المحكم والمحيط الأعظم

حرف الضاد
باب الثنائي المضاعف
الضاد والزاي ض ز ز
الضَّزَزُ لُزُوقُ الحَنَكِ الأَعْلَى بالأسفلِ إذا تكَلَّم الرّجُلُ تكادُ أَضْراسُه العُلْيا تَمَسُّ السُّفْلَى فيتكلم وفُوه مُنْضَمّ وقيل هو ضِيقُ الشِدْق والفَمِ في دِقَّةٍ من مُلْتَقَى طَرَفَي اللَّحْيَيْن لا يكاد فَمُه ينفتح وقيل هو أن يتكلَّم كأنه عاضٌّ بأضراسِه لا يفتح فاهُ وقيل هو أن تقع الأضراسُ العليا على السُّفْلَى فيتكَلَّم وفوهُ مُنْضَمٌّ وقيل هو تقارُبُ ما بين الأسنان رواه ثعلبٌ ضَزَّ يَضَزُّ وهو أَضَزُّ والأنثى ضَزَّاءُ وقولُه أنشده ابن الأعرابيِّ
(نَجِيبَةُ مَوْلَى ضَزَّها القَتُّ والنَّوَى ... بِيَثْرِبَ حتى نَيُّها مُتَظَاهِرُ)
أي حَشَاها قَتّا ونَوًى مأخوذٌ من الضَّزَزِ الذي هو تقارب ما بين الأَسنانِ وضَزَّها أكثرَ لها من الجماعِ عن ابن الأعرابيِّ
الضاد والدال ض د د
ضِدُّ الشيء وضَديدُهُ وضَدِيدَتُه خِلافُه الأخيرة عن ثعلبٍ وضِدُّهُ أيضاً مِثْلُه عَنْهُ وحْدَهُ والجمعُ أضْدَادٌ وقد ضَادَّه والقومُ على ضِدٍّ واحدٍ إذا اجْتمعُوا عليه في الخُصومةِ وفي التنزيل {ويكونون عليهم ضدا} مريم 82 وضَدَّهُ ضَداّ مَلأَه وبَنُو ضِدٍّ بَطْنٌ قال ابن دُريدٍ هم قبيلةٌ من عادٍ وأنشد
(وذُو النُّونَيْنِ من عَهْدِ ابنِ ضِدٍّ ... تَخيَّرهُ الفَتَى من قومِ عَادِ)
يعني سَيْفاً

(8/147)


الضاد والراء ض ر ر
الضَّرُّ والضُّرُّ ضدُّ النَّفْعِ والضَّرُّ المصْدرُ والضُّرُّ الاسمُ وقيل هما لغتان كالشَّهدِ والشُّهد ضَرَّه يَضُرُّه ضراّ وضَرَّ به وأضَرَّ بِه وضارّهمضارَّةً وضِراراً وقوله تعالى {غير مضار} النساء 12 مَنع من الضِّرَارِ في الوَصِيّةِ ورُوِيَ عن أبي هُرَيرةَ
من ضارَّ في وصيَّتِه ألقاه اللهُ في وادٍ من جَهَّنم أوْ من نارٍ
والضّرارُ في الوَصِيَّة راجعٌ إلى الميراثِ والضَّارُوراء القَحْطُ والشِدّّة والضَّرُّ سُوءُ الضَّرَرِ والتَّضَرَّةُ والتَّضُرَّةُ الأخيرة مَثّلَ بها سيبَوَيْهِ وفسَّرها السِّيرافيُّ وقوله أَنْشَدُه ثَعْلبٌ
(مُحَلّى بأَطواقٍ عِتاقٍ يُبِينُهما ... على الضَّرِّ رَاعِي الضَأْنِ لَوْ يَتَقوَّفُ)
إنما كنى به عن سُوءِ حالِه في الجَهْلِ وقلّةِ التَّمْييزِ يقول كَرَمُهُ وجُودُه يَبِينُ لمن لا يَفْهَم الخيرَ فكَيْفَ بمَنْ يفهم والضَّرَّاءُ نَقِيضُ السَّراءِ وقوله تعالى {فأخذناهم بالبأساء والضراء} الأنعام 42 قيل الضَرَّاءُ النَّقْصُ في الأموالِ والأَنْفُسِ وكذلك الضَّرَّةُ والضَّرَارَة والضَّرَرُ النُّقصانُ يَدْخُلُ في الشيءِ ورجلٌ ضَرِيرٌ ذاهبُ البَصَرِ والجمعُ أَضْرَّاءُ والضَّرِيرُ المَهزُولُ المريضُ والجمعُ كالجمعِ والأُنْثَى ضَرِيرَةٌ وكُلُّ شيءٍ خالَطَه ضُرٌّ ضَرِيرٌ ومَضْرور والاضْطرار الاحِتِياجُ إلى الشيء وقد اضْطَرَّه إليه أَمْرٌ والاسْمُ الضَّرَّةُ قال دُرَيدُ ابن الصِّمَّةِ
(وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ)
أي تَلأْلُؤَ عَضْبٍ ويُرْوَى ذَرِّيَّ عضْب يَعْني فِرَنْدَ السَّيْفِ لأنه يُشَبَّهُ بمَدَبِّ النَّحْلِ

(8/148)


والضَّرُورةُ كالضَّرَّةِ وليس عليك ضَرَرٌ ولا ضَرُورَةٌ ولا ضارورةٌ والضَّررُ الضِّيقُ ومكان ذو ضرر أي ضِيقٍ ومكانٌ ضَرَرٌ ضَيِّقٌ ومنه قولُ ابن مُقْبِلٍ
(ضِيف الهَضْبَةِ الضَّرر ... )
والمُضِرُّ الدّانِي من الشيءِ قال الأخْطلُ
(ظلَّت ظِبَاءُ بَنِي البَكَّاءِ راتِعةً ... حتى اقْتُنِصْنَ على بُعْدٍ وإضرْارِ)
وأَضَرَّ بالطَّريقِ دَنَا منه ولم يُخالِطْه قال
(لأُمِّ الأرضَ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ ... غَداةَ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ)
الحسَن اسمُ رَمْلٍ وأضَرَّ السَّيْلُ من الحائِط دَنَا منه وأضَرَّ السَّحابُ إلى الأرضِ دَنا منه وكلُّ ما دَنا دُنُوّا مُضَيَّقاً فَقد أَضَرَّ وأمَّا ما رُوِيَ في الحديث من قولِهم لا تُضَارُّونَ في رؤيتِهِ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه فهو من ذلك أي لا تَضَامُّونَ تَضَامّا يدْنو به بعضكُم من بعضٍ فَتُضايَقُون والضَّرِيرانِ جانِبَا الوادي قال أوسُ بن حَجَرٍ
(وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَبٍ ... يَرْمي الضَّرِيرَ بِخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ)
واحدهما ضَريرٌ وجمعُه أَضِرَّة وإنّه لَذُو ضَرِيرٍ أي صَبْرٍ على الشَّرِّ ومُقَاساةٍ له وقيل هو مِن الناسِ والدوابّ الصَّبُورُ على كلِّ شيءِ قال
(باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضَرِزَّةٍ ... شَدِيدَةِ جَفْنِ العَيْنِ ذاتِ ضَرِيرِ)

(8/149)


وقال
(أمَّا الصُّدورُ لاَ صُدورَ لجَعْفَرٍ ... ولكنَّ أَعْجَازا شديداً ضَرِيرُهَا)
وقولُ مُليحٍ الهُذَليِّ
(وإني لأُقْرِئُ الهَمَّ حين يُسُوؤني ... بُعَيْدَ الكَرَى منهُ ضَريرٌ مُحافِلُ)
وإنَّه لَضِرُّ أضْرارٍ أي شَديدُ أشِدَّاء قال أبو خِراشٍ
(والقَوْمُ أَعْلَمُ لو قُرْطٌ أُرِيدَ بها ... لَكانَ عُرْوةُ فيها ضِرَّ أضْرارِ)
وإنه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأتِه أَي غَيْرَةٍ قال الراجزُ يصف حماراً
(حتى إذا ما لانَ مِنْ ضَرِيره ... )
وضارَّه مُضارَّةً وضِراراً خالَفَه قال نابغةُ بَنِي جَعْدَةَ
(وخَصْمَيْ ضِرَارٍ ذَوَيْ تَدْرَأٍ ... متَى بَاتَ سِلْمُهما يَشْغَبَا)
وقد فُسِّر قولُه صلى الله عليه وسلم فإنكُم لا تَضارُّون في رُؤْيَتِه يعني رؤُية الباري جلَّ وعزَّ بأنَّ معناه لا يُخالفُ بعضكم بعضاً عن الزَّجاج ويروى تُضَارُّون أي لا يَضُرُّ بعضُكُم بعضاً ويروى تُضَارُون من الضَّيرِ والضَرَّتانِ امْرأتا الرَّجلِ كل واحدةٍ منهما ضَرَّةٌ لصاحِبَتِها وهو من ذلك وهُنَّ الضَّرائرُ نادرٌ قال أبو ذؤيبٍ يصف قُدُوراً
(لَهُنَّ نَشِيجٌ بالنَّثِيلِ كأنَّها ... ضَرَائِرُ حِرْميٍّ تَفاحَشَ غارُها)
وهي الضِّرُّ وتَزوّجَ على ضِرٍّ وضُرٍّ أي مُضَارَّة بين امرأَتْينِ ويكون الضِّرُّ للثَّلاثِ حكَى كُراعٌ تزوَّجْتُ المرأةَ على ضِرٍّ كُنَّ لها فإذا كان كذلك فهو مَصْدرٌ على طَرْح

(8/150)


الزائد أو جمعٌ لا واحدَ له والإِضْرارُ التَّزْويجُ على ضَرَّةٍ رجُلٌ مُضِرٌّ وامرأةٌ مُضِرٌّ والضَّرْتانِ الأَلْيَةُ من جانِبَيْ عَظْمِها وهما اللَّحْمتان اللتان تَنْهدِلانِ من جانِبَيْها وضَرّةُ الإِبهامِ لَحْمَةٌ تَحْتَها وقيل أصْلُها وقيل هي باطنُ الكَفِّ حِيَال الخِنْصَرِ تُقَابِلُ الأَلْيَةَ في الكَفِّ والضَّرَّةُ ما وقع عليه الوَطْءُ من لحمِ باطن القَدَمِ مما يَلي الإِبْهامَ والضرَّة أصلُ الضرَّع الذي لا يخلو من اللَّبَن أو لا يكادُ يَخْلُو منه وقيل هو الضَّرْعُ كلُّه ما خَلاَ الأطْبَاءَ ولا يُسَمّى بذلك إلا أن يكونَ فيه لَبَنٌ وقيل الضرَّةُ الخِلْفُ قال طَرَفَةُ يصفُ نَعْجَةً
(من الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قَادِمَاها ... وضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ)
والضَرَّةُ أصلُ الثَّدْيِ والجمع من ذلك كله ضَرائِرُ وقد بَيَّنْتُ أنه جمعٌ نادرٌ أنشد ثعلب
(وصارَ أَمْثَالَ الفَغَا ضَرائِرِي ... )
إنما عَنَى بالضَّرائرِ أحدَ هذه الأشياء المتقدّمة والضَّرَّةُ المالُ يَعْتَمِد عليه الرَّجلُ وهو لغيرِه من أقاربِه وعليه ضَرَّتانِ من ضَأْنٍ ومَعْزٍ والضَّرةُ القِطعةُ من المالِ والإِبِلِ والغَنَمِ وقيل هو الكثيرُ من الماشية خاصّةً دون العَيْرِ رَجُلٌ مُضِرٌّ له ضَرَّةٌ من مالٍ قال
(بحَسْبِكَ في القَوْمِ أَنْ يَعْلَمُوا ... بأنّكَ فيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرْ)

(8/151)


والضّرتانِ الرَّحَيانِ والضَّرِيرُ النَّفْسُ وقيل بَقِيّةُ النَّفسِ وناقةٌ ذاتُ ضَرِير مُضِرَّةٌ بالإِبِلِ في شِدَّة سَيْرها وبه فُسِّر قولُ أمَّيةَ بن أبي عائذٍ الهُذِليِّ
(تُبارِي ضَرِيسٌ أُولاَتِ الضَّرير ... وتَقْدُمُهُنَّ عَتُوداً عَنُونا)
وأضَرَّ يَعْدُو أَسْرَعَ وقيل أسرعَ بعضَ الإِسراعِ هذه حكاية أبي عُبَيْدٍ قال الطوسيُّ وقد غَلِطَ إنّما هو أَصَرَّ والمِضْرارُ من النِّساءِ والإِبِلِ والخيل التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَها من النَّشاطِ عن ابن الأعرابيِّ وأَنشدَ
(إذا أنت مَضْرارٌ جَوادُ الحُضْرِ ... أغْلظُ شيءٍ جَانِباً بِقُطْرِ)
وضُرٌّ ماءٌ معروفٌ قال أبو خراشٍ
(نُسابِقُهُم على وَصَفٍ وضُرٍّ ... كَدابِغَةٍ وقد نَغَلَ الأَديمُ)
وضِرارٌ اسمُ رَجُلٍ
مقلوبه ر ض ض
رَضَّ الشيء يَرُضُّه رَضّا فهو مَرْضُوضٌ ورَضِيضٌ ورَضْرَضَهُ لم يُنْعِمْ دَقَّه وقيل رَضَّه رضّا كَسَره ورُضَاضُه كُسَارُه وارْتَضَّ الشيءُ تكَسَّر والرَّضُّ التَّمرُ الذي يُدَقُّ فيُنَقَّى عَجَمُهُ ويُلْقَى عَجَمُه في المَخْضِ قال
(جاريةٌ شَبَّتْ شَبابً غَضّا ... )

(تَشْرب مَحْضاً وتَغَذَّى رَضّا ... )

(لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إلا عَضّا ... )

(8/152)


وأَرَضَّ التَّعَبُ العَرَقَ أَسَالَه والمُرِضَّةُ الأُكْلَةُ أو الشَّربةُ التي تُرِضُّ العَرَقَ أيْ تُسِيلُه والمُرِضَّةُ اللبنُ الحليبُ يُحْلَبُ على الحامض وقيل هو اللبن قَلَّ أن يُدْرِك قال ابنُ أَحْمِر
(إذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أوْكِي ... على ما في سِقَائِكِ قَدْ رَوِينَا)
كذا أنشده أبو عُبَيْد لابنِ أحْمِر رَوِينا على أنه من القصيدة النّونيّة له وفي شعرِ عَمْرِو بن هُمَيْلٍ اللحيانيّ قد رَوِيتُ في قصيدةٍ أَوّلها
(ألا مَنْ مُبْلِغُ الكعبيَّ عنِّي ... رَسُولاً أصلُها عِنْدِي ثَبِيتُ)
والمِرَضَّةُ كالمُرِضَّةِ والرَّضْرَضةُ والرَّضْرَاضُ الحَصَى الذي يجري عليه الماءُ وقيل هو الحصاء الذي لا يَثْبُتُ على الأرضِ وقد يُعَمُّ به والرّضراضُ الصَّفَا عن كُراعٍ ورَجُلٌ رَضْرَاضٌ كثيرُ اللَّحْمِ والأُنْثَى رَضْرَاضَةٌ
الضاد واللام ض ل ل
الضّلالُ والضَّلاَلةُ ضد الهُدَى ضَلِلَت تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحةُ وضَلَلْتَ تَضِلَّ ضَلالاً وَضلالةً وقال كراعٌ وبنو تميمٍ يقولون ضَلِلْتُ أَضَلَّ وقال اللحيانيُّ أهلُ الحجازِ يقولون ضَلَلتُ أضِلُّ وأهلُ نَجْدٍ يقولون ضَلَلْت أَضَلُّ وقد قرأوا جميعاً {قُلْ إنْ ضَلِلْتُ وضَلَلْتُ} سبأ 50 قال وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيءٍ في القرآن ضَلِلْتُ وضَلِلْنَا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ وأمّا ما قرأه مَنْ قرأ ولا الضَّالينَ بهمزِ الألفِ فإِنَّه كَرِهَ الْتقاءَ الساكَنْينِ الألفِ واللام فحرّك الألفَ لالتقائِهما فانقلبت همزةً لأن الألفَ حرفٌ ضعيفٌ واسعُ المَخْرجِ لا يتحملُ الحركةَ فإذا اضطُرُّوا إلى تحرِيكه قَلَبُوه إلى أقربِ الحروفِ إليه وهو الهمزة وعلى ذلك ما حَكَاهُ أبو زَيْدٍ من قولِهم شَأبَّةٌ ومأدَّةٌ وأَنْشَدُوا
(يا عَجَبى لقد رَأَيتُ عَجَبا ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبا)

(8/153)


(خاطِمَها زَأمَّها أنْ تَذْهَبَا ... )
يريد زَامَّها وحكَى أبو العباسِ عن أبي زيدٍ قال سَمِعْتُ عَمْرَو بن عُبَيْدٍ يقرأُ {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن 39 بِهَمْزِ جانّ فظَنَنْتُه قد لَحَنَ حتى سَمِعْتُ العربَ تقولُ شَأبَّةٌ ومَأدَّةٌ قال أبو العباس فقُلْتُ لأبي عُثْمانَ أَنْقِيسُ ذلك قال لا ولا أَقْبَلُه وضَلُولٌ كَضالٍّ قال
(لقد زَعَمتْ أُمامَةُ أنَّ مالِي ... بَنِيَّ وأنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُ)
وأضَلَّهُ جَعَلَه ضالا وفي التنزيل {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} إبراهيم 36 أي ضَلُّوا لأنّ بسببها الأَصنامَ لا تفْعَلُ شيئاً ولا تَعْقِلُ وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْنِي هذه الدارُ أي افْتَتَنْتُ بِسَبَبِهَا وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ
(رآها الفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً من البِيضِ الكرامِ العَطابِلِ)
قال السُّكَّرِيُّ طُلِبَ منه أن يَضِلَّ فَضَلَ وضَلِلْتُ الدارَ والمَسْجِدَ والطريقَ وكلَّ شيء مُقِيمٍ لا تَهْتَدِي له وضَلَ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً وقولُه تعالى {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} غافر 25 أي يذهب كيدهم باطلاً ويحيق بهم ما يريده الله تعالى وأضل البعير والفرس ذَهَبا عنه وقوله تعالى {أضل أعمالهم} محمد 1 8 قال أبو إسحاق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلُوا من خَيْرٍ هذا كما تقولُ لِلَّذي عَمِل عَملاً لم يَعُدْ عليه نَفْعُه قد ضَلَّ سَعْيُكَ التي لا تبرح إذ الأعرابيّ
(ضَلَّ أباهُ فادَّعَى الضَّلالاَ ... )
ضلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاعَ والضلالة من الإِبلِ التي تبقى بمضيعةٍ لا يُعْرَفُ لها ربّ الذكرُ والأنثى في ذلك سواءٌ ووقع في وادي تضلَلٌ ويضلّلُ أي الباطِل

(8/154)


والتَّضْليل تَصْيِيرُ الإنسانِ إلى الضَّلالِ قال الراعي
(وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبَغِي الهُدَى فَيزيدُني تَضْليلاَ)
هكذا قاله الراعي بالوَقْصِ وهو حذف التاء من مُتَفَاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلك وَرَوَتْه ولَمَا أَتَيْتُ على الكَمالِ والتَّضْلاَلُ كالتَّضْليل والضَّلْضَلة الضَّلالُ وأرضٌ مُضِلَّةٌ تَضِلُ الناسَ وكذلك طريق مُضِلّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال قال كعب بن زُهيرٍ
(كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لَها مَثَلاً ... وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضَالِيلُ)
وفلانٌ ضُلٌّ بن ضُلٍّ مُنْهَمكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعرفُ ولا يُعرف أبُوه وقيل هو الذي لا خيرَ فيه وفي المَثَل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويا تَلَفَهُ يقوله قَصِيرُ بن سَعْدٍ لجَذِيمةَ الأَبْرشِ حين صار معه إلى الزَّبّاء فلما صار في في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصيرٌ ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليه فإنه لا يُشَقُّ غبارهُ وفَعَلَ ذلك ضِلَّةً أي في ضَلالٍ وهو لضِلَّةٍ أي لغَيْر رَشْدةٍ عن أبي زَيْد وذَهَب ضِلَّةً إذا لم يُدْرَ أيْن ذَهَبَ وذَهبَ دمُه ضِلَّةً إذا لم يُثْأَرْ به وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ مضافٌ أيْ لا خَيْرَ فيه ولا خيرَ عنده عن ثعلبٍ وكذلك رواه الكُوفيِّ وقال ابنُ الأعرابيِّ إنما تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوَصْفِ وفَسّره بما فسَّره به ثعلبٌ وقال مرَّةً هو تِبْعُ ضِلَّةٍ أي داهِيةٌ لا خيرَ فيه وضلَّ الرَّجُلُ مات وصار تُراباً وعظاماً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيءٌ من خَلْقِه وفي التنزيل {أئذا ضللنا في الأرض} السجدة 10 وأضْلَلْتُهُ دَفَنْتُه وروى بيت النابغة الذبيانيّ
(فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلَيَّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلاَنِ حزم ونَائِلُ)
وأضَلَّت به أُمُّه دفَنَتْه نادرٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(8/155)


(فَتىً ما أضَلَّتْ به أُمُّهُ ... من القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْ)
قوله لا مُدَّعَم أي لا مَلْجأَ ولا دِعامَةَ وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغابَ وضَلَلْتُ الشيء نَسِيته والضَّلَلُ الماءُ الذي يَجْرِي تحت الصَّخْرة لا تُصِيبُه الشمسُ وقيل هو الماءُ الذي يَجْرِي بين الشَّجرِ وضَلاضِلُ الماءِ بَقاياهُ والصَّادُ لغةٌ وأرضٌ ضُلْضِلَةٌ وضَلَضِلَةٌ وضُلْضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظَةٌ الأخيرة عن اللحيانيِّ وهي أيضا الحجارةُ يُقِلُّها الرَّجُلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصورٌ عن الضَّلاضِل
مقلوبه ل ض ض
رَجُلٌ لَضٌّ مُطَرَّدٌ واللَّضْلاضُ الدَّلِيلُ ولَضْلَضَتُهُ التِفاتُه يَميناً وشِمالاً وتَحَفُّظُه
الضاد والنون ض ن ن
ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضِناً وضِنَّةً ومَضِنَّةً وَضَنَانَةً بَخِلْتُ قال ثعلبٌ قال الفراءُ سِمعتُ ضَنَنْتُ ولم أسمع أضِنُّ وقد حكاه يعقوبُ ومعلومٌ أنّ من رَوَى حُجةٌ على من لم يَرْوِ وعَلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّةٍ نَفِيسٌ مَضْنونٌ به والضِنُّ الشيءُ النفيسُ المَضْنونُ به عن الزجَّاجيِّ ورجلٌ ضَنينٌ بَخِيلٌ ضَنِنْتُ بالمنزِلِ وقولُ البعيثِ
(ألا أَصْبحتْ أسْماءُ جاذِمَةَ الحَبْلِ ... وضَنَّتْ علينا والضَّنِينُ من البُخْلِ)
أراد الضَّنِينُ مَخلوقٌ من البُخْلِ كقولِهم مَجْبُولٌ من الكَرَمِ ومَطِينٌ من الخَيْرِ وهي مخلوقةٌ من البُخْلِ كل ذلك على المَجازِ لأنّ المرأةَ جَوْهرٌ والبُخْلَ عَرَضٌ والجوهرُ لا يكونُ من العَرَضِ إنّما أراد تَمْكِينَ البُخْلِ فيها حتى كأنها مخلوقةٌ منه ومثلُه ما حكاه سيبَوَيْهِ من قولِهم ما زَيداً إلا أكْلٌ وشُرْبٌ ولا يكونُ أكْلاً وشُرباً لاختلافِ الجِهَتَيْنِ وهذا

(8/156)


أوفقُ من أنْ يُحْمَلَ على القَلْبِ وأن يُرادَ به البُخلُ من الضَّنينِ لأن فيه من الإِعظامِ والمبُالغةِ ما ليس في القَلْبِ ومثلهُ قولُه
(وهُنَّ من الإِخْلاَفِ والوَلَعَانِ ... )
وهو كثيرٌ وضَنِنْتُ بالمنزلِ ضِنّا وضَنَانَةً لم أبْرَحْهُ والاضْطِنانُ افتعالٌ من ذلك وقوله تعالى {وَمَا هُوَ عَلَى الغَييْبِ بِضَنينٍ} التكوير 24 أي بَخيلٍ كَتُومٍ لما أُوحِيَ إليه أي هو صلى الله عليه وسلم يؤدي عن رَبِّه ويُعَلِّمُ كتابَ الله تعالى وأخّذْتُ الأمرَ بضَنَانَتِهِ أي بطَراوتِه لم يتغّير وهَجَمْتُ على القومِ وهم بضنَانَتِهم لم يتفرَّقوا ورَجُلٌ ضَنَنٌ شُجاع قال
(إنِّي إذَا ضَنَنٌ يَمْشِي إلى ضَنَنٍ ... أيْقَنْتُ أَنَّ الفَتَى مُودٍ بِه الموْتُ)
والمضمون دهن البان قال الراجز قد أكنفت يداك بعدلين وبعد دهن البان والمضمون وهمتا بالصبر والمرون والمَضْنونَة الغاليةُ عن الزجاجيّ وضِنَّهُ اسمُ أبي قَبيلةٍ وفي العَرَبِ قبيلتان إِحداهما تُنسبُ إلى ضِنَّةَ بنِ عبد الله بن نُميرٍ والثانية ضِنَّةُ بن عبد الله بن كَبِيرِ بنِ عُذْرةَ
مقلوبه ن ض ض
نَضَّ الماءُ يَنِضُّ نَضّا سالَ ونَضَّ الماءُ يَنَضُّ نَضّا ونَضِيضاً خَرج رَشْحاً وبِئْرٌ نَضُوضٌ إذا كان ماؤها يخرجُ كذلك

(8/157)


والنَّضَضُ الحِسَي وهو ماءٌ على رَمْلٍ دُونَه إلى أسْفَل أرضٍ صُلْبةٍ فكلمَّا نضَّ منه شيءٌ أي رَشَحَ واجْتَمع أُخِذَ واسْتنضَّ الثِّمادَ من الماءِ تَتَبَّعها وتََبَرَّضَها واستعاره بعضُ الفُصحاءِ في العَرَضِ فقال يصفُ حالَهُ
(وتَستَنِضُّ الثِّمادَ من مَهَلى)
والنَّضِيضَةُ المطرُ الضعيفُ قال الأَسَدِيُّ
(في كل عامٍ قَطْرُهُ ونَضَائِضُ ... )
والنَّضِيضَةُ السحابةُ الضعيفةُ وقيل هي التي تَنِضُّ بالماءِ تَسِيلُ والنَّضِيضَةُ من الرِّياحِ التي تنِضُّ بالماء فَتَسِيلُ وقيل هي الضعيفةُ ونَضَّ إليه من مَعْروفِه شيءٌ يَنِضُّ نَضّا ونَضيضاً سال وأكْثَرُ ما يُسْتَعْملُ في الجَحْدِ وهي النُّضاضَةُ والنّضائِضُ صوتُ الشِّواءِ على الرَّضْفِ وأراه للواحدِ كالخَشَارِم وقد يجوزُ أن يُعْنَى بِصَوْتِ الشِّواءِ أصواتُ الشِّواءِ وتَرَكتِ الإِبلُ الماءَ وهي ذاتُ نَضِيضَةٍ أي عَطَشٍ وأمرٌ نَاضٌّ مُمْكِنٌ وقد نضَّ يَنِضُّ ونُضَاضَةُ الشيءِ ما نَضَّ منه في يَدِكَ ونُضاضَةُ الرَّجُلِ آخِرُ وَلَدِه وقيل نُضاضةُ كلِّ شيءٍ آخِرُهُ وبَقِيّتُه وقال أبو زيدٍ نُضَاضَةُ الماءِ آخِرُهُ والجمعُ نُضاضٌ ونُضائِضُ وفلانٌ يَسْتَنِضُّ معروفَ فلانٍ يَسْتَقْطِره والاسمُ النَّضاض قال
(يَمْتاحُ دَلْوِي مُطْرَبُ النِّضاضِ ... )
والنَّضُّ الدُّرَيْهِمُ الصَّامِتُ والناضُّ من المتاعِ ما تحوّل وَرِقاً أو عَيْناً والنضُّ الأمرُ المكرُوهُ

(8/158)


ونَضَّ الطائرُ حَرَّكَ جَناحَيْه ليَطيِرَ ونَضْنَضَ البعيرُ ثَفِنَاتِه حرَّكها وباشَر بها الأرضَ قال حُمَيْدٌ
(ونَضْنَضَ في صًمِّ الحَصَى ثَفِناتِهِ ... ورامَ بِسَلْمَى أَمْرَه ثم صَمَّما)
ونَضْنَضَ لِسانَه حرَّكه الضادُ فيه أصلٌ وليست بدلاً من صادِ نَصْنَصَه كما زَعَم قَومٌ لأنهما لَيْستَا أخْتَينِ فُتْبدلَ إحداهُما من صاحِبَتِها والنَّضْنَضَةُ صوتُ الحيَّةِ وحَيَةٌ نَضْنَاضٌ تُحرِّكُ لِسانَها قال ابن جِنِّي أخبْرَنِي أبو عليٍّ رَفَعَه إلى الأصمعي قال حدثنا عيسى بن عمر سألتُ ذا الرُّمَّةِ عن النَّضْناضِ فأخرجَ لسانَه فحرّكه وقيل هي المُصوِّتَهُ وقيل هي التي تَقْتُل إذا نَهَشَتْ من ساعتِها وقيل هي التي لا تَسْتِقرُّ في مكانٍ قال الراعِي
(يَبِيتُ الحيَّةُ النَّضْنَاضُ منه ... مكانَ الحِبِّ يَسْتَمعُ السِّرارا)
والحِبُّ القُرطُ وقيل الحَبِيبُ
الضاد والفاء ض ف ف
الضَّفُّ الحَلْبُ بالكفِّ كُلّها وذلك لِضِخَم الضَّرْع وقيل هو جَمْعُكَ خَلْفَيْهَا بيدكَ وقال اللحيانيُّ وهو أن يَقْبِضَ بأصابعهِ كلّها على الضَّرْعِ وقد ضَفَفْتُ الناقَة أضُفُّها وناقة ضَفوفٌ وشاةٌ ضَفوفٌ كَثِيرَتا اللَّبَنِ وضَفَّةُ البحرِ ساحلُه والضِّفَّةُ جانبُ النَّهْرِ الذي يقعُ عليه النَّبائِتُ والضَّفَّة كالضِّفَة والجمع ضِفَافٌ قال
(يَقْذِفُ بالخُشْبِ على الضِّفَافِ ... )
وضَفّتا الوادي جانِبَاه عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(8/159)


