الفائق في غريب الحديث
والأثر حرف الْكَاف
الْكَاف مَعَ الْهمزَة
كأد أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن بَين أَيْدِينَا
عقبَة كؤودا لَا يجوزها إِلَّا المخف. الكؤود مثل الصعُود وَهِي الصعبة
وَمِنْه تكاءده الْأَمر وتصَّعده إِذا شقَّ عَلَيْهِ وصعب. وكأد وكأب
وَكَأن ثلاثتها فِي معنى الشدَّة والصعوبة يُقَال: كَأَنْت إِذا اشتددت
عَن أبي عُبَيْدَة. والكآبة: شدَّة الْحزن. أخفَّ الرجل إِذا خفَّت
حَاله ورقَّت وَكَانَ قَلِيل الثّقل فِي سَفَره أَو حَضَره. وَعَن
مَالك بن دِينَار رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه وَقع الْحَرِيق فِي
دَار كَانَ فِيهَا فاشتغل النَّاس بالأمتعة وَأخذ مَالك عَصَاهُ
وجراباً كَانَ لَهُ ووثب فجاوز الْحَرِيق وَقَالَ: فَازَ المخفون.
وَيُقَال: أقبل لِأَن مخفا.
كأكأ الحكم بن عتيبة رَحمَه الله تَعَالَى خرج ذَات يَوْم وَقد تكأكأ
النَّاس عَلَيْهِ. أَي توقفوا عَلَيْهِ وعكفوا مزدحمين من كأكأته أَي
قدعته وكففته فتكأكأ. قَالَ: ... إِذا تكأ كَأَن على النَّضِيج ...
وَقَالَ الجاحظ: مرَّ أَبُو عَلْقَمَة بِبَعْض طرق الْبَصْرَة وهاجت
بِهِ مرّة فَوَثَبَ عَلَيْهِ قوم فَأَقْبَلُوا يعصرون إبهامه ويؤذِّنون
فِي أُذُنه فَأَفلَت من أَيْديهم وَقَالَ: مَا لكم تكأ كأتم عَليّ
كَمَا تتكأ كأون على ذِي جنَّة افرنقعوا عني. فَقَالَ بَعضهم: دَعوه
فَإِن شَيْطَانه يتَكَلَّم بالهندية.
(3/241)
الْكَاف مَعَ الْبَاء
كبا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحد من النَّاس عرضت
عَلَيْهِ الْإِسْلَام إِلَّا كَانَت لَهُ عِنْده كبوة غير أبي بكر
فَإِنَّهُ لم يتلعثم _ ويروى: مَا عكم عَنهُ حِين ذكرته لَهُ وَمَا
تردَّد فِيهِ. الكبوة: الوقفة كوقفة العاثر. والتلعثم والعكوم نَحْوهَا
أَو قريب مِنْهَا. يُقَال: قَرَأَ فلَان فَمَا تلعثم وَمَا تلعذم أَي
مَا توقف وَلَا تحبَّس. قَالَ الْقيم الْعَبْسِي: ... رَسُول من
الرَّحمن يَتْلُو كِتَابه ... فلمّا أَنارَ الحقُّ لم يَتَلعْثَم ...
وَلَيْسَ أحد الحرفين بَدَلا من صَاحبه. وَنَحْوهمَا حذوت وحثوت وَقرب
حذ حاذ وحثحاث وعكم وَعَكَفَ وعكر وعكل وعكظ وعكا أَخَوَات: فِي معنى
الْوُقُوف وَمَا يقرب مِنْهُ. إِن نَاسا من الْأَنْصَار قَالُوا لَهُ
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إنَّا نسْمع من قَوْمك حَتَّى يَقُول
الْقَائِل: إِنَّمَا مثل مُحَمَّد مثل نَخْلَة تنْبت فِي كبا. وَعَن
الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ إِنَّه قَالَ: يَا رَسُول
الله إِن قُريْشًا جَلَسُوا فتذاكروا أحسابهم فَجعلُوا مثلك مثل
نَخْلَة فِي كبوة من الأَرْض. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه
قيل لَهُ: يَا رَسُول الله أَيْن ندفن أبنك قَالَ: عِنْد فرطنا
عُثْمَان بن مَظْعُون. وَكَانَ قبر عُثْمَان عِنْد كبا بني عَمْرو بن
عَوْف. الكبا: الكناسة وَجمعه أكباء والكبة بِوَزْن قلَّة وظبة:
نَحْوهَا. وَقَالَ أَصْحَاب الْفراء: الكبة المزبلة وَجَمعهَا كبون
كقلون. وَأَصلهَا كبوة من كبوت الْبَيْت إِذا كنسته. وعَلى الأَصْل
جَاءَ الحَدِيث إِلَّا أَن الْمُحدث لم يضْبط الْكَلِمَة فَجَعلهَا
كبوة بِالْفَتْح وَإِن صحَّت الرِّوَايَة فوجهها أَن تطلق الكبوة وَهِي
الكسحة على الكساحة.
(3/242)
كبكب فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء قَالَ: عُرض
عليّ الْأَنْبِيَاء فَجعل النَّبِي يمر وَمَعَهُ الثَّلَاثَة النَّفر
وَالرجل وَالرجلَانِ وَالنَّبِيّ لَيْسَ مَعَه أحد حَتَّى مر مُوسَى
فِي كبكبة من بني إِسْرَائِيل أعجبتني. فَقلت: رب أُمتي فَقيل: انْظُر
عَن يَمِينك فَنَظَرت فَإِذا بشرٌ كثير يتهاوشون. فَقيل: انْظُر عَن
يسارك فَنَظَرت فَإِذا الظراب مستدَّة بِوُجُوه الرِّجَال قيل: هَذِه
أُمتك. أرضيت قلت: رَبِّي رضيت. هِيَ الْجَمَاعَة المتضامة والكبكوبة
والكبكوب مثلهَا. من قَوْلهم: رجل كباكب وَهُوَ الْمُجْتَمع الْخلق.
والكباب: الثرى المتكبب بعضه على بعض. التهاوش: الِاخْتِلَاط والتداخل
والتهويش: الْخَلْط. الْأَصْمَعِي الحزاور: الروابي الصغار والظراب
نَحْو مِنْهَا. سدَّه واستدَّه بِمَعْنى. الثَّلَاثَة النَّفر مِمَّا
لم يثبت عِنْد الْبَصرِيين وَالصَّوَاب عِنْدهم ثَلَاثَة النَّفر وَقد
تقدم نَحوه. وَعَن أبي عُثْمَان الْمَازِني: أَنهم أضافوا إِلَى رَهْط
وَنَفر وَلم يضيفوا إِلَى قوم وَبشر فَقَالُوا: ثَلَاثَة نفر وَتِسْعَة
رَهْط وَلم يَقُولُوا: ثَلَاثَة بشر وَثَلَاثَة قوم قَالَ: لأنَّ بشرا
يكون للكثير وَقوم للقليل وَالْكثير ورهط وَنَفر لَا يكونَانِ إِلَّا
للقليل فَلذَلِك أضافوا إِلَيْهِ مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة
لِأَن ذَلِك فِي معنى مَا كَانَ لأدنى الْعدَد.
كبث قَالَ جَابر بن عبد الله رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: كُنَّا
مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمر الظهْرَان نجني الكباث
فَقَالَ: عَلَيْكُم بالأسود فَإِنَّهُ أطيبه. هُوَ النضيج من البرير
وَهُوَ ثَمَر الْأَرَاك. وَالْمرَاد الغض وأسوده أنضجه وَقيل لَهُ
الكباث لتغيره وتحوله إِلَى حَال النضج من كبث اللَّحْم إِذا بَات
مغموماً فَتغير. وكبثنا السَّفِينَة إِذا جنحت إِلَى الأَرْض فحولنا
مَا فِيهَا إِلَى الْأُخْرَى. الكباد من العب.
كبد أَي وجع الكبد من جرع المَاء فارشفوه رشفاً. يُقَال: كبده المَاء
إِذا أضرّ بكبده.
(3/243)
كبر مَاتَ رجل من خُزَاعَة أَو من الأزد
وَلم يدع وَارِثا فَقَالَ: ادفعوه إِلَى أكبر خُزَاعَة. أَي ادفعوا
مَاله إِلَى كَبِيرهمْ وَهُوَ أقربهم إِلَى الْجد الأول وَلم يرد بِهِ
كبر السن.
كبد قَالَ بِلَال رَضِي الله عَنهُ: أَذِنت فِي لَيْلَة بَارِدَة فَلم
يَأْتِ أحد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا لَهُم
يَا بِلَال قلت: كبدهم الْبرد فَلَقَد رَأَيْتهمْ يتروَّون فِي
الضَّحَاء. أَي شقّ عَلَيْهِم وضيَّق من الكبد أَو أصَاب أكبادهم لِأَن
الكبد مَكَان الْحَرَارَة فَلَا يخلص إِلَيْهَا من الْبرد إِلَّا
الشَّديد. الضَّحاء: الضُّحَى. قَالَ بشر بن أبي حَازِم: ... هُدُوءاً
ثمَّ لأْياً مَا اسْتَقَلُّوا ... لوِجْهَتهِمْ وَقد تَلَعَ الضَّحَاء
... يُرِيد أَنه دَعَا لَهُم بانكشاف الْبرد حَتَّى احتاجوا إِلَى
التروح.
كبت دخل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي عميرَة فَرَآهُ مكبوتا.
يُقَال: رجل كابت ومكبوت ومكتبت أَي ممتلئ غماًّ. وَقد كبته. وَقيل:
هُوَ كابت مَا فِي نَفسه إِذا لم يُبْدِهِ لأحد. وَإنَّك لتكبت غيظك
فِي جوفك: لاتخرجه. وَقيل: الأَصْل الدَّال أَي بلغ الهمُّ كبده.
كبل عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا وَقعت السمهان فَلَا
مكابلة. أَي فَلَا ممانعة من الكبل وَهُوَ الْقَيْد يُرِيد إِذا حُدَّت
الْحُدُود وَوَقعت الْقِسْمَة فَلَا يحبس أحد عَن حَقه. وَكَانَ
عُثْمَان لَا يرى الشُّفْعَة إِلَّا للخليط دون الْجَار. وَمِنْه
الحَدِيث: لَا مكابلة إِذا حُدَّت الْحُدُود وَلَا شُفْعَة. وَزعم
بَعضهم أَن المكابلة التَّأْخِير. يُقَال: كبلتك دينك أَي أَخَّرته
عَنْك. قَالَ:
(3/244)
والمكابلة الْمنْهِي عَنْهَا أَن تبَاع
دَار إِلَى جنب دَارك وَأَنت تريدها فتؤخر ذَلِك حَتَّى يستوجبها
المُشْتَرِي ثمَّ تأخذها بِالشُّفْعَة وَهِي مَكْرُوهَة. وَعَن
الْأَصْمَعِي أَنَّهَا مَقْلُوبَة من المباكلة أَو الملابكة وَهِي
المخالطة. يُقَال: بكلت الشَّيْء ولبكته أَي إِذا حُدَّت الْحُدُود فقد
ذهب الِاخْتِلَاط. وبذهابه ذهب حقُّ الشُّفْعَة كَأَنَّهُ قَالَ: فَلَا
علَّة لثُبُوت الشُّفْعَة.
كبهة حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر فتْنَة شبهها بفتنة
الدَّجَّال وَفِي الْقَوْم أَعْرَابِي فَقَالَ: سُبْحَانَ الله يَا
أَصْحَاب مُحَمَّد كَيفَ وَقد نعت لنا الْمَسِيح وَهُوَ رجل عريض
الكبهة مشرف الكتد بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ فرُدع لَهَا
حُذَيْفَة ردعة ثمَّ تساير عَن وَجهه الْغَضَب. أَرَادَ الْجَبْهَة
فَأخْرج الْجِيم بَين مخرجها ومخرج الْكَاف وَهُوَ أحد السَّبْعَة
الَّتِي ذكر سِيبَوَيْهٍ أَنَّهَا غير مستحسنة وَلَا كَثِيرَة فِي
لُغَة من تَرْتَضِي عربيته. الكتد: مَا بَين أَعلَى الظّهْر والكاهل.
رُدع: تغير لَونه ضجراً من ردعت الثَّوْب بالزعفران. تساير أَي سَار
وَزَالَ.
كبر أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سجد أحد الأكبرين فِي
{إِذا السماءُ انْشَقَّت} أَرَادَ الشَّيْخَيْنِ أَبَا بكر وَعمر رَضِي
الله تَعَالَى عَنْهُمَا. عِنْد أَصْحَابنَا: فِي الْمفصل ثَلَاث
سَجدَات: إِحْدَاهَا فِي هَذِه وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة فِي
{والنجم} و {اقْرَأ} . وَهُوَ مَذْهَب أبي هُرَيْرَة كَمَا ترى وَابْن
مَسْعُود رَضِي الله عَنْهُمَا وَعند مَالك وَالشَّافِعِيّ رحمهمَا
الله تَعَالَى لَا سُجُود فِيهِ وَهُوَ مَذْهَب ابْن عَبَّاس وَزيد
ابْن ثَابت رَضِي الله عَنْهُم.
كبس عقيل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن قُريْشًا قَالَت لأبي طَالب:
إِن ابْن أَخِيك قد آذَانا فانهه عَنَّا. فَقَالَ: يَا قيل انْطلق
فائتني بِمُحَمد فَانْطَلَقت إِلَيْهِ فاستخرجته من كبس.
(3/245)
كبس أَي من بَيت صَغِير قيل لَهُ كبس
لخفائه من كبس الرجل رَأسه فِي ثَوْبه إِذا أخفاه. أَو من غَار فِي أصل
جبل من قَوْلهم: إِنَّه لفي كبس غَنِي أَو فِي كرس غَنِي أَي فِي أَصله
حَكَاهُ أَبُو زيد.
الْكَاف مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ: يَا
رَسُول الله نشدتك بِاللَّه إِلَّا قضيت بَيْننَا بِكِتَاب الله
فَقَامَ خصيمه وَكَانَ أفقه مِنْهُ فَقَالَ: صدق اقْضِ بَيْننَا
بِكِتَاب الله وائذن لي قَالَ: قل قَالَ: إِن ابْني كَانَ عسيفا على
هَذَا فزنى بامرأته فَافْتَدَيْت مِنْهُ بِمِائَة شَاة وخادم ثمَّ
سَأَلت رجَالًا من أهل الْعلم فَأَخْبرُونِي أَن على ابْني جلد مائَة
وتغريب عَام وعَلى امْرَأَة هَذَا الرَّجْم فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي
بِيَدِهِ لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله الْمِائَة الشَّاة
وَالْخَادِم زد عَلَيْك وعَلى ابْنك جلد مائَة وتغريب عَام وعَلى
امْرَأَة هَذَا الرَّجْم. واغد يَا أنيس على امْرَأَة هَذَا فَإِن
اعْترفت فارجمها. فغدا عَلَيْهَا فَاعْترفت فرجمها. بِكِتَاب الله أَي
بِمَا كتبه على عباده بِمَعْنى فَرْضه. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كتاب
الله عَلَيْكُم} وَلم يُرد الْقُرْآن لِأَن النَّفْي وَالرَّجم لَا ذكر
فِيهِ لَهما. العسيف: الْأَجِير. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا من
اكتتب ضمنا بَعثه الله ضمنا يَوْم الْقِيَامَة. أَي كتب نَفسه زَمنا
وَأرى أَنه كَذَلِك وَهُوَ صَحِيح ليتخلف عَن الْغَزْو.
