المحكم والمحيط الأعظم حرف الصاد
الثنائي المضاعف
الصاد والدال ص د د
الصَّدُّ الإِعراضُ والصُّدُوفُ صَدَّ عنه يَصِدُّ ويَصُدُّ صَدّاً
وصُدُوداً ورَجُلٌ صَادٌّ من قَوْمٍ صُدَّادٍ ومرأةٌ صَادَّةٌ من
نِسْوةٍ صَوَادَّ وصُدَّادٍ أيضاً قال القَطَامِيُّ
(أَبْصارُهُنَّ إِلى الشُبَّانِ مائِلةٌ ... وقد أَرَاهُنَّ عَنِّي
غَيْرَ صُدَّادِ)
وصدَّه عنْه وأَصَدَّه صَرَفَه وفي التنزيل {فصدهم عن السبيل} النمل 24
قال امْرُؤُ القَيْسِ
(أصَدَّ نِشَاصَ ذِي القَرْنَيْنِ حتى ... تَوَلَّى عارَضُ المَلِكِ
الهُمَام)
وصدَّدَهُ كأصَدَّه وحكَى اللِّحيانِيُّ لا صَدَّ عن ذلك والتَّأْوِيلُ
حقّا إنك فَعْلْتَ ذاكَ وصدَّ يَصِدِّ صَدّا اسْتَغْربَ ضَحِكاً وصَدَّ
يَصُدُّ صَدّا ضَجَّ وعَجَّ وفي التنزيل {إذا قومك منه يصدون} الزخرف
57 فيَصِدُّون يَضِجُّون ويَعِجُّونَ كما قدَّمنا ويَصُدُّون
يُعْرِضُونَ واللهُ أعْلَمُ والتَّصْدِيَةُ التَّصْفيقُ والصَّوْتُ على
تَحْوِيلِ التَّضْعيفِ قال تعالى {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية} الأنفال 35 ونَظِيرُه قَصَّيْتُ أَظْفارِي في حُرُوفٍ كثيرةٍ
وقد عَمِلَ سيبَوَيْه فيه باباً وقد ذكَر منه يَعْقوبُ وأبو عُبَيْدٍ
أَحْرُفاً والصَّديدُ القَيْح الذي كأنه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ وقد
أَصَدَّ الجُرْحُ وصَدَّدَ والصَّدِيدُ في القُرْآنِ ما يَسِيلُ من
جُلُودِ أهْلِ النارِ وقيل هو الحَمِيمُ إذا غُلِيَ حتى يَخْثُرَ وفي
التنزيل {ويسقى من ماء صديد} إبراهيم 16 أي من ماءٍ قد أُغْلِيَ حتَّى
خَثُرَ وصَدِيدُ الفِضَّةِ ذُؤابَتُها على التَّشْبِيهِ وبذلك سُمِّي
المَهْلَةُ والصَّدُّ والصُّدُّ الجَبَلُ قالت لَيْلَى الأخيلية
(8/261)
(أنابغُ لمن تَنْبِغ ولم تَكُ أولاً ...
وكنت صُنِيّا بين صُدَّيْن مَجْهَلاً)
والجمعُ أصْدادٌ وصُدودٌ والسِّينُ فيه لُغَةٌ والصَّدُّ المُرْتَفِعُ
من السَّحابِ تَراهُ كالجَبَلِ والسينُ أعْلَى وصَدَّأ الجبل ناحِيتاهُ
في مَشْعَبِه والصُّدَّانِ ناحِيتَا الشِّعبِ أو الوادِي الواحدِ صَدٌّ
وهما الصَّدَفَانِ أيضاً والصَّدَدُ الناحيَةُ والصَّددُ ما
اسْتَقْبَلَكَ وهذا صَدَدُ هذا وبِصَدَدِه وعلى صَدَدِه أي قُبَالِتَه
والصَّدَدُ القُرْبُ والصَّدَدُ القَصْدُ قال سيبَوَيْه هو صَدَدُك
ومعناه القَصْدُ وهي من الحُرُوف التي عَزَلَها ليُفسِّر معانِيها
لأنها غَرائِب والصُّدَّادُ سَامٌّ أَبْرَصَ وقيل الوَزَغُ أنشد
يَعْقُوب
(مُنْجَحِرَا مُنْجَحِرَ الصُّدَاد ... )
ثم فسَّره بالوَزَغِ وقيل هو ضَرَبٌ من الجِرذانِ والجمعُ منهما جميعاً
الصَّدائدِ على غيرِ قياسٍ والصُّدَّا مَقْصوراً تِينٌ أبيضُ الظاهر
أكْحَلُ الجَوْفِ إذا أُرِيدَ تَزْبيبُه فُلْطِحَ فَيَجِيء كأنه
الفَلَكُ وهو صادِقُ الحَلاوةِ هذا قولُ أبي حنيفةَ وصَدَّاءُ اسمُ
بِئْرٍ ورَوَى بعضُهم هذا المَثَلَ ماءٌ وَلا كصَدَا)
أنشد أبو عُبَيْدٍ
(وإِنِّي وتَهْيَامِي بَزَيْنَبَ كالَّذِي ... يُحاوِلُ من أخوَال
صَدَّاءَ مَشْرَبَا)
وصَدْصَدُ اسْمُ امرأةٍ
مقلوبه د ص د ص
الدَّصْدَصَةُ ضَرْبُ المُنْخُلِ بِيَدِكَ
(8/262)
الصاد والتاء ص ت ت
الصَّتُّ شِبْه الصَّدْم والدَّفْعِ بِقَهْرٍ وقيل هو الضَّرْبُ
باليَدِ أو الدَّفْعُ وصَتَّه بالعَصَا صَتّا ضَرَبَه قَال رُؤْبَة
(صَكِّي عَرَانِينَ العِدَا وَصَتِّي ... )
والصَّتِيتُ الفِرْقَةُ من الناسِ في جَلَبَةٍ ونَحوها وتركهم
صَتِتَيْن أي فِرْقَتَيْن والصَّتيتُ الصَّوتُ والجَلَبةُ وصَاتَهُ
مُصَاتَةً وصَتَاتاً نَازَعُه ورَجُل مِصْتِيتٌ ماضٍ وهو بِصَتَتِ كذا
أي بِصَدَدِه
الصاد والراء ص ر ر
الصِّرُّ والصِّرَّةُ شِدَّة البَرْدِ وقيل هو البَرْدُ عامّةً حُكِيتِ
الأخيرةُ عن ثَعْلَب ورِيحٌ صِرٌّ وصَرْصَرٌ شدِيدَةُ البَرْدِ وقيل
شديدة الصَّوْتِ وصُرَّ النباتُ أصابَه الصِّرُّ وصَرَّ يَصِرُّ صرّا
وصَريراً وصرَّرَ صوَّتَ وصَاحَ أَشَدَّ الصِّياحِ وقولُه تعالى
{فأقبلت امرأته في صرة} الذاريات 29 قال الزجاجُ الصَّرةُ أشدُّ
الصِّياحِ يكونُ في الطائرِ والإِنسانِ وغيرهما قال جريرٌ
(ذَاكم سَوادةُ يَجْلُو مُقْلَتِي لَحِمٍ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فَوق
المَرْقَبِ العالِي)
قال ثَعْلَب قيل لامرْأةٍ أيُّ النِّساءِ أبغَضُ إليك فقالت التي إن
صَبِحَتْ صَرْصَرَتْ وصَرَّ صِمَاخُهُ صَرِيراً صَوَّتَ من العَطَشِ
وصَرْصَر الطائِرُ صَوَّتَ وخص بعضُهم به البازِي والصَّفَرَ ودِرْهَمٌ
صَرِّيٌّ وصِرِّيٌّ له صَرِيرٌ إذا نُقِر وكذلك الدِّينارُ وخصَّ
بعضُهم به الجَحْدَ ولم يَسْتَعْمِلْه فيما سِوَاه والصَّرَّةُ
الصِّيَاحُ والجَلَبَة والصَّرَّةُ الجماعةُ والصَّرَّةُ الشدَّةُ من
(8/263)
الكَرْبِ والحَرْبِ وغيرهما وقد فَسِّر
قولُ امْرِئ القيسِ
(جَوَاحِرُهَا في صرَّةٍ لم تَزَيَّلِ ... )
بالجماعةِ وبالشِّدَّة من الكَرْبِ وَصَرَّة القَيْظ شِدَّته
والصَّرَّةُ العَطْفَةُ والصَّرَّة العَطَشُ وجَمْعُها صَرِائر نادِرٌ
وصَرَّ الناقَةَ يَصُرُّها صَرّا وَصَرَّ بِها شدَّ ضَرْعَها
والصِّرَارُ ما يُشَدُّ به والجمعُ أَصِرَّة قال
(إذا اللِّقَاحُ غَدَتْ مُلْقىً أَصِرَّتُها ... ولا صَرِيمَ من
الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)
(ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... في الرَّأْسِ منها وفي
الأصْلابِ تَمْلِيحُ)
ورواية سيبَوَيْه
(ورَدًّ جَازِرُهُمَ حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... ولا كَرِيمَ من
الوِلْدانِ مَصْبُوحُ)
والمُصَرَّاةُ المُحَفَّلة على تَحْوِيل التَّضْعيفِ وناقَةٌ مُصِرَّةٌ
لا تَدِرُّ قال أسَامةُ الهُذَلِيُّ
(أقَرَّتْ عَلَى حُولٍ عَسُوسٍ مُصِرّمَةٍ ... ورَاهَقَ أَخْلاَفَ
السَّدِيسِ بُزُولُها)
والصُّرَّةُ شَرَجُ الدَّراهِمِ والدَّنانيرِ وقد صَرَّها صَرّا وصرَّ
الفَرَسُ والحمارُ بأُذُنِه يصُرُّ صَرّا وأصَرَّها وأصَرَّ بها
سَوَّاها ونَصَبَها للاسْتِماعِ والصُّرَرُ السُّنْبُلُ بعد ما
يُقَصَّبُ وقَبْلَ أن يَظْهَرَ وقال أبو حنيفةَ هو السُّنْبُل ما لم
يَخْرُج فيه القَمْحُ واحدتُه صَرَرَةٌ وقد أصَرَّ وأصَرَّ يَعْدُو إذا
أَسْرَعَ بعض الإِسْراعِ وروَاهُ أبو عُبَيْدٍ أضَرَّ بالضادِ فزَعَم
الطُوسِيُّ أنه تَصْحيفٌ وأصَرَّ على الأَمْرِ عَزَمَ
(8/264)
وهو مِنِّي صِرِّي وصرى وأصرى وصُرِّى
وصَرَّى أي عزيمةٌ وأصرَّ على الذنب لم يقلع عنه وصخرة صراء ضماء ورجل
صرور وصرورة وصراوةٌ لم يحج وقد قالوا في هذا المعنى صرورى وصارورى
فإذا قلت ذلك ثنيت وجمعت وأنثت وقال ابن الأعرابيِّ كل ذلك من
أَوَّلِهِ إلى آخِره مُثَنَّى مَجْمُوع كانت فيه ياءُ النَّسَبِ أو لم
تَكُنْ وقيل رَجُلٌ صَارورَةٌ وصَارورٌ لم يَحُجَّ وقيل لم يَتَزَّوجْ
الواحدُ والجميعُ في ذلك سواءٌ وكذلك المُؤَنَّثُ وقال اللحيانيُّ
رَجُلٌ صَرُورَةٌ لا يقالُ إلا بالهاءِ قال ابنُ جِنِّي رجُلٌ صَرورَةٌ
وامرأةٌ صَرورَةٌ لَيْستِ الهاءُ لتأْنِيثِ الموصوفِ بما هي فيه وإِنما
لَحِقَتْ لإِعْلامِ السامِع أن هذَا المَوْصُوفَ بما هي فيه قد بَلَغَ
الغايةَ والنَّهايةَ فَجُعِل تأنيثُ الصِّفَةِ إمارة لما أُرِيدِ من
تأنيث الغايةِ والمبالغة وفسَّر أبو عبيد قولَه صلى الله عليه وسلم لا
صَرُورَةَ في الإِسْلامِ بأنه التَّبتُّلُ وتَرْكُ النّكاحِ فَجَعَلَه
اسْماً للحَدَثِ والأَعْرَفُ أنه صِفَة كما تقدَّم وحافِرٌ مَصْرورٌ
ومُصْطَرٌّ مُتَقبِّضٌ وقيل ضَيِّقٌ والصَّارَّةُ الحاجَةُ وشَرِب حتى
مَلأ مَصَارَّهُ أي أَمْعاءَه حكاه أبو حنيفةَ عن ابن الأعرابيِّ ولم
يفسِّره بأكْثَرَ من ذلك والصَّرَارَةُ نَهْرُ يأخُذُ من الفُراتِ
والصَّرَارِيُّ المَلاح قال القُطامِيُّ
(في ذي جُلُولٍ يُقَضِّي المَوْتَ صَاحِبُه ... إذا الصِّرَارِيُّ من
أَهْوالِه ارْتَسَما)
والجمع صَرَارِيُّون ولا يُكَسَّرُ والصَّرَّةُ بفَتْحِ الصاد خَرَزَةٌ
تُؤَخِّذُ بها النِّساءُ الرِّجالَ هذه عن اللِّحيانيِّ وصرَّرَتِ
الناقةُ تقدَّمتْ عن أبي لَيْلَى قال ذو الرُّمَّة
(إذا ما تأَرَّتْها المَراسِيلُ صَرَّرتْ ... أبُوضُ السَّنَي
قَوَّادةُ أيْنُقَ الرَّكْبِ)
وصِرِّينُ موضعٌ قال الأَخْطَلُ
(8/265)
(إلى هاجِسٍ من آلِ ظَمْيَاءَ والَّتي ...
أَتَى دُونَها بابٌ بِصِرِّينَ مُقْفَلُ)
والصَّرْصَرُ والصُّرْصُرُ والصُّرْصُورُ دُوَيْبّةٌ والصَّرْصُور
العِظام من الإِبِلِ والصَّرْصورُ البُخْتِيُّ من الإِبِلِ أو وَلَدُه
والسِّينُ لغةٌ والصَّرْصَرُ إنِيَّةٌ من الإِبِلِ التي بَيْنَ
البَخَاتِيِّ والعِراب وقيل هي الفَوَالِجُ والصَّرْصرانُ
والصَّرْصَرَانِيُّ ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْرِ أمْلَسُ
مقلوبه ر ص ص
رَصَّ البْنيانَ يَرُصُّه رَصاً فهو مَرْصُوصٌ ورَصيصٌ ورَصَّصَه
ورَصْرَصَهُ أحْكَمَهُ وجَمَعَه وكُلَّ ما أُحكِمَ وضُمَّ فهو رَصٌّ
وفي التنزيل {كأنهم بنيان مرصوص} وتراصَّ القَوْمُ تَضَامُّوا والرّصصُ
والرِّصاصُ والرَّصاص من المَعْدنياتِ مُشْتَقٌّ من ذلك لِتَداخُلِ
أجزْائِه والرِّصاصَة والرَّصاصَةُ حِجَارَةٌ لازِمةٌ لما حَوَالَيِ
العيْن الجارِيةِ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ
(حِجارَةٌ قَلْتٍ بِرَصْرَاصَةٍ ... كُسِينَ غِشَاءً من الطُّحْلُبِ)
ويُرْوَى بَرَضْراضَةٍ وقد تقدَّم والرَّصُوص في الأسنان كاللَّصَصِ
رَجُلٌ أَرَصُّ وامْرأةٌ رَصَّاء والرَّصَّاء والرَّصُوصُ من النِّساءِ
الرَّتْقاءُ ورَصَّصَتِ المرأةُ إذا أَدْنَتْ نِقَابَها حتى لا يُرَى
إلا عَيْناها كوَصْوَصَتْ
الصاد واللام ص ل ل
صَلَّ يصِلُّ صَلِيلاً وصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً قال
(كأنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه ... )
ويجوزُ أن يكونَ مَوْضِعاً للصَّلْصَلةِ وصلَّ اللِّجامُ امْتدَّ
صَوْتُه فإن توهَّمْتَ تَرْجِيعَ صَوْتٍ قُلْتَ صَلْصَلَ وتَصَلْصَل
(8/266)
وحمارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ وصَلْصَالٌ
ومُصَلْصِلٌ مُصوِّتٌ قال الأَعْشَى
(عَنْتَرِيسٌ تَعْدُو إذا مسَّها الصَّوْتُ ... كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ
الجَوَّالِ)
وفرسٌ صَلْصَالٌ حادُّ الصَّوْتِ دَقِيقُه والصَّلْصَلةُ صَفَاء صَوْتِ
الرَّعْدِ وقد صَلْصَلَ والصَّلْصَالُ من الطِّينِ ما لم يُجْعَل
خَزَفاً سُمِّيَ به لِتَصَلْصُلِه وكلُّ ما جَفَّ من طِينٍ أو فَخَّارٍ
فَقد صَلَّ صَليلاً وَصَلَّ البَيْضُ صَليلاً سَمِعْتَ له طَنِيناً عند
مقارعة السُّيْوفِ وَصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلاً إذا ضُرِب
فأُكْرِهَ أن يَدْخُلَ في الشيءِ قال
(أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من صَنْعَتِها ... كُلَّ حِرْبَاءٍ إذا أُكْرِه
صَلَّ)
الجُنْثِيُّ بالرَّفْعِ والنَّصْبِ فمن قال الجُنْثِيُّ جَعَلَه
الحدَّادَ أو الزَّرَّادَ أحْكَمَ صَنْعَةَ هذا الدِّرع ومن قال
الجُنْثِيَّ بالنَّصْبِ جَعَلَه السَّيْفَ يقولُ هذه الدِّرعُ
لِجَوْدَةِ صَنْعِتِها تَمْنَعُ السَّيْفَ أن يَمْضِيَ فيها وأَحْكَمَ
هنا رَدَّ وقولُ النابِغةِ الجَعْدِيِّ
(فإنَّ صَخْرَتَنَا أعْيَتْ أَبَاكَ فلا ... يأْلُو لَهَا ما اسْتطاعَ
الدَّهْرَ إخْبالا)
(رَدَّتْ معَاوِلَه خثُمْاً مُفَلَّلةً ... وصَادَفَتْ أخْضَر
الجَالَيْنِ صَلالا)
أراد صَخْرةً في ماءٍ قد اخْضَرَّ جانِباها منه وعَنَى بالصَّخْرَةِ
مَجْدَهُم وشَرَفَهم فَضَرَبَ الصَّخْرةَ مَثَلاً وصَلَّتِ الإِبِلُ
تَصْليلاً يَبِستْ أمْعَاؤُها من العَطَشِ فَسَمِعْتَ لها صَوتاً عند
الشُّرْبِ قال الرَّاعِي
(فَسَقَوْا صَوَادِيَ يَسْمَعُونَ عَشِيَّةً ... لِلْماءِ في
أجوافِهنَّ صَلِيلا)
وصَلَّ السِّقَاءُ صَليلاً يَبِسَ
(8/267)
والصَّلَّةُ الجِلْدُ اليابسُ قَبْلَ
الدِّباغِ والصَّلَّةُ الأرضُ اليابِسَةُ وقيل هي الأرضُ التي لم
تُمْطَر بين أَرْضَيْن مَمْطورَتَيْن وذلك لأنها يابِسَةٌ مُصَوِّتَةٌ
وقيل هي الأرضُ ما كانت كالسَّاهِرةِ والجمعُ صِلاَلٌ وخُفٌّ جَيِّدُ
الصَّلَّةِ أي النَّعْلِ سُمِّيَ باسْمِ الأرضِ لأنَّ النَّعْلَ لا
تُسَمَّى صَلَّةً وعندِي أن النَّعْلَ تُسَمَّى صَلّةً ليُبْسِها
وتَصْوِيتها عند الوَطْءِ والصَّلالَة بِطانةُ الخُفِّ والصَّلَّةُ
المَطْرَةُ المُتَفَرِّقَةُ القليلةُ والجمعُ صِلالٌ والصَّلَّةُ أيضاً
القِطْعةُ المُتَفَرِّقة من العُشْبِ والجمعُ كالجمعِ وصَلَّ اللَّحمُ
يَصِلُّ صُلُولاً وأَصَلَّ انْتَن وقيل لا يُسْتَعْمَلُ ذلك إلا في
النَّيِّئ وفي التنزيل {وقالوا أَئِذَا صَلَلْنَا في الأَرْضِ} السجدة
10 أي أنْتنَّا وتَغَيَّرتْ صُوَرُنا وقولُ زُهَيْرٍ
(تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فيها أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ فهي تحت الكَشْحِ
دَاءُ)
قيل معناه أَنْتَنَتْ فهذا يَدُلُّ على أنه يُسْتَعْمَلُ في الطَّبِيخِ
والشِّواءِ وقيل أَصَلَّتْ هنا أثْقَلَتْ وصَلَّ الماءُ أجَنَ ومَاءٌ
صَلالٌ آجِنٌ وأصَلَّه القِدَمُ غَيَّرَهُ والصَّلْصَلَةُ
والصُّلْصَلَةُ والصُّلْصُل بَقِيَّةُ الماءِ في الغَدِيرِ وغيره من
الآنِية قال أبو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ
(ولمْ يَكُنْ مَلِكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهُم ... إلاَّ صَلاصِلَ لا
تَلْوِي عَلَى حَسَبِ)
وكذلك البَقِيَّةُ من الدُّهْنِ والزَّيْتِ قال العَجَّاج
(صَلاصِلَ الزَّيْتِ إلى الشُّطُور ... )
(8/268)
شبَّهَ أَعْيُنَها حيث غارتْ بالجِرارِ
فيها الزَّيْتُ إلى أَنْصَافِها والصُّلْصُلُ ناصِيَةُ الفَرِس وقيل
بياضٌ في شَعَرِ مَعْرَفَةِ الفَرَسِ والصُّلْصُلُ من الأقداحِ مثل
الغُمَرِ هذه عن أبي حنيفةَ والصُّلْصُلُ طائرٌ صَغيرٌ والصِّلُّ
الحَيَّةُ التي تَقْتُلُ إذا نَهَشَتْ من ساعَتِها وإنَّهُ لَصِلُّ
أصْلالٍ أي دَاهٍ مُنْكَرٌ في الخُصومةِ وقيل هو الداهِي المُنْكُر في
الخُصُومةِ وغيرِها والصِّلُّ والصَّالَّةُ الدَّاهيةُ وصَلَّتْهم
الصَّالَّةُ وصَلَّ الشَّرابَ يَصُلُّهُ صَلاً صَفَّاه والمِصَّلَّة
الإِنَاءُ الذي يُصَفَّى فيه يمانِيَّة وهما صِلانِ أي مِثْلانِ عن
كُراع والصِّلُّ شَجَرٌ قال
(أَرْعَيْتُها أكَرمَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ
واليَعْضِيدَا)
والصِّلِّيانُ شَجَرٌ قال أبو حنيفةَ الصِّلِّيانُ من الطَّريفَةِ وهو
يَنْبُتُ صُعُداً وأضْخمه أعجازُه وأُصُولُه على قَدْر نَبْتِ
الحَلِيِّ ومَنَابِتُه السُّهولُ والرِّياضُ قال وقال أبو عُمَر
والصِّلِّيانُ من الجَنْبَةِ لغِلَظِه وبَقَائِه واحدتُه صِلِّيانة ومن
أَمثالِ العَرَب جَذَّهَا جَذًّ العَيْرِ الصِّلِّيانَة ودَارَةُ
صُلْصُلٍ مَوْضعٌ عن كُراع
ومما ضوعف من فائه وعينه ص ص ل
الصّاصِل والصَّوْصلاءُ زَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أنَّهما شيءٌ واحدٌ وهو
من العُشْبِ قال أبو حنيفةَ ولم أَرَ مَنْ يَعْرِفُه
مقلوبه ل ص ص
اللِّصُّ السَّارِقُ قال
(إِنْ يَأْتِنِي لِصٌّ فإنّي لِصٌّ ... )
(8/269)
(أَطْلَسُ مثلُ الذِّئبِ إِذْ يَعُسُّ ...
)
جَمَعَ بين الصادِ والسِّين وهذا هو الإِكْفاءُ واللُّصُّ كاللِّصِّ
وأما سيبَوَيْه فلا يَعْرِفُ إلا لِصّا بالكَسْرِ وجَمْعُها جميعاً
لِصَاصٌ ولُصوصٌ وليس له بِناءٌ من أَبْنِيةِ أَدْنى العَدَدِ
والمَلَصَّةُ اسمٌ للجَمْعِ حكاه ابنُ جِنِّي والأُنْثَى لَصَّةٌ
والجمعُ لَصَّاتٌ ولَصَائصُ الأخيرة نادرةٌ واللَّصْتُ لُغَةٌ في
اللِّصِّ أَبْدَلُوا من صادِه تاءً وغيَّروا بناءَ الكَلِمةِ لما حدث
فيها من البَدَلِ وقيل هي لغَةٌ قال اللحيانيُّ هي لُغَةُ طَيِّيءٍ
وبعضِ الأنصارِ وجمْعُه لُصوتٌ أنشد اللِّحيانيُّ
(فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلاً أَبْناؤُهُم ... وبَنِي كِنَانَةَ
كاللُّصُوتِ المُرَّدِ)
وقد قيل فيه لِصْتٌ فَكَسَرُوا اللام فيه مع البَدَلِ والاسمُ
اللَّصُوصِيَةُ واللُّصُوصِيَّة وأرضٌ مَلَصَّةٌ ذات لُصوصٍ واللَّصَصُ
تَقارُبُ ما بين الأَضْراسِ حتى لا تَرَى بينها خَلَلاً رجُلٌ ألَصُّ
وامرأةٌ لَصَّاءُ وقد لَصَّ واللَّصَصُ تقارُبُ القائِمَتَيْن
والفَخِذَيْن واللَّصَصُ تَدانِي أعُلَى الرُّكْبَتَيْن وقيل هو
اجتماعُ أعْلَى المَنْكَبِيْن يكادان يَمسَّان أُذَنيْه وقيل هو
تقارُبُ الكَتِفَيْن ولصَّصَ بُنْيانَه كرَصَّص وامرأةٌ لصَّاء رتْقاء
ولَصْلَصَ الوَتِدَ وغَيْرَه حرَّكَهُ لِيَنْزِعَه وكذلك السِّنان من
الرُّمْحِ والضِّرسِ
الصاد والنون ص ن ن
المُصِنُّ الشامخُ بأَنْفِه تَكُّبراً أو غَضَباً قال
(قد أخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ ... ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بهَا مُصِنُّ)
(8/270)
وأصَنَّتِ الناقةُ مَخِضَت فَوقَع رِجْلُ
الولَدِ في صَلاها قال وأصَنَّتِ المرأةُ وهي مُصِنٌّ ومُصِنَّةٌ
عَجُزَتْ وفيها بَقِيَّةٌ والصَّنُّ زَبِيلٌ كبيرٌ مثل السَّلةِ
والصِّنُّ بَوْلُ الوَبْرِ يُخَثَّر للأدْوِية وصِنٌّ يَوْمٌ من أيام
العَجُوز وقيل هو أَوَّلُ أَيَّامِها والصِّنّينُ بلدٌ قال
(ليتَ شِعرِي متى تَخُبُّ بي الناقةُ ... بين العُذَيْبِ فالصِّنينِ)
والصُّنَانُ رِيحُ الذَّفَرِ وقيل هي الرِّيحُ الطَّيِّبةُ قال
(يا رِيَّهَا وقد بَدا صُنَانِي ... كأنَّنِي جانِي عَبَيْثَرَانِ)
وصَنَّ اللَّحْمُ كصَلَّ إما لغَةٌ وإمّا بَدَلٌ
مقلوبه ن ص ص
نصَّ الحديثَ ينُصُّهُ نَصاً رفَعَه وكلُّ ما أُظْهِر فقد نُصَّ
ونَصَّةِ الظَّبْيةُ جِيدَها رفَعَتْه ووُضِعَ على المِنَصَّة أي عَلَى
غَايَةِ الفَضِيحةِ والشُّهْرةِ والظُّهُورِ والمِنَصَّة ما تُظْهَرُ
عليه العَروس لِتُرَى وقد نَصَّها وانْتصَّتْ هي والمِنَصَّةُ
الثِّيابُ المُرَفَّعَة والفُرُشُ المُوَطَّأَةُ ونَصَّ المَتاعَ نًصّا
جَعَل بعضَه على بعضٍ ونَصَّ الدّابّةَ يَنُصُّها نصّا رَفَعَها في
السَّيْرِ وكذلك الناقةُ وفي الحديث
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا وجَدَ فَجْوَةً نَصَّ أي رَفَعَ
ناقَتَه في السَّيْرِ والنَّصُّ والنَّصِيصُ السَّيرُ الشَّديدُ
والحَثُّ ونَصُّ الأَمْرِ شِدّتُه قال أيوب بن عيابة
(8/271)
(ولا يَسْتَوِي عند نَصِّ الأُمُورِ ...
باذلُ مَعْروفِه والبَخِيلُ)
ونصَّ الرَّجُلَ نًصّا إذا سَأَلَه عن الشيءِ حتى يَسْتَقْصِيَ ما
عِنْدَه ونَصُّ كلِّ شيءٍ مُنْتَهاهُ وفي الحديث
إذا بَلَغَ النِّساءُ نَصَّ الحِقَاقِ يَعْنِي إذا بَلَغَتْ غايَة
الصِّغر إلى أن تَدْخُلَ في الكِبرِ فالعَصَبَةُ أَوْلَى بها من الأُمّ
يُرِيدُ بذلك الإِدراكَ والغايَة والنُّصَّةُ ما أقْبَلَ على
الجَبْهَةِ من الشَّعَرِ والجمعُ نُصَصٌ ونِصَاصٌ ونَصَّ الشَّيءَ
حرَّكَهُ ونَصْنَص لِسانَهُ حَرّكَه كنَضْنَضَهُ غَيْر أن الصّادَ فيه
أصْلٌ وليستْ بَدَلاً من ضَادٍ نضْنَضَه كما زَعَمَ قَومٌ لأنهما
لَيْستَا أُخْتَيْن فتُبْدَل إحداهُما من صاحِبَتِها والنَّصْنَصَة
تَحرُّكَ البَعِيرِ إذا نَهَضَ من الأرضِ ونَصْنَص البَعِيرُ فَحصَ
بصَدْرِه الأرضَ ليَبْرُكَ ونَصْنَص الرَّجُلُ في مَشْيِه اهْتَزَّ
مُنْتَصِباً
الصاد والفاء ص ف ف
الصَّفُّ السَّطْرُ المُسْتَوِي من كل شيءٍ وجمعُه صُفُوفٌ وصَفَّ
القَوْمُ يَصُفُّونَ صَفّا واصْطَفُّوا وتصَافُّوا عليه اجْتَمَعُوا
صَفّا وقولُه تعالى {والصافات صفا} قيل الصافاتُ صَفّا قيل الصافّاتُ
الملائكةُ مُصْطَفُّونَ في السَّماءِ يُسِّبحونَ اللهَ تعالى وقولُ
الأعرابِيَّةِ لِبَنِيها إذا لَقِيتُمُ العَدُوَّ وقد غَرى ولا صَفّا
أي تَصُفُّوا صَفّا وصفّا مصدر لم أسْمَعْ به إلا هاهنا وصَفَّهم
جَعَلَهُم صَفّا والصَّفُّ مَوْقِف الصّفوفِ والصَّفُ في القرآنِ
المُصَلَّى وهو من ذلك لأنَّ الناسَ يَصْطَفُّونَ هنالك قال {ثم ائتوا
صفا} طه 64 طه 64 حكاهُ الزَّجّاجُ فهو على هذا مفعولٌ به وقد يجوزُ أن
يكونَ صَفّا مُصْطَفِّين فهو على هذا حالٌ وناقةٌ صَفُوفٌ تَصُفُّ
يَدَيْها عند الحَلَبِ وصَفَّتِ الناقَةُ تَصُفُّ وهي صَفوفٌ جَمَعَتْ
بين مِحْلَبَيْن أو ثَلاثة في حَلْبةٍ
(8/272)
والصَّفُّ القدحانِ لإِقرانهما وصَفَّها
حَلَبَها صَفّا وصَفَّتِ الطيرُ في السَّماءِ تَصُفُّ صَفَّت
أجْنِحَتها ولم تُحَرِّكْها والبُدْنُ الصَّوَافُّ المَصْفُوفَةُ
للنَّحْرِ وصَفَّ اللَّحْمَ يَصُفُّه صَفّا فهو صَفِيفٌ شَرَّحَه
عِرَاضاً وقيل الصَّفِيفُ الذي يُغْلى إغْلاءً ثم يُرْفَع وقيل الذي
يُصَفُّ على الحَصَا ثم يُشْوَى وقيل القَدِيدُ وصُفَّةُ الرَّحْلِ
والسَّرْجِ التي تَضُمُّ العَرْقُوَتَيْن والبِدَادَيْن من أَعْلاهُما
وأَسْفَلِهما والجمعُ صُفَفٌ على القِياسِ وحكَى سيبويه صِفَافٌ وصَفَّ
لها عَمِلَ لها صُفَّةً وصَفُّ البنْيانِ طُرَّتُه والصُّفَّة
الظُّلَّة وعَذَابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ كقَوْلِكَ عَذَابُ يَوْمِ
الظُّلَّة وأرضٌ صَفْصَفٌ مَلْساء مُستَوية وفي التنزيل {فيذرها قاعا
صفصفا} طه 106 والصَّفصَفَة كالصَّفْصَفِ عن ابنِ جِنِّي والصَّفْصَفُ
الفَلاةُ والصَّفْصُفُ العُصْفُورُ في بعض اللُّغاتِ والصَّفْصَاف
الخِلافُ واحدته صَفْصَافةٌ وقيل شجرُ الخِلاَف شامِيَّة
والصَّفْصَفَةُ دُوَيْبَّةٌ وهي دَخِيلٌ في العَربِيَّة وصَفْصَفَة
الغَضَي مَوْضِع
مقلوبه ف ص ص
فَصُّ الأَمْرِ أَصْلُه وتَحْقِيقُه يُقال أنا آتيكَ بالأَمْرِ من
فَصِّه وفَصُّ العَيْنِ حَدَقَتُها وفَصُّ الماءِ حَبَبُهُ وفصُّ
الخَمْر ما يُرَى منها والفصُّ المَفْصِل والجمعُ من كُلَّ ذلك أفُصٌّ
وفُصُوصٌ وقيل المَفَاصِلُ كلُّها فُصُوصٌ واحِدُها فَصٌّ إلا الأَصابع
فإنّ ذلك لا يقال لمَفَاصِلِها وفَصُّ الخَاتَمِ وفِصُّه المُرَكَّبُ
فيه وجَمْعُه أَفُصٌّ وفِصاصٌ وفُصُوص وفَصَّ الجُرْحُ يَفِصُّ
فَصِيصاً سالَ وقيل سالَ منه شيءٌ وليس بكَثِيرٍ وفصَّ العَرَقُ رَشَحَ
وفَصُّ الجُنْدَبِ وفَصِيصُه صَوْتُه وانْفَضَّ الشيءُ من الشَّيءِ
انفَصَلَ وأَفَصَّ إليه من حَقِّه شيئاً أعطاه
(8/273)
وما فَصَّ في يَدِي منه شيءٌ يَفِصُّ فَصّا
أي ما حَصَل والفَصِيصُ التَّحرُّكُ والالْتِواء والفِصْفِصُ
والفِصْفِصَة الرَّطْبَةُ وقيل هي رَطْبُ القَتِّ قال الأَعْشَى
(ألم تَرَ أنَّ الأرضَ أصْبَحَ بَطْنُها ... نَخِيلاً وزَرْعاً نَابتاً
وفَصَافِصَا)
وقال أْوْسٌ
(وقَارَفَتْ وهي لم تَجْرَبْ وباع لها ... من الفَصَافِصِ بالنُّمِيِّ
سِفْسِيرُ)
وأصلها بالفارسيَّة أسْبَسْتُ وفصْفَصَ دَابَّتَه أطْعَمَها إياها
الصاد والباء ص ب ب
صبَّ الماءّ ونحوَه يَصُبُّه صَبّا فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصبَّب أراقَه
ومن كلامِهم تَصبَّبْتُ عَرقاً أي تصبَّبَ عَرَقِي فنقلَ الفِعْل فصار
في اللَّفْظِ فَخَرَجَ الفاعلُ في الأَصْلِ مُمَيّزاً ولا يجوزُ
عَرَقاً تَصَبَّبْتُ وذلك أن هذا المميّزَ هو الفاعل في المعنى فكما لا
يجوز تقديم الفاعل على الفِعْل كذلك لا يجوزُ تقديمُ المُمَيّزِ إذا
كان هو الفاعل في المَعْنَى على الفِعْلِ هذا قولُ ابن جِنِّي واصطَبَّ
الماءَ اتَّخّذَه لَنَفْسِه على ما تَجِئُ عليه عامّة هذا النحو حكاه
سيبَوَيْه والصُّبَّةُ مَا صُبَّ من طَعامٍ وغَيْرِه مجتَمِعاً
ورُبَّما سُمِّيَ الصُّبَّ بغيرِ هاء والصُّبَّةُ السُّفْرة لأن ذلك
الطَّعامَ يصبُّ فيها وقيل هي شِبْه السُّفْرة وفي الحديث فَخَرجتُ مع
خَيْرِ صاحبٍ زادِي في صُبَّتِي ورُوِيَت في صِنّتي بالنُّون وهما سواء
حكاه الهروِيُّ في الغريبَيْن والصُّبَةُ من الخَيْلِ كالسُّرْبَة قال
(صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِراعاً
وَعَدِيٌّ كَمِثْلِ سَيْلِ المَضِيقِ)
(8/274)
والأَسْيَقُ صُبَبٌ كالَيمامِ إلا أنه آثَر
إتْمامَ الجَزْءِ على الخَرْمِ لأن الشُّعراءَ يختارون مثلَ هذا وإلا
فمُقابلةُ الجَمْعِ بالجمعِ أَشْكَل واليَمَامُ طائرٌ والصُّبَّةُ من
الإِبِلِ والغَنَم ما بين العِشْرِينَ إلى الثلاثين والأربعين وقيل هي
من الإِبِلِ ما دُونَ المائة كالفِرْقِ من الغَنَم في قولِ مَنْ جَعَلَ
الفِرْقَ ما دونَ المائة والصُّبَّةَ ما دونَ المائة والصُبَّةُ
الجماعةُ من الناسِ وعليه صُبَّةٌ من مالٍ أي قليلٌ والصُبَّةٌ
والصُّبابَةُ بَقِيَّةُ الماءِ واللَّبنِ في الإِنَاء قال الأخطلُ في
الصبُابةِ
(جَاءَ القِلالُ له بذاتِ صُبَابةٍ ... حَمْرَاءَ مثلِ سَخِينَةِ
الأَوْدَاجِ)
وقد اصْطَبَّها وتَصابَّها قال الشماخُ
(لَقَوْمٌ تَصابَيْتُ المَعِيشةَ بَعْدهُمْ ... أَعزُّ عَلَيَّ من
عِفَاءٍ تَغَيَّرَا)
جَعَلَ للمَعِيشةِ صُبَاباً وهو على المَثَلِ أي فَقْدُ مَنْ كنتُ معه
في سعةٍ أشَدُّ عليَّ من ابْيِضَاض شَعْرِي فأما ما أنْشدَه ابنُ
الأعرابيِّ من قولِ الشاعرِ
(ولَيْلٍ هَدَيْتُ به فِتْيَةً ... سُقُوا بصُبَابِ الكَرَى
الأَغْيَدِ)
فقد يجوزُ أنه أراد بصُبابَةِ الكَرَى فحذَف الهاءَ كما قال
الهُذَلِيُّ
(ألا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خالدٌ ... عِيادِي على الهِجْرانِ
أمْ هو بائسُ)
وقد يجوزُ أن يجعلَه جمع صُبَابةٍ فيكونُ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ
واحِدَه إلا بالهاء كشَعِيرةٍ وشَعِيرٍ ولما اسْتعار السَّقْيَ
لِلْكَرَى اسْتَعار الصُّبَابَةَ له أيَضاً وكُّل ذلك على المَثَلِ
والصَّبَبُ تَصَوُّبُ نَهْرٍ أو طَرِيقٍ تكونُ في حَدُورٍ والصَّبُّ من
الرَّمْلِ ما انْصَبَّ والصَّبَبُ ما انْحدَر من الأَرْضِ والجمعُ
أَصَبابٌ والصُّبُوبُ ما انْصبّتْ فيه والجمعُ صُبُبٌ وأرضٌ صَبَبٌ
وصَبُوبٌ وهي كالهَبَطِ والجمعُ أصْبابٌ وأَصَبُّوا أخَذُوا في الصَبِّ
(8/275)
وصَبَّ في الوادِي انْحدرَ وقَولُ عَلْقمةَ
(فأَوْرَدْتُها ماءً كأنَّ حِمامَهُ ... من الأَجْنِ حِنَّاءٌ معاً
وصَبِيبُ)
قيل هو الماءُ المَصْبوبُ وقيل هو الدَّمُ وقيل عَصارةُ العَنْدَمِ
وقيل صِبْغٌ أَحْمرُ والصَّبيب شجرٌ يُشْبِه السَّذَابَ يُخْتَضَبُ به
والصَّبيبُ السَّنَاءُ الذي يُخْتَضَبُ به اللِّحَى كالحِنَّاء
والصَّبيبُ أيضاً ماءُ شَجرِة السِّمْسِم والصَّبيب شيْءٌ يُشْبهُ
الوَسْمَةَ والصَّبابَةُ الشَّوْقُ وقيل رِقَّتُه وقيل رِقَّةُ الهَوَى
صَبِبْتُ إليه صَبابَةً فأنا صَبٌّ والأُنْثَى صَبَّةٌ سيبَوَيْه
وَزْنُ صَبٍّ فَعِلٌ لأنك تَقُولُ صِبِبْتُ صَبَابَةً كما تقولُ
قَنِعْتُ قَناعةً وحكَى اللِّحيانيُّ فيما تقولُه نِساءُ الأعرابِ عند
التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ صَبٌّ فَاصْبَبْ إليه أَرِقٌ فَارْقَ إليْهِ
والصَّبِيبُ فَرَسٌ من خَيْلِ العربِ معروفٌ عن ابن دُرَيْدٍ وصَبْصَبَ
الشَّيءَ مَحقَةُ وأذْهَبه وتَصَبْصَبَ هو أي مَضَى وذَهَب وتَصَبْصَب
اللَّيْلُ ذَهَبَ إلا قَليلاً والتَّصَبْصُبُ شِدَّةُ الخِلافِ
والجُرأةِ وتَصَبْصَب الحرُّ اشْتَدَّ قال العجَّاج
(حتى إذا ما يَوْمُها تَصَبْصبَا ... )
وتَصَبْصَب القَوْمُ تَفَرَّقُوا وقَرَبٌ صَبْصَابٌ شَديدٌ وبَعيرٌ
صَبْصَبٌ وصَباصِبٌ غَليظٌ شديدٌ
مقلوبه ب ص ص
بَصَّ الفَرْجُ بَصِيصاً صوَّت وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بصّا وبَصيصاً
بَرَقَ قال
(يَبِصُّ منها لِيطُها الدُّلامِص ... كَدْرَّةِ البَحْرِ زَهاهَا
الغائِصْ)
(8/276)
والبصَّاصَةُ العَيْنُ في بعضِ اللُّغاتِ
صِفَةٌ غالِبةٌ وبَصّصَ الشجرُ تَفَتَّح للإِيراقِ وبَصْبَصَ بِسَيْفِه
لَوَّحَ وبصَّ الشيءُ يَبِصُّ بَصّا وبَصيصاً أضاء وبَصَّصَ الجِرْوُ
فَتَحَ عَيْنَيْه وبَصْبَص لُغَة والبَصِيصُ لَمَعَانُ حَبِّ
الرُّمَّانِة وأَفْلَتَ وله بَصِيصٌ وهي الرِّعدة والالْتواءُ من
الجَهْدِ وبَصْبَصَ الكَلْبُ بِذَنَبِه ضَرب به وقيل حرَّكَه وقولُ
الشاعرِ
(ويَدُلُّ ضَيْفِي في الظَّلامِ على القِرَى ... إشْراقُ نارِي
وارِتْياحُ كِلابِي)
(حتى إذا أبْصَرْنَهُ وعَلِمْنَهُ ... حَيَّيْنه بِبَصَابص الأذناب)
يجوز أن يكون جمع بصبصةٍ كأن كلَّ كلب منها له بصبصةٌ وهو كذلك ويجوز
أن يمون جمع مُبَصبصٍ وكذلك الإبل إذا حُدى بها والبصبصةُ تحريك الظباء
أذنابها وقربٌ بصباصلإ شديدٌ لا اضراب فيه ولا فتور وسَيْرٌ بصْبَاصٌ
كذلك وقولُ أُمَيَّةَ ابن أبي عائذٍ الهُذَليِّ
(إدْلاَجُ لَيْلٍ قامِصٍ بِوَطِيسَةٍ ... وَوِصَال يَوْمٍ واصِبٍ
بَصْبَاصِ)
أراد شديدٍ بِحَرِّهِ ودَوَمانِه وخِمْسٌ بصْبَاص بَعيدٌ والبَصْباصُ
من الطَّرِيفَةِ الذي يَبْقَى على عُودٍ كأنه أَذْنابُ اليَرابِيعِ
الصاد والميم ص م م
الصَّمَمُ انْسدادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْع صَمَّ يَصَمُّ وصَمِم
بإظهارِ التَّضْعيفِ نادِرٌ صَمّا وصَمَماً وأَصَمَّ قال الكُمَيْتُ
(8/277)
(أشَيْخاً كالوَليد بِرَسْمِ دارٍ ...
تُسَائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ)
ورَجُلٌ أَصَمُّ والجمعُ صُمٌّ وصُمَّان قال الجُلَيْحُ
(يَدْعُو بها القومُ دُعاء الصُّمَّانْ ... )
وأَصَمَّهُ الداءُ وتَصَامَّ عنه وتَصَامَّهُ أراه أنه أصَمُّ
وتَصَامَّ عن الحديثِ وتَصَامَّه أَرَى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه قال
(تَصَامَمْتُه حتَّى أَتَانِي نَعِيُّهُ ... وأُفْرِعَ مِنْهُ مُخْطِئٌ
ومُصِيبُ)
وقولُه أنشده ثعلبٌ
(ومَنْهَلٍ أعْوَرِ إحْدَى العَيْنَيْن ... بَصِيرِ أُخْرَى وأَصمَّ
الأُذُنَيْن)
فقد تقدَّم تَفْسِيرُه في العَيْن والرَّاء والواوِ وقولُه أنشده ثعلبٌ
أيضاً
(قُلْ مَا بَدَا لك من زُورٍ ومن كذب ... حِلْمِي أَصَمُّ وأُذْنِي
غَيْرُ صَمَّاءِ)
اسْتعار الصَّمَمَ للحِلْمِ وليس بحَقِيقةٍ وقولُه أنشده هو أيضاً
(أَجَل لا ولكنْ أَنْتَ الأَمُ مَنْ مَشَى ... وأَسْأَلُ مِنْ صَمَّاءَ
ذاتِ صَلِيلِ)
فَسَّره فقال يَعْنِي الأرضَ وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء
وأَصَمَّهُ فيها وَجَدَه أصَمَّ وبه فسَّر ثعلب قولَه
(أَصَمَّ دُعَاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّي ... بآخِرِنَا وتَنْسَى
أَوَّلِينَا)
أراد وافَقَ قَوْماً صُمّا على وَجْه الدُّعاءِ وصَمَّ رأسَ
القَارُورَةِ صَمّا وأَصَمَّه سَدَّه وشَدَّه وصِمَامُها سِدادُها
وشِدادُها والصِّمام ما أُدْخلَ في فَمِ القارورةِ والعِفَاصُ ما شُدَّ
عليه وكذلك صِمَامَتُها عن
(8/278)
ابن الأعرابيِّ وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّهُ
صَمّا سدَّه وضَمَّدَهُ بالدَّواءِ والأكُولِ وداهِيَةٌ صَمَّاءُ
مُنْسَدَّةٌ شديدةٌ وقولُهم للقَطَاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذُنَيْها
وقيل لِصَمَمِها إذا عَطِشَتْ قال
(رِدِى رِدِى وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا ... كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبَها بَرْدُ
الما)
والأصَمُّ رَجَبٌ لِعَدَمِ سَماعِ السِّلاحِ فيه وقيل لأنه لم يَكُنْ
يُسْمَعُ فيه اسْتغاثةُ ولا ينادي فيه يا لَفُلاَن ولا يا صَبَاحاه
وبذلك سُمِّيَ مُنصِل الألِّ قال
(يَا رُبَّ ذِي خَالٍ عَمٍّ عَمَمْ ... قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْمِ في
الشَّهرِ الأصَمّ)
والأصَمُّ من الحيَّاتِ ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأنَّه قد صَمَّ عن
سَماعِها وقد يُسْتعملُ في العَقْربِ أنشد ابن الأعرابيِّ
(قَرَّطَك اللهُ على الأُذْنَيْنِ ... عَقَارِباً صَمّا وأَرْقَمَيْن)
ورجُلُ أصَمُّ لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواهُ كأنه يُنَادَي
فلا يُسْمَعُ ومن أمثالِهم أصَمُّ على جَمْوحٍ يُضْربُ مَثَلاً
للرَّجُل الذي هذه الصِّفَة صِفَتُه قال
(وضَرْبِ الجَمَاجمِ ضَرْبَ الأَصَمْمِ ... حَنْظَلَ شَابَةَ يَجْنِي
هَبِيدا)
ودَهْرٌ أَصَمُّ كأنَّه يُشْكَى إليه فلا يَسْمَعُ وقولُهم صَمِّي
صَمَامِ ويقال صَمِّي ابنْةَ الجَبَلِ يعني الصَّدَا وصَمّت حَصاةٌ
بِدَمٍ أي أنَّ الدَّم كَثَر حتى أُلْقِيَتْ فيه الحَصاةُ فلم يُسْمعْ
لها صَوْتٌ والأصَمُّ رَجُلٌ صِفةٌ غالِبةٌ قال جاءوا بِزُورَيْهِم
وجئنا بالأصَمّ وكانوا جاءُوا بِبَعِيرَيْن فعقَلُوهما وقالوا لا
نَفِرُّ حتى يَفِرّ هذان والأَصَمُّ أيضاً عبدُ الله بن
(8/279)
رِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيُّ ذكَره ابن
الأعرابيِّ والصَّمَمُ في الحَجَرِ الشِّدَّة وفي القَناةِ الاكْتِناز
يقال حَجَرٌ أَصَمُّ وقَناةٌ صمَّاءُ والصَّمَّانُ والصَّمَّانَةُ أرضٌ
ذاتُ حِجارةٍ إلى جَنْبِ رَمْلِ والصُّمَّانُ موضعٌ بِعَالِجِ مِنْه
وقيل الصَّمَّانُ أرضٌ غليظَةٌ دونَ الجَبَلِ وصَمَّ رأسَهُ بالعَصَا
والحَجَرِ ونحوه صَمّا ضَرَبَه ورَجُلٌ صِمَّةٌ شُجاعٌ والصِّمُّ
والصِّمَّةُ من أسماءِ الأسَدِ لشَجاعَتِه وصَمَّمَ الحيَّةُ في
عَضَّتِهِ نَيَّبَ قال المُتَلَمِّسُ
(فأَطرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ ولَوْ رَأى ... مَسَاغاً لِنابَيْهِ
الشُّجاعُ لَصَمَّما)
والصَّميمُ العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كَصَمِيمِ الوَظيفِ
والرأسِ ولذلك قِيل في ضدِّه وَشِيظٌ لأنَّ الوَشِيظَ أَصْغَرُ منه
وصَمِيمُ كُلِّ شيءٍ بُنْكُهُ وخالِصهُ وصَميمُ الحرِّ والبَرْدِ
شِدَّتُه ورَجُلٌ صَمِيمٌ مَحْضٌ وكذلك الاثنان والجميعُ والمؤنثُ
والتَّصْمِيمُ المُضِيُّ في الأمْرِ والمُصَمِّمُ من السُّيُوفِ الذي
يَمُرُّ في العِظام وقد صَمَّم وصَمْصَمَ وسَيْفٌ صَمْصَامٌ
وصَمْصَامةٌ صارِمٌ لا يَنْثَنِي وقولُه أنشدهَ ثعلبٌ
(صَمْصَامةٌ ذَكَّرَهُ مُذَكِّرُهْ ... )
إنما ذكَّرَهُ على مَعْنَى الصَّمام أو السَّيْفِ والصَّمْصَامةُ
سَيْفُ عَمْرِو بن مَعْدِ يكَرِبَ ورَجُلٌ صَمَمٌ وصَمْصَم وصَمْصَام
وصَمْصَامةٌ وصَمْصُمٌ وصُماصِمٌ ومُصَمِّمٌ وكذلك الفَرَسُ الذّكَرُ
والأُنْثَى فيه سواءٌ وقيل هو الشَّدِيدُ الصُّلْبُ وقيل هو
المُجْتَمِعُ الخَلْقِ والصِّمْصِمُ من الرِّجالِ القصيرُ الغليظُ
والصِّمْصِمةُ الجماعةُ من الناسِ كالزِّمْزِمَةِ قال
(وحالَ دُونِي من الأَنْبارِ صِمْصِمةٌ ... كانُوا الأُنُوفَ وكانوا
الأَكْرَمِينَ أَبا)
ويُرْوَي زِمْزِمةٌ وليس أَحَدُ الحَرْفَين بدلا من صاحبِه لأن
الأَصْمَعِيَّ قد أثْبَتَهُما معاً ولم
(8/280)
يَجْعَلْ لأَحدِهما مَزِيّةً على صاحِبه
والجمعُ صِمْصمٌ والصُّمَيْمَاء نباتٌ شِبْهُ الغَرَزِ يَنْبُتُ
بِنَجْدٍ في القِيعانِ
مقلوبه م ص ص
مَصِصْتُ الشيءَ مَصّا وامْتَصَصْتُه وتمصَّصْتُه تَرَشَّفْتُه
والمُصَاصُ والمُصَاصَةُ ما تمصَّصْت منه والمَصُوصُ من النِّساءِ التي
يمْتَصُ رَحِمُها الماءَ والمَمْصوصَةُ المَهْزولةُ من داءٍ
يُخَامِرهَا كأنها مَصَّتْ والمَصَّانُ الحَجَّامُ لأنه يَمَصُّ قال
(فإنْ تَكُن المُوسَى جَرَتْ فوقَ بَظْرِها ... فما خُتِنَتْ إلا
ومَصَّانُ قَاعِدُ)
والأُنْثَى مَصَّانةٌ ومُصَاصُ الشيءِ ومَصَاصَتُه ومُصَامِصُه
أخْلَصُه قال أبو داود
(بِمُجَوَّفٍ بَلَقاً وأَعْلَى ... لَوْنِه وَرْدٌ مُصَامِصْ)
وفلان مُصاصُ قَوْمِه ومُصَاصَتُهم أي أخلصُهم نَسَباً وكذلك الاثْنانِ
والجميعُ والمُؤَنّثُ ومَصَاصُ الشيءِ سِرُّهُ ومَنْبِتُه ومَصْمَصَ
الإِناءَ والثَّوْبَ غَسَلَهُما ومَصْمَصَ فاهُ مضْمَضَهُ وقيل
الفَرْقُ بينهما أن المَصْمَصَة بطَرفِ اللَّسانِ والمضْمَضَةَ بالفَمِ
كُلِّه وهذا شبيه بالفَرْقِ بين القَبْصَة والقَبْضَةِ ومصْمَصَ إناءَه
غَسَله كَمَضْمَضه عن يَعْقُوب والماصَّةُ داءٌ ياخُذُ الصَّبِيَّ وهي
شَعَراتٌ تَنْبُت مُنْثَنِيَةً على سَناسِنِ القَفَا ورَجلٌ مُصَامِصٌ
شَدِيدٌ وقيل هو المُمْتَلِئُ الخَلْق الأمْلَسُ وليس بالشُّجاعِ
والمُصَاصُ شجرٌ على نَبْتَةِ الكَوْلانِ يَنْبتُ في الرَّمْلِ واحدُته
مُصَاصَةٌ وقال أبو حنيفةَ المُصَاص نباتٌ يَنْبُتُ خِيطاناً دِقاقاً
غيرَ أن لها لِيناً ومَتانَةً ربَّما خُرِزَ بها فَتُؤْخَذُ فتُدَقُّ
على الفَرَازِيمِ حتى تَلِينَ وقال هو يَبِيسُ الثُّدّاءِ والمَصِّيصَة
ثَغْرٌ من ثُغُورِ الرُّومِ
انتهى الثنائي
(8/281)
باب الثلاثي الصحيح
الصاد والطاء والباء ص ط ب
الأُصْطُبَّةُ مُشَافةُ الكَتَّانِ وفي الحديث
رأيتُ أبا هُرَيرةَ رضي الله عنه عليه إزارٌ فيه عَلَقٌ قد خَيَّطَه
بالأُصْطُبَّةِ والأُصْطُمُّ لُغةٌ في الأُصْطُمَّة والأُصْطًمْ في
جَمِيعِ ما تصرَّف فيه
الصاد والدال والراء ص د ر
الصَّدرُ أعْلَى مُقدَّم كل شيءٍ وأوَلُه حتى إنَّهُم لَيَقُولونَ
صَدْرُ النَّهارِ واللَّيْلِ وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيفِ وما أشْبَه
ذلك مذكَّر فأما قولُه
(وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الذي قد أدَعْتَه ... كما شَرِقتْ صَدْرُ
القَناةِ من الدَّمِ)
فإن شِئْتَ قُلْتَ أَنَّثَ لأنه أراد القَناةَ وإن شئت قلتَ إن صَدْرَ
القناةِ قناةٌ وعليه قولُه
(مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعالِيَها مَرُّ
الرِّياحِ النَّواسمِ)
وكل ما واجَهَكَ صَدْرٌ وصَدْرُ الإِنسانِ منه مُذكَّرٌ عن اللحيانيِّ
وجمعُه صُدورٌ ولا يُكَسَّر على غير ذلك وقولُه تعالى {ولكن تعمى
القلوب التي في الصدور} والقَلْبُ لا يكونُ إلا في الصَّدر إنما جَرَى
هذا على التَّوْكِيدِ كما قال تعالى {يقولون بأفواههم} الحجر 46
والقولُ لا يكونُ إلا بالفَمِ لكنه أكَّدَ بذلك وعلى هذا قِراءةُ مَنْ
قَرَأَ {إنَّ هذا أخِي له تِسْعٌ وتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنْثَى} ص 23
والصُّدُرَةُ الصَّدْرُ وقيل ما أَشْرفَ من أعلاه وبَنَاتُ الصَّدْرِ
خَلَل عظامه وصُدِرَ صَدْراً شَكَا صَدْرَه وصَدَرَهُ يَصْدُرُه
صَدْراً أصَاب صَدْرَه
(8/282)
ورجلٌ أصْدَرُ عَظِيمُ الصَّدْرِ
ومُصَدَّرٌ قَوِيُّ الصَّدْرِ وكذلك الأسَدُ والذِّئْبُ وفَرسٌ
مُصدَّرٌ بَلَغَ العَرَقُ صَدْرَهُ والمُصدَّرُ من الخَيْلِ والغَنَمِ
الأبْيضُ لَبَّةِ الصَّدْرِ وقيل هي من النِّعاجِ السًّوْداء الصَّدْرِ
وسائِرُها أبيضُ ورَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْرِ لا يُعْطَفُ وهو على
المَثَلَ والتَّصَوُّرُ نَصْبُ الصَّدْرِ في الجُلُوسِ وتصدَّرَ
الفَرَسُ وصَدَّر كِلاهُما تقدَّم الخَيْلَ بصَدْرِهِ وقال ابن
الأعرابيِّ المُصَدَّر من الخَيْلِ السابقُ ولم يَذْكُرِ الصَّدْرَ
والصِّدارُ ثَوْبٌ رأسُه كالمِقْنَعَةِ وأَسْفَلُهُ يُغْشِّي الصَّدرَ
والمَنْكِبَيْن وصَدْرُ القَدَمِ مُقَدَّمُها ما بَيْنَ أصابِعها إلى
الحِمارَّةِ وصَدْرُ النَّعْلِ ما قُدَّامَ الخُرْتِ منها وصَدْرُ
السَّهْمِ ما جاوزَ وَسَطَهُ إلى مُسْتَدَقِّهِ وهو الذي يَلِي
النَّصْلَ إذا رُمِيَ بِه وسَهْمٌ مُصدَّرٌ غَلِيظُ الصَّدْرِ وصَدْرُ
الرُّمْحِ مثله ويَوْمٌ كَصَدْرِ الرُّمْحِ ضيِّقٌ شديدٌ قال ثَعْلَب
هذا يَوْمٌ تُخَصُّ به الحَرْبُ قال وأنشد ابنُ الأعرابيِّ
(ويَوْمٍ كَصَدْرِ الرُّمْح قَصَّرْتَ طُولَهُ ... بِلَيْلِي
فَلهَّانِي وما كُنْتُ لاهِيا)
وصَدْرُ الوادِي أَعالِيه ومَقَادِمُه وكذلك صَدَائِرُه عن ابن
الأعرابيِّ وأنشد
(أئِنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ ... بَكَيْتَ ولَمْ
يَعْذِرْكَ بالجَهْلِ عاذِرُ)
(تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحَى ... على فَنَنٍ قَدْ
نَغَّمَتْه الصَّدائِرُ)
واحدها صِدَارَةٌ وصَدِيرَةٌ والصَّدْر في العَرُوضِ حَذْفُ أَلِف
فاعِلُن لمُعاقَبَتِها نُونَ فاعِلاتُنْ هذا قولُ الخَليلِ وإنَّما
حُكْمُهُ أن نقولَ الصَّدْرُ الأَلِفُ المَحْذوفَةُ لمُعاقَبَتِها
نُونَ فاعلاتُنْ ويقول التَّصديرُ حَذْفُ أَلِفِ فاعِلُن لمُعاقَبَتِها
نونَ فاعلاتُنْ والتَّصْدير حِزامُ الرَّحْلِ والهَوْدجِ قال سيبَوَيْه
وأما قولُهم التَّزْديرُ فَعَلَى المُضارعةِ ولَيْستْ بِلُغةٍ وقد
صدَّر عن البَعِيرِ والمُصَدَّرُ أوَّلُ القِداحِ الغُفْلِ التي
لَيْستْ لها فروضٌ ولا أنْصِبَاءٌ إنّما تثقَّلُ بها القِداحُ
كَراهِيةَ التُّهَمَةِ هذا قولُ اللحيانيِّ والصَّدَرُ نَقِيضُ
الوِرْدِ صَدَرَ عنه يَصْدِرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدراً الأخيرة
مضَارِعةٌ قال
(8/283)
(ودَعْ ذا الهَوَى قَبْلَ القِلَى تَرْكُ
ذِي الهَوَى ... مَتِينِ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا)
وقد أصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ والأُولَى أَعْلَى وفي التنزيل {حتى يصدر
الرعاء} القصص 23 فإمَّا أن يكونَ هذا على نِيَّةِ التَّعَدِّي كأنه
قال حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ إِبلَهم ثم حَذَفَ المفعولَ وإما أن يكونَ
يَصْدُرُ هاهُنا غير مُتعَدٍّ لَفْظاً ولا مَعْنىً لأَنَّهم قالوا
صَدَرْتُ عن الماءِ فلم يُعَدُّوهُ وما له صَادِرٌ ولا وارِدٌ أي ما
لَه شيءٌ وقال اللحيانيُّ معناه ما لَهُ شيءٌ ولا قَوْمٌ وطريقٌ صادِرٌ
يَصْدُرُ بأَهْلِهِ عن الماءِ وواردٌ يَرِدُهُ بهم وقيل الصَّدَرُ عن
كُلِّ شيءٍ الرُّجوعُ قال أبو عُبيده صَدَرْتُ عن البلادِ صَدَراً هو
الاسمُ فإن أردتَ المَصْدَرَ جَزَمْتَ الدالَ وأنْشَدَ لابْنِ مُقْبِلٍ
(ولَيْلَةٍ قد جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَها ... صَدْرَ المَطِيَّةِ
حتى تَعْرِفَ السَّدَفَا)
وهذا منه عَييٌّ واختِلاطٌ الصَّدْرُ اليومُ الرابعُ من أيام النَّحْرِ
لأنَّ الناسَ يَصْدُرُون فيه عن مكَّةَ إلى أماكِنِهم وتَرَكْتُه على
مِثْلِ لَيْلةِ الصَّدَر أي لا شيءَ له والصَّدَرُ اسمٌ لِجَمْعِ
صَادرٍ قال أبو ذُؤَيبٍ
(بِأَطْيَبَ منها إذا ما النُّجومُ ... أَعْتَقْن مِثْلَ هَوَادِي
الصَّدَرْ)
والأصْدَران عِرْقانِ يَضْرِبانِ تحت الصُّدْغَيْن لا يُفْرَدُ لهما
واحدٌ وجاء يَضْرِبُ أصْدَرَيْه إذا جاء فارِغاً وصَادِرٌ موضع وكذلك
بُرْقَةُ صادِرٍ قال النابغِةُ
(لقد قُلْتُ للنُّعمانِ يَوْمَ لَقِيتُه ... يُريدُ بَنِي حُنَّ
بِبُرْقَةِ صَادِرِ)
وصادِرَةُ اسمُ سِدْرةٍ معروفةٍ ومُصْدِرٌ من أسماءِ جُمادَى الأولى
أُراها عادِيَّة
(8/284)
مقلوبه ص ر د
الصَّرْدُ والصَّرَدُ البَرْدُ وقيل شِدَّتُه صَرِدَ صَرَداً فهو
صِرِدٌ وقَوْمٌ صَرْدَى ويَوْمٌ صَرِدٌ ولَيْلةٌ صَرِدَةٌ شَديدةُ
البَرْدِ ورَجُلٌ مِصرادٌ لا يَصْبِرُ على البرْدِ والصُّرَّادُ رِيحٌ
باردةٌ مع نَدىً ورِيحٌ مِصْرادٌ ذات صَرَدٍ أو صُرَّادٍ عن ابنِ
الأعرابيِّ وأنشد
(إذا رأَيْنَ حَرْجَفاً مِصْراداً ... ولَّيْنَها أكْسِيَةٌ جِياداً)
والصُّرَّادُ والصُّرَّيْدُ سحابٌ باردٌ نَديٌّ تَسْفِرُه الرِّيح
والصَّريدَة النَّعجةُ التي أَنْحَلَها البَرْدُ وأَضَرَّ بها عن ابنِ
الأعرابيِّ وأَنشدَ
(لَعَمْرُكَ إنِّي والهِزَبْرَ وعارِماً ... وثَوْرَةَ عِشْنَا في
لُحُومِ الصَّرائِدِ)
ويُرْوَى فيَالَيْتَ أَنِّي والهِزَبْرَ وأرضٌ صَرْدٌ باردة والجمعُ
صُرودٌ وصَرِدَ عن الشيءِ صَرَداً وهو صَرِدٌ انْتَهَى وجيشٌ صَرَدٌ
وصَرْدٌ تَراهُ من تُؤَدَتِه كأنه جامِدٌ وذلك لكَثْرَتِهِ وهو معنى
قولِ النابِغَةِ الجَعْدِيِّ
(بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أنَّهم ... وُقُوفٌ لِحاجٍ
والرِّكابُ تُهَمْلِجُ)
والتَّصْرِيدُ سَقْيٌ دُونَ الرِّيِّ وقد صَرَّدَه وصرَّدَ العَطَاءَ
قَلَّلهُ والصَّرْدُ الطَّعْنُ النافِذ وصَرِدَ الرُّمْحُ والسَّهْم
صَرَداً نَفَذَ وصَرَدَه هو وأصْرَدَهُ والصَّرْدُ والصَّرَدُ الخَطَأُ
في الرُّمْحِ والسَّهْم ونحوِهما فهو على هذا ضِدٌّ والصَّرْدُ الخالصُ
من كُلِّ شيءٍ والصَّرَدُ طائرٌ فوق العُصْفورِ وقول أبي ذُؤَيبٍ
(8/285)
(حتى اسْتَبانَتْ مع الإِصْباحِ رَامَتَها
... كأنّهُ في حَواشِي ثَوْبِه صُرَدُ)
أراد كأنه بَيْنَ حاشِيَتَي ثَوْبِه صُرَدٌ من خِفَّتِهِ وتَضَاؤُلِهِ
والجمعُ صِرْدَانٌ قال حُمَيْدٌ الهِلالِيُّ
(كأنَّ وَحَي الصِّرْدَانِ في جَوْفِ ضَالَةٍ ... تَلَهْجُمُ
لَحْيَيْهِ إذا ما تَلَهْجَمَا)
والصَّرَدُ بياضٌ يكونُ في سَنام البَعِيرِ والجمعُ كالجَمعِ
والصُّرَدُ كالبَياضِ يكون على ظَهْرِ الفَرَسِ من السَّرْجِ
والصُّرَدُ عِرْقٌ في أَسْفَلِ لِسانِ الفَرَسِ والصُّرْدانِ عِرقانِ
أَخْضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ وقيل هما عَظْمانِ يُقِيمانِه
والصُّرَدُ مِسْمارٌ يكونُ في سِنانِ الرُّمْحِ قال الرَّاعِي
(منها صَرِيعٌ وضَاغٍ فَوْقَ حَرْبَتِهِ ... كما ضَغَا تَحْتَ حَدِّ
العاملِ الصُّرَدُ)
وصَرَّدَ الشَّعِيرُ والبُرُّ طَلَعَ سَفَاهُما ولم يَطْلُعْ
سُنْبُلُهما وقد كادَ هذه الأخيرة عن الهَجَرِيِّ وبنو الصَّادِرِ
حَيٌّ
مقلوبه ر ص د
رَصَده بالخَيْرِ وغيرِه يَرْصُدُه رَصْداً تَرَقَّبهُ ورَصَدهُ
بالمُكافأَةِ كذلك وقال بعضُهم أرْصَدَ له بالخَيْرِ والشَّرِّ لا
يُقال إلابالألِف وقيل تَرَصَّدَهُ تَرَقَّبَه وأرصَدَ له الأَمْرَ
أعَدَّه والارْتِصادُ الرَّصْدُ والرَّصْدُ المُرْتَصِدُونَ وهو اسمٌ
للجَمْعِ وفي التنزيل {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} الجن 27
إي إذا نَزَلَ المَلَكُ بالوَحْيِ أرْسَلَ اللهُ معه رَصَداً
يَحْفَظُونَ المَلَكَ مِنْ أن يَأْتِيَ أَحَدٌ من الجِنِّ فَيستمعَ
الوَحْيَ فيُخْبِرَ به الكَهنةَ ويُخْبِرُوا به الناسَ فَيُساوُوا
الأْنبياءَ والمِرصَدُ كالرَّصَدِ والمِرصَاد والمَرْصَدُ مَوْضِعُ
الرَّصَدِ
(8/286)
ومَرَاصِدُ الحيّات مَكامِنها قال
الهُذَليُّ
(أبا مَعْقَلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُءُوسَ الأَفاعِي في
مَرَصِدها الغُرْمِ)
ودِيبٌ رَصِيدٌ يَرْصُدُ لِيَثِبَ قال
(أَسَلِيمٌ لم تَعُدْ ... أَمْ رَصِيدٌ أكَلَكْ)
والرَّصْدُ والرَّصَدُ المَطَرُ يَأْتِي بعد المَطَرِ وقيل هو المَطَرُ
يَقَعُ أولاً لَمَا يَأْتِي بعده وقيل هو أَوَّلُ المَطَرِ وقال ابن
الأعرابيِّ الرَّصَدُ العِهَادُ تَرْصُدُ مَطراً بعدَها قال فإنْ
أصابها مَطَرٌ فهو العُشْبُ أراد نَبَتَ العُشْبُ أو كان العُشْبُ قال
ويَنْبُتُ البَقْلُ حينئذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً واحدُته رَصَدَةٌ
ورَصْدَةٌ الأخيرةُ عن ثَعْلَب قال أبو عُبَيْد يقالُ قد كان قبل هذا
المَطَرِ له رَصْدَةٌ وقال أبو حنيفةً أرضٌ مُرْصِدَة مُطِرتْ وهي
تُرْجَى لأن تُنْبِتَ والرَّصَدُ حينئذٍ الرَّجاءُ لأنها تُرْجَى كما
تُرْجَى الحامِلُ وجمعُ الرَّصَدِ أرْصَادٌ ورِصَادٌ وأرضٌ مرْصُودةٌ
ومُرْصِدَةٌ أصَابَتْها الرَّصْدَةُ وقال بعضُ أهلِ اللُّغة لا يقال
مَرْصُودةٌ ولا مُرْصِدةٌ إنما يُقالُ أَصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ
والرَّصَدُ القليلُ من الكَلأِ في أرضٍ يُرْجَى لها حيا الرَّبِيع
وأرضٌ مُرْصِدَةٌ فيها رَصَد من كَلأٍ
مقلوبه د ر ص
الدِّرْصُ والدَّرْصُ ولَدُ الفَأْرِ والقُنْفُذِ والأَرْنَبِ
والهِرَّةِ والكَلْبةِ والذِّئْبةِ ونحوِها والجَمْعُ دَرِصَةٌ
وأَدراصٌ ودِرْصانٌ ودُروصٌ وقولُ امْرِئِ القَيْسِ
(فأدنى حَمْلِهِنَّ دُروصُ ... )
يَعْنِي أنَّ أَجِنَّتَها قدر الدُّروصِ وعَنَى بالحَمْلِ هاهنا
المَحْمُولَ به ووقَعَ في أُمِّ أَدارصٍ مُضَلِّلةٍ يُضْرَبُ ذلك في
مَوْضِعِ الشِّدَّةِ والبَلاءِ وذلك لأن أُمَّ أَدْرَاصٍ جَحَرَةٌ
مَحْثِيَّةٌ أي مَلأَى تُراباً فهي مُلْتَبِسَةٌ
(8/287)
الصاد والدال واللام
ص ل د
حَجَرٌ صَلْدٌ وصَلُودٌ بَيِّنُ الصَّلادةِ والصُّلُودَةِ صُلبٌ
أمْلَسُ والجمعُ من كلِّ ذلك أصْلادٌ وحَجَرٌ أصْلَدُ كذلك قال
المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ
(يَنْمِي بِنُهَّاضٍ إلى حاركٍ ... ثَمَّ كَرُكْنِ الحَجَر الأَصْلَدِ)
وكذلك جَبِينٌ صَلْدٌ ورَأْسٌ صَلْدٌ ورأسٌ صٌ لادِمٌ كصَلْدٍ
فُعَالِمٌ عند الخَليلِ وفَعَالِلٌ عند غيرِه وكذلك حافِرٌ صَلْدٌ
وصَلْدِم وصٌ لادِمٌ وسيأتي في الرُّبَاعِيِّ مكانٌ صَلْدٌ لا يُنْبِتُ
وقد صَلَدَ المكانُ وأصْلَد وامرأةُ صَلُودٌ قليلةُ الخَيْرِ قال
جَمِيلٌ
(أَلَمْ تَعْلَمِي يا أمَّ ذِي الوَدْعِ أنَّنِي ... أُضاحِكُ
ذِكْراكُمْ وأَنْتِ صَلُودُ)
وقيل صَلُودٌ هاهنا صُلْبَةٌ لا رَحْمةَ في فُؤادِها ورَجُلٌ صَلْدٌ
وصَلُودٌ وأصْلَد بَخِيلٌ صَلَدَ يَصْلِدُ صَلْداً وصَلُدَ صَلادَةً
وبِئْرٌ صَلُودٌ غَلَبَ جَبَلَها فامْتَنعتْ على حافِرِها وقد صَلَدَ
عليه يَصْلِدُ صَلْداً وصَلُد صَلادَةً وصُلُودةً وصُلُوداً وسأَلَهُ
فأَصْلَدَ أي وَجَدَه صَلْداً عن ابنِ الأعرابيِّ هكذا حكاه وإنما
قياسُه سأَلْتُه فأصْلَدْتُه كما قالُوا أبْخلْتُه وأَجْبَنْتُه أي
صَادفْتُه بَخِيلاً وجَباناً وفَرَسٌ صَلُودٌ بَطِيءُ الإِلْقاحِ وهو
أيضاً القَلِيلُ الماءِ وقيل هو البَطِيءُ العَرَقِ وكذلك القِدْرُ إذا
أَبْطَأَ غَلْيُها وصَلَدَ الزَّنْدُ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صالِدٌ
وصَلادٌ وصَلُودٌ وأصْلَد صَوَّتَ ولم يُورِ ناراً وأصْلَده هو وصَلَدَ
الوَعِلُ يَصْلدُ صَلْداً فهو صَلُودٌ تَرَقَّى في الجَبَلِ وصَلَدَ
الرَّجلُ بِيَدَيْه صَلْداً مثل صَفَّقَ سواء والصَّلودُ الصُّلْب
بِناءٌ نادِرٌ
مقلوبه ص د ل
الصَّيْدَلانُ موضعٌ معروفٌ أنشد سِيبَوَيْه
(ضَبَابِيَّةً مُرِّيَّةً حابِسيَّةً ... مُنِيفاً بِنَعْفِ
الصَّيْدَلَيْن وَضِيعُها)
(8/288)
والصَّيدلانِيُّ معروفٌ فارِسيٌّ مُعَرَّب
والجمع صَيادِلةٌ
مقلوبه د ل ص
الدَّلِيصُ البَرِيقُ والدَّلِيصُ والدَّلِصُ والدَّلاصُ والدِّلاصُ
البَرَّاقُ الأَمْلَسُ ودِرْع دِلاصٌ بَرّاقةٌ مَلْساءُ لَيِّنةٌ
والجمعُ دُلُصٌ وقد يكونُ الدِّلاصُ جَمْعاً مُكَسَّراً وليس من باب
جُنُبٍ لقَوْلِهِم دِلاصَانِ حكاه سيبَوَيْه والقولُ فيه كالقَوْلِ في
هِجَانٍ وقد تَقَدَّمَ وقد دَلَصْتُ دَلاصَةً ودَلَّصَ الشيءَ برَّقَة
والدُّلامِصُ البَرَّاقُ فُعَامِلٌ عند سيبَوَيْهِ وفُعالِلٌ عِنْد
غَيْرِه فإذا كان هذا فلَيْسَ من هذا البابِ والدُّلَمِصُ محذُوفٌ منه
وحكى اللِّحْيَانِيُّ دَلْمَصَ مَتَاعهُ ودَمْلَصَهُ إذا زيَّنَه
وبَرَّقه ودَلَصَ السَّيْلُ الحَجَرَ ملَّسَه ودلَّصَتِ المرأةُ
جَبِينَها نَتَفتْ ما عليه من الشَّعَرِ وانْدلَصَ الشيءُ عن الشيءِ
خَرَجَ وسَقَطَ
الصاد والدال والنون ص د ن
الصَّيْدَنُ الثَّعْلبُ والصَّيدَنُ البِنَاءُ المُحْكَمُ والثَّوْبُ
المُحْكَمُ والصَّيْدَنُ والصَّيْدَنَانِيُّ والصَّيدَلانِيُّ المَلِكُ
سُمِّيَ بذلك لإِحْكامِ أَمْرِه والصَّيْدَنانِيُّ دابَّةٌ تَعْملُ
لنَفْسِها بيتاً في جَوْفِ الأرضِ وتُعَمِّيه أي تُغَطِّيه
والصَّيْدَانُ قِطَعُ الفِضَّة واحِدَتُه صَيْدَانَة والصَّيْدانَةُ
أرضٌ غَليظَةٌ صُلْبَةٌ ذاتُ حَجَرٍ دَقيقٍ والصَّيْدَانُ بِرَامُ
الحِجارةِ قال أبو ذُؤَيْبٍ
(وسُود من الصَّيْدانِ فيها مَذَانِبٌ ... نُضَارٌ إذا لم يَسْتِفْدِها
نُعارُهَا)
والصَّيْدَانُ الحصَا الصِّغار عن ابن الأعرابيِّ
مقلوبه ص ن د
الصِّنْدِيد الملك لضَّخْم الشَّريف وقال أعرابي اللهم إِني أعوذ بك من
صَناديدِ القَدَرِ أي من عِظامِه وصَنَادِيدُ السَّحاب عِظامُه قال
(8/289)
(دعتْنَا بِمَسْرَى ليلَةٍ رَحبِيَّةٍ ...