(يَدَعُّهُ بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِهِ ... )
وضَفّةُ الماءِ دُفْتُه الأُولَى وضَفَّةُ الناسِ جَماعتُهم وتَضافُّوا على الماء تَضَافُواً عن يَعْقوبَ وقال اللِّحيانيُّ إنهم لمُتَضافُّونَ على الماءِ أي مُجْتَمِعونَ مُزْدحِمونَ عليه وماءٌ مَضْفُوفٌ كَثُرَ عليه الناسُ قال اللحيانيُّ ماؤُنا اليومَ مَضْفُوفٌ كثيرُ الغاشِيةِ من النَّاسِ والماشيةِ قال
(لا يَسْتَقِي في النَّزْحِ المَضْفُوفِ ... إلا مُدَاراتُ الغُروبِ الجُوفِ)
وفلانٌ مَضْفُوفٌ عليه كذلك وحكى اللحيانيُّ رجلٌ مضفوفٌ بغيرِ عَلَى والضَّفَفُ قِلّةُ المأكُولِ وكَثْرَةُ الأَكلْة وقال ثعلبٌ الضَّفَفُ أن يكونَ العيالُ أكْثَر من الزَّاد وقيل الضَّفَفُ الغاشيةُ والعِيالُ وقيل الحَشَمُ كلاهما عن اللحيانيِّ وأصابَهُم من العيشِ ضَفَفٌ أي شِدّةٌ وفي الحديثِ إنه لم يَشْبَعْ من خُبْزٍ ولا لحمٍ إلا على ضَفَفٍ فسَّره بعضُهم أنه الشِّدَّةُ والضِّيقُ وقيل يعني اجْتِماعُ الناسِ أي لم يَأْكُلْ وحْدَه وما رُئِيَ عليه ضَفَفٌ ولا خَفَفٌ أي أثرُ حاجةٍ سِيبَوَيْهِ رَجُلٌ ضَفِفُ الحالِ وقومُ ضَفِفُوا الحالِ قال والوَجْهُ الإِدْغامُ ولكنه جاء على الأَصْلِ والضَّفَفُ العَجَلَة قال
(وليس في رأيه وُهْنٌ ولا ضَفَفُ ... )

مقلوبه ف ض ض
فَضَضْتُ الشيءَ أُفضُّه فَضّا فهو مفْضوض وفَضِيض كسَّرتُه وفرَّقْتُه وفِضَاضُةُ وفُضاضَتُه ما تكَسَّرَ منه قال النابغةُ
(تَطيرُ فَضاضاً بينها كُلُّ قَوْنَسٍ ... ويَتْبَعُها مِنْهم فَراشُ الحَوَاجِبِ)

(8/160)


وفي الحديث لا يَفْضُض اللهُ فَاكَ أي لا يكسر أسنانَك والفَمُ هاهُنا الأسنانُ كما يقال سَقَط فوه يَعْنُونَ الأَسنانَ وبعضُهم يقول لا يَفُضُّ اللهُ فاكَ أي لا يَجْعَلُه فَضاءً لا أسنانَ فيه والقولُ الأوّلُ أكْثَرُ والفَضَّة الصَّخْرُ المَنْثورُ بعضُه فوق بعضٍ وجمعُه فِضَاضٌ وتفَضَّض القومُ وانْفضُّوا تفرّقُوا وفي التنزيل {لانفضوا من حولك} آل عمران 159 والاسمُ الفَضَضُ وتَمْرٌ فَضٌّ مُتفرِّقٌ لا يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ عن ابن الأعرابيِّ وفَضَضْتُ ما بينهما قَطَعْتُ وكل ما انْقَطع من شيءٍ أو تفرَّق فَضَضٌ وفي الحديث إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أَباكَ وأنتَ في صُلْبِه فأنتَ فَضَضٌ من لَعْنَةِ الله قال ثعلبٌ معناه أي خَرجْتَ من صُلْبِه مُتَفَرِّقا والفَضِيضُ من النَّوَى الذي يُقْذَفُ من الفَمِ والفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقيل السائلُ وقد افْتَضَضْتُه ومكان فَضيضٌ كثيرُ الماءِ وناقةٌ كثيرةُ فَضيضِ اللبنِ يَصفُونها بالغَزارةِ ورَجلٌ كثيرُ فَضِيضِ الكَلامِ يصفه بالكَثَارةِ وأفَضَّ العَطاءَ أجْزَلهُ والفِضَّةُ من الجواهرِ معروفةٌ والجمع فِضَضٌ وشيءٌ مُفَضَّضٌ مُمَّوه بالفِضَّةِ وحكى سيبَوَيْه تَفَضَّيْتُ من الفِضَّة أراد تَفَضَّضْتُ ولا أدْري ما عَنَي بهِ أتَّخَذْتُها أم اسْتَعْمَلْتُها وهو من تَحويلِ التَّضعِيف وفَضَاضٌ اسمُ رَجُلِ وما جاء في الحديث كانت المرأةُ إذا تُوُفّيَ عنها زوجُها دخَلتْ حِفْشاً ولبِست شَرَّ ثِيابِها حتى تمر بها سنة ثم يُؤْتَى بِدابَّةٍ شاةٍ أو طائرٍ فتفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إلا مات قيل في تفسيرِ تَفْتَضّ تَمْسَحُ به قُبُلَها عن ابنِ قُتَيْبة حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن وأمْرُهُم فَيْضُوضَي بينهم وفَيْضُوضآء بَيْنَهُم وفَيْضيِضَي وفَيْضِيضاءُ وفَوْضوُضَي بينهم وفَوْضُوضاء بينهم كلّه عن اللحيانيِّ أيضاً

(8/161)


ودِرْعٌ فَضْفَاضٌ وفَضْفَاضَة وفَضُفَاضة واسعةٌ وكذلك الثوبُ وقد فَضْفَضَه إذا وَسَّعهُ قال كثُيِّرُ عَزَّةَ
(فَنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيّةً فأعادَها ... غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ)

الضاد والباء ض ب ب
الضبُّ من الحشراتِ معروفٌ وهو يُشْبِه الوَرَل والجمع أَضُبٌّ وضِبابٌ وضُبَّاتٌ الأخيرةُ عن اللِّحيانيِّ قال وذلك إذا كَثُرتْ جداً ولا أدْرِي ما هذا الفَرْق لأن فِعالا وفُعْلاناً سواءٌ في أنهما بِناءان من أبْنِيةِ الكَثْرةِ والأُنْثَى ضَبَّةٌ وأرض مَضَبَّة وضَبِيَّة كثيرةُ الضِّبابِ وضَبِبَ البَلدُ كَثُرت ضِبابُه وهو أحدُ ما جاء على الأصلِ من هذا الضَّرْبِ وضَبَّيْتُ على الضَبِّ إذا حَرَّشْتَه فخَرجَ إليك مُذَنِّبِّا فأَخَذْتَ بذَنَبِه والضَّبَّةُ مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبغُ فيُجْعَلُ فيه السَّمْنُ ورَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ مُنْكَرٌ والضّلبُّ والضبّ الغَيْظُ والحِقْدُ وقيل الضَّغْنُ والعَداوةُ وجَمعُه ضِبابٌ قال الشاعِرُ
(فما زالتْ رُقَاكَ تَسُلُّ ضِغْنِي ... وتُخْرِجُ من مَكامِنِها ضِبَابِي)
وضَبَّ ضبّا وأَضَبّ به سَكَت وأضَبَّ على الشيءَ وضَبَّ سَكَتَ عليه وضَبَّ على الشيءِ وضَبَّبَ احْتواهُ وأضَبَّ الشيءَ أَخْفاهُ وأضَبَّ على ما في يَدَيْه أمْسكَهُ وأضَبّ القومُ صاحُوا وجَلَّبُوا وقيل تكَلَّمُوا أو كَلَّم بعضُهم بعضا وأضَبُّوا في الغَارةِ نَهَدُوا واستغاروا وأَضَبّ النَّعَمُ أَقْبلَ وفيه تَفَرُّقٌ والضَّبُّ والتَّضْبيبُ تَغْطِيةُ الشيءِ ودُخولُ بعضِه في بعضٍ والضَّبَاب نَدىً كالغَيْم وقيل هو السحابُ الرقيقُ سُمِّي بذلك لتَغْطِيتِه الأُفقَ واحدتُه ضَبَابَة وقد أضَبَّتِ السماءُ وأَضَبَّ الغَيْمُ أَطْبَقَ وأَضَبَّ يومُنا صار ذا ضَبابٍ وأضَبَّتِ

(8/162)


الأرضُ كَثُر نَباتُها وأضَبَّ الشَّعرُ كَثُر وأَضَبَّ السِّقاءُ هُرِيقَ ماؤُه من خَرْزَةٍ فيه أو وَهْيَةٍ وأضْبَبْتُ على الشيءِ أشرفتُ أن أَظْفَرَ به وأَضَبَّ على الشيءِ لَزِمَه فلم يُفارِقْه وضَبَّ الناقةَ يَضُبُّها ضَبّا جمع خِلْفَيْها في كَفِّه لِلْحَلْبَ قال الشاعرُ
(جَمعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طاعِناً ... كما جَمَعَ الخِلْفَيْنِ في الضَّبُّ حَالِبُ)
والضَّبُّ أيضاً الحَلْبُ بالكَفِّ وقيل هذا هو الضَّفُّ فأما الضَّبُّ فَأَنْ تَجْعلَ إِبهامَك على الخِلْفِ ثم تَرُدَّ أصابِعَك على الإِبهامِ والخِلْفِ وقيل الضَّبُّ أن تَضُمَّ يَدكَ على الضَّرْعِ وتُصَيِّرَ إبِهامَك في وَسَطِ راحَتِكَ والضَبِيبَةُ سَمْن ورُبٌّ يُجْعَلُ للصَّبِيِّ في العُكَّةِ وضبَّبْتُه وضّبَّبْتُ له أطْعَمْتُه الضَبِيبَةَ وضبَّبْت الخشَبَ ونحوَه ألْبَسْتَهُ الحَديدَ والضَّبَّةُ حَدِيدةٌ عَرِيضةٌ يُضَبَّبُ بها الخَشَبُ والجمعُ ضِبابٌ وضَبَّ الشيءُ ضَبّا سال كبَضَّ والضَّبُّ داءٌ يأخذُ في الشَّفِة تَرِمُ منه وتَجْسُؤُ وضبَّتْ شَفَتُه تَضِبُّ ضَبّا وضُبوباً سال منها الدَّمُ أو انْحلَب رِيقُها وقيل الضَّبُّ دُونَ السَّيَلانِ وضبَّتْ لِثَتُه تَضِبُّ ضَباً انْحلَب رِيقُها قال
(أبَيْنَا أَبَيُا أن تَضِبَّ لِثَاتُكمْ ... على خُرَّدٍ مثلِ الظِّباءِ وجامِلِ)
وجاءَ تَضِبَّ لِثَتُه يُضْربُ ذلك مثلاً للحَريصِ على الأمْرِ وقال بِشْرُ بن أبي خازِمٍ
(خَيْلاً تَضِبُّ لِثَاتُها للمَغْنَمِ ... )
وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبّا سال رِيقُه والضَبُوبُ من الدوابِّ التي تَبُول وهي تَعْدُو وقال الأَعْشَى

(8/163)


(متى تأتِنا تَعْدُو بِسَرْجِكَ لَقْوَةٌ ... ضَبوبٌ تُحيَيَنا ورأسُكَ مائِلُ)
وقد ضَبَّتْ تَضِبّ ضبُوباً والضَّبُّ وَرَمٌ في صَدْرِ البعيرِ قال
(وأبيْتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها ... فإذا تَحَزْحَزَ عن عَداءٍ ضَجَّتِ)
وقيل هو أن يُحَزَّ مِرْفقُ البعيرِ في جِلْدِه وقيل هو أن يَنْحِرفَ المِرْفقُ حتى يَقَع في الجَنْبِ فَيَخْرِقَه قال
(ليس بذي عَرْكٍ ولا ذي ضَبٍّ ... )
والضَّبُّ أيضاً ورمٌ يكون في خُفِّ البعيرِ والتَضَبُّبُ السِّمَنُ حين يُقْبِل قال أبو حنيفة يكون في البعيرِ والإِنسانِ وضَبَّبَ الغلامُ شَبَّ والضَّبَّةُ الطّلعَةُ قبل أن تَنِفَلقَ والجمع ضِبَابٌ قال البَطِينُ التَّيميُّ وكان وصّافا للنحل
(يُطِفْنَ بِفُحّالٍ كأنَّ ضِبَابَهُ ... بُطُونُ المَوالِي يومَ عِيدٍ تَغَدَّتِ)
وضَبَّةُ حيٌّ من العَربِ وضَبٌّ اسمُ رَجُلٍ وأبو ضَبٍّ شاعرٌ من هُذَيْل والضِّبَابُ اسمُ رَجُلٍ وهو أبو بَطْنِ سُمِّيَ بِجَمْعِ الضَّبِّ قال
(لَعَمْرِي لقد برَّ الضِّبَابَ بَنُوهُ ... وبعضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعَالُ)
والنَّسَبُ إليه ضِبَابِيٌّ ولا يُرَدُّ في النّسبِ لواحِدِه لأنَّه قد جُعِلَ اسماً للواحدِ كما

(8/164)


تقول في النَّسبِ إلى كلابٍ كَلابِيٍّ وضَبَاب والضَّبَابِ اسم رَجُلٍ أيضاً الأَوّلُ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(نَكِدْتَ أبا زَبِينَةَ إذْ سَأَلْنَا ... بِحَاجَتِنا ولم يَنْكَدْ ضَبَابُ)
ورَوَى بيت امْرِئ القيسِ
(وَعَلْيكِ سَعْدَ بنَ الضَّبَابِ فَسَمِّحِي ... سَيْراً إلى سعدٍ عَلَيْكِ بِسَعْدِ)
هكذا أنشده ابن جِنِّي بفتح الضادِ وأبو ضَبٌّ مِن كُنَاهُم والضُّبْيبُ فرسٌ معروفٌ من خَيْلِ العرب وله حديثٌ وضُبَيْبٌ اسمُ وادٍ وامرأة ضَبْضَبٌ سَمِينةٌ ورجل ضُبَاضِبٌ سَمِين قَصِيرٌ فَحَّاشٌ والضُّباضِب الرجلُ الجَلْدُ الشديدُ ورُبّما اسْتُعْمِلَ في البَعِيرِ
مقلوبه ب ض ض
بضَّ الشيءُ سالَ وَبضَّتِ العَيْنُ تَبِضُّ بَضّا وبَضيضاً دَمَعَت وبَضَّ الماءُ يبِضُّ بَضّا وبُضُوضاً رَشَح من صَخْرٍ أو أرضٍ وبَضَّ الحجرُ ونحُوه يَبِضُّ نَشَغَ منه الماءُ شِبْه العَرَقِ ومَثَلٌ من الأمثالِ فلانٌ لا يَبِضُّ حَجَرُه أي لا يُنَالُ منه خَيْرٌ ولا يقال بَضَّ السِّقاءُ ولا القِرْبَة إنما ذلك الرَشْح أو النَّتْح فإن كان دُهْناً أو سَمْناً فهو النَّثُّ وفي حديث عمر تنِثُّ نَثَّ الحَمِيت وبئرٌ بَضُوضٌ يخرجُ ماؤُها قليلاً ورَكِيٌّ بَضُوضٌ قليلةُ الماءِ وقد بَضَّت تَبِضُّ قال أبو زُبَيْدٍ
(يا عُثْمَ أدْرِكْنِي فإنّ رَكِيَّتِي ... صَلَدَتْ فَأَعْيَتْ أَنْ تَبِضَّ بِمائِها)
وبَضَضْتُ له العَطَاء أَبُضُّ بَضاً قَلَّلْت وامرأة باضَّةٌ وبَضَّةٌ وبضِيضَةٌ وبَضَاضٌ كثيرةُ اللَّحْمِ تارَّةً في نَصَاعَةٍ قال

(8/165)


(كلّ رَدَاحٍ بَضّةٍ بَضَاضِ ... )
وقال اللحيانيُّ البَضَّةُ الرَّقيقةُ الجِلْدِ الظاهرةُ الدَّمِ وقد بضَّتْ تَبُضُّ وتَبَضُّ بَضَاضَةً وبُضوضَةً ورَجُلٌ بَضٌّ بَيْنَ البَضَاضِة والبُضُوضةِ ناصعُ البياضِ في سِمَن قال
(وأَبْيَض بَضٌ عليه النُّسُورُ ... وَفِي ضبِنْهِ ثَعْلَبٌ مُنْكَسِرْ)
وبضَّضَ عليه بالسَّيفِ حَمَلَ عن ابن الأعرابيِّ
الضاد والميم ض م م
الضَّمُّ قَبْضُ الشيءِ إلى الشيءِ وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَماً فانْضَمَّ وتَضَامَّ وضَامَّ الشيءُ الشيءَ انْضَمَّ معه وفي الحديث لا تَضَامُّون في رُؤْيتِه يعني رؤية الله تعالى أي لا يَنْضَمُّ بعضكُم إلى بعضٍ فيقول واحدٌ لآخَر أرِنِيه كما تَفْعلُونَ عند النظر إلى الهِلالِ ويُرْوَى لا تُضَامُّون على صيغةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه ولم أرَ ضامُّ متعدِّياً إلا فيه ويُرْوَى تُضَامُون من الضَيْمِ وسيأتي فأما قولُ أبي ذُؤَيْبٍ
(فأَلْفَى القَوْمَ قَدْ شَرِبُوا فَضَمُّوا ... أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُم نَسِيفُ)
أراد أنهم اجْتمعُوا وضَمُّوا إليهم دَوابَّهم ورِجَالَهم فحذفَ المفعولَ وحذْفُهُ كثيرٌ واضْطَمَمْتُ الشيءَ ضَمَمْتُه إلى نَفْسِي والضُّمَامُ كلُّ ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيءٍ وأصبح مُنْضَمّا أي ضامِراً كأنه ضُمَّ بعضُه إلى بعض وضَامَمْتُ الرَّجلَ أقَمْتُ معه في أمر واحدٍ مُنْضَماً إليه والإِضْمَامَةُ من الكُتُب ما ضُمَّ بعضُه إلى بعض والإِضْمامَةُ جماعةُ من الناسِ

(8/166)


ليس أصْلُهم واحداً ولكنهم لَفيِفٌ والضِّمُّ والضِّمامُ الداهية قال أبو حنيفة إذا سَلَكَ الوادي بين أكَمتيْن طويلَتين سُمِّيَ ذلك الموضع المَضْمُوم وأسَدٌ ضُمَاضِمٌ يَضُمُّ كلَّ شيء وضَمْضَمَتُه صَوْتُه وضَمْضَمٌ من أسمائِه وضَمْضَمٌ اسمُ رَجُلٍ ورَجُلٌ ضَمْضَم وضُماضِم جرئٌ ماضٍ والضُّمَاضِمُ الأكُول النَّهِم المُسْتَأْثِرُ وضَمَّ المالَ وضَمْضَم أخذه كلًّه والضُّمَضِمُ الغَضبانُ
مقلوبه م ض ض
المضّ الحُرْقَةُ مَضَّني الهمُّ والحُزْنُ والقَوْلُ يمُضُّنِي مَضّا ومَضِيضاً وأمَضَّنِي أحْرقَنِي وشَقّ عليِّ ومَضِضْت منه أَلِمْتُ وأمضَّنِي الجُرحُ وأَمَضَّني المَشْيُ وقَدّم ثعلبٌ أَمَضَّنِي وقال كان مَنْ مَضَى يقول مَضَّنِي وأمضَّنِي جِلْدِ ي فَدَلَكْتُه أحَكَّنِي ومَضَّ الكُحْلُ العَيْنَ يَمُضّها ويمَضُّها وأَمضَّها آلَمَها وكُحْلٌ مَضٌّ ممضٌّ ومَرْأَةٌ مَضَّةٌ لا تَحْتمِلُ شيئاً يَسُوءُها كأنَّ ذلك يَمُضُّها عن ابن الأعرابيِّ قال ومنه قولُ الأعرابيّة حين سُئِلت أيُّ الناس أكْرَم قالت البيضاء البَضَّةُ الخَفِرَةُ المَضَّة ومُضَاضٌ اسمُ رَجُلٍ وإذا أقَرَّ الرَّجُلِ بِحَقٍّ قيل مِضَّ يا هذا أي قد أقْرَرْتَ وإنّ في مِضٍّ لَمَطْمَعاً وأصل ذلك أن يَسألَ الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعوِّجَ شَفَتَه فكأنه يُطْمِعُهُ فيها ومَضْمضَ إناءه غَسَله والصاد لُغةٌ حكاهما يَعقوبُ ومَضْمضَ الماءَ في فِيِه حرّكه وتَمْضَمضَ به ومَضْمضَ النُّعاسُ في عَيْنَيْه دبَّ وتَمَضْمضَتْ به العَيْنُ وتَمَضْمضَ الكَلْبُ في أثَرِه هَرَّ
انقضى الثنائي الصحيح

(8/167)


باب الثلاثي الصحيح الضاد والسين والراء ض ر س
الضِّرْسُ يُذكّر ويُؤنّث وأنكر الأصمعيُّ تأنيثَه وأنشدَ قولَ دُكَيْنٍ
(فَفَقْئَتْ عينٌ وطَنَّتْ ضِرسُ ... )
فقال إنما هو وَطَنَّ الضِّرسُ فلم يَفْهَمْه الذي سَمِعَه وأنشد أبو زَيْدٍ في أُحْجِيَّةٍ
(وسِرْبٍ ملاحٍ قد رأيْنا وجُوهَهُ ... إناثاً أدانِيهِ ذكوراً أواخِرُهُ)
السِّرْبُ الجماعةُ فأراد الأسنانَ لأنّ أَدانِيها الثَّنِيَّة والرَّباعيَّة وهما مؤنَّثَان وباقي الأسنانِ مذكَّر مثل الناجِذِ والضِّرْس والنابِ والجمع أضراسٌ وأضْرُسٌ وضُرُوسٌ وقولُ الشاعرِ
(وقافِيَةٍ بَيْنَ الثَّنِيَّة والضِّرْسِ ... )
زعمُوا أنه يعني الشِّينَ لأنّ مَخْرَجها إنما هو من هنالك وقال أبو الحسن الأخفش ولا أُراهُ عناها ولكنه أراد شِدَّة البَيْت وأكْثَر الحروفِ تكون من بين الثَّنِية والضِّرسِ وإنما يجاوز الثَّنِيَّةَ من الحروفِ أقَلُّها وقيل إنما يعني بها السِّين وقيل إنما يعني بها الضّاد والجمع أضراسٌ وأَضْرُسٌ وضُرُوسٌ وضَرِيسٌ الأخيرة اسمٌ للجَمْعِ وأضراسُ العَقْلِ وأضراسُ الحُلُمِ أَرْبعةُ أَضراسٍ تَخْرُجْن بَعْدَما يَسْتَحْكِمُ الإِنسانُ والضَّرَسُ خَوَرٌ يُصِيبُ الضِّرسَ عند أكْلِ الشيء الحامضِ ضَرِسَ ضَرَساً فهو ضَرِسٌ وأَضْرَسَهُ ما أكَلَه وضَرَسه يضْرِسُه ضَرْساً عضَّهُ والضَّرْسُ أن تُعَلِّمِ قِدْحَكَ بأن تعضَّه بأضراسِكَ فتُؤَثِّرَ فيه قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمِة

(8/168)


(وأصْفَر من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسٍ)
وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ غير أمْلَسٍ لأن فيه كالأَضراسِ والضَّرْسُ صمتُ يومٍ إلى اللَّيلِ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه كره الضَّرْسَ وأصْلُه من العَضِّ كأنه عضَّ على لِسانِه فَصَمَت والتَّضريسُ في الياقوتة واللُّؤْلُؤة حزٌّ فيها ونَبْرٌ كالأَضراسِ وثَوْبٌ مُضَرَّسٌ مُوَشىً به أثر الطَّيِّ قال أبو قُلاَبَةَ الهُذَليُّ
(رَدْعُ الخَلُوقِ بجِلْدِها فكأنَّهُ ... رَيْطٌ عِتَاقٌ في الصِّوانِ مُضَرَُّ)
حَمَله مَرَةً على اللَّفْظِ فقال مُضَرَّسٌ ومَرَّةً على المَعْنَى فقال عِتاقٌ وتضَرَّس البناءُ لم يَسْتَو فصار فيه كأضْراسٍ وضَرَّسَتْهُ الحربُ تَضْرِسُه ضَرْساً عَضَّتْه وحربٌ ضَرُوسٌ أكولٌ عَضُوضٌ وناقة ضَرُوسٌ عَضُوض سَيِّئةُ الخُلُق وقيل هي العَضُوضُ لتَذُبَّ عن وَلَدِها وضَرَسَ السَّبُعُ فَرِيستَه مَضَغَها ولم يَبْتَلِعْها وضَرَّسَتْهُ الخُطُوبُ ضَرْساً عَجَمَتْه على المَثَل قال الأخطلُ
(كَلَمْحِ أَيْدِي مَثَاكيلٍ مُسَلِّيَةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ)
أراد الخُطُوبَ فحذَفَ الواوَ وقد يكون من باب رَهْن ورُهُن والمُضَرَّسُ من الرِّجالِ الذي قد أصابَتْه البلايا عن اللِّحيانِيِّ كأنها أصابَتْه بأَضْراسِها وقيل المُضَرَّسُ المجرَّب كما قالوا المُنَجَّذُ وكذلك الضَّرْسُ والضِّرْسُ والجمع أَضْراسٌ وكله من الضَّرْسِ والضَّرَسُ غَضَبُ الجُوعِ ورجُلُ ضَرْسٌ غَضبْانُ لأن ذلك يُحدِّدُ الأَضْراسَ وتضارَسَ القومُ تعَادوْا وتَحاربُوا وهو من ذلك والضِّرْسُ الأكَمَةُ الخَشِنة التي كأنها مُضَرَّسةٌ فيها كأَضراسِ الكلابِ من الحجارةِ

(8/169)


والضَّرِيسُ الحجارة التي هي كالأَضْراسِ وبِئرٌ مَضْروسَةٌ وضَرِيسٌ إذا طُوِيتْ بالضِرَّيسِ وهي الحجارة وقد ضَرَسْتُها أضْرسُها وأضْرِسُها ضَرْساً وقيل هو أن تَسُدَّ ما بين خَصاصِ طيِّها بِحَجَرٍ وكذلك جميع البِناءِ والضَّرْسُ أن يُلْوَى على الجَرِيرِ قدٌّ أو وَتَرٌ ورَيْطٌ مُضَرَّسٌ فيه كَصُورٍ الأضْراسِ وقال أبو رياشٍ إذا أرادوا أن يُذَلّلُوا الجَمَلَ الصَّعْبَ لاثُوا على ما يَقَعُ على خَطْمِهِ قِداً فإذا يَبِس حَزُّوا على خَطْمِ الجَمَلِ حَزاً ليَقَع ذلك القِدُّ عليه إذا يَبِس فيُؤْلِمَهُ فَيَذِلَّ فذلك القِدُّ هو الضِّرْسُ وقد ضَرَسْتُه وضَرّسْتُه وجَرِيرٌ ضَرِسٌ ذو ضَرْسٍ وَوَقَعَتْ في الأرضِ ضُرُوسٌ من مطرٍ وهي الأمطارُ المُتفرِّقة وقيل هي الجَوْدُ عن ابن الأعرابيِّ واحدها ضِرْسٌ وناقةٌ ضَرُوسٌ لدرَّتِها صَوْتٌ عن كُراع
الضاد والسين والفاء ض ف س
ضَفَسْتُ البَعيِرَ جَمْعتُ له ضِغْثاً من خَلاً فلقَّمْتُه إيّاه كصَعْفَزتُه
الضاد والسين والباء ض ب س
الضِّبْسُ البَخِيلُ والضَّبِسُ والضَّبيسُ الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق والضَّبِيسُ القليلُ الفِطْنةِ الذي لا يَهْتَدِي للحِيلةِ والضَّبيسُ الجَبَانُ
الضاد والسين والميم ض م س
ضَمسَه يَضْمِسُه ضَمْساً مضَغَه مَضْغاً خَفِيّا
الضاد والزاي والراء ض ر ز
الضَّرزُ مَا صَلُبَ من الحجارةِ ورجُلٌ ضِرزٌ شَحيحٌ وقيل هُوَ لَئيمٌ قَصِيرٌ قبيحُ المَنْظرِ والأُنثى ضِرِزَةٌ

(8/170)


وناقة ضرزَةٌ موثَّقةُ الخَلْق قَوِيّة قال
(بَاتَ يُقَاسي كلَّ نابٍ ضِرْزةٍ ... شديدةِ جَفْنِ العَيْن ذاتِ ضَرِيرِ)
وناقةُ ضِرْزِمٌ وضَرْزَم إذا كانت قليلةَ اللَّبنِ عَدّه يعقوبُ ثُلاثِيّا واشْتَقَّه من الرَّجُلِ الضِّرْزِ وهو البَخيِلُ والميمُ زائدةٌ وقياسه أن يكون في موضعه
الضاد والزاي والنون ض ز ن
الضَّيْزَنُ النَّخَّاسُ قال أوسُ بن حَجَرٍ
(والفَارِسِيَّةُ فيهِمْ غيرُ مُنكَرةٍ ... فَكُلُّهُمْ لأَبِيِه ضَيْزَنٌ سَلِفْ)
والضَّيْزَنَانِ السَّلِفَانِ والضَيْزَنُ الذي يُزَاحِم على الحَوْضِ أنشد ابن الأعرابيِّ
(إنّ شَرِيَبْيكَ لضَيْزَنانِهْ ... )