كتم أَسمَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت فَاطِمَة بنت
الْمُنْذر: كُنَّا مَعهَا نمتشط قبل الْإِحْرَام وندَّهن بالمكتومة.
هِيَ دهن من أدهان الْعَرَب أَحْمَر يُجعل فِيهِ الزَّعْفَرَان. وَقيل:
يَجْعَل فِيهِ الكتم
(3/246)
وَهُوَ نَبَات يُخلط مَعَ الوسمة للخضاب
الْأسود.
كتن الْحجَّاج قَالَ لامْرَأَة: إِنَّك كتون لفوت لقوف صيود. هِيَ من
قَوْلهم: كتن الْوَسخ عَلَيْهِ وكلع إِذا لزق. والكتن: لطخ الدُّخان
بِالْحَائِطِ أَي لزوق بِمن يَمَسهَا أَو طيعة دنسة الْعرض. وَقيل:
هِيَ من كتن صَدره إِذا دوِي أَي دوية الصَّدْر منطوية على رِيبَة وغشّ
وَعَن أبي حَاتِم: ذاكرت بِهِ الْأَصْمَعِي فَقَالَ: هُوَ حَدِيث
مَوْضُوع وَلَا أعرف أصل الكتون. اللفوت: الْكَثِيرَة التلفت. اللقوف:
الَّتِي إِذا مُسَّت لقفت يَد الماس سَرِيعا.
الْكَاف مَعَ الثَّاء
كثر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا قطع فِي ثَمَر وَلَا كثر.
الكثر: جُمَّار النّخل وَهُوَ شحمه الَّذِي يخرج بِهِ الكافور وَهُوَ
وعَاء الطّلع من جَوْفه سمي جُمَّاراً وكثرا لِأَنَّهُ أصل الكوافير
وَحَيْثُ تَجْتَمِع وتكثر.
كثكث قَالَ أَبُو سُفْيَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عِنْد الجولة
الَّتِي كَانَت من قبل الْمُسلمين: غلبت وَالله هوَازن. فَأَجَابَهُ
صَفْوَان: بفيك الكثكث لِأَن يرُبَّني رجل من قُرَيْش أحب إليَّ من أَن
يرُبَّني رجل من هوَازن. هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر: دقاق الْحَصَى
وَالتُّرَاب. ربَّه: كَانَ لَهُ ربَّا أَي مَالِكًا نَحْو ساده إِذا
كَانَ لَهُ سيدا.
(3/247)
الْكَاف مَعَ الْجِيم
ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فِي كل شَيْء قمارٌ حَتَّى
فِي لعب الصّبيان بالكُجَّة. الكُجَّة والبُكْسَة والتُّون: لعبة
يَأْخُذ الصَّبِي خرقَة فيدورها كَأَنَّهَا كرة ثمَّ يتقامرون بهَا.
وكجَّ الصَّبِي إِذا لعب بالكُجَّة.
الْكَاف مَعَ الْحَاء
يكحب فِي (عق)
الْكَاف مَعَ الْخَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل الْحسن أَو الْحُسَيْن تَمْرَة
من تمر الصَّدَقَة. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كخ
كخ هِيَ كلمة تقال للصَّبِيّ إِذا زجر عَن تنَاول شَيْء وَعَن التقذر
من الشَّيْء أَيْضا. وَأنْشد أَبُو عَمْرو: ... وَعَاد وَصْلُ
الغَانِيَاتِ كَخا ...
الْكَاف مَعَ الدَّال
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرضت يَوْم الخَنْدَق كدية فَأخذ
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المسحاة ثمَّ سمى ثَلَاثًا وَضرب
فَعَادَت كثيبا أهيل وروى: إِن الْمُسلمين وجدوا أعبلة فِي الخَنْدَق
وهم يحفرون فضربوها حَتَّى تَكَسَّرَتْ معاولهم فدعوا النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا دَعَا بِمَاء فصبَّه
عَلَيْهَا فَصَارَت كثيبا ينهال انهيالا.
كدى الكُدية: قِطْعَة صلبة لَا تعْمل فِيهَا الفأس. وأكدى الْحَافِر
إِذا بلغَهَا. الأهيل المُنهال.
(3/248)
الأعبلة: وَاحِدَة الأعبل وَهِي حِجَارَة
بيض صلاب. قَالَ: ... والضَّرْبُ فِي إقْبَالِ مَلْمُومَةٍ ...
كَأَنَّمَا لأْمَتُهَا الأَعْبَلُ ... وَيُقَال: حجر أعبل وصخرة عبلاء
وَهُوَ من قَوْلهم: رجل عبل بيِّن العبالة وَهِي الضخم والشدة.
كدح الْمسَائِل كُدوح يكدح بهَا الرجل ذَا سُلْطَان أَو فِي أَمر لَا
يجد مِنْهُ بدًّا. أَي خدوش. سُؤال ذِي السُّلْطَان أَي تسْأَل حَقك من
بَيت المَال.
كدن سَالم رَحمَه الله تَعَالَى دخل على هِشَام بن عبد الْملك فَقَالَ:
إِنَّك لحسن الكدنة. فَلَمَّا خرج من عِنْده أَخَذته قفقفة فَقَالَ
لصَاحبه: أتُرى الْأَحول لقعني بِعَيْنِه. هِيَ غلظ الْجِسْم وكثيرة
اللَّحْم. وَعَن يَعْقُوب: نَاقَة ذَات كِدْنَة وكُدْنة كَقَوْلِك: حاف
بيِّن الحَفوَة والحُفْوَة. القفقفة والقرقفة: الرعدة. وتقفقف وتقرقف.
قَالَ جرير: ... وَهُمْ رَجَعُوها مُسْحِرين كأَنَّما ... بجِعْثِنَ من
حُمَّى المدينةِ قَفْقَفُ ... لقعني: أصابي. وَكَانَ هِشَام أَحول.
ويحكى أَنه سهر ذَات لَيْلَة فطُلب لَهُ الشُّعَرَاء ليؤنسوه بالنشيد
فَكَانَ فِيمَن أنْشدهُ أَبُو النَّجْم فَلَمَّا بلغ من لَا ميته
الَّتِي أَولهَا: ... الْحَمد لله الوهوب المُجْزِل ... إِلَى قَوْله /
... وَالشَّمْس قد صَارَت كَعَيْنِ الأحْوَلِ ... استشاط غَضبا
وَقَالَ: أخرجُوا هَؤُلَاءِ عني وَهَذَا خَاصَّة.
(3/249)
الْكَاف مَعَ الذَّال
كذب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحجامَة على الرِّيق فِيهَا
شِفَاء وبركة وتزيد فِي الْعقل وَفِي الْحِفْظ فَمن احْتجم فَيوم
الْخَمِيس والأحد كذباك أَو يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء
الْيَوْم الَّذِي كشف الله تَعَالَى فِيهِ عَن أَيُّوب الْبلَاء وأصابه
يَوْم الْأَرْبَعَاء وَلَا يَبْدُو بِأحد شَيْء من جذام أَو ترص إِلَّا
فِي يَوْم أربعاء أَو لَيْلَة أربعاء. كذباك أَي عَلَيْك بهما. وَمِنْه
حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: كذب عَلَيْكُم الْحَج كذب
عَلَيْكُم الْعمرَة كذب عَلَيْكُم الْجِهَاد. ثَلَاثَة أسفار كذبن
عَلَيْكُم. وَعنهُ رَضِي الله عَنهُ: إِن رجلا أَتَاهُ يشكو إِلَيْهِ
النقرس. فَقَالَ: كذبتك الظهائر. أَي عَلَيْك بِالْمَشْيِ فِي حر
الهواجر وابتذال النَّفْس. وَعنهُ رَضِي الله عَنهُ: إِن عَمْرو بن معد
يكرب شكا إِلَيْهِ المعص فَقَالَ: كذب عَلَيْك الْعَسَل يُرِيد
العسلان. وَهَذِه كلمة مشكلة قد اضْطَرَبَتْ فِيهَا الْأَقَاوِيل
حَتَّى قَالَ بعض أهل اللُّغَة: أظنها من الْكَلَام الَّذِي درج ودرج
أَهله وَمن كَانَ يُعلمهُ وَأَنا لَا أذكر من ذَلِك إِلَّا قَول من
هجيراه التَّحْقِيق. قَالَ الشَّيْخ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي رَحمَه
الله: الْكَذِب: ضرب من القَوْل وَهُوَ نطق كَمَا أَن القَوْل نُطق
فَإِذا جَازَ فِي القَوْل الَّذِي الْكَذِب ضرب مِنْهُ أَن يُتَّسع
فِيهِ فَيجْعَل غير نطق فِي نَحْو قَوْله: ... قد قَالَت الأنساع للبطن
الْحَقِي ... وَنَحْو قَوْله فِي وصف الثور: ... فكَّر ثمَّ قَالَ فِي
التفكير ... جَازَ فِي الْكَذِب أَن يُجعل غير نطق فِي نَحْو قَوْله:
(3/250)
.. كَذَب القرَاطفُ والقرُوفُ ... فَيكون
ذَلِك انْتِفَاء لَهَا. كَمَا أَنه إِذا أخبر عَن الشَّيْء على خلاف
مَا هُوَ بِهِ كَانَ ذَلِك انْتِفَاء للصدق فِيهِ. وَكَذَلِكَ قَوْله:
... كذبت عَلَيْكُم أوعدني ... مَعْنَاهُ لست لكم وَإِذا لم أكن لكم
وَلم أعنكم كنت منابذا لكم ومنتفيةً نصرتي عَنْكُم فَفِي ذَلِك إغراء
مِنْهُ لَهُم بِهِ. وَقَوله: ... كَذَب العَتِيق ... أَي لَا وجود
للعتيق وَهُوَ التَّمْر فاطلبيه. وَقَالَ بَعضهم فِي قَول الْأَعرَابِي
وَقد نظر إِلَى جمل نضو: كذب عَلَيْك القت والنوى. وَرُوِيَ: البزر
والنوى. مَعْنَاهُ أَن القتَّ والنوى ذكرا أَنَّك لَا تسمن بهما فقد
كذبا عَلَيْك فَعَلَيْك بهما. فَإنَّك تسمن بهما. وَقَالَ أَبُو عَليّ:
فَأَما من نصب البزر فَإِن عَلَيْك فِيهِ لَا يتَعَلَّق بكذب وَلكنه
يكون اسْم فعل وَفِيه ضمير الْمُخَاطب. وَأما كذب فَفِيهِ ضمير
الْفَاعِل كَأَنَّهُ قَالَ: كذب السّمن أَي انْتَفَى من بعيرك فأوجده
بالبزر والنوى فهما مَفْعُولا عَلَيْك: وأضمر السّمن لدلَالَة الْحَال
عَلَيْهِ فِي مُشَاهدَة عَدمه. وَفِي الْمسَائِل القصريات: قَالَ أَبُو
بكر: فِي قَول من نصب الْحَج فَقَالَ: كذب عَلَيْك
(3/251)
الْحَج أَنه كلامان. كَأَنَّهُ قَالَ كذب
يَعْنِي رجلا ذمّ إِلَيْهِ الْحَج ثمَّ هيج الْمُخَاطب على الْحَج
فَقَالَ: عَلَيْك الْحَج. هَذَا وَعِنْدِي قَول هُوَ القَوْل وَهُوَ
أَنَّهَا كلمة جرت مجْرى الْمثل فِي كَلَامهم وَلذَلِك لم تصرف ولزمت
طَريقَة وَاحِدَة فِي كَونهَا فعلا مَاضِيا مُعَلّقا بالمخاطب لَيْسَ
إِلَّا. وَهِي فِي معنى الْأَمر كَقَوْلِهِم فِي الدُّعَاء: رَحِمك
الله وَالْمرَاد بِالْكَذِبِ التَّرْغِيب والبعث. من قَول الْعَرَب:
كَذبته نَفسه إِذا منته الْأَمَانِي وخيلت إِلَيْهِ من الآمال مَالا
يكَاد يكون. وَذَلِكَ مَا يرغب الرجل فِي الْأُمُور ويبعثه على
التَّعَرُّض لَهَا. وَيَقُولُونَ فِي عكس ذَلِك: صدقته نَفسه إِذا
ثبَّطته وخيَّلت إِلَيْهِ المعجزة والنكد فِي الطّلب. وَمن ثمت قَالُوا
للنَّفس الكذوب. قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: يُقَال للرجل يتهدد
الرجل ويتوعده ثمَّ يكذب ويكعّ: صدقته الكذوب وَأنْشد: ... فأَقْبَلَ
نَحْوِي على قُدْرَةٍ ... فلمَّا دَنَا صَدَّقَتْهُ الكذوب ... وَأنْشد
الْفراء: ... حَتَّى إِذَا مَا صَدَّقَتْه كذبه
أَي نفوسه جعل لَهُ نفوسا لتفرق الرَّأْي وانتشاره. فَمَعْنَى قَوْله:
كَذبك الْحَج ليكذبك أَي لينشطك وَيَبْعَثُك على فعله. وَأما كذب
عَلَيْك الْحَج. فَلهُ وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يضمَّن معنى فعل
يتَعَدَّى بِحرف الاستعلاء أَو يكون على كلامين كَأَنَّهُ قَالَ: كذب
الْحَج. عَلَيْك الْحَج أَي ليرغبك الْحَج هُوَ وَاجِب عَلَيْك فأضمر
الأول لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ. وَمن نصب الْحَج فقد جعل عَلَيْك
اسْم فعل وَفِي كذب ضمير الْحَج.
كذب الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حمل يَوْم اليرموك على الرّوم
وَقَالَ للْمُسلمين: إِن شددت عَلَيْهِم فَلَا تُكذِّبوا. التَّكْذِيب
عَن الْقِتَال: ضد الصدْق فِيهِ وَيُقَال: صدق الْقِتَال إِذا بذل
فِيهِ
(3/252)
كذب الجدِّ وأبلى. وكذَّب عَنهُ إِذا
جَبُن. قَالَ زُهَيْر: ... لَيْث بعثر يصطاد الرِّجَال إِذا ... مَا
اللَّيْث كذب عَن أقرانه صدقا ...