جَلا برقُها جَوْنَ الصَّنادِيد مُظْلِما)
وحكى عن ثعلبٍ يومٌ حامي الصِّنديدِ أي شديدُ الحرِّ قال
(لاَقَيْنَ مِنْ أعْفَرَ يوْماً صَيْهَبَا ... حامي الصَّنادِيد
يُعَنِّي الجُنْدبا)
وصِنْدِدٌ اسم جَبلٍ معروفٍ
مقلوبه ن د ص
نَدَصَتِ النواة من التَّمْرَةِ نَدْصاً خرجَتْ ونَدَصَتِ البثرةُ
تَنْدِص نَدْصاً غَمَزَها فَنَزَّتْ ونَدَصَتْ عَيْنُه تَنْدِص نَدْصاً
ونُدوصاً جَحَظتْ وقيل نَدَرَتْ ونَدَص عليهم يَنْدُصُ طلع عليهم بما
يكره والمِنْدَاصُ من الرجال الذي لا يزال يَنْدِص على القوم أي
يطْرَأُ عليهم بما يكرهون ويُظْهِر شراً والمِنْداص من النساء
الخَفِيفَةُ الطَّيَّاشَة قال منظورٌ
(ولا تَجِدُ المِنْدَاصَ إلا سَفيهةً ... ولا تَجِدُ المِنْداصَ نائرةَ
الشَّيْمِ)
الصاد والدال والفاء ص د ف
صَدَفَ عنه يَصْدِف صَدْفا وصُدُوفاً عدل وأصْدَفَه عنه عدل به
والصَّدُوف من النساء التي تَصْدِفُ عن زوجها عن اللحياني وقيل التي لا
تشتهي القُبَل وقيل الصَّدوفُ البَخْراءُ عن اللحيانيِّ أيضاً
والصَّدَفُ عَوَجٌ في اليَدَيْنِ وقيل مَيْل في الحافِرِ إلى الجانبِ
الوَحْشيِّ وقيل هو أن يَمِيلَ خُفُّ البَعِيرِ مِنَ اليَدِ أو
الرِّجْلِ إلى الجانِب الوَحْشيِّ وقيل الصَّدف مَيْلٌ في القَدم قال
الأصْمَعِيُّ لا أدْرِي أعَنْ يَمينٍ أوْ شِمالٍ وقيل هو أقبالُ إحدى
الرُّكْبتينِ على الأخرى وهو من الخَيْلِ خاصَّةً إقبالُ إحداهُما على
الأخرى وقيل الصَّدَفُ تَدانِي العُجَايَتَيْن وتباعُدُ الحافِرَين في
الْتواءٍ من الرُّسْغَيْن وهو من عُيُوبِ الخَيْلِ التي تكون خِلْقَةً
وقد صَدِف صَدَفاً وهو أَصْدَفُ والصَّدَف كلُّ مُرْتَفَعٍ عظيمٍ
كالحائط والجَبَلِ والصَّدفُ جانبُ الجَبَلِ وقيل
(8/290)
الصَّدَف ما بين الجَبَلَيْن والصُّدُفُ
لُغَة فيه عن كراع وقال ابنُ دُرَيْدٍ الصُّدُفان بضَمِّ الدالِ
ناحِيتَا الشِّعْبِ أو الوادِي كالصَّدَّيْنِ والصَّدَفانِ
والصُّدُفانِ جَبَلانِ مُتَلاقيانِ بيننا وبين يَأْجُوجَ ومَاْجُوجَ
وفي التنزيل {حتى إذا ساوى بين الصدفين} الكهف 96 والصُّدُفَين قُرِئَ
بهما وقولُ مُلَيْحٍ الهُذَلِيِّ
(فلما اسْتَوَتْ أَحْمالُها وتصَدَّفَت ... بِشُمِّ المَراقِي بارحاتِ
المَداخِلِ)
قال السُّكَّرِيُّ تَصدَّفَتْ تعرَّضَتْ والصَّدَفُ المَحارُ واحدتها
صَدَفَةٌ والصَّدَفَةُ مَحارَةُ الأُذُنِ والصَّدَفَتَانِ
النُّقْرَتَانِ اللَّتانِ فيهما مَغْرِزُ رأْسَي الفَخِذَيْنِ وفيهما
عَصَبَةٌ إلى رأسِهِما والمُصادفةُ المُوافقةُ والصُّدَفُ سَبُعٌ من
السِّباعِ وقيل طائرٌ والصَّدِف قبيلةٌ من عربِ اليمنِ قال
(يومٌ لهَمْدانَ ويوم للصَّدِفْ ... )
والصَّدَفِيُّ ضربٌ من الإِبِلِ أُراهُ نَسبٌ إليهم قال طَرَفَةُ
(لَدَى صَدَفيّ كالحَنَيَّةِ بارِك ... )
وصَيْدَفَا وتَصْدَفُ موضعانِ قال السُّلَيْكُ بن السُّلَكَةِ
(إذا أسْهَلَتْ خَبَّتْ وإنْ أَحْزَنَتْ مَشَتْ ... ويُغْشَى بها بين
البُطُونِ وتصْدَفُ)
وإنما قَضَيْتُ بزيادةِ التاءِ فيه لأنه ليس في الكلامِ مثلُ جَعْفَرٍ
مقلوبه ص ف د
الصَّفْدُ والصَّفَدُ العَطاءُ وقد أصْفَدَه ويُعَدَّى إلى
مَفْعولَيْنِ قال الأَعْشَى
(تَضَيَّفْتُه يوماً فَقَرَّبَ مَقْعَدِي ... وأَصْفَدَنِي على
الزَّمانةِ قَائِدَا)
(8/291)
والصَّفَدُ الثَّناءُ وصَفَده يصْفِدُه
صَفْداً وصُفُوداً وصَفَّدُه أوْثَقه وقَيَّده في الحديدِ وغيرِه
والاسْمُ الصَّفَادُ والصِّفادُ حَبْلٌ يُوثَقُ به أو غُلٌّ وهو
الصَّفْدُ والصَّفَدُ والجمعُ أصْفادٌ لا نَعْلَمُه كُسِّرَ على غير
ذلك قَصَرُوه على بِناءِ أَدْنَى العَدَدِ وفي التنزيل {وآخرين مقرنين
في الأصفاد} وقولُ الشاعرِ يَصِفُ رَوْضَةً
(وبَدَا لَكَوْكَبِها سَعِيطٌ مِثلَ ما ... كُبِسَ العَبِيرُ على
المَلابِ الأَصْفَدِ)
إنَّما أراد الأَسْفَنْط
مقلوبه ف ص د
الفَصْدُ شَقُّ العِرْقِ فصَدَه يَفْصِدُه فصْداً وفِصَاداً فهو
مَفْصودٌ وفَصِيدٌ وفَصَد الناقةَ شَقَّ عِرْقَها ليَسْتَخْرِجَ دَمَه
فيَشْرَبَهُ وفي المَثَلِ لم يُحْرم مَنْ فُزْدَ له أراد فُصِدَ لَهُ
ثم سُكِنَّتِ الصَّادُ تَخْفِيفاً كما قالوا في ضُرِبَ ضُرْبَ وفي
قُتِلَ قُتْلَ كقولِ أبي النَّجْمِ
(لَوْ عُصْرَ منها الْبَانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ ... )
فلما سُكِّنتِ الصَّادُ فَضَعُفَتْ ضَارَعُوا بها الدّالَ التي بعدها
بأن قَلَبُوها إلى أَشْبَهِ الحُرُوف بالدالِ من مَخْرجِ الصَّادِ وهو
الزَّايُ لأنها مَجْهُورةٌ كما أن الدَّالَ مَجْهورةٌ فقالوا فُزْدَ
فإن تحرَّكتِ الصادُ هنا لم يَجُز البَدَلُ فيها وذلك نحو صَدَرَ
وصَدَفَ لا تقولُ زَدَرَ ولا زَدَفَ وذلك أن الحركةَ قوَّتِ الحَرْفَ
وحَصَّنْتْهُ فأبْعدَتْه من الانْقلابِ بل قد يَجُوزُ فيها إذا
تحرَّكتْ إشْمامُها رائِحة الزّاي فأما أَنْ تَخْلُصَ زاياً وهي
متحرّكةٌ كما تَخْلُصُ وهي ساكنةٌ فلا وإنما تُقْلَبُ الصَّادُ زاياً
وتُشَمُّ رائِحتُها إذا وَقَعَتْ قبل الدالِ فإنْ وقَعَتْ قبل غيرِها
لم يَجُزْ ذلك فيها قال يعقوبُ والمَعْنَى لم يُحْرَمْ مَنْ أصَابَ
بعضَ حاجَتِه وإنْ لم يَنَلْها كُلَّها وتأويل هذا أن الرَّجُلَ كان
يُضِيفُ الرَّجُلَ في شِدَّةِ الزَّمانِ فلا يَكونُ عنده ما يَقْرِيهِ
ويَشِحُّ أن يَنْحَرَ راحِلَتَهُ فيَفْصِدُها فإن خَرَجَ الدَّمُ
سخَّنَهُ للضَّيْفِ إلى أن يَجْمَدَ فيُطْعِمَهُ إيَّاه
(8/292)
فَجَرَى المَثَلُ على هذا فَقِيل لم
يُحْرَمْ من فَزْدَ لَهُ أي لم يُحْرَم القِرَى مَنْ فُصِدَتْ له
الراحِلةُ فَحَظِيَ بِدَمِها فيُسْتَعْملُ ذلك فِيمنْ طَلَبَ أمْراً
فنالَ بَعضَه والفَصِيدُ دمٌ كان يُوضَعُ في الجاهلية في مِعىً
ويُشْوَى وأفْصَدَ الشجرُ وانْفَصَدَ أنْشقَّتْ عُيُونُ وَرَقِه
وبَدَتْ أطرافُه والمُنْفَصِدُ السائلُ وكذلك المُتَفَصِّدُ يقال
تفصَّد جَبِينُه عَرَقاً إنما يريدون تفصَّد عَرَقُ جَبِينِه وكذلك هذا
الضَّرْب من التَّمْييزِ إنّما هو في نِيَّة الفاعلِ
مقلوبه د ف ص
الدَّوْفَصُ البَصَلُ الأبيضُ الأمْلَسُ
الصاد والدال والميم ص د م
الصَّدْمُ ضَرْبُ الشيء الصُّلْبِ بِمِثْلِهِ صَدَمَهُ يَصْدِمُه
صَدْماً وصَدَمَهُمْ أَمْرٌ أصَابَهُم والتَّصادُمُ التَّزاحُمُ
ورَجُلٌ مِصْدَمٌ مِحْرَبٌ والصَّدِمَتَانِ جانبا الجَبِينَيْنِ
والصُّدَامُ داءٌ يأخذُ في رُءُوسِ الدَّوابِّ وصِدامٌ اسمُ فَرَسِ
لَقِيطِ بن زُرَارةَ وصِدَامٌ فرسٌ معروفٌ وصِدامٌ ومِصْدمٌ اسمانِ
مقلوبه ص م د
صَمَدَه صَمْداً وصَمَد إليه كلاهما قَصَدَه وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْرِ
قَصَد قَصْدَهُ واعْتمدهُ وتَصَمَّد له بالعصاة قَصَدَ وتَصَمَّدَ
رَأْسَه بها عَمَدَ لمُعْظَمِهِ والصِّمادُ عِفاصُ القَارُورةِ قد
صَمَدَها يَصْمِدُها وأصْمَدَ إليه الأَمْرَ أسْنَدَه والصَّمَدُ
السَّيِّد المُطاعُ الذي لا يُقْضَى دُونَه أمرٌ وقيل الذي يُصْمَدُ
إليه في
(8/293)
الحَوائجِ قال
(أَلاَ بَكَّرَ الناعِي بِخَيْرَيْ بَنِي أسَدْ ... بِعَمْرِو بْنِ
مَسعُودٍ وبالسيِّد الصَّمدْ)
ويُرْوَى بِخَيْرِ بني أَسَد والصَّمَد من صِفاتِه جلَّ وعزّ لأنه
أُصْمِدَتْ إليه الأُمُورُ فلم يَقْضِ فيها غيرُه وقيل هو المُصْمَتُ
الذي لا جَوْف له وهذا لا يَجُوزُ على الله عزَّ وجلَّ وقيل الصَّمَدُ
الذي لا يَطْعَمُ وقيل الصَّمَدُ السيِّد الذي يَنْتَهِي إليه
السُّؤْدَدُ وقيل الصَّمَدُ الدائِمُ بعد فَناءِ خَلْقِه والصَّمْدُ
الغليظُ المُرْتفِعُ من الأرضِ لا يَبْلُغُ أن يكونَ جَبَلاً وجَمْعُه
أصْمادٌ وصِمادٌ ورَوْضَاتُ بني عُقَيْلٍ يُقالُ لها الصِّمَادُ
والرَّباب والصَّمْدةُ والصُّمْدَةُ صخْرةٌ راسِيةٌ مُسْتويةٌ بِمَتْنِ
الأرض وربَّما ارْتَفَعتْ شيئاً قال
(مُخَالِفُ صُمْدةٍ وقَرينُ أُخْرَى ... تَجُرُّ عليه حاصِبَها
الشَّمالُ)
وناقةٌ صَمْدَةٌ وصَمَدةٌ حُمِلَ عَليها فلم تَلْقَح الفَتْحُ عن كُراع
والصَّمْدُ ماءٌ للرَّبابِ وهو في شاكلةِ الحِمَى في شِقِّ ضَرِيَّةَ
الجنبي
مقلوبه م ص د
المَصْدُ والمَزْدُ ضَرْبٌ من النِّكاحِ والرِّضاعِ مَصَدَها
يَمْصِدُها مصْداً والمَصْدُ والمَصَدُ والمَصَادُ الهَضْبَةُ العاليةُ
الحمْراءُ وقيل هي أعلَى الجَبَلِ والجمع أمْصِدةٌ ومُصْدانٌ والمَصْدُ
البَرْدُ وما وَجَدْنا لها العام مصْمَدةً ومزْدةً على البَدَلِ
يَعْنِي البَرْدَ وقال كراع يَعْنِي شدَّة البَرْدِ وشدَّةَ الحَرِّ
ضِدٌّ وما أصَابَتْنا العامَ مصْدَةٌ أي مَطْرةٌ
مقلوبه د م ص
دَمَصَت الناقَةُ بوَلَدِها تَدْمصُ دَمْصاً أزْلَقَتْهُ ودَمَصَتِ
الكَلْبةُ بِجَرْوِها ألْقَتْه لغيرِ تَمامِ
(8/294)
والدَّمَصُ رِقَّةُ الحاجِبِ من أُخُرٍ
وكَثَافَتُه من قُدُمٍ رجلٌ أدْمَصُ ودَمِصَ رأسُه رَقَّ شَعْرُه
والدِّمْصُ كلُّ عِرْقٍ من الحائِطِ ما خَلا الأسْفَل فإنَّه رِهْصٌ
والدُّمَيْصُ شَجَرٌ عن السِّيرافيِّ والدَّوْمَصُ البَيْضُ عن ثَعْلبٍ
وأَنْشَدَ لِغادِيَةَ الدُّبَيْرِيَّة في ابْنِها مُرْهِبٍ
(يا لِيْتَهُ قد كان شَيْخاً أدْمَصاً ... تُشَبَّهُ الهامَةُ منه
الدَّوْمَصَا)
ويُرْوَى الدَّوْفصا وقد قَدَّمْتُ أن الدَّوْفصَ بالفاءِ البَصَل
الأَبْيض الأَمْلَس
الصاد والتاء والراء ت ر ص
تَرُصَ الشيءُ تَراصَةً فهو تَرِيصٌ أي مُحْكَمٌ قال
(وشُدَّ يَدَيْكَ بالعَقْدِ التَّرِيصِ ... )
وأتْرَصَه هو وتَرَصَهُ أحْكَمَهُ وقَوَّمَهُ قال
(تَرَّصَ أَفْواقَهَا وقَوّمَها ... أنْبَلُ عَدْوانَ كُلِّهَا
صَنَعَا)
أنْبَلُها أَعْمَلُها بالنَّبْلِ وقيل أَحْذَقُها وفَرَسٌ تارِصٌ
شَدِيدةٌ وَثِيقٌ أنْشَدَ ثعلبٌ
(قد أغْتَدِي بالأَعْوَجِيِّ التَّارِصِ ... )
الصاد والتاء واللام ص ل ت
الصَّلْت البارِزُ المُسْتَوِي وسَيْفٌ صَلْتٌ ومُنْصِلَةٌ وإصْلِيتٌ
مَنْجَرِدٌ ماضٍ وأصْلَتَهُ جَرَّده من غِمْدِه وضَرَبه بالسَّيْفِ
صَلْتاً أي مُجَرَّداً
(8/295)
والصُّلْت والصَّلْت السِّكّينُ
المُصْلَتَةُ وقيل هي الكبيرةُ والجمع أصْلاتٌ ورَجُلٌ صَلْتُ الجَبينِ
واضِحُه ورَجُلٌ صَلْتٌ وأَصْلَتِيٌّ ومُنْصَلِتٌ صُلبٌ ماضٍ في
الحَوائِجِ خَفِيفُ اللِّباسِ والمنْصَلِتُ المُسْرِعُ من كلِّ شيءٍ
ونَهْرٌ مُنْصَلِتٌ شَدِيدُ الجِرْيَةِ قال ذو الرمَّةِ
(يَسْتَلٌّ ها جَدْوَلٌ كالسَّيفِ مُنْصَلِتٌ ... بين الأَشَاءِ
تَسامَى حَوْلَهُ العُشُبُ)
والصَّلَتَانُ من الرِّجالِ والحُمُرِ الشَّديدُ الصُّلْبُ والجمعُ
صِلْتانٌ عن كُراع والصَّلَتَانُ أيضاً التَقَلُّب والوَثَبُ وجاء
بِمَرَقٍ أو لَبَنٍ يَصْلِتُ إذا كان قليلَ الدَّسَمِ كثيرَ الماءِ
مقلوبه ل ص ت
اللَّصْتُ اللِّصُّ طائيَّة وجَمْعُه لُصُوتٌ
مقلوبه ت ل ص
تَلَّصَ الشيءَ أحْكَمه مثلُ تَرَّصَه
الصاد والتاء والنون ص ن ت
الصِّنْتِيتُ كالصِّنْدِيدِ
مقلوبه ن ص ت
نَصَتَ الرَّجُلُ يَنْصِتُ نَصْتاً وأنْصَتَ وهي أعْلَى سَكَتَ وفي
التنزيل {فاستمعوا له وأنصتوا} الأعراف 204 قال ثعلبٌ معناه إذا قَرأ
الإِمامُ فاسْتَمِعُوا إلى قِراءَتِهِ ولا تَتَكَلَّمُوا والنُّصْتَةُ
الاسْمُ من الإِنْصَاتِ ومنه قولُ عُثْمانَ لأُمِّ سَلَمَةَ عَلَيَّ
حَقُّ النُّصْتَةِ وأنْصَتَه وأنْصَتَ له نَصَحَه ونَصَحَ له أنْشَدَ
أبو عَلِيٍّ
(إذا قالتْ حَذامِ فأَنْصِتُوها ... فإنَّ القَوْلَ ما قالتْ حَذَامِ)
ورُوِيَ فَصَدِّقُوها بدل فأَنْصِتُوها وأنْصَتَ الرَّجُلُ لِلَّهْوِ
مالَ عن ابن الأعرابيِّ
(8/296)
الصاد والتاء والفاء
ص ف ت
الصِّفْتَاتُ من الرِّجالِ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ الشَّديدُ والأُنْثَى
صِفْتَاتٌ وصِفْتَاتَةٌ وقيل لا تُنْعَتُ به المَرأةُ والصِّفِتّانُ
كالصِّفْتَاتِ ورَجُلٌ صِفِتَّانٌ عِفِتَّانٌ يكسر الكلامَ والجمعُ
صِفْتَانٌ وعِفْتانٌ
الصاد والتاء والميم ص ت م
الصَّتْمُ والصَّتَم من كلّ شيءٍ ما عَظُم واشْتدَّ والأُنْثَى
صَتْمَةٌ وجَملٌ صَتْمٌ ضَخْمٌ شَديدٌ وناقةٌ صَتَمَةٌ كذلك ورَجُلٌ
صَتْمٌ تامّ قد بَلَغَ أَقْصَى الكُهولةِ والصَّتْم من الخَيْلِ الذي
شَخَصَت مَحَانِي ضُلوعِهِ حتَّى تَساوَتْ بِمَنْكِبِهِ وعَرُضَتْ
صَهْوَتُه والحُروفُ الصُّتْم التي ليست من الحَلْقِ ولها مَعْنىً
ليْسَ من غَرَضِ هذا الكتابِ والصَّتِيمةُ الصَّخْرةُ الصُّلْبة
والأُصْتُمَّةُ مُعْظَمُ الشَّيءِ تَميميَّة التاء فيها بَدَلٌ من
الطاءِ فلانٌ في أُصْتُمَّة قَوْمِه مثل أُصْطُمَّنِهم
مقلوبه ص م ت
صَمَت يَصْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً وصُموتاً وصُمَاتاً وأَصْمَتَ أَطَالَ
السُّكْوتَ والاسمُ من صَمَتَ الصُّمْتَةُ وأصْمَتَه هو وصَمَّتَهُ
وقيل الصَّمْتُ المَصْدَرُ وما سِوَى ذلك فهو اسْمٌ والصُّمْتَة
والصِّمْتَةُ ما أُصْمِتَ به وصُمْتَةُ الصَّبِيِّ ما صُمِّتَ به ومنه
قولُ بعض مُفَضِّلِي التَّمْرِ على الزَّبِيبِ وما لَهُ صُمْتَةٌ
لِعِيالِهِ وصِمْتَةٌ جميعاً عن اللحيانيِّ أي ما يُطْعِمُهُم
فيُصْمِتُهم به ورَمَاهُ بِصُماتِهِ أي بما صَمَتَ منه وما له صَامِتٌ
ولا نَاطِقٌ الصَّامِتُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ والناطِقُ الحيوانُ
وضَرْبَةٌ صَمُوتٌ تَمُرُّ في العِظامِ لا تَنْبُو عن عَظْمِ
فتُصَوِّتُ أنشد ثَعْلَب
(ويُذْهِبُ نَخْوةَ المُخْتالِ عنّي ... رقيقُ الحَدِّ ضَرْبَتُه
صَمُوتُ)
(8/297)
وصَمَّتَ الرَّجُل شكا إليه فَنَزَعَ إليه
من شِكَايَتِه قال
(إنّكَ لا تَشْكُو إلى مُصَمِّتِ ... فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقيلِ
أوْ مُتِ)
والحُروفُ المُصْمَتَةُ غيرُ حُروفِ الذَّلاقَةِ سُمِّيت بذلك لأنه
صُمِتَ عنها أن يُبْنَى منها كلمةٌ رُباعِيّةٌ أو خماسيّةٌ مُعَرَّاةً
من حُروفِ الذَّلاقَةِ وهو بِصِماتِه إذا شرف على قَصْدِه ولَقِيتُه
ببَلْدةِ إِصْمِتَ وهي القَفْرة التي لا أحَدَ بها وقال كراع إنما هو
بِبَلْدَةٍ إصْمِتَ الأول هو المعروفُ وترَكْتُهُ بصَحْراء إصْمِتَ أي
حيث لا يُدْرى أين هو وتركْتُه بِوَحْشِ إصْمِتَ وإصْمِتَةَ عن
اللحيانيِّ ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه يَعْنِي به الفَلاة والمُصْمَتُ
الذي لا جَوْفَ له وبابٌ مُصْمَتٌ وقُفْلٌ مُصْمَتٌ مُبْهَمٌ وثوبٌ
مُصْمَتٌ لا يَخْلِطُ لَوْنَهُ لَوْنٌ وألْفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ
كَمُصَتَّمٍ وأنا على صِماتِ حاجَتِي أي شَرَفٍ من قَضَائِها قال
(وحاجةٍ بِتُّ على صِمَاتِها ... )
والصُّمَاتُ سُرْعةُ العَطَشِ في الناسِ والدَّوابِّ
مقلوبه م ص ت
مَصَتَ الرَّجُلُ المرأَةَ مَصْتاً نَكَحَهَا كمَصَدَهَا ومَصَتَ
الناقةَ مَصْتاً قَبَضَ على رَحِمِها وأَدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَ
ماءَها
الصاد والراء والنون ص ن ر
الصِّنَارة الحديدةُ الدَّقيقةُ التي في رأسِ المِغْزَلِ والصِّنَارةِ
الأُذُن يمانيَّة والصِنَارِيَّةُ قَوْمٌ بأرْمِينيَّة نُسِبُوا إلى
ذلك
(8/298)
ورَجُلٌ صَنَارَةٌ سَيِّئ الخُلُقِ الكسْرُ
عن ابن الأعرابيِّ والفَتْحُ عن كُراع وقال أبو عليٍّ صِنَارَةٌ
بالكَسْرِ سيِّئُ الخُلُقِ وليس من أَبْنِية الكِتابِ لأن هذا البِنَاء
لم يَجِئْ صِفَةً والصِّنّادُ شجرُ الدُّلْبِ واحدتُه صِنَّارَةٌ عن
أبي حَنِيفةَ قال وهي فارِسيّةٌ وقد جَرَتْ في كلامِ العرب وأنشد
بَيْتَ العجّاجِ
(يَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ والصِّنَّارِ ... )
وقال بعضُهم هو الصِّنَار بتخفيفِ النُّونِ وأنشَدَ بيت العَجّاجِ هذا
بالتخفيف
مقلوبه ر ص ن
رَصُنَ الشيء رَصَانَةً فهو رَصِينٌ ثَبَتَ وأرْصَنَه أثْبَتَه
وأَحْكَمه ورَصَنَه أكْمَلَهُ ورَجُلٌ رَصِينٌ كَرَزِينٍ وقد رَصُنَ
مقلوبه ن ص ر
النَّصْرُ إعانةُ المَظْلومِ نَصَرَه يَنْصُره نَصْراً ورَجُلٌ ناصِرٌ
من قَوْمٍ نُصَّارٍ ونَصْرٍ وأَنْصَارِ قال
(واللهُ سَمَّى نَصْرَكَ الأَنْصارا ... آثرَكَ اللهُ به إيثارَا)
وقَوْلُ خِداشِ بن زُهَيرٍ
(فإن كُنْتَ تَشْكُو من خليلٍ مَخَانَةً ... فتِلْكَ الحَوارِي عَقُّها
ونُصُورُها)
يَجُوزُ أن يكونَ نُصُورٌ جَمْعَ ناصِرٍ كشاهدِ وشُهودٍ وأن يكونَ
مصْدراً كالخُرُوجِ والدُّخُولِ وقولُ أُمَيَّةَ الهُذَلِيِّ
(أولَئِكَ آبائِي وَهُمْ لي ناصِرٌ ... وهُمْ لَكَ إن صَانَعْتَ ذلك
مَعْقِلُ)
أراد جمع ناصرٍ كقَوْلِه تعالى {نحن جميع منتصر} القمر 44 والنَّصِيرُ
الناصِرُ والجمعُ أنْصَارٌ
(8/299)
والأنْصَارُ أنْصَارُ النبيِّ صلى الله
عليه وسلم غَلبتْ عليهم الصِّفَة فَجَرَى مَجْرى الأسْماءِ كأنَّه
اسْمُ الحيِّ ولذلك أُضِيفَ إليه بِلَفْظِ الجَمْعِ فَقِيلَ أنصاريٌّ
وقال رَجُلٌ نَصْرٌ وقومٌ نَصْرٌ فَوَصَفُوا بالمَصْدَرِ كَرَجُلٍ
عَدْلٍ وقَوْمٍ عَدْلٍ عن ابن الأعرابيِّ والنُّصْرةُ حُسْنُ
المَعُونةِ والانْتِصارُ الانْتِقامُ وفي التنزيل {ولمن انتصر بعد
ظلمه} الشورى 41 وقوله عزَّ وجلَّ {والذين إذا أصابهم البغي هم
ينتصرون} الشورى 39 إن قال قائلٌ أَهُمْ مَحْمودُونَ على انْتِصارِهم
أم لا قيل مَن لم يُسْرفْ ولم يُجاوِزْ ما أمَرَ الله به فهو مَحْمودٌ
والاسْتِنْصارُ اسْتِمدادُ النَّصْرِ وليس من باب تجلَّم وتنزَّر
والتَّناصُرُ التَّعاونُ على النَّصْر وتَناصَرَتِ الأخبارُ صَدَّقَ
بعضُها بعضاً والنَّواصِرُ مَجارِي الماءِ إلى الأَوْدِية واحِدُها
ناصِرٌ والناصِر أَعْظَمُ من التَّلْعَةِ يكون مِيلاً ونَحْوه ثم
تَمُجُّ النواصِرُ في التِّلاعِ وقال أبو حنيفةَ النَّاصِر والناصِرةُ
ما جاء من مكانٍ بَعيدٍ إلى الوادِي فَنَصَرَ السُّيُولَ ونَصَرَ
البِلادَ يَنْصُرُها أتاها عن ابن الأعرابي وأنشد
(إذا دَخَلَ الشَّهْرُ الحرامُ فَوَدِّعِي ... بِلادَ تَميمٍ وانْصُرِي
أرْضَ عامرِ)
ونَصَرَ الغَيْثُ الأرضَ نَصْراً سَقاها قال
(مَنْ كان أَخْطأهُ الرَّبيعُ فإنَّما ... نَصْرُ الحجازِ بِغَيْثِ عبد
الواحِدِ)
ونَصَرَه يَنْصُرُه نَصْراً أعطاه وهو مَثَلٌ بذلك والنَّصَائِرُ
العطايَا والمُسْتَنْصِرُ السائلُ ووقَفَ أعرابيٌّ على قَوْمٍ فقال
انْصُرُونِي نَصَرَكُم الله أي أعْطُونِي أعطاكم اللهُ ونصريٌّ
ونُصْرَى وناصِرةٌ ونَصُورِيَّةٌ قَرْيةٌ بالشامِ والنَّصارَى
مَنْسوبونَ إليها هذا قولُ أهْلِ اللُّغةِ وهو ضَعِيفٌ إلا أن نادِرَ
النَّسبِ يَسَعُه وأما سيبويه فقال أما النَّصارَى فَذَهَبَ الخَلِيلُ
إلى أنه جَمْعُ نَصْرِيٍّ ونَصْرَانٍ كما قالوا نَدْمانُ ونَدَامَى
(8/300)
ولكنهم حَذَفُوا إحدى الياءَيْنِ كما حذفوا
من أُثْقِيّة وأَبْدلُوا مكانَها أَلِفاً كما قالوا صَحَارَى قال وأما
الذي نُوَجِّهُه نحن عليه فإنه جاء على نَصْرانٍ لأنَّه قد تكلّم به
فكأنّك جَمَعْتَ نَصْراناً كما جَمَعْتَ مَسْمَعاً والأَشْعَثَ وقُلْتَ
نَصارَى كما قلت نَدَامَى فهذا أَقْيَسُ والأولُ مذهبٌ وإنَّما كان
أَقْيَسَ لأنَّا لم نَسْمَعْهُم قالوا نَصْرِيٌّ والتَّنَصُّر
الدُّخولُ في دِينِ النَّصارَى ونَصَّرهُ جَعَلَه كذلك وفي الحديث
كلّ مَوْلودٍ يُوْلَد على الفِطْرِة حتى يكونَ أبَوَاهُ اللَّذانِ
يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه اللَّذانِ رَفْعٌ بالابْتِداء لأنه
أُضْمِرَ في يكون كذلك رواه سيبَوَيْه وأنشدَ
(إذا ما المَرْءُ كان أَبُوهُ عَبْسٌ ... فحَسْبُكَ ما تُرِيدُ إِلَى
الكَلامِ)
أي كان هُوَ والأَنْصَرُ الأَقْلَفُ وهو من ذلك لأنَّ النَّصارَى
قَلْفٌ ومنه الحديث
لا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ حكاه الهَرَويُّ في الغَريبَيْن ونَصَّرُ
صَنَمٌ وقد نَفَى سيبَوَيْه هذا البِناءَ في الأسماءِ وبُخْتُ نَصَّرُ
مَعروفٌ وهو الذي خَرَّب بيتَ المَقْدِسِ قال الأصْمعِيُّ إنما هو
بُوخَت نصَّرَ فأُعْرِبَ وبُوخَتْ ابنٌ ونَصَّر اسمُ صَنَمٍ كان وُجِدَ
عند الصَّنَم ولم يُعْرَفْ له أبٌ فَقِيلَ هو ابن الصَّنَمِ ونَصْرٌ
ونُصَيْرٌ وناصِرٌ ومنْصورٌ أسماءٌ وبَنُو ناصِرٍ وبَنُو نَصْرٍ
بَطْنانِ
الصاد والراء والفاء ص ر ف
الصَّرْفُ ردُّ الشيءِ عن وَجْهِه صَرَفه يَصْرِفه صَرْفاً فانْصرفَ
وصارَفَ نَفْسَه عن الشيءِ صَرَفَها عنه وقوله تعالى {ثم انصرفوا}
التوبة 127 أي رَجَعُوا عن المكانِ الذي اسْتَمَعُوا فيه وقيل
انْصَرَفُوا عن العَمَلِ بشيءٍ مما سَمِعُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُم
أي أضَلَّهُم الله مجازاةً على فِعْلِهِم
(8/301)
والصَّرِيف اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به
عن الضَّرْعِ حاراً والصَّرْفَةُ كوكبٌ واحدٌ خَلْف خَرَاتَيِ الأَسَدِ
إذا طَلَعَ امامَ الفَجْرِ فذلك أول الخَرِيفِ وإذا غابَ مع طُلُوعِ
الفَجْرِ فذلك أوّلُ الرَّبيعِ وهو من منازلِ القَمرِ قال ابنُ كُناسَة
سُمِّيتْ بذلك لانْصِرافِ البَرْدِ عن الحَرِّ والصَّرْفَةُ خَرَزَةٌ
يُسْتَعْطَفُ بها الرِّجالُ يُصْرَفُون بها عن مَذَاهِبم ووُجُوهِهم عن
اللِّحيانيِّ قال ابنُ جِنِّي وقولُ البَغْدادِيِّين في قولِهم ما
تَأْتِينا فتحدِّثَنا تَنْصِبُ الجَوَابَ على الصَّرْف كلامٌ فيه
إجْمالٌ بعضُه صحيحٌ وبعضُه فاسدٌ أما الصحيحُ فقولُهم الصَّرْفُ أن
يُصْرَفَ الفِعْلُ الثاني عن معنَى الفعلِ الأوَّل قال وهذا معنى
قَوْلِنا إن الفِعْلَ الثانيَ يُخلِفُ الأول وأما انتِصابُه بالصَّرْفِ
فخَطأٌ لأنه لا بُدَّ له من ناصبٍ مُقْتَضٍ له لأن المعانِيَ لا
تَنْصِبُ الأفعالَ وإنما تَرْفَعُها قال والمَعْنَى الذي يَرْفعُ
الفعلَ هو وقوعُ الفعلِ وقوعَ الاسمِ وجاز في الأفعالِ أن يَرْفَعَها
المعنَى كما جاز في الأسماءِ أن يَرْفَعَها المعنَى لمُضارَعةِ الفعل
للاسْمِ وصَرَّف الشيءَ أعْمَلَه في غير وَجْهٍ كأنه يَصْرِفُه عن
وَجْهٍ إلى وجهٍ وتَصَّرف هو وتصاريفُ الأُمورِ تَخالِيفُها ومنه تصريف
الرِّيحِ والسَّحابِ والصَّرْفُ حِدْثانُ الدَّهْرِ اسْمٌ له لأنه
يَصْرِفُ الأشياءَ عن وُجُوهِها وقولُ صَخْر الغَيِّ
(عاوَدَني حُبُّها وقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواها فإنَّنِي كَمِدُ)
أنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِه بالنَّوَى وجَمْعُه صُرُوفٌ والصَّرْفُ
فَضْلُ الدِّرْهَمِ على الدِّرهَمِ والدِّينارِ على الدِّينارِ لأن
كلَّ واحدٍ منهما يُصْرَفُ عن قِيمَةِ صاحِبِه والصَّرْف بَيْعُ
الذَّهَبِ بالفِضَّةِ وهو من ذلك لأنه يُنْصَرَفُ عن جَوْهَرٍ إلى
جوهرٍ والتَّصرِيفُ في جميع البِياعات إنْفاقُ الدَّراهمِ والصَّرَّافُ
والصَّيْرفُ والصَّيْرِفيُّ النَّقَّادُ وهو من التَّصرُّفِ والجَمْعُ
صَيارفُ وصَيارِفةٌ فأما قولُ الفَرزْدقِ
(تَنْفِي يَداها الحَصَى في كلِّ هاجرةٍ ... نَفْيَ الدَّراهمِ
تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ)
(8/302)
فَعَلَى الضرورة وبِعَكْسِه
(والبَكَرَاتِ النُّسَّجَ العَطامِسَا ... )
ورجلٌ صَيْرفٌ مُتصَرِّفٌ في الأُمورِ قال أُمَيَّةُ
(قد كُنْتُ ولاجاً خَرُوجاً صَيْرفاً ... لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ
بَيْصَ لَحَاصِ)
وقولهُم لا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ الصَّرف الحِيلةُ ومنه
التَّصَرُّفُ في الأُمورِ والعدلُ الفِدَاءُ ومنه قولُ تعالى {وإنْ
تَعْدِلْ كاُلَّعَدْلٍ} الأنعام 70 وقيل الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ
والعَدْلُ الفَرْضُ وقيل الصَّرْفُ التَّوْبةُ والعَدْلُ الفِدْيةُ
وقيل الصَّرْفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ وقيل الصرفُ القِيمةُ
والعدلُ المِثْلُ وأصلُه في الدِّيَة يقالُ لم يَقْبَلُوا منهم عَدْلاً
ولا صَرْفاً أي لم يأخذُوا منهم دِيَّةً ولم يَقْتُلُوا بقَتِيلِهم
رَجُلاً واحداً أي طلَبُوا منهم أكْثَرَ من ذلك قال كانت العرب
تُقَتِّلُ الرَّجُلَيْنِ والثلاثةَ بالرَّجُلِ الواحدِ فإذا قتلوا
رجلاً بِرَجُلٍ فذلك العَدْلُ فيهم وإذا أخَذُوا دِيَةً فقد
انْصَرَفُوا عن الدَّمِ إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صَرْفاً فالقِيمةُ
صَرْفٌ لأن الشيءَ يُقَوَّمُ بغيرِ صِفَتِه قالوا ثم جُعِلَ بَعْدُ في
كلِّ شيءٍ حتى صَار مَثَلاً فيمن لم يُؤْخَذْ منه الشيءُ الذي يَجِبُ
عليه وأُلزِمَ أكْثَرَ منه وقال ابن الأعرابيِّ الصَّرْف الميلُ
والعَدْلُ الاسْتِقامةُ وقال ثعلبٌ الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ فيه
والعَدْلُ المَيْلُ وقيل الصرفُ الزِّيادةُ والفضلُ وليس هذا بشيءٍ
وصَرْفُ الحَدِيثِ تَزْيِينُه والزِّيادةُ فيه وصَرَفَ لأهْلِه
يَصْرِفُ واصْطَرَفَ كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ هذه عن اللحيانيِّ
والصِّرافُ حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ صَرَفَتْ تَصْرِفُ
صُروفاً وهي صارِفٌ وصَرفَ الإِنسانُ والبعيرُ بِنَابِه يَصْرفُ
صَرِيفاً حَرَقَهُ فسَمِعْتَ له صوتاً وصَرِيفُ الفَحْلِ تَهَدُّرُه
وما في فَمِه صارفةٌ أي نابٌ وصَرِيفُ القَعْوِ والبَكَرَةِ صَوْتُهما
وصَرِيفُ القَلَمِ والبابِ ونحوِهما صَرِيرُهما
(8/303)
وقولُ أبي خِراشٍ
(مُقَابَلَتَيْنِ شَدَّهُما طُفَيْلٌ ... بِصَرَّافَيْن عَقْدُهُما
جَمِيلُ)
عَنَى بالصَّرَّافَيْنِ شِراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ والصِّرفُ الخالصُ من
كلِّ شيءٍ وشَرابٌ صِرْفٌ لم يُمْزَجْ وقد صَرَفه صَرْفاً قال
الهُذَليُّ
(إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بِمَصْرُوفَةٍ ... منها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ)
وصَرَّفَه وأصْرَفَه كصَرَفَه الأخيرةُ عن ثَعلبٍ والصِّرف شيءٌ أحْمرُ
يُذْبَغُ به الأَدِيمُ قال اليَرْبُوعِيُّ
(كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكنْ ... كَلَوْنِ الصِّرْفِ عُلَّ به
الأَدِيمُ)
يعني أنها خالصةُ اللَّوْنِ لا يُحْلَفُ عليها أنها ليست كذلك
والصَّرِيفُ السَّعَفُ اليابسُ الواحدةُ صَرِيفةٌ حكى ذلك أبو حنيفةَ
وقال مَرّةً هو ما يَبِسَ من الشَّجر مثلُ الضَّريعِ وقد تقدَّم
والصَّرَفَانُ ضَرْبٌ من التَّمرِ واحدتُه صَرْفَانةٌ وقال أبو حنيفةَ
الصَّرْفَانةُ تَمرةٌ حَمْرَاءُ نحو البَرْنيّة إلا أنها صُلْبةُ
المَمْضَغَةِ عَلِكَةٌ قال وهي أَرْزَنُ التَّمْرِ كلِّه والصَّرَفانُ
الرَّصاصُ القَلَعِيُّ والصَّرَفانُ المَوْتُ ومنهما قول الزَّبّاء
المَلِكة
(أجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أمْ حَدِيدا ... أم صَرَفَاناً بارداً شديدا)
والصَّرَفِيُّ ضَرْبٌ من النَّجائبِ وقيل بالدّالِ وهو الصحيحُ
(8/304)
مقلوبه ص ف ر
الصُّفْرَةُ من الألوانِ معروفة تكونُ في الحيوانِ والنّباتِ وغير ذلك
ممّا يَقْبَلُها حكاها ابنُ الأعرابيِّ في الماءِ أيضاً والصُّفْرةُ
أيضاً السَّوادُ وقد اصْفَرَّ وهو أَصْفَرُ والأَصْفرُ من الإِبِلِ
الذي تَسْوَدُّ أَرْضُه وتَنْفُذُه شَعْرةٌ صَفْراءُ والأَصْفَرانِ
الذَّهبُ والزَّعْفرانُ والصَّفْراءُ الذَّهبُ لِلَوْنها ومنه قولُ
عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه يا دُنْيَا اصْفَرِّي واحْمَرِّي
وغُرِّي غيرِي والصَّفراءُ من المِرَرِ سُمِّيت به لِلَوْنِها وصَفَّر
الثَّوبَ صَبَغَه بصُفْرةٍ ومنه قولُ عُتْبَة بن رَبِيعة لأبِي جَهْلٍ
سَيَعْلَمُ المُصَفِّرُ اسْتَه من المَقْتُولِ غداً والمُصَفِّرَةُ
الذين عَلامَتُهم الصُّفْرة كقولك المُحَمِّرَة والمُبَيِّضة
والصُّفْرِيّةُ تَمْرةٌ يَمامِيَّة تُجَفَّفُ بُسْراً وهي صَفْراءُ
فإذا جَفَّت فَفُرِكت انْفَرَكَتْ ويُحَلَّى بها السَّوِيقُ فتَفُوقُ
موقعَ السُّكَّرِ حكاه أبو حنيفةَ وهكذا قال تَمْرَةٌ يَمامِيَّةٌ
فأَوْقَعَ لَفْظةَ الإِفْرادِ على الجِنْسِ وهو يَسْتَعْمِلُ مثلَ هذا
كثيراً والصُّفَارة من النَّباتِ ما ذَوِي فتَغَيَّر إلى الصُّفْرةِ
والصُّفَارُ يَبِيسُ البُهْمَى أُراه لِصُفْرَتِه ولذلك قال ذُو
الرُّمّةِ
(وحتّى اعْتلَى البُهْمَى من الصَّيْفِ نافِضٌ ... كما نَفَضَتْ خَيْلٌ
نَواصِيَها شُفْرُ)
والصَّفَر داءٌ في البَطْنِ يَصْفَرُ منه الوَجْهُ والصَّفَرُ حَيَّةٌ
تَلْزقُ بالضُّلُوعِ فَتَعَضُّها الواحدُ والجميعُ في ذلك سَواءٌ وقد
قيلَ واحِدَتُه صَفَرَةٌ وقيل الصَّفَرَةُ دابّة تَعَضُّ الضُّلُوعَ
والشَّراسِيفَ قال أعْشَى باهِلَة يَرْثِي أخاه
(لا يَتَأَرَى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه ... ولا يَعُضُّ على
شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ)
وقيل الصَّفَر هاهنا الجُوعُ وفي الحديث صَفْرَةٌ في سَبِيلِ الله خيرٌ
من كذا وكذا أي
(8/305)
جَوْعةٌ وقيل الصَّفَرُ حَنَش البَطْنِ
والصَّفَرُ والصُّفارُ دُودٌ يكون في البَطْنِ والصُّفَارُ الماءُ
الأَصْفَرُ الذي يُصِيبُ البَطْنِ وهو السِّقْيُ وقد صُفِر بتَخْفِيفِ
الفاء والصُّفْر ضَرْبٌ من النُّحاسِ وقيل هو ما صُفِر منه واحدته
صُفْرةٌ والصِّفْرُ لغَةٌ في الصُّفْرِ عن أبي عبيدةَ وَحْده لم يَكُ
يُجيزهُ غيرُه والضَّمُّ أَجْوَدُ ونَفَى بعضُهم الكَسْرَ والصَّفَّارُ
صانعُ الصُّفْر وقولُه أنشدَه ابنُ الأعرابيِّ
(لا تُعْجِلاَها أنْ تَجُرَّ جَرَّا ... تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلَّى
بُرَّا)
فإن الصُّفْرَ هنا الذَّهَبُ فإمَّا أن يكونَ عَنَى به الدَّنانِيرَ
لأنها صُفْر وإما أن يكونَ سَمّاه بالصُّفْرِ الذي تُعْمَلُ منه
الآنِية لما بَيْنَها من المُشابَهَةِ حَتَّى سُمِّيَ اللاطُونَ
شَبَهاً والصِّفْرُ والصَّفْرُ والصُّفْرُ الْخالِي وكذلك الجميعُ
والمُؤَنّثُ قال حاتمٌ
(تَرَى أنّ ما أَنْفَقْتُ لم يَكُ ضَرَّنِي ... وأنّ يَدِي مِمَّا
بَخلْتُ به صُفْرُ)
والجمعُ من ذلك أصْفَارٌ قال
(لَيْسَتْ بأَصْفارٍ لِمَنْ ... يَعْفُو ولا رُحٍّ رَحَارِحْ)
وقالوا إنَاءٌ أصْفارٌ لا شيءَ فيه كما قالوا بُرْمَةٌ أَعْشارٌ هذه عن
ابن الأعرابيِّ وآنيةٌ صُفْرٌ كقَوْلِك نِسْوةٌ عَدْلٌ عنه أيضاً وقد
صَفِرَ صَفَراً وصُفُوراً فهو صَفِرٌ والعرب تقول نَعُوذُ بالله من
قَرَعِ الفِنَاءِ وصَفَرِ الإِناءِ وأصْفَر البَيْتَ أَخْلاهُ تقول
العربُ ما أصْغَيْتُ لك إناءً ولا أَصْفَرْتُ لك فِناءً وهذا في
المَعْذِرةِ يقول لم آخُذْ إِبِلَكَ ومالَكَ فَيَبْقَى إناؤك
مَكْبُوباً لا تَجِدُ لَبَناً تَحلُبُهُ فيه ويَبْقَى فناؤُك خالِياً
مِسْلوباً لا تَجِدُ بَعِيراً يَبْرُك فيه ولا شاةً تَرْبِضُ هناك
وصَفِرَتْ وِطابُه ماتَ قال امْرُؤُ القَيْسِ
(8/306)
(وأَفْلَتَهُنَّ عِلباءٌ جَرِيضاً ... ولو
أدْرَكْتَهُ صَفِرَ الوِطَابِ)
وهو مَثَلٌ معناه أنّ جِسْمَه خَلا من رُوحِه وقيل معناه أنّ الخَيْلَ
لو أدْرَكَتْه قُتِلَ فَصَفِرَتْ وطَابُهُ التي كان يَقْرِي منها
والصّفراءُ الجَرادةُ إذا خَلَتْ من البَيْضِ قال
(فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ ... كأنًّ رُجَيْلَتَيْها
مِنْجَلانِ)
وصَفَرٌ الشَّهرُ الذي بعد المَحَرَّمِ قال بعضُهمَ إنّما سُمِّيَ
صَفراً لأنهم كانوا يَمْتارُونَ الطَّعامَ فيه من المواضِع وقال بعضُهم
سُمِّي بذلك لإصْفارِ مكّةَ من أهْلِها إذا سافَرُوا ورُوِي عن
رُؤْبَةَ أنه قال سَمَّوُا الشَّهَر صَفَراً لأنهم كانوا يَغْزُونَ فيه
القَبائِلَ فيَتْرُكونَ من لَقُوا صِفْراً من المتاعِ وذلك أن صَفَراً
بعد المُحَرَّمِ فقالوا صَفِرَ الناسُ مِنَّا صَفَراً قال ثعلبٌ الناسُ
كُلُّهُم يَصْرِفونَ صَفَراً إلا أبا عبيدةَ فإنه قال لا يَنْصِرِفُ
فَقِيلَ له لِمَ لا تَصْرِفُهُ لأن النحويِّين قد أجْمعُوا على صَرْفِه
وقالُوا لا يَمْنَعُ الحَرْفَ من الصَّرْفِ إلا عِلتَّانِ فأَخْبِرْنا
بالعِلَّتَيْنِ فيه حتى نَتَّبِعَكَ فقال نَعَمْ العِلّتان المَعْرِفةُ
والسّاعةُ قال أبو عُمَرَ أراد أن الأَزْمِنَةَ كُلَّها ساعاتٌ
والسَّاعَاتُ مُؤَنَثَّةٌ وقولُ أبي ذُؤَيبٍ
(أقامَتْ به كمُقامِ الحَنِيفِ ... شَهْرَيْ جُمادَى وشَهْرَيْ
صَفَرَا)
أراد المحرّمَ وصَفراً ورَواهُ بعضُهم وشَهْرَ صَفَرَ على احْتِمالِ
القَبْضِ في الجَزْءِ فإذا جَمَعُوه مع المُحَرَّمِ قالوا صَفَرانِ
والجمعُ أَصفارٌ قال النابغةُ
(لقد نَهَبْتُ بَنِي ذُبْيَانَ عن أُقُرٍ ... وعن تَرَبُّعِهِم في
كُلِّ أصفارِ)
وقوله صلى الله عليه وسلم لا عَدْوَى ولا صَفَرَ قيل هو تَأخِيرُهم
المُحَرَّمَ إلى صَفَرَ والصَّفَريَّة نباتٌ يَنْبُتُ في أول الخريفِ
وقال أبو حنيفةَ سُمِّيتْ صَفَرِيَّةً لأن الماشيةَ تصْفَرُّ إذا
رَعَتْ ما يَخْضَرُّ من الشَّجر فَتَرَى مَغَابِنَها ومَشَافِرَهَا
وأوْبَارَها صُفراً ولم أَجِدْ هذا معروفاً
(8/307)
والصَّفَرِيُّ نَتَاجُ الغَنَمِ مع طُلُوعِ
سُهَيْلٍ وهو أوّلُ الشتاءِ وقيل الصَّفَرِيَّةُ من لَدُن طُلوعِ
سُهِيْلٍ إلى سُقوطِ الذِّراع حين يشتدُّ البردُ وحينئذٍ يُنْتَجُ
الناسُ ونِتاجُه محمودٌ وقال أبو حنيفةَ وذلك خير إنتاجٍ وقال أبو
حنيفةَ الصَّفَرِيَّةُ ثوبي الحرِّ وإقبالُ البَرْدِ وتَصَفَّرَ المال
حَسُنتْ حالُه وذَهَبَتْ عنه وَغْرَةُ القَيْظِ وقال مرّةً
الصَّفرِيَّةُ أوّلُ الأَزْمِنَة يكون شهراً وقيل الصَّفَرَى أَوّلُ
السَّنةِ والصَّفِيرُ من الصَّوتِ صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً وصَفَرَ
بالحمارِ وصَفَّر دَعاهُ إلى الماءِ والصَّافِرُ كلُّ ما لا يَصِيدُ من
الطَّيْرِ وفي المثل أَجْبَنُ من صافِرٍ وما بها صافِرٌ أي أحدٌ
يَصْفِرُ والحيَّةُ تَصْفِرُ خَصّ بعضُهم به الأَسْوَدَ والأَعْرَجَ
وابن قِتْرَةَ والأَصَلَة والصُّفارِيُّ ضربٌ من الطَّيْرِ يَصْفِر
والصَّفَّارةُ الاسْتُ والصَّفارة هَنَةٌ جَوْفاء يصْفِرُ فيها
الغُلامُ والصَّفَرُ العَقْلُ والعَقْدُ والصَّفَرُ الرُّوع ولُبُّ
والقَلْبِ يقال ما يَلْزَقُ ذلك بِصَفَرَى والصُّفَارُ والصِّفَارُ ما
بَقِيَ في أُصولِ أَسنانِ الدّابَةِ من التِّبْنِ والعَلَفِ
والصُّفَّارُ القُرَادُ ويقال دُوَيْبَةٌ تكون في مآخِيرِ الحَوافِرِ
والمَنَاسمِ قال الأَفْوهُ
(ولقد كُنْتُمْ حَدِيثاً زَمَعاً ... وذُنَابَى حَيْثُ يَحْتَلُّ
الصُّفَارُ)
وصُفْرةٌ وصَفَّارٌ اسمانِ وأبو صُفْرَةَ كُنْيَةٌ والصُّفْرِيَّةُ
قومٌ من الحَرُورِيَّة نُسِبُوا إلى صُفْرةِ ألوانِهم وقيل إلى عبدِ
الله بن صَفَّار وهو على هذا القولِ الأخير من النَّسَبِ النادِر وقيل
هم الصِّفْرِيَّة بالكَسْرِ والصُّفْرِيَّةُ المَهالِبةُ نُسِبُوا إلى
أبي صُفْرة وهو أبو المُهَلَّبِ والصَّفراءُ من نَباتِ السَّهلِ
والرَّمْلِ وقد تَنْبُتُ بالجَلَدِ وقال أبو حنيفةَ الصَّفراءُ من
العُشْبِ وهي تُسَطَّحُ على الأرضِ وكأنَّ وَرَقَهَا ورقُ الخَسّ وهي
تأكُلُها الإِبِلُ أكلاً شديداً وقال أبو نَصْرٍ هي الذُّكُورُ
والصَّفْراءُ فَرَسُ الحارثِ بن الأَصَمِّ صِفَةٌ غالِبةٌ وبَنُو
الأصْفَرِ مُلُوكُ الرُّومِ لا أَدْرِي لِمَ سُمُّوا بذلك ومَرْجُ
الصُّفَّرِ موضِعٌ
(8/308)
والأصَافِرُ موضعٌ قال كُثَّيَّر
(عَفَا رابغٌ من أهلِهِ فالظَّواهِرُ ... فأكْنافُ تُبْنَى قد عَفَتْ
فالأصافِرُ)
مقلوبه ر ص ف
الرَّصَفُ ضمُّ الشيءِ بعضِه إلى بعضٍ ونظْمُه رَصَفَه يَرْصِفُه
رَصْفاً فارْتَصَفَ وتَرَصَّفَ وتَراصَفَ ورَصَفَ ما بين رِجْلَيْه
قَربَّهُما ورُصِفَت أسنانُه رَصْفاً ورَصِفَت رَصَفاً فهي رَصيفَةٌ
ومُرْتَصِفَةٌ تصافّتْ في نَبْتِها وانْتَظَمَتْ واسْتَوتْ ورَصَفَ
الحجرَ يَرْصُفُه رَصْفاً بَناهُ فَوَصَلَ بعضَه ببعضٍ والرَّصَف
الحجارةُ المُتراصِفَةُ واحدتُها رَصَفَةٌ والرَّصَفُ السدُّ
المَبْنِيُّ للماءِ والرَّصْفُ مَجْرَى المَصْنَعَةِ والرَّصَفَة
العَقَبةُ التي تُلْوَى فوق رُعْظِ السَّهمِ إذا انْكَسَرَ وجَمْعُه
رُصُفٌ وقولُ المُتَنَخِّل الهُذَليِّ
(معابِلِ غَيْر أرصْافٍ ولكنْ ... كُسِينَ ظُهَارَ أسْودَ كالخِياطِ)
فعندي أنه جَمْعُ رَصَفَةٍ كشَجرةٍ وشَجرٍ ثم جَمَعَ رَصَفاً على
أرْصافٍ كأشجارٍ وأراد ظُهَارَ رِيشٍ أُسودَ وهي الرُّصافَةُ وجمعُها
رَصائفُ وقد رَصَفَه رَصْفاً فهو مَرْصوفٌ ورَصِيفٌ والرَّصَفَة
والرَّصْفَة جَمِيعاً عَقَبَةٌ تُشَدُّ على حِمالَةِ القَوْسِ وأرَى
أبا حنيفة قد جَعَلَ الرِّصافَ واحداً والرَّصَفَتانِ عَصَبَتَانِ في
رَضْفَتَيِ الرُّكْبَتَيْنِ والمَرْصوفَةُ من النساءِ التي الْتَزَق
خِتَانُها فلم يُوصَلْ إليها والرَّصوفُ الصَّغيرةُ الفَرْجِ وقيل
الضَّيِّقةُ الفَرْجِ وقد رَصِفَتْ والرُّصَافَةُ بالشيءِ الرِّفْقُ به
وفي الحديث
ولم يَكُن لنا عمادٌ أَرْصَفُ بِنَا مِنْهَا
(8/309)
ولم يجئ لها فَعْلٌ والرُّصَافَةُ كلُّ
مَنْبِتٍ بالسَّوادِ وقد غَلَبَ على مَوْضعِ بَغْدادَ والشامِ وعَيْنُ
الرُّصافةِ موضعٌ فيه بِئْرٌ وإياهُ عَنَى أُمَيّةُ بن أبي عائذٍ
(يَؤُمُّ بها وانْتَحَتْ للرَّجاءِ ... عَيْنَ الرُّصافةِ ذاتَ
النِّجالِ)
والرِّصافُ موضعٌ ورَصَفٌ ماءٌ قال أبو خِرَاشٍ
(نُسَاقِيهِمْ على رَصَفٍ وضُرِّ ... كَدَابِغةٍ وقد نَغِلَ الأدِيمُ)
مقلوبه ف ر ص
الفُرْصَةُ النُّهْزَةُ والسينُ لغةٌ وقد فَرَصَها يفْرِصُها فَرْصاً
وافْتَرَصَها وتَفَرَّصَها أصابَها وأفْرَصَتْكَ الفُرْصَةُ
أمْكَنَتْكَ والفُرْصَةُ والفِرْصَةُ والفَرِيصَةُ الأخيرة عن يَعْقوبَ
هي النَّوْبَةُ تكون بين القَوْمِ يَتَنَاوَبُونَها على الماءِ قال
يعقوبُ هي النَّوبةُ تكونُ بين القَوْمِ يَتناوَبُونها على الماءِ في
أظمائِهم مثلُ الخِمْسِ والرِّبْعِ والسِّدْسِ وما زاد من ذلك والسينُ
لغةٌ عن ابن الأعرابيِّ وفُرْصَةُ الفَرسِ سَجِيَّتُه وسَبْقُه
وقُوَّتُه قال
(يَكْسُو الضَّوَى كُلَّ وَقَاحٍ مَنْكِبِ ... )
(أسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ ... )
(باقٍ على فُرْصَتِه مُدرِّبِ ... )
وافْتُرِصَتِ الورقَةُ أُرْعَدِت والفَرِيصَةُ لَحْمةٌ عند ثُغْضِ
الكَتِفِ في وَسَطِ الجَنْبِ عند مَنْبِضِ القَلْبِ وهما فَرِيصتَانِ
تَرْتَعِدان عند الفَزَعِ والفَرِيصَةُ المُضْغَة التي بين الثَّدْيِ
ومَرْجِعِ الكَتِفِ من الرَّجُلِ والدَابَّةِ وقيل الفَرِيصةُ أصْلُ
مَرْجِعِ المِرْفَقَيْنِ
(8/310)
وفَرَصَهُ يَفْرِصُه فَرْصاً أصَابَ
فَرِيصَتَه وفُرْصَ فَرَصاً وفُرِص فَرْصاً شكا فَرِيصَتَه وفَرِيصُ
الرَّقَبَةِ في الحَدَبِ عُرُوقها والفَرْصَةُ رِيحُ الحَدَبِ والسينُ
فيه لغةٌ وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً قَطَعُه والمِفراصُ الحديدةُ
العريضَةُ التي يُقْطَعُ بها قال الأَعْشَى
(وأَدْفَعُ عن أَعراضِكُم وأُعِيرُكُمْ ... لِساناً كمِفْراصِ
الخَفَاجِيِّ مِقْضَبَا)
والفِرْصَةُ والفَرْصَة والفُرْصَةُ الأخيرتان عن كُراع القِطعةُ من
الصُّوفِ أو القُطْنِ وفي الحديث أنه قال لِلأَنصارِيّةِ يَصِف لها
الاغْتِسال من المَحيضِ
خُذي فُرصَة مُمَسَّكةً فَتَطَهَّري بها أي تَتَبّعِي بها أَثَرَ
الدَّمِ وقال كُراع هي الفَرْصَةُ بالفَتْحِ والفِرْصَةُ القِطعةُ من
المِسْكِ عن الفارسيِّ حكَاهُ في البَصْريّاتِ له وفِرَاصٌ أبو
قَبِيلةٍ
مقلوبه ر ف ص
الرُّفْصَةُ مَقْلوبَةٌ عن الفُرْصَةِ التي هي النَّوْبَةُ
وتَرَافَصُوا على الماء مثل تَفارَصُوا وارْتفَصَ السِّعْرُ غَلا إنما
أخَّرْتُ هذا الباب عن الفُرْصةِ وحُكْمُه التَّقْدِيم لأن الرُّفصَةَ
مقلوبةٌ عن الفُرْصةِ
الصاد والراء والباء ص ر ب
الصَّرْبُ والصَّرَبُ اللَّبَنُ الحَقِينُ الحامضُ وقيل هو الذي قد
حُقِنَ أيامّا حتى اشْتدَّ حَمَضُه واحدته صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ
وصَرَبَهُ يَصْرِبُه صرباً فهو مَصْروبٌ وصَريبٌ وصَرَبَهُ حَلَبَ
بَعْضَه على بعضٍ وتَرَكَهُ يَحْمَضُ وقيل صَرَبَ اللَّبنَ في السِّقاء
والسَّمنَ في النَّحْيِ وقَدِمَ أعرابيٌّ على أعرابيَّةٍ وقد شَبِقَ
لطُولِ الغَيْبَةِ فراوَدَها فأَقْبلتْ تُطَّيِّبُ وتُمَتِّعُه فقال
فَقَدْتُ طَيَّباً في غيرِ كُنْهِه أي في غير وَجْهِهِ ومَوْضِعِه
فقالت المرأةُ فَقَدْتَ صَرْبَةً مستَعْجِلاً بها عَنَتْ بالصَّرْبِة
الماءَ المجتمعَ في الظَّهْرِ وإنما هو عَلى المَثَلِ باللَّبَنِ
المُجْتمعِ
(8/311)
في السِّقاءِ والصَّرْبُ ما يُزَوَّدُ من
اللَّبنِ في السِّقاء حَلِيباً كان أو حَازِراً وقد اصْطَرَبَ صَرْبَةً
وصَرَبَ بَوْلَه يَصْرُبُه ويَصْرِبُهُ صَرْباً حَقَنَهُ وخصَّ بعضهُم
به الفَحْلَ من الإِبِلِ وصَرَبَ الصَّبِيُّ مَكَثَ أياماً لا يُحْدِثُ
وصَرَبَ بَطْنُ الصَّبِيِّ صَرْباً إذا عَقَد ليَسْمَنَ والصَّرْبُ
والصَّرَبُ الصَّمْغُ الأحمرُ قال الشاعرُ يذكرُ الباديةَ
(أَرْضٌ من الخَيْرِ والسُّلْطانِ نائيةٌ ... فالأَطْيَبانِ بها
الطُّرثُوثُ والصَّرَبُ)
واحدتُه صَرْبَةٌ وقد يُجْمَعُ على صِرابٍ وقيل هو صَمْغُ الطَّلْحِ
والعُرْفُط خاصَّةً وهي حُمْرٌ كأَنها سبَائكُ تكسَّر بالحجارةِ
والصَّرَبَةُ ما يُتَخَيَّرُ من العُشْبِ والشجرِ بَعْدَ اليابسِ
والجمع صَرَبٌ وقد صَرِبتِ الأرضُ واْصْرَأَبَّ الشيءُ امْلاَسَّ
وصَفَا ومَنْ رَوَى بَيْتَ امرِئ القيسِ
(صَرابَة حَنْظلٍ ... )
أراد الصَّفاءَ والمُلُوسَةَ ومن رَوَى صَرابَةَ أراد نَقِيعَ ماءِ
الحَنْظَل وهو أحْمَرُ صافٍ
مقلوبه ص ب ر
صَبَرَه عن الشيء يصْبِرُه صَبْراً حَبَسَه قال الحُطَيئةُ
(قلتُ لها أَصْبِرُها جاهِداً ... ويْحَكِ أمثالُ طَرِيفٍ قَلِيلُ)
وصَبْرُ الإِنسانِ على القَتْلِ نَصْبُه عليه يقال قَتَلَه صَبْراً وقد
صَبَرَه عليه ونَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ
الرُّوحُ ورَجَلٌ صَبُورَةٌ بالهاء مَصْبورٌ للقَتْلِ حكاه ثَعلبٌ
ويَمِينُ الصَّبْرِ التي يُمْسِكُكَ
(8/312)
الحَكَمُ عليها حتى تَحْلِفَ وقد حَلَفَ
صَبْراً أنشد ثَعلبٌ
(فَأَوْجِعِ الجنْبَ وأَعْرِ الظَّهْرا ... أو يُبْلِيَ اللهُ يَمِيناً
صَبْراً)
وصَبَرَ الرَّجلَ لَزِمَه والصَّبْرُ نَقيضُ الجَزَعِ صَبَرَ يَصْبِرُ
صَبْراً فهو صَابْرٌ وصَبَّارِ وصَبيرٌ وصَبُورٌ والأنثى صَبُورٌ أيضاً
وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(أَرَى أُمَّ زَيْدٍ كُلَّما جَنَّ لَيْلُها ... تُبَكِّي على زَيْدٍ
ولَيْسَتْ بأصْبَرَا)
أراد ولَيْسَتْ بأصبَرَ من ابْنِها بل ابْنُها أصْبرُ منها لأنه عاقٌّ
والعاقُّ أصْبرُ من أَبْوَيْه وتَصَبَّرَ واصْطَبَر واصْبرَّ كصَبِرَ
وأصْبَرهُ وصَبَّره أمَره بالصَّبْرِ وأصْبَره جعل له صَبْراً وقولُه
تعالى {وتواصوا بالصبر} العصر 3 تَواصَوْا بالصَّبر على طاعةِ الله
والصَّبْرِ على الدُّخولِ في معاصِيه وصَبَرَ به يَصْبُرُ صَبْراً
كَفَلَ والصَّبِيرُ الكَفِيلُ وصَبِيرُ القومِ المُقدَّمُ في أُمورِهم
والجمع صُبَرَاءُ والصَّبيرِ السَّحابةُ البيضاءُ وقيل هي الكَثِيفةُ
التي فوق السَّحابةِ وقيل هو الذي يَصِيرُ بعضُه فوق بعضِ دَرَجاً وقيل
هي القِطعةُ من السحابةِ تراها كأنها مَصْبُورةٌ أي مَحبُوسةٌ وهذا
ضَعيفٌ قال أبو حنيفةَ الصَّبِيرُ السَّحابُ البيضُ والجمع كالواحِدِ
وقيل جمعُه صُبُرٌ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ
(فارْمِ بهم لِيَّةً والأَخلافَا ... جَوْزَ النُّعامى صُبُراً
خِفَافَا)
والصُّبَارةُ من السَّحابِ كالصَّبِيرِ وصَبيرُ الخُوانِ رُقاقةٌ
عريضَةٌ تُبْسَطُ تحت ما يُؤْكَلُ من الطَّعامِ والأَصْبِرةُ من
الغَنَمِ والإِبِلِ ولم أسْمعْ لها بواحدٍ التي تَرُوحُ وتَغْدُو على
أهْلِها لا تَغْرُبُ عنهم ورُوِيَ بيتُ عَنْترةَ
(8/313)
(لها بالصَّيْفِ أصْبِرَةٌ وجُلٌّ ...
