاث باءات، أبدلوا من الباء
الوسطى خاء للفرق بين فعللل وفعل، وإنما زادوا الخاء بين سائر الحروف
لان في الكلمة خاء. وهذه علة جميع ما يشبههه من الكلمات. والخبخبة:
رخاوه الشئ واضطرابه. وخبيب: اسم رجل، وهو خبيب بن عبد الله بن الزبير،
وكان عبد الله يكنى بأبى خبيب. قال الراعى: ما إن أتيت أبا خبيب وافدا
(1) * يوما أريد لبيعتي تبديلا والخبيبان: عبد الله بن الزبير وابنه،
ويقال هو وأخوه مصعب. قال حميد الارقط:
قدنى من نصر الخبيبين قدى (2) * فمن روى " الخبيبين " على الجمع يريد
ثلاثتهم وقال ابن السكيت: يريد أبا خبيب ومن كان على رأيه.
[خثعب] الخنثعبة (3) من النوق:
الغزيرة اللبن.
[خدب] خَدَبَهُ بالسيف، أي ضربه.
والخدب:
_________
(1) وفى جمهرة أشعار العرب:
ما زرت آل أبى خبيب طائعا
(2) بعده:
ليس الامام بالشحيح الملحد
(3) هي بتثليث الخاء.
(1/118)
شق الجلد مع اللحم. وخَدَبَتِ الحَيَّةُ،
أي عَضَّتْ. وفي لِسانِهِ خَدَبٌ، أي طولٌ. وقد خَدَبَ، أي كذب.
والخَدَبُ: الهَوَجُ، رجلٌ أخدب ومتخدِّبٌ، والمرأة خدباء. يقال: كان
بِنعَامَةَ خَدَبٌ (1) ، وهو المُدْرِكُ الثأرِ، أي كان أَهْوَجَ.
وطعنةٌ خدباءُ، إذا هَجَمَتْ على الجَوْفِ. والخدباء: الدرع اللينة.
وأنشد الأصمعي (2) :
خَدْباءُ يَحْفِزها نِجادُ مُهَنَّدٍ (3) * أبو زيد: يقال أَقْبِلْ على
خَيْدَبَتِكَ، أي على أمرك الأول. وحكى الشيباني: الخَيْدَبُ: الطريق
الواضح. قال الشاعر: يعدو الجَوادُ بها في خَلِّ خَيْدَبَةٍ * كما
يُشَقُّ إلى هدابه السرق ورجل خدب، مثال هجف، أي ضخم. وجارية خدبة.
[خرب] الخُرْبُ بالضم: مُنْقَطَعُ
الجمهور من الرمل. والخُرْبُ أيضاً: ثَقْبُ الوَرِكِ. والخُرْبَةُ
مثله، وكذلك الخُرابَةُ، وقد يشدّد. والخُرْبَةُ أيضاً: عُرْوَةُ
المَزادَةِ. وكلُّ ثَقْبٍ مستدير فهو خربة.
_________
(1) نعامة: لقب بيهس.
(2) لكعب بن مالك الانصاري.
(3) عجزه:
صافى الحديدة صارم ذى رونق:
(1/118)
والمخروب: المشقوق، ومنه قيل رجل أخْرَبُ
للمشقوق الأذن، وكذلك إذا كان مثقوب الاذن. فإذا انخرم بعد الثَقْبِ
فهو أخْرَم. والخراب: ضدّ العِمارة. وقد خَرِبَ الموضع بالكسر فهو
خَرِبٌ. ودارٌ خَرِبَةٌ، وأخربها صاحبُها. وخَرَّبوا بيوتهم، شُدِّدَ
لِفُشُوِّ الفعل أو للمبالغة. والخارب: اللصّ. قال الأصمعي: هو سارق
البُعْرانِ خاصة، والجمع الخُرَّابُ. تقول منه خرب فلان بإبل فلان يخرب
خرابة، مثل كتب يكتب كتابة. والخَرَبُ: ذكر الحُبارى، والجمع
الخِرْبانُ. والخروب أيضا: مصدر الاخرب، وهو الذي فيه شَقٌّ أو ثَقْبٌ
مستدير. والخَرُّوبُ بالتشديد: نبت معروف. والخُرْنوبُ لغة، ولا تقل
الخَرْنوبَ بالفتح.
[خرعب] جارية خرعوبة وخرعبة، أي
دقيقة العظام ناعمة. والغُصْنُ الخُرعوب: المتثنِّي. وقال امرؤ القيس:
بَرَهْرَهَةٌ رَأْدَةٌ (1) رَخْصَةٌ * كَخُرْعوبَةِ البانَةِ
المُنْفَطِرْ وجمل خُرْعوبٌ، أي طويل في حُسْنِ خلق.
_________
(1) يروى: " رودة " كما في ديوانه.
(1/119)
[خزب]
خَزِبَتِ الناقة بالكسر تَخْزَبُ خَزَباً، إذا وَرِمَ ضَرْعُها وضاقت
أحاليلها، وكذلك الشاة. يقال لحم خَزِبٌ، إذا كان رَخْصاً. وكلُّ لحمة
رخصة خزبة. والخزلبة: القطع السريع.
[خشب] جمع الخَشَبة خَشَبٌ وخُشُبٌ
وخشب وخشبان. وخشبت الشئ بالشئ: خلطته به. قال الاعشى يصف فرسا:
لا مقرف ولا مخشوب (1) * والخشيب: السيف الذى بُدِئَ طبعُهُ. والخشيب
أيضاً: الصَقيلُ، وهو من الاضداد. قال الاحمر: قال لى أعرابي: قلت
لصيقل: هل فرغت من سيفى؟ قال: نعم إلا أنى لم أخشبه. قال: والخشب أن
يضع عليه سنانا عريضا أملس
_________
(1) البيت بتمامه: قافل جرشع تراه كتيس ال * ربل لا مقرف ولا مخشوب
قال ابن برى: أورد الجوهرى عجز هذا البيت " لا مقرف ولا مخشوب " يعنى
بالرفع - قال: وصوابه: لامقرف ولا مخشوب، بالخفض. وبعده: تلك خيلى منه
وتلك رِكابي * هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كالزَبيبِ
(1/119)
فيدلكه به، فإن كان فيه شعث أو شقوق أو حدب
ذهب واملس. وقول صخر:
ومُرْهِفٌ أُخْلِصَتْ خَشيبَتُهُ (1) * أي طبيعته. والخشيب: السهم حين
يُبْرى البَرْيَ الأولَ. وجمل خشيب، أي غليظ. ابن السكيت: خشبت الشعر،
إذا قلته كما يجئ لم تتنوق فيه (2) . والاخشب: الجبل الخشن العظيم. قال
الشاعر:
تَحْسَبُ فوقَ الشَوْلِ منه أَخْشَبا * والاخشبان: جبلا مكة. وفى
الحديث: " لا تزول مكة حتى يزول أخشباها ". وجَبهة خشباء، أي كريهة
يابسة، وأكمة خشباء. قال رؤبة:
بكلِّ خَشْباءَ وكلِّ سَفْحِ * وظليم خَشِبٌ، أي خَشِنٌ. وقد اخشوشب أي
صار خَشِباً، وهو الخَشِنُ. وقال أبو عبيد: كل شئ غليظ خشنٍ فهو أخشب
وخَشِبٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " اخشوشبوا (3) " قال: هو
الغِلَظُ وابتذالُ النفس
_________
(1) عجزه:
أبيض مهو في متنه ربد
(2) يقال تنوق في الامر وتأنق، أي أعمل فكره فيه وجوده.
(3) ويروى " اخشوشنوا ".
(1/120)
في العمل والاحتفاء في المشي ليغلُظَ
الجسدُ. وتَخَشَّبَتِ الإبلُ، إذا أكلت اليبيسَ من المرعى. ورجل قِشْبٌ
خِشْبٌ (1) ، إذا كان لا خير فيه. وخِشْبٌ إتباعٌ له. وبنو رزام بن
مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب. قال جرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا *
عدلت بهم طهية والخشابا
[خصب] الخِصْبُ، بالكسر: نقيض
الجَدْبِ. يقال بلدٌ خِصْبٌ وبلدٌ أخصابٌ، كما قالوا بلد سبسب وبلد
سباسب، ورمح أقصاد، وبرمة أعشار، وثوب أسمال وأخلاق، فيكون الواحد يراد
به الجمع، كأنهم جعلوه أجزاءَ. وقد أخصبَتِ الأرضُ، ومكانٌ مخصِبٌ
وخَصيبٌ. وأخصبَ القوم، أي صاروا إلى الخصب. وأخصب جناب القوم، وهو ما
حولهم. وفلانٌ خصيب الجَناب، أي خصيب الناحية. والخِصابُ: النخل الكثير
الحمل، الواحدة خَصْبَةٌ بالفتح. وقال الأعشى (2) :
_________
(1) كذا ضبط في القاموس بالعبارة، وضبط في اللسان ضبط قلم بفتح الحرف
الاول وكسر الثاني.
(2) نسبه في اللسان لبشر بن أبى خازم خطأ. وهو في ديوان الاعشى ص 92 من
قصيدة مطلعها: ألا قل لتيا قبل مرتها اسلمي * تحية مشتاق إليها مسلم
(1/120)
كأنَّ على أَنْسائِها عِذْقَ خَصْبَةٍ *
تَدَلَّى من الكافورِ غَيْرَ مكمَّمِ (1)
[خضب] الخِضابُ: ما يُخْتَضَبُ به.
وقد خضبت الشئ أخضبه خضبا. واختضب بالحِنَّاءِ ونحوه. وكَفٌّ خضيبٌ.
والكف الخضيب: نجم. والخضبة مثال الهمزة: المرأة الكثيرة الاختضاب،
وبَنانٌ خضيبٌ: مُخَضَّبٌ، شُدِّدَ للمبالغة. والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ.
وخضَب النخلُ، إذا اخضَرَّ. والخاضب: الظليم الذي أكلَ الربيعَ
واحمَرَّ ظُنْبوباهُ أو اصفرا. قال أبو دواد: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ
فوجئ بالرعب ولا يقال ذلك إلا للظليم، دون النعامة.
[خطب] الخطب: سبب الامر. تقول: ما
خَطْبُكَ. وخَطبت على المنبر خُطْبَةً بالضم. وخاطبه بالكلام مُخاطَبةً
وخِطاباً. وخَطَبْتُ المرأة خِطْبَةً بالكسر، واختطب أيضاً فيهما.
والخطيبُ: الخاطبُ. والخِطِّيبي: الخِطْبَةُ. قال عديّ بن زيد يذكر قصة
جذيمة الابرش لِخِطْبةِ الزَبَّاء: لِخِطِّيبي التي غَدَرَتْ وَخانَتْ
* وهُنَّ ذواتُ غائِلَةٍ لُحينا
_________
(1) أي غير مستور.
(1/121)
والخِطْبُ: الرجل الذي يَخْطُبُ المرأة.
ويقال أيضاً هي خِطْبُهُ وخُطْبَتُهُ للتي يَخْطِبُها. وخَطُبَ بالضم
خَطابَةً بالفتح: صار خطيبا. وكان يقال لام خارجة " خطب "، فتقول " نكح
"، و " خطب " فتقول " نكح (1) " وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها.
واختطب القوم فلاناً، إذا دعوه إلى تزويج صاحِبَتِهِمْ. والأخطب:
الشِقِرَّاقُ، ويقال الصُرَدُ. وينشد: ولا أَنْثَني من طِيرَةٍ عن
مَرِيرَةٍ * إذا الأَخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صَرْصَرا والأخطب:
الحمار تعلوه خُضْرَةٌ. قال الفراء: الخَطْباءُ: الأَتانُ التي لها خطٌ
أسودُ على مَتْنِها، والذَكَرُ أَخْطَبُ. وناقة خطباء: بينة الخطب. قال
الزفيان (2) : وصاحبى ذات هباب دمشق خطباء ورقاء السراة عوهق أبو زيد:
أَخْطَبَكَ الصيدُ، أي أمكنك ودَنا
_________
(1) التكرار إشارة إلى أن الاولى بكسر الخاء والنون والثانية بضمهما.
وفهم المترجم - يعنى مترجم القاموس - أنه كرر إشارة إلى أن البادى تارة
يكون الخاطب والمجيب المرأة: أي أو وليها، وتارة بالعكس اه. لكنه
ينافيه قول المصنف في المرتين " فتقول " بالتاء. قاله نصر.
(2) في المطبوعة الاولى " الرقيات " وفى حواشيها " لعله عبيد الله بن
قيس الرقيات ". وهو تحريف، صوابه من اللسان. والزفيان: راجز مشهور.
(1/121)
منك. وأَخْطَبَ الحَنْظَلُ، إذا صار
خُطْباناً، وهو أن يَصْفَرَّ وتصير فيه خطوط خضر. والخطابية من
الرافضة، ينسبون إلى أبى الخطاب وكان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من
خالفهم بالزور.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان،
تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ "
إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر
ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم (1) من
قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة
خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت:
رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:
وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ (2) * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا
غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق
_________
(1) في اللسان: " فما بالقلب ".
(2) صدره:
ملكتم فلما أن ملكتم خلبتم * وفى اللسان: " وشر الملوك ".
(1/122)
خلب (1) . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي
لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير
الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ
كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ (2) والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب
وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ.
والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب
أيضا: الليف. وقال:
كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار.
وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ
للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ
الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته،
_________
(1) بضم الخاء وفتح اللام مشددة.
(2) في اللسان: وأورد الجوهرى هذا البيت " وغيث " برفع الثاء، قال ابن
برى: والصواب خفضها، لان قبله: وكائن رأينا من ملوك وسوقة * وصاحبت من
وفد كرام وموكب
(1/122)
إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ
"، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال
ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز (1) يصف النوق: وخلطت كل
دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
[خنب] خنبت رجله بالكسر، أي وهنت،
وأخنبتها أنا. قال ابن أحمر: أبى الذى أخنب رجل ابن الصعق إذ كانت
الخيل كعلباء العنق والخناب: الطويل من الرجال. وهذا مما جاء على أصله
شاذا، لان كل ما كان على فعال من الاسماء أبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء،
مثل دينار وقيراط، كراهية أن يلتبس بالمصادر، إلا أن يكون بالهاء فيخرج
عن أصله، مثل دنابة وصنارة ودنامة وخنابة، لانه الآن قد أمن التباسه
بالمصادر. والخنابتان: ما عن يمين الأنف وشماله، بينهما الوَتَرَةُ.
قال الراجز: أكوي ذَوي الأضْغان كَيًّا مُنْضِجا * منهم وذا
الخِنَّابَةِ العَفَنْججا ويقال الخنأبة بالهمز.
_________
(1) رؤبة.
(1/123)
[خوب]
الخَوْبَةُ: الأرض التي لم تُمْطِرْ بين أرضين ممطورتين. يقال: نزلنا
بِخَوْبَةٍ من الأرض، أي بموضعِ سَوءٍ لا رِعْيَ بها. وقال أبو عمرو:
إذا قلت أصابَتنا خَوْبَةٌ، بالخاء المعجمة، فمعناه المجاعة، وإذا قلت
أصابتنا حَوبة، بالحاء غير معجمة، فمعناه الحاجة.
[خيب] خاب الرجل خَيبةً، إذا لم ينل
ما يَطلُب. وخَيِّبْتُهُ أنا تخييباً. وفي المثل: " الهَيْبَةُ
خَيْبَةٌ ". ويقال: خَيْبَةٌ لزيد وخَيْبَةً لزيد، فالنصب على إضمار
فعلٍ، والرفع على الابتداء. الكسائي: يقال وقعوا في وادى تخيب على
تفعل، بضم التاء والفاء وكسر العين، غير مصروف، معناه الباطل.
فصل الدال
[دأب] دأب فلان في عمله، أي جدَّ
وتعِب، دأباً (1) ودُؤوباً، فهو دائب (2) . قال الراجز: راحت كما راح
أبو رِئالِ قاهي الفؤادِ دائب (2) الاجفال * وأدأبته أنا. والدائبان:
الليلُ والنهارُ. والدّأْبُ: العادةُ والشّأْنُ، وقد يحرك. قال الفراء:
_________
(1) بالفتح والتحريك.
(2) في اللسان: " دئب ". ونبه على ما في الصحاح أنه " دائب ".
(1/123)
أصله من دَأَبْتُ، إلاّ أن العرب حولت
معناه إلى الشأن.
[دبب] دبَّ على الأرض يَدِبُّ
دبييا. وكل ماش على الارض دابَّةٌ ودبيبٌ. والدابة: التي تُرْكَبُ.
ودابَّةُ الأرض: أحد أَشراطِ الساعةِ. وقولهم " أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ
ودَرَجَ " أي أكذب الأحياء والأموات. ودَبَّ الشيخ، أي مشى مشياً
رويداً. وأدببت الصبى، أي حملته على الدبيب. ويقال: ما بالدار دُبِّيٌّ
ودبى، أي أحد. قال الكسائي: هو من دببت، أي ليس فيها من يدب. وكذلك ما
بها دعوى ودورى وطوري لا يتكلم بها إلا في الجحد. ودبب الوجه: زغبه.
والدب من السباع، والانثى دُبَّةٌ. وأرضٌ مَدَبَّةٌ، أي ذات دِبَبَةٍ.
ومَدِبُّ السيل ومَدَبُّهُ: موضع جَرْيِهِ. يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ
السيلِ، ومَدَبِّهِ ومَدِبِّ النمل وَمَدّبِّهِ، فالاسم مكسور والمصدر
مفتوح. وكذلك المفعل من كل ما كان على فعل يفعل (1) .
_________
(1) الصواب أن كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين
أو مكسورها فإن المفعل منه فيه تفصيل، يفتح للمصدر ويكسر للزمان
والمكان إلا ما شذ. اه محشى القاموس.
(1/124)
والدبة التي للدَهْنِ. والدَبَّةُ أيضاً:
الكثيبُ من الرمل. ودببت دبة خفية، بالكسر. والدبة بالضم: الطريق. قال
الشاعر: طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل يقال:
دعني ودُبَّتي، أي دعني وطريقتي وسَجِيَّتي. وناقةٌ دَبوبٌ: لا تكاد
تمشي من كثرة لحمها، إنما تَدِبُّ. وتقول: فَعَلْتُ كذا من شُبَّ إلى
دُبَّ، وإن شئت نَوَّنْتَ، أي من الشباب إلى أن دببت على العصا.
والدبدبة: ضرب من الصوت. وأنشد أبو مَهْدي: عاثور شَرٍّ أَيَّما عاثورِ
* دَبْدَبَةَ الخيلِ على الجسور
[درب] الدُرْبَةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ
على الحَرْبِ وكُلِّ أمرٍ. وقد دَرِبَ بالشئ ودردب به، إذا اعتاده
وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً. قال
الشاعر (1) : وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ * وفي الصِدق
مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ
_________
(1) هو كعب بن زهير.
(1/124)
وفى المثل:
دردب لما عضه الثقاف * أي خضع وذَلَّ. والثِقَافُ: خَشَبَةٌ تسوى بها
الرماح. وهو فعلل. ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ
ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها.
ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضريته. والدرب معروفٌ، وأصله
المَضيق في الجبل. ومنه قولهم: أَدْرَبَ القومُ، إذا دخلوا أرض
العَدُوِّ من بلاد الروم.
[دعب] الدُعابة: المِزاح، وقد
دَعَبَ فهو دَعَّابٌ لَعَّاب. والمداعبة: الممازحة. والدعبوب: الطريق
الموطأ. والدعبوب: الضعيف.
[دلب] الدُّلْب: شجرٌ، الواحدة
دُلْبَةٌ. وأرض مدلبة. ذات دلب. والدولاب (1) : واحد الدواليب، فارسي
معرب.
[دنب] الفراء: الدنابة بتشديد
النون: القصير، وكذلك الدنبة مقصور منه.
_________
(1) هو على شكل الناعورة يستقى به الماء.
(1/125)
فصل الذال
[ذأب] الذئب يهمز ولا يهمز، وأصله
الهمزُ، والأنثى ذئبةٌ، وجمع القليل أَذْؤُبٌ، والكثير ذئابٌ
وذُؤْبانٌ. وذُؤْبانُ العرب أيضاً: صعاليكها الذين يتلصصون. وأرضٌ
مَذْأَبَةٌ، أي ذاتُ ذِئابٍ. أبو عمرو: الذِئْبانُ: الشَعَرُ على
عُنُقِ البعير ومِشْفَرِهِ. وقال الفراء: الذِئْبانُ بقية الوبَر. قال:
وهو واحدٌ. والذئبةُ: فُرْجَةُ ما بين دَفَّتَي السَّرْجِ والرَحْلِ،
تحت ملتقى الحنوين، وهو يقع على المِنْسَج. وذَأَبَهُ، أي طرده
وحَقَرَهُ. وذَأَبْتُ الإبلَ ذَأْباً: سُقْتُها. وأَذْأَبَ الرجل:
فَزِعَ. قال الشاعر (1) :
فسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وأَذْأَبا * أبو زيد: ذَؤُبَ الرجل بالضم
يَذْؤُبُ ذآبَةً: صار كالذئب خُبْثاً ودهاءً. وذُئِبَ الرجلُ على
فُعِلَ، فهو مَذْؤُوبٌ، أي وقع الذئب في غنمه. وتذأبت الريحُ
وتَذاءَبَتْ بمعنىً، أي اختَلَفَتْ وجاءتْ مرّةً كذا ومرة كذا. قال
الأصمعي: أُخِذَ من فِعْلِ الذئب لانه يأتي كذلك.
_________
(1) هو الدبيرى. وقبله:
إنى إذا ما ليث قوم هربا:
(1/125)
وتذاءبت الناقَةَ، على تفاعلت، أي
ظَأَرْتُها على ولدها، وذلك أن يَلبَس لها لباساً يَتَشبَّهُ بالذئب
ويُهَوِّلُ لها، لتكون أَرْأَمَ عليه. والذُؤابَةُ من الشَعر والجمع
الذوائب، وكان الاصل ذآئب، لان الالف التى في ذؤابة كالالف التى في
رسالة، حقها أن تبدل منها همزة في الجمع، ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف
بين الهمزتين، فأبدلوا من الاولى واوا. والذؤابة أيضا: الجلدة التي
تَعَلَّقُ على آخِرَة الرَّحْلِ. يقال غبيطٌ مُذَأَّبٌ. وغُلامٌ
مُذَأَّبٌ: له ذؤابة. قال لبيد: فكلفتها همى فآبت رذية (1) * طليحا
كألواح الغبيط المذأب
[ذبب] الذَبُّ: المنعُ والدفعُ. وقد
ذَبَبْتُ عنه. وذَبَّبَ، أي أكْثَرَ الذب. يقال طعان غير تذييب. إذا
بُولغ فيه. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا، أي أَتْعَبْنا في السير. ولا ينالون
الماء إلا بقرب مذبب، أي مُسْرِعٍ، قال الشاعر (2) : مُذَبِّبَةً
أَضَرَّ بها بُكوري * وتَهْجيري إذا اليَعْفورُ قالا وجاءنا راكبٌ
مُذَبِّبٌ، وهو العجل المنفرد. وظمء مذبب، أي طويل يسار إلى الماءِ من
بُعْدِ فيُعجَّلُ بالسَيْرِ.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " فآبت رزية "، محرفة.
(2) ذو الرمة.
(1/126)
والذباب معروف، الواحدة ذبابة ولا تقل
ذبانة، وجمع القلة أذبة والكثير ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان. قال
النابغة:
ضرابة بالمشفر الاذبه * أبو عبيد: أرض مذبة: ذات ذباب. وبعير مذبوب،
إذا أصابه الذباب، قاله في باب أمراض الابل. وقال الفراء: أرض مذبوبة
كما يقال موحوشة من الوحش. والمِذَبَّةُ: ما يُذَبُّ به الذُبابُ.
وذُبابَ أسنانِ الإبل: حّدُّها. قال الشاعر (1) : وتسمعُ للذُبابِ إذا
تَغَنَّى * كَتَغْريدِ الحَمامِ على الغُصونِ وذُبابُ السيفِ: طَرَفُهُ
الذي يُضْرَبُ به. وذُبابُ العينِ: إنْسانُها. والذُبابَةُ: البقية من
الدَيْنِ ونحوه. قال الراجز:
أَوْ يَقْضيَ اللهُ ذُباباتِ الدَيْن * وذبَّبَ النهارُ، إذا لم يبقَ
منه إلا بقيَّةٌ. وقال:
وانْجابَ النهار فذببا * والتذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق
في الهواء. والذبذب: الذَكَرُ. وفي الحديث: " مَنْ وُقيَ شَرَّ
ذَبْذَبِهِ ". والذَباذبُ أيضاً: أشياء تعلق
_________
(1) المثقب العبدى.
(1/126)
في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين.
قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى،
وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع
واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ
الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من
العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ
اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
[ذرب] الذَرِبُ: الحادُّ من كل شئ.
وقال الراجز:
دبت عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ (1) * أي حديداتُ اللسْعِ. ولِسانٌ
ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ. وسيفٌ ذَرِبٌ. وامرأةٌ ذَرِبَةٌ:
صخابة، وذربة أيضا، مثال قربة. قال الراجز (2) :
إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذرب (3)
_________
(1) وقبله:
كأنها من بدن وإيقار
(2) هو أعشى بنى مازن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو زوجته في
أبيات منها: يا سيد الناس وديان العرب * إليك أشكو الخ
(3) وبعده:
أخلفت العهد ولطت بالذنب:
(1/127)
وذربت معدته تذرب ذربا: فَسَدَتْ. قال أبو
زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ
وحِدَّتِهِ. وأنشد: أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي * ثقيلٌ
مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني والجمع أذرابٌ. وقال الشاعر (1) : ولقد
طَوَيْتُكُمُ على بللاتكم (2) * وعرفت ما فيكم من الأَذْرابِ وذَرِبَ
الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ. ومنه الذَرَبَيَّا (3) على فعليا، وهي
الداهية. قال الكميت: رَمانيَ (4) بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ *
وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ
مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك: بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِلٍ *
وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ وكذلك المذروب. قال الشاعر: لقد
كان ابْنُ جَعْدَةَ أَرْيَحيَّا * عَلى الأَعداءِ مذروب السنان
[ذعلب] الذِعْلِبُ والذِعْلِبَةُ:
الناقةُ السريعةُ والتذعلب: الانطلاق في استخفاء.
_________
(1) حضرمى بن عامر الاسدي.
(2) أي على ما فيكم من أذى وعداوة.
(3) بفتح الاولين وشد التحتية وهى الداهية.
(4) في جمهرة أشعار العرب: " رمتني ".
(1/127)
واذ لعب الجمل إذ لعبابا: انطلق، وذلك من
النَجاءِ والسُرْعَةِ. قال الأغلب العِجْليّ:
ماضٍ أَمامَ الرَكْبِ مُذْلَعِبّ * والذّعاليبُ: قِطَعُ الخِرَق. وقال
الشاعر (1) :
مُنْسَرِحاً عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ (2) * وقال أبو عمرو: وأطرافُ
الثيابِ يقال لها الذَعاليبُ، واحدها ذُعْلوبٌ. وأنشدَ لجرير: وقد أكون
على الحاجاتِ ذا لَبَثٍ * وأَحْوَذِيَّاً إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ
[ذنب] الذَنَبُ: واحدُ الأذنابِ.
والذُنابى: ذَنَبُ الطائر، وهي أكثر من الذَنَبِ. وذَنَبُ الفرس
والبعير وذُناباهُما، وذَنَبٌ أكثَرُ من ذُنابى فيهما. وفي جناح الطائر
أَرْبَعُ ذُنابى بعد الخوافي. والذُنابى: الأتباعُ. الفراء: الذُنابى
(3) شبه المخاط يقع من أنوف الإبل. والذِنابُ بكسر الذال: عقب كل شئ.
وذنابة الوادي أيضاً: الموضع الذي ينتهي إليه سَيْلُهُ وكذلك ذَنَبُهُ،
وذُنابتَهُ أكثرُ من ذنبه. والمذنب: المغرفة. وقال (4) :
_________
(1) رؤبة.
(2) وقبله:
كأنه إذ راح مسلوس الشمق
(3) الصواب " الذنانى " بنونين كما في المزهر.
(4) أبو ذئيب.
(1/128)
وسود من الصيدان فيها مَذانِبٌ (1) نُضَارٌ
إذا لم نستفدها نعارها والمذنب أيضاً: مَسيلُ ماءٍ في الحضيض والتَلعة
في السنَد، وكذلك الذِنابَةُ والذُنابَةُ بالضم. والذَانِبُ: التابعُ.
قال الكِلابي:
وجاءَتِ الخَيْلُ جَميعاً تَذْنِبُه * والمُستذنب: الذي يكون عند أذناب
الإبل. وقال:
مِثْل الأجير (2) استَذْنَبَ الرواحلا * والذنائب: موضع. قال الشاعر
(3) : فإن يك بالذنائب طال ليلى * فقد أبكى على الليل القصير والتذنوب:
البسر الذى قد بَدَأ فيه الإرطابُ من قِبَلِ ذَنَبِهِ. وقد ذَنَّبْتُ
البُسْرَةُ فهي مُذَنَّبَةٌ. وتَذَنَّبَ المُعْتَمُّ، أي ذَنَّبَ
عِمامَتَه، وذلك إذا أَفْضَلَ منها شيئاً فأرخاه كالذَنَبِ. والذَنوبُ:
الفرسُ الطويلُ الذَنَبِ. والذَنوبُ: النَصيبُ. والذَنوبُ: لحم أسفل
_________
(1) في اللسان: " مذانب النضار " بالاضافة.
(2) قال الصاغانى في التكملة: هو تصحيف، والرواية " شل الاجير ". ويروى
" شد " بالدال. والشل: الطرد. والرجز لرؤبة.
(3) الشعر لمهلهل بن ربيعة. وقبله: أليلتنا بذى حسم أنيرى * إذا أنت
انقضيت فلا تحورى
(1/128)
المتن. والذنوب: الدلو المَلأَى ماءً. وقال
ابن السكيت: فيها ماءٌ قريبٌ من المِلْءِ، تُؤَنَّثُ وتُذَكَّرُ. ولا
يقال لها وهي فارغةٌ ذَنوبُ. والجمع في أدنى العَدَدِ أَذْنِبةٌ،
والكثير ذَنائِبُ، مثل قلوص وقلائص. والذَنْبُ (1) : الجُرْمُ. وقد
أذنبَ الرجل. والذنبان، بالتحريك: نبت.
[ذوب] ذاب الشئ يذوب ذوبا وذوباناً:
نقيضُ جَمَدَ، وأَذابَهُ غَيْرُهُ وذَوَّبَهُ، بمعنىً. وذابت الشمسُ:
اشتدَّ حَرُّها. قال ذو الرمّة: إذا ذابَتِ الشَمْسُ اتَّقَى
صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ والذَوْبُ: ما في
أبياتِ النَحْلِ من العَسَلِ. والإذوابُ والإذْوابَةُ: الزُبْدُ حين
يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْناً. أبو زيد: الإذابةُ:
الإغارةُ، يقال أذاب علينا بنو فلانٍ، أي أغاروا. قال: ومنه قولُ بشرٍ:
فكانوا كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ * أَتَتْرُكُها (2)
مَذْمومَةً أمْ تُذيبُها أي تُنْهِبُها. وقال غيره: تُثَبِّتُها، من
قولهم: ذاب لي عليه من الحقّ كذا، إذا وَجبَ
_________
(1) الذنب: الاثم وجمعه ذنوب وجمع الجمع ذنوبات. وذنبه يذنبه من باب
ضرب ويذنبه من باب نصر: تلاه فلم يفارق أثره، كاستذنبه.
(2) في المفضليات: " أتنزلها ".
(1/129)
عليه وثَبَتَ. وقال الأصمعي: هو من ذاب
نقيض جَمَدَ. وأصل المَثَلِ في الزُبْدِ، يقال: ما يَدري أَيُخْثَرُ أم
يُذيبُ، أي لا يدري أيتركها خاثِرَةً أمْ يُذيبُها، وذلك إذا خاف أن
يَفْسُدَ الإذْوابُ. ابن السكيت: الذابُ: العيبُ مثل الذامِ، والذَيْمِ
والذانِ.
[ذهب] الذهب معروف، وربما أُنِّثَ،
والقطعة منه ذَهَبَةٌ، ويجمع على الا ذهاب والذهوب. والذهب أيضا: مكيال
لأهل اليمن معروفٌ، والجمع أذهابٌ، وجمع الجمع أذاهب، عن أبى عبيد.
وذهب الرجل بالكسر، إذا رأى ذَهَباً في المعدن فبرق بصره من عظمه في
عينه. قال الراجز: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره
شذرة واد ورأيت الزهره والمذاهب: سيور تموه بالذهب. وكل شئ موه بالذهب
فهو مُذْهَبُ، والفاعل مُذْهِبٌ: والإذهابُ والتذهيبُ واحدٌ، وهو
التمويهُ بالذهب. ويقال كميت مذهب، للذى تعلو حمرته صفرة، فإذا اشتدت
حمرته ولم تعله صفرة فهو المدمى.
(1/129)
والذَهابُ: المرورُ، يقال: ذهب فلانٌ
ذَهاباً وذُهوباً، وأَذْهَبَهُ غيره (1) . وذهب فلان مذهباً حسناً.
وقولهم به مذهب يعنون به الوسوسة في الماء وكثرة استعماله في الوضوء.
والذِهْبَةُ بالكسر: المَطْرَةُ، والجمع الذِهاب. قال البَعيثُ: وَذي
أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ تَشوفُهُ * ذِهابُ الصَبا والمُعْصِراتُ
الدَوالِحُ
فصل الراء
[رأب] رَأَبْتُ الإناء: شَعَبْتُهُ
وأصلحتُه. ومنه قولهم: اللَّهم ارْأَبْ بينهم " أي أصْلِحْ. قال كعب
بنُ زُهير (2) : طَعَنَّا طَعْنَةً حمْراَء فيهم * حَرامٌ رَأْبُها
حتّى المَماتِ والرُؤْبَةُ: قِطعة من الخشب يُشْعِبُ بها الاناء،
والجمع رئاب. ومنه سمى رؤبة ابن العجاج بن رؤبة. قال أميّة يصف السماء:
سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رئاب أي
صدوع. ورئاب: اسم رجل.
_________
(1) قال بعض أئمة اللغة والصرف: إن عدى الذهاب بالباء فمعناه الا ذهاب،
أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بإلى فالتوجه. اه محشى.
وبقى التعدية بفى.
(2) قال الصاغانى في التكملة: ليس لكعب على قافية التاء شئ، وإنما هو
لكعب بن حارث المرادى.
(1/130)
[ربب]
رب كل شئ: مالكه. والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال
في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن
حِلِّزَةَ: وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ * مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ
بَلاءُ والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى. وقال
سبحانه: (كونوا رَبَّانِيِّينَ) : ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي
كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان "
لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من
هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده
يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ.
والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر (1) : ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل
(2) * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ (3)
_________
(1) هو سلامة بن جندل.
(2) ولا سغل بالغين المعجمة، وهو المضطرب الاعضاء وفى المطبوعة الاولى
" سفل " محرفة. ويروى " صقل " بالقاف ويروى: " صغل " بالصاد والغين
المعجمة. عن العينى ص 198 من المخطوطة.
(3) القفى: ما يؤثر به الضيف والصبى.
(1/130)
وقال آخر (1) : من درة بيضاء صافِيَةٍ (2)
* مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها
الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى
بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم
والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاة ربى
بينة الرباب، وأعنز رباب. قال الاموى: هي ربى ما بينها وبين شهرين. قال
أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن جميعا، وربما جاء
في الابل إيضا. قال الاصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:
حنين أم البو في ربابها * والراب: زوج الام. والرابة: امرأة الأب.
وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ، والأنثى
رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي
يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت:
يقال افعل ذلك الامر بربانه،
_________
(1) هو حسان بن ثابت. وقبله: ولانت أحسن إذ برزت لنا * يوم الخروج
بساحة القصر
(2) في ديوانه: " من درة أغلى الملوك بها ".
(1/131)
مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ
وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر: وإنما العيشُ
بِربانِهِ * وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ وأخذت الشئ بربانه، أي
أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. عن الاصمعي. والرب: الطلاء الخاثر،
والجمع الربوب والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي
جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر (1) : فإن كنتِ مني أو تريدين
صُحْبَتي * فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ أراد بالأَدَمِ
النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ:
الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ
بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ
مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة،
يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ،
_________
(1) هو عمرو بن شأس يخاطب امرأته وكانت تؤذى ولده عرارا، بالكسر.
وقبله: وإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ * فإنِّي أحبُّ الجون ذا المنكب
العمم يقول لزوجته: كونى لولدي كسمن رب أديمه، إى طلى برب التمر.
(1/131)
وتدخل عليه " ما " لِيُمْكِنَ أن
يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) ، وقد
تدخل عليه الهاء فيقال ربه رجلا قد ضربت، فلما أضفته إلى الهاء وهى
مجهولة نصبت رجلا على التمييز. وهذه الهاء على لفظ واحد، وإن وليها
المؤنث والاثنان والجمع، فهى موحدة على كل حال. وحكى الكوفيون ربه رجلا
قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال إنه
كناية عن مجهول، ومن لم يوحد قال إنه رد كلام، كأنه قيل له مالك جوار
فقال: ربهن جوار قد ملكت. قال ابن السراج: النحويون كالمجمعين على أن
رب جواب. والربة بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الربب. قال ذو
الرمة يصف الثَور الوحشيّ: أَمْسى بِوَهبينَ مجتازا لمرتعه * من ذى
الفوارس تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير،
ويقال العَذْبُ. قال الراجز:
والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ * وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي
مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ.
ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي
لَزمَتْهُ وأقامت به،
(1/132)
فهى إبل مراب. وأربت الناقةُ، أي لَزِمَتِ
الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي
دامت. والارباب: الدنو من الشئ. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم
الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: (وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ
معه ربيون كثير) . والربرب: القطيع من بقر الوحش. والرباب بكسر الراء:
خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، وهم ضبة، وثور، وعكل، وتيم، وعدى.
وإنما سموا بذلك لانهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه. وقال
الاصمعي: سموا به لانهم ترببوا، أي تجمعوا. والنسبة إليهم ربى بالضم،
لان الواحد منهم ربة، لانك إذا نسبت الشئ إلى الجمع رددته إلى الواحد،
كما تقول في المساجد مسجدي، إلا أن تكون سميت به رجلا، فلا ترده إلى
الواحد، كما يقال في أنمار: أنمارى، وفى كلاب: كلابي. والربابة أيضا،
بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما
سَمَّوا جماعَة السهام ربابة. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وآتنه: فكأنهن
ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع
(1/132)
والربابة أيضا: العهد والميثاقُ. قال
الشاعر علقمة بن عبدة: وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي * وقبلك
رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ (1) ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ:
أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب: كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ *
عَقْدُ الجوار وكانوا معشرا غدرا (2) والرباب، بالفتح: سحاب أبيض،
ويقال: إنه السحاب الذى تراه كأنه دون السحاب، قد يكون أبيض وقد يكون
أسود، الواحدة ربابة. وبه سميت المرأة الرباب.
[رتب] الرُتْبَةُ: المَنْزِلَةُ،
وكذلك المَرْتَبَةُ. قال الأصمعي: المرتَبةُ: المَرْقَبَةُ، وهي أعلى
الجبلِ. وقال الخليل: المراتب في الجبل والصحارى، وهي الأعلامُ التي
تُرَتَّبُ فيها العيونُ والرُقباءُ. وتقول: رتبت الشئ ترتيبا. ورتب
الشئ يرتب رتوبا، إى ثبت، يقال: رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبُ، أي انتصب
انتِصابَه. وأَمْرٌ راتِب، أي ثابت، وأمر
_________
(1) في اللسان: " ويروى ربوب " يعنى بفتح الراء.
(2) بهز، وزان قهر: حى من سليم.
(1/133)
ترتب، على تُفْعَلٍ بضم التاء وفتح العين
(1) ، أي ثابتٌ. قال الشاعر (2) :
وكان لنا فضل على الناس ترتب (3) * والرَتَبُ: الشِدة. قال ذو الرمة
يصف الثَور الوحشيّ: تَقَيَّظَ الرَمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَتَهُ (4) *
تَرَوُّحُ البَرْد ما في عَيْشِهِ رَتَبُ يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ
ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والرَتَبُ: ما بين السَبَّابَةِ والوُسْطَى،
وقد يُسَكَّنُ. والرَتَبُ أيضاً: ما أَشْرَفَ من الأرض، كالبَرْزَخِ.
يقال رَتَبَةٌ ورتب، كقولك درجة ودرج.
[رجب] رَجِبْتُهُ بالكسر، أي
هِبْتُهُ وعَظَّمْتُهُ، فهو مَرْجوبٌ. ومنه سُمِّيَ رَجَبٌ، لأنهم
كانوا يعظِّمونه في الجاهلية ولا يستحِلّونَ فيه القِتالَ. وإنما قيل
رَجَبُ مُضَرَ لأنّهم كانوا أشدَّ تعظيماً له. والجمع أرْجابٌ. وإذا
ضَمُّوا إليه شَعبان قالوا: رجبان.
_________
(1) وهو أيضا التراب لثباته وطول بقائه، والعبد السوء. ويقال أيضا بضم
التاء والعين فيهما جميعا.
(2) هو زيادة بن زيد العذري.
(3) صدره:
ملكنا ولم نملك وقدنا ولم نقد
(4) هي النبات يكون في أدبار القيظ.
(1/133)
والترجيب: التعظيم. وإن فلاناً
لَمُرَجَّبٌ. ومنه ترجيبُ العَتيرَةِ، وهو ذَبْحُها في رَجَبٍ. يقال:
هذه أيامُ ترجيبٍ وتَعْتارٍ. والترجيب أيضاً: أن تُدْعَمَ الشَجَرةُ
إذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تنكسر أغصانها. قال الحُبابُ بن المنذر: "
أنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ (1) ". وربَّما بُنيَ لها جِدارٌ تعتمد
عليه لضعفها. والاسم الرجبة والجمع رجب، مثل ركبة وركب. والرجبية من
النخل: منسوبة إليه. قال الشاعر (2) : وليست بسنهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ *
ولكن عَرايا في السنينِ الجوائح (3) والرجبة أيضا: بِناءٌ يُبْنَى يصاد
به الذئب وغيره، يوضع فيه لحمٌ ويُشَدُّ بخيط، فإذا جذبَه سقط عليه
الرُجْبَةُ. والراجبَةُ في الإِصْبَعِ: واحدة الرواجب، وهي مَفاصِلُ
الأصابع اللاتي تَلي الأنامِلَ (4) ، ثم البَراجِمُ ثم الأشاجِعُ
اللاتي يَلينَ الكَفَّ. قال الأصمعي: الأرجابُ: الأمعاءُ، ولم يعرف
_________
(1) قاله يوم السقيفة بعد وفاة الرسول وقبل دفنه، كما هو مبسوط في
السير.
(2) هو سويد بن الصامت.
(3) قبله: أدين وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم الجلاد
القراوح
(4) وقع في المطبوعة بعده " واحدها رجب ورجب " وهو كلام مقحم.
(1/134)
واحِدُها. قال أبو سهل: قال ابن حمدويه
واحدها رِجْبٌ بكسر الراء وسكون الجيم، وقال غيره (1) واحدها رجب
بفتحهما.
[رحب] الرُحْبُ بالضم: السَعَةُ.
تقول منه: فُلانٌ رُحْبُ الصَدْرِ. والرَحْبُ، بالفتح: الواسِعُ، تقول
منه بلدٌ رَحْبٌ وأرضٌ رَحْبَةٌ، وقد رَحُبَتْ بالضم تَرْحُبُ رُحْباً
ورَحابَةً. وقولهم: مرحباً وأهلاً، أي أَتَيْتَ سَعَةٌ وأَتَيْتَ أهلاً
فاستأنِسْ ولا تستوحِشْ. وقد رَحَّبَ به ترحيباً، إذا قال له مرحَباً.