كذن ابْن غَزوَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أقبل من الْمَدِينَة
حَتَّى كَانُوا بالمربد فوجدوا هَذَا الكذَّان. فَقَالُوا: مَا هَذِه
الْبَصْرَة ثمَّ نزلُوا وَكَانَ يَوْم عكاك فَقَالَ عقبَة: ابغوا لنا
منزلا أنزه من هَذَا. الكذَّان وَالْبَصْرَة: حِجَارَة رخوة إِلَى
الْبيَاض. العكاك: جمع عكة وَهِي شدَّة الْحر مَعَ الومد. وَمِنْه قَول
ساجع الْعَرَب: إِذا طلع السماك ذهب العكاك وقلَّ على المَاء اللكاك.
أنزه: أبعد من الْحر والأذى.
الْكَاف مَعَ الرَّاء
كرش النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار كرشي وعيبتي
وَلَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار. أَرَادَ أَنهم
بطانتي وَمَوْضِع سري وأمانتي فاستعار الكرش والعيبة لذَلِك لأنَّ
المجتر يجمع علفه فِي كرشه وَالرجل يَجْعَل ثِيَابه فِي عيبته. وَمِنْه
الحَدِيث: كَانَت خُزَاعَة عَيْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم مؤمنهم وكافرهم. وَأما قَوْلهم لعيال الرجل كرش وَله كرش منثورة
فَهُوَ من قَول الْعَرَب: تزوج فلَان بفلانة فَنثرَتْ لَهُ بَطنهَا
وكرشها. وَمن ذَلِك فسر أَبُو عبيد كرشي بجماعتي.
كُرْسُف عَن حمْنَة بنت جحش رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: إِنَّهَا
استُحيضت فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهَا:
احتشي كرسفا. فَقَالَت لَهُ: إِنَّه أَكثر من ذَلِك إِنِّي أثجَّه
ثجَّاً.
(3/253)
كُرْسُف قَالَ: تلجمي وتحيضي سِتا أَو سبعا
ثمَّ اغْتَسِلِي وصلِّي. الكرسف والكرسوف: الْقطع من الْقطن من الكرسفة
وَهِي قطع عرقوب الدَّابَّة والكرفسة مثلهَا. التلجم: شدّ اللجام.
تحيَّضي: أَي اقعدي أَيَّام حيضك ودعي فِيهَا الصَّلَاة وَالصِّيَام.
كرك بَينا هُوَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجبرائيل يتحدثان تغيَّر وَجه
جِبْرَائِيل حَتَّى عَاد كَأَنَّهُ كركمة. هِيَ وَاحِدَة الكركم وَهُوَ
الزَّعْفَرَان وَقيل: شَيْء كالورس. وَقيل: العصفر. وَمِنْه حَدِيثه
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين دفن سعد بن معَاذ الْأنْصَارِيّ فَعَاد
لَونه كالكركمة فَقَالَ: لقد ضم سعد ضمة اخْتلفت مِنْهَا أضلاعه.
وَالْمِيم زَائِدَة لقَولهم: الكرك للأحمر قَالَ أَبُو دواد: ...
كَرِكٌ كلَوْن التِّين أَحْوى يانِعٌ ... مُتَراكم الأكمام غير
صَوَادِي ... يُرِيد النّخل إِذا أينع ثمره. وَقَالُوا: الكركب أَيْضا
حَكَاهُ الْأَزْهَرِي.
كرم إِن الله تَعَالَى يَقُول: إِذا أَنا أخذت من عَبدِي كريمتيه
وهوبهما ضنين فَصَبر لي لم أَرض لَهُ بهما ثَوابًا دون الْجنَّة وروى
كريمته. أَي جارحتيه الكريمتين عَلَيْهِ كالعينين والأذنين. وَقيل فِي
كريمته هِيَ عينه. وَقيل: أَهله وكل شَيْء يكرم عَلَيْك فَهُوَ
(كريمتك) . أهْدى لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل راوية خمر فَقَالَ:
إِن الله حرمهَا. قَالَ: أَفلا أُكارم بهَا يهود فَقَالَ: إِن الَّذِي
حرمهَا حرَّم أَن يُكارم بهَا. قَالَ: فَمَا أصنع بهَا قَالَ سُنَّها
فِي الْبَطْحَاء.
(3/254)
ويروى: أَن رجلا كَانَ يُهدى إِلَيْهِ كل
عَام راوية من خمر فَجَاءَهُ بهَا عَام حُرِّمت فهتها فِي الْبَطْحَاء
ويروى: فبعّها. المكارمة: أَن تهدى لَهُ ويكافئك. قَالَ دُكَيْن فِي
عمر بن عبد الْعَزِيز: ... يَا عُمَر الخيراتِ والمكارم ... إِنِّي
امْرُؤ مِنْ قَطَنِ بن دارمِ ... أَطْلبُ دَينِي من أخٍ مُكارم ... أَي
مكافئ الثَّلَاثَة فِي معنى الصبّ إِلَّا أَن السنَّ فِي سهولة والهتَّ
فِي تتَابع والبع فِي سَعَة وَكَثْرَة وروى بالثاء. أَي قَذفهَا من ثع
يثع إِذا قاء.
كره أَلا أخْبركُم بِمَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيرْفَع بِهِ
الدَّرَجَات: إسباغ الْوضُوء على المكاره وَكَثْرَة الخطى إِلَى
الْمَسَاجِد وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة فذلكم الرِّباط فذلكم
الرِّباط فذلكم الرِّباط. المكاره: جمع الْمُكْره وَهُوَ ضد المنشط.
يُقَال: فلَان يفعل كَذَا على الْمُكْره والمنشط أَي على كل حَال.
وَالْمرَاد أَن يتَوَضَّأ مَعَ الْبرد الشَّديد والعلل الَّتِي
يتَأَذَّى مَعهَا بمسِّ المَاء وَمَعَ إعوازه وَالْحَاجة إِلَى طلبه
وَاحْتِمَال الْمَشَقَّة فِيهِ أَو ابتياعه بِالثّمن الغالي وَمَا أشبه
ذَلِك. الرِّباط: المرابطة وَهِي لُزُوم الثغر. شبه ذَلِك بِالْجِهَادِ
فِي سَبِيل الله.
كرى خرجت فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام فِي تَعْزِيَة بعض جِيرَانهَا
على ميِّت لَهُم فَلَمَّا انصرفت قَالَ لَهَا: لَعَلَّك بلغت بلفت
مَعَهم الْكرَى. قَالَت: معَاذ الله وَقد سَمِعتك تذكر فِيهَا مَا تذكر
وروى: الكُدى. هِيَ الْقُبُور وَقِيَاس الْوَاحِد كرية أَو كروة من
كريت الأَرْض وكروتها إِذا حفرتها كالأكرة من أكرت والحفرة من حفرت.
وَمِنْه: إِن الْأَنْصَار أَتَوْهُ فِي نهر يكرونه لَهُم سيحا فَلَمَّا
رَآهُمْ قَالَ: مرْحَبًا بالأنصار مرْحَبًا بالأنصار
(3/255)
والكدى: جمع كدية وَهِي الْقطعَة الصلبة من
الأَرْض ومقابرهم تحفر فِيهَا. وَمِنْهَا قَوْلهم: مَا هُوَ إِلَّا ضَب
كدبة قَالَ بعض الْأَعْرَاب: ... سقى الله أَرضًا يعلم الضبّ أَنَّهَا
... عَذِيَّة ترب الطين طيِّبة البَقْل ... بنى بَيته فِي رَأس نشز
وكُدْية ... وكل امْرِئ فِي حِرْفَة الْعَيْش ذُو عقل ...
كرع خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْحُدَيْبِيَة حَتَّى إِذا بلغ
كرَاع الغميم إِذا النَّاس يرسمون نَحوه. الكراع: جَانب مستطيل من
الْحرَّة شبهت بِالْكُرَاعِ من الْإِنْسَان وَهِي مَا دون الرّكْبَة
وَالْجمع كرعان. يُقَال: انْظُر إِلَى كرعان ذَلِك الْحزن أَي إِلَى
نوادره الَّتِي تندر من معظمه. وَمِنْه حَدِيث أبي بكر رَضِي الله
تَعَالَى عَنهُ: [إِنَّه] لما خرج مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم إِلَى الْمَدِينَة لقِيه رجل بكراع الغميم. فَقَالَ: من أَنْتُم
فَقَالَ أَبُو بكر: باغٍ وهادٍ وَكَانَ يركب خلف رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم فَيَقُول لَهُ: تقدم على صدر الرَّاحِلَة حَتَّى تعرب
عَنَّا من لَقينَا. فَيَقُول: أكون وَرَاءَك وأُعرب عَنْك. عرَّض ببغاء
الْإِبِل وهداية الطَّرِيق وَهُوَ يُرِيد طلب الدّين وَالْهِدَايَة من
الضَّلَالَة. عرَّبت عَن الرجل: إِذا تَكَلَّمت عَنهُ واحتججت لَهُ.
والغميم: وَاد. الرسيم: عدوٌ شَدِيد. يُقَال: رسمت النَّاقة ترسم وَهِي
رسوم إِذا أثَّرت فِي الأَرْض بِشدَّة وَطئهَا قَالَ ذُو الرمة: ...
بمائرة الضَّبعَيْن معوجة النسا ... يشج الْحَصَى تخويدها ورسيمها ...
كرم لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم فَإِنَّمَا الْكَرم الرجل الْمُسلم.
(3/256)
كرم أَرَادَ أَن يُقرر ويشدد مَا فِي
قَوْله عز وَجل {إنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} بطريقة
أنيقة ومسلك لطيف ورمز خلوب. فَبَصر أَن هَذَا النَّوْع من غير الأناسي
الْمُسَمّى بِالِاسْمِ الْمُشْتَقّ من الْكَرم أَنْتُم أحقاء بألاَّ
تؤهلوه لهَذِهِ التَّسْمِيَة وَلَا تطلقوها عَلَيْهِ وَلَا تسلموها
لَهُ غيرَة للْمُسلمِ التقى وربأ بِهِ أَن يُشَارك فِيمَا سَمَّاهُ
الله بِهِ واختصه بِأَن جعله صفته فضلا أَن تسموا بالكريم من لَيْسَ
بِمُسلم وتعترفوا لَهُ بذلك وَلَيْسَ الْغَرَض حَقِيقَة النهى عَن
تسميه الْعِنَب كرماً وَلَكِن الرَّمْز إِلَى هَذَا الْمَعْنى
كَأَنَّهُ قَالَ: إِن تَأتي لكم أَلا تسموه مثلا باسم الْكَرم وَلَكِن
بالجفنة والحبلة فافعلوا. وَقَوله: فَإِنَّمَا الْكَرم أَي فَإِنَّمَا
الْمُسْتَحق للاسم الْمُشْتَقّ من الْكَرم الْمُسلم. وَنَظِيره فِي
الأسلوب قَوْله تَعَالَى: {صِبْغَة الله ومَنْ أحسن من الله صبغة}
كرد عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما أَرَادَ النَّفر الَّذِي
قَتَلُوهُ الدُّخُول عَلَيْهِ جعل الْمُغيرَة ابْن الْأَخْنَس يحمل
عَلَيْهِم ويكردهم بِسَيْفِهِ. الكرد والطرد أَخَوان. وَيُقَال: كرد
عُنُقه: قطعهَا وحردها مثله. الكرد والحرد: الْعُنُق.
كرى ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كُنَّا مَعَ رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات ليله فأكرينا فِي الحَدِيث. أَي أطلنا
فِي الحَدِيث.
كرد معَاذ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قدم عَليّ أبي مُوسَى وَعِنْده
رجل كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم ثمَّ تهود. فَقَالَ: وَالله لَا أقعد
حَتَّى تضربوا كرده. أَي عُنُقه.
كرزن أم سَلمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا مَا صدقت بِمَوْت رَسُول
الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى سَمِعت وَقع الكرازين.
(3/257)
كرزن هِيَ الفؤوس.
كرس أَبُو أَيُّوب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا أَدْرِي مَا أصنع
بِهَذِهِ الكراييس وَقد نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن
تسْتَقْبل الْقبْلَة ببول أَو غَائِط. جمع كرياس وَهُوَ الكنيف يكون
مشرفاً على سطح بقناة فِي الأَرْض فعيال من الكرس وَهُوَ المتطابق من
الأبوال والأبعار. وَهُوَ فِي كتاب الْعين الكرناس بالنُّون.
كرب أَبُو الْعَالِيَة رَحمَه الله تَعَالَى الكروبيون سادة
الْمَلَائِكَة جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل. هم المقربون من كرب
إِذا قرب قَالَ أُميَّة: ... مَلَائِكَة لَا يسأمون عبَادَة ... كروبية
مِنْهُم رُكُوع وَسجد ...
كرع عِكْرِمَة رَحمَه الله تَعَالَى كره الكرع فِي النَّهر. يُقَال:
كرع فِي المَاء يكرع وكرعا كروعا إِذا تنَاوله بِفِيهِ من مَوْضِعه فعل
الْبَهِيمَة. وَأَصله فِي الْبَهِيمَة لِأَنَّهَا تدخل أكارعها.
النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع
الأَرْض. أَي فِي نَوَاحِيهَا وأطرافها يَعْنِي الإبعاد فِي الأَرْض
للتِّجَارَة حرصاً على المَال.
كرى ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى إِذا بلغ المَاء كرًا لم يحمل
نجسا وَرُوِيَ: إِذا كَانَ المَاء قدر كرٍ لم يحمل القذر. الْكر:
سِتُّونَ قَفِيزا والقفيز: ثَمَانِيَة مكاكيك والمكوك: صَاع وَنصف.
(3/258)
الْكَاف مَعَ الزَّاي
كزم عون رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي وصيةٍ لِابْنِهِ وَذكر رجلا
يذم: إِن أفيض فِي الْخَيْر كزم وَضعف واستسلم. وَقَالَ: الصمت حكم
وَهَذَا مِمَّا لَيْسَ لي بِهِ علم. وَإِن أفيض فِي الشَّرّ قَالَ:
يحْسب بِي عي فَتكلم فَجمع بَين الأروى والنعام ولاءم مَا لَا يتلاءم.