(وعَنْ إزَاءِ الحَوْضِ مِلْهَزَانِه ... )

(خَالِفْ فَأصْدِرْ يومَ يُورِدَانِهْ ... )
وقيل الضَّيْزَنان المُستَقِيانِ من بئرٍ واحدٍ وهو من التزَاحُم قال اللحيانيُّ كل رَجُلٍ زَاحَمَ رجُلاً فهو ضَيْزنٌ له والضَّيْزَنُ ضِدُّ الشيء قال في كلِّ يومٍ لَكَ ضَيْزَنَانِ والضَّيْزَنَانِ صَنَمان للمُنْذِرِ الأكْبَر كان اتَّخذهُما بباب الحِيرةَ ليَسْجُدَ لهما مَنْ دخَلَ الحيرةَ امْتِحاناً للطَّاعةِ والضَّيْزَنُ الذي يُسَمِّيه أهلُ العِراقِ البُنْدارَ يكون مع عاملِ الخَراجِ وحكى اللِّحيانيُّ جَعَلْته ضَيْزناً أي بُنْدَاراً

(8/171)


الضاد والزاي والفاء ض ف ز
الضَّفَزُ والضَّفِيزَةُ شَعِيرٌ يُجَشُّ ثم يُبلُّ وتُعْلفُه الإِبِلُ وقد ضَفَزْتُ البعيرَ أضْفِزُه ضَفْزاً فاضَّفَزَ وقيل الضَّفْزُ أن تُلِقمَه لُقَماً كباراً وقيل هو أن تُكْرِهَه على اللَّقْم وضَفَزْتُ الفرسَ اللِّجامَ أَدْخَنُه في فِيهِ وضَفَزهُ برِجلِه وَيدِه حريه وضَفَزَها أكْثَر لها من الجِماعِ عن ابن الأعرابيِّ
الضاد والزاي والباء ض ب ز
الضَّبَزُ شِدَّةُ اللَّحْظِ وذيبٌ ضَبِيزٌ حَدِيدُ اللَّحْظِ وهو منه
الضاد والزاي والميم ض م ز
ضَمَزَ البَعِيرُ يَضْمِز ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً لم يَجْتَرَّ مِنَ الفَزَعِ وكذلك الناقةُ وبعيرٌ ضامِزٌ لا يَرْغُو وناقةٌ ضَامِزٌ وضَموزٌ تَضُمُّ فاهَا لا تَسْمعُ لها رُغاءً والحمار ضامِزٌ لأنه لا يَجْتَرُّ قال الشَّماخ
(وهُنَّ وُقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَضَاءَهُ ... بضَاحِي غَداةٍ أَمْرُه وهو ضَامْزُ)
وقال ابن مُقْبِلٍ
(وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَيْمٌ ... مَخَافَتَنَا كما ضَمَزَ الحِمارُ)
وضَمِزَ يَضْمِز ضَمْزاً فهو ضامِزٌ سَكَتَ والجمع ضُموزٌ والضَّمُوزُ من الحَيّاتِ المُطرِقةُ وقيل الشديدةُ وخصَّ بعضُهم به الأَفاعِيَ قال
(وذاتُ قَرْنَيْنِ ضَمُوزاً ضِرْزَما ... )

(8/172)


ومرأةٌ ضَمُورٌ على التَّشْبِيه بها والضَّمْزَةُ أَكَمةُ صغيرةٌ خاشِعةً والجمع ضَمْزٌ والضَّمْزُ من الأرضِ ما ارتفع وصَلُب وجمعُه ضُمُوزٌ وناقة ضَمُوزٌ مُسِنَّةٌ وضَمَز يَضْمِزُ ضَمْزاً كَبَّر اللُّقَمَ والضَّمُوزُ الكَمَرَةُ
مقلوبه م ض ز
ناقة مَضُوزٌ مُسّنة كَضَمُوزٍ
الضاد والطاء والراء ض ط ر
الضَّوْطَرُ العظيم وكذلك الضَّيْطَرُ والضَّيْطارُ وقيل هو الضخمُ اللَّئِيمُ وقيل الضَّيْطَرُ والضَّيْطَريُّ الضَّخْمُ الجَنْبيْن العظيمُ الاستِ والجمع ضَيَاطِرُ وضَيَاطِرةٌ وقالوا ضَيَاطِرُون كأنهم جمعُوا ضَيْطَراً على ضَياطِر ثم جَمَعُوا ضَيَاطِر جَمْعَ السَّلامَة وقولُه
(ونَرْكَبُ خَيْلاً لا هَوَادَةَ بَيْنَها ... وتَشْقَى الرِّماحُ بالضَيَاطِرةِ الحُمْرِ)
يجوز أن يكون عَنَى أن الرِّماح تَشْقَى بهم أي أنهم لا يُحسِنُون حَمْلَها ولا الظَّعْنَ بها ويجوز أن يكون على القَلْب أي أنهم لا يُحْسِنُونَ حَمْلَها ولا الظعنَ بها ويجوز أن يكون على القَلْبِ أي تَشْقَى الضَّياطِرةُ بالرِّماحِ يعني أنهم يُقْتَلُونَ بها وهو الصحيح والضَّيْطَارُ التاجر لا يَبْرَحُ مكانَه وبنو ضَوْطَرَى حيٌّ معروفٌ وقيل الضَوْطَرَى الحَمْقَى قال جريرٌ
(تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أفْضَلَ مَجْدِكُمْ ... بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المُقَنَّعا)
وأبو ضَوْطَرَى كُنيةُ الجُوعِ
مقلوبه ض ر ط
الضُّرَاطُ صوتُ الفَيْخِ ضَرَطَ يَضْرِطُ ضَرْطاً وضِرطاً وضُراطاً ورَجُلٌ ضَرَّاطٌ

(8/173)


وضَرُوطٌ وضِرَّوْطٌ مثَّلَ به سيبَوَيْهِ وفَسَّره السيرافيُّ وأضْرَطَ به عَمِل له بِفِيهِ شِبْهَ الضُّرَاطِ وفي المَثَلِ الأكْلُ سُرَّيْطَي والقضاءُ ضُرَّيْطَي معناه أن الإنسانَ يأخذ الدَّيْنَ فيسْتَرِطُه فإذا طالبه غَرِيمُه بدَيْنِه أضْراطَ وقد قالوا الأكْلُ سَرَطان والقضاء ضَرَطَان وضَمارِيطُ الاستِ ما حَوَالَيْها كأنَّ الواحِدَ ضِمْراط أو ضُمْرُوط أو ضِمْرِيط مُشْتَقٌّ من الضَّرْطِ قال القَضِمُ بن مُسْلِمٍ البكائيّ
(وبَيَّتَ أُمَّهُ فأَسَاغَ نَهْساً ... ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْرِ نَارٍ)
وقد يكون رُباعِياً وسيَأتي وتكلَّم فلانٌ فأضْرَطَ به فلانٌ أي أنْكَرَ قولَه والضَّرْطُ خِفَّةُ الشَعْر رَجُلٌ أضْرَطُ خفيفُ شَعْرِ اللِّحْيَة وقيل الضَّرْطُ رِقّةُ الحاجِبِ وامرأة ضَرْطاء خَفِيفةُ شَعَرِ الحاجِبِ رَقيقتُه ونَعْجةٌ ضُرَّيْطَةٌ ضَخْمةٌ
الضاد والطاء والنون ض ن ط
الضَّنْطُ الضِّيقُ والضَّنَاطُ الزِّحامُ على الشيءِ قال رؤبةُ
(إنِّي لوَرَّادٌ على الضَّنَّاطِ ... )
وتَضانَطُوا عليه تَزَاحَمُوا
الضاد والطاء والفاء ض ف ط
الضَّفَاطَةُ الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرَّأْيِ وفي حديثِ عُمَرَ
اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ من الضَّفَاطَةِ

(8/174)


ورَجُلٌ ضَفِيطٌ جاهلٌ ضَعيفٌ ورَجُلٌ ضَفِطٌ وضَفَّاط الأخيرة عن ثعلبٍ ثَقيلٌ لا يَنْبَعِثُ مع القَوْمِ هذه عن ابن الأعرابيِّ والضَّفَاطَةُ الدُّفُّ وفي حديث ابن سِيرِينَ أنه شَهِدَ نِكاحاً فقال أيْن ضَفَاطَتُكُم فسَّروا أنَّه أراد الدُّفَّ وقيل لَعانُ الدُّفِّ ورَجُلٌ ضَفَّاطٌ وضَفيطٌ وضَفْنَطٌ سَمِينٌ رِخْوٌ ضَخْمُ البَطْنِ وقد ضَفُطَ ضَفَاطَةً والضَفَافِطةُ والضَّفَاطُّ العيرُ تَحْمِلُ المتاعَ وقيل الضَّفَّاطُون التُّجّارُ يَحْمِلونَ الطعامَ وغيرهَ أنشد سيبويه
(وما كُنْتُ ضَفَّاطاً ولكنَّ راكباً ... أناخ قليلاً فوقَ ظَهْرِ سَبيلِ)
والضَّفَاطُ الذي يُكْرِي من مَنْزلٍ إلى منزلِ حكاه ثعلبٌ وأنشد
(لَيْسَتْ له شَمائِلُ الضَّفَّاطِ ... )
والضفّافطةُ من الناسِ الحّمالونَ والمُكاريون وقال ثعلبٌ رَحَلَ فلانٌ على ضَفَاطَةٍ وهي الرَّوْحاءُ المائِلةُ وضَفَطَ الرَّجُلُ أَسْوَى وما أعْظَمَ ضُفُوطَهُم أي خُروجَهُم
الضاد والطاء والباء ض ب ط
الضَّبْطُ لُزومُ الشيءِ وحَبْسُه ضَبَطَ عليه وضَبَطَه يَضْبُطُه ضَبْطاً وضَبَاطَةً ورجلٌ ضابطٌ وضَبَنْطَي قَوِيٌّ شديدٌ وأَضْبطُ يَعْمَلُ بيّدَيْه جميعاً وأَسَدٌ أضْبطُ يعملُ بيَسارِه كعَملِه بيَمِينِه قالت مُؤَبِّنَةُ رَوْحِ بن زنْباعٍ في نَوْحِها

(8/175)


(أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي ... بَيْنَ قَصْباءٍ وغِيلٍ)
والأنثى ضَبْطاءُ يكون صِفةً للمرأةِ واللَّبُؤةِ قال الجُمَيْحُ
(أمّا إذا أحَرَدَتْ حَرْدَى فَمُجْرِيَةٌ ... ضَبْطاءُ تَسْكُنُ غِيلاً غيرَ مَقْرُوبِ)
وليس له فِعْل وضَبَطَه وَجَعٌ أخَذَه وتَضبَّط الرجلَ أخذَه على حَبْسٍ وقَهْرٍ وفي حديث أنسٍ
سافرَ ناسٌ من الأنصارِ فأرسلوا فمرُّوا بِحَيٍّ من العربِ فسألوهم القِرَى فلم يَقْرُوهُم وسألُوهم الشِّراءَ فلم يَبِيعُوهُم فَتَضَبَّطُوهُم فأصابُوا منهم حكاه الهَرويُّ في الغريبَيْن وتَضَبَّطَتْ الضأن نالتْ شَيئاً من الكَلأ تقول العربُ إذا تضَّبْطَتِ الضَأْنُ شَبِعَتِ الإِبلُ وضُبِطَتِ الأرضُ مُطِرَتْ عن ابن الأعرابيِّ والأَضْبْطُ اسمُ رَجُلٍ
الضاد والدال والنون ن ض د
نَضَدْتُ المتاعَ أنضِدُه نضْداً ونَضَّدْتُه جَعَلْتُ بعضَه على بعضٍ والنَّضَدُ ما نُضِّدَ من متاعِ البيتِ وقيل عامَّتُه وقيل هو خِيارُه وحُرُّه والأولَى أَوْلَى والنَّضَدُ ما نُضِّدَ من متاعِ البيتِ مَثَّل به سيبَوَيْهِ وفسَّره السيرافيُّ والجمع من كلِّ ذلك أَنْضَادٌ والنَّضَدُ السحابُ المُتراكمُ أنشد ابن الأعرابيِّ
(أَلا تَسأَل الأطلالَ بالجَرَعِ العُفْرِ ... سَقَاهُنَّ رَبِّي صَوْبَ ذِي نَضدٍ ضُمْرِ)
والجمع أنْضادٌ وأَنْضَادُ الجِبَالِ جَنَادِلُ بعضُها فوقَ بعض وطَلْعٌ نَضِيدٌ قد رَكِبَ بعضُه بعضاً وفي التنزيل {لها طلع نضيد} ق 10 أي مَنْضُودٌ وأَنْضَادُ القَوْمِ جماعتُهم وعدَدُهُم والنَّضَدُ الأَعْمَامُ والأخوالُ والجمعُ أنضادٌ قال الأعشَى

(8/176)


(وقَوْمُكَ إن يَضْمَنُوا جَارَةً ... يَكُونُوا بِمَوْضِعِ أنْضَادِها)
والنَّضَدُ الشريفُ من الرِّجالِ والجْمعُ أَنْضَادٌ ونَضَادٌ جَبلٌ بالحجازِ قال كُثَّير عَزَّةَ
(كأنَّ المَطَايا تَتَّقِي من زُبانَةٍ ... مَنَاكِبَ رُكْنٍ مِنْ نَضَادٍ مُلَمْلَمِ)

مقلوبه ض د ن
ضَدَنْتُ الشيءَ أضْدِنُه ضَدْناً سَهّلْتُه وأصْلحْتُه وضَدَنَى على مثال جَمَزَى موضعٌ
الضاد والدال والفاء ض ف د
ضَفَدْتُه أضْفِدُه ضَفْداً ضربْتَه ببطنِ كفِّك والضَّفْدُ الكَسْعُ وهو ضَرْبُكَ استَه بباطنِ رِجْلَيْك وامرأة ضَفَنْددٌ بِغَيْرِها ضخمةُ الخاصرة مُسترخيةُ اللَّحمِ ورَجُلٌ ضَفَنْدد كثير اللَّحمِ ثقيلٌ مع حُمْقٍ وضَفِدَ واضْفَأَدَّ صار كذلك وجعلَ ابنُ جِنِّي اضْفَأدَّ رباعيّا مقلوبه د ف ض
دَفَضَه دَفْضاً كَسَره وشَدَخه يمانية قال ابن دُريدٍ وأحْسَبُهم يستعملونها في لِحاءِ الشَّجرِ إذا دُقَّ بين حَجَرْينِ
الضاد والدال والباء ض ب د
الضَّبَدُ الغَيْظ وضَبَدْتُه ذكَّرتُه بما يُغْضِبُه
الضاد والدال والميم ض م د
ضَمَدْتُ الجُرْحَ أضْمِدُه ضَمْداً عصَّبْتُه وكذلك الرأسُ إذا مَسَحْتَ عليه بِدُهْن أو ماءٍ

(8/177)


ثم لٌ فَفْت عليه خِرْقةً واسم ما يُلْزَق بها الضِّمادُ وقد تَضَمَّد ضَمَّدتُ رأسَه مثل عَمَّمْتُه بالسَّيْفِ والضَّمَدُ الظُّلْمُ والضَّمَدُ الحِقدُ اللازُّقُ بالقلبِ وقيل هو الحِقْدُ ما كان ضَمِدَ عليه ضَمَداً وفَرَّقَ قومٌ بين الضَّمَد والغيظِ فقالوا الضّمَدُ أن يَغْتَاظَ على مَنْ يَقْدِرُ عليه والغَيْظُ أن يَغْتاظ على من يَقْدِر عليه ومن لا يَقْدِرُ والضَّمْدُ رَطْبُ الشَّجرِ ويابِسُهُ قَدِيمُهْ وحَدِيثهُ وقال رَجُلٌ لآخرَ فيم تَركْتَ أَهْلَكَ قال تركْتُهم في أرضٍ قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتِها وشَبِعَت إبلُها من ضِمْدِها ولَقِح نَعَمُها قولُه ضَمْدَها قال ليس فيها عودٌ إلاَّ وقد ثَقَبَه النَّبْث أي أَوْرقَ وأَضْمَدَ العَرْفَجُ تَجَوَّفَتْهُ الخُوصَة ولم تَبْدُر منه وأُعْطِيكَ من ضَمْدِ هذه الغَنَمِ أي من صَغيرَتِها وكَبِيرتِها وصالِحَتها وطالِحَتها والضَّمْدُ أن يُخالَّ الرجلُ المرأةَ ومعها زوجٌ وقد ضَمَدَتْه تَضْمِدُهُ وتَضْمُدُه والضَّمْدُ أيضاً أن يُخَالَّها خَلِيلان والفِعْلُ كالفعلِ قال أبو ذؤيب
(تُرِيدينَ كَيْ ما تَضْمُدِينِي وخالِداً ... وهل يُجْمَعُ السَّيفانِ وَيْحَكِ في غِمْد)
والضِّمادُ كالضَّمْد قال مُدْرِكٌ
(لا يُخْلِصُ الدَّهَر خليلٌ عَشْرَا ... )

(ذاتَ الضِّمَادِ أو يَزُورَ القبْرَا ... )

(إنِّي رأيتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْرَا ... )
والضَّمَدُ الغابرُ من الحَقِّ والمِضْمَدَةُ خَشَبَةٌ تُجْعلُ على أعناقِ الثَّوْرَيْن في طَرَفَيْها ثَقبانِ في كل واحدةٍ منها ثُقْبةٌ بينهما فَرْضٌ في ظَهْرِها ثم يُجْعَلُ في الثَّقْبَيْنِ خيطٌ يُخْرَجُ طَرَفاهُ من باطنِ المِضْمَدَةِ ويُوثَقُ في طَرَفِ كلِّ خَيْطٍ عودٌ يُجْعَلُ عُنقُ الثورِ بين العُودَيْن والضَّامِدُ اللازمُ عن أبي حنيفةَ

(8/178)


وعَبْدٌ ضَمَدَةٌ ضخمٌ غليظٌ عن الهَجَرِيِّ
مقلوبه م ض د
المَضْدُ لُغَة في ضَمْدِ الرَّأْسِ يَمَانِيَةٌ
الضاد والتاء والراء ت ر ض
تِرْياضُ من أسماءِ النِّساءِ
الضاد والتاء والنون ن ت ض
نَتَضَ الجِلْدُ نُتُوضاً خرج عليه داءٌ كآثارِ القُوباءِ ثم تَقَشّرَ طرِائِقَ وأَنْتَضَ العُرْجُونُ من الكَمَاةِ وهو شيء طويلٌ يُنْقَشِرُ أعاليه من جِنْسِ الكماةِ وهو يَنْتِضُ عن نَفْسِه كما تَنْتِضُ الكمأةُ الكمأةَ والسِّنُّ السِّنَّ إذا خَرَجَتْ فرَفَعَتْهُ عن نَفْسِها
الضاد والثاء والباء ض ب ث
الضَّبْثُ قَبضُك على الشيء والضَّبْثُ إلقاؤُكَ يَدَكَ بجِدٍّ فيما تعملُه وقد ضَبَثَ به يَضِبْثُه ضَبْثاً ومَضَابِثُ الأسدِ مخالِبُه وضُبَاثٌ اسمُ الأسدِ من ذلك وقيل ضُبَاثُ الأسدِ كالظُّفْرِ للإِنسانِ والضَّبْثُ الضَّرْبُ وقد ضُبِثَ عليه على صيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعلُه وضَبَثَه بيدِه جَسَّه والضَّبُوثُ من الإِبِلِ التي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزَالِها فَتُضْبَثُ باليَدِ أي تُجَسُّ
الضاد والثاء والميم ض ث م
الضَّيثَم من أسماءِ الأسدِ
الضاد والراء والنون ر ض ن
المَرْضُونُ شِبْهُ المَنْضُودِ من الحجارةِ ونحوها

(8/179)


مقلوبه ن ض ر
النَّضْرةُ النِّعمةُ والعَيْنُ والغِنَى وقيل الحُسْنُ وقد نَضَرَ الشجرُ والوجْهُ واللونُ وكلُّ شيءٍ يَنْضُرُ نَضْراً ونَضْرَةً ونُضُوراً فهو نَاضْرٌ ونَضِيرٌ ونَضِرٌ والأنثى نَضِرَةٌ وأنَضَرَ كَنَضَرَ ونَضَرَهُ اللهُ ونَضَّره وأنْضَره وأنْضَرَ النَبْتُ نَضَرَ وَرَقُه وغلامٌ نَضِيرٌ ناعمٌ والأنثى نَضِيرَةٌ والنّاضِرُ الأخضر الشديد الخضرة يقال أخضرُ ناضِرٌ كما يقال أَبْيضُ ناصعٌ وقد يُبالغُ بالناضِرِ في كلِّ لَوْنٍ كأن يقال أحْمَرُ ناضِرٌ وأصْفرُ ناضِرٌ رُوِيَ ذلك عن ابن الأعرابيِّ وحكاه في نوادِرِه والنَّضِيرُ والنُّضار والأَنْضَرُ اسْمٌ للذَّهَبِ والفِضَّةِ وقد غلب على الذَّهب وهو النَّضْرُ عن ابن جِنِّي وجَمْعُه نِضَارٌ وأَنْضُرٌ قال أبو كبيرٍ الهُذَلِيُّ
(وبَيَاضُ وَجْهِك لم تَحُلْ أسرارهُ ... مثلُ الوَذِيلة أو كَشَنْفِ الأَنْضَرِ)
ويُرْوَى الأَنْضُرِ والنُّضَارُ الجوهرُ الخالصُ من التّبْرِ والخشبِ ونُضَارَة كلِّ شيءٍ خالِصُه والنُّضَارُ الأَثْل وقيل هو ما كان عَذِيْاً على غير ماءٍ وقيل هو الطوِيلُ منه المستقيم الغُضونِ وقيل هو ما نَبَتَ منه في الجبلِ وهو أَفْضَلُه قال رُؤْبَةُ
(فَرْعٌ نَمَا منه نُضَارُ الأَثْلِ ... طَيِّبُ أَعْرَاقِ الثَّرَى في الأَصْلِ)
قال أبو حنيفةَ النُّضارُ والنِّضارُ لغتان والأولُ أعرفُ قال وهو أجْوَدُ الخشبِ للآنية لأنه يُعْملُ منه ما رَقبَّ من الأقداح واتَّسعَ وما غَلُظَ ولا يَحْتَمِلُه من الخشبِ غيرهُ قال ومِنْبرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نُضَارٌ اتُّخِذَ من نَضارِ الخَشبِ وقيل هو يُتَّخَذُ من أَثْلٍ وَرْسِيِّ اللَّونِ

(8/180)


والنَّاضِرُ الطُّحْلُب والنَّضرُ بن كِنانةَ أبو قريش خاصَّةً مَنْ لم يَلِدْهُ النضرُ فليس من قرَيش وبَنُو النَّضِير حيٌّ من يَهُودِ خَيْبَرَ من آلِ هارون عليه السلام وقد دَخَلُوا في العرب والنَّضِيرةُ اسمُ امرأةٍ قال حسَّانُ
(حَيِّ النضيرةَ ربَّةَ الخِدْرِ ... أَسْرَتْ إليكَ ولم تَكُنْ تَسْرِي)

الضاد والراء والفاء ض ر ف
الضَّرِفُ من شَجَرِ الجبالِ يُشْبِهُ الأَثْأَبَ في عِظَمِه ووَرَقِه إلا أنّ سُوقَهُ غُبْرٌ مثلُ سُوقِ اللتِّينِ وله جَنىً أبيضُ مُدَوَّرٌ مثلُ تِينِ الحَماطِ الصغارِ مُضَرِّسٌ ويأكُلُه الناسُ والطَّيْرُ والقُرودُ واحدتُه ضَرِفَةٌ كل ذلك عن أبي حنيفةَ
مقلوبه ض ف ر
ضَفَر الشَّعرَ ونحوَه يَضْفِرُه ضَفْراً نَسَجَ بعضَه على بعضٍ والضَّفْرُ الفَتْلُ والضَّفْر ما شَدَدْتَ به البعيرَ من الشعرِ المَضْفُورِ والجمع ضُفُورٌ والضَّفَارُ كالضَّفْرِ والجمعُ ضُفُرٌ قال ذو الرُّسّه
(أوْرَدْتُه قَلِقَاتِ الضَّفْرِ قد جَعَلتْ ... تَشْكُو الأَخِشَّةَ في أَعْناقِها صَعَرا)
والضَّفْرُ كلُّ خُصْلة من الشَّعَرِ على حِدَتِها قال بعضُ الأغْفَال
(ودهَنْتُ وسَرَّحْتُ ضُفَيْرِي ... )
والضَّفِيرةُ كالضَّفْرِ وضَفَرَتِ المرأةُ شَعْرَها تضْفِرُه ضفرا جَمَعَتْه وتضافرَ القومُ على الأَمْرِ تظاهرُوا وتعاونوا والضَّفْرُ من الرَّمْلِ ما عَظُم وتجمَّع وقيل هو ما تَعقَّدَ بعضُه على بعضٍ والجمع ضُفُورٌ

(8/181)


والضَّفِرَة كالضَّفْرِ والجمعُ ضَفِرٌ والضَّفِرةُ أرضٌ سهلةٌ مستطيلة مُنْبِتةٌ تَقُودُ يوماً أو يومين وضَفِيرُ البَحْرِ شَطُّه وفي الحديث ما جَزَرَ عنه الماءُ في ضَفِيرِ البحر فَكُلْهُ والضَّفْرُ البِنَاءُ بحجارةٍ بغير كِلْسٍ ولا طينٍ وضَفَرَ الحِجارةَ حولَ بيِته ضَفْراً وضَفَر في عَدْوِه يَضْفِرُ ضَفْراً عَدا وقيل أسْرَع وضَفَرَ الدابَّةَ يَضْفِرُها ضَفْراً ألْقَى اللجامَ في فَمِها
مقلوبه ر ض ف
الرَّضْفُ الحجارةُ التي حَمِيتْ بالشمسِ أو النارِ واحدتُها رَضْفَةٌ وشِوَاءٌ مَرْضُوفٌ شُوِيَ على الرَّضْفَةِ ولبنٌ رَضيفٌ مَصْبوبٌ على الرَّضْف والرَّضْفَةُ سِمَةٌ تُكْوَى برَضْفَةٍ من حجارةٍ حَيْثُما كانت وقد رَضَفَه يَرْضِفَه والرَّضْفَةُ والرَّضَفَة عَظْمٌ مُطْبِقٌ على رأسِ الساقِ ورأس الفَخِذِ والرَّضْفَة طَبَقٌ يَمُوجُ على الرُّكبةِ وقيل الرَّضْفتان من الفَرَسِ عَظمان مُستديران فيهما عِرَضٌ مُنْقطعانِ من العِظام كأنهما طَبَقانِ للرُّكْبَتَيْنِ وقيل الرًّضْفَة الجِلدةُ التي على الرُّكبةِ والرَّضْفَة عظمٌ بين الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتَقَى الجُبَّة في الرُّسْغِ وقيل عَظْمٌ مُنْقطِعٌ في جَوْفِ الحافرِ ورَضْفُ الرُّكْبةِ ورُضَافُها التي تَزُولُ وقيل الرُّضافُ ما كان تحت الدّاغِصَةِ وَرَضَفْتُ الوِسَادَة ثَنَيتُها يمانيةٌ
مقلوبه ر ف ض
رفَضْتُ الشيء أَرْفُضُهُ رفْضاً ورفَضاً تركتُه وفَرَّقْته والرَّفَض الشيءُ المتفرِّقُ والجمع أَرْفاضٌ وارْفَضَّ الدَّمعُ سالَ وتفرّقَ وارْفَضَّ الوَجَعُ زالَ والرِّفَاضُ الطُّرُقُ المتفرِّقةُ أَخاديِدُها قال
(بِالْعِيسِ فَوْقَ الشَّرَكِ الرِّفَاضِ ... )

(8/182)


وَرَفَضْتُ الشيءَ أَرْفُضُه رَفْضاً فهو مرفوضٌ ورَفِيضٌ كَسَرْتُه ورَفَضُ الشيءِ ما تَحطَّمَ منه وجَمْعُ الرَّفَضِ أَرْفَاضٌ قال طُفَيْلٌ يصفُ سَحاباً
(له هَيْدَبٌ دانٍ كأنَّ فُرُوجَهُ ... فُوَيْقَ الحَصَى والأرضِ أَرْفاضُ حَنْتَمِ)
ورُفَاضُه كرَفَضِهِ شَبَّه قِطَعَ السحابِ الدانيةَ من الأرض لامْتَلائِها بِكِسَرِ الحَنْتَم المسْوَدّ والمُخْضَرّ ورُفُوضُ الناسِ فِرَقُهُم قال
(ومن أَسَدٍ أَوْ من رُفُوض الناسِ ... )
ورُفُوض الأرضِ المواضعُ التي لا تُمْلَكُ وقيل هو أرضٌ بين أَرْضَيْنِ حَيَّتَيْن فهي مَتْرُوكة يَتَحامُوْنَها والرَّفَّاضَةُ الذين يَرْعوْنَ رُفُوضَ الأرضِ ومرافِضُ الأرضِ مساقطُها مِن نَواحِي الجِبالِ واحدها مَرْفَضٌ والمَرْفَضُ من مجارِي المياهِ وَقَرَارتها قال
(ساق إليها ماءَ كلِّ مَرْفَضٍ ... مُنْتِجُ أَبكارِ الغَمامِ المُخَّضِ)
وقال أبو حنيفةَ مرافضُ الوادي مَفَاجِرُه وأنشد لابن الرِّقاعِ
(ظَلّتْ بحَزْمِ سُبَيْعٍ أو بِمَرْفَضِهِ ... ذِي الشِّيحِ حيث تَلاقَى الثَّلْعُ فانْسَحَلاَ)
والرَّوَافِض جنودٌ تركُوا قائِدهُم والرَّوافض قَومٌ من الشِّيعةِ سُمِّوا بذلك لأنَّهم تركُوا زَيْدَ بن عليٍّ وقالوا الرًّوافِض لأنَّهم عَنُوا الجماعات والرَّفْضُ أن يَطْرُدَ الرجلُ غَنمه وإبلَه إلى حيث يَهْوى فإذا بلغت لَهَا عنها وتَرَكَها ورَفَضْتُها أرفضُها وأرفُضُها رفضاً تركْتُها تَبَدَّدُ في مراعِيها تَرْعَى حيث شاءتْ ورفَضَتْ هي تَرْفِضُ رَفْضاً والرَّفْض النَّعَمُ المُتبدِّدُ والجمع أَرْفاض ورجُلٌ قَبْضَةٌ رُفَضَةٌ يتمسَّك بالشيء ثم لا يَلْبثُ أن يَدَعَهُ