وقول الشاعر (2) : وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ * خَلالَتُهُ كَأَبي
مَرْحَبِ يعني به الظِلَّ. وقِدْرٌ رُحابٌ، أي واسعةٌ. والرُحْبي (3) :
أَعْرَضُ الأضلاعِ. وإنما يكون الناحز في الرُحبَيَين وهما مَرجِع
المرفقين. وهو أيضاً سِمَة في جنب البعير. والرَحيبُ: الأكولُ. وفلان
رحيبُ الصَدرِ، أي واسعُ الصدرِ. ورحائبُ التُخومِ: سَعَةُ أقطارِ
الأرضِ. ورَحُبَتِ الدارُ وأَرْحَبَتْ بمعنىً، أي اتَّسَعَتْ. قال
الخليل: قال نصر بن سيار: " أرحبكم الدخول
_________
(1) هو كراع، كما في اللسان.
(2) هو النابغة الجعدى، كما في اللسان.
(3) قوله الرحبى كحبلى، وتثنيته رحبيان.
(1/134)
في طاعة الكرماني " أي أوسعكم. قال: وهى
شاذة، ولم يجئ في الصحيح فعل بضم العين متعديا غيره. وأما المعتل فقد
اختلفوا فيه. قال الكسائي: أصل قلته قولته. وقال سيبويه: لا يجوز ذلك
لانه يتعدى. وليس كذلك طلته، ألا ترى أنك تقول طويل. وأرحبت الشئ:
وسعته. قال الحجاج حين قتل ابن القِرِّيَّة: " أَرْحِبْ يا غُلامُ
جُرْحَهُ ". ويقال أيضاً في زجر الفرس: أرحب وأرحبى، أي توسعى وتباعدي.
قال الشاعر (1) :
نعلمها هبى وهلا وأرحب * ورحبة المسجد، بالتحريك: ساحَتُهُ، والجمع
رَحَبٌ ورَحَباتٌ ورحاب. وبنو رحب أيضا: بطن من همدان. وأرحب: قبيلة من
همدان. قال الكميت: يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيه بكيل
وأرحب وتنسب إليها الارحبيات من الابل.
[ردب] الإرْدِبُّ: مكيالٌ (2) ضخم
لأهل مصر. قال الاخطل:
_________
(1) هو الكميت بن معروف. وعجزه. * وفى أبياتنا ولنا افتلينا
(2) قال ابن برى: ليس بصحيح، لان الاردب لا يكال به وإنما يكال
بالويبة.
(1/135)
والخبز كالعنبر الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ *
والقَمْحُ سبعونَ إردبَّا بدينارِ (1) والإرْدَبَّةُ: القِرْميدُ، وهو
الآجُرُّ الكبير.
[رزب] المِرْزابُ: لُغَةٌ في
الميزاب، وليست بالفصيحة أبو زيد: المَرازيبُ السُفُن الطوال، الواحدة
مِرْزابٌ. والإرْزَبُّ: القصير، وهو ملحق بجرذحل. وركب إرزب، أي ضخم.
قال رؤبة:
كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرْزَب * والإرْزَبَّةُ: التي يكسر بها
المَدَرُ، فإن قلتها بالميم خَفَّفْتَ فقلت المِرْزَبَة. وأنشد الفراء:
ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَة العودَ النَخِر * وأما المَرازِبَةُ من الفُرْسِ
فمُعَرَّبٌ (2) ، الواحد مَرْزُبانٌ بضم الزاي، ومنه قولهم للأسد: "
مَرْزُبانُ الزَأْرَةِ ". قال أوسٌ في صفة أسد: لَيْثٌ عليه من
البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ * كالمَرْزُبانيِّ عَيَّالٌ بأوصالِ ورواه
المفضل:
كالمزبرانى عيار بأوصال
_________
(1) قبله: قوم إذا استنبح الاضياف كلبهم * قالوا لامهم بولي على النار
وهذا أهجى بيت قالته العرب.
(2) ومن سجعات الاساس: " أعوذ بالله من المرازبة، وما بأيديهم من
المرازبة ".
(1/135)
ذهب إلى زبرة الاسد، فقال له الاصمعي: يا
عجباه الشئ يشبه بنفسه؟ ! وإنما هو المرزبانى. وتقول: فلان على مرزبة
كذا، وله مرزبة كذا، كما تقول: له دهقنة كذا.
[رسب] رسب (1) الشئ في الماء
رُسوباً: سَفَلَ فيه. ورَسَبَتْ عيناه: غارَتا. وسيفٌ رَسوبٌ، أي ماضٍ
في الضريبة. وبنو راسب: حى من العرب.
[رضب] الرُضابُ: الريقُ. والراضِبُ:
ضَرْبٌ من السِدْر. والراضب: السَحُّ من المطر (2) وقال يصف ضبعا في
مغارة:
فأدركها فيها قطار وراضب (3)
[رطب] الرَطْبُ، بالفتح: خلاف
اليابس. تقول رطب الشئ رطوبة فهو رَطْبٌ ورطيبٌ. ورَطَّبْتُهُ أنا
ترطيباً. وغُصنٌ رطيبٌ، وريشٌ رطيبٌ، أي ناعم. والمرطوبُ: صاحبُ
الرطوبةِ. والرُطْبُ، بالضم ساكنة الطاء: الكلا. ومنه قول ذى الرمة:
_________
(1) رسب من باب دخل.
(2) حذيفة بن أنس.
(3) صدره:
خناعة ضبع دمجت في مغارة:
(1/136)
حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها
الماء والرطب وهو مثل عسر وعسر. والرطبة، بالفتح: القضب (1) خاصة مادام
رَطْباً، والجمع رِطابٌ. تقول منه: رطبت الفرس رطبا ورطوبا. عن أبى
عبيد. والرطب من التمر معروف، الواحدة رُطَبَةٌ، وجمع الرُطَبِ أرطابٌ
ورِطابٌ أيضاً، مثل ربع ورباع، وجمع الرُطَبَةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ.
وأَرْطَبَ البُسْرُ: صار رُطْباً. وأرطب النخلُ: صار ما عليه رُطَباً.
ورَطَّبْتُ القومَ ترطيباً إذا أطعمتَهم الرُطَبَ. وأرض مرطبة: كثيرة
الكلا.
[رعب] الرُعْبُ: الخوف. تقول منه:
رَعَبْتُهُ فهو مرعوبٌ، إذا أفزعته، ولا تقل أرعبته. والترعابة: الفزوق
(2) . والسَنامُ المُرْعَّبُ: المُقَطَّعُ. والرَعيبُ: الذي يقطرُ
دَسَماً. والتِرْعيبَةُ، بالكسر: القطعة من السَنامِ. ورَعَبْتُ
الحوضَ: ملأتُه. وسيلٌ راعبٌ: يملأ الوادي. قال الشاعر (3) :
_________
(1) هو المسمى في مصر بالبرسيم الحجازى. قاله نصر.
(2) يقال للرجل الفزع. فروق، وفروقه أيضا.
(3) هو مليح بن الحكم الهذلى.
(1/136)
بذى هيدب أيما الربى تحت ودقه * فيروى
وأيما كل وادٍ فَيرْعَب (1) وسَنامٌ رَعيبٌ، أي ممتلئ شحما. والرعبوب:
الضعيف الجبان. والرعبوبة من النساء: الشطبة البيضاء. والراعبي: جنس من
الحمام، والانثى راعبية.
[رغب] رغبت في الشئ، إذا أردتَه،
رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثله. ورغبت عن الشئ، إذا
لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشئ ورغبني فيه، بمعنىً. ورجلٌ
رغبوب (2) من الرَغْبَةِ. والرغيبة: العطاء الكثير، والجمع الرغائب.
قال الشاعر (3) :
وإلى الذي يُعْطي الرغائب فارغب (4)
_________
(1) في لسان العرب: رعب فعل لازم ومتعد، تقول رعب الوادي فهو راعب إذا
امتلا بالماء، ورعب السيل الوادي إذا ملاه، مثل قولهم نقص الشئ ونقصه.
فمن رواه يرعب بالفتح فمعناه يمتلئ، ومن رواه فيرعب بالضم فمعناه
فيملا. وقد روى بنصب كل على أن يكون مفعولا مقدما ليرعب، أي أما كل واد
فيرعب. وفى يروى ضمير السحاب أو المطر المعبر عنه بذى هيدب. اه مرتضى.
يقول نصر: أيما لغة في أما، كما في باب الميم من القاموس.
(2) ليست في القاموس واللسان. والذى في اللسان " رغبوت ".
(3) هو النمر بن تولب.
(4) قبله: لا تغضبن على امرئ في ماله * وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
(1/137)
والرغيب: الواسع الجوف، يقال حوضٌ رَغيبٌ
وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ.
يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد:
الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا
من مطر كثير. وقد رغبت رغبا.
[رقب] الرقيبُ: الحافظُ. والرقيبُ:
المُنْتَظِرُ. تقول رقبت الشئ أرقبه رقوبا، ورِقْبَةً ورِقْباناً
بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ. والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب (1) .
ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ،
إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ
عِشاءً غابت الثُرَيَّا (2) . والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر.
والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيب.
(1/137)
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى * وإلى الذى
يعطى الرغائب فارغب (1) وذلك في الميسر.
(2) وأنشد الفراء: أحقا عباد الله أن لست لاقيا * بثينة أو يلقى الثريا
رقيبها وإنما قيل للعيوق رقيب الثريا تشبيها برقيب الميسر.
(1/137)
وراقب الله في أمره، أي خافه. والترَقُّبُ:
الانتظار، وكذلك الارتقاب. وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته
إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي
فهي لي. والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما
يرقب موت صاحبه. والرقبة: مؤخرا أصل العنق، والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ
ورِقابٌ. ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة،
ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس. والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود،
لانهم حمر. وذو الرقيبة: لقب مالك القشيرى، لانه كان أو قص، وهو الذى
أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة. والرقبة: المملوك. والرَقوبُ: المرأة التي
لا يعيش لها ولد. وقال (1) :
كأنها شيخة رقوب (2) * وكذلك الرجل. قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا
مِثْلَ أُمِّنا * ولا كأَبينا عاشَ وهو رقوب
_________
(1) هو عبيد بن الابرص.
(2) صدره:
باتت على إرم عذوبا:
(1/138)
والرقوب: المرأة التى تَرْقُبُ موتَ زوجها
لِتَرِثّهُ. والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ،
وذلك لِكَرَمها. والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه
ورقبته. والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رحلهم إذا
غابوا.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ
بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير
خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على
حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ.
قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما
فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ،
والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم.
والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة.
والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ.
والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من
لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب.
(1/138)
وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على
الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا
حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة
رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند
العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ (1) ، أي تصلح
للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ:
جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل
وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب:
إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ
ورُكُباتٌ (2) ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في
بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف.
والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم
من الاخرى.
_________
(1) وركباة أيضا.
(2) أي بسكون الكاف وضمها وفتحها، والراء مضمومة فيهن. ويقال لكل شيئين
يتكافآن: هما كركبتى العنز، وذلك أنهما يقعان معا على الارض إذا ربضت.
اه مرتضى.
(1/139)
وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه
بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة.
قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا
يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا
ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ:
رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً:
الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ
مَنْصِبهِ في قومه.
[رنب] الأرنب: واحدة الأرانب.
وكِسَاءٌ مُؤَرْنَبٌ: خُلِطَ غَزْلُه بوَبَرِ الأرانب. وقالت ليلى
الأخيلية تصف القطاة وفراخها: تدلت على حص الرؤوس كأنَّها * كُراتُ
غُلامٍ من كِساءٍ مؤرنب وهو أحد ما جاء على أصله مثل:
وصاليات ككما يؤثفين (1)
_________
(1) لخطام المجاشعى. وقبله: لم يبق من آى بها يحلين غير خطام ورماد
كنفين وغير ود جاذل أو ودين
(1/139)
وأرض مؤرنبة، بكسر النون: ذات أرانب.
والارنبة: طرف الانف. وقول الشاعر (1) : لها أشارير من لحم تتمره * من
الثعالى ووخز من أرانيها (2) يريد الثعالب والارانب، فلما اضطر واحتاج
إلى الوزن أبدل من الياء حرف اللين.
[رهب] رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ
رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أي خاف. ورجُل رَهَبوتٌ.
يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ " أي لأنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن
تُرْحَمَ. وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أخافَه. والراهب: واحد
رُهبان النصارى، ومصدره الرَهْبَةُ (3) والرَهْبانِيَّةُ.
والتَرَهُّبُ: التَعَبُّدُ. قال الأصمعي: الرَهَبُ: الناقة المهزولة.
والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السهامِ، والجمع رِهابٌ. قال
الشاعر (4) : إنِّي سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ * بيضٌ رهاب ومجنأ
أجد (5)
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى، يشبه ناقته بعقاب.
(2) قبله: كأن رحلى على شغواء حادرة * ظمياء قد بل من طل خوافيها
(3) والرهبنة أيضا.
(4) هو صخر الغى الهذلى.
(5) وبعده: وصارم أخلصت خشيبته * أبيض مهو في متنه ربد
(1/140)
والرهابة، على وزن السحابة: عظم (1) في
الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.
[روب] رُوبَةُ اللَّبَنِ: خَميرة
تُلْقَى فيه من الحامض لِيَروبَ. وفي المثل: " شُبْ شَوْباً لك
رُوبَتُهُ " كما يقال: " احلُبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". ورُوبَةُ الليل
أيضاً: طائفة منه، يقال: هَرِّقْ عَنَّا من رُوبةِ الليلِ. ورُوبَةُ
الفَرَسِ: ماؤُهُ في جِمامِهِ. تقول: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِكَ.
والروبَةُ: الحاجةُ. تقول: فلان لا يقوم بِروبةِ أهلِهِ، أي بما أسندوا
إليه من حوائجهم. قال ابن الأعرابي: رُوبَةُ الرجلِ: عقله. تقول: هو
يحدِّثُني وأنا إذْ ذاك غلام ليست لي رُوبَةٌ. ورابَ اللبنُ يَروبُ
رَوْباً، إذا خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائب. وروبته. وفى المثل: " أهون
مظلوم سقاء مروب (2) "، وأصله السقاء يلف حتى يبلغ أوان المخض. والمروب
(3) : الاناء الذى يروب فيه اللبن. والرائب يكون ما مخض وما لم يمخض.
قال أبو عبيد: إذا خَثُرَ اللبن فهو الرائب، فلا يزال
_________
(1) وفى غيره من الامهات " عظيم " بالتصغير، أي غضروف كأنه طرف لسان
الكلب.
(2) المظلوم: اللبن الذى يظلم فيشرب قبل أن تخرج زبدته. وظلمت السقاء،
إذا سقيت منه قبل إدراكه.
(3) كمنبر.
(1/140)
ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ واسْمُهُ
على حاله، بمنزلة العشراء من الابل، هي الحامل، ثم تضع فهى اسمها.
وأنشد الاصمعي: سقاك أبو ماعز رائبا * ومن لك بالرائب الخاثر يقول:
إنما سقاك الممخوض، ومن لك بالذى لم يمخض ولم ينزع زبده. وراب الرجل
روبا، إذا اختلط عقله ورأيه. ورأيت فلاناً رائباً، أي مختلِطاً خاثراً.
وقومٌ رَوْبى، أي خُثَراءُ الأنفسِ مختلطون، وهم الذين أثخنهم السيرُ
فاستَثْقَلوا نوماً، ويقال شَرِبوا من الرائب فَسَكِروا. قال بشر:
فأمَّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ * فأَلْفاهُمُ القَوْمُ رَوْبى نِياما
واحدهم رَوْبان. وقال الاصمعي: واحدهم رائب، مثل مائق وموقى وهالك
وهلكى.
[ريب] الرَيْبُ: الشَكُّ.
والرَيْبُ: ما رابَكَ من أمر، والاسم الريبةُ بالكسر، وهي التُهمة
والشكُ. ورابَني فلان، إذا رأيتَ منه ما يريبك وتكرهه. وهذيل تقول: أر
ابني فلان. قال الهذلي (1) :
_________
(1) خالدُ بن زُهَير.
(1/141)
يا قوم مالى وأبا ذؤيب (1) * كنت إذا أتوته
من غيب * يشم عطفى ويبز ثوبي * كأننى أربته بريب * وأراب الرجل: صار ذا
رِيبَةٍ، فهو مُريبٌ. وارتاب فيه، أي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ به، إذا
رَأَيْتَ منه ما يُريبُكَ. ورَيْبُ المُنونِ: حوادثُ الدَّهرِ.
والرَيْبُ: الحاجةُ. قال الشاعر (2) : قَضَيْنا من تِهامَةَ كُلِّ
رَيْبٍ * وخَيْبَر ثم أَجْمَمْنا السيوفا
فصل الزاى
[زأب] زأب الرجل وازدأب، إذا حمل ما
يطيق وأسرع المشى. وقال الشاعر:
وازدأب القربة ثم شمرا * وزأب الرجل، إذا شرب شربا شديدا.
[زبب] الزُبُّ: الذَكَرُ. والزُبُّ:
اللحية بلغة اليمن. والزَبَبُ: طول الشَعَرِ وكثرتُهُ. وبعيرٌ أَزَبُّ.
ولا يكاد يكون الأَزَبُّ إلا نفوراً، لأنّه ينبت
_________
(1) يروى: " ما بال أبى ذؤيب ". أما المنصوب فنصب لانه نسق على مكنى
مخفوض، ولم يعد ذكر الجار.
(2) كعب بن مالك.
(1/141)
على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح
نَفَرَ. قال الكميت:
أو يتناسى الأَزَبُّ النُفورا (1) * وعامٌ أَزَبُّ، أي خصيبٌ كثيرُ
النباتِ. والزباء: ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف. والزِبابُ:
جمعُ زَبابَةٍ، وهي فأرةٌ صَمَّاءُ تضرب العربُ بها المثل فتقول: "
أَسْرَقُ من زَبابَةٍ ". ويُشَبَّهُ بها الجاهلُ. قال ابن حِلِّزَةَ:
وَهُمُ زَبابٌ حائِرٌ * لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا وأَزَبَّتِ الشمس،
أي دَنَتْ للغروب. والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول
منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. والزَبيبةُ: قَرْحَةٌ تخرج في
اليد. والزبيبتان: الزَبَدَتانِ في الشِدقين، يقال: تكلم فلان حتى
_________
(1) في اللسان. قال ابن برى: هذا الجزء مغير، والبيت بكماله: بلوناك من
هبوات العجاج * فلم تك فيها الازب النفورا ورأيت في نسخة الشيخ ابن
الصلاح المحدث حاشية بخط أبيه، أن هذا الشعر: رجائي بالعطف عطف الحلوم
* ورجعة حيران إن كان حارا وخوفي بالظن أن لا ائتلا * ف أو يتناسى
الازب النفورا وقال الصغانى: الصواب النفارا.
(1/142)
زبب شدقاه، أي خرج الزَّبَدُ عليهما. ومنه
الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه.
والزبزب: ضرب من السفن.
[زخرب] الزُخْرُبُّ: بالضم وتشديد
الباء: الغليظ. يقال: صار وَلَدُ الناقة زُخْرُبَّاً، إذا غَلُظَ جسمه
واشتدَّ لحمه.
[زرب] الزَرْبُ والزَريبَةُ:
قُتْرَةُ الصائد. وقد انزرب الصائدُ، إذا دخل فيه. قال ذو الرمة:
رذل الثياب خفى النحض منزرب (1) * والزرب والزريبة أيضا: حظيرة للغنم
من خشب. قال ابن السكيت: وبعضهم يقول: زِرْبٌ بالكسر. الكسائي:
زَرَبْتُ للغنم أَزْرُبُ زَرْباً. وقال أبو عمرو: الزَرْبُ: المدخل،
ومنه زَرْبُ الغنم. وزَريبة السَبُعِ: موضعه الذى يكتن فيه.
_________
(1) في جمهرة أشعار العرب:
رث الثياب خفى الشخص * وصدره:
وبالشمائل من جلان مقتنص:
(1/142)
والزرابى: النمارق (1) .
[زرنب] الزَرْنَبُ: ضرب من النبات
طيب الرائحة، وهو فعلل. وقال: يا بأَبي (2) أَنْتِ وفوكِ الأَشْنَبُ *
كأنما ذر عليه الزرنب
[زعب] الزَُعْبَةُ: الدَفْعَةُ من
المال. يقال: زَعَبْتُ له زَعْبَةً من المال وزُعْبَةً، أي دفعت له
قِطْعَةً منه. وزَعَبْتُهُ عنّي زَعْباً، أي دفعته. الاصمعي: ازدعبت
الشئ، إذا حملته. يقال: مر به فازدعبه. وجاءنا سيل يزعب زَعْباً، أي
يتدافع في الوادي. وإذا قلت يرعب بالراء، تعنى يملا الوادي.
والزاعِبِيَّةُ: الرِماحُ. قال الطرِمّاح: وأَجْوِبَةٌ كالزاعِبِيَّةِ
وَخْزُها * يُبادِهُها شَيْخُ العِراقَيْنِ أَمْرَدا ويقال: سنانٌ
زاعِبِيٌّ. فأمَّا قول ابن هَرْمَةَ:
يَكادُ يَهْلِكُ فيها الزاعب الهادى
_________
(1) في المختار: " النمارق الوسائد. وهى مذكورة قبل آية الزرابى فكيف
يكون الزرابى النمارق، وإنما هي الطنافس المخملة والبسط ".
(2) ويروى: " وابأبى ".
(1/143)
فيقال: هو السياح في الارض. واز لعباب
السيل: كثرته وتدافعه. يقال سيل مز لعب، بزيادة اللام.
[زغب] الزَغَبُ: الشُعيرات الصُفْرُ
على ريش الفَرْخِ. والفِراخُ زُغْبٌ. وقد زَغَّبَ الفَرْخُ تزغيباً.
وأزْغَبَ الكَرْمُ وذلك بعد جَرْي الماءِ فيه. وازلغب الشعر، إذا نبت
بعد الحلْق. وازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طلع ريشه، بزيادة اللام.
[زغرب] الزَغْرَبُ: الماءُ الكثيرُ.
قال الكميت: وفي الحَكَمِ بن الصَلْتِ منك مَخيلَةٌ * نَراها وبَحْرٌ
من فِعالِكَ زَغْرَبُ قال الأصمعيّ: الزَغْرَبُ: البول الكثير.
[زقب] زَقَبْتُ الجُرَذَ في
جُحْرِهِ فانْزَقَبَ، أي أدخلته فدخل. وطَريقٌ زقب، أي ضيق. قال أبو
ذؤيب: ومَتْلَفِ مثلِ فَرْقِ الرأس تَخْلِجُهُ * مطارب (1) زقب أميالها
فيح ويروى " زقب " بالضم.
_________
(1) المطارب: طرق ضيقة واحدتها مطربة. والزقب أيضا: الضيقة، فهو توكيد
لفظي بالمرادف. هكذا يظهر.
(1/143)
[زكب]
زَكَبَتِ المرأةُ وَلَدَها: رَمَتْ به عند الولادة. والإناءَ:
مَلأتْهُ. والمرأة: نكحها.
[زيب] ابن السكيت: الازيب، على
أَفْعَلَ: النشاطُ، ويُؤَنَّثُ، يقال: مَرَّ فلانٌ وله أَزْيَبُ
مُنْكَرَةٌ، إذا مَرَّ مَرَّاً سريعاً من النَشاط. والازيب: الدعى. قال
لشاعر (1) : فأعطوه مِنّي النِصْفِ أو أَضْعَفوا له * وما كنتُ قُلاًّ
قبلَ ذلك أَزْيَبا (2) والأَزْيَبُ: العداوةُ، والأَزْيَبُ: النَكْباءُ
التي تجري بين الصَبا والجَنوبِ. قال أبو عمرو في قول الشاعر:
عن ثَبَجِ البَحْرِ يَجيشُ أَزْيَبُهُ (3) *: هو الماء الكثير. أبو
زيد: أخذني من فلان الازيب، وهو الفزع.
_________
(1) الاعشى.
(2) قبله: دعا رهطه حولي فجاءوا لنصره * وناديت حيا بالمسناة غيبا
(3) قبله: أسقاني الله رواء مشربه * ببطن كر حين فاضت حببه الكر:
الحسى. والحببة: جمع حب لخابية الماء.
(1/144)
فصل السين
[سأب] أبو عمرو: سَأَبْتُ الرجلَ
سأبا، إذا خنقته حتى يموت. والسَأْبُ أيضاً: الزِقُّ، والجمع
السُؤُوبُ. والمِسْأَبُ مثله، وهو سِقاءُ العَسَلِ، إلا أن أبا ذؤيب
ترك همزه في قوله يصف مشتار العسل: تأبط خافة فيها مساب * فأصبح يقترى
مسدا بشيق أراد شيقا بمسد فقلب. والشيق: الجبل. وسأبت السقاء: وسعته.
[سبب] السَبُّ: الشَتْمُ، وقد
سَبَّهُ يَسُبُّهُ. وسَبَّهُ أيضاً بمعنى قَطَعَهُ. وقولهم: ما رأيته
منذ سَبَّهُ، أي مُنذ زمنٍ من الدهر، كقولك منذ سنةٍ. ومَضَتْ سَبَّةٌ
من الدهرِ. والسَبَّةُ الاسْتُ: وسَبَّهُ يَسُبُّهُ، إذا طعنه في
السَبَّةِ. وقال (1) : فما كان ذنب بنى مالك * بأن سب منهم غلام فسب
_________
(1) ذو الخرق الطهوى يتعصب لغالب، وبعده: عراقيب كوم طوال الذرى * تخر
بوائكها للركب بأبيض ذى شطب باتر * يقط العظام ويبرى العصب
(1/144)
يعنى معاقرة غالب وسحيم، فقوله سب شتم، وسب
عقر: والتَسابُّ: التشاتم. والتَسابُّ: التقاطُعُ. ورجل مسب بكر الميم:
كثير السباب. ويقال: صار هذا الأمر سُبَّةً عليه، بالضم، أي عاراً
يُسَبُّ به. ورجل سُبَّةٌ، أي يَسُبُّهُ الناس. وسُبَبَةٌ، أي يَسُبُّ
الناسَ. قال أبو عبيد: السِبُّ بالكسر: الكثير السِباب. وسِبُّكَ
أيضاً: الذي يُسابُّكَ قال الشاعر (1) : لا تَسُبَّنَّني فَلَسْتُ
بِسِبِّي * إنَّ سِبِّي من الرجال الكَريمُ والسِبُّ أيضاً: الخِمارُ،
وكذلك العمامة. قال المخبل السعدى: وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون
سب الزبرقان المزعفرا والسب: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب:
تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ * بجرداَء مثلِ الوَكْفِ يَكْبو
غرابها والسبوب: الحبال. قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صَبَّ اللهيفُ لها
السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والسب: شقة كتان
رقيقة. والسبيبة
_________
(1) عبد الرحمن بن حسان.
(1/145)
مثله، والجمع السبوب والسبائب. قال الراجز
(1) : ينير أو يسدى به الخدرنق * سبائبا يجيدها ويصفق وإبل مسببة، أي
خيار، لأنه يُقالُ لها عند الإعجاب بها: قاتَلَها الله! ويقال: بينهم
أُسْبوبَةٌ يَتَسابُّونَ بها. والسبب: الحَبْلُ. والسبب أيضا: كل شئ
يتوصل به إلى غيره. والسَبَبُ اعْتِلاقُ قَرابَةٍ. وأسبابُ السماءِ:
نواحيها في قول الأعشى:
وَرُقِّيتَ أَسبابَ السَماءِ بسُلَّمِ (2) * والله مُسَبِّبُ الاسباب،
ومنه التسبيب. والسبيب: شعر الناصية والعرف والذنب. والسبسب: المفازة.
يقال: بلد سَبْسَبٌ، وَبَلدٌ سَباسِبُ. وقول النابغة: رِقاقُ النِعالِ
طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَيحانِ يومَ السَباسِبِ يعني به
عيدا لهم. والسبابة من الاصابع: التى تلى الابهام.
_________
(1) هو الزفيان السعدى يصف قفرا.
(2) صدره:
لئن كنت في جب ثمانين قامة * وبعده: ليستدرجنك الامر حتى تهره * وتعلم
أنى لست عنك بمحرم (19 - صحاح)
(1/145)
[سحب]
السحابَةٌ: الغَيْمُ، والجمع سحابٌ وسُحُبٌ وسَحائبُ. وسَحَبْتُ ذَيْلي
أَسْحَبُ: جررته فانْجَرَّ. وتَسَحَّبَ عليه، أي أَدَلَّ. والسَحَبُ:
شِدَّةُ الأكلِ والشُرْبِ. ورجل أُسْحوبٌ، أي أكولٌ شَروبٌ. وسحبان:
اسم رجل من وائل، كان لسنا بليغا، يضرب به المثل في البيان.
[سخب] السِخابُ: قلادةٌ تُتَّخَذُ
من سُكٍّ وغيره. ليس فيها من الجوهر شئ، والجمع سخب.
[سرب] السارب: الذاهب على وجهه في
الأرض. قال الشاعر (1) : أَنّى سَرَبْتِ وكنتِ غيرَ سَروب * وتُقَرِّبُ
الأحلامُ غيرَ قريبِ وسَرَبَ الفحلُ يَسْرُبُ سُروباً، إذا توجه
للرَعْي. قال الاخنس التغلبي: وكل أناس قاربوا قيد فحلهم * ونحن خلعنا
قيده فهو سارب ومنه قول تعالى: (وَمَنْ هو مُسْتَخْفٍ باللَيلِ وسارِبٌ
بالنهارِ) ، أي ظاهرٌ. والسَّرْبُ، بالفتح: الإبل وما رَعى من المال،
_________
(1) قيس بن الخطيم.
(1/146)
ومنه قولهم: " اذهب فلا أَنْدَهُ سَرْبَكَ
"، أي لا أَرُدُّ إِبِلِك، تذهبُ حيث شاءَتْ، أي لا حاجة لي فيك.
وكانوا في الجاهلية يقولون في الطلاق: " اذْهَبي فَلا أَنْدَهُ
سَرْبَكِ " فتُطَلَّقُ بهذه الكلمة. والسَّرْبُ أيضاً: الطريقُ، عن أبى
زيد. يقال: خَلّ له سَرْبَهُ. قال ذو الرُمَّة: خَلَّى لها سَرْبَ
أولاها وَهَيَّجَها * مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُقْلَينِ هِمْهيمُ وفلان
آمَنٌ في سِرْبِه، بالكسر، أي في نفسه. وفلانٌ واسع السِرْبِ، أي
رَخِيُّ البالِ. ويقال أيضاً: مَرَّ بي سِرْبٌ من قَطاً وظِباءٍ
ووَحْشٍ ونِساءٍ، أي قطيعٌ. وتقول: مَرَّ بي سُرْبَةٌ بالضم، أي قطعةٌ
من قَطاً وخيلٍ وحُمُرٍ وظِباءٍ. قال ذو الرمَّة يصف ماءً: سِوى ما
أصابَ الذِئْبَ منه وسُرْبَةٍ أَطافَتْ به من أُمَّهاتِ الجَوازِلِ
ويقال أيضاً: فلانٌ بعيدُ السُرْبَةِ، أي بعيدُ المذهبِ. قال
الشَنفَرى: غَدَوْنا من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ * وبين الحشا (1)
هيهاتَ أَنْسَأْتُ سُرْبَتي والسَّرَبُ، بالتحريك: الماء السائل من
المَزادة ونحوِها. قال ذو الرمة:
_________
(1) يروى: " الجبا ".
(1/146)
ما بال عينيك (1) منها الماءُ يَنْسَكِبُ *
كأنّه من كُلى مَفْرِيَّةٍ سَرَبُ قال أبو عبيد (2) : ويروى بكسر
الراء. يقال منه سَرِبَتِ المَزادَةُ بالكسر تَسْرَبُ سَرَباً فهي
سَرِبَةٌ، إذا سالَتْ. والسَّرَبُ أيضاً: بيتٌ في الأرض. تقول:
انْسَرَبَ الوَحْشِيُّ في سَرِبِهِ. وانْسَرَبَ الثَعلب في جُحْرِهِ
وتَسَرَّبَ، أي دخَل. وتقول: سَرِّبْ عليَّ الإبِلَ، أيْ أَرْسِلْها
قِطعةً قطعةً. ويقال: سَرِّبْ عليه الخيلَ، وهو أن يبعث عليه الخيلَ
سُرْبَةً بعد سُرْبَةٍ. وتَسْريبُ الحافِرِ: أَخْذُهُ في الحَفْرِ
يَمْنَةً ويَسْرَةً. وتقول أيضاً: سَرَّبْتُ القِرْبَةَ، إذا صَبَبْت
فيها الماء لِتَبْتَلَّ عُيونُ الخُرَزِ فتَنْسَدَّ. والمَسْرُبَةُ بضم
الراء: الشَعَرُ المُسْتَدِقُّ الذي يَأخُذُ من الصدر إلى السُرَّةِ.
قال الذُّهْليُّ (3) : الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ مَسْرُبَتي * وَعَضَضْتُ
من نابى على جذم (4)
_________
(1) الرواية: " عينك ".
(2) في اللسان: " أبو عبيدة ".
(3) هو الحارث بن وعلة.
(4) بعده: وحلبت هذا الدهر أشطره * وأتيت ما آتى على علم
(1/147)
والمَسْرَبَةُ، بالفتح: واحدة المسارِبِ،
وهي المراعي. والسَّرابُ: الذي تراه نِصْفَ النهار كأنه ماء.
[سرحب] فرسٌ سُرْحوبٌ، أي طويلة على
وجه الأرض، وتوصف به الاناث دون الذكور.
[سعب] قال الأصمعي: فُوهُ يَجْري
سعابيب وثعابيب، وهو أن يجريَ منه ماءٌ صاف فيه تمدد. قال ابن مقبل:
يعلون بالمرد قوش الورد ضاحية * على سعابيب ماء الضالة اللجز (1) أراد
اللزج فقلبه.
[سغب] سَغِبَ بالكسر يَسْغَبُ
سَغَباً * أي جاع، فهو ساغِبٌ وسَغْبانُ وامرأةٌ سَغْبى. ويتيمٌ ذو
مَسْغَبَةٍ، أي ذو مجاعة.
(1/147)
ترجو الاعادي أن ألين لها * هذا تخيل صاحب
الحلم (1) الورد ضبطت في اللسان بالفتح وقال: ومن خفض الورد جعله من
نعته. قال ابن برى: هذا تصحيف بيع فيه الجوهرى ابن السكيت، وإنما هو
اللجن بالنون، من قصيدة نونية. وقبله: من نسوة شمس لا مكره عنف * ولا
فواحش في سر ولا علن
(1/147)
[سقب]
السَقَبُ: القُرْبُ، ومنه الحديث: " الجار أحق بسقبه ". وقد سقبت
دارُه، بالكسر، أي قَرُبَتْ. وأَسْقَبْتُها أنا، أي قَرَّبْتُها.
والسَقْبُ: الذَكَر من وَلَدِ الناقة، ولا يقال للأنثى سَقْبَةٌ، ولكن
حائِلٌ. والسَقْبَةُ عندهم هي الجحشة. قال الاعشى يصف حمارا وحشيا: تلا
سقبة قوداء مهضومة الحشا * متى ما تخالفه عن القصد يعذم (1) وناقة
مسقاب، إذا كان عادَتُها أن تَلدَ الذكور. وقال الشاعر (2) :
غَرَّاءَ مِسْقاباً لِفَحْلٍ أَسْقَبا * قوله " أَسْقَبا " فعلٌ لا
نعتٌ. والسَقْبُ: الطويل من كل شئ مع ترارة (3) . والسقب والصَقْبُ:
عَمودُ الخِباءِ، والسَقيبَةُ مثله.
[سكب] سَكَبْتُ الماء سَكْباً، أي
صببته. وماءٌ مسكوبٌ، أي يجري على وجه الأرض من غير حفر. وسكب الماء
بنفسه سكوبا وتسكابا.
_________
(1) يعذم، بالذال المعجمة، أي يعض. وفى المطبوعة الاولى " يعدم "
بالمهملة، وهو تحريف.
(2) هو الراجز رؤبة، يصف أبوى رجل ممدوح، وقبله:
وكانت العرس التى تنجبا
(3) الترارة: امتلاء الجسم. وفى المطبوعة الاولى " نزارة "، تحريف،
صوابه في اللسان.
(1/148)
وانسكب، بمعنى. وماء أسكوب. قال الشاعر (1)
: والطاعِن الطَعْنَةُ النَجْلاَء يَتْبَعُها * مُثْعَنْجِرٌ مِنْ دَمِ
الأَجْوافِ أُسْكوبُ وماءٌ سَكْبٌ، أي مَسْكوبٌ، وُصِفَ بالمصدر،
كقولهم ماءٌ صَبٌّ وماءٌ غَوْرٌ. والسَكْبُ أيضاً: ضربٌ من الثياب.
وفرسٌ سَكْبٌ، أي ذريع، مثل حت (2) . والسكب، بالتحريك: ضرب من الشجر
طَيِّبُ الريح. قال الكميت يصف ثوراً وحشياً: كأنَّهُ مِنْ نَدى
العَرارِ مَعَ ال * قُرَّاصِ أو ما ينفض السكب الواحدة سكبة. وسكاب:
اسم فرس، مثل قطام. وقال الشاعر: أبيت اللعن إن سكاب علق * نفيس لا
يعار ولا يباع
[سلب] سلبت الشئ سلبا. والاستلاب:
الاختلاس. والسلاب: واحد السلب، مثل كتاب وكتب، وهى ثياب المآتم السود.
قال لبيد:
في السُلُبِ السودِ وفي الأَمْساحِ (3)
_________
(1) هو جنوب أخت عمرو ذى الكلب.
(2) الحت: الجواد من الخيل.
(3) قبله:
يخمشن حر أوجه صحاح:
(1/148)
تقول منه: تَسَلَّبَت المرأةُ، إذا
أَحَدَّتْ. ويقال: بل الإحدادُ على الزوج، والتَسَلُّبُ قد يكون على
غير زوج. وانْسَلَبَتِ الناقة، إذا أسرعت في سيرها حتَّى كأنها تخرج من
جِلدها. والسَلِبُ، بكسر اللامِ: الطويلُ. قال ذو الرمة يصف فِراخَ
النعامةِ: كأنَّ أَعْناقَها كراث سائغة * طارت لفائفه أو هَيْشَرٌ
سَلِبُ (1) ويروى بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُبٌ: لا حَمْلَ عليها،
وشَجَرٌ سُلُبٌ: لا وَرَقَ عليه. وهو جمع سَليبٍ، فَعيلٌ بمعنى مفعولٍ.
والأسلوبُ بالضم: الفَنُّ، يقال أخذ فلانٌ في أساليبَ من القول، أي في
فنونٍ منه. والسَلَبُ، بالتحريك: المسلوبُ، وكذلك السَليبُ. والسَلَبُ
أيضاً: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن، تعمل منه الحبال، وهو أَجْفَى من
ليفِ المُقْلِ وأصلب. وبالمدينة سوق يقال له سوق السلابين. قال الشاعر
(2) : فنشنش الجلد عنها وهى باركة * كما تنشنش كفا فاتل سلبا رواه
الاصمعي " فاتل " بالفاء، ورواه ابن الاعرابي
_________
(1) صوابه " مسائفة " بالفاء، وهى ما استرق من أسافل الرمل. والهيشر:
شجر. والكراث: بقل.
(2) هو مرة بن محكان.
(1/149)
بالقاف. وقال ثعلب: الصحيح ما قاله
الاصمعي. ومنه قولهم: أسلب الثمام. والسَلوبُ من النوق: التي أَلقَتْ
ولدَها لغير تَمامٍ، والجمع سُلُبٌ. وأَسْلَبَتِ الناقةُ، إذا كانت تلك
حالها. وفرسٌ سَلْبُ القوائم، وهو الخفيفُ نَقْلِ القوائم. ورجلٌ
سَلْبُ اليدين بالطعن، وثورٌ سَلْبُ الطَعْنِ بالقرن.
[سلحب] المُسْلَحِبُّ: المستقيمُ.
يقال طريقٌ مُسْلَحِبُّ، أي ممتدّ. وقد اسلحَبَّ اسلحبابا. قال جران
العود: فخر جران مسلحبا كأنه * على الدف ضبعان تقطر أملح (1)
[سلهب] السَلْهَبُ من الخيل: الفرس
الطويل على وجه الأرض، وربما جاء بالصاد. وصف أعرابي فرسا
_________
(1) قبله: وقالت: تبصر بالعصا أصل أذنه * لقد كنت أعفو عن جران وأصفح
وفى ديوانه: فخر وقيذا مسلحبا كأنه * على الكسر ضبعان تقعر أملح أي خر
مغشيا عليه، مسلحبا: ممتد. الكسر: الشقة التى تلى الارض من البيت.
والضبعان: ذكر الضباع. وتقعر: انقلع وسقط. أملح: يخالط بياضه سواد.
(1/149)
فقال: " إذا عدا اسلهب، وإذا قيد اجلعب،
وإذا انتصب اتلاب ".
[سنب] مضى سَنْبٌ من الدهر
وسَنْبَةٌ، أي برهةٌ، وسَنْبَتَةٌ أيضاً بزيادة التاء وإلحاقِها
رابعةً. وهذه التاء تَثْبُتُ في التصغير تقول سُنَيْبِتَةٌ، لقولهم في
الجمع سَنابِتٌ. وفرس سنب، بكسر النون، أي كثير الجرى، والجمع سنوب.
[سهب] السَهْبُ: الفلاةُ، والفرسُ
الواسعُ الجَرْي. وبئرٌ سَهْبَةٌ: بعيدةُ القَعْرِ، ومُسْهَبَةٌ أيضاً
بفتح الهاء. وحفروا فأسهبوا: بلغوا الرملَ ولم يَخرج الماء. وأسهَبَ
الفرسُ: اتّسع في الجري وسَبَقَ. وأَسْهَبَ الرجلُ، إذا أكثر من الكلام
فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. وأُسْهِبَ
الرَجُلُ على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا ذهب عَقلُه من لَدْغِ الحيةِ.
[سيب] السَيْبُ: العطاء. والسُيوبُ:
الرِكازُ. والسَيْبُ: مصدر سابَ الماء يَسيبُ، أي جرى. والسيب، بالكسر:
مجرى الماء. وانساب فلانٌ نحوَكم، أي رجع. وانسابت الحَيَّةُ: جَرَتْ.
وسَيَّبْت الدابَة: تركتها تسيب حيث شاءت.
(1/150)
والسائبة: الناقة التي كانت تُسَيَّبُ في
الجاهلية لِنَذْرٍ ونحوِه. وقد قيل: هي أمُّ البَحيرَةِ، كانت الناقةُ
إذا وَلَدَتْ عشرةَ أبْطنٍ كلُّهن إناثٌ سُيِّبَتْ فلم تُرْكَبْ ولم
يشرب لبنَها إلا وَلَدُها أو الضيف حتى تموت، فإذا ماتت أكلها الرجال
والنساء جميعا وبحرت أذن بنتها الاخيرة فتسمى البحيرة، بمنزلة أمها في
أنها سائبة. والجمع سيب، مثل نائحة ونوح، ونائمة ونوم. والسائبةُ:
العبدُ، كان الرجل إذا قال لغلامه أنت سائبةٌ فقد عَتَقَ، ولا يكون
وَلاؤُهُ لِمُعْتِقِه، ويضع مالَهُ حيث شاء، وهو الذي وَرَدَ النَهْيُ
عنه. والسَيابُ، مثال السَحابِ: البلح. والسَيابَةُ: البلحة، وبها
سُمِّيَ الرجلُ، فإذا شَدَّدتَهُ ضممته، قلت: سياب وسيابة. والسوبان:
اسم واد.