الكزم والأزم: أَخَوان أمسك عَن الْكَلَام وَسكت فَلم يفض فِي الْخَيْر
وانخزل وَأخذ يحسن عَادَة الصمت وَيضْرب لَهُ الْأَمْثَال ويتجاهل
ويتعامى عَن وَجه الْخَوْض فِيهِ. وَأما فِي الشَّرّ فنشيط للإفاضة
فِيهِ خَائِف إِن سكت أَن يظنّ فِيهِ فهاهة فَهُوَ يحتشد للتكلم فِيهِ
وَيجمع نَفسه لَهُ وَيتَكَلَّم بالمتنافر من الْكَلَام الَّذِي لَا
يَأْخُذ بعضه بأعناق بعض. وَهُوَ رَاكب رَأسه لَا يُبَالِي كَأَنَّهُ
أَرَادَ ابْنه على أَلا يكون مُحَمَّد أَبنَاء جنس هَذَا الْكَلَام
وأشكاله وَأَن يرفع نَفسه عَن طبقته ونصحه أَن يكون من مفايتح الْخَيْر
ومغاليق الشَّرّ حَتَّى لَا يكون مذموما مثله.
الْكَاف مَعَ السِّين
كسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ فِي الإكسال إِلَّا
الطّهُور. هُوَ أَن يُجَامع ثمَّ يفتر فَلَا ينزل يُقَال: أكسل
الْفَحْل صَار ذَا كسل. وَفِي كتاب الْعين: كسل إِذا فتر عَن الضراب.
وَأنْشد: ... أَإِن كَسِلْتُ والحِصَان يَكْسَل ... عَن السِّفَادِ
وَهُوَ طِرْفٌ هَيْكل ... وَنَحْوه مَا رُوِيَ: إِن المَاء من المَاء.
وَهَذَا كَانَ صدر الْإِسْلَام ثمَّ نسخ أثبت سِيبَوَيْهٍ.
(3/259)
الطّهُور وَالْوُضُوء والوقود فِي المصادر.
كسى إِن الكاسيات العاريات والملائلات والمميلات لَا يدخلن الْجنَّة.
هن اللواتي يلبسن الرَّقِيق الشفاف. وَعَن الْأَصْمَعِي: كسى يكسي إِذا
صَارَت كسْوَة فَهُوَ كاس. وَأنْشد ... يَكْسَي وَلَا يَغْرَث مملوكُها
... إِذا تَهَرّتْ عَبْدَها الهارِيْه ... وَمِنْه قَوْله: ... واقْعُد
فَإنَّك أنتَ الطاعمُ الكاسِي
وَيجوز أَن يكون من كسا يكسو كَالْمَاءِ الدافق. المائلات: اللَّاتِي
يملن خُيَلَاء. المميلات / اللَّاتِي يملن قُلُوب الرِّجَال إِلَى
أَنْفسهنَّ. أَو يملن المقانع عَن رءوسهن لتظهر وجوههن وشعورهن. قَالَ
أَبُو النَّجْم: ... مائلةِ الخِمْرَةِ والكلامِ ... باللَّغْوِ بَين
الحلِّ والحرامِ ... وَمن المشطة الميلاء وَهِي مشطة مَعْرُوفَة
عِنْدهم كأنهن يملن فِيهَا العقاص. وتعضد رِوَايَة من روى أَن امْرَأَة
قَالَت: كنت أسأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ميل
رَأْسِي. قَالَ: الكاسيات ... . وَقَالَ الشَّاعِر: ... تَقول لي مائلة
الذَّوَائبِ ... كَيفَ أخي فِي العُقَب النَّوائِب ... أَو أَرَادَ
بالمائلات المميلات اللَّاتِي يملن إِلَى الْهوى والغي عَن العفاف
وصواحبهن كَذَلِك. كَقَوْلِهِم: فلَان خَبِيث مخبث.
كسر عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا بَال رجال لَا يزَال أحدهم
كاسراً وسَادَة عِنْد امْرَأَة مغزية يتحدث إِلَيْهَا وتتحدث إِلَيْهِ.
عَلَيْكُم بالجنبة فَإِنَّهَا عفاف إِنَّمَا النِّسَاء لحم على وَضم
إِلَّا مَا ذاب عَنهُ.
(3/260)
كسر كسر الوساد: أَن يثنيه ويتكئ عَلَيْهِ
ثمَّ يَأْخُذ فِي الحَدِيث فعل الزير. المغزية: الَّتِي غزا زَوجهَا.
الجنبة: النَّاحِيَة من كل شَيْء وَرجل ذُو جنبة: أَي ذُو اعتزال عَن
النَّاس متجنب لَهُم. أَرَادَ اجتنبوا النِّسَاء وَلَا تدْخلُوا
عَلَيْهِنَّ. الْوَضم: مَا وقيت بِهِ اللَّحْم من الأَرْض. قَالَ سعد
بن الأخرم: كَانَ بَين الْحَيّ وَبَين عدي بن حَاتِم تشاجر فأرسلوني
إِلَى عمر بن الْخطاب فَأَتَيْته وَهُوَ يطعم النَّاس من كسور إبل
وَهُوَ قَائِم متوكئ على عَصا متزر إِلَى أَنْصَاف سَاقيه خدبٌّ من
الرِّجَال كَأَنَّهُ راعي غنم وعليَّ حلَّة ابتعتها بِخَمْسِمِائَة
دِرْهَم فسلَّمت عَلَيْهِ فَنظر إليَّ بذنب عينه فَقَالَ لي رجل: أمالك
معوز قلت: بلَى. قَالَ: فَأَلْقِهَا فألقيتها وَأخذت معوزاً ثمَّ
لَقيته فسلَّمت فردَّ عليَّ السَّلَام. الْكسر بِالْفَتْح وَالْكَسْر:
الْعُضْو بِلَحْمِهِ. الصَّوَاب مؤتزر. والمتزر من تَحْرِيف الروَاة.
الخدب: الْعَظِيم الْقوي الجافي. كَأَنَّهُ راعي غنم أَي فِي بذاذته
وجفائه. ذَنْب الْعين: مؤخرها. المعوز: وَاحِد المعاوز وَهِي الخلقان
من الثِّيَاب لِأَنَّهَا لِبَاس المعوزين.
كسع طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ نَدِمت ندامة الكسعي اللَّهُمَّ
خُذ مني لعُثْمَان حَتَّى يرضى. هُوَ محَارب بن قيس من بني كسيعة
وَقيل: وَمن بني الكسع وهم بطن من حمير. يضْرب بِهِ الْمثل فِي
الندامة. وقصته مَذْكُورَة فِي كتاب المستقصى.
(3/261)
قَالَ طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
أقبل شيبَة بِإِذن بن خَالِد يَوْم أُحد فَقَالَ: دلوني على مُحَمَّد
فَأَضْرب عرقوب فرسه. فاكتسعت بِهِ فَمَا زلت وَاضِعا رجْلي على خدَّه
حَتَّى أزرته شعوب. أَي رمت بِهِ على مؤخرها من كسعت الرجل إِذا ضَربته
على مؤخره. أزرته شعوب: أوردته الْمنية.
كسف أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: قَالَ بَعضهم:
رَأَيْت أَبَا الدَّرْدَاء عَلَيْهِ كساف. أَي قِطْعَة ثوب. من قَوْله
تَعَالَى: {ويجعله كِسَفا}
كسح ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا سُئِلَ عَن الصَّدَقَة
فَقَالَ: إِنَّهَا شَرّ مَال إِنَّمَا هِيَ مَال الكسحان والعوران.
يُقَال: كسح الرجل كسحا إِذا ثقلت إِحْدَى رجلَيْهِ فِي الْمَشْي.
قَالَ الْأَعْشَى: ... وخَذُولِ الرِّجْل من غَيْرِ كَسَحْ ... وَهُوَ
قريب من القعاد دَاء يَأْخُذ فِي الْأَوْرَاك فتضعف لَهُ الرجل وَهُوَ
من الكسح لِأَنَّهُ إِذا ثقلت رجل وضعفت فَكَأَنَّهُ يجرها إِذا مَشى
فَشبه جرها بكسح الأَرْض وَمِنْه حَدِيث قَتَادَة رَحمَه الله
تَعَالَى: إِنَّه قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {ولوْ نَشَاء لمسَخْنَاهم
عَلَى مَكَانَتِهِمْ} وَلَو نشَاء لجعلناهم كسحا أَي مقعدين.
كسر فِي الحَدِيث: لَا تجوز فِي الْأَضَاحِي الكسير الْبَيِّنَة
الْكسر. هِيَ الشَّاة المنكسرة الرجل الَّتِي لَا تقدر على الْمَشْي.
(3/262)
الْكَاف والشين
كشح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل الصَّدَقَة على ذِي
الرَّحِم الْكَاشِح. الْكَاشِح: هُوَ الَّذِي يطوي على الْعَدَاوَة
كشحه. والكبد فِي الكشح وَيُقَال لِلْعَدو: أسود الكبد أَو الَّذِي
يطوي عَنْك كشحه وَلَا يألفك.
الْكَاف مَعَ الظَّاء
كظم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى كظامة قوم فَتَوَضَّأ
وَمسح على قَدَمَيْهِ. الكظامة: وَاحِدَة الكظائم وَهِي آبار تُحفر فِي
بطن وادٍ متباعدة ويخرق مَا بَين بئرين بن بقناة يجْرِي فِيهَا المَاء
من بِئْر إِلَى بِئْر. وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى
عَنْهُمَا: إِذا رَأَيْت مَكَّة قد بُعجت كظائم وساوى بناؤها رُؤْس
الْجبَال فا علم أَن الْأَمر قد أظلك فَخذ حذرك.
كظظ فِي الحَدِيث: فِي ذكر بَاب الْجنَّة يَأْتِي عَلَيْهِ زمَان وَله
كظيظ أَي امتلاء بازدحام النس. يُقَال: كظَّ الْوَادي كظيظا بِمَعْنى
اكتظَّ وكظَّه المَاء كظا
(3/263)
الْكَاف مَعَ الْعين
كعم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن المكاعمة والمكامعة. أَي
عَن ملاثمة الرجل الرجل ومضاجعته إِيَّاه لَا ستر بَينهمَا من كعم
الْمَرْأَة إِذا قبَّلها ملتقما فاها وَمن الكميع والكمع بِمَعْنى
الضجيع.
الْكَاف مَعَ الْفَاء
كفل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الْعَاقِد شعره فِي
الصَّلَاة: إِنَّه كفل الشَّيْطَان. أَي مركبه وَهُوَ فِي الأَصْل
كسَاء يدار حول سَنَام الْبَعِير ثمَّ يركب واكتفلت الْبَعِير إِذا
ركبته كَذَلِك. وَمِنْه حَدِيث النَّخعِيّ رَحمَه الله: إِنَّه كَانَ
يكره الشّرْب من ثلمة الْإِنَاء وَمن عروته وَقَالَ: إِنَّهَا كفل
الشَّيْطَان.
كفت يَقُول الله تَعَالَى للكرام الْكَاتِبين: إِذا مرض عَبدِي
فَاكْتُبُوا لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل فِي صِحَّته حَتَّى أُعافيه أَو
أكفته. أَي أقبضهُ. يُقَال: اللَّهُمَّ اكفته إِلَيْك وَأَصله الضَّم
وَقيل للْأَرْض كفات لضمها من يدْفن فِيهَا. وَلذَلِك قيل لبقيع
الْغَرْقَد: كفتة. وَيُقَال: وَقع فِي النَّاس كفت أَي موت وَضم فِي
الْقُبُور.
كفح قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحسان: لَا تزَال مؤيداً بِروح
الْقُدس مَا كافحت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى:
نافحت أَي دافعت وقاتلت وأصل المكافحة الْمُضَاربَة تِلْقَاء
الْوُجُوه.
(3/264)
كفأ الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاءَهُمْ
وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم. ويردّ عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم
يَد على من سواهُم ويروى: وَيُجِير عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد على
من سواهُم يردُّ مشدُّهم على مضعفهم ومتسريهم على قاعدهم. لَا يقتل
مُسلم بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده. التكافؤ: التَّسَاوِي أَي
تتساوى فِي الْقصاص والديات: لَا فضل فِيهَا لشريف على وضيع. والذمة:
الْأمان وَمِنْهَا سمي الْمعَاهد ذِمِّيا لِأَنَّهُ أُومن على مَاله
وَدَمه للجزية أَي إِذا أعْطى أدنى رجل مِنْهُم أَمَانًا فَلَيْسَ
للبقاقين إخفاره. وَيرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم: أَي إِذا دخل الْعَسْكَر
دَار الْحَرْب فوجَّه الإِمَام سَرِيَّة فَمَا غنمت جعل لَهَا مَا سُمي
لَهَا ورد الْبَاقِي على الْعَسْكَر لأَنهم ردءٌ للسرايا. وهم يدٌ أَي
يتناصرون على الْملَل الْمُحَاربَة لَهُم. أجرت فلَانا على فلَان: إِذا
حميته مِنْهُ ومنعته أَن يتعرَّض لَهُ. المُشدّ: الَّذِي دوابُّه
شَدِيدَة. والمُضعف بِخِلَافِهِ. المُتسري: الْخَارِج فِي السّريَّة
أَي لَا يفضل فِي قسْمَة الْمغنم المشد على المضعف. وَإِذا بعث
الإِمَام سَرِيَّة وَهُوَ خَارج إِلَى بِلَاد الْعَدو فغنموا شَيْئا
كَانَ ذَلِك بَينهم وَبَين الْعَسْكَر. لَا يُقتل مُسلم بِكَافِر أَي
بِكَافِر حَرْبِيّ وَقيل بذمي وَإِن قَتله عمدا وَهُوَ مَذْهَب أهل
الْحجاز وَذُو الْعَهْد الْحَرْبِيّ يدْخل بِأَمَان لَا يُقتل حَتَّى
يرجع إِلَى مأمنه لقَوْله تَعَالَى: {وإنْ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِين
اسْتَجارك فأَجِرْه حَتَّى يسمَع كلامَ الله ثمَّ أَبْلِغْه مَأْمَنَه}
. وَقيل: مَعْنَاهُ وَلَا ذُو عهد فِي عَهده بِكَافِر. إِن رجلا رأى
فِي الْمَنَام كَأَن ظلة تنطف سمناً وَعَسَلًا وَكَانَ النَّاس
يتكففونه فَمنهمْ المستكثر وَمِنْهُم المستقل.
(3/265)
أَي يأخذونه بأكفهم.
كفأ لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفيء مَا فِي صحفتها
وَإِنَّمَا لَهَا مَا كُتب لَهَا وَلَا تناجشوا فِي البيع وَلَا يَبِيع
يعضكم على بيع بعض. اكتفات الْوِعَاء: إِذا كبيته فأفرغت مَا فِيهِ
إِلَيْك وَهَذَا مثل لاحتيازها نصيب أُختها من زَوجهَا. الصحفة:
الْقَصعَة الَّتِي تشبع الْخَمْسَة. سيق تَفْسِير بَاقِي الحَدِيث.