(8/183)


والرَّفَض والرَّفْض من الماءِ واللبنِ الشيءُ القليلُ يبقى في القِرْبَةِ وهو مثل الجُرْعَةِ والجمع أرفْاضٌ عن اللحيانيِّ والرَّفْضُ دُونَ الملءِ بقليلٍ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(فلمَّا مَضَتْ فَوْقَ اليَدين وحَنّقَتْ ... إلى المَلءِ وامْتدَّت بِرَفْضٍ غُصُونُها)
والرَّفْضُ القُوتُ مأخوذٌ من الرَّفْضِ الذي هو القليلُ من الماءِ واللَّبنِ
مقلوبه ف ر ض
فَرضْتُ الشيء أفرِضهُ فَرْضاً وفَرَّضْتُه للتكْثيرِ أوْجَبْتُه وقوله تعالى {سورة أنزلناها وفرضناها} النور 1 ويُقْرأُ وفرَّضْناهَا فمن قرأ بالتَّخفيفِ فمعناه ألزمناكُم العَملَ بما فُرِضَ فيها ومَنْ قَرأَ بالتشديد فعلَى وجهين أحَدُهُما على معنى التَّكْثِير على مَعْنَى أنّا فَرَضْنَا فيها فُروضاً وعلى مَعْنَى بَيَّنَّا وفصَّلنا ما فيها من الحَلالِ والحرامِ وافْتَرَضَهُ كفَرَضَه والاسم الفريضةُ وفرائضُ اللهِ حدودهُ التي أمَرَ بها ونَهَى عنها وكذلك الفرايضُ في الميراثِ وقولهُ تعالى {وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا} النساء 118 وقال الزجَّاجُ معناه مُؤَقَّتاً والفَريضة من الإِبلِ والبَقَرِ ما بلَغ عَددُه الزَّكاةَ وأفْرَضَتِ الماشيةُ وجَبتْ فيها الفريضةُ ورَجُلٌ فارِضٌ وفَرِيض عالمٌ بالفرائِضِ كقولك عالمٌ وعليمٌ عن ابن الأعرابيِّ والفَرْضُ العَطِيَّة وقيل ما أعْطَيْتَه بغير قَرْضٍ وأفْرضْتُ الرَّجُلَ أعطيتُه والفَرْضُ جُنْدٌ يَفْتَرِضُونَ والجمع الفُروضُ والفارض الضخمُ من كل شيءٍ ولِحْيَةٌ فارضٌ وفارضَةٌ ضَخْمَةٌ وشِقْشِقَةٌ وسِقاءٌ فارِضٌ كذلك وبقرةٌ فارض مُسِنَّةٌ وفي التنزيل {إنها بقرة لا فارض ولا بكر} البقرة 68 قال
(لعَمْرِي لقد أعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إليه ما تَقُوم على رِجلِ)
يعني بقرةً هَرِمةٌ وقد يستعمل الفارضُ في المُسِنِّ من غير البقرِ فيكون للمُذَكّرِ

(8/184)


والمؤنّث قال
(شَوْلاءُ مَسْكٌ فارِضٌ نَهِيّ ... من الكِباشِ زامِرٍ خَصِيِّ)
وقومٌ فُرَّضٌ مَسَانُّ قال
(شَيَّبَ أَصداغِي فرَأْسِي أبيضُ ... مَحامِلٌ فيها رِجَالٌ فُرَّضُ)
ورَوَى ابنُ الأعرابيِّ محامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضٌ قال يريدُ أنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ أيضاً
(يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُبَاغِضِ ... )

(عَلَيَّ ذي ضِغْنٍ وضَبَّ فارِض ... )

(له قُروءٌ كقُروءِ الحائضِ ... )
عَنَى بضَبٍّ فَارضٍ عَداوةً عظيمةً كبيرةً من الفارضِ التي هي المُسِنَّة وقولُه
(له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحائضِ ... )
يقول لعَداوتِه أوقاتٌ تَهيجُ فيها مثل وَقْتِ الحائِضِ والفَرِيضُ جِرَّةُ البَعِيرِ عن كُراع وهي عند غيرِه القَرِيضُ بالقاف وقد تقدّم وفَرَضْتُ العُودَ والمِسْوَاكَ وفرضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً حزَرْتُ فيهما حَزّا والفرضُ اسْمُ الحَزِّ والجمعُ فُروضٌ وفِرَاضٌ قال
(مِنَ الرَّصَفات البِيضِ غَيَّرَ لَوْنَها ... بَنَاتُ فِرَاضِ المَرْحِ واليابسِ الجَزْلِ)
قال أبو حنيفةَ فِرَاضُ المَرْخ ما تُظْهِرُهُ الزَّندةُ من النارِ إذا قُدِحَت قال والفِراضُ إنما يكونُ في الأُنْثَى من الزَّنْدتَيْنِ خاصَّةً وفَرضَ فُوقَ السَّهْمِ فهو مفروضٌ وفَرِيضٌ حَزّهُ

(8/185)


والفَرْضُ الشَّقُّ عامّةً والفَرْضُ الشقّ في وَسَطِ القَبْرِ وفَرَضْتُ للميِّتِ ضَرَحْتُ والفُرْضَةُ كالفَرْضِ والفَرْضُ والفُرْضَة الحَزُّ الذي في القَوْسِ وفُرْضَةُ النَّهْرِ مَشْرَبُ الماء منه والجمعُ فُرُوض وفِرَاضٌ والفَرْضُ التُّرْسُ قال الهُذَلِيُّ
(أَرِقْتُ له مثلَ لَمْعِ البَشير ... قَلَّبَ بالكَفِّ فَرْضاً خَفِيفَا)
والفَرْضُ ضربٌ من التَّمّرِ صِغارٌ لأَهْلِ عُمانَ قال
(إذا أَكَلْتُ سَمَكاً وفَرْضا ... ذَهَبْتُ طُولاً وذَهَبْتُ عَرْضا)
قال أبو حنيفةَ وهو من أجِودِ تَمّرِ عُمانَ قال أخبرني بعضُ أعرابِها قال إذا أَرْطَبَتْ نَخْلتُه فَتُؤُخِّرَ عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نَواهُ فبَقيت الكِباسةُ ليس فيها إلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريقِ والفِرَاضُ موضعٌ قال ابن أحْمَرَ
(جَزَى اللهُ قَوْمِي بالأُبُلَّة نُصْرَةً ... ومَبْدًى لهم حولَ الفِراضِ ومَحْضَرا)
فأمّا قولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(كأنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا الفِراضُ مَظِنَّةً ... ولم يُمْسِ يَوْماً مِلْكُها بِيَمينِي)
فقد يكونُ أن يَعْنِي الموضَع نَفْسَه وقد يكون أن يَعْنِيَ الثُّغورَ يُشَبِّهُها بمشارِبِ المياهِ وما عليه فِراضٌ أي ثَوْبٌ وفِرْياضٌ موضعٌ
الضاد والراء والباء ض ر ب
الضّرْب معروفٌ ضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَهُ

(8/186)


ورَجُلٌ ضَارِبٌ وضروبٌ وضَرِيبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَب كثيرُ الضَّرْبِ والضَّريبُ المَضْروبُ والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جميعاً ما ضُرِبَ به وضَرَب الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً دقَّه حتى رَسَبَ في الأرض وَوَتَدٌ ضَرِيبٌ مَضْروبٌ هذه عن اللحيانيِّ وضَرُبَتْ يَدُه جَادَ ضَرْبُها وضَرَبَ الدِّرهَمَ يَضْرِبُه ضرْباً طَبَعهُ وهذا دِرْهمٌ ضَرْبُ الأميرِ وَصَفُوه بالمَصْدَر ووَضَعُوه موضعَ الصِّفة وإن شئتَ نَصَبْتَ على نِيّةِ المَصْدرِ وهو الأكْثَرُ لأنه ليس من اسْمِ ما قبله ولا هُوَ هُوَ واضْطَرَبَ خَاتَماً سأل أن يُضْرَبَ له وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم
اضْطَرَبَ خَاتَماً من ذَهَبٍ ثم اضْطَرحه واصْطَنعه من وَرِقٍ حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن ورجُل ضَرِبٌ جَيِّدُ الضَّرْبِ وضَرَبَتِ العقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً لَدَغتْ وضَرَبَ العِرْقَ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً خَفَقَ وتضرَّبَ الشيءُ واضْطَربَ تَحرَّك ومَاجَ والاضْطرابُ طولٌ مع رَخَاوةٍ ورَجُلٌ مُضْطرِبُ الخَلْقِ واضْطَربَ البرقُ في السحابِ تحرّكَ والضَّرِيبُ الرأس سُمِّيَ بذلك لكَثْرَةِ اضْطرابه وضَريبَةُ السَّيفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرِبَتُه ومَضْرَبَتُهُ حَدُّهُ حكى الأخيرتَيْن سيبَوَيْه وقال جعلُوه اسماً كالحديدةِ يَعْنِي أنهما لَيْسَتا على الفِعْل وهو دون الظُّبَّة والضَّرِيبَةُ ما ضَرَبْتَهُ بالسَّيْفِ وربما سمِّي السَّيْفُ نَفْسُه ضَرِيبَةً وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ رُمِيَ بها لأن ذلك ضَرْبٌ وضُرِبَتِ الشَاةُ بِلَوْنِ كذا أي خُولِطَتْ وكذلك قال اللُّغَوِيُّونَ الجَوْزاءُ من الغَنَمِ التي ضُرِبَ وسَطُها بِبَيَاضٍ من أعلاها إلى أسْفَلِها وضَرَبَ في الأرض يَضْرِب ضَرءباً وضَرَبَاناً خرج فيها تاجراً أو غازِياً وقيل أسْرَعَ وقيل ذَهَبَ فيها وضَرَبَتِ الطيرُ ذَهَبتْ تَبْتَغِي الرِّزْقَ وضَرَب في سَبِيلِ الله

(8/187)


يَضْرِبُ ضرباً نَهَضَ وضَرَبَ بنَفْسِهِ الأرضَ أقامَ فهو ضِدٌّ وضَرَب بِيدِه إلى كذا أَهْوَى وضَرَبَ على يَدِه أمسَكَ وضَرَب على يدِه كفَّهُ عن الشيءِ وضارَبْتُ الرَّجُلَ مُضَارَبَةً وضِراباً وتَضَارَبَ القومُ واضْطربُوا ضَرَب بعضُهُم بَعْضاً وضَارَبَنِي فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه كنتُ أَشَّد ضربّا منه وضَرَبَتِ المخاضُ شالتْ بأذنابِها ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَتْ وناقةٌ ضارِبٌ وضارِبَةٌ فَضَارِبٌ على النَّسَبِ وضارِبَةٌ على الفِعْل وقيل الضورابُ من الإِبِلِ التي تمتنع بعد اللِّقاحِ فَتُغِزُّ أنْفُسَها فلا يُقْدَرُ على حَلْبِها وضرَبَ الفحلُ الناقةَ يَضْرِبُها ضَرْباً نَكَحها قال سيبويه ضَرَبها الفحلُ ضِرَاباً كالنّكاحِ قال والقياسُ ضَرْباً ولا يقولونه كما لا يقولُون نَكْحاً وهو القياسُ وناقةٌ ضارِبٌ ضَرَبَها الفَحْلُ على النَّسب وناقة تَضْرَابٌ كضاربٍ قال اللحيانيُّ هي التي ضُرِبَتْ فلم يُدْرَ ألاقحٌ هي أم غير لاقح وأتتِ الناقةُ على مَضْرِبها أي على زَمَنِ ضِرَابِها وقد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ وأَضْرَبْتُها إيّاه الأخيرةُ على السَّعَةِ وضَرِيبُ الحَمْضِ رَدِيئُه وما أُكِلَ خَيْرُه وبَقِي شَرُّه وأُصولُه ويقال هو ما تكسَّر منه والضَرِيبُ الجَلِيدُ وضُرِبَتِ الأرضُ ضَرْباً أصابها الضَّرِيبُ قال أبو حنيفةَ ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ ضَرَبَهُ البَرْدُ فأضرَّ به أَضَرَبَتِ السماءُ الماءَ إذا أنْشَفَتْهُ حتى تُسْقِيَه الأرضَ وأَضْرَبَ البردُ والريحُ النَّبات يضرِبُهُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إذا اشْتدَّ عليه القَرُّ حتى يَبِسَ والضَّرَبُ العَسَلُ الأبيضُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ وقيل الضَرَبُ عَسَلُ البرِّ قال الشَّمَّاخ
(كأنَّ عُيونَ الناظِرينَ يَشُوفُها ... بِها ضَرَبٌ طَابَتْ يداً مَنْ يَشُورُها)
والضَّرْبُ بتسكين الرَّاء لغةٌ فيه حكاه أبو حنيفةَ قال وذاك قليلٌ

(8/188)


والضَّرَبَةُ الضَّرَبُ وقل هي الطائفةُ منه واسْتَضْرَبَ العسَلُ غَلُظَ وابْيضَّ وعَسَلٌ ضَرِيبٌ مُسْتَضْرِبٌ والضَّرْبُ المَطَرُ الخفيفُ والضَّرْبَةُ الدَّفعَةُ من المَطَرِ وقد ضَرَبَتْهم السّماءُ وأَضْرَبْتُ عن الشيءِ كفَفْتُ وأَعْرضْتُ وضَربَ عنه الذّكْرَ وأَضَرَبَ عنه صَرَفَه وقوله تعالى {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} الزخرف 5 أي نُهْمِلُكُم ولا نُعَرِّفُكُم ما يجب عليكُم لأَنْ اَسْرَفْتثم ومثله {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} القيامة 36 وأَضْرَبَ في البَيْتِ أقامَ وقد ضَرَبَ بالقِدَاح والضَّرِيبُ الموَكَّلُ بالقِدَاحِ وقيل الذي يَضْرِبُ بها قال سيبَوَيْه هو فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ يقال هو ضَرِيبُ قِدَاحٍ قال ومثلُه قولُ طَرِيف بن مالِكٍ العَنْبِريِّ
(أوَكُلَّما وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبيلةٌ ... بَعَثُوا إليَّ عَرِيفَهم يَتَوَسَّمُ)
إنما يُريدُ عَارِفَهُم وجَمْعُ الضَّريبِ ضُرَباءُ قال أبو ذؤيبٍ
(فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رَابِئ ... الضُرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْم لا يَتَتلَّعُ)
والضَّرِيبُ القِدْحُ الثالثُ من قِداحِ المَيْسِر قال اللحيانيُّ وهو الذي يُسَمَّى الرَّقيب قال وفيه ثلاثةُ فُروض وله غُنْم ثَلاثةِ أَنْصباءُ إن فاز وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أنْصباءَ إن لم يَفُزْ وضربتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبتُه خَلَطْتُه وضَرَّبْتُ بينهم في الشَّرِّ خَلَطْتُ والضَّرِيبَةُ القِطعةُ من القُطْنِ والصُّوفِ والضَّريبُ من اللَّبنِ الذي يُحْلَبُ من عِدَّةِ لِقاحٍ في إناءٍ واحدٍ فيُضْرَبُ بعضُه بعضٍ ولا يقال ضَرِيبٌ لأقلَّ من لبن ثلاث قال بعضُ أهلِ البادية لا يكونُ ضَرِيباً إلا من عدّةٍ من الإِبِلِ فمنه ما يكونُ رقيقاً ومنه ما يكون خاثِراً قال ابنُ أحمر

(8/189)


(وما كُنتُ أخشَى أن تكونَ مَنِيَّتِي ... ضَرِيبَ جِلادِ الشَّول خَمْطَّا وصَفِيا)
أي سَبَبُ مَنِيّتِي فحَذَفَ وقيل هو ضَرِيبٌ إذا حُلِب عليه من اللَّيلِ ثم حلب عليه من الغَدِ فضُرِبَ به والضَّرْبُ المِثْلُ وجمعُه ضُرُوب وهو الضَّرِيبُ وجمعُه ضُرَباء والضَّرْبُ من بَيْتِ الشِّعْرِ آخِرُه كقولِه فَحَوْمَلِ من قوْلِه
(بِسِقْطِ اللَّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ ... )
والجمع أَضْرُبٌ وضُرُوب والضَّواربُ كالرِّحابِ في الأوْدِية واحدها ضَارِبْ وقيل الضارِبُ المكانُ المطمئَنُّ من الأرضِ به شَجَرٌ والجمع كالجمع قال ذو الرُّمَّة
(قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ واعُوَجَّ دُونَها ... ضَوَارِبُ من غَسّانَ مُعْوَجَّةٌ سَدّرا)
وقيل الضارب قطعةٌ من الأرضِ غليظةٌ تستطيلُ في السَّهْلِ والضَّرْبُ الرجلُ الخفيفُ اللَّحْمِ وقيل النَّدْبُ الماضِي الذي ليس برَهْلٍ قال طَرفةُ
(أنا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الذي تَعْرِفُونَه ... خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقَّدِ)
وقولُ أبي العيال
(صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ ... ومَصَالِتُ ضُرُبُ)
قال ابن جِنِّي ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ وقد يجوز أن يكونَ جَمْعَ ضَرُوبٍ والضَّرِيبةُ الطَّبيعةُ وهذه ضَرِيَبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها وضُرِب عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً أي طُبعَ

(8/190)


والضَّرْبُ الصِّنْفُ من الأشياءِ والجمعُ ضُرُوبٌ أنشد ثعلبٌ
(أراكَ من الضَّرْبِ الذي يَجْمَعُ الهَوَى ... وحَوْلَكَ نِسْوَانٌ لَهُنَّ ضُرُوبُ)
وكذلك الضَّرِيبُ وقولُهم ضَربْتُ له المَثَلَ بكذا إنّما معناه بَيَّنْتُ له ضَرْباً من الأمثالِ أي صِنْفاً منها والضَّرِيب النَّصِيبُ والضَّرِيب البَطْنُ من الناسِ وغيرهم وضَرَب على العَبْدِ الإِتَاوةَ ضَرْباً أوْجَبَها عليه بالتَّأجيِل والاسْمُ الضَّرِيبَة وضَاربَ فلانٌ لفُلانٍ في مالِه إذا اتّجرَ فيه وما يُعَرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلةٍ أي أصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أبٌ ولا شَرَفٌ وضَرَبَ اللَّيْلُ بأَرْوَاقِه أقْبلَ قال حُمَيْدٌ
(سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ واللَّيلُ ضَاربٌ ... بأَرْوَاقِه والصُّبْحُ قَدْ كَادَ يَسْطَعُ)
وقال
(ورابَعَتِنْي تحت لَيْلٍ ضاربِ ... )
وضَرَبَ الليلُ عليهم طال قال
(ضَرَبَ الليلُ عليهم فَرَكَدْ ... )
وقولُه تعالى {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} الكهف 11 قال الزجاجُ معناه مَنَعناهُم أن يَسْمَعُوا لأنَّ النائم إذا سَمِعَ انْتبه وجَاءَ مُضْطَرِبَ العِنان أي مُنْهزماً مُنْفَرِداً وضَرَّبَتْ عينُهُ غَارَت كَحَجَّلَتْ والضَّرِيبة اسمُ رَجُلٍ من العَرَبِ

(8/191)


مقلوبه ض ب ر
ضَبَرَ الفرسُ يَضْبُرُ ضَبْراً وضَبَرَاناً جَمَعَ قوائِمَه ووَثَبَ وكذلك المُقَيَّدُ في عَدْوِه وفَرَسٌ ضِبِرٌّ فِعِلٌّ منه أي وَثَّاب وكذلك الرَّجُلُ وضَبَّرَ الشيءَ جَمَعَه والضَّبْرُ والتَّضْبيِرُ شِدَّةُ تَلْزِيزِ العِظامِ واكتنازِ اللَّحمِ جَمَلٌ مَضْبُورٌ ومُضَبَّر ورَجُلٌ ضَبِرٌ شديدٌ ورَجُلٌ ذو ضَبَارَةٍ مجتمعُ الخَلْقِ وأسَدٌ ضُبَارِمٌ وضُبَارِمَةٌ منه فُعَالِم عند الخليلِ والإِضْبَارَة الحُزْمَة من الصُّحفِ وضَبَّرْتُ الكُتَب وغيرَها جَمَعْتُها والضبُّارُ الكُتُبُ لا واحدَ لها قال ذو الرُّمة
(أَقُول لنَفْسِي وَاقِفاً عند مُشْرِفٍ ... على عَرَصَاتٍ كالضبُّارِ النواطِقِ)
والضَّبْرُ الجَماعةُ يَغْزُونَ قال الهُذَلِيُّ
(بَيْنَاهُمُ يَوْماً كذلك رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ لِباسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ)
والضَّبْرُ جِلدٌ يُغشَّى خَشَبَاً فيها رِجالٌ تُقَرَّبُ إلى الحُصُونِ لِقتالِ أهْلِها والجمعُ ضُبُورٌ والضَّبْرُ والضَّبِرُ شجرُ جَوْزِ البَرِّ يُنَوِّرُ ولا يَعْقِدُ وهو من نباتِ جبالِ السّرَاةِ واحدتُه ضَبِرةٌ ولا يَمْتَنِعُ ضَبْرةٌ غير أنِّي لم أسْمعْه والضَّبارُ شَجَرٌ جيّدُ الحَطَبِ عن أبي حَنِيفةَ وقال مَرةً الضُّبَّارُ شجرٌ قريبٌ الشَّبَهِ من شجرِ البَلُّوطِ وحَطَبُه جيِّدٌ مثل حَطَبِ المَظِّ وإذا جُمِعَ حَطَبُه رَطْباً ثم أُشْعِلَتْ فيه النارُ قَرْقَعَ قَرْقَعَةَ المَخَازِيقِ ويفعلُ ذلك بِقُرْبِ الغَياضِ التي تكونُ فيها الأُسْدُ فتَهْرُبُ واحدتُه ضُبَّارةٌ وضبَارَةُ اسمُ رَجُلٍ

(8/192)


وضُبَيْرَةُ اسمُ امرأةٍ قال الأخطلُ
(بَكْرِيَّةٌ لم تَكُنْ دَارِي لها أَمَماً ... ولا ضُبَيْرَةُ مِمّنْ تَيَّمَتْ صَدَدُ)
ويُرْوَى صُبَيْرَة وضَبَّارٌ اسمُ كَلْبٍ قال
(سَفَرَتْ فَقُلْتُ لَها هَجٍ فَتَبَرْقَعَتْ ... فَذَكَرْتُ حينَ تَبَرَقَعَتْ ضَبَّارا)

مقلوبه ر ض ب
رَضَبَ رِيقَها يَرْضُبُه رَضْباً وتَرَضَّبَهُ رشَفَه والرُّضَابُ الرِّيقُ المَرْشوفُ وقيل هو تَقَطُّعُ الرِّيقِ في الفَمِ وكَثْرةُ ماءِ الأسنانِ فعُبِّر عنه بالمصْدرِ ولا أدرِي كيف هذا أيضاً والرُّضَابُ فُتاتُ المِسْكِ قال
(وإذا تَبْسِمُ تُبْدِي حَبَباً ... كَرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ)
وماءٌ رُضَابٌ عذبٌ قال رُؤبَة
(كالنَّحْلِ في الماءِ الرُّضَابِ العَذْبِ ... )
وقيل الرُّضابُ هنا البَرْدُ وقَوْلُه كالنَّحْلِ أي كَعَسلِ النَّحْلِ ومثله قول كُثَيِّر عَزَّةَ
(كاليَهُودِيِّ من نَطَاةِ الرِّقالِ ... )
أراد كنَخْلِ اليَهودِيِّ ألا تَرى أنه قد وصَفَها بالرِّقَالِ وهي الطِّوالُ من النَّخْلِ ونَطاة خَيْبَرُ بِعَيْنِها والرّاضِبُ من المَطَرِ السَّحُّ قال الشَاعر
(خُنَاعَةُ ضَبعٍ دَمَّجَتْ في مَغَارَةٍ ... وأدْرَكَها فيها قِطارٌ وراضِبُ)

(8/193)


وقد رَضَبَ المَطَرُ وأرضَبَ قال رُؤبةُ
(كأنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الأَرَضَابْ ... رَوَّى قِلاَتاً في ظِلالِ الأَلْصابْ)
والرّاضِبُ ضَربٌ من السِّدْرِ واحدتُه راضِبَةٌ ورَضَبَةٌ فإن صَحَّتْ رَضَبَةٌ فَرَاضِبٌ في جميِعها اسمٌ للجَمْعِ ورَضَبَتِ الشاةُ كَرَبَضَتْ قليلةُ
مقلوبه ر ب ض
رَبَضَتِ الدّابّةُ والشاةُ والخروفُ تَرْبِضُ رَبْضاً ورُبُوضاً ورِبْضَةً حَسَنةً وهو كالبُرُوكِ للإِبِلِ وأَرْبَضَها هو ورَبَّضَها ورَبَضَ الأسَدُ على فَرِيسَته والقِرْنُ على قِرنِه وأسدٌ رابضٌ ورَبَّاضٌ قال
(لَيْثٌ على أَقْرانِه ربَّاضُ ... )
ورَجُلٌ رابِضٌ مُرَبَّضٌ وهو من ذلك والرَّبِيضُ الغَنَمُ في مرَابِضِها كأنها اسمٌ للجَمْعِ قال امْرُؤُ القَيْسِ
(ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِيّا جُلُودُهُ ... كما ذَعَرَ السِّرْحَانُ جَنْبَ الرَّبِيضِ)
والرَّبيضُ والرِّبْضَةُ شاةٌ بِرُعَاتِها اجْتمعتْ في مَرْبِضٍ واحدٍ وفيها رِبْضَة من الناسِ والأصلُ للغَنَمِ والرَّبْضُ مرابِضُ البَقَر وقوله صلى الله عليه وسلم للضَّحّاك بن سُفيان حين بَعَثَه إلى قَوْمِه إِذَا أَتَيْتَهم فارِبْضْ في دارِهْم ظَبْياً قيل في تفسيرِه قولان أحدهُما وهو قولُ ابن قُتيبةَ عن ابن الأعرابيِّ أنه أراد أقِمْ في دارِهم آمِناً لا تَبْرَحْ كما يُقِيم الظَّبيُ الآمن في كِنَاسِه والآخرُ وهو قولُ الأَزْهَريِّ أنه صلى الله عليه وسلم أَمَرَه أن يَأتَيِهُم مُسْتَوفِزاً مُتَوحِّشاً لأنهم كَفرةٌ لا يأُمَنُهم فإذا رابَهُ منهم رَيْبٌ نَفَرَ عنهم شارِداً وظَبْياً في القولين مُنْتَصِبٌ على الحالِ وأَوْقَعَ الاسْمَ موقعَ اسم الفاعلِ كأنه قَدَّرَهُ مُتَظَبّياً حكاه الهرويُّ في الغريبين ورَجُلٌ رُبْضَةٌ ومُتَرَبِّضٌ مقيمٌ عاجزٌ

(8/194)


وَرَبَضَ الكَبْشُ عَجَزَ عن الضِّرَابِ وهو من ذلك وأَرْنَبةٌ رَابِضَةٌ مُلْتَزِقَةٌ بالوَجْهِ ورَبَضَ اللَّيْلُ ألقى بِنَفْسِه وهذا على المَثَلِ قال
(كأنَّها وقد بَدَا عَوَارِضُ ... )
(واللَّيْلُ بين قَنَوَيْنِ رابِضُ ... )
(بِجَهْلَةِ الوادِي قَطاً رَوَابِضُ ... )
وقيل هو الدُّوَارَةُ من بَطْن الشاءِ ورَبَضُ الناقةِ بَطْنُها أراه إنّما سُمِّي بذلك لأن حُشِوْتَهَا في بَطْنِها والجمعُ أَرْباضٌ ورَبَّضْتُه بالمكان ثَبَّتُّه والرَّبَضُ والرُّبُضُ والرُّبَضُ امرأةُ الرَّجُلِ لأنها تُرَبِّضُهُ أي تُثَبِّتُه فلا يَبْرَحُ والرُّبُضُ جماعةُ الشَّجرِ المُلْتَفِّ ودَوْحَةٌ رَبُوضٌ عظيمة واسعةٌ قال ذو الرُّمّةِ
(تَجَوَّفَ كلَّ أَرْطاةٍ رَبُوضٍ ... مِنَ الدَّهْنَا تَفَرعَتِ الحِبالا)
والجمع رُبُضٌ وقريةٌ رَبُوضٌ عظيمةٌ مجتمِعةٌ وفي الحديث أنَّ قَوماً من بني إسرائيل ماتُوا بقَرْيةٍ رَبُوضٍ ودِرْعٌ ربوضٌ واسعةٌ وقِرْبَةٌ رَبُوضٌ واسعةٌ وحَلَبَ من اللَّبنِ ما يُرْبِضُ الرَّهْطَ أي يَسَعُهُم والرَّبْضُ ما وَلِيَ الأرضَ من بَطْنِ البعيرِ وغيرِه والرَّبَضُ من مَصارينِ البَطْنِ أسْفلُ من السُّرّةِ والمَرْبِضُ تَحْتَ السُّرّةِ وفوقَ العانَةِ والرَّبَضُ كلُّ امرأةٍ قَيِّمَةِ بَيْتٍ