وسِتٌّ من كَرائِمها غِزَارُ)
والصُّبرُ والصِّبْرُ ناحِيةُ الشيءِ وحَرْفُه وجمعُه أصْبَارٌ قال
النَّمِرُ بن توْلَبٍ يصف روضةً
(عَزَبَتْ وباكَرَها الشَّتِيُّ بِدِيمةٍ ... وَطْفَاءَ تَمْلؤُها إلى
أَصْبَارِها)
وملأَ الكأسَ إلى أَصْبَارِها أي إلى رأْسِها وأخَذه بأصْبَارِه أي
بِجَمِيعِه والصُّبْرة ما جُمِعَ من الطَّعام بلا كَيْلٍ ولا وَزْنٍ
والصُّبْرة الكُرْسُ وقد صَبَّروا طعامَهُم والصُّبْرةُ الطَّعامُ
المَنْخولُ بشيءٍ شبيهٍ بالسَّرَنْدِ والصُّبْرة الحجارةُ الغليظةُ
المجتمعةُ وجمعُها صِبارٌ والصُّبَارةُ الحجارةُ قال الأعشى
(مَن مبْلِغٌ عَمْراً بأنْ ... نَ المرْءَ لم يُخْلَقْ صُبَارَهْ)
ويروى صِبَارة وهي نَحوَها في المَعْنَى وقيل الصُّبارةُ قِطعةٌ من
حجارةٍ أو حديدٍ والصُبُرُ الأرضُ ذات الحَصْباء وليست بغَلِيظةٍ
والصُّبْرُ فيه لغةٌ عن كُراعٍ وأمُّ صَبَّارٍ الحَرَّةُ مشتقٌ من
الصُّبُرِ التي هي الأرضُ ذات الحَصْباءِ أو من الصُّبَارةِ وخصَّ
بعضُهم به الرَّجْلاءَ منها وأُمُّ صَبّارٍ وأُمُّ صبُّور كلتاهما
الدَّاهِيةُ والحَرْبُ الشديدةُ يقال وقعُوا في أُمِّ صَبَّارٍ وأُمِّ
صَبُّورٍ هكذا قرأتُه في الألفاظِ صبُّور بالباء وفي بعض النسخ أمُّ
صَبُّورٍ كأنها مشتقةٌ من الصِّيارةِ وهي الحجارةُ والصَّبِرُ عُصارةُ
شجرٍ مُرٍّ واحدتُه صَبِرةٌ وجمعُه صُبورٌ قال الفرزدقُ
(يابْنَ الخَلِيَّةِ إنَّ حَرْبِي مُرَّةٌ ... فيها مَذَاقَةُ حَنْظَلٍ
وصُبُور)
قال أبو حنيفةَ نباتُ الصَّبِر كَنباتِ السَّوسَنِ الأخضرِ غير أنّ
وَرَقَ الصَّبِرِ أَطْولُ وأعرضُ وأثخنُ كثيراً وهو كثيرُ الماء جداً
والصُّبَّار حَمْلُ شجرٍ شديدُ الحموضَةِ له عَجَمٌ أحمرُ عريضٌ
يُجْلَبُ من الهِنْدِ
(8/314)
وقيل هو التَّمْرُ الهِنديُّ الحامِضُ الذي
يُتداوَى به وصُبَّارة الشِّتاءِ شِدّةُ البَرْدِ والتخفيفُ لغةٌ عن
اللحيانيِّ والصُّبْرُ قبيلةٌ من غَسَّان قال الأخطلُ
(تَسَألُهُ الصُّبْرُ من غسَّان إذ حَضَرُوا ... والحَزْنُ كيف قَراكَ
الغِلْمةُ الجَشَرُ)
الحَزْنُ قبيلة أيضاً وقد تقدّم وأبو صَبْرَةَ طائِرٌ أحمرُ البَطْنِ
أسودُ الرأسِ والجناحَيْنِ والذَّنَبِ وسائرُه أحمرُ
مقلوبه ب ص ر
البَصَر حِسُّ العَيْنِ والجمع أبصارٌ بَصُرَ به بَصْراً وبَصَارةً
وبِصَارةً وأبْصَره وتبصَّرهُ نظر إليه هل يُبْصِرُه قال سيبَوَيْه
بَصُرَ صَار مُبْصِراً وأبْصَرَه إذا أخْبر بالذي وقَعَتْ عينُه عليه
وحكى اللحيانيُّ بَصِرَ به بكَسْرِ الصاد أي أبْصَرَه وباصَرَهُ نَظَرَ
معه إلى شيءٍ أيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحِبِه وباصَرَهُ أيضاً أبْصَرَهُ
قال سكينُ بنُ نصْرَةَ البَجَلِيُّ
(فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مكانَهُ ... أُراقِبُ رِدْفِي تارةً
وأُباصِرُه)
وتَبَاصَرَ القَومُ أَبْصَر بَعْضُهُمْ بعضاً ورجُلٌ بَصيرٌ مُبْصِرٌ
فعيلٌ بمعنى مُفْعِلٍ وجمعُه بُصَراءُ وحكى اللحيانيُّ إِنه لَبَصِيرٌ
بالعَيْنَيْنِ وأَراه لَمْحاً باصِراً أي نَظَراً بتَحْدِيقٍ فإما أن
يكونَ على طَرْحِ الزَّائِد وإما أن يكونَ على النَّسَبِ والآخرُ مذهبُ
يَعقوبَ ولَقِيَ منه لَمْحاً باصِراً أي أمراً واضِحاً وقولُه تعالى
{فلما جاءتهم آياتنا مبصرة} النمل 13 قال الزجَّاجُ معناه واضِحةً قال
ويَجوزُ مُبْصِرَةً أي مُتَبَيِّنَةً تُبْصَرُ وتُرَى وبَصَّر الجَرْوُ
فَتَحَ عَيْنَيْه ولَقِيَهُ بَصَراً أي حين تباصَرَتِ الأعيانُ ورأى
بعضُها بعضاً وقيل هو في أوّلِ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضّوءِ قَدْرُ
ما تَتَبايَنُ به الأشباحُ لا يُسْتعمَلُ إلا ظَرْفاً
(8/315)
وبَصَرُ القَلْبِ نَظرهُ وخاطِرُه
والبَصيرةُ عَقيدةُ القَلْبِ وقيل البصيرةُ الفِطْنَةُ تقولُ العربُ
أعْمَى الله بَصائِرَه أي فِطَنَه عن ابن الأعرابيِّ وفي حديث ابن
عباسٍ أنّ معاويةَ لما قال لهم يا بَنِي هاشم تُصابونَ في أبصارِكُم
قالوا له وأنتُم يا بَنِي أُمَيَّةَ تصابونَ في بصائِرِكُم وفَعَلَ ذلك
على بَصِيرةٍ أي على عَمْدٍ وعلى غير بَصِيرةٍ أي على غير يَقِينٍ وإنه
لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرةٍ في العبادةِ عن اللحيانيِّ وإنه لَبَصيرٌ
بالأشياء أي عالِمٌ بِها عنه أيْضاً ورجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ كذلك
وقوله صلى الله عليه وسلم اذهب بنا إلى فلانٍ البَصِيرِ وكان أعْمَى
قال أبو عُبيدٍ يريدُ به المُؤْمِنَ وعندي أنه صلى الله عليه وسلم
إنَّما ذَهَبَ إلى التَّفاؤُلِ لأن لَفْظَ البَصَرِ أحسنُ من لَفْظِ
العَمَى ألا ترى إلى قَولِ معاويةَ والبَصِيرُ خيرٌ من الأَعْمى
واسْتَبْصَرَ في رأيِه وتَبَصَّرَ تبيَّن ما يَأْتِيهِ من خيرٍ وشَرّ
أي أَتَوْا ماأتوه وَهُمْ قد تَبَيَّنَ لهم أن عاقِبَتَهُ عَذابُهُم
وبَصُرَ بَصَارَةً صارَ ذا بَصِيرةً وبَصَّرهُ الأمْرَ تَبْصيراً
وتَبْصِرَةً فهَّمَهُ إياهُ والبَصِيرةُ الشاهدُ هذه عن اللحيانيِّ
وحكى اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم بمَنْزِلةِ الشَّهِيد قال وقوله تعالى
{بل الإنسان على نفسه بصيرة} القيامة 14 له مَعْنَيَانِ إن شئتَ كان
الإِنسانُ هو البَصِيرةُ على نَفْسِه أي الشاهد وإن شئتَ جَعَلْتَ
البصيرةَ هنا غَيَرَهُ فَعَنَيْتَ به يَدَيْهِ ورِجْلَيْه ولسانَه لأن
كلَّ ذلك شاهدٌ عليه يومَ القيامةِ وقول توبة
(وأُشْرِفُ بالقُورِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نَارَ لَيْلَى أو
يَرانِي بَصِيرُها)
قيل يَعْنِي كَلْبَها لأن الكَلْبَ من أَحَدِّ الحيوانِ بَصَراً
والبُصْرُ الناحِيةُ مقلوبٌ عن الصُّبْرِ وبُصْرُ الكَماةِ وبَصَرُها
حُمْرَتُها قال
(ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ ... )
وبَصْرُ كلِّ شيءٍ غِلَظَه وبُصْرُه وبَصْرُه جِلْدُه حكاه جميعاً
اللحيانيُّ عن الكسائيِّ وقد غلب على جِلْدِ الوَجْهِ
(8/316)
وثوبٌ جَيِّدُ البَصَرِ قَوِيٌّ وَثِيجٌ
قال
(قَرَنْتُ بَحِقْوَيْهِ ثلاثاً فلم تَزُغْ ... عن القَصْدِ حتى
بُصِّرَتْ بِدِمَامِ)
يجوز أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لما همَّ هذا الرِّيشُ بالزَّوال عن
السَّهْمِ لكثرةِ الرَّمِي به أَلْزَقَهُ بالغِراءِ فَثَبَتَ والبَصَرُ
أن تُضَمَّ حاشِيَتَا أَدِيمَيْنِ يُخاطان كما يُخاطُ الثَّوبُ
والبَصَرُ والبِصْرُ والبُصْر الحجَرُ الغليظُ الشديدُ كل ذلك عن
اللحيانيِّ والبِصْر والبَصْرَةُ الحجرُ الأبيضُ الرِّخْوُ وقيل هو
الكَذَّانُ فإذا جاءوا بالهاء قالوا بَصْرةٌ لا غير وجمعُها بِصارٌ
والبُصْرَةُ الأرض الطَّيِّبة الحمراءُ والبَصْرةُ البَصَرةُ
والبَصِرَةُ أرضُ حِجارَتُها جِصٌّ وبه سمِّيت البَصْرَةُ والبَصْرَةُ
أعمُّ والبَصِرَةُ كأنها صِفَةٌ والنَّسَبُ إلى البَصْرَةِ بِصْرِيٌّ
وبَصْرِيٌّ الأولى شاذَّةٌ قال عُذافِر
(بَصْرِيةٌ تزوَّجَتْ بَصْرِيَّا ... يُطْعِمُها المالِحَ
والطَّرِيَّا)
وبَصَّرَ القَوْمُ أَتَوْا البَصْرَةَ قال ابنُ أحْمرَ
(أُخَبِّرُ مَنْ لاَقَيْتُ أنّي مُبَصِّرٌ ... وكائنْ تَرَى قَبْلِي
مِنَ الناسِ بَصَّرَا)
والبَصْرَة الطِّينُ العَلِكُ وقال اللحيانيُّ البَصْرُ الطِّينُ
العَلِكُ الجيِّدُ الذي فيه حَصىً والبَصِيرةُ التُّرْسُ والبصيرةُ من
الدَّمِ ما اسْتدارَ منه فصار على شكلِ التُّرسِ وقيل هو ما اسْتطالَ
منه وقيل هو ما لَزِقَ بالأرضِ دون الجَسَد وقيل هو قَدْرُ فِرْسِنِ
البَعيرِ منه وقيل هو ما اسْتُدِلَّ به على الرَّمِيَّةِ وقيل
البَصِيرةُ من الدَّمِ ما لم يَسِلْ وقيل هو الدَّفْعةُ منه وقيل
البَصِيرةُ دَمُ البِكْرِ قال
(8/317)
(راحوا بَصَائِرُهُم على أكتافِهِمْ ...
وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى)
يقول تركُوا دَمَ أبيهِم خَلْفَهم ولم يَثْأَرُوا به وطَلَبَتْهُ أنا
وقولُه أنشده أبو حنيفةَ
(وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها ... شَهْباءُ تَرْوِي الرِّيشَ
مِنْ بَصِيرِها)
يجوز أن يكونَ جَمَعَ البَصِيرةَ من الدَّمِ كشَعِيرةٍ وشَعيرٍ ونحوِها
ويجوز أن يكون أراد من بَصِيرَتِها فحذفَ الهاء ضرورةً كما ذهب إليه
بعضُهم في قول أبي ذؤيب
(ألاَ ليتَ شِعْرِي هل تَنَظَّر خالدٌ ... عِيادِي عَلَى الهِجْرَانِ
أمْ هو يائِسُ)
ويجوز أن يكون البَصِيرُ لغةً في البَصِيرةِ كقولك حُقٌّ وحُقَّةٌ
وبياضٌ وبياضَةٌ والبصيرةُ الدِّرعُ وكل ما لُبِس جُنَّةً بَصِيرة
والباصِرُ قَتَبٌ صغيرٌ مستديرٌ مَثَّلَ به سيبَوَيْه وفسَّره
السيرافيُّ عن ثعلبٍ وأبو بَصِيرٍ الأَعْشَى على التطيُّر وبَصيرٌ
اسْمُ رجلٍ وبُصْرَى موضعٌ بالشام والنَّسَبُ إليه بُصْرِيٌّ قال ابن
دُرَيْدٍ أَحْسَبُهُ دخيلاً والأباصِيرُ موضعٌ معروفٌ
مقلوبه ر ب ص
ربص بالشيءِ رَبْصاً وتربَّص به انْتظَر به خيراً أو شراً وتَرَبَّص به
الشيءُ كذلك وفي التنزيل {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} التوبة
52 ولي على هذا الأَمرِ رُبْصَةٌ أي تَلَبُّثٌ
مقلوبه ب ر ص
البَرَصُ بياضٌ يقع في الجِلْدِ بَرِصَ بَرَصاً وهو أبْرَصُ والأنثى
بَرْصاءُ قال
(8/318)
(مَنْ مُبْلِغٌ فِتْيانَ مُرَّةَ أنه ...
هَجانا ابْنُ بَرْصاءِ العِجَانِ شَبِيبُ)
وحيةٌ بَرْصاءُ في جِلْدِها لُمَعُ بَياضٍ وسامُّ أَبْرَصَ الوَزَغَةُ
وهما سامَّا أبْرَصَ ولا يُثَنَّى أبَرَص ولا يُجْمَع وقد قالوا
الأبارِص كأنه على إرادة النَّسبِ وإن لم تَثْبُت الهاءُ كما قالوا
المَهالِب قال
(واللهِ لو كنتُ لهذا خالِصَا ... لكُنْتُ عبداً آكُلُ الأَبارِصَا)
وأنشده ابنُ جِنِّي آكِلَ الأَبَارِصَا أراد آكِلاً الأبارِصَ فحذف
التنوينَ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ وقد كان الوجهُ تَحْرِيكَه لأنه
ضَارَع حروفَ اللِّين بما فيه من الغُنَّة فكما تُحذف حروفُ اللِّين
لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ نحو رَمَى القوْمُ وقاضِيَ البَلَدِ كذلك
حُذِفَ التنوينُ لالْتقاءِ الساكنين هنا وهو مرادٌ يَدُلُّكَ على
إرادته أنهم لم يَجُرُّوا ما بَعدَه بإضافَتِه إليه وأبو بُرَيْصٍ
كُنْيةُ الوَزَغَة والبُرَيْصَةُ دَابَّةٌ صَغيرةٌ دُونَ الوَزَغةِ إذا
عَضَّتْ شيئاً لم يَبْرأ والبُرْصَةُ فَتْقٌ في الغَيْمِ يُرى منه
أديمُ السماء والبَرِيصُ نهرٌ بدِمَشْق قال ابن دُرَيْدٍ وليس
بالعربيِّ الصَّحيحِ وقد تَكَلَّمت به العربُ قال حسان
(يَسْقُون من وَرَدِ البَرِيصِ عليهمُ ... بَرَدَىَ يُصَفِّقُ
بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)
وبَنُو الأبْرصِ بنو يَرْبُوعِ بن حَنْظَلَةَ
الصاد والراء والميم ص ر م
الصَّرْمُ القَطْعُ البائنُ وعمَّ بعضُهم به القَطْعَ أيَّ نَوْعٍ كان
صَرَمَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً فانْصَرَمَ وقد قالوا صَرَمَ
الحَبْلُ نَفْسَه قال كعبُ بن زُهَيْرٍ
(8/319)
(وكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ
... )
قال سيبويه وقالوا للصارِمِ صَرِيمٌ كما قالوا ضَرِيبُ قِدَاحٍ للضاربِ
وصَرَّمَهُ فَتَصَرَّمَ وقيل الصَّرْمُ المصْدَرُ والصُّرْمُ الاسْمُ
وصَرَمَه صَرْماً قطعَ كَلاَمَهُ وسيفٌ صارِمٌ وصَرُومٌ بَيِّن
الصَّرامة والصُّرُومةِ قاطعٌ لا يَنْثَني وأمرٌ صَرِيمٌ مُعْتَزَمٌ
أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائِغاً ... عند الصَّرِيمِ كرَوْغَةٍ
من ثَعْلَبِ)
وصَرَمَ وَصْلَه يَصْرِمُه صَرْماً وصُرْماً على المَثَل ورَجلٌ صارمٌ
وصَرَّامٌ وصَرُومٌ قال لبيدٌ
(فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تعرَّضَ وَصْلُهُ ... ولَخَيْرُ واصلِ
خُلَّةٍ صَرَّامُها)
ويُرْوَى ولَشَرُّ وأنشد ابنُ الأعرابيِّ
(صَرمْتَ ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ ... وكيف تَصابى مَنْ يُقَال
حَلِيمُ)
يعني أنك صَرُومٌ ولم تَصْرِم إلا بعد ما صُرِمْتَ هذا قولُ ابن
الأعرابيِّ وقال غيره قوْلُه ولم تَصْرِمْ وأنت صَرُومُ أي وأنت قويٌّ
على الصَّرْمِ والصَّريمَةُ العَزيمة وقَطْعُ الأَمْرِ ورجلٌ صارِمٌ
ماضٍ شجاعٌ وقد صَرُمَ صَرامةً والصَّرامَةُ المُسْتَبِدُّ برأيه عن
المُشاورةِ وصَرَمَ النَّخلَ والشَّجَرَ يَصْرِمُه صَرْماً
واصْطَرَمَهُ جَزَّهُ قال طَرَفَةُ
(أَنْتُمُ نَخْلٌ نُظيفُ به ... فإذا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ)
والصَّرِيم الكُدْسُ المَصْرومُ من الزَّرعِ
(8/320)
ونَخْلٌ صَرِيمٌ مَصْرومٌ وصِرَامُ
النَّخلِ وصَرَامُه أَوان إدراكِه وأصْرم حانَ صِرامُهُ والصُّرامةُ ما
صُرِمَمن النَّخْلِ عن اللحيانيِّ والصَّريمُ والصَّريمةُ القِطعةُ
المُنْقطعةُ من مُعْظَمِ الرَّمْلِ وصَرِيمةٌ من غضّا وسَلَمٍ وأَرْطىً
ونَخْلٍ أي قِطْعةٌ وصِرْمةٌ من أَرْطىً وسَمُرٍ كذلك والصَّرِيمُ
الصُّبْحُ لانْقطاعِهِ عن اللَّيْلِ والصَّريمُ الليلُ لانقطاعهِ عن
النهارِ والقطعةُ منه صَرِيمٌ وصَرِيمةٌ الأولى عن ثعلبٍ قال تعالى
{فأصبحت كالصريم} القلم 20 أي احترقت فصارت سَوْداءَ مثلَ الليلِ وقال
بِشْر بن أبي خازمٍ
(فَبَاتَ يقولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حتى ... تَكَشَّفَ عن صَرِيمَته
الظَّلامُ)
والصِّرْمَةُ القطعةُ من الإِبِلِ قيل هو ما بين العِشرين إلى الثلاثين
وقيل ما بين الثلاثين إلى الخَمْس والأربعين وقيل هي ما بين العَشرة
إلى الأربعين وقيل ما بين عشر إلى بِضْع عشرةَ والصَّرْمةُ القطعة من
السَّحابِ قال النَّابِغةُ
(وهَبَّتِ الرِّيحُ من تِلْقاءِ ذي أُرُكٍ ... تُزْجِي مع الليلِ من
صُرّاَرِها صِرَمَا)
ورجلٌ مُصْرِمٌ قليل المالِ مِنْ ذلك والأصْرَمُ كالمُصْرِم قال
(ولقد مَرَرْتُ على قَطِيعٍ هالكٍ ... من مالِ أَصْرَمَ ذي عِيالٍ
مُصْرِمِ)
يعني بالقطيعِ هنا السَّوْطَ أَلا تَراهُ يقولُ بعد هذا
(مِنْ بَعْدِ ما اعْتلَّتْ عليَّ مَطِيَّتِي ... فأَزَحْتُ عِلَّتَها
فَظَلَّتْ تَرْتَمِي)
يقول أَزَحْتُ عِلَّتَها بَضَرْبِي لها به وقول أبي سهمٍ الهُذَليُّ
(أَبُوكَ الذي لم يُدْعَ من وُلْدِ غَيرِه ... وأنْتَ به من سائرِ
الناس مُصْرِمُ)
مُصْرِمٌ يقال ليس لك أبٌ غيرُه ولم يَدْعُ هو غَيْرَك يَمْدَحُه
ويذكِّرُه بالبِرِّ ويُقال كَلأٌ
(8/321)
تَنْجَمعُ منه كَبِدُ المُصْرِم أي أنه
كَثِيرٌ فإذا رآه القليلُ المالِ تأسَّفَ ألا يكونَ له إبل كثيرةٌ
يُرْعِيها فيه والصِّرْمُ الأبياتُ المجتمعةُ المنقطعةُ من النّاس
والصِّرْمُ أيضاً الجماعةُ والجمعُ أصرام وأَصَاريمٌ وصُرْمانٌ
الأخيرَةُ عن سيبويه وناقَةٌ مُصَرَّمةٌ مقطوعةُ الطُّبْيَيْنِ
وصَرْمَاءُ قليلة اللَّبنِ لأن غُزْرَها انْقَطَع وفلاةٌ صَرْماءُ لا
ماءَ بِها وهو من ذلك والأَصْرمانِ الذِّئبُ والغُرابُ لانْصرامِهما
وانقطاعِهما قال المرَّارُ
(علَى صَرْمَاءَ فيها أَصْرَماها ... وخِرِّيتُ الفَلاَةِ بها قليلُ)
وتَرَكْتُه بِوَحْشِ الأصْرَميْن حكاه اللحيانيُّ ولم يُفسِّره وعندي
أنه يَعْنِي الفَلاةَ والصَّرم الخِفُّ المُنَعَّلُ والصِّريمُ العودُ
يُعَرَّضُ على فَمِ الجَدْيِ أو الفَصيلِ ثم يُشَدُّ إلى رأسِه لئِلا
يَرْضَعَ وأَكَلَ الصَّيْرَمَ أي الوجبةَ الواحدةَ في اليوم وقال
يعقوبُ هل أكلةٌ عند الضحَى وبنو صُرَيَمْ حَيٌّ وصِرْمةُ وصُرَيمٌ
وأصْرَمُ أسماءٌ
مقلوبه ص م ر
صَمَرَ يَصْمُرُ صَمْراً وصُمُوراً يَخِلَ ومَنَعَ قال
(فإنِّي رأيتُ الصَّامِرِينَ مَتَاعَهُمْ ... يَمُوتُ ويَفْنَى
فَارْضَخِي من وِعائِيَا)
أراد يَمُوتُونَ وَيَيْنَى مالهم وأراد الصَّامرينِ بِمتاعِهم ورجلٌ
صَمِيرٌ يابِسُ اللَّحْمِ على العِظَامِ والصَّمَرُ النَّتْنُ وصَمَرَ
الماءُ يَصْمِرُ صُموراً جَرَى من حُدورٍ في مستوىً فَسَكَنَ وهو جَارٍ
وصِمْرُه مُسْتَقَرُّه
(8/322)
والصُّمارَى مقْصُورٌ الاسْتُ وأخذ الشيءَ
بأَصْمَارِه أي بأصْبَارِه وقيل هو على البَدَلِ ومَلأَ الكأسَ إلى
أصْمَارِها أي إلى أَعَالِيها كأصْبارِها واحدها صُمْرٌ عن يعقوبَ
وصَيْمَر أرضٌ من مِهْرجانَ إليه يُنْسَبُ الجُبْنُ الصَّيمَرِيُّ
والصَّوْمَر الباذَرُوجُ قال أبو حنيفَةَ الصَّوْمَرُ شَجرٌ لا
يَنْبُتُ وحْدَه ولكن يتَلَوَّى على الغَافِ وهو قُضْبَانٌ لها وَرَقٌ
كورِق الأَرَاكِ وله ثمرٌ يُشْبِه البَلُّوطَ يُؤْكلُ وهو لَيِّنٌ
شَدِيدُ الحلاوةِ
مقلوبه م ص ر
مَصَرَ الشَّاةَ والنَّاقةَ يَمْصُرُها مَصْراً وتَمَصَّرَها حَلَبَها
بأَطرافِ الأصابعِ الثَّلاثِ وقيل هو أن تَأْخُذَ الضَّرْعَ بِكَفّكَ
وتُصَيِّرَ إبهامَكَ فوق أصابِعِك وقيل هو الحَلْبُ بالإِبهامِ
والسَّبَّابَةِ فقط وناقةٌ ماصِرٌ ومَصُورٌ بَطيئةُ خُرُوجِ اللَّبَنِ
وكذلك الشَّاةُ والبقرةُ وخصَّ بعضُهم به المِعْزَى وجمعُها مِصَارٌ
ومَصَائِرٌ والمَصْرُ قلَّة اللَّبنِ والتَّمَصُّرُ القليلُ من كل شيءٍ
هذا تعبيرُ أهلِ اللغةِ والصحيحُ التَّمَصُّر القِلَّة ومَصَّر عليه
العطاءَ قَلَّلَهُ ومَصَّر الرَّجلُ عطِيَّتَهُ قَطَّعها قليلاً مشتقٌّ
من ذلك ومَصَرَ الفرسَ اسْتُخْرِجَ جَرْيُه والمُصَارَة الموضعُ الذي
تُمْصَرُ فيه الخيلُ حكاه صاحبُ العَيْنِ والتَّمَصُّر التَّتبُّعُ
وجاءت الإِبلُ إلى الحوضِ مُتَمَصِّرةً ومُمْصِرةً أي مُتفرِّقةً
وغُرَّةٌ مُتَمَصِّرةٌ ضَاقت من موضعِ واتَّسعتْ من آخَرَ والمِصْرُ
الحاجزُ بين الشيئينِ قال أُمَيَّةُ يذكر حكمةَ الخالقِ تعالى
(وجَعَلَ الشَّمْسَ مِصْراً لا خَفَاءَ به ... بين النَّهارِ وبَيْنَ
اللَّيْلِ قد فَصَلا)
وقيل هو الحدُّ بين الأرضَيْن والجمعُ مُصُورٌ وأهل هَجَرَ يَكتُبونَ
اشْتَرَى الدارَ بُمصُورِها أي بحُدودِها والمَصْر الكُورَة والجمعُ
أمْصَارٌ
(8/323)
ومصَّرُوا المْوضِعَ جَعلوهُ مِصْراً
وتمصَّرَ المكانُ صَارَ مِصْراً ومِصْرُ مدينةٌ بعَيْنها سُمِّيتْ بذلك
لتَمَصُّرِها وزعموا أن الذي بَناها إنَّما هو المِصْرُ ابنُ نُوحٍ
عليه السلامُ ولا أدْرِي كيف ذلك وهي تُصْرَفُ ولا تُصْرفُ قال سيبويه
في قولِه تعالى {اهبطوا مصرا} البقرة 61 بَلَغَنَا أنه يريد مِصْرَ
بعَيْنِها وحُمُرٌ مَصَارٍ ومَصَارِيٌّ جمعُ مِصْريٍّ عن كُراع وقوله
(وأَدَمْتَ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ ... مِنْ صِيرِ مِصْرِينَ أو
البُحَيْرِ)
أراه إنّما عنى مَصْرَ هذه المشهورةَ فاضْطُرَّ إليها فجمعَها على حد
سِنِينَ وإنما قلتُ إنه أراد مِصْرَ لأن هذا الصِّيرَ قلَّ ما يوجدُ
إلا بها وليس من مأكلِ العربِ وقد يجوزُ أن يكون هذا الشاعرُ غَلِطَ
بمصْرَ فقال مِصْرِينَ وذلك لأنه كان بعيداً من الأَرْياف كمِصْرَ
وغيرها وغَلَطُ العربِ الأَقْحاحِ الجُفاةِ في مثلِ هذا كثيرٌ وقد رواه
بعضُهم من صِيرِ مِصَرَيْنِ كأنَّه أراد المِصْرَيْنِ فحذف اللامَ
والمِصْرَانِ الكوفةُ والبصرةُ والمِصْرُ الطينُ الأحمرُ وثوبٌ
مُمَصَّرٌ مصْبوغٌ بالطِّينِ الأحمرِ أو بحُمْرَةٍ خفيفَةٍ والمَصِيرُ
المِعَي وخَصَّ بعضُهم به الطَّيْرَ وذواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ والجمعُ
أمْصِرَةٌ ومُصْرَانٌ ومَصارينُ جَمْعُ الجَمْعِ عند سيبويه والمِصْرُ
الوِعاءُ عن كراع وقد قدَّمتُ أن المِصْرَ أحدُ أولاد نُوحٍ ولستُ منه
على ثقةٍ
مقلوبه ر م ص
الرَّمَصُ في العَيْنِ كالغَمَصِ وهو قَزىً تَلْفِظُ به وقيل الرَّمَصُ
ما سالَ والغَمَصُ ما جَمدَ وقيل الرَّمَصُ صِغَرُها ولُزوقُها رَمِصَ
رَمَصاً وهو أرْمَصُ وقد أرْمَصَه الدّاءُ أنشد ثعلبٌ لأبي محمدٍ
الحَذْلَمِيِّ
(مُرْمَصَةً من كِبَرٍ مآقِيهِ ... )
(8/324)
والشِّعْرَي الرُّمْيصَاءُ أحدُ كَوْكَبَيِ
الذِّراعِ مشتقٌّ من رَمَصِ العَيْنِ وغَمَصِها سُمِّيتْ بذلك
لِصغَرِها وقلّةِ ضَوْئِها وَرَمَصَ اللهُ مُصيبَتَه يرْمُصُها رَمْصاً
جَبَرَها ورَمَصَ بين القَومِ يَرْمُص رَمْصاً أَصْلَح ورَمَصَ الشيءَ
طَلَبَهُ ولَمَسَهُ ورمَصَ الرَّجلُ لأهْلِه رَمْصاً اكْتسبَ
والرَّمَصُ والرَّمِيصُ موضعانِ
مقلوبه م ر ص
المَرْصُ لِلثَّدْيِ وغيرِه كالغَمْزِ
الصاد واللام والنون ن ص ل
النَّصْلُ حديدةُ الرُّمحِ والسَّهمِ وهوَ حديدةُ السَّيفِ ما لم يكن
لها مَقِبِضٌ حكاها ابن جِنِّي قال فإذا كان له مَقْبِضٌ فهو سيفٌ
ولذلك أضاف الشاعرُ النَّصْلَ إلى السَّيفِ فقال
(قد عَلِمَتْ جارِيةٌ عَصْبُولٌ ... أَنِّي بنَصْلِ السَّيفِ
خنْشَلِيلْ)
وقال أبو حنيفةَ قال أبو زِيادٍ النَّصْلُ كلُّ حديدةٍ من حدائد
السِّهامِ والجمعُ أنْصُلٌ ونِصَالٌ والنَّصْلانِ النَّصْلُ والزُّجُّ
قال أعْشَى باهلة
(عِشْنا بذلك دَهْراً ثم فَارَقَنَا ... كذلك الرُّمْحُ ذُو
النَّصْلَينِ يَنْكَسِر)
وقد يُسَمَّى الزُّجَ وحْدَه نَصْلاً وأنْصَلَ السَّهْمَ ونَصَّلَه
جَعَلَ فيه النَّصْلَ وقيل أنْصَلَهُ أزالَ عنه النَّصْلَ ونَصَّلَهُ
ركَّبَ فيه النَّصْلَ ونَصَلَ السَّهمُ فيه ثَبَتَ فلم يَخْرُجْ
ونصَلْتُه أنا ونَصَل خَرَجَ فهو من الأضْدَادِ وأنْصَلُهُ هو وكلُّ ما
أخْرَجْتَه فقد أنْصَلْتَه ومُنْصِلُ الأَلِّ رَجَبٌ سُمِّي بذلك لأنهم
كانوا يَنْزِعونَ الأسِنَّةَ فيه إعظاماً له ولا يَغْزُونَ ولا يُغِيرُ
بعضُهم على بعضٍ قال الأعشَى
(8/325)
(تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ
بَعْدَمَا ... مَضَى غيرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ)
ونَصْلُ الغَزْلِ ما يخرج من المِغْزَلِ ونَصَلَ من بين الجِبالِ
نُصُولاً خَرَجَ وظَهَرَ ونَصَلَ الطَّريقُ من مَوْضِعَ كذا خَرَجَ
ونَصَل الحافِرُ من موْضِعه نُصُولاً كذلك ونَصَلَتِ الحيَّةُ تَنْصِل
نُصولاً وهي نَاصِلٌ وتَنَصَّلتْ خَرجَتْ من الخِضابِ وقولُه
(كما اتَّبَعَتْ صَهْباءُ صِرْفٌ مُدَامَةٌ ... مُشَاشَ المُرَوِّي
ثُمَّ لَمَّا تَنَصَّلِ)
معناه لم تَخْرُجْ فيَصْحُو شارِبُها ويُرْوَى ثُمَّ لما تَزَيَّلِ
ونَصَلَتِ اللَّسْعةُ والحُمَّةُ تَنْصِلُ خَرجَ سَمُّها وزالَ أثَرُها
وقولُه
(ضَوْرِيَّةٌ أُوِلعَتْ باشْتِهارِهَا ... ناصِلةُ الحِقْوَيْنِ من
إِزارِها)
إنما عَنَى أنّ حِقْوَيْها يَنْصُلانِ من إزارِها لتَسلُّطِهَا
وتَبَرُّجِها وقلّةِ تَثَقُّفِها في ملابِسها لأشَرِها وشَرَهِها
ومِعْوَلٌ نَصْلٌ نَصَلَ عنه نِصالُه أي خَرَجَ وهو مما وُصِفَ
بالمَصْدَرِ قال ذو الرُّمَّةِ
(شَرِيحٌ كحُمَّاضِ الثَمَانِي عمّت به ... عَلَى رَاجِفِ
اللَّحْيَيْنِ كالمِعْوَلِ النَّصْلِ)
وتَنَصَّلَ إليه من الجِنايةِ خَرَجَ وتَبَرأَ وتَنَصَّلَ الشيءَ
أخْرَجَهُ وتَنَصَّلَهُ تَخَيَّرَهُ وتنصَّلُوهُ أخذوا كلَّ شيءٍ معه
والنَّصْلُ ما أَبْرَزَتِ البُهْمَى ونَدَرَتْ به من أَكمِتَّهِا
والجمع أنْصُلٌ ونِصَالٌ والأُنْصُولَةُ نَوْرُ نصْلِ البُهْمَي وقيل
هو ما يُوبِسُهُ الحَرُّ من البُهْمَي فيَشْتَدُّ على الأكَلَة قال
(كأنّه واضِحُ الأقرابِ في لُقُحٍ ... أسْمَى بِهِنَّ وعَزَّتْهُ
الأَنَاصِيلُ)
(8/326)
أي عَزَّتْ عليه واسْتَنْصَلَ الحَرّ
السَّفَا جَعَلَه أناصِيلَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(إذا اسْتَنْصَلَ الهَيْفُ السّفَا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِرَاقَّيِةُ
الأَقْيَاظِ نَجْدُ المَراتِعِ)
ويُرْوى المَرَابعِ عِراقَّية الأَقْياظِ أي تَطْلُبُ الماءَ في
القَيْظِ قال غيرهُ هي منسوبةٌ إلى العِراقِ الذي هو شاطِئُ الماءِ
وقولُه نَجْدُ المَرَاتعِ أراد جَمْعَ نَجْدِيٍّ فحذفَ ياء النَّسب في
الجَمْعِ كما قالوا زَنْجِيٌّ وزَنْجٌ وبُرٌّ نَصِيلٌ نَقِيٌّ من
الغَلَثِ والنَّصِيلُ حجرٌ طويلٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ يُدَقُّ به
والنَّصِيلُ الحَنَكُ على التَّشْبِيهِ بذلك والنَّصيلُ مَفْصِلُ ما
بين العُنُق والرأسِ تحت اللَّحْيَيْن والنَّصِيلُ الخَطْم ونَصِيلُ
الرأسِ ونَصْلُه أعلاهُ والنَّصْلُ الرأسُ بجميع ما فيه والنَّصْلُ
طولُ الرأسِ في الإِبِلِ والخيلِ ولا يكونُ ذلك للإنسانِ والمُنْصُلُ
والمُنْصَلُ السَّيفُ اسمٌ له لا نعرفُ له في الكلامِ اسماً على
مُفْعُلٍ ومُفْعَلٍ إلا هذا وقولَهم مُنْخُل ومُنْخَلٌ والنَّصِيلُ
اسمُ موضعٍ قال الأَفْوَهُ
(تُبَكِّيهَا الأَراملُ بالمآلِي ... بِدَاراتِ الصَّفائِحِ
والنَّصِيلِ)
الصاد واللام والفاء ص ل ف
الصَّلَفُ مُجاوَزَة القَدْرِ في الظَّرْفِ صَلِفَ صَلَفاً فهُوَ
صَلِفٌ من قَوْمِ صَلافَى والأُنْثَى صَلِفَة وقيل هو مُوَلّدٌ وصَلفَت
المرأةُ صَلَفاً فهي صَلِفَةٌ لم تَحْظَ عند قَيِّمِها وجمعُها
صَلاَئِفُ نادِرٌ قال القُطاميُّ
(لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ ولا
المُسْتَعْبِرَاتُ الصَّلائفُ)
(8/327)
ويروى ولا المُسْتَعْبَرَاتُ وأصْلَفَ
الرَّجُلُ صَلِفَت امرأتُه فلم تَحْظَ عنده وأصْلَفَها وصَلَفَها فهو
صَلِفٌ أبْغَضَها قال
(غَدَتْ ناقَتِي من عِنْدِ سَعْدٍ كأنَّها ... مُطَلَّقَةٌ كانتْ
حليلةَ مُصْلِفِ)
وطَعامٌ صَلِفٌ وصَلِيفٌ قليلُ النَّزَلِ والرَّبْعِ وقيل هو الذي لا
طَعْمَ له وقالوا من يَبْغِ في الدّينِ يَصْلَف أي يقل نَزَلُه فيه
وإناء صَلِفٌ قليلُ الأَخْذِ من الماءِ وسَحَابٌ صَلِفٌ لا ماءَ فيه
وقد صَلِفَ صَلَفاً وفي المَثَلِ رَبَّ صَلَفٍ تحت الرَّاعِدِة يُضْرب
مثلاً للرَّجُلِ الذي يُكْثرُ الكلامَ والمدحَ لِنَفْسِه ولا خيرَ
عندَه وتصَلَّفَ الرَّجُلُ قلَّ خيرُه وأرضٌ صَلِفَةٌ لا نَباتَ فيها
والأَصْلَفُ والصَّلْفَاءُ الصُّلْبُ من الأرضِ فيه حجارةٌ والجمع
صَلافٍ لأنه غَلَب غَلَبَةَ الأسماءِ فأَجْروهُ في التَكْسيرِ مُجْرَى
صَحْراء ولم يجروه مُجْرَى وَرْقَاء قبل التَّسْميةِ والصَّلِيفَانِ
جانَبا العُنُقِ وقيل هما ما بين اللَّبَّةِ والقَصَرَةِ وصَلِيفَا
الإِكافِ الخَشبتَانِ اللَّتانِ تُشدَّانِ في أعلاه ورجَلٌ صَلَنْفَي
وصَلَنْفَاءُ كثيرُ الكلامِ والصُّلَيْفاء موضعٌ قال
(لَوْلاَ فوارِسُ من نُغْم وأُسْرَتِهِمْ ... يَوْم الصُّلَيْفاءِ لم
يُوفُونَ بالجارِ)
قال لم يُوفُونَ وهذا شادٌّ وإنما جاز على تَشْبِيهِ لَمْ بِلا إذ
معناهُما النَّفْيُ فأثْبتَ النُّونَ كما قال الآخر
(أنْ تَهْبِطِينَ بِلادَ قَوْمٍ ... يَرْتَعُونَ مِنَ الطَّلاحِ)
قال ابنُ جنِّي هذا على تَشْبِيه أن بِمَا التي بمَعْنَى المصدر في قول
الكوفِيِّينَ فأمّا على قولِنا نحنُ فإنه أراد أنَّ الثَّقِيلةَ
وخفَّفَها ضَرُورةً وتقديرُه أنَّكِ تهْبطِينَ
مقلوبه ل ص ف
لَصَفَ لَوْنُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولصوفاً ولَصِيفاً بَرَق
(8/328)
واللاَّصِفُ الإِثْمِدِ المُكْتَحَلُ به
أراه سُمِّي به من حيث وُصِفَ بالتّأَلُّل وهو البَرِيقُ واللَّصْفُ
واللَّصَفُ شيءٌ يَنْبتُ في أصْل الكَبَرِ رَطْبٌ كأنه خِيارٌ وقيل هو
ثمرةُ حَشِيشةٍ تُطْبخُ وتوضعُ في المَرَقَةِ فَتُمْرِئُها ويُصْطَبَغْ
بِعُصارِتها واحدتُه لَصْفَةٌ ولَصَفَةٌ والأعرفُ في جميع ذلك فَتْحُ
الصَّادِ وإنْما الإِسْكانُ عن كُراع وحدَه فلَصَفٌ على قولِه اسْمٌ
للجَمْعِ ولَصَفَ البَعِيرُ مُخَفَّفٌ أَكَل اللَّصَفَ ولَصَافٌ
ولَصافٍ أرضٌ لبَنِي تميمٍ قال
(قد كُنْتُ أحَسَبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... فإذا لَصَافٍ تَبِيضُ
فيها الحُمَّرُ)
مقلوبه ف ص ل
الفَصْل الحاجزُ بين الشيئين فصَل بينَهُما يَفْصِل فصْلاً فانْفَصل
والفَصْلُ والمَفْصِلُ كل مُلْتَقَى عظْميْن من الجَسَدِ والفاصِلةُ
الخَرَزَةُ التي تَفْصلِ بين الخَرَزَتَيْنِ في النِّظامِ وقد فَصَّل
النَّظْمَ والفَصْلُ القضاءُ بين الحَقِّ والباطلِ وقوله تعالى {هذا
يوم الفصل} المرسلات 38 أي هذا يومٌ يُفْصل فيه بين المُحْسِنِ
والمُسْيء ويُجازَى كلٌّ بعَملِه وبما يَتَفَضَّل اللهُ به على عَبْدِه
المُسْلِم وقولٌ فَصْلٌ حقٌ ليس بباطلٍ وفي التنزيل {إنه لقول فصل}
الطارق 13 وقد فَصَلَ الحُكْمُ وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ ماضٍ وحكومة
فَيْصَلٌ كذلك وطَعْنَةٌ فَيْصَلٌ تَفْصِل بين القِرْنَيْن وفَصَلَ
المولود كذلك وطَعْنةٌ فَيْصلٌ تَفْصِلُ بين القِرْنَيْن وفَصَلَ
الموْلُودَ عن الرَّضَاعِ يَفْصِلُه فصْلاً وافْتَصَلَه فَطَمَه
والاسْمُ الفِصالُ وقال اللحيانيُّ فَصَلَتْه أمُّه لم يَخُصَّ نَوْعاً
والفَصِيلُ وَلَدُ الناقةِ إذا فُصِلَ عَنْ أُمِّه والجمعُ فُصْلانٌ
وفِصَالٌ فمن قال فُصْلانٌ فعلى التَّسْميةِ كما قالوا حارِثٌ وعبّاسٌ
قال سيبَوَيْه وقالوا فِصَلانٌ شبَّهُوهُ بغُرابٍ وغِربانٍ يَعْنِي أن
حُكْمَ فَعِيلٍ أن يُكْسَّرَ على فُعلانٍ بالضَّمِّ وحُكْمَ فُعالٍ أن
يُكَسَّر على فُعلانٍ لكنهم قد أدخلُوا عليه فَعِيلاً لمُساواتِهِ له
في العِدَّة وحروفِ اللِّينِ ومن قال فِصالٌ فَعَلَى
(8/329)
الصَّفةِ كقَوْلِهم الحارثُ والعَّباسُ
والأُنْثَى فَصِيلةٌ وفَصِيلَةُ الرَّجُلِ عَشِيرتُه ورَهْطُه
الأدْنُونَ وقيل اقْربُ آبائِه إليه عن ثعلبٍ وفَصَل عن بَلدِ كذا
يَفْصِلُ فُصُولاً قال أبو ذُؤَيبٍ
(وَشِيكُ الفُصُولِ بَعِيدُ الغُفولِ ... إلا مُشَاحاً به أو مُشِيحَا)
ويُرْوَى وَشِيكُ الفُضُولِ والفَصِيلُ حائطٌ دون الحِصْنِ وفَصَلَ
الكَرْمُ ظَهَرَ حَبُّهُ صَغيراً أَمثالَ البُلْسُنِ والفَصْلَةُ
النَّخْلةُ المنقولةُ المُحَوَّلةُ وقد افْتصَلَها عن موْضِعها هذه عن
أبي حنيفةَ والمفَاصِلُ الحجارةُ الصُّلْبَةُ المُتراصِفَةُ وقيل
المَفَاصِلُ ما بين الجَبَلَيْنِ من الرَّملةِ يكونُ بينهما رَضْواضٌ
وحَصىً صِغارٌ فَيَصْفُو ماؤُه ويَرِقُّ قال أبو ذُؤَيبٍ
(مطافِلُ أبْكارِ حديث نِتاجها ... تُشَابُ بماءٍ مِثْلَ ماءِ
المَفَاصِلِ)
أراد صَفَاءَ الماءِ لانْحدارِه من الجَبَلِ لا يَمُرُّ بِتُراب ولا
عظمٍ وقيل ماءُ المفاصلِ شيءٌ يَسِيلُ من بين المَفْصِليْنِ إذا قُطِعَ
أحدُهما من الآخَرِ شَبِيةٌ بالماء الصَّافي واحدُها مَفْصِلٌ
والمَفْصَل اللّسان قال حسَّان
(كِلْتاهُما عَرَقُ الزُّجاجةِ فاسْقِنِي ... بِزُجاجةٍ أرْخَاهما
للمَفْصَلِ)
ويُرْوَى للمُفْصَِل والفاصِل كلُّ عَروضِ بُنِيَتْ على ما يكون في
الحَشْوِ إمَّا صِحّةٌ وإما إعْلالٌ كمَفاعِلن في الطَّويلِ فإِنها
فَصْلٌ لأنّها قد لَزِمَها ما لا يَلْزمُ الحَشْوَ لأن أصْلَها إنَّما
هو مَفَاعيلُنْ ومَفاعِيلن في الحَشْوِ على ثلاثة أَوْجُهٍ مفاعِيلُنْ
ومَفاعِلُنْ ومفاعِيلُ والعَرُوضُ قد لَزِمَها مفاعِلُنْ فهي فَصْل
وكذلك كل ما لَزِمَه جِنْسٌ واحدٌ لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وكذلك فَعِلُنْ
في البَسِيطِ فَصْلٌ أيضاً قال أبو إسحاقَ وما أقلَّ غيرَ الفُصُولِ في