كفر قنت صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صَلَاة الْفجْر فَقَالَ:
اللَّهُمَّ قَاتل كفرة أهل الْكتاب وَاجعَل قُلُوبهم كقلوب نساءٍ
كوافر. أَي فِي الِاخْتِلَاف وَقلة الائتلاف لِأَن النِّسَاء من عادتهن
التباغض والتحاسد والتلاوم لاسيما إِذا لم يكن لَهُنَّ رادع من
الْإِسْلَام. أَو فِي الْخَوْف والوجيب لِأَنَّهُنَّ يُرعن بالصباح
والبيات فِي عُقر دارهن أبدا. لَا تُكفِّرْ أهل قبلتك. أَي لَا
تَدعهُمْ كفَّارًا. وَحَقِيقَته لَا تجعلهم كفَّارًا بِقَوْلِك وزعمك.
وَمِنْه قَوْلهم: أكفر فلَان صَاحبه إِذا أَلْجَأَهُ وَهُوَ مُطِيع
إِلَى أَن يعصيه بِسوء صُنع يُعامله بِهِ. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي
الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه قَالَ فِي خطبَته: أَلا لَا تضربوا
الْمُسلمين فتذلوهم وَلَا تمنعوهم حُقُوقهم فتكفِّروهم وَلَا
تُجمِّروهم فتفتنوهم. يُرِيد فتجعلوهم كفَّارًا وتوقعوهم فِي الْكفْر
لأَنهم رُبمَا ارْتَدُّوا إِذا مُنعوا الْحق. التجمير والإجمار. أَن
يُحبس الْجَيْش فِي الْغَزِّي لَا يقفل.
كفل إِن عيَّاش بن أبي ربيعَة وَسَلَمَة بن هِشَام والوليد بن
الْوَلِيد فرُّوا من الْمُشْركين إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم وَعَيَّاش وَسَلَمَة متكفلان على بعير.
(3/266)
كفل تكفل الْبَعِير واكتفله بِمَعْنى.
كفأ فِي الْعَقِيقَة عَن الْغُلَام شَاتَان متكافئتان أَو مكافأتان
وَعَن الْجَارِيَة شَاة. أَي كل وَاحِدَة مِنْهُمَا مُسَاوِيَة
لصاحبتها فِي السن وَلَا فرق بَين المكافئتين والمكافأتين لِأَن كل
وَاحِدَة مِنْهُمَا إِذا كافأت أُخْتهَا فقد كوفئت فَهِيَ مكافئة
ومكافأة وهما معادلتان لما يجب فِي الزَّكَاة وَالْأُضْحِيَّة من
الْأَسْنَان. وَيحْتَمل فِي وَرَايَة من روى مكافأتان أَن يُرَاد
مذبوحتان من قَوْلهم: كافأ الرجل بَين بَعِيرَيْنِ إِذا وجأ فِي لبة
هَذَا ثمَّ فِي لبَّةِ هَذَا فنحرهما مَعًا. قَالَ الْكُمَيْت يصف
ثوارا وكلابا: ... وعَاثَ فِي عانةٍ مِنْهَا بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ
المكافئ والمكثور يهتبل ...
كفر الْمُؤمن مكفر: أَي مرزأ فِي نَفسه فِي مَاله لتكفر خطاياه.
كفت حُبِّب إِلَيّ النِّسَاء وَالطّيب ورُزقت الكفيت. أَي الْقُوَّة
على الْجِمَاع وَهَذَا من الحَدِيث الَّذِي يرْوى أَنه قَالَ: أَتَانِي
جبرئيل قديرة تسمى الكفيت فَوجدت قُوَّة أَرْبَعِينَ رجلا فِي
الْجِمَاع. وَقيل: مَا أكفت بِهِ معيشتي أَي أضم وَأصْلح.
كفأ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ انكفأ لَونه فِي عَام الرَّمَادَة
حِين قَالَ: لَا آكل سمناً وَلَا سميناً وَأَنه اتَّخذ أَيَّام كَانَ
يُطعم النَّاس قدحاً فِيهِ فرض وَكَانَ يطوف على القصاع فيغمز الْقدح
فَإِن لم تبلغ الثريدة الْفَرْض فتعال فَانْظُر مَاذَا يفعل بِالَّذِي
ولى الطَّعَام. أَي تغير وانقلب عَن حَاله من كفأت الْإِنَاء إِذا
قلبته وَيُقَال: أكفأ الْجهد لَونه.
(3/267)
الرَّمَادَة: الْهَلَاك والقحط. وأرمد
النَّاس إِذا جهدوا. وَالْفَرْض: الحزّ. يغمز: أَي يطعن الْقدح فِي
الثريدة. فتعال فَانْظُر: إيذان بأنَّ فعله بمتولي الطَّعَام إِذا فرط
من الْإِيذَاء البليغ والخشونة والإيقاع كَانَ جَدِيرًا بِأَن يُشَاهد
وَينظر إِلَيْهِ ويتعجب مِنْهُ. أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
لنا مولاة تصدَّقت علينا بخدمتها وَلنَا عباءتان نكافيء بهما عنَّا عين
الشَّمْس وَإِنِّي لأخشى فصل الْحساب. أَي ندافع بهما من قَوْلهم:
مَالِي بِهِ قبل وَلَا كفاء وَفُلَان كفاء لَك أَي هُوَ مُطَابق لَك
فِي المضادة والمناوأة. قَالَ: ... وجبريلٌ رسولُ اللهِ فينَا ...
ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ ... يَعْنِي جِبْرِيل لَا يقوم
لَهُ أحد من الْخلق.
كفهر ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا لقِيت الْكَافِر
فألقه بِوَجْه مكفهرٍّ. أَي عَابس قطوب. وَمِنْه الحَدِيث: القوا
الْمُخَالفين بِوَجْه مكفهر.
كفل ذكر فتْنَة فَقَالَ: إِنِّي كَائِن فِيهَا كالكفل آخذ مَا أعرف
وتارك مَا أنكر. الكفل: الَّذِي يكون فِي مُؤخر الْحَرْب إِنَّمَا همته
التَّأَخُّر والفرار. يُقَال: فلَان كفل بَين الكفولة. الْخُدْرِيّ
رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِذا أصبح ابْن آدم فَإِن الْأَعْضَاء كلهَا
تُكفِّر للسان تَقول: نشدك الله فِينَا فَإنَّك إِن اسْتَقَمْت استقمنا
وَإِن اعوججت اعوججنا.
(3/268)
أَي تتواضع وتخضع من تَكْفِير الذِّمِّيّ
وَهُوَ أَن يُطَأْطِئ رَأسه وينحني عِنْد تَعْظِيم صَاحبه. قَالَ
عَمْرو بن كُلْثُوم: ... تُكَفِّرُ باليَدَيْنِ إِذا الْتَقَيْنَا ...
وتلقي من مخا فتنا عَصَاكا ... وَكَأَنَّهُ من الكافرتين وهما الكاذتان
لِأَنَّهُ يضع يَدَيْهِ عَلَيْهِمَا أَو ينثني عَلَيْهِمَا أَو يَحْكِي
فِي ذَلِك هَيْئَة من يكفر شَيْئا أَي يغطيه. يُقَال: نشدتك الله
وَالرحم نشدة ونشدانا وناشدتك الله أَي سَأَلتك الله وَالرحم وتعديته
إِلَى مفعولين إِمَّا لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة دَعَوْت حَيْثُ قَالُوا:
نشدتك بِاللَّه وَالله. كَمَا قَالُوا: دَعوته بزيد وزيداً. أَو لأَنهم
ضمَّنوه معنى ذكَّرت ومصداق هَذَا قَول حسان: ... نَشَدْتُ بني
النَّجَّارِ أفعالَ وَالِدِي ... إِذا الْعَانِ لم يُوجَدْ لَهُ من
يُوَارِعُهْ ... أَي ذكرتهم إِيَّاهَا. وأنشدتك بِاللَّه خطأ. وَأما
نشدك الله فَفِيهِ شُبْهَة لقَوْل سيبيوه: وَكَأن قَوْلك عمرك الله
وقعدك الله بِمَنْزِلَة نشدك الله وَإِن لم يتَكَلَّم بنشدك. وَلَكِن
زعم الْخَلِيل أَن هَذَا تَمْثِيل يمثله بِهِ. وَلَعَلَّ الرَّاوِي قد
حرَّفه وَهُوَ ننشدك الله أَو أَرَادَ سِيبَوَيْهٍ والخليل قلَّة مجيئة
فِي الْكَلَام أَو لَو لم يكن فِي علمهما فَإِن الْعلم بَحر لَا يُنكف
وَفِيه إِن صحَّ وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون أَصله نشدتك الله فحذفت
مِنْهَا التَّاء اسْتِخْفَافًا كَمَا حُذفت من أبي عُذرها. وَالثَّانِي
أَن يكون بِنَاء مقتضبا نَحْو قعدك. وَمعنى نشدك الله: أنْشدك الله
نشدة فَحذف الْفِعْل وَوضع الْمصدر مَوْضِعه مُضَافا إِلَى الْكَاف
الَّذِي كَانَ مَفْعُولا أول.
كفح أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ سُئل أتقبِّل وَأَنت صَائِم
فَقَالَ: نعم وأكفحها وروى: وأقحفها.
(3/269)
الكفح: من المكافحة وَهِي مصادفة الْوَجْه
الْوَجْه كفة كفة. والقحف: من قحف الشَّارِب وَهُوَ استفافة مَا فِي
الْإِنَاء أجمع. ومطر قاحف: جارف. كَأَنَّهُ قَالَ: نعم وأتمكن من
تقبيلها تمَكنا واستوفيه اسْتِيفَاء من غير اختلاس ورقبة. وَقيل فِي
القحف: إِنَّه بِمَعْنى شرب الرِّيق وترشفه وَمَا أحقه.
كفر لتخرجنكم الرّوم مِنْهَا كفرا كفرا إِلَى سنبك من الأَرْض. قيل:
وَمَا ذَلِك السنبك قَالَ: حسمى جذام. الْكفْر: الْقرْيَة وَأكْثر من
يتَكَلَّم بِهِ أهل الشَّام. وَقَوْلهمْ: كفرتوثي: قَرْيَة تنْسب إِلَى
رجل. وَكَذَلِكَ كفرطاب وكفرتعقاب. وَمِنْه حَدِيث مُعَاوِيَة رَضِي
الله عَنهُ: أهل الكفور هم أهل الْقُبُور. أَي هم بِمَنْزِلَة
الْمَوْتَى لَا يشاهدون الْأَمْصَار وَالْجمع وَكَأَنَّهَا سميت كفوراً
لِأَنَّهَا خاملة مغمورة الِاسْم لَيست فِي شهرة المدن ونباهة
الْأَمْصَار. قَالَ أَبُو عبيد: شبه الأَرْض بالسنبك فِي غلظه وَقلة
خَيره. وَعِنْدِي أَن المُرَاد لتخرجنكم إِلَى طرف من الأَرْض لِأَن
السنبك طرف الْحَافِر. وَيدل عَلَيْهِ الحَدِيث وَهُوَ أَنه كره أَن
يطْلب الرزق فِي سنابك الأَرْض. كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم
رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّهُم كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع
الأَرْض. حسمي: بلد. جذام أم جذام بن عدي بن عَمْرو بن سبأ بن يشجب بن
يعرب ابْن قحطان. وحسمى: مَاء مَعْرُوف لكَلْب. وَيُقَال: إِن آخر مَا
نضب من مَاء الطوفان حسمى فَبَقيت مِنْهُ هَذِه الْبقْعَة إِلَى
الْيَوْم أنْشد أَبُو عَمْرو:
(3/270)
.. جَاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَة الدَّهَاسَا
... وبَطْنَ حِسْمَى بَلداً حرماسا ... أَي أملس.
كفؤ الْأَحْنَف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: لَا أقاول من لَا
كفاء لَهُ. أَي لَا عديل لَهُ يَعْنِي السُّلْطَان. يُقَال: هُوَ كفؤه
وكفيئه وكفاؤه. قَالَ: ... فأنْكَحها لاَ فِي كَفاءٍ وَلَا غِنًي ...
زيادٌ أَضَلَّ الله سَعْىَ زِيادِ ...
كفف عَطاء بن يسَار رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: قلت للوليد بن عبد
الْملك: قَالَ عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: وددت
أَنِّي سلمت من الْخلَافَة كفافاً لَا عليَّ وَلَا لي. فَقَالَ: كذبت
آلخليفة يَقُول هَذَا قلت: أَو كذبت قَالَ: فَأَفلَت مِنْهُ بجريعة
الذقن. يُقَال: لَيْتَني أنجو مِنْك كفافا أَي رَأْسا بِرَأْس لَا أزرأ
مِنْك وترزأ مني وَحَقِيقَته أكف عَنْك وتكف عني وَقد يَبْنِي على
الْكسر. وَيُقَال: دَعْنِي كفاف. أنْشد أَبُو زيد لرؤبة: ... فليت حظي
من نداك الضافي ... والننفع أَن تتركَنِي كَفَافِ ... أفلت بجريعة
الذقن مثل فِيمَن أشفى ثمَّ نجا. قَالَ أَبُو زيد: يُرِيد أَنه كَانَ
قَرِيبا من الْهَلَاك كقرب الجرعة من الذقن. انتصاب كفافاً على الْحَال
أَي مكفوفاً عَنى شَرها. وَقَوله لَا عليَّ وَلَا لي بدل مِنْهُ أَي
غير ضارة وَلَا نافعة. همزَة الِاسْتِفْهَام إِذا دخلت على حرف
التَّعْرِيف لم تُسقط أَلفه وَإِن اجْتمع ساكنان لِئَلَّا يلتبس
الِاسْتِفْهَام بالْخبر.
كفت الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ بَيَان: كنت أمشى مَعَ
الشّعبِيّ بِظهْر الْكُوفَة فَالْتَفت إِلَيّ
(3/271)
كفت بيُوت الْكُوفَة فَقَالَ: هَذِه كفات
الْأَحْيَاء ثمَّ الْتفت إِلَى الْمقْبرَة وَقَالَ: وَهَذِه كفات
الْأَمْوَات. مر تَفْسِير الكفات.
كفف الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى ابدأ بِمن تعول وَلَا تلام على كفاف.
أَي إِذا لم يكن عنْدك فضل لم تلم على أَلا تُعطي. الكفاف: أَن يكون
عنْدك مَا تكف بِهِ الْوَجْه عَن النَّاس. قَالَ لَهُ رجل: إِن برجلي
شقاقاً فَقَالَ: اكففه بِخرقَة. أَي اعصبه بهَا. عبد الْملك رَحمَه
الله تَعَالَى عُرض عَلَيْهِ رجل من بني تَمِيم فاشتهى قَتله لما رأى
من جِسْمه وهيئته. فَقَالَ: وَالله إِنِّي لأرى رجلا لَا يقر بالْكفْر.