(8/195)


ورَبَضَ الرَّجُلُ كلَّ شيءٍ أَوَى إليه من امرأةٍ أو غيرها قال
(جَاءَ الشَّتَاءُ ولَمَّا أتَّخِذْ رَبَضاً ... يَا وَيْحَ كَفَّيَّ من حَفْرِ القَرَامِيصِ)
ورُبْضهُ كَرَبَضِهِ ورَبَضَتْه تَرْبِضُه قامت في أُمورِه وآوَتَهْ وقال ابنُ الأعرابيِّ تُرْبِضُه ثم رَجَعَ عن ذلك والرُّبْضُ قَيِّم البَيْتِ وفي المثل رُبْضُك منك وإن كان سَماراً السَّمارُ الكثيرُ الماءِ يقول فقَيِّمُك منك لأنه مُهْتَمٌّ بك وإن لم يكُنْ حسنَ القِيامِ عليك وذلك أن السَّمَارَ هو اللَّبَنُ المخلوطُ بالماءِ والصَّرِيحُ لا محالةَ أفضلُ منه والجمعُ أَرْبَاضٌ والرَّبْضُ ما حول المَدِينة وقيل هو الفضاءُ حول المَدِينة قال بعضُهم الرَّبْضُ والرُّبْضُ وسَطُ الشيءِ والرَّبَضُ نَواحِيه وجمعُها أَرْبَاضٌ والأَرباضُ حِبالُ الرَّحْلِ قال ذُو الرُّمَّة
(إذا غَرَّقَتْ أَرْبَاضُها ثِنْيَ بَكْرَةٍ ... بِتَيْماءَ لَمْ تُصْبِحْ رَءُوماً سَلُوبُها)
وعَمَّ أبو حنيفةَ بالأَرْبَاضِ الحِبالَ فأما قولُه
(إذا مَطَوْنَا حِبالَ الهيْشِ مُصْعِدةً ... يَسْلُكْنَ أَخْراتَ أَرْباضِ المَدَارِيجِ)
فإنّ أَبَا عُبَيْدٍ فسَّر الأَرباضَ بأنها حِبِالُ الرَّحْل وفسَّرها ابنُ الأعرابيِّ بأنها بُطُونُ الإِبِلِ والواحدُ من ذلك رَبَضٌ وفُلانٌ ما تَقُومُ رابِضَتُه وما تقوم له رَابِضَةٌ أي أنه إذا رَمَى فأصاب أو نَظَرَ فَعَانَ قَتَلَ مكانَه والرِّبْضَة مَقْتَلُ قَوْمٍ قُتِلُوا في بُقْعَةٍ واحدةٍ والرُّبْضُ جماعة الطَّلْحِ والسَّمُرِ والرَّابِضَةُ ملائكةٌ أُهْبِطُوا مع آدمَ عليه السلام يَهْدُونَ الضُّلالَ وفي حديثٍ في الفتَنِ

(8/196)


قال ويتكلَّم فيه الرُّوَيْبِضَة قال قلت وما الرُّوَيْبِضَة الفُوَيْسق في أمْرِ العامّة والرُّبْضَة القطعةُ العظيمةُ من الثَّرِيد وجاء بِثَرِيدٍ كانه رُبْضَةُ أَرْنَبٍ أي جُثَّتُها ولم أسْمعْ به إلا في هذا الموضعِ وصَبَّ اللهُ عليه حُمَّى رَبِيضاً أي مَنْ يَهزَأ به ورَبَاضٌ ومُرَبِّضٌ ورَبَّاض أسماءٌ
مقلوبه ب ر ض
البَارِضُ أولُ ما يَظْهرُ من نَبْتِ الأرضِ وخصَّ بعضُهم به الجَعْدَةَ والنَّزْعَة والبُهْمَى والهَلْتَى والقَبْأَةَ ونبات الأرضِ وقيل هو أَوَّلُ ما يُعرف من النّباتِ وتَتناولُه النَّعَمُ والبَارِضُ من النّباتِ بعدَ البَذْرِ عن أبي حنيفةَ وقد بَرَضَ يَبْرُضُ بُرُوضاً وتَبَرَّضَتِ الأَرضُ تَبيّنَ نَبْتُها ومكانٌ مُبْرِضٌ إذا تَعَاوَنَ بأرضِه وكَثُر وماءٌ بَرْضٌ قليلٌ والجمعُ بُرُوضٌ وبِرَاضٌ وبَرَض يَبْرِضُ ويَبْرَض بَرْضاً وبُرُوضاً قلَّ وقيل خرجَ قليلاً قليلاً وبِئرٌ بَرُوضٌ قليلةُ الماءِ وهو يَتَبَرَّضُ الماءَ كلما اجْتَمع منه شيءٌ غَرَفهُ وتَبَرَّضَ ما عنده أخذ منه شيْئاً بعد شيءٍ والتَبَرُّضُ والابْتِرَاضُ التَّبلُّغُ في العَيْشِ وتَطَلُّبه من هنا وهنا وتَبَرَّض حاجَتَه أخذها قليلاً قليلاً والبُرْضَةُ ما تَبَرَّضْتَ من الماءِ وبَرَضَ له يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً قلَّل عطاءَه والبُرْضَةُ أرضٌ لا تُنْبِتُ شيئاً وهي أصْغَر من البَلُّوقَةِ والمُبْرِضُ والبَرَّاضُ الذي يأكُلُ مالَه ويُفْسِدُه والبَرَّاضُ بن قَيْسٍ الذي هاجت به حَرْبُ عُكاظ
الضاد والراء والميم ض ر م
ضَرِمَتِ النارُ ضَرَمَاً واضْطَرَمَتْ اشْتَعَلَتْ

(8/197)


واضْطَرَمَ مَشِيبهُ كما قالوا اشْتَعَلَ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(وفي الفَتَى بعد المَشِيبِ المُضْطَرِمْ ... مَنَافِعٌ ومَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ)
وهو على المَثَلِ وأضْرَمَتُ النارَ وضَرَّمْتُها واسْتَضْرَمْتُها أَوْقَدْتُها أنشد ابن الأعرابي
(حِرْمِيَّةٌ لم يَخْتَبِرْ أَهْلُها فَنّا ولم تَسْتَضْرِمِ العَرْفَجَا ... )
والضَّرِيمُ الحَرِيقُ وقيل هو كلُّ شيء اضْطَرَمَتْ به النارُ والضِّرَامُ والضِّرَامَةُ ما اشْتعلَ من الحَطَبِ وقيل الضِّرَامُ جَمْعُ ضِرَامَة والضِّرام أيضاً من الحَطَبِ ما ضَعُفَ ولآنَ كالعَرْفَجِ فما دُونَه والجَزْلُ ما غَلُظَ واشْتَدَّ كالرِّمْثِ فما فَوْقَه وقيل الضِّرامُ من الحَطَبِ كلُّ ما لم يَكُنْ له جَمْرٌ والجَزْلُ ما كان له جَمْرٌ والضَّرْمَةُ الجَمْرَةُ وقيل هي النارُ نَفْسُها وما بها نَافِخُ ضَرَمَةٍ أي أحدٌ والجمعُ ضَرَمٌ قال طُفَيْلٌ
(كأنّ على أَعْرَافِه ولِجامِه ... سَنَا ضَرَمٍ من عَرْفَجٍ مُتَلَهِّبِ)
قال ثعلبٌ يقول من خِفَّةِ الجَرْيِ كأنه يَضْطَرِمُ مثلَ النارِ وقال ابنُ الأعرابيِّ هو أَشْقَرُ والضَّرِيمُ الحريقُ نَفْسُه عن أبي حنيفةَ والضَّرَمُ غَضَبُ الجُوعِ وضَرِمَ عليه ضَرَماً وتَضَرَّمَ تَحَرَّقَ وضَرِمَ الفرسُ في عَدْوِه ضَرَماً فهو ضَارِم واضْطَرَم وذلك فَوْقَ الإلْهابِ واسْتَضْرَمَتِ الحبَّةُ سَمِنتْ وبَلَغَتْ أن تُشْوَى والضِّرْمُ والضَّرِمُ فَرْخُ العُقَاب هاتان عن اللحيانيِّ والضُّرْمُ والضِّرْم ضَرْبانِ من الشَّجرِ قال أبو حنيفة الضُّرْمُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيح وكذلك دُخَانُه طيّبٌ وقال مَرّة الضُّرْمُ شجرٌ أَغْبَرُ الوَرَقِ وَرَقُهُ شَبيهٌ بوَرَقِ الشّيحِ وله ثَمرٌ أشباهُ البَلُّوطِ حُمْرٌ إلى

(8/198)


السَّوادِ وله وَرْدٌ أبيضُ صغيرٌ كثيرُ العَسَلِ والضِّرَامَةُ شَجَر البُطْمِ والضِّرْيَمُ ضَرْبٌ من الصَّمْغِ والضِّرامُ ما اتَّسَعَ من الأرضِ عن ابن الأعرابيِّ
مقلوبه ض م ر
الضُّمْرُ الهُزالُ ولَحَاقُ البَطْنِ ضَمِر يضْمِرُ ضُموراً وضَمُر واضْطَمَرَ قال أبو ذُؤَيْبٍ
(بَعِيدَ الغَزَاةِ فما إنْ يَزَالُ ... مُضْطَمِراً طُرَّتَاهُ طَلِيحَا)
وجملٌ ضَامرٌ وناقة ضامِرٌ بغير هاءٍ أيضاً ذهبوا إلى النَّسَبِ والضَّمْرُ من الرِّجالِ الضامْرُ البَطْنِ اللًّطِيفُ الجِسْمِ والأنثى ضَمْرَةٌ وفَرَسٌ ضَمْرٌ دَقِيقُ الحِجَاجَيْنِ عن كُرَاعٍ وهو عندي على التَّشْبِيه بما تَقَدَّم وقَضِيبٌ ضَامِرٌ ومُنْضَمِرٌ ذهب ماؤُه والضَّمِير العِنَبُ الذّابِلُ وضَمَّرْتُ الخيلَ عَلَفْتُها القُوتَ بعد السِّمنِ والمِضْمَارُ الموضعُ الذي تُضَمَّرُ فيه الخَيْلُ ومِضْمَارُ الفَرَسِ غَايَتُه في السِّباقِ ولُؤلؤٌ مُضْطَمِرٌ منظمٌ مَنْضَمٌّ وتَضَمَّر وَجْهُه انْضَمَّتْ جِلْدَتُه من الهُزَالِ والضَّميرُ السِّرُّ وداخلُ الخاطِرِ والجمعُ الضَّمائرُ وأَضْمَرْتُ الشيءَ أَخْفيتُه وهَوىً مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأنه اعْتُقِد مصدراً على حَذْفِ الزِّيادةِ مَخْفِيٌّ قال طُرَيْحٌ
(به دَخِيلُ هَوىً ضَمْرٍ إذا ذُكِرَتْ ... سَلْمَى لهُ جَاشَ في الأَحشَاءِ والْتَهَبَا)
وأضْمَرْتُه الأرضَ غَيَّبْتُه إمّا بمَوْتٍ وإما بِسَفَر قال الأَعْشَى

(8/199)


(أَرَانا إِذَا أَضْمَرَتْكَ البِلادُ ... تُجْفِي وتُقْطَعُ مِنَّا الرَّحِمْ)
والإضْمَارُ سُكُونُ التاء من مُتَفَاعِلُنْ في الكامل حتى يَصِيرَ مُتْفاعِلُنْ وهذا بناء غَيْرُ مَعْقُولٍ فَنُقِلَ إلى بِناءٍ مَقُولٍ مَعْقُولٍ وهو مُسْتَفْعِلُنْ كَقَولِ عَنترةَ
(إنِّي امْرُؤٌ من خَيْرِ عَبْسٍ مَنْصِباً ... شَطْرِي وأحْمِي سَائِري بالمُنْصُلِ)
فكلُّ جزءٍ من هذا البيت مُسْتَفْعِلُن وأصلُه في الدائرة مُتَفَاعِلُنْ وكذلك تَسْكِينُ العَيْن من فَعِلاَتُنْ فيه أيضاً فيَبْقَى فَعْلاَتُنْ فيُنْقَلُ في التقطيع إلى مَفْعُولُنْ وبيتُه قولُ الأخطلِ
(ولقد أبِيتُ من الفَتاةِ بمَنْزِلٍ ... فأَبِيتُ لا حَرَجٌ ولا مَحْرُومُ)
وإنما قيل مُضْمَرٌ لأنّ حركَتَه كالمُضْمَرِ إنْ شئتَ جئت بها وإن شئت سكَّنْتَه كما أن أكثَرَ المُضْمَرِ في العربيّة إن شئتَ جِئْتَ به وإن شئت لم تأتِ به والضِّمَارُ من المالِ الذي لا يُرْجَى رُجُوعُه والضِّمارُ من العِدَاتِ ما كان ذا تَسْوِيفٍ قال الرّاعِي
(طَلَبْنَ مَزَارَهُ فأردن منه ... عَطَاءً لم يَكُنْ عِدَةً ضِمَاراً)
والضِّمار من الدَّيْن ما كان بلا أَجَلٍ والضِّمارُ خلافُ العِيَانِ قال الشاعرُ يَذُمُّ رَجُلاً
(وعَيْنُه كالْكَالِئ الضِمَار ... )
يقول الحاضرُ من عَطِيَّتِهِ كالغائب الذي لا يُرْتَجَى ومنه قولُ عُمَرَ بن عبد العزيز رحمه الله في كتابه إلى بعضِ عمّاله في الأموالِ التي كانت في بيت المالِ من المظالِمِ أنْ يَرُدُّها ولا يأخذَ زَكاتَها فإنه كان مالاً ضِماراً يعنِي لا يُرْجَى وضَمْرٌ رَمْلَةٌ بعَيْنِها أنشد ابنُ دُريدٍ

(8/200)


(مِنْ حَبْلِ ضَمْرٍ حِينَ هَابَا ودَجَا ... )
والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ من دِقِّ الشَّجَرِ وقيل هو من الحَمْضِ وقال أبو حنيفةَ الضَّمْرانُ مِثلَ الرِّمْثِ إلا أنه أصْغَرُ وله خَشْبٌ قليلٌ يُحْتَطَبُ والضُّيْمُرانَ والضَّوْمَرَانُ ضَربانِ من الشَّجَرِ قال أبو حنيفةَ الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرَان والضَّيْمُرَانُ من رَيْحانِ البَرِّ وقال بعضُ الرُّواة هو الشَّاهِسفَرَمْ وقيل هو مثلُ الحَوْكِ سَواء وقيل هو طَيِّبُ الرِّيحِ وضُمْرانُ وضَمْرَانُ من أسماء الكِلاَبِ
مقلوبه ر ض م
رضَمَ الشيخُ يَرْضِمُ رَضْماً ثَقُلَ عَدْوُهُ وكذلك الدّابَّةُ والرَّضْمَانَ تقاربُ عَدْوِ الشَيْخِ والرَّضْمَة والرَّضَمَةُ الصَّخْرَةُ العظيمةُ مثل الجَزُورِ وليْست بِناتئةٍ والجمعُ رَضَمٌ ورِضَامٌ وقال ثعلبٌ الرَّضْمُ الحِجارةُ البيضُ وأنشد
(إنّ صُبَيْحَ ابْنَ الزِّنَا قد فَأَرَا ... في الرَّضْمِ لا يَتْرُكُ مِنْه حَجَرَا)
ورَضَمَ الحجارةَ رَضْماً جَعَلَ بعضَها على بعضٍ وكُلُّ بِناءٍ يُبْنَى بِصَخْرٍ رَضِيمٌ وبَعِيرٌ مِرْضَمٌ يَرْمِي بعضَ الحجرِ بَبَعْضٍ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ
(بِكُلِّ مَلْمُومٍ مِرَضٍّ مِرْضَمٍ ... )
ورَضَمَ البعيرُ بِنَفْسِه رَضْماً رَمَى ورَضَمَ الرَّجلُ بالمكانِ أقامَ به وبِرْذَوْنٌ مَرْضُومُ العَصَب صارت فيه أمثالُ العُقَدِ ورَضَمْتُ الأرضَ رَضْماً أَثَرْتُها لِزَرْع أو نحوِه يمانيَّة ورُضَامٌ اسمُ مَوْضِعٍ

(8/201)


والرُّضَيِّمُ طائرٌ
مقلوبه م ض ر
مَضَرَ اللَّبنُ يَمْضُرُ مُضُوراً حَمُضَ وابْيَضَّ وكذلك النَّبيذُ إذا حَمُض ولَبَنٌ مَضِيرٌ حامض وحكى ابنُ الأعرابيِّ لَبَنٌ مَضِرٌ وأُراه على النَّسَبِ كَنَهِرٍ وطَعِمٍ لأن فِعْلَه إنما هو بفَتْح الضاد لا كَسْرها وقلَّ ما يجئ اسم الفاعل من هذا على فَعِلٍ والمَضيرة مُرَيْقَةٌ تُطْبَخُ بلَبنٍ وأشْياء ومُضَارَةُ اللَّبَنِ ما سال منه ومُضرُ اسمُ رَجُلٍ قيل سمِّيَ به لأنه كان مُولعاً بِشُرْبِ اللَّبَنِ المَاضِرِ وقيل سُمِّي به لِبَياضِه وتَمَضَّر تعصَّبَ لمُضَرَ وذهب دَمُه خِضْراً مِضْراً أي هَدَراً وخُذ الشيءَ خِدْراً مِضْراً وخَضِراً مَضِراً أي غَضّا طَرِيّا وتُماضِرُ اسمُ امرأةٍ مُشْتَقٌّ من ذلك قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسَبُه من اللَّبَنِ المَاضِرِ
مقلوبه ر م ض
الرَّمَضُ والرَّمْضَاءُ شَدَّةُ الحَرِّ والرَّمَضُ حَرُّ الحِجارةِ من شَدّةِ الشَّمسِ وقيل هو الحَرُّ والرُّجُوعُ عن المَبَادِي إلى المَحاضِرِ وأرضٌ رَمِضَةُ الحِجارةِ ورَمِضَ الإنسانُ رَمَضاً مَشَى على الرَّمْضَاء ورَمِضَ يومُنا اشتد حَرُّه وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ اشْتدَّ عليهم ورَمِضَتِ الغَنَمُ رَمَضاً رَعَتْ في شِدّةِ الحَرِّ فَحَبِنَتْ رِئَاتُها وأكْبادُها وأصابَها فيها قَرَحٌ وتَرَمَّضْنَا الصَّيْدَ رمَيْناهُ في الرَّمْضاءِ حتى احْتَرقَتْ قوائِمُه فأخَذْناهُ ووجَدْتُ في جَسَدِي رَمَضَةً أي كالمَلِيلَةِ والرَّمَضُ حُرْقَةُ الغَيْظِ وقد أرْمَضَهُ الأمرُ ورَمِضَ له والرّمْضُ المَطَرُ يأتي قبل الخَرِيفِ فيَجدُ الأرضَ حارّةً مُحْترِقةً

(8/202)


والرَّمَضِيَّةُ آخِرُ المِيرِ وذلك حين تَحْتَرِقُ الأرضُ لأنّ أَوّلَ المِيرِ الرَّبَعِيَّةُ ثم الصَّيْفِيَّةُ ثم الدَّفيئة ويقال الدَّثَئِيةُ ثم الرَّمَضِيَّة ورمضان من أسماءِ الشُّهورِ معروفٌ قال
(جارِيةٌ في رَمَضانَ الماضِي ... تُقَطِّعُ الحديثَ بالإِيماضِ)
أي إذا تَبَسَّمَتْ قَطَّعَ الناسُ حَدِيثَهُم ونَظَرُوا إلى ثَغْرِها قال أبو عُمَرَ مُطَرَّزٌ هذا خَطَأ الإيماضُ لا يكَونُ في الفَمِ إنما يكونُ في العَيْنَيْنِ وذلك أنهم كانوا يتحدَّثونَ فَنَظَرَتْ إليهم فاشْتَعَلُوا بحُسْنِ نَظَرِها عن الحديثِ ومَضَتْ والجمعُ رَمَضَانَاتٌ وَرَمَاضِينُ وأَرْمِضةٌ وأَرْمُضٌ عن بعضِ أهلِ اللُّغةِ وليس هذا بِثَبَتٍ قال مُطَرِّزٌ كان مُجاهِدٌ يكْرهُ أن يُجْمَعَ رَمَضانُ ويقولُ بَلَغَنِي أنه اسمٌ من أسماءِ الله عزَّ وجلَّ قال ابنُ دُرَيْدٍ لما نَقَلُوا أسماءَ الشُّهورِ عن اللغة القديمةِ سَمَّوْها بالأَزْمِنةِ التي هي فيها فوافقَ رَمضانُ أيام رَمَضِ الحرِّ فَسُمِّيَ به وأتَاهُ فلم يُصبْهُ فَرَمَضَ وهو أن يَنْتَظِرَهُ شيئاً ورَمَضَ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضهُ رَمْضاً حَدَّدَهُ وسِكِّينٌ رَمِيضٌ شديدةُ الحدِّ وكلُّ شَديدِ الحَدِّ رَميضٌ ورمضَ الشاةَ يَرْمِضُها رَمْضاً أَوْقَدَ على الرَّضْفِ ثم شَقَّ الشاةَ شَقّا وعليها جلدُها ثم كَسَّرَ ضُلُوعَها من باطنٍ لتَطْمِئنَّ على الأرضِ وتَحْتَهَا الرَّضْفُ وفَوْقَها المَلَّةُ وقد أَوْقَدُوا عليها فإذا نَضِجتْ قَشّرُوا جِلْدَها وأكَلُوها وارْتَمَضَ الرَّجلُ فَسَدَ بَطْنُهُ ومَعِدَتَهُ عن ابن الأعرابيِّ
مقلوبه م ر ض
المرضُ نَقِيضُ الصِّحةِ يكون للإنسانِ والبَعيرِ وهو اسْمٌ للجِنْسِ قال سيبَوَيْهِ المَرَضُ من المَصادِرِ المجموعةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أمراضٌ وأشغالٌ وعُقُولٌ ومَرِضَ مَرَضاً فهو مَارِضٌ ومَرِضٌ ومَرِيضٌ والأُنْثَى مريضةٌ وقال اللِّحيانيُّ يقال عُدْ فلاناً فإنه مَرِيضٌ ولا تَأْكُل هذا الطعام فإنك مارِضٌ إن أكَلْتَه أي تَمرَض

(8/203)


والجمعُ مَرْضَى ومَراضَى ومِرَاضٌ قال جرير
(وفِي المِرَاضِ لنا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ ... )
قال سيبويه أَمْرَضَ الرَّجُلَ جعله مَرِيضاً ومرَّضَهُ قام عليه ووَلِيَه وداواهُ لِيَزُولَ مَرَضَهُ جَاءت فَعَّلْت هنا للسَّلبِ وإن كانت في أكْثَر الأَمْرِ إنما تكونُ للإِثْباتِ وقال غَيْرُه التَّمرِيضُ حُسْنُ القِيام على المَرِيض وتمريضُ الأُمورِ تَوْهِينُها وريحٌ مَرِيضةٌ ضَعِيفةُ الهُبُوب ويقالُ للشَّمسِ إذا لم تكُنْ مُنْجَلِيةً حَسَنةً مُرْيَضَةٌ وكُلُّ ما ضَعُف فقد مَرِضَ والمَرْض والمَرَض الشَّكُّ ومنه قوله تعالى {في قلوبهم مرض} البقرة 10 أي نِفَاقٌ وضَعْفُ يَقينٍ قال أبو عُبَيدةَ معناه شَكٌّ ونِفاقٌ وقوله تعالى {فزادهم الله مرضا} البقرة 10 بما أَنْزل عليهم من القُرآنِ فشكُّوا فيه كما شَكُّوا في الذي من قبله قال والدَّليلُ على ذلك قولُه تعالى {وإذا ما أنزلت سورة} إلى قوله {وأما الذين في قلوبهم مرض} التوبة 124، 125 قال الأصْمَعِيُّ قرأتُ على أبِي عَمْروٍ في قُلُوبِهِم مَرَضٌ فقال مَرْضٌ يا غُلام قال أبو إسحاق يُقَال المَرضُ والسُّقْم في البَدَنِ والدِّين جَمِيعاً كما يقال الصِحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعا والمَرض في القَلْبِ يَصْلُحُ لكُلِّ ما خرج به الإِنسانُ عن الصِّحَةِ في الدِّين وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(ولَيْلةٍ مَرِضَتْ من كلِّ نَاحِيةٍ ... فما يُضِيء لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ)
فَسَّره ثعلبٌ فقال مَرِضَتْ أَظْلَمَتْ وقولُه أنشده أبو حَنِيفةَ
(تَوائِمُ أشْبَاهٌ بأرضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بَخِذْرافِ المِتَانِ وبالغَرْبِ)
يجوز أن يكون في معنى مُمْرِضَة عَنَى بذلك فَسادَ هَوائِها وقد تكونُ مَرِيضة هنا بمَعَنَى قَفْرةٍ وقيل مَرِيضةٌ ساكنةُ الرِّيحِ شديدةُ الحَرِّ

(8/204)


والمَرَاضَانِ وادِيان مُلْتقاهُما واحدٌ
الضاد واللام والنون ن ض ل
نَاضَلَهُ مُنَاضَلَةً ونِضالاً ونِيضَالاً باراهُ في الرَّمْيِ قال الشاعرُ
(لا عَهْدَ لِي بنِيضالْ ... أصْبَحَتُ كالشَّنِّ البالْ)
قال سيبويه فِيعالٌ في المَصْدرِ على لُغَةِ الذين قالوا تَحَمَّلَ تِحْمَالاً وذلك أنهم يُوَفِّرون الحُرُوفَ ويَجِيئونَ به على مثالِ قَوْلِهِم كَلَّمْتُه كِلاماً وأما ثعلبٌ فقال إنه أشْبَعَ الكَسْرةَ فأتْبَعَها الياءَ كما قال الآخَرُ أَدْنُو فَأَنْظُورُ أَتْبَعَ الضَّمَّةَ الواو على قولِ سيبَوَيْه اخْتِياراً وهو على قَوْلِ ثَعْلَب اضْطِرارٌ ونَضَلْتُه أنْضُلُه نَضْلاً سَبَقْتُه في الرِّماءِ وناضَلْتُ عنه نِضَالاً دافَعْتُ وتَنَضَّلْتُ الشيءَ أَخْرَجْتُه وانْتَضَلَ سَيْفَه أخْرجَه وانتَضَلْتُ منهم نَضْلةً اخْتَرْتُ ونَضِلَ البعيرُ والرَّجُلُ نضْلاً هُزِل وأَعْيا وأَنْضَلَهُ هو ونَضِلَتِ الدابّةُ تَعِبتْ ونضْلةُ اسْمٌ وهو نَضْلةُ بنُ هاشمٍ ونَضْلةُ بنُ حِمَارٍ
الضاد واللام والفاء ف ض ل
الفَضْلُ ضدُّ النَّقْصِ والجمعُ فُضُولٌ وروى بيت أبي ذُؤَيْبٍ
(وَشِيكُ الفُضُولِ بَعِيدُ الغُفولِ ... )
مكان الفُصُولِ وسيأتي وقد فَضَل يَفْضُلُ وهو فاضِل ورجُلٌ فَضَّالٌ ومُفَضَّل كثيرُ الفَّضْلِ

(8/205)


والفضيلة الدَّرجةُ الرَّفيعةُ في الفَضْل والفاضلةُ الاسْمُ من ذلك والفِضَال والتَّفَاضُلُ التَّمازِي في الفَضْلِ وفضَّلَه مَزَّاه وقوله تعالى {وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} الاسراء 7 قيل تأويلُه أن اللهَ فضّلهم بالتَّمْييزِ وقال على كَثِيرٍ ولم يَقُل على كُلٍّ لأنّ الله تعالى فَضَّل الملائكةَ فقال {ولا الملائكة المقربون} النساء 172 ولكنَّ ابن آدم مُفضَّلٌ على سائِر الحيوانِ الذي لا يَعْقل وقيل في التَّفسير إن فَضيلةَ ابن آدم أنه يَمْشِي قائما وأنّ الدَّوابَ والإِبلَ والحَمِيرَ وما أشبهها تَمْشِي مُنكَبَّةً وابن آدمَ يتناولُ الطّعامَ بيده وسائرُ الحيوانِ يتناولهُ بِفِيهِ وفَاضَلَنِي فَفَصَلْتُه أَفْضُلُهُ فَضْلاً كنت أَفْضَلَ منه وتَفَضَّلَ عليه تَمَزَّى وفي التَّنزيل {يريد أن يتفضل عليكم} المؤمنون 24 أَفْضَلَ عليه وعنه زادَ قال ذُو الإِصْبَعِ
(لاه ابْنُ عَمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... عَنِّي ولا أنتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي)
الدَّيّانُ هنا الذي يَلِي أَمْرَكَ وَيَسُوسُكَ وأراد فَتَخْزُوَنِي فَأَسْكَنَ للقافية لأن القصيدةَ كلها مُرْدَفَةٌ وقال أوسُ بن حَجَرٍ يَصِفُ قَوْساً
(كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها ... ولا عَجْسُها عن مَوْضِعِ الكَفِّ أَفْضَلا)
والفَواضِلُ الأيادِي الجميلة وتفضَّلْتُ عليه وأفْضَلْتُ تَطَوَّلْتُ ورجلٌ مِفْضَالٌ كثيرُ الفَّضْل وقوله تعالى {ويؤت كل ذي فضل فضله} هود 3 قال الزَّجّاجُ معناه من كان ذا فَضْلٍ في دِينه فضَّلَهُ اللهُ في الثّوابِ وفضَّله في المَنْزِلةِ في الدُّنيا بالدِّين كما فَضّل أَصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم والفَضْلُ والفَضْلَةُ البَقِيَّة من الشيء وقوله أنشده ثعلبٌ للحارثِ بن وَغلَة
(فلمّا أَبَى أَرْسَلْتُ فَضْلَةَ ثَوْبِهِ ... إليه فلم يَرْجِعِ بِحِلْمٍ ولا عَزْمِ)

(8/206)