الأَعارِيض وزَعَمَ الخليلُ أن مُسْتَفْعِلُنْ في عَرُوضِ المُنْسَرِحِ
فَصْلٌ وكذلك زَعَمَ الأخفشْ قال الزجَّاجُ وهو كما قالا لأن
مُسْتَفْعِلُنْ هنا لا يجوز فيها فَعَلْتُنْ فهي فصْلٌ إذا لَزِمَها ما
لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وإنّما سُمّي فَصْلاً لأنه النِّصْفُ من البَيْتِ
(8/330)
والفاصِلةُ الصُّغْرَى من أجزاءِ البَيْتِ
هي السَّبَبانِ المَقْرونانِ نحو مُتَفَا مِنْ مُتَفَاعِلُنْ وعَلَتُنْ
مِنْ مُفاعَلَتُنْ فإذا كانت أرْبَعَ حركاتٍ كَفَعَلْتُنْ فهي الفاصلةُ
الكُبْرَى وإنَّما بدأْنا بالصُّغْرَى لأنها أبْسطُ من الكُبْرَى
وفَصيلةٌ اسْمٌ
مقلوبه ف ل ص
الانفلاصُ التَّفَلُّتُ من الكَفِّ ونحوِه
الصاد واللام والباء ص ل ب
الصُّلْبُ والصَّلْب عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إلى العَجْب والجمعُ
أَصلُبٌ وأصْلاَبٌ وصِلْبَةٌ أنشد ثعلبٌ
(أما تَرَيْنِي اليَوْمَ شَيْخاً أَصْلَبَا ... إذا نَهَضْتُ أتَشَكَّى
الأَصْلُبَا)
جَمَعَ لأنه جَعَل كلَّ جُزءٍ من صُلْبِه صُلْباً كقولِ جَرِيرٍ
(قال العواذِلُ ما لِجَهْلِكَ بَعْدَ ما ... شابَ المَفَارقُ
فاكْتَسَيْنَ قَتِيرَا)
وقال حُمَيْدٌ
(وانْتَسَف الجالبُ مِنْ أَنْدابِه ... أغباطُنا المَيْسُ على
أصْلاَبِهِ)
كأنه جَعَل كلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً وحكى اللحيانيُّ عن العربِ
هؤلاء أبناءُ صِلَبَتِهم والصَّلابَةُ ضِدُّ اللِّينِ صَلْبُ صَلاَبَةً
فهو صَليبٌ وصُلْبٌ وصَلَبٌ وصُلَّبٌ وقولُهم في الراعي صُلْبُ العَصَا
وصَلِيبُ العَصَا إنما يُرِيدُونَ أنه يَعْنُفُ بالإِبلِ قال الراعِي
(صَليبُ العَصَا بادِي العُرُوقِ تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا إذا ما
أَجْدَبَ الناسُ إصْبَعَا)
(8/331)
وقولُه
(رأَيْتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرَةً ... إذا اختَلَفَتْ فيِّ
الهَرَاوَي الدَّمادِكِ)
(فأَشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأْرضِكِ أو صُلْبُ العَصَا
من رِجالِكِ)
أصل هذا أنَّ رَجُلاً واعَدَتْه امرأةٌ فعَثَر عليها أَهْلُها
فَضَربُوه بِعصِيِّ التَّنْضُبِ وكان شُجرُ أَرْضِها إنما كان
التَّنْضُبَ فَضَرَبُوه بعِصِيِّه وصلَّبَهُ جَعَلَه صُلْباً ومكانٌ
صُلْبٌ وصَلَبٌ غليظٌ حَجِرٌ والجمعُ صِلَبَةٌ والصُّلْبُ موضعٌ
بالصَّمَّان منه غَلبتِ الصّفِةُ عليه وربَّما قالوا الصُّلْبان أنشد
ابن الأعرابيِّ
(سُقْنَا به الصُّلْبَيْنِ والصَّمَّانا ... )
فإما أن يكونَ أراد الصُّلْبَ فَثَنَّى للضرورةِ كما قالوا رامَتانِ
وإنَّما هي رامةٌ واحدة وإما أن يكونَ أراد مَوْضِعَيْن تَغْلِبُ
عليهما هذه الصِّفِةُ فيُسَمَّيان بها وصَوْتٌ صَلِيبٌ وجَرْيٌ صَلِيبٌ
على المَثَلِ وصَلُبَ على المالِ صَلابةً شَحّ به أنشد ابن الأعرابيِّ
(على المالِ مَنْزُورُ العَطاءِ مُثَرِّبُ ... )
والصُّلَّبُ والصُّلَّبِيُّ والصُّلَّبيَّةُ حِجارةُ المِسَنِّ ورُمْحٌ
مُصَلَّبٌ مَشْحوذٌ بالصُلَّبِيِّ والصَّلِيبُ والصَّلِبُ الوَدَاكُ
وصَلَبَ العظامِ يَصْلُبُها صَلْباً وأصْلَبها طَبَخَها واسْتَخْرَجَ
وَدَكَها وكذلك إذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسَالُه قال الكميتُ
(واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّتاءِ مَنْزِلَهُ ... وبات شَيْخُ العِيالِ
يَصْطَلِبُ)
(8/332)
والصَّلَب الصَّديدُ الذي يَسيلُ من
المَيِّتِ والصَّلْبُ هذه القِتْلَةُ المعروفةُ مُشتَقٌّ من ذلك لأن
ودَكَه وصديدَه يَسيِلُ وقد صَلَبَهُ يَصْلِبُه صَلْباً وصلَّبَه وفي
التنزيل {وما قتلوه وما صلبوه} النساء 157 وفيه {ولأصلبنكم في جذوع
النخل} طه 71 أي على جُذُوعِ النَّخْلِ والصَّلِيبُ المَصْلُوبُ
والصَّلِيبُ الذي يَتَّخِذُه النَّصارَى على ذلك الشَّكْل والجمعُ
صُلْبانٌ وصُلُبٌ قال جريرٌ
(لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أمُّ سُوءٍ ... على بابِ اسْتِها صُلُبٌ
وشَامُ)
وصلَّبَ الراهبُ اتَّخذَ في بِيعَتِه صَلِيباً قال الأَعْشَى
(وما أَيْبُلِيٌّ على هَيْكلٍ ... بَنَاهُ وصَلَّبَ فيه وصاراَ)
صَار صَوَّرَ عن أبي عليٍّ الفارسيِّ وثوبٌ مصَلَّبٌ فيه كالصَّليبِ
والصَّليبانِ الخَشبتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ على الدَّلْوِ
كالعَرْقُوَتَين وقد صَلَبَ الدَّلْوَ وصَلَّبها والصَّلِيبُ ضربٌ من
سِماتِ الإِبِلِ قال أبو عليٍّ في التَّذْكِرَةِ والصَّلِيبُ قد يكونُ
كبيراً وصغيراً ويكون في الخَدَّيْن والعُنُقِ والفَخِذَيْن وبعيرٌ
مُصَلَّب ومَصْلوبٌ سِمَتُه الصَّليبُ وناقةٌ مَصْلوبةٌ كذلك أنْشد
ثَعْلَبٌ
(سَيَكْفِي عَقِيلاً رِجْلُ ظبيٍ وعُلْبَةٌ ... تَمَطَّتْ به
مَصْلوبَةٌ لم تُحارِدِ)
والتَّصْليبُ ضَرْبٌ من الخِمْرةِ وصَلَّبتِ التَّمْرةُ وهي مُصَلَّبةٌ
بَلَغَت التَّيَبُّسَ وقال أبو حنيفة قال شيخٌ من العَرب أَطْيَبُ
مُضْغةٍ أكَلَها النَّاسُ صَيْحانِيَّةٌ مُصَلَّبةٌ هكذا حكاه
مُصَلَّبةٌ بالهاء والصالِب من الحُمَّى غير النافِض تُذَكَّر وتُؤَنث
يقال أخَذَتْهُ الحُمَّى بِصالِبٍ
(8/333)
وأخذته حُمَّى صالِبٌ والأولُ أفْصَحُ ولا
يكادُونَ يُضِيفونَ وقد صَلَبَتْ عليه وأخذه صَالِبٌ أي رِعْدَةٌ أنشد
ثعْلَبٌ
(عُقَاراً غَذَاها البَحْرُ من خَمْرِ عَانةٍ ... لها سَوْرَةٌ في
رأسِه ذاتُ صَالِبِ)
والصُّلْبُ القُوَّةُ والصُّلْبُ الحَسَبُ قال
(إِجْلَ أنَّ اللهَ قَدْ فَضلَّكُمْ ... فَوْقَ ما أَحْكَي بِصُلْبٍ
وإِزَارِ)
فُسِّرَ بهما جميعاً والإزارُ العفَافُ ويُرْوىَ فَوْقَ من أحْكأَ
صُلْباً بإِزَارِ أي شدَّ صُلْباً يَعْنِي الظَّهر بإزارٍ يَعْنِي الذي
يُؤْتَزَرُ به والصُّلْبُ اسمُ أَرْضٍ قال ذو الرُّمَّة
(كأنَّه كُلَّما ارْفَضَّتْ حَزِيَقَتُها ... بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ
أكْفالَها كَلِبُ)
والصُّليْبُ اسْمُ موضعِ قال سَلاَمةُ بن جَنْدَلِ
(لِمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكِتابِ المُنَمَّقِ ... عَفَا عَهْدُهُ بَيْنَ
الصُّلَيْبِ ومُطْرِقِ)
مقلوبه ل ص ب
لَصِبَ الجِلْدُ باللَّحمِ لَصَباً فهو لَصِبٌ لَزِقَ من الهُزَالِ
ولَصِبَ السَّيْفُ في الغِمْدِ لَصَباً نَشِبَ فيه ورَجُلٌ لَصِبٌ
عَسِرُ الأخلاقِ بَخِيلٌ واللِّصْبُ مضيقُ الوادِي وجمعُه لُصُوبٌ
ولِصَابٌ واللِّصْبُ شَقٌّ في الجَبَلِ أَضْيقُ من اللهْبِ وأَوسعُ من
الشِّعْب والجمعُ كالجمعِ والْتَصَبَ الشيءُ ضاقَ وهوَ من ذلك قال أبو
دُواد
(عن أَبْهَرَيْنِ وعن قلبٍ يُوَقِّرُهُ ... مَسْحُ الأكُفِّ بِفَجٍّ
غيرِ مُلْتَصِبِ)
(8/334)
واللَّصِبُ ضَربٌ من السُّلْتِ عَسِرُ
الاسْتِنْقاءِ يَنْداسُ ما يَنْداسُ ويحتاجُ الباقي إلى المَناحِيز
مقلوبه ب ص ل
البَصَلُ معروفٌ واحدتُه بصَلَة والبصَلَة بَيْضَةُ السِّلاحِ
المخدودةُ الوَسَط على التَّشبِيه
مقلوبه ل ب ص
أُلْبِصَ الرَّجُلُ أُرعِدَ عند الفَزعِ
مقلوبه ب ل ص
البِلِّصُ والبَلْصُوص طائرٌ وقيل طائر صَغير وجمعُه البَلَنْصَي على
غيرْ قياسٍ والصحيحُ أنه اسمٌ للجمعِ ورُبّما سُمِّيَ به النَّحيفُ
الجِسمِ
الصاد واللام والميم ص ل م
صَلَمَ الشيءَ صَلْماً قَطَعَه من أصْلِه وقيل الصَّلْمُ قَطْعُ
الأُذُن والأنْفِ من أصلهما صَلَمَهما يَصْلِمُهُما صَلْماً
وصلَّمَهُما وأُذُنٌ صَلْمَاءُ لَزِقَت بشَحْمتها وعبدٌ مُصَلَّمٌ
وأَصْلَمُ مَقْطوعُ الأُذُنِ والظِّليمُ مُصَلَّمٌ وُصِفَ بذلك لصِغَرِ
أُذُنِه وقِصَرِهِما قال زهيرٌ
(أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْن أَجْنا ... لَهُ بالسَّيِّ تَنَوَّمٌ
وآهُ)
والأَصْلَمُ من الشِّعْر ضربٌ من المَدِيدِ والسَّريعِ على التَّشبِيهِ
والصَّيْلَمُ الدّاهيةُ وأمْرٌ صَيْلَم شديدٌ مُسْتَأْصِلٌ على
التَّشبِيه وهو الصّيْلَمِيَّةُ واصْطُلِمَ القومُ أُبِيدُوا وهو يأكلُ
الصَّيْلَمَ وهي أكْلَةٌ في الضُّحَى كما تقولُ هو يأكلُ الصَّيْرَمَ
حكاهما جميعا يعقوبُ والصُّلامة والصِّلامَة الفِرقةُ من الناسِ
والصَّلامُ والصُّلام لُبُّ نَوَى النَّبِقِ
مقلوبه ص م ل
الصَّمْلُ اليُبْسُ والشِّدّةُ والصُّمُلُّ الشديدُ من الناسِ
والإِبِلِ والجِبالِ والأُنْثَى صُمُلَّةٌ
(8/335)
وقد صَمَلَ يَصْمُلُ صُمولاً وصَمَلَ
السِّقَاءُ والشَّجرُ صَمْلاً فهو صَمِيلٌ وصامِلٌ يَبِسَ قال
السَّلُولِيُّ
(تَرَى جازِرَيْه يُرْعَدانِ ونارَهُ ... عَلَيها عَدامِيلُ الهَشِيمِ
وصَامِلُه)
والصِّمْليلُ الضَّعيفُ البِنيةِ والصِّمِليلُ ضَرْبٌ من النَّبتِ قال
ابنُ دريدٍ لا أقِفُ على حَدِّه ولم أسْمَعْه إلا من رَجُلٍ من جَرْمٍ
قديماً والمُصْمَئِلُّ المُنْتفِخُ من الغَضَبِ
مقلوبه م ص ل
مَصَلَ الشيءُ يَمْصُل مَصْلاً ومُصُولاً قَطَر ومَصَلَتْ اسْتُه
قَطَرَتْ والمَصْلُ والمُصَالَةُ ما سالَ من الأقِطِ إذا طُبِخ ثم
عُصِر المُصَالة ما قَطَر من الحُبِّ ومَصَلَ اللَّبنَ يَمْصُلُه
مَصْلاً إذا وَضَعَه في وعاءِ خوصٍ أو خرِقَ حتى يَقْطُرَ ماؤُه
والمُصُولُ تَمْييزُ الماءِ من اللَّبنِ ولبنٌ ماصِلٌ قليلٌ وشاةٌ
مُمْصِلٌ ومِمْصَالٌ يَتزايَلُ لبنُها في العُلْبةِ قبل أن يُحْقَنَ
والمُمْصِلُ من النِّساءِ التي تُلْقِي ولدَها مضْغةً والماصلةُ
المُضَيِّعَةُ لمَتاعِها وشَيْئِها وأمْصَلَ مَالَه أفسده قال
(لَعَمْرِي لقد أَمْصَلْتِ مَالِيَ كُلَّهُ ... وما سُسْتِ من شيءٍ
فَرَبُّكِ ما حِقُهْ)
مقلوبه ل م ص
لمَصَ الشيءَ يَلْمِصُه لَمْصاً لَطَعهُ بإِصْبَعِه كالعَسَلِ
واللَّمَصُ الفالُوذُ وقيل هو كالفالوذِ ولا حَلاَوةَ له يأكلُه
الصِّبيانُ بالبَصْرةِ بالدِّبْسِ واللَّمْصُ اللَّمْزُ واللَّمْصُ
اغْتِيابُ الناسِ ورَجُلٌ لَمُوصٌ مُغتابٌ وقيل خَدُوعٌ وقيل مُلْتَوٍ
من الكّذِبِ والنَّمِيمة
(8/336)
وأَلْمَصَ الكَرْمُ لانَ عِنَبُه واللامِصُ
حافظُ الكَرْمِ وتَلَمُّصُ اسمُ موضعِ قال الأَعْشَى
(هل تَذْكُرُ العَهْدَ في تَلَمُّصَ إذ ... تَضْرِبُ لي قاعداً بها
مَثَلا)
مقلوبه م ل ص
أمْلَصَتِ المرأةُ والناقةُ وهي مُمْلِصٌ ومَلِيصٌ ومَلِصَ الشيءُ من
يَدِي مَلَصاً فهو أمْلَصُ ومَلِصٌ ومَلِيصٌ وأمْلَصَ وتَمَلَّصَ زَلَّ
انْسلالاً لَمَلاسَتِه وخص اللحيانيُّ به الرِّشَاءَ والعِنَانَ
والحَبْلَ قال
(فَرَّ وأَعطانِي رشَاءً مَلِصَا ... كذَنَبِ الذِّئبِ يُعَدَّى
هَبَصَا)
ويُرْوَى يُعَدَّى الهَبَصَا وسَمكةٌ مَلِصَةٌ تزِكُّ عن اليَدِ
لَمَلاسَتِها ومَلْصٌ اسمُ موضعٍ أنشد أبو حنيفة
(فما زالَ يَسْقِي بَطْنَ مَلْصٍ وعَرْعرا ... وأرضَهُما حتى اطْمأنَّ
جَسِيمُها)
أي حتى انْخفضَ ما كان منها مُرْتَفِعاً وبنُو مُلَيْصٍ بطنٌ
الصاد والنون والفاء ص ن ف
الصِّنْف والصَّنْف الضَّربُ من الشيءِ والجمعُ أَصنافٌ وصُنوفٌ
وصَّنفَ الشيءَ ميَّز بعضَه من بعضٍ والصِّنْفُ الصِّفَةُ
(8/337)
وصِنَفَةُ الإِزار طُرَّتُه التي عليها
الهُدْبُ وقيل هي حاشيتُه أَيَّةً كانت وصِنَفَةُ الثَّوبِ زاوِيتُه
والجمع صِنَفٌ والصِنَّفَهُ طائِفَةٌ من القَبيلةِ وقولُه أنشده ابنُ
الأعرابيِّ
(يُعاطِي القُورَ بالصِنَّفَاتِ مِنْهُ ... كما تُعْطِي رَوَاحضَها
السُّبُوبُ)
فسَّره ثعلبٌ فقال إنما يَصِفُ سَراباً يقول إنّ السَّرابَ يُعاطِي
بجوانِبه الجِبالَ كأنه يُفِيض عليها كما تُعْطى السُّبوبُ غَواسِلَها
من بياضٍ ونَقاءٍ فالصِنَّفات على هذا جَوانِبُ السَّرابِ وإنما
الصِنَّفاتُ في الحقيقِة للمُلاءِ فاستعاره للسَّرابِ من حيثُ شبَّه
السَّرابَ بالمُلاءِ في الصَّفاء والنَّقاءِ قال
(تُقَطِّعُ غِيطاناً كأنَّ مُتُونَها ... إذا أظْهَرَتْ تُكْسَى مُلاءً
مُنَشَّرَا)
وصَنَّفتِ العِضَاهُ اخضَّرت قال ابنُ مُقْبِلٍ
(رآها فؤادي أمَّ خِشْفٍ خَلاَلها ... بِقُورِ الوِرَاقَيْنِ السَّراءُ
المصّنِّفُ)
وقال أبو عبيد صَنَّفَ الشجرُ إذا بدأ يورقُ فكان صِنْفين صِنْفٌ قد
أَوْرق وصنف لم يورق وليس هذا بقويٍّ وكذلك تَصنَّف قال مُلَيْح
(بها الجازئات العِينُ تُضْحي وَكَوْرُها ... فِيالٌ إذا الأرطَى لها
تَتَصَنَّفُ)
وظليمٌ أصْنَفُ السَّاقينِ متقشِّرهما قال الأعلم
(هِزَفٍّ أصْنَفِ السَّاقَيْنِ هِفْلٍ ... بيادِرُ بيضَه بَرْدُ
الشَّمالِ)
وعود صَنْفِيٌّ لضربٍ من عودِ الطّيب ليس بجيدٍ
مقلوبه ص ف ن
الصَّفَن والصَّفْن والصَّفْنةُ وِعاءُ الخُصْيِة والجمعُ أصْفانٌ
وصَفَنَه يَصْفِنُه صَفْناً شَقَّ صَفَنَه والصُّفْنُ كالسُّفْرِة وبين
العَيْبَةِ والقِرْبة يكون فينا المَتاعُ وقيل الصُّفْنُ من أدَمٍ
كالسُّفْرِة لأهلِ الباديةِ يجعلون فيها زَادَهُم وربَّما اسْتَقَوْا
به الماءَ كالدَّلْوِ والصَّفْنَةُ دَلْو
(8/338)
صغيرةٌ لها حَلْقَةٌ واحدةٌ فإذا عَظُمَت
فاسْمُها الصُّفْنُ والجمع أَصْفُن قال
(عَمَّرْتُها أَصْفُناً من آجِنٍ سُدُمِ ... كأنَّ ما مَاصَ منه في
الفمِ الصَّبْرْ)
عدّي غمَّرت إلى مفعولَين لأنها بمعنى سَقَيْتُ والصّافِن عِرقٌ
يَنْغَمِسُ في الذِّراعِ في عَصَبِ الوَظِيفِ والصَّافِنان عِرقانِ
اسْتَبَطَنَا الساقَيْن وقيل عِرقانِ في الرِّجْلين وقيل شُعْبَتَانِ
في الفَخِذَيْن والصَّافِن عِرْقٌ في باطِن الصُّلْبِ طُولاً متَّصِلٌ
به نِيَاطُ القَلْبِ ويُسَمَّى الأكْحَلَ وصَفَن الطائرُ الحَشِيشَ
والورَقَ يَصِفْنُه صَفْناً وصفَّنَه نَضَّده لِفِرِاخِه والصَّفَنُ ما
نضَّدَه من ذلك وصَفَنَتِ الدّابةُ تصْفِنُ صُفوناً قامت على ثلاثٍ
وثَنَتْ سُنْبُكَ يَدِها الرابعَ وفي التنزيل {إذ عرض عليه بالعشي
الصافنات الجياد} ص 31 وصَفَنَ يصْفِنُ صُفُوناً صَفَّ قَدَمَيْهِ
وخَيْلٌ صُفُونٌ ومنه حَدِيثُ البَرَاءِ كان النبيُّ صلى الله عليه
وسلم إذا سَجَدَ قُمْنَا خَلْفَه صُفًوناً وكلُّ صافٍّ قَدَمَيْه
صافِنٌ وتَصَافَنَ القومُ الماءَ إذا كانوا في سَفَرٍ فقَلّ عندهم
فاقْتَسَمُوه على الحَصَاةِ وصُفَيْنَةُ قريةٌ كثيرةُ النَّخْلِ
غَنَّاءُ في سَوادِ الحرَّةِ قالت الخَنْساءُ
(طَرَقَ النَّعِيُّ على صُفَيْنةَ غُدْوَهً ... ونَعَي المُعمَّمَ من
بَنِي عَمْرِو)
مقلوبه ن ص ف
النِّصْفُ والنُّصْفُ والنَّصِيفُ والنَّصَف الأخيرةُ عن ابنِ جِنِّي
أَحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ والجمعُ أنصافٌ ونَصَفَ الشيءَ نصْفاً
وانْتَصَفَه وتَنَصَّفَه ونَصَّفَه أخَذَ نِصْفَه والمُنَصَّفُ من
الشَّرابِ الذي يُطْبَخُ حتى يَذْهَبَ نِصْفًه وَنَصَفَ القَدَحَ
يَنْصُفُه نَصْفاً شرِب نِصْفَه ونَصَفَ الشيءُ الشيءَ يَنْصُفُه بلغ
نِصْفَه ونَصَفَ النَّهارُ يَنْصُفُ ويَنْصِفُ وانْتَصَفَ وأنْصَفَ بلغ
نِصْفَه وقيل كلُّ ما بَلَغَ
(8/339)
نِصْفَه في ذاتِه فقد أَنْصَفَ وكلُّ ما
بَلَغَ نِصْفَه في غيرِه فقد نَصَفَ وإناءٌ نَصْفان بَلَغَ الكَيْلُ
نِصْفَه وجُمْجُمةٌ نَصْفَى ولا يُقالُ ذلك في غير النِّصْفِ من
الأجزاءِ أَعِنْي أنه لا يُقالُ ثلثانُ ولا رُبْعان ولا غير ذلك من
الصِّفاتِ التي تَقْتَضِي هذه الأجزاءَ وهذا مَرْوِيٌ عن ابن
الأعرابيِّ ونَصَّف البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه هذه عن أبي حنيفة
ومَنْصِفُ القَوْسِ والوَتَرِ موضعُ النِّصْفِ منهما ومَنْصِف الشيءِ
وَسَطُه والنَّصَفُ الكَهْلُ كأنه بَلَغَ نِصْفَ عُمرِه والأنثى نَصَفٌ
ونصفةٌ كذلك أيضاً كأنَّ نِصْفَ عُمرِها ذَهَبَ وقد بَيَّن ذلك الشاعرُ
في قوله
(لا تَنْكحَنَّ عَجُوزاً أو مُطَلَّقةً ... ولا يَسُوقَنَّهَا في
حَبْلِكَ القَدَر)
(وإنْ أَتَوْكَ فقالوا إِنها نَصَفٌ ... فإنَّ أَطْيبَ نِصْفَيْها الذي
غَبَرا)
أنشده ابن الأعرابيِّ وقيل النَّصَفُ من النِّساءِ التي قد بَلَغَتْ
خَمْساً وأربعينَ ونحوها وقيل التي بَلَغَتْ خَمْسين والقياسُ الأَوّلُ
لأنه يجرُّه الاشْتقاق وهذا لا اشْتِقاقَ له والجمعُ أَنْصافٌ ونُصُف
ونُصْف الأخيرة عن سيبَوَيْه وقد يكونُ النَّصَفُ للجمعِ كالواحدِ وقد
نَصَّفَ والنَّصِيفُ مِكيالٌ والنَّصِيفُ الخِمارُ وقد نَصَّفَتِ
المرأةُ رأْسَها بالخِمارِ والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ والإِنْصافُ إعطاءُ
الحَقُ وقد انْتَصَفَ منه ونَصَفَه يَنْصِفُه نَصْفاً ونِصَافةً
وأَنْصَفَهُ وتَنَصَّفَه كلّه خَدَمَهُ والمِنْصَفُ الخادمُ
وتَنَصَّفَه طَلَبَ مَعْروفَه قال
(فإنَّ الإِلهَ تنصَّفْتُهُ ... بأنْ لا أَخُونَ وأنْ لا أحُوبَا)
وقيل تَنَصَّفْتُه أَطَعْتُه وانْقَدتُ له وقولُه
(8/340)
(إني غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وجْهِها ...
غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيبِ الغائبِ)
قيل معناه خِدْمةُ وَجْهِها بالنَّظَرِ إليه وقيل إلى محاسِنِه التي
تَقَسَّمَتِ الحُسْنَ فَتَنَاصَفْتُهُ أي أَنْصَفَ بعضُها بعضاً
فاسْتَوتْ فيه ورَجُلٌ مُنْصِفٌ مُتَساوِي المَحاسِنِ والمَنَاصِفُ
أَوْدِيةٌ صِغارٌ والنَّواصِفُ صُخورٌ في مَناصِف أسنَادِ الوادِي
والنّواصِفُ مَجارِي الماءِ في الوادِي واحدتُها ناصِفةٌ والناصِفَة
الأرضُ التي تُنْبِتُ الثُّمَامَ وغيرَه وقال أبو حنيفةَ الناصِفَةُ
موضِعٌ مِنْباتٌ يَتَّسِعُ من الوادِي قال الأَعْشَى
(كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْليِثَ ... قَفْراً خَلا لَها
الأَسلاقُ)
وقيل النواصِفُ أماكنُ بين الغلِظَ واللِّينِ وأنشد قولَ طَرفةَ
(كأَنَّ حُدُوجَ المالِكَّيةِ غُدْوَةً ... خلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ
مِنْ دَدِ)
وقيل النَّواصِف رِحابٌ من الأرضِ وناصِفةُ موضعٌ قال
(بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو بمُحَجِّرِ ... )
مقلوبه ن ف ص
أنْفَصَتِ النَّاقةُ والشاةُ بِبَوْلها دَفَعَتْ به دُفَعاً
والنُّفَاصُ داءٌ يأخذُ الغَنَمَ فتَنْفِصُ بأَبْوالِها حتى تَمُوتَ
وأنْفَصَ في الضّحِكِ أكْثَر منه والمِنْفَاصُ الكثيرةُ الضِّحِكِ
وأنْفَصَ بِنُطْفَتِه حَذَفَ هذه عن اللحيانيِّ
(8/341)
الصاد والنون والباء
ص ن ب
الصِّنَابُ صِباغُ الخَرْدَلِ والصِّنَابيُّ من الإِبِلِ والدَّوابِّ
الذي لونُه بين الحُمرةِ والصُّفْرةِ
مقلوبه ص ب ن
صَبَنَ الرجُلُ خَبَأَ شيئاً في كَفَّه وصَبَنَ السّاقِي الكأسَ مِمَّن
هو أَحَقُّ بها صَرَفَها وصَبَنَ القِدْحَيْن يَصْبِنُهُما سَوَّاهما
في كَفَّيْهِ ثم ضَرَبَ بهما والصَّابونُ معروفٌ قال ابن دُريدٍ ليس من
كلام العَربِ
مقلوبه ن ص ب
نَصِبَ نَصَباً أَعْيَا وأنْصَبَه هو وهمٌّ ناصِبٌ مُنصِبٌ قال
سيبَوَيْه هو على النَّسَبِ وحكى أبو عليٍّ في التَّذْكِرَةِ نَصَبَهُ
الهَمُّ فَنَاصِبٌ إذاً على الفِعْلِ وعيشٌ ناصِبٌ فيه كَدٌّ وجَهْدٌ
وبه فسَّر الأَصْمَعِيُّ قولَ أبي ذُؤَيبٍ
(وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ ناصبٍ ... وأخَالُ أَنِّي لاحِقٌ
مُسْتَتْبَعُ)
فأما قولُ الأَمَويُّ إنّ معنى ناصبٍ تَرَكَنٍ ي مُنْتَصِّباً فليس
بشيءٍ وعَيْشٌ ذو مَنْصَبَةٍ كذلك ونَصِبَ الرَّجُلُ جدَّ ورُوِيَ بيتُ
ذي الرُّمَّةِ
(إذا ما رَكْبُها نَصِبُوا ... )
ونَصَبُوا والنَّصْبُ والنُّصْبُ والنُّصُبُ الدَّاءُ والبَلاءُ
والنَّصَبُ المَرِيضُ الوَجِعُ وقد نَصَبَه المرضُ وأنْصَبَه
والنَّصْبُ وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه نَصَبَه يَنْصِبُه نَصْباً
ونَصَّبُه فانْتَصَبَ قال
(8/342)
(فَباتَ مُنْتَصْباً وما تكَرْدَسَا ... )
أراد مُنْتَصِباً فلما رأى نَصِباً من مُنْتَصِبٍ كفَخِذٍ خفَّفَه
تخْفِيفَ فَخِذٍ فقال مُنْتَصْباً وتَنَصَّبَ كانْتَصَبَ
والنَّصِيبةُ والنُّصُبُ كلُّ ما نُصِبَ فجُعِلَ عَلَماً وقيل
النُّصُبُ جَمْعُ نَصِيبةٍ كَسَفِينةٍ وسُفُنٍ وصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ
والنَّصْبُ والنُّصُبُ العَلمُ المَنْصوبُ وفي التَّنْزيلِ {كأنهم
إلى نصب يوفضون} المعارج 43 قُرِئَ بهما جميعاً وقيل النَّصْبُ
الغايةُ والأَوّلُ أصَحُّ واليَنْصُوبُ عَلَمٌ يُنْصَبُ في
الفَلاةِ والنَّصْبُ والنُّصُب كلُّ ما عُبِدَ من دُونِ اللهِ
والجمعُ أنصابٌ وقال الزَّجّاجُ النُّصُبُ جَمْعٌ واحدُها نِصَابٌ
قال وجائزٌ أن يكونَ واحداً وجَمْعُه أَنْصابٌ والأَنْصابُ حِجارةٌ
كانت حَوْلَ الكَعبة تُنْصَبُ فَيُهَلُّ عليها ويُذْبَحُ لغيرِ
الله وأنصابُ الحَرَمِ حُدودُه والنُّصْبَةُ السَّارِيةُ
والنَّصائِبُ حجارةٌ تُنْصَبُ حول الحَوْضِ ويُسَدُّ ما بينها من
الخَصاصِ بالمَدَرَة المَعْجُونِة واحدتُها نَصِيبَةٌ وكلُّه من
ذلك والمُنَصَّبُ من الخَيْلِ الذي يَغْلِبُ على خَلْقِه كُلُّه
نَصْبُ عِظامِه حتى يَنْتَصِبَ منه ما يحتاجُ إلى عَطْفِه ونَصَبَ
السَّيْرَ يَنْصِبُه نَصْباً رَفَعهُ وقيل النَّصْبُ أن يَسِيرَ
القومُ يَوْمَهُم وهو سَيْرٌ لَيِّنٌ وقد نَصَبُوا وكلُّ شيءٍ
رُفِعَ واستُقْبِل به شيءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هو وقولُه
(أزَلُّ إنْ قِيدَ وإنْ قام نَصَبْ ... )
هو من ذلك أي إن قام رأَيْتَه مُشْرِفَ الرأسِ والعُنُقِ قال ثعلبٌ
لا يكونُ النَّصْبُ إلا بالقِيامِ وقال مَرّةً هو نُصْبُ عَيْنِي
هذا في الشيءِ القائِم الذي لا يَخْفى عَلَيَّ وإن كان
(8/343)
مُلْقىً يعني بالقائمِ في هذه الأخيرة
الشيءَ الظّاهَر ونَصَبَ له الحَرْبَ نَصْباً وضَعَها وناصَبَه
الشَّرَّ أظْهرهُ ونَصَبَه وكُلُّه من الانْتِصابِ وتَيْسٌ
أَنْصَبُ مُنْتَصِبُ القَرْنَيْنِ وناقةٌ نَصْباءُ مُرْتفِعَةُ
الصَّدرِ وأُذُنٌ نَصْباءُ وهي التي تَنْتصِبُ وتَدْنُوا من الأخرى
وتَنَصَّبَ الغُبارُ ارْتفعَ وثَرىً مُنَصَّبٌ جَعْدٌ والمِنْصَبُ
شيءٌ من حَديدٍ يُنْصَبُ عليه القِدْرُ قال أبو الحَسَنِ
الأَخْفَشُ النَّصْبُ في القَوافِي أن تَسْلَمَ القافيةُ من
الفَسادِ وتكونُ تامَّةَ البِناءِ فإذا جاء ذلك في الشِّعْرِ
المَجْزوءِ لم يُسَمَّ نَصْباً وإن كانت قافِيَتُه قد تَمَّتْ قال
سَمِعْنا ذلك من العَربِ قال وليس هذا مما سَمَّى الخَلِيلُ إنَّما
تُؤْخَذُ الأسْماءُ من العربِ انتهى كلامُ الأَخْفَشِ قال ابنُ
جِنِّي لما كان مَعْنَى النَّصْبِ من الانتِصابِ وهو المُثُولُ
والإِشْرافُ والتَّطاولُ لم يُوقَعْ على ما كانَ من الشَّعْرِ
مَجْزوءاً لأن جَزْأَهُ عِلّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَه وذلك ضِدُّ
الفَخْرِ والتَّطاوُلِ والنَّصِيبُ الحظُّ وقولُه تعالى {أولئك
ينالهم نصيبهم من الكتاب} الأعراف 37 النَّصِيبُ هنا ما أخْبَر
اللهُ من جَزائِهِم نحو قولِه تعالى {فأنذرتكم نارا تلظى} الليل 14
ونحو قوله {يسلكه عذابا صعدا} الجن 17 ونحو {إن المنافقين في الدرك
الأسفل من النار} النساء 145 و {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل}
غافر 71 فهِذِه أَنْصِبَتُهُم من الكتابِ على قَدْرِ ذُنُوبِهِم في
كُفْرهِم والجمعُ أَنْصِباءُ وأنْصِبَةٌ والنَّصبُ لُغَةٌ فيه
وأنْصَبَه جَعَلَ له نَصيباً وهم يَتَنَاصَبُونَه أي يَقْتَسِمُونه
والمَنْصِبُ والنِّصابُ الأَصْلُ والمَرْجِعُ والنِّصَابُ جُزْأَةُ
السِّكِّين والجمعُ نُصُبٌ وأَنْصَبها جَعَلَ لها نِصَاباً وهَلَكَ
نِصابُ مالِ فُلانٍ أي ما اسْتَطْرَفَهُ ونِصابُ الشَّمْسِ
مَغِيبُها ونَصْبُ العَرَبِ ضَربٌ من أَغَانِيها وفي الحديث
لو نَصَبْتَ لنا نَصْبَ العَربِ ونَصَبَ الحادِي حَدَا ضَرْباً من
الحُدَاءِ حكاهُما الهرويُّ في الغريبيْنِ
(8/344)
والنَّواصِبُ قومٌ يتَدَيَّنُونَ
بِبِغْضَةِ عليٍّ ونُصَيْبٌ ونَصِيبٌ اسْمانِ
مقلوبه ب ص ن
بُصَانٌ اسمُ رَبِيعٍ الآخِرِ في الجاهليّة هكذا حكاه قُطْرُبٌ على
شَكْلِ غُرَابٍ قال والجمعُ أبْصِنَةٌ كأَغْرِبةٍ وغِرْبانٍ وأما
غيْرُه من اللُّغَويِّين فإنما هو عندهم وَبْصَانٌ على مثالِ
سَبُعان ووَبِصانُ على مثالِ شَقِرَانٍ وهو الصحيحُ قال أبو إسحاقَ
سُميّ بذلك لِوَبِيصَ السِّلاحِ فيه أي بَرِيقِه
مقلوبه ن ب ص
نَبْصَ الغلامُ بالكَلْبِ والطائرِ يَنْبِصُ نَبِيصاً ونَبَّصَ
ضَمَّ شَفَتَيْهِ ثم دَعاهُ وقال اللحيانيُّ نَبَصَ بالطائرِ
والصَّيدِ والعُصْفورِ ينْبِصُ نَبِيصاً صَوَّتَ وكذا نبَّصَ
الطائرُ وما سَمِعْتُ له نَبْصَةً أي كَلِمةً وما يَنبِصُ بحَرْفٍ
أي ما يتَكَلَّمُ والسِّينُ أَعْلَى
الصاد والنون والميم ص ن م
الصَّنَمُ معروفٌ وهو يُنْحِتُ من خَشبٍ ويُصاغُ من فِضّةٍ ونُحاسٍ
والجمعُ أَصْنامٌ
مقلوبه ن م ص
النَّمْصُ قِصَرُ الرِّيشِ والنَّمَصُ رِقَّةُ الشَّعَرِ حتى
تَراهُ كالزَّغَبِ رَجُلٌ أنْمَصُ ونَمَصَ شَعَرَه يَنْمِصُه
نَمْصاً نَتَفَهُ والمُشْطُ يَنْمِصُ الشَّعَرَ وكذلك المِحَصَّة
أنشد ثعلبٌ
(كانَ رُبَيْبٌ حَلَبٌ وقارِصُ ... )
(والقَتُّ والشَّعِيرُ والفَصَافِصُ ... )
(ومُشْطٌ من الحديد نَامِصُ ... )
يَعْنِي المِحَصَّةَ سمَّاها مُشْطاً لأنَّ لها أسناناً كأَسْنانِ
المشْطِ وتَنَمَّصَتِ المرأةُ أخذتْ شَعَرَ جَبِينِها بِخَيْطٍ وفي
الحديث
لُعِنَتِ النَّامِصَةُ والمُتَنَمِّصَةُ
(8/345)
والمِنْمَاصُ المِنْقاشُ والنَّمَصُ
والنَّمِيصُ أوّلُ ما يبدأ من النَّباتِ فَتَنْتِفُه وقيل هو ما
أمْكَنكَ جَزُّه وقيل هو نَمَصٌ أَوّل ما يَنْبِتُ فَيْملأُ فمَ
الآكلِ وتَنمَّصتِ البُهْمُ رَعَتْه والنَّمَصُ ضَرْبٌ من الأَسَلِ
لَيِّنٌ تُعْمَلُ منه الأطْباقُ والغُلُفُ تَسْلَحُ عنه الإِبِلُ
هذه عن أبي حنيفةَ
الصاد والفاء والميم ف ص م
الفَصْمُ الكَسْرُ من غير بَيْنونَةٍ فَصَمَه يَفْصِمه فَصْماً
فانْفَصَمَ وفَصَّمه فتَفصَّم وخَلْخَالٌ أفْصَمُ مُتَفَصِّمٌ عن
الهجريِّ وأنشدَ لعمارةَ بن راشدٍ
(وأَمَّا الأُلَى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهَامَةٍ ... فكُلُّ كَعابٍ
تَتْرُكُ الحِجلَ أفْصَما)
وفُصِمَ جانِبُ البَيْتِ انْهَدَمَ والاْنفِصامُ الانْقِطاعُ وفي
التنزيل {لا انفصام لها} أي لا انْقطاعَ وأفْصَمَ المَطَرُ
انْقطَعَ وأَقْلَعَ
الصاد والباء والميم ب ص م
رَجُلٌ ذو بُصْمٍ غليظٌ وثَوْبٌ له بُصْمٌ إذا كان كثيفاً كثيرَ
الغَزْلِ والبُصْمُ ما بين الخِنْصِرِ والبِنْصِر عن أبي مالكٍ ولم
يَجِيءْ غيرُه
انتهى الثلاثي الصحيح
(8/346)
باب الثنائي المعتل
الصاد والهمزة ص أص أ
صَأصَأَ الجَرُوُ حرَّك عَيْنَيْه قبل التَّفْقِيحِ وقيل صَأْصَأ
كاد يَفْتَحُ عَينَيْه ولم يَفْتَحْهُما وكان بعضُ مهاجرةِ
الحَبشةِ ارْتدَّ عن الإِسلامِ فكان يَمُرُّ بالمهاجرينَ فيقول
فَقَّحْنا وصَأْصأْتُمْ أي أبْصَرْنَا وأنْتُم تَلْتَمِسونَ
البَصَرَ وصَأْصَأ من الرَّجُلِ فَرِقَ منه وحكى ابن الأعرابيِّ عن
العُقَيِليِّ ما كان ذلك إلا صأْصَأةً مِنِّي أي خَوْفاً وذُلا
وصَأْصَأ به صوَّت والصَّئيصئُ والصِّيصِئُ كلاهما عن يعقوبَ قال
والهمزُ أعرفُ والصِّئصاءُ ما تحشَّفَ من التَّمرِ فلم يَعْقِدْ له
نَوىً وما كان من الحَبِّ لا لُبَّ له كحَبِّ البِطِّيخِ
والحَنْظَلِ وغيرِه والواحدُ صِيصاءةٌ وصأْصَأتِ النَّخلةُ إذا لم
تَقْبَلِ اللِّقاحَ فلم يَكُنْ لبُسْرِها نَوىً
مقلوبه أص ص
الأُصُّ والأَصُّ الأصلْ والجمعُ آصَاصٌ أنشد ابنُ دُريدٍ
(قِلالُ مَجْدٍ فَرَّعَتْ آصاصاً ... وَعِزَّةً قَعْسَاءَ لَنْ
تُنَاصَا)
وبِناءٌ أَصِيصٌ محكمُ كرَصِيصٍ وناقةٌ أَصُوصٌ شديدةٌ مُوَثَّقةٌ
وقيل كريمةٌ تقولُ العربُ ناقةٌ أصُوصٌ عليها صُوصٌ أي كريمةٌ
عَليها بَخِيلٌ وقيل هي الحائل التي حُمِلَ عليها فلم تَلْقَح
وجمعُها أُصُصٌ وقد أَصَّتْ تَئِصُّ وجئَ به من إِصِّكَ أي من حيث
كان وإنه لأَصِيصٌ كَصِيصٌ أي مُنْقبضٌ وله أَصِيصٌ أي تَحرُّكٌ
والْتِواءٌ من الجَهْدِ وأفْلَتَ له أَصِيصٌ أي رِعْدَةٌ ويقال
ذُعْرٌ وانقباضٌ والأَصيصُ أيضاً الدَّنُّ المقطوعُ
(8/347)
الرأسِ وقيل هو أَسْفلُ الدَّنِّ كان
يُوضعُ لِيُبالَ فيِه
الصاد والياء ص ي ي
الصَّيَّةُ ما يخرجُ من رَحِمِ الشَّاةِ بعد الولادةِ والصِّيَّةُ
أنْثَى الطائِر الذي يقال له الهَامُ والصَّياصِي شَوْكُ
النسَّاجينَ واحدتُه صِيصِيَّةٌ وقيل صِيصِيَةُ الحائِك الذي
يَخُطُّ بِهِ الثوبَ وتُدْعَى المِخَطَّ والصَياصي القُرَى وقيل
الحصون وقال الزّجاجُ الصَّيَاصِي كل ما يُمْتَنَعُ به وفي التنزيل
{وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم} الأحزاب 26
وصِيصِيَّةُ الثَّوْر قَرْنُه لاحْتِصانِهِ بِه من عَدُوّةِ قال
النابغةُ الجَعْديُّ وقيل سُحَيْمُ عبدُ بَنِي الحَسْحَاس
(فأَصْبَحَتِ الثِّيرانُ غَرْقَى وأصْبحتْ ... نِساءُ تَميمٍ
يَلْتَقِطْنَ الصَّيَاصِيَا)
ذهب إلى أنّ رجالَ تميمٍ نسَّاجُونَ فنِساؤُهم يَلْتَقِطْن لهم
الصَّياصِي ليَحْفِزُوا بها الغَزْلَ وصِيصِيَّةُ الدِّيكِ
مِخْلَبَانِ في سَاقَيْهِ وقيلَ صِيصِيَّةُ الدِّيكِ وغيرِه من
الطَّير الإِصْبَعُ الزائدةُ في مُؤَخَّر رِجْلِه
الصاد والواو ص و
والصُّوَّةُ جماعَةُ السِّباعِ عن كُراع والصُّوَّةُ حَجَرٌ يكونُ
عَلامةَ في الطَريقِ والجمعُ صُوىً وأصْواءٌ جمعُ الجمْعِ قال
(قد أَغْتَدِي والطَّيْرُ فوقَ الأَصْوَا ... )
وقيل الصُّوا والأَصْواءُ الأعلامُ المَنْصوبةُ المْرتفعةُ في
غَلْظٍ وذاتُ الصُّوَى مَوْضِعٌ قال الرّاعِي
(تَضَمَّنَهُم وارْتدَّتِ العَيْنُ دُونَهُمْ ... بِذَاتِ الصُّوَى
من ذي التَّنانيرِ ماهُر)
(8/348)
ومما ضوعف من فائه
ولامه ص وص
رَجُلٌ صُوصٌ بَخِيلٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشد
(صُوصُ الغِنَي سَدَّ غِناهُ فَقْرَه ... )
والعربُ تقولُ ناقةٌ أَصُوصٌ عليها صُوصٌ قد تقدّم والصُّوصُ
المُنْفرِدُ بطَعامِه لا يُؤاكِلُ أحداً
مقلوبه وص وص
وَصْوصَت الجاريةُ إذا لم يُرَ مِنْ قِناعِها إلا عَيْناها
والوَصْواصُ حَرْقٌ في السِّتْرِ ونحوِه على قَدْرِ العَيْنِ
يُنْظَرُ منه والوَصْواصُ البُرْقُعُ الصغيرُ وبُرْقعٌ وَصْواصٌ
ضَيِّقٌ والوَصَاوِصُ مضَايقُ مخارجِ عَيْنَي البُرقعِ وَصْوَصَ
الرَّجُلُ عَيْنَه صَغَّرها لِيَسْتَثْبِتَ النَّظَرَ
باب الثلاثي المعتل الصاد والدال
والهمزة ص د أ
الصُّدْأَةُ شُقْرةٌ تضْرِبُ إلى سَوادٍ صَدِئ صدأ وهو أصْدَأُ
والأُنْثَى صَدْآءُ وصَدِئةٌ وصدِئَ الحديدُ ونحوهُ صَدَأَ وهو
أَصْدَأٌ عَلاهُ الطَّبَعُ وهو الوَسَخُ وكَتِيبةٌ صَدْآءُ
علْيَتُها صَدَأُ الحديدِ ورَجُلٌ صَدَأٌ لَطِيفُ الجِسْمِ كصَدَعٍ
ومنه حديثُ عمر في ذكْرِ عليٍّ رضي الله عنهما صَدَأٌ من حدِيدٍ
التفسير لشَمِرٍ حكاه الهرويُّ في الغريبين وصَدْآءُ عينٌ عَذْبةُ
الماءِ أو بِئَرٌ وفي المَثَلِ ماءٌ ولاَ صَدْآءَ قال
(8/349)
(وإنِّي وتَهْيامِي بِزَيْنَبَ كالّذِي ...