فَقَالَ: عَن دمي تخدعني بلَى عبد الله أكفر من حمَار. [أقرَّ
بِأَنَّهُ كفر حِين خَالف بني مَرْوَان وتابع ابْن الْأَشْعَث] . كتب
عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج أَن أدع النَّاس إِلَى الْبيعَة فَمن أقرّ
بالْكفْر فخلِّ سَبيله إِلَّا رجلا نصب راية أَو شتم أَمِير
الْمُؤمنِينَ عُثْمَان بن عَفَّان وَذَلِكَ بعد أَمر ابْن الْأَشْعَث.
كفر فَهُوَ معنى الْإِقْرَار بالْكفْر. حمَار: رجل عادي كفر بِاللَّه
فَأحرق واديه.
كفل فِي الحَدِيث: الرَّابّ كافل. أَي كفل بِنَفَقَة الْيَتِيم حِين
تزوج أمه.
(3/272)
الْكَاف مَعَ اللَّام
كلأ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الكالئ بالكالئ. كلأ
الدّين كلأ فَهُوَ كالئٌ إِذا تأخرَّ. قَالَ: ... وعَيْنُه كالْكَالِئِ
المِضْمارِ ... وَمِنْه: بلغ الله بك أكلأ الْعُمر أَي أطوله وأشده
تأخراً. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي: ... تَعَفَّفْتُ عَنْهَا فِي
العُصُور الَّتِي خَلَتْ ... فَكيف التَّسَاقِي بعد مَا كَلأَ العُمْر
... وكلأته: أنسأته وأكلأت فِي الطَّعَام: أسفلت. وتكلأت كلأة أَي
استنسأت نَسِيئَة وَهُوَ أَن يكون لَك على رجل دين فَإِذا حلَّ أَجله
استباعك مَا عَلَيْهِ إِلَى أجل.
كلل عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا دخل عليَّ رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم تبرق أكاليل وَجهه. الإكليل: شبه عِصَابَة مزينة
بالجوهر. قَالَ الْأَعْشَى فِي هَوْذَة بن عَليّ. ... لَهُ أكاليل
بالياقوت فصلها ... صَوَّاغُها لَا ترَى عَيْباً وَلَا طَبَعا ... جعلت
لوجهه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكاليل على سَبِيل الِاسْتِعَارَة كَمَا
جعل لبيد للشمال يدا فِي قَوْله: ... إِذْ أَصْبَحَتْ بيدِ الشَّمالِ
زِمَامُها ...
(3/273)
وَهُوَ نوع من الِاسْتِعَارَة لطيف دَقِيق
المسلك. وَقيل: أَرَادَت نواحي وَجهه وَمَا أحَاط بِهِ من التكلل
وَهُوَ الْإِحَاطَة. وَالْقَوْل الْعَرَبِيّ الْفَحْل مَا ذهبت
إِلَيْهِ.
كلم اتَّقوا الله فِي النِّسَاء فَإِنَّمَا أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة
الله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله. قيل: هِيَ قَوْله تَعَالَى:
{فإمْسَاكٌ بِمَعْرُوف أَو تسْرِيحٌ بِإِحْسَان} وَيجوز أَن يُرَاد
إِذْنه فِي النِّكَاح والتسري وإحلاله ذَلِك.
كلب ذكر المخدج فَقَالَ: لَهُ ثدي كثدي الْمَرْأَة وَفِي رَأس ثديه
شعيرات كَأَنَّهَا كلبة كلب أَو كلبة سنور. هِيَ الشّعْر النَّابِت فِي
جَانِبي خطمه وَيُقَال للشعر الَّذِي يخرز بِهِ الإسكاف كلبة عَن
الْفراء. وَمن فَسرهَا بالمخالب نظرا إِلَى محنى الكلاليب فِي مخالب
الْبَازِي فقد أبعد. ستخرج فِي أمتِي أَقوام تجاري بهم الْأَهْوَاء
كَمَا تجاري الْكَلْب بِصَاحِبِهِ لَا يبْقى فِيهِ عرق وَلَا مفصل
إِلَّا دخله. الْكَلْب: دَاء يُصِيب الْإِنْسَان إِذا عقره الْكَلْب
وَالْكَلب وَهُوَ الَّذِي يضري بِأَكْل لُحُوم النَّاس فَيَأْخذهُ شبه
جُنُون فَلَا يعقر أحدا إِلَّا كلب فَهُوَ يعوي عواء الْكَلْب ويمزق
على نَفسه ويعقر من أصَاب ثمَّ يصير آخر أمره إِلَى أَن يَمُوت. وأجمعت
الْعَرَب على أَن دواءه قَطْرَة من دم ملك يخلط بِمَاء فيسقاه قَالَ
الفرزدق: ... وَلَو شرب الكَلْبَي المِرَاضُ دماءَنا ... شفاها من
الدَّاء الَّذِي هُوَ أدنف ... وَفِي الحَدِيث: إِن الْحجَّاج كتب
إِلَى أنس ليلزم بَابه فَكتب أنس إِلَى عبد الْملك فَكتب عبد الْملك
إِلَى الْحجَّاج أَن ائْتِ أنسا وَاعْتذر إِلَيْهِ. فَأَتَاهُ فَقَالَ
وأبلغ. ثمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَة اعذرني يَرْحَمك الله فَإِن
النَّاس قد اكلوا فِي عدواتي لحم كلب كَلِب.
(3/274)
وَعَن الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى: إِن
الدُّنْيَا لما فُتحت على أَهلهَا كلبوا فِيهَا وَالله أَسْوَأ
الْكَلْب وَعدا بَعضهم على بعض بِالسَّيْفِ.
كلب وَقَالَ فِي بعض كَلَامه: فَأَنت تتجشأ من الشِّبَع بشماً وجارك قد
دمى فوه من الْجُوع كَلْبا. أَي حرصا على شَيْء يُصِيبهُ. إِن عرْفجَة
بن أسعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أُصيب أَنفه يَوْم الْكلاب فِي
الْجَاهِلِيَّة. فاتَّخذ أنفًا من ورق. فَأَنْتن عَلَيْهِ فَأمره
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتَّخذ أنفًا من ذهب. يَوْم
الْكلاب من أَيَّام الوقائع. وَالْكلاب: ماءٌ بَين الْكُوفَة
وَالْبَصْرَة. الْوَرق: الْفضة. اسْتشْهد بِهِ مُحَمَّد رَحمَه الله
على جَوَاز شدّ السن الناغضة بِالذَّهَب. وَقَالَ: إِن الْفضة تريح دون
الذَّهَب فَكَانَت الْحَاجة إِلَيْهِ ماسة. وَعَن أبي حنيفَة رَحمَه
الله تَعَالَى فِي الذَّهَب رِوَايَتَانِ. وَعَن عمر بن عبد الْعَزِيز
رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه كتب فِي الْيَد إِذا قُطعت أَن تحسم
بِالذَّهَب فَإِنَّهُ لَا يقيح. وَيَقُول أهل الْخِبْرَة: إِن الْفضة
تصدأ وتنتن وتبلى فِي الحمأة وَأما الذَّهَب فَلَا يبليه الثرى وَلَا
يصدئه الندى وَلَا تنقصه الأَرْض وَلَا تَأْكُله النَّار. وَعَن
الْأَصْمَعِي: إِنَّه كَانَ يَقُول: إِنَّمَا هُوَ من ورق ذهب إِلَى
الرَّق الَّذِي يكْتب فِيهِ. وَيَردهُ أَنه روى: فَاتخذ أنفًا من
فضَّة. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل عَلَيْهِ ابْن عَبَّاس حِين
لعن فَرَآهُ مغتما بِمن يسْتَخْلف بعده فَجعل ابْن عَبَّاس يذكر لَهُ
أَصْحَابه فَذكر عُثْمَان فَقَالَ: كلِفٌ بأقاربه وروى: أخْشَى حفده
وأثرته. قَالَ: فعلي. قَالَ: ذَاك رجل فِيهِ دعابة. قَالَ: فطلحة.
قَالَ: لَوْلَا بِأَو فِيهِ وروى أَنه قَالَ: الأكنع إِن فِيهِ بأواً
أَو نخوة قَالَ: فالزبير.
(3/275)
قَالَ وعقة لقس وروى: ضرس ضبيس. أَو قَالَ:
ضميس. قَالَ: فعبد الرَّحْمَن. قَالَ: أوه ذكرت رجلا صَالحا لكنه
ضَعِيف. وَهَذَا الْأَمر لَا يصلح لَهُ إِلَّا اللين من غير ضعف
وَالْقَوِي من غير عنف وروى: لَا يصلح أَن يَلِي هَذَا الْأَمر إِلَّا
حصيف الْعقْدَة قَلِيل الْغرَّة الشَّديد فِي غير عنف اللين فِي غير
ضعف الْجواد فِي غير سرف الْبَخِيل فِي غير وكف. قَالَ: فسعد بن أبي
وَقاص قَالَ: ذَلِك يكون فِي مقنب من مقانبكم. الكلف: الإيلاع
بالشَّيْء مَعَ شغل قلب ومشقة. يُقَال: كلف فلَان بِهَذَا الْأَمر
وبهذه الْجَارِيَة فَهُوَ بهَا كلف مُكَلّف. وَمِنْه الْمثل: لَا يكن
حبك كلفا وَلَا بغضك تلفا. وَهُوَ من كلف الشَّيْء بِمَعْنى تكلَّفه.
وَفِي أمثالهم كلفت إِلَيْك عرق الْقرْبَة. ويروى: جشمت. وَلكنه ضمن
معنى أولع وسدك فَعدى بِالْبَاء. وَمِنْه: أَخذ الكلف فِي الْوَجْه
للزومه وَتعذر ذَهَابه كَأَن فِيهِ ولوعا. حفده: أَي خفوفه فِي مرضاة
أَقَاربه وَحَقِيقَة الحفد الْجمع. وَهُوَ من أَخَوَات الحفل والحفش
وَمِنْه المحفد بِمَعْنى المحفل. واحتفد بِمَعْنى احتفل عَن
الْأَصْمَعِي. وَقيل لمن يخف فِي الْخدمَة وللسائر إِذا خبَّ حافد
لِأَنَّهُ يحتشد فِي ذَلِك وَيجمع لَهُ نَفسه وَيَأْتِي بخطاه متتابعة.
ويصدقه قَوْلهم: جَاءَ الْفرس يحفش أَي يَأْتِي بجري بعد جري. والحفش:
هُوَ الْجمع. وَمِنْه: وَإِلَيْك نسعى ونحفد. وَتقول الْعَرَب للأعوان
والخدم: الحفدة. الأثرة: الاستئثار بالفيء وَغَيره. الدعابة كالمزاحة
ودعب يدعب كمزح يمزح وَرجل دعب ودعابة. البأو: وَالْعجب الْكبر.
الأكنع: الأشل. كنعت أَصَابِعه كنعاً إِذا تشنجت.
(3/276)
وكنع يَده: أشلها عَن النَّضر. وَقد كَانَت
أُصيبت يَده مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَاه بهَا
يَوْم أُحد. النخوة: العظمة وَالْكبر. وَقد يَجِيء كزهى وانتخى. وَرجل
وعقة ولعقة ووعق لعق إِذا كَانَ فِيهِ حرص وَوُقُوع فِي الْأَمر
بِجَهْل وضيق نفس وَسُوء خلق. قَالَ [الأخطل] : ... مَوَطَّأُ البيتِ
مَحْمُود شمائِلُهُ ... عِنْد الحمالةِ لاكَزّ ولاَ وَعِق ... ويخفف /
فَيُقَال: وعقة ووعق وَهُوَ من العجلة والتسرع. يُقَال: أوعقتني مُنْذُ
الْيَوْم أَي أعجلتني. ووعقت عليّ: عجلت عليّ. وَأَنت وعق أَي نزق.
وَمَا أوعقك عَن كَذَا أَي مَا أعجلك. وَمِنْه الوعيق بِمَعْنى
الرَّعيق وَهُوَ مَا يسمع من جردان الْفرس إِذا تقلقل فِي قنبه عِنْد
عدوه. لقست نَفسه الى الشَّيْء: إِذا نازعته إلله وحرصت عَلَيْهِ لقساً
وَالرجل لقس: وَقيل لقست: خبثت. وَعَن أبي زيدة: اللقس هُوَ الَّذِي
يُلقِّب النَّاس ويسخر مِنْهُم. وَيُقَال: النقس بالنُّون ينقس النَّاس
نقساً. الضَّرس: الشَّرس الذعر من النَّاقة الضروس وَهِي الَّتِي تعض
حالبها. وَيُقَال: اتَّقِ النَّاقة فَإِنَّهَا بجنّ ضراسها أَي بحدثان
نتاجها وَسُوء خلقهَا فِي هَذَا الْوَقْت وَذَلِكَ لشدَّة عطفها على
وَلَدهَا. الضبس والضمس: قريبان من الضَّرس. يُقَال: فلَان ضبس شرس
وَجمعه أضباس. الضمس: المضغ. الوكف: الْوُقُوع فِي المأثم وَالْعَيْب
وَقد وكف فلَان يوكف وكفا وأوكفته أَنا إِذا أوقعته فِيهِ. قَالَ: ...
الحافِظُو عورةَ الْعَشِيرَة لَا يَأ ... تيهِمُ من وَرَائهمْ وَكَفُ
...
(3/277)
وَهُوَ من وكف الْمَطَر إِذا وَقع. وَمِنْه
توكف الْخَبَر وَهُوَ توقعه. المقنب من الْخَيل: الْأَرْبَعُونَ
وَالْخَمْسُونَ وَفِي كتاب الْعين: زهاء ثَلَاثمِائَة يَعْنِي أَنه
صَاحب جيوش وَلَا يصلح لهَذَا الْأَمر.
كلب عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كتب إِلَى ابْن عَبَّاس حِين أَخذ
من مَال الْبَصْرَة مَا أَخذ: إِنِّي أَشْرَكتك فِي أمانتي وَلم يكن
رجل من أَهلِي أوثق مِنْك فِي نَفسِي فَلَمَّا رَأَيْت الزَّمَان على
ابْن عمك قد كلب والعدو قد حَرْب قلبت لِابْنِ عمك ظهر الْمِجَن
بِفِرَاقِهِ مَعَ المفارقين وخذلانه مَعَ الخاذلين واختطفت مَا قدرت
عَلَيْهِ من أَمْوَال الْأمة اختطاف الذِّئْب الْأَزَل دامية
الْعُزَّى. وَفِيه ضحِّ رويداً فَكَأَن قد بلغت المدى وَعرضت عَلَيْك
أعمالك بِالْمحل الَّذِي يُنَادي المغتر بالحسرة ويتمنى المضيع
التَّوْبَة والظالم الرّجْعَة. كلب الدَّهْر: إِذا ألحَّ على أَهله
ودهر كلب وَهُوَ من الْكَلْب الَّذِي تقدم ذكره يُقَال: حَرْب الرجل
مَاله إِذا سلبه كُله فحرب حَربًا. ثمَّ قيل للغضبان: حَرْب وَقد حَرْب
إِذا غضب. وَأسد حَرْب ومحرب أَي مغضب. ضحِّ رويداً: مثلٌ فِي الْأَمر
بالرفق وَالصَّبْر قَالُوا: أَصله من تضحية الْإِبِل وَهِي تغديتها
وَأَن يتَقَدَّم إِلَى الرَّاعِي برعي الْإِبِل فِي وَقت الضُّحَى
وتأخيرها عَن وُرُود المَاء إِلَى أَن تستوفى ضحاءها فَيكون وُرُودهَا
عَن عَطش. وعش رويدا مثل وَهُوَ أَن يُؤَخر عَن الإراحة إِلَى المأوى
بِتَرْكِهَا تستوفى عشاءها ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى اسْتعْمل فِي الرِّفق
بِالْأَمر والتأني فِيهِ. قَالَ أَبُو زيد: ضحَّيت عَن الشَّيْء
وعشَّيت عَنهُ أَي رفقت بِهِ.
(3/278)
الْكَاف مَعَ الْمِيم
كمى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على أَبْوَاب دور متسفلة
فَقَالَ اكموها وروى: أكيموها. الكمى: السّتْر. يُقَال: كمى شَهَادَته
وسرَّه. قَالَ: ... كم كاعبٍ مِنْهُم قَطَعْت لسانَها ... وتركتها
تَكْمِى الجليَّةَ بالعِلَل ... وَمِنْه الكمى. والإكامة: الرّفْع من
الْكُوفَة وَهِي الرملة المشرفة والكوم: السنام وَجمعه أكوام وناقته
كوماء. واكتام الرجل إِذا تطاول اكتياما. وَالْمعْنَى استروها لِئَلَّا
تقع الْعُيُون عَلَيْهَا أَو ارفعوها لِئَلَّا يهجم عَلَيْهَا
السَّيْل.
كمكم عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رأى جَارِيَة متكمكمة فَسَأَلَ
عَنْهَا فَقَالُوا: أمة لفُلَان فضربها بِالدرةِ ضربات وَقَالَ: يَا
لكعاء أتشبَّهين بالحرائر يُقَال: كمكمت الشَّيْء إِذا أخفيته وتكمكم
فِي ثَوْبه: تلفف فِيهِ وَهُوَ من معنى الكمّ وَهُوَ السّتْر
وَالْمرَاد أَنَّهَا كَانَت مُتَقَنعَة أَو متلففة فِي لباسها لَا
يَبْدُو مِنْهَا شَيْء وَذَلِكَ من شَأْن الْحَرَائِر. لكع الرجل لكعاً
ولكاعة إِذا لؤم وحمق فَهُوَ ألكع وَهِي لكعاء.
كمى حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ للدابة ثَلَاث خرجات خرجَة
فِي بعض الْبَوَادِي ثمَّ تنكمي. انكمى: مُطَاوع كماه. والكمى والكم
والكمن أَخَوَات بِمَعْنى السّتْر.
(3/279)
كمد عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
الكماد مَكَان الكيِّ والسعوط مَكَان النفخ. واللدود مَكَان الغمز.
هُوَ أَن تسخن خرقَة وسخة دسمة ويتابع وَضعهَا على الوجع وَمَوْضِع
الرّيح حَتَّى يسكن. وَاسم تِلْكَ الْخِرْقَة الكمادة من أكمد القصَّار
الثَّوْب إِذا لم يُنقِّ غسله وَأَصله الكمدة. والكمد: تغير اللَّوْن
وَذَهَاب مَائه وصفائه وأكمده الْحزن: غير لَونه. وَيُقَال: كمدت الوجع
تكميدا. والنفخ: أَن يشتكي الْحلق فينفخ فِيهِ. والغمز: أَن تسْقط
اللهاة فتُغمز بِالْيَدِ. أَرَادَت أَن هَذِه الثَّلَاثَة وتوضع
مَكَانهَا فَإِنَّهَا تُؤدِّي مؤدَّاها فِي النَّفْع والشفاء وَهِي
أسهل مأخذاً وَأَقل مئونة على صَاحبهَا.
الْكَاف مَعَ النُّون
كنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ للرؤيا كُنّى وَلها أَسمَاء
فكنُّوها بكُناها واعتبروها بأسمائها والرؤيا لأوَّل عَابِر. قَالُوا
فِي معنى كنوها بكناها مكاها مثلُوا لَهَا إِذا عبَّرتم كَقَوْلِك فِي
النّخل: إِنَّهَا رجال ذَوُو أَحْسَاب من الْعَرَب. وَفِي الْجَوْز:
إِنَّهَا رجال من الْعَجم لِأَن النّخل أَكثر مَا يكون بِبِلَاد
الْعَرَب والجوز بِبِلَاد الْعَجم. وَفِي معنى اعتبروها بأسمائها
اجعلوا أَسمَاء مَا يُرى فِي الْمَنَام عِبْرَة وَقِيَاسًا. نَحْو أَن
ترى فِي الْمَنَام رجلا يُسمى سالما فتؤوله بالسلامة أَو فتحا فتؤوله
بالفرح. وَقَوله: والرؤيا لأوّل عَابِر نَحْو قَوْله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم: الرُّؤْيَا على رجل طَائِر
(3/280)
مَا لم تعبَّر فَإِذا عُبِّرت فَلَا
تقصَّها إِلَّا على وادٍ أَو ذِي رَأْي. وَقيل: لَيْسَ الْمَعْنى أَن
كل من عبَّرها وَقعت على مَا عبَّر وَلَكِن إِذا كَانَ العابر الأول
عَالما بِشُرُوط الْعبارَة فاجتهد وأدَّى شرائطها ووُفق للصَّوَاب
فَهِيَ واقعةٌ على مَا قَالَ دون غَيره.
كنف تَوَضَّأ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأدْخل يَده فِي الْإِنَاء
فكنفها فَضرب بِالْمَاءِ وَجهه. أَي جمعهَا وَجعلهَا كالكنف لأحذ
المَاء.
كنع عَن أُسَامَة بن زيد رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: لما هبطنا بطن
الروحاء عارضت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة تحمل
صبياًّ بِهِ جُنُون فحبس الرَّاحِلَة ثمَّ اكتنع إِلَيْهَا فَوَضَعته
على يَده فَجعله بَينه وَبَين وَاسِطَة الرَّحل وروى: فَأخذ بنخرة
الصَّبِي فَقَالَ: اخْرُج باسم الله فَعُوفِيَ. يُقَال: كنع كنوعا إِذا
قرب واكتنع نَحْو اقْترب وَيُقَال: أكنع إليَّ الْإِبِل أَي أدنها.
والمُكنع: السقاء بدني فوه من الغدير فَيمْلَأ. وَالْمعْنَى مَال
إِلَيْهَا مقتربا مِنْهَا حَتَّى وضعت الصَّبِي على يَدَيْهِ. النخرة:
مقدم الْأنف. ونخرتاه: منخراه.
كنف أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أشرف من كنيف وَأَسْمَاء بنت
عُمَيْس ممسكته وَهِي موشومة الْيَدَيْنِ حِين اسْتخْلف عمر
فَكَلَّمَهُمْ. أَي من ستْرَة وكل مَا ستر فَهُوَ كنيف نَحْو الحظيرة
وَمَوْضِع الْحَاجة والترس وَغير ذَلِك.
كنع خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما انْتهى إِلَى العُزَّى
ليقطعها قَالَ لَهُ السادن: يَا خَالِد إِنَّهَا قاتلتك إِنَّهَا
مُكنعتك. وَإنَّهُ أقبل بِالسَّيْفِ وَهُوَ يَقُول: ... يَا عُزّ
كُفْرانَكِ لَا سُبْحَانكِ ... إِنِّي رأيتُ اللهَ قد أَهانَكِ ...
(3/281)
وضربها فجز لَهَا بِاثْنَيْنِ. أَي مقبِّضة
يَديك ومشلَّتهما. كُفْرَانك: أَي أكفر بك وَلَا أسبِّحك. الجزل والجذب
والجزح والجز والجزر والجزع والجزم أَخَوَات فِي معنى الْقطع.
كنز أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بشِّر الكنازين برضفة فِي
الناغض. هم الَّذِي يكنزون وَلَا يُنْفقُونَ فِي سَبِيل الله. الرضفة:
وَاحِدَة الرَّضف وَهِي الْحجر المحمى. الناغض: فرع الْكَتف لنغضانه.
كنز ابْن سَلام رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي التوارة: إِنَّمَا
بَعَثْتُك لتمحو الْخمر وَالْميسر والمزامير الكنارات وَالْخمر وَمن
طعمها. وَأقسم رَبنَا بِيَمِينِهِ وَعزة حيله لَا يشْربهَا أحد بعد مَا
حرمتهَا عَلَيْهِ إِلَّا سقيته إِيَّاهَا من الْحَمِيم. الكنارة: فسرت
فِي زف. الطّعْم بِمَعْنى الذَّوْق يَسْتَوِي فِيهِ الْمَأْكُول
والمشروب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ومَنْ لم يطْعَمْه فإنَّه مِنى}
وَفِي قَول الحطيئة: ... الطَّاعِم الكاسِي ... قَالَ بَعضهم: الكاسي:
الْخمر أَرَادَ الذائق الْخمر. الحَيْل والحول بِمَعْنى وهما
الْحِيلَة.
كنف عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا يرحم الله الْمُهَاجِرَات
الأول لما أنزل الله: وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبهنَّ شققْنَ
أكنف مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا.
(3/282)
كنف أَي أسترها.
كنص كَعْب رَحمَه الله تَعَالَى أول من لبس القباء سُلَيْمَان بن
دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلَام فَكَانَ إِذا أَدخل رَأسه للبس الثِّيَاب
كنصت الشَّيَاطِين. أَي حركت أنوفها استهزاءً بِهِ. يُقَال: كنص فلَان
فِي وَجه صَاحبه إِذا اسْتَهْزَأَ بِهِ. الْأَحْنَف رَضِي الله
تَعَالَى عَنهُ قَالَ فِي الْخطْبَة الَّتِي خطبهَا فِي الْإِصْلَاح
بَين الأزد وَتَمِيم: كَانَ يُقَال كل أَمر ذِي بَال لم يحمد الله
فِيهِ فَهُوَ أكنع. أَي نَاقص أَبتر من كنع قَوَائِم الدَّابَّة إِذا
قطعهَا ويصدقه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كل أَمر ذِي بَال لَا
يبْدَأ فِيهِ الْحَمد لله فَهُوَ أقطع وَرُوِيَ أَبتر. فِي الحَدِيث:
أعوذ بِاللَّه من الكنوع. القُنُوع والكُنُوع بِمَعْنى وهما التذلل
للسؤال وَرُوِيَ: قَول الشماخ: ... أعَفُّ من القُنُوع
بِالْكَاف أَيْضا. إِن الْمُشْركين لما قربوا من الْمَدِينَة يَوْم أحد
كنعوا عَنْهَا. أَي أحجموا عَن الدُّخُول فِيهَا. يُقَال: كَنَع
يَكْنَع كنوعا إِذا هرب وَجبن وَمَا أكنعه وأجبنه قَالَ: ... وبالكهف
عَن متن الخشاش كنوع
كنى رَأَيْت علجا يَوْم الْقَادِسِيَّة قد تكنى وتحجى فَقتلته. أَي
تستر وَمِنْه كنى عَن الشَّيْء إِذا وري عَنهُ وَيجوز أَن يكون أَصله
تكنن فَقيل تكنى كتظنى فِي تَظنن. والحجا: السّتْر واحتجاه كتمه.
وَقيل: التحجي الزمزمة.
(3/283)
الْكَاف مَعَ الْوَاو
كوب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن ربيِّ حرَّم عليَّ الْخمر
والكوبة والقِّنين. مر تَفْسِيرهَا فِي عر. القنين بِوَزْن السّكيت:
الطنبور عَن ابْن الْأَعرَابِي. وقنن إِذا ضرب بِهِ. وَيُقَال: قننته
بالعصا أقنّه قناًّ أَي ضَربته. وَقيل: لعبة للروم يتقامرون بهَا.
كوم أعظم الصَّدقة رِبَاط فرس فِي سَبِيل الله لَا يمْنَع كومه.
يُقَال: كام الْفرس أنثاه كوماً إِذا علاها للسفاد. والتركيب فِي معنى
الِارْتفَاع والعلو. عليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَتَى بِالْمَالِ
فكوَّم كومة من ذهب وكومة من فضَّة. وَقَالَ: يَا حَمْرَاء وَيَا
بَيْضَاء احمرِّي وابيضِّي وغُرِّي غَيْرِي. ... هَذَا جناي وخِيارُه
فِيهِ ... إِذْ كلُّ جَانٍ يَدُه إِلَى فِيه ... وروى: وهجانه فِيهِ.
الكومة: الصُّبرة من الطَّعَام وَغَيره وتكويمها: رَفعهَا وإعلاؤها.
الهجان: الْخَالِص. وَهَذَا مثل ضربه للتنزه من المَال وَأَنه لم يتلطخ
مِنْهُ بِشَيْء وَلم يستأثر. وأصل الْمثل مَذْكُور فِي كتاب المستقصى.
كوث قَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: من كن سَائِلًا [عَن نسبتنا
فإنَّا قوم من كوثى
(3/284)
كوث قَالَ لَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ
رجل: أَخْبرنِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن أصلكم] معاشر قُرَيْش.
قَالَ: نَحن قوم من كوثى أَرَادَ كوثى الْعرَاق وَهِي سرَّة السَّواد
وَبهَا ولد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَهَذَا تبرؤ من الْفَخر
بالأنساب وَتَحْقِيق لقَوْله تَعَالَى: {إنَّ أكْرَمكم عِنْد الله
أَتْقَاكُم} . وَقيل: أَرَادَ كوثى مَكَّة وَهِي محلّة بني عبد الدَّار
يَعْنِي أَنا مكيون. وَالْوَجْه هُوَ الأول ويعضده مَا يرْوى عَن ابْن
عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: نَحن معاشر قُرَيْش حَيّ من
النبط من أهل كوثى.
كوع ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا بعث بِهِ أجوه إِلَى
خَيْبَر فقاسمهم الثَّمَرَة فسحروه فتكوعت أَصَابِعه فَغَضب عمر فنزعها
مِنْهُم. وروى: دفعوه من فَوق بَيت ففدعت قدمه. عَن الْأَصْمَعِي:
كوَّعه وكنَّعه بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ شبه الإشلال فِي الرجل
وَالْيَد. قَالَ يَعْقُوب: ضربه فكوَّعه أَي صيَّر أكواعه معوَّجة.
الفدع: زيغ بَين الْقدَم وَعظم السَّاق. الضَّمِير فِي فنزعها إِلَى
خَيْبَر.
كوى قَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنِّي لأغتسل قبل امْرَأَتي
ثمَّ أتكوى بهَا أَي [أتدفأ فأصطلي] بحرِّ جَسدهَا. من كويته وَيجوز
أَن يكون من قَوْلهم: تكوَّى الرجل إِذا دخل فِي مَوضِع ضيِّق متقبِّضا
فِيهِ كَأَنَّهُ دخل كوَّة يُرِيد ثمَّ أستدفئ بهَا متقبضا.
كوس سَالم بن عبد الله رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ جَالِسا عِنْد
الْحجَّاج فَقَالَ: مَا نَدِمت على
(3/285)
شَيْء ندمي على ألاَّ أكون قتلت ابْن عمر.
فَقَالَ عبد الله: أما وَالله لَئِن فعلت لكوَّسك الله فِي النَّار
رَأسك أسفلك. أَي لقلبك فِيهَا على رَأسك. يُقَال: كوَّسته فكاس.
وَمِنْه كوس العقير لِأَنَّهُ يركب رَأسه بعد العرقبة. رَأسك أسفلك:
نَحْو فَاه إِلَى فيّ فِي قَوْلهم: كلَّمته فَاه إِلَى فيّ فِي وُقُوعه
موقع الْحَال. وَمَعْنَاهُ: لكوَّسك جاعلا أعلاك أسفلك وَلَو زعمت نصب
الرَّأْس على الْبَدَل لم يستقم لَك.
كَانَ الْأَشْعَرِيّ رَحمَه الله إِن هَذَا الْقُرْآن كَائِن لكم أجرا
وكائن عَلَيْكُم وزراً فاتَّبعوا الْقُرْآن وَلَا يتبعنكم الْقُرْآن
فَإِن من يتَّبع الْقُرْآن هَبَط بِهِ على رياض الْجنَّة وَمن يتبعهُ
الْقُرْآن يزخُّ فِي قَفاهُ حَتَّى يقذف بِهِ فِي نَار جَهَنَّم. أَي
سَبَب أجرٍ إِن عملتم بِهِ وَسبب وزر إِن تَرَكْتُمُوهُ. فاتَّبِعوه
معي. . وَلَا يتبعنكم أَي [لَا يطلبنكم] فتكونوا. . ظهوركم لِأَنَّهُ
[إِذا اتبعهُ] كَانَ بَين يَدَيْهِ [وَإِذا خَالفه] كَانَ خَلفه و ...
. لَا يَجْعَل حَاجَتي ... . . لَا يَدعهَا فَتكون ... الشّعب قَوْله
تَعَالَى: وَرَاء ظُهُورهمْ أما ... . بَين أَيْديهم وَلَا كن ... .
الزخ: الدّفع فِي ... . . قَفاهُ.
(3/286)
كوس قَتَادَة رَحمَه الله تَعَالَى ذكر
أَصْحَاب الأيكة فَقَالَ: كَانُوا أَصْحَاب شجر متكاوس أَو متكادس. أَي
ملتف من تكاوس لحم الْغُلَام إِذا تراكب. والمتكاوس فِي ألقاب
الْعرُوض. والمتكادس من تكدست الْخَيل إِذا تراكبت.
كوز الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ ملك من مُلُوك هَذِه الْقرْيَة
يرى الْغُلَام من غلمانه يَأْتِي الحُبَّ فيكتاز مِنْهُ ثمَّ يجرجر
قَائِما. فَيَقُول: يَا لَيْتَني مثلك ثمَّ يَقُول: يَا لَهَا نعْمَة
تَأْكُل لذَّة وتُخرج سرحا. أَي يغترف بالكوز. يجرجر: يحدر المَاء فِي
جَوْفه. يُقَال: جرجر المَاء إِذا شربه مَعَ صَوت الجرع. سرحا: سهلة
وَكَانَ بِهَذَا الْملك أُسر فتمنى حَال غُلَامه فِي نجاته مِمَّا
كَانَ بِهِ. وَالْخطاب فِي تَأْكُل للغلام أَي تَأْكُل مَا تلتذ بِهِ
وَيخرج مِنْك سهلا من غير مشقة.
الْكَاف مَعَ الْهَاء
كهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مُعَاوِيَة بن الحكم
السّلمِيّ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعطس بعض
الْقَوْم فَقلت: يَرْحَمك الله فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ
وَجعلُوا يضْربُوا بِأَيْدِيهِم على أَفْخَاذهم فَلَمَّا رَأَيْتهمْ
يصمتونني قلت: واثكل أُمياه مالكم تُصمِّتونني فَلَمَّا قضى النَّبِي
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته فبأبي هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت معلما
قبله وَلَا بعده كَانَ أحسن تَعْلِيما مِنْهُ مَا ضَرَبَنِي وَلَا
شَتَمَنِي وَلَا كَهَرَنِي قَالَ: إِن
(3/287)
هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شَيْء من
كَلَام النَّاس إِنَّمَا هِيَ للتسبيح وَالتَّكْبِير وَقِرَاءَة
الْقُرْآن.
كهر الْكَهْر والهر والقهر: أَخَوَات. وَفِي قِرَاءَة عبد الله: _
فأمَّا الْيُتْم فلاتكهر) . يُقَال: كهرت الرجل إِذا زبرته واستقبلته
بِوَجْه عَابس وَفُلَان ذُو كهرورة. وَأنْشد أَبُو زيد لزيد الْخَيل:
... ولَسْتُ بذِي كُهْرُورَةٍ غيرَ أَنَّنِي ... إِذا طلعت أولى
الْمُغيرَة أعبس ...
كهل سَأَلَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا أَرَادَ الْجِهَاد مَعَه: هَل
فِي اهلك من كَاهِل قَالَ: لَا مَا هم إِلَّا أصيبية صغَار قَالَ:
ففيهم فَجَاهد وروى: من كَاهَل. أَرَادَ بالكاهل من يقوم بأمرهم وَيكون
لَهُم عَلَيْهِ محمل شبهه بكاهل الْبَعِير وَهُوَ مقدَّم ظَهره وَهُوَ
الثُّلُث الْأَعْلَى مِنْهُ فِيهِ سِتّ فقرات وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ
الْمحمل أَلا ترى إِلَى قَول الأخطل: ... رَأَيْت الوليدَ بْنَ اليزيدِ
مَباركا ... قوِيًّا بأحْنَاءِ الخلافةِ كَاهِلُهْ ... كَاهِل الرجل
واكتهل إِذا صَار كهلاً وَهُوَ الَّذِي وخطه الشيب وَرَأَيْت لَهُ
بجالة. وَعَن أبي سعيد الضَّرِير: أَنه أنكر الْكَاهِل وَزعم أَن
الْعَرَب تَقول الَّذِي يخلف الرجل فِي أَهله وَمَاله كَاهِن وَقد
كهنني فلَان يكهنني كهوناً وكهانة وَقَالَ: فإمَّا أَن تكون اللَّام
مبدلة من النُّون أَو أَخطَأ سمع السَّامع فَظن أَنه بِاللَّامِ.
كهى [ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا] جَاءَتْهُ امْرَأَة
وَهُوَ فِي مَجْلِسه قَالَ: مَا شَأْنك قَالَت: فِي نَفسِي مَسْأَلَة
وَأَنا أكتهيك أَن أُشافك بهَا. قَالَ: فاكتبيها فِي بطاقة وروى: فِي
نطاقة. أَي أُجلك وأُعظمك من النَّاقة الكهاة وَهِي الْعَظِيمَة
السنام. أَو أحتشمك
(3/288)
من قَوْلهم للجبان: أكهى وَقد كهى يكهى.
وأكهى عَن الطَّعَام بِمَعْنى أقهى إِذا امْتنع عَنهُ وَلم يردهُ لأنَّ
المحتشم يمنعهُ التهيب أَن يتَكَلَّم. البطاقة والنطاقة: الرقيعة وَقد
سبقت.
كهكة الْحجَّاج كَانَ قَصِيرا أصعر كهاكهاً. هُوَ الَّذِي إِذا نظرت
إِلَيْهِ [رَأَيْته] كَأَنَّهُ يضْحك وَلَيْسَ بضاحك من الكهكهة.
كهة فِي الحَدِيث: إِن ملك الْمَوْت قَالَ لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
وهويريد قبض روحه: كُهَّ فِي وَجْهي. الكهَّة: النكهة وَقد كهَّ ونكه
وكُهَّ يَا فلَان وانكهّ أَي أخرج نَفسك. وَيُقَال: إبل كهاكه وَهِي
تكهكه إِذا امْتَلَأت من الرَّعي حَتَّى ترى أنفاسها عاليتها من
الشِّبَع ويروى: كه فِي وَجْهي بِوَزْن خف. وَقد كاه يكاه كخاف يخَاف.
الْكَاف مَعَ الْيَاء
كيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن رجلا أَتَاهُ وَهُوَ يُقَاتل
العدوَّ فَسَأَلَهُ سَيْفا يُقاتل بِهِ فَقَالَ لَهُ: فلعلك إِن
أَعطيتك أَن تقوم فِي الكيُّول فَقَالَ: لَا. فَأعْطَاهُ سَيْفا فَجعل
يُقَاتل بِهِ وَهُوَ يرتجز وَيَقُول: ... إِنِّي امْرُؤٌ عاهَدَني
خَلِيلي ... أَنْ لَا أقومَ الدَّهْرَ فِي الكيول
أضْرب بِسيف الله وَالرَّسُول ... [ضرب غُلَام ماجد بهْلُول] ...
(3/289)
كيل فَلم يزل يُقَاتل بِهِ حَتَّى قُتل.
وَهُوَ فيعول من كال الزند يَكِيل كَيْلا إِذا كبا وَلم يخرج نَارا
فشُبّه مُؤخر الصُّفُوف بِهِ لِأَن من كَانَ فِيهِ لَا يُقَاتل
وَيُقَال للجبان: كيُّول أَيْضا وَقد كيَّل. ويعضد هَذَا الِاشْتِقَاق
قَوْلهم: صلد الرجل يصلد إِذا فزع وَنَفر شُبِّه بالزَّند إِذا صلد.
وَعَن أبي سعيد: الكيول مَا أشرف من الأَرْض يُرِيد تقوم فَوْقه فتبصر
مَا يصنع غَيْرك. ذهب إِلَى الْمَعْنى فَقَالَ: عاهدني خليلي وَحقه أَن
يَجِيء بالضمير غَائِبا. لَيْسَ إسكان الْبَاء مثله فِي (فاليوم أشْرب)
لِأَنَّهُ مُدغم وَلَا كَلَام فِي جَوَازه فِي حَال السعَة.
كيس قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لجَابِر فِي الْجمل الَّذِي
اشْتَرَاهُ مِنْهُ: أَتَرَى إِنَّمَا كستك لآخذ جملك خُذ جملك وَمَالك
فهما لَك. هُوَ من كايسته فكسته أَي كنت أَكيس مِنْهُ نَحْو بايضته
فبضته إِذا كنت أشدَّ بَيَاضًا مِنْهُ وروى: إِنَّمَا مَا كستك من
المكاس.
كيع مَا زَالَت قُرَيْش كاعَّةً حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالب. أَي جبناء
عَن أذاي جمع كائع يُقَال: كعَّ الرجل يكع وكاع يكيع.
كير الْمَدِينَة كالكير تنفى خبثها وتُبضع طيبها. الْكِير: الزقّ
الَّذِي ينْفخ فِيهِ. والكور الْمَبْنِيّ من الطين. أبضعته بضاعته إِذا
دفعتها إِلَيْهِ.
(3/290)
بئْسَمَا لأحدكم أَن يَقُول: نسيت آيَة
كَيْت وَكَيْت لَيْسَ هُوَ نسي وَلَكِن نُسِّيَ فاستذكروا الْقُرْآن
فَلَهو أَشد تفصيِّا من قُلُوب الرِّجَال من النعم من عقلهَا. يُقَال:
كَانَ من الْأَمر كَيْت وَكَيْت وذيت وذيت وكية وكية وذية وذية وَهِي
كِنَايَة نَحْو كَذَا وَكَذَا. وَالتَّاء فِي كَيْت بدل من لَام كيَّة.
وَنَحْوهَا التَّاء فِي ثِنْتَانِ وَفِي بنائِهِ الحركات الثَّلَاث.
كيل عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ نهى عَن المكايلة. هِيَ مفاعلة من
الْكَيْل وَالْمرَاد الْمُكَافَأَة بالسوء قولا أَو فعلا وَترك الإغضاء
وَالِاحْتِمَال. وَقيل: مَعْنَاهُ النَّهْي عَن المقايسة فِي الدّين
وَترك االعمل على الْأَثر.
كين أُبيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لزر بن حُبَيْش: كأين
تعدُّون سُورَة الْأَحْزَاب فَقَالَ: إِمَّا ثَلَاثًا وَسبعين أَو
أَرْبعا وَسبعين. فَقَالَ أقط إِن كَانَت لتقارئ سُورَة الْبَقَرَة أَو
هِيَ أطول مِنْهَا. يَعْنِي كم تَعدونَ وَهِي تسْتَعْمل كأختها فِي
الْخَبَر والاستفهام. يُقَال: كأين رجلا عِنْدِي وبكأين هَذَا الثَّوْب
وَأَصلهَا كأي فقدِّمَت الْيَاء على الْهمزَة ثمَّ خُفِّفت فبقى كيئ
بِوَزْن طَيئ ثمَّ قلبت الْيَاء ألفا كَمَا فعل فِي طائي. أقط: أَحسب.
تقارئ: تفَاعل من الْقِرَاءَة أَي تجاريها مدى طولهَا فِي الْقِرَاءَة.
كيد ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا نظر إِلَى جوَار قد
كدن فِي الطَّرِيق فَأمر أَن ينحين.
(3/291)
كيد أَي حضن. يُقَال: كَادَت الْمَرْأَة
تكيد كيدا وكل شَيْء تعالجه بِجهْد فَأَنت تكيده وَمِنْه كيد الْعَدو.
والمختضر يكيد بِنَفسِهِ والكيد: الْقَيْء. وَمِنْه حَدِيث الْحسن
رَحمَه الله تَعَالَى: إِذا بلغ الصَّائِم الكيد أفطر.
(3/292)
|