معناه أقْلَعْتُ عن لَوْمِهِ وتَركْتُهُ كأنه كان يُمسِكُ حينئذٍ بفَضْلَةِ ثَوْبه فلما أبى أن يَقْبَلَ منه أرسلَ فَضْلَةَ ثَوْبِه إليه فخلاه وشأنه وقد أفَضَلَ فَضْلَةً قال
(كِلا قادِمَيْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه ... كَجِيدِ الحُبارَى رِيشُهُ قد تَزَلَّعَا)
وفَضَلَ الشيءُ يَفْضُلُ وفَضِلَ يَفْضَلُ ويَفْضُل نادرٌ جَعَلَها سيبويه كَمِتَّ تَمُوتُ وقال اللِّحيانيُّ فَضِلَ يَفْضَلُ كحَسِبَ يَحَسَبُ نادِرٌ كل ذلك بمَعْنىً والفُضَالَةُ ما فَضَلَ من الشيء والفَضْلةُ الثِّيابُ التي تُبْتَدَلُ للنَّومِ لأنها فَضَلَتْ عن ثِيابِ التَّصَرُّف والتَّفَضُّلُ التَّوَشُّح وأَنْ يُخَالِفَ اللابسُ بين أطرافِ ثَوْبِه على عاتِقِه وثوبٌ فُضُلٌ ورَجُلٌ فُضُلٌ مُتَفَضِّلٌ في ثوبٍ واحدٍ أنشد ابن الأعرابيِّ
(يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ جافٍ فُضُلْ ... )
وكذلك الأُنْثَى قال الأعشى
(ومُسْتَجِيبٍ تَخَالُ الصَّبْحَ يَسْمَعُهُ ... إذا تُرَدِّدُ فيه القَيْنَةُ الفُضُلُ)
وإنها لحَسَنةُ الفِضْلة من التَّفَضُّلِ في الثَّوبِ الواحد والمِفْضَلُ والمِفْضَلَةُ الثوبُ الذي تَتَفَضَّل فيه المرأةُ والفَضْلةُ اسْمٌ للْخَمْرِ وقال أبو حنيفةَ الفَضْلَةُ ما يَلْحَقُ من الخَمْرِ بعد القِدَمِ قُلتُ وإنما سُمِّيتْ فَضْلَةً لأن صَمِيمَها هو الذي بَقِيَ وفَضَلَ قال أبو ذؤيبٍ
(فما فَضْلَةٌ من أذْرُعَاتٍ هَوَتْ بها ... مُذَكَّرةٌ عُنْسٌ كَهادِيَةِ الضَّحْلِ)
والجمعُ فَضَلاتٌ وفِضَالٌ قال الشاعرُ
(في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ... عند الفِضَالِ قَديمُهم لم يَدْثُر)

(8/207)


والفَضْلُ وفَضِيلة اسمانِ وفُضَيْلَة اسمُ امْرأةٍ قال
(لا تَذْكُرَا عِنْدِي فُضَيْلَةَ إنّها ... مَتى ما يُراجِعُ ذِكْرَها القَلْبُ يَجْهَلِ)
وفُضَالة موضعٌ قال سَلْمَى بنُ المُقْعَدِ الهُذَليُّ
(عَلَيْكَ ذَوِي فَضالَة فاتَّبِعْهم ... وذَرْنِي إنَّ قُرْبِي غَيْرَ مُخْلِي)

الضاد والنون والفاء ض ف ن
ضَفَنَ إلى القَوْمِ يَضْفِنُ ضَفْناً إذا جاء إليهم حتى يَجْلس معهم وضَفَنَ مع الضيْفِ يَضْفِن ضَفْناً جَاءَ معه والضَّيفَن الذي يَجيء مع الضَّيْفِ كذا حكاه أبو عُبَيْدٍ في الأجناسِ مع ضَفَن وأنشدَ
(إذا جاء ضَيْفٌ جاء للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأَودَى بما تُقْري الضُّيوفُ الضَّيافنُ)
وقال النَّحْوِيُّونَ نُونُ ضَيْفَن زائدة وهو القِياسُ وقد أخذ أبو عُبَيْد بهذا أيضاً في باب الزيادةِ فقال زادت العربُ النُّونَ في أربعة أسماء قالوا ضَيْفَنٌ للضَّيفِ فجَعَلَه الضَّيْفَ نَفْسَه والضَّيْفَنُ الطُّفَيْليٌّ والضِّفْنِينُ تابعُ الضَّيْفَنِ عن كُراعٍ وحدَه ولا أُحِقُّهُ وضَفَنَ بِغَائِطِه يَضْفِنُ ضَفْناً رَمَى والضَّفْن ضَرْبُكَ اسْتَ الشاةِ ونحوها بظَهْرِ رِجْلِك وقال ابن الأعرابيِّ ضَفَنَه بِرِجْله ضَرَبَه برجْله وضَفَنَهُ البَعِيرُ برِجْلِه يَضْفِنُه ضَفْناً فهو مَضْفونٌ وضَفِينٌ ضَرَبَه وضَفَنَ به الأرضَ ضَفْناً ضَرَبَهَا والضِّفَنُّ والضِّفِنُّ والضِّفَتَّانُ الأَحمقُ الكثيرُ اللَّحْمِ الثَّقيلُ والجمعُ ضِفْنَانٌ نادرٌ والأُنْثَى ضِفِنَّةٌ وضِفَنَّةٌ وكَسْرُ الفاءِ عند ابن الأعرابيِّ أَحْسَنُ

(8/208)


مقلوبه ن ض ف
النَّضَفُ الصّغيرُ الواحدة نَضَفَة ونَضَفَ الفَصِيلُ جميعَ ما في ضَرْعِ أُمِّه وانْتَضَفَه شَرِبه وتَنَضّفَ ما في الإِناءِ شَرِب جميعَ ما فيه وانتضَفَتِ الإِبِلُ ماءَ حَوْضها شَرِبَتْه وقد يقال ذلك بالصادِ
مقلوبه ن ف ض
نَفَضَهُ يَنْفُضُهُ نَفْضاً وانتفَضَ والنُّفَاضَةُ والنُّفَاضُ ما سَقَطَ من الشيءِ إذا نُفِضَ وكذلك هو من الوَرَقِ وقالوا أَنْفَاضٌ من وَرَق كما قالوا حالٌ من وَرَق وأكثرُ ذلك في وَرَقِ السَّمُرِ وقيل هو من وَرَقِ السَّمُرِ خاصَّةً يُجْمع ويُخْبَطُ في ثَوْبٍ والنَّفْضُ ما انْتَفَضَ من الشيءِ ونَفَضُ العِضاهِ خَبَطُها والنَّفَضُ ما طاحَ من حَمْلِ النَّخْلِ وتَسَاقَطَ في أُصُولِه من التَّمْرِ والمِنْفَضُ وِعَاءٌ يُنْفَضُ فيه التَّمْرُ وأَنْفَضَ جُلَّةُ التَّمر نُفِضَ جميعُ ما فيها والنافِضُ حُمَّى الرِّعْدَة مُذَكّرٌ وقد نَفَضَتْهُ وأَخَذَتْهُ حُمَّى بِنافِضٍ هذا الأَعْلَى وقد يقال حُمَّى نَافِضٌ فيُوصَفُ به والنَّفْضَةُ الرِّعْدَةُ وأنْفَضَ القومُ نَفِدَ طعامُهم وأَنْفَضُوا زَادَهم أنْفَدُوه والاسم النُّفَاضُ وفي المثل النُّفَاضُ يُقَطِّر الجَلَبَ يقول إذا ذهب طَعامُ القَوْمِ أو مِيرَتُهم قطَّرُوا إبَلهُم التي كانوا يَضِنُّونَ بها فَجَلَبُوها لِلْبَيْعِ فباعوها واشْتَرَوْا بثَمنها مِيرةً ونَفَضَ القومُ نَفْضاً ذَهَبَ زَادُهم ونَفَضَ الزَّرْعُ سَبَلاً أخْرَجَ آخِرَ سُنْبُلِه ونَفَضَ الكَرْمُ تَفَتَّحَتْ عَنَاقِيدُه والنَّفْضُ حَبُّ العِنَبِ حين يأخذُ بعضُه بِبَعْض والنَّفَضُ أَغَضُّ ما يكونُ من قُضْبان الكَرْم ونُفُوضُ الأرض نَبَاتُها

(8/209)


ونَفَضَ المكانَ يَنْفُضُه نَفْضاً واسْتَنْفَضَه إذا نظرَ جميعَ ما فيه حتى يَعْرِفَه قال زهيرٌ يصف البقرةَ
(وتَنْفُضُ عنها غَيْبَ كُلِّ خَميلةٍ ... وتَخْشَى رُمَاةَ الغَوْثِ من كلِّ مَرْصدِ)
ورَجُلٌ نَفُوضٌ للمكانِ متأمِّلٌ له واسْتَنْفَضَ القَوْمَ تَأَمَّلُهم وقولُ العُجَيْر السَّلُوليِّ
(إلى مَلِكٍ يَسْتَنْفِضُ القَومَ طَرْفُه ... له فوقَ أَعْوادِ السَّرير زَئِيرُ)
يقول ينظرُ إليهم فيَعْرِفُ من بِيَدِه الحقُّ منهم وقيل معناه أنه يُبْصِرُ في أيِّهم الرأيُ وأيهم بِخِلافِ ذلك واسْتَنْفَضَ الطِّريقَ كذلك والنَّفِيضَةُ الذي يَنْفُضُ الطِّرِيقَ قال الهذليُّ
(يَرِدُ المِياهَ حَضيرةً ونَفِيضَةً ... وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمأَلَّ التُّبَّعُ)
والنَّفَضَةُ الذين يَنْفُضُون الطريقَ واستَنْفَضَ القوْمُ أرسلُوا النَّفَضَةَ ونَفَضَت الإِبلُ وأَنْفَضَتْ نُتِجَتْ كلُّها قال ذو الرُّمَّة
(تَرَى كَفْأَتَيْها تَنْفُضَانِ وَلم يَجِدْ ... لها ثِيلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْن لامِسُ)
روى بالوَجْهَيْن تَنْفُضانِ وتُنْفِضانِ ورُوِي كِلاَ كَفْأَتَيْها تُنْفَضَانِ وكان ينبغِي أن تكونَ كِلْتا كَفْأَتَيْها ومَخْرجُه عندي أن يعنَى بالكَفْأَةِ القَطِيعَ أو الشَّطَر ونَفَض الثوبُ نُفُوضاً ذَهَبَ صِبْغُه قال ذو الرُّمَّةِ

(8/210)


(كَساكَ الذي يَكْسُو المكارِم حُلًّةً ... من المَجْدِ لا تَبْلَى بَطِيئاً نُفوضُها)
والنِّفاضُ إزارٌ من أُزُرِ الصِّبيانِ قال
(جَاريةٌ بَيضَاءُ في نِفَاضِ ... )
وما عليه نِفَاضٌ أي ثَوْبٌ والنِّفْضُ خُرْءُ النَّحْلِ عن أبي حنيفةَ
الضاد والنون والباء ض ن ب
ضَنَبَ به الأرضَ ضَنْباً ضَرَبَهَا به وضَنَبَ به ضَنْباً قَبَضَ عليه كِلاهُما عن كُراع
مقلوبه ض ب ن
الضِّبْن الإِبْطُ وما يَلِيه وقيل الضِّبْنُ ما بين الإِبطِ والكَشْحِ وقيل ما بين الخاصِرةِ ورأسِ الوَرِكِ وقيل أَعْلَى الجَنْبِ وضَبَنَ الرَّجُلَ وغيرَه يضْبُنُهُ ضَبْناً جَعَله فوق ضِبْنِه واضْطَبَنَ الشيءَ حَمَلَه في ضِبْنِهِ أو عليه وفلانٌ في ضِبْنِ فلانٍ وضَبِنَتِه أي ناحِيَتِه وكَنَفِه والضُّبْنَةُ أهلُ الرَّجُلِ لأنه يَضْبِنُها في كَنَفِه معناه يُعانِقُها وضَبَنَةُ الرَّجُلِ حَشَمُه وعليه ضِبْنَةٌ من عِيَالِ بِكَسْرِ الضاد وسُكُونِ الباء أي جَماعةٌ والضًّبْنَةُ الزَّمَانَةُ ورَجُلٌ ضَبِنٌ زَمِنٌ وقد أضْبَنَهُ الداءُ أَزْمَنَه قال طُرَيْح
(وُلاَةٌ حُمَاةٌ يَحْسِمُ اللهُ ذو القُوَى ... بهم كلَّ داءٍ يَضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ)
وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً ضَرَبَه بِسَيْفٍ أو عصاً أو حَجَرٍ فَقَطَعَ يَدَه أو رِجْلَه أو فَقَأَ عَيْنَه قال اللحيانيُّ وحكى لي رَجُلٌ من بَنِي سَعْدٍ عن أبي هِلالٍ ضَبَنْتَ عنَّا هدِيَّتَكَ وعَادَتَكَ تَضْبِنُها ضَبْناً كصَبَنْتَها والصادُ أَعْلَى وهو قولُ الأصمعيِّ قال وحقيقة هذا صَرفُ هَدِيَّتك ومَعْرُوفك عن جيرانكَ ومعارِفِك إلى غيرهم

(8/211)


وضَبِينَةُ اسمٌ وبَنُو ضَابِنٍ وبَنُو مُضَابِنٍ حَيَّان
مقلوبه ن ض ب
نَضَبَ الشيءُ سَالَ ونَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً ونضَّب غارَ وبَعُدَ أنشد ثعلبٌ
(أعْدَدْتُ للحَوْضِ إذا ما نَضَبَا ... بَكْرَةً شِيزَى ومُطَاطاً سَلْهَبا)
ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضُوباً غارتْ وخَصَّ بعضُهم به عَيْنَ الناقةِ أنشد ثعلبٌ
(من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ)
ونَضَبَتِ المَفَازَةُ نُضُوباً بَعُدَت قال
(إذا تَغَالَيْنَ بِسَهْمٍ ناضِبٍ ... )
ويُرْوَى بِسَهْمٍ ناصِب يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيداً وكلُّ بَعِيدٍ ناضِبٌ وأنشد ثعلبٌ
(جَرِيءٌّ على قَرْعِ الأسَاوِدِ وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ)
ونَضَبَ الخِصْبُ قلَّ وانْقطَع ونضَبتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً اشْتَدَّت وأَنْضَبَ القَوْسَ لُغةٌ في أنْبَضَها جَبَذَ وَتَرَهَا لتُصَوِّتَ وقيل أنْضَبَ القَوْسَ إذا جَذَبَ وتَرَهَا بغيرِ سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه وقال أبو حنيفةَ أنْضَبَ مقلوبه فلا مَصْدَرَ لها لأن الأفعالَ المَقْلوبةَ ليست لها مصاردُ لِعِلًّةِ قد ذَكرها النحويُّونَ سِيْبَوَيْه وأَبُو عَلِيٍّ وسَائرُ الحُذَّاقِ وإنْ كانت أَنْضَبْتُ لُغةً أنْبَضْتُ فالمصدر فيه سائغٌ حَسَنٌ فأَمّا أن يكونَ مقلوباً ذا مَصْدرٍ كما زَعَمَ أبو حنيفةَ فمُحالٌ والتَّنْضُبُ شجرٌ يَنْبتُ بالحجازِ وليس بِنَجْدٍ منه شيءٌ إلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ عند النُّقَيْدة وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ وعِيدانُه بِيضٌ ضَخْمَةٌ وهو مُحْتَظَرٌ وورقَهُ مُتَقَبِّضٌ ولا تَرَاهُ إلا كأنه يابِسٌ مُغْبَرٌّ وإن كانَ نابِتاً وله شَوْكٌ مثلُ شَوْك العَوْسَجِ وله جَنَىً مثلُ العنَب الصِّغار يؤكَلُ وهو أُحَيْمِرٌ وقال أبو حنيفةَ دُخَانُ التَّنْضُبِ أَبْيضُ في مثل لَوْنِ الغُبارِ ولذلك شَبَّهتِ الشعراءُ الغُبارَ بِهِ قال

(8/212)


عُقَيْلُ بن عُلَّفَة المُرِّيُّ
(وهلْ أَشْهَدْنَ خَيْلاً كأنَّ غُبارَها ... بأسْفلِ عَلْكَدٍ دَوَاخِنُ تَنْضُبِ)
وقال مَرَّةً التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخامٌ ليس له وَرَقٌ وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخَامٌ وأفْنانٌ كثيرةٌ وإنما وَرَقُه قُضْبانٌ تأكُلُه الإِبِلُ والغَنَمُ وقال أبو نَصْرٍ التَّنْضُبُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ وليس من شَجَر الشَّواهِقِ تألَفَهُ الحَرابِيُّ أنشد سيبَوَيْه للنابِغة الجَعْدِيِّ
(كأنَّ الدُّخَانَ الذي غادَرَتْ ... ضُحَيّا دَوَاخِنُ مِنْ تَنْضُبِ)
وعندي أنه إنما سُمِّيَ بذلك لِقِلّةِ مائِه وأنشد أبو عَلِيٍّ الفارسيُّ لِرَجُلٍ واعَدَتْهُ امرأةٌ فَعَثَرَ عليها أَهْلُها فَضَرَبُوهُ بالعِصيِّ فقال
(رأيتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً ... إذا اخْتَلَفَتْ في الهَرَاوَى الدَّمامِكُ)

(فأشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أو ضَخْمُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ)
وكان التَّنْضُيبَ قد اعْتِيدَ أنْ تُقْطَعَ العِصيُّ الجيادُ واحِدَتُه تَنْضُبةٌ أنشد أبو حنيفةَ
(أنَّى أُتِيحَ له حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا)

مقلوبه ن ب ض
نَبَض العِرْقُ يَنْبِضُ نَبْضاً ونَبَضَاناً تحرّكَ وضَرَبَ والنابِضُ العَصَبُ صِفَة غالِبةٌ والمَنَاضِبُ مَضَارِبُ القَلْبِ ونَبَضَتِ الأَمْعَاءُ تَنْبِضُ اضْطربتْ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أحْرادُها ... إنْ مُتَغنَّاةً وإن حَادَيْه)
أراد إن مُتَغَنَيِّةً فاضْطُرَّ فَحَوَّلهُ إلى لَفْظِ المفعولِ وقد يجوزُ أن يكون هذا كقَوْلِهم النَّاصَاةَ

(8/213)


في النّاصِيَةِ والقارَاةَ في القارِيةِ يَقْلِبونَ الياء أَلِفاً طَلَباً للخِفَّةِ وقولُه وإن حاديه إمّا أن يكون على النَّسبِ أي ذات حُداءٍ وإما أن يكون فاعلاً بمعنَى مفعولٍ أن مَحْدُواً بها أو مَحْدُوَّةً والنَّبْضُ نَتْفُ الشَّعَرِ عن كُراع والنَّبْضُ الحَركةُ وما به نَبَضٌ أي حَرَكَة ولم يُسْتَعْمَلْ مُتَحَرِّكَ الثاني إلاًّ في الجَحْد ووَجَعٌ مُنْبِضٌ والمِنْبَضُ المِنْدَفَةُ وأنْضَبَ القَوْسَ مثل أنْضَبَها جَذَبَ وَتَرَها لتُصَوِّتَ وأًنْبَضَ بالوَتَرِ كذلك وأنبض الوَتَرَ أيضا جذَبه بغير سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه عن يعقوب قال اللِّحيانيُّ الإِنْباضُ أن تَمُدَّ الوَتَرَ ثم تُرْسِلَهُ فَتَسْمَعَ له صَوْتاً وفي المَثَلِ لا تعجل بالإِنْباضِ قبل التَّوْتِير وهذا مَثَلٌ في اسْتِعجالِ الأمْرِ قبل بُلُوغِ إناهُ وقال أبو حنيفةَ أنْبَضَ في قَوْسِه ونَبَّضَ أَصَاتَها وأنشد
(لَئِنْ نَصَبْتَ لي الرَّوْقَيْن مُعْتَرِضاً ... لأَرْمِيَنَّكَ رَمْياً غَيْرَ تَنْبيضِ)
أي لا يكون نَزْعِي تَنْبِيضاً وتَنْقِيراً يعني لا يكونُ تَوَعُّداً بل إيقاعاً ونَبَضَ الماءُ مثلُ نَضَبَ سالَ وما يُعْرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلَةٍ كَمَضْرِبِ عَسَلَةٍ
الضاد والنون والميم ض م ن
الضَّمينُ الكَفِيلُ ضَمِنَ الشيء وبه ضَمْناً وضَمَاناً وضَمَّنَه إيَّاه كَفَله وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ
(ضَوامِنُ مَا جَارَ الدَّليلُ ضُحَى غَدٍ ... منَ البُعْدِ ما يَضْمَنَّ فَهْوَ أَدَاءُ)
فسَّره ثَعْلَبٌ فقال إنّ معناه إن جارَ الدَّلِيلُ فأخْطأ الطَّرِيقَ ضَمِنَتْ أن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ثم قال ما يَضْمَنَّ فهو أداءٌ أي ما ضَمِنَّه من ذلك لِرَكْبِها وفَيْنَ به وأدَّيْتَهُ وضَمَّن الشيءَ أَوْدعه إيّاه كما تُودِعُ الوِعاءَ المَتاعَ والمَيِّتَ القَبْرَ وقد تَضَمَّنَهُ هو قال ابنُ الرِّقاعِ يصفُ ناقةً حاملاً

(8/214)


(أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً مِنْ عَوَاهِنِها ... كَمَا تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا)
عليه على الجَنِينِ والمضَامِينُ ما في بُطونِ الحَوامِلِ من كُلِّ شيء كأنهنَّ تَضَمَّنَّهُ ومنه الحديثُ نَهَى عن بَيْعِ المَضَامِين وناقةٌ ضامِنٌ ومِضْمانٌ حاملٌ من ذلك أيضاً والضَامِنَةُ من كُلِّ بلدٍ ما تَضَمَّنَ وسَطَه والضامِنةُ ما تَضَمَّنَتْهُ القُرَى والأَمْصارُ من النَّخْلِ فاعِلةٌ في معنَى مفعولةٍ قال ابن دُرَيْد وفي كتابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بن عبد المَلِكِ لكُم الضامِنَةُ من النَّخْلِ ولنا الضَاحِيةُ من البَعْلِ الضامنةُ ما أطافَ به سورُ المدينةِ والضاحيةُ ما كان خارجاً والمُضَمَّنُ من أبيات الشِّعْرِ ما لم يَتمّ معناه إلا في البَيْتِ الذي بعدَه وليس بِعَيْبٍ عند الأخفش وأنْ لا يَكُونَ تَضْمينٌ أَحْسَنُ قال الأخفشُ ولو كان كُلُّ ما يُوجدُ ما هُوَ أَحْسَنُ منه قَبِيحاً كان قولُ الشاعرِ
(سَتُبْدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ)
رَدِيئا إذا وَجَدْتَ ما هو أشْعَرَ منه قال فَلَيْسَ التَّضْمِينُ بَعْيبٍ كما أنَّ هذا ليس بِرَدِيءٍ وقال ابنُ جِنِّي هذا الذي رآه أبو الحَسن من أنّ التَّضْمِينَ ليس بِعَيْبٍ مَذْهبٌ تراهُ العربُ وتَسْتَجِيزُه ولم يَعْدُ فيه مَذْهَبُهم من وَجْهَيْن أحدهما السَّماعُ والآخر القياسُ أما السماعُ فلِكَثْرِة ما يَرَدُ عنهم من التَّضْمِين وأما القياسُ فلأنَّ العربَ قد وضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دَلَّتْ به على جَوازِ التَّضْمينِ عندهم وذلك ما أنشدَه صاحبُ الكِتابِ وأَبُو زَيْدٍ وغيرهما من قَوْلِ الرَّبِيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ
(أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا ... أَمْلِكُ رأسَ البَعِيرِ إنْ نَفَرَا)

(والذِّئْبَ أخشاهُ إنْ مَرَرْتُ بِه ... وَحِدي وأَخْشَى الرِّياحَ والمَطَرَ)
فنصْبُ العَرَبِ الذِّئْبَ هنا واخْتيارُ النَّحْوِيِّين له حيث كانت قَبْلَه جُملة مُرَكَّبة من فِعْلِ وفاعلٍ وهي قولُه لا أَمْلِكُ يدُلُّكَ على جَرْيِه عند العرِبِ والنحويِّين جميعاً مَجْرَى

(8/215)


قوِلهمِ ضَرَبْتُ زيداً وعَمْراً لَقِيتُه فكأنه قال ولِقِيتُ عَمْراً لتَتَجَانَسَ الجُمْلتانِ في التركيبِ فلولا أن البَيْتَيْن جميعاً عند العربِ يَجْريان مَجْرَى الجُملة الواحدة لما اختارتِ العربُ والنحويُون جميعاً نَصْبَ الذِّئْب ولكن دَلَّ على اتِّصال أحدِ البَيْتيْن بصاحِبه وكَونْهما معاً كالجُملةِ المَعْطوفِ بعضها على بعضٍ وحُكْمُ المَعْطوفِ والمعطوفِ عليه أن يَجْرِيا مَجْرَى العُقْدةِ الواحدة هذا وَجْهُ القِياسِ في حُسْنِ التَّضْمين إلا أنَّ بإزائه شيئاً آخَرَ يَقْبُحُ التَّضْمِينُ لأَجْلِه وهو أنَّ أبا الحَسَنِ وغيرَه قد قالوا إنّ كُلَّ بيتٍ من القصيدةِ شِعْرٌ قائمٌ بنَفْسِه فمن هنا قَبُحَ التَّضْمِينُ شيئاً ومن حيثُ ذكَرْنا من اخِتْيار النَّصْبِ في بيتِ الرَّبيعِ حَسُنَ وإذا كانت الحالُ على هذا فكُلَّما ازْدادتْ حاجةُ البَيْتِ الأَوَّل إلى البيتِ الثاني واتَّصَلَ به اتِّصالاً شديداً كان أَقْبَحَ ممّا لم يَحْتَجِ الأَوَّلُ فيه إلى الثاني هذه الحاجةَ قال فَمِنْ أشَدِّ التَّضْمِين قولُ الشاعرِ رَوَيْناه عن قُطْرُب وغيرِه
(وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بِمالٍ ... من الأقوامِ إلا للذِيِّ)

(يُرِيدُ به العَلاَءَ ويَمْتَهِنْهُ ... لأَقْربِ اَقْرَبِيه ولِلْقَصِيِّ)
فَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَةِ على شِدّةِ اتِّصالِ كلِّ واحدٍ منهما بصاحبِه وقال النابغةُ
(وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَميمٍ ... وهم أَصحابُ يَوْمٍ عُكَاظَ إنِّي)

(شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ ... أَتَيْتُهمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي)
وهذا دُونَ الأَوَّل لأنه دُونَ المُخْبَرِ عنه بخَبَرِه في شِدّةِ اتِّصالِ المَوْصولِ بصِلَتِه ومثلُه قولُ القُلاخِ لِسَوَّارِ بْنِ حَيَّانَ المنْقَرِيِّ
(ومِثْلَ سَوْارٍ ردَدْنَاه إلى ... )

(إدْرَوْنِه ولُؤْمٍ إصِّهِ عَلَى ... )
(الرَّغْمِ مَوْطُوءَ الحِمَى مُذّلَّلا ... )
والمُضَمَّنُ من الأصْواتِ ما لا يُسْتطاعُ الوُقوفُ عليه حتى يُوصَلَ بآخَرَ والضَّمانُ الزَّمانَة والعاهةُ قال الشاعرُ

(8/216)


(بِعَيْنَيْنِ نَجْلاَوَيْن لم يَجْرِ فيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْر شَامِسِ)
والضَّمَنُ والضَّمَانُ والضُّمْنَةُ والضَّمَانَةُ الداءُ في الجَسَدِ من بَلاءٍ أو كِبَرٍ رَجُلٌ ضَمَنٌ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يُؤَنَّثُ مَرِيضٌ وكذلك ضَمِنٌ والجمعُ ضَمِنُونَ وضَمِينٌ والجَمْعُ ضَمْنَي كُسِّر على فَعْلَى وإن كانت إنَّما يُكَسَّرُ بها المفعولُ نحو قَتْلَى وأَسْرَى لكنهم تَجَوَّزُوه فيما كان لَفْظِ على فاعلٍ وفَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مَفْعولٍ قال سيبويه كُسِّر هذا النَّحْوُ على فَعْلَى لأنها من الأشياء التي أُصِيبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وَهُمْ لها كارِهونَ وقد ضَمِنَ كَمَرِض وَزَمِنَ والضَّمَانَةُ أيضاً الحُبُّ قال ابنُ عُلَّبَةَ
(ولكن عَرَتْنِي من هَواكِ ضَمَانَةٌ ... كما كنتُ أَلْقى مِنْكِ إذ أنَا مُطْلَقُ)
ورَجُلٌ ضَمِنٌ عاشِقٌ وفلانٌ ضَمِنٌ على أهِله وأَصحابِه أي كَلٌّ
الضاد والباء والميم ب ض م
ما له بُضْمٌ أي نَفْسٌ والبُضْمُ أيضاً نَفْسُ السُّنْبُلة حين تَخْرُجُ من الحَبّةِ وبَضَمَ الحبُّ اشْتَدَّ قَلِيلاً
انتهى الثلاثي الصحيح

باب الثنائي المضاعف من المعتل الضاد والهمزة ض أض أ
الضِّيضِئُ والضُّوْضُؤُ الأَصْلُ والمَعْدِنُ وقيل هو كَثْرةُ النَّسلِ وبَرَكَتُه والضُوضُؤُ هذا الطائر الذي يُسَمَّى الأَخْيَلَ قال ابن دُرَيْد ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه

(8/217)