يحاول من أحْواضِ صَدآءَ مَشْرَبَا)
وقد تقدّم الصَّدأُ في الثُّنائِيِّ
مقلوبه أص د
الأَصْدَةُ والأَصِيدَةُ والمُؤْصَّدَةُ صِدارٌ تَلْبَسُه الجاريةُ
فإذا أدْركتْ دُرّعِتْ وأنشد ابنُ الأعرابيِّ لكُثيِّر
(وقد دَرَّعوها وهي ذاتُ مُؤَصِّدٍ ... مَجُوبٍ ولَمّا تَلْبَسِ
الدِّرْعَ رِيدُها)
وقيل الأَصْدَةُ ثوبٌ لا كُمّيْ له تَلْبَسُه العروسُ والجاريةُ
الصغيرةُ والأَصِيدَةُ كالحَظِيرِة وأَصَدَ البابَ أطْبَقهُ
كأوْصَدَهُ وأَصَدَ القِدرَ أَطْبَقَها والاسمُ منهما الإِصادُ
والأَصَادُ كالمُطبقِ وجمعُه أُصُدٌ والأًصِيدُ الفِنَاءُ
والوَصِيدُ أكْثَرُ وذاتُ الإِصادِ موضعٌ قال
(لَطَمْنَ على ذات الإِصادِ وجَمْعُكُم ... يَرَوْنَ الأَذَى من
ذِلَّةٍ وَهَوانِ)
الصاد والتاء والهمزة ص ت أ
صَنَأَهُ يَصْتَؤُهُ صَتْئاً صَمَدَ له
الصاد والراء والهمزة ص أر
صَوْأَرٌ موضِعٌ عاقَر فيه سُحَيْمُ بن وَثِيلٍ الريّاحِيُّ غالِبَ
بن صَعْصَعة أبا الفَرَزْدقِ فعَقَر سُحَيْمٌ خَمْساً ثم بَدَا
لَهُ وعَقَر غالِبٌ مائةٌ قال جريرٌ
(لقد سَرَّنِي ألا تَعُدَّ مُجاشعٌ ... من الفَخْرِ إلا عَقْرَ
نِيبٍ بِصَوْأَرِ)
(8/350)
مقلوبه أص ر
أصَرَ الشيءَ يأصِرُهُ أَصْراً كَسَرَه وعَطَفَه والإِصْرُ ما
عَطَفَكَ على شيءٍ والآصِرَةُ الرحم لأنها تَعْطِفُكَ والإصْرُ
العَهْدُ الثّقِيلُ وفي التنزيل {وأخذتم على ذلكم إصري} آل عمران
81 وفيه {ويضع عنهم إصرهم} الأعراف 157 وجمعه آصارٌ لا يُجاوَزُ به
أَدْنَى العَدَدِ والإِصْرُ الذَّنْبُ والثِّقْلُ وجمعُه آصَارٌ
والإِصَارُ وَتِدٌ قَصِيرٌ للأطنابِ والجمعُ أصُرُ وآصِرَةٌ وكذلك
الإِصَارةُ والآصِرَةُ والأَيْصَر حُبَيْل يُشَدَّ به أَسْفَلُ
الخِباءِ والآصِرَةُ والإِصارُ القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرَّجُلِ
والسِّينُ فيه لغةٌ وقولُه أنشده ثعلبٌ عن ابن الأعرابيِّ
{لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لوَصْلِ دَنِيّةٍ ... ولا أَتَصَبَّى
آصِراتِ خَلِيلِي)
فسَّره فقال لا أَرْضَى من الوُدِّ بالضَّعيفِ ولم يُفَسِّر
الآصِرةَ وعندي أنه إنما عَنَي بالآصِرة الحبْلَ الصغيرَ الذي
يُشدُّ به أسفل الخباءِ فيقولُ لا أَتَعَرّضُ لتلك المَواضِعِ
أَبْتِغي زَوْجةَ خلِيلي ونحو ذلك وقد يجوزُ أن يعني به لا
أَتَعَرَّض لِمَنْ كان من قَرابةِ خَلِيلي كعَمَّتِه وخالَتِه وما
أشبه ذلك والإصار ما حَوَاهُ المِحَشُّ من الحشيشِ قال الأَعشَى
(فهذا يُعِدُّ لَهُنَّ الخَلا ... ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ
الإِصارَا)
والأيْصَرُ كالإِيصارِ قال
(تذكَّرتِ الخَيْلُ الشَّعِيرَ فأجْفَلتْ ... وكُنّا أُناساً
يَعْلِفُونَ الأَياصِرَا)
ورواه بعضُهم الشَّعِير عَشِيَّةً والإِصارُ كِساءٌ يُحَشُّ فيه
وأصَرَ الشيءَ يأصِرُه أصْراً حَبَسهُ قال ابنُ الرِّقاعِ
(8/351)
(عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الأَصْرَ
والعَمَلا ... )
وكَلأَ آصِرٌ حابِسٌ لِمَنْ فيه من كَثْرِته وشَعْرٌ أَصيرٌ
مُلْتفٌّ مجتمعٌ وكذلك الهُدْبُ وقيل هو الطَّويلُ الكَثيفُ قال
(لكُلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ ... )
المَنَامَةُ هنا القَطِيفةُ يُنامُ فيها والمأْصِرُ حَبْلٌ على
طريقٍ أو نَهْرٍ تُوصَرُ به السُّفُن والسابِلةُ
الصاد واللام والهمزة أص ل
الأَصْلُ أسفلُ الشيءِ وجمعُه أُصولٌ لا يُكُسَرَّ على غيرِ ذلك
وهو اليَأَصُولُ واسْتعْمَلَ ابنُ جِنِّي الأَصْليَّة موضِعَ
التَّأصُّلِ فقال الألِفُ وإنْ كانت في أكثر أحوالها بَدَلاً أو
زائدةً فإنها إذا كانت بدلاً من أصلٍ جَرَتْ في الأَصْلِيةِ
مَجْراه وهذا لم تَنْطِقْ به العربُ إنما هو شيءٌ اسْتَعْمَلَتْه
الأوائلُ في بعضٍ كلاهما وأَصُلَ الشيءُ صار ذا أصْلٍ قال أُمَيّةُ
الهُذَليُّ
(وما الشُّغْلُ إلا أنّنِي مُتَهَيِّبٌ ... لِعِرْضِكَ ما لم
تَجْعَلِ الشيءَ يأْصُلُ)
وكذلك تَأصَّلَ واستأصَلَ الشيءَ قَطعَه من أصْلِه واسْتَأْصَلَ
القَوْمَ قَطَعَ أصْلَهُم واسْتأصلَ اللهُ شأْفَتَه وهي قَرْحَةٌ
تَخْرجُ بالقَدَمِ فتُكْوَى فَتَذْهب فَدعا الله أن يُذْهِبَ ذلك
عنه وقَطْعٌ أَصِيلٌ مُستأْصِل وأصَلَ الشيءَ قَتَلَه عِلْماً
فَعَرَفَ أَصْلَه ورأيٌ أَصِيلٌ له أصْلٌ ورَجُلٌ أصِيلٌ ثابتُ
الرَّأْيِ عاقِلٌ وقد أَصُلَ أصَالةً والأصيلُ العَشِيُّ والجمعُ
أُصُلٌ وأُصْلانٌ وآصَالٌ وأَصائِلُ قال
(لَعَمْرِي لأَنْتَ البَيْتُ أُكْرِمُ أَهَلَهُ ... وأَقْعُدُ في
أَفَيَائِه بالأصائلِ)
(8/352)
وقال الزجاجُ آصالٌ جَمْعُ أُصُل فهو على
هذا جَمْعُ الجَمْعِ ويجوزُ أن يكونَ أُصُلٌ واحداً كطُنُبٍ أنشد
يَعْقوبُ
(فَتَمَذَّرَتْ نفسي لِذاكَ ولم أَزَلْ ... بَدِلاَ نَهارِيَ
كُلَّهُ حتى الأُصُلْ)
فقولُه بَدِلاَ نَهارِيَ كُلَّه يَدُلُّ على أن الأُصُلَ هاهنا
واحدٌ وتَصْغيرُه أُصَيْلانٌ وأُصَيْلالٌ على البَدَلِ قال
السِّيرافيُّ إن كان أُصَيْلانٌ جمع تَصْغِير أُصْلانٍ وأُصْلانٌ
جَمْعُ أَصِيلٍ فتَصْغيرهُ نادِرٌ لأنه إنَّما يُصَغَّرُ من الجميع
ما كان على بناءِ أَدْنَى العَدَدِ وأَبْنِيةُ أَدْنَى العَدَدِ
أربعةٌ أَفْعالٌ وأَفْعُلٌ وأفْعِلةٌ وفِعْلةٌ وليست أُصْلانٌ
واحدةً منها فَوَجَبَ أن يُحْكَمَ عليه بالشُّذُوذِ وإن كان
أُصْلانٌ واحداً كرُمَّانٍ وقُربانٍ فتَصْغيرُه على بابِه فأما
قولُ دَهْلَبٍ
(إنِّي الذي أَعْمَلُ أَخْفافَ المَطِي ... )
(حَتى أَناخَ عند بابِ الحِمْيَرِي ... )
(فأُعْطِي الحِلْقَ أُصَيْلاَلَ العَشِي ... )
فعندي أنه من إضافةِ الشَّيءِ إلى نفسهِ إذ الأصيلُ والعَشِيُّ
سواءٌ لا فائدةَ في أحَدهِما إلا ما في الآخِرِ وآصَلْنا دَخَلْنا
في الأصيلِ والأصَلَةُ حيَّةٌ قصيرةٌ كالرِّثَةِ حَمْراء ليست
بشديدةِ الحُمْرَة لها رِجْلٌ واحدةٌ تَقُومُ عليها وتُساور
الإنسانَ وتَنْفُخُ فلا تُصِيبُ أحداً بنَفْخَتِها إلاَّ أهلكتْه
وقيل الأَصَلَةُ الحيَّةُ العَظيمةُ وجمعُها أَصَلٌ وأخذَ الشيءَ
بأصَلَتِه وأَصِيلَتِه أي بِجَمِيعِه الأُولَى عن ابن الأعرابيِّ
وأَصِلَ الماءُ أَصَلاً كَأَسِنَ إذا تَغَيَّر وأَصِيلَةُ
الرَّجُلِ جَمِيعُ مالِه
الصاد والنون والهمزة ن ص أ
نَصَأَ الناقةَ والبعيرَ زَجَرَهُما ونَصَأ الشيءَ نَصْأ رَفَعَه
قال طَرَفة
(8/353)
(أَمُونٍ كألْواحِ الإرانِ نَصَأْتُها ...
على لاحِبٍ كأنه ظَهْرُ بُرْجُدِ)
الصاد والفاء والهمزة أص ف
الأَصَفُ لُغةٌ في اللَّصَفِ ولا أعرفُ من هذا الباب غيرَه في
كلامِ العربِ وآصَفُ كاتِبُ سُلَيمانَ عليه السلامُ وهو الذي دعا
اللهَ بالاسْمِ الأعْظمِ فرأى سليمانُ العَرْش مُسْتَقِراً عنده
الصاد والباء والهمزة ص ب أ
الصابئونَ قومٌ يَزَعْمُونَ أنهم على دِينِ نُوحٍ بِكَذِبِهِمْ
وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمالِ عند مُنْتَصَفِ النهارِ وقد
صَبَأَ يَصْبَأ صُبُوءاً وصَبَأَ يَصْبَأ صَبْأً وصُبُوءاً كلاهما
خرج من دِينٍ إلى دِينٍ آخَرَ وصَبَأ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً دَلّ
وصَبَأَ عليهم صَبْأ وصُبُوءاً وأَصْبَأ كلاهما طَلَعَ وصَبَأَ
نابُ الظِّلْفِ والحافرِ يَصْبَأُ صُبُوءاً طَلَعَ وصَبَأَ
النَّجمُ والقمرُ يَصْبَأ وأصْبَأ كذلك قال
(وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ ... كأنَّه بائسٌ
مُجْتابُ أخْلاقِ)
وقُدْمَ إليه طَعامٌ فما صَبَأَ ولا أصْبَأَ أي ما وَضَعَ فيه
يَدَه عن ابن الأعرابي
مقلوبه ص أب
صَئِبَ من الشرابِ صَأُباً رَوِيَ وامْتلأَ والصُّؤابُ
والصُّؤابَةُ بَيْضُ البُرْغوثِ والقَمْلِ جَمْعُ الصُّؤابِ
صِئْبَانٌ قال جريرٌ
(كثيرةُ صِئْبانِ النِّطاقِ كأنَّها ... إذا رَشَحَتْ منها
المَغَابِنُ كِيرُ)
(8/354)
وقد غَلِطَ يعقوبُ في قَوْلِه ولا تَقُلْ
صِئبانٌ وقد صَئِبَ رأسُه وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(يا رَبِّ أَوْجِدْنِي صُؤاباً حيَّا ... فما أَرَى الطَّيّارَ
يُغْنِي شَيَّا)
أي أَوْجِدْنِي كالصُّؤابِ من الذَّهَبِ وعَنَى بالحَيِّ الصَّحيحَ
الذي ليس بمُزَفَّتٍ ولا مُنَفَّتٍ والطَّيَّارُ ما طارتْ به
الرِّيحُ من دَقِيقِ الذَّهَبِ
مقلوبه أب ص
رَجَلٌ أَبِصٌ وأَبُوصٌ نَشيطٌ وكذلك الفَرَسُ أَبَصَ يأْبِصُ
أَبْصاً
الصاد والميم والهمزة ص م أ
صَمَأَ عليهم صماءً طَلَعَ وما أدْرِي من أين طَلَعَ وأرى الميمَ
بدلاً من الباءِ
مقلوبه ص أم
صَئِمَ من الشّرابِ صَأْماً كصَئِبَ
مقلوبه م أص
المَأَصُ الإِبِلُ البِيضُ واحدتُها مأَصَةٌ والإسكانُ في كل ذلك
لغةٌ وأرى أنه المحفوظُ عن يَعْقوبَ
مقلوبه أم ص
الآمِصُ الخاميزُ وهو ضَربٌ من الطّعامِ وهو العامِصُ أيضاً
فارِسيٌّ حكاه صَاحبُ العَيْنِ
الصاد والدال والياء ص د ي
الصَّدَى شِدَّة العَطَشِ وقيل هو العَطَشُ ما كان صَدِيَ صَدىً
فهو صدٍ وصَادٍ وصَديانُ والأنثى صَدْيَا والجمعُ صِدَاءٌ ورَجُلٌ
مِصْداءٌ كثيرُ العَطَشِ عن اللحيانيِّ وكأسٌ مُصْداةٌ كثيرةُ
الماءِ وهي ضِدُّ المُعْرَقةِ التي هي القليلةُ الماءِ
(8/355)
والصَّوادِي النَّخلُ التي لا تشربُ الماءَ
قيل هي النَّخلُ الطّوالُ منها ومن غيرِها قال ذُو الرُّمّةِ
(ما هِجْنَ إذْ بَكَرْنَ بالأَحْمَالِ ... مثلَ صَوَادِي النَّخْلِ
والسَّيالِ)
واحدتُها صَادِيَةٌ والصَّدَى اللطيف الجسد والصَّدى جَسَدُ
الإِنسانِ بعد مَوْتِهِ والصَّدى الدِّماغُ وحَشْوُ الرَّأْسِ يقال
صَدَعَ اللهُ صَدَاهُ والصَّدَى موضِعُ السَّمْعِ من الرَّأْسِ
والصَّدى طائرٌ يَصيحُ في هامةِ المَقْتُولِ إذا لم يُثْأَرْ به
وقيل هو طائِرٌ يَخْرجُ من رأسِهِ إذا بَلِيَ ويُدْعَى الهامَةَ
وإنما كان يَزْعُمُ ذلك أهلُ الجاهليّة والصَّدَى الصَّوتُ
والصَّدَى ما يُجِيبُكَ من صَوْتِ الجَبَلِ ونحوِه بمثل صَوْتِكَ
والصَّدى ذَكَرُ البُومِ والهامُ والجمعُ أصْداءٌ وصَدَّى
الرَّجُلُ صَفَّقِ بِيَدَيْه وهو من مُحَوَّلِ التَّضْعيفِ وتصدَّى
للرَّجُلِ تعرضَّ له وتَضَرَّع وتصدَّى للأَمرِ رَفَعَ رأسَه إليه
والصَّدَى فِعْلُ المُتَصَدِّي وصادَى الأمرَ دَبَّره وصَادَاه
داراهُ ولاَيَنَه وإنه لصَدَى مالٍ أي عالِمٌ بمَصْلَحَتِه وخصَّ
بعضُهم به العالِمَ بمَصلحةِ الإِبِلِ فقال إنه لَصَدَى إِبِلٍ
وصُدَاءٌ حيٌّ من اليَمَنِ قال
(فَقُلْتُمْ تَعَالَ يا يَزِي بْنَ مُحَرَّقٍ ... فَقُلْتُ لَكُمْ
إنِّي حَلِيفُ صُداءِ)
والنَّسَبُ إليه صُدَارِيٌّ على غيرِ قِياسٍ
مقلوبه ص ي د
صادَه صَيْداً وتَصَيَّده واصْطَادَهُ وصادَهُ له وصادَهُ إيّاه
وصادَ المكانَ واصطادَه صَادَ فيه قال
(8/356)
(أحَبُّ ما اصْطَادَ مكانُ تَخْلِيَهْ ...
)
وقيل إنه جَعَلَ المكانَ مُصْطاداً كما يُصَاد الوَحْشُ قال
سيبَوَيْهِ ومن كلامِ العربِ صِدْنَا قَنَوَيْنِ يريد وحْشَ
قَنَوَيْنِ وإنًّما قَنَوانِ اسْمُ أرضِ والصَّيْدُ ما تُصَيِّدَ
وقوله تعالى {أحل لكم صيد البحر وطعامه} المائدة 96 يجوز أن
يُعْنَى به عَيْنُ المُتَصَيَّدِ ويجوز أن يكونَ على قولِهِ صِدْنا
قَنَوِيْنِ أي صِدْنا وَحْشَ قَنَوَيْن وقال ابنُ جِنِّي وُضِع
المصدرُ موضعَ المَفْعولِ وقِيلَ كلُّ وَحْشٍ صَيْدٌ صِيدَ أو لم
يُصَد حكاه ابنُ الأعرابيِّ وهذا قولٌ شاذٌّ والمَصيدَةُ
والمِصْيَدَةُ كلُّه ما صِدْتَ به وحكَى ابنُ الأعرابيِّ صِدْنا
كَمْأَةً قال وهو من جيِّد كلامِ العربِ ولم يُفَسِّرْه وعندي أنه
يريدُ اسْتَثَرْنا كما يُسْتَثارُ الوَحْشُ وحكى ثعلبٌ صِدْنا ماءَ
السَّماءِ أي أخذْناه وقولُه
(إلى العَلَمَيْن أَدْهَمَ الهَمُّ والمُنَى ... )
يريدُ الفُؤادُ وَحْشَهَا فيُصَادُها فسَّره ثعلبٌ فقال العَلَمان
اسمُ امرأةٍ يقول أريدُ أن أنْساها فلا أَقْدِرُ على ذلك ولم
يَزِدْ على هذا وصَقْر صَيُودٌ وكذلك الأُنْثَى والجمعُ صُيُدٌ
وحكَى سيبَوَيْهِ عن يُونُسَ صِيدٌ وذلك فيمن قالَ رُسْلٌ وهي
اللغةُ التَّميميَّةُ والصَّيُودُ من النِّساءِ السَّيِّئةُ
الخُلُق والأَصْيَدُ الذي لا يَسْتطيعُ الاْلتِفاتَ وقد صِيدَ
صَيَداً وصَادَ ومَلِكٌ أصْيَدُ لا يَلْتَفِتُ والاسمُ الصَّادُ
والصَّيَدُ داءٌ يُصِيبُ البَعيرَ في رأسِه فيَلْوِي عُنُقَه وقيل
هو داءٌ يَرْفَعُ له رأسَهُ صِيدَ صَيَداً وهو أَصْيَدُ وأصْيَدَ
اللهُ بَعِيرَهُ قال سيبَوَيْهِ لم يُعِلُّوا الياءَ حين لَحِقَتْه
الزِّيادةُ لأنهم كانوا لا يُعِلُّونَه قبل الزّيَادَةِ وإن لم
يَقُولُوا اصْيَدَّ تَشْبِيها له بَعوِرَ والصَّادُ عِرْق بينَ
العَيْنِ والأَنْفِ
(8/357)
والصَّادُ النُّحاسُ وقيل الصَّادُ قُدُورُ
النُّحاسِ قال حسانُ بن ثابتٍ
(رأيتُ قُدُورَ الصَّادِ حَوْلَ بُيُوتِنا ... قَبَائِلَ سُحْماً
في المَحِلّةِ صُيَّما)
والجمعُ صِيدانٌ وقيلَ الصَّادُ الصُّفْرُ نَفْسُه والصَّيْداءُ
حَجَرٌ أبيضُ يُعْمَلُ منه البِرامُ والصَّيْداءُ أرضٌ غليظةٌ ذات
حِجارةٍ وبَنُو الصَّيداءِ حيٌّ وصَيْدَاءُ موضِعٌ وقيل ماءٌ
بِعَيْنِه والصَّائدُ السَّاقُ بِلُغةِ أهلِ اليَمَنِ
مقلوبه د ي ص
داصَتِ الغُدَّةُ بين الجِلدِ واللَّحمِ دَيْصاً ودَيَصاناً
تَزلَّقتْ وكذلك كلُّ شيءٍ تَحرَّك تحتَ يَدِكَ وانْداصَ علينا
بِشَرٍّ هَجَمَ وانْداصَ الشيءُ من يَدَيَّ انْسَلّ وداصَ دَيْصاً
ودَيْصاناً زاغَ وداصَ عن الطريقِ يَدِيصُ عَدَلَ وداصَ الرَّجُلُ
يَدِيصُ فَرَّ والدَّاصَةُ حركةُ الفِرَارِ والدَّاصَة السَّفِلَة
لكثْرةِ حركَتِهم واحدُهم دائصٌ عن كُراع والدَّيَّاصُ الشَّديدُ
العَضَلِ
الصاد والراء والياء ص ر ي
صَرى الشيءَ صَرْياً قَطَعَه ودَفَعَه قال ذو الرُّمَّةِ
(فَوَدَّعْنَ مُشْتاقاً أصَبْنَ فُؤادَه ... هَوَاهُنَّ إنْ لم
يَصْرِه اللهُ قاتِلٌ هْ)
وصَرَّيتُه منَعْتُه قال ابنُ مُقبلٍ
(ليسَ الفُؤادُ بِراءٍ أَرْضَهَا أبداً ... وليسَ صارِيَهُ من
ذِكْرِها صَارِي)
(8/358)
وصَرَّاهُ اللهُ وقَّاه وقيل حَفْظَه وقيل
نَجَّاهُ وكَفَاهُ كلُّ ذلك قَرِيبٌ بعضُه من بعضٍ وصَرَى ما
بَيْنَهُم صَرْياً أصْلَحَ والصِّرَى والصَّرَي الماءُ الذي طال
مُكْثُه وتَغَيَّر ونُطْفَةٌ صَرَّاةٌ مُتَغَيِّرةٌ وصَرَى الماءَ
في ظَهْرِهِ زَماناً صَرْياً حَبَسَه بامْتِساكِه عن النِّكاحِ
ونطفَةٌ صَرَاةٌ صَرَاها صاحِبُها في ظَهْرِه زَماناً والصَّرَى
اللَّبنُ الذي قد بَقَيَ فتَغَيَّر طَعْمُه وقيل هو بَقِيَّة
اللَّبنِ وقد صَرِيَ صَرّى فهو صَرٍ كالماءِ وصَرِيَتِ الناقةُ
صَرىً وأَصْرَتْ تَحفَّل لَبنُها في ضَرْعِها وصَرَيْتُ الناقةَ
وغيرَها من ذَوَاتِ اللَّبنِ وصَرّيْتها وأصْرَبْتُها حفَّلْتُها
وناقةٌ صَرْياءُ مُحَفَّلةٌ وجمعُها صَرَايا على غير قياسٍ
والصَّرَى ما اجْتَمَعَ من الدَّمْعِ واحدتُه صَراةٌ والصَّرَاةُ
نَهْرٌ معروفٌ مِنه والصَّرَايَةُ نَقِيعُ ماءِ الحَنْظلِ
والصَّرَايَةُ الحَنْظلةُ إذا اصْفَرَّتْ وجَمْعُها صَرَاءٌ
وصَرَايا والصّارِي المَلاحُ والجمعُ صُرَّاءُ وصَرَارِيُّ
وصَرَارِيُّونَ كلاهما جَمْعُ الجَمْعِ قال
(جَذْبُ الصَّرارِيِّينَ بالكُرُور ... )
وقد تقدَّم أن الصَّرَارِيَّ واحدٌ وصارِي السَّفِينةِ الخَشبةُ
المُعْتَرِضَةُ في وسَطِها وصَرِيَ في يَدِه بَقِيَ رَهْناً قال
رؤبةُ
(رَهْنَ الحَرُورِيِّينَ قد صَرِيتُ ... )
(8/359)
مقلوبه ص ي ر
صارَ الأمرُ إلى كذا صَيْراً ومَصِيراً وصَيْرُورةً وصَيَّره إليه
وأَصارَهُ وفي كلام عُمَيْلَةً الفَزَارِيِّ لِعَمِّهِ وهو ابنُ
عَنْقَاء الفَزَارِيُّ ما الذي أصَارَكَ إلى ما أرى يا عَمُّ قال
بُخْلُكَ بِمالِكَ وبُخْلُ غيرِكَ من أمثالِكَ وَصَوْنِي أنا
وَجْهِي عن تساؤُلهم وتساؤُلِكَ كان من أفضالِ عُمَيْلَةَ على
عَمِّه ما قد ذكَره أبو تَمّامٍ في كِتابِه المَوْسُومِ بالحَماسةِ
والمَصِيرُ الموضعُ الذي تَصِيرُ إليه المياهُ والصِّيرُ الماءُ
يَحْضُره الناسُ وصارَهُ الناسُ حَضَروهُ ومنه قولُ الأعشى
(بما قدْ تَربَّعَ رَوْضُ القَطا ... ورَوْضَ التَّناضُبِ حتَّى
تَصِيرَا)
وصَيرُ الأَمْرِ مُنْتهاهُ وما صِيرَ إليه وأنا على صِيرٍ من أمْرِ
كذا أي على ناحيةٍ منه وأنا على صِيرٍ من حاجَتِي أي شَرفٍ منها
وطَرفٍ وصَيُّورُ الشيءِ آخِرُه ومُنْتهاهُ كصِيرِهِ وما له
صَيُّورٌ أي عَقْلٌ ووَقَعَ في أُمِّ صَيُّورٍ أي في أمْرٍ ليس له
مَنْفَذٌ وأَصْلُه الهَضْبَة التي لا مَنْفَذَ لها كذا حكاه
يَعْقوبُ في الألفاظِ والأسبَقُ صَيُّورٌ والصَّيُّورُ
والصَّائِرةُ المَطَرُ والكَلأُ والصِّيرُ شَقُّ البابِ يُرْوَى
أنّ رَجُلاً اطَّلَع من صِيرٍ في بابِ النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث من صَيَّرَ فَفُقِئَتْ عَيْنُه فهي هَدَرٌ والصِّير
شِبْهُ الصَّحْناةِ وقيل هو الصَّحْنَاةُ نَفْسُه يُرْوى أنّ
رَجُلاً مرَّ بِعَبْدِ اللهِ بن سالمٍ ومعه صِيرٌ فلَعِقَ منه ثم
سأَلَ كَيْفَ يُباعُ والصِّيرُ السُّمَيْكاتُ المَمْلوحةُ التي
تُعْمَلُ منها الصَّحْنَاةُ عن كُراع وصِرْتُ الشيءَ قَطَّعْتُه
وشَقَقَتْهُ وصارَ وجْهَهُ يَصيرُهُ أَقْبَلَ به وفي قراءةِ عبد
الله بن مَسْعُودٍ وأبي جَعْفرٍ المَدَنِيِّ {فصرهن إليك} البقرة
26 بالكَسْر أي قَطِّعْهُنَّ وشَقِّقْهُنَّ وقيل وَجِّهْهُنَّ
وصِرْتُ عُنُقَه لَوَيْتُها وتصيَّرَ إياه نَزَعَ إليه في
الشَّبَهِ
(8/360)
والصِّيارةُ والصِّيرةُ حَظِيرةٌ من خَشَبٍ
وحجارةٍ تُبْنَى للغَنَمِ والبَقَرِ والجمعُ صِيرٌ وصِيَرٌ وقيل
الصِّيرَةُ حَظِيرةُ الغَنَمِ قال الأَخْطَلُ
(واذكُرْ غَدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً ... من الحَبَلَّقِ
تُبْنَى حَوْلَها الصِّيَرُ)
الصاد واللام والياء ص ل ي
صَلَى اللَّحمَ صَلْياً شَوَاهُ والصِّلاءُ الشِّواءُ صلَى
اللَّحْمَ في النارِ وأصْلاَه أَلْقاهُ للاحْتِراقِ قال
(أَلاَ يا اسْلَمِي يا هِنْدُ هِندَ بَنِي بَدْر ... تَحِيَّةَ
مَنْ صَلَّى فُؤادَكِ بالجَمْرِ)
أراد أنه قَتَلَ قَوْمَها فأَحْرَقَ فُؤادَها بالحُزْنِ عليهم
وصَلَى بالنارِ وصَلِيَهَا صُلِيّا وصِلِيّا وصِلاءً وصَلاءً
وتصلاها قاسَى حَرَّها وكذلك الأمرُ الشديدُ قال أبو زُبَيْدٍ
(فقد تَصَلَّيتُ حَرَّ حَرْبِهِم ... كما تَصَلَّى المَقْرورُ من
قَرَسِ)
وأَصْلاهُ النارَ أدْخَلَهُ إياها وأَثْواهُ فيها وصَلاَهُ النارَ
وفي النَّارِ وعلَى النارِ صَلْياً وصُلِيّا وصِلِيَا وصُلِّيَ
فلانٌ النارَ تَصْلِية والصِّلاءُ والصَّلا اسمٌ للوَقُودِ وقيلَ
هما النارُ وصَلَّى يَدَه بالنارِ سَخَّنَهَا قال
(أَتَانَا فَلَمْ نَفْرَحْ بِطَلْعةِ وَجْهِهِ ... طُرُوقاً وصلَّى
كَفَّ أشْعَثَ سَاغِبِ)
واصْطَلَى بها اسْتَدْفأَ وفي التنزيل {لعلكم تصطلون} النمل 7 قال
الزجاجُ جاء في التَّفسيرِ أنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى
الاصْطِلاءِ وصلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاها لَوَّحَها
(8/361)
وقِدْحٌ مُصَلّى مَضْبُوحٌ قال
(فلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ ... فَمَا صَلَّى عَصَاهُ
كَمُسْتَدِيمِ)
والمِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَبُ للصَّيْدِ وفي حديث أهلِ الشامِ إن
للشَّيطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً يَعْنِي ما يَصِيدُ به الناسُ
وصَلَيْتُه وصَلَّيتُ له مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من
ذلك والصَّلايةُ والصَّلاءةُ مُدُقُّ الطِّيبِ قال سيبويه هُمِزتْ
ولَمْ يَكُ حرفُ العِلّةِ فيها طَرَفاً لأنهم جاءوا بالواحدِ على
قَوْلِهم في الجَمْعِ صَلاءٌ كما قالوا مَسْنِيَّةٌ ومَرْضِيَّةٌ
حينَ جاءتْ على مَسْنِيّ ومَرْضِيّ وأما من قال صَلاَيةً فإنه لم
يَجِئْ بالواحدِ على الصَّلاءِ وصلَّيتُ الظَّهْرَ ضَرَبْتُ صَلاَه
أَوْ أصَبْتُهُ نادِرٌ وإنَّما حُكْمُه صَلَوْتُه كما تقُولُ
هُذَيْلٌ
مقلوبه ل ص ي
لَصَاهُ لَصْياً عابَهُ وقَذَفَه قال
(عَفٌّ فَلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ ... )
والاسمُ اللَّصاةُ واللاَّصِي العَسَلُ وجمعُه لَوَاصٍ قال
أُمَيَّةُ بن أبي عائذٍ الهُذَلِيُّ
(أَيّامَ أسْأَلُها النَّوالَ ووَعْدُها ... كالرَّاحِ مَخْلوطاً
بَطَعْمِ لَوَاصِي)
قال ابنُ جِنِّي لامُ اللاصِي ياءٌ لقَوْلِهم لَصَاهُ إذا عابَه
وكأنّهم سَمَّوْهُ به لتَعَلُّقِه بالشيءِ وتَدْنِيسِهِ كما قالوا
فيه نَطَفٌ وهو فَعَلٌ من النَّاطِفِ لِسَيلانِه وَتَدَبُّقِهِ
وقال مَخْلُوطاً ذَهبَ به إلى الشَّرابِ وقيل اللَّصَا واللَّصاةُ
أن تَرْمِيَهُ بما فيه وما لَيْسَ فيه
(8/362)
مقلوبه ل ي ص
لاصَ الشيءَ لَيْصاً وأَلاَصَه وأَنَاصَه على البَدَلِ إذا
حَرَّكهُ عن مَوْضِعِه وأَدارَهُ لِيَنْتَزِعهُ وأَلاصَ الإِنْسانَ
أدراه عن الشيءِ يُرِيدُه منه
الصاد والنون والياء ص ن ي
الصَّنَى والصِّناءُ الوَسَخُ وقيل الرَّمادُ قال ثَعلبٌ يُمَدُّ
ويُقْصَرُ ويُكْتَبُ بالياء والألِفِ وكِتابَتُه بالألِفِ أَجْوَدُ
وأخَذَهُ بِصِنَايِتِه بِجَميعِه والسِّينُ لغةٌ
مقلوبه ص ي ن
الصِّينُ بلدٌ معروفٌ ودارْ صِينِي وصِينِينَ عِقِّيرٌ معروفٌ
مقلوبه ن ص ي
انْتَصَى الشيءَ اختارهُ والاسْمُ النِّصْيَةُ ونَصِيَّةُ القَوْمِ
خِيارُهُم ونَصِيَّةُ المالِ بَقِيَّتُه والنَّصِيُّ ضَرْبٌ من
الطَّرِيفَة ما دام رَطْباً واحدَتُه نَصِيَّةٌ والجمعُ أنْصاءٌ
وأناصٍ جمعُ الجَمْعِ قال
(تَرْعَى أَنَاصٍ من حَرِيرِ الحَمْضِ ... )
ويُرْوَى أَنَاضٍ وقد تقدّم وقال لي أبو العَلاَء لا يكون أناضٍ
لأنَّ مَنْبِتَ النَّصِيِّ غَيْرُ مَنْبتِ الحَمْضِ وأَنْصَتِ
الأرضُ كَثُر نَصِيُّها
مقلوبه ن ي ص
النَّيْصُ القُنْفُذُ الضَّخْمُ وأَنَاصَ الشيءَ عن مَوْضِعِهِ
حرَّكهُ وأدارَهُ عنه لِيَنْتَزِعَه نُونُه بَدَلٌ من لامِ ألاصَهُ
وعندي أنه أفْعَلَهُ من قولك ناصَ يَنُوص إذا تَحَرّكَ وإذا كان
ذلك فبَابُه الواوُ
(8/363)
الصاد والفاء والياء
ص ي ف
الصَّيف من الأَزْمِنَةِ معروفٌ وجمعُه أصْيافٌ وصُيوفٌ ويَوْمٌ
صائفٌ ومَطَرٌ صائفٌ والصَّيْفُ مَطَرُ الصَّيْفِ ونَباتُهُ
وصِيفَتِ الأرضُ فهي مَصِيفَةٌ ومَصْيُوفَة أصابَها الصَّيْفُ
وصُيِّفْنا كذلك وأَصَافَ القَوْمُ دَخَلُوا في الصَّيفِ وصَافوا
بمكان كذا أقامُوا فيه صَيْفَهم وصِفْتُ بمكانِ كذا وكذَا وصِفْتُه
وتَصَيَّفْتُه وصَيَّفْتُه قال لَبِيدٌ
(فَتَصَيَّفا مَاءُ بَدخْلٍ ساكِناً ... يَسْتَنُّ فَوْقَ سَرَاتِه
العُلْجُومُ)
وقال الهُذَلِيُّ
(تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ واصَّيَّفَتْ ... )
والمَصِيفُ اسمُ الزَّمانِ قال سيبَوَيْهِ أُجْرِيَ مُجْرَى
المَكانِ وعامَلَهُ مُصَايَفَةً وصِيَافاً من الصَّيف الأخيرة عن
اللحيانيِّ وكذلك اسْتأجَرهُ مُصايفةً وصِيافاً والصَّائفَةُ أوانُ
الصَّيْفِ والصَّائِفَةُ الغَزْوَةُ في الصَّيْفِ والصَّائفَةُ
والصَّيِفِيَّةُ المِيرَةُ قبل الصَّيْفِ وهي المِيرَةُ الثانية
وذلك لأن أَوّلَ المِيرَ الرِّبْعِيَّةُ ثم الصَّيْفِيَّةُ ثم
الدَّفَئِيّةُ ثم الرَّمَضِيَّةُ وأَصَافَتِ النَّاقَة وهي مُصِيفٌ
ومِصْيافٌ نُتِجَتْ في الصَّيْفِ ووَلَدُها صَيْفِيٌّ وأَصَافَ
الرَّجُلُ وُلِدَ له في الكِبَر ووَلَدُه أيضاً صَيْفِيُّونَ قال
(إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... )
(8/364)
وقد تقدَّم وأَصاف تَركَ النِّساءَ شاباً
ثم تَزَوّج كبيراً وصافَ عنه صَيْفاً وصَيْفُوفَةً عَدَل وَصافَ
السَّهْمُ عن الهَدَفِ كذلك قال أبو ذُؤَيْبٍ
(جَوَارِسُهَا تَأْوِي الشُّعوفَ دوائِباً ... وتَنْصَبُّ
أَلْهاباً مَصِيفاً كِرابُهَا)
أي مَعْدولاً بها مُعْوَجَّةً غيرَ مُقَوَّمَةٍ ويُرْوَى مَضِيفاً
وقد تقدّم وصافَ الفَحْلُ عن طَرُوقَتِهِ عَدَلَ عن ضِرابِها
والصَّيْفُ الأُنْثَى من البُوم عن كُراع وصائفٌ اسمُ موضِعٍ قال
مَعْنُ بن أَوْسٍ
(فَفَدْفَدُ عُبُّودٍ فَخَبْراءُ صائفٍ ... فَذُو الحَفْرِ أقْوى
مِنْهُم فَفَدافِدُهُ)
مقلوبه ف ص ي
فَصَى الشيءَ من الشيءِ فَصْياً فصَلَه وفَصْيَةُ ما بين الحَرِّ
والبَرْدِ سَكْتةٌ بينهما من ذِلك ويُقالُ منه لَيْلَةُ فُصْيةٍ
ويَوْمُ فُصْيَةٍ وليلةٌ فُصْيَةٌ مُضَافٌ وغيرُ مُضافٍ وأَفْصَى
الحَرُّ خَرَجَ ولا يُقالُ في البَرْدِ وقال ابنُ الأعرابيِّ
أفْصَى عنك الشِّتاءُ وسَقَطَ عنك الحَرُّ وأَفْصَى المَطُر
أَقْلَعَ وتفَصَّى اللَّحمُ عن العَظْمِ وانْفَصَى انْفَسَخَ
وتَفَصَّى من الشيءِ تَخَلَّصَ والاسمُ الفَصْيَةُ والفَصَى حَبُّ
الزَّبِيبِ واحِدَتُه فَصَاءٌ وأنشد أبو حنيفةَ
(فَصىً مِنْ فَصَى العُنْجُدِ ... )
(8/365)
هذا جميعُ ما أَنْشَدَهُ من البَيْتِ
وأَفْصَى اسمُ رَجُلٍ وبَنُو فُصَيَّةَ بَطْنٌ
مقلوبه ف ي ص
فاصَ لسانُه بالكلامِ يَفِيصُ وأفاص أبانَهُ والتّفْاوُصُ
التّكالُم منه انْقَلَبتْ واواً للضَّمةِ وهي نادرة وقياسه
الصِّحَةُ وأفاصَ الضَّبُّ عن يَدِه انْفَرَجْتَ أَصابعُه عنه
فَخَلَص وما فِصْتُ أَفْعَلُ أي ما بَرِحْتُ وما لَهُ عن ذلك
مَفِيصٌ أي مَعْدِلٌ عن ابن الأعرابيِّ
الصاد والباء والياء ص ي ب
الصُّيَّابُ والصُّبَّابَةُ أصلُ القَوْمِ والصُّيابُ والصُّيَابَة
الخالصُ من كلِّ شيءٍ أنشد ثعلبٌ
(إنّي وسَطْتُ مالِكاً وحَنْظَلاً ... صُيَّابَها والعَدَدَ
المُحَجّلا)
وقال ذو الرُّمَّة
(ومُسْتَشْحِجاتٍ للفِراقِ كأنَّها ... مَثَاكيلُ من صُيَّابةِ
النُّوبِ نُوَّحُ)
وصُّيَّابةُ القَوْمِ جماعتُهم عن كُرَاع والصُّيَّابَةُ السيّدُ
وصَابَ السَّهمُ يُصِيبُ كيَصُوبُ أَصابَ وسَهْمٌ صَيُوبٌ والجمعُ
صُيُبٌ قال الكُميتُ
(أسْهُمُها الصَّائِداتُ والصُّيُبُ ... )
(8/366)
مقلوبه ب ص ي
يقال خَصِيٌّ بَصِيٌّ حكاهُ اللِّحْيانيُّ ولم يُفسِّر بَصِياً
وأراه إتْباعاً وقال خَصاهُ اللهُ وبَصَاه ولَصَاه
مقلوبه ب ي ص
وقَعُوا في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصٍ بيصٍ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ
مَبْنِيٌّ على الكَسْرِ أي شِدَّةٍ وإنك لَتَحْسَبُ عَلَيَّ الأرضَ
حَيْصاً بَيْصاً أي ضَيِّقةً والبَيْصَةُ قُفٌّ غَليظٌ أبيضُ
بإِقبالِ العَارِض في دارِ قُشَيْرٍ لِبَنِي لُبَيْنَى وبني
قُرَّةَ من قُشَيْرٍ وَتِلْقاءَها دارُ نُمَيْرٍ
الصاد والميم والياء ص م ي
الصَّمَيَانُ من الرِّجالِ الشديدُ المُحْتَنَكُ السِّنِّ
والصَّمَيَانُ الشُّجاعُ الصادِقُ الحَمْلةِ والجمعُ صِمْيانٌ عن
كُراع والصَّمَيَانُ التَّفَلُّت والوَثْبُ وأَصْمَى الفَرَسُ على
لِجامِه عَضَّ عليه ومَضَى وأَصْمَى الرَّمِيَّةَ أنْفَذَها
وانْصَمَى عليه انْقَضَّ وأقْبَلَ نحوَه ورجُلٌ صَمَيَانُ
يَنْصَمِي على الناسِ بالأذَى وصَامَى مَنِيَّتَهُ وأَصْمَاها
ذاقَها
مقلوبه ص ي م
الصِّيَمُ الصُّلْبُ الشديدُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ
الصاد والدال والواو ص د
والصَّدْوُ سُمٌّ تُسْقاه النِّصَالُ مثل دَمِ الأَسْوَدِ
مقلوبه ص ود
الصادُ حرفُ هِجاءٍ وهو حرفٌ مهموسٌ يكون أصلاً وبَدَلاً لا
زائِداً والصادُ أحدُ الحروفِ المُسْتَعْلِيةِ التي تَمْنَعُ
الإِمالةَ وإنما قَضيت على أَلِفها أنها مُنْقَلِبةٌ عن واوٍ لِما
قَدَّمتُ
(8/367)
في أخواتِها مِمَّا عَيْنُه أَلِفٌ
مقلوبه وص د
الوَصِيدُ فِنَاءُ الدَّارِ والبيتِ والوَصِيدةُ بيتٌ يُتّخذُ من
الحِجارةِ للمالِ في الجِبالِ والوِصَادُ المُطْبَقُ وأوصَدَ
البابَ أَغْلَقَه وأوصَدَ القِدْرَ أطْبَقَها والاسمُ منهما جميعاً
الوِصَادُ حكاهَا اللِّحيانيُّ والمُوَصَّدُ الخِدْرُ أنشد ثعلبٌ
(وعُلِّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذاتُ مُوَصَّدٍ ... ولم يَبْدُ
للأَتْرابِ من ثَدْيِها حَجْمُ)
ووَصَدَ النَّسَّاجً بعضَ الخَيْطِ في بعضٍ وَصْداً ووَصَّدَهُ
أدْخَل اللُّحْمَةَ في السَّدَى والوَصَّادُ الحائكُ وأَوْصَده
أَغْراهُ وأَوصَدَ الكَلْبَ بالصَّيْد كذلك والتَّوصيدُ التَّحذيرُ
وقولُه أنشده يعقوبُ
(ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بِوَصْدَتهِ ... لم يَسْتَعِنْ وحَوامِي
المَوْتِ تَغْشَاهُ)
لم يُفَسِّرْه وعندي إنما عَنَى به خُبْتَةَ سَراوِيله أو غير ذلك
منها وقولُه لم يَسْتَعِنْ أي لم يَحْلِقْ عانَتَهُ
مقلوبه ود ص
ودَصَ إليه بكلامٍ وَدْصاً كلَّمه بكلامٍ لم يَسْتَتِمَّه
الصاد والتاء والواو ص ت
وصَتَا صَتْواً مَشَى مَشْياً فيه وَثْبٌ
مقلوبه ص وت
الصَّوْت الجَرْسُ مُذَكَّرٌ فأمَّا قولُ رُوَيْشِدِ بن كَثِيرٍ
(8/368)
(يأيُّها الراكبُ المُزْجِي مَطِيَّتَه ...
سائِلْ بَنِي أسَدٍ ما هذه الصَّوْتُ)
فإنَّما أنَّثه على معنَى الصَّيْحةِ أو الاسْتغاثةِ وهذا قَبِيحٌ
من الضَّرورةِ أَعْنِي تأنيثَ المُذَكَّرِ لأنه خُروجٌ عن أَصلٍ
إلى فَرعٍ وإنَّما المُسْتجازُ من ذلك رَدُّ التأنيثِ إلى التذكيرِ
لأن التّذكيرَ هو الأصْلُ بِدلالةِ أنّ الشيءَ مُذَكَّرٌ وهو يَقعُ
على المُذكّرِ والمُؤنّث فَعلمْتُ بهذا عُمُومَ التّذكيرِ وأنه هو
الأصلُ الذي لا يُنْكَرُ ونظيرُ هذا في الشُّذوذِ قولُه وهو من
أبياتِ الكتابِ
(إذا بعضُ السِّنينَ تَعرَّقَتْنَا ... كفَى الأيتَامَ فَقْدُ أبي
اليَتِيمِ)
وهذا أسهلُ من تأنيثِ الصَّوْتِ قليلاً لأن بعضَ السِّنينَ سَنَةٌ
وهي مؤنّثة وهي من لَفْظِ السِّنينَ وليس الصوتُ بعضَ الاسْتغاثةِ
ولا من لَفْظِها والجمعُ أصْواتٌ وقد صاتَ ويَصُوتُ ويَصَاتُ
صَوْتاً وأصاتَ وصوّتَ به كلُّه نادَى ورَجُلٌ صَيِّتٌ وصَاتٌ
شديدُ الصَّوتِ يجوزُ أن يكونَ صَاتٌ فاعلاً ذَهَبَتْ عيْنُه وأن
يكون فَعِلاً مَكْسورَ العَيْنِ قال الأسَدِيُّ
(كأنّنِي فَوْقَ أَقَبَّ سَهْوَقٍ ... جَأْبٍ إذا عَشَّر صَاتِ
الإِرْنَانْ)
وكلُّ ضَرْبٍ من الغِناءِ صَوْتٌ وقولُه تعالى {واستفزز من استطعت
منهم بصوتك} الاسراء 64 قيل بأصواتِ الغناءِ والمَزاميرِ وأصاتَ
القوْسَ جَعَلَها تُصَوِّتُ والصِّيتُ والصَّاتُ الذِّكْرُ
الحَسَنُ والصَّوْتُ فيه لغةٌ
الصاد والراء والواو ص ور
الصُّورةُ الشَّكْلُ فأمّا مَا جاء في الحديث خَلَقَ اللهُ آدمَ
على صُورتِه تحتملُ الهاء أن تكونَ راجعةً على اسْمِ اللهِ وأن
تكون راجعةً على آدمَ فإذا كانت عائدةً على اسمِ اللهِ فمعناه على
الصُورةِ التي أنشأها اللهُ وقدَّرها فيكونُ المصدرُ حينئذٍ
مُضافاً إلى
(8/369)
الفاعلِ لأنه سبحانَه هو المُصَوُرُ لها لا
أنَّ له عزَّ اسمهُ صُورةً ولا تِمثالاً كما أنّ قولَهم لَعَمْرُ
اللهِ إنما هو والحياةِ التي كانت باللهِ والتي آتانِيهَا اللهُ لا
أنّ له هو تعالى حَياةً تَحُلُّهُ ولا هُوَ عَلا وجهُه مَحَلٌّ
للأَعراضِ وإن جعلتها عائدةً على آدمَ كان معناه على صورةِ أمثالِه
ممَّن هو مخلوقٌ مُدَبَّرٌ فيكون هذا حينئذٍ كقَولِكَ للسَّيّدِ
والرئيسِ قد خَدَمْتُهُ خِدْمَتَهُ أي الخِدْمةَ التي تَحِقُّ
لأَمثالِه وفي العَبْدِ والمُبْتَذَلِ قد استَخْدَمْتُه
اسْتِخدامَهُ أي استخدامَ أمثالِه ممَّن هو مأمورٌ بالخُفُوفِ
والتصرُّفِ فيكون حينئذٍ كقولِه عزَّ وجلَّ {في أي صورة ما شاء
ركبك} الانفطار 8 والجمعُ صُوَرٌ وصِوَرٌ وقد صوَّره فتَصوَّر
وقولُه
(وما أيْبُلِيٌّ عَلَى هَيْكَلِ ... بَناهُ وصَلَّبَ فيه وصَارَا)
ذهب أبو عليٍّ إلى أن معنى صَارَ صَوَّرَ ولم أرَها لغيرِه وصارَ
الرَّجلُ صَوَّت وعُصفورٌ صَوَّارٌ يُجِيبُ إذا دُعِيَ وصارَ
الشيءُ صَوْراً وأَصَارَ فانْصارَ أمَالَهُ فمالَ قالتِ الخَنْساءُ
(لَظَلَّتِ الشُّمُّ منها وَهَيَ تَنْصارُ ... )
وخصَّ بعضُهم به إمالةَ العُنُق وصَوِرَ صَوَراً وهو أصْوَرُ مالَ
قال
(اللهُ يَعْلَمُ أَنَّا في تَلَفُّتِنا ... يومَ الفِراقِ إلى
أحْبابِنا صُورُ)
وصارَ وجهَهُ يصُورُه أقْبلَ به وفي التنزيل {فصرهن إليك} البقرة
260 وهي قراءة علىٍّ وابنِ عباسٍ وأكثرِ الناسِ أي وَجُهْهُنَّ وقد
تقدَّم ذلك في الياء لأن صُرْتُ وصِرْتُ لُغَتان قال اللحيانيُّ
قال بعضُهم معنى صُرْهُنَّ وجَّههنَّ ومعنَى صِرْهُنَّ
(8/370)
قَطِّعْهنَّ وشَقِّقهُنَّ والمعروفُ أنهما
لغتان بمعنىً واحدٍ وصَوْرا النَّهْرِ شَطّاهُ والصَّوْرُ
النَّخْلُ الصِّغارُ وقيل هو المُجْتَمِعُ وليس له واحدٌ من
لَفْظِه وجَمْعُ الصَّوْرِ صِيرانٌ قال كُثَيِّرُ عزَّةَ
(أَأَلحيُّ أَمْ صِيرانُ دَوْمٍ تَناوحَتْ ... بِتِرْيَمَ قَصْراً
واسْتَحَنَّتْ شَمالُهَا)
والصَّوْرُ أصلُ النَّخْلِ قال
(كأنَّ جِذْعاً خارجاً من صَوْرِهِ ... ما بين أُذْنَيْهِ إلى
سِنَّوْرِهِ)
والصُّورُ القَرْنُ قال
(نَطْحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصُّورَيْنِ ... )
وبه فسَّر المفسِّرون قولَه عزَّ وجَلَّ {فإذا نفخ في الصور}
المؤمنون 101 ونحوه وأما أبو عليٍّ فالصُّورُ عنده هنا جمعُ
صُورَةٍ وقد تقدّم والصُّورَةُ شِبْه الحِكَّة يجدُها الإِنسانُ في
رأسِه حتى يَشْتَهِي أن يُفَلَّى والصِّوارُ والصُّوارُ والصِّيارُ
القطيعُ من البَقرِ والجمعُ صِيرانٌ والصُوَّارُ مشدَّدٌ
كالصُّوارِ قال جريرٌ
(فَلَمْ يَبْقَ في الدارِ إلاَّ الثُّمامُ ... وَخِيطَ النَّعامِ
وصُوَّارُها)
والصِّوَار والصُّوَارُ الرائحةُ الطَّيِّبة والصِّوارُ والصُّوارُ
القليلُ من المِسْكِ وقيل القِطعةُ منه والجمعُ أَصْوِرَة فارِسيٌّ
ورَوى بعضُهم بيت الأعْشَى
(إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً ... والزَّنْبَقُ
الوَرْدُ من أَرْدَانِها شَمِلُ)
وضَرَبَهُ فَتَصَوَّر أي سَقَطَ وبنُو صَوْرٍ بَطْنٌ من بنِي
هَزَّانَ بن يَقْدُمَ بن عَنَزَةَ وصَارَة الجبلِ أَعلاهُ
وتَحْقِيرُها صُؤَيْرَة سماعاً من العربِ والصُّوَر والصِّوَرُ
موضِعٌ بالشامِ قال الأخطلُ
(8/371)
(أمْسَتْ إلى جانبِ الحَشَّاكِ جِيفَتُهُ
... ورأسُهُ دونَهُ اليَحْمومُ والصِّوَرُ)
وصَارَةُ موضعٌ وإذْ قد تَكافَأَ في ذلك الياءُ والواوُ والْتَبَس
الاشْتِقاقانِ فَحَمْلُه على الواوِ أَوْلَى
مقلوبه وص ر
الوَصَرُ السِّجِلُّ وجمعُه أَوْصار والوَصِيرَةُ الصَّكُّ كلتاهما
فارسيّةٌ معرَّبة
الصاد واللام والواو ص ل
والصلاةُ الرُّكوعُ والسُّجودُ فأما قولُه صلى الله عليه وسلم
لا صلاةَ لجارِ المَسْجدِ إلا في المَسْجدِ فإنه أراد لا صلاةَ
فاضِلَة أو كاملة والجمع صَلَواتٌ والصلاةُ الدُّعاءُ
والاسْتِغفارُ وصلاةُ اللهِ على رسولِه رَحْمُه له وحَسنُ ثَنائِه
عليه وصلَّى دَعَا وفي الحديث
من دُعِيَ إلى وَليمةٍ فلْيُجِبَ وإلا فَلْيُصَلِّ قال الأعشَى
(عليكِ مِثْلَ الذي صَلَّيْتِ فاغْتَمضِي ... نَوْماً فإنَّ
لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا)
معناه أنه يأمرُها أن تَدْعُوَ له مثلَ دُعائِها أي تُعيدُ
الدُّعاءَ له ويُروى
(عليكِ مثلُ الذي صَلَّيْتِ ... )
فهو ردٌ عليها أي عليكِ مثلُ دُعائِك أي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ
الذي أُرَدْتَ ودعَوتِ به لِي وقد أَبَنْتُ هذه الكلمةَ وتعليلها
في الكتاب المُخَصَّصِ وصَلَواتُ اليهودِ كنائِسُهُم وفي التنزيل
{لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد} الحج 40 والصَّلا وَسَطُ
الظَّهرِ من الإِنسان ومن كلِّ ذي أربعٍ وقيل هو ما انْحدَر من
الوَرِكَيْنِ وقيل هي الفُرْجَةُ التي بين الجاعِرَةِ والذَّنَبِ
وقيل هو ما عن يَمينِ الذَّنَب وشِمالِه والجمعُ صَلَواتٌ وأصْلاءٌ
الأُولَى ممَّا جُمعَ من المذكَّر بالألفِ والتاءِ
(8/372)
والمٌ صَلِّي من الخَيْلِ هو الذي يَجِئُ
بعد السابقِ لأنّ رأسَه يَلِي صَلاَ المُتقدِّمِ وقال اللحيانيُّ
إنما سُمِّيَ مُصَلّياً لأنه يَجِئُ ورأسُه على صَلا السابقِ
وصَلَوْتُ الظَّهَر ضَرَبتُ صَلاَهُ أو أصَبْتُه بشيءٍ سَهْمٍ أو
غيره عن اللحيانيِّ وقال هي هُذَلِيْة وقد تقدَّمتْ صَلَيْتُهُ في
الياء وهي نادرةٌ إلا على المُعاقبةِ وصَلاءَةُ اسمٌ
مقلوبه ص ول
صال على قِرْنِه صَوْلاً وصِيالاً وصُئُولاً وصَوَلاناً وصَالاً
ومَصَالةً سطا قال
(ولم يَخْشَوْا مَصَالَتَهُ عليهِمْ ... وتَحْتَ الرَّغْوَةِ
اللَّبنُ الصَّريحُ)
وصال الفحلُ على الإِبلِ صَوْلاً فهو صَئُولٌ قاتَلَها وقَدَّمها
وصالَ العَيْرُ على العانَةِ شَلَّها وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(لا خيرَ فيه غيرَ أَنْ لا يَهْتَدِي ... )
(وأنه ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ ... )
(وأنه غيرُ ثَقِيلٍ في اليَدِ ... )
قولُه ذُو صَوْلةٍ في المِزْوَدِ يقولُ أنه ذو صَولةٍ على الطعامِ
يأكلُه ويَنْهَكُهُ ويُبالغُ فيه فكأنه إنما يَصُولُ على حيوانٍ ما
أو يصولُ على أكِيله لذَوْدِه إيّاهُم ومدافَعَتِه لهم وقولُه إنه
غيرُ ثقيلٍ في اليَدِ يقولُ إذا بَلِلْتَ به لم يَصِرْ في يَدك منه
خيرٌ تَثْقُلُ به يَدُك لأنه لا خَيْرَ عنده وصُولٌ موضعٌ
مقلوبه ل ص
ولَصاهُ يلْصُوهُ ويَلْصَاهُ الأخيرةُ نادرةٌ لَصْواً عَابَه
والاسمُ اللَّصَاةُ وقيل اللَّصاةُ أن تَرْمِيَه بما فيه وما ليس
فيه وخَصَّ بعضُهم به قَذْفَ المرأةِ بِرَجُلٍ بَعْينِه وإنه
لَيَلْصُو إلى رِيبةٍ أي يَميلُ
(8/373)
مقلوبه وص ل
الوَصْلُ خلافُ الفَصْل وصَلَ الشيءَ بالشيءِ وَصْلاً وصِلَةً
وصُلةً الأخيرةُ عن ابنِ جِنّي قال لا أدرِي أَمُطَّرِدٌ هو أم
غيرُ مطَّردٍ وأظنُّه مُطَّرِداً كأنهم يجعلونَ الضمَّة مُشْعِرَةً
بأن المحذوفَ إنما هي الفاءُ التي هي الواوُ وقال أبو عليٍّ
الضَّمَّة في الصُّلَة ضَمّةُ الواو المحذوفةِ من الوُصْلَةِ
والحَذْفُ والنّقْلُ في الضَّمَّة شاذٌ كشُذوذِ حذفِ الواوِ في
يَجُدُ ووَصَّلَه كلاهما لامُه وفي التنزيل {ولقد وصلنا لهم القول}
القصص 51 أي وصَّلنا ذِكْرَ الأنْبياءِ وأقاصيصَ مَنْ مَضَي بعضها
ببعضٍ لعلَّهم يَعْتَبرونَ واتَّصلَ الشيءُ بالشّيءِ لم يَنْقطِعْ
وقولُه أنشده ابنُ جِنِّي
(قام بها يُنْشِدُ كُلَّ مُنْشِدِ ... وايْتَصَلَتْ بمثلِ ضَوْءِ
الفَرْقَدِ)
إنما أراد اتَّصَلَتْ فأبْدلَ من التاء الأولى ياءً كَراهةً
للتشديد وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(سُحَيْراً وأَعْنَاقُ المَطِيِّ كأنها ... مَدَافِعُ ثِغْبَانٍ
أَضَرَّ بها الوَصْلُ)
معناه أضرَّ بها فِقدانُ الوَصْلِ وذلك أن ينقطعَ الثَّغَبُ فلا
يَجْرِي ولا يتَّصلُ والثَّغَبُ مَسِيلٌ دقيقٌ شبَّه الإِبلَ في
مَدِّها أعناقَها إذا جَهَدَها السَّيْرُ بالثَّغَبِ الذي يَخُدُّه
السَّيْلُ في الوادي ووَصَلَ الشيءُ إلى الشيءِ وتوصَّل إليه
انْتَهَى إليه وبَلَغَه قال أبو ذُؤيبٍ
(تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً وتُؤْلِف ... الجِوارَ ويُغْشيها
الأَمَانَ رِبابُها)
ووصَّلُه إليه وأوْصَلَهُ أَنهاهُ إليه وأبْلَغَه إيّاه واتَّصَلَ
الرَّجلُ انْتَسَبَ وهو من ذلك قال الأعشَى
(إذا اتَّصَلَتْ قالتْ لِبَكرِ بنِ وائلٍ ... وبَكْرٌ سَبَتْهَا
والاُنُوفُ رَوَاغِمُ)
والواصِلةُ من النِّساءِ التي تَصِلُ شَعَرَها بَشَعَرِ غيرها
(8/374)
والمُسْتَوْصِلَةُ الطالبةُ لذلك وفي
الحديث لُعِنَتْ الواصِلةُ والمُسْتَوْصِلَةُ ووصَلَهُ وَصْلاً
وصِلَةً وواصَلَهُ مُواصَلَةً ووِصَالاً كلاهما يكون في عَفافِ
الحُبِّ ودَعارَتِه وكذلك وصَلَ حَبْلَهُ وصْلاً وصِلَةً قال أبو
ذؤيبٍ
(فإنْ وَصَلَتْ حَبْلَ الصَّفَاءِ فَدْمْ لها ... وإنْ صَرَمَتْهُ
فانْصَرِفْ عن تَجامُلِ)
وواصَلَ حَبْلَهُ كوَصَلَه والوُصْلةُ الاتِّصالُ والوُصْلَة ما
اتَّصَل بالشيء والمَوْصِلُ مَعْقِدُ الحَبْلِ ويقال للرَّجُلينِ
يُذْكَرانِ بِفِعالٍ وقد مات أحدُهُما فَعَل كذا ولا يُوصَل حيٌّ
بميِّتٍ وليس له بَوَصِيلٍ أي لا يَتْبَعُهُ قال الغَنَوِيُّ
(كَمَلْقَى عِقالٍ أو كَمَهْلَكِ سَالمٍ ... ولَسْتَ لِمَيْتٍ
هالكٍ بِوَصِيلِ)
ويُرْوَى
(ولَيْسَ لِحَيٌّ هالكٍ بَوَصِيلِ ... )
وهو معنى قَوْلِ الهُذَليِّ
(لَيْسَ لِمَيْتٍ بوَصِيلٍ وَقَدْ ... عُلِّقَ فيه طَرَفُ
المَوْصِلِ)
أي لا وُصِلَ بالمَيِّتِ ثم قال وقد عُلِّق فيه طَرَفٌ من الموتِ
أي سَيمُوتُ ويَتَّصِلُ به هذا قولُ ابن السّكِّيت والمعنَى فيه
عندي على غير الدُّعاء إنَّما يريدَ ليس هو ما دام حَيّا بِوَصيل
للمَيِّتِ على أنه قد عُلِّق فيه طَرَفُ المَوْصِل أي أنه سيمُوتُ
لا محالةَ فيتَّصِلُ به وإن كان الآن حياً والمَوْصِلُ المَفْصِلُ
ومَوْصِلُ البعيرِ ما بين العَجُزِ والفَخِذِ والوِصْلانُ العَجُزُ
والفَخِذُ وقيل طَبَقُ الظَّهر والوِصْلُ والوُصْلُ كلُّ عَظْمٍ لا
يُكَسَّر ولا يُخْلَطُ بغيرِه والجمع أوْصالٌ وقيل الأَوصالُ
مُجْتَمَعُ العِظامِ وكلُّه من الوَصْلِ
(8/375)
والوَصِيلَة الناقةُ التي وصَلَتْ بين
عَشَرةِ أبْطُنٍ وهي من الشاءِ التي ولَدتْ سبعةَ أبْطُنٍ
عَناقَيْنِ عَنَاقَيْن فإن ولَدتْ في السابعِ عَنَاقاً قيلَ
وصَلَتْ أخاها فلا يَشْرَبُ لبنَ الأُمِّ إلا الرِّجالُ دون
النِّساءِ وتَجْرِي مَجْرَى السائبةِ وقيل الوَصيلةُ في الغَنَمِ
خاصَّةً كانت الشاةُ إذا ولَدت أُنْثَى فهي لهم وإذا ولَدت ذكراً
جعلُوه لآلِهَتِهم فإن ولدت ذكراً وأنثى قالوا وصلَت أخاها فلم
يَذْبحُوا الذَّكَرَ لآلِهتِهم والوَصيلةُ العِمارَةُ والخِصْبُ
سُمِّيت بذلك لاتّصِالها واتصالِ الناسِ فيها والوَصائِلٌ ثيابٌ
يمانيةٌ مُخَطَّطَةٌ بِيضٌ وحُمْرٌ على التشبيه بذلك واحدتُها
وَصيلةٌ وحرفُ الوَصْلِ هو الذي بعد الرَّوِيِّ وهو على ضَرْبَيْنِ
أحدُهُما ما كانَ بعده خُروجٌ كقَوْله
(عَفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها ... )
والثاني ألا يكونَ بعده خُروجٌ كقَوْلِه
(أَلا طالَ هذا اللَّيلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ ... وأَرَّقَني ألا
خَليلَ أُلاعِبُه)
قال الأخفشُ يلزم بعدَ الرَّوِيِّ الوَصْلُ ولا يكون إلاَّ ياءً أو
واواً أو ألِفاً كلُّ واحدةٍ منهنَّ ساكِنةٌ في الشِّعر المُطْلَقِ
قال ويكون الوصلُ أيضاً هاءً وذلك هاء التأنيث التي في حَمْزةَ
ونحوِها وهاءُ الإضمارِ للمذكَّرِ والمؤنَّثِ متحرِّكةً كانت أو
ساكِنةً نحو غُلامِه وغُلامِها والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة
نحوُ عَلَّيهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ وادْعُهُ يريدُ علَيَّ وعَمَّ
واقْضِ وادْعُ فأُدخِلَتِ الهاءُ لتُبَيَّنَ بها حركة الحرُوفِ قال
ابنُ جِنِّي فقولُ الأخفشِ يَلْزَمُ بعدَ الرَّويِّ الوصْلُ لا
يريدُ بِهِ أنه لا بُدَّ مع كلِّ رويِّ أن يَتْبَعَهُ الوَصْلُ ألا
تَرى أن قولَ العجَّاجِ
(قد جَبَرَ الدِّينَ الإلُه فَجَبَّرْ ... )
(8/376)
لا وصْلَ معه وأنّ قولَ الآخر
(يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفسِي نُفوسَكُما ... وحَيثُما كُنْتُما
لاقَيْتُما رَشَدا)
إنما فيه وَصْلٌ لا غير ولكن الأخفشَ إنَّما يريدُ أنه مما يجوزُ
أن يَأتي بعد الرَّوِيِّ فإذا أتى لَزِمَ فلم يكُنْ منه بُدٌّ
فأجْمَلَ القولَ وهو يعتقِدُ تَفْصِيلَه وقد أحكمنا بقيّةَ القولِ
على الوَصْل في كتابِنا الموسوم بالوافِي وجَمَعَه ابنُ جِنّي على
وُصُولٍ وقياسُه ألا يُجْمَعَ والصِّلة كالوَصْلِ الذي هو الحرفُ
الذي بعد الرَّوِيِّ وقد وَصَلَ به وليْلة الوَصْلِ آخِرُ ليلةٍ من
الشَّهر لاتِصالِها بالشَّهر الآخَر والمَوْصِلُ أرضٌ بين العراقِ
والجزيرة والموصولُ دابَّةٌ على شَكْلِ الدَّبْرِ تَلْسَعُ الناسَ
والموصولُ من الدَّوابِّ الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غير أبِيه عن
ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(هذا فصيلٌ ليس بالموصولِ ... لكِنْ لِفَحْلٍ طَرقَةُ فَحِيلِ)
وموصولٌ اسمُ رَجُلٍ أنشد ابن الأعرابيِّ
(أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ منها ثُمالةٌ ... وبَقْلٌ بأكنافِ
الغَرِيفِ تُؤَانُ)
أرادَ تُؤام فأَبْدَلَ
مقلوبه ل وص
لاصَهُ بعيْنِه لَوْصاً ولاوَصَه طالَعَهُ من خلَلِ بابٍ أو سِتْرٍ
وقيل المُلاوصَةُ النَّظَرُ يَمْنةً ويَسْرةً كأنَّه يرومُ أمْراً
وما زِلْتُ أُلِيصُه وأُلاوِصُه على كذا وكذا أي أُدِيرُه عنه وما
أَلَصْتُ أن آخُذَ منه شيئاً أي ما أَدَرْتُ
الصاد والنون والواو ص ن
والصِّنْوُ الأَخُ الشَّقيقُ والعَمُّ والابْنُ والجمع أصْناءٌ
وصِنوانٌ والأٌ نثَى صِنوةٌ
(8/377)
وإذا كانت نَخْلتانِ أو ثلاثٌ أو أكْثَرُ
أصلُها واحدٌ فكلُّ واحدٍ منها صِنْوٌ وحكى الزجاجُ فيه صُنْوٌ
بضمِّ الصادِ وقد يقال لسائرِ الشَّجرِ إذا تشابَه والجَمْعُ
كالجَمْعِ وقال أبو حنيفةَ إذا نَبَتَتِ الشَّجرتانِ من أصلٍ واحدٍ
فكلُّ واحدةٍ منهما صِنْوُ الأُخْرى وقد أثْبَتُّ حقيقةَ هذه
الكلمة في الكتابِ المخصَّصَ ورَكِيَّتانِ صِنوانِ مُتجاورتانِ
مقلوبه ص ون
صانَ الشيءَ صَوْناً وصِيَانةً وصِياناً واصْطانَه قال أميةُ بن
أبي عائذٍ الهذليُّ
(أبْلِغْ إياساً أنَّ عِرْض ابنِ أخْتِكمُ ... رِدَاؤُكَ فاصْطَنْ
حُسْنَهُ أو تَبَذَّلِ)
أرادَ فاصْطَنْ حَسَنه فَوضَعَ المصدرَ موضعَ الصِّفة وثوبٌ
مَصُونٌ ومَصْوُونٌ الأخيرةُ نادِرةٌ وهي تَمِيميّةٌ وصَوْنٌ
وَصْفٌ بالمَصْدِرِ والصِّوَانُ والصُّوَانُ ما صُنْتَ به الشيءَ
والصِّينَةُ الصَّوْنُ يقال هذه ثِيابُ الصِّينَة أي الصَّوْنِ
وصانَ عِرْضَه صِيانَةً وصَوْناً على المَثَلِ قال أوسُ بن حَجَر
(فإنّا رأينا العِرْضَ أَحْوَجَ ساعةً ... إلى الصَّوْنِ من رَيْطٍ
يَمَانٍ مُسَهَّمِ)
وقد تصاوَنَ الرَّجُلُ وتَصوَّنَ الأخيرة عن ابن جِنِّي وصانَ
الفرسُ عَدْوَه صَوْناً ادَّخر منه لأَوانِ الحاجةِ إليه وصَانَ
صَوْناً ظَلَعَ ظَلْعاً شديداً قال النَّابِغَةُ
(فأوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ شُعْثاً ... يَصُنَّ المَشْيَ
كالحِدَأِ التُّؤامِ)
وصان الفرسُ يَصُونُ صَوناً صَفَّ بينَ رِجْليْه وقيل قام على
طَرَفِ حافرِه قال النابغةُ
(وما حاوَلْتُما بقِيادِ خَيْلٍ ... يَصُونُ الوَرْدُ فيها
والكُمَيْتُ)
(8/378)
والصَّوَّانُ حجارةٌ صُلْبَةٌ يُقْدَحُ بها
وقيل هي حجارةٌ سودٌ ليست بصُلْبةٍ واحدتُها صَوَّانَةٌ
مقلوبه ن ص
والناصِيةُ والنَّاصَاةُ قُصَاصُ الشَّعَرِ قال
(لقد آذَنَتْ أَهْلَ اليمامةِ طَيِّئٌ ... بَحَرْبٍ كَناصَاةِ
الحِصَانِ المُشَهَّرِ)
وليس لها نظيرٌ إلاَّ حرفَيْن بادَيةٌ وبادَاةٌ وقاريةٌ وقاراةٌ
وهي الحاضِرةُ ونَصَاه نَصْواً قَبَض على ناصِيتِهِ وقيل مدَّ بها
وقولُه عزَّ وجلَّ {ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} هود 56 قال
الزّجاجُ معناه في قَبْضَتِه تنالُه بما شاء قُدرتُه وهو سُبْحانه
لا يشاء إلاَّ العَدْلَ ونَاصَيْتُهُ مُنَاصَاةً ونِصَاءً
وَنَصَوْتُه ونَصَانِي أنشد ثعلبٌ
(فأصْبحَ مثلَ الحِلْسِ يَقْتَادُ نَفْسَه ... خَلِيعاً تُناصِيه
أُمورٌ جَلاَئلُ)
وقال ابنُ دُريْدٍ ناصَيْتُه جَذَبْتُ ناصِيتَه وأنشد
(قِلاَلُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصَاصَا ... وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ
تُنَاصَا)
والمَفَازَةُ تَنْصُو المَفازةَ وتُنَاصِيها أي تَتّصِلُ بها وقولُ
أبي ذويبٍ
(لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصَي غَيْرُ حَائِلِ ... عَفَا بعدَ عَهْدٍ
من قِطارٍ وَوَابِلِ)
قال السُّكَّريُّ المُنْتَصَي أعلى الوادِيَيْنِ وإِبلٌ ناصِيةٌ
إذا ارتفعَت في المَرْعَى عن ابن الأعرابيِّ وإني لأَجِدُ في
بَطْنِي نَصْواً أي وَجَعاً قال وإنَّما سُمِّيَ بذلك لأنه
يُقَلِقلُ قال أبو الحسن ولا أَدْرِي ما وَجْهُ تَعْلِيلِه له بذلك
(8/379)
مقلوبه ن وص
ناصَ للحَرَكَةِ نَوْصاً ومَناصاً تهيَّأ وناصَ يَنُوصُ نَوْصاً
ومَناصَا ومَنِيصاً تحرَّك وذَهَبَ وناصَ يَنوصُ نَوْصاً عَدَلَ
وما به نَوِيصٌ أي قُوَّةٌ ونَاوصَ الجَرَّةَ ثم سالَمَها أي
جابذَها وهو مَثَلٌ قد قدَّمتُ تَفسيرَه في حرف الجيمِ عند ذكر
الجَرَّةِ وناصَ ينوصُ مَنِيصاً ومَنَاصاً نَجا وفي التنزيلِ {ولات
حين مناص} ص 3 أي وَقْتَ مَطْلبٍ ومَغاثٍ ونُصْتُه لأُدْرِكَه
حَرّكْتُه والنَّوْصُ والمَنَاصُ السَّخاءُ حكاهُ أبو عليٍّ في
التَّذكرِة والنائصُ الرّافعُ رأسَه وناصَ الفرسُ عند الكَبْحِ
والتَّحْرِيكِ واسْتناصَ شَمَخَ برأسِه والنَّوْصُ الحمارُ
الوحشِيُّ والمُنَوَّصُ المُلَطَّخُ عن كُراع وأَنَصْتُ الشيءُ
أَدَرْتُه وزعَمَ اللِّحيانيُّ أنَّ نُونَها بَدَلٌ من لامِ
أَلَصْتُهُ
الصاد والفاء والواو ص ف
والصَّفْوُ نقيضُ الكَدَر صَفَا الشيءُ صَفَاءً وصُفُوّا وصَفْوُه
وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه ما صَفا مِنْه وفي الإناءِ
صِفْوَةٌ من ماءٍ أو خمرٍ أي قليلٌ وصَفَا الجَوُّ لم تَكُ فيه
لُطْخَةُ غَيْمٍ ويَوْمٌ صافٍ وصَفْوانُ لا غَيْمَ فيه ولا كَدَرَ
وهو شَدِيدُ البَرْدِ وقولُ أبي فَقْعَسٍ في صِفةِ كلأ خَضِعٌ
مَضِعٌ صافٍ رَتِعٌ أراد أنه نَقِيٌّ من الأَغْثاءِ والنَّبْتِ
الذي لا خَيْرَ فيه فإذا كان ذلك فهو من هذا الباب وقد يكونُ صافٍ
مقلوباً من صَائِفٍ أي أنه نَبْتٌ صَيْفيٌّ فقُلِبَ فإذا كان هذا
فليس من هذا الباب إنّما هو من باب ص ي ف واسْتَصْفَى صَفْوَ
الشيءِ أخذَه وصَفَا الشيءَ أخضذَ صَفْوَه قال الأسودُ بن يَعْفُرَ
(8/380)
(بَهالِيلُ لا تَصْفُو الإِماءُ
قُدُورَهُمْ ... إذا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بِشَمْألِ)
وقول كُثَيِّر عزَّةَ
(كأنَّ مغارِزَ الأَنْيابِ منها ... إذا ما الصُّبْحُ نَوَّرَ
لاِنفِلاقِ)
(صَلِيتُ غَمامَةٍ بحنَاةِ نَحْلٍ ... صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبةِ
المّذَاقِ)
قيل في تفسيرِه صَفاةُ اللَّوْنِ صافيةٌ وهو عندي فَعِلَةٌ على
النَّسبِ كأنه صَفِيَةٌ قُلِبَ إلى صَفَاةٍ كما قيلَ ناصَاةٌ
وباناةٌ واستصْفَى الشيءَ واصْطَفاهُ اختارَه وصافَيْتُ الرَّجُلَ
صَدَقْتُه الإِخاءَ وصَفِيُّك الذي يُصافِيك والصَّفِيُّ الخالصُ
من كلِّ شيءٍ واصْطَفَاهُ أخذَه صَفِيّا قال أبو ذُؤيبٍ
(عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِنَاءِ كأنَّها ... عقِيلةُ نَهْبٍ
تُصْطَفَى وتَغُوجُ)
وناقةٌ صَفِيٌّ غزيرةُ اللَّبنِ والجمع صَفايَا قال سيبويه ولا
يُجْمَعُ بالألفِ والتَّاء لأنَّ الهاءَ لم تَدْخُل في حَدِّ
الإِفرادِ وقد صَفُوَتْ وصَفَتْ ونَخْلةٌ صَفِيٌّ كثيرةُ الحَمْلِ
والصَّفَاةُ الحَجَرُ الصَّلْدُ الضَّخْمُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً
وجمع الصَّفَاةِ صَفَواتٌ وصَفَاً وجمعُ الجمعِ أصْفَاءٌ وصُفِيٌّ
وصِفِيٌّ قال
(كأنَّ مَتْنَيْهِ من النَّفِيِّ ... مَواقِعَ الطَّيْرِ عَلَى
الصُّفِيِّ)
كذا أنشدَه مَتْنَيْهِ والصحيحُ مَتْنَيَّ كما أنشده ابنُ دُريدٍ
لأنَّ بعده
(مِنْ طُولِ إشْرَافِي عَلَى الطَّوِيِّ ... )
(8/381)
وإنما حكَمْنا بأنَّ أَصْفاءً وصُفِيّا
إنّما هو جَمْعُ صَفاً لا جَمْعُ صَفَاةٍ لأنَّ فَعَلَةً لا
تُكَسَّر على فُعُول إنَّما ذلك لفَعْلَةٍ كبَدْرَةٍ لفَعْلَةٍ
كبَدْرَةٍ وبُدُورٍ وكذلك أصْفَاءٌ جَمْعُ صَفاً لا صَفَاةٍ لأن
فَعَلَةً لا تُجْمَعُ على أَفْعال وهو الصَّفْواءُ كالشَّجْراءِ
واحدُتها صَفَاةٌ وكذلك الصَّفْوان واحدَتُه صَفْوَانَةٌ وفي
التنزيل {كمثل صفوان عليه تراب} البقرة 264 وأصْفَى الحافِرُ
بَلَغَ الصَّفا فارْتَدَعَ وأصْفَى الشاعرُ انْقَطَعَ شِعْرُه
وأصْفَتِ الدَّجاجةُ انْقطَعَ بَيْضُها والصَّفا اسمُ نَهْرٍ
بعَيْنِه قال لَبِيدٌ يَصِفُ نَخلاً
(سُحُقٌ يُمتِّعُها الصَّفَا وَسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ
بينَهُنَّ كُرومُ)
وصَفِيٌّ اسمُ أبي قَيْسِ بن الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ وصَفْوانُ
اسمٌ
مقلوبه ص وف
الصُّوفُ للغَنَم كالشَّعَرِ للمَعَزِ والوَبَرِ للإِبلِ والجمعُ
أَصوافٌ وفي التنزيل {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها} النحل 80
والواحدةُ من الصُّوفِ صُوفَةٌ وقد يقال الصُّوفُ للواحدةِ على
تَسْمِيةِ الطائفة باسْمِ الجمعِ حكاه سيبَوَيْهِ وقولُه
(حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ ... تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصوفِ)
قال ثعلبٌ قال ابنُ الأعرابيِّ معنى قولِه تَخْلِطُ بين وَبَرٍ
وصُوفٍ أنها تُباعُ فَيُشْتَرى بها غَنَمٌ وإبلٌ وقال الأصْمَعي
يقول تُسْرِع في مَشيِها شَبَّه رَجْعَ يَدَيْها بقَوْسِ
النَّدَّافِ الذي يَخْلِطُ بين الوَبَرِ والصُّوفِ وكبْشٌ أَصْوَفُ
وصَوِفٌ وصَائِفٌ وصَافٌ وصَافٍ الأخيرةُ مقلوبَةٌ وصُوفَانِيٌّ
كلُّ ذلك كثيرُ الصُّوفِ والأُنْثى صَافةٌ وصُوفَانةٌ ولَمَةٌ
صَافَةٌ يُشْبِه شَعَرُها الصُّوفَ قال تأبَّطَ شَرّا
(8/382)
(إذا أفْزَعوا أمَّ الصَّبِيَّيْنِ
نَفَّضُوا ... غَفَارِيَّ شُعْثاً صَافَةً لم تُرَجَّلِ)
وصُوفُ البَحْرِ شيءٌ على شكلِ هذا الصُّوفِ الحَيوانِيِّ واحدتُه
صُوفَةٌ ومن الأَبَدِيّاتِ قولُهم لا آتيكَ ما بَلَّ بَحْرٌ
صُوفَةً وحكى اللِّحيانيُّ ما بَلَّ البَحْرُ صُوفَةً والصُّوفانةُ
بَقْلَةٌ زَغْباءُ قال أبو حنيفة ذكر أبو نَصرٍ أنَّه من الأحرارِ
ولم يُحَلِّه وأخذَ بِصُوفَةِ رقَبَتِه وصُوفِها وصَافِهَا وهي
زَغَبَاتٌ فيها وقيل هي ما سال في نُقْرَتِها وصَوَّفَ الكَرْمُ
بَدَتْ نَوَامِيهِ بعد الصِّرامِ والصُّوفَة كلُّ مَنْ وَلِيَ
شيئاً من عملِ البيتِ وهم الصُّوفَانُ وصُوفَةُ حَيٌّ من تميمِ
وقيل قبيلةٌ اجْتمعتْ من أفْناءِ قَبائِلِ وصَافَ عَنّى شَرُّه
يَصُوفُ صَوْفاً عَدَل وصافَ السَّهمُ عن الهَدَفِ عَدَلَ وقد
تقدّم ذلك في الياء لأنها يائيَّةٌ وواويَّةٌ
مقلوبه وص ف
وصَفَ الشيءَ له وعليه وَصْفاً وصِفَةً حَلاهُ وقيل الوَصْفُ
المصْدَرُ والصِّفَةُ الحِلْيةُ وقوله تعالى {وربنا الرحمن
المستعان على ما تصفون} الأنبياء 112 أراد ما تَصِفُونَه من
الكَذِبِ واسْتَوَصَفَهُ الشيءَ سأَلَه أن يَصِفَه له واتَّصَفَ
الشَّيءَ أمْكَنَ وصْفُه قال سُحَيْمٌ
(وما دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيْسَنانَ ... مُعْجِبَةً نَظَراً
واتِّصافَا)
اتَّصَفَ من الوَصْفِ ووصَفَ المُهْرُ توَّجَه لحُسْن السَّيْرِ
كأنه وصَفَ الشيءَ وغُلامٌ وَصِيفٌ شابٌّ والأُنْثَى وَصِيفَةٌ وقد
أوصَفَ وَوَصُفَ وَصَافَةً فأما أبو عُبَيْدٍ فقال وَصِيفٌ بَيِّنُ
الوَصَافةِ وأما ثعلبٌ فقال بَيِّنُ الإِيصاف وأَدْخَلاهُ في
المصادرِ التي لا أَفْعالَ لها
(8/383)
مقلوبه ف وص
المصادر التَّفاوُصُ التَّكالمُ وقيل إنَّما أصْلُه التَّفايُصُ
فقَلَبَتْهَا الضَّمَّةُ وقد تقدّم
مقلوبه وف ص
الوَفَاصُ الموضعُ الذي يُمْسِكُ الماءَ عن ابنِ الأعرابيِّ وقال
ثعلبٌ هو الوِفاصُ بالكَسْرِ وهو الصحيحُ
الصاد والباء والواو ص ب
والصَّبْوَةُ جَهْلَة الفُتُوَّة صَبَا صَبَواً وصُبُوّا وصَباءً
والصَّبِيُّ من لَدُنْ يُولَد إلى أن يُفْطَم والجمعِ أَصْبِيَة
وصِبوَةٌ وصِبْيَةٌ وصُبْيَةٌ وصِبوانٌ وصُبوانٌ وصِبيَانٌ
قَلَبُوا الواوَ فيها ياءً للكسْرةِ التي قَبْلَها ولم يعتدَّوا
بالسَّاكنِ حاجِزاً حَصيناً لضَعْفِه بالسكونِ وقد يجوز أن يكونوا
آثرُوا الياءَ لِخِفَّتِها وأنهم لم يُراعُوا قُرب الكسرة والأوّلُ
أحسنُ وأما قولُ بعضِهم صُبْيانٌ بضمِّ الصَّاد والياء ففيه من
النَّظرِ أنه ضَمَّ الصَّادَ بعد أن قُلِبت الواوُ ياءً للكسْرةِ
وضُمَّت الصَّاد بعد ذلك أُقِرّت الياءُ بحالها التي عليها في لغة
مَنْ كَسَرَ وتَصْغير صِبيْةٍ أُصَيْبِيَةٌ وتَصْغيرُ أَصْبِيَة
صُبَيَّة كلاهما على غير قياس هذا قولُ سيبويه وأنشد
(صُبَيَّةً على الدُّخَانِ رُمْكا ... ما إنْ عَدَا أكبرُهُمْ إنْ
زَكَّا)
وعندي أنَّ صُبَيَّةً تصغيرُ صِبْيَةٍ وأُصَيْبِيَة تصغير
أُصْبِيَةٍ ليكون كل شيءٍ منهما على بِناءِ مُكَبَّرِه وصَبِيَ
صِباً فَعَلَ فعْل الصَّبَيانِ وأصْبَت المرأةُ وهي مُصْبٍ إذا كان
لها ولدٌ صَبِيٌّ وصَبَا إليه صَبْوَةً وصُبُواً حَنَّ وكانت قريشٌ
تُسَمِّي أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم صُبَاةً وأصْبَتْهُ
المرأةُ وتَصَبَّتْهُ شاقَتْهُ ودَعَتْه إلى الصِّبَي فحنَّ لها
وصَبَا إليها وصَبا مالَ وكذلك صَبَتْ إليه وصَبِيَتْ وتَصبَّاها
هو دَعاها إلى مثلِ ذلك وتَصبَّاها أيضاً خَدَعها
(8/384)
وفَتَنَها أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لأمْرِ دَنِيَّةٍ ... ولا أتَصَبَّى
آصِراتِ خَليلِ)
قال ثعلب لا أَتَصَبَّى لا أطلبْ خديعَةَ حُرْمَةِ خليلٍ ولا
أدعوها إلى الصِّبَا والآصراتُ الممسكاتُ الثَّوابِتُ كإصَارِ
البْيتِ وهو الحبْلُ من حبالِ الخِباء وصَبَتِ النخلةُ تصْبُو
مالتْ إلى الفُحَّالِ البعيدِ منها وصَبَت الراعيةُ تصْبُو صُبُواً
أمالتْ رأسَها فوضَعْتُه في المرعَى وصَابَا رُمْحَه أمالَه
للطَّعْن قال الشاعر
(مُصَابِينَ خِرْصَانَ الوَشِيحِ كأنَّنَا ... لأعدائِنا نُكْبٌ
إذا الطَّعْنُ أَفْقَرا)
والصبَّا رِيحٌ تَسْتَقْبلُ البيتَ قيل لأنها تَحِنُّ إلى البيت
وقال ابن الأعرابيِّ مَهَبُّ الصَّا من مَطْلعِ الثُّريّا إلى
بَناتِ نَعْشٍ من تَذْكِرة أبي عليٍّ تكونُ اسْماً وصِفةً
وتثنيتُهُ صَبَوانِ وصَبَيانِ عن اللحيانيِّ والجمع صَبَواتٌ
وأَصْبَاءٌ وقدْ صَبَتْ تصْبُو صُبُوّا وصَباً وصُبِيَ القومُ
أصابْتُهم الصَّبَا وأصْبَوْا أدخلوا في الصبَّا والصَّبِيُّ
ناظِرُ العَيْن وعَزاهُ كُراع إلى العامّةِ والصَّبِيَّانِ جانِبا
الرَّحْل والصَّبِيَّانِ طَرَفَا اللَّحْيَيْنِ من البعيرِ وغيره
وقيل هما الحَرْفانِ المُنْحِنيانِ من وَسَطِ اللَّحْيَيْنِ من
ظاهرِهما قال ذو الرُّمِة
(تُغَنَّيه من بين الصَّبِيَّيْنِ أُبْنَةٌ ... نَهُومٌ إذا ما
ارتدَّ فيها سَحِيلُها)
الأُبْنَةُ هاهُنَا غَلْصَمَتُه وقيل الصَّبِيُّ رأْسُ العَظْمِ
الذي هو أسفلُ من شَحْمَتَيِ الأُذَنْينِ بِنَحْوٍ من ثلاثة أصَابع
مَضْمومةً وصَبِيُّ السَّيفِ حدُّهُ وقيل عَيْرُهُ الناتِئُ وَسَطه
وكذلك السِّنانُ والصَّبِيُّ رأس القَدَمِ
(8/385)
وصابَي سَيْفَه جعله في غِمْدِه مقلوباً
وصابَي البيتَ أنشده فلم يُقِمْهُ وصَابَي الكَلامَ لم يُجْرِه على
وجْهِه
مقلوبه ص وب
صَابَ المطرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصبَّ ومَطر صَوْبٌ
وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى {أو كصيب من السماء} البقرة 195
قال أبو إسحاق الصَّيِّب هنا المطرُ وهذا مثلٌ ضرَبَه اللهُ
للمنافقين كأنَّ المعنَى أو كأصحابِ صَيِّبٍ فجَعَلَ دينَ
الإِسلامِ لهم مثلاً فيما ينالُهُم فيه من الخَوْفِ والشدائد وجعل
ما يَسْتضِيئون به من البَرْقِ مثلاً لما يستضيئون به من الإِسلامِ
وما ينالُهُم من الخَوْفِ في البَرْقِ بمنزلِة ما يخافُونه من
القَتْل قال والدليلُ على ذلك قوله تعالى {يحسبون كل صيحة عليهم}
المنافقون 4 وصابتِ السماءُ الأرضَ جادَتْها وصابَ الماءَ
وصَوَّبَهُ صَبَّه وأَراقَه أنْشد ثعْلبٌ في صِفَة ساقِيَتَيْن
(وحَبَشِيَّيْنِ إذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ
وَصَوَّبا)
والتَّصَوُّبُ الانْحِدارُ والتَّصْويبُ خِلافُ التَّصْعِيد
والإِصابةُ خِلاف الإِصْعادِ وقد أصابَ الرجُلُ قال كُثَيِّرُ
عزَّة
(ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصيبٍ ومُصْعِدٍ ... إذا ما خَلَتْ مِمَّن
يَحِلُّ المنازلُ)
والصَّوابُ ضِدُّ الخَطِأ وأصابَ جاء بالصَّوابِ وأَصابَ أرادَ
الصَّوابَ وقَوْلٌ صَوْبٌ وصَوَابٌ واستصْوَبَهُ واسْتَصابَه رآه
صَواباً وقال ثعلبٌ اسْتَصَبْتُهُ قياسٌ والعربُ تقول استصْوبْتُ
رأيَك وأصَابَه بكذا فَجَعَه به وأصابَهُم الدّهْرُ بنُفُوسِهِم
وأَموالِهِم جَاحَهُم فيها فَفَجَعَهُم وإذا قال الرَّجُلُ لآخر
أنت مُصَابٌ قال أنت أصْوَبُ مِنّي حكاه ابن الأعرابيِّ
والصَّابَةُ والمصِيبَةُ ما أصَابكَ من الدَّهْرِ وكذلك
المُصَابَةُ والمَصُوبَةُ التَّأنيثُ للدَّاهيةِ
(8/386)
أو للمُبالغةِ والجمع مَصاوِبُ ومصائِبُ
الأخيرةُ على غير قياسٍ توهَّمُوا مُفْعِلَةً فَعيلةً التي ليس لها
في الياءِ ولا الواو أصْلٌ وأصابَ الشيءَ وجَدَهُ وأصابَهُ أيضاً
أرادهُ وبه فُسِّر قوله تعالى {رخاء حيث أصاب} وصابَ السَّهمُ
نَحْوَ الرَّمِيَّةِ صَوْباً وصَيْبُوبةً وأصاب قَصَدَ وقيل صابَ
جاء من عَلُ وأصابَ مِنَ الإصابةِ وقولُ أبي ذُؤَيبٍ
(إذا نَهَضَتْ فيهِ تَصَعَّد نَفْرُها ... كعَنْزِ الفَلا
مُسْتَدِرٌّ صِيابُها)
أراد جمع صائبٍ كصاحبٍ وصِحابٍ وأَعَلَّ العينُ في الجمعِ كما
أَعَلَّها في الواحد كصائمٍ وصِيامٍ وقائِمٍ وقِيامٍ هذا إن كان
صِيَابٌ من الواوِ ومن الصَّواب في الرَّمْيِ وإن كان من صابَ
السَّهمُ الهَدفَ يَصِيبُه فالياء فيه أصلٌ وقوله أنشده ابنُ
الأعرابيِّ
(فكَيْفَ تُرَجِّي العاذِلاتُ تَجلُّدِي ... وصَبْرِي إذا ما
النَّفْسُ صَيبَ حَمِيمُها)
فسَّره فقال صِيبَ كقولك قُصِدَ قال ويكون على لُغَةِ من قال صابَ
السَّهْمُ ولا أدري كيف هذا لأنَّ صابَ السَّهمُ غيرُ مُتعَدٍّ
وعندي أنَّ صِيبَ هاهُنَا من قولِهم صابتِ السماءُ الأرضَ أي
أصابَتْها بِصَوْبٍ فكأنَّ المَنِيَّةَ كانت صابَتِ الحَمِيمَ
فأصابَتْه بِصَوْبِها وسَهْمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ صائبٌ قال ابن
جِنِّي لم يُعْلَمْ في اللُّغةِ صِفَةٌ على فعيلٍ مما صحَّت فاؤه
ولامُه وعينُها واوٌ إلا قولهم طويلٌ وقويمٌ وصَوِيبٌ فأمَّا
العَوِيصُ فَصِفَةٌ غالبةٌ تَجْرِي مَجْرَى الاسْمِ وهو في
صُوَّابَةِ قوْمِه أي لُبَابِهِم وصُوَّابَةُ القَوْمِ جماعَتهم
وقد تقدّم ذلك في الياء لأنها يائِيَّةٌ ووَاوِيَّةٌ وفي عَقْلِه
صَابَةٌ أي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ والصَّابُ شجرٌ إذا اعْتُصِرَ خَرَجَ
منه كهيْئةِ اللَّبنِ فرُبَّما نَزَتْ منه نَزِيَّةٌ أي قَطْرَةٌ
فتَقَعُ في العَيْنِ فكأنَّها شِهابُ نارٍ وربَّما أضْعَفَ
البَصَرَ قال أبو ذُؤيبٍ
(إني أرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُرتَفِقاً ... كأنَّ عَيْنَيَّ
فيها الصَّابُ مَذْبوحُ)
(8/387)
وقيل الصَّابُ شجرٌ مُرٌّ واحدته صَابةٌ
وقيل هو عُصَارةُ الصَّبْر قال ابن جِنِّي عَيْنُ الصَّابِ واوٌ
قياساً واشتقاقاً أما القياسُ فلأنها عينٌ والأكثرُ أن تكونَ واواً
وأما الاشتقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شجرٌ إذا أصَابَ العَيْنَ
حَلَبَها وهو أَيْضاً شجرٌ إذا شُقَّ سالَ منه الماءُ وكلاهما في
معنى صابَ يَصُوبُ إذا انْحدرَ والصُّوبَةُ الجَماعة من الطّعامِ
والصُّوبَةُ الكُدْسُ من الحِنْطَةِ والتَّمْرِ وغيرِهما وقيل كلُّ
مُجْتَمِعٍ صُوبَةٌ عن كُراعٍ وحكى اللحيانيُّ عن أبي الدِّينارِ
الأعرابيِّ دخَلْت فإذا الدَّنانيرُ صُوبَةٌ بين يَدَيْهِ أي
كُدْسٌ مجتَمِع ومن رَواهُ فإذا الدِّينارُ ذَهَبَ بالدِّينَارِ
إلى مني الجِنْسِ لأن الدينارَ الواحدَ لا يكون صُوبَةً والصَّوْبُ
لَقبٌ لرَجُلٍ من العربِ وهو أبو قبيلةٍ منهم وبَنُو الصَّوْبِ
قبيلةٌ من بَكْرِ بن وائلٍ وصَوْبَةُ فَرسُ عباس بن مِرْداس
وصَوْبَةُ أيضاً فَرَسُ بَنِي سَدُوسٍ
مقلوبه ب ص
وما في الرّمَادِ بَصْوَةٌ أي شَرَرَةٌ ولا جَمْرة وبَصْوَةُ اسمُ
موضعٍ قال أوس بن حَجَر
(مِنْ ماءِ بَصْوَةَ يَوْماً وهْو مَجْهورُ ... )
مقلوبة وص ب
الوَصَبُ الوَجَعُ والمَرَضُ والجمعُ أَوْصابٌ وصَبَ وَصَباً
وتَوصَّبَ ووُصِّبَ وأُوصِبَ ورَجُلٌ وَصِبٌ من قَوْمٍ وَصَابَى
ووَصَابٍ وأَوْصَبَهُ الدَّاءُ وأوصَبَ عليه ثَابَرَ ووَصَبَ
وُصُوباً وَأَوْصَبَ دام وثَبَتَ وفي التنزيل {وله الدين واصبا}
النحل 52 وفيه {عذاب واصب} الصافات 9 أي دائم ثابت وقيل مُوجِع قال
مُلَيْحٌ
(تَنَبَّهْ لِبَرْقٍ آخِرَ الليلِ مُوصِبٍ ... رَفِيعَ السَّنَا
يَبْدُو لَنا ثم يَنْضُبُ)
أي دائمٍ وقال أبو حنيفةَ وَصَبَ الشَّحمُ دام وهو محمولٌ على ذلك
(8/388)
وأَوْصَبَتِ الناقةُ الشحمَ ثَبَتَ
شَحْمُهَا وكانت مع ذلك باقِيَةَ السِّمَنِ ووَصَبَ الرجُلُ في
مالِه وعلى مالِه يَصِبُ كَوَعَدَ يَعِدُ وهو القياسُ ووَصِبَ
يَصِبُ بِكَسْرِ الصَّادِ فيهما جميعاً نادِرٌ إذا لَزِمَهُ
وأَحْسَنَ القيامَ عليه كلاهما عن كُراع وقَدَّمَ النادَر على
القِياسِ ولم يذكر اللُّغويُّونَ وَصَبَ يَصِبُ مع ما حكوا من
وَثِقَ يَثِقُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَفِقَ يَفِقُ وسائره وفَلاةٌ
واصِبَةٌ لا غايةَ لها من بُعْدِها
مقلوبه ب وص
باصَه بَوْصاً فاستباصَ سَبَقَه أنشد ابن الأعرابيِّ
(فلا تَعْجَلْ عَليَّ ولا تَبُصْنِي ... فإنّكَ إنْ تَبُصْنِي
أَسْتَبِيصُ)
هكذا أنشده فإنّكَ ورواه بعضُهم فإنّي إنْ تبُصْنِي وهو أَبْيَنُ
وبُصْتُه اسْتعْجلْتُه وسارُوا خِمْساً بائصاً أي مُعْجَلاً
سَرِيعاً أنشد ثعلبٌ
(أَسُوقُ بالأَعْلاجِ سَوْقاً بائصاً ... )
وباصَهُ بَوْصاً فاتَهُ والبُوصُ والبَوْصُ العَجُزُ وقيل لينُ
شَحْمَتِه وامرأة بَوْصَاءُ عَظيمةُ العَجُز ولا يُقال ذلك للرَّجل
والبُوصُ والبَوْصُ اللَّونُ وحُسْنُه وأَبْوَاصُ الغَنَمِ وغَيرها
من الدّوابِّ ألوانُها الواحدُ بُوصٌ والبُوصِيُّ ضَرْبٌ من
السُّفن فارِسيٌّ معرَّب وعبَّر أبو عُبيدٍ عنه بالزَّوْرَقِ وهو
خطأ والبُوصِيُّ المَلاَّحُ وهو أحدُ القَوْلَينِ في تفسيرِ قولِ
الأَعْشَى يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ وانْباصَ الشيءُ انْقَبض
وفي الحديث كَادَ يَنْبَاصُ عنه الظِّل التَّفسير للهرويِّ في
الغريبَيْنِ
(8/389)
والبُوصاءُ لُعْبَةٌ يَلعَبُ بها
الصِّبيانُ يأخُذونَ عُوداً في رأسِه نارٌ فيُدِيرُونه على
رُءُوسِهِم
مقلوبه وب ص
وبَصَ الشَّيءُ وَبْصاً ووَبِيصاً وبِصَةً أضاءتْ والوابِصَةُ
البَرْقُ وعارِضٌ وبَّاصٌ شديدُ وَبِيصِ البَرْقِ وكلُّ بَرَّاقٍ
وَبَّاصٌ ووابِصٌ وما في النَّار وَبْصَةٌ ووَابِصَةٌ أي جَمْرةٌ
وأوْبَصَتْ نارِي أضاءت ووَبَّصَ الجِرْوُ تَوْبِيصاً إذا فَتَحَ
عَيْنَيْهِ ورُجلٌ وابِصَةُ السَّمْعِ يعتمدُ على ما يُقالُ له وهو
الذي يُسَمَّى الأُذُنَ وأنَّثَ على معنى الأُذُنِ وقد تكونُ
الهاءُ للمُبالَغةِ ووَبْصَانُ شَهْرُ ربيعٍ الآخَر قال
(وسِيَّانِ وَبْصَانٌ إذا ما عَدَدْتَه ... وبُرْكٌ لَعَمْرِي في
الحِسابِ سَواءُ)
وجمعُه وَبْصَاناتٌ ووابِصٌ ووَابِصَةُ اسمانِ والوابِصَةُ مَوضعٌ
الصاد والميم والواو ص وم
الصَّوْمُ تَرْكُ الطّعامِ والشّرابِ والنِّكاحِ والكلامِ صام
صَوْماً وصِيَاماً واصْطامَ ورَجُلٌ صائمٌ وصَوْمٌ من قَوْمٍ
صُوَّامٍ وصُيَّامٍ وصُوَّمٍ وصُيَّمٍ قلَبوا الواوَ لقُرْبِها من
الطَّرَفِ وصِيَّم عن سيبَوَيْهِ كَسَرُوا لِمَكانِ الياءِ وصَيامٍ
وَصَيَامِي الأخيرةُ نادِرة وصَوْمٍ وهو اسْمٌ للجَمْعِ وقيل هو
جمعُ صائمٍ وقوله تعالى {إني نذرت للرحمن صوما} قيل معناه صَمْتاً
ويُقَوِّيه قولُه تعالى {فلن أكلم اليوم إنسيا} وصامَ الفرسُ على
آرِيِّهِ صَوْماً وصِياماً لم يَعْتَلِفْ وقيل الصائمُ من الخَيْلِ
السَّاكِنُ الذي لا يَطْعَمُ شيئاً قال النَّابغةُ
(8/390)
(خَيْلٌ صِيَامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ...
تَحْتَ العَجَاجِ وأُخرى تَعْلُكُ اللُّجُمَا)
ومَصَامُ النَّجْمِ مُعَلَّقُه وصامَتِ الرِّيحُ رَكَدَت وصام
النَّهار إذا قام قائمُ الظَّهيرة وصامتِ الشَّمسُ اسْتَوتْ وصام
النَّعَامُ صَوْماً ألْقَى ما في بَطْنِه والصَّوم عُرَّةُ
النَّعامِ وهو ما يَرْمِي به من دُبُرِه والصَّوم شجرٌ على شكلِ
شَخْصِ الإِنسانِ كَرِيهُ المَنْظرِ جداً يقال لثَمَرِه رءوس
الشياطينِ يُعْنَى بالشّياطينِ الحَيَّاتُ وليس له وَرَقٌ وقال أبو
حنيفةَ للصَّوْمِ هَدَبٌ ولا تَنْتَشِرُ أفنانُه يَنْبُتُ نَباتَ
الأَثْلِ ولا يَطُولُ طُولَه وأكثرُ مَنَابِتِه بلادُ بَنِي
شَبابةَ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيّة
(مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُها ... من المَنَاظِرِ
مَخْطوفُ الحَشَا زَرِمُ)
شُدُوفُهُ شُخوصٌ هـ يقول يَرْقُبُها من الرُّعْبِ يَحْسَبُهَا
ناساً واحدتُه صَوْمَةٌ
مقلوبه وص م
وَصَمَه وصْماً صَدَعَه والوَصْمُ العَيْبُ في الحَسَبِ وجمعُه
وُصُوم قال
(أرَى المالَ يَغْشَى ذَا الوُصُومِ فلا تُرَى ... ويُدْعَى من
الأَشرافِ أنْ كان غانِيا)
ووصَمَهُ الشيءُ غابَهُ والوَصْمةُ العَيْبُ في الكلامِ ومنه قول
خالدِ بن صَفْوانَ لِرَجُلٍ رَحِمَ اللهُ أباك فما رأيتُ رجلاً
أَسْكَنَ فَوْراً ولا أبْعدَ غَوْراً ولا آخَذَ بذَنَبِ حُجَّةٍ
ولا أعْلَمَ بِوَصْمَةٍ ولا أُبْنَةٍ في كلامٍ منه الأُبْنَةُ
العَيْبُ في الكلامِ كالوَصْمَةِ وسيأتِي ذكرُه
(8/391)
والوَصَمُ المَرَضُ والوَصْمَةُ الفَتْرَةُ
في الجَسَدِ ووصَّمَتْهُ الحُمَّى فتَوصَّمَ آلَمَتْه فتألَّم أنشد
ثعلبٌ
(لم يَلْقَ بُؤساً لَحْمُهُ ولا دَمُهْ ... ولم تَبِتْ حُمَّى بِهِ
تُوَصِّمُهْ)
ووصَّمَه فَتَّرَهُ وكسَّلَه قال لبيد
(وإذا رُمْتَ رَحِيلاً فارْتَحِلْ ... واعْصِ ما يأمُرُ تَوْصيمُ
الكَسِلْ)
مقلوبه م وص
ماصَهُ يَمُوصُه مَوْصاً غَسَلَه ومنه حديثُ عائِشةَ في عُثمان
رضيَ اللهُ عنهما مُصْتُمُوه كما يُماصُ الثَّوبُ ثُمَّ عَدَوْتُم
عليه فقَتَلْتُمُوه تقول خرج نَقِيّا مما كان فيه والمُوَاصَةُ
الغُسالةُ وقيل المُواصَةُ غُسالة الثِّيابِ وقال اللحيانيُّ
مُوَاصَةُ الإِناءِ وهو ما غُسِل به أو منه يقال ما يَسْقِيه إلاَّ
مُوَاصَةَ الإِناءِ ومَاصَ فاهُ بالسِّوَاكِ يَمُوصُه مَوْصاً
سَنَّه حكاه أبو حنيفةَ
باب الثلاثي اللفيف
الصاد والياء والهمزة ص أي
صَأَى الطائرُ والفَرْخُ والفأرُ والخِنزيرُ والسِّنَّوْرُ
والكَلْبُ والفيلُ يَصْأى صَئِيَا وصِئيّا وتَصَاءَى أي صاحَ
وأَصْأَيْتُه أنَا ويقال للكَلْبَةِ صِئيٌّ سُمِّيت بِفعْلِها
لأنها تَصأَى أي تُصَوِّتُ والصَّآةُ مِثلُ الصَّعاةِ الماءُ الذي
يكونُ على رأسِ الوَلَدِ
(8/392)
مقلوبه ص ي أ
الصَّاةُ والصَّاءُ الماءُ الذي يكونُ في السَّلَى وقيل الماءُ
الذي يكونُ على رأسِ الوَلدِ كالصَّآةِ وقيل إنّ أبا عُبَيْدٍ قال
صآةٌ فَصَحَّفَ فرُدَّ عليه ذلك وقيل له إنما هو صَاءَةٌ فقَبِلَهُ
أبو عُبَيْدٍ وقال الصَّاءَةُ علَى مثالِ السَّاعةِ لئلا يَنْساهُ
بعد ذلك وصيَّأَ رأسَه بلَّه قَليلاً والاسمُ الصِّيئَة وصَيَّأَه
غَسَلَه فلم يُنْقِهِ وبَقِيت آثارُ الوَسَخِ فيه وصيَّأَ
النَّخْلُ ظَهَرَتْ ألْوانُ بُسْرِه عن أبي حنيفةَ
مقلوبه أص ي
الأصَاةُ الرّزانَةُ كالحَصَاةِ وقال ما لَهُ حَصَاةٌ ولا أَصَاةٌ
أي رأْيٌ يَرْجِعُ إليه قال طَرَفةُ
(وإنّ لِسانَ المَرءِ ما لمْ تَكُنْ لهُ ... أصَاةٌ على عَوْراتِه
لدَلِيلُ)
والآصِيَةُ طعامٌ مثل الحَسَاء يُصْنَعُ بالتَّمرِ قال
(والإثْرُ والصَّرْبُ معاً كالآصِيَهْ ... )
وإنما قَضَيْنا بأنها ياء لأنها لام واللامُ ياء أكْثَرُ منها
واواً
مقلوبه أي ص
جِئْ من أيْصِكَ أي مِن حيثُ كان
الصاد والهمزة والواو وص أ
وَصِئَ الثَّوبُ اتَّسَخَ
مقلوبه وأ ص
وَأَصَ به الأرضَ وَأْصاً ضَرَبَهَا
(8/393)
الصاد والواو والياء
ص وي
صَوَّيْتُ الناقةَ حَفَّلْتُها لِتَسْمَنَ وقيل أَيْبَسْتُ
لَبَنَها وإنَّما يُفْعَلُ ذلك ليكونَ أسْمَنَ لها أنشد ابنُ
الأعرابيِّ
(إذا الدِّعْرِمُ الدِّفْنَاسُ صَوَّى لِقَاحَهُ ... فإنّ لنا
ذَوْداً عِظامَ المَحَالِبِ)
وصَوَّيْتُ الغَنَمَ أيْبَسْتُ لَبَنَها عَمْداً ليكونَ أسْمنَ لها
مثلُه في الإِبلِ والاسمُ من كلِّ ذلك الصَّوَى وقيل الصَّوَى أن
يَتْرُكَها فلا يَحْلُبَها قال
(يَجْمعُ للرِّعاءِ في ثَلاثٍ ... طُولَ الصَّوَى وقِلَّةَ
الإرْغَاثِ)
وصَوَّيْتُ الفحْلَ وهو أن لا تَحْملَ عليه ولا تشُدَّه بِحَبْلٍ
ليكونَ أنْشطَ له في الضِّرابِ وأقْوَى قال الفقْعَسيُّ
(صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدَا ... )
وقيل إنما أَصْلُ ذلك في الإِناثِ تُغَرَّزُ فلا تُحلَبُ لِتَسْمنَ
ولا تضعُفَ فجعلَه الفقْعَسيُّ للفَحْلِ أي تُرِكَ من العَمَلِ
وعُلِفَ حتى رَجَعتْ نفسُه إليه وسَمِنَ وصَوَت النَّخلةُ صُوِياً
وصَوِيَتْ فهي صاوِيَةٌ وصَوِيَّةٌ كلاهما يَبِسَتْ وكذلك غيرها من
الشَّجرِ وقد يكونُ في الحيوانِ قال ساعدةُ يَصِفُ بَقَرَ وَحْشٍ
(قد أُوبِيَتْ كلَّ ماءٍ فَهْي صاوِيَةٌ ... مَهْما تُصِبْ أُفُقاً
من بارقٍ تَشِمِ)
مقلوبه وص ي
أَوْصَى الرَّجلَ ووَصَّاه عَهِدَ إليه قال رُؤبة
(وصَّانِيَ العَجّاجُ فيما وَصَّني ... )
(8/394)
أراد فيما وصَّانِي فحَذَفَ اللامَ
للقافيةِ والاسمُ الوَصَاةُ والوَصَايةُ والوَصِيَّةُ والوَصِيَّةُ
أيضاً ما أَوْصَيْتَ به والوَصِيُّ المُوصِي والمُوصَى والأُنثَى
وَصِيٌّ وجمعُهُما جميعاً أَوْصِياء ومن العربِ من لا يُثْنِي
الوَصِيَّ ولا يَجْمَعُه وقول كثيِّر
(تُخَبِّرُ مَنْ لاقَيْتَ أنكَ عائذٌ ... بَلِ العائذُ المَحبُوسُ
في سِجْنِ عارِمِ)
(وصِيُّ النبيِّ المُصطفَى وابنُ عمِّهِ ... وفَكَّاكُ أغلالٍ
وقاضِي مَغارِمِ)
إنما أراد ابْنَ وَصيِّ النبيِّ وابْنَ عَمِّه وهو الحسنُ بنُ
عليٍّ أو الحسينُ بن عليٍّ فأقامَ الوَصِيُّ مُقامَهُما ألا ترى أن
علياً لم يكنْ في سِجْنِ عارِمٍ لا سُجِنَ قطُّ أنْبَأنَا بذلك أبو
العلاء عن أبي عليٍّ الفارسيِّ والصحيحُ الأشهرُ أنه محمدُ بن
الحنفِيَّةِ رضيَ الله عنه حَبَسْه عبدُ الله بن الزُّبَيرِ رحمه
الله في سِجْنِ عارِمٍ والقصيدةُ في شِعْرِ كُثَيّرٍ مشهورةٌ
والممدوحُ بها محمدُ بن الحَنفِيَّةِ قال ومثله قولُ الآخَر
(صَبَّحْنَ من كاظِمَةَ الحِصْنَ الخَرِبْ ... يَحْمِلْنَ عباسَ
بنَ عبدِ المطَّلِبْ)
إنما أراد يَحْمِلْنَ ابنَ عباسٍ ويَرْوى الخُصَّ الخَرِبْ وقولُه
تعالى {يوصيكم الله في أولادكم} النساء 11 معناه يَفْرِضُ عليكُم
لأن الوصيَّةَ من الله إنما هي فَرْضٌ والدليلُ على ذلك قولُه
تعالى {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به}
الأنعام 151 وتَوَاصَوْا أوْصَى بعضُهم بعضاً وقوله عزَّ وجلَّ
{أتواصوا به} الذاريات 53 أي أَوْصى به أَوّلُهُم آخِرَهُمْ
والأَلِفُ للتَّوبِيخِ وَوَصى الرَّجُلَ وصْياً وصَلَه ووَصَى
الشيءَ بغيرِه وَصْياً وصَلَهُ وَوَصَتِ الأرضُ وَصْياً وَوُصِيّا
ووَصَاءً ووصَاةً الأخيرةُ نادِرةٌ حكاهُما أبو حنيفةَ كل ذلك
اتَّصَل نَباتُها قال أبو عليٍّ ومعنى هذا الباب الاتّصال لأنّ
العَهْدَ يَصِلُ من المُوصِي إلى المُوصَى إليه وقولُه أنشده ابنُ
الأعرابيِّ
(8/395)
(أَهْلُ الغِنَى والجُرْدِ والدِّلاصِ ...
والجُودِ وصَّاهُمْ بِذاكَ الوَاصِي)
أراد والجُودِ الواصِي أي المُتَّصِلِ يقول الجُودُ وَصّاهُم بأن
يُدِيمُوهُ أي الجُودُ الواصي وصّاهُم بذلك وقد يكونُ الواصِي هنا
اسمَ الفاعلِ من أَوْصَى على حَذْفِ الزائد أو على النَّسبِ فيكونُ
مرفوعَ الموضِعِ بأَوْصَى لا مجرورةَ على أنْ يكونَ نعتاً للجُودِ
كما يكونُ في القولِ الأوّلِ والوَصَا والوَصِيُّ جميعاً جَرائدُ
النَّخْلِ التي يُحْزَمُ بها وقيل هي من الفَسِيلِ خاصّةً واحدتُها
وصَاةٌ ووَصِيَّةٌ ويَوَصَّى طائرٌ وقيل هو البَاشَقُ وقيل هو
الحُرُّ عِراقيّةٌ ليست من أَبْنِيةِ العربِ
انتهى الثلاثي اللفيف
باب الرباعي
الصاد والطاء
المُصْطَارُ والمُصْطارةُ الحامضُ من الخَمْرِ قال عَدِيُّ بن
الرِّقَاعِ
(مُصْطارَةٌ ذَهَبَتْ في الرأسِ نَشْوَتُها ... كأَنَّ شارِبها
مِمّا بِهِ لَمَمُ)
أي كأَنَّ شاربها مما به ذُو لَمَمٍ أو يكون التَّقديرُ كأنَّ
شارِبَها من النوعِ الذي به لَمَم وأوقع ما على من يَعْقِلُ كما
حكاهُ أبو زيدٍ من قولِ العربِ سُبْحان ما يُسبّحُ الرَّعدُ
بِحَمْدِهِ وكما قالت كُفَّارُ قريشٍ للنِّبيِّ صلى الله عليه وسلم
حين تَلاَ عليهم قولَه تعالى {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب
جهنم أنتم لها واردون} الأنبياء 98 قالوا فالمُسَبّحُ معبودٌ فهل
هو في جَهَنَّمَ فأوقَعُوا ما على من يَعْقِلُ فأَنْزلَ الله تعالى
{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} الأنبياء 101
والقياسُ أن يكون أراد بقوله {وما تعبدون} الأَصْنامَ المَصْنوعةَ
وقال أيضاً فاسْتعارهُ لِلَّبَنِ
(8/396)
(نَقْرِي الضُّيوفَ إذَا ما أَزْمَةٌ
أَزَمَتْ ... مُصْطارَ ماشيةٍ لم يعُد أن عُصِرَا)
قال أبو حنيفة جعلَ اللَّبَن بمَنْزِلَةِ الخَمْرِ فسمَّاه
مُصْطاراً يقول إذا أجْدب الناسُ سقَيناهُم اللَّبَن الصَّرِيفَ
وهو أَحْلَى اللَّبنِ وأَطيبهُ كما تسقى المصطارُ قال أبو حنيفةَ
أَنا أُنكِرُ قولَ مَنْ قال إنّ المُصْطَارَ الحامِضُ لأن الحامض
غيرُ مختارٍ ولا مَمْدوحٍ وقد اخْتِيرَ المُصطارُ كما ترى من قولِ
عَدِيٍّ وغيرِه وقد تقدَّم تعليلُ هذه الكلمةِ من جهة الإِعرابِ في
الكتابِ المُخصَّص والمُصَنْطِل الذي يَمْشِي ويُطَأْطِئُ رأسَه
الصاد والدال
الصِّفْرِدُ طائِرٌ أعظمُ من العُصْفورِ وفي المَثَلِ أحْبَنُ من
صِفْردٍ والفِرْصِدُ والفِرْصيدُ والفِرْصَادُ عَجْمُ الزَّبيبِ
والعِنَبِ والفِرْصَادُ التُّوتُ وقيل حَمْلُه والفِرصاد
الحُمْرَةُ قال الأسودُ بن يَعْفَرَ
(يَسْعَى بها ذو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ ... فَنَأَتْ أَنَامِلُهُ
مِنَ الفِرْصَادِ)
والصِّمْرِدُ من الإِبِلِ القليلةُ اللَّبنِ والدَّرْمَصَةُ
التَّذلّلُ والصَّنْدَل خَشبٌ طَيِّبُ الرِّيحِ وحِمَارٌ صَنْدَلٌ
وصُنادِلٌ عَظيمٌ شديدٌ ضَخْمُ الرأس وكذلك البعيرُ ضَخْمٌ رأسُه
والدِّلْفَصُ الدَّابّةُ عن أبي عَمْروٍ والصِّلْدِمُ والصُّلادِمُ
الشَّديدُ الحافرِ والأنثى صِلْدِمةٌ وصُلادِمَةٌ وعَمَّ به بعضُهم
وهو ثلاثيٌّ عند الخليلِ وقد تقدَّم والصِّلْدامُ الشديدُ
كالصِّلْدِم قال جَريرٌ
(فَلَوْ قال مَيْلٌ مِن تَميمٍ عليكُمُ ... لأَمَّكَ صِلْدَامٌ من
العيسِ قَارِحُ)
والدُّلَمِصُ والدُّلامِصُ البَرَّاقُ وامرأةٌ دُلِمَصَةٌ
بَرَّاقةٌ أنشد ثعلبٌ
(8/397)
(قد أَغْتَدِي بالأعْوَجِيِّ التَّارِصِ
... مِثْلَ مُدَقِ البَصَلِ الدُّلامِصِ)
يريد أنه أشهبُ نَهْدٌ ودَلْمَصَ الشيءَ بَرَّقَهُ والدُّمَلِصُ
والدُّمالِصُ كالدُّلَمِصِ والدُّلامِص قال يعقوبُ هو مقلوبٌ من
الدُّلَمِصِ وقد تقدّم ذلك في الثلاثيِّ لأن الدُّلامِصَ عند
سيبويه فُعَامِلٌ فكلُّ ما اشْتُقَّ مِنْه أو قُلِبَ عنه ثلاثيٌّ
أيضاً
الصاد والتاء
فَتْرَصَ الشيءَ قطَعَه
الصاد والراء
الصُّنْبورةُ والصُّنبورُ جميعاً النَّخلةُ التي دُقَّتْ من
أسفلِها وانْجَرَدَ كَرَبُها وقيل حَمْلُها وقد صَنْبَرَتْ
والصُّنْبورُ سَعَفَاتٌ يَخْرُجْنَ في أصل النَّخْلةِ والصُّنبور
أيضاً النخلةُ تَخْرُجُ من أصلِ النخلةِ الأخرى من غير أن تُغْرَسَ
والصُّنْبورُ أيضا النَّخلةُ المنفردةُ من جماعةِ النَّخْلِ وقد
صَنْبَرَتْ وقال أبو حنيفةَ الصُّنْبُورُ بغير هاءٍ أصْلُ النخلةِ
الذي تَشَعَّبتْ مِنه العُروقُ ورجُلٌ صُنْبورٌ فَرْدٌ ضَعيفٌ
ذَليلٌ لا أَهْلَ له ولا عَقِبَ ولا ناصِرَ وفي الخَبَرِ أنّ
قُرَيْشاً قالت في النبيِّ صلى الله عليه وسلم محمدٌ صُنْبُورٌ أي
لا عَقِبَ له ولا أَخَ فإذا مات انْقَطَعَ ذِكْرُه فأَنْزَلَ الله
عليه {إن شانئك هو الأبتر} الكوثر 3 والصُّنْبورُ اللَّئيمُ
والصُّنبورُ فَمُ القَناةِ والصُّنبورُ القَصَبَةُ التي تكونُ في
الإِدَاوَة يُشْربُ منْهَا وقد تكونُ من حديدٍ وَرَصاصٍ وصُنْبورُ
الحَوْضِ مَثْعَبُه وقيل هو ثَقْبُه الذي يَخْرجُ منه الماءُ إذا
غُسِلَ وقوله أنشده ابن الأعرابيِّ
(ليَهْنِئْ تُراثِي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ ... صَنابِرُ
أُحْدَانٌ لَهنَّ حَفيفُ)
(8/398)
فسَّره فقال الصَّنابِرُ هنا السِّهامُ
الدِّقاقُ ولم أجدْه إلا عن ابن الأعرابيِّ ولم يأت لها بواحدٍ
وأُحْدانٌ أفرادٌ لا نَظِيرَ لها كقولِ الآخَر
(يَحْمِي الصُّرَيِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ له ... صَيْدٌ
ومُجْتَرِئٌ باللَّيلِ هَمَّاسُ)
والصَّنَوْبرُ شجرٌ مُخْضرٌّ شِتاءً وصَيفاً وقيل الأَرْزُ
الشَّجرُ وثمرُه الصَّنَوْبَرُ وقد تقدّم وغَداةٌ صِنَّبْرٌ
بارِدةٌ وقال ثَعْلبٌ الصِّنَّبْرُ من الاضَّدادِ يكون الحارَّ
ويكون البارِدَ حكاه عن ابن الأعرابيِّ والصِّنَّبْرُ
والصَّنَّبِرُ البَرْدُ وقيل الرِّيحُ الباردةُ في غَيْمٍ قال
طَرَفَةُ
(بِجَفَانٍ تَعْترِي نادِينَا ... وسَدِيفٍ حينَ هاجَ الصِّنَّبِر)
وأما ابن جِنِّي فقال أرادَ الصِّنَّبْر فاحْتاج إلى تحريك الياءِ
فَتَطَرّقَ إلى ذلك بِنَقْلِ حركةِ الإِعرابِ إليها تشبيهاً
بقولِهم هكذا بَكُرْ ومَرَرْتُ بِبَكْرِ فكان يجبُ على هذا أنْ
يقولَ الصِّنَّبُرْ فيَضُمَّ الباءَ لأنّ الراءَ مضمومةٌ إلا أنه
تَصَوَّرَ معنى إضافةِ الظَّرفِ إلى الفِعْلِ فصارَ إلى أنه كأنه
قال حِينَ هَيْجِ الصِّنَّبْرِ فلما احتاجَ إلى حركةِ الباءِ
تَصَوَّرَ معنى الجَرِّ فكَسَر الباءَ وكأنه نَقَلَ الكَسْرةَ عن
الراءِ إليها كما أن القصيدةَ المُنْشَدَةَ للأصمعيِّ التي فيها
(كأنَّها وقد رآها الرَّائِي ... )
إنما سَوَّغه ذلك مع أنَّ الأبياتَ كلَّها مُتواليةٌ على الجَرِّ
أنّه تَوهَّمَ فيه معنَى الجَرِّ ألاَ ترى أن معناه كأَنَّها وقْتُ
رُؤيةِ الرائِي فَساغَ له أن يَخْلِطَ هذا البيتَ بسائِر الأبيات
وكأنه لذلك لم يُخالِفْ قال وهذا أقربُ مأخذاً من أن يقولَ إِنه
حَرّفَ القافيةَ للضرورةِ كما حَرَّفها في قولِه
(هَلْ عَرَفْتَ الدارَ أو أنْكَرْتَها ... بَيْنَ تِبْراكٍ
فشَسَّيْ عَبَقُرْ)
في قولِ مَنْ قال عَبْقَرْ فحرّف الكلمةَ
(8/399)
والصِّنَّبْرُ اليومُ الثاني من أيام
العَجُوزِ والبِنْصَر الأُصْبُعُ بين الوُسْطَى والخِنْصِرِ
مُؤَنثةٌ عن اللحيانيِّ والفِرْفَاصُ الفحلُ الشديدُ الأخْذِ وقال
اللحيانيُّ قال الخُسُّ لبِنْتِه إِني أريدُ أَلا أُرْسلَ في
إِبِلي إلا فحلاً واحداً قالت لا يُجزئُها إلا رَباعٌ فِرْفاصٌ أو
بازِلٌ حُجَأَةٌ الحُجَأَةُ الذي لا يَزالُ قاعياً على كلِّ ناقةٍ
وفُرَافِصَةٌ وفَرَافِصَةٌ من أسماءِ الأسَد ورَجُلٌ فُرافِصٌ
وفُرَافِصَةٌ شديدٌ ضخْمٌ شجاعٌ وفُرافِصَةُ اسمُ رجلٍ
والفُرافِصَةُ أبو نائِلَةَ امرأةِ عثمانَ رضي الله عنه ليس في
العربِ مَنْ يُسَمَّى بالفُرافِصَة بالألف واللام غيره وَفَرْصَن
الشيءَ قطَعَه عن كُراع والفِرْصِمُ من أسماءِ الأسدِ والبُرْصُومُ
عِفَاصُ القَارورةِ ونحوِها في بعض اللُّغاتِ
الصاد واللام
الصِّفْصِلُ نَبْتٌ أو شجرٌ قال
(أرعيتُها أكْرَمَ عُودٍ عُودَا ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ
واليَعْضيدَا)
والصِّنْبِلُ الخبيثُ المُنْكَرُ وصِنْبِلٌ اسمٌ قال مُهَلْهِلٌ
(لما تَوَقَّلَ في الكُرَاعِ هَجَيْتُهُمْ ... هَلْهَلْتُ أثَارُ
مالِكاً أو صِنْبِلا)
وابن صِنْبِيلٍ رَجُلٌ من أهلِ البَصْرةِ أَحْرَقَ جارِيةُ بنَ
قُدَامةَ وهو من أصحابِ عليٍّ خَمْسِينَ رجلاً من أَهْلِ البَصْرةِ
في دارِه وبَلْصَمَ الرَّجُلُ وغيْرُهُ بَلْصَمَةً قَرَّ وَبلأَصَ
بَلأَصَةً كذلك
(8/400)
باب الخماسي
الإِصْطِفْلِينَة الجَزَرُ شآميةٌ عن ابنِ الأعرابيِّ وقيل هي
كالجَزَرَةِ وفي الحديث إنّ الوَالِيَ لَيَنْحِتُ أقارِبهُ
أمانَتَهُ كما يَنْحِتُ القَدُومُ الإِصْطَفْلِينَةَ حتى يَخْلُصَ
إلى قَلْبِها والإِصْطَبْلُ مَوْقفُ الدّابَّةِ
انتهى الخماسي
(8/401)
|