فصل الشين
[شأب] الشُؤْبوبُ: الدُفْعَةُ من
المطر وغيره، والجمع الشآبيب. قال كعب بن زهير يذكر الحمار والاتن: إذا
ما انتحاهُنَّ شَؤْبوبُهُ * رأيتَ لجَاعِرَتَيْهِ غضونا
(1/150)
شؤبوبه: شدة دفعته. يقول: إذا عدا واشتد
عدوه رأيت لجاعرتيه تكسرا.
[شبب] الشَباب: جمع شابٍّ، وكذلك
الشُبَّان. والشَباب أيضاً: الحداثة، وكذلك الشبيبة، وهو خِلافُ
الشَيْبِ. تقول: شب الغلام يشب بالكسر، شبابا وشبيبة. وأَشَبَّهُ،
اللهُ. وأَشَبَّ اللهُ قَرْنَهُ بمعنىً، والقَرْنُ زيادة في الكلام.
وامرأة شبة وشابة بمعنى. وبنو شبابة: قوم بالطائف. وأشب الرجل بَنينَ،
إذا شَبَّ أولاده. واُشِبَّ لي كذا، إذا أُتيحَ لي، وشُبَّ أيضاً، على
ما لم يُسَمَّ فاعلُه فيهما. وقولهم " أَعْيَيْتَني مِنْ شُبَّ إلى
دُبَّ " أي من لَدُنْ شَبَبْتُ إلى أن دببت على العصا. كما قيل: " نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ". ويقال أيضا " من شب إلى
دب " يجعل بمنزلة الاسم بإدخال من عليه وإن كان في الاصل فعلا.
والتشبيب: النَسيبُ، يقال: هو يُشَبِّبُ بفلانةَ، أي يَنْسُبُ بها.
والشِبابُ بالكسر: نشاط الفرس ورفْعُ يديه جميعاً. تقول: شبَّ الفرسُ
يَشِبُّ ويَشُبُّ
(1/151)
شِباباً وشَبيباً، إذا قَمَصَ ولعِبَ،
وأَشْبَبْتُهُ أنا، إذا هَيَّجْتَه، وكذلك إذا حَرَنَ، يقال: بَرِئْتُ
إليك من شِبابِهِ وشَبيبِهِ، وعِضاضِهِ وعَضيضِهِ. الأصمعي: الشَبَبُ:
المُسِنُّ من ثيران الوحش الذي انتهى أسنانُه: وكذلك الشَبوبُ. تقول
منه: أَشَبَّ الثَوْرُ فهو مُشِبٌّ، وربما قالوا: إنّه لمشب بكسر
الميم. وقال أبو عبيدة: الشبب: الثور الذي انتهى شباباً. أبو عمرو:
مَرَرْتُ برجال شَبَبةٍ، أي شبّانٍ. والشب: شئ يشبه الزاج. وشَبَبْتُ
النار والحَرْبَ أَشُبُّها شَبّاً وشبوبا، إذا أو قدتها. والشبوب
بالفتح: ما توقَدُ به النارُ. ويقال: هذا شَبَوبٌ لكذا، أي يَزيدُ فيه
ويُقَوِّيهِ. وتقول: شَعَرُها يَشُبُّ لونها، أي يظهره ويحسنه. ويقال
للجميل: إنه لمشبوبٌ. قال ذو الرمّة: إذا الأَرْوَعُ المَشْبوبُ أضْحى
كأنّه * على الرَحْلِ مِمَّا مَنَّهُ السير أحمق
[شجب] شَجِبَ بالكسر يَشْجَبُ
شَجَباً، أي حَزِنَ أو هَلَكَ، فهو شَجِبٌ. وشَجَبَ بالفتح يَشْجُبُ
بالضم شُجوباً، فهو شاجِبٌ أي هالكٌ. وشجبه
(1/151)
الله يشجبه شجبا، أي أهلكه، يتعدّى ولا
يتعدّى. يقال: مالَهُ شَجَبَهُ الله! وشَجَبَهُ أيضاً: حزنه. وشجبه
أيضا: شغله. قاله ابن السكيت. وغراب شاجبٌ، أي شديد النَعيق. وشجبه
بِشجابٍ، أي سَدَّهُ بسِدادٍ. والمِشْجَبُ: الخشبة التي تُلقَى عليها
الثياب. والشُجوبُ: أعمدةٌ من أعمدة البيت. قال الهذلى (1) يصف الرماح:
وهن معا قيام كالشجوب (2) * ويشجب: ابن يعرب بن قحطان.
[شحب] شَحَبَ جسمُهُ يَشْحُبُ بالضم
شُحوباً، إذا تغيّر. قال النَمْر بن تولب: وفى جسم راعيها شُحوبٌ
كأنَّه * هُزالٌ وما من قِلَّةِ الطُعْمِ يُهْزَلُ وشَحُبَ جسمه بالضم
شحوبة: لغة فيه حكاها الفراء.
[شخب] الشُخْبُ بالضم: ما امتد من
اللبن حين
_________
(1) هو أسامة بن الحارث الهذلى.
(2) صدره:
فسامونا الهدانة من قريب * وقبله: كأن رماحهم قصباء غيل * تهزهز من
شمال أو جنوب فسامونا الهدانة، أي عرضوا علينا الموادعة.
(1/152)
يحلب. وفى المثل: " شُخْبٌ في الإناء
وشُخْبٌ في الأرض "، أي يصيب مَرَّةً ويخطئ أخرى. والشَخْبُ، بالفتح:
المصدر. تقول: شَخَبَ اللبن يَشْخَبُ ويَشْخُبُ. ومنه قول الكميت:
ووَحْوَحَ في حِضْنِ الفتاة ضَجيعُها * ولم يَكُ في النُكْد (1)
المَقاليتِ مَشْخَبُ والأُشْخوبُ (2) : صوت الدرة، يقال إنها لا شخوب
الأَحاليلِ. وقولهم: عروقه تنشخب دماً، إى تنفجر. والشنخوبة والشنخوب:
واحد شناخيب الجبل، وهى رؤوسه.
[شذب] الشذَبَةُ، بالتحريك: ما
يُقْطَعُ مما تَفَرَّقَ من أغصان الشجر ولم يكن في لُبِّهِ، والجمع
الشذب. قال الكميت: بل أنت في ضئضئ النضار من ال * نبعة إذ حظ غيرك
الشَذَبُ وقد شَذَّبْتُ الشجرة تشذيباً. وجذعٌ مُشَذَّبٌ، أي
مُقَشَّرٌ. والفرس المشذب: الطويل. والشوذب: الطويل.
_________
(1) النكد: يقال ناقة نكداء: مقلات لا يعيش لها ولد فكثر لبنها.
(2) الذى ذكره سيبويه الاشخوب لا غير، قال النضر ابن شميل: ناقة أشخوف
الاحاليل: عظيمة الضرع واسعة الاحاليل.
(1/152)
وشذب عنه شَذْباً، أي ذَبَّ. والشاذِبُ:
المُتَنَحِّي عن وطنه. ويقال الشَذَبُ: المُسَنَّاةُ. ورجلٌ شَذِبُ
العروقِ، أي ظاهر العروق. وأَشْذابُ الكَلإِ وغيره: بقاياهُ، الواحدُ
شَذَبُ، وهو المأكولُ. قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من
أَلائِفِهِ * يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب
[شرب] شَرِبَ الماءَ وغيره شُرْباً
وشَرْباً وشِرْباً. وقرئ: (فَشارِبونَ شَُِرْبَ الهِيمِ) بالوجوه
الثلاثة. قال أبو عبيدة: الشَرْبُ بالفتح مصدرٌ، وبالخفض والرفع اسمانِ
من شَرِبت. والتَشْرابُ: الشُرْبُ. والشَرْبَةُ من الماء: ما يُشْرَبُ
مرة. والشَرْبَةُ أيضاً: المَرَّةُ الواحدة من الشرب. والشِرْبُ
بالكسر: الحظُّ من الماء. وفي المثل: " آخِرها أقلَّها شِرْباً "،
وأصله في سَقْي الإبل، لأنّ آخرها يَرِدُ وقد نزِفَ الحوضُ. والشَرْبُ:
جمع شارب، مثل صاحب وصحب، ثم يجمع الشرب على شُروبٍ. وقال الأعشى: هو
الواهبُ المسمعات الشرو * ب بين الجرير وبين الكَتَنْ والمِشْرَبَةُ
بالكسر: إناء يُشْرَبُ فيه. والمَشْرَبَةُ بالفتح: الغُرْفَةُ، وكذلك
المشربة
(1/153)
بضم الراء. والمشارب: العلالى، وهو في شعر
الاعشى (1) . والشريب: المُولَعُ بالشراب (2) ، مثل الخِميرِ.
والمَشْرَبَةُ، كالمَشْرَعَةِ، وفي الحديث: " ملعون من أحاط على
مَشْرَبَةٍ ". والمَشْرَبُ: الوجهُ الذي يُشْرَبُ منه، ويكون موضعاً
ويكون مصدراً. أبو عبيدة: يقال ماء مشروب وشريب للذى بين الملح والعذب.
والشريبة (3) من الغنم: التي تُصْدِرُها إذا رَوِيَتْ فَتَتْبَعُها
الغَنَمْ. وشَريبُكَ: الذي يُشارِبُكَ ويورد إبله مع إبلك. قال الراجز:
إذا الشريب أخذته أكه * فخله حتى يبك بكه وهو فعيل بمعنى مفاعل، مثل
نديم وأكيل.
_________
(1) بيت الاعشى الذى أراده هو قوله: له درمك في رأسه ومشارب * ومسك
وريحان وراح تصفق الدرمك: الدقيق الحوارى. والهاء في رأسه تعود على حصن
ذكره في شعره.
(2) قال المجد: والشراب ما يشرب كالشريب اه. ولم يتعرض هنا لجمعه على
أشربة لانه سيأتي في النهار، يقول ج أنهر ونهر، أولا يجمع كالعذاب
والشراب، لكن ورد في الحديث أشربة، ونظيره جواب حيث قالوا جمعه على
أجوبة مولد، ونوزع فيه. ونظيره أيضا تكسير نحو مضروب كمصروف على
مفاعيل. قاله نصر.
(3) حاشية على بعض نسخ الصحاح: الصواب السريبة بالسين المهملة. اه
مرتضى.
(20 - صحاح) .
(1/153)
وتقول: شرب مالي وأكَّله، أي أطعمه الناسَ.
و: ظل مالي يُؤَكَّلُ ويُشَرَّبُ، أي يرعى كيف شاء. وشَرَّبْتُ
القِرْبَةَ، أي جَعَلْتُ فيها وهي جديدةٌ طِيناً وماءً، ليطيبَ طعمها.
والشَرَبَةُ: بالتحريك: حَوض يُتَّخَذُ حول النخلة تَتَرَوَّى منه،
والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ. قال زهير: يَخْرُجْنَ من شَرَباتٍ ماؤُها
طَحِلٌ * على الجُذوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا والشوارب: مجاري
الماء في الحلق. وحمار صخب الشَوارب من هذا، أي شديد النَهيق. وقد
طَرَّ شاربُ الغلام، وهما شاربان، والجمع شوارب. أبو عبيد: أَشْرَبْتُ
الإبل حتَّى شَرِبَتْ. وتقول: أَشْرَبْتَني ما لم أشربْ، أي ادَّعَيْتَ
عليَّ ما لم أفعل. والإشراب: لونٌ قد أِشْرِبَ من لون آخَر. يقال
أُشْرِبَ الأبيضُ حمرةً، أي عَلاهُ ذلك. وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ، أي
إشْرابٌ. ويقال أيضاً عنده شُرْبَةٌ من ماءٍ، أي مقدار الرِيِّ، ومثله
الحُسْوَةُ والغُرْفة واللُقمة. وأُشْرِبَ في قلبه حُبَّهُ، أي خالطَه،
ومنه قوله تبارك وتعالى: (وَأُشْرِبوا في قلوبهم العجل)
(1/154)
أراد حب العِجْلِ، فحذف المضاف وأقام
المضاف إليه مقامه. والشاربةُ: القومُ على ضفة النهْر ولهم ماؤه. ورجلٌ
أكلة شربة، مثال همزة: كثير الاكل والشرب، عن ابن السكيت: وتَشَرَّبَ
الثوبُ العَرَقَ، أي نَشِفَهُ. واشرأب للشئ اشرئبابا: مد عنقه لينظر.
والشر أبيبة، بضم الشين: اسمٌ من اشرأبَّ، كالقشعريرة من اقشعر. وشربة،
بتشديد الباء: موضع (1) ويقال: ما زال فلان على شَرَبَّةٍ واحدة، أي
على أمر واحد. وشربب بالضم: موضع، وهو في شعر لبيد بالهاء:
هل تعرف الدار بسفح الشرببه (2)
[شرجب] الشرجب: الطويل.
[شرعب] الشَرْعَبُ: الطويلُ.
وشَرْعَبْتُ الأديمَ: قطعته طولاً. والشَرْعَبِيُّ: ضربٌ من البرود.
[شزب] الشازِبُ: الضامر. وقد شَزُبَ
الفرس
_________
(1) وليس لها أخت إلا جربة، لا ثالث لها اه. قاموس وبعضهم جعل غضبة في
وصف الرجل الغضوب على هذا الوزن، فتكون ثلاثة لا رابع لها. قاله نصر.
(2) بعده:
من قلل الشحر فذات العنظبه:
(1/154)
شزوبا. وخيل شزب، أي ضوامرٌ، ومكانٌ شازبٌ،
أي خشنٌ.
[شسب] ابن السكيت: الشاسِبُ: اليابس
من الضُمْرِ وهو المهزول، مثلُ الشاسِفِ، وليس مثل الشازِبِ. قال
الوَقَّافُ العقيلي (1) : فقلتُ له حانَ الرَواحُ ورُعْتُهُ *
بأَسْمَرَ مَلْوِيٍّ من القد شاسب والشسيب: القوس.
[شصب] الشِصْبُ بالكسر: الشِدَّةُ.
والشَصائِبُ: الشدائد. وقد شَصِبَ الأمرُ، أي اشتدَّ وعيشٌ شاصِبٌ، وقد
شَصَبَ بالفتح يَشْصُبُ بالضم شُصوباً. وأَشْصَبَ الله عيشه.
والشيصبان: اسم قبيلة من الجن. وينشد لحسان: ولى صاحب من بنى الشيصبان
* فحينا أقول وحينا هوه
[شطب] الشَطْبَةُ: السَعَفَةُ
الخضراء الرَطبَةُ، والجمع الشطْبُ. وشَطَبتِ المرأةُ الجَريدَ
شَطْباً، إذا شَقَّقتْهُ لتعمل منه الحُصْرَ. قال أبو عبيد: ثم تلقيه
الشاطِبةُ إلى المُنَقِّيةِ. قال قيس بن الخطيم:
_________
(1) ورد بن ورد الجعدى.
(1/155)
ترى قصد المُرَّانِ تُلْقى كَأَنَّها (1) *
تَذَرَّعُ خِرْصانٍ بأَيْدي الشَواطِبِ وجاريةٌ شطبة، أي طويلة.
والشطيبَةُ: قطعة من السَنامِ تُقْطَعُ طولاً، وكذلك هي من الأديمِ،
وشَطِيبَةٌ من نَبْعٍ تُتَّخَذُ منها القوسُ. والانْشِطابُ:
السَيَلانُ. وطريقٌ شاطبٌ، أي مائلٌ. وشُطَبُ السيفِ: طَرائِقُهُ التي
في مَتْنِهِ، الواحدة شطبة، مثل صبرة وصبر، وكذلك شطب السيف بضم الشين
والطاء. وسيف مُشَطَّبٌ وثوبٌ مشطبٌ: فيه طرائقُ. وشطيب: اسم جبل.
[شعب] الشَّعْبُ: ما تَشَعَّبَ من
قبائل العرب والعجم، والجمعُ الشعوبُ. والشُعوبيَّةُ: فِرْقَة لا
تُفَضِّلُ العربَ على العجمِ. وأما الذي في الحديث: أنَّ رجلاً من
الشُّعوب أَسْلَمَ، فإنّه يعني من العجم. والشَعْبُ: القبيلة العظيمةُ،
وهو أبو القبائل الذي يُنْسَبونَ إليه، أي يَجْمَعُهُمْ ويَضُمُّهُمْ.
وحكى أبو عبيد عن ابن الكلبيّ عن أبيه: الشَعْبُ أكبر من القبيلة، ثم
الفصيلةُ، ثم العِمارَةُ، ثم البَطْنُ، ثم الفخذ.
_________
(1) ويروى: " فيها كأنها ".
(1/155)
وشعب الرأس: شأنه الذى يضم قبائله. وفى
الرأس أربع قبائل. وتقول: هما شعبان: أي مثلان. والشعب: الصدع في الشئ،
وإصلاحه أيضا الشعب، ومُصْلِحُهُ الشَعَّابُ، والآلَةُ مِشْعَبٌ.
وشَعَبْتُ الشئ: فرقته. وشعبته: جمعته، وهو من الأضداد. تقول: التَأَمَ
شَعْبُهُمْ، إذا اجتمعوا بعد التَفَرُّقِ، وتفرق شعبُهُمْ، إذا
تفرَّقوا بعد الاجتماع. قال الطِرِمَّاح:
شَتَّ شَعْبُ الحَيِّ بعدَ التِئامْ (1) * وفي الحديث: " ما هذه
الفُتْيا التي شَعَبْتَ بها الناس "، أي فرقتهم. وشعب: جبل باليمن، وهو
ذو شعبين، نزله حسان بن عمرو الحميرى وولده فنسبوا إليه، فمن كان منهم
بالكوفة يقال لهم شعبيون، منهم عامر بن شراحيل الشعبى وعداده في همدان،
ومن كان منهم بالشأم يقال لهم الشعبانيون، ومن كان منهم باليمن يقال
لهم آل ذى شعبين، ومن كان منهم بمصر والمغرب يقال لهم الاشعوب.
والتشعب: التفرق، والانشعاب مثله. وأَشْعَبَ الرجُلُ، إذا مات أو فارق
فِراقاً لا يرجع. قال الشاعر (2) :
_________
(1) وعجزه:
وشجاك اليوم ربع المقام
(2) هو النابغة الجعدى.
(1/156)
* وكانوا أناسا من شُعوبٍ فأَشْعَبوا (1) *
أبو عبيد: الشعيب، والمزادة والراوية والسطيحة شئ واحدٌ. وتَيْسٌ أشعبُ
بَيِّنُ الشَعَبِ، إذا كان ما بين قَرْنَيْهِ بعيدا جدا، والجمع شعب.
وقال أبو داود: وقصرى شنج الانسا * ء نباح من الشعب (2) والشعب بالكسر:
الطريق في الجبل، والجمع الشِعابُ. وفي المثل: " شَغَلَتْ شِعابي
جَدْوايَ " أي شَغَلَتْ كثرةُ المَؤُونَةِ عَطائِي عن الناس. والشِعْبُ
أيضاً: سمة لبنى منقر. والشعب أيضا: الحَيُّ العظيمُ. والمَشْعَبُ:
الطريقُ. وقال (3) : وماليَ إلاَّ آلَ أَحْمَدَ شيعَةٌ * وماليَ إلاَّ
مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ وانشعب الطريقُ وأغصانُ الشجرةِ، أي
تَفَرَّقَتْ. والشُعْبَةُ بالضم: واحدة الشُعَبِ، وهى
_________
(1) صدره:
أقامت به ما كان في الدار أهلها * وقال ابن برى: صوابه إنشاده: "
وكانوا شعوبا من أناس " أي ممن تلحقه شعوب.
(2) وقبله: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ فوجئ بالرعب
(3) الكميت.
(1/156)
الاغصان. وشعب الفرس أيضا: ما أشرف منه
كالعنق والمَنْسِجِ. قال الراجز (1) :
أَشَمُّ خِنْذيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ (2) * والشَعبة أيضاً: المَسيلُ
الصغيرُ. يقال: شُعْبَةٌ حافِلٌ، أي ممتلئةٌ سيلاً. والشُعبة أيضاً:
الفُرْقَةُ، تقول: شَعَبَتْهُمُ المَنِيَّةُ، أي فَرَّقَتْهُمْ. ومنه
سُمِّيَتِ المنيةُ شَعوبَ، لأنها تُفَرِّقُ. وهي مَعرِفة لا تدخلها
الألف واللام. والشُعْبَةُ أيضاً: الرُؤْبَةُ، وهي قطعة يُشَعَّبُ بها
الإناء. يقال قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ، أي شُعِّبَتْ في مواضعَ منها،
شُدّدَ للكثرة. والشُعْبَةُ: الطائفة من الشئ. وشعبان: اسم شهر، والجمع
شعبانات. وأشعب: اسم رجل كان طماعا. وفى المثل " أطمع من أشعب ".
وشعبى: موضع، بضم الشين وفتح العين. قال جريرٌ يهجو العباس بن يزيد
الكندى: أعبدا حل في شعبى غريبا * ألؤما (3) لا أبا لك واغترابا
وشعبعب: موضع. قال الشاعر (4) :
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) بعده:
يقتحم الفارس لولا قيقبه
(3) في المطبوعة الاولى: " الوحا "، تحريف
(4) هو الصمة بن عبد الله القشيرى.
(1/157)
هل أجعلن يدى للخد مرفقة * على شعبعب بين
الحوض والعطن وقولهم: شعب الأميرُ رسولاً إلى موضع كذا، أي أرسله.
[شغب] الشغب، بالتسكين: تهييج الشر.
وهو شَغْبُ الجُنْدِ، ولا يقال شَغَبٌ (1) . تقول: شَغَبْتُ عليهم،
وشَغَبْتُ بهم، وشغبتهم، كله بمعنى. ويقال للنحوص (2) إذا وحمت
واستصعبت على الجأب: إنها ذات شغب وضغن. قال أبو زبيد يرثى ابن أخته
(3) : كان عنى يرد درؤك بعد ال * - له المستصعب المريد وشغبت عليهم
بالكسر أَشْغَبُ شَغَباً، لغةٌ ضعيفة فيه. وشغب أيضا بالتحريك: اسم
امرأة لا ينصرف في المعرفة. وشاغبه فهو شغاب ومشغب وشغب ومشغب.
[شغزب] الشَغْزَبِيَّةُ: ضربٌ من
الحِيلة في الصراع،
_________
(1) يعنى محركا.
(2) النحوص من الاتن: ما لا ولد لها. والجأب: الحمار الغليظ.
(3) في اللسان: " قال أبو زيد يرثى ابن أخيه ".
(1/157)
وهى أن تلوى رِجْلَهُ برجلك. تقول:
شَغْزَبْتُهُ شَغْزَبَةً، وأخذتُهُ بالشَغْزَبِيَّةِ. قال ذو الرمة:
ولَبَّسَ بين أَقْوامي فكلٌّ * أَعَدَّ له الشغازب والمحالا (1)
[شقب] الشِقْبُ، بالكسر: كالغارِ أو
كالشَقِّ في الجبل، والجمع شِقَبَةٌ وشِقابٌ وشُقوبٌ. ابن السكيت عن
أبي عمرو: شِقْبٌ وشَقْبٌ بالكسر والفتح، قال: وهو مكان مطمئنٌّ إذا
أشرفت عليه ذهبَ في الأرض. قال: والشِقابُ اللُهوبُ، وهو مَهْوىً بين
الجبلين. والشَوْقَبُ: الرجل الطويل.
[شقحطب] كبشٌ شَقَحْطَبٌ، أي ذو
قرنين مُنْكَرَيْنِ، كأنه شِقُّ حَطَب.
[شنب] الشَنَبُ: حِدَّةٌ في
الأسنان، ويقال بَرْدٌ وعُذوبَةٌ. وامرأةٌ شَنْباءُ، بَيِّنَةُ
الشَنَبِ. قال الجَرْميّ: سمِعت الأصمعيَّ يقول: الشَنَبُ: بَرْدُ
الفمِ والاسنان. فقلت: إن أصحابنا
_________
(1) قال في سمط اللآلى: " ولبس " معطوف على قوله: ومعتمد جعلت له ربيعا
* وطاغية جعلت له نكالا
(1/158)
يقولون: هو حِدَّتُها حين تَطْلَعُ، فيراد
بذلك حداثَتَها وطراءَتَها، لأنَّها إذا أتت عليها السِنون احتكَّت.
فقال: ما هو إلا بَرْدُها. وقول ذي الرُمَّة: لَمْياءُ في شَفَتَيْها
حوة لعس * وفى اللثاث وفى أنيابها شَنَبُ يؤيّد قول الأصمعيّ، لأن
اللِثّة (1) لا تكون فيها حدة.
[شوب] الشَوْبُ: الخلط. وقد شبتُ
الشئ أشوبه فهو مشوب. وقول الشاعر (2) : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ
معرص (3) * وماء قدور في القصاع مشيب إنما بناه على شيب الذى لم يسم
فاعله، أي مخلوط بالتوابل والصباغ. وقولهم " ما عنده شَوْبٌ ولا رَوْبٌ
"، أي لا مَرَقٌ ولا لَبَنٌ. وفي المثل: " هو يَشوبُ ويَروبُ "،
يُضْرَبُ لمن يَخْلِطُ في القول أو العمل. والشِيابُ: اسم ما يمزج.
_________
(1) اللثة بالتخفيف: ما حول الاسنان، وجمعها لثات ولثى.
(2) هو سليك بن السلكة السعدى.
(3) لحم معرص: ملقى في العرصة ليجف، أو مقطع، أو ملقى في الجمر فيختلط
بالرماد ولا يجود نضجه.
(1/158)
وشابة في شعر أبى ذؤيب (1) : اسم جبل بنجد.
والشائبة: واحدة الشوائب، وهى الاقذار والادناس.
[شهب] الشُهْبَةُ في الألوان:
البياضُ الذي غلب على السواد. وقد شهب الشئ بالكسر شهبا، واشتهب
الرأسُ. وفرسٌ أَشْهَبُ، وقد اشْهَبَّ اشْهِباباً، واشْهابَّ
اشْهيباباً مثله. وغُرَّةٌ شهباء، وهو أن يكون في غرة الفرسِ شَعَرٌ
يخالف البياضَ. واشْهابَّ الزرعُ، إذا هاج وبقي في خلاله شئ أخضر.
ويقال لليوم ذي الرِيح الباردة والصَقيع: أشْهَبُ، والليلةُ شَهباءُ.
وكتيبةٌ شهباءُ، لبياض الحديد. والنصلُ الأشهبُ: الذي بُرِدَ فذهب
سَوادُه. والشِهابُ: شُعْلَةُ نارٍ ساطعةٌ. وإنَّ فلاناً لَشِهابُ
حربٍ، إذا كان ماضياً فيها. والجمع شهب وشهبان أيضا، عن الاخفش، مثل
حساب وحسبان.
_________
(1) هو قوله: كأن ثقال المزن بين تضارع * وشابة برك من جذام لبيج
(1/159)
والشهاب: اللبن الضياح والشوهب: القنفذ.
[شهرب] الشَهْرَبَةُ: العجوز
الكبيرة، مثل الشهبرة. قال الراجز: أم الحليس لعجوز شهربه * ترضى من
اللحم بعظم الرقبه واللام مقحمة في العجوز.
[شيب] الشَيْبُ والمَشيبُ واحدٌ.
وقال الأصمعي: الشَيْبُ بياضُ الشَعَرِ: والمَشيبُ دخولُ الرجُل في
حَدِّ الشيبِ من الرجال. قال ابن السكيت في قول عدى (1) :
والرأس قد شابَه المَشيبُ (2) * يعني بَيَّضَهُ المشيبُ، وليس معناهُ
خالَطَهُ. وأنشد: قد رابَهُ ولِمثْلِ ذلك رابَه * وَقَعَ المَشيبُ على
السَوادِ فَشابَهُ أي بيض مسوده.
_________
(1) قال ابن برى: هذا البيت زعم الجوهرى أنه لعدى، وهو لعبيد بن
الابرص.
(2) صدره:
تصبو وأنى لك التصابى:
(1/159)
وشيب السوط (1) معروف عربي صحيح. وتقول:
باتَتْ فلانةُ بليلةِ شَيباء بالإضافة، إذا افتُضّت، وباتت بليلة
حُرَّةٍ إذا لم تفتض. و (اشتعل الرأس شيبا) على التَمييز. وقال الأخفش
على المصدر، لأنه حين قال اشْتعلَ كأنّه قال شاب، فقال شَيباً.
والشيبُ: جمع أَشْيَبَ. والشِيبُ أيضاً: الجِبالُ يقع عليها الثلج
فَتَشيبُ به. وقولهم: شَيْبٌ شائبٌ، إنَّما هو كقولهم ليلٌ لائلٌ،
وموتٌ مائتٌ. الكسائي: شَيَّبَ الحزنُ رأسَه وبرأسِهِ، وشَيَّبَهُ
الحزنُ، وأشابَ الحزنُ رأسَهُ وبرأسه. وأشاب الرجل، أي شاب أولاده.
وشيبان: حى من بكر، وهما شيبانان: أحدهما شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن
صعب بن على بن بكر بن وائل، والآخر شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة.
وشيبة: اسم رجل، ومفتاح الكعبة في ولده، وهو شيبة بن عثمان بن طلحة بن
عبد الدار ابن قصى. والشيب بالكسر: حكاية أصوات مَشافِرِ الإبلِ عند
الشُرْبِ. قال الشاعر (2) :
_________
(1) في المطبوعة " الصوت " تحريف. وشيبا السوط: سيران في رأسه.
(2) هو ذو الرمة.
(1/160)
تداعين باسم الشيب في مُتَثَلِّمٍ *
جَوانِبُهُ من بَصْرَةٍ وسِلامِ وشيبانُ ومِلْحانُ: شَهْرا قُِماحٍ،
وهما أشدُّ الشتاءِ برداً سُمِّيا، بذلك لبياضِ الأرضِ بما عليها من
الثَلج والصَقيع. قال الكميت: إذا أمست الآفاق غبرا جنوبها * شيبان أو
ملحان واليوم أشهب أي من الثلج. هكذا رواه ابن سلمة بكسر الشين والميم.
فصل الصاد
[صأب] الصُؤَابَةُ بالهمز: بيضةُ
القملةِ، والجمع الصُؤَابُ والصِئْبانُ. وقد صَئِبَ رأسُهُ وأَصْأَبَ
أيضاً، إذا كَثُرَ صِئْبانُهُ. وصَئِبَ الرجلُ، إذا أكثر من شُرْبِ
الماءِ فهو رجلٌ مصأب، على مفعل.
[صبب] صَبَبْتُ الماءَ صبَّاً
فانْصَبَّ، أي سكَبته فانسكب. والماء يتصبَّبُ من الجبل، أي يتحدَّرُ.
ويقال ماءٌ صبٌّ، وهو كقولك ماءٌ سكب، وماء غور. قال الراجز (1) :
تنضح ذفراه بماء صب (2)
_________
(1) هو دكين بن رجاء.
(2) بعده:
مثل الكحيل أو عقيد الرب:
(1/160)
والصبابة: رقة الشوقِ وحرارته. يقال رجل
صبٌّ: عاشقٌ مشتاقٌ، وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر. قال الشاعر (1) :
ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ * إذا ما صَديقُكَ لم يَصْبَبِ
والصُبابَةُ بالضم: البقية من الماء في الإناء. وتَصابَبْتُ الماءَ،
إذا شَرِبْتَ صُبابَتَهُ. والصُبَّةُ بالضم: القطعة من الخيلِ،
والصِرْمَةُ من الإبل. قال أبو زيد: الصُبَّةُ من المَعْزِ: ما بين
العشرة إلى الأربعين. والصُبَّةُ أيضاً من الماء مثل الصُبَابَةِ.
ومَضَتْ صُبَّةٌ من الليل، أي طائفة، وفي الحديث: " لتعودُنَّ فيها
أَساوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ " ذكر الزُهري أنه من
الصَبِّ، وقال: الحَيَّةُ السوداءُ إذا أرادتْ أن تنهش ارتفعتْ ثم
صَبَّتْ (2) . والصَبيبُ: ماءُ ورقِ السِمْسِمِ. قال أبو عبيد: يقال
إنه ماءُ ورقِ السِمسِمِ أو غيره من نباتِ الأرضِ، وقد وُصِفَ لي بمصر،
ولونُ مائِهِ أحمرُ يعلوه سوادٌ. ومنه قول عَلقمة بن عَبَدة:
فأَوْرَدَها (3) ماءً كأنَّ جِمامَهُ * مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً
وصبيب
_________
(1) الكميت.
(2) قال الازهرى: قوله إساود صبا، جمع صبوب وصبب.
(3) في ديوانه واللسان: " فأوردتها ".
(1/161)
ويقال: هو عصارة ورق الحِنَّاءِ. والصبيبُ:
الدمُ. والصبيبُ: العُصْفُرُ المُخلَصُ. والصَبَبُ: ما انحدر من الارض،
وجمعه أصباب. وتصبصب الشئ: امحق وذهب. قال الراجز:
إذا الاداوى ماؤها تصبصبا * وخمس صبصاب، مثل بصباص.
[صحب] صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً
بالضم، وصَحابة، بالفتح. وجمع الصاحِب صَحْبٌ مثل راكب وركب، وصحبة
بالضم مثال فاره وفرهة، وصحاب مثل جائع وجياع. قال الشاعر امرؤ القيس:
وقال صِحابي قد شَأَوْنَكَ فاطلب (1) * وصحبان مثال شاب وشبان.
والاصحاب: جمع صحب، مثل فرخ وأفراخ. والصحابة بالفتح: الأصحاب، وهي في
الأصل مصدرٌ. وجمع الأصحابِ أصاحيبُ. وقولهم في النداء يا صاحِ، معناه
يا صاحبي. ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحدَه، سُمِعَ من العرب
مرخَّماً. وأصحبته الشئ: جعلته له صاحبا.
_________
(1) صدره:
فكان تنادينا وعقد عذاره * (21 - صحاح)
(1/161)
واستصحبته الكتاب وغيره. وكل شئ لاءَمَ
شيئاً فقد استصحبه. واصطحب القوم: صحب بعضهم بعضها، وأصله اصتحب، لان
تاء الافتعال تتغير عند الصاد مثل اصطحب، وعند الضاد مثل اضطرب، وعند
الطاء مثل اطلب، وعند الظاء مثل اظلم، وعند الدال مثل ادعى، وعند الذال
مثل اذخر، وعند الزاى مثل ازدجر، لان التاء لان مخرجها فلم توافق هذه
الحروف لشدة مخارجها، فأبدل منها ما يوافقها لتخف على اللسان ويعذب
اللفظ به. وأصحب البعير والدابة، إذا انقاد بعد صُعوبة، قال الشاعر (1)
: ولَسْتُ بِذي رَثْيَةٍ إمَّرٍ * إذا قِيدَ مُسْتَكْرَهاً أَصْحَبا
وأَصْحَبَ الرجلُ، إذا بَلَغَ ابنُهُ. والمُصْحَبُ من الزِقاقِ: ما
الشَعَرُ عليه. وقد أَصْحَبْتَهُ، إذا تَرَكْتَ صوفَهُ أو شعره عليه
ولم تعطنه. والحميت: ما ليس عليه شعر. عن أبى عمرو. وأصحب الماء، إذا
علاه الطحلب، حكاه عنه يعقوب. وحمار أصحبُ، أي أَصْحَرُ يَضرِبُ
لَوْنُهُ إلى الحمرة.
_________
(1) امرؤ القيس بن مالك الحميرى.
(1/162)
[صخب]
الصَخَبُ: الصِياح والجَلَبَةُ. تقول منه: صَخِبَ بالكسر، فهو صَخَّابٌ
وصَخْبانُ. واصطخب، افْتَعَلَ منه. وقال الشاعر:
إنَّ الضَفادِعَ في الغُدْران تَصْطَخِبُ * وماءٌ صَخِبُ الآذِيِّ، إذا
كان له صوت.
[صرب] الصَرْبُ: اللبن الحامضُ
جدّاً. يقال: جاءنا بصَرْبَةٍ تَزوي الوَجْهَ. وكذلك الصرَبُ بالتحريك.
والصَرَبُ أيضاً: الصمغ الأحمر، وهو صمغُ الطَلْحِ. قال الشاعر: أَرْضٌ
عن الخَيْرِ والسُلْطانِ نائِيَةٌ * فالأَطْيَبانِ بها الطُرْثوثُ
والصرب الواحدة صربة. وربما كانت الصَرَبَةُ مثل رأس السِنَّوْرِ، وفي
جوفها شئ كالغراء والدبس يمص ويُؤْكَلُ. والمِصْرَبُ: الإناء الذي
يُصْرَبُ فيه اللبن، أي يُحْقَنُ. تقول: صَرَبْتُ اللبن في الوَطْب،
واصطربته، إذا جمعته فيه شيئاً بعد شئ وتركته ليحمض. وتقول أيضا:
صَرَبَ بَوْلَهُ، إذا حَقَنَهُ، ومنه قيل للبَحيرَةِ صَرْبى على
فَعْلَى، لأنهم كانوا لا يحلبونها إلا للضَيف فيجتمع اللبن في
ضَرْعِها. وصرب الصبى ليسمن، وهو إذا احتبس ذو بطنه فيمكث يوما لا
يحدث، وذلك إذا أراد أن يسمن.
(1/162)
[صعب]
الصَعْبُ: نقيض الذَلولِ. وامرأة صعبة ونِساءٌ صَعْباتٌ بالتسكين، لأنه
صفة. والمُصْعَبُ: الفحل، وبه سُمِّيَ الرجل مُصْعَباً. وصَعُبَ الأمر
صُعوبة: صار صَعْباً. وأَصْعَبْتُ الأمر: وجدته صعباً. وأصعبت الجملَ
فهو مُصْعَبٌ، إذا تركتَه فلم تركبه ولم يَمسَسْه حبل حتى صار صعباً.
واستصعب عليه الأمر، أي صَعُبَ. والمصعبان: مصعب بن الزبير، وابنه عيسى
ابن مصعب. وكان ذو القرنين المنذر بن ماء السماء يلقب بالصعب. قال
لبيد: والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا * بالحنو في جدث أميم مقيم
[صعنب] الصَعْنَبُ: الصغير الرأس.
وصعْنَبَ الثَريدَة، إذا رفَع وَسَطَها وقوَّر رأسها.
[صقب] صَقِبَت دارُه بالكسر، أي
قَرُبتْ. وفي الحديث: " الجار أحق بصَقَبِهِ ". وتقول أصْقَبَه
فصَقَبَ، أي قرَّبه فقرُب. والصقب، العمود الذي يكون في وسط الخِباء،
وهو الاطول: والجمع صقوب. والصقب
(1/163)
أيضا: الضرب على شئ مصمت يابس. والصقب:
الطويل من كل شئ مع ترارة (1) . والصاقب: اسم جبل.
[صقعب] الصقعب (2) : الطويل.
[صلب] أبو عمرو: الصُلْبُ والصَليب:
الشديد، وكذلك الصُلَّب بتشديد اللام. وقد صلب الشئ صلابة وصلبته أنا.
ومنه قول الشاعر الاعشى يصف ناقته: من سراة الهجان صلبها الع * ض ورعى
الحمى وطول الحيال صلبها، أي شدها. وتقول أيضا: صلب الرطب، إذا بلغ
اليُبْسَ، فهو مصلِّبٌ بكسر اللام، فإذا صب عليه الدبس ليلين فهو مصقر.
والصلبية: حجارة المسن. تقول سنان صُلَّبِيٌّ ومصلَّبٌ أيضاً، أي
مسنون. والصُلْبُ مِنَ الظَهر. وكل شئ من الظهر فيه فَقارٌ فذلك
الصُلْبُ. والصُلْبُ من الأرض: المكان الغليظ المُنْقَاد، والجمع
الصلبة مثل قلب
_________
(1) الترارة: السمن والاسترخاء.
(2) وردت المادة في الطبعة الاولى " صعقب " و " الصعقب " كلاهما محرف.
(1/163)
وقلبة. والصلب أيضا: موضع بالصمان. والصلب:
الحسب. قال عديّ بن زيد: أَجْلِ أنَّ الله قد فَضَّلَكُمْ * فوق ما
أحكى بصُلْبٍ وإزارْ قال أبو عمرو: الصُلْب: الحسب. والإزار: العفاف.
والصَلَب، بالتحريك: لغة في الصُلْب من الظهر. قال العجاج يصف امرأة:
ريا العظام فخمة المخدم * في صلب مثل العنان المؤدم (1) والصلب أيضا:
ما صَلُب من الأرض. والصليب: وَدَكُ العظام. قال الهذلى (2) وذكر
عقابا: جريمة ناهض في رأس نيق * ترى لعظام ما جمعت صليبا والاصطلاب:
استخراج الودك من العظام ليُؤْتَدَمَ به. وقال الكميت: واحتلَّ بَرْكُ
الشتاء مَنزِلَه * وبات شيخُ العيال يصطلبُ وصلَبه صَلْباً، وصلبه
أيضا، شدد للتكثير. قال تعالى: (وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ في جذوع النَخْلِ)
.
_________
(1) بعده:
إلى سواء قطن مؤكم
(2) هو أبو خراش الهذلى.
(1/164)
والصَليبُ للنصارى، والجمع صُلُبٌ
وصُلبانٌ. وثوبٌ مُصَلَّبٌ: عليه نَقْشٌ كالصليب. والعرب تسمِّي
الأنْجُمَ الأربعةَ التي خلف النَسْرِ الواقع (1) : صليباً. والصالِب:
الحارَّة من الحُمَّى، خلاف النافض. تقول: صَلَبَتْ عليه حُمَّاهُ
تَصْلِب بالكسر، أي دامت واشتدت، فهو مصلوب عليه.
[صلهب] الأمويّ: الصَلَهْبي من
الإبل: الشديد، والياء للالحاق، والانثى صلهباة.
[صنب] الصناب: صباغ يتخذ من الخردل
والزبيب. قال جرير: تكلفني معيشة آل زيد * ومن لى بالصلائق (2) والصناب
والصنابى، هو الكميت، أو الأشقر إذا خالط شُقْرَتَهُ شعرةٌ بيضاء، ينسب
إلى الصناب.
[صوب] الصَوْبُ: نزول المطر.
والصيب: السحاب دون الصوب. وصاب، أي نزل. قال الشاعر (3) :
_________
(1) قوله: التى خلف النسر الواقع، غلط صوابه: خلف النسر الطائر. وهذا
مما وهم فيه الجوهرى.
(2) الصلائق: جمع صليقة، وهو اللحم المشوى المنضج. ويروى: " بالمرقق
والصناب ".
(3) هو رجل من عبد القيس يمدح النعمان، وقيل أبو وجزة يمدح عبد الله بن
الزبير، وقيل علقمة بن عبدة.
(1/164)
فلست لا نسى ولكنْ لملأكٍ * تنزَّل من جوِّ
السماء يَصوبُ والتَصَوُّبُ مِثله. وصَوَّبْتُ الفرس، إذا أرسلتَه في
الجَرْيِ. وقال امرؤ القيس: فصوبته كأنه صوب غبية * على الامعز الضاحى
إذا سيط أحضرا ويقال صابَه المطر، أي مُطِرَ. وصاب السهمُ يَصوبُ
صَيْبوبَةً، أي قَصَد ولم يَجُرْ. وصابَ السهمُ القِرطاسَ يَصيبُهُ
صَيْباً، لغةٌ في أصابه. وفي المثل: " مع الخواطئ سهمٌ صائب ". وقولهم:
دعْني وعليَّ خَطَئِي وصَوْبي، أي صوابي. قال الشاعر (1) : دعيني إنّما
خَطئي وصَوْبي * عليَّ وإنَّ ما أهلكْتُ مالُ (2) قوله مالَ بالرفع، أي
وإنّ الذي أهلكتُ إنما هو مالٌ. وأصابَه، أي وجده. وأصابته مصيبة، أي
أخذته، فهو مُصاب. والمُصابُ: قصب السكر. وأصاب في قوله: وأصاب
القرطاس. والمصاب: الاصابة. وقال الشاعر (3) :
_________
(1) أوس بن غلفاء.
(2) قبله: ألا قالت أمامة يوم غول * تقطع بابن غلفاء الحبال
(3) الحارث بن خالد المخزومى.
(1/165)
أسليم (1) إن مصابكم رجلا * أهدى السلام
تحية ظلم ورجل مُصابٌ وفي عقله صابَةٌ، أي فيه طَرَفٌ من الجنون.
والصواب: نقيض الخطأ. وصَوّبه، أي قال له أصبتَ. واستصوب فِعْلَهُ
واستصاب فِعْلَه، بمعنىً. وصوَّب رأسَه، أي خفضه. قال ابن السكيت: وأهل
الفَلْج يسمُّون الجَرينَ: الصُوبة، وهو موضع التَمْرِ. وتقول: دخلت
على فلانٍ فإذا الدنانيرُ صُوبة بين يديه، أي مَهيلَةٌ. والمصيبة:
واحدة المصائب. والمَصوبة بضم الصاد مثل المصيبة. وأجمعت العرب على همز
المصائب وأصله الواو، كأنهم شبهوا الاصلى بالزائد. ويجمع أيضا على
مصاوب وهو الاصل. وقوم صياب، أي خيار. وقال (2) :
_________
(1) قال ابن برى: الصواب أظليم ترخيم ظليمة، وهى أم عمران زوجة عبد
الله بن مطيع. وكان الحارث ابن خالد بن العاصى المخزومى ينسب بها، ولما
مات زوجها تزوجها. وبعده: أقصيته وأراد سلمكم * فليهنه إذ جاءك السلم
في اللسان: " أقصدته "، " إذ جاءكم فلينفع ".
(2) الراعى، أو ولده جندل.
(1/165)
من معشر كحلت باللؤم أعينُهم * قُفْدِ
الأكفِّ لئامٍ غيرِ صُيَّابِ (1) قال الفراء: هو في صُيَّابَة قومِه،
وصُوَّابَة قومه، أي في صميم قومه. والصيابة: الخيار من كل شئ. قال ذو
الرمة: ومستشحجات بالفراق كأنها * مثاكيل من صيابة النوب نوح والصاب:
عصارة شجرٍ مُرٍّ (2) . قال الهذَلي (3) : إنّي أرقتُ فبِتُّ الليل
مشتَجِرا (4) * كأنّ عينى فيها الصاب مذبوح
[صهب] الصُهْبَة: الشُقْرَة في شعَر
الرأس، وهي الصُهوبة. والرجل أصهبُ. والصهباء: الخمر، سمِّيتْ بذلك
للونها. والأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضَه حُمرة، وهو أن يحمرّ أعلى
الوبر وتبيضَّ أجوافه. وجملٌ صهابى، أي أصهب اللون. ويقال هو منسوب إلى
صهاب: اسم فحل أو موضع.
_________
(1) وقبله: جنادف لا حق بالرأس منكبه * كأنه كودن يوشى بكلاب
(2) في القاموس: وشجر مر، جمع صاب. ووهم الجوهرى في قوله: عصارة شجر.
(3) هو أبو ذؤيب.
(4) ويروى: " مرتفقا ".
(1/166)
وقال الأصمعي: يقال للأعداء: صُهْبُ
السِبالِ، وسود الأكباد، وإن لم يكونوا صهب السبال، فكذلك يقال لهم.
قال ابن قَيسِ الرُقَيّات: فظِلال السُيوف شَيَّبْنَ رأسي * واعتناقي
في القوم صُهْبَ السِبالِ ويقال أصله للروم، لأنَّ الصُهوبة فيهم، وهم
أعداء العرب. وصهبى: اسم فرس للنمر (1) . والمصهب: صفيف الشواء، والوحش
المختلط (2) .
فصل الضاد
[ضبب] أصل الضب: اللصوق بالارض.
وضَبَّ الماء والدم يَضِبُّ بالكسر، ضبيبا، أي سال، وأضببته أنا. وفلان
يضُبُّ ناقتَه بالضم، أي يحلبها بخمس أصابع. قال الفراء: هو أن يجعل
إبهامه على الخلف ثم يرد أصابعه على الابهام والخلف جميعا.
_________
(1) النمر بن تولب، وفيها يقول: لقد غدوت بصهبى وهى ملهبة * إلهابها
كضرام النار في الشيح
(2) هذه الجملة ساقطة من أكثر النسخ، وقد تعقبها عاصم. اه. قاله نصر.
(1/166)
والضب: دويبة، والجمع ضباب وأضب، مثل كف
وأكف. وفى المثل: " أعقُّ من ضبّ " لأنّه ربّما أكل حُسولَهُ. والأنثى
ضَبَّةٌ. وقولهم " لا أفعلُه حتّى يحنَّ الضبُّ في أثَر الإبل الصادرة
" و: " لا أفعله حتّى يرد الضبّ "، لأن الضبّ لا يشرب ماء. ومن كلامهم
الذى يضعونه على ألسنة البهائم: قالت السمكة: وردا ياضب، فقال: أصبح
قلبى صردا * لا يشتهى أن يردا * إلا عرادا عردا * وصليانا بردا (1) *
وعنكثا ملتبدا * وضَبِبَ البلد وأضبَّ أيضاً، أي كثُرت ضِبابه. وأرض
ضَبِبَةٌ: كَثيرة الضباب، وهو أحد ما جاء على أصله. ووقعنا في مضاب
منكرة، وهي قِطع من الأرض كثيرة الضباب، الواحدة مضبة. والمضبب: الحارش
الذي يصب الماءَ في جحره حتّى يخرج ليأخذه. والضَبُّ: الحِقد، تقول:
أضب فلان على
_________
(1) بردا، تصحيف، والصواب " رددا " وهو السريع الارداد. ذكره أبو محمد
الاعرابي. مخطوط التكملة للصغانى 68.
(1/167)
غل في قلبه، أي أَضمره. وقال الأصمعي:
أضبَّ على ما في نفسه، إذا سكت، مثل أضْبَأَ. وقال أبو زيد: أضبَّ، إذا
تكلَّم. ومنه يقال: ضبَّت لثَّتُهُ دماً، إذا سالت، وأضببتها أنا.
فكأَنَّ أضَبَّ أخرج الكلام. ويقال أضبُّوا عليه، إذا أكثروا عليه.
والضبُّ: ورمٌ يصيب البعيرَ في فِرْسِنِهِ، تقول منه: ضَبَّ البعير
يَضَب بالفتح، فهو بعير أضبُّ، وناقة ضباء بينة الضبب. والضب: داء في
الشَفة يسيل دماً، ومنه قولهم: جاء فلان تَضِبُّ لِثاتُه بالكسر، إذا
اشْتدَّ حرصه على الشئ. قال بشر بن أبي خازم: وبنى تميم (1) قد لقينا
منهمُ * خَيلا تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ قال أبو عبيدة: هو قلبٌ
تَبِضُّ، أي تسيل وتَقطر. والضَبُّ: واحد ضِباب النَخل، وهو طَلْعه.
قال الشاعر (2) : أطافَت بفُحَّالِ كأنَّ ضِبابه * بُطُونُ الموالي
يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ والضَبُّ: انْفتاقٌ من الابط وكثرة من
_________
(1) في المفضليات: " وبنى نمير قد لقينا " وفى الاساس: " وبنو نمير ".
(2) هو سويد بن الصامت. وذكر الصغانى في التكملة أن الشاعر هو بطين
التيمى.
(1/167)
اللحم. تقول: تضبَّب الصبيُّ، أي سَمِن
وانفتقت آباطُه وقَصُرَ عنقه. ورجلٌ ضُباضِبٌ بالضم، إذا كانَ قصيراً
سميناً. والضَبيبة: سمنٌ ورُبٌّ يُجعل للصبيّ في عُكَّةٍ يُطْعَمُه،
يقال: ضَبِّبوا لصبيِّكم. ورجلٌ خَبٌّ ضَبٌّ، أي جربز مراوغ. وضبة بن
أد: عم تميم بن مر. والضبة: حديدة عريضة يضَبَّب بها الباب. والضَبابة:
سَحابة تُغَشِّي الأرض كالدخان، والجمع الضَباب. تقول منه: أضب يومنا.
وضب: اسم الجبل الذى مسجد الخيف في أصله.
[ضرب] ضربه يضرِبه ضرباً. وضرب في
الأرض ضرباً ومَضرَباً بالفتح، أي سار في ابتغاء الرزق. يقال: إنّ في
ألفِ درهمٍ لمضرَبا، أي ضربا. و (ضربَ اللهُ مثلاً) ، أي وصفَ وبيَّن.
وقولهم: " فضرَب الدهر ضَرَبانَه " كقولهم فقضَى، من القضاء. وضرب
الفحلُ الناقةَ ضِراباً. وضربَ الجُرح ضَرَباناً. وضربَ على يد فلانٍ،
إذا حَجَر عليه. والطير الضَوارب: التي تطلب الرزق. وضرب البعيرُ في
جهازه، أي نفر.
(1/168)
وضربت فيه فلانة بِعِرْقٍ ذي أشَبٍ، أي
التباس. أبو زيد: أضرب الرجل في بيته، أي أقام فيه. قال ابن السكيت:
سمعتها من جماعة من الاعراب. وأضرب، أي أطرق. تقول: رأيت حيَّة
مُضْرِبا، إذا كانت ساكنةً لا تتحرك. وأضْرَبَ عنه، أي أعرض. وأضْرَبَ
الرجل الفحلَ الناقةَ فضربَها. والتضريب بين القوم: الإغراء. وضرَّب
النجَّادُ المُضَرَّبَةَ، إذا خاطَها. وضارَبَه، أي جالدَه. وتضاربا
واضطربا بمعنًى. والموج يضطرب، أي يضرب بعضُه بعضا. والاضطراب: الحركة.
واضطرب أمرُه: اختلَّ. وهذا حديثٌ مضطرِبُ السَنَدِ. وضاربه في المال
من المضاربة، وهي القِراضُ. والضَرْبُ: الخفيف من المطر. والضَرْبُ:
الرجل الخفيف اللحم. قال طرفة: أنا الرجل الضَرْبُ الذي تعرفونه *
خَشاشٌ كرأس الحيّة المتوقِّدِ والضَرْبُ: الصيغة والصِنف من الأشياء.
ودرهمٌ ضَرْبٌ وُصِفَ بالمصدر، كقولهم ماء غَوْر وسَكْبٌ. ويقال الضرب:
الإسراع في المشي. والضرَبُ، بالتحريك: العسل الابيض
(1/168)
الغليظ، يذكر ويؤنث. قال الهذلي (1) : وما
ضَرَبٌ (2) بيضاءُ يأوي مَليكَها * إلى طُنُف أعْيا بِراقٍ ونازِلِ
واستضرب العسلُ: صار ضَرَباً. وهذا كقولهم: استنوق الجمل، واسْتَتْيَسَ
العنز، بمعنى التحوُّل من حال إلى حال. وتقول: أتت الناقة على مضرِبِها
بكسر الراء، أي الوقت الذي ضربها الفحلُ فيه، جعلوا الزمان كالمكان.
وتقول أيضاً: ما لِفلان مَضْرِبُ عَسَلَةٍ، أي مَضْرِبٌ من النسب
والمال. وما أعرف له مَضْرِبَ عَسَلَةٍ، تعني أعراقَه (3) . ومَضْرِبُ
السيف أيضاً: نحوُ من شِبْرٍ من طَرَفِهِ، وكذلك مَضْرِبَةُ السيف.
والمَضرِبُ أيضاً: العظْم الذي فيه مُخٌّ. تقول للشاة إذا كانت
مهزولةً: ما يُرِمُّ منها (4) مضرِبٌ، أي إذا كُسِر عظمٌ من عظامها لم
يُصَبْ فيه مُخٌّ. والمِضراب: الذي يضرب به العود.
_________
(1) أبو ذؤيب.
(2) خبر ما في قوله: بأطيب من فيها إذا جئت طارقا * وأشهى إذا نامت
كلاب الاسافل
(3) أي لا يعرف له أصل ولا قوم ولا أب ولا شرف.
(4) قوله ما يرم، من الارمام، يقال أرم العظم، إذا جرى فيه الرم، وهو
المخ.
(1/169)
ورجل مضرب، بكسر الميم: شديد الضرب.
والضارب: المكان ذو الشجر. والضارب: الناقة التى تضرب حالبها. والضارب:
الليل الذي ذهبت ظُلمته يميناً وشمالا وملات الدنيا. قال الراجز: ياليت
أم الغمر كانت صاحبي * مكان من أمسى على الرَكائِبِ * ورابَعَتْني تحت
ليلٍ ضارِبِ * بسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ * والضارب: السابح. قال
ذو الرمّة: لَياليَ اللَّهْو تُطْبيني فأَتْبَعُهُ * كأنّني ضاربٌ في
غَمْرَةٍ لَعِبُ والضارب والضَريب: الذي يَضرب بالقِداح، وهو الموكَّل
بها، والجمع الضرباء. والضَريب: الصقيع، تقول منه: ضُرِبت الأرض، كما
تقول طُلَّت الأرض من الطَلِّ. وضريب الشئ: مثله وشكله. والضرائب:
الاشكال. وضَريب الشَوْل: لبنٌ يُحْلب بعضه على بعض. عن أبي نصر. وقال
بعض أهل البادية: لا يكون ضريباً إلا من عِدَّةِ أبل، فمنه ما يكون
رقيقاً، ومنه ما يكون خاثراً. قال ابن أحمر: وما كنت أخشى أن تكون
منيَّتي * ضريبَ جِلاد الشَوْلِ خَمْطاً وصافِيا والضَريبة: الطبيعة
والسجية، تقول: فلان (22 - صحاح)
(1/169)
كريم الضريبة، ولئيم الضريبة. وكذلك تقول
في النحيتة، والسليقة، والنحيزة، والتوس، والسوس، والغريزة، والنحاس،
والخيم. والضريبة: واحدة الضرائب التي تؤخذ في الأرصاد والجزية ونحوها.
ومنه ضريبة العبد، وهي غلته. والضريبة: المضروب بالسيف، وإنما دخلته
الهاء وإن كان بمعنى مفعول لانه صار في عداد الاسماء، كالنطيحة
والاكيلة. والضريبة: الصوف أو الشعر يُنفَشُ ثم يُدرَجُ ويشدُّ بخَيط
ثم يغزل: والجمع الضرائب.
[ضغب] الضُغاب والضَغيب: صوت
الأرنب. وقد ضَغَبَت تَضْغَبُ. وامرأة ضَغْبَة، أي مولعة بحب الضغانيس،
وهى صغار القثاء، أسقطت السين منه لانها آخر حروف الاسم، كما قيل في
تصغير فرزدق فريزد.
[ضوب] الضَوُبان: الجمل القويّ
الضخم، واحده وجمعه سواء. وقال: عر كرك مهجر الضوبان أومه * روض القذاف
ربيعا أي تأويم
[ضهب] لحم مُضَهَّبٌ، إذا شُوِيَ
ولم يُبالَغ في نُضجه. وقال امرؤ القيس:
(1/170)
نمش بأعراف الجيادِ أَكُفُّنا * إذا نحنُ
قُمنا عن شِواء مُضَهَّبِ وتضهيب القوس والرمح: عَرْضُهُما على النار
عند التثقيف.
فصل الطاء
[طبب] الطبيب: العالم بالطب، وجمع
القلة أطِبَّةٌ، والكثير أطِبَّاء. تقول: ما كنتَ طبيباَ ولقد طَبِبت،
بالكسر. والمتطبِّب: الذي يتعاطى عِلم الطِّب. والطُبُّ والطَبُّ لغتان
في الطِبِّ. وفي المثل: " إن كنت ذا طِبٍّ فطِبَّ لعينيك " وطُبَّ،
وطَبَّ (1) . وكلُّ حاذقٍ طبيبٌ عند العرب. قال المرار (2) : يَدينُ
لِمَزْرورٍ إلى جَنْب حَلْقة * من الشِبْه سوَّاها برفق طبيبُها (3)
وفلان يستطبّ لوجعه، أي يستوصف الدواءَ أيُّه يصلُح لدائه. والطُبُّ:
السحر، تقول منه: طُبَّ الرجل فهو مطبوب. وتقول أيضاً: ما ذاك
بِطِبِّي، أي بدهري وعادتي. قال الشاعر (4) :
_________
(1) أي بتثليث الطاء وتشديد الباء.
(2) المرار بن سعيد الفقعسى.
(3) يدين: يطيع. والمزرور: الزمام المربوط بالبرة. والشبه: الصفر.
(4) فروة بن مسيك المرادى.
(1/170)
وما إنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن * منايانا
ودَولَةُ آخَرينا ورجل طَبٌّ بالفتح، أي عالم. وفَحل طَبٌّ، أي ماهر
بالضِرابِ. الأصمعي: الطِبابة: الجلدة التي يغَطَّى بها الخُرَزُ، وهي
معترِضة كالإصبع مَثْنِيَّةٌ على موضع الخَرْز، والجمع الطِباب. قال
جرير: بَلى فارفضَّ دمعُك غير نَزْرٍ * كما عيَّنْتَ بالسَرَبِ
الطِبابا تقول منه: طَبَبْتُ السِقاء أطُبُّه، وطبَّبْتُه أيضاً، شدِّد
للكثرة. قال الكميت يصف قَطاً: أو الناطقات الصادقات إذا غَدَتْ *
بأسقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ والطِبابة أيضاً: طريقةٌ من رمل
أو سَحاب. وكذلك الطِبَّة بالكسر. والطِبَّة أيضاً: الشُقَّة المستطيلة
من الثوب، والجمع الطِبَبُ. وكذلك طِبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق
التي تُرى فيها إذا طَلَعَتْ. والتطبيب: أن تعلّق السِقاء من عمود (1)
البيت ثم تَمخُضه. والطبطبة: صوت الماء ونحوه، وقد تطبطب. وقال:
_________
(1) قوله من عمود، أي في عمود.
(1/171)
إذا طحنت دُرْنِيَّةٌ لعيالها * تَطبطبَ
ثدياها فطار طحينها
[طحرب] ما على فلان طَحْرَبَةٌ
وطِحْرِبَةٌ وطُحْرُبَةٌ، أي قطعة خِرْقَةٌ (1) . وما في السماء
طَحْرَبَةٌ، أي شئ من غيم.
[طحلب] الطُحْلُبُ والطِحْلَبُ (2)
: هذا الذي يعلو الماء. وقد طَحْلَبَ الماءُ، وعين مطحلبة.
[طرب] الطَرَبُ: خِفَّة تصيب
الإنسانَ لشدةِ حزنٍ أو سرور. وقد طَرِبَ يَطْرَبُ. قال الشاعر (3) :
وأَراني طَرِباً في إثْرِهِمْ * طَرَبَ الوالِهِ أو كالمُخْتَبَلِ
وأَطْرَبَهُ غيرُه وتَطَرَّبَهُ. قال الكُميت: ولم تُلْهِني دارٌ ولا
رسمُ مَنْزِلٍ * ولم يَتَطَرَّبْني بَنانٌ مُخَضَّبُ وإبلٌ طواربُ:
تَنْزِع إلى أوطانها. والمَطارِب: طرقٌ متفرِّقة واحدها مَطْرَبَةٌ
ومَطْرَبٌ. قال الشاعر (4) : ومَتْلَفِ مثلِ فَرْقِ الرأس تَخْلِجُهُ *
مطارب زقب أميالها فيح
_________
(1) في اللسان: قطعة من خرقة.
(2) هو كقنفذ وزبرج ودرهم، كما في القاموس.
(3) هو النابغة الجعدى.
(4) هو أبو ذؤيب الهذلى.
(1/171)
والتطريب في الصوت: مده وتحسينه.
[طرطب] طَرْطَبَ الحالبُ
بالمِعْزَى، إذا دعاها. قال أبو زيد: الطرطبة بالشفتين. والطُرْطُبُّ
بالضم وتشديد الباء: الثدى الطويل، والمرأة طرطبة. وقال: ليست بقتاتة
سبهللة * ولا بطرطبة لها هلب قال أبو زيد في نوادره: يقال للرجل يهزأ
منه: دهدرين وطرطبين.
[طلب] طلبت الشئ طلبا، وكذلك اطلبته
على افتعلته. ومنه عبد المطلب بن هاشم، واسمه عامر. والطلب أيضا: جمع
طالِبٍ. قال ذو الرمّة: فانصاع جانبه الوحشى وانكدرت * يَلْحَبْنَ لا
يَأْتَلي المطلوبُ والطلبُ وطالبه بكذا مطالَبة. والتطلُّبُ: الطلَبُ
مرةً بعد أخرى. والطلبة، بكسر اللام: ما طلبته من شئ. وأطلبه، أي أسعفه
بما طلب. وأطْلَبَه، أي أحوجه إلى الطَلَب، وهو من الأضْداد. ومنه
قولهم: أَطْلَبَ الماءُ، إذا بَعُدَ فلم يُنل إلا بطلب، يقال ماءٌ
مُطْلِبٌ. وكذلك الكلأُ وغيره. قال الشاعر:
أهاجك بَرْقٌ آخر الليل مطلب:
(1/172)
ومطلوب: اسم موضع. قال الاعشى:
يا رخما قاظ على مطلوب (1)
[طنب] الطُنبُ (2) : حبل الخباء،
والجمع أطناب. يقال خباءٌ مُطَنَّب ورِواق مطنَّب، أي مشدودٌ بالأطناب.
والطُنُبُ: أيضاً عِرْقُ الشجر وعَصَب الجسَد. والمَطْنَب: المَنْكب
والعاتق. قال امرؤ القيس (3) : وإذ هيَ سوداءُ مثل الفَحيمِ (4) *
تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكبا - والطَنَب، بالتحريك: اعوجاجٌ في
الرمح. وطنَّب بالمكان، أي أقام به. وطنَّب الفرسُ، أي طال مَتْنُه.
وأطنب في الكلام: بالغ فيه. وابن الاطنابة: رجل شاعر (5) . والاطنابة:
المِظلَّة. والإطنابة: سَيْرٌ يُشَدُّ في طرف وتر القوس العربية.
_________
(1) بعده:
يعجل كف الخارى المطيب
(2) بضمتين.
(3) ابن مالك الحميرى.
(4) يروى: " مثل الجناح ".
(5) هو القائل: أقول لها إذا جشأت وجاشت * مكانك تحمدى أو تستريحي
(1/172)
وأطنبت الإبل، إذا اتَّبع بعضها بعضاً في
السير. وأطنبت الريح، إذا اشتدت في غبار.
[طيب] الطَيِّب: خلاف الخبيث. وطاب
الشئ يطيب طيبة وتطيابا. قال علقمة: يَحْمِلنٍ أترُجَّةً نَضْخُ العبير
بها * كأنَّ تَطْيابَها في الأنف مشمومُ وأطابه غيره وطيَّبه أيضاً.
واستطابه: وجده طيِّباً. والاستطابة أيضاً: الاستنجاء. وقولهم: ما
أطيبه، وما أيطبه، مقلوب عنه. وفعلت ذاك بطيبةِ نفسي، إذا لم يُكرِهك
عليه أحد. وتقول: ما به من الطيبِ، ولا تقل من الطيبة. وأطعَمَنا فلانٌ
من أطَايب الجزور: جمع أطيب، ولا تقل من مطايب الجزور. والطيب: ما
يُتَطَيَّب به. والأطيبان: الأكل والجماع. وطايَبَه: أي مازحه.
والطَّاب: الطَيِّب والطيب أيضا، يقالان جميعا. وقال (1) يمدح عمرو بن
عبد العزيز بن مروان: مقابل الاعراق في الطاب الطاب * بين أبى العاص
وآل الخطاب وأبو العاص: جد جده، وهو عمر بن
_________
(1) هو كثير بن كثير النوفلي.
(1/173)
عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى
العاص. وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. والطابة: الخمر. وتمرٌ
بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ، ورُطَبُ ابن طابٍ. وعِذقُ ابن طابٍ،
وعِذق ابن زيد: ضربان من التمر. وشئ طيَّابٌ بالضم، أي طيَّب جداً.
وقال الشاعر: نحن أجدنا دونها الضرابا * إنا وجدنا ماءها طيابا وتقول:
هذا شرابٌ مَطْيَبَةٌ للنفس، أي تطيب النفوس إذا شَرِبَته. وطوبى:
فُعْلى من الطيب، قلبوا الياء واواً للضمة قبلها. وتقول: طوبى لك،
وطوباك بالاضافة. قال يعقوب: ولا تقل طوبيك بالياء. وطوبى: اسم شجرة في
الجنة. وسبى طِيبَةٌ، بكسر الطاء وفتح الياء: صحيحُ السِباءِ، لم يكن
عن غدر ولا نقض عهد. وطيبة، على وزن شيبة (1) : اسم مدينة الرسول صلى
الله عليه وسلم. والطوب: الآجر بلغة أهل مصر. وقولهم: طبتُ به نفساً،
أي طابتْ نفسي به.
فصل الظاء
[ظأب] أبو زيد: الظأْبُ مهموز: سلف
الرجل.
_________
(1) وأما طيبة بكسر الطاء، فهو اسم زمزم.
(1/173)
تقول: هو ظأبه وظأمه. وقد ظاء بنى مظاءبة،
وظاءمنى مُظاءمة، إذا تزوجُتَ أنت امرأةً وتزوَّج هو أختها. والظَأْبُ
أيضاً: الصوت والجلَبة. قال الشاعر (1) يصف تَيساً: يَصوعُ عُنوقَها
أَحْوى زَنيم * له ظأْبٌ كما صَخِبَ الغريمُ
[ظبظب] يقال: ما به ظَبْظابٌ، كما
يقال ما به قلبة، أي شئ من وجع. قال رؤبة:
كأنَّ بي سُلاٍّ وما بى ظبظاب (2) * وظباظب الغنم: لبالبها، وهى
أصواتها وجلبتها.
[ظرب] الظَرِبُ، بكسر الراء: واحد
الظراب، وهى الروابي الصغار. ومنه سمى عامر بن الظرب العدواني، أحد
فرسان العرب. قال الشاعر معد يكرب يرثى أخاه شرحبيل: إن جنبى عن الفراش
لناب * كتجافي الاسر فوق الظراب (3)
_________
(1) هو أوس بن حجر.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده: " وما من ظبظاب ". وبعده:
بى، والبلى أنكرتيك الاوصاب * ولا يتم المعنى إلا بما صوب ابن برى، وفى
التكملة للصاغاني كذلك.
(3) الاسر، هو البعير الذى في كركرته دبرة. اه مرتضى.
(1/174)
والاظراب: أسْناخُ الأسنان. قال عامر ابن
الطفيل (1) : ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةَ سابحٍ * بادٍ نواجِذُهُ عن
الأظرابِ والظَرِبان، مثال القطران: دويبة كالهرة منتنة الريح، تزعم
الاعراب أنها تفسو في ثوب أحدهم إذا صادها، فلا تذهب رائحته حتى يبلى
الثوب. وفى المثل: " فَسا بينَنا الظَرِبانُ "، وذلك إذا تقاطع القوم.
قال الشاعر (2) : ألا أبلغا قيساً وخِنْدَفَ أنّني * ضربت كَثيراً
مَضْرِبَ الظَرِبانِ يعني كثير بن شِهاب. وكذلك الظِربى على وزن
فِعْلى، وهو جمعٌ مثل حِجْلى جمع حَجَلٍ (3) . قال الفرزدق: وما جَعَل
(4) الظِرْبى القِصارَ أنوفُها * إلى الطِمِّ من مَوج البحار الخَضارِم
وربما جُمع على ظرابى، مثل حرباء وحرابي، كأنه جمع ظرباء. وقال: وهل
أنتم إلا ظَرابِيُّ مَذْحِجٍ * تَفاسى وتستنشِي بآنُفِها الطخم
_________
(1) قال ابن برى: البيت للبيد يصف فرسا، وليس لعامر بن الطفيل.
(2) هو عبد الله بن حجاج الزبيدى التغلبي، كما في اللسان والتاج.
(3) وليس لهم جمع ثالث في وزنهما.
(4) في ديوانه: يجعل.
(1/174)
ورجل ظرب مثال عتل: القصير اللحم. وقال: يا
أحسن الناس مناط عقد (1) * لا تعدلينى بظرب جعد
[ظنب] الظُنْبوبُ: العظم اليابس من
قُدُمِ الساقِ (2) قال يصف ظليماً: عاري الظنابيب مُنْحَصٌّ قوادمه *
يَرْمَدُّ حتَّى ترى في رأسه صَتَعا أي التواء. وأمَّا قول سلامة بن
جندل (3) : كنَّا إذا ما أتانا صارِخٌ فزِعٌ * كانَ الصراخُ له قَرْعَ
الظَنابيبِ فيقال: عَنَى به سرعة الإجابة، وجَعل قرعَ السوط على ساقِ
الخُفِّ في زجر الفرس قرعا للظنبوب.
فصل العين
[عبب] العَبُّ: شُرب الماء من غير
مَصٍّ. وفي الحديث: " الكُبادُ من العب ".
_________
(1) قبله:
يا أم عبد الله أم العبد
(2) قدم، بضمتين، أي مقدم.
(3) السعدى.
(1/175)
والحمام يشرب الماء عبًّا كما تَعُبُّ
الدوابّ. وقولهم: لا عَبابِ، أي لا تَعُبّ في الماء. والعبعب: كساء من
صوف. والعبعب أيضا: التَيس من الظِباء. والعَبعَب أيضاً: نعمة الشباب.
قال العجاج:
بعد الجمال والشباب العبعب * وعب النبت، أي طال. والعبعاب: الرجل
الطويل. ورجل فيه عبية وعبية (1) ، أي كِبْرٌ وتجبُّر. وعُبِيَّةُ
الجاهلية: نخوتُها. والعَبيبة: التي تَقْطُرُ من مغافير العُرْفُطِ.
ابن السكيت: عَبِيبَةُ اللثى: غسالته. واللثى: شئ ينضحه الثُمامُ
حُلْوٌ، فما سقط منه على الأرض أُخِذَ وجُعِل في ثوب وصُبَّ عليه
الماء، فإذا سال من الثوب شُرب حُلْوًا وربما أُعْقِدَ. واليَعْبوب:
الفرس الكثير الجرى، والنهر الشديد الجرية (2) .
[عتب] عَتَبَ عليه، أي وَجَدَ عليه،
يَعْتُبُ ويَعْتِبُ عَتْباً ومَعْتَباً. وقال الغطمش (3) :
_________
(1) بضم العين وكسرها مع كسر الياء المشددة وتشديد المثناة.
(2) بكسر الجيم.
(3) الضبى.
(1/175)
أخلاى لو غير الحِمامِ أصابكم * عَتَبْتُ
ولكن ليس للدهر مَعْتَبُ (1) والتَعَتُّبُ مثله، والاسم المَعْتَبَةْ
والمَعْتِبَةُ. قال الخليل: العِتابُ: مخاطبة الا دلال ومذاكرة
الموجدة. تقول: عاتبه معاتبة. قال الشاعر: أعاتب ذا المودَّة من صديق *
إذا ما رابني منه اجتنابُ إذا ذهب العِتاب فليس وُدٌّ * ويبقى الوُدُّ
ما بقى العتابُ وبينهم أعتوبَةٌ يتعاتبون بها، يقال: إذا تعاتبوا أصلح
ما بينهم العتاب. وأعتَبَني فلانٌ، إذا عاد إلى مَسَرَّتي راجعاً عن
الإساءة، والاسم منه العُتْبَى، وفي المثل: " لك العُتْبى بأنْ لا
رضيتَ " هذا إذا لم يُرِد الإعتاب. تقول: أعتبك بخلاف ما تهوى. ومنه
قول بشر بن أبي خازم: غَضِبَتْ تميمٌ أن تُقَتَّلَ عامرٌ * يوم النِسار
فأعْتِبوا بالصَيْلَمِ (2) أي أعتبناهم بالسيف، يعني أرضيناهم بالقتل.
_________
(1) وقبله: أقول وقد فاضت بنفسى عبرة * أرى الدهر يبقى والاخلاء تذهب
(2) في المفضليات: " فأعقبوا بالصيلم " وهو الداهية.
(1/176)
واستَعتبَ وأعتَب بمعنى، واستَعتب أيضاً:
طلب أن يُعْتَبَ. تقول: استعتبته فأعتبنى، أي استرضيته فأرضاني. وعتيب:
أبو حى من اليمن. قال ابن الكلبى: هو عتيب بن أسلم بن مالك ابن شنوءة
بن تديل، أغار عليهم بعض الملوك فسبى الرجال، فكانوا يقولون: إذا كبر
صبياننا لم يتركونا حتى يفتكونا. فلم يزالوا عنده حتى هلكوا، فضربتهم
العرب مثلا وقالت: " أودى عتيب ". وقال عدى بن زيد: تُرَجِّيها وقد
وَقَعَتْ بِقُرٍّ * كما ترجو أصاغرها عتيب والاعتتاب: الانصراف عن
الشئ. قال الكميت: فاعتَتَبَ الشوقُ من فؤادي وال * شِعرُ إلى مَنْ
إليه مُعْتَتَبُ واعتتبتُ الطريقَ، إذا تركتَ سَهْلَه وأخذْتَ في
وعرِه. واعتتب، أي قصد. قال الحطيئة: إذا مخارم أَحْناءٍ عَرْضَنَ له
(1) * لم يَنْبُ عنها وخاف الجَوْرَ فاعتتَبا معناه اعتتب من الجبل، أي
ركبه ولم يَنْبُ عنه. قال الفراء: اعتتب فلان إذا رجع عن أمرٍ كانَ فيه
إلى غيره.
_________
(1) في ديوانه: " أحياء ": واضحة. ويروى: " أحيانا " يريد مرة بعد مرة.
(1/176)
والعَتَبُ: الدَرَجُ، وكلُّ مِرْقاةٍ منها
عَتَبَة، والجمع عَتَبٌ وعَتَبَاتٌ. والعتَبة: أُسْكُفَّةُ الباب،
والجمع عَتَبٌ. ولقد حُمِل فلان على عَتَبةٍ، أي أمرٍ كريهٍ من البلاء.
يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والعَتَبُ: ما
بين الوُسطى والبِنْصَر. وعَتَب البعيرُ يعتُبُ ويعتِبُ عَتَباناً، أي
مشى على ثلاث قوائم. وكذلك إذا وثب الرجل على رِجْلٍ واحدة. وعتبان
بالكسر: اسم رجل.
[عثلب] نُؤْيٌ مُعَثْلَبٌ، أي
مهدوم. وأمر مُعَثْلَبٌ، إذا لم يُحكم. وعَثْلَبَ الرجل زَنْدَهُ، إذا
أخذه من شجرٍ لا يَدري أيُوري أم لا.
[عجب] العجيب: الأمر يُتَعَجَّبُ
منه، وكذلك العُجابُ بالضم، والعُجَّابُ بالتشديد أكثر منه. وكذلك
الأعجوبة. وقولهم: عجبٌ عاجبٌ، كقولهم ليل: لائل (1) ، يؤكَّد به.
والتعاجيب: العجائب، لا واحد لها من لفظها. قال الشاعر:
_________
(1) لائل أي مظلم جدا.
(1/177)
ومن تعاجيب خلق الله غاطية (1) * يعصر منها
ملاحى وغربيب ولا يجمع عَجَبٌ ولا عجيب. ويقال جمع عجيب عجائب، مثل
أفيل وأفائل، وتبيع وتبائع. وقولهم أعاجيب، كأنهم أرادوا جمع أعجوبة،
مثل أحدوثة وأحاديث. وعجبت من كذا وتعجَّبت منه، واستعجبت بمعنًى.
وعجّبت غيري تعجيباً. وأعجبني هذا الشئ لحسنه. وقد أعجب (2) فلانٌ
بنفسه، فهو مُعْجَبٌ برأيه وبنفسه، والاسم العُجْبُ بالضم. وقولهم: ما
أعجبه برأيه، شاذٌّ لا يقاس عليه. والعَجْبُ بالفتح: أصل الذَنَبِ.
والعَجْبُ أيضاً: واحد العُجوبِ، وهى أواخر الرمل. قال لبيد: يجتاب (3)
أصلاً قالِصاً مُتَنَبِّذاً * بعُجوبِ أنقاءٍ يميل هيامها
[عدب] العَدابُ بالفتح: ما استرقَّ
من الرمل. قال ابن أحمر: كثَوْرِ العَدابِ الفَرْدِ يَضربه الندَى *
تَعَلّى النَدى في مَتْنِه وتحدَّرا
_________
(1) كرمة عنب.
(2) قولهم أعجب فلان الخ، بضم الهمزة، وفتح جيم معجب كما في المختار.
ولكونه مبنيا للمجهول لا يصاغ منه التعجب.
(3) يروى أيضا: يجتاف، بالفاء.
(1/177)
والعَدابَةُ: الرَكبُ (1) قال الشاعر (2) :
وكنت كذاتِ العَرْكِ (3) لم تُبْقِ ماءها * ولا هي مِمَّا بالعَدابَةِ
طاهِر (4)
[عذب] العَذْبُ: الماء الطيَب. وقد
عَذُبَ عُذوبةَ. ويقال للرِيق والخمر: الأعذبان. واستعذبَ القوم ماءهم،
إذا استقَوه عَذْباً. واستعذَبه، أي عدَّه عذْباً. ويُسْتَعذَب لفلانٍ
من بئر كذا، أي يُستقى له. وعَذَبَةُ اللسان: طَرَفُه الدقيق.
والعَذَبَة: إحدى عذبتي السوط (5) . وقول ذى الرمة: غضف (6) مهرتة
الاشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب يعنى السيور. وعذبة
الميزان: الخيط الذي يُرْفع به. وعَذَبَةُ الشجر: غُصنه. والعَذَبَةُ:
القذاةُ. وماء ذو عَذَبٍ، أي كثير القذى. يقال: أعْذِبْ حوضَكَ، أي
انزعْ ما فيه من القَذى. وأعْذَبْتُهُ عن الأمر، إذا منعتَه عنه. يقال:
أعْذِبْ نفسَكَ عن كذا، أي اظلفها عنه.
_________
(1) بفتحتين، أي العانة، أو منبتها.
(2) هو الفرزدق.
(3) ويروى: " كذات الحيض ".
(4) ويروى: " ولا هي من ماء العدابة طاهر " كما في اللسان.
(5) عذبه السوط: طرفه، والجمع عذب.
(6) يروى: " جرد مهرتة " أي منجردة.
(1/178)
والعذوب من الدواب وغيرها: القائمُ الذي لا
يأكل ولا يشرب، وكذلك العاذِبُ. والعذاب: العقوبة، وقد عذبته تعذيبا.
والعذيب: ماء لتميم. وعاذب: مكان. أبو عمرو: العُذَبِيُّ الكريم
الأخلاق، بالذال المعجمة (1) . وأنشد لكُثيِّر (2) : سَرَتْ ما سَرَتْ
من ليلها ثم أعْرَضَتْ * إلى عذبى ذى غناء وذى فضل
[عرب] العرب: جيل من الناس، والنسبة
إليهم عَرَبيّ بيِّن العروبة، وهم أهل الأمصار. والأعراب منهم سُكّانُ
البادية خاصَّة. وجاء في الشعر الفصيح، الأعاريب. والنسبة إلى الأعراب
أعرابيٌّ، لأنه لا واحد له. وليس الأعراب جمعاً لعرب، كما كانَ الأنباط
جمعاً لنَبَطٍ، وإنما العرب اسم جنسٍ. والعرب العاربة هم الخُلَّصُ
منهم، وأخِذ من لفظه فأُكدَّ به، كقوله ليل لائل. وربما قالوا: العرب
العَرْباء. وتعرَّب، أي تشبَّه بالعرب. وتعرَّبَ بعد هِجْرَتِهِ، أي
صار أعرابيا.
_________
(1) والقاموس ذكره في المهملة تبعا لتهذيب الازهرى وعلى كل هو بوزن
عرنى بالضم.
(2) ابن برى: ليس هذا كثير عزة، إنما هو كثير ابن جابر المحاربي.
(1/178)
والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخُلَّصٍ،
وكذلك المتعرِّبة. والعربية، هي هذه اللغة. ويعرب بن قحطان أول من تكلم
بالعربية، وهو أبو اليمن كلهم. والعرب والعرب واحد، مثل العَجَم
والعُجم. والعُرَيب: تصغير العرب. وقال أبو الهندي: ومكن (1) الصباب
طعام العريب * ولا تشتهيه نفوس العجم وإنما صغرهم تعظيما كما قال: "
أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ". وعرب لسانه بالضم عُروبَة، أي
صار عربياً. وأعرَبَ كلامه، إذا لم يلحن في الإعراب. وأعرب بحجَّتِهِ،
أي أفصح بها ولم يتّق أحدا (2) . قال الكميت: وجَدنا لكم في آل حاميمَ
آية * تأوَّلها منا تَقيٌّ ومُعرِب يعني المِفصحَ بالتفصيل (3) ،
والساكتَ عنه للتَقيّة. وفي الحديث: " الثيِّب تعرب عن نفسها " أي
تُفصِح.
_________
(1) المكن، بالفتح، وككتف: بيض الضبة والجرادة ونحوهما.
(2) أي لم يحذر أحدا. والتقى في الشعر التالى: من يخاف ويتقى بنى أمية
أعداء بنى هاشم.
(3) وكذا ورد في اللسان بالصاد المهملة. والوجه " بالتفضيل ".
(1/179)
والمُعرِب: الذي له خيلٌ عِراب. وقال
الكسائي: المُعْرِبُ من الخيل: الذي ليس فيه عرقٌ هجين، والأنثى
مُعْرِبة. وأعرب الرجل، أي وُلِدَ له ولدٌ عربيُّ اللون. والإبل
العِراب والخيل العراب: خلاف البَخاتي والبراذين. وأعربَ الرجل: تكلَّم
بالفُحش، والاسم العِرابة. وأعربَ سقيُ القومِ، إذا كانَ مرَّة غِبَّا
ومرة خِمْساً ثم قام على وجهٍ واحد. وعرَّبَ عليه فِعلَه، أي قبَّح.
وفي الحديث " عَرِّبوا عليه " أي ردُّوا عليه بالإنكار. وعَرَّبَ
مَنطِقَه، أي هذَّبه من اللحن. وعرَّبت عن القوم، أي تكلَّمت عنهم.
والتعريب: قطع سَعَفِ النخل، وهو التشذيب. وتعريب الاسم الأعجميِّ: أن
تتفوَّه به العربُ على مِنهاجها، تقول: عَرَّبته العربُ وأعربته أيضاً.
والعَرَبَةُ، بالتحريك: النهر الشديد الجِرْيَةِ. والعَرَبَةُ أيضاً
النفس. قال الشاعر ابن ميّادة: لما أتيتُكَ أرجو فضل نائلكم * نفحتَني
نفحة طابت لها العَربُ والعَرَب أيضاً: فساد المَعِدة. يقال عَرِبَتْ
مَعِدَتُهُ بالكسر، فهي عَرِبَةٌ. وعَرِبَ أيضا الجرح: نكس وغفر.
(1/179)
وما بالدار عَريبٌ، أي ما بها أحد.
والعَروبُ من النساء: المتحبِّبة إلى زوجها، والجمع عُرُبٌ. ومنه قوله
تعالى: (عُرُباً أتراباً) . ويوم العَروبةِ: يوم الجمعة، وهو من
أسمائهم القديمة. وابن أبى العروبة بالالف واللام. وعرابة، بالفتح: اسم
رجل من الانصار من الاوس. قال الحطيئة (1) : إذا ما راية رفعت لمجد *
تلقاها عرابة باليمين والعرب، بالكسر: يبيس البهمى.
[عرتب] العَرْتَبَةُ: لغة في
العَرْتَمَة. وسألت عنه أعرابيا من بنى أسد فوضع إصبعه على طرف وترة
أنفه.
[عرطب] العَرْطَبَةُ التي في الحديث
(2) : العودُ من الملاهي، ويقال الطبل.
[عرقب] العُرْقوبُ: العصب الغليظ
المُوَتَّرُ فوق عَقِبِ الإنسان. وعُرْقوبُ الدابة في رِجلها بمنزلة
الرُكبة في يدها. قال أبو داود: حديد الطرف والمَنكِب والعُرْقوبِ
والقَلبِ * قال الأصمعي: كلُّ ذي أربعٍ عُرقوباه في رجليه وركبتاه في
يديه.
_________
(1) ليس الحطيئة، إنما هو الشماخ.
(2) هو " إن الله يغفر لكل مذنب، إلا لصاحب عرطبة أو كوبة ".
(1/180)
وقد عَرْقَبْتُ الدابة: قطعت عُرقوبها.
والعُرقوب من الوادي: موضع فيه انحناءٌ شديد. قال الفراء: يقال ما أكثر
عراقيب هذا الجبل، وهي الطُرق الضيِّقة في مَتْنِهِ. وتَعرقبتُ، إذا
أخذتَ في تلك الطرق. وعُرْقوبُ القَطاةِ: ساقُها. قال الراجز (1) :
ونَبْلي وفُقاها كَعَراقيبِ قَطاً طُحْلِ * وعراقيب الأمور وعراقيلها:
عِظامها وصعابها. وعرقوب: اسم رجل من العمالقة ضربت به العرب المثل في
الخلف فقالوا: " مواعيد عرقوب ". وذلك أنه أتاه أخ له يسأله شيئا، فقال
عرقوب: إذا أطلع نخلى. فلما أطلع قال: إذا أبلح. فلما أبلح قال: إذا
أزهى. فلما أزهى قال: إذا أرطب. فلما أرطب قال: إذا صار تمرا. فلما صار
تمرا جده من الليل ولم يعطه شيئا. قال الاشجعى (2) : وعدت وكان الخلف
منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب (3)
[عزب] العُزَّابُ: الذين لا أزواج
لهم من الرجال والنساء. قال الكسائي: العزب: الذي لا أهل له،
والعَزَبَة: التي لا زوج لها. والاسم: العُزْبَة والعُزُوبَة. يقال:
تعَزَّب فلان زماناً ثم تأهل.
_________
(1) صوابه: قال الشاعر، وهو الفند الزمانى، أو امرؤ القيس بن عابس.
(2) هو جبيهاء.
(3) يترب بالمثناة بوزن يعلم: بلد باليمامة.
(1/180)
وعَزَبَ عني فلان يعزُب ويَعْزِب: أي بَعُد
وغاب، وعَزَب عن فلانٍ حِلمُه، وأعزبه الله. وأعزبت الإبل، أي بعُدت في
المرعى لا تَروح. وأعزب القومُ فهم مُعزِبون، أي عَزَبَت إبلهُم.
والمِعْزابَة: الرجل الذي يَعزُب بماشيته عن الناس في المرعى، وكذلك
الذي طالت عُزْبته. والعازب: الكلأ البعيد، وقد أعْزَبْنا، أي أصبناه.
وإبل عزيب، أي لا تروح على الحيّ، وهو جمع عازب، مثل غازٍ وغَزِيّ.
وهراوة الأعزاب: هِراوة الذين يَبْعُدون بإبلهم في المرعى، ويشبَّه بها
الفرس. وسَوامٌ معزَّبٌ بالتشديد (1) ، إذا عُزِّب به عن الدار، وفي
الحديث: " من قرأ القرآن في أربعين ليلةً فقد عَزَّب "، أي بَعُد عهده
بما ابتدأه منه. وعَزَب طُهر المرأةِ، إذا غاب عنها زوجُها. وقال
النابغة: شُعَبُ العِلافيَّاتِ بَين فُروجهم * والمحصَناتُ عَوازِبُ
الأطهارِ وعَزبت الأرض، إذا لم يكن بها أحدٌ، مخصبة كانت أو مجدبة.
_________
(1) أي للزاى مفتوحة.
(1/181)
[عسب]
العَسيب من السَعف: فويق الكَرَب لم ينبت عليه الخوص. وما نبت عليه
الخوص فهو السَعَف. وعَسيب الذَنَب: منبِته من الجلد والعظم. وعسيب:
اسم جبل. قال امرؤ القيس: أجارتنا إن الخطوب تنوب * وإنى مقيم ما أقام
عسيب والعسيب: الكراء الذى يؤخذ على ضِراب الفحل، ونُهِيَ عن عَسْب
الفحل. تقول: عَسَب فحله يَعْسِبُه، أي أكراهُ. وعَسْب الفحل أيضاً:
ضِرابه، ويقال: ماؤه. قال زهير يهجو قوماً أخذوا غلاماً له: ولولا
عَسْبُه لتركتموهُ * وشرُّ منيحة فحل (1) مُعارُ واستعسَبَتِ الفرس،
إذا استَودقَت. واليَعْسوب: ملك النحل، ومنه قيل للسيِّد: يعسوب قومه.
واليعسوب أيضاً: طائرٌ أطول من الجرادة لا يضمُّ جناحه إذا وقع،
تُشبَّه به الخيلُ في الضُمْر. قال بشر: أبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ تُطِيفُ
(2) بشخصه * كوالحُ أمثال اليعاسيب ضمر
_________
(1) في اللسان: ولولا عسبه لرددتموه * وشر منيحة أير معار
(2) في اللسان: يطيف.
(1/181)
والياء فيهن زوائد (1) ، لانه ليس في
الكلام فعلول غير صعفوق.
[عشب] العُشْب: الكلأ الرَطْب، ولا
يقال له: حشيش حتى يهيج. تقول منه: بلد عاشب. ولا يقال في ماضيه إلا
أعْشبَت الأرض، إذا أنبتت العُشْب. وبعيرٌ عاشب: يرعى العُشْب. وأعشب
القوم: أصابوا عُشْباً. وأرض مُعْشِبة وعَشيبة، ومكانٌ عَشيب بيِّن
العَشابَة. واعشوشبت الأرض، أي كثر عُشْبُها، وهو للمبالغة: كقولك:
خَشنَ واخشوشن. وأرض فيها تَعَاشيبُ، إذا كانَ فيها عُشْب نَبْذٌ
متفرّق، لا واحد لها. والعَشَبة بالتحريك: النابُ الكبيرة، وكذا العشمة
بالميم. يقال: سألته فأعشَبَني، أي أعطاني ناقة مُسِنَّة. وشيخ عَشَبَة
وعجوز عَشَبَة، أي هِمٌّ وهِمَّةٌ. وعيال عَشَبٌ: ليس فيهم صغير. وقال:
جمعت منهم عشبا شهابرا
[عصب] العَصَبة: واحد العصب
والأعصاب، وهي أطناب المفاصل. تقول: عَصِبَ اللحمُ بالكسر، أي كثُر
عصبه.
_________
(1) الصواب: والباء فيه زائدة.
(1/182)
وانعصَب: اشتدّ. والمعصوب: الشديد اكتناز
اللحم. والعصْب: الطَيُّ الشديد. ورجل مَعصوب الخلق. وجارية معصوبةٌ
حسَنَة العَصْب، أي مجدولة الخلق. والمعصوب في لغة هُذيل: الجائع.
والمُعَصَّب (1) : الذي يعْصِب وسطه من الجوع. وقال أبو عبيد: هو الذي
عصَّبته السِنونَ أي أكلت ماله. وتقول أيضاً: عصَّبَ رأسَه بالعِصابة
تعصيباً. وعَصَبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه، وإنَّما سمُّوا عصبةً
لأنَّهم عَصَبوا به أي أحاطوا به، فالاب طرف والابن طرف، والعم جانب
والأخ جانب. والجمع العَصَبات. والتعصُّبُ من العَصَبيَّة. وتعصَّب، أي
شدَّ العِصابة. والعُصبَة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين.
والعَصْبُ: ضربٌ من بُرود اليمن، ومنه قيل للسِحاب كاللَطْخ: عَصْب.
والعَصَّاب: الغزال عن أبى عمرو. قال رؤبة:
طى القسامى برود العصاب (2)
_________
(1) انفرد صاحب القاموس بضبطه بالكسر كمحدث.
(2) القسامى: الذى يطوى الثياب في أول طيها حتى تكسر على طيها. اه.
مرتضى.
(1/182)
والعصابة (1) : العمامة وكل ما يُعصَب به
الرأس. وقد اعتصب بالتاج والعمامة. والعصابة: الجماعة من الناس والخيل
والطير. واعصوصَب القوم: اجتمعوا وصاروا عصائب. واعصوصب اليومُ، أي
اشتدّ. ويومٌ عصيب وعصبصبٌ، أي شديد. والعَصيب: الرئة تعصب بالامعاء
فتشوى. قال حميد بن ثور (2) : أولئك لم يدرين ما سمك القرى * ولا عصب
فيها رئات العمارس وعصبت فخذ الناقة لتدر. وناقة عصوب: لاتدر حتى تعصب.
واسم الحبل الذي تعصب به عِصاب. وعصبتُ الشجرةَ، إذا ضممتَ أغصانها
ثمَّ ضربتها ليسقط ورقها. قال الحجاج: " لا عصبنكم عصب السلم (3) ".
وقال أبو عبيد: السلمة شجرة إذا أرادوا قطعها عصبوا أغصانها عصبا شديدا
حتى يصلوا إلى أصلها فيقطعوها. وعصب القوم بفلانٍ، أي استكفُّوا حوله.
وعصبت الإبل بالماء، إذا دارت به. وقال الفراء: عصَبَت الإبل وعصِبت
بالكسر.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " والعصب ".
(2) وقيل: هو للصمة بن عبد الله القشيرى.
(3) السلم هو السنط الذى ثمرته القرظ. والمشهورة في روايته " عصب
السلمة ".
(1/183)
وعصب الريق بفيه، إذا يَبِس عليه. قال ابن
أحمر: يُصلِّي على من مات منا عَرِيفُنا * ويقرأ حتَّى يعصِبَ الريقُ
بالفمِ وعصَب الريقُ فاه أيضاً. وقال (1) : يعصب فاه الريق أي عصب *
عصب الجباب بشفاه الوطب وعَصَب الأفقُ: احمرّ. وعصَبْتُ الكبشَ عصباً،
إذا شددت خصيَيْه حتَّى يسقطا من غير أن تنزعهما. والعَصْب في العروض:
تسكين اللام من مفاعَلَتن، وينقل إلى مفاعيلن. والعصلبي من الرجال:
الشديد، بزيادة اللام. قال الراجز:
قد لَفَّها الليلُ بعصلبى
[عضب] عضَبَه عَضْباً، أي قطعه.
والعَضْب: السيف القاطع. وعضَبْت الرجل بلساني، إذا شتمته. ورجلٌ
عضَّاب، أي شتَّام. وعَضُب لسانه بالضم عُضُوبة: صار عضْباً، أي حديداً
في الكلام. أبو زيد: العَضْباء: الشاة المكسورة القرن الداخل، وهو
المُشاش. ويقال هي التي انكسر
_________
(1) هو أبو محمد الفقعسى.
(1/183)
أحد قَرنيها. وقد عضِبت بالكسر، وأعضبتها
أنا. وكبش أعضبُ بيِّن العضب. قال الاحطل. إن السيوف غدوَّها ورواحها *
تركتْ هوازِنَ مثلَ قرن الأعضبِ والأعضب من الرجال: الذي لا ناصر له.
والمعضوب: الضعيف. تقول منه: عَضَبَة. وناقةٌ عضباء: أي مشقوقة الأذن،
وكذلك الشاة. وأما ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى كانت تسمى "
العضباء " فإنما كان ذلك لقبا لها، ولم تكن مشقوقة الاذن. والاعضب في
الوافر: مفتعلن مخروما من مفاعلتن.
[عطب] العَطب: الهَلاك. وقد عطِب
بالكسر. وأعطبه: أهلكه. والمعاطب: المهالك، واحدها مَعْطَب. والعُطْب
والعُطُب: القُطن، مثل عسر وعسر. قال الشاعر: كأنَّه في ذُرى عمائمهم *
مُوَضَّعٌ من مَنادِف العُطُبِ والعُطْبة: قطعة منه. يقال: أجد ريح
عُطْبة، أي ريح قطنة، أو خرقة محترقة.
[عظب] قال الاصمعي: العنظب: الذكر
من الجراد، وفتح الظاء لغة. قال الكسائي: هو العُنظُب والعُنْظاب،
(1/184)
والعُنْظوب، والأنثى عُنْظوبة، والجمع
عناظب. قال الشاعر:
رءوس العناظب كالعنجد (1) * وفي كتاب سيبويه: العُنْظُباء بالضم والمد.
وعنظبة: موضع. قال لبيد:
من قلل الشحر فذات العنظبة
[عقب] عاقبة كل شئ: آخره. وقولهم:
ليست لفلانٍ عاقبةٌ، أي ولد. وفي الحديث: " السيِّد والعاقب " فالعاقب:
مَن يخلف السيدَ بعده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا العاقب "،
يعني آخر الأنبياء، وكلُّ من خَلَفَ بعد شئ فهو عاقبه. والعقب، بكسر
القاف: مؤخَّر القدم، وهي مؤنّثة. وعقب الرجلِ أيضا: وَلَده وولد ولده.
وفيها لغتان عَقِبٌ وعَقْب بالتسكين. وهي أيضاً مؤنَّثة عن الاخفش.
وقال أبو عمرو: النعامة تعقب في مرعى بعد مرعى، فمرة تأكل الآء، ومرة
تأكل التنوم، وتعقب بعد ذلك في حجارة المرو، وهى عقبته، ولا يغث عليها
شئ من المرتع. وهذا معنى قول ذى الرمة يصف الظليم: ألهاه آء وتنوم،
وعقبته * من لائح المرو والمرعى له عقب
_________
(1) صدره:
غدا كالعملس في خافة:
(1/184)
وعقب فلان مكان أبيه عاقبة، أي خلفه، وهو
اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) . وعقبت الرجل
في أهله، إذا بغيتَه بشرٍّ وخَلَفته. وعقَبْتُه أيضاً، إذا ضربتَ عقبه.
والعقب، بالتسكين: الجرى يجئ بعد الجري الأول. تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ
حسن. والعُقْب والعُقُب: العاقبة، مثل عسر وعسر. ومنه قوله تعالى: (هو
خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقُباً) . وتقول أيضاً: جئت في عُقْب شهر رمضان،
وفي عُقْبانِهِ، إذا جئتَ بعد أن يمضيَ كلُّه، وجئتُ في عَقِبه بكسر
القاف، إذا جئتَ وقد بقيت منه بقيّة. حكاه ابن السكيت. والعُقْبَةُ:
النَوبة، تقول: تمَّت عُقبتُك. وهما يتعاقبان كالليل والنهار. وتقول
أيضاً: أخذت من أسيري عُقْبَةً، إذا أخذت منه بدلاً. وعاقبت الرجل في
الرحلة، إذا ركبت أنت مرَّةً وركب هو مرّة. وعُقْبَةُ الطائر: مسافة ما
بين ارتفاعه وانحطاطه. والمِعْقاب: المرأة التي من عادتها أن تلد ذكراً
بعد أنثى.
(1/185)
والعقبة أيضا: شئ من المرق يردُّه مستعير
القدر إذا ردَّها. وقولهم: عليه عِقْبه السرو والجمال، بالكسر، أي أثر
ذلك وهيئته. ويقال أيضاً: ما يفعلُ ذلك إلا عِقْبة القمر (1) ، إذا كان
يفعله في كل شهرٍ مرّةً. والعَقَب بالتحريك: العَصَب الذي تُعمل منه
الأوتار، الواحدة عَقَبة، تقول منه عَقَبْت السهمَ والقَدَحَ والقوس
عَقْباً، إذا لويت شيئاً منه عليه. قال الشاعر (2) : وأسْمَر من قداح
النَبْع فَرعٍ * به عَلمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ (3) وربَّما شدُّوا به
القرط لئلا يزيغ. وأنشد الاصمعي: كأن خوق قرطها المعقوب (4) * على دباة
أو على يعسوب والعقبة: واحدة عقاب الجبال.
_________
(1) هو مثلث العين.
(2) دريد بن الصمة.
(3) وبعده: دفعت إلى المفيض وقد تجاثوا * على الركبات مطلع كل شمس قوله
" وأسمر " يروى " وأصفر ". وقوله " فرع " أي هو من فرع شجرة. والمفيض،
هو الذى يجيل القداح يضرب بها.
(4) الرجز لسيار الابانى.
(1/185)
ويعقوب: اسم رجل لا ينصرف في المعرفة
للعجمة والتعريف، لانه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف
المذهب. واليعقوب: ذكر الحجل، وهو مصروف لانه عربي لم يغير وإن كان
مزيدا في أوله فليس على وزن الفعل. قال الشاعر:
عال يقصر دونه اليَعْقوبُ * والجمع اليَعاقيب. وإبل مُعاقبة: ترعى
مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى
المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العواقب. عن ابن الاعرابي. وأعقبت
الرجل، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة. والعرب
تعقب بين الفاء والثاء وتعاقب، مثل جدث وجدف. العقاب: العقوبة، وقد
عاقبته بذنبه. وقوله تعالى: (فَعاقَبتم (1) ، أي فَغَنِمتم. وعاقبَه أي
جاء بعَقِبه فهو، مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً. والتعقيب مثله. والمعقبات:
ملائكة الليل والنهار، لأنهم يتعاقبون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم،
نحو نَسَّابة وعَلاَّمة. والمعقِّبات: اللواتي يقمن عند
_________
(1) هي قوله تعالى: " وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار ".
(1/186)
أعجاز الابل المعتركات على الحوض، فإذا
انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى، وهي الناظرات العُقَب. وعَقَّب
العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه. والتعقيب أيضاً: أن يغزو
الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل: طِوالُ
الهوادي والمتونُ صليبةٌ * مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّب وعَقَّب في
الأمر، إذا تردَّد في طلبه مجدا. قال لبيد يصف حمارا وأتانه: حتى تهجر
بالرواح وهاجها (1) * طلب المعقب حقه المظلوم رفع المظلوم وهو نعت
للمعقب على المعنى، والمعقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل. وتقول: ولى
فلان مدبِراً ولم يُعَقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر. والتعقيب في
الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة. وفي الحديث: " من
عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة ". وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها
تعقيبٌ، أي استثناء. وأعقبه بطاعته، أي جازاه. والعُقبى: جزاء الأمر.
وأعقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلف عقبا،
_________
(1) في اللسان: " في الرواح وهاجه ". وانظر خزانة الادب 1: 334 - 335.
(1/186)
أي ولدا. وأعقبهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ
يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً: ويخْضِدُ في الآرِيِّ
حتَّى كأنه * به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ والمُعْقِب: نجمٌ يعقب
نجماً، أي يطلع بعده. ويقال: أكل أكلةً أعقبته سقماً، أي أورثته. وذهب
فلانٌ فأعقبه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَقَبه. وأعقبَ مستعيرُ
القدرِ، أي ردَّها وفيها العُقْبة. وقد تَعَقَّبْتُ الرجلَ، إذا أخذته
بذنبٍ كان منه. وتَعَقَّبْت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه.
قال طفيل:
ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَقَّب (1) * وتَعَقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد
عاقبتَه، إلى خير. واعْتَقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري
حتَّى يقبض الثمن. وفى الحديث: " المعتقب ضامن "، يعنى إذا تلفت عنده.
واعتقبت الرجلَ: حبسته. وتقول: فعلت كذا فاعتقبتُ منه ندامةً، أي وجدت
في عاقبته ندامة.
_________
(1) صدره:
تتابع حتى لم تكن فيه ريبة * وقبله: تأوبنى هم مع الليل منصب * وجاء من
الاخبار ما لا أكذب ويروى " تتابعن حتى لم تكن لى ريبة ".
(1/187)
والعقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْقُب،
لأنَّها مؤنثة، وأفعل بناء يختص به جمع الاناث مثل عناق وأعنق، وذراع
وأذرع، والكثير عِقْبان. وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على
القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح: عُقاب عَقَنْباة كأنَّ
وظيفَها * وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ والعُقاب: عُقاب الراية
(1) . والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء، وصخرةٌ ناتئةٌ
في عُرض جبل شِبه مِرقاة.
[عقرب] العقرب: واحدة العقارب، وهي
تؤنث، والأنثى عَقْربة وعَقْرباءٌ ممدود غير مصروف، والذكر عُقْربانٌ
بالضم، وهو أيضاً دابةٌ له أرجل طِوال، وليس ذنبُه كذنب العقارب. قال
الشاعر، إياس بن الارت (2) : كأن مرعى أمكم إذ غدت * عقربة يكومها
عقربان (3) ومرعى: اسمها. ويروى " إذ بدت ".
_________
(1) صوابه " والعقاب: الراية ".
(2) الطائى.
(3) بعده: إكليلها زول وفى شولها * وخز أديم مثل وخز السنان كل عدو
يتقى مقبلا * وأمكم سورتها بالعجان
(1/187)
ومكان مُعَقْرِب، بكسر الراء: ذو عقارب،
وأرض مُعَقْرِبة، وبعضهم يقول أرض معقرة، كأنه رد العقرب إلى ثلاثة
أحرف ثم بنى عليه، وصدغ معقرب، بفتح الراء، أي معطوف. والعَقْرب: برجٌ
في السماء.
[عكب] عكابة: أبو حى من بكر، وهو
عكابة بن صعب بن على بن بكر بن وائل. والعكاب: الدخان. وللابل عكوب على
الحوض، أي ازدحام. والعاكِب: الجمع الكثير. والعَكوب، بالفتح: الغبار.
والعنكبوت: الناسجة، والغالب عليها التأنيث، والجمع العناكب. والعكنباة
أيضا: العنكبوت. قال الشاعر: كأن ما يسقط من لغامها * بيت عكنباة على
زمامها ورجل عكب مثال هجف، أي قصير ضخم: وأما قول المتنخل اليشكرى (1)
: يطوف بى عكب في معد * ويطعن بالصملة في قفيا فهو عكب اللخمى صاحب سجن
النعمان ابن المنذر.
_________
(1) وكذا في اللسان. واسم اليشكرى " المنخل " وأما المتنخل، فهو
المتنخل الهذلى.
(1/188)
[علب]
العَلْب: واحد العُلوب، وهي الآثار. تقول منه: عَلَبْتُهُ أعلُبُهُ
بالضم، إذا وسمته أو خدشته، أو أثرت فيه. وقال طرفة: كأن علوب النسع في
دأياتها * موارد من خلقاء في ظهر قردد وكذلك التعليب. والعَلِبُ:
المكان الغليظ. وطريق مَعْلوب: لاحب. قال بشر:
على كل معلوب يثور عكوبها (1) * والعلباء: عصب العنق، وهما عِلباوان
بينهما منبت العُرف. وإن شئت قلت عِلباءان، لأنَّها همزة ملحقة، فإن
شئت شبهتها بهمزة التأنيث التى في حمراء، أو بالاصلية التى في كساء.
والجمع العلابى. والعلابي أيضا: الرصاص، أو جنسٌ منه (2) . وعَلِبَ
البعيرُ، إذا أخذه داءٌ في جانبي عنقه. وعَلَبْتُ السيفَ أعْلُبه
عَلْباً، إذا حزمتَ قائمه بعِلباء البعير. والمعلوب: اسم سيف الحارث
ابن ظالم المرى. وعلباء: اسم رجل. وقال امرؤ القيس:
_________
(1) صدره:
نقلناهم نقل الكلاب جراءها
(2) قال الازهرى: " ما علمت أحد قاله، وليس بصحيح ".
(1/188)
وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ
صَفِرَ الوِطابُ ويقال: تشنَّج عِلباء الرجل، إذا أسنّ. وتيسٌ عَلِبٌ،
وضبٌّ عَلِبٌ، أي مسنٌّ جاسئ. ويقال: عَلِب اللحم بالكسر يَعْلَب، أي
اشتدَّ. وعَلِب النبات أيضاً، أي جَسَأ. والعِلاب: وسمٌ في طول العنق،
ناقةٌ مُعَلَّبة. والعُلْبة: مِحْلبٌ من جلد، والجمع عُلَب وعِلابٌ.
والمُعَلِّب: الذى يتخذ العلبة. قال الكميت يصف خيلا: سقتنا دماء القوم
طورا وتارة * صبوحا له اقتار الجلود المعلب (1) والاعلنباء: أن يشرف
الرجل ويُشخص نفسه، كما يفعل عند الخصومة والشَتم. يقال: اعْلَنْبى
الديك والكلب وغيرهما إذا تنفش شعره. وأصله من علباء العنق، وهو ملحق
بأفعنلل بياء. وعليب (2) : اسم واد. ولم يجئ على فعيل بضم الفاء وتسكين
العين وفتح الياء شئ غيره.
[عنب] الحبة من العِنَب عِنَبة، وهو
بناء نادر، لان الاغلب على هذا البناء الجمع، نحو قرد
_________
(1) اقتار الجلود: قطعها من الوسط مستديرة. وفى المطبوعة الاولى
واللسان " أقتار الجلود "، وهو تحريف.
(2) ويقال عليب أيضا، وزان درهم.
(1/189)
وقردة، وفيل وفيلة، وثور وثورة، إلا أنه قد
جاء للواحد، وهو قليل، نحو العنبة، والتولة، والحبرة، والطيرة،
والطيبة، والخيرة، لا أعرف غيره. فإن أردت جمعه في أدنى العدد جمعته
بالتاء فقلت عِنَبات، وفي الكثير عِنَبٌ وأعْناب. والعِنَباءُ بالمد:
لغة في العنب، والعِنَبَةُ: بَثْرةٌ تخرج بالانسان. وعناب بن أبى حارثة
(1) : رجل من طيئ. والعناب، بالضم: معروف، الواحدة عُنَّابة. والعُناب
بالتخفيف: العظيم الأنف. قال: وأخرَقَ مَهْبوتِ التراقي مُصَعَّد البَ
* لاعيمِ رِخْو المنكبين عُنابِ والعُنابُ: وادٍ. والعُناب: العَفَل.
والعَنَبان بالتحريك: التَيس النشيط من الظباء، ولا فعل له.
[عندلب] العندليب: طائر يقال له:
الهزار، والجمع لعنادل، لأنك تردّه إلى الرباعي ثم تبني منه الجمع
والتصغير، والبلبل يعندل، إذا صوت. قال سيبويه: إذا كانت النون ثانية
فلا تجعل زائدة إلا بثبت (2) .
[عهب] العَيْهَب: الثقيل من الرجال
الوخم. قال الشويعر (3) :
_________
(1) قال في القاموس: " صوابه عتاب بالمثناة فوق ".
(2) الثبت، بالتحريك الحجة والبينة.
(3) هو محمد بن حمران بن أبى حمران الجعفي.
(1/189)
حللت بها وِتْري وأدركت ثُؤْرَتي * إذا ما
تناسى ذَحْلَه كلُّ عَيْهَبِ وكساءٌ عَيهَب، أي كثير الصوف. وعِهِبَّى
الشباب وعهباؤه: شرخه (1) . وقال: عهدي بسلمى وهى لم تزوج * على عهبى
عيشها المخرفج
[عيب] العَيْب والعَيْبَةُ والعاب
بمعنى واحد، تقول: عاب المتاعُ أي صار ذا عيب، وعِبْته أنا، يتعدَّى
ولا يتعدَّى، فهو مَعيب ومَعْيوبٌ أيضاً على الأصل. وتقول: ما فيه
مَعابة ومَعابٌ، أي عَيْب، ويقال موضع عَيب. قال الشاعر: أنا الرجلُ
الذي قد عِبْتموهُ * وما فيه لعَيَّاب مَعابُ لان المفعل من ذوات
الثلاثة مثل كال يكيل إن أريد به الاسم مكسور والمصدر مفتوح، ولو
فتحتهما أو كسرتهما في الاسم والمصدر جميعا لجاز، لان العرب تقول:
المسار والمسير، والمعاش والمعيش، والمعاب والمعيب. والمَعايب:
العُيوب. وعَيَّبه: نسبه إلى العَيب، وعَيَّبَه أيضاً، إذا جعله ذا
عيب. وتعيبه. مثله.
_________
(1) أي أوله، وعهبى بكسرتين وشد الباء مفتوحة.
(1/190)
والعيبة: ما يُجعل فيه الثياب، وفي الحديث:
" الأنصار كَرِشي وعيْبَتي ". والجمع عِيَب، مثل بَدْرة وبِدر، وعِيابٌ
وعيبات.
فصل الغين
[غبب] الغِبّ: أن ترد الإبلُ الماء
يوماً وتدعه يوما، تقول: غَبَّت الإبل تَغِبُّ غَبَّا، وإبلُ بني فلانٍ
غابَّةٌ وغَوابُّ، وكذلك الغِبُّ في الحمَّى. قال الكسائي: أَغْبَبْت
القومَ، وغَبَبْتُ عنهم أيضاً، إذا جئت يوماً وتركت يوما، قال: فإن
أردت أنَّك دفعت عنهم قلت: غببت عنهم، بالتشديد. والمغببة الشاة تُحلب
يوماً وتترك يوما. وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة، إذا لم يُبالغ فيها.
والغِبّ في الزيارة، قال الحسن: في كلِّ أسبوع، يقال: " زرغبا تزدد حبا
". وغب كل شئ أيضا: عاقبته. وقد غَبّت الأمورُ أي صارت إلى أواخرها.
وغَبَّ اللحمُ أي أنتَنَ. وغبّ فلانٌ عندنا، أي بات. ومنه سمِّي اللحم
البائت: الغابّ. ومنه قولهم: روَيد الشعرَ يَغِبَّ. وأغَبَّنا فلانٌ:
أتانا غبَّا. وفي الحديث: " أغِبُّوا في عيادة المريض واربعوا "، يقول:
عُدْ يوما ودع يوما، أودع يومين وعد اليوم الثالث.
(1/190)
وتقول: أغَبَّت الإبل من غِبِّ الوِرد.
وأغَبَّت الحمَّى وغَبَّتْ بمعنًى. وفلان لا يُغِبُّنا عطاؤه، أي لا
يأتينا يوماً دون يوم، بل يأتينا كل يوم. ومنه قول الراجز:
وحمرات شربهن غب * أي كل ساعة. والغب: الغامض من الأرض، والجمع أغْباب
وغُبوب. وغبة بالضم: فرخ عقاب كان لبنى يشكر، وله حديث. والغَبيبة من
ألبان الغنم يُحلب غُدوةً ثم يُحلب عليه من الليل، ثم يُمخَض من الغد.
والغَبَبُ للبقر والديك: ما تدلَّى تحت حنكهما، وكذلك الغبغب. والغبغب
أيضا: المنحر بمنى، وهو جبيل. قال الشاعر (1) :
والراقصات إلى منى فالغبغب (2)
[غرب] الغُربة: الاغتراب، تقول منه:
تغرب،
_________
(1) هو نهيكة الفزارى يقوله لعامر بن الطفيل.
(2) صدره:
يا عام لو قدرت عليك رماحنا * وبعده: لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران
أو لثويت غير محسب
(1/191)
واغترب، بمعنى، فهو غريب وغرب أيضا بضم
الغين والراء. وقال (1) : وما كان غض الطرف منا سجية * ولكننا في مذحج
غربان (2) والجمع الغرباء. والغرباء أيضاً: الأباعد. واغترب فلانٌ، إذا
تزوَّج إلى غير أقاربه. وفي الحديث " اغترِبوا لا تُضْووا ".
والمُغَرِّب: الذي يأخذ في ناحية المَغْرِب. وقال قيس بن الملوَّح:
وأصبحت من لَيْلى الغداةَ كناظرٍ * مع الصُبحِ في أعقاب نجمٍ مُغَرّبِ
ويقال أيضاً: " هل جاءكم مُغرِّبة خَبَرٍ "، يعني الخبر الذي طرأ عليهم
من بلدٍ سوى بلدهم. وشأو مغرب ومغرب أيضا بفتح الراء، أي بعيد.
والتَّغْريب: النفي عن البلد. وغرب، بالتشديد: اسم جبل دون الشام في
بلاد بنى كلب، وعنده عين. ماء تسمى غربة. وأغرب الرجل: جاء بشئ غريب.
وأغْرَبْتُ السقاءَ: ملأته. قال بشر:
_________
(1) طهمان بن عمرو الكلابي.
(2) وقبله: وإنى والعبسي في أرض مذحج * غريبان شتى الدار مختلفان
(1/191)
وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ
تكفأ في خليخ مغرب وأغرب الرجل: صار غريبا. حكاه أبو نصر. واستغرب في
الضحك: اشتدَّ ضحكه وكثر. والمُغْرَب: الأبيض. قال الشاعر (1) : فهذا
مكاني أو أرى القارَ مُغْرَباً * وحتى أرى صُمّ الجبالِ تَكَلَّم
والمُغْرَب أيضاً: الأبيض الأشفار من كلِّ شئ، تقول: أغرب الفرس، على
ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا فشت غُرَّته حتَّى تأخذ العينين فتبيضّ
الأشفار، وكذلك إذا ابيضَّت من الزَّرَق. وأُغْرِب الرجل أيضاً، إذا
اشتد وجعه. عن الاصمعي والغراب: واحد الغِرْبان، وجمع القلَّة
أَغْرِبة. وغرابُ الفأس: حدُّها. قال الشماخ يصف رجلاً قطع نبعة: فأنحى
عليها ذاتَ حدٍّ غُرابها * عَدوٌّ لأوساط العِضاهِ مَشارِزُ وغُرابا
الفرس والبعير: حدُّ الوِركين، وهما حرفاهما: الأيسر والأيمن، اللذان
فوق الذنب حيث يلتقى رأسا (2) الورك. عن الاصمعي. قال الراجز: يا عجبا
للعجب العجاب * خمسة غربان على غراب
_________
(1) هو معاوية الضبى.
(2) في المطبوعة الاولى " رأس "، صوابه في اللسان.
(1/192)
وجمعه أيضا غربان. قال ذو الرمة: وقربن
بالزرق الحمائل (1) بعد ما * تقوب عن غربان أوراكها الخطر أراد تقوبت
غربانها عن الخطر، فقلبه، لان المعنى معروف، كقولك: لا يدخل الخاتم في
إصبعى، أي لا يدخل الاصبع في خاتمي. ورجل الغراب: ضرب من الصِّرار
شديد. وقول الشاعر (2) : رأى دُرَّةً بيضاء يَحفِلُ لونَها * سُخامٌ
كغِرْبان البرير مُقَصَّبُ يعني به النضيج من ثمر الأراك. وتقول: هذا
أسود غِرْبيبٌ، أي شديد السواد. وإذا قلت: غرابيبُ سودٌ، تجعل السود
بدلاً من الغرابيب، لأنَّ تواكيد الألوان لا تقدَّم. والغَرْب
والمَغْرِب بمعنًى واحد (3) . وقولهم: لقيته مُغَيْرِبان الشمس،
صغَّروه على غير مكبَّره، كأنَّهم صغَّروا مَغْرِبانا. والجمع
مغيربانات، كما قالوا: مفارق الرأس، كأنهم جعلوا ذلك الحين (4) أجزاء،
كلما تصوبت الشمس ذهب منها جزء، فصغروه فجمعوه على ذلك.
_________
(1) الحمائل بالحاء المهملة.
(2) هو بشر بن أبى خازم.
(3) ذكر القاموس أربعة وعشرين معنى للغرب. أه مرتضى.
(4) في اللسان " الحيز "، وما هنا صوابه.
(1/192)
وغرب أي بعد، يقال: اغرُبْ عنِّي، أي
تباعد. وغرَبت الشمس غُروباً. والغُروب أيضاً: مجاري الدمع. وللعين
غُرابان: مقدِمها ومؤخرها. قال الأصمعيّ: يقال: لعَينهِ غَرْبٌ، إذا
كانت تسيل ولا تنقطع دموعها. والغروب: الدموع. وقال الراجز: ما لك لا
تذكر أم عمرو * ألا لعينيك غروب تجرى والغروب أيضا: حدَّة الأسنان
وماؤها، واحدها غَرْب. قال عنترة: إذ تَستبيكَ بذي غُروبٍ واضحٍ *
عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لذيذِ المَطْعَمِ والغَرْب أيضاً: الدلو العظيمة.
ويقال لحدّ السيف غَرْب. وغَرْب كل شئ: حده. يقال: في لسانه غرب، أي
حدَّة، وغَرْبُ الفرس: حدَّته وأوَّل جريه. تقول: كففت من غربه. قال
النابغة:
والخيل تَنْزع غَرْبا في أعِنَّتها (1) * وفرسٌ غَربٌ، أي كثير الجري.
والغَرْب أيضاً: عِرق في مجرى الدمع يسقي فلا ينقطع، مثل الناسور.
_________
(1) في اللسان " تمزع " بمكان " تنرع ". وعجزه:
كالطير ينجو من الشؤبوب ذى البرد:
(1/193)
ونوى غربة، أي بعيدة. وغربة النوى: بعدها.
والنوى: المكان الذى تنوى أن تأتيه في سفرك. والغارب: ما بين السنام
والعنق. ومنه قولهم: " حَبْلُكِ على غارِبك "، أي اذهبي حيث شئت. وأصله
أنَّ الناقة إذا رعت وعليها الخِطامُ أُلقِي على غاربها، لأنَّها إذا
رأت الخطام لم يهنئها شئ. وغوارب الماء: أعالي موجه، شبِّهت بغوارب
الابل. والغرب، بالتحريك: الفضة. قال الاعشى (1) : فدعدعا سرة الركاء
كما * دعدع ساقى الاعاجم الغربا والغرب أيضاً: الخمر. والغَرَب في
الشاة كالسَعَف في الناقة، وهو داءٌ يتمعَّط منه خرطومُها، ويسقط منه
شَعر عينيها. وقد غَرِبت الشاة، بالكسر.
(1/193)
قال ابن برى: الصواب أنه للبيد لا كما زعم
الجوهرى. والركاء بالفتح: موضع. ومعنى دعدع: ملا. يصف ماءين التقيا من
السيل فملآ اسرة الركاء كما ملا ساقى الاعاجم قدح الغرب خمرا. وأما بيت
الاعشى الذى وقع فيه الغرب بمعنى الفضة فهو: إذا انكب أزهر بين السقاة
* تراموا به غربا أو نضارا لسان العرب وتاج العروس.
(1/193)
والغرَب أيضاً: الماء الذي يقطر من الدلاء
بين البئر والحوض، وتتغير ريحه سريعا. قال ذو الرمة: وأدرك المتبقى من
ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب والغرب أيضا: ضرب من الشجر وهو "
إسفيدار (1) " بالفارسية. وأصابه سهم غَرَب يضاف ولا يضاف، يسكَّن
ويحرك، إذا كان لا يُدرى من رماه.
[غصب] الغصب: أخذ الشى ظلما. تقول:
غَصَبَه منه، وغَصَبَه عليه، بمعنى. والاغتصاب مثله، والشئ غصب ومغصوب.
[غضب] غضِب عليه غَضَباً،
ومَغْضَبَة، وأغْضَبْتُهُ أنا فتغَضب. ورجل غَضْبانُ وامرأة غَضْبى،
ولغة في بني أسد غَضْبانَة ومَلآنةٌ وأشباههما. وقومٌ غضبى وغضابى (2)
مثل: سكرى وسكارى. وقال الشاعر:
_________
(1) في اللسان: " اسبيد دار ".
(2) بالفتح ووقع في بعض النسخ بضم الغين زيادة من الناسخ، وفيه نظر،
لان ضم الاولى في أربعة ألفاظ فقط كسالى، وسكارى، وعجالى، وغيارى، على
ما صرح به في الشافية. فالتمثيل بسكارى مبنى على الفتح وإن كان فيه
وجهان. اه وانقولى. لكن المجد قال: غضابى بالفتح ويضم أوله، قال
مرتضى: وهو الاكثر مثل سكرى وسكارى، وذكر الشعر الذى هنا.
(1/194)
فإن كنتُ لم أذكركِ والقومُ بعضهم * غَضابى
على بعضٍ فَمالي وذائِمُ الاصمعي: رجل غضبة بتشديد الباء (1) ، أي يغضب
سريعاً. وغَضْبى أيضاً: اسم مائةٍ من الابل (2) ، وهى معرفة لا تنون
ولا تدخلها الالف واللام. وأنشد ابن الاعرابي: ومستخلف من بعد غضبى
صريمة * فأحر به لطول (3) فقر وأحريا قال: أراد النون فوقف. الاموى:
غضبت لفلان، إذا كان حيّاً، وغضبت به، إذا كان ميتا. والاحمر مثله. قال
دريد بن الصمة (4) : فإن تعقب الايام والدهر تعلموا (5) * بنى قارب أنا
غضاب بمعبد وغاضبه: راغمه. وقوله تعالى: (وذا النونِ إذ ذَهَبَ مغاضبا)
، أي مراغما لقومه.
_________
(1) أي وضم الاولين، كحزقة، أو فتحهما كجربة، وعلى الاولى اقتصر
الوانى، وجمع بينهما القاموس على ما في مرتضى، خلافا لشيخه حيث جعل
الثانية كهمزة.
(2) اعترضه المجد بأن الصواب غضيا، كأنها شبهت في كثرتها بمنبت الغضى.
اه
(3) يروى عجزه: " فأحر به من طول فقر وأحريا "
(4) يرثى أخاه عبد الله فاضطر وقال بمعبد. اه مرتضى.
(5) في اللسان: " فاعلموا ".
(1/194)
وامرأة غَضوب، أي عَبوس. ابن السكيت:
الغَضْبُ: الأحمر الشديد الحُمرة. ويقال أحمر غضب.
[غلب] غَلَبَهُ غَلَبَةً وغَلْباً،
وغَلَباً أيضاً. قال الله تعالى: (وهم من بعد غلبهم سيغلبون) ، وهو من
مصادر المفتوح العين مثل الطلب. قال الفراء: هذا يحتمل أن يكون غلبة
فحذفت الهاء عند الاضافة، كما قال الشاعر (1) : إن الخليط أجدوا البين
فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا أراد عدة الامر، فحذف الهاء
عند الاضافة. وغالبه مغالبة وغلابا. وغلاب، مثل قطام: اسم امرأة. وتغلب
على بلد كذا: استولى عليه قهراً. وغَلَّبته أنا عليه تغليباً.
والغلاّب: الكثير الغَلَبَة. والمغلَّب: المغلوب مراراً. والمغلَّب
أيضا من الشعراء: المحكوم له بالغَلَبَة على قِرْنِهِ، كأنَّه غُلِّب
عليه، وهو من الاضداد. وتغلب: أبو قبيلة، وهو تغلب بن وائل بن فاسط بن
هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن
عدنان. وقولهم
_________
(1) هو الفضل بن العباس بن عتبة اللهبى.
(1/195)
تغلب بنت وائل، إنما يذهبون بالتأنيث إلى
القبيلة، كما قالوا تميم بنت مر. قال الوليد بن عقبة - وكان ولى صدقات
بنى تغلب: إذا ما شددت الرأس منى بمشوذ * فغيك عنى تغلب ابنة وائل وقال
الفرزدق: لولا فوارس تغلب ابنة وائل * ورد (1) العدو عليك كل مكان
وكانت تغلب تسمى الغلباء. قال الشاعر: وأورثني بنو الغلباء مجدا *
حديثا بعد مجدهم القديم والنسبة إليها تغلبى بفتح اللام، استيحاشا
لتوالى الكسرتين مع ياءى النسب. وربما قالوه بالكسره، لان فيه حرفين
غير مكسورين، وفارق النسبة إلى نمر. وتقول: رجلٌ أغْلَبُ بيِّن
الغَلَبِ، إذا كان غليظ الرقبة. وهضبةٌ غَلْباء، وعزة غلباء. والاغلب
العجلى: أحد الرجاز. وحديقة غلباء: ملتفة، وحدائقُ غُلْبٌ.