مقلوبه أض ض
أَضّهُ الأَمْرُ يَؤضُّه أضّا أَحْزَنَه وجَهَدَه وأضَّتْنِي إليك الحاجةُ تَؤُضُّنِي وتَئِضُّنِي أضّا وإضَاضاً قال
(لأَنْعَتَنَّ نَعامةَ مِيفَاضاً ... خَرْجَاءَ تَعْدُو وتَطْلُبُ الإِضَاضَا)
وقد ائْتَضَّ قال رُؤبةُ
(وَهْيَ تَرَى ذَا حاجةٍ مُؤْتَضَّا ... )
أي مُضْطَراً مُلْجأ هذا تَفْسِيرُ أبي عُبَيْدٍ وأَحْسَنُ من ذلك أن يَقُولَ أيْ لاجِئاً مُحْتاجاً فافْهَمْ والأَضُّ الكَسْرُ كالعَضِّ وفي بعضِ نُسَخِ الجَمْهرة كالهَضِّ
الضاد والواو ض و
والضَّوَّةُ الصَّوْتُ والجَلَبَةُ والضوَّة من الأرضِ كالصُّوَّة وليس بِثَبْتٍ والضّوْضَاةُ والضّوْضاء الأصواتُ المُخْتَلفةُ والجَلبة قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ
(أجْمَعُوا أَمْرَهُم عِشَاءً فلمّا ... أصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ)
وعندي أن ضَوْضاء هاهنا فَعْلاء ضَوْضَيت ضَوضَاءً وضيِضاءً ورَجُلٌ ضُواضِيةٌ داهِيةٌ مُنْكَرٌ

(8/218)


باب الثلاثي المعتل الضاد والزاي والهمزة ض أز
ضَأَزَهُ حَقَّه يَضْأزُهُ ضَأَزاً وضأْزاً مَنَعَه وقِسْمةٌ ضُؤْزَى وضَأْزَى مقصوران جائِرَةٌ غير عَدْل والضَّيَّازُ المُقْحم في الأُمُورِ
الضاد والطاء والهمزة ض أط
ضَئِط ضَأَطَا حَرّكَ مَنْكِبَيْه وجَسَدَه في مَشْيه عن أبي زَيْدٍ
الضاد والدال والهمزة ض أد
ضُئِدَ الرَّجُلُ ضُؤَاداً وَضُئُوداً وضُئودَةً زُكِمَ والاسْمُ الضُؤْدَةُ وقد أضّأَدَه اللهُ فهو مَضْئُودٌ ومُضْأَدٌ وأُرَى مَضْئُوداً على طَرْحِ الزائد أو كأنّه جَعَلَ فيه ضَأَدَ وأَبَاها أبو عُبَيْد وَضَئِيدَةُ اسمُ مَوْضعِ قال الراعِي
(جَعَلْنَ حُبَيَّا باليَمِينِ وَنَكَّبَتْ ... كُبَيْشاً لِوْردٍ من ضَئِيدَةَ باكرِ)

الضاد والراء والهمزة أر ض
الأَرضُ التي عليها الناس أُنْثَى وفي التنزيل {وإلى الأرض كيف سطحت} فأما قولُ عَمْرِو بن جُوَيْن الطائِيِّ أنشده سِيبَوَيْه
(فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إبقَالَها)

(8/219)


فإنه ذهب بالأرْضِ إلى المَوْضِعِ والمكانِ كقَوْله تعالى {فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي} الأنعام 78 أي هذا الشَّخْص وهذا المْرِئيُّ ونحوه وكذلك قوله
(فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظةٌ من رَبِّه} البقرة 275 أي وَعْظ وقال سيبَوَيْه كأنه اكْتَفى بِذِكْر المَوْعِظِة عن التاء والجمع آرُض وأُرُوضٌ وأرَضُونَ الواو عِوَضٌ من الهاء المَحْذوفةِ المُقّدَّرِة وفَتَحُوا الراءَ في الكَلمِةِ لِيَدْخُلَ الكَلِمةَ ضَرْبٌ من التكسيِرِ اسْتِيحَاشاً من أن يُوَفْرُوا لَفْظَ التَّصحيحِ لِيَعْلَمُوا أنَّ أَرْضاً مما كان سَبِيلُه لو جُمعَ بالتّاءِ أن تُفْتَحَ راؤُه فيُقال أرَضَاتِ وقول خِداشِ بن زُهَيْر
(كَذَبْتُ عليكُمْ أَوْعِدُونِي وعَلِّلُوا ... بِيَ الأرض والأقوامَ قِردانَ مَوْظَبَا)
يجوزُ أن يَعْنِي أهْلَ الأَرْضِ ويجوزُ أن يُريدَ عَلَّلُوا جميعَ النَّوْعِ الذي يَقْبَلُ التعليلَ وتعدَّوا إلى الأَرْضِ التي ليس من شأنها أن تَقْبَلَ التَّعْلِيلَ يقول عليكُم بي وبِهِجائِي إذا كُنْتُم في سَفَرٍ فاقْطَعُوا الأرضَ بِذكْرِى وأَنْشِدُوا القَوْمَ هِجائِي يا قِرْدَانَ مَوْظَب يَعْنِي قوماً هُمْ في القِلّةِ والحَقارةِ كِقْردَانِ مَوْظَب لا يكونُ إلا على ذلك لأنه إنما يَهْجُو القَوْمَ لا القِرْدان والأَرضُ سِفْلَةُ البَعِيرِ والدّابّة وما وَلِيَ الأرضَ منه وأَرْضُ الإِنسانِ رُكْبتاه فما بَعْدَهُما وأرْضُ النَّعْلِ ما أصابَ الأرضَ منها وتَأَرَّض الرَّجُلُ قام على الأرضِ وتأَرَّضَ واسْتأْرَضَ بالمكانِ أقامَ به ولَبِثَ وقيل تمكَّن وتأرَّضَ لي تَضَرَّع وتعرَّضَ والأَرْضَ الزُّكامُ مُذَكَّرٌ وقال كُراعٌ هو مُؤَنَّثٌ وأنشد لابْنِ أحْمَرَ
(وقالُوا أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ ... فأمْسَى لِمَا فِي الصَّدْرِ والرأسِ شاكيا)
أَنَتْ أدركَتْ ورَواهُ أبو عُبَيْدٍ أَتَتْ وقد أُرِضَ أَرْضاً والأرْضُ دُوَارٌ يأخذُ في الرأسِ عن اللَّبنِ فَتُهْرَاقُ له الأَنْفُ والعَينانِ والأرْضُ الرِّعْدةُ ومنه قولُ ابنِ عباسٍ أُزُلْزِلتِ الأرضُ أَمْ بِي أَرْضٌ يَعْنِي الرِّعدةَ وقيل يَعْنِي الدُّوارَ قال ذو الرُّمّة

(8/220)


(إذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِها ... أو كان صاحِبَ أرضٍ أو به المُومُ)
والأَرَضَةُ دُودةٌ بيضاءُ شِبْهُ النَّملةِ تَظْهَرُ في أيامِ الربيعِ قال أبو حنيفة الأرضةُ ضربانِ ضربٌ صغارٌ مثل كبار الذر وهي آفة الخشب خاصةً وضَرْبٌ مثل كِبارِ النَّمْلِ ذواتُ أجْنحةٍ وهي آفةُ كُلِّ شيءٍ من خَشَبٍ ونباتٍ غير أنها لا تَعْرِضُ للرَّطْبِ وهي ذاتُ قَوائِمَ والجمعُ أَرَضٌ والأرَضُ اسْمٌ للْجَمْعِ وأُرِضَتِ الخَشَبَةُ أَرْضاً وأَرِضَتْ أرَضاً كِلاَهُما أَكَلَتْها الأَرَضَة وأرْضٌ أرِضَةٌ وأَرِيضَةٌ كَرِيمةٌ مُخَيِّلَةٌ للنَّبْتِ والخَيْرِ وقال أبو حنيفةَ هي التي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنَّباتِ قال امْرُؤُ القَيْسِ
(بِلادٌ عَرِيضَة وأرضٌ أريضَةٌ ... مدافِعُ ماءٍ في فضَاءٍ عَرِيضِ)
وكذلك مكانٌ عَرِيض وما آرَضَ هذه الأرضَ أي ما أَسْهَلَها وأَنْبَتَها حكاهُ أبو حنيفةَ عن اللحيانيِّ ورَجُلٌ أريضٌ بيِّنُ الأَرَاضَة خَلِيقٌ للخَيْر وقد أَرُضَ ورَوْضَةٌ أرِيضَةٌ واسعةٌ لَيِّنةُ المَوْطِئ قال الأخطلُ
(ولقد شَرِبْتُ الخَمْرَ في حانُوتِها ... وشَرِبْتُها بأَرِيضةٍ مِحلالِ)
وقد أَرُضَتْ أَرَاضَةً واستأْرَضَتْ وامرأة عَريضةٌ أرِيضَةٌ وَلُودٌ كاملةٌ على التَّشْبِيه بالأرْضِ وأرضٌ مَأْرُوضَةٌ أَرِيضةٌ قال
(أما تَرَى بكُلِّ عَرْضٍ مَعْرِضِ ... )

(كلَّ رَدًّاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ ... )

(مأرضةٌ قد ذَهَبَتْ في مُؤْرَضِ)

(8/221)


والإِرَاضُ البساطُ لأنه يَلِي الأرضَ وآرَضَ الرَّجُلُ أقامَ على الإِرَاضِ وفي حديثِ أم مَعْبدٍ فشَرِبُوا حتى آرَضُوا والتفسيرُ لاْبِنِ الأعرابيِّ حكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَريبَيْن وتَأَرَّضَ المَنْزِلَ ارتادَهُ وتخيّره للنُّزُولِ قال كُثَيِّرٌ
(تأَرَّضَ أَخْفافَ لمُناخَةِ مِنْهُمُ ... مكانَ الَّتِي بُعِّثَتْ فازْلأمَّتِ)
ازْلأَمَّتْ ذَهَبَتْ فَمَضَتْ واسْتَأْرضَ السَّحابُ انْبسطَ وقيل ثَبَتَ وتمكَّن وأرْسَى قال ساعدةُ يَصِفُ سحاباً
(مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللَّيثِ أَيْسَرَهُ ... إلى شَمَنْصِيرة غَيْثاً مُرْسَلاً مَعَجَا)
والأَرَاضَةُ الخِصْبُ وحُسْنُ الحالِ والأرْضَةُ من النَّباتِ ما يَكْفِي المالَ سَنَةً رواه أبو حنيفةَ عن الأعرابيِّ القرحةُ أرِضَتْ نَفَشَتْ ومَجِلَتْ ففسدت وتَقَطَّعَتْ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا صِيامَ إلا لَمَنْ أرَّضَ الصِّيامَ أي تَقَدَّمَ فيه رواه ابنُ الأعرابيِّ
الضاد واللام والهمزة ض أل
الضَّئِيلُ الصغيرُ الدَّقيقُ الحَقِيرُ والضَّئِيلُ النَّحِيفُ والجمعُ ضُؤَلاءُ وضِئَالٌ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ
(لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمّا ... لُونَ يَوْمَ الخِطابِ للأَثْقَالِ)
والأنثى ضَئِيلة وقد ضَؤُلَ ضآلَةً وتَضَاءَل قال أبو خِراشٍ
(وما بَعُدَ أنْ قد هَدَّنِي الدّهرُ هَدّةً ... تَضالَ لها جِسْمِي ورقَّ لها عَظْمِي)

(8/222)


أراد تَضَاءَلَ فَحَذَفَ ورَوَى أبو عَمْروٍ تَضَاءَلَ لها بالإِدْغامِ وهذا بَعِيدٌ لأنه لا يَلْتَقِي في شِعْرٍ ساكِنانِ والمُضْطَئِلُّ الضَّئِيلُ قال
(رأيْتُك يا ابْنَ قُرْمَةَ حين تَسْمُو ... مع القَرْمَيْن تَضْطَئِلُ المَقاما)
أراد تَضْطَئِلُ لِلْمَقَامِ فَحَذَفَ وأَوْصَلَ وَضَاءَلَ شَخْصَه صَغّره قال زُهَيْرٌ
(فَبَيْنَا نَذُودُ الوَحْشَ جَاءَ غُلامُنا ... يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه ويُضَائِلُه)
وتَضاءَلَ الرَّجُلُ أخْفَى شَخْصَه قاعِداً وتَصَاغَرَ واستعملَ أبو حنيفةَ التَّضاؤُلَ في البَقْلِ فقال إنًّ الكُرُنْبَ إذا كان إلى جَنْب الحَبَلَة تَضَاءَلَ منها وذَلَّ وساءتْ حالُه وهو عليه ضُؤْلان أي كَلٌّ وحَسَبَهُ عليه ضُؤْلان إذا عِيبَ به أنشد ابنُ جِنِّي
(أنا أبو المِنْهالِ بَعْضَ الأَحْيانْ ... لَيْسَ عليَّ حَسَبِي بِضُؤْلانْ)
أي القائمَ مَقَامَهُ والمُغْنِي غَناءَه وأَعْمَلَ في الظَّرْفِ معنى التَّشْبيه أي أُشْبِهُ أَبا المِنْهالِ في بعض الأَحْيانِ وأنا مثل أبي المِنْهالِ والضَئيلةُ حيّةٌ كأنها أَفْعَى والضَّئيلةُ اللَّهاةُ عن ثَعْلب
الضاد والنون والهمزة ض ن أ
ضَنَأَتِ المرأةُ تَضْنأُ ضَنْأ وضُنُوءاً وأضْنَأَتْ كَثُرَ وَلَدُها وكذلك الماشيةُ والضَّنْءُ كَثْرَةُ النَّسْلِ والضَّنْءُ والضِّنْءُ الولدُ لا يُفْرَدُ له واحدٌ إنما هو من باب نَفَرٍ ورَهْطٍ والجمع ضُنُوءٌ والضِّنْءُ الأَصْلُ واضْطَنأَ له ومنه اسْتَحْيا وانْقَبَض قال الطرمَّاحُ
(إذا ذُكِرَتْ مَسْعَاةُ والِدِه اضْطَنا ... ولا يَضْطَنِي من شَتْمِ أَهْلِ الفضائلِ)

(8/223)


أراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ وقيل هو من الضَّنَى الذي هو المَرَضُ كأنه يَمْرَضُ من سماع مثَالِبِ أبيه وضَنَأَ في الأرْضِ ضَنْأ وضُنُوءاً اخْتَبأ وقَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأَةٍ أي ضَرُورةٍ
مقلوبه ض أن
الضَّائِنُ من الغَنَمِ ذو الصُّوفِ ويُوصَفُ به فيُقال كَبْشٌ ضَائِنٌ والأُنْثَى ضائِنَةٌ والجمع ضَوَائِن والضَّأْنُ والضَّأْنُ والضَّئِينُ والضِّئينُ والضَّيْنُ والضِّينُ غير مهموزين عن ابن الأعرابيّ كُلُّها أسماءٌ لجَمْعِها فالضَّأْنُ كالرَّكْبِ والضَّأْنُ كالقَعَدِ والضَّئِينُ كالغَزيِّ والقَطِينِ والضِّئِينُ داخلٌ على الضَّئِينِ أتْبَعُوا الكَسْرَ الكَسْرَ يَطَّردُ هذا في جميعِ حُرُوف الحَلْقِ إذا كان المِثالُ فعلاً أو فَعِيلاً وأما الضِّينُ والضَّيْنُ فَشَاذٌّ نادِرٌ لأن ضائِناً صحيحٌ مَهْموزٌ والضِّينُ والضَّيْنُ مُعْتَلٌّ غيرُ مَهْمُوزٍ وقد حُكِيَ في جَمْعِ الضَّأن أضْؤُنٌ وقولُه أنْشده يَعْقوب في المَقْلوبِ
(إذا ما دَعَا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ ... عَلَنَّ وإن كانت مَذَانِبُهُ حُمْرَا)
أراد أَضْؤُناً فَقَلَب ودُعاؤُه أن يَكْثُرَ الحَشِيشُ فيه فَيَصيرَ فيه الذُّبابُ فإذا تَرَنَّمَ الذُّبابُ سَمِعَ الرِّعاءُ صَوْتَه فَعَلِمُوا أن هناك رَوْضةً فَساقُوا إِبِلَهُم ومَواشِيَهُم إليها فَرَعَوْا فيها فذلك دُعاءُ نَعْمانَ لهم ومِعْزَى ضِئْنِيَّة تَأْلَف الضَّأْنَ وسِقاء ضِئْنِيٌّ على ذلك اللَّفْظِ إذا كان من مَسْكِ ضائِنةٍ وكان واسعاً وكُلُّ ذلك من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(إذا ما مَشَىَ وَرْدَانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه ... كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لَفَرْعَاء يُؤْدَلُ)
عَنَى بالضِّئْنِيِّ هذا النَّوْعَ من الأَسْقِيَة وأضْأَنَ القومُ كَثُرَ ضأْنُهم ورَجُلٌ ضَائِنٌ لَيِّنٌ كأنه نَعْجةٌ وقيل هو الذي لا يَزالُ حَسَنَ الجِسْمِ مع قِلّةِ طُعْمٍ وقيل هو اللَّيِّنُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيَةُ
مقلوبه أض ن
إضَانٌ اسمُ مَوْضعٍ قال تَميمُ بن مُقْبلٍ

(8/224)


(تأمَّل خَلِيلِي هل تَرَى من ظَعَائنٍ ... تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ فَوْق إِضَانِ)
ويُرْوَى بالطاءِ والظاءِ
مقلوبه أن ض
الأَنِيضُ من اللَّحْمِ الذي لم يَنْضَجْ يكون ذلك في الشِّواءِ والقَدِيدِ وقد أَنُضَ أَنَاضَةَ وآنَضَهُ هُوَ
الضاد والباء والهمزة ض ب أ
ضَبَأَ بالأرضِ يَضْبَأُ ضَبْأ وضُبُوءاً وهو ضَبِيءٌ لَطِئَ واخْتَبَأَ وكذلك الذِّئْبُ إذا ما لَزِقَ بالأرض واسْتَتَرَ بالخَمَرِ ليخْتِلَ الصَّيد وأضْبأَ على الشيء سَكَتَ عليه وكَتَمَهُ وأَضْبَأَ على ما بِيَدِهِ أَمْسَكَ وأضبأ القَوْمُ على ما في أنْفُسِهم إذا كَتَمُوه وضَبَأَ اسْتَخْفَى وضَبَأَ منه اسْتَحْيَا والضَّابِئُّ الرَّمَادُ وضَابِئ اسْم رَجُل
مقلوبه ض أب
الضَّيْأَبُ الذي يَتَقَحَّم في الأُمُورِ عن كُراع وقد تقدَّم أنه الضَّيْأَرُ
مقلوبه أب ض
الأُبْضُ الدَّهْرُ قال رؤبة
(في حِقْبَةٍ عِشْنا بذاك أُبْضاً ... )
وجَمْعُه آبَاضٌ وأَبَضَ البَعِيرَ يأبِضُه ويأْبُضهُ شَدَّ رُسْغَ يَدَيْه إلى ذِراعَيْه لَئِلا يَتَحَرَّكَ وأخذ يَأْبِضُه جَعَل يَدَيْه من تحت رُكْبَتَيْه من خَلْفِه ثم احْتَمَلَه والمَأَبِضُ كل ما يُثبتُ عليه فَخِذُكَ وقيل المأْبِضَان ما تَحْتَ الفَخِذَيْن في مَثَانِي

(8/225)


أسافِلِهما وقيل المأْبِضَان باطِنا الرُّكْبَتَيْن والمِرْفَقَيْنِ وتَأَبَّضَ تَقَبَّض وضَمَّ رِجْلَيْه قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة
(إذا جَلَسَتْ في الدارِ يَوْماً تَأَبَّضَتْ ... تَأَبَّضَ ذِيبِ الثَّلْعَةِ المُتَضَوِّبِ)
هَجَا امرأةً أراد أنها تَجِلْسُ جِلْسةَ الذِّئْبِ إذا أقْعَى وإذا تَأَبَّضَ على التَّلْعَة رأيْتَهُ مُنْكَباً والمَأْبِضُ الرُّسْغُ وهو مَوْصِلُ الكَفِّ في الذِّراعِ وإِباضٌ اسْمُ رَجُلٍ والإِباضِيّة قَوْمٌ من الحَرُورِيّةِ لَهُم هَوىً يُنْسَبَونَ إليه وأُبْضَةُ ماءٌ لِطَيِّئٍ وبَنِي مِلْقَطٍ كَثِيرُ النَّخْلِ قال مُساوِرُ بن هِنْدٍ
(وجَلَبْتُهُ من أهْلِ أَُبْضَةَ طائِعاً ... حتَّى تَحَكَّمَ فيه أَهْلُ أُرابِ)
وأُبَاضٌ عِرْضٌ باليَمامةِ كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ حكاه أبو حنيفةَ وأنشدَ
(ألا يا جَارَتَا بأُبَاضَ إِنِّي ... رأيتُ الرِّيحَ خَيْراً مِنْكِ جارا)

(تُعَرِّينا إذا هَبَّت علينا ... وتَمْلاُ عَيْنَ ناظِرِكُم تُراباً)
وقد قيل به قُتِلَ زَيْدُ بن الخَطَّابِ
الضاد والميم والهمزة أض م
الأَضَمُ الحِقْدُ والحَسَدُ وأَضِمَ عليه أَضَماً غضِبَ وأَضِمَ به أَضَماً فهو أضِمٌ عَلِقَ بِه وأَضِمَ الفَحْلُ بالشُّوَّلِ عَلِقَ بها يَطْرُدُها ويَعَضُّها وأَضِمَ الرجلُ بأهلِه كذلك وإِضَمٌ مَوْضعٌ قال النابغةُ
(فاحْتَلَّتِ الشَّرْعَ فالأَجْرَاعَ من إِضَمَا ... )

(8/226)


مقلوبه أم ض
أَمِضَ يَأْمَضُ عَزَم ولم يُبَال وأَمِض أَدَّى لِسانُه غيرَ ما يُرِيدُ والأَمْضُ الباطلُ وقيل الشَّكُّ وعن أبي عَمْرٍ ومن كلامِ شِقٍّ إني ورَبِّ السَّماءِ والأَرْضِ وما بينهما مِنْ رَفْعٍ وخَفْض إِنَّ ما أَنْبَأْتُك به لَحَقٌّ ما فيه أَمَضٌ
الضاد والسين والياء ض ي س
ضَاسَ النَّبْتُ يَضِيسُ هاج حكاه أبو حنيفةَ وقال مَرَّةً هو أَوَّلُ الهَيْج نَجْدِيَّة وضَاسٌ اسْمُ جَبَلٍ وإنما قَضَيْنا بأنَّ ألِفَه ياءٌ وإنِ كانت عَيْناً والعَيْنُ واواً أكْثَرُ منها ياءً لوُجُودنَا يَضِيسُ وعَدَمِنا هذه المادة من الواوِ جُمْلةً قال
(تَهَبَّطْنَ من أَرْكانِ ضَاسٍ وأَيْلَةٍ ... إليها ولو أَغْرَى بِهِنَّ المُكَلِّبُ)

الضاد والزاي والهمزة ض أز
ضَأَزَهُ حَقَّه يَضْيزُه ضَيْزاً نَقَصَه ومَنَعَه وقِسْمةٌ ضِيزَي وضُوزَي جائزةٌ والضَّيْزُ الاعْوجِاجُ والضَّيْزَنُ الضِّدُّ نُونه عند يعقوب زائدةَ وقد تقَّدم في الثلاثيِّ الصحيح
الضاد والراء والياء ض ي ر
ضارَه ضَيْراً ضَرَّهُ قال أبو ذُؤَيْبٍ
(فَقِيلَ تَحَمَّلْ فَوْق طَوْقِكَ إِنَّها ... مُطَبَّعَةٌ مَنْ يأتِها لا يَضِيرُها)
أي لا يَضِيرُ أهْلَها لكَثْرِة ما فيها ويُرْوَى نابَها وقولُه صلى الله عليه وسلم أَتُضَارُونَ في رُؤْية الشًّمْسِ فإنكم لا تُضَارُونَ في رُؤْيَتِه هو من هذا أي لا يَضِيرُ بَعْضُكُم بعضاً

(8/227)


الضاد واللام والياء ض ي ل
الضَّالُ من السِّدرِ ما كان عِذْيَا واحدتُه ضَالَةٌ وأَضْيَلَ المكانُ وأَضَالَ أنْبَتَ الضّالَ عن أبي حنيفةَ عن الفَرَّاء وإليه تَرَكَ ابنُ جِنِّي ما وَجدَه مَضْبوطاً بِخَطِّ جَعْفر بن دِحْيَة رَجُلٍ من أصحابِ ثَعْلَب من الضَّأْل مهموزاً قال ابنُ جِنِّي فأردتُ أن أَحْمِلَهُ على الضَّئيل الذي هو الشَّخْتُ لأن الضَّالَ هو السِّدْرُ الجَبلِيُّ والجَبَليُّ أَرَقُّ عُوداً من النًّهْريِّ حتى وجَدْتُ بِخَطِّ أبي إسحاقَ أَضْيَلَ المكانُ فاطَّرَحْتُ ما وَجَدْتُه بِخَطِّ جَعْفَر قال أبو حنيفة الضَّالُ يَنْبُتُ في السُّهُولِ والوُعُورِ وقَوْسُ الضَّالِ إذا بُرِيَتْ بُرِيَتْ جَزْلَةَ ليكونَ أَقْوَى لها وإنما يُحْتَمَلُ ذلك منها لِخِفَّةِ عُودِها قال الأَعْشَى
(لاَحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإشْفاقٌ ... على سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضَّالِ)
وقول ساعدةَ بن جُؤَيَّة
(كَساها ضالةً ثُجْراً ... كأنَّ ظُبَاتِها الوَرَقُ)
أراد بها ما بُرِيَتْ من ضَالَةٍ يَدُلُّ على ذلك قَوْلُه ثُجْراً وقال أبو حنيفةَ أيضاً الضَّالُ شجرةٌ من الدِّقِّ تكونُ بأطرافِ اليَمن تَرْتَفعُ قَدْرَ الذِّراعِ تَنْبُتُ نَباتَ السَّرْوِ ولها برَمَةٌ صَفراءُ ذكِيَّة جداً تأتِيكَ رِيحُها من قبل أن تَصِل إليها قال ولَيْستْ بضَالِ السِّدر هكذا حَكَاهُ الضَّالُ شجرةٌ فإمّا أن يكون مما قِيلَ بالهاءِ وغير الهاء كحالةٍ وحالٍ وإمَّا أن يُرِيدَ بِشَجرةٍ شَجَراً فوَضَعَ الواحدَ مَوْضعَ الجَمْعِ
الضاد والنون والياء ض ن ي
الضَّنَى السَّقيمُ الذي طال مَرَضُه وَثَبَتَ فيه بعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمَعُه قال عَوْفُ بن الأَحْوَصِ الجَعْفَريُّ
(أَوْدَى بَنِيَّ فَمَا بِرَحْلِي مِنهُمُ ... إلا غُلاَمَا بِيَئةٍ ضَنَيانِ)

(8/228)


هكذا أنشده أبو عليٍّ الفارسيُّ بفتح النون وقد ضَنِيَ ضَنىً فهو ضَنٍ وأضْنَاه المرضُ وضَنَتِ المرأةُ تَضْنِي ضَناً وضَنَاءً كَثُرَ ولَدُها مقلوبه ض ي ن
الضِّينُ والضَّيْنُ لُغتانِ في الضَأْنِ فإما أن يكونَ شاذّا وإما أن يكونَ من لفظٍ آخَرَ وهو الصَّحِيحُ عندي
الضاد والفاء والياء ض ي ف
ضِفْتُ الرَّجلَ ضَيْفاً وضِيافةً وَتَضَيَّفْتُه نَزَلْتُ به ضَيْفاً ومِلْتُ إليه وقيل نَزَلْتُ به وصِرْتُ له ضيفاً وضِفْته وتَضَيَّفْتُه طلبتُ منه الضِّيافةَ وأضَفْتُه وضَيَّفْتُه أَنْزَلْتُه وقَرَّبْتُه وفي التنزيل {فأبوا أن يضيفوهما} الكهف 77 وأنشد ثعلب لأَسماء بن خارِجةَ الفزارِيِّ يصف الذئبَ
(ورَأَيْتُ حَقّا أن أُضَيِّفَهُ ... إذْ رامَ سِلْمِى واتَّقَى حَرْبِي)
استعار له التَّضْيِيفَ وإنما يُريدُ أنه أَمَّنَه وسالَمه والضَّيْفُ المُضَيَّفُ يكون للواحدِ والجمع كعَدْلٍ وخَصْمٍ وقد تقدَّم تعليلُه وفي التنزيل {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} الذاريات 24 وفيه {هؤلاء ضيفي فلا تفضحون} الحجر 24 على أن ضَيْفاً قد يجوزُ أن يكونَ هاهنا جمعَ ضائفٍ الذي هو النازلُ فيكون من باب زَوْرٍ وصَوْمٍ فافْهَمْ وقد يُكسَّر فيقال أَضْيافٌ وضُيوفٌ وضِيفَان قال
(إذا نَزَلَ الأَضْيَافُ كان عَذَوَّراً ... على الحَيِّ حق تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُه)
الأضيافُ هنا بلَفْظِ القِلَّة ومعناها أيضاً وليس كقَوْلِه
(وأَسْيَافُنا مِنْ نجْدَةٍ تَقْطُر الدَّمَا ... )

(8/229)


في أنَّ المرادَ معنى الكَثْرَةِ وذلك أَمْدَحُ لأنه إذا قُرِئ الأضيافَ وهم قليلٌ بمراجِلِ الحيِّ فما ظَنُّك لو نَزَل به الضيِّفَانُ الكَثيرةُ والأُنْثَى ضَيْفَةً قال البَعِيثُ
(لَقىً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهي ضَيْفَةٌ ... فجاءَتْ بِيَتْنٍ للضيِّافِة أَرْشَما)
وحَرَّفه أبو عبيدة فَعَزَاهُ إلى جَرِيرٍ واسْتَضَفْتُه طَلَبْتُ إليه الضيِّافةَ قال أبو خِراشٍ
(يَطِيرُ إذا الشَّعْراءُ صَابَتْ بجَنْبِه ... كما طار قِدْح المُستَضِيفِ المُوَشَّمْ)
وكان الرَّجُلُ إذا أراد أن يَسْتَضِيف دارَ بِقِدْحٍ مُوَشَّم ليُعْلِمَ أنه مُسْتَضِيفٌ والضَّيْفَن الذي يَتْبعُ الضيّفَ مُشْتَقٌ منه عند سيبَوَيْه وجعَلَه أبو زَيْدٍ من ض ف ن وقد تقدَّم وضاف إليه مَالَ ودَنَا وكذلك أَضَافَ قال ساعدةُ بن جُؤيَّةَ يَصِفُ سحاباً
(حتى أَضافَ إلى وادٍ ضفَادِعُه ... غَرْقَى رُدافَى تراها تشتكِي النَّشَجا)
وضَافَنِي الهَمُّ كذلك والمُضَافُ المُلْصَقُ بالقَوْمِ المُمَالُ إليهم وليس منهم وكُلُّ ما أُمِيلَ إلى شيءٍ وأُسْنِدَ إليه فقد أضِيفَ قال امْرؤُ القَيْسِ
(فلما دخَلْنَاه أَضَفْنا ظُهورَنا ... إلى كُلِّ حَارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ)
والنحويُّونَ يُسَمُّونَ الباءَ حرفَ الإضافةِ وذلك أنك إذا قُلْتَ مررتُ بِزَيْدٍ فقد أَضَفْتَ مُرُورَكَ إلى زَيْدٍ بالباء وضَافَتِ الشمسُ تَضِيفُ ضَيْفاً وضَيَّفَت وتَضَيَّفَتْ دَنَتْ للغُرُوبِ وقَرُبِتْ وفي الحديث نَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الصّلاةِ إذا تَضَيَّفَتِ الشَّمسُ وضَافَ السَّهمُ عَدَلَ

(8/230)


عن الهَدَفِ أو الرَّمِيَّةِ وقال أبو ذُؤَيبٍ
(جوارِسُهَا تَأْوِي الشُّعوبَ دَوَائباً ... وتَنْصَتُّ أَلْهاباً مَضِيفاً كِرابُها)
أراد ضائِفاً كِرابُها أي عادِلةً مُعْوَجَّةً فوضع اسمَ المفعولِ موضعَ المصدرِ والمُضافُ الواقعُ بين الخَيْلِ والأَبْطال وليست به قُوَّةٌ وأما قولُ الهُذَلِيِّ
(أنتَ تُجيبُ دَعْوةَ المَضُوفِ ... )
فإنما يُستعملُ المفعولُ على حَذْفِ الزائد كما فُعِلَ ذلك في اسْمِ الفاعلِ نحو قوله
(يَخْرُجْنَ من أَجْوَازِ لَيْلٍ غاضِي ... )
وبُنِيَ المضُوفُ عَلَى لُغِة من قال في بِيعَ بُوعَ والمُضَافُ المُلْجَأ قال البُرَيْق الهُذَلِيُّ
(ويَحْمِي المُضَافَ إذا ما دَعَا ... إذا فَرَّ ذواللِّمَةِ الفَيْلَمُ)
هكذا رواهُ أبو عُبَيْد بالإِطلاقِ مَرْفوعاً ورواه غيرُه بالإِطلاقِ أيضاً مجروراً على الصِّفَةِ لِلِّمَّةِ وعندي أن الرِّوايةَ الصحيحةَ إنما هي الإسكانُ على أنه من الضَّرْبِ الرابعِ من المُتَقَارِب لأنك إن أطْلَقْتَها فهي مُقْوَاةٌ كانت مرفوعةً أو مجرورةً ألا تَرَى أن فيها
(بَعَثْتُ إذا طَلَعَ المِرْزَمُ ... )
وفيها
(والعَبْدَ ذا الخُلُقِ الأفقمِ ... )
وفيها

(8/231)


(وأَقْضِي بصاحِبِها مَغْرَمِي ... )
فإذا سَكَّنْتَ ذلك كُلَّه فقُلْتَ المِرزمْ الأفقمْ مغرَمْ سَلِمَتِ القِطْعةُ من الإِقْواءِ فكان الضَّرْبُ فَلْ فلم يَخْرُجْ من حُكْمِ المتقاربِ واستَضَافَ من فلانٍ إلى فلانٍ لَجأَ إليه عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشد
(ومارَسَنِي الشَّيْبُ عن لِمَّتِي ... فأصْبَحْتُ عَنْ حَقِّه مُسْتَضِيفا)
وأضَافَ من الأَمْرِ أشْفَق والمَضُوفَةُ الأَمْرُ يُشْفَق منه قال أبو جُنْدبٍ الهُذَلِيُّ
(وكنتُ إذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَرِي)
وقيل ضافَ الرَّجُلُ وأَضَافَ خافَ وفلانٌ في ضِيف فلانٍ أي في ناحِيَتِه والضِّيفُ جَانِبَا الجَبَلِ والوادِي والنَّهْرِ واسْتعارَ بعضُ الأَغْفَالِ الضيَّفَ للذَّكَرِ فقال
(حتى إذا ورَّكْتُ من أُبَيْر ... سَوَادَ ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ)
وتَضَايفَ الوادِي تضايَقَ قال
(يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتكِي الأظَلا ... إذا تَضَايَفْن عليه انْسَلا)
يعني إذا صِرْنَ قريباً منه إلى جَنْبِه وناقَةٌ تُضِيفُ إلى صَوتِ الفَحْلِ أي إذا سَمِعَتْه أرادت أن تَأْتِيَهُ قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ
(من المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا ... تُضِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ)

(8/232)


الغَيلَمُ الجاريةُ الحسناءُ تَسْتأْنِسُ إلى صَوْتِه ورواية أبي عُبَيْدٍ
(تُنِيفُ إلى صَوْتِه الغَيْلَم ... )

مقلوبه ف ض ي
الفَضْيَةُ الماء المُسْتَنْقِعُ والجمع فِضاء مَمْدودٌ عن كراع فأما قولُ عَدِيَّ بن الرِّقَاعِ
(فأوْرَدَهَا لما انْجَلَى اللَّيْلُ أوْ دَنا ... فَضِيً كُنَّ لِلْجُونِ الحَوائمِ مَشْرَبَا)
فإنه يُرْوَى فَضيً وفِضيً فمن رواهُ فَضيً جعلَه من بابِ حَلْقِةٍ وحَلَقٍ ونَشْفَةٍ ونَشَفٍ ومن رواه فِضيً جعلَه كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ وأَفْضَى المرأةَ فهي مُفْضَاةٌ جعل مَسْلكْيها مَسْلَكاً واحداً كأَفَاضَها
مقلوبه ف ي ض
فاضَ الماءُ والدَّمْعُ ونحوهما فَيْضاً وفُيُوضَةً وفُيُوضاً وفَيَضانا جَرَى وقيل تَدفَّقَ وأَفَاضَه هو وفَاضَ صَدْرُه بِسِرِّه لم يُطِقْ كَتْمَه وكذلك النَّهْرُ بمائِه والإِناءُ بما فيه ومَاءٌ فَيْضٌ كثيرٌ والفَيْضُ النَّهْرُ والجمعُ أَفْيَاضٌ وفُيُوض وجَمْعُهم له يَدُلُّ على أنه لم يُسَمَّ بالمَصْدَرِ وفَيْضُ البَصْرَة نَهْرُها غَلب ذلك عليه لِعَظمِه وأرضٌ ذاتُ فُيُوض فيها ماء هذه عن اللِّحيانيِّ وفَرسٌ فَيْضٌ جَوَادٌ كثيرُ العَدْوِ ورَجُلٌ فَيْضٌ وفَيّاض كَثِرُ المَعْروفِ وأفاض إناءَه إِفَاضةً عن اللَّحيانيِّ وعندي أنه إذا مَلأهُ حتى فَاض وأعْطَاه غَيْضاً من فَيْضِ أي قليلاً من كَثيرٍ وأَفَاضَ بالشيء دَفَع به ورَمَى قال أبو صَخْر الهُذَلِيُّ يصف كَتِيبةً
(تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ مِنْها بالسِّخَالِ)
وفاض يَفيضُ فَيْضاً وفُيُوضاً ماتَ وفَاضَتْ نَفْسُه تَفِيضُ فَيْضاً خَرَجَتْ لغة تَمِيمٍ

(8/233)


وذهَبْنا في فَيْضٍ فُلانٍ أي في جِنَازِتَه وفاض الحديثُ واستَفَاضَ ذاعَ وانْتشرَ وحَدِيثٌ مُسْتفيضٌ ذائعٌ مُنْتَشْرٌ ومُسْتَفَاض قد اسْتَفَاضُوه أي أَخَذُوا فيه وأَبَاها أكْثَرُهُم حتى يُقال مُسْتَفَاضٌ فيه ودِرْعٌ فَيُوضٌ ومُفَاضَةٌ وفَاضَةٌ واسِعةٌ الأخيرةُ عن ابن جِنِّي ورَجُلٌ مُفَاضٌ واسعُ البَطْنِ والأنثى مُفَاضةٌ وقيل المُفَاضَةُ من النِّساءِ العظيمةُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيةُ اللَّحْمِ وقد أُفِيضَتْ وقيل هي المُفْضَاة أي المَجْمُوعة المَسْلكَيْن كأنه مَقْلوبٌ عنه وأفَاضَ المرأةَ عند الافْتِضاضِ جَعَلَ مَسَلَكَيْها واحداً وأفَاضَ البعيرُ بجِرّتِه رَمَى بها مُتَفَرِّقةً كثيرةً وقيل هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه وقال اللحيانيُّ هو إذا دَفَعَها من جَوْفِه وأفاض القومُ في الحديث انْتَشَرُوا وقال اللحيانيُّ هو إذا انْدَفَعُوا فيه وخاضُوا وفي التنزيل {إذ تفيضون فيه} يونس 61 و {لمسكم فيما أفضتم فيه} النور 14 وأفاض الناسُ من عَرفاتٍ انْدَفَعُوا بكثرةٍ إلى مِنىً بالتَّلْبِيَة وفي التنزيل {فإذا أفضتم من عرفات} عرفات 198 وأفاضَ بالقِدَاحِ ضَرَبَ بها وفيَّاض اسمُ فَرَسٍ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ
(وعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ ... نَجْلَ فَيّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ)

الضاد والباء والياء ض ب ي
ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ ضَبْياً لَفَحَتْهُ ولَوَّحَتْه وبعض أهلِ اليمنِ يُسَمُّونَ خُبْزَةَ المَلَّةِ مَضْبَاةً من هذا ولا أدْرِي كيف ذلك إلا أَنْ تُسَمَّى باسْمِ المَوْضِعِ وأَضْبَى الرَّجُلُ على ما في يَدَيْه أَمْسَكَ لغةٌ في أَضْبأَ عن اللِّحيانِيِّ وأضْبَى بهم السَّفَرُ أخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه من رِبْحٍ ومَنْفعةٍ عن الهَجَريِّ وأنشد
(لا يَشْكُرونَ إذا كُنَّا بِمَيْسَرَةٍ ... ولا يَكُفُّونَ إنْ أَضْبَى بِنَا السَّفَرُ)

مقلوبه ض ي ب
الضَّيْبُ شيءٌ من دَوَابِّ البَرِّ على خِلْقَةِ الكَلْبِ

(8/234)


مقلوبه ب ي ض
البَياضُ ضد السَّوادِ يكونُ ذلك في الحيوانِ والنباتِ وغير ذلك مما يَقْبَلُه حكاه ابنُ الأعرابيِّ في الماءِ وقد أَبَاضَ وابْيَضَّ فأما قوله
(إنَّ شَكْلِي وإنَّ شَكْلَكِ شَتَّى ... فالْزَمِي الخُصَّ واخْفِضِي تَبْيَضِضِّي)
فإنه أراد تَبْيَضِّي فزادَ ضاداً أخرى ضرورةً لإقامةِ الوَزْنِ فأما ما حكاه سيبَوَيْه من أن بعضَهم قال أعْطِنِي أَبْيَضَّهْ يريد أبيض وأَلْحَقَ الهاءَ كما ألْحَقَتها في هُنَّهْ وهو يُرِيدُ هُنَّ فإنَّه ثَقَّلَ الضادَ فَلَوْلا أنَّه زادَ ضاداً على الضادِ التي هي حَرْف الإِعْرابِ لما أَلْحَقَها الإِعرابَ لأنَّ هذه الهاء لا تَلْحَقُ حرفَ الإِعْرابِ فَحَرْفُ الإِعرابِ إذاً الضادُ الأُولَى والثانيةُ هي الزائدةُ وليست بحَرْفِ الإِعرابِ الموجودِ في أَبْيَض فلذلك لَحِقَتْه هاء بَيانِ الحَرَكةِ قال أبو عليٍّ وكان يَنْبَغِي ألا تُفْتَحَ ولا تُحَرَّكَ فحَرَكتُها لذلك ضَعيفةٌ في القياسِ وأَبَاض الكلأُ ابْيَضَّ ويَبِسَ وبايَضَنِي فَبِضْتُه كنتُ أشدَّ منه بَياضاً وأَبْيَضَتِ المرأةُ وأَبَاضَت ولَدتِ البِيضَ وكذلك الرَّجُلُ وفي عَيْنِه بياضةٌ أي بَيَاضٌ وبَيَّضَ الشيءَ جَعَلَه أَبْيَضَ والبَيَّاضُ الذي يُبَيِّضُ الثِّيابَ على النَّسَبِ لا على الفِعْلِ لأن حُكْم ذلك إنما هو مُبْيِّضٌ والأَبْيَضُ عِرْق السُّرَّة وقيل عِرْقٌ في الصُّلبِ وقيل عِرْقٌ في الحالبِ صفةٌ غَالبَةٌ وكُلُّ ذلك لمكانِ البَيَاض والأبيضانِ عِرْقانِ في القَلْبِ لبَيَاضِهِما قال ذو الرُّمّةِ
(وأبْيَضَ قد كلَّفْتُه بعد شُقَّةٍ ... تَعَقَّدَ منها أبيضاهُ وجالِبُه)
والأبيضان الشَّحمُ والشَبَابِ وقيل الخُبْزُ والماءُ وقيل الماءُ واللَّبَن قال

(8/235)


(ولكِنَّما يَمْضِي إلى الحَقَّ كاملاً ... ومَا لِيَ إلا الأبيضَيْنِ شَرَابُ)
وما رأيتُه مُذْ أَبْيضَانِ يَعْنِي يَوْمَيْنِ أو شَهْرَين وذلك لبياضِ الأَيّامِ وبَيَاضُ الكَبِدِ والقَلْبِ والظُّفْرِ ما أحاط به وقيلَ بياضُ القَلْبِ من الفَرَسِ ما أطافَ بالعِرْقِ من أعْلَى القَلْبِ وبياضُ البَطْنِ بَنَاتُ اللَّبَنِ وشَحْمِ الكُلَى ونحو ذلك سَمَّوْها بالعَرَضِ كأنهم أرادوا ذات البَيَاضِ والمُبْيَّضَةُ أصحابُ البَياضِ كقولكَ المُسَوِّدَةُ والْمُحَمِّرَةُ لأصحابِ السَّواد والحُمْرَة وكَتيبةٌ بَيْضَاءُ عليها بَيَاضُ الحَدِيد والبَيْضَاءُ الشمسُ لبَيَاضِها والبِيضُ ليلةُ ثلاثَ عَشْرَةَ وأرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرة وكلَّمْتُه فما رَدَّ عليَّ سَوْدَاءَ ولا بَيْضَاءَ أي كلِمَةٌ قَبِيحةً ولا حَسَنَةً على المَثَلِ وكلامٌ أبْيضُ مَشْروحٌ على المَثَلِ أيضا واليَدُ البَيْضَاءُ الحُجَّةُ المُبَرْهَنَةُ وهي أيضا اليَدُ التي لا تَمُنُّ والتي عن غير سؤالِ وذلك لَشَرَفِها في أنواعِ الحِجَاج والعَطاء وأرضٌ بَيْضَاءُ مَلْسَاءُ لا نَبَاتَ فيها كأنَّ النبات كان يُسَوِّدُها وقيل هي التي لم تُوطَأْ وكذلك البِيضَةُ وبَيَاضُ الأرضِ ما لا عِمَارَةَ فيه وبَيَاضُ الجِلْدِ ما لا شَعْرَ عليه والبَيْضَةُ معروفةٌ والجمع بَيْضٌ وفي التنزيل {كأنهن بيض مكنون} الصافات 49 ويُجْمَعُ البَيْضُ على بُيُوضٍ قال
(على قَفْرَةٍ طارت فِرَاخاً بُيُوضُها ... )
طارت أي صارت أو كانت فأما قولُه
(أَبُو بَيَضَاتِ رَائِحٌ مُتَأَوِّب ... رَفيقٌ بمَسحِ المَنْكِبَيْن سَبُوحُ)
فَشَاذٌّ لا يُعْقَدُ عليه باب لأن مثل هذا لا يُحَرَّكُ ثانِيه وباضَ الطائرُ والنَّعامةُ بَيْضاً أَلْقَتْ بَيْضَها

(8/236)


ودَجَاجَةٌ بَيَّاضَةٌ وبَيُوض كثيرةُ البَيْض والجمع بُيُضٌ فيمن قال رُسُل وبِيضٌ فيمن قال رُسُلٌ كَسَرُوا الباءَ لتَسْلَمَ الياءُ ولا تَنْقَلِبُ وقد قالوا بُوضٌ ورُجُلٌ بَيَّاضٌ يَبِيعُ البَيْض دِيكٌ بائِضٌ كما يقال وَالِدٌ وكذلك الغُرابُ قال
(بِحَيْثَ يَعْتَشُّ الغُرابُ البائِضُ ... )
وهو عندي على النَّسَبِ والبَيْضَةُ من السِّلاحِ سُمِّيتْ بذلك لأنها على شَكْلِ بَيْضَةِ النَّعامِ والبَيْضَةُ عِنَبٌ بالطائفِ أبْيَضُ عظيمُ الحَبِّ وبَيْضَةُ الخِدْرِ الجارِيَةُ وبَيْضَةُ العُقْرِ مَثَلٌ يُضْرَبُ وذلك أن تُغْضَبَ الجاريَة فَتُجَرَّبُ بِبَيْضَةٍ وبَيضَةُ البَلَد تَريِكَةُ النَّعامةِ وبَيْضَةُ البَلَدِ السَّيِّدُ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ لامرأةٍ من بَنِي عامرِ بن لُؤْيٍّ كان عَلِيٌّ قد قَتل أباها فَرَثْتْه
(لكنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لا يُعَابُ بهِ ... وكانَ يُدْعَى قَدِيماً بَيْضَةَ البَلَدِ)
بيضة البَلَدِ عليُّ بن أبي طالبٍ أي أنه فَرْدٌ ليس مِثْلُه في الشَّرف كالبَيَضَةِ التي هي تَرِيكةٌ وَحْدَها ليس معها غيرُها وقد يُذَمُّ ببيْضَةِ البلد وأنشد ثعلبٌ
(تَأْبَى قُضَاعَةُ لم تَعْرِف لَكُمْ سبباً ... ولا الحريش فأنْتُم بَيْضةُ البَلَدِ)
قال وسألتُ ابنَ الأعرابيِّ عن ذلك فقال إذا مُدِح بها فهي التي فيها الفَرْخُ لأنَّ الظَّلِيمَ حينئذٍ يَصُونُها وإذا ذُمَّ بها فهي التي قد خَرَجَ الفَرْخُ منها ورَمَى بها الظَّلِيمُ فداسَها الناسُ والإِبِلُ وأنشد كُراع للمُتَلَمِّسُ
(لكنَّهُ حَوْضُ مَنْ أَوْدَى بإِخْوَتِه ... رَيْبُ المَنُونِ فأَمْسَى بَيْضَةَ البَلَدِ)

(8/237)


أي أَمْسَى ذَليلاً كهذه البَيْضَة التي فارقَها الفرخُ فرَمَى بها الظَّلِيمُ فَدِيسْتْ فلا أَذَلَّ منها وبَيْضَةُ السَّنَامِ شَحْمَتُه وبَيْضة الجَنِينِ أصْلُه وكلاهما على المَثَلِ وبَيْضَةُ القَوْم وَسَطُهم وبَيْضَةُ الدار وَسَطُها وبَيْضَةُ الإِسلامِ جماعَتُهم وبَيْضَة القَوْمِ أصْلُهُم وبَاضُوهم وابتَاضُوهم اسْتأصَلُوهُم وبَيْضَةُ الصَّيْف مُعْظَمَهُ وبَيْضَةُ الحَرِّ شِدَّتُه وبَاضَتِ البُهْمَى سَقَطَ نِصَالُها وبَاضَتِ الأرضُ اصْفَّرتْ خُضرَتُها أو نَفَضَت التَّمرةَ واَيْبَسَت وقيل بَاضَتْ أخْرجت ما فيها من النباتِ وقد بَاضَ اشْتَدَّ وبَيَّضْتُ الإناءَ مَلأتُه وابنُ بَيْضٍ رَجُلٌ وقيل ابنُ بِيض والبُيْيضَةُ اسم ماءٍ والبِيضَتَان والبَيْضَتانِ بالكَسْرِ والفَتْحِ موضعٌ على طريق الشامِ من الكُوفَةِ قال الأخطلُ
(فَهُوَ بها سَيِّئٌ ظَنّا ولَيْسَ له ... بالبَيْضَتَيْنِ ولا بالعَيْش مُدّخَرُ)
ويروي بالبِيضَتَيْن وذُو بِيضَانَ موضعٌ قال مزاحمٌ
(كما صَاحَ في أفْنَانِ ضَالٍ عَشِيَّةً ... بأسْفَلِ ذي بِيضانَ جُونُ الأَخَاطِبِ)

الضاد والميم والياء ض ي م
ضَامَه حَقَّه ضَيْماً نَقَصَه إيّاهُ وقد جُمِعَ المَصْدَرُ من هذا فقيلَ فيه ضُيُومٌ قال المُثَقِّبُ العَبْديُّ
(ونَحْمِي عن الثَّغْرِ المَخُوفِ ونَتَّقِي ... بِغَارَتِنا كَيْدَ العِدَى وَضُيُومَها)
وفي الحديث وقد قيِلَ له صلى الله عليه وسلم أَنَرى رَبَّنا يا رسولَ الله فقال أَتُضَامُون في رُؤْيَة الشَّمْسِ في غيرَ سَحابٍ قالوا لا قال فإنَّكُم لا تُضَامونَ في رُؤْيَتِه ورُوِيَ تُضَارُونَ

(8/238)


وتُضَارُّون وقد تقدَّم والضِّيمُ ناحيةُ الجَبَلِ والأَكَمَةِ والضِّيمُ وادٍ في السَّرَاة قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة
(فما ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَسْقِي ذُنُوبَها ... دُفاقٌ فَعُرْوانُ الكَراثِ فَضِيمُها)

مقلوبه م ض ي
مَضَى الشيُ مُضِياً ومُضُوّا خَلا الأخيرةُ على البَدَلِ ومَضَى في الأَمْرِ مُضَوّا وأَمْرٌ مَمْضُوٌّ عليه نادِرٌ ومَضَى بِسَبِيله ماتَ ومَضَى في الأَمْرِ مَضَاءً نَفَذَ وأَمْضَى الأَمْرَ أَنْفَذَهُ ومَضَى السَّيْفُ مَضَاءً قَطَعَ والمُضَوَاءُ التَّقَدُّم قال بعضُهم أصْلُها مُضَيَاء فأَبْدلُوه إبدالاً شاذّا أرادوا أن يُعَوِّضُوا الواوَ من كَثْرَةِ دُخولِ الياءِ عليها ومَضى وتَمَضَّى تقدَّمَ قال عَمْرُو بن شَأسٍ
(تَمَضَّتْ إِلْيَنَا لم يَرِبْ عَيْنَها القَذَى ... بِكَثرةِ نِيرانٍ وَظْلمَاءَ حَنْدَسِ)
والمَضَاءُ اسمُ رَجُلٍ وهو المَضَاءُ بن أبي نُخَيْلَةَ يقول فيه أَبُوهُ
(يَا رَبِّ من عابَ المَضَاءَ أَبَداً ... فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضَاءِ أَبَدا)

الضاد والزاي والواو ض وز
ضَازَهُ يَضُوزُه ضَوزاً أكَلَه وقيل مَضَغَه وفَمُه مَلآنُ أوْ أَكَلَ على كُرْهٍ وهو شَبعان قال
(فَظَلَّ يَضُوزُ التَّمْرَ والتَّمْرُ ناقِعٌ ... بِوَرْدٍ كَلَوْنِ الأُرْجُوانِ سَبائِبُه)
يعني رَجُلاً أخَذَ الدِّيةَ فجَعَلَ يأكلُ بها التَّمْرَ فكأنَّ ذلك التَّمْر ناقعٌ في دَم المَقتول

(8/239)


وضَازَ البَعِيرُ ضَوْزاً أَكَلَ وبَعِيرٌ ضِيَّزٌ أكُولٌ عن ابن الأعرابيِّ قُلِبتِ الواوُ فيه ياءً للكَسْرة قَبْلَها وأنشد
(يَتْبَعُها كلُّ ضِيَزٍّ شَدْقَمِ ... قَدْ لاَكَ أَطْرافَ النُّيُوبِ النُّجَّمِ)
واختار ثعلبٍّ كُلَّ ضِبِرّ شَدْقَمٍ من الضَّبْرِ وهو العَدْوَ وضَازَنِي يَضُوزُنِي نَقصَنِي عن كُراع وقِسْمةٌ ضِيزَى وضُوزَي وقد تقدَّم ذلك في الياء والمِضْوَازُ المِسْواكُ والضُّوَازَة النُّفاثَةُ منه وقيل هو ما بَقِيَ بين أَسنانِه فَنَفَثَهُ
الضاد والطاء والواو ض وط
الضَّوِيطَةُ السَّمْنُ يُذابُ بالإِهَالَة ويُجْعَلُ في نَحْيٍ صغيرٍ والضَّوِيطَةُ ما اسْتَرْخَى من العَجِينِ والضَّوِيطَةُ الحَمْأةُ والطِّينُ والضَّوِيطَةُ الأحمقُ قال
(أَيَرُدُّنِي ذاكَ الضَّوِيطَةُ عن هَوَى ... نَفِسِي ويَفْعَلُ ما يُرِيدُ)
وهذا البيتُ من نادرِ الكاملِ لأنه جاء مُخَمَّساً
الضاد والدال والواو ض ود
الضَّادُ حرفُ هجاءٍ وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ وهو أحدُ الحروف المُسْتَعْلِيَة يكونُ أصْلاً لا بَدَلاً ولا زائداً مثل هذا والضادُ لِلْعَرَبِ خاصّة ولا يُوجَدُ في كلامِ العَجَمِ إلا في القليل ولما قدمته في القافِ وأَخواتِها والضَّوادِي ما يُتَعَلَّلُ به من الكَلامِ ولا يُحَقَّقُ له فِعْلٌ قال أميةُ بن أبي الصَّلْتِ
(ومَا لِيَ لا أُحَيِّيهِ وعِنْدِي ... قَلائضُ يَطَّلِعْن منَ النِّجادِ)

(إليَّ وإنَّه للناسِ نَهْيٌ ... ولا يُعْتَلُّ بالكَلِمِ الضَّوَارِي)
وهذه الكلمة لم يَحْكِها إلا ابنُ دُرُسْتَوَيْه ولا أَصْلَ لها في اللُّغِة

(8/240)


الضاد والتاء والواو ض وت
ضَوتٌ اسم مَوْضِعٍ
الضاد والراء والواو ض ر
وضَرِيَ به ضَريً وضَرَاوَةً وفي حديث عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه إِيَّاكُم وهذه المجازِرَ فإنَّ لها ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الخَمْرِ وقد ضَرَّأهُ بذلك الأَمْرِ وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبنِ يَعْتُقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه وجَرَّةٌ ضَارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبِيذِ وكَلْبٌ ضَارٍ بالصَّيْد وقد ضَرِيَ ضَريً وضِرَاءً وضَرَاءً الأخيرةُ عن أبي زَيْدٍ والضِّرْوُ الكَلْبُ الضَّارِي والجمع ضِرَاءٌ وأَضْرٍ قال ابنُ أحْمرَ
(حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَهُ ... أَضْرِي ابْنِ قُرّانَ باتَ الوَحْشَ والعَزَبَا)
أراد باتَ وَحْشاً وعَزباً والأُنْثَى ضِرْوَةٌ والضِّرْوُ مِنَ الجُذَامِ اللَّطْخُ منه وفي الحديث أنَّ أبا بكرٍ رضَيَ اللهُ عنه أكَلَ مع رَجُلٍ به ضِرْوٌ من جَذامٍ وهو من الضَّرَاوَةِ كأنَّ الدَّاءَ ضَرِيَ به حكاه الهَرَوِيُّ في الغرِيبَيْن والضِّرُوُ والضَّرْوُ شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتَاكُ به ويُجْعَلُ وَرَقُه في العِطْرِ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ
(تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أَوْ ... هَيْلاَنَ أَوْ نَاضِرٍ من العُتْمِ)
ويروى أو ضَامِرِ من العُتْمِ بَرَاقِشُ وهَيْلاَن موضعانِ وقيل هُما وَادِيان باليَمَنِ كانا للأُمَمِ السالفةِ قال أبو حنيفةَ وأكْثَرُ مَنَابتِ الضِّرْوِ باليَمنِ وقيل الضِّرُوُ البُطْمُ نَفْسُه قال أبو حنيفةَ الضِّرْوُ من شَجرِ الجِبالِ وهو مثل شَجَرِ البَلُّوطِ العَظيم له عَناقِيد كعَناقِيدِ البُطْمِ غير أنه أكْبَرُ حَبّا ويُطْبَخُ وَرَقُه حتى يَنْضَجَ فإذا نَضِج وَرَقُه صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ

(8/241)


الماءُ إلى النار فيُعْقَدُ وصار كالقُبَّيْطَي يُتَدَاوَى به من خُشُونِة الصَّدْرِ ووَجَعِ الحَلْق والضَّرَاءُ أرضٌ مستويةٌ تكونُ فيها السِّباعُ ونُبَذٌ من الشَّجرِ والضَّرَاءