الفائق في غريب الحديث والأثر

حرف النُّون

النُّون مَعَ الْهمزَة

نأنأ أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ طُوبَى لمن مَاتَ فِي النأنأة. أَي فِي بَدْء الْإِسْلَام حِين كَانَ ضَعِيفا قبل أَن يكثر أنصاره والداخلون فِيهِ. يُقَال: نأنأت عَن الْأَمر نأنأة إِذا ضعفت عَنهُ وعجزت مثل كأكأت. وَمِنْه رجل نأنأة ونأناء ونؤنوء: ضَعِيف عَاجز. وَقَالُوا: نأنأته بِمَعْنى نهنهته وَمِنْه قَالُوا للضعيف: مُنأنأ لِأَن الضَّعِيف مكفوف عَمَّا يُقدم عَلَيْهِ الْقوي ومطاوعته تنأنأ. وَمِنْه حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه قَالَ لِسُلَيْمَان بن صرد: وَكَانَ تخلَّف عَن يَوْم الْجمل ثمَّ أَتَاهُ بعد: تنأنأت وتربصت وتراخيت فيكف رَأَيْت الله صنع وَيجوز أَن يُرِيد حِين كَانَ النَّاس كافِّين عَن تهييج الْفِتَن هادئين.
نأج فِي الحَدِيث: ادْع رَبك بأنأج مَا تقدر عَلَيْهِ. النئيج: والنئيم والنئيت أَخَوَات فِي معنى الصَّوْت يُقَال: نأج إِلَى الله إِذا تضرّع إِلَيْهِ وجأر ونأجت الرّيح وريح نأجة ونؤوج أَرَادَ بأضرعه وأجأره.
النُّون مَعَ الْبَاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُنَابذَة وَالْمُلَامَسَة. الْمُنَابذَة: أَن يَقُول لصَاحبه انبذ إليّ الْمَتَاع أَو أنبذه إِلَيْك وَقد وَجب البيع بِكَذَا. وَقيل: هُوَ أَن يَقُول إِذا أنبذت الْحَصَاة فقد وَجب البيع. وَهُوَ نَحْو حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الْحَصَاة.

(3/399)


وَرَوَاهُ النَّضر: هِيَ عَن الْمُنَابذَة وَالْإِلْقَاء قَالَ: وهما وَاحِد وَذَلِكَ أَن يَأْخُذ رجل حجرا فِي يَده ويميل بِهِ نَحْو الأَرْض كَأَنَّهُ يمسك الْمِيزَان بِيَدِهِ فَيَقُول: إِذا وَجب البيع فِيمَا بَيْنكُمَا يَعْنِي فِيمَا بَين البَائِع وَالْمُشْتَرِي ألقيت الْحجر. وَالْمُلَامَسَة: أَن يَقُول: إِذا لمست ثَوْبك أَو لمست ثوبي فقد وَجب البيع بِكَذَا. وَقيل: هُوَ أَن يلمس الْمَتَاع من وَرَاء الثَّوْب وَلَا ينظر إِلَيْهِ وَهَذِه بُيُوع الْجَاهِلِيَّة وَكلهَا غرر فَلذَلِك نهى عَنْهَا. أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عدي بن حَاتِم فَأمر لَهُ بمنبذة وَقَالَ: إِذا أَتَاكُم كريم قوم فأكرموه وروى: كَرِيمَة قوم. هِيَ الوسادة لِأَنَّهَا تنبذ أَي تطرح للجلوس عَلَيْهَا كَمَا قيل مسورة لِأَنَّهُ يسَار عَلَيْهَا.
نبب لما أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاعِز بن مَالك فَأقر عِنْده بالزناردة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ ثمَّ أَمر برجمه فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ قَالَ: يعمد أحدكُم إِذا غزا النَّاس فينبُّ كَمَا ينب التيس يخدع إِحْدَاهُنَّ بالكثبة لَا أُوتى بِأحد فعل ذَلِك إِلَّا نكَّلت بِهِ. النبيب والهبيب: صَوت التيس عِنْد سفاده. وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: ليكلمني بَعْضكُم وَلَا تنبوا نبيب التيوس. الكثبة: الْقَلِيل من اللَّبن وَكَذَلِكَ كل شَيْء مُجْتَمع إِذا كَانَ قَلِيلا. قَالَ ذُو الرمة: ... أَبْعَارُهُنَّ على أَبْدَانِها كثب ...
نبذ انْتهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قبر منبوذ فصلى عَلَيْهِ. أَي بعيد من الْقُبُور من قَوْلهم: فلَان نبذ الدَّار ومنتبذها أَي نازحها وَهُوَ من

(3/400)


النبذ: الطرح كَمَا قَالُوا للبعيد طرح. قَالَ الْأَعْشَى: ... وتُرَى نَارُك من ناءٍ طَرَحْ ... وَقَوْلهمْ: جلس نبذة مَعْنَاهُ مَسَافَة نبذة شَيْء كَمَا يَقُولُونَ غلوة ورمية حجر وروى: إِلَى قبر منبوذ على الْإِضَافَة أَي إِلَى قبر لَقِيط.
نبر قيل لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا نبيء الله فَقَالَ إنَّا معشر قُرَيْش لَا ننبر وروى: إِن رجلا قَالَ: يَا نبئ الله. فَقَالَ: لَا تنبر باسمي فَإِنَّمَا أَنا نبيُّ الله. النبئ: فعيل من النبأ لِأَنَّهُ أنبأ عَن الله. وَمِنْه قَول الْعَرَب: إِن مُسَيْلمَة لنبئ سوء. وَقَول عَبَّاس بن مرداس: ... يَا خاتَم النُّبَآءِ إِنَّك مُرْسَلٌ ... بالحَقِّ كلُّ هَدَى السَّبِيلِ هُدَاكا ... وسائغ فِي مثله التَّحْقِيق وَالتَّخْفِيف. كالنسئ والوضئ وَمَا أشبه ذَلِك إِلَّا أَنه غلب فِي استعمالهم أَن يخففوا النَّبِي والبرية. النبر: الْهَمْز.
نبو خطب صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بالنباوة من الطَّائِف. هِيَ مَوضِع مَعْرُوف وَأَصلهَا الشّرف من الأَرْض.
نبع خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى يَنْبع حِين وادع بني مُدْلِج وَبني ضَمرَة فَأَهْدَتْ لَهُ أم سليلة رطبا سخَّلا فَقبله. يَنْبع: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة.

(3/401)


السخل: الشِّيص وَقَالَ عِيسَى بن عمر: إِذْ اقترنت البسرتان وَالثَّلَاث فِي مَكَان وَاحِد سمي السّخَّل الْخَاء شَدِيدَة. يَعْنِي بالاقتران اجتماعها وَدخُول بَعْضهَا فِي بعض. وَقد سخَّلَت النَّخْلَة. وَقيل: رجال سخل أَي ضعفاء من ذَاك.
نبط عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كتب إِلَى أهل حمص: لَا تنبطوا فِي الْمَدَائِن ولاتعلموا أبكار أَوْلَادكُم كتاب النَّصَارَى وتمعززوا وَكُونُوا عربا خشنا. أَي لَا تشبَّهوا بالأنباط فِي سُكْنى الْمَدَائِن وَالنُّزُول بالأرياف أَو فِي اتِّخَاذ الْعقار واعتقاد الْمزَارِع وَكُونُوا مستعدِّين للغزو مستوفزين للْجِهَاد. الْأَبْكَار: الْأَحْدَاث. تمعززوا: من الْمعز وَهُوَ الشدَّة والصلابة وَرجل مَاعِز وَمَا أمعزه من رجل وَمِنْه المعزاء. وَلَا يجوز أَن يكون من العزَّة وَإِن كَانَت بِمَعْنى الشدَّة لِأَن نَحْو تمسكن وتمدرع شَاذ. الخشن: جمع أخشن.
نبل سعد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما ذهب النَّاس يَوْم أحد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعل سعد يَرْمِي بَين يَدَيْهِ وفتى يُنبِّله كلما نفدت نبله نبَّله وَيَقُول: ارمِ أَبَا إِسْحَاق ثمَّ طلبُوا الْفَتى بعدُ فَلم يقدروا عَلَيْهِ. يُقَال: استنبلنى نبْلًا فأنبلته ونبَّلته إِذا أَعْطيته إِيَّاهَا ثمَّ اسْتعْمل فِي مناولة كل شَيْء. قَالَ: ... فَلَا تجفواني وانبلاني بكسوة ...
نبح عمار رضى الله عَنهُ سمع رجلا يسب عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا فَقَالَ لَهُ بَعْدَمَا لكزه لكزات: أَأَنْت تسبُّ حَبِيبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اقعد منبوحاً مقبوحاً مشقوحاً.

(3/402)


المنبوح: المشتوم يُقَال: نبحتني كلابُ فلَان وهرتني إِذا أتتك شتائمه وأذاه. وَمِنْه قَول أبي ذُؤَيْب: ... وَمَا هَّرها كَلْبِي ليُبْعِدَ نَفْرَهَا ... وَلَو نَبَحَتْنِي بالشَّكاَةِ كِلاَُبها ... يُرِيد لَو أسمعني قرابتها القَوْل الْقَبِيح لم أسمعهم إِلَّا الْجَمِيل لكرامتها على. المقبوح: المطرود. والمشقوح: إتباع. وَقيل: هُوَ من الشقح بِمَعْنى الشج يُقَال: لأشقحنك شقح الْجَوْز بالجندل.
نبس ابْن عمر رضى الله عَنْهُمَا أَن أهل النَّار ليدعون يَا مَالك فيدعهم أَرْبَعِينَ عَاما ثمَّ يرد عَلَيْهِم أَنكُمْ مَاكِثُونَ فَيدعونَ رَبهم مثل الدُّنْيَا فَيرد عَلَيْهِم: اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون. فَمَا ينبسون عِنْد ذَلِك مَا هُوَ إِلَّا الزَّفِير وَإِلَّا الشهيق. أَي مَا ينطقون. وَعَن مَرْوَان بن أبي حَفْصَة: أنشدت السرى بن عبد الله فَلم ينبس: وَقَالَ رؤبة: ... وَإِذا تُشَدّ بنسْعِها لَا تَنْبس ... ِوأصل النبس الْحَرَكَة والنابس المتحرك وَلم يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي.
النبو قَتَادَة رَحْمَة الله مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ رجل أعلم من حميد غير أَن النباوة أضرت بِهِ. النباوة والنبوة: الِارْتفَاع. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النباوة والرباوة والربوة والنبوة: الشّرف من الأَرْض. وَقد نبا ينبو إِذا ارْتَفع عَن قطرب وَمِنْه زعم اشتقاق النَّبِي. وَهُوَ غير متقبل عِنْد محققه أَصْحَابنَا وَلَا معرج عَلَيْهِ.

(3/403)


وَالْمعْنَى غير أَن طلب الشّرف والرياسة أضرّ بِهِ وَحرمه التَّقَدُّم فِي الْعلم.
نبط الشّعبِيّ رَحْمَة الله قَالَ فِي رجل قَالَ لآخر يَا نبطي: لَا حد عَلَيْهِ كلنا نبط. ذهب إِلَى مَا تقدم من قَول ابْن عَبَّاس: نَحن معاشر قُرَيْش حَيّ من النبط من أهل كوثى. وَسموا نبطا لأَنهم يستنبطون الْمِيَاه.
نبأ فِي الحَدِيث: لَا يصلى على النبى. هُوَ الْمَكَان الْمُرْتَفع المحدودب يُقَال: نبأت أنبأ نبأ ونبوءا إِذا ارْتَفَعت. وكل مُرْتَفع نابئ عَن أبي زيد.
النُّون مَعَ التَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْكُم بالأبكار فأنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير. وروى: فَإِنَّهُنَّ أغر أَخْلَاقًا وأرضى باليسير.
نتق النتق: النفض. يُقَال: نتق الجرب إِذا نفضها ونثر مَا فِيهَا. وَقَالَ: ... يَنْتُقْن أقتادَ الشَّلِيل نتقا ... وَمِنْه: فلَان لَا ينتق وَلَا ينْطق وَقيل للكثيرة الْأَوْلَاد ناتق. قَالَ: ... بَنو ناتقٍ كَانَت كثيرا عِيالها ... كَمَا قَالَ ذُو الرمة:

(3/404)


.. تَرَى كُفْأَتيهْا تُنْفَضاَنِ وَلم تَجِدْ ... لَهَا ثِيلَ سقب فِي النتاجين لَا مس ... هَكَذَا روى: (غرَّة) بِالضَّمِّ. وَقيل هِيَ من الْبيَاض ونصوع اللَّوْن لِأَن الأيمة تحيل اللَّوْن أَو من حسن الْخلق وَالْعشرَة. وغرة كل شَيْء خِيَاره وَمَا أَحسب هَذِه الرِّوَايَة إِلَّا تحريفا وَالصَّوَاب أغرغرة بِالْكَسْرِ من الغرارة ووصفهن بذلك مِمَّا لَا يفْتَقر إِلَى مصداق.
نتل أَبُو بكر رضى الله تَعَالَى عَنهُ سقى لَبَنًا فارتاب بِهِ أَنه لم يحل لَهُ شربه فاستنتل يتقيأ. نتل واستنتل إِذا تقدَّم نَحْو قدم واستقدم ومه تناتل النبت إِذا كَانَ بعضه أطول من بعض كَأَن بعضه نتل بَعْضًا. وَفِي حَدِيثه رَضِي الله عَنهُ: إنَّ عبد الرَّحْمَن ابْنه برز يَوْم بدر فَقَالَ: هَل من مبارز فَتَركه النَّاس لكرامة أَبِيه فنتل أَبُو بكر وَمَعَهُ سَيْفه. وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ: قَالَ سعد بن إِبْرَاهِيم: مَا سبقنَا ابْن شهَاب من الْعلم بِشَيْء إِلَّا أَنا كُنا نأتي الْمجْلس فيستنتل ويشدّ ثَوْبه على صَدره ويدَّعم على عسرائه وَلَا يبرح حَتَّى يسْأَل عَمَّا يُرِيد. أَي يتَقَدَّم أَمَام الْقَوْم. ابْن شهَاب: هُوَ الزُّهْرِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهَاب. العسراء: تَأْنِيث الأعسر يُرِيد على يَده العسراء وَأَحْسبهُ كَانَ أعْسر.
نتخ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا إِن فِي الْجنَّة بساطا منتوخا بِالذَّهَب. النتخ: النسج عَن ابْن الْأَعرَابِي.
نتر فِي الحَدِيث: إِن أحدكُم يعذَّب فِي قَبره فَيُقَال: إِنَّه لم يكن يستنتر عِنْد بَوْله.

(3/405)


وَفِي حَدِيث آخر: إِذا بَال أحدكُم فلينتر ذكره ثَلَاث نترات. النتر: جذب فِيهِ جفوة وَمِنْه نترني فلَان بِكَلَامِهِ إِذا شدَّده لَك وغلظه واستنتر طلب النتر وحرص عَلَيْهِ واهتم بِهِ.
النُّون مَعَ الثَّاء

نثر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا تَوَضَّأت فانثر وَإِذا استجمرت فأوتر. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل المَاء فِي أَنفه ثمَّ لينثر. وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا كَانَ تَوَضَّأ يستنشق ثَلَاثًا فِي كل مرّة يستنثر. يُقَال: نثر ينثر وانتثر واستنثر إِذا استنشق المَاء ثمَّ استخرج مَا فِي أَنفه ونثره. وَقَالَ الْفراء: هُوَ أَن يستنشق ويحرك النَّثرة. وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: فأنثر أَي أَدخل المَاء نثرتك بِقطع الْهمزَة وَغَيره يصل وَيسْتَشْهد بقوله: ثمَّ لينثر بِفَتْح حرف المضارعة.
نثل طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ ينثل درعه إِذْ جَاءَ سهم فَوَقع فِي نَحره فَقَالَ: بِسم الله وَكَانَ أَمر الله قدرا مَقْدُورًا. نثل درعه: صبَّها على نَفسه والنَّثرة والنَّثلة: الدِّرع لِأَن صَاحبهَا ينثلها على نَفسه وينثرها أَي يصبهَا ويشنها.
نثر ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا الْجَرَاد نثرة حوتٍ. أَي عطسته يُقَال: نثرت الشَّاة تنثر نثيرا إِذا عطست وَالْمرَاد أنَّ الْجَرَاد من صيد الْبَحْر كالسمك يحلُّ للمُحرم أَن يصيده.

(3/406)


النُّون مَعَ الْجِيم

نجف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الرجل الَّذِي يدْخل الْجنَّة آخر الْخلق قَالَ: فَيسْأَل ربَّه فَيَقُول: أَي ربِّ قدِّمني إِلَى الْجنَّة فَأَكُون تَحت نجاف الْجنَّة. النِّجاف والدوَّارة. الَّذِي يسْتَقْبل الْبَاب من أَعلَى الأُسكفة. وَفِي كتاب الْأَزْهَرِي: يُقَال لأنف الْبَاب: الرتاج ولدرونده: النجاف والنجران ولمترسه: القناح.
نجث إِن قُريْشًا لما خرجت فِي غَزْوَة أُحد فنزلوا الْأَبْوَاء قَالَت هِنْد بنت عتبَة لأبي سُفْيَان ابْن حَرْب: لَو نجثتم قبر آمِنَة أم مُحَمَّد فَإِنَّهُ بالأبواء. نجث ونبث ونقث أَخَوَات فِي معنى النَّبش وإثارة التُّرَاب. والنَّجيثة والنَّبيثة والنَّقيثة: تُرَاب الْبِئْر. والنَّجث: اسْتِخْرَاج الحَدِيث. وَمِنْه حَدِيث عمر: انجثوا لي مَا عِنْد الْمُغيرَة فَإِنَّهُ كتامة للْحَدِيث.
نجش لَا تناجشوا وَلَا تدابروا. النَّجش: أَن يُرِيد الْإِنْسَان أَن يَبِيع بياعة فتساومه بهَا بثمين كثير لينْظر إِلَيْك نَاظر فَيَقَع فِيهَا. وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّه نهى عَن النجش وروى: لَا تجش فِي الْإِسْلَام. وَفِي حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى: النَّاجش هُوَ آكل رَبًّا خائن. وأصل النَّجش الإثارة يُقَال: نجش الصَّيْد إِذا أثاره. التدابر: التقاطع وَأَن يولي الرجل صَاحبه دبره.

(3/407)


نجد رأى امْرَأَة تَطوف بِالْبَيْتِ عَلَيْهَا مناجد من ذهب فَقَالَ: أَيَسُرُّك أَن يحليك الله مناجد من نَار قَالَت: لَا. قَالَ: فأدّى زَكَاتهَا. هِيَ حلىّ مكللة بالفصوص مزينة بالجواهر. جمع منجد أَي مزيّن من قَوْلهم: بَيت منجّد أَي مزين ونجوده: ستوره الَّتِي تشد على حيطانه يزيَّن بهَا. وَعَن أبي سعيد الضَّرِير: وَاحِدهَا منجد. وَهُوَ من لُؤْلُؤ أَو ذهب أَو قرنفل فِي عرض شبر يَأْخُذ من الْعُنُق إِلَى أَسْفَل الثديين. وسُمِّي بذلك لِأَنَّهُ يَقع على موقع نجاد السَّيْف.
نجم مَا طلع النَّجْم قطّ وَفِي الأَرْض من العاهة شَيْء إِلَّا رُفع. أَرَادَ الثريا وَهُوَ أحد الْأَجْنَاس الْغَالِبَة وَهُوَ مَعَ نَظَائِره ملخَّص فِي كتاب الْمفصل.
نجد عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ رجل: أَخْبرنِي عَن قُرَيْش. قَالَ: أما نَحن بَنو هَاشم فأنجاد أمجاد وَأما إِخْوَاننَا بَنو أُميَّة فقادة أدبة ذادة. الأنجاد: جمع نَجُد ونَجِد وَهُوَ الشجاع. الأمجاد: جمع ماجد كشاهد وأشهاد. قادة: يقودون الجيوش. يروي أَن قصياًّ حِين قسَّم مكارمه أعْطى القيادة عبد منَاف ثمَّ وَليهَا عبدشمس ثمَّ أُميَّة بن عبدشمس ثمَّ حَرْب بن أُميَّة ثمَّ أَبُو سُفْيَان. الأدبة: جمع آدب من المأدبة. الذادة: الذائدون عَن الْحَرِيم.
نجع دخل عَلَيْهِ الْمِقْدَاد بن الْأسود بالسُّقيا وَهُوَ ينجع بكرات لَهُ دَقِيقًا وخبطا. النجوع: المديد. وَهُوَ مَاء ببزر أَو دَقِيق تسقاه الْإِبِل وَقد نجعتها بِهِ ونجعتها إِيَّاه. وَمِنْه حَدِيث أُبيّ: إِنَّه سُئل عَن النَّبِيذ فَقَالَ: عَلَيْك بِالْمَاءِ عَلَيْك بالسَّوِيق

(3/408)


عَلَيْك بِاللَّبنِ الَّذِي نُجعت بِهِ فعاودته فَقَالَ: كَأَنَّك تُرِيدُ الْخمر. أَي سقيته فِي الصِّغر.
نجب ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْأَنْعَام من نواجب الْقُرْآن أَو نَجَائِب الْقُرْآن. قَالَ شمر: نواجب الْقُرْآن عتاقه وَهُوَ من قَوْلهم: نجبته إِذا قشرت نجبته أَي لحاءه وَتركت لبابه وخالصه.
نجد أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا من صَاحب إبل لَا يُؤَدِّي حقَّها إِلَّا بُعثت لَهُ يَوْم الْقِيَامَة أسمن مَا كَانَت على أكتافها أَمْثَال النَّواجذ شحماً تَدعُونَهُ أَنْتُم الروادف مُحلس أخفافها شوكاً من حَدِيد ثمَّ يبطح لَهَا بقاع قرق فَتضْرب وَجهه بأخفافها وشوكها. أَلا وَفِي وبرها حق وسيجد أحدكُم امْرَأَته قد مَلَأت عكمها من وبر الْإِبِل فليناهزها فليقتطع فليرسل إِلَى جَاره الَّذِي لَا وبر لَهُ. وَمَا من صَاحب نخل لَا يُؤدى حَقّهَا إِلَّا بعث عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة سعفها وليفها وكرانيفها أشاجع تنهسه فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة. النواجد: طرائق الشَّحْم جمع ناجدة من النجد وَهُوَ الِارْتفَاع. والروادف: مثلهَا. مُحلس: أَي أُحلست شوكا بِمَعْنى طُورقت بِهِ وأُلزمته من قَوْلهم للاَّزم مَكَانَهُ لَا يبرح: مستحلس وحلس وَفُلَان من أحلاس الْخَيل. العكم: الْعدْل. النَّهز: النهوض لتناول الشَّيْء. والمناهزة: المغالبة فِي ذَلِك وَمِنْه ناهزته السَّبق. الأشاجع: جمع أَشْجَع وَهُوَ الحيَّة الذّكر. قَالَ جرير: ... قد عضه فَقضى عَلَيْهِ الأشجع ...

(3/409)


نجف عَمْرو رَضِي الله عَنهُ فِي قصَّة خُرُوجه إِلَى النَّجَاشِيّ: إِنَّه جلس على منجاف السَّفِينَة فَدفعهُ عمَارَة بن الْورْد فِي الْبَحْر. قيل: هُوَ سُكانها أَي ذنبها الَّذِي بِهِ تُعدِّل وَكَأَنَّهُ مَا تُنْجَف بِهِ السَّفِينَة من نجفت السهْم إِذا بريته وعدلته. قَالَ كَعْب بن مَالك: ... ومنجوفة حرمية صاعِدَيّة ... يذر عَلَيْهَا السهْم سَاعَة تصنع ...
نجد الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: اجْتمع شرب من أهل الأنبار وَبَين أَيْديهم ناجود فغنّى ناخمهم: أَلا فاسقياني قبل خيل أبي بكر. قَالَ الْأَزْهَرِي: الناجود: الرَّاووق نَفسه والناجود: كل إِنَاء يُجعل فِيهِ الشَّرَاب والناجود: الْخمر والزعفران وَالدَّم. النَّخم: أَجود الْغناء عَن ابْن الْأَعرَابِي.
نجأ فِي الحَدِيث: ردُّوا نجأة السَّائِل بلقمة. نجأة بِعَيْنِه إِذا لقعه نجأ ونجأة. قَالَ: ... وَلَا تخش نجيء إِنَّنِي لكَ مُبْغِضٌ ... وَهل تنجأُ العَيْنُ البغيضَ المشوَّهَا ... وَأَنت تتنجأ أَمْوَال النَّاس أَي تتعرض لتصيبها بِعَيْنِك حسداً أَو حرصاً على المَال. وَرجل نجئ الْعين ونجؤ ونجوء بِالْقصرِ وَالْمدّ. وَقَالَ النَّضر: النجأة بِوَزْن الْفجأَة يُقَال: رُدَّ نجأتهم وصلهم. وَفُلَان يرُدّ بالفلذ نجأة السَّائِلين. وَفِيه مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَن ترحم السَّائِل من مدِّ عينه إِلَى طَعَامك شَهْوَة لَهُ وحرصاً على أَن يتَنَاوَل مِنْهُ فتدفع إِلَيْهِ مَا تقصر بِهِ طرفه وتقمع بِهِ شَهْوَته.

(3/410)


وَالثَّانِي: أَن تحذر إِصَابَته نِعْمَتك بِعَيْنِه لفرط تحديقه وحرصه فتدفع عينه بِشَيْء تزله إِلَيْهِ.
نجد فِي حَدِيث الشورى: وَكَانَت امْرَأَة نجودا. أَي ذَات رَأْي. وَهُوَ من نجد نجداً إِذا جهد جهدا كَأَنَّهَا الَّتِي تجهد رأيها فِي الْأُمُور. وَمِنْه قَوْلهم: رجل مُنجَّد بِمَعْنى منجَّذ وَهُوَ المجرب.
النُّون مَعَ الْحَاء

نحص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر قوما من أَصْحَابه قتلوا. فَقَالَ: لَيْتَني غودرت مَعَ أَصْحَاب نُحْص الْجَبَل. هُوَ أَصله وسفحه. تمنى أَن يكون قد اسْتشْهد مَعَ المستشهدين يَوْم أحد.
نحم دخلت الْجنَّة فَسمِعت نحمة من نعيم. النحمة كالرزمة من النحيم وَهُوَ نَحْو النَّحيط: صَوت من الْجوف وَرجل نحم. وَبِذَلِك سمي نعيم النحام.
نحب لَو يعلم النَّاس مَا فِي الصَّفّ الأول اقْتَتَلُوا عَلَيْهِ وَمَا تقدمُوا إِلَّا بنحبةٍ. أَي بقرعةٍ من المناحبة وَهِي المخاطرة على الشَّيْء وَيُقَال للمراهن: المنحَّب عَن أبي عَمْرو والمفضل. بعث سَرِيَّة قبل أَرض بني سليم وأميرهم الْمُنْذر بن عَمْرو أَخُو بني سَاعِدَة فَلَمَّا

(3/411)


كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق بعثوا حرَام بن ملْحَان بِكِتَاب من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا أَتَاهُم انتحى لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل فَقتله ثمَّ قتل الْمُنْذر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أعنق ليَمُوت وتخلف مِنْهُم ثَلَاثَة فهم يتبعُون السّريَّة فَإِذا الطَّرِيق يرميهم بالعلق. قَالُوا: قُتل وَالله أَصْحَابنَا إِنَّا لنعرف مَا كَانُوا ليقتلوا عَامِرًا وَبني سليم وهم النَّديّ. انتحى لَهُ: عرض لَهُ. قَالَ ذُو الرمة: ... نَهْوضٌ بأُخراها إِذا مَا انْتَحى لَهَا ... من الأرْضِ نهاض الحَرَابِيّ أَغبر ... أعنق: من الْعُنُق وَهُوَ سير فسيح أَي ساقته الْمنية إِلَى مصرعه. العلق: الدَّم الجامد قبل أَن بيبس. الندي: الْقَوْم المجتمعون.
نحب طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاس: هَل لَك أَن أُنَاحِبك وترفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أَي أُنافرك وأحاكمك على أَن ترفع ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقرابته مِنْك. يَعْنِي أَنه لَا يقصر عَنهُ فيماعدا ذَلِك من المفاخر فَأَما هَذَا وَحده فغامر لجَمِيع مكارمه وفضائله لَا يقاومه إِذا عده.
نحى ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا رأى رجلا ينتحي فِي السُّجُود فَقَالَ: لَا تَشِنْ صُورَتك. أَي يعْتَمد على جَبهته حَتَّى يوثر فِيهِ السُّجُود وكل من جدَّ فِي أَمر فقد انتحى فِيهِ وَمِنْه انتحى الْفرس فِي عدوه. الْحسن رَحمَه الله طلب هَذَا الْعلم ثَلَاثَة أَصْنَاف من النَّاس.

(3/412)


فصنف تعلموه للمراء وَالْجهل. وصنفٌ تعلَّموه للاستطالة والختل. وصنف تعلموه للتفقه وَالْعقل. فَصَاحب التفقه وَالْعقل ذُو كآبة وحزن قد تنحى فِي برنسه وَقَامَ اللَّيْل فِي حندسه قد أَو كدتاه يَدَاهُ وأعمدتاه رِجْلَاهُ فَهُوَ مقبل على شَأْنه عارفٌ بِأَهْل زَمَانه قد استوحش من كلِّ ذِي ثِقَة من إخوانه فَشد الله من هَذَا أَرْكَانه وَأَعْطَاهُ يَوْم الْقِيَامَة أَمَانه وَذكر الصِّنْفَيْنِ الآخرين. تنحى: أَي تعمّد لِلْعِبَادَةِ وَتوجه لَهَا وَصَارَ فِي ناحيتها. قَالَ: ... تَنَحَّى لَهُ عمرٌو فشكَّ ضُلُوعَه ... بنافِلةٍ نَجْلاء والخيلُ تَضْبُر ... أَو تجنب النَّاس وَجعل نَفسه فِي نَاحيَة مِنْهُم. وكده وأوكده ووكده بِمَعْنى إِذا قوَّاه. قَالَ أَبُو عبيد: عَمَدت الشَّيْء إِذا أقمته وأعمدته إِذا جعلت تَحْتَهُ عمدا يُرِيد أَنه لَا ينفكُّ مصلِّيا مُعْتَمدًا على يَدَيْهِ فِي السُّجُود وعَلى رجلَيْهِ فِي الْقيام فوصف يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بذلك ليؤذن بطول إعماله لَهَا. وَيجوز أَن يكون أوكدتاه من الوكد وَهُوَ الْعَمَل والجهد وأعمدتاه من العميد وَهُوَ الْمَرِيض وَيُرِيد أَن دوَام كَونه سَاجِدا وَقَائِمًا قد جهده وشفّه. الْألف: عَلامَة التَّثْنِيَة وَلَيْسَت بضمير وَهِي فِي اللُّغَة الطائية.

(3/413)


النُّون مَعَ الْخَاء

نخر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ أَصْحَاب النَّجَاشِيّ كلموا جَعْفَر بن أبي طَالب فَسَأَلُوهُ عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ جَعْفَر: هُوَ عبد الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاء البتول فَقَالَ النَّجَاشِيّ: وَالله مَا يزِيد عِيسَى على مَا تَقول مثل هَذِه النُّفاثة من سِوَاكِي هَذَا. وَفِيه: إِن عَمْرو بن الْعَاصِ د ل على النَّجَاشِيّ وَهُوَ إِذْ ذَاك مُشْرك. فَقَالَ النَّجاشي: نخِّروا وروى: نجِّروا بِالْجِيم. قيل: مَعْنَاهُ تكلّموا. فَإِن كَانَت الكلمتان عربيتين فهما من النخير وَهُوَ الصَّوْت. وَمِنْه قَوْلهم: مَا بهَا ناخر أَي مصوِّت. والنَّجر: هُوَ السُّوق: أَي سوقوا الْكَلَام سوقا.
نخع إِن أنخع الْأَسْمَاء عِنْد الله أَن يتسمى الرجل باسم ملك الْأَمْلَاك. وروى: أخنع. أَي أقتلها لصَاحبه وأهلكها لَهُ من النخع فِي الذَّبِيحَة وَهُوَ إِصَابَة النّخاع. وَمِنْه الحَدِيث: أَلا لَا تنخعوا الذَّبِيحَة حَتَّى تجب. وأخنعها أَي أدخلها فِي الخنوع وَهُوَ الذل والضعّة. ملك الْأَمْلَاك: نَحْو قَوْلهم شاها نشاه قيل مَعْنَاهُ أَن يتسمى باسم الله الَّذِي هُوَ ملك الْأَمْلَاك مثل أَن يتسمى بالعزيز أَو بالجبار أَو مَا يدلُّ على معنى الْكِبْرِيَاء الَّتِي هِيَ رِدَاء ربِّ الْعِزَّة من نازعه إِيَّاهَا فَهُوَ هَالك.
نخب إنَّ الْمُؤمن لَا تصيبه مُصِيبَة ذعرة وَلَا عَثْرَة قدم وَلَا اخْتِلَاج عرق وَلَا نخبة نملة إِلَّا بذنب. وَمَا يعْفُو الله أَكثر وروى: نختة ونجبة. النُّخبة: العضَّة: يُقَال: نخبته النملة والقملة والنَّخب: خرق الْجلد وَمِنْه قيل لخرق الثَّفر: النُّخبة.

(3/414)


والنَّختة من نخت الطَّائِر بخرطومه اللَّحْم وَفُلَان ينختني بالْكلَام أَي يَقع فيَّ وينال مني. والنَّخت والنَّتخ والنَّتف أَخَوَات. والنَّجبة: مثل الغرزة والقرصة كَأَنَّهَا من نجب الشَّجَرَة إِذا قشرها وَهُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَما أَصَابكُم مِن مُصِيبةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُم ويَعْفُو عَن كَثِير} وَفِي الحَدِيث: مَا أصَاب الْمُؤمن من مَكْرُوه فَهُوَ كَفَّارَة لخطاياه حَتَّى نخبة النملة.
نخر عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أُتي بسكران فِي شهر رَمَضَان فَقَالَ: للمنخرين للمنخرين أصبياننا صيامٌ وَأَنت مفطر أَي كَبَّة الله لمنخريه.
نخب أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ويل للقلب النخيب والجوف الرغيب وَلَا يُبَالِي يَقُول الطَّبيب. هُوَ الْفَاسِد النغل وَهُوَ من قَوْلهم للجبان الَّذِي لَا فؤاد لَهُ: نخيب ونخب وَقد نخب قلبه ونخب كَأَنَّمَا نُزع لِأَن أَصله من نخبت الشَّيْء وانتخبته وَمِنْه الانتخاب للاختيار. ونخبة الشَّيْء: خِيَاره كَأَنَّك انتزعته من بَين الْأَشْيَاء. رجل رغيب: وَاسع الْجوف أكول وَقد رغب رغبا وَمِنْه الرُّغب شُؤْم وَأَصله من الرَّغْبَة وَمِنْه وادٍ رغيب إِذا كَانَ كثير الْأَخْذ للْمَاء وَفِي ضِدّه زهيد. وَقَول الْحجَّاج: ائْتُونِي بِسيف رغيب أَي عريض الصفحتين.
نخر عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رُئي على بغلة قد شمط وَجههَا هرما فَقيل لَهُ: أتركب هَذِه وَأَنت على أكْرم ناخرة بِمصْر فَقَالَ: لَا بَلل عِنْدِي لدابتي مَا حملت رجْلي.

(3/415)


نخر قيل: هِيَ الْخَيل لِأَنَّهَا تنخر نخيرا وَهُوَ الصَّوْت الْخَارِج من الْأنف وَيجوز أَن يُرِيد الأناسي من قَوْلهم: مَا الدَّار ناخر أَي مصوت.
نخش عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَانَ لنا جيران من الْأَنْصَار وَنعم الْجِيرَان كَانُوا يمنحوننا شَيْئا من ألبانهم وشيئا من شعير ننخشه. أَي نقشره ونعزل عَنهُ قشرة وَمِنْه: نخش الرجل إِذا هزل كأنَّ لَحْمه قد نخش عَنهُ.
نخل فِي الحَدِيث: لَا يقبل الله من الدُّعَاء إِلَّا الناخلة. أَي المنخولة الْخَالِصَة وَهُوَ من بَاب: سر كاتم.
النُّون مَعَ الدَّال

ندد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لأكيدر حِين أجَاب إِلَى الْإِسْلَام وخلع الأنداد والأصنام مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد سيف الله فِي دوماء الجندل وأكنافها: إِن النالضاحية من الضَّحل والبور والمعامي وأغفال الأَرْض وَالْحَلقَة وَالسِّلَاح وَلكم الضامنة من النخيل والمعين من الْمَعْمُور لَا تعدل سارحتكم وَلَا وتعد فاردتكم وَلَا يُحظر عَلَيْكُم النَّبَات تقيمون الصَّلَاة لوَقْتهَا وتؤتون الزَّكَاة بِحَقِّهَا عَلَيْكُم بذلك عهد الله وميثاقه. النِّدُّ والنَّديد والنَّديدة: مثل الشَّيْء الَّذِي يضاده فِي أُمُوره ويناده أَي يُخَالِفهُ من ندَّ الْبَعِير إِذا نفر واستعصى.

(3/416)


الضاحية: الْخَارِجَة من الْعِمَارَة وَهِي خلاف الضامنة. الضَّحل: المَاء الْقَلِيل. البور بِالْفَتْح وَالضَّم: فَمن ضمَّ فقد ذهب إِلَى جمع الْبَوَار. قَالَ الْأَصْمَعِي: أَرض بوار أَي خراب وَقد بارت الأَرْض إِذا لم تزرع. قَالَ عدي بن زيد. ... لم يبْق مِنْهَا إلاَّ مراوحُ طَايا ... ت وبُورٌ تَضْغُو ثَعَالِبها ... وَنَظِيره عوان وَعون. وَمن فتح فقد ذهب إِلَى الْمصدر وَقد يكون الْمصدر بِالضَّمِّ أَيْضا ويدلُّ على ذَلِك قَوْلهم: شَيْء باثر وبار وبور. وَقَوْلهمْ: رجل بور وَقوم بور وَالْوَصْف بِالْمَصْدَرِ غير عَزِيز. المعامي: الأغفال وَهِي الأرضون المجهولة جمع معمى وَهُوَ مَوضِع الْعَمى كَقَوْلِك مجهل. الْحلقَة: الدُّروع. لَا تُعدل: لَا تُصرف عَن مرعى تريده. لَا يُحظر النَّبَات: أَي لَا تمْنَعُونَ من الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم.
ندى من مَاتَ وَلم يُشْرك بِاللَّه شَيْئا وَلم يتندَّ من الدَّم الْحَرَام بِشَيْء دخل من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شَاءَ. هُوَ من قَوْلهم: مَا نديني من فلَان شَيْء أكرهه أَي مَا بلَّني وَلَا أصابني وَمَا نديت كفِّي لَهُ بشر وَلَا نديت بِشَيْء تكرههُ قَالَ النَّابِغَة: ... مَا إِن نَدِيتُ بِشَيْء أَنْت تَكرهُه ... إِذن فَلَا رفعت سَوْطِي إِلَيّ يَدي ...
ندر ركب فرسا لَهُ أُنثى فمرّت بشجرة فطار مِنْهَا الطَّائِر فحادت فندر عَنهُ على أَرض غَلِيظَة. قَالَ عبد الله بن مُغفل: فأتيناه نسعى فَإِذا هُوَ جَالس وعُرض رُكْبَتَيْهِ وحرقفتيه ومنكبيه وعُرض وَجهه مُنسحٍ يبضّ مَاء أصفر. ندر: سقط.

(3/417)


الْعرض: الْجَانِب. الحرقفتان: مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ من ظَاهر يُقَال للْمَرِيض إِذا طَالَتْ ضجعته: قد دبرت حراقفه. سحاه فانسحى إِذا قشره وكل جلد رَقِيق سحاء. يبض: يقطر. عمر رَضِي الله عَنهُ ندر رجل فِي مَجْلِسه فَأمر الْقَوْم كلهم بالتطهر لِئَلَّا يخجل. النَّادِر: من الندرة: وَهِي الخضفة بالعجلة يُقَال: ندر بهَا.
نَدم إيَّاكُمْ ورضاع السوء فَإِنَّهُ لَا بُد من أَن ينْدَم يَوْمًا مَا. أَي يظْهر أَثَره والندم الْأَثر عَن ابْن الْأَعرَابِي سُمي للزومه من النَّدَم وَهُوَ من الغمِّ اللَّازِم إِذْ ينْدَم صَاحبه لما يعثر عَلَيْهِ فِي الْعَاقِبَة من سوء آثاره.
ندى طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خرجت بفرس لي أُنَدِّيهِ. التندية: أَن يُورِدهُ المَاء ثمَّ يردهُ إِلَى المرعى سَاعَة ثمَّ يُعِيدهُ إِلَى المَاء. يُقَال: نديت الْفرس أَو الْبَعِير وندا هُوَ يندو ندواً. والندوة والنداوة والمندى: مَكَان التندية. قَالَ: ... جَدب المُنَدَّى يَابِس ثمَامه
وَمِنْه حَدِيث أحد الْحَيَّيْنِ اللَّذين تنَازعا فِي مَوضِع فَقَالَ أَحدهمَا: مسرح بهمنا ومخرج نسائنا ومُندَّى خَيْلنَا. وَقَالَ: ... تُرَادَى عَلَى مَاء الحِياض فَإِن تَعَفْ ... فإنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فرُكوب ... والتندية أَيْضا: أَن يعرقه بِقدر مَا يُندِّي لبده وَلَا يستفرغه عرقا.

(3/418)


ندس أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ دخل الْمَسْجِد وَهُوَ يندس الأَرْض بِرجلِهِ. أَي يضْرب قَالَ الْأَصْمَعِي: ندسته بِحجر: ضَربته. وندسته وردسته. طعنته وَقَالَ الْكُمَيْت: ... ونَحْنُ صبَحْنَا آلَ نَجْرَانَ غَارةً ... تَمِيم بن مر والرماح النوادسا ...
ندب مُجَاهِد رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِنْ أَثَرِ السُّجُود} لَيْسَ بالندب وَلكنه صفرَة الْوُجُوه والخشوع. هُوَ أثر الْجراحَة إِذا لم يرْتَفع عَن الْجلد.
ندغ الْحجَّاج كتب إِلَى عَامله بِالطَّائِف: أرسل إِلَيّ بِعَسَل أَخْضَر فِي السِّقاء أَبيض فِي الْإِنَاء من عسل الندغ والسحاء من حداب بني شَبابَة. هما من نَبَات الْجبَال ترعاهما النَّحل قَالَ أَبُو عمر: النَّدغ: شَجَرَة خضراء لَهَا ثَمَرَة بَيْضَاء الْوَاحِدَة ندغه. وَقَالَ القتيبي: هُوَ السعتر الْبري وَزعم الْأَطِبَّاء أَن عسل السعتر أمتن الْعَسَل وَأَشد حرارة وَأنْشد الجاحظ لخلف الْأَحْمَر: ... هاتيك أَو عصماء فِي أَعلَى الشّرف ... تظل فِي الظَّيَّانِ والنَّدْغِ الأَلِف ... وَعَن أبي خيرة: السِّحاء: شَجَرَة صَغِيرَة مثل الكفِّ لَهَا شوك وزهرةٌ حَمْرَاء فِي بَيَاض تسمى زهرتها البهرمة. وَعَن يَعْقُوب: الضبّ يألفه ويوصف بِهِ فَيُقَال: ضبٌّ ساح حابل أَي يرْعَى السِّحاء والحُبلة. بَنو شَبابَة: قوم بِالطَّائِف يُنسب إِلَيْهِم الْعَسَل فَيُقَال. عسل شَبَابِي.

(3/419)


النُّون مَعَ الزَّاي

نزع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: طُوبَى للغرباء. فَقيل: من هم يَا رَسُول الله قَالَ: النزاع من الْقَبَائِل. هُوَ جمع نَازع يُقَال للغريب نَازع ونزيع وَأَصله فِي الْإِبِل. قَالَ: ... فقلتُ لَهُم لَا تَعْذِلُوني وانْظُرُوا ... إِلَى النازِعِ المَقْصُور كَيفَ يكونُ ... قيل لَهُ نَازع لِأَنَّهُ ينْزع إِلَى وَطنه ونزيع لِأَنَّهُ نزع عَن الآفة وَالْمرَاد الْمُهَاجِرُونَ. صلَّى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يَوْمًا فَلَمَّا سلم من صلَاته قَالَ: مَا لي أنازع الْقُرْآن أَي أجاذبه وَذَلِكَ أَن بعض الْمَأْمُومين قَرَأَ خَلفه.
نزه كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل فَإِذا مر بِآيَة فِيهَا ذكر الْجنَّة سَأَلَ وَإِذا مر بِآيَة فِيهَا ذكر النَّار تعوذ وَإِذا مر بِآيَة فِيهَا تَنْزِيه الله سبح. أصل النَّزه: الْبعد وتنزيه الله: تبعيده عَمَّا لَا يجوز عَلَيْهِ من النقائص.
نزر إِن عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سَار مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلًا فَسَأَلَهُ عَن شَيْء فَلم يجبهُ ثمَّ سَأَلَهُ فَلم يجبهُ ثمَّ سَأَلَهُ فَلم يجبهُ. فَقَالَ عمر: ثكلتك أمك يَا عمر نزرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَارًا لَا يجيبك. يُقَال: نزرت الرجل إِذا كددته فِي السُّؤَال وَطلبت مَا عِنْده جَمِيعًا من النزر وَهُوَ الْقَلِيل كَأَنَّك أردْت أَخذ نزره واشتفافه قَالَ: ... فخُذْ عَفْوَ من آتاك لَا تَنْزُرَنَّهُ ... فعندَ بُلُوغ الكَدِّ رَنْق المَشَارِبِ ... ثمَّ اسْتعْمل فِي كل إلحاح وإحفاء يُرِيد ألححت عَلَيْهِ مرَارًا.
نزك أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر الأبدال فَقَالَ: لَيْسُوا بنزاكين وَلَا معجبين وَلَا متماوتين.

(3/420)


نزك أَي طعانين فِي النَّاس عيابين من النيزك وَهُوَ دون الرمْح. وَمِنْه حَدِيث ابْن عون رَحمَه الله تَعَالَى: إِنَّه ذكر عِنْده شهر بن حَوْشَب فَقَالَ: إِن شهرا نزكوه. أَي طعنوا عَلَيْهِ وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المعيبة: نزيكة.
نَزغ ابْن الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حضّ على الزّهْد وَذكر أَن مَا يَكْفِي الْإِنْسَان قَلِيل فنزغه إِنْسَان من أهل الْمَسْجِد بنزيغةٍ ثمَّ خبأ رَأسه فَقَالَ: أَيْن هَذَا فَلم يتَكَلَّم. فَقَالَ: قَاتله الله ضبح ضبحة الثَّعْلَب وقبع قبعة الْقُنْفُذ. نزغه ونسغه: رَمَاه بِكَلِمَة سَيِّئَة عَن الْأَصْمَعِي. وَأنْشد: ... إنِّي عَلَى نَسْغِ الرِّجاَل النُّسَّغ ... أعلو وعرضي لَيْسَ بالممشغ ...
نزر سعيد رَضِي الله عَنهُ كَانَت الْمَرْأَة من الْأَنْصَار إِذا كَانَت نزرةً أَو مقلاتاً تنذر لَئِن ولد لَهَا لتجعلنه فِي الْيَهُود تلتمس بذلك طول بَقَائِهِ. وَهِي النزور أَي القليلة الْأَوْلَاد. المقلات: الَّتِي لَا يعِيش لَهَا ولد كَانَ ذَلِك قبل الْإِسْلَام.
النُّون مَعَ السِّين
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شكوا إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الضعْف فَقَالَ: عَلَيْكُم بالنسل.

(3/421)


نسل هُوَ مقاربة الخطو من الْإِسْرَاع. وَمِنْه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّ بِأَصْحَابِهِ يَمْشُونَ فشكوا الإعياء فَأَمرهمْ أَن ينسلوا.
نسم بعثت فِي نسم السَّاعَة إِن كَادَت لتسبقني. أَي حِين ابتدأت وَأَقْبَلت أوائلها وَأَصله نسم الرّيح وَهُوَ أَولهَا حِين تقبل بلين قبل أَن تشتدَّ. قَالَ أَبُو زيد: نسمت الرّيح تنسم نسيماً ونسماناً إِذا جَاءَت بِنَفس ضَعِيف. وَقيل: هُوَ جمع نسمَة أَي بعثت فِي أنَاس يلون السَّاعَة فأضاف النَّسم إِلَى السَّاعَة لِأَنَّهَا تَلِيهَا.
نسأ كَانَت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت أبي الْعَاصِ بن الرّبيع فَلَمَّا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة أرسلها إِلَى أَبِيهَا وَهِي نسوء فأنقر بهَا الْمُشْركُونَ بَعِيرهَا حَتَّى سَقَطت فنفثت الدِّمَاء مَكَانهَا وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطنهَا فَلم تزل ضمنة حَتَّى مَاتَت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. النسوء على فعول. والنس على فعل وَقد روى قطرب. النُّسء بِالضَّمِّ: الْمَرْأَة المظنون بهَا الْحمل لتأخر حَيْضهَا عَن وقته وَقد نسئت تنسأنسأ من نسأ الله فِي أَجلك فالنسوء كالحلوب والضبوث والنسء بِالضَّمِّ وَالْفَتْح تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ. الإنفار: التنفير. الضمنة: الزمنة.
نسج كَانَ يعرض خيلاً فَقَالَ رجل: خير الرِّجَال رجال جاعلو أرماحهم على مناسج خيولهم لَا بسو البرود من أهل نجد. فَقَالَ: كذبت بل خير الرِّجَال رجال أهل الْيمن الْإِيمَان يمَان آل لخم وجذام وعاملة.

(3/422)


نسج المنسج: الْكَاهِل: والمنسج مثله كَأَنَّهُ شبه بالمنسج وَهُوَ الْآلَة الَّتِي يمد عَلَيْهَا الثَّوْب للنسج. لخم وجذام: أَخَوان ابْنا عدي بن عَمْرو بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وَيَقُول بعض النسابين: انهما من ولد أراشة بن مر بن أدّ بن طابخة بن إلْيَاس وأراشة لحق بِالْيمن وعامله أَخُو عَمْرو وكهلان وحمير والأشعر وأنمار ومرّ أَبنَاء سبأ. ونساب مُضر على أَن عَامله من ولد قاسط بن وَائِل. وَكَأن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا اخْتصَّ بِذكرِهِ هَؤُلَاءِ لمَكَان عرقهم من مُضر. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ رجلا نسابة فَوقف على قوم من ربيعَة. فَقَالَ: مِمَّن الْقَوْم فَقَالُوا: من ربيعَة. فَقَالَ: وَأي ربيعَة أَنْتُم أَمن هامها أَو من لهازمها قَالُوا: بل من هامها الْعُظْمَى. قَالَ أَبُو بكر: وَمن أَيهَا قَالُوا: من ذُهل الْأَكْبَر. قَالَ أَبُو بكر: فمنكم عَوْف الَّذِي يُقال: لَا حُرَّ بوادي عَوْف. قَالُوا: لَا قَالَ: فمنكم المزدلف الحُرَّ صَاحب الْعِمَامَة الفردة قَالُوا: لَا. قَالَ: فمنكم بسطَام بن قيس أَبُو الْقرى ومنتهى الْأَحْيَاء قَالُوا: لَا. قَالَ: فمنكم جساس بن مرَّة مَانع الْجَار قَالُوا: لَا. قَالَ: فمنكم الحوفزان قَاتل الْمُلُوك وسالبها أَنْفسهَا قَالُوا: لَا. قَالَ: فمنكم أخوال الْمُلُوك من كِنْدَة. قَالُوا: لَا. قَالَ: فمنكم أَصْهَار الْمُلُوك من لخم قَالُوا: لَا. قَالَ أَبُو بكر: فلستم بذهل الْأَكْبَر إِنَّمَا أَنْتُم ذهل الْأَصْغَر. فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَام من بني شَيبَان يُقَال لَهُ دَغْفَل حِين بقل وَجهه. فَقَالَ: ... إنَّ على سائلنا أنْ نَسْأَلَه ... والعبءُ لَا تعرفُه أَو تَحْمِلَه ... يَا هَذَا إِنَّك قد سألتنا فأخبرناك وَلم نكتمك شَيْئا. فَمن الرجل قَالَ أَبُو بكر: أَنا من قُرَيْش. فَقَالَ: بخٍ بخٍ أهل الشّرف والرياسة فَمن أَي القرشيين قَالَ: من ولد تيم بن مرَّة. فَقَالَ الْفَتى: أمكنت وَالله من سَوَاء الثغرة. فمنكم قصي الَّذِي جمع الْقَبَائِل من فهر وَكَانَ يُدعى فِي قُرَيْش مُجمِّعا قَالَ: لَا. قَالَ فمنكم هَاشم.

(3/423)


الَّذِي هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف قَالَ: لَا قَالَ: فمنكم شيبَة الْحَمد مُطعم طير السَّمَاء قَالَ: لَا. قَالَ: فَمن أهل الْإِفَاضَة بِالنَّاسِ أَنْت قَالَ: لَا. قَالَ: فَمن أهل الندوة قَالَ: لَا. قَالَ: فَمن أهل السِّقَايَة قَالَ: لَا. قَالَ: فَمن أهل الحجابة قَالَ: لَا. فاجتذب أَبُو بكر زِمَام النَّاقة فَقَالَ الْفَتى: ... صادَفَ دَرْءَ السَّيْل دَرْءٌ يَدْفَعهُ ... يهيضه حينا يَصْدَعُهْ ... وَفِي الحَدِيث: إِن عليا رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ: لقد وَقعت يَا أَبَا بكر من الْأَعرَابِي على باقعة. فَقَالَ: أجل يَا أَبَا حسن مَا من طامة إِلَّا وفوقها طامة.
نسب النَّسَّابة: البليغ الْعلم بالأنساب. اللهازم: أُصول الحنكين الْوَاحِدَة لهزمة. يُرِيد أَمن أَشْرَافهَا أم من أوساطها وَيَقُول: النسابون: بكر بن وَائِل على جذمين: جذم يُقَال لَهُ الذهلان وجذم يُقَال لَهُ اللهازم فالذهلان بَنو شَيبَان بن ثَعْلَبَة وَبَنُو ذهل بن ثَعْلَبَة. واللهازم: بَنو قيس بن ثَعْلَبَة وَبَنُو تيم اللات بن ثَعْلَبَة. قَالَ الفرزدق: ... وأرضى بِحكم الحيِّ بكر بن وَائِل ... إِذا كَانَ فِي الذُّهْلَيْن أَو فِي اللهازِم ... عَوْف بن محلم بن ذهل وَكَانَ عَزِيزًا شريفاً فَقيل فِيهِ: لَا حرّ بوادي عَوْف أَي النَّاس لَهُ كالعبيد والخول. وَلَهُم القبَّة الَّتِي يُقَال لَهَا المعاذة من لَجأ إِلَيْهَا أعاذوه. أَبُو الْقرى: متولية وَصَاحبه. مَانع الْجَار: لمَنعه خَالَته البسوس وَقَتله كليباً فِي سَببهَا. الحوفزان: هُوَ الْحَارِث بن شريك بن مطر ولُقب بذلك لِأَن بسطاما حفزه بِالرُّمْحِ فاقتلعه عَن سَرْجه وَكَانَ أحد الشجعان. المزدلف: كَانَ يُسمى الخصيب ويكنى بِأبي ربيعَة ولًقب بذلك لِأَنَّهُ قَالَ فِي حَرْب كُلَيْب ازدلفوا قوسي أَو قدرهَا: أَي تقدمُوا فِي الْحَرْب بِقدر قوسي. وَكَانَ إِذا ركب لم يعتم مَعَ غَيره. سَوَاء الثغرة: يُرِيد وسط ثغرة النَّحْر. وَسَوَاء كل شَيْء: وَسطه وروى: من صفاء الثغرة.

(3/424)


قصي: هُوَ زيد بن كلاب بن مرّة ولقب بذلك لِأَنَّهُ قصا قومه أَي تقصاهم وهم بِالشَّام فنقلهم إِلَى مَكَّة. وَكَانَ يدعى أَيْضا مجمعا. قَالَ: ... أبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعى مجمعا ... بِهِ جمع الله الْقَبَائِل من فهر ... هَاشم: هُوَ عَمْرو بن عبد منَاف ولُقب بذلك لِأَنَّهُ قومه أَصَابَتْهُم مجاعَة فَبعث عيرًا إِلَى الشَّام وَحملهَا كعكا وَنحر جزراً وطبخها وَأطْعم النَّاس الثَّرِيد. شيبَة الْحَمد: هُوَ عبد الْمطلب بن هَاشم ولُقب بذلك لِأَنَّهُ لما ولد كَانَت فِي رَأسه شَعْرَة بَيْضَاء وسُمي مطعم طير السَّمَاء لِأَنَّهُ حِين أَخذ فِي حفر زَمْزَم وَكَانَت قد اندفنت جعلت قُرَيْش تهزأ بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِن سقيت الحجيج ذبحت لَك بعض وَلَدي فأسقى الحجيج مِنْهَا فأقرع بَين وَلَده فَخرجت الْقرعَة على ابْنه عبد الله. فَقَالَت أَخْوَاله بَنو مَخْزُوم: أَرض رَبك وَافد ابْنك فجَاء بِعشر من الْإِبِل فَخرجت الْقرعَة على ابْنه فَلم يزل يزِيد عشرا عشرا وَكَانَت الْقرعَة تخرج على ابْنه إِلَى أَن بلغَهَا الْمِائَة فَخرجت على الْإِبِل فنحرها بِمَكَّة فِي رُءُوس الْجبَال فسُمي مُطعم الطير وَجَرت السُنة فِي الدِّيَة بِمِائَة من الْإِبِل. كَانَت الْإِفَاضَة فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَى الأخزم بن الْعَاصِ الملقب بصوفة وَلم تزل فِي وَلَده حَتَّى انقرضوا فَصَارَت فِي عدوان يتوارثونها حَتَّى كَانَ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ الْإِسْلَام أَبُو سيارة العدواني صَاحب الْحمار. وفيل: كَانَ قصي قد حازها إِلَى مَا حَاز من سَائِر المكارم. وَقد قسم مكارمه بَين وَلَده فَأعْطى عبد منَاف السِّقَايَة والندوة وَعبد الدَّار الحجابة واللواء وَعبد الْعُزَّى الرفادة وَعبد قصي جلهة الْوَادي دَرْء السَّيْل بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا: هجومه. يُقَال: سَالَ الْوَادي درءاً ودرءاً إِذا سَالَ من مطر غير أرضه وسال ظهرا وظهراً إِذا سَالَ من مطر أرضه. الباقعة: الداهية. الطامة: الداهية الْعَظِيمَة من طمَّ المَاء إِذا ارْتَفع.

(3/425)


نسس عمر رَضِي الله عَنهُ كَانَ ينسّ النَّاس بعد الْعشَاء بِالدرةِ. وَيَقُول: انصرفوا إِلَى بُيُوتكُمْ. أثْبته أَبُو عبيد هَكَذَا بِالسِّين غير الْمُعْجَمَة وَقَالَ فِي رِوَايَة الْمُحدثين إِيَّاه بالشين: لَعَلَّه ينوش أَي يتَنَاوَل. وَعَن ابْن الْأَعرَابِي: النشّ: السُّوق الرفيق. وَعَن شمر: نسَّ ونسنس ونشَّ ونشنش بِمَعْنى سَاق وطرد.
نسج قَالَ رَضِي الله عَنهُ: من يدلني على نَسِيج وَحده فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: مَا نعلمهُ غَيْرك. فَقَالَ: ماهي إِلَّا إبل موقع ظُهُورهَا. الثَّوْب إِذا كَانَ نفيسا لَا ينسج على منواله غَيره فَقيل ذَلِك لكل من أَرَادوا الْمُبَالغَة فِي مدحه. أَرَادَ من يدلني على رجل لَا يُضاهي فِي دينه. الموقَّع: الَّذِي يكثر آثَار الدَّبر عَلَيْهِ ضرب ذَلِك مثلا لعيوبه.
نسأ أَتَى قوما وهم يرْمونَ فَقَالَ: ارتموا فَإِن الرَّمي جلادة وانتسئوا عَن الْبيُوت لَا تُطمّ امْرَأَة أَو صبي يسمع كلامكم فَإِن الْقَوْم إِذا خلوا تكلمُوا وروى: وبنِّسوا. الانتساء: افتعال من النِّسَاء وَهُوَ التَّأْخِير نسأ فانتسأ أَي تَأَخّر قَالَ ابْن زغبة: ... إِذا انتسئوا فَوْتَ الرِّماحِ أتَتْهُم ... عَوَائِرُ نَبْلٍ كالْجَرَادِ نظيرها ... وبنسوا بِمَعْنَاهُ قَالَ ابْن أَحْمَر: ... مَاوِيَّةٌ لُؤْلُؤَانُ اللَّوْنِ أَيَّدَهَا ... طَلٌّ وبَنَّسَ عَنْها فَرْقَدٌ خَصِر ... لَا تُطمّ امْرَأَة: أَي لَا تغلب بِكَلِمَة تسمعها من الْكَلم الَّتِي فِيهَا رفث وَلَا يمْلَأ صدرها بهَا من طمَّه وطمَّ عَلَيْهِ إِذا غَلبه وطم الْإِنَاء إِذا ملاه. أَو لَا تشخص بهَا وَلَا تقلق وَلَا تستفز من أطمَّ الشَّيْء إِذا رَفعه وشاله. وَالْبَحْر المطمّ الَّذِي يُطمَّ كل شَيْء أَي يرفعهُ. أَو لاتضل من قَول أبي زيد: دَعه يترمع فِي طمَّته أَي يتسكع فِي ضلالته وَلَو روى: لَا تطم امْرَأَة من طمت الْمَرْأَة بزوجها إِذا نشزت لَكَانَ وَجها.

(3/426)


نسم خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ انْصَرف عَمْرو بن الْعَاصِ عَن بِلَاد الْحَبَشَة يُرِيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليسلم فَلَقِيَهُ خَالِد وَهُوَ مقبل من مَكَّة فَقَالَ: أَيْن يَا أَبَا سُلَيْمَان فَقَالَ: وَالله لقد استقام المنسم وَإِن الرجل لنَبِيّ اذْهَبْ فَأسلم. أصل هَذَا من قَول الناشد: إِذا عثر على أثر منسم بعيره فاتَّبعه: استقام المنسم. ثمَّ صَار مثلا فِي استقامة كل أمرٍ وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى الْمَذْهَب والمتوجه الْوَاضِح من نسم لي أثر أَي تبين. قَالَ الْأَحْوَص: ... وَإِن أَظْلَمَتْ يَوْمًا على الناسِ طَخْيَة ... أضاءَ بكُم يَا آل مَرْوَان منسم ...
نسنس أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذهب النَّاس وبقى النسناس. هم بأجوج وَمَأْجُوج عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالنُّون مَكْسُورَة. وَقيل: خلقُ على صُورَة النَّاس أشبهوهم فِي شَيْء وخالفوهم فِي شَيْء وَلَيْسوا من بني آدم وَيُقَال: بل هم من بني آدم. وَفِي الحَدِيث: إِن حيًّا من عَاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إِنْسَان مِنْهُم يَد وَرجل من شقٍّ وَاحِد ينقزون كَمَا ينقز الطَّائِر ويرعون كَمَا ترعى الْبَهَائِم. وَيُقَال: إِن أُولَئِكَ انقرضوا وَالَّذين هم على تِلْكَ الْخلقَة لَيْسُوا من نسل أُولَئِكَ وَلَكنهُمْ خلق على حِدة. وَقَالَ الجاحظ: زعم بَعضهم أَنهم ثَلَاثَة أَجنَاس: نَاس ونسناس ونسانس. وَعَن أبي سعيد الضَّرِير: النسانس: الْإِنَاث مِنْهُم. وَأنْشد قَول الْكُمَيْت: ... وَإِن جمعُوا نْسنَاسَهم والنَّسَانِسَا ... وَقد تفتح النُّون. وَقيل: النسنسة الضعْف. وَبهَا سمي النسناس لضعف خلقهمْ.
نسم فِي الحَدِيث: تنكبوا الْغُبَار فَمِنْهُ يكون النَّسمة. أَي الربو لِأَنَّهُ ريح تخرج من الْجوف وَنَسَم الشَّيْء رِيحه.
نسأ لَا تستنسئوا الشَّيْطَان. يَعْنِي إِذا أردتم خيرا فعجلوه وَلَا تؤخروه ولاتستمهلوا الشَّيْطَان فِيهِ لأنَّ

(3/427)


مُرِيد الْخَيْر إِذا تباطأ فِي فعله فكأنَّ تِلْكَ مهله مَطْلُوبَة من الشَّيْطَان.
النُّون مَعَ الشين

نشق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن للشَّيْطَان نشوقا ولعوقا ودساما. أَي مَا ينشقه الْإِنْسَان إنشاقا وَهُوَ جعله فِي أَنفه ويلعقه إِيَّاه ويدسم بِهِ أُذنيه أَي يسدُّ يَعْنِي أَن وساوسه مَا وجدت منفذا دخلت فِيهِ.
نشى دخل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا يخطبها وَدخلت عَلَيْهَا مستنشية من مولدات قُرَيْش فَقَالَت: أمحمد هَذَا وَالَّذِي يحلف بِهِ إِن جَاءَ لخاطبا. هِيَ الكاهنة لِأَنَّهَا تتعاطى علم الأكوان والأحداث وتستحثها من قَوْلك: فلَان يستنثي الْأَخْبَار. ويروى بِالْهَمْز من انشأ الشَّيْء إِذا ابتدأه. والمستنشأ: الْمَرْفُوع المجدَّد من الْأَعْلَام والصُّوى. وكل مُجَدد منشأ والكاهنة تستحدث الْأُمُور وتجدد الْأَخْبَار. لم يُصدق امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة أُوقِيَّة ونش.
يشنش هُوَ نصف الْأُوقِيَّة عشرُون درهما كَأَنَّهُ سُمي لقلته وخفَّته من النشنشة وَهِي التحريك والخفة وَالْحَرَكَة من وادٍ وَاحِد. إِذا نشأت بحريَّة ثمَّ تشاءمت فَتلك عين غديقة.
نَشأ هُوَ من قَوْلهم: من أَيْن نشأت وأنشأت أَي خرجت وابتدأت. وَأَنْشَأَ يفعل كَذَا أَخذ يفعل نسب السحابة إِلَى الْبَحْر لِأَنَّهُ أَرَادَ كَونهَا ناشئة من جِهَته وَالْبَحْر من الْمَدِينَة فِي جَانب الْيَمين وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي مِنْهُ تهبّ الْجنُوب فَإِذا نشأت مِنْهُ السحابة ثمَّ تشاءمت أَي أخذت نَحْو الشَّام وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي مِنْهُ تهبّ الشمَال كَانَت غزيرة.

(3/428)


غديقة: أَي كَثِيرَة المَاء. وَقَوله: عين: تَشْبِيه لَهَا بِالْعينِ الَّتِي يَنْبع مِنْهَا المَاء.
نشل مر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قدر فانتشل عظما مِنْهَا وَصلى وَلم يتَوَضَّأ. أَي أخرجه قبل النضج والنشيل: لحم يُطبخ بِلَا توابل فيُنشل فيُؤكل. وَيُقَال للحديدة العقفاء الَّتِي ينشل بهَا: منشل ومنشال. والانتشال: إِخْرَاجه لنَفسِهِ كالاشتواء والاقتداد. ذكر لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل بِالْمَدِينَةِ. فَقيل: يارسول الله هُوَ من أطول أهل الْمَدِينَة صَلَاة فَأَتَاهُ فَأخذ بعضده فنشله نشلات. وَقَالَ: إنَّ هَذَا أَخذ بالعسر وَترك الْيُسْر ثَلَاثًا ثمَّ دَفعه فَخرج من بَاب الْمَسْجِد. أَي جذبه جذبات كَمَا يفعل من ينشل اللَّحْم من الْقدر.
نشف كَانَ لرَسُول الله صلى عَلَيْهِ الله وَآله وَسلم نشَّافة ينشِّف بهَا غُسالة وَجهه. أَي منديل يمسح بِهِ عِنْد وضوئِهِ. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: كَانَ عمر إِذا صلى جلس للنَّاس فَمن كَانَت لَهُ حَاجَة كَلمه وَإِن لم يكن لأحد حَاجَة قَامَ فَدخل. فصلى صلوَات لَا يجلس للنَّاس فِيهِنَّ قَالَ: فَحَضَرت الْبَاب فَقلت: يَا يرفأ أبأمير الْمُؤمنِينَ شكاة فَقَالَ: مَا بأمير الْمُؤمنِينَ من شكوى. فَجلت فجَاء عُثْمَان بن عَفَّان فجَاء يرفأ. فَقَالَ: قُم يَابْنَ عَفَّان. قُم يَابْنَ عَبَّاس. فَدَخَلْنَا على عمر فَإِذا بَين يَدَيْهِ صَبر من مالٍ على كل صبرَة مِنْهَا كتف. فَقَالَ عمر: إِنِّي نظرت فِي أهل الْمَدِينَة فوجدتكما من أَكثر أَهلهَا عشيرة فخذا هَذَا المَال فاقتسماه فَمَا كَانَ من فضل فرُدَّا. فَأَما عُثْمَان فَجَثَا وَأما أَنا فجثوت لركبتي. قلت: وَإِن كَانَ نُقْصَان رددت علينا. فَقَالَ عمر: نشنشة من أخشن يَعْنِي حجر من جبل أما كَانَ هَذَا عِنْد الله إِذْ مُحَمَّد وَأَصْحَابه يَأْكُلُون القدّ قلت:

(3/429)


بلَى وَالله لقد كَانَ عِنْد الله وَمُحَمّد حيٌّ وَلَو عَلَيْهِ كَانَ فتح لصنع فِيهِ غير الَّذِي تصنع. قَالَ: فَغَضب عمر وَقَالَ: إِذن صنع مَاذَا قلت: إِذن لأكل وأطعمنا. قَالَ:: فنشج عمر حَتَّى اخْتلفت أضلاعه. ثمَّ قَالَ: وددت أَنِّي خرجت مِنْهَا كفافا لَا لي وَلَا عليَّ. هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث مَعَ التَّفْسِير. وَكَأن الْحجر سمي نشنشة من نشنشه ونصنصه إِذا حرّكه. والأخشن: الْجَبَل الغليظ كالأخشب والخشونة والخشوبة أختَان. وَفِيه مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَن بشبهه بِأَبِيهِ الْعَبَّاس فِي شهامته ورميه بالجوابات الْمُصِيبَة وَلم يكن لقريش مثل مَا رَأْي الْعَبَّاس. وَالثَّانِي: أَن يُرِيد أَن كَلمته هَذِه مِنْهُ حجر من جبل يَعْنِي أَن مثلهَا يَجِيء من مثله وَأَنه كالحبل فِي الرَّأْي وَالْعلم وَهَذِه قِطْعَة مِنْهُ. نشج نشيجا إِذا بَكَى. وَهُوَ مثل بكار الصَّبِي إِذا ضُرب فَلم يخرج بكاؤه وردده فِي صَدره. وَمِنْه حَدِيثه رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه صلى الْفجْر بِالنَّاسِ وروى: الْعَتَمَة وَقَرَأَ سُورَة يُوسُف حَتَّى إِذا جَاءَ ذكر يُوسُف سُمع نَشِيجه خلف الصُّفُوف وروى: فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إِلَى الله} نشَجَ. فِيهِ دَلِيل على أَن الْبكاء وَإِن ارْتَفع لَا يقطع الصَّلَاة إِذا كَانَ على سَبِيل الْأَذْكَار.
نَشُمُّ عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما نشَّمَ النَّاس فِي أمره جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى إِلَى أُبيّ بن كَعْب فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذر مَا الْمخْرج يُقَال: نشَّب فِي الْأَمر ونشَّم فِيهِ إِذا ابْتَدَأَ فِيهِ ونال مِنْهُ عَاقَبت الْمِيم الْبَاء وَمِنْه قَالُوا: النّشم والنَّشب: للشجر الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ القسيّ لِأَنَّهُ من آلَات النشوب فِي الشي وَالْبَاء وَالْأَصْل فِيهِ لِأَنَّهُ اذْهَبْ فِي التَّصَرُّف.

(3/430)


نَشد طَلْحَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ إِلَيْهِ رجل بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: إِنَّا أنَاس بِهَذِهِ الْأَمْصَار وَإنَّهُ أَتَانَا قتل أَمِير وتأمير آخر وأتتنا بيعتك وبيعة أَصْحَابك فأنشدك الله لَا تكن أول من غدر. ففال طَلْحَة: أنصتوني. ثمَّ قَالَ: إِنِّي أخذت فأدخلت فِي الحش وقربوا فوضعوا الُّلجَّ على قفَّى وَقَالُوا: لتبايعن أَو لنقتلنك فَبَايَعت وَأَنا مكره. أنْشدك الله: أَسأَلك بِهِ وَقد مرَّ فِيهِ كَلَام. وَمِنْه حَدِيث أبي ذرّ رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه قَالَ للْقَوْم الَّذين حَضَرُوا وَفَاته: أنْشدكُمْ الله وَالْإِسْلَام أَن يكفنني رجل كَانَ أَمِيرا أَو عريفا أَو بريدا أَو نَقِيبًا. أنصتوني: من الْإِنْصَات وَهُوَ السُّكُوت للاستماع وتعدّيه بإلى وحذفه. الحشَّ: الْبُسْتَان. شبه السَّيْف بلجِّ الْبَحْر فِي كَثْرَة مَائه. قفيَّ: أَي قفاي لُغَة طائية وَكَانَت عِنْد طَلْحَة امْرَأَة من طي. وَيُقَال: إِن طيا تَأْخُذ من لُغَة وَيُؤْخَذ من لغاتها. الْبَرِيد: الرَّسُول. النَّقِيب: الْأَمِير على الْقَوْم وَقد نقب نقابة.
نشغ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنشغ. أَي شهق شهيقاً يبلغ بِهِ الغشى شوقاً إِلَيْهِ. قَالَ رؤبة: ... عَرَفْتُ أَنِّي نَاشِغٌ فِي النُّشَّغِ ... إلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَدَاكَ الأسْبَغِ ... أَي شَدِيد الشوق إِلَيْك. وَمِنْه الحَدِيث: لَا تعجلوا بتغطية وَجه الْمَيِّت حَتَّى ينشغ أَو يتنشغ. وَعَن الْأَصْمَعِي: النَّشغات عِنْد الْمَوْت [فوقات] خفيات جدا.
نشط عَوْف بن مَالك رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن سيبا دُلي من السَّمَاء فانتشط رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أُعِيد فانتشط أَبُو بكر.

(3/431)


نشط أَي نُزع من نشطت الدَّلْو من الْبِئْر إِذا نزعتها بِغَيْر قَائِمَة.
نشر مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خرج ونشره أَمَامه. هُوَ مَا يسطع وينشر بكرَة من الرّيح الطّيبَة خَاصَّة. قَالَ المرقش: ... الرّيح نَشْر والوُجُوه دَنَا ... نِيرٌ وأَطْرَاف الأكْفِّ عَنَمْ ... وَمِنْه قَوْلهم: سَمِعت مِنْهُ نشراً حسنا أَي ثَنَاء طيبا. الْحسن رَحمَه الله: قَالَ لَهُ رجل: إِنِّي أتوضأ فينتضح المَاء فِي إنائي. فَقَالَ: وَيلك وَمن يملك نشر المَاء هُوَ فعل بِمَعْنى مفعول من قَوْلهم: اللَّهُمَّ اضمم لي نشري أَي مَا نشرته حوادث الْأَيَّام من أَمْرِي. وَجَاء الْجَيْش نشراً يَعْنِي مَا ينتضح من رشاش المَاء ونفيانه.
نش عَطاء رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ ابْن جريج: قلت لعطاء: الْفَأْرَة تَمُوت فِي السّمن الذائب أَو الدّهن. قَالَ: أما الدّهن فينش ويدَّهن بِهِ إِن لم تقذره. قلت: لَيْسَ فِي نَفسك من أَن تأثم إِذا نشّ قَالَ: لَا. قلت: فالسَّمن يُنشّ ثمَّ يُؤكل بِهِ قَالَ: لَيْسَ مَا يُؤْكَل بِهِ كَهَيئَةِ شَيْء فِي الرَّأْس يدَّهن بِهِ. النَّشّ والمشّ: الدوف من قَوْلهم: زعفران منشوش. وَعَن أم الْهَيْثَم: مَا زلت أمش الْأَدْوِيَة فألده تَارَة وأوجره أُخْرَى. وَهُوَ خلطه بِالْمَاءِ وَمِنْه: نششها ومشمشها إِذا خالطها. قذرت الشَّيْء: إِذا كرهته. قَالَ العجاج: ... وقذري مَا لَيْسَ بالمقذور ...
نشر فِي الحَدِيث إِذا دخل أحدكُم الْحمام فَعَلَيهِ بالنَّشير وَلَا يخصف. وَهُوَ الْإِزَار لِأَنَّهُ ينشر فيؤتزر بِهِ. الخصف: أَن يضع يَده على فرجه من خصف النَّعْل إِذا أطبق عَلَيْهَا قِطْعَة

(3/432)


قَالَ الله تَعَالَى: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عليْهمَا مِنْ ورق الْجنَّة}
نشش إِذا نشّ فَلَا تشربه. يُقَال: الْخمر تنش إِذا أخذت فِي الغليان.
النُّون مَعَ الصَّاد

نصف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الْحور الْعين: ولنصيف إحداهنَّ على رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: هُوَ الْخمار. قَالَ النَّابِغَة: ... سَقَطَ النَّصيفُ وَلم تُرِدْ إسْقَاطه ... فتناوَلَتْه واتَّقَتْنا باليَد ... وَيُقَال أَيْضا للعمامة وكل مَا غطى الرَّأْس: نصيف ونصَّف رَأسه عمَّمه وَمِنْه ننصفه الشيب.
نصى إِن وَفد هَمدَان قدمُوا فَلَقوهُ مُقبلا من تَبُوك فَقَالَ ذُو المشعار مَالك بن نمط: يَا رَسُول الله نصية من هَمدَان من كل حَاضر وبادٍ أتوك على قلص نواج مُتَّصِلَة بحبائل الْإِسْلَام لَا تأخذهم فِي الله لومة لائم من مخلاف خارف ويام وَعَهْدهمْ لَا ينْقض عَن شية ماحل وَلَا سَوْدَاء عنقفير مَا قَامَت لعلع وَمَا جرى اليعفور بصُلَّع. فَكتب لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لمخلاف خارف وَأهل جناب الهضب وحقاف الرمل مَعَ وافدها ذِي المشعار مَالك بن نمط وَمن أسلم من قومه على أَن لَهُم فراعها ووهاطها وعزازها مَا أَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة

(3/433)


يَأْكُلُون علافها ويرعون عفاءها لنا من دفئهم وصرامهم مَا سلمُوا بالميثاق وَالْأَمَانَة وَلَهُم من الصَّدَقَة الثلب والناب والفصيل والفارض والداجن والكبش الحوري وَعَلَيْهِم فِيهِ الصَّالغ والقارح. النصية: لمن يُنتصى من الْقَوْم أَي يخْتَار من نواصيهم كالسرية لمن يستري من الْعَسْكَر أَي يخْتَار من سراتهم وَيُقَال للرؤساء نواص كَمَا يُقَال لَهُم: ذوائب ورءوس وهام وجماجم ووجوه. قَالَ: ... ومشهد قد كفَيتُ الغائبِينَ بِهِ ... فِي مَحْفِلٍ من نَواصِي الناسِ مَشْهُود ... خارف ويام: قبيلتان. المخلاف لليمن كالرستاق لغَيرهم. الشية: الوشاية. الماحل: السَّاعِي وَمَا أشبه رِوَايَة من رَوَاهُ: عَن سُنَّة ماحل وَقَالَ: سنَّته طَرِيقَته كَمَا يُقَال: أَنا لَا أفسد مَا بيني وَبَيْنك بمذاهب الأشرار أَي بطرقهم فِي الوشاية بالتصحيف. العنقفير: الداهية. وَيُقَال: غول عنقفير وَقَالَ الْكُمَيْت: ... شَذَّبَتْه عنقفير سِلْتِمُ ... فبَرَتْ جسمانه حَتَّى انْحَسَر ... وعقفرتها: دهاؤها ومكرها وعقفرته الدَّوَاهِي فتعقفر إِذا صرعته وأهلكته واعقنفرت عَلَيْهِ. يَعْنِي أَن هَذَا الْعَهْد مرعي غير منكوث على مَا خيلت كنحو مَا كَانُوا يكتبونه لكم الْوَفَاء منا بِمَا أعطيناكم فِي الْعسر واليسر وعَلى المنشط وَالْمكْره. لعلع: جبل. قَالَ الأخطل: ... سقى لَعْلَعاً والقَرْيَتَين فَلم يَكَدْ ... بأثقالِه عَن لَعْلَعٍ يتحمّل ... وَمن أيامهم يَوْم لعلع وَفِيه التَّذْكِير والتأنيث. الصُّلَّع: الصَّحرَاء الَّتِي لَا نبت فِيهَا. جناب الهضب: مَوضِع. الفراع: جمع فرعة وَهِي القُلَّة.

(3/434)


الوهاط: الْأَرَاضِي المطمئنة جمع وهط وَبِه سمي الوهط: مَال لعَمْرو بن الْعَاصِ بِالطَّائِف. العزاز: الأَرْض الصلبة. العلاف: جمع علف كجمال فِي جمل وَتَسْمِيَة الطَّعَام علفا كنحو بَيت الحماسة: ... إِذا كنت فِي قوم عدى لست مِنْهُم ... فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خبيثٍ وطيِّبِ ... قَالُوا: العفاء: الأَرْض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا ملك لأحد. وأصحّ مِنْهُ معنى أَن يُرَاد بِهِ الْكلأ سمي بالعفاء الَّذِي هُوَ الْمَطَر كَمَا يُسمى بالسماء قَالَ: ... وأضحت سَمَاء الله نزراً عَفَاؤُها ... فَلَا هِيَ تعفينا وَلَا تَتَغَيَّم ... وَلَو روى بِالْكَسْرِ على أَن يستعار اسْم الشّعْر للنبات كَانَ وَجها قَوِيا أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: رَوْضَة شعراء: كَثِيرَة النبت وَأَرْض كَثِيرَة الشَّعَار وَإِلَى إشراكهم بَين مَا ينْبت حول سَاق الشَّجَرَة وَمَا رقّ من الشّعْر فِي اسْم الشَّكير. قَالَ: ... وَالرَّأْس قد شاع لَهُ شَكِير ... وَقَوْلهمْ: نَبَات فيهمَا. الدفء: اسْم مَا يدفئ قَالَ الله تَعَالَى: {لكم فِيهَا دِفْءٌ ومَنَافع} . يَعْنِي مَا يتَّخذ من أصوافها وأوبارها مِمَّا يتدفأ بِهِ. وَقَالَ ذُو الرمة: ... وباتَ فِي دِفْءِ ارضاة ويشئزه ... نداوب الرّيح والوسواس والهِضَبُ ... وَيُقَال: فلَان فِي كنفه وذراه ودفئه. وَقيل للعطية: دفء. قَالَ: ... فدِفْءُ ابْن مروانٍ ودِفءُ ابْن أمّه ... يعيشُ بِهِ شرقُ البلادِ وغربها ... وَالْمرَاد بِهِ هُنَا الْإِبِل وَالْغنم لِأَنَّهَا ذَوَات الدفء وَكَذَلِكَ المُرَاد بالصِّرام النّخل لِأَنَّهَا الَّتِي تصرم لنا من ذَلِك. مَا سلَّموا بالميثاق أَي أَنهم مأمونون على صدقَات أَمْوَالهم لما أَخذ عَلَيْهِم من الْمِيثَاق وَلَا يُبعث إِلَيْهِم عَاشر وَلَا مُصدق.

(3/435)


الثِّلبُ: الْجمل الْهَرم الَّذِي تَكَسَّرَتْ أَسْنَانه. الفارض: المسنَّة. قَالُوا فِي الحوري: مَنْسُوب إِلَى الْحور وَهِي جُلُود تتَّخذ من جُلُود بعض الضَّأْن مصبوغة بحمرة. وخُفّ محوَّر مبطَّن بحور. قَالَ أَبُو النَّجْم: ... كَأَنَّمَا برقع خَدّيه الحوَر ... الصَّالغ: من الْغنم وَالْبَقر الَّذِي دخل فِي السّنة السَّادِسَة والقارح من الْخَيل مثله.
نصل خرج مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خوَّات بن جُبَير حَتَّى بلغ الصَّفْرَاء فَأصَاب سَاقه نصيل حجر فَرجع فَضرب لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسهمه. النَّصيل والمنصيل والمنصال: البرطيل وَهُوَ حجر مستطيل شبْرًا وذراعاً ويُجمع نُصلاً وأنصلة وَيُقَال للفأس: النَّصيل. مرَّت بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَحَابَة فَقَالَ: تنصَّلت هَذِه وتنصلت هَذِه بنصر بني كَعْب. أَي خرجت وَأَقْبَلت من نصل علينا فلَان إِذا خرج عَلَيْك من طَرِيق أَو ظهر من حجاب وَمِنْه تنصَّل من ذَنبه. وَيُقَال: تنصَّلته واستنصلته: أخرجته. تنصلت: تنحو وتقصد وَيُقَال لمن تشمَّر لِلْأَمْرِ: قد انصلت لَهُ. بنصر بني كَعْب: أَي بسقيهم يُقَال: نصر الْمَطَر الأَرْض إِذا عمَها بالجود.
نصنص أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ دخل عَلَيْهِ وَهُوَ ينصنص لِسَانه وَيَقُول: إِن هَذَا أوردني الْمَوَارِد. عَن الْأَصْمَعِي: نصنص لِسَانه ونضنضه: حرَّكه. وَعَن أبي سعيد: حَيَّة نصناص ونضناض يُحَرك لِسَانه.

(3/436)


عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا بلغ النِّسَاء نصَّ الْحَقَائِق وروى: نصّ الحقاق فالعصبة أولى. نصُّ كل شيءٍ: منتهاه من نصصت الدَّابَّة إِذا استخرجت أقْصَى مَا عِنْده من السّير يَعْنِي إِذا بلغن الْغَايَة الَّتِي عقلن فِيهَا وعرفن حقائق الْأُمُور أَو قدرن فِيهَا على الحقاق وَهُوَ الْخِصَام أَو حوقَّ فِيهِنَّ فَقَالَ بعض الْأَوْلِيَاء: أَنا أحقُّ بهَا وَبَعْضهمْ أَنا أحقُّ. وَيجوز أَن يُرِيد إِذا بلغن نِهَايَة الصِّغار أَي الْوَقْت الَّذِي يَنْتَهِي فِيهِ صغرهن ويدخلن فِي الْكبر. اسْتعَار لهنَّ اسْم الحقاق من الْإِبِل وَهَذَا وَنَحْوه مِمَّا يتمسَّك بِهِ أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد وَالشَّافِعِيّ رَحِمهم الله فِي اشْتِرَاط الْوَلِيّ فِي نِكَاح الْكَبِيرَة.
نصل الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ زيد بن وهب: أَتَيْته لما قُتل عُثْمَان فاستشرته فَقَالَ: ارْجع فَإِن كَانَ لقوسك وتر فاقطعه وَإِن كَانَ لرمحك سنانٌ فأنصله. أَي انزعه يُقَال: نصل الرمْح: جعل لَهُ نصلا وأنصله: نزع نصله وَقيل نصله وأنصله فِي معنى النزع ونصله: ركب نصله.
نصف ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا ذكر دَاوُد صَلَاة الله عَلَيْهِ يَوْم فتنته فَقَالَ: دخل الْمِحْرَاب وأقعد منصفا على الْبَاب. الْمنصف: الْخَادِم: بِكَسْر الْمِيم عَن الْأَصْمَعِي وَبِفَتْحِهَا عَن أبي عُبَيْدَة ومؤنثه منصفة وَالْجمع مناصف. قَالَ عمر بن أبي ربيعَة: ... قَالَت لَهَا ولأُخْرَى من مَنَاصِفِها ... لقد وجدْتُ بِهِ فوقَ الَّذِي وجَدا ... وَقد نصفه ينصفه نصافة وتنصَّفَه: خدمه واستخدمه وَأَصله من تنصفت فلَانا إِذا خضعت لَهُ وتضرعت تطلب مِنْهُ النصفة ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي مَوضِع الخضوع والخدمة.
نصى عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا سُئلت عَن الْمَيِّت يُسرَّح رَأسه فَقَالَت: علام تنصون ميِّتكم.

(3/437)


نصى أَي تسرحونه يُقَال: نصت الماشطة الْمَرْأَة ونصَّتها فتنصَّت أُخذ من الناصية. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لم تكن وَاحِدَة من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تناصيني فِي حُسن الْمنزلَة عِنْده غير زَيْنَب بنت جحش. أَي تنازعني وتباريني من مناصاة الرجل صَاحبه وَهِي أَخذ كل وَاحِد مِنْهُمَا نَاصِيَة الآخر.
نصع فِي حَدِيث أهل الْإِفْك: وَكَانَ مُتبرَّز النِّسَاء بِالْمَدِينَةِ قبل أَن سُوِّيت الكنف فِي الدُّور المناصع. قَالُوا: جَاءَ فِي الحَدِيث أَن المناصع صَعِيد أفيح خَارج الْمَدِينَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي يتبرّز إِلَيْهَا الْإِنْسَان إِذا أَرَادَ أَن يحدث. وَاحِدهَا منصع لِأَنَّهُ ينصع إِلَيْهِ أَي يبرز ويخلو لِحَاجَتِهِ فِيهِ.
نصص كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَقُول الْجَبَّار: أحذروني فَإِنِّي لَا أُناص عبدا إِلَّا عَذبته. المناصة: المناقشة يُقَال: ناص غَرِيمه ونصصه كباعده وبعّده وناعمه ونعّمه إِذا استقصى عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث عون رَحمَه الله: إِن الله تَعَالَى أوحى إِلَى نَبِي من الْأَنْبِيَاء: من أناصُّه الْحساب يحقّ عَلَيْهِ الْعَذَاب. فِي الحَدِيث لَا يؤمَّنَّكم أنْصر وَلَا أزنّ وَلَا أفرع. تَفْسِيره فِي الحَدِيث: الأنصر الأقلف. والأزنّ: الحاقن. والافرع: الموسوس.

(3/438)


النُّون مَعَ الضَّاد

نضل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عبد الله بن عمر: كُنَّا فِي سفر مَعَه فنزلنا منزلا فمنا من ينتضل ومنَّا من هُوَ فِي جشره فَنَادَى مناديه: الصَّلَاة جَامِعَة. انتضل الْقَوْم: تناضلوا أَي تراموا. الجشر: المَال الرَّاعِي.
نضر نضَّر الله عبدا سمع مَقَالَتي فوعاها ثمَّ أدََّاها إِلَى من لم يسْمعهَا. نضره ونضَّره وأنضره: نعَّمه فنضر ينضر ونضر ينضر وَفِي شعر جرير: ... وَالْوَجْه لَا حسنا وَلَا منضورا ... وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا معشر محَارب نضَّركم الله لَا تسقوني حلب امْرَأَة. الْحَلب: فِي النِّسَاء عيبٌ عِنْدهم يتعايرون بِهِ. قَالَ الفرزدق: ... كم عمةٍ لَك يَا جريرُ وَخَالَة ... فَدْعَاءُ قد حَلَبَتْ عليَّ عِشَارِي ... وَمِنْه الْمثل: يحلب بني وأضب على يَده. وَهُوَ مَذْكُور فِي كتاب المستقصي فَكَأَنَّهُ سلك فِيهِ طَرِيق الْعَرَب.
نضد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ لي جِبْرَائِيل: لم يَمْنعنِي من الدُّخول عَلَيْك البارحة إِلَّا أَنه كَانَ على بَاب بَيْتك ستر فِي تصاوير وَكَانَ فِي بَيْتك كلب فمُرْ بِهِ فَليخْرجْ وَكَانَ الْكَلْب جروا لِلْحسنِ وَالْحُسَيْن من تحد نضدٍ لَهُم. هُوَ سَرِير وَقيل: مشجب تُنضد عَلَيْهِ الثِّيَاب.

(3/439)


أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقَالَ: إِن نَاضِح آل فلانٍ قد أَبَد عَلَيْهِم. فَنَهَضَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِير سجد لَهُ فَوضع يَده على رَأس الْبَعِير. ثمَّ قَالَ: هَات السِّفار فجيء بالسِّفار فَوَضعه على رَأسه. الناضح: السانية. أَبَد: غلب واستصعب. السِّفار: حَبل يُشدُّ طرفه على خطام الْبَعِير مداراً عَلَيْهِ وَيجْعَل بَقِيَّته زماماً وَرُبمَا كَانَ السِّفار حَدِيدَة سمي بذلك لِأَنَّهُ يزِيل الصعوبة ويكشفها.
نضعن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يَأْخُذ الزَّكَاة من ناضِّ المَال. هُوَ مَا نضَّ مِنْهُ أَي صَار وَرقا وعبينا بعد أَن كَانَ مَتَاعا. وَهُوَ من قَول الْعَرَب: أَخذ من ناضِّ مَاله أَي من أَصله وخالصه. وَمِنْه قَوْلهم: فلَان من نُضاض الْقَوْم ومُضاضهم ومُصاصهم أَي من خالصتهم لِأَن الذَّهَب وَالْفِضَّة هما أصل وَالْمَال وخالصه. وَمِنْه حَدِيث عِكْرِمَة: إِنَّه قَالَ فِي شَرِيكَيْنِ: إِذا أَرَادَا أَن يتفرَّقا يقتسمان مَا نضّ بَينهمَا من الْعين وَلَا يقتسمان الدّين فَإِن أَخذ أَحدهمَا وَلم يَأْخُذ الآخر فَهُوَ رَبًّا. كره أَن يقتسما الدّين لِأَنَّهُ رُبمَا اسْتَوْفَاهُ أَحدهمَا وَلم يستوفه الآخر فَيكون رَبًّا وَلَكِن يقتسمانه بعد الْقَبْض. وَمِنْه الحَدِيث: خُذُوا صَدَقَة مَا نض من أَمْوَالهم.
نضح قَتَادَة رَحْمَة الله: النَّضْح من النَّضْح. أَي مَا أَصَابَهُ نضح من الْبَوْل كرءوس الإبر فلينضحه بِالْمَاءِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَن يغسلهُ وَكَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله لَا يرى فِيهِ نضحاً وَلَا غسلا.
النخعى رَحْمَة الله لَا بَأْس أَن يشرب فِي قدح النضار. هُوَ شجر الأثل الورسى اللَّوْن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ النبع. وَقيل: الْخلاف

(3/440)


يدْفن خشبه حَتَّى ينضر ثمَّ يعْمل فَيكون أمكن لعامله فِي ترقيقه. وَقيل: أقداح النضار هَذِه الأقداح الْحمر الجيشانية. وَقيل: النضار الْخَالِصَة من جَوْهَر التبر وَمن الْخشب. وَأنْشد لذى الرمة: ... نُقِّحَ جِسْمِي عَن نُضاَر العُودِ ... بَعْدَ اضْطِرَاب الْعُنُق الأملود ...
نضح عَطاء رَحْمَة الله عَلَيْهِ: سُئِلَ عَن نضح الْوضُوء قَالَ: اسمح يسمح لَك كَانَ من مضى لَا يفتشون عَن هَذَا وَلَا يلحصون. النَّضْح: كالنشر سَوَاء بِنَاء وَمعنى. الْوضُوء: مَاء الْوضُوء. اسمح: من أسمحت قرونته إِذا أسهلت وانقادت. التلحيص: التَّشْدِيد والتضييق من اللحيص وَهُوَ الضّيق والتحص خرت مسلتك إِذا انسد. ولحاص: علم للضيق والشدة. فِي الحَدِيث: مَا سقِِي من الزَّرْع نضحاً فَفِيهِ نصف الْعشْر. أَي مَا سقِِي بالناضح وَهُوَ السانية وَالْمرَاد مَا لم يسق فتحا. وَلم أزل أنضنض سهمي الآخر فِي جَبهته حَتَّى نَزَعته وبقى النصل فِي جَبهته مثبتاً مَا قدرت على نَزعه. أَي أقلقله.
النُّون مَعَ الطَّاء
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أبي رهم الْغِفَارِيّ: كنت مَعَه فِي غَزْوَة تَبُوك

(3/441)


نطنط فسرت مَعَه ذَات لَيْلَة فقربت مِنْهُ فَجعل يسألني عمَّن تخلَّف من بني غفار. فَقَالَ وَهُوَ يسألني: مَا فعل النَّفر الحُمر الطوَال النَّطانط فَحَدَّثته بتخلفهم. فَقَالَ: مَا فعل النَّفر السود الْقصار الجعاد فَقلت: وَالله مَا أعرف وروى: الثِّطاط. النطناط: الطَّوِيل المديد الْقَامَة من النَّطّ وَهُوَ المطّ. يُقَال: نططته ومططته إِذا مددته. الثَّطّ: الكوسج. الْجَعْد: الْقصير المتردد. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعطية السَّعْدِيّ: مَا أَغْنَاك الله فَلَا تسْأَل النَّاس شَيْئا فَإِن الْيَد الْعليا هِيَ المنطية وَإِن الْيَد السُّفْلى هِيَ المُنطاة وَإِن مَال الله مسئول ومُنطىً. هَذِه لُغَة بني سعد يَقُولُونَ: أنطني: أَي أَعْطِنِي. وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجل: أنطه كَذَا. قَالَ زيد بن ثَابت رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يملي عليَّ كتابا وَأَنا أستفهمه فَاسْتَأْذن رجل عَلَيْهِ فَقَالَ لي: انطُ. أَي اسْكُتْ. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فقد شرَّف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه اللُّغَة وَهِي حميرية. وَقَالَ الْمفضل: زجر للْعَرَب تَقول للبعير تسكينا لَهُ إِذا نفر انط فيسكن وَهُوَ أَيْضا إشلاء للكلب. لَا يزَال الْإِسْلَام يزِيد وَأَهله وَينْقص الشِّرك وَأَهله حَتَّى يسير الرَّاكِب بَين النطفتين لَا يخْشَى إِلَّا جورا. يُرِيد الْبَحْرين بجر الْمشرق وبحر الْمغرب وَيُقَال للْمَاء قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا نُطْفَة. قَالَ الْهُذلِيّ: ... وإنهما لجوَّابَا خروق ... وشرابان للنطف الطوامي ...

(3/442)


نطف وَمِنْه الحَدِيث: إِنَّا نقطع إِلَيْكُم هَذِه النُّطفة. أَي هَذَا الْبَحْر. وَفِي حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه كَانَ فِي غَزْوَة هوَازن فَقَالَ لأَصْحَابه يَوْمًا: هَل من وضوء فجَاء رجل بنطفة فِي إداوة فاقتضَّها فَأمر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصُبَّت فِي قدح فتوضأنا كلنا وَنحن أَربع عشرَة مائَة ندغفقها دغفقة. يُرِيد المَاء الْقَلِيل. اقتضها: فتح رَأس الإدواة من اقتضاض الْبكر أَو ابْتَدَأَ فَشرب مِنْهَا أَو تمسَّح وروى بِالْفَاءِ من فضَّ المَاء وافتضَّه إِذا صبّه شَيْئا بعد شَيْء وانفض المَاء. دغفق المَاء ودغرقه: إِذا دفقه وَهُوَ أَن يصبهُ صبَّا كثيرا وَاسِعًا. وَمِنْه عَام دغفق ودغرق ودغفل: مُخصب وَاسع. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لرؤبة: أرَّقَنِي طارقُ هَمٍّ أرَّقَا ... وَقد أرى بِالدَّار عَيْشًا دغفقا ...
نطو غَدا إِلَى النطاة وَقد دلَّه الله على مشارب كَانُوا يستقون مِنْهَا دبول كَانُوا ينزلون إِلَيْهَا بِاللَّيْلِ فيتروون من المَاء فقطعها فَلم يَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلا حَتَّى أعْطوا بِأَيْدِيهِم. نطاة: علم لخيبر. وَقيل: حصن بهَا واشتقاقها من النَّطو. وَهُوَ الْبعد. وَفِي الْمَغَازِي: حَاز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر كلهَا الشقّ ونطاة والكتيبة قَالَ: ... خزيت لي بحزم فيدة تحدى ... كاليهودي من نَطَاة الرِّقَالِ ... وَإِدْخَال اللَّام عَلَيْهَا كإدخالها على حَارِث وَحسن وعباس كأنَّ النَّطاة وصفٌ لَهَا غلب عَلَيْهَا. الدَّبل: الْجَدْوَل لِأَنَّهُ يدبل أَي يدمل وكل شَيْء أصلحته فقد دبلته ودملته وَأَرْض مدمولة ومدبولة: مصلحَة بالدَّمال وَهُوَ السِّرجين أَو لِأَنَّهُ صَلَاح للمزرعة سمي بِالْمَصْدَرِ. دُبول: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَلَا مَحل للجملة لِأَنَّهَا مستأنفة.
نطس عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خرج من الْخَلَاء فَدَعَا بِطَعَام فَقيل لَهُ: أَلا تتوضأ فَقَالَ: لَوْلَا التنطُّس مَا باليت أَن أغسل يَدي.

(3/443)


نطس هُوَ التأنق فِي الطَّهَارَة والتقذر يُقَال: تنطَّس فلَان فِي الْكَلَام إِذا تأنق فِيهِ وَإنَّهُ ليتنطس فِي اللّبْس والطعمة أَي لَا يلبس إِلَّا حسنا وَلَا يطعم إِلَّا نظيفاً وتنطَّس عَن الْأَخْبَار وتندَّس عَنْهَا: تأنق فِي الاستخبار. وَرجل نطس وندس وَمِنْه النّطاسي. لتأنقه: قَالَ العجاج: ... ولهوة اللاهي وَإِن تنطسا ...
نطع ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ إيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَاف والتنطع فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْل أحدكُم: هلمّ وتعال. هُوَ التعمق والغلو وَأَصله التقعر فِي الْكَلَام من النِّطع وَهُوَ الْغَار الْأَعْلَى ثمَّ اسْتعْمل فِي كل تعميق فَقيل: تنطَّع الرجل فِي عمله إِذا تنطَّس فِيهِ. قَالَ أَوْس: ... وحشْو جَفِير من فروع غرائب ... تنطَّع فِيهَا صانعٌ وتأمَّلا ... وَمِنْه الحَدِيث: هلك المتنطعون. أَي الغالون. أَرَادَ النَّهْي عَن التَّماري والتَّلاج فِي الْقرَاءَات الْمُخْتَلفَة وأنَّ مرجعها كلهَا إِلَى وَجه وَاحِد من الْحسن وَالصَّوَاب.
نطق ابْن الزبير رَضِي الله عَنهُ إِن أهل الشَّام نادوه يَابْنَ ذَات النطاقين. فَقَالَ: إيهِ والإله أَو إيهاً والإله. ... وتِلْكَ شَكَاةٌ ظاهرٌ عَنْك عارها ... مر ذكر ذَات النطاقين فِي (حو) . يُقَال إيهِ وهيهِ بِالْكَسْرِ فِي الاستزادة والاستنطاق. قَالَ: ... ووقفنا فقُلْنا إيهِ عَن أمّ سَالم ... وإيه وهيه بِالْفَتْح فِي الزَّجر وَالنَّهْي كَقَوْلِك: إيه حَسبك يَا رجل. وَيُقَال: إيه وإيهاً بِالتَّنْوِينِ للتنكير أَرَادَ زيدوا فِي نداي بذلك زِيَادَة فَإِن لكم مِمَّا يزيدني فخراً ويُكسبني ذكرا جميلا. أَو زجرهم عَمَّا بنوا عَلَيْهِ نداءهم من إِرَادَة الإزراء بِهِ جهلا وسفهاً فَكَأَنَّهُ قَالَ:

(3/444)


كُفُّوا عَن جهلكم كفًّا. وَعَن بَعضهم: إِن أَيهَا يُقَال أَيْضا فِي مَوضِع التَّصْدِيق والارتضاء وَلم يمر بِي فِي مَوضِع أَثِق بِهِ. والإله: يحْتَمل أَن يكون قسما أَرَادَ وَالله إِن الْأَمر كَمَا تَزْعُمُونَ وَأَن يكون استعطافاً كَقَوْلِك: بِاللَّه أَخْبرنِي وَإِن كَانَت الْبَاء لذَلِك. وإبقاء همزَة إِلَه مَعَ حرف التَّعْرِيف لَا يكَاد يسمع إِلَّا فِي الشّعْر كَقَوْلِه: ... معاذَ الإِلَه أَن تكونَ كَظَبْيَةٍ ... الَّذِي تمثل بِهِ من بَيت أبي ذُؤَيْب: ... وعيّرها الواشون أَنِّي أحبها ... وَتلك شَكَاةٌ ظاهرٌ عَنْك عَارُها ... الشَّكاة: القالة لِأَنَّهَا تُشكى وَتكره. ظَاهر عَنْك: أَي زائل غَائِب. قَالَ الْأَصْمَعِي: ظهر عَنهُ الْعَار إِذا ذهب وَزَالَ.
نطل ابْن الْمسيب رَحمَه الله كره أَن يَجْعَل نطل النَّبِيذ فِي النَّبِيذ ليشتد بالنطل. قيل: هوالثجير سمي بذلك لقلته من قَوْلهم: مَا فِي الدنّ نطلة ناطل أَي جرعة من شراب وانتطل من الزِّق [نطلة] إِذا اصطب مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا وَمِنْه قيل للقدح الصَّغِير الَّذِي يري فِيهِ الْخمار النموذج: ناطل.
النُّون مَعَ الظَّاء

نظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن عبد الله بن عبد الْمطلب مرَّ بِامْرَأَة كَانَت تنظر وتعتاف فدعته إِلَى أَن يستبضع مِنْهَا. تنظر أَي تتكهَّن وَهُوَ نظر بعلمٍ وفراسة. تعتاف: من العيافة. الاستبضاع: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أَن الرجل المرغوب فِي بضعه كَانَ يَقع على الْمَرْأَة وَيَأْخُذ مِنْهَا شَيْئا وَالْمَرْأَة هِيَ كاظمة بنت مرّة مَشْهُورَة قد قَرَأت الكُتُب مر بِهِ عَلَيْهَا

(3/445)


عبد الْمطلب بعد انْصِرَافه من نحر الْإِبِل الَّتِي فدَّى بهَا فرأت فِي وَجهه نورا فَقَالَت: يَا فَتى هَل لَك أَن تقع عليَّ وأُعطيك مائَة من الْإِبِل. فَقَالَ عبد الله: ... أمّا الحَرَام فالحِمامُ دوَنَهُ ... والحلُّ لَا حلّ فأستَبينهُ
فَكيف بالأمرِ الَّذِي تَبْغِيَنهُ ... وَقيل: هِيَ أم قتال بنت نَوْفَل أُخْت ورقة. النّظر إِلَى وَجه عليّ عبَادَة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِن تَأْوِيله أَن عليا كَانَ إِذا برز قَالَ النَّاس: لَا إِلَه إِلَّا الله مَا أشرف هَذَا الْفَتى لَا إِلَه إِلَّا الله مَا أَشْجَع هَذَا الْفَتى لَا إِلَه إِلَّا الله مَا أعلم هَذَا الْفَتى لَا إِلَه إِلَّا الله مَا أكْرم هَذَا الْفَتى لَا إِلَه إِلَّا الله. ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لقد عرفت النَّظَائِر كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقوم بهَا: عشْرين سُورَة من المفصّل. سميت نَظَائِر لِأَنَّهَا مشتبهة فِي الطول جمع نظيرة أَو لفضلها جمع نظورة وَهِي الْخِيَار. وَيُقَال: نَظَائِر الْجَيْش لأفاضلهم وأماثلهم. وَأنْشد الْكسَائي: ... لنا البَأْوُ فِي حَيَّيْ نِزَار إِذا ارْتَدُّوا ... نَظُورَتُهُمْ أكفاؤُنا وَلنَا الفَضْلُ ... . الزُّهْرِيّ رَحمَه الله لَا تناظر بِكِتَاب الله وَلَا بِكَلَام رَسُول الله. هُوَ من قَوْلهم: ناظرت فلَانا أَي صرت لَهُ نظيرا فِي المخاطبة وناظرت فلَانا بفلان أَي جعلته نظرا لَهُ أَي تجْعَل لَهما نظيرا شَيْئا فتدعهما وَتَأْخُذ بِهِ أَو لَا تجعلهما مثلا كَقَوْل الْقَائِل: إِذا جَاءَ فِي الْوَقْت الَّذِي يُرِيد صَاحبه: جِئْت على قدر يَا مُوسَى وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا يتَمَثَّل بِهِ الجهلة من أُمُور الدُّنْيَا وخسائس الْأَعْمَال بِكِتَاب الله وَفِي ذَلِك ابتذال وامتهان. وحَدثني جدي عَن بعض مشيخة بَغْدَاد أَن صاحبا لَهُ تمثل بقوله تَعَالَى: {فابْعَثُوا أَحَدَكم بِوَرِقِكم هذِه إِلَى المَدِينةِ فلْيَنْظُرْ أيُّها أَزْكى طَعَاما} . وَكَانَ من أخص النَّاس بِهِ وأقربهم إِلَيْهِ فَلم يزل بعد ذَلِك عِنْده مَهْجُورًا.

(3/446)


النُّون مَعَ الْعين

نعم النبى صلى الله وَآله عَلَيْهِ وَسلم من تَوَضَّأ للْجُمُعَة فبها ونعمت وَمن اغْتسل فالغسل أفضل الْبَاء مُتَعَلقَة بِفعل مُضْمر أَي فبهذه الْخصْلَة أَو الفعلة يَعْنِي بِالْوضُوءِ ينَال الْفضل ونعمت أَي نعمت الْخصْلَة هِيَ فَحذف الْمَخْصُوص بالمدح وسُئل عَنهُ الْأَصْمَعِي فَقَالَ: أَظُنهُ يُرِيد فبالسنة أَخذ وأضمر ذَلِك إِن شَاءَ الله
نعل إِذا ابتلَّت النِّعال فَالصَّلَاة فِي الرِّحال هِيَ الْأَرَاضِي الصلبة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّعل من الْحرَّة شَبيهَة بالنَّعل فِيهَا طول وصلابة وَمن الْحرار الخُفُّ وَهُوَ أطول من النَّعْل والضلع أطول من الكراع والكراع أطول من الْخُف وَقَالَ الشَّاعِر فِي تصغيرها: ... حَوَى خَبْت ابْن بت الليلَةْ ... بت قَرِيبا احتذي نُعَيْلَه ... خصَّ النِّعَال لِأَن أدنى ندوة يبلّها بِخِلَاف الرخوة فَإِنَّهَا تنشف الرِّحال: جمع رَحل وَهُوَ منزلَة ومسكنه كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم نعل سَيْفه من فضّة هِيَ الحديدة الَّتِي فِي أَسْفَل قرَابه قَالَ: ... إِلَى مَلِكٍ لَا يَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه ... أجَلْ لَا وإنْ كانَتْ طوَالًا حمائله ...
نعر عمر رضى الله عَنهُ لَا أُقلع عَنهُ حَتَّى أُطير نُعرته وروى: حَتَّى أنزع النُّعرة الَّتِي فِي أَنفه هِيَ ذُبَاب أَزْرَق لَهُ إبرة يلسع بهَا يتولَّع بالبعير وَيدخل أَنفه فيركب رَأسه سُميت نعرة لنعيرها وَهُوَ صَوتهَا وَقد نعر الْبَعِير فَهُوَ [نعر] فاستعيرت للوصف بالنخوة وَالْكبر لِأَن المنخوَّ رَاكب رَأسه فَقيل: لأُطيِّرن نُعرتك أَي لأُذهبنَّ كبرك وَقَالُوا: أنوف نواعر أَي شوامخ

(4/3)


وَنَحْوهَا من الِاسْتِعَارَة قَوْلهم للحديد من الرِّجَال: إِن فِيهِ شذاة وللجائع: ضرم شذاة والشَّذاة ذُبَاب الْكَلْب وَمِنْهَا قَوْلهم: حمر شواذٍ كَمَا قَالُوا: نواعر من النعرة وَفِي حَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا رَأَيْت نعرة النَّاس ولاتستطيع تغييرها فدعها حَتَّى يكون الله يغيِّرها أَي كبرهم وجهلهم
نعي شَدَّاد بن أَوْس رضى الله عَنهُ يَا نعايا الْعَرَب إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الرِّياء والشهوة الْخفية وروى: يَا نعيان الْعَرَب وَقَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هُوَ يَا نعاء الْعَرَب فِي نعايا ثَلَاثَة أوجه: أَحدهَا: أَن تكون جمع نعيّ وَهُوَ مصدر يُقَال: نعي الْمَيِّت نعيًّا نَحْو صأي الفرخ صئيا وَنَظِيره فِي جمع فعيل من غير الْمُؤَنَّث على فعائل مَا ذكره سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم فى جمع أفيلولفيف: أفائل ولفائف وَالثَّانِي: أَن يكون اسْم جمع كَمَا جَاءَ أخايا فِي جمع أخيَّة وَأَحَادِيث فِي جمع حَدِيث وَالثَّالِث أَن تكون جمع نعاء الَّتِي هِيَ اسْم للْفِعْل وَهِي فعال مُؤَنّثَة أَلا ترى إِلَى قَول زُهَيْر: ... دُعيت نَزَالِ ولُجَّ فِي الذُّعْرِ ... وَأَخَوَاتهَا وهنّ: فجار وقطام وفساق مؤنثات كَمَا جُمع شمال على شمائل وَالْمعْنَى يَا نعايا الْعَرَب جئن فَهَذَا وقتكنّ وزمانكنّ يُرِيد أَن الْعَرَب قد هَلَكت

(4/4)


والنعيان مصدر بِمَعْنى النعي وَأما نعاء الْعَرَب فَمَعْنَاه انع الْعَرَب والمنادي مَحْذُوف الشَّهْوَة الْخفية: قيل هِيَ كل شَيْء من الْمعاصِي يضمره صَاحبه ويصر عَلَيْهِ وَقيل: أَن يرى جَارِيَة حسناء فيغض طرفه ثمَّ ينظر بِقَلْبِه ويمثلها لنَفسِهِ فيفتنها
نعر ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يَقُول فِي الأوجاع: بِسم الله الْكَبِير أعوذ بِاللَّه الْعَظِيم من شرِّ عرق نعّار وَمن شرّ حرِّ النَّار يُقَال: جرح نعور ونعّار إِذا صوّت دَمه عِنْد خُرُوجه وَفُلَان نعّار فِي الْفِتَن إِذا كَانَ يسْعَى فِيهَا ويصوِّت بِالنَّاسِ
نعم مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ أَبُو مَرْيَم الْأَزْدِيّ: دخلت عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا أنعمنا بك يَا فلَان أَي مَا الْخطب الَّذِي أقدمك علينا فسرنا بلقائك وَأقر أَعيننَا من نعْمَة الْعين
نعف الْأسود بن يزِيد رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ عَطاء بن] 918 [السَّائِب: رَأَيْته قد تلفَّف فِي قطيفة لَهُ ثمَّ عقد هدبة القطيفة بنعفة الرَّحل وَهُوَ محرم قَالَ الْأَصْمَعِي: النَّعفة: الْجلْدَة الَّتِي تعلو على آخِرَة الرَّحل وَهِي العذبة والذؤابة وَقَالَ أبوسعيد: هِيَ فضلَة من غشاء الرَّحل تصير أطرافها سيوراً فَهِيَ تخفق على آخِرَة الرَّحل وَأنْشد لِابْنِ هرمة: ... مَا أنس لَا أنس يَوْم ذِي بَقَرٍ ... إِذْ تَّتقينا الأكفُّ منصرِفَهْ
مَا ذَبْذَبَتْ ناقةٌ براكبها يَوْم فضول الأنساعِ والنّعَفَهْ ...
نعم الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى إِذا سَمِعت قولا حسنا فرويداً بِصَاحِبِهِ فَإِن وَافق قولٌ عملا فَقل لَهُ: نعمونعمة عين آخه وأودده يُقَال: نعم ونعمة عين ونعام عين وَنعم عين ونعمى عين ونعامة عين كلهَا بِمَعْنى وأنعم عَيْنك إنعاما أَي أقرَّ عَيْنك بطاعتك واتِّباع أَمرك

(4/5)


وَالْمعْنَى إِذا سَمِعت رجلا يتَكَلَّم فِي الْعلم بِمَا يونقك فَهُوَ كالداعي لَك إِلَى مودته ومؤاخاته فَلَا تعجل بإجابته إِلَى ذَلِك حَتَّى تذوقه وتطلع طلع أمره فَإِن رَأَيْته يحسن الْعَمَل كَمَا احسن القَوْل فأجبه وَقل لَهُ: نعم ونعمة عين وَعَلَيْك بمؤاخاته وموادّته فَقَوله: آخه بدل من قَوْله فَقل لَهُ: نعم وَيجوز أَن يكون قَوْله: نعم ونعمة عين فِي مَوضِع الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: فآخه مجيباً لَهُ قَائِلا] لَهُ [: نعم ونعمة عين تَقول وده وأودده نَحْو: غضه وأعضضه أَي أحببه الْإِدْغَام تميمى والإظهارحجازى
نعر قَالَ فِي هزيمَة يزِيد بن الْمُهلب: كلما نعر بهم ناعر ابعوه أَي صَاح بهم صائح ودعاهم دَاع يُرِيد أَنهم سراع إِلَى الْفِتَن والسعى فِيهَا
نعم مُطرّف رَحمَه الله تَعَالَى لَا تقل: نعم الله بك عينا فَإِن الله لَا ينعم بِأحد عينا وَلَكِن قل: أنعم الله بك عينا هُوَ صَحِيح فصيح فِي كَلَامهم وعيناً نصب على التَّمْيِيز من الْكَاف وَالْبَاء للتعدية وَالْمعْنَى نعمك الله عينا أَي نعمَّ عَيْنك وأقرَّها وَقد يحذفون الْجَار ويوصلون الْفِعْل فَيَقُولُونَ: نعمك الله عينا وَمِنْه بَيت الحماسة: ... أَلا ردى جمالك يَا ردينا ... نعمناكم مَعَ الإصباحِ عَيْنا ... وَأنْشد يَعْقُوب: ... وكُوم تُنْعِم الأَضياف عَيْناً ... وَأما أنعم الله بك عينا فالباء فِيهِ مزيدة لِأَن الْهمزَة كَافِيَة فِي التَّعْدِيَة تَقول: نعم زيد عينا وأنعمه الله عينا] 919 [ونظيرها الْبَاء فِي أقرَّ الله بِعَيْنِه وَيجوز أَن يكون من أنعم الرجل إِذا دخل فِي النَّعيم فيعدى بِالْبَاء وَلَعَلَّ مطرِّفاّ خُيِّل إِلَيْهِ أَن انتصاب الْمُمَيز فِي هَذَا الْكَلَام عَن الْفَاعِل فاستعظم ذَلِك تَعَالَى الله

(4/6)


عَن أَن يُوصف بالحواس علوًّا كَبِيرا وَالَّذِي خيّل إِلَيْهِ ذَلِك أَن سمعهم يَقُولُونَ: نعمت بِهَذَا الْأَمر عينا وقررت بِهِ عينا والمميز فِيهِ عَن الْفَاعِل وَالْبَاء بمنزلتها فِي سررت بِهِ وفرحت بِهِ فَحسب أَن الْأَمر فِي نعم الله بك عينا على هيئنه فِي نعمت بِهَذَا الْأَمر عينا فَمن ثمَّ أَتَى فِي إِنْكَاره] مَا أَتَاهُ [من الانحراف عَن الصَّوَاب وَدفع مَا لَيْسَ بمدفوع
النُّون مَعَ الْغَيْن

نغش النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم مر بِرَجُل نُغاش فخرَّ سَاجِدا ثمَّ قَالَ: أسأَل الله الْعَافِيَة وروى: نعاشيّ هُوَ أقصر مَا يكون من الرِّجَال والدِّرحاية نَحوه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: من يأتيني بِخَبَر سعد بن الرّبيع قَالَ مُحَمَّد بن سَلمَة الْأنْصَارِيّ: فمررت بِهِ وسط الْقَتْلَى صَرِيعًا فِي الْوَادي فناديته فَلم يجب فَقلت إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَرْسلنِي إِلَيْك فتنفش كَمَا يتنَّغش الطير كل هامَّة أَو طَائِر تحرَّك فِي مَكَانَهُ فقد تنغش قَالَ ذُو الرمة يصف القردان: ... إِذا سَمِعَتْ وَطْءَ المَطيِّ تنغَّشَتْ ... حشاشاتُها فِي غَيرِ لَحمٍ وَلَا دَمِ ... يُرِيد القردان وَمِنْه النُّغاشي لضعف حركته
نغف ذكر يَأْجُوج وَمَأْجُوج إِن نَبِي الله عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يحضر وَأَصْحَابه فيرغب إِلَى الله فَيُرْسل عَلَيْهِم النَّغف فِي رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفسٍ وَاحِدَة ثمَّ يُرْسل الله مَطَرا فَيغسل الأَرْض حَتَّى يَتْرُكهَا كالزلفة

(4/7)


النَّغف: دود تكون فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم وأنغف الْبَعِير: كثر نغفه وَيُقَال لكل رَأس نغفتان وَمن تحرُّكهما يكون العطاس وَيُقَال للَّذي يُحتقر: إِنَّمَا أَنْت نغفة وَأَصْحَابه: عطف على اسْم إِن أَو هُوَ مفعول مَعَه وَلَا يجوز أَن يرْتَفع عطفا على الضَّمِير فِي يحضر لِأَنَّهُ غير مُؤَكد بالمنفصل فرسي: جمع فريس وَهُوَ الْقَتِيل وأصل الْفرس دقّ الْعُنُق ثمَّ سمى بِهِ كلُّ قتل الزَّلفة: الْمرْآة قَالَ] 92 [الْكسَائي: كَذَا تسميها الْعَرَب وَجَمعهَا زلف وَأنْشد لطرفة: ... يقذِفُ بالطلح والقَتَادِ على ... مُتُون رَوْضٍ كأنّها زَلَفُ ... وَقيل هِيَ الإجَّانة الخضراء وَعَن الْأَصْمَعِي: إِنَّه فسر الزَّلف فِي بَيت لبيد: ... حَتَّى تَحَيَّرت الدِّيَار كأَنّها ... زَلَف وأُلْقِي قِتْبُها المَحْزُومُ ... بالمصانع وَقَالَ أبوحاتم: لم يدر الْأَصْمَعِي مَا الزَّلَف وَلَكِن بَلغنِي عَن غَيره أَن الزلف الأجاجين الْخضر
نغر إِن ابْنا لأم سُليم كَانَ يُقَال لَهُ أبوعمير وَكَانَ لَهُ نغر فَقيل: يَا رَسُول الله مَاتَ نُغر فَجعل يَقُول: يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النُّغَيْر هُوَ طَائِر صَغِير أَحْمَر المنقار ويُجمع على نغران وَيَقُولُونَ: حِنْطَة كَأَنَّهَا مناقير النغران
نغض عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وصف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقَالَ: وَكَانَ نغَّاض الْبَطن فَقَالَ لَهُ عمر: مَا نغّاض الْبَطن فَقَالَ: معكّن الْبَطن وَكَانَ عكنه أحسن من سبائك الذَّهَب والفضَّة النَّغض النَّهض: أَخَوان يَقُولُونَ: نغضنا إِلَى الْقَوْم ونهضنا وَلما كَانَ فِي العكن

(4/8)


نهوض ونتوء عَن مستوى الْبَطن قيل للمعكَّن: نغّاض الْبَطن وَيحْتَمل أَن يبْنى فعّالا من الغضون وَهِي المكاسر فِي الْبَطن المعكَّن على الْقلب
نغر جَاءَتْهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ امْرَأَة فَذكرت أَن زَوجهَا يَأْتِي جاريتها فَقَالَ: إِن كنت صَادِقَة رجمناه وَإِن كنت كَاذِبَة جلدناك فَقَالَت: ردُّوني إِلَى أَهلِي غيرى نغرة أَي مغتاظة يغلي جوفي غليان الْقدر يُقَال: نغرت الْقدر تنغر ونغرت تنغر وَفُلَان يتنغر على فلَان أَي يغلي عَلَيْهِ غيظاً ابْن الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما احترقت الْكَعْبَة نغضت وأخافت فَأمر بصوار فنُصبت حولهَا ثمَّ ستر عَلَيْهَا فَكَانَ النَّاس يطوفون من وَرَائِهَا وهم يبنون فِي جوفها أَي تحرّكت يُقَال نغض ينغض نغضاونغوضاونغضانا الصَّاري: دقل السَّفِينَة بلغَة أهل الشَّام وَالْجمع صوار والصارى: الملاَّح أَيْضا وَقيل: الصاري: الْخَشَبَة الَّتِي فِي وسط الفخِّ وَهُوَ المدعوم بِهِ فِي وَسطه ومأخذها من الصرى وَهُوَ الْمَنْع
النُّون مَعَ الْفَاء

نفث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِن روح الْقُدس نفث فِي روعي أَن نفسا لن تَمُوت حَتَّى تستكمل رزقها فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب] 921 [النَّفث بالفم: شَبيه بالنَّفخ وَيُقَال: نفث الراقي رِيقه وَهُوَ أقل من التفل نفثوالساحرة تنفث رِيقهَا فِي العقد والحية تنفث السُّمّ وَمِنْه لَا بُد للمصدور أَن ينفث

(4/9)


وَعَن أبي زيد: يُقَال: أَرَادَ فلَان أَن يقرَّ بحقِّي فنفث فِي ذؤابته إِنْسَان حَتَّى أفْسدهُ وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِنَّه كَانَ إِذا مرض يقْرَأ على نَفسه بالمعوذات وينفث.
نفر عَن حَمْزَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أُنفر بِنَا فِي سفر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء دحمسة فَأَضَاءَتْ أُصْبُعِي حَتَّى جمعُوا عَلَيْهَا ظُهُورهمْ قَالَ أبوعبيدة: يُقَال: لمّا أمسينا أنفرنا أَي نفرت إبلنا وَمِنْه أُنفر بِنَا أَي جُعلنا مُنفرين يُقَال ليل دَحمس ودُحمس: أسود مظلم وَقد دحمس دحمسة وَأنْشد أبوعمرو لأبي نُخيلة: ... فادَّرِعي جِلْباَبَ لَيْلٍ دَحْمَسِ ... أسْوَدَ داج مثل لون السندس ...
نفس أجد نفس ربكُم من قبل الْيمن هُوَ مستعار من نفس الْهَوَاء الَّذِي يردهُ المتنفس إِلَى جَوْفه فيبرد من حرارته ويعدلها أَو من نفس الرّيح الذى يتنسمه فيستروح إِلَيْهِ وينفس عَنهُ أَو من نفس الرَّوْضَة وَهُوَ طيب روائحه الَّذِي يتشممه فيتفرج بِهِ لما أنعم بِهِ رب الْعِزَّة من التَّنْفِيس والفرج وَإِزَالَة الْكُرْبَة وَمِنْه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نفس الرَّحْمَن وَقَوله: من قبل الْيمن: أَرَادَ] بِهِ [ (7) مَا تيَسّر لَهُ من أهل الْمَدِينَة من النُّصْرَة والإيواء وَالْمَدينَة يَمَانِية

(4/10)


قَالَت أم سَلمَة رضى اله تَعَالَى عَنْهَا: كنت مَعَه فِي لِحَاف فحضت فَخرجت فشددت على ثِيَابِي ثمَّ رجعت فَقَالَ: أنفست يُقَال: نفست الْمَرْأَة بِوَزْن ضحِكت إِذا حَاضَت ونفست من النّفاس وَعَن الْكسَائي: نفست أَيْضا وهما من النَّفس وَهِي الدَّم وَإِنَّمَا سمي نفسا باسم النَّفس لِأَن قوامها بِهِ وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: إِن أَسمَاء بنت عُمَيْس نفست بِالشَّجَرَةِ فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر بِأَن يأمرها بِأَن تَغْتَسِل وتهل
نفق أَكثر منافقي هَذِه الْأمة قراؤها أَرَادَ بالنفاق الرِّيَاء لِأَن كليهمَا إراءة فِي الظَّاهِر غير مَا فى الْبَاطِن
نقل فِي حَدِيث الْقسَامَة: إِنَّه قَالَ لأولياء الْمَقْتُول: أَتَرْضَوْنَ بنفل خمسين من الْيَهُود مَا قَتَلُوهُ فَقَالُوا: يَا رَسُول الله مَا يبالون أَن يقتلونا جَمِيعًا ثمَّ ينفلون يُقَال نفلته فنفل أَي حلفته وأصل النَّفْل النَّفْي يُقَال: نفلت الرجل عَن نسبه وانتفل هُوَ وانفل عَن نَفسك إِن كنت صَادِق] 922 [أَي كذب عَنْهَا وانف مَا قيل فِيك وَمِنْه ديث عَليّ رضى الله تَعَالَى عَنهُ: لَوَدِدْت أَن بنى أُميَّة رَضوا ونقلناهم خمسين رجلا من بني هَاشم يحلفُونَ مَا قتلنَا عُثْمَان وَلَا نعلم لَهُ قَاتلا يُرِيد نقلنا لَهُم وَنَحْوه: الْحَرِيص يصيدكلا الْجواد ويحكى أَن الجميح لقِيه يزِيد بن الصَّعق فَقَالَ لَهُ يزِيد: أهجوتنى فَقَالَ: لَا وَالله قَالَ: فانفل قَالَ: لَا أنفل فَضَربهُ يزِيد
نفر بعث صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَاصِم بن أبي الأقلح وخبيب بن عدي فِي أَصْحَاب لَهما إِلَى أهل مَكَّة فنفرت لَهُم هُذَيْل فَلَمَّا أحس بهم عَاصِم لجئوا إِلَى قردد

(4/11)


وروى: فَلَمَّا آنسهم عَاصِم لجئو إِلَى فدفد
نفر أَي خَرجُوا لقتالهم يُقَال: نفروا نفيراً وَهَؤُلَاء نفر قَوْمك ونفير قَوْمك وهم الَّذين إِذا حزبهم أَمر اجْتَمعُوا ونفروا إِلَى عدوهم فحاربوه القردد: الرابية المشرفة على وهدة والفدفد: الْمُرْتَفع من الأَرْض آنسهم: أبصرهم
نفج أبوبكر رضى الله تَعَالَى عَنهُ: تزوج بنت خَارِجَة بن أبي زُهَيْر وهم بالسنح فِي بنى الْحَارِث بن الْخَزْرَج فَكَانَ إِذا أَتَاهُم تَأتيه النِّسَاء بأغنامهم فيحلب لَهُنَّ فَيَقُول: أنفج أم ألبد فَإِن قَالَت أنفج باعد الْإِنَاء من الضَّرع حَتَّى تشتد الرغوة وَأَن قَالَت: ألبد أدنى الْإِنَاء من الضَّرع حَتَّى لَا تكون لَهُ رغوة هُوَ من قَوْلهم: نفج الثدى الناهد الدرْع عَن الْجَسَد إِذا باعده عَنهُ وقوس منفجة ومنفجة بِمَعْنى وَيُقَال: نفَّجوا عَنْك طرقا أَي فرَّجوا عَنْك مرَارًا ألبد: تَعديَة لبد بِالْمَكَانِ يلبد لبودا إِذا لصق وَيُقَال أَيْضا: ألبد بمَكَان كَذَا: أَقَامَ بِهِ وَلزِمَ
نفر عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رجلا تخَلّل بالقصب فنفر فوه فَنهى عَن التخلل بالقصب أَي ورم وَأَصله من النِّفار لِأَن الْجلد ينفر عَن اللَّحْم للدَّاء الْحَادِث بَينهمَا
نفس أجبر بني عمٍّ على منفوس نفست الْمَرْأَة ونُفست إِذا ولدت وَالْولد منفوس قَالَ عبد منَاف بن الْهُذلِيّ: ... فيا لَهْفتا على ابْن أُختي لَهْفَةً ... كَمَا سَقَط المَنْفُوس بَين القَوَابِل ...

(4/12)


يعْنى أكرههم على رضاعه
نفذ طَاف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِالْبَيْتِ مَعَ فلَان فَلَمَّا انْتهى إِلَى الرُّكن الغربي الَّذِي يَلِي] الْحجر [الْأسود قَالَ لَهُ: أَلا تستلم فَقَالَ لَهُ: انفذ عَنْك فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم لم يستلمه فرَّقوا بَين نفذ وأنفذ فَقَالُوا: أنفذت الْقَوْم إِذا خرقتهم ومشيت فِي وَسطهمْ فَإِن جزتهم حَتَّى تخلفهم قلت: نفذتهم وَمعنى قَوْله: انفذ عَنْك: امْضِ عَن مَكَانك وجزه وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّكُم مجموعون فِي صَعِيد وَاحِد] 923 [يسمعكم الدَّاعِي وينفذكم الْبَصَر
نفل ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا لَا نفل فِي غنيمَة حَتَّى تُقسم جفَّة كلهَا النَّفل: مَا نفله الإِمَام أَو صَاحب الْجَيْش بعض أهل الْعَسْكَر من شَيْء زَائِدا على مَا يُصِيبهُ من قسْمَة الْغَنَائِم ترغيبا لَهُ فِي الْقِتَال وَلَا ينفل إِلَّا فِي وَقت الْقِتَال أبعد الْقِسْمَة من الخُمس أَو مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْهِ فَأَما إِذا أَرَادَ التَّنْفِيل بعد وضع الْحَرْب أَوزَارهَا من رَأس الْغَنِيمَة فَلَيْسَ لَهُ ذَلِك وَهَذَا معنى قَوْله: لَا نفل فِي غنيمَة حَتَّى تقسم جفَّةً: أَي جملَة وجميعا يُقَال: دُعيت فِي جفة النَّاس أَي فِي جَمَاعَتهمْ وجفَّ الْقَوْم أَمْوَال بني فلَان جفّا أَي جمعوها وذهبوا بهَا وَقد ضمَّ بَعضهم الْجِيم
نفى ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ زيد بن أسلم: أَرْسلنِي أبي إِلَيْهِ وَكَانَ لنا غنم فأردنا نفيتيننجفف عَلَيْهِمَا الأقط فَكتب إِلَى قيِّمه بِخَيْبَر: اجْعَل لَهُ نفِّيتين عريضتين طويلتين قَالَ النَّضر: النفية: سفرة تُتَّخذ من خوص مدوَّرة وَعَن أبي تُرَاب: النَثيَّة أَيْضا بالثاء

(4/13)


وَعنهُ أَنه سمع نفية بِوَزْن نُهية وَجَمعهَا نفى كنهىً وَقَالَ: هِيَ شَيْء يُعمل من الخوص مدور يُخبط عَلَيْهِ الْخبط ويشرّ عَلَيْهِ الأقط
نفش ابْن عمرورضى الله تَعَالَى عَنْهُمَا الحبَّةُ فِي الْجنَّة مثل كرش الْبَعِير يبيت نافشا أَي رَاعيا بِاللَّيْلِ من قَوْله تَعَالَى: (إذْ نَفَشَتْ فِيه غَنَم القَوْم) أَي انتشرت بِلَا راعٍ وَمِنْه نفش الصُّوف وَهُوَ طرقه حَتَّى ينتفش أَي ينتشر بعد تلبد ونفش الطَّائِر جناحيه
نفج أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أنفجنا أرنبا بمرِّ الظهْرَان فسعى عَلَيْهَا الغلمان حَتَّى لغبوا فأدركتها فَأتيت بهَا أَبَا طَلْحَة فذبحها ثمَّ بعث بوركها معي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فقبلها أَي أثرناها وأعديناها مر الظهْرَان: قريب من عَرَفَة شُرَيْح رَحمَه الله تَعَالَى أبطل النفح (7) إلاأن تضرب فتُعاقب هُوَ أَن ترميه الدَّابَّة برجلها فتضربه أَي كَانَ لَا يلْزم صَاحبهَا شَيْئا إِلَّا أَن تُضرب فتتبع ذَلِك رمحاً من عَاقَبت كَذَا بِكَذَا إِذا أتبعته إِيَّاه وَيجوز أَن يُرِيد أَنَّهَا إِذا تناولته [تنَاول] ايسيرا فَلَا شَيْء فِيهِ مَا لم تُؤثر فِيهِ برمحها أثرا يجْرِي مجْرى الْعقَاب فِي الشدَّة والضرار
نفس سعيد رَحمَه الله تَعَالَى ذكر قصَّة إِسْمَاعِيل وَمَا كَانَ إِبْرَاهِيم فِي شَأْنه حِين تَركه بِمَكَّة مَعَ أمه أَن جرهما زوجوه لما شبَّ وَتعلم الْعَرَبيَّة وأنفسهم ثمَّ إِن إِبْرَاهِيم جَاءَ يطالع تركته

(4/14)


أنْفَسهم: أعجبهم بِنَفسِهِ ورغَّبهم فِيهَا وَمِنْه مَال مُنفس قَالَ: ... لَا تَجْزَعِي إِن مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ ... ] وإذاهلكت فعِنْد ذَلِك فاجْزَعِي ... [تركته بِسُكُون الرَّاء] 924 [أَي وَلَده وَهِي فِي الأَصْل بَيْضَة النعامة فاستعارها وَقيل لَهَا تَركه وتريكة لِأَن النعامة لَا تبيض إِلَّا وَاحِدَة فِي كل سنة ثمَّ تتركها وَتذهب وَلَو رُوي: تركته لَكَانَ وَجها والتركة اسْم للمتروك كَمَا أَن الطّلبَة اسْم للمطلوب وَمِنْهَا تَرِكَة الْمَيِّت النَّخعِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: كل شَيْء لَيست لَهُ نفس سَائِلَة فَإِنَّهُ لَا يُنَجَّسُ المَاء إِذا سقط فِيهِ أى دم سَائل
نفى الْقرظِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ لعمر بن عبد الْعَزِيز حِين اسْتخْلف فَرَآهُ شعثا فَقَالَ لَهُ عمر: مَالك تُديم إليّ النّظر فَقَالَ: أنظر إِلَى مَا نفى من شعرك وَحَال من لونك قَالُوا نفيته فنفى نَحْو عُجت بِالْمَكَانِ وعُجت نَاقَتي وأنشدوا: ... وَأصْبح جَارَاكُمْ قَتِيلا ونَافِياً ... وَمعنى نفى: ذهب وتساقط وانتفى مثله يُقَال نفى شعر الرجل وانتفى وَكَانَ بِهَذَا الْوَادي شجر ثمَّ انْتَفَى وَمِنْه النافية وَهِي الهبرية تسْقط من الشّعْر حَال: تغير كَانَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قبل الْخلَافَة منعما مترفا فينان الشَّعر فَلَمَّا اسْتخْلف تقشّف وشعث فَلذَلِك نظر إِلَيْهِ نظرة متعجِّب من شَأْنه

(4/15)


نفج فِي الحَدِيث فِي ذكر فتنتين: مَا الأولى عِنْد الْآخِرَة إِلَّا كنفجة أرنب هِيَ وثبتها من مجثمها يَعْنِي تقليل الْمدَّة يُقَال: أنفجت الأرنب فنفجت
نفر غلبت نفورتنا نفورتهم يُقَال لصحابة الرجل وقرابته الَّذين ينفرون مَعَه إِذا حزبه أَمر: نَفْرَته ونفرتهونافرته ونفره ونفورته
النُّون مَعَ الْقَاف

نقش النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم من نُوقِشَ الْحساب عُذّب يُقَال: ناقشه الْحساب: إِذا عاسره فِيهِ واستقصى فَلم يتْرك قَلِيلا وَلَا كثيرا وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي للحجاج: ... إِن تُنَاقِشْ يكن نِقَاشُك يار ... ب عذَابا لَا طَوْقَ لي بالعذَاب
أَو تجاوِزْ فأنتَ ربُّ عفوٌّ ... عَن مُسِيءٍ ذُنوبُه كالترابِ ... ورواهما ابْن الْأَنْبَارِي لمعاوية وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: من نُوقش الْحساب] 925 [فقد هلك وأصل المناقشة من نقش الشَّوْكَة وَهُوَ استخراجها كلهَا وَمِنْه انتقشت مِنْهُ جَمِيع حقى
نقى نهى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن الْعَجْفَاء الَّتِي لَا تُنقى فِي الْأَضَاحِي

(4/16)


أى لَا نقى بهَا من هزالها
نقب قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: لَا يُعدى شَيْء شَيْئا فَقَالَ أَعْرَابِي: يَا رَسُول الله إِن النُّقبة تكون بمشفر الْبَعِير أَو بِذَنبِهِ فِي الْإِبِل الْعَظِيمَة فتجرب كلهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: فَمَا أجربالأول النُّقبة: أول الجرب حِين يَبْدُو وَجَمعهَا نُقب وهى من النقب لِأَنَّهَا تنقب الْجلد
نقع نهى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَن يُمنع نقع الْبِئْر أَي مَاؤُهَا وكل مَاء مستنقع فَهُوَ ناقع ونقع وَقيل: سُمي لِأَنَّهُ ينقع بِهِ أَي يروي وَعنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يُبَاع نقع الْبِئْر وَلَا رهو المَاء الرَّهو: الجوبة وَفِي حَدِيث الْحجَّاج: إِنَّكُم يأهل الْعرَاق شرّابون عليَّ بأنقع وَعَن ابْن جريح: إِنَّه ذكر معمر بن رَاشد فَقَالَ: إِنَّه لشرَّاب بأنقع هَذَا مثل للدَّاهي الْمُنكر وَأَصله الطَّائِر الَّذِي لَا يرد المشارع لِأَنَّهُ يفزع من القناص فيعمد إِلَى مستنقعات الْمِيَاه فِي الفلوات فَأَرَادَ الْحجَّاج أَنهم يتجربزون عَلَيْهِ ويتناكرون وَابْن جريج أَن معمرا داهٍ فِي علم الحَدِيث ماهر قضى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم أَن لَا شُفعة فِي فنَاء وَلَا طَرِيق وَلَا منقبة وَلَا ركح وَلَا رهو المنقبة عَن النَّضر: هِيَ الطَّرِيق الظَّاهِر الَّذِي يَعْلُو أنشاز الأَرْض وَأنْشد: ... أسفلَ مِنْ أُخرى ثنايا المَنْقَبَهْ ...

(4/17)


وَعَن أبي عُبَيْدَة: هِيَ الطَّرِيق الضّيق يكون بَين الدَّاريْنِ الرُّكح: نَاحيَة الْبَيْت ورُكح الْجَبَل: جَانِبه وَمِنْه ركح إِلَيْهِ وأركح وارتكح إِذا لَجأ إِلَيْهِ واستند ورحلمركاح: عَظِيم كَأَنَّهُ ركخ جبل
نقخ شرب من رومة فَقَالَ: هَذَا النُّقاخ هُوَ الْبَارِد الَّذِي ينقخ الْعَطش بِبرْدِهِ أَي يقرعه ويكسره من النقخ وَهُوَ نقف الرَّأْس عَن الدِّمَاغ وَيُقَال: هَذَا نقاخ الْعَرَبيَّة أَي مخها وخالصها
نقل كَانَ على قَبره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الننقل هِيَ صغَار الْحِجَارَة أشباه الأثافي لِأَنَّهَا تُنقل فعل بمغنى مفعول
نقق أبوبكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما قدم وَفد الْيَمَامَة بعد قتل مُسَيْلمَة قَالَ لَهُم: مَا كَانَ صَاحبكُم يَقُول فاستعفوه من ذَلِك فَقَالَ: لتقولن فَقَالُوا: كَانَ يَقُول: يَا ضفدع نقيِّ كم تنقّين لَا الشَّرَاب تمنعين وَلَا المَاء تكدّرين فِي كَلَام من هَذَا كثير قَالَ أبوبكر: وَيحكم إِن هَذَا] 926 [الْكَلَام لم يخرج من إل وَلَا برّ فَأَيْنَ ذهب بكم النقيق: صَوت الضفدع فَإِذا مدّ ورجَّع فَهُوَ نقنقة والدجاجة تنقنق وَلَا تنقّ لِأَنَّهَا تُرجِّع قَالُوا: الإل: الربوبيه وَعَن المؤرخ: الإلّ: الأَصْل الْجيد والمعدن الصَّحِيح أَي لم يَجِيء من الأَصْل الَّذِي جَاءَ مِنْهُ الْقُرْآن وَيجوز أَن يكون بِمَعْنى السَّبَب والقرابة من قَوْله عز وَجل: (لَا يَرْقُبُون فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ وَلَا ذِمَّة) وَقَول حسان: ... لَعَمْرُكَ إنَّ إلَّكَ مِنْ قُرَيش ... كإلِّ السَّقْبِ من رَأَلِ النعام ...

(4/18)


والبرّ: الصدْق من قَوْلهم: صدقت وبررت وبرَّ الْحَالِف فِي يَمِينه وَهُوَ العامِّ الَّذِي أدْركهُ تَخْصِيص وَالْمعْنَى: إِن هَذَا كَلَام غير صادر عَن مُنَاسبَة الْحق ومقاربته والإدلاء بِسَبَب بَينه وَبَين الصدْق
نقب عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: إِن أَهلِي بعيد وَإِنِّي على نَاقَة دبراء عجفاء نقباء واستحمله فَظَنهُ كَاذِبًا فَلم يحملهُ فَانْطَلق الْأَعرَابِي فَحمل بعيره ثمَّ اسْتقْبل الْبَطْحَاء وَجعل يَقُول وَهُوَ يمشي خلف بعيره: ... أقسم بِاللَّه أَبُو حَفْص عمر ... مَا إنبها من نقب وَلَا دبر
اغْفِر لَهُ اللَّهُمَّ إنْ كَانَ فَجَرْ ... وَعمر مقبلٌ من أَعلَى الْوَادي فَجعل إِذا قَالَ: اغْفِر لَهُ اللَّهُمَّ إِن كَانَ فجر قَالَ: اللَّهُمَّ صدِّق حَتَّى التقيا فَأخذ بِيَدِهِ فَقَالَ: ضع عَن راحلتك فَوضع فَإِذا هِيَ نقبة عجفاء فَحَمله على بعير وزوده وكساه النَّقب: رقَّة الأخفاف وتثقُّبها فجر: مَال عَن الْحق وَكذب
نقر مَتى مَا يكثر حمله الْقُرْآن ينقروا وَمَتى مَا ينقروا يَخْتَلِفُوا التنقير: التفتيش وَرجل نقَّار ومُنقِّرٌ قيل] لَهُ [رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِن النِّسَاء قد اجْتَمعْنَ يبْكين على خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ: وَمَا على نسَاء بني الْمُغيرَة أَن يسفكن دُمُوعهنَّ على أبي سُلَيْمَان وَهن جُلُوس مَا لم يكن نقعٌ وَلَا لقلقَة النَّقْع: رفع الصَّوْت ونقع الصَّوْت واستنفع إِذا ارْتَفع قَالَ لبيد:

(4/19)


.. فَمتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صَادِقٌ ... وَاللَّقْلَقَة: نَحوه وَقيل: هُوَ وضع التُّرَاب على الرَّأْس ذهب إِلَى الننقع وَهُوَ الغبارالساطع الْمُرْتَفع وَقيل: هُوَ شقّ الْجُيُوب قَالَ المرار: ... نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حيًّا ... وأَعْدَدْنَ المَرَاثي والعَوِيلاَ ... وَمِنْه النقيعة وَقد نقعوها إِذا نحروها
نقد عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن مُكاتبا لبَعض بني] 927 [أَسد قَالَ: جِئْت بِنَقْد أجلبه إِلَى الْمَدِينَة فانتهيت بِهِ إِلَى الجسر فَإِنِّي لأُسربه عَلَيْهِ إِذْ أقبل مولى لبكر بن وَائِل يَتَخَلَّل الْغنم ليقطعه فنفرت نقدة فقطرتالرجل فِي الْفُرَات فغرق فأُخذت فارتفعنا إِلَى عَليّ فقصصنا عَلَيْهِ الْقِصَّة فَقَالَ: انْطَلقُوا فَإِن عَرَفْتُمْ النقدة بِعَينهَا فادفعوها إِلَيْهِم وَإِن اخْتلطت عَلَيْكُم فادفعوا شرواها من الْغنم النَّقد: غنم صغَار وَيُقَال للقمىء من الصّبيان الَّذِي لَا يكَاد يشب: نَقَد ونِقْد كشَبهٍ وشِبْه وَهَذَا كَمَا قيل لَهُ قصيع من نَقده إِذا نقره وقصعه: ضربه وَمِنْه النَّقْد وهوشجر صَغِير عَن ابْن الْأَعرَابِي التَّسريب: أَن يرسلها سرباً سربا الشروى: الْمثل أَبُو ذَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ فِي سفر فقرَّب أَصْحَابه السُّفرة وَدعوهُ إِلَيْهَا فَقَالَ: إِنِّي صَائِم فَلَمَّا فرغوا جعل ينْقد شَيْئا من طعامهم وروى: ينقر فَقَالُوا: ألم تقل: إِنِّي صَائِم فَقَالَ: صدقت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم يَقُول: من صَامَ ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر فقد تمَّ لَهُ صَوْم الشَّهْر يُقَال: نقد الطَّائِر الحبَّ إِذا نقره فاستعاره للنيل من الطَّعَام

(4/20)


نقز ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يُصَلِّي الظّهْر وَالْجَنَادِب تنقز من الرمضاء أَي تقفز ونقز ونفرأخوان قَالَ: ... ونَقَزَ الظَّهائرُ الجَنَادِبا ... وَيُقَال: نقَّزت وَلَدهَا إِذا رقَّصَته ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا مَا كَانَ الله لينقز عَن قَاتل الْمُؤمن أَي ليقلع قَالَ: ... وَمَا أَنا مِنْ أَعداء قومِي بمُنْقِزِ ... وَهُوَ من نقز كأضرب من ضرب
نقب ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا جَاءَتْهُ مولاة لامْرَأَته وَكَانَت قد اخْتلعت من كل شَيْء لَهَا وَمن كل ثوب عَلَيْهَا حَتَّى نُقْبتها فَلم يُنكر ذَلِك هِيَ إِزَار جُعلت لَهُ حُجزة من غير نيفق وَلَا ساقين كَأَن مُدخل التكَّة شبِّه بالنقب فَقيل لَهُ نقبة
نقف ابْن عَمْرو رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ اعدد اثْنَي عشر من بني كَعْب بن لؤَي ثمَّ يكون النَّقف والنِّقاف أَي الْقَتْل والقتال كَمَا قَالَ: ... كتب القَتْلُ والقِتَالُ علينا ... وعَلى الغانيات جَرُّ الذُّيُول ... وأصل النَّقف: هشم الرَّأْس أى تهيج الْفِتَن والحروب] بعدهمْ [
نقر ابْن الْمسيب رَحمَه الله تَعَالَى بلغه قَول عِكْرِمَة فِي الْحِين / إِنَّه سِتَّة أشهر فَقَالَ: انتقرها عِكْرِمَة أَي استنبط هَذِه الْمقَالة وابتحثها بِاجْتِهَادِهِ نَاظرا قَوْله تَعَالَى: (تُؤْتِي أُكلَها كلَّ حِينٍ) من قَوْلهم: انتقرت الدَّابَّة بحوافرها نقرا فِي الأَرْض إِذا احتفرت وَإِذا جرت السُّيُول] 928 [انتقرت فِي الأَرْض نقرا واختصَّها بالذهاب إِلَيْهَا من الانتقار

(4/21)


فِي الدعْوَة وَهُوَ الِاخْتِصَاص يُقَال: نقر باسم فلَان وانتقر إِذا سَمَّاهُ من بَين الْجَمَاعَة وَهُوَ من قَوْلهم: نقر بِلِسَانِهِ: إِذا صوّت بِهِ أَو اكتتبها وأخذهامن عَالم من قَول ابْن الاعرابى قَالَ: سَمِعت أَعْرَابِيًا من نبى عقيل يَقُول: مَا ترك عِنْدِي نُقارة إِلَّا انتقرها أَي مَا ترك عِنْدِي شَيْئا إِلَّا كتبه والنقارة من قَوْلهم: مَا أغْنى عَنهُ نقرة ونقارة أَي شَيْئا قدر مَا ينقر الطير ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ عُثْمَان البتي: مَا رَأَيْت أحدا بِهَذِهِ النقرة أعلم بِالْقضَاءِ من ابْن سِيرِين هِيَ مستنقع المَاء وَأَرَادَ الْبَصْرَة لِأَنَّهَا بطن من الأَرْض.
نقع الْقرظِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِذا استنقعت نفس الْمُؤمن جَاءَهُ ملك فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك وليَّ الله ثمَّ نزع هَذِه الْآيَة: (الَّذين تَتَوَفَّاهُم الملائِكةُ طَيِّبين يَقُولُونَ سلامٌ عَلَيْكُم) أَي اجْتمعت نَفسه فِي فِيهِ كاستنقاع المَاء فِي مَكَان
نقب الْحجَّاج سَأَلَ الشعبى فَرِيضَة من الجدّ فَأخْبرهُ بقول الصَّحَابَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم حَتَّى ذكر ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فَقَالَ: إِن كَانَ لنقاباً فَمَا قَالَ فِيهَا] النِّقاب [وروى: إِن كَانَ لمنقابا هُوَ الْعَالم بالأشياء المنقّب عَنْهَا قَالَ أَوْس: ... ] جوادٌ كَرِيمٌ أَخُو مَأْقِطٍ [ (7)
نِقَابٌ يحدث بالغائب ...

(4/22)


نقا فِي الحَدِيث: خلق الله جؤجؤ آدم من نقا ضريَّة أَي من رملها يُقَال: نقا ونقيان ونقوان ضريَّة: بنت ربيعَة بن نزار وإليها ينْسب حمى ضرية وَقيل: هِيَ اسْم بِئْر قَالَ: ... سقاني من ضَرِيَّة خَيْرَ بِئْر ... تمج المَاء والحبالتؤاما ...
النُّون مَعَ الْكَاف
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم سُئل عَن قَول: سُبْحَانَ الله فَقَالَ: إنكاف الله من كلِّ سوء أَي تنزيهه وتقديسه يُقَال: نكفت من الْأَمر إِذا استنكفت مِنْهُ وأنكفت غَيْرِي وَهُوَ من النَّكف وَهُوَ تنحية الدمع عَن خدِّك بإصبعك ورأينا غيثاً مَا نكفه أحد: سَار يَوْمًا ويومين وبحر لَا ينكف (7)
نكل إِن الله يُحب النكل على النكل قيل: وَمَا النكل فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَسلم: الرجل الْقوي المجرّب المبدئ المعيد على الْفرس القويِّ المجرّب المبدئ المعيد أَي الَّذِي أبدأ فِي الْغَزْو وَأعَاد] 929 [حَتَّى عَاد مُجربا مرتاضاً فِي ذَلِك وَهُوَ من التنكيل قَالَ أَبُو زيد: رجل نكل لأعدائه وَنكل بِوَزْن شَبَه وشِبْه أَي يُنكَّل بِهِ أعداؤه قَالَ رؤبة:

(4/23)


.. قد جرَّبَ الأعداءُ منيَ نِكْلاَ ... نَطْحا مَعَ الصَّك ومضغا أكلا ... وَيُقَال: نه لنِكل شَرّ ونَكل شَرّ والتنكيل: الْمَنْع والتنحية عَمَّا يُرِيد وَمِنْه النكل: الْقَيْد
نكب عَن وَحشِي قَاتل حَمْزَة: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَأسْلمت فَقَالَ: كَيفَ قتلت حَمْزَة فَأَخْبَرته قَالَ: فتنكب وَجْهي فَكنت إِذا رَأَيْته فِي الطَّرِيق تقصّيتها وروى: قَالَ: فتنكب عَن وَجْهي يُقَال: تنكبته وَعنهُ إِذا أَعرَضت عَنهُ تقصيتها: صرت فِي أقصاها كتوسَّطتها: صرت فِي وَسطهَا وَمِنْه تقصيت الْأَمر واستقصيته بلغت أقصاه فى التفحص
نكر قَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب: إِن مُحَمَّدًا لم يناكر أحدا إِلَّا كَانَت مَعَه الْأَهْوَال أَي لم يحارب وَهُوَ من النُّكر لِأَن كل وَاحِد من المتحاربين يداهى الآخر ويخادعه الْأَهْوَال: المخاوف: وَهُوَ من قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: نُصرت بالرُّعب أَي لم يتَعَرَّض لقِتَال أحد إِلَّا كَانَ ذَلِك الْعَدو خَائفًا مِنْهُ مهولا لقذف الله الرعب فِي قُلُوب أعدائه
نكل مُضر صَخْرَة الله الَّتِي لَا تنكل أَي لَا تمنع وَلَا تغلب
نكت عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما اعتزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم نِسَاءَهُ دخلت الْمَسْجِد وَإِذا النَّاس ينكتون بالحصى وَيَقُولُونَ: طلَّق وَالله نِسَاءَهُ فَقلت:

(4/24)


لأعلمن ذَلِك الْيَوْم فَدخلت فَإِذا أَنا برباح غُلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَاعِدا على بَاب الْمشْربَة مدلياً رجلَيْهِ على نقير من خشب النكت: الضَّرْب والأثر الْيَسِير كَمَا ينكت الرجل بِقَضِيبِهِ الأَرْض فيخطّ فِيهَا والنكت بالحصى فعل المهموم المفكّر فِي أمره الْمشْربَة: الغرفة وروى بِالسِّين وَهِي الصُّفَّة أَمَام الغرفة النقير: جذع يُنقر ويُجعل فِيهِ كالمراقى يصعد عَلَيْهِ إِلَى الغرف
نكش نكف عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكره رجل فَقَالَ: عِنْده شجاعة مَا تُنْكش النَّكف والنَّكش أَخَوان يُقَال: بَحر لَا يُنكف وَلَا يُنكش أَي لَا يُنزف لما أخرج عين أبي نيزر وَهِي ضَيْعَة لَهُ جعل يضْرب بِالْمِعْوَلِ حَتَّى عرق جَبينه فانتكف الْعرق على جَبينه أَي مَسحه ونحَّاه يُقَال: نكفت الْغَيْث وانتكفته بِمَعْنى إِذا قطعته
نكس ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قيل لَهُ: إِن فلَانا يقْرَأ الْقُرْآن منكوسا فَقَالَ: ذَلِك منكوس] 93 [الْقلب قيل: هُوَ أَن يبْدَأ من آخر السُّورَة حَتَّى يَقْرَأها إِلَى أَولهَا وَقيل: هُوَ أَن يَأْخُذ من المعوذتين ثمَّ يرْتَفع إِلَى الْبَقَرَة
نكر الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكره أَبُو وَائِل فَقَالَ: مَا كَانَ أنكرهُ من النَّكر وَهُوَ الدهاء والفطنة بِالْفَتْح وَهُوَ النكارة وَمِنْه حَدِيث مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنِّي لأكْره النَّكارة فِي الرجل وأُحبُّ أَن يكون عَاقِلا

(4/25)


نكس الشّعبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ فِي السِّقط إِذا نُكس فِي الْخلق الرَّابِع وَكَانَ مُخلّقا: عتقت بِهِ الْأمة وَانْقَضَت بِهِ عدَّة الْحرَّة أَي إِذا قُلب وردَّ فِي الْخلق الرَّابِع: وَهُوَ المضغة لِأَنَّهُ تُرَاب ثمَّ نُطْفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مُضْغَة المُخلَّق: الَّذِي يتَبَيَّن خلقه
النُّون مَعَ الْمِيم

نمل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ للشَّفاء: علّمي حَفْصَة رقية النملة ورقيتها: الْعَرُوس تحتفل وتقتالوتكتحل وكل شَيْء تفتعل غير أَن لَا تُعاصي الرجل النملة بِالْفَتْح: قُرُوح تخرج فِي الْجنب وبالضم النميمة والإفساد بَين النَّاس وبالكسر مشْيَة مقاربة وَكَأَنَّهَا سميت نملة لتفشيها وانتشارها شُبّه ذَلِك بالنملة ودبينها وَفِي حَدِيث ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى: أَنه نهى عَن الرُّقي إِلَّا فِي ثَلَاث: رقية النملة والحُمة والنَّفس الحُمة: السمّ يُرِيد لدغ الْعَقْرَب وأشباهها وَالنَّفس: الْعين
نمص لعن الله النامصة والمتنمصة والواشرة والموتشرة والواصلة وَالْمسْتَوْصِلَة والواشمة والمستوشمة النمص: نتف الشّعْر والمنماص: المنقاش والأشر: تَحْدِيد الْأَسْنَان

(4/26)


والوصل: أَن تصل الشّعْر بالشعر وَلَا بَأْس بالقراميل الوشم: الغرز بالإبرة فى الْجلد أوذر النؤورعليه لعن الفاعلة أَولا وَالْمَفْعُول بهَا ثَانِيًا
نمى لَيْسَ بالكاذب من أصلح بَين النَّاس فَقَالَ خيرا ونمى خيرا أَي أبلغه وَرَفعه يُقَال: نميت بِالْحَدِيثِ ونميته المخفف فِي الْإِصْلَاح والمثقَّل فِي الْإِفْسَاد
نمر أقبل مُصعب بن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذَات يَوْم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَعَلِيهِ قِطْعَة نمرة قد وَصلهَا بإهاب قد ودنه هِيَ بردة تلبسها الْإِمَاء فِيهَا تخطيط أخذت من لون النمر لما فِيهَا من السَّواد وَالْبَيَاض وَهِي من الصِّفَات] 931 [الْغَالِبَة أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: أرينها نمرة أُركها مطرة وَفِي حَدِيث خبّاب بن الْأَرَت رَضِي الله عَنهُ: أَنه أُتي بكفنه فَلَمَّا رَآهُ بَكَى وَقَالَ: لَكِن حَمْزَة لم يكنله إِلَّا نمرة ملحاء إِذا غُطّي بهَا رَأسه قلَّصت عَن قَدَمَيْهِ وَإِذا غطى بهَا قدمه قلصت عَن رَأسه الملحة: سَواد وَبَيَاض قلصت: ارْتَفَعت ودنه: بله ورطبه ودانا وودن الْأدم وَهُوَ مقلوب نداها
نمط عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: خير هَذِه الْأمة النمط الْأَوْسَط يلْحق بهم التالى وَيرجع إِلَيْهِم الغالي عَن اللَّيْث: النَّمط: الْجَمَاعَة من النَّاس أَمرهم وَاحِد

(4/27)


وَعَن النَّضر: الطَّرِيقَة فِي قَول عَليّ والنمط أَيْضا نوع من الْأَنْوَاع يُقَال: لَيْسَ من هَذَا النمط وَمن نمط لَك هَذَا أى من دلك عَلَيْهِ
نمى ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله طلب من فَاطِمَة امْرَأَته نميَّة أَو نماميّ يَشْتَرِي عنبا فَلم يجدهَا النمية: الْفلس وَجَمعهَا نمامى كذرية وذراري وَيُقَال النُّمِّيُّ سمي بذلك لِأَنَّهُ من جَوْهَر الأَرْض وَهُوَ الصُّفر أَو النّحاس أَو الرصاص يُقَال لجوهر الرجل نمية قَالَ أبووجزة: ... لَوْلَا غَيْرُه لكشفتُ عَنهُ ... وَعَن نُمِّيةِ الطَّبْع اللَّعِين ... وَقيل لجوهر الرجل نمية لِأَنَّهُ ينم عَلَيْهِ فى أَفعاله ومخايله وروى بَعضهم عَن أبي زيد أَنَّهَا كلمة رُومِية وَعَن مَيْمُون بن مهْرَان أَن الْفُلُوس كَانَت تبَاع حِينَئِذٍ سِتِّينَ بدرهم وَالْعِنَب رطلين بفلس وَإِنَّمَا رخص الْعِنَب لِأَن عمر مَنعهم الْعصير فِي الحَدِيث: إِن رجلا أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى تَبُوك فَقَالَت لَهُ أمه أَو امْرَأَته: كَيفَ بالودى فَقَالَ: الْغَزْو أنمى للودى فَمَا بقيت مِنْهُ ودية إِلَّا نفذت مَا مَاتَت وَلَا حشَّتْ أَي ينميه الله للغازي ويُحسن خِلَافَته عَلَيْهِ مَا حشت: مَا يَبِسَتْ
النُّون مَعَ الْوَاو

نول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم ذكر قصَّة مُوسَى مَعَ الْخضر وأنهما لما ركبا السَّفِينَة حملوها بِغَيْر نول

(4/28)


أَي بِغَيْر جُعْل وَهُوَ مصدر ناله ينوله إِذا أعطَاهُ وَمِنْه قَوْلهم: مَا نولك أَن تفعل كَذَا أَي مَا يَنْبَغِي لَك وَمَا حظك أَن تَفْعَلهُ وَفِي الحَدِيث: مَا نول امْرِئ مُسلم أَن يَقُول غير الصَّوَاب أَو أَن يَقُول مَا لَا يعلم
نوء ثَلَاث من أَمر الْجَاهِلِيَّة: الطعْن فِي الْأَنْسَاب والنياحة والأنواء هِيَ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ نجما مَعْرُوفَة الْمطَالع فِي أزمنة السّنة كلهَا يسْقط مِنْهَا فِي كلِّ ثَلَاث عشرَة لَيْلَة نجم فِي الْمغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر ويطلع آخر يُقَابله] 932 [فِي الْمشرق من سَاعَته وانقضاء هَذِه النُّجُوم مَعَ انْقِضَاء السّنة فَكَانُوا إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع آخر قَالُوا: لَا بُد من مطر ورياح فينسبون كل غيث يكون عِنْد ذَلِك إِلَى النَّجْم السَّاقِط فَيَقُولُونَ: مُطرنا بِنَوْء الثريا والدبران والسماك. النوء من الأضداد: النهوض والسقوط فَسُمي بِهِ النَّجْم إِمَّا الطالع وَإِمَّا السَّاقِط
نور لعن الله من غيَّر منار الأَرْض جمع مَنَارَة وَهِي الْعَلامَة تجْعَل بَين الحدين للْجَار وَالْجَار وتغييرها: هُوَ أَن يدخلهَا فِي أرضه وَمِنْه منار الْحرم وَهِي أَعْلَامه الَّتِي ضربهَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام على أقطاره وَقيل لملك من مُلُوك الْيمن: ذُو الْمنَار لِأَنَّهُ أول من ضرب الْمنَار على الطَّرِيق ليهتدي بِهِ إِذا رَجَعَ إِن صعصعة بن نَاجِية الْمُجَاشِعِي رَضِي الله عَنهُ جدّ الفرزدق قدم عَلَيْهِ فَأسلم وَقَالَ: إِنِّي كنت أعمل أعمالاً فِي الْجَاهِلِيَّة فَهَل لي فِيهَا من أجر فَقَالَ: مَا عملت قَالَ: إِنِّي أضللت ناقتين عشراوين فَخرجت أبغيهما فرُفع لي بيتان فِي فضاء من الأَرْض فقصدت قصدهما فَوجدت فِي أَحدهمَا شَيخا كَبِيرا فَقلت: هَل أحسست من ناقتين عشراوين قَالَ: وَمَا نارهما قلت: ميسم بني دارم قَالَ: قد أصبْنَا ناقتيك

(4/29)


ونتجناهما فظأرناهما على أولادهما وَذكر حَدِيث الموءودة وإحيائه إِيَّاهَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: هَذَا من بَاب الْبر لَك أجره إِذْ منّ الله عَلَيْك بِالْإِسْلَامِ النَّار: السِّمة بالمكوى سميت باسم النَّار قَالَ: ... حتّى سَقَوْا آبالَهُمْ بالنَّارِ ... والنارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ ... يُقَال: نتجت النَّاقة فنُتجت فالناتج الَّذِي ولدت عِنْده وَهِي المنتوجة الظأر: الْعَطف أَرَادَ لم نعطفهما على غير أولادهما
نوب احتاطوا لأهل الْأَمْوَال فِي النائبة والواطئة وَمَا يجب فِي الثَّمر من حق هم الضيوف الَّذين ينوبونهم وينزلون بهم والسابلة الَّذين يطئونهم يُقَال: بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق إِذا نزلُوا قَرِيبا مِنْهُ وَمَا يجب فِي الثَّمر: هُوَ مَا يُعطاه من حضر من الْمَسَاكِين عِنْد الجداد وَقيل فِي الواطئة هِيَ سُقاطة الثَّمر لِأَنَّهَا تُوطأ وتداس فاعلة بِمَعْنى مفعولة وَالْمعْنَى حابوهم واستظهروا لَهُم بالخرص من أجل هَذِه الْأَسْبَاب
نُوق إِن رجلا سَار مَعَه على جمل قد نوَّقه وخيَّسه فَهُوَ يختال عَلَيْهِ فيتقدم الْقَوْم ثمَّ يعنجه حَتَّى يكون فِي آخر الْقَوْم المنوَّق: المذلَّل وَهُوَ من لفظ النَّاقة] العنج [: أَن يردهُ على رجلَيْهِ وَيكون أَن يجذب خطامه حَتَّى يلزق ذفراه بقادمة الرحل
نوط عمر رضى أَتَى بِمَال كثير فَقَالَ: إنى لأحبسكم قد أهلكة النَّاس. فَقَالُوا: وَالله مَا أخذناه إِلَّا عفوا بِلَا سواط ولانوط.

(4/30)


أى بِلَا ضرب وَلَا تَعْلِيق
نوى] وَعنهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه [لقط نوياتٍ من الطَّرِيق فَأَمْسكهَا بِيَدِهِ حَتَّى مرَّ بدار قوم فألقاها فِيهَا وَقَالَ: تأكلها داجنتهم وَعنهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه كَانَ يَأْخُذ النَّوَى ويلقط النِّكث من الطَّرِيق فَإِذا مرَّ بدار قوم رمى بهَا فِيهَا وَقَالَ: انتفعوابهذا النَّويات: جمع قلَّة والنَّوى جمع كَثْرَة والنِّكث: وَاحِد الأنكاث وَهُوَ الْخَيط الْخلق من صوف أَو شعر أَو وبر لِأَنَّهُ ينْكث ثمَّ يُعَاد فتله
نوم عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر آخر الزَّمَان والفتن فَقَالَ: خير أهل ذَلِك الزَّمَان كل نومَة أُولَئِكَ مصابيح الْهدى لَيْسُوا بالمسابيح وَلَا المذاييع البُذر النُّومة: الخامل الذِّكر الَّذِي لَا يؤبه لَهُ على وزن هُمزة عَن يَعْقُوب وَهُوَ أَيْضا الْكثير النّوم وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّه قَالَ لعليّ: مَا النُّومة فَقَالَ: الَّذِي يسكن فى الْفِتْنَة فَلَا يَبْدُو مِنْهُ شىء أؤلئك: إِشَارَة إِلَى معنى كل المساييح والمذاييع: واحدهما مفعال أَي لَا يسيحون بالنميمة وَالشَّر وَلَا يذيعون الْأَسْرَار والبذور: جمع بذور وَهُوَ الَّذِي يبذر الْأَحَادِيث والنمائم ويفرقها فِي النَّاس سُئل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عَن الْوَصِيَّة فَقَالَ: نوشٌ بِالْمَعْرُوفِ يَعْنِي أَن يتَنَاوَل الْمَيِّت الْمُوصي لَهُ بِشَيْء وَلَا يجحف بِمَالِه وَمِنْه حَدِيث عبد الْملك: إِنَّه لما أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى مُصعب بن الزبير ناشت امْرَأَته فَبَكَتْ جوَار لَهَا

(4/31)


أَي تناولته مُتَعَلقَة بِهِ وَمِنْه حَدِيث قيس بن عَاصِم رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه قَالَ لِبَنِيهِ: إيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَة فَإِنَّهَا آخر كسب الْمَرْء وَإِذا مت فغيبوا قَبْرِي من بكر بن وَائِل فَإِنِّي كنت أُناوشهم فِي الْجَاهِلِيَّة وروى: أُهاوشهم وروى: أُغاولهم وروى: فَإِنَّهُ كَانَت بَيْننَا وَبينهمْ خماشات فِي الْجَاهِلِيَّة وَعَلَيْكُم بِالْمَالِ وحتجانه. تناوش الْقَوْم: إِذا تنَاول بَعضهم بَعْضًا فِي الْقِتَال. وناوش الرجل الْقَوْم: تناولهمفيه. المهاوشة: المخالطة على وَجه الْإِفْسَاد من الهوش. وَقَالُوا فِي قَول الْعَامَّة: شوشت عليّ إِنَّمَا هُوَ هوشت أَي خلّطت وأفسدت. المغاولة: الْمُبَادرَة يُرِيد معالجته إيَّاهُم بالشرِّ والغارة. أَو هِيَ [934] مفاعلة من غاله إِذا أهلكه وَضعهَا مَوضِع الْمُقَاتلَة. وَعَن أبي عبيد: أرى أَن الْمَحْفُوظ أغاورهم. الخماشات: الْجِنَايَات والجراحات. احتجانه: إِمْسَاكه وضمه إِلَى نَفسه. من المحجن الَّذِي تجتذب بِهِ الشىء إِلَيْك.
نوم قَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: دخل عليَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَأَنا على المنامة فَقَامَ إِلَى شَاة بكىء فاحتلبها. هِيَ الدَّكة الَّتِي ينَام عَلَيْهَا. وَيُقَال للقطيفة المنامة. البكى: القليلة اللَّبن.
نور زيد بن ثَابت فرض عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ للجدِّ ثمَّ أنارها زيد بن ثَابت. أى نورها وأوضحها وَالضَّمِير للفريضة.
نوى عُرْوَة رَحمَه الله قَالَ فِي الْمَرْأَة البدوية يتوفى عَنْهَا زَوجهَا: إِنَّهَا تنتوي حَيْثُ انتوى أَهلهَا. أى تتحول وتنتقل.

(4/32)


النُّون مَعَ الْهَاء

نهر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم قيل يَا رَسُول الله إِنَّا نلقى الْعَدو غَدا وَلَيْسَت لنا مُدىً فبأيِّ شيءٍ نذبح فَقَالَ. أنهروا الدَّم بِمَا شِئْتُم إِلَّا الظفر وَالسّن أما السن فَعظم وَأما الظفر فمدى الْحَبَش. أنهر: سيَّله وَمِنْه النَّهر أَرَادَ السنَّ وَالظفر المركبين فِي الْإِنْسَان فَإِن المنزوع لَا يُمكن الذّبْح بِهِ. وَإِنَّمَا نهى عَنْهُمَا لِأَنَّهُ خنق وَلَيْسَ بِذبح. وَفد عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حيٌّ من الْعَرَب فَقَالَ: بَنو من انتم قَالُوا: بَنو نهم. فَقَالَ نهم شَيْطَان أَنْتُم بَنو عبد الله.
نهم قَالَ عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. تَبعته صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم حَتَّى أَدْرَكته فَلَمَّا سمع حسِّي قَامَ وعرفني وَظن أَنى إِنَّمَا تَبعته لأوذيه فنهمني ثمَّ قَالَ: مَا جَاءَ بك هَذِه السَّاعَة قلت: إِنِّي أُومن بِاللَّه وَرَسُوله. أَي زجرني مَعَ الصياح بِي. يُقَال: نهم الْإِبِل إِذا زجرها وَصَحَّ بهَا لتمضى والهم وَالنّهر والنهى: أَخَوَات.
نهش كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم منهوش الْكَعْبَيْنِ وروى منهوس ومبخوص. الثَّلَاثَة فِي معنى المعروق وفرِّق بَين النهس والنهش فَقيل: النهس بأطراف الْأَسْنَان

(4/33)


والنهش بالأضراس. وَيُقَال: رجل منهوش إِذا كَانَ مجهودا سيىء الْحَال. قَالَ رُؤْيَة: ... كم من خَلِيل وَأَخ منهوش ... منتعش بفضلكم مَنْعُوشِ ... وَهُوَ الَّذِي تعرَّقته السنون أَلا ترى إِلَى قَول [935] جرير: إِذا بعضُ السنين تعرَّقَتْنا ... كفى الْأَيْتَام فقد أَبى الْيُتْم ... والمبخوص: الدى أخذت بخصته وَهِي لحم أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ. وَلَو روى: منحوض من نحضت االعضو إِذا أخذت نحضه لَكَانَ وَجها.
نهز إِن رجلا كَانَ فِي يَده مَال يتامى فَاشْترى بِهِ خمرًا فَلَمَّا نزل تَحْرِيمهَا انْطلق إِلَى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقصَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: أهرقها وَكَانَ المَال نهز عشرَة آلَاف. أَي قَرِيبا من هَذَا الْمبلغ. قَالَ: ... تُرْضِع شِبْلَيْن فِي مَغارِهما ... قد نهزا للفطام أَو قطما ... وَحَقِيقَته ذَات نهز وَمِنْه ناهز الْحلم إِذا قاربه.
نهج عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَتَاهُ سلمَان بن ربيعَة الْبَاهِلِيّ يشكو إِلَيْهِ عَاملا من عماله فَأخذ الدرة فَضَربهُ بهَا حَتَّى أُنهج. أَي وَقع عَلَيْهِ البُهر يَعْنِي على عمر.
نهز قَالَ فِي خطْبَة لَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: من أَتَى هَذَا الْبَيْت لَا ينهزه إِلَيْهِ غَيره رَجَعَ وَقد غُفر لَهُ. نهزه ولهزه ووهزه: دَفعه أَي من حجَّ لَا يَنْوِي فِي حجَّته غير الحجِّ تِجَارَة أَو غَيرهَا من حوائج الدُّنْيَا مغفوراً لَهُ. الْعَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مانعهم عمر فِي دفن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(4/34)


نهج وَقَالَ: إِنَّه لم يمت وَلكنه صعق كَمَا صعق مُوسَى فَقَالَ الْعَبَّاس إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم لم يمت حَتَّى ترككم على طَرِيق ناهجة وَإِن يكُ مَا تَقول يَا بن الْخطاب [حقاًّ] فَإِنَّهُ لن يعجز أَن يحثو عَنهُ فخلِّ بَيْننَا وَبَين صاحبنا فَإِنَّهُ يأسن كَمَا يأسن النَّاس. الناهجة: الْبَيِّنَة يُقَال: نهج الْأَمر وأنهج إِذا تبين ووضح. أَن يحثو عَنهُ أَي يَرْمِي عَن نَفسه بِتُرَاب الْقَبْر وَيقوم. يأسن: تَتَغَيَّر رَائِحَته.
نهى ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: لَو مَرَرْت على نهى نصفه مَاء وَنصفه دم لشربت مِنْهُ تَوَضَّأت. هُوَ الغدير بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَقد أنكر ابْن الْأَعرَابِي الْكسر.
نهك مُحَمَّد بن مسلمة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يُقَال: إِنَّه من أَنْهَك أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم. أَي من أشجعهم رجل نهيك بيِّن النَّهاكة وَالْأَصْل فى النهك الْمُبَالغَة فى الْعَمَل.
نهبر عَمْرو رَضِي الله عَنهُ قَالَ لعُثْمَان وَهُوَ على الْمِنْبَر: ياعثمان إِنَّك قد ركبت بِهَذِهِ الْأمة نهابير من الْأَمر فتُب. هِيَ فِي الأَصْل جمع نهبور وَهُوَ مَا أشرف من الرمل وشقَّ على الرَّاكِب قطعه فاستعير للمهالك. قَالَ نَافِع بن لَقِيط: ... ولأَحْمِلَنْكَ على نَهَابِرَ إِن تَثِبْ ... فِيهَا وَإِن كنت المنهت تعطب ...

(4/35)


النُّون مَعَ الْيَاء

نبر عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كره النِّير. هُوَ الْعلم [فِي الثَّوْب] . يُقَال: نرت الثَّوْب نيراً وأنرته ونيَّرته. وَعَن ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه كَانَ يقطع علم الْحَرِير من عمَامَته وَكَانَ يَقُول: لَوْلَا أَن عمر كره النير لم نر بِالْعلمِ بَأْسا. آخر كتاب النُّون

(4/36)