واغْلَوْلَبَ العشبُ: بلغ والتفّ. والغُلَبَّة بالضم (2) وتشديد الباء:
الغلبة.
_________
(1) يروى: " نزل ".
(2) أي للاول واللام مفتوحة اه وانقولى. لكن الذى في الشعر بضمتين على
ما في مرتضى. ويقال بفتح الغين وضم اللام، لغات ثلاث على ما في
القاموس.
(1/195)
قال المرار: أخذت بنجد ما أخذتُ غُلُبّةً *
وبالغَوْرِ لي عِزٌّ أشمُّ طويلُ ورجل غُلَبَّةٌ أيضا، أي يغلب سريعا.
عن الاصمعي.
[غهب] الغَيْهَبُ: الظُلمة، والجمع
الغياهب. يقال فرسٌ أدهم غَيْهَبٌ، إذا اشتد سواده. والغهب، بالتحريك،
الغفلة، وقد غهب بالكسر. وفى الحديث: سئل عطاء عن رجل أصاب صيدا غهبا،
قال: عليه الجزاء. قال أبو عبيد: يعنى غفلة من غير تعمد.
[غيب] الغَيْبُ: كلُّ ما غاب عنك.
تقول: غاب عنه غَيبةً وغيبا وغيابا وغيوبا ومغيبا. وجمع الغائب غيب
وغياب وغيب (1) أيضا. وإنما ثبتت فيه الياء مع التحريك لانه شبه بصيد
وإن كان جمعا. وصيد مصدر: قولك بعير أصيد، لانه يجوز أن ينوى به
المصدر. وغيبته أنا. وغَيابة الجبّ: قَعره. وكذلك غَيابة الوادي. تقول:
وقعنا في غَيبة وغَيابة، أي هَبْطَةً من الأرض. وقولهم: غيَّبه
غَيابُهُ، أي دفن في قبره.
_________
(1) بوزن ركع وكفار، والثالثة كخدم.
(1/196)
ابن السكيت: بنو فلانٍ يشهدون أحياناً
ويتغايبون أحياناً. وغابت الشمس، أي غَرَبَتْ. والمُغايبة: خلاف
المخاطبة. وأغابت المرأة، إذا غابَ عنها زوجها، فهي مغيبة بالهاء (1) ،
ومشهد بلاهاء. والغيب: ما اطمأنَّ من الأرض. قال لبيد (2) :
عن ظَهرِ غَيْبٍ، والأنيس سَقامُها * واغتابه اغتياباً، إذا وقع فيه،
والاسم الغَيبةُ، وهو أن يتكلم خلف إنسانٍ مستور بما يَغُمُّه لو سمعه.
فإن كان صدقاً سُمِّيَ غيبَةً، وإن كان كذباً سمِّي بُهتاناً. والغابة:
الأجمة. يقال ليثُ غابة. والغاب: الآجام. وهو من الياء. وغابة: اسم
موضع بالحجاز. وتغيب عنِّي فلان. وجاء في ضرورة الشعر تَغَيَّبَني. قال
امرؤ القيس: فظلَّ لنا يومٌ لذيذ بنَعْمةٍ * فَقِلْ في مَقيلِ نَحْسُهُ
مُتَغَيِّبُ وقال الفراء: المتغيب مرفوع، والشعر مكفأ، ولا يجوز أن يرد
على المقيل كما لا يجوز مررت برجل أبوه قائم.
_________
(1) ومغيب أيضا بلاهاء، كما في اللسان.
(2) يصف بقرة أكل السبع ولدها. فأقبلت تطوف خلفه، وصدر البيت:
وتسمعت رز الانيس فراعها:
(1/196)
فصل القاف
[قأب] الأصمعيّ: قَأَبْتُ الطعام:
أكلته. وقأبت الماءَ: شربتُ كلَّ ما في الاناء. قال الراجز (1) : دعوت
(2) عنزي ومسحت قعبى * ثم تهيأت لشرب قأب وقئب الرجل، إذا أكثر من شرب
الماء، مثل صئب، فهو مقأب على مفعل.
[قبب] قَبَّ اللحمُ يَقِبُّ
قُبوباً، إذا ذهبت نُدُوَّتُهُ وكذلك قَبَّ الجلد والتمر والجرح، إذا
يبس وذهب ماؤه وجفَّ. والقَبَبُ: دِقَّةُ الخصر. والأقَبُّ: الضامر
البطن، والمرأة قبَّاءُ بيِّنة القَبَب. والخيل القُبُّ: الضوامر.
وقبَّ الأسدُ يَقِبُّ قبيباً، إذا سمعت قبقبة أنيابه. والقبقبة: صوت
جوف الفرس، وهو القَبيبُ. وقَبْقَبَ الأسدُ: هَدَرَ. والقَبْقابُ:
الجمل الهدَّار. والقَبْقَبُ: البطن. ابن السكيت: ما أصابتنا العامَ
قطرةٌ، وما أصابتنا العامَ قابَّةٌ، بمعنًى واحد. وقال أبو زيد: ما
رأينا العام قابَّةً، أي قَطرةً. وقال الاصمعي:
_________
(1) هو أبو نخيلة الراجز.
(2) يروى: " أشليت ".
(1/197)
ما سمعنا العام قابَّةً، أي صوتَ رعدٍ،
يُذهب به إلى القبيب. قال ابن السكيت: ولم يرو هذا الحرف أحد غيره.
قال: والناس على خلافه. والقب: الخشبة التي في وسط البكرة وفوقَها
أسنانٌ من خشب. ويقال أيضاً: عليك بالقَبِّ الأكبر، أي بالرأس الأكبر.
والقَبُّ أيضاً: ما يُدْخَلُ في جيب القميص من الرِقاع. قاله أبو عبيد.
والقِبُّ بالكسر: العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين. تقول، ألزِق
قِبَّكَ بالأرض. ويقال للشيخ أيضاً: هو قِبُّ القوم. وقِبَّةُ الشاةِ
أيضاً: ذات الأطباق، وهي الحِفْثُ، وربَّما خُفِّفت. والقُبَّةُ بالضم
من البناء، والجمع قُبَبٌ وقِبابٌ. وبيت مقَبَّب: جُعِل فوقه قُبَّة.
والهوادج تقبب. والقُباقِبُ، مضمومة القاف: العام الذي بعد العام
المقبل. تقول: لا آتيك العامَ ولا قابِلَ ولا قباقب. وأنشد أبو عبيدة:
العام والمقبل والقباقب * أبو عمرو: قبه يقبه،، إذا قطعه. الأصمعيّ:
اقْتَبَّ فلانٌ يد فلان، إذا قطعها، وهو افتعل. وحمار قَبَّانَ:
دُوَيْبَّةٌ، وهو فعلان من قَبَّ، لأن العرب لا تصرفه، وهو معرفة
عندهم، ولو كان
(1/197)
فَعَّالاً لصرفته. تقول: رأيت قطيعاً من
حمر قبان. وقال الشاعر: يا عجبا لقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا
[قتب] القتَب، بالتحريك: رَحْلٌ
صغير على قدر السَنام. والقِتْبُ بالكسر: جميع أداة السانِية من
أعلاقها وحبالها. والقِتْب أيضاً: واحدة الأقْتاب، وهي الأمعاء،
مؤنَّثة على قول الكسائي. وقال الأصمعيّ: واحدها قِتْبَةٌ بالهاء،
وتصغيرها قُتَيْبة، وبها سمِّي الرجل قتيبة، والنسبة إليه قتبى كما
تقول جُهَنِيٌّ. وقال أبو عبيدة: القِتْب ما تحوَّى من البطن، يعني
استدار، وهي الحَوايا. وأمَّا الأمعاء فهي الأقصاب. وأقْتَبْتُ البعيرَ
إقتاباً، إذا شددْتَ عليه القَتَب. والقَتوبَةُ من الإبل: التي
تُقْتِبُها بالقَتَب، وإنما جاءت بالهاء لأنها الشئ مما يقتب، كالحلوبة
والركوبة.
[قحب] القُحابُ: سعال الخيل والإبل،
وربَّما جُعِل للناس. تقول منه قَحَبَ يَقْحُبُ بالضم. والقَحْبَةُ
كلمةٌ مولدة.
[قحطب] قَحْطَبَهُ، أي صرعه.
وقَحْطَبَه بالسيف، أي علاه.
(1/198)
وقحطبة: اسم رجل.
[قرب] قرب الشئ بالضم يقرب قُرباً،
أي دنا. وقوله تعالى: (إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنين) ولم يقل
قريبة، لأنه أراد بالرحمة الإحسان، ولأنَّ ما لا يكون تأنيثه حقيقيًّا
جاز تذكيره. وقال الفراء: إذا كان القريب في معنى المسافة يذكر ويؤنث،
وإذا كان في معنى النسب يؤنث، بلا اختلاف بينهم. تقول: هذه المرأة
قريبتى، أي ذات قرابتي. وقربته بالكسر أقربه قربانا، أي دنوت منه.
وقَرَبْتُ أقرُبُ قرابة، مثل كتبت كتابة، إذا سرت إلى الماء وبينك
وبينه ليلة. والاسم القَرَب (1) . قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما القرب؟
فقال: سير الليل لورد الغد. وقلت له: ما الطلق؟ فقال: سير الليل لورد
الغب. يقال: قَرَبٌ بَصْباصٌ، وذلك أنَّ القوم يسيمون الإبل وهم في ذلك
يسيرون نحو الماء، فإذا بقيت بينهم وبين الماء عشيَّة عجَّلوا نحوه،
فتلك الليلة ليلة القَرَب. وقد أقرَبَ القومُ، إذا كانت إبلهم قوارِبَ،
فهم قاربون، ولا يقال مُقْرِبون. قال أبو عبيد: وهذا الحرف شاذ.
_________
(1) محركا.
(1/198)
والقارب: سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السفن
البحريَّة تُسْتَخَفُّ لحوائجهم. قال الخليل: القارِب: طالب الماء
ليلاً، ولا يقال ذلك لطالب الماء نهاراً. وقَرَبْتُ السيفَ أيضاً، إذا
جعلته في القِراب. والقُرْبان، بالضم: ما تَقَرَّبْتَ به إلى الله عزّ
وجلّ. تقول منه: قَرَّبْتُ لله قرباناً. والقربان أيضاً: واحد قرابين
الملك، وهم جلساؤه وخاصَّته. تقول: فلان من قُرْبانِ الأمير، ومن
بُعْدانِهِ. وتقرب إلى الله بشئ، أي طلب به القُرْبَةَ عنده.
وقَرَّبْتُه تقريباً، أي أدنيته. والقُرْبُ: ضد البعد. والقرب والقرب:
من الشاكلة إلى مراق البطن، مثل عسر وعسر، والجمع الاقراب. والتقريب:
ضربٌ من العَدْو. يقال: قَرَّبَ الفرسُ، إذا رفع يديه معاً ووضعهما
معاً في العَدْو، وهو دون الحُضْر. وله تقريبان: أعلى، وأدنى. و (اقترب
الوعد) ، أي تقارَبَ. وقاربته في البيع مُقاربة. وشئ مقارب بكسر الراء،
أي وسط بين الجيد والردئ - ولا تقل مُقارب - وكذلك إذا كان رخيصا.
والتقارب: ضد التباعد.
(1/199)
وأقربت المرأة، إذا قرُب وِلادها، وكذلك
الفرس والشاة، فهي مُقْرِبٌ، ولا يقال للناقة. قالت أم تأبط شرا تؤبنه
بعد موته: " وا ابناه وا ابن الليل، ليس بزميل شروب للقيل، يضرب بالذيل
كمقرب الخيل ". لانها تضرح من دنا منها. ويروى " كمقرب " بفتح الراء،
وهو المكرم. وقال العدبس: جمع المُقْرَب مَقاريب. وأقْرَبْتُ السيفَ:
جعلتُ له قِراباً. وأقْرَبْتُ القدحَ، من قولهم قَدَحٌ قَرْبانُ، إذا
قارب أن يمتلئ، وجمجمة (1) قربى، وقد حان قربانان، والجمع قراب مثال
عجلان وعجال. والمقرب من الخيل: الذي يُدنى ويُكرَّم، والأنثى
مُقَرَّبَةٌ ولا تُتْرَكُ أن تَرود. قال ابن دريد: إنما يُفعل ذلك
بالإناث لئلا يقرعها فحلٌ لئيم. والقِرْبَة: ما يُستقى فيه الماء،
والجمع في أدنى العدد قربات وقربات وقربات، وللكثير قرب. وكذلك جمع كل
ما كان على فعلة مثل سدرة وفقرة، لك أن تفتح العين وتكسر وتسكن.
والقرابة: القُربى في الرحم، وهو في الأصل مصدرٌ. تقول: بيني وبينه
قرابة، وقرب، وقربى
_________
(1) الجمجمة: ضرب من المكاييل، وقدح من خشب.
(1/199)
ومقربة ومقربة، وقربة، وقُرُبَةٌ بضم
الراء. وهو قريبي وذو قرابتي، وهم أقْرِبائي وأقاربي. والعامة تقول: هو
قرابتي وهم قراباتى. وقِراب السيف: جَفنُه، وهو وعاءٌ يكون فيه السيف
بغمده وحِمالته. وفي المثل " إن الفِرار بقِرابٍ أكيس (1) ". والقراب
أيضا: مقاربة الامر. وقال (2) يصف نوقا: هو ابن منضجات كن قدما * يردن
على الغدير قراب شهر (3) وكذلك إذا قارب أن يمتلئ الدلو. وقال (4) :
إلا تجئ ملاى يجئ قرابها (5) * وقولهم: ما هو بشبيهك ولا بقُرابةٍ من
ذلك، مضمومة القاف، أي ولا بقريب من ذلك. والقرنبى مقصور: دويبة طويلة
الرجلين مثل الخنفساء أعظم منه شيئا. وفى المثل " القرنبى
_________
(1) قال ابن برى: هذا المثل ذكره الجوهرى بعد قراب السيف على ما تراه،
وكان صواب الكلام أن يقول قبل المثل: والقراب القرب، ويستشهد بالمثل
عليه. والقراب بمعنى القرب كسحاب ويثلث. اه باختصار من مرتضى.
(2) هو عويف القوافى.
(3) قال ابن برى: صواب إنشاده " يزدن على العديد " من معنى الزيادة على
العدة، لا من معنى الورود على الغدير. اه. مرتضى.
(4) العنبر بن تميم وكان مجاورا في بهراء.
(5) وأول الرجز: قد رابنى من دلوى اضطرابها * والنأى من بهراء
واغترابها
(1/200)
في عَينِ أمِّها حَسَنة ". وقال يصف جاريةً
وبعلها: يَدِبُّ إلى أحشائها كلَّ ليلةٍ * دبيبَ القَرَنْبى بات يعلو
نقا سهلا
[قرشب] القِرشَبُّ، بكسر القاف:
المُسِنُّ. عن الاصمعي. قال الراجز: كيف قريت شيخك الارزبا * لما أتاك
يابسا قرشبا قمت إليه بالقفيل ضربا * ضرب بعير السوء إذا أحبا
[قرضب] قَرْضَبَهُ: قطعه.
والقُرْضوبُ والقِرْضابُ: السيف القاطع يقطع العظام. والقُرضوب
والقِرْضاب: اللصّ، والجمع القَراضبة. وربَّما سمُّوا الفقيرَ
قُرْضوباً. وقَرْضَبَ الرجلُ، إذا أكل شيئاً يابساً، فهو قرضاب. حكاه
ثعلب، وأنشد: وعامنا أعجبنا مقدمه * يدعى أبا السمح وقرضاب سمه *
مبتركا لكل عظم يلحمه * وقراضبة، بضم القاف: موضع. قال بشر: وحَلَّ
الحَيُّ حيُّ بَني سُبَيْعٍ * قراضبة ونحن لهم إطار
(1/200)
[قرطب]
قَرْطَبَهُ: صرعه على قفاه. وقال: فرحت أمشى مشية السكران * وزل خفاى
فقرطبانى والقِرْطِبَّى بتشديد الباء: ضربٌ من اللعب.
[قرطعب] يقال ما عنده قِرْطَعْبَةٌ
ولا قذ عملة ولا سعنة ولا معنة، أي شئ. قال أبو عبيد: ما وجدنا أحدا
يدرى أصولها.
[قرهب] القَرْهَبُ من الثيران:
المُسِنُّ. قال الكميت: من الارحبيات العتاق كأنها * شبوب صوار فوق
علياء قرهب
[قسب] القَسْبُ: الصلبُ. والقَسْبُ:
تمر يابس يتفتَّت في الفم صلبُ النواة. وقال (1) يصف رمحا: وأسمر خطيا
كأن كعوبَهُ * نَوى القَسْبِ قد أَرْمى ذراعا على العشر (2) والقسيب
(3) : الطويل الشديد. قال ابن السكيت: مررتُ بالنهر وله قَسيبٌ، أي
جِرية، وقد قَسَبَ يقسب. وقال عبيد:
_________
(1) قال ابن برى: هذا البيت يذكر أنه لحاتم الطائى. ولم أجده في شعره.
(2) أرمى وأربى لغتان، ويروى بهما.
(3) بوزن إردب.
(1/201)
* للماء من تحته قسيب (1)
[قشب] القَشْبُ: الخلط. وأنشد
الأصمعيّ للنابغة: فَبِتُّ كأنَّ العائداتِ فَرَشْنَني * هَراساً به
يُعْلى فِراشي ويُقْشَبُ ونَسرٌ قَشيبٌ، إذا خلِط له في لحم يأكله
سَمٌّ، فإذا أكله قَتَله، فيؤخذ منه ريشه. قال الهذلى (2) : به يدع (3)
الكمى على يديه * يخر تخاله نسرا قشيبا قوله " به " يعنى بالسيف.
والقَشيب: الجديد. وسيفٌ قشيب: حديثُ عهدٍ بالجِلاءِ. ورجلٌ قِشْبٌ
خِشْبٌ بالكسر، إذا كان لا خير فيه. والقِشْبُ أيضاً: السَمُّ، والجمع
أقشاب، عن أبي عمرو، قال: وقَشَبَهُ قِشْباً: سقاه السَمَّ. وقَشَبَ
طعامَه، أي سَمَّه، وقَشَبَه أيضاً، إذا ذكره بسوء. تقول: قَشَبَهُ
بقبيح، أي لَطَخه به. قال الفرّاء: قَشَبَ الرجلُ واقتشب، إذا اكتسب
حمدا أو ذما. حكاه عنه أبو عبيد.
_________
(1) صدره:
أو فلج ببطن واد
(2) هو أبو خراش الهذلى.
(3) في اللسان: " ندع ".
(1/201)
وقشبنى ريحُه تقشيباً، أي آذاني، كأنَّه
قال: سمَّني ريحه. ورجل مقشَّب الحسب، إذا مزج حسبه.
[قصب] القَصَبُ: الأباء. والقَصْباء
مثله، الواحدة قصبة. قال سيبويه: القصباء واحدٌ وجمع. قال: وكذلك
الحلفاء والطَرفاء. والقَصَب: كلُّ عظمٍ مستديرٍ أجوف، وكذلك كلُّ ما
اتُّخذَ من فضَّة وغيرها (1) ، الواحدة قَصَبة. والقَصَب: مجاري الماء
من العيون. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خيمةً * على قَصَبٍ
وفراتٍ نَهَرْ وقال الأصمعيّ: قَصَبُ البطحاء: مياهٌ تجري إلى عيون
الرَكايا. يقول: أقامت بين قَصَبٍ، أي ركايا، وماء عذب. وكل عذب فرات
وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر. والقصب: عروق الرئة، وهي مخارج النَفَس
ومجاريه. والقَصَب: ثيابُ كتَّانٍ رِقاقٌ. والقَصَب: أنابيبُ من جوهرٍ.
وفي الحديث: " بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنَّة من قَصَب ". وقَصَبَةُ
الأنف: عظمه. وقَصَبَةُ القَريةَ: وسطها. وقَصَبَةُ السَواد: مدينتها.
_________
(1) كذا في اللسان. وفى المطبوعة الاولى " وغيره ".
(1/202)
والقصب، بالضم: المعى. يقال: هو يجرُّ
قُصْبَهُ. قال الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ
مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ وأما قول امرئ القيس:
والقصب مضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ (1) * فيريد الخَصْرَ، وهو على
الاستعارة، والجمع أقصاب. قال الأعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمي *
نُ والمُسْمِعاتُ بأقصابِها أي بأوتارها، وهي تُتَّخذ من الأمعاء.
ويروى " بِقُصَّابِها "، وهي المزامير. وشَعَر مقصَّب، أي مجعَّد. وقد
قصَّب الزرعُ تقصيباً (2) ، وذلك بعد التفريخ. والقصائب: الذوائب
المقصَّبة تُلوى لياً حتَّى تترجَّل، ولا تُضفر ضفراً، واحدتها قصيبة
وقصابة،
_________
(1) في ديوانه: واليد سابحة والرجل ضارحة * والعين قادحة والمتن سلحوب
والماء منهمر والشد منحدر * والقصب مضطمر واللون غربيب وقال ابن برى:
البيت لابراهيم بن عمران الانصاري.
(2) في اللسان: " وقصب الزرع تقصيبا، وأقصب: صار له قصب، وذلك بعد
التفريخ ".
(1/202)
بالضم والتشديد. وهى الانبوبة أيضا،
والمزمار، والجمع قُصَّاب (1) . والقَصَّاب بالفتح: الزمار، عن أبى
عمرو. قال رؤبة يصف الحمار:
في جوفه وحى كوحى القصاب * وكذلك القاصب، والصنعة القصابة. والقَصْب:
القطع. وقَصَب القَصَّاب الشاةَ قَصْباً، إذا قطَّعها عضواً عضواً.
وقصَبْت البعيرَ وغيرَه، إذا قطعت عليه شربه قبل أن يَروى. وقَصَب
البعير أيضاً شُرْبه، إذا امتنع منه قبل أن يَروى، فهو بعيرٌ قاصب،
وناقةٌ قاصب أيضا، عن ابن السكيت. وأقصب الرجل، إذا فعلت إبله ذلك. وفى
المثل: " رعى فأقصب "، يضرب للراعي، لانه إذا أساء رعيها لم تشرب
الماء، لانها إنما تشرب إذا شبعت من الكلا. وقصبه، أي عابه. قال
الكميت:
على أنِّي أُذَمُّ وأقصب (2)
[قضب] قضبه، أي قطعه. قال الاعشى:
_________
(1) بوزن كفار.
(2) البيت بتمامه: وكنت لهم من هؤلاك وهؤلا * مجنا على أنى أذم وأقصب
(1/203)
* قضبت عقالها (1) * واقتضبته: اقتطعته من
الشئ. واقتضاب الكلام: ارتجاله، تقول: هذا شعرٌ مقتضَب، وكتاب مقتضب.
وانقضب الشئ: انقطع. وتقول: انقضب الكوكبُ من مكانه. قال ذو الرمّة:
كأنَّه كوكبٌ في إثر عِفْرِيَةٍ * مُسَوَّمٌ في سوادِ الليلُ
مُنْقَضِبُ والقَضْبَةُ والقَضْبُ: الرَطْبَةُ، وهي الإسْفِسْتُ
بالفارسية. والموضع الذي تَنبت فيه: مَقْضَبَةٌ. وسيفٌ قاضبٌ وقضيبٌ،
أي قَطَّاعٌ، والجمع قواضبُ وقُضُبٌ. ورجل قَضَّابَةٌ: قطّاع للأمور
مقتدِرٌ عليها. والقضيب: واحد القُضبان، وهي الأغصان. وقَضَبَه
قَضْباً: ضربه بالقضيب. وقَضَّبْتُ الكرْمَ تقضيباً، إذا قطعت أغصانَه
أيامَ الربيع. وقُضابَةُ الشجر: ما يتساقط من أطراف عيدانها إذا
قَضَّبْتَ. والقَضيبُ: الناقة التي لم تُرَضْ. وقَضَبْتُ الدابّة
واقتضبتُها، إذا ركبتَها قبل أن تراض.
_________
(1) تمامه: ولبون معزاب حويت فأصبحت * نهبى وآزبة قضبت عقالها الآزبة:
الناقة الضامزة التى لم تجتر. وقال ابن برى: صواب إنشاده قضبت عقالها،
بفتح التاء، لانه يخاطب الممدوح.
(1/203)
قال ابن دريد: كل من كلفته عملا قبل أن
يحسنه فهو مقتضب فيه. وقضيب الحمار وغيره.
[قطب] قُطْبُ الرَّحى فيه ثلاث
لغات: قُطْبُ وقَطْبُ وقِطابُ. والقُطْبُ: كوكبٌ بين الجدي والفرقدين
يدور عليه الفَلَك. وفلانٌ قُطْبُ بني فلانٍ، أي سيِّدهم الذي يدور
عليه أمرُهم. وصاحب الجيش قُطْبُ رحَى الحرب. والقُطْبَةُ: نَصْلُ
الهدف (1) . وهرم بن قطبة الفزارى: الذى نافز إليه عامر بن الطفيل
وعلقمة بن علاثة. وتقول: جاء القومُ قاطبةً، أي جميعاً، وهو اسمٌ يدل
على العموم. ابن الأعرابيّ: القَطيبَةُ: ألبان الإبل والغنم يُخْلطان.
وقَطَبَ الشرابَ وأقْطَبَهُ بمعنًى، أي مزَجه، والاسم القِطابُ.
والقَطْبُ أيضاً: القطع، ومنه قطابُ الجَيْبُ. والقَطْبُ: أن تُدْخل
إحدى عُروتي الجوالق في الأخرى ثم تَثْنيها مرَّةً أخرى، فإن لم تثنها
فهو السلق. قال الراجز (2) :
_________
(1) أي الذى يرمى به الهدف.
(2) هو جندل الطهوى.
(1/204)
وحوقل ساعده قد انملق * يقول قطبا ونعما إن
سلق وتقول أيضاً: قَطَبَ بين عينيه، أي جمع، فهو رجلٌ قَطوبٌ. وقَطَّبَ
وجهه تقطيبا، أي عبس.
[قطرب] القطرب: طائر. وقطرب: لقب
محمد بن المستنير النحوي.
[قعب] القَعْبُ: قدح من خشب
مقعَّرٌ، وحافرٌ مُقَعَّب، مشبَّه به، والجمع قعبة، مثل جبء وجبأة.
وتقعيب الكلام: تقعيره. وقعنب: اسم رجل، بزيادة النون.
[قعضب] قعضبه، أي استأصله. وقعضب:
اسم رجل كان يعمل الاسنة.
[ققب] القَيْقَبُ والقَيْقَبانُ:
خشب تُتَّخذ منه السروج. قال ابن دريد: هو بالفارسية آزاذ درخت.
[قلب] القَلْب: الفؤاد، وقد يعبَّر
به عن العقل قال الفراء في قوله تعالى: (إنَّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ
له قلب) : أي عقل.
(1/204)
وقلبت الشئ فانقلبَ، أي انكبَّ.
والمُنْقَلَبُ يكون مكاناً ويكون مصدراً، مثل المُنْصَرَف. وقلبته بيدى
تقليبا. وتقلب الشئ ظَهراً لبطنٍ، كالحيَّة تتقلَّب على الرَمْضاء.
وقَلَبْتُ القومَ كما تقول صَرَفْتُ الصِبيان، عن ثعلب، وقَلَبْتُهُ،
أي أصبت قلبه. وقَلَبْت النخلةَ: نزعت قِلْبَها. وقَلَبَت البُسْرَةُ،
إذا احمرت. والقلب بالتحريك: انقلاب الشفة، رجل أقلب، وشفة قلباء بينة
القلب. وأقلبت الخبزة، إذا حان لها أن تُقْلَبَ. قال الأصمعيّ:
القُلابُ: داءٌ يأخذ البعير فيشتكي منه قَلبه فيموت من يومه، يقال بعير
مقلوب، وقد قُلِبَ قُلاباً، وناقة مقلوبة. وأقْلَبَ الرجُل، إذا أصاب
إبله ذلك. وقولهم: ما به قَلَبَةٌ، أي ليست به عِلَّةٌ. قال الفراء هو
مأخوذ من القلاب. قال النمر بن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه *
وقد برئت فما بالقلب من قلبه أي برئت من داء الحب. وقال ابن الاعرابي:
معناه ليست به علة يقلب لها فينظر إليه. قال حميد الارقط وذكر فرسا:
(1/205)
ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبليه بها
حبار (1) أي لم يقلب قوائمها من علة بها. وقلب العقرب: منزِلٌ من منازل
القمر، وهو كوكبٌ نَيًّرٌ وبجانبه كوكبان. وقولهم: هو عربيٌّ قَلْبٌ،
أي خالص، يستوى فيه المذكر والمؤنت والجمع، وإن شئت قلت امرأة قَلْبَةٌ
وثنَّيتَ وجمعتَ. وقَلْبُ النخلة: لُبُّها، وفيه ثلاث لغات قَلْبٌ
وقُلْبٌ وقِلْبٌ، والجمع القِلَبَة. والقُلْبُ من السِوارِ: ما كان
قلباً واحداً (2) . والقُلْبُ أيضاً: حيَّة تشبَّه به. والمِقْلَبُ:
الحديدة التي تُقلبُ بها الأرض للزراعة. وقولهم: هو حُوَّلٌ قُلَّبٌ،
أي محتالٌ بصير بتقليب الامور. والقليب، مثال السكين: الذئب، وكذلك
القلوب، مثل الخنوص. قال الشاعر: أيا أمة (3) بكى على أم واهب * أكيلة
قلوب بإحدى (4) المذانب
_________
(1) الحبار بفتح الحاء وكسرها: الاثر.
(2) قوله " قلبا واحدا " عبارة الازهرى قلدا واحدا، يعنى ما كان مفتولا
من طاق واحد لا من طاقين.
(3) كذا. وفى اللسان: " أيا حجمتا ".
(4) في اللسان: " ببعض المذانب ".
(1/205)
والقالَبُ، بالفتح: قالَبُ الخُفّ وغيره.
والقالِبُ، بالكسر: البُسْرُ الأحمر. والقَليب: البئر قبل أن تُطْوى
(1) ، تذكَّر وتؤنث، وقال أبو عبيد: هي البئر العاديَّة القديمة، وجمع
القلَّة أقلبة. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ
حَجْلاً * هَدوجاً بين أقلبة ملاح والكثير قلب. قال الشاعر (2) : وما
دام غَيْثٌ من تِهامَةَ طَيِّب * بها قُلُب عاديَّةٌ وكِرارُ وقد شبَّه
العجَّاج بها الجِراحات فقال:
عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي من سبر * وأبو قلابة: رجل من المحدثين.
[قتب] القنب: وعاء قضيب الفرس وغيره
من ذوات الحافر. والقَنيب: جماعات الناس. والمِقْنَبُ: ما بين الثلاثين
إلى الأربعين من الخيل. والمقنب أيضا: شئ يكون مع الصائد يَجعل فيه ما
يصيدُه. حكاه أبو عبيد في المصنف عن القنانى. والقُنَّب: الأبَقْ (3) ،
عربيٌّ صحيح. قال ابن دريد: قَنَّبَ الزرعُ تقنيباً، إذا
_________
(1) يعنى قبل أن تبنى بالحجارة ونحوها.
(2) هو كثير.
(3) وهو ضرب من الكتان.
(1/206)
أعصف. قال: وتسمى العصيفة القِنَّابَة.
والعَصيفة: الورق المجتمع الذي يكون فيه السنبل.
[قوب] قُبْتُ الأرضَ أقوبها، إذا
حفرت فيها حُفرةً مُقَوَّرَةً، فانقابت هي. وقَوَّبْتُ الأرضَ تقويباً
مثله. وتقوب الشئ، إذا انقلع من أصله. وقابَ الطائرُ بيضَتَه، أي
فلقها، فانقابت البيضة وتَقَوَّبَتْ بمعنًى. وتَقَوَّبَ من رأسه
مواضعُ، أي تَقَشَّرَ. والأسود المُتَقَوِّبُ، هو الذي سَلَخَ جلدَه من
الحيّات. وقولهم في المثل: " بَرِئَتْ قائبةٌ من قوبٍ " فالقائبة:
البيضة، والقوبُ، بالضم: الفَرخ. قال أعرابيٌّ من بني أسد لتاجرٍ
استَخفَره: إذا بلغْتُ بك مكان كذا فبَرِئَتْ قائبةٌ من قوب، أي أنا
برئ من خِفارتك. والقُوَباءَ: داءٌ معروف يتقشّر ويتّسع، يُعالج
بالريق: وهي مؤنَّثة لا تنصرف، وجمعها قُوَبٌ. وقال (1) : يا عجبا لهذه
الفليقه * هل تغلبن القوباء الريقه وقد تسكَّن الواو منها استثقالاً
للحركة على الواو، فإن سكَّنتها ذكرت وصرفت. والياء فيه للالحاق
بقرطاس، والهمزة منقلبة منها. قال
_________
(1) ابن قنان.
(1/206)
ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء مضمومة
الفاء ساكنة العين ممدودة إلا حرفان: الخشاء، وهو العظم الناتئ وراء
الاذن، وقوباء. قال: والاصل فيهما تحريك العين: خششاء وقوباء. قال
الجوهرى: والمزاء عندي مثلهما. فمن قال قوباء بالتحريك قال في تصغيره
قويباء، ومن سكن قال قويبى. وتقول: بينهما قاب قوسٍ وقيبُ قوس، وقادُ
قوس وقيدُ قوس، أي قدر قوس. والقابُ: ما بين المَقْبِضِ والسِيَةِ.
ولكلِّ قوسٍ قابان. وقال بعضهم في قوله تعالى: (فكان قابَ قَوْسَيْنِ
أو أدْنى) : أراد قابا قوس فقلبه. وقولهم: فلان ملئ قُوَبَةٌ، مثال
هُمَزَةٍ، أي ثابتُ الدارِ مقيم. يقال ذلك للذي لا يبرح من المنزل.
[قهب] القَهْبُ: الأبيض تعلوه
كدْرَة، والأنثى قَهْبَةٌ وقَهْباءُ. والقَهْبُ أيضاً: الجبل العظيم،
عن أبي عمرو. والقُهْبَةُ لون الأقْهَبْ. قال الأصمعيّ: هو غُبرةٌ إلى
سواد. وقال ابن الأعرابيّ: الأقهب الذي فيه حمرةٌ فيها غُبْرةٌ. قال:
ويقال هو الابيض الاكدر. وأنشد لا مرئ القيس:
كغيث العشى الاقهب المتودق (1)
_________
(1) صدره:
فأدركهن ثانيا من عنانه:
(1/207)
والاقهبان: الفيل والجاموس. قال رؤبة يصف
نفسه بالشدة: ليث يدق الاسد الهموسا * والاقهبين الفيل والجاموسا
فصل الكاف
[كأب] الكأبة: سوء الحال والانكسارُ
من الحزن. وقد كَئِبَ الرجُل يكأب كأبة وكآبة، مثل رأفة ورآفة، ونشأة
ونشاءة، فهو كئيب، وامرأة كئيبة وكأباء أيضا. قال الراجز (1) : عز على
عمك أن تؤوقى (2) * أو أن تبيتى ليلة لم تغبقى * أو أن ترى كأباء لم
تبر نشقى * واكتأب الرجلُ مثله. ورَمادٌ مكتئبُ اللون، إذا ضربَ إلى
السَواد كما يكون وجه الكئيب.
[كبب] كَبَّه الله لوجهه، أي
صَرَعه، فأكبَّ على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال أفَعَلْتُ أنا
وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ الله عدوَّ المسلمين، ولا يقال أكب.
وكبكبه، أي كبه. ومنه قوله تعالى: (فكُبْكِبوا فيها هُمْ والغاوون) .
_________
(1) هو جندل بن المثنى.
(2) في اللسان: " تأوقى ". يقال أوقه تأويقا: قلل طعامه.
(1/207)
وأكب فلان على الامر يفعله وانكب، بمعنى.
وتقول: جاء متكبكبا في ثيابه، أي متزملا. وتكببت الابل، إذا صُرِعت من
داءٍ أو هُزال. والكُبَّةُ أيضاً: الجَروَهْقُ من الغَزْل، تقول منه:
كَبَبْتُ الغزْل، أي جعلته كُبَباً. والكَبَّةُ بالفتح: الدَفعة في
القتال والجري، وهو إفلات الخيل على المِقْوَس للجري أو للحملة. وكذلك
كَبَّةُ الشتاء: شِدَّته ودَفْعَتُهُ. والكَبَّةُ أيضاً: الزحام.
والكَبابُ: الطَباهِجُ. والكَبابَةُ: دواءٌ. والكُبابُ بالضم: ما
تَكَبَّبَ من الرمل أي تجعَّدَ. قال ذو الرمّة: توخاه بالاظلاف حتى
كأنما * يثرن (1) الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ وكبكب: اسم
جبل، صرفه امرؤ القيس في قوله: فآخر منهم سالك بطن نَخْلةٍ (2) * وآخرُ
منهم جازِعٌ نَجْدَ كبكب
_________
(1) قال ابن برى: صواب إنشاده: يثير. أي توخى الكناس يحفره بأظلافه.
والمحمل: محمل السيف، شبه عرق الارطى به.
(2) في ديوانه: فريقان منهم جازع بطن نخلة * وآخر منهم قاطع نجد كبكب
في اللسان: غداة غدوا فسالك بطن نخلة ".
(1/208)
وترك صرفه الاعشى في قوله: ومن يغترب عن
قومه لا يزل يرى * مصارع مظلوم مجرا ومسحبا وتدفن منه الصالحات وإن يسئ
* يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[كتب] الكتاب معروف، والجمع كُتُبٌ
وكُتْبٌ. وقد كتبْتُ كَتْباً وكِتاباً وكِتابَةً. والكتاب: الفَرْضُ
والحُكْمُ والقَدَر. قال الجعديّ: يا ابنة عَمِّي كتابُ الله أخرجَني *
عنكمْ وهل أمنعنَّ الله ما فَعَلا قال ابن الأعرابي: الكاتب عندهم:
العالِم. قال الله تعالى: (أمْ عندهم الغيْبُ فهم يَكتُبونَ) .
والكَتْبُ: الجمع، تقول منه: كتبْتُ البغلَة، إذا جمعتَ بين شُفريها
بحَلْقةٍ أو سيرٍ، أكْتِبُ وأكْتُبُ كَتْباً. وكَتَبْت القِربة أيضاً
كَتْباً، إذا خرزْتها، فهي كَتيبٌ. والكُتْبَةُ بالضم: الخُرْزَةُ. قال
ذو الرمّة: وَفْراَء غَرْفِيَّةٍ أثْأى خوارزَها * مُشَلْشَلُ
ضَيَّعَتْهُ بينها الكُتَبُ والكُتَّابُ: الكَتَبَةُ. والكُتَّابُ
أيضاً والمَكْتَبُ واحد، والجمع الكتاتيب. والكُتَّابُ أيضاً: سهمٌ
صغير مُدوَّر الرأس يتعلم به الصبى
(1/208)
الرمى، وبالثاء أيضا، والتاء في هذا الحرف
أعلى من الثاء. والكتيبة: الجيش، تقول منه: كَتَّبَ فلانٌ الكتائب
تكتيباً، أي عبَّاها كتيبةً كتيبةً. وتَكَتَّبَت الخيلُ، أي تجمَّعت.
قال أبو زيد: كَتَّبْتُ الناقة تكتيباً، إذا صَرَرْتَها. وتقول:
أكْتِبْني هذه القصيدة، أي أملِها عليّ. وأ كتبت القربة أيضا: شددتها
بالوكاء، وكذلك كَتَبْتُها كَتْباً، فهي مُكْتَبٌ وكَتيبٌ.
واكْتَتَبْتُ الكتابَ، أي كَتَبْتُه. ومنه قوله تعالى: (اكْتَتَبَها
فهيَ تُمْلى عَلَيه) . وتقول أيضاً: اكتتب الرجلُ، إذا كَتَبَ نفسه في
ديوان السلطان. والمُكْتِبُ (1) : الذي يعلِّم الكتابة. قال الحسن: كان
الحجَّاج مُكْتِباً بالطائف، يعني معلِّماً. واستكتبه الشئ، أي سأله أن
يكتبه له. والمكاتبة والتكاتب بمعنًى. والمُكاتَبُ: العبد يُكاتَب على
نفسه بثمنه، فإذا سعى وأداه عتق.
_________
(1) بضم الميم وسكون الكاف، ويقال أيضا بضم الميم وفتح الكاف مع تشديد
التاء. الاخيرة عن اللحيانى.
(1/209)
[كثب]
كثبت الشئ أكثبه كثبا، إذا جمعته. وانكثب الرملُ، أي اجتمع. وكلُّ ما
انصبَّ في شئ فقد انكثب فيه. ومنه سمِّي الكثيبُ من الرمل، لأنه انصبّ
في مكانٍ فاجتمع فيه، والجمع الكُثْبانُ (1) ، وهي تلال الرمل.
والكُثْبَةُ من اللبن: قَدْرُ حَلْبة. وقال أبو زيد: ملء القَدَح من
اللبن. والجمع كثب. قال الراجز: برح بالعينيين خطاب الكثب * يقول إنى
خاطب وقد كذب * وإنما يخطب عسا من حلب * يعنى الرجل يأتي بعلة الخطبة
وإنما يريد القرى. وكل شئ جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً
فهو كثبة. والكثب، بالتحريك: القرب. يقال: رماه من كَثَب. ويقال:
أكْثَبَك الصيد، أي أمكنك. والكاثب: اسم جبل. قال أوس ابن حجر:
_________
(1) والكثب، والا كثبة أيضا، عن اللسان والقاموس. 27 - صحاح)
(1/209)
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصى * مَكانَ
النبي من الكاثب (1) والكاثبة من الفرس: مقدَّم المِنْسَج حيث تقع عليه
يد الفارس.
[كذب] كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو
كاذب وكذّابٌ وكَذوب، وكيذُبانٌ ومَكْذَبان ومكذبانة، وكذبة مثال همزة،
وكذبذب مخفف، وقد يشدد. وأنشد أبو زيد: وإذا أتاك بأننى قد بعتها (2) *
بوصال غانية فقل كذبذب (3) والكذب جمع كاذب، مثل راكع وركع. قال الشاعر
(4) : متى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ * إذا اضمحلَّ حديث
الكُذَّبِ الوَلَعَهْ (5) والتكاذب: ضد التصادق. والكُذُبُ: جمع كذوب
مثل صبور وصبر. ومنه قرأ بعضهم: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) ،
فجعله نعتا للالسنة.
_________
(1) يريد بالنبي ما نبا من الحصى إذا دق فندر، والكاثب: الجامع لما ندر
منه.
(2) في اللسان: " فإذ سمعت بأننى قد بعتكم ".
(3) البيت لجريبة بن الاشيم.
(4) هو أبو دواد الرؤاسى.
(5) الولعة: جمع والع، مثل كاتب وكتبة. والوالع: الكاذب.
(1/210)
والاكذوبة: الكذب. وأكذبت الرجلَ:
ألفَيْتُه كاذباً: وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائي:
أكْذَبْتُهُ، إذا أخْبَرْتَ أنه جاء بالكذب ورواه. وكَذَّبْتُهُ، إذا
أخبرتَ أنه كاذب (1) . وقال ثعلب: أكْذَبَهُ وكَذَّبَه بمعنى. وقد يكون
أكْذَبَهُ بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب،
وبمعنى وجَدَه كاذباً. وقوله تعالى: (وكَذَّبوا بآياتنا كِذَّاباً) ،
وهو أحد مصادر المشدد، لان مصدره قد يجئ على تفعيل مثل التكليم، وعلى
فعال مثل كذاب، وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعل مثل (ومزقناهم كل
ممزق) . وقوله تبارك وتعالى: (ليس لِوَقْعَتها كاذِبَةٌ) هو اسمٌ يوضع
موضع المصدر، كالعاقبة والعافية والباقية. وقال: (فهل تَرى لهمْ من
باقِيَة) ، أي بقاء. وقولهم: إن بنى فلان ليس لجدهم (2) مكذوبة أي
كَذِبٌ. وكَذَبَ قد يكون بمعنى وجب. وفى الحديث
_________
(1) يعنى أن من طبيعته الكذب.
(2) الصواب " لحدهم " بالحاء المهملة، كما في اللسان.
(1/210)
" ثلاثة أسفار كَذَبْنَ عليكم (1) " قال
ابن السكيت: كأن كَذَبَ ههنا إغراءٌ، أي عليكم به. وهى كلمة نادرة جاءت
على غير القياس. وجاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: "
كذب عليكم الحج " أي وجب. قال الاخفش: فالحج مرفوع بكذب ومعناه نصب،
لانه يريد أن يأمر بالحج، كما يقال أمكنك الصَيْدُ، يريد ارْمِهِ. قال
الشاعر (2) : كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ باردٌ * إن كنتِ سائِلتي
غَبوقاً فاذْهبي يقول: عليكِ العتيقَ. وتقول: ما كَذَّبَ فلانٌ أن
فَعَل كذا، أي ما لبث. وتَكَذَّبَ فلانٌ، إذا تكلَّف الكذب. ويقال حمل
فلانٌ فما كَذَّبَ، بالتشديد، أي ما جَبُنَ. وحمل ثم كَذَّبَ، أي لم
يَصْدُق الحملة. قال الشاعر (3) : ليثٌ بِعَثَّرَ يصطاد الرجالَ إذا *
ما الليثُ كَذَّبَ عن أقرانه صدقا
_________
(1) قبله " كذب عليكم الحج كذب عليكم العمرة كذب عليكم الجهاد ".
(2) هو عنترة، يقول لزوجته عبلة: عليك بأكل العتيق وهو التمر اليابس،
وشرب الماء البارد، ولا تتعرضى لغبوق اللبن، وهو شربه عشيا، لانى خصصت
به مهرى الذى يسلمني وإياك. اه مرتضى. ثم قال وعلى هذا فسروا حديث: "
كذب النسابون " أي وجب الرجوع إلى قولهم.
(3) هو زهير.
(1/211)
وكذب لبن الناقة، أي ذهب.
[كرب] الكُرْبَةُ بالضم: الغمّ الذي
يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على مثال الضرب. تقول منه: كَرَبَهُ الغمُّ،
إذا اشتدَّ عليه. والكرائب: الشدائد، الواحدة كَريبَة. وقال (1) : فيال
رزام رشحوا بى مقدما * إلى الموت خواضا إليه الكرائبا وكَرَبْتُ
القيدَ، إذا ضيَّقته على المقيد. وقال (2) : ازجر حمارك لا يرتع
بروضتنا * إذن يرد وقيد العير مكروب وكرب أن يفعل كذا، أي كاد يفعل.
وكَرَبْتُ الأرضَ، إذا قلبتها للحرث. وفى المثل: " الكراب على البقر "
ويقال: " الكلاب على البقر ". وكرب الشئ، أي دنا. وإناءٌ كَرْبانُ، إذا
كَرَبَ أن يمتلئ. وكَرَبَت الشمسُ، أي دَنت للغروب. يقال كَرَبَت حياةُ
النارِ، أي قرُب انطفاؤها. وقال (3) :
_________
(1) هو سعد بن ناشب المازنى.
(2) عبد الله بن عنمة الضبى.
(3) عبد قيس بن خفاف البرجمى.
(1/211)
أبنى (1) إن أباك كارب يومه * فإذا دُعيت
إلى المكارم فاعْجَلِ وكَرَبْتُ الناقةَ: أوْقَرْتها. وكَرَبُ النخل:
أصول السعف (2) أمثال الكتف. وفى المثل:
متى كان حكم الله في كَرَبِ النخل (3) * والكَرَبُ: الحبل الذي يشدّ في
وسط العَراقيّ ثمَّ يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذي يلي الماءَ فلا
يعفن الحبل الكبير. تقول منه: أكْرَبْتُ الدَلْوَ فهي مُكْرَبَةٌ.
والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكراب، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف
نحلا: جوارسها تأوى (4) الشعوف دوائبا * وتنصب ألهابا مصيفا كرابها
والمصيف: المعوج، من صاف السهم.
_________
(1) يروى: " أجبيل إن ". كارب: رواية الاصمعي بالكسر، وابن دريد يروى
كارب بفتح الراء، أي قارب يومه ودنا منه. وبعده: احذر محل السوء لا
تنزل به * وإذا نبا بك منزل فتحول
(2) هي الكرانيف واحدتها كرنافة.
(3) قيل هذا يضرب فيمن يضع نفسه حيث لا يستأهل قاله أبو عبيدة. اه
وانقولى. لكن في مرتضى بيان أصل هذا المثل وإنه عجز بيت لجرير قاله لما
بلغه أن الصلتان العبدى فضل الفرزدق عليه. قوله: متى كان حكم الله في
كرب النخل عجز لبيت جرير، وصدره:
أقول ولم أملك سوابق عبرة
(4) يروى " تأرى ".
(1/212)
وأبو كرب اليماني بكسر الراء: أحد
التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحميرى. ومعدى كرب فيه ثلاث لغات: معدى
كرب برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ويصرف كربا،
ومنهم من يقول معدى كرب يضيف ولا يصرف كربا يجعله مؤنثا معرفة. والياء
من معدى ساكنة على كل حال. وإذا نسبت إليه قلت معدى، وكذلك النسب في كل
اسمين جعلا واحدا مثل بعل بك وخمسة عشر تنسب إلى الاسم الاول تقول:
بعلى وخمسى وتأبطي. وكذلك إذا صغرت تصغر الاول. والمكرب: الشديد الاسر
من الدواب، بضم الميم وفتح الراء. وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد،
أي أحدٌ. وأكْرَبَ، أي أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكْرابٍ، إذا أمرته أن
يسرعَ السعي. والكُرابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر في أصول السعف
بعد ما يُصْرَم.
[كسب] الكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله
الجمع، تقول منه: كَسَبْتُ شيئاً واكْتسبْته بمعنًى. وفلان طيِّبُ
الكَسْب، وطيب المكسبة مثال المغفرة، وطيب الكسبة بالكسر، وهو مثل
الجلسة. وكسبت أهلي خَيْرا، وكَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه. وهذا
ممَّا جاء على فعلته ففعل.
(1/212)
والكواسب: الجوارح. وتكسب، أي تكلَّف
الكَسْبَ. والكُسْبُ بالضم: عصارة الدهن. وكساب، مثل قطام: اسم كلبة.
[كعب] الكَعْبُ: العظم الناشز عند
ملتقى الساق والقدم. وأنكر الاصمعي قول الناس إنه في ظهر القدم. وكعوب
الرمح: النواشزُ في أطراف الأنابيب. والكَعابُ بالفتح: الكاعِب، وهي
الجارية حين يبدو ثَدْيُها للنُهود. وقد كَعَبَتْ تَكْعَبُ بالضم
كُعوباً: وكَعَّبَتْ بالتشديد مثله. وبُرْد مُكَعَّبٌ: فيه وَشْيٌ
مربَّعٌ. وثوب مكعَّب، أي مطويٌّ شديد الإدراج. والكَعْبُ: القطعة من
السمن. والكعبان: كعب بن كلاب، وكعب بن ربيعة بن عقيل بن ربيعة بن عامر
بن صعصعة. والكعبة: البيت الحرام، يقال: سمى بذلك لتربعه. وذو الكعبات:
بيت كان لربيعة وكانوا يطوفون به.
[كعثب] ركب كعثب، أي ضخم.
(1/213)
[ككب]
الكوكب: النجم. يقال: كوكب وكوكبة، كما قالوا: بياض وبياضة، وعجوز
وعجوزة. وكوكب الشئ: معظمه. وكوكب الروضَة: نَوْرُها. وكوكب الحديد:
بريقه وتوقُّده. وقد كَوْكَبَ. قال الأعشى يذكر ناقته: تَقْطَعُ
الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخَدا * بنَواج سريعةِ الإِيغالِ أبو عبيدة:
ذهب القوم تحت كلّ كوكب، أي تفرقوا.
[كلب] الكلب معروف، وربَّما وصف به،
يقال امرأة كَلْبَةٌ. والجمع أكْلُبٌ وكِلابٌ وكَليبٌ، مثل عبد وعبيد،
وهو جمعٌ عزيزٌ. وقال يصف مَفازةً: كأنَّ تَجاوُبَ أصْدائِها * مكاء
المكلب يدعو الكليبا والاكالب: جمع أكلب. وفي المثل الكِلابُ على البقر
" ترفعها وتنصبها، أي أرْسِلها على بقر الوحش. ومعناه خَلِّ امْرَأ
وصِناعَتَه. والكلاَّبُ: صاحب الكِلاب: والمُكَلِّبُ الذي يعلِّم
الكِلابَ الصيد. والمُكَلَّبُ بفتح اللام: الأسير المقيَّد. يقال أسيرٌ
مُكَلَّبٌ، أي مكبل، وهو مقلوب منه.
(1/213)
قال طفيل الغَنَوي: أَبَأْنا (1) بقَتْلانا
من القوم ضِعْفَهُمْ (2) * وما لا يُعَدُّ من أسيرٍ مُكَلَّبِ
والكَلْبُ: الشَعيرَة. والكَلْب: المسمار الذي في قائم السيف، وفيه
الذؤابة. والكَلْبُ: حديدة عَقْفاء يعلِّق عليها المسافرُ الزاد من
الرحل. ورأس كلب: جبل. والكلب: سير يجعل بين طرفَي الأديم إذا خُرِز.
تقول منه: كَلَبْتُ المَزادَةَ. وقال (3) يصف فرساً: كأنَّ غَرَّ
مَتْنِهِ (4) إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خَريزٍ تَكْلُبُهْ
وكَلْبُ الفرس: الخط الذي في وسط ظهره. تقول: استوى على كلب فرسه.
وكلب: حى من قضاعة. ورجل كالب: ذو كلاب، مثل تامر ولابن. قال ركاض
الدبيرى.
_________
(1) في اللسان: " فباء ".
(2) ويروى: " مثلهم ".
(3) هو دكين بن رجاء الفقيمى.
(4) غر متنه: ما يثنى من جلده. اه. مرتضى. وفى المأثور عن أبى
العميثل: كأن عير متنه إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في جرير تكلبه
العير: الناتئ في وسط النصل. والغر بالفتح: واحد الغرور: مكاسر الجلد.
(1/214)
سدا بيديه ثم أج بسَيْرِهِ * كَأَجِّ
الظليمِ من قَنيصٍ وكالِب والكُلْبَةُ بالضم: الشدَّة من البرد وغيره،
مثل الجُلْبة. قال الشاعر: أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشتاء وكانتْ * قد
أقامت بكُلْبَةٍ وقِطارِ وكذلك الكَلَبُ بالتحريك. وقد كَلِبَ الشتاء
بالكسر. ودفعت عنك كَلَبَ فلانٍ، أي شَرَّهُ وأذاه. والكَلَبُ أيضاً:
شبيه بالجنون، تقول منه: أكلب الرجل، إذا كَلِبَتْ إبله، قال الجعديّ:
وقومٍ يُهينونَ أعْراضَهُمْ * كَوَيْتُهُمُ كِيَّةَ المُكْلِبِ
والكَلْبُ الكَلِبُ: الذي يَكلَبُ بلحوم الناس، يأخذه شبه جنون، فإذا
عقر إنساناً كَلِبَ. يقال رجلٌ كَلِبٌ ورجال كَلْبى. وأرض كَلِبَةٌ،
إذا لم يجد نباتُها رِيًّا فيَيْبَسَ. والكَلْبتان: ما يأخذ به
الحدَّاد الحديد المُحْمى. والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وكذلك الكُلاَّبُ،
والجمع الكَلاليب. ويسمَّى المِهماز، وهو الحديدة التي على خفِّ
الرابض، كلاَّباً. وقال (1) :
_________
(1) جندل بن الراعى يهجو ابن الرقاع.
(1/214)
* كأنه كودن يوشى بكلاب (1) * وكَلَبَهُ:
ضربه بالكُلاَّب. قال الكميت: ووَلَّى بأجْرِيَّا وِلافٍ كأنَّه * على
الشرف الاقصى يساط ويكلب والكلاب، بالضم مخفف: اسم ماء. وقال (2) :
إن الكلاب ماؤنا فخلوه (3) * كانت عنده وقعة لهم، فلذلك قالوا: الكلاب
الاول، والثانى، وهما يومان مشهوران للعرب. والمكالبة: المشارَّةُ،
وكذلك التَكالُبُ. تقول منه: هم يتكالَبون على كذا، أي يتواثبون عليه.
وكلاب في قريش، وهو كلاب بن مرة، وكلاب في هوازن، وهو كلاب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة. وقولهم: " أعز من كليب وائل " وهو كليب بن ربيعة، من
بنى تغلب بن وائل. وأما كليب رهط جرير الشاعر، فهو كليب ابن يربوع بن
حنظلة.
_________
(1) تمامه: خنادف لا حق بالرأس منكبه * كأنه كودن يوشى بكلاب
(2) هو السفاح بن خالد التغلبي.
(3) وبعده:
وساجرا والله لن تحلوه:
(1/215)
[كنب]
الكِنابُ بالكسر: الشِمْراخُ. والكَنَبُ في اليد مثل المَجَلِ، إذا
صلُبَتْ من العمل. قال الأصمعيّ: يقال أكَنَبَتْ يداه، ولا يقال
كَنِبَتْ يداه. وأنشد أحمد بن يحيى: قد أكْنَبَتْ يداكَ بعد لينِ *
وبعد دُهْنِ البانِ والمَضْنونِ * وهَمَّتا بالصَبر والمُرونِ *
والكَنِبُ أيضاً: نَبْتٌ. قال الطرِمَّاحُ: مُعالِياتٌ على الأريافِ
مَسْكَنُها * أطرافُ نجدٍ بأرضِ الطلح والكنب وكنيب، مصغر: موضع. قال
النابغة:
وعلى كنيب مالك بن حمار
[كوب] الكوبُ: كُوزٌ لا عُروةَ له،
والجمع أكواب وقال: مُتَّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه * يسعى عليه العبد
بالكوبِ (1) والكوبة: الطبل الصغير المُخَصَّرُ.
[كهب] الأصمعيّ: الكُهْبَةُ لونٌ
مثل القهْبَةِ. يقال بعيرٌ أَكْهَبُ بيِّن الكَهَبِ، وقد كَهِبَ. قال
أبو عمرو: الكُهْبَةُ: لونٌ ليس بخالصٍ في الحمرة، وهو في الحمرة خاصة.
_________
(1) في المطبوعة الاولى " صلب ".
(1/215)
فصل اللام
[لبب] ابن السكيت: ألَبَّ بالمكان،
أي أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لب لغة فيه. حكاها عنه أبو عبيد. قال
الفراء: ومنه قولهم لَبَّيْكَ، أي أنا مقيم على طاعتك. ونُصب على
المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لبا لك. وثنى على
معنى التأكيد، أي إلباباً بك بعد إلبابٍ، وإقامة بعد إقامة. قال
الخليل: هو من قولهم دارُ فلان تَلُبُّ داري أي تُحاذيها، أي أنا
مواجهك بما تحب، إجابة لك. والياء للتثنية، وفيها دليل على النصب
للمصدر. ونحن نذكر حجته على يونس في باب المعتل إن شاء الله تعالى.
واللب: العقل، والجمع الألباب، وقد جمع على ألب، كما جمع بؤس على أبؤس،
ونعم على أنعم. قال أبو طالب:
قلبى إليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ * وربَّما أظهروا التضعيف في ضرورة
الشعر، كما قال الكميت: إليكمْ ذَوي آلِ النبيِّ تطلَّعَتْ * نوازِعُ
من قلبي ظماء وألبب
(1/216)
ويقال بنات ألبب: عروقٌ في القلب يكون منها
الرِقَّة. وقيل لأعرابيَّة تعاتب ابناً لها: مالَكِ لا تَدعينَ عليه؟
قالت: " تَأْبى له بناتُ أَلْبُبي ". وقال المبرّد في قول الشاعر:
قد عَلِمَتْ منه بَناتُ أَلْبَبِه * يريد بناتِ أَعْقَلِ هذا الحيّ.
فإنْ جمعتَ أَلْبُباً قلت أَلابِبُ، والتصغير أليبب، وهو أولى من قول
من أعلها (1) . واللبيب: العاقل، والجمع أَلِبَّاءُ. وقد لَبِبْتَ يا
رجل بالكسر تَلَبُّ لَبابَةً، أي صرت ذا لُبٍّ. وحكى يونس بن حبيب:
لببت بالضم، وهو نادر لا نظير له في المضاعف. ولب النخل: قلبها. وخالص
كل شئ لبه. ولُبُّ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما في جوفه، والجمع
اللُبوب. تقول منه: ألَبَّ الزرع، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأكلُ.
ولَبَّبَ الحَبُّ تلبيباً، أي صار له لُبٌّ. واللبيبة: ثوبٌ كالبَقيرة.
ولبَّبْتُ الرجلَ تلبيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونحرِه في الخصومة
ثم جررته. والحَسَبُ اللبابُ: الخالص، ومنه سميت المرأة لبابة.
_________
(1) أي بإدغام الباء في مثلها.
(1/216)
واللبة: المَنْحَرُ، والجمع اللَباتُ.
وكذلك اللَبَبُ، وهو موضع القلادة من الصدر من كل شئ، والجمع الالباب.
واللَبَبُ أيضاً: ما يشدُّ على صدر الدابَّة والناقة يمنع الرَحْل من
الاستِئخار. تقول منه: أَلْبَبْتُ الدابة فهو ملبب. وهذا الحرف هكذا
رواه ابن السكيت وغيره بإظهار التضعيف. قال ابن كيسان: هو غلط، وقياسه
ملب، كما يقال مُحَبٌّ من أحببته. ومنه قولهم: فلان في لَبَبٍ رَخِيّ،
إذا كان في حال واسعة. قال الأحمر: اللَّبَبُ: ما استرق من الرمل، لان
معظمه العقنقل، فإذا نقص قيل كثيب، فإذا نقص قيل عوكل، فإذا نقص قيل
سقط، فإذا نقص قيل عداب، فإذا نقص قيل لبب. قال ذو الرمّة: برَّاقَةُ
الجيدِ واللَّبَّاتِ واضِحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب (1) واللبلاب:
نبت يلتوى على الشجر. واللبلبة: الرقة على الولد،: يقال لبلبت الشاة
على ولدها، إذا لحسته وأشبلت عليه حين تضعه. ولبالب الغنم: جلبتها
وأصواتها.
_________
(1) في التهذيب: اللبب من الرمل ما كان قريبا من حبل الرمل.
(1/217)
ورجلٌ لَبٌّ، أي لازمٌ للأمر، يقال رجلٌ
لَبٌّ طَبٌّ. وأنشد أبو عمرو:
لَبًّا بأعجاز المَطِيِّ لاحقا * وامرأة لَبَّةٌ، قال أبو عبيد: أي
قريبة من الناس لطيفة. ورجلٌ لبيب مثل لَبٍّ. قال المُضَرِّبُ ابن
كعبٍ: فقلتُ لها فِيئي إليكِ فإنَّني * حرامٌ وإنِّي بعد ذاكَ لبيبُ أي
مع ذاك مقيم. وقال بعضهم: أراد ملب من التلبية. ولببته لبا: ضربت
لَبَّتَه. وتَلَبَّبَ الرجل، أي تحزم وتشمر.
[لتب] الَّلاتِبُ: الثابتُ، تقول
منه: لَتَبَ لَتْباً ولُتوباً. وأنشد أبو الجراح: فإنْ يَكُ هذا من
نبيذٍ شربتُهُ * فإنِّيَ من شربِ النبيذ لتائِبُ صُداعٌ وتَوصيمُ
العِظامِ وفترة * وغم مع الاشراق في الجوفِ لاتِبُ واللاتِبُ أيضاً:
اللازق، مثل اللازب، عن الاصمعي. ولتبت في منحر الناقة، أي طعنتُ، مثل
لَتَمْتُ.
(1/217)
[لجب]
اللَجَبُ: الصوت والجَلَبَةُ. تقول: لَجِبَ بالكسر. وجيش لَجِبٌ
عَرَمْرَم أي ذو جَلَبَةٍ وكثرةٍ. وبحرٌ ذو لَجَبٍ، إذا سمع اضطرابُ
أمواجه. الأصمعيّ: اللَجْبَةُ: الشاة التي أتى عليها بعد نِتاجها أربعة
أشهر فخفَّ لبنَها، وفيه ثلاث لغات ولجبة لجبة ولجبة (1) ، والجمع
اللِجابُ. قال الشاعر (2) : عَجِبَتْ أبناؤنا من فِعْلِنا * إذ نبيعُ
الخيلَ بالمِعْزى اللِجاب ولَجَباتٌ أيضاً بالتحريك، وهو شاذٌّ لأنَّ
حقّه التسكين، إلا أنه كان الاصل عندهم أنه اسم وصف به، كما قالوا
امرأة كلبة، فجمع على الاصل، ويكون لجبة في الواحد لغة. وقال ابن
السكيت: اللَجبة: التي قلَّ لبنها. قال: ولا يقال للعنز لَجْبة. تقول
منه: لَجُبَتِ الشاة بالضم، وكذلك لَجَّبَتِ الشاةُ تلجيبا.
[لحب] اللحْبُ: الطريق الواضح،
واللاحب مثله، وهو فاعل بمعنى مفعول، أي مَلْحوب. تقول منه: لَحَبَهُ
يَلْحَبُهُ لَحْباً، إذا وطئه ومرَّ فيه. ويقال
_________
(1) ويقال أيضا بالتحريك، وبفتح فكسر، وبكسر ففتح. الاخيرتان عن ثعلب.
(2) هو مهلهل بن ربيعة.
(1/218)
أيضا: لحب، إذا مرَّ مرًّا مستقيماً. قال
ذو الرمّة: فانصاع جانِبُه الوحشيُّ وانكَدَرَتْ * يَلْحَبْنَ لا
يَأْتَلي المطلوبُ والطلبُ ولَحَبْتُ اللحمَ عن العظم. ولَحَبْتُ
العودَ ونحوَه، إذا قشرتَه. قال الشاعر (1) :
والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحوبُ (2) * والملحب: كل شئ يقشر به
ويُقْطَعُ قال الأعشى: وأدفعُ عن أعراضكم وأُعيرُكُمْ * لساناً كمِقراض
الخَفاجيّ مِلْحبا ورجلٌ مِلْحَب أيضاً، إذا كان سبَّاباً بَذِيُّ
اللسان. والمِلْحَبُ: المِقْطع. واللَحيبُ من النوق: القليلة لحم
الظهر، عن أبى عبيد. وقد لحب الرجل، بالكسر، إذا أنحله الكبر. قال
الشاعر: عجوز ترجى أن تكون فتية * وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
وملحوب: موضع. قال (3) :
أقفر من أهله ملحوب (4)
_________
(1) هو إبراهيم بن عمران الانصاري:
(2) صدره:
والماء منهمر والشد منحدر
(3) هو عبيد بن الابرص.
(4) عجزه:
فالقطبيات فالذنوب:
(1/218)
[لزب]
طين لازب، أي لازق. تقول منه: لزب الشئ يلزب لزوبا. واللازب: الثابت.
تقول: صار الشئ ضربة لازب، وهو أفصح من لازم. قال النابغة: ولا
يحسَبونَ الخيرَ لا شرَّ بعده * ولا يحسَبونَ الشرَّ ضربةَ لازب
وأصابتهم لَزْبَةٌ، أي شدَّةٌ وقحطٌ، والجمع اللَزْباتُ بالتسكين،
لأنَّه صفة. والمِلْزابُ: البخيل الشديد. وأنشد أبو عمرو: لا يفرحون
إذا ما نَضْخَةٌ وقعتْ * وهم كِرامٌ إذا اشتد الملازيب
[لسب] لَسِبْتُ العسلَ بالكسر،
ألْسَبُهُ لسبا، إذا لعقته. ولسب بالشئ، مثل لَصِبَ به، أي لَزِقَ.
ولَسَبَتْهُ العقربُ بالفتح تَلْسِبُهُ لَسْباً، أي لذغته. ولسبه
أسواطا، أي ضربه.
[لصب] ابن السكيت: لَصِبَ سيفهُ
يَلْصَبُ لَصَباً، إذا نشِب في الغِمد فلا يخرج. ولَصِبَ جلدُ فلانٍ،
إذا لصِق باللحم من الهُزال. واللِصْبُ، بالكسر: الشِعْبُ الصغير في
الجبل. وكلُّ مَضيق في الجبل فهو لصب.
و [الجمع] لصاب ولُصوبٌ. وفلانٌ
لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يعطي شيئاً. ولَصِبَ الخاتَمُ في الإصبع، وهو
ضدُّ قَلِقَ.
(1/219)
واللواصب في شعر كثَيِّر (1) : الآبار
الضيقة البعيدة القعر.
[لعب] اللَعِب معروف واللَّعْبُ
مثله (2) . وقد لَعِبَ يلعَب. وتلعَّب: لعِب مرَّةً بعد أخرى. ورجلٌ
تِلْعابَةٌ: كثير اللَعِب. والتَلعاب بالفتح: المصدر. وجاريةٌ لَعوب.
والأُلْعوبة: اللَعِب. والمَلْعَبُ: موضع اللعِب. واللُعْبَةُ بالضم:
لُعْبَةُ الشطرنج والنرد. وكل ملعوب به فهو لُعْبَةٌ، لأنَّه اسم. ومنه
قولهم: اقْعُدْ حتَّى أفرغ من هذه اللُعْبَةِ. قال ثعلب: من هذه
اللَعِبَةِ بالفتح أجودُ، لأنه أراد المرة الواحدة من اللَعِبِ.
واللِعْبَةُ بالكسر: نوع من اللعَبِ، مثل الركبة والجِلسة. تقول: فلان
حَسَنُ اللِعْبَةِ. كما تقول: حَسَنُ الجِلسة. ولاعبت الرجل ملاعبة.
وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الاسنة، فجعله
لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال: لو أن حيا مدرك الفلاح *
أدركه ملاعب الرماح
_________
(1) هو قوله، كما في المقاييس (لصب) : لواصب قد أصبحت وانطوت * وقد طول
الحى عنها لباثا
(2) وكذلك اللعب بالكسر.
(1/219)
وملاعب ظله: طائر، وربَّما قيل خاطِفُ
ظِلِّهِ. واللُعابُ: ما يسيل من الفم. ولُعابُ النحل: العسل. ولَعَبَ
الصبيُّ، بالفتح، يلعَبُ لَعْباً، إذا سال لُعابُهُ. قال لبيد:
لَعَبْتُ على أكْتافِهِمْ وحجورِهِمْ * وَليداً وسَمُّوني مُفيداً
وعاصِما وأَلْعَبَ الصبيُّ، إذا صار له لُعابٌ يسيل من فيه. وثغرٌ
ملعوبٌ، أي ذو لُعابٍ. ولُعابُ الشمس: ما تراه في شدَّة الحرّ مثل نسج
العنكبوتِ، ويقال هو السراب. واللعباء ممدود: اسم موضع.
[لغب] اللُغوبُ: التعب والإعياء.
تقول منه: لَغَبَ يَلْغُبُ بالضم لُغوباً. ولغِب بالكسر يلغَب لغوباً
لغةٌ ضعيفة فيه. وألغبته أنا، أي أنْصَبْتُهُ. ورجلٌ لغْبٌ بالتسكين،
أي ضعيفٌ بيِّن اللَغابَةِ. الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء: قال سمعت
أعرابيًّا يقول: فلانٌ لَغوبٌ، جاءته كتابي فاحتَقَرها. فقلت: أتقول
جاءته كتابي؟ فقال: أليس بصحيفة؟ فقلت: ما اللَّغوبُ؟ فقال: الأحمق.
واللَّغْبُ أيضاً: الريش الفاسد مثل البُطْنانِ منه. واللُغاب بالضم
مثله، وهو خلاف اللُؤامِ قال تأبَّط شرا:
(1/220)
وما ولدت أمي من القومِ عاجزاً * ولا كان
ريشي من ذُنابى ولا لَغْبِ وكان له أخٌ يقال له: ريشُ لَغْبٍ (1) . وقد
حركه الكميت في قوله:
لا نَقَلٌ ريشُها ولا لغب * مثل نهر ونهر، لاجل حرف الحلق وريش لغيب.
قال الراجز في الذئب: أشْعَرْتُهُ مُذَلّقاً مَذْروبا * ريشَ بريش لم
يكن لَغيبا الأموي: لَغَبْت على القوم ألغَبُ، بالفتح فيهما، لَغْباً:
أفسَدتُ عليهم. والتَلَغّبُ: طول الطرد (2) . وقال: تَلَغَّبني دهرٌ
(3) فلما غَلَبْتُهُ * غَزاني بأولادي فأدركني الدهر
[لقب] اللقب: واحد الألقاب، وهي
الأنباز. تقول: لَقَّبْتُهُ بكذا فتلقَّب به.
[لوب] اللُوبَةُ واللابَةُ:
الحرَّةُ، والجمع اللوبُ واللابُ واللاباتُ، وهي الحِرارُ. وفى الحديث
أنه " حرم ما بين لابتى المدينة "، وهما حرتان تكتنفانها.
_________
(1) صوابه: ريش بلغب، بزيادة الباء في أوله، كما نبه صاحب القاموس.
(2) في اللسان: " الطراد ".
(3) في اللسان: " دهري ".
(1/220)
قال أبو عبيدة: لوبَةٌ ونوبةٌ للحرَّةِ،
وهي الأرض التي ألبستها حجارةٌ سودٌ. ومنه قيل للأسود لوبِيٌّ
ونوبِيٌّ. قال بشر يذكر كتيبة (1) : مُعالِيَةٌ لا هَمَّ إلا مُحَجِّر
* فحرَّةُ لَيْلى السَهْلُ منها فلوبها ولابَ يَلوبُ لَوْباً
ولَوَباناً ولَواباً، أي عطشَ، فهو لائِبٌ والجمع لؤوب، مثل شاهد
وشهود. قال الشاعر (2) :
حتى إذا ما اشتدَّ لوبانُ النَجَرْ (3) * قال الأصمعيّ: إذا طافت
الإبلُ على الحوض ولم تقدر على الماء لكثرة الزحام فذلك اللَوْب. يقال:
تركتها لوائِبَ على الحوض. والمَلابُ: ضربٌ من الطِيبِ كالخَلوقِ. قال
جرير:
بصِنِّ الوَبْرِ تحسبُهُ ملابا (4) * وشئ ملوب، أي ملطخ به. وأمَّا
المِرْود ونحوِه فهو الملولب، على مفوعل.
_________
(1) قال في التكملة: غلط، ولكنه يذكر امرأة وصفها في صدر هذه القصيدة.
(2) هو الراجز أبو محمد الفقعسى.
(3) النجر: عطش يصيب الابل من أكل بذور الصحراء. وبعده:
ولاح للعين سهيل بسحر
(4) صدره:
تطلى وهى سيئة المعرى * الصن، بالكسر: بول الوبر يخثر ويتداوى به، وهو
منتن جدا. الوبر: دويبة كالسنور.
(1/221)
[لهب]
اللهب: لَهَبُ النار، وهو لسانها. وكُنِّي أبو لَهَبٍ به لِجَمالِهِ
(1) . والتهبت النار وتَلَهَّبَتْ، أي اتَّقَدَتْ. وألهبتها: أوقدتها.
واللُهْبَةُ بالتسكين: العطش. وقد لهب بالكسر يلهب لهبا. ورجلٌ
لَهْبانٌ وامرأةٌ لَهْبى. واللَهَبانُ، بالتحريك: اتِّقادُ النار.
وكذلك اللهيبُ واللُهابُ بالضم. وألْهَبَ الفرسُ، إذا اضطرم جَرْيُهُ،
والاسم الأُلْهوبُ. وقال (2) : فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ *
وللزَجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ (3) واللِهْبُ بالكسر:
الفُرْجَةُ والهواءُ يكون بين الجبلين، والجمع لهوب ولهاب وألهاب. قال
أوس بن حجر: فأبصرَ ألْهاباً من الطَودِ دونَها * ترى (4) بين رأسي كل
نيقين مهبلا
_________
(1) واسمه عبد العزى.
(2) امرؤ القيس.
(3) وفى ديوانه: فللساق ألهوب وللسوط درة * وللزجر منه وقع أهوج منعب
ويروى: " أخرج مهذب ". الا خرج: الظليم. المهذب: الشديد العدو.
والمنعب: الذى يستعين بنعقه.
(4) في اللسان " يرى ".
(1/221)
وقال أبو ذؤيب:
وتَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصيفا كرابها (1) * وبنو لهب أيضا: قوم من
الازد.
فصل النون
[نبب] نب التيس ينب نبييا، إذا صاح
وهاج. والأنبوبة: ما بين كلِّ عُقدتين من القَصَب. وهى أفعولة، والجمع
أنبوب وأنابيب.
[نتب] نتب الشئ نتوبا، مثل نهد.
وقال: أشرف ثدياها على التريب * لم يعدوا التفليك في النتوب
[نجب] النَجَبُ، بالتحريك: لحاء
الشجر. والنَجْبُ بالتسكين. مصدر قولك نَجَبْتُ الشجرة أنْجُبُها
وأنْجِبُها، إذا أخذتَ قِشرة ساقها. والمنجوب: الجلد المدبوغ بقشور سوق
الطلح. وسِقاءٌ منجوبٌ ونَجَبِيٌّ أيضاً. والمنجوب: القدح الواسع. ويوم
ذى نجب: يوم من أيام العرب مشهور. ورجلٌ نجيبٌ، أي كريم بيِّن النجابة.
والنجبة مثال الهمزة: النجيب، يقال هو
_________
(1) صدره:
جوارسها تأرى الشعوف دوائبا:
(1/222)
نُجَبَةُ القوم، إذا كان النجيبَ منهم.
وأنجب الرجل، أي وَلَدَ نجيباً. قال الشاعر (1) : أنْجَبَ أزْمانَ
والِداهُ به * إذ نَجَلاهُ فنِعْمَ ما نَجَلا وامرأة مُنْجِبَةٌ
ومِنْجابٌ: تلِد النُجباء، ونسوة مناجيب. أبو عبيد: المِنْجاب: السهم
الذي ليس عليه ريشٌ ولا نَصْل. والمِنْجاب: الرجل الضعيف. وانتجبه:
اختاره واصطفاه. والنَجيب من الإبل، والجمع النُجُبُ والنجائب.
[نحب] النَحْبُ: النَذْرُ. تقول
منه: نَحَبْتُ أنْحُبُ بالضم. وسارَ فلانٌ على نَحْبٍ، إذا سار فأجهدَ
السير، كأنه خاطر على شئ فجد. قال الشاعر:
ورد القطا منها بخمس نحب * أي دائب. والنحب: المدة والوقت، يقال: قضى
فلانٌ نَحْبَهُ، إذا مات. والنَحيبُ: رفع الصوت بالبكاء. وقد نَحَبَ
يَنْحِبُ بالكسر نَحيباً. والانتحاب مثله. ونَحَبَ البعير أيضاً
يَنْحِبُ نحابا، إذا أخذه السعال.
_________
(1) هو الاعشى.
(1/222)
أبو عمرو: النَحْبُ: السير السريع، مثل
النَعْبِ. قال: ونَحَّبَ القومُ تَنْحيباً، إذا جدُّوا في عملهم.
والتنحيب: شدة القرب للماء. قال الشاعر (1) : ورب مفازة قذف جموح *
تغول منحب القرب اغتيالا وناحبت الرجل إلى فلان، مثل حاكمته. قال طلحة
لابن عباس رضى الله عنهما: هل لك في أن أناحبك وترفع النبي صلى الله
عليه وسلم (2) .
[نخب] النَخْبُ: النَزْعُ. تقول:
نَخَبْتُهُ أنْخُبُهُ، إذا نزَعته. والنَخْبُ أيضاً: البِضاعُ. وقد
اسْتَنْخَبَتِ المرأةُ، إذا أرادته، عن الاموى. والانتخاب: الانتزاع.
والانتخاب: الاختيار. والنُخَبَةُ مثل النُجَبَةُ، والجمع نُخَبٌ، مثل
رطبة ورطب. يقال: جاء في نُخَبِ أصحابه، أي في خِيارهم. ورجلٌ نَخِبٌ
بكسر الخاء، أي جبانٌ لا فؤادَ له. وكذلك نَخيبٌ ومنخوبٌ ومنتخب، كأنه
منتزع الفؤاد.
_________
(1) ذو الرمة.
(2) كأنه قال: أفاخرك، فتعد فضائلك وأعد فضائلي، ولا تذكر في فضائلك
المصطفى، وأنافرك بما سواه. يعنى أنه لا يقصر عنه فيما عدا ذلك من
المفاخر. عن لسان العرب.
(1/223)
[نخرب]
النُخْروبُ: واحد النخاريب، وهي شقوق الجحر.
[ندب] نَدَبَ الميِّت، أي بكى عليه
وعدَّد محاسنه، يَنْدُبُه نَدْباً. والاسم الندبة بالضم. وندبة بالفتح
(1) : أم خفاف بن ندبة السلمى، وكانت سوداء حبشية. وندبه لامر فانتدب
له، أي دعاه له فأجاب. ومندوب: اسم فرس أبى طلحة، الذى قال فيه النبي
صلى الله عليه وسلم: " إن وجدناه لبحرا ". ورجل نَدْبٌ، أي خفيفٌ في
الحاجة. وفرس نَدْبٌ، أي ماضٍ. والندب، بالتحريك: الخطر. قال عروة:
أيهلك مُعْتَمٌّ وزيدٌ ولم أقُمْ * على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ
مُخْطِرِ وهما جَدَّاه. وتقول: رمينا نَدَباً، أي رَشْقاً. والنَدَبُ
أيضاً: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد. قال الفرزدق: ومُكَبَّلٍ
تَرَكَ الحديدُ بساقه * نَدَباً من الرَسَفان في الاحجال
_________
(1) في القاموس أنه بالضم، ويفتح.
(1/223)
[نرب]
النَيْرَبُ: الشرُّ والنميمة. قال الشاعر (1) : ولستُ بذي نَيْرَبٍ في
الصديق * ومناع خير وسبابها (2)
[نزب] النَزْبُ: صوت تيس الظِباء
عند السِفادِ. يقال: نَزَبَ الظَبْيُ ينزب بالكسر نزيبا.
[نسب] النَسَبُ: واحد الأنساب.
والنِسْبَةُ والنُسْبَةُ مثله (3) . وانتسب إلى أبيه، أي اعترى. وتنسب،
أي ادعى أنَّه نسيبُك. وفي المثل " القريبُ مَنْ تَقَرَّبَ لا مَنْ
تَنَسَّبَ ". ورجلٌ نَسَّابَةٌ، أي عليمٌ بالأنْسابِ، الهاء للمبالغة
في المدح، كأنما يريدون به داهية أو غاية ونهاية. وتقول: عندي ثلاثة
نسابات وعلامات، تريد ثلاثة رجال، ثم جئت بنسابات نعتا لهم. وفلان
يناسب فلاناً فهو نسيبُه، أي قريبه. وتقول: ليس بينهما مناسبة، أي
مشاكلة. ونَسَبْتُ الرجل أَنْسُبُهُ (4) بالضم نِسْبَةً ونَسَباً، إذا
ذكرتَ نسبه.
_________
(1) عدى بن خزاعي.
(2) قال ابن برى: صواب إنشاده: ولست بذى نيرب في الكلام * ومناع قومي
وسبابها
(3) بالكسر والضم.
(4) وأنسبه بالكسر، نسبا محركة، ونسبة.
(1/224)
ونسب الشاعر بالمرأة ينسب بالكسر نَسيباً،
إذا شَبَّبَ بها. والنيسب: الذى تراه كالطريق من النمل نفسها، وهو
فيعل. وقال (1) :
عينا ترى الناس إليها نيسبا
[نشب] النَشَبُ: المال والعقار.
ونَشِبَ الشئ في الشئ بالكسر نشوبا، أي علقَ فيه: وأنْشَبْتُهُ أنا
فيه، أي أعلقته، فانتشب. وأنشب الصائِدُ: أعلَقَ. ويقال نَشِبَتِ
الحربُ بينهم. وقد ناشَبَهُ الحربَ، أي نابذَه. والنُشَّابُ: السهامُ،
الواحدة نُشَّابَةٌ. والناشِب: صاحب النشَّابِ (2) ، وقوم ناشِبة. ومنه
سمى الرجل ناشبا. ونشبة بالضم: اسم رجل، وهو نشبة بن غيظ ابن مرة بن
عوف بن سعد بن ذبيان.
[نصب] النصب: مصدر نصبت الشئ، إذا
أقمته. وصفيحٌ مُنَصَّب، أي نُصِبَ بعضُه على بعض. ونَصَّبَتِ الخيلُ
آذانَها، شدِّد للكثرة والمبالغة.
_________
(1) هو دكين. قال ابن برى: والذى في رجزه: أي رجز دكين: ملكا ترى الناس
إليه نيسبا * من داخل وخارج أيدى سبا
(2) كالرامح صاحب الرمح.
(1/224)
ونَصَبْتُ لفلانٍ نَصْباً، إذا عاديته.
وناصَبْتُهُ الحربَ مُناصَبَةً. ونَصَبَ القومُ: ساروا يومهم، وهو سيرٌ
لَيِّنٌ. والمَنْصِبُ: الأصل، وكذلك النِصاب. والنِصابُ من المال:
القَدَر الذي تجِبْ فيه الزكاة إذا بلغَه، نحو مائتي درهم، وخمسٍ من
الإبل. ونصاب: اسم فرس. ونِصابُ السكين: مقبضه. وأنْصَبْتُ السكِّين:
جعلت له مقبضا. ونصب الرجل بالكسر نَصَباً: تَعِبَ. وأنْصَبَهُ غيره.
وهُمٌّ ناصب، أي ذو نَصَبٍ، مثل تامِرٍ ولابِنٍ. ويقال: هو فاعِلٌ
بمعنى مفعولٍ فيه، لأنَّه يُنْصَبُ فيه ويُتعبُ، كقولهم: ليل نائم، أي
نام فيه، ويوم عاصف، أي تعصِفُ فيه الريح. وتيسٌ أنْصَبُ وعنزٌ
نَصْباءُ بيِّنة النَصَبِ، إذا انتصبَ قرناها. وناقةٌ نصباء: مرتفعة
الصدر. وتَنَصَّبَتِ الأُتُنُ حول الحمار. وغِناءُ النَصْبِ: ضربٌ من
الألحان. وفي الحديث: " لو نصب لنا نصب العرب "، أي لو غَنَّيْتَنا
غِناءَ العرب، وهو غناءٌ لهم يشبه الحُداء إلا أنَّه أرقُّ منه.
والنَصْبُ في الإعراب: كالفتح في البناء، وهو من مواضَعاتِ النحويِّين.
تقول منه: نصبت الحرف فانتصب.
(1/225)
وغبار منتصب، أي مرتفع. والنَصْبُ: ما
نُصِبَ فعُبِدَ من دون الله تعالى. وكذلك النُصْبُ بالضم، وقد
يُحَرَّك. قال الاعشى: وذا النصب المنصوب لا تنسكنه * لعاقبة والله ربك
فاعبدا أراد فاعبدن فوقف بالالف، كما تقول رأيت زيدا. والجمع الانصاب.
وقوله: " وذا النصب " يعنى إياك وهذا النصب، وهو للتقريب. كما قال:
ولقد سئمت من الحياة وطولها * وسؤال هذا الناس كيف لبيد (1) والنُصْبُ:
الشرّ والبلاء، ومنه قوله تعالى: (مَسَّنِيَ الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ)
. والنَصيبَةُ: حجارة تُنْصَبُ حول الحوض ويُسَدُّ ما بينها من الخَصاص
بالمَدَرَةِ المعجونة. قال الشاعر (2) : هَرَقْناهُ (3) في بادي
النَشيئَةِ داثِرٍ * قديمٍ بعهد الماء بُقْعٍ نَصائِبُهْ والنصيب: الحظ
من الشئ. والنصيب: الحوض. والنصيب: الشرك المنصوب. ونصيب الشاعر مصغر.
ونصيبين: اسم بلد، وفيه للعرب مذهبان: منهم من يجعله اسما واحدا ويلزمه
الاعراب كما يلزم
_________
(1) البيت للبيد بن ربيعة.
(2) ذو الرمة.
(3) الضمير في " هرقناه " يعود إلى سجل تقدم ذكره.
(29 - صجاح)
(1/225)
الاسماء المفردة التى لا تنصرف، فيقول: هذه
نصيبين ومررت بنصيبين، ورأيت نصيبين، والنسبة إليه نصيبي (1) . ومنهم
من يجريه مجرى الجمع فيقول: هذه نصيبون، ومررت بنصيبين، ورأيت نصيبين.
وكذلك القول في يبرين وفلسطين وسيلحين وياسمين وقنسرين. والنسبة إليه
على هذا القول نصيبينى (2) ويبرينى، وكذلك أخواتهما.
[نضب] نَضَبَ الماء يَنْضُبُ بالضم
نُضوباً، أي غار في الأرض وسَفِلَ. ونُضوب القوم أيضاً: بُعْدُهُمْ.
الاصمعي: الناضب: البعيد. ومنه قيل للماء إذا ذهب: نَضَبَ، أي بَعُدَ.
وخَرْقٌ ناضبٌ أي بعيدٌ (3) . وأَنْضَبْتُ وترَ القوس مثل
أَنْبَضْتُهُ، مقلوب منه. والتنضب: شجر، والتاء زائدة لانه ليس في
الكلام فعلل، وفى الكلام تفعل مثل تتفل (4) وتخرج، الواحدة تنضبة. قال
الكميت:
إذا حَنَّ بين القوم نبع وتنضب
_________
(1) الوجه فيه " نصيبينى " كما نبه ابن برى، لانه هنا نسبة إلى مفرد.
(2) وكذا نبه ابن برى أن الصواب " نصيبي " لانه هنا جمع فتحذف عنه
علامة الجمع. قال: وكذلك كل ما جمعته جمع السلامة، ترده في النسب إلى
الواحد.
(3) الخرق هنا بمعنى الصحراء.
(4) هو الثعلب أو جروه. وفيه لغات كما في القاموس، المراد منها هنا فتح
أوله وضم ثالثه.
(1/226)
قال ابن سلمة: النَبْعُ شجر القسِيِّ.
وتَنْضُب شجر تتخذ منه السهام.
[نطب] نَطَبَهُ نَطْباً (1) : ضرب
أذنَهُ بإصبعه.
[نعب] نَعَبَ الغراب، أي صاح
يَنْعِبُ ويَنْعَبُ نَعْباً ونَعيباً ونَعَباناً وتَنْعاباً. وربَّما
قالوا: نَعَبَ الديك، على الاستعارة. وقال (2) : وقهوةٍ صَهْباَء
باكَرْتُها * بِجُهْمَةٍ والديكُ لم يَنْعَبِ والنَعْبُ: السير السريع.
وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نَعَّابة ونَعوبُ: سريعة، والجمع نُعُبٌ.
ويقال إنَّ النُعُبَ تحرِّك رأسَها في المشي إلى قدام.
[نغب] النُغْبُةُ بالضم: الجُرعة،
وقد يُفْتح، والجمع النُغَبُ. قال ذو الرمّة: حتَّى إذا زَلَجَتْ عن كل
حنجرةٍ * إلى الغليلِ ولم يَقْصَعْنَهُ نُغَبُ قال ابن السكيت:
نَغِبْتُ من الإناء بالكسر نَغْباً، أي جرعت منه جرعا. وقولهم: ما
جَرَّبْتُ عليه نُغْبَةً قطُّ، أي فعلة قبيحة.
_________
(1) قوله نطبه الخ هذه المادة ساقطة من غالب نسخ الصحاح، ووجدت في
ترجمته، والمجد كتبها في القاموس بالسواد، فتعقبه م. ر. في شرحه بأنه
لم يجدها في نسخة، أي فكان حقها الكتابة بالحمرة. اه. وقد عرفت من
ترجمته أنها ثابتة في البعض فلا اعتراض. قال نصر.
(2) الاسود بن يعفر.
(1/226)
[نقب]
النقبُ: الطريق في الجبل، وكذلك المنقب والمنقبة، عن ابن السكيت: ونقب
الجدار نَقْباً، واسم تلك النَقْبَةِ نَقْبٌ أيضاً. ونَقَبَ البَيْطارُ
سُرَّةِ الدابَّة ليخرج منها ماء أصفر، وتلك الحديدة مِنْقَبٌ، والمكان
مَنْقَبٌ بالفتح. وقال (1) : أقب لم ينقب البيطار سرته * ولم يدجه ولم
يغمز له عصبا (2) والناقبة: قَرْحَةٌ تخرج بالجنب تهجم على الجوف.
والنُقْبَةُ بالضم: أوَّل ما يبدو من الجَرَبِ قِطعاً متفرِّقة، وجمعها
نُقْبٌ (3) . قال دريد بن الصمة: مُتَبَذِّلاً تبدو محاسنُه * يضعَ
الهِناَء مواضع النُقْبِ والنُقْبَةُ أيضاً: اللون والوجه. قال ذو
الرمّة يصف ثوراً: ولاحَ أَزْهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِهِ * كأنَّه حين
يَعْلو عاقِراً لَهَبُ والنُقبة أيضاً: ثوبٌ كالإزار يُجعل له حُجْزَةٌ
مخيطَة، من غير نَيْفَقٍ، ويشدُّ كما يشدُّ السراويل. تقول منه:
نَقَبْتُ الثوبَ نَقْباً، أي جعلته نُقْبَةً.
_________
(1) مرة بن محكان.
(2) ويروى " كالسيد " " ولم يسمه ولم يلمس له ".
(3) بسكون القاف ويقال أيضا " نقب " بضم ففتح، كما في اللسان.
(1/227)
ونَقِبَ البعير بالكسر، إذا رقَّت أخفانه.
وأنقب الرجل، إذا نقب بعيره. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوس، أي تَخَرَّقَ.
والمَنْقَبَةُ: ضد المَثْلَبَةِ. والنقيب، العَريف، وهو شاهد القوم
وضمينهم، والجمع النقباء. وقد نَقَبَ على قومه ينقب نقابة، مثل كتب
يكتب كتابة. قال الفراء: إذا أردتَ أنَّه لم يكن نقيباً ففعل قلت:
نَقُبَ بالضم، نَقابَةً بالفتح. قال سيبويه: النِقابَةُ بالكسر الاسم،
وبالفتح المصدر، مثل الوِلاية والوَلاية. أبو عبيد: النَقيبة: النفس.
يقال: فلانٌ ميمون النَقيبة، إذا كان مُبارك النفس. قال ابن السكيت:
إذا كان ميمونَ الأمر ينجح فيما يحاول ويظفَرُ. وقال ثعلب: إذا كان
ميمون المَشورة. وكلبٌ نَقيبٌ: نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ ليضعف صوته،
يفعله اللئيم لئلا يسمع صوتَه الأضيافُ. والنقاب: نِقاب المرأة. وقد
انْتَقَبَتْ. وإنَّها لحَسَنَةُ النقبة، بالكسر. وناقبت فلانا، إذا
لقيته فجأةً. ولقيتُهُ نِقاباً. ووَرَدْتُ الماء نقابا، مثل التقاطا
(1) ، إذا هجمت عليه من غير طلب.
_________
(1) يعنى مثل وردت الماء التقاطا.
(1/227)
والنقاب أيضا: الرجل العَلاَّمة. قال أوس
ابن حَجَر: كَريمٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ * نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ
(1) ونَقَّبوا في البلاد: ساروا فيها طلبا للمهرب.
[نكب] أبو زيد: نَكَبَ عن الطريق
يَنْكُبُ نُكوباً، أي عدلَ. ونَكَبَ على قومه يَنْكُبُ نِكابَةً، إذا
كان مَنْكِباً لهم يعتمدون عليه، وهو رأس العرفاء. ونَكَبَتْهُ
الحِجارَةَ نَكْباً، أي لَثَمَتْهُ وخَدَشَتْهُ. والنَكيب: دائرة
الحافر والخفّ. قال لبيد: وتَصُكُّ المَرْوَ لمَّا هَجَّرَتْ * بنَكيبٍ
مَعِرٍ دامي الأظَلّ ونَكَبَ كنانته نكبا: كبها. ونكبه تنكيبا، أي عدل
عنه واعتزله. وتَنَكَّبه، أي تجنَّبه. وتنكَّبَ القوسَ، أي ألقاها على
منكِبِه. والنَكْبَةُ: واحدة نَكَباتِ الدهر. تقول: أصابته نَكْبة.
ونُكِبَ فلان فهو منكوب والمَنْكِبُ: مجمعُ عظم العَضُدِ والكَتِفِ.
والمَناكب أيضاً في جناح الطائر: أربع بعد القوادم. والمَنْكِبُ من
الأرض: الموضع المرتفع.
_________
(1) ويروى: " نجيح مليح ".
(1/228)
والنكباء: الريح الناكبة التي تَنْكُبُ عن
مهابِّ الرياحِ القُوَّمِ. والنُكْبُ في الرياح أربعٌ: فنَكْباءُ
الصبَا والجنوب تسمَّى الأزْيَبَ، ونَكباءُ الصبا والشمالِ تسمَّى
الصابية وتسمَّى النُكَيْباءَ أيضاً، وإنَّما صغَّروها وهم يريدون
تكبيرها لأنَّهم يستبردونها جدًّا. ونَكْباءُ الشمالِ والدَبورِ قرَّة،
تسمَّى الجِرْبِياء، وهي نيِّحَةُ (1) الأزْيَبِ. ونَكْباءُ الجنوب
والدَبورِ حارَّةٌ تسمَّى الهَيْفَ وهي نَيِّحَةُ النُكَيباء، لأنَّ
العرب تُناوِحُ بين هذه النُكْبِ، كما ناوَحوا بين القُوَّمِ من
الرياح. والنكب بالتحريك: الميل في المشى. والنكب: داء يأخذ الإبل في
مناكبها فتظلَعُ منه وتمشي منحرِفة. يقال نَكِبَ البعير بالكسر
يَنْكَبُ نَكَباً، فهو أنْكَبُ. قال العدبَّس: لا يكون النكَب إلا في
الكتِف. قال الشاعر (2) : فهلاَّ أعدُّوني لمِثْلي تَفاقَدوا * إذا
الخَصْمُ أبْزى مائِلُ الرأسِ أَنْكَبُ وهو من صفة المتطاول الجائر.
والأَنْكَبُ: الذي لا قوس معه.
[نوب] ناب عنّي فلانٌ ينوب مَناباً،
أي قام مقامي. وانتاب فلانٌ القوم انتياباً، أي أتاهم مرة بعد
_________
(1) قوله نيحة، بشد الياء كسيدة، يعنى التى تناوحها إى تقابلها. يقال
تناوح الشجر، إذا قابل بعضه بعضا.
(2) رجل من فقعس.
(1/228)
أخرى، وهو افتعال من النوبة. ومنه قول
الهذلى (1) : أقَبَّ طريدٍ بنَزْهِ الفلا * ةِ لا يَرِدُ الماَء إلا
انْتيابا وريوى " ائتيابا " وهو افعتال من آب يؤوب، إذا أتى ليلا.
وأناب إلى الله، أي أقبل وتاب. والنَوبة: واحدة النُوَبِ، تقول: جاءت
نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، في الماء وغيره.
والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نابَهُ أمرٌ وانتابه، أي أصابه.
والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهر. والنوبُ والنوبة أيضا: جيل من
السودان، الواحد نوبى. والنوب أيضا: النحل، وهو جمع نائب، مثل غائط
وعوط، وفاره وفره، لانها ترعى وتنوب إلى مكانها. قال الاصمعي: هو من
النوبة التى تنوب الناس لوقت معروف. وقال أبو عبيد: سميت نوبا لانها
تضرب إلى السواد. قال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها *
وحالفها في بيت نوب عوامل (2)
_________
(1) أسامة بن الحارث.
(2) في اللسان: " عواسل " و " النحل " مكان الدبر.
(1/229)
ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ،
خلاف البُعد. قال أبو ذؤيب (1) : أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ * كما
يهتاجُ مَوشِيّ قشيبُ (2) ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرة يومٍ
وليلة، والقَرَبُ ما كان منك مسيرة ليلة، وأصله في الوِرْدِ. قال لبيد:
إحدى بَني جعفرٍ كَلِفْتُ بها * لم تمْسِ مِني نَوْباً ولا قَرَبا (3)
والحُمَّى النائبة: التى تأتى كل يوم.
[نهب] النَهب: الغنيمة، والجمع
النِهابُ. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. تقول: أَنْهَبَ الرجلُ
مالَهُ فانتهبوه ونَهَبوه وناهَبوه، كلُّ ذلك بمعنًى. والنُهْبى: اسمُ
ما أَنْهَبَ. والمناهبة: أن يتبارى الفرسان في حضرهما، وكذلك غير
الفرس. وقال:
ناهبتهم بنيطل جروف
_________
(1) وقبله: لقد لاقى المطى بنجد عفر * حديث لو عجبت له عجيب
(2) يعنى بالموشى اليراعة، أي الزمارة من القصب المثقب. ويروى: " نقيب
" أي منقوب، يريد الثقب التى فيه. والمعنى أنه حزن وبكى، شبه أنينه
وتوجعه بصوت المزمار.
(3) في اللسان " لم تمس نوبا منى " والوزن مستقيم بكل من الروايتين.
(1/229)
ونهب الناس فلاناً، إذا تناولوه بكلامهم.
وكذلك الكلبُ، إذا أخذ بعرقوب الإنسان. يقال: لا تَدَعْ كلبكَ ينهب
الناس.
[نيب] الناب من السِنِّ، والجمع
أنياب ونُيوبٌ أيضاً على غير قياس. ونابَهُ يَنيبُهُ، أي أصاب نابَهُ.
ونَيَّبَ سهمَه، أي عجم عودَه وأثَّر فيه بنابه. ونابُ القومِ:
سيِّدهُم (1) . والناب: المُسِنَّة من النوق، والجمع النيبُ. وفي
المثل: " لا أفعلُ ذلك ما حَنَّتِ النيب ". قال الراجز (2) : حرقها حمض
بلاد فل * وغتم نجم غير مستقل * فما تكاد نيبها تولى * أي ترجع، من
الضعف. وهو (3) فعل، مثل أسد وأسد، وإنما كسروا النون لتسلم الياء.
والتصغير نييب. يقال سميت بذلك لطول نابها، فهو كالصفة، فلذلك
_________
(1) وجمعه أنياب، أي سادات: وهو المراد من قول جميل: رمى اللهُ في
عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذى وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادح أي لانهم
حالوا بينها وبين زيارتي. اه مرتضى.
(2) هو منظور بن مرثد الفقعسى.
(3) يعنى " النيب " جمع الناب.
(1/230)
لم تلحقه الهاء، لان الهاء لا تلحق تصغير
الصفات. تقول منه: نيبت الناقة، أي صارت هرمة. ولا يقال للجمل ناب.
وقال سيبويه: من العرب من يقول في تصغير ناب نويب فيجئ بالواو، لان هذه
الالف يكثر انقلابها من الواوات. قال ابن السراج: هذا غلط منه (1) .
فصل الواو
[وأب] الوَأْبُ: الانقباض
والاستحياء. تقول منه: وَأَبَ يَئِبُ وَأْباً وإبَةً. ونكح فلانٌ في
إبَةٍ، وهو العار وما يستحيا منه. والهاء عوض من الواو. قال الشاعر (2)
: إذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بناتٌ * عَصَبْنَ برأسه إبَةً وعارا (3)
قال أبو عمرو: تغدى عندي أعرابي فصيح من بنى أسد، ثم رفع يده، فقلت له:
ازدد. فقال: ما طعامك يا أبا عمرو بطعام تؤبة: أي بطعام يستحيا من
أكله. وأصل التاء واو.
_________
(1) قوله غلط منه، أي من بعض العرب المتكلم بهذه اللغة، كما أن سيبويه
غلطهم، فليس هذا تغليطا من ابن السراج لسيبويه، بل هو موافق له في
تغليطهم. اه بالمعنى من مرتضى عن شيخه ردا على ابن برى.
(2) ذو الرمة.
(3) المرئى بفتحتين هو لقب شاعر.
(1/230)
واتأب الرجل، أي استحيا، وهو افتعل. قال
الأعشى يمدح هَوْذَة بن عليٍّ الحَنفي: من يلْقَ هَوْذَةَ يسجد غير
مُتَّئِبٍ * إذا تَعَمَّمَ فوق التاجِ أو وَضَعا وأَوْأَبْتُهُ، أي
فعلت به فعلاً يُستحيى منه. والموئبات مثال الموعبات: المخزيات.
وأوأبته أيضا: رددته عن حاجته. وحافِرٌ وأْبٌ، أي مقعب. وقال (1) : بكل
وأب للحصى رضاح * ليس بمصطر ولا فرشاح * ويقال: الوأب: البعير العظيم.
والوَأْبَةُ: النُقرة في الصخرة تُمسِكُ الماء.
[وثب] وثب وثباً ووثوباً ووَثباناً:
طفر. والوثيب، مثل الوثب. وقال يصف كبره: فما أرمى فأقتلها بسهم * ولا
أعدو فأدرك بالوثيب (2) يقول: ما أنا والوحش، يعنى الجوارى. ونصب
أقتلها وأدرك على جواب الجحد بالفاء. وأوثبته أنا. وواثبه، أي ساوره.
_________
(1) هو أبو النجم العجلى.
(2) وقبله: فما أمي وأم الوحش لما * تفرع من مفارقي المشيب
(1/231)
وتقول: تَوَثَّبَ فلانٌ في ضيعةٍ لي، أي
استولى عليها ظُلماً. والوِثابُ، بكسر الواو: المقاعد. قال أمية:
وهى لهم وثاب (1) * يعنى أن السماء مقاعد للملائكة. وثب في لغة حمير:
اقعد. قال الاصمعي: ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير فقال له
الملك: ثب. فوثب الرجل فتكسر فقال الملك: ليس عندنا عربيت، من دخل ظفار
حمر (2) . قوله عربيت، يريد العربية، فوقف على الهاء بالتاء، وكذلك
لغتهم. ويقولون للملك إذا قعد ولم يَغْزُ: مَوْثَبانُ (3) . وتقول:
وَثَّبَهُ توثيباً، أي أقعده على وسادة، وربَّما قالوا: وَثَّبَهُ
وسادةً، إذا طرحها له ليقعد عليها.
[وجب] وجب الشئ، أي لزم، يَجِب
وُجوباً. وأوجبه الله. واستوجبه، أي استحقه. ووجب
_________
(1) تمام البيت: بإذن الله فاشتدت قواهم * على ملكين وهى لهم وثاب
(2) قوله حمر بشد الميم، أي تكلم بالحميرية.
(3) وكذا في القاموس والمجمل والمقاييس، لكنها في اللسان بضم الميم.
(1/231)
البيع يجب جِبَةً (1) . وأوجبت البيع
فوجَبَ. والوجيبة: أن توجب البيع ثم تأخذَه أوَّلاً فأوَّلاً، فإذا
فرغت قيل: قد استوفيتَ وَجيبَتَكَ. ووجب القلبُ وَجيباً: اضطربَ.
وأوجَبَ الرجل، إذا عمل عملاً يوجب له الجنَّة أو النار. والوَجْبُ:
الجبان. قال الشاعر (2) :
طَلوبُ الأعادي لا سَؤُومُ ولا وَجْبُ (3) * تقول منه: وَجُبَ الرجل
بالضم وُجوبَةً والوَجْبةُ: السَقطة مع الهَدَّةِ. وفي المثل "
بجَنْبِهِ فلتكنْ الوَجْبَةُ ". قال الله تعالى: (فإذا وَجَبَتْ
جُنوبُها) . ومنه قولهم: خرجَ القومُ إلى مَواجبهم، أي مصارعهم. ووجبت
الميت، إذا سقط ومات. ويقال للقتيل واجبٌ. قال الشاعر (4) :
_________
(1) قال الازهرى: وجب البيع وجوبا وجبة. ووجبت الشمس وجوبا، أي غابت.
اه مختار.
(2) هو الاخطل.
(3) صدره:
عموس الدجى ينشق عن متضرم * وقال ابن برى: صواب إنشاده " ولا وجب "
بالخفض. وقبله: إليك أمير المؤمنين رحلتها * على الطائر الميمون
والمنزل الرحب إلى مؤمن تجلو صفائح وجهه * بلابل تغشى من هموم ومن كرب
(4) قيس بن الخطيم.
(1/232)
أطاعت بنو عوف أميرا نهاهُمُ * عن السِلْمِ
حتَّى كان أوَّلَ واجِبِ (1) وَوَجَبَتِ الشمسُ، أي غابت. ووَجَّبْتُ
به الأرض توجيباً، أي ضربتها به. ويقال أيضاً: وَجَبَتِ الإبل، إذا
أعيَتْ. والمُوَجِّبُ: الذي يأكل في اليوم والليلة مرةً. يقال: فلانٌ
يأكل وجبة. وقد وَجَّبَ نفسه توجيباً، إذا عوَّدها ذلك، وكذلك إذا
حلَبَ في اليوم والليلة مرة.
[ورب] وَرِبَ العِرقُ يَوْرَبُ
وَرَباً، أي فسَدَ، فهو عِرْقٌ وَرِبٌ. قال الهذلى (2) : إن تنتسب تنسب
إلى عرق ورب * أهل خزومات وشحاج صخب
[وزب] المِئزابُ: المِثْعَبُ، فارسي
معرَّب، وقد عرب بالهمز، وربما لم يهمز، والجمع مآزيب إذا همزت،
وميازيب إذا لم تهمز.
_________
(1) قبله: ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا * إلى نشب في جذم غسان ثاقب يجردن
بيضا كل يوم كريهة * ويغمدن حمرا خاضبات المضارب
(2) هو أبو ذرة الهذلى.
(1/232)
[وسب]
وَسَبَتِ الأرض وأوْسَبَتْ: كَثُرَ عشبها. ويقال لنباتها الوِسْبُ
بالكسر.
[وشب] الأوشاب من الناس: الأوباش،
وهم الضروب المتفرقون.
[وصب] الوَصَبُ: المرض. وقد وَصِبَ
الرجل يَوْصَبُ فهو وَصِبٌ، وأوصبه الله فهو مُوصَبٌ. والمُوَصَّبُ
بالتشديد: الكثير الاوجاع. ووصب الشئ يصب وُصوباً، أي دام. تقول:
وَصَبَ الرجلُ على الأمر، إذا واظب عليه. قال تعالى: (ولهم عذابٌ
واصِبٌ) ، (وله الدينُ واصِباً) . قال الفراء: دائماً. ومفازة واصبة:
بعيدةٌ لا غاية لها. وأوصب القومُ على الشئ، إذا ثابروا عليه.
[وطب] الوَطْبُ: سِقاء اللبن
خاصَّة. قال ابن السكيت: وهو جلدُ الجذع فما فوقه. قال: ويقال لجلد
الرضيع الذى يجعل فيه اللبن شكوة، ولجلد الفطيم بدرة. ويقال لمثل
الشكوة مما يكون فيه السمن: عكة. ولمثل البدرة: المسأد. وجمع الوطب في
القلَّة أوْطُبٌ، والكثير وِطابٌ. قال امرؤ القيس:
(1/233)
وأفلتهن علباء جَريضاً * ولو أدْرَكْنَهُ
صَفِرَ الوِطابُ والوَطْبُ: الرجل الجافي. والوَطْباءُ: المرأة العظيمة
الثَدي، كأنَّها ذات وَطْبٍ.
[وظب] وظب على الشئ وظوبا: دامَ.
أبو زيد: المواظبة المثابرة على الشئ. وأرض موظوبة، إذا تُدووِلَتْ
بالرعي فلم يبقَ فيها كلأٌ. ولَشَدَّ ما وُظِبَتْ. ورجلٌ موظوبٌ، إذا
تداولتْ ماله النوائبُ. وقال سلامة بن جندل: كُنَّا نَحُلُّ إذا هبَّتْ
شآمِيةً * بكلِّ واد جديب البطن موظوب (1) وموظب، بالفتح: اسم موضع.
أنشد ابن الاعرابي لخداش بن زهير: كذبت عليكم أوعدوني وعللوا * بى
الارض والاقوام قردان موظبا يقول: ياقردان موظب عليكم بى وبهجائى، إذا
كنتم في سفر فاقطعوا بذكرى الارض.
[وعب] أوْعَبَ القومُ، إذا حَشَدوا
وجاءوا موعِبينَ، إذا جمعوا ما استطاعوا من جمع.
_________
(1) أي قد وظب عليه حتى أكل ما فيه. عن ابن برى: صواب إنشاد البيت: "
حطيب البطن مجدوب ". والذى فيه موظوب بعده، وهو: شيب المبارك مدروس
مدافعه * هابى المراغ قليل الودق موظوب (30 - صحاح)
(1/233)
ابن السكيت: أوعب بنو فلانٍ جلاءً فلم يبقَ
ببلدهم منهم أحد. وجاء الفرس بركْضٍ وعِيبٍ، أي بأقصى ما عنده. وتقول:
جدعَه فأوعب أنفَه أي استأصله. وفي الشتم: جدعه الله جدعا موعبا! وفى
الحديث: في الانف إذا استوعب جدعه الدية، إذا لم يترك منه شئ. واستيعاب
الشئ: استئصاله.
[وغب] الاصمعي: الوغب: الاحمق. قال
الراجز (1) :
ولا ببرشاع الوخام وغب (2) * والوغب أيضاً: سَقَطُ المتاعِ. وأوْغابُ
البيت كالقَصعة والبُرْمَةِ ونحوهما. والوَغْبُ أيضاً: الجمل الضَخم.
وقد وَغُبَ الجملُ بالضم وغوبة.
[وقب] الوَقْبُ في الجبل: نُقرةٌ
يجتمع فيها الماء. ووَقْبَةُ الثريد: أُنْقوعَته. ووَقْبُ العين:
نَقْرَتُها. تقول: وَقَبَتْ عيناه: غارَتا. والوَقْبُ: الأحمق، مثل
الوغب. قال أسود بن يعفر:
_________
(1) هو رؤبة.
(2) قبله: لا تعدلينى واستحى بإزب * كز المحيا أنح إرزب
(1/234)
أبنى نجيح إن أمكم * أمة وإن أباكم وقب
أكلت خبيث الزاد فاتخمت * عنه وشم خمارها الكلب ووقب الشئ يقب وقبا (1)
، أي دخل. تقول: وقبت الشمسُ، إذا غابت ودخلت موضعها. ووقَبَ الظلامُ:
دخلَ على الناس. ومنه قوله تعالى: (ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وَقَبَ) . قال
الحسن (2) : إذا دخلَ على الناس. وأوقبت الشئ، إذا أدخلته في الوقبة.
وأَوْقَبَ القومُ، أي جاعوا. والوقيب: صوت قنب الفرس. والوقبى: ماء
لبنى مازن. قال الشاعر (3) : هم منعوا حمى الوقبى (4) بضرب * يؤلف بين
أشتات المنون
[وكب] الموكِبُ: بابَةٌ من السير.
والموكِبُ: القوم الرُكوب على الإبل للزينة، وكذلك جماعة الفرسان. وقد
أوكبَ البعيرُ، إذا لزم الموكِب. عن ابن السكيت.
_________
(1) صوابه وقوبا، لانه لازم. اه مرتضى.
(2) البصري.
(3) هو أبو الغول الطهوى.
(4) قال ابن برى: صواب إنشاده " حمى الوقبى " بفتح القاف.
(1/234)
وتقول: واكبت القومَ، إذا ركِبت معهم،
وكذلك إذا سابقتَهم. ووَكَبَ الرجلُ على الأمر وأوكب، إذا واظبَ عليه.
ويقال الوَكْبُ: الانتصاب. والواكبة: القائمة. والوَكَبانُ: مِشيةٌ في
تؤَدةٍ ودَرَجانٍ. يقال ظبيةٌ وَكوبٌ وناقة مواكبة، للتى تعنق في
سيرها. وأوكبَ الطائرُ، إذا تهيَّأ للطيران.
[ولب] الوالبة: الزرعة تنبت من عروف
الزرعة الاولى. ووالبة الابل: نَسلُها وأولادها. قال الشيباني: الوالب:
الذاهب في الشئ الداخل فيه. وقال (1) : رأيتُ عُمَيْراً والِباً في
ديارهم * وبئسَ الفتى إنْ نابَ دهرٌ بمُعْظَمِ أبو عبيد: وَلَبَ إليك
الشئ يلب ولوبا: وصل إليك كائنا ما كان. ذكره في باب نوادر الفعل.
ووالبة: اسم رجل.
[وهب] وهبت له شيئاً وَهْباً،
ووَهَباً بالتحريك، وهِبَةً، والاسم المَوْهِبُ والموهبة، بكسر الهاء
فيهما. والاتهاب: قبول الهبة. والاستيهاب: سؤال الهبة.
_________
(1) عبيد القشيرى.
(1/235)
وتواهب القوم، إذا وهبَ بعضُهم لبعض.
وتقول: هَبْ زيداً منطلقاً، بمعنى أحسبْ، يتعدَّى إلى مفعولين، ولا
يستعمل منه ماضٍ ولا مستقبلٌ في هذا المعنى. والمَوْهِبَةُ: بالفتح:
نُقرة في الجبل يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، والجمع مواهب. قال الشاعر:
ولَفوكِ أشْهى لو يَحِلُّ لنا * من ماءٍ موهبة على شهد (1) وموهب أيضا:
اسم رجل. وقال (2) : قد أخذتنى نعسة أردن * وموهب مبز بها مصن * وهو
شاذ مثل موحد، على ما بيناه في موعد. ورجل وهاب ووهابة، أي كثير الهبة
لا مواله، والهاء للمبالغة. أبو عبيد: أَوْهَبَ له الشئ، أي دام له.
قال الشاعر: عظيم القفا رِخْوُ (3) الخواصرِ أَوْهَبَتْ (4) * له
عَجْوَةٌ مسمونة (5) وخمير
_________
(1) في اللسان: ولفوك أطيب إن بذلت لنا * من ماء موهبة على خمر
(2) أباق الدبيرى.
(3) في اللسان: ضخم.
(4) قال على بن حمزة: هذا تصحيف وإنما هو أرهنت أي أعدت وأديمت. هكذا
وجدت في الهامش. اه مرتضى.
(5) مسمونة: معمولة بالسمن. وفى المطبوعة الاولى " مسمومة "، وهو
تحريف.
(1/235)
ويقال للشئ إذا كان معدا عند الرجل مثل
الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء. واصبح فلان موهبا بكسر الهاء، أي معدا
قادرا. ووهب ابن منبه، تسكين الهاء فيه أفصح. ووهبين: اسم موضع. قال
الراعى: رجاؤك أنساني تذكر إخوتى * ومالك أنساني بوهبين ماليا
[ويب] وَيْبٌ: كلمة مثل وَيْلٌ.
تقول: وَيْبَكَ ووَيْبَ زيدٍ، كما تقول وَيْلَكَ، معناه ألزمك الله
ويلا، نصب نصب المصادر. فإن جئت باللام قلت ويب لزيد، فالرفع مع اللام
على الابتداء أجود من النصب، والنصب مع الاضافة أجود من الرفع.
فصل الهاء
[هبب] هَبَّ من نَومه يَهُبُّ، أي
استيقظ. وأهببته أنا. وهبَّت الريح هُبوباً وهَبيباً، أي هاجت.
والهَبوبَةُ: الريح التي تثير الغَبَرَة، وكذلك الهَبوبُ والهَبيبُ.
تقول: من أين هَبَبْتُ يا فلان؟ كأنك قلت: من أين جئت؟ أي من أين
انتبهت لنا.
(1/236)
وهب فلانُ يفعل كذا، كما تقول: طفِق يفعل
كذا. وهَبَّ البعيرُ في السير هِباباً، أي نشِط. قال لبيد: فلها هِبابٌ
في الزمامِ كأنَّها * صَهباءُ راح مع الجَنوب جَهامُها وهززت السيفَ
والرمحَ فَهَبَّ هَبَّةً. وهَبَّته: هِزَّتُهُ ومَضاؤه في الضريبة، وهو
سيف ذو هَبَّةِ. ويقال أيضاً: عِشْنا بذلك هَبَّةَ من الدهر، أي حِقبة،
كما يقال سَبَّة. قال الأصمعي: الهَبَّةُ أيضاً: الساعة تَبْقى من
السَحَر. والهِبَّةُ بالكسر: هِياج الفحل. تقول: هَبَّ التيسُ يَهِبُّ
بالكسر هبييا وهبابا، إذا نب للسفاد. واهْتَبَّ مثله. وهو مِهبابٌ
ومُهْتَبٌّ (1) . وهبهبته (2) : دعوته لينزو، فتهبهب: تزعزع.
_________
(1) في اللسان " مهبب ".
(2) هبهبته بهاءين وباءين كذا في نسخة الفاسى دون النسخة التى وقعت
للمجد فإنها هببته بهاء واحدة وباءين، فاعترضها وخطأها في القاموس،
فكذبه المحشى الفاسى بما في النسخ التى رآها بهاءين وباءين، فرد عليه
الشارح بأن نسخة الصحاح التى بخط ياقوت صاحب المعجم الموثوق بها -
لانها قوبلت على نسخة أبى زكريا التبريزي وأبى سهل الهروي - هببته بهاء
واحدة، كما نقله في القاموس لا كما ادعاه الفاسى متعنتا على المجد. هذا
ما تحصل لى من مرتضى وترجمة وانقولى موافقة للفاسى في كونه بهاءين،
ومثلهما الوشاح اه. قاله نصر.
(1/236)
والهبهبى: الراعى. قال الأصمعي: يقال ثوبٌ
هَبائِبُ وخَبائِبُ، إذا كان متقطِّعاً. وتهبَّب الثوبُ: بَليَ. ويقال
لقِطَعِ الثوب هبب، مثال عنب. قال أبو زبيد:
على جناجنه من ثوبه هبب (1)
[هدب] الهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ، وضم
الدال لغةٌ فيه. وهُدْبُ الثوب وهُدَّاب الثوب: ما على أطرافه.
ودِمَقْس مُهَدَّبٌ، أي ذو هُدَّابٍ. وهُدُبُ العين: ما نبَتَ من الشعر
على أشفارها. والأهدب: الرجل الكثير أشفارِ العين. والهَدَبُ، بالتحريك
كلُّ ورقٍ ليس له عَرْضٌ، كورق الأثل، والسَرو، والأرْطى، والطَرفاء:
وكذلك الهُدَّابُ. وقال الشاعر (2) : في كناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ * من
عَلُ الشَفَّانَ (3) هُدَّابُ الفَنَنْ وهُدَّابُ النخل: سَعَفه.
وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احتلبها. وهدب الثمرة، أي
اجتناها. والهيدب: العَيِيُّ الثقيلُ. وهيدبُ السَحاب:
_________
(1) عجزه:
وفيه من صائك مستكره دفع
(2) عدى بن زيد.
(3) في اللسان: هو منصوب بإسقاط حرف الجر.
(1/237)
ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنَّه
خيوط. قال أوس بن حجر (1) : وانٍ مُسِفٍّ (2) فُوَيْقَ الأرض
هَيْدَبُهُ * يكاد يدفعُه مَنْ قام بالراح وهندب بفتح الدال، وهندبا،
وهِندَباة: بَقلٌ. وقال أبو زيد: الهندِبا بكسر الدال يمدُّ ويقصر.
[هذب] التهذيب كالتنقية. ورجل
مهذَّب، أي مطهَّر الأخلاق. والإهذاب والتهذيب: الإسراع في الطيران
والعدْو والكلام. قال امرؤ القيس: فللسَوْطِ أُلْهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ
* وللزجرِ منه وَقْعُ أخرجَ مُهْذِبِ والهيذبى: ضربٌ من مشى الخيل.
[هرب] الهرب: الفرار. وقد هرب.
وهَرَّبَهُ غيره تهريباً. ابن السكيت: أهْرَبَ الرجل، إذا جدَّ في
الذَهاب مذعوراً. ويقال: ما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا
واردٌ (3) ، يعني ليس له شئ.
_________
(1) ويروى أيضا لعبيد بن الابرص.
(2) ويروى: " دان مسف ".
(3) أي من الابل.
(1/237)
[هرجب]
الهِرْجابُ من النوق: الطويلة الضخمة. قال الراجز (1) :
تنشطته كل هرجاب فنق * وهرجاب أيضا: اسم موضع. وأنشد أبو الحسن:
بهرجاب ما دام الاراك به خضرا
[هردب] الهِرْدَبَّةُ: العجوز.
والهِرْدَبَّةُ من الرجال: المنتفخ الجوف الجبان.
[هزب] الهوزب: البعير القوى الجرئ،
في قول الاعشى:
والهوزب العود أمتطيه بها (2)
[هضب] الهَضْبَةُ: المطرَةُ. يقال:
هَضَبَتْهُمُ السماء، أي مَطَرتهم. والجمع هِضَبٌ مثل بدرة وبدر. وقال
ذو الرمة: فبات يشئزه ثأد ويسهره * تذؤب الريح والوسواس والهضب ويروى "
والهضب "، وهو جمع هاضب مثل تابع وتبع، وباعد وبعد، عن أبى عمرو.
_________
(1) هو رؤبة.
(2) عجزه:
والعنتريس الوجناء والجملا:
(1/238)
وقال أبو زيد: الأهاضيب واحدها هضابٌ،
وواحد الهِضب هَضْبٌ، وهي حَلَبات (1) القَطرِ بعد القطر. وهَضَبَ
القومُ في الحديث واهتضبوا، أي أفاضوا فيه وارتفعت أصواتهم. يقال:
أهْضِبوا يا قومُ، أي تكلَّموا. والهَضْبَةُ: الجبل المنبسط على وجه
الأرض، والجمع هَضْبٌ وهِضَبٌ وهِضابٌ. والهضب، مثال الهجف: الفرس
الكثير العرق. قال طرفة. من عناجيج ذكور وقح * وهضبات إذا ابتل العذر
(2)
[هلب] الهُلْبَةُ: شعر الخنزير الذي
يُخْرَزُ به، والجمع الهُلَبُ. وكذلك ما غَلُظَ من شعرِ الذَنَب وغيره.
والا هلب: الفرس الكثير الهلب. وهَلَبْتُ الفرسَ، إذا نتفتَ هُلْبَهُ،
فهو مهلوب. ومنه سمى المهلب بن أبى صفرة أبو المهالبة. وعام أهلب، أي
خصيب، مثل أزب، وهو على التشبيه. وهلبة الزمان: شدته، مثل الكُلْبَةِ
والجُلْبَةِ. والهَلاَّبَةُ: الريح الباردة مع قطر. ويوم
_________
(1) في اللسان: " جلبات " بالجيم.
(2) ويروى: " طوالات العذر ".
(1/238)
هلاب، أي ذو ريح ومطر. قال أبو زبيد يصف
رجلا:
أحس يوما من المشتاة هلابا (1)
[هنب] الهَنَبُ، بالتحريك: مصدر
قولك امرأة هَنْباءُ، أي بلهاء بيِّنَةُ الهنب. قال الشاعر (2) :
مجنونة هنباء بنت مجنون (3) * وهنب بكسر الهاء: اسم رجل وهو هنب بن
أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد.
[هوب] الهوب: العبد. تقول: تركته في
هَوْبٍ أي بحيث لا يُدرى أين هو. أبو عبيد: الهَوْبُ: الرجل الأحمق
الكثير الكلام. والهوب: وهج النار.
[هيب] المَهابَةُ، وهي الإجلال
والمخافة. وقد هابَهُ يَهابَهُ. الأمر منه هب، بفتح الهاء، لان أصله
هاب، سقطت الالف لاجتماع الساكنين. وإذا أخبرت عن نفسك قلت هبت، وأصله
_________
(1) صدره:
ترنو بعينى غزال تحت سدرته
(2) النابغة الجعدى.
(3) وصدره:
وشر حشو خباء أنت مولجه:
(1/239)
هيبت بكسر الياء فلما سكنت سقطت لاجتماع
الساكنين ونقلت كسرتها إلى ما قبلها. فقس عليه. وهذا الشئ مهيبة لك.
وتهيبت الشئ وتهيبنى الشئ، أي خفته وخوَّفني. قال ابن مقبل (1) : وما
تَهَيَّبني المَوْماةُ أركبُها * إذا تجاوبَتِ الأصداءُ بالسَّحَرِ (2)
وهَيَّبْتُ إليه الشئ، إذا جعلته مهيبا عنده. ورجلٌ مَهيبٌ، أي تهابه
الناس، وكذلك رجلٌ مَهوبٌ، ومكانٌ مَهوبٌ، بُني على قولهم: هوبَ الرجل،
لما نقل من الياء إلى الواو فيما لم يسم فاعله. وأنشد الكسائي (3) :
ويأوي إلى زُغْبٍ مساكينَ دونَهم (4) * فَلاً لا تَخَطَّاهُ الرِفاقُ
مَهوبُ والهَيوبُ: الجبان الذي بهاب الناس. وفى الحديث: " الايمان
هَيوبٌ "، أي إنَّ صاحبه يهاب المعاصي. ورجل هيوبة وهيابة وهياب
وهَيبانٌ بكسر الياء (5) ، أي جبان متهيب.
_________
(1) في الاضداد لابن الانباري نسبه للراعي.
(2) قوله " ما تهيبني " قال ثعلب: أي لا أتهيبها أنا، فنقل الفعل
إليها. وقال الجرمى: " لا تهيبني الموماة " أي لا تملؤني مهابة.
(3) لحميد بن ثور الهلالي.
(4) يروى: " دونها ".
(5) في اللسان والقاموس بفتح الياء.
(1/239)
وأهاب الرجل بغنمه، إى صاح بها لتقف أو
لترجع. وأهاب بالبعير. وقال الشاعر طرفة: تَريعُ إلى صوتِ المُهيبِ
وتتَّقي بذي خصَلٍ رَوْعاتِ أكْلَفَ مُلْبِدِ ومكانٌ مَهابٌ، أي
مَهوبٌ. قال الهذليّ (1) : أجاز إلينا على بعدِه * مَهاوي خَرْقٍ
مَهَابٍ مَهالِ (2) وهابِ: زجر للخيل. وهَبي مثله، أي أقبلي. وقال (3)
:
نعلمها هبى وهلا وأرحب (4)
فصل الياء
[يبب] أرضٌ يَبابٌ، أي خراب. ويقال
خراب يباب، وليس بإتباع.
[يلب] اليَلَبُ: الدروع اليمانية،
كانت تتخذ من
_________
(1) أمية بن أبى عائذ.
(2) وقبله: ألا يالقوم لطيف الخيال * يؤرق من نازح ذى دلال
(3) الكميت بن معروف.
(4) عجزه:
وفى أبياتنا ولنا افتلينا:
(1/240)
الجلود يخرز بعضها إلى بعض. وهو اسم جنسٍ،
الواحدة يَلبة. قال الشاعر (1) : عَلَينا البَيضُ واليلَبُ اليماني *
وأسيافٌ يقُمْنَ وينْحَنينا ويقال: اليلب: كلُّ ما كان من جُنَن
الجلود، ولم يكن من الحديد. ومنه قيل للدَرَقِ: يَلَبٌ. وقال: عليهم
كُلُّ سابِغَةٍ دِلاصٍ * وفي أيديهم اليَلَبُ المُدارُ واليَلَبُ في
الأصل: اسم الجلد. قال أبو دّهْبلٍ الجُمَحيُّ: درعى دلاص شكهاشك عجب *
وجَوْبُها القاتِرُ من سيرِ اليَلَبْ
_________
(1) عمرو بن كلثوم.
(1/240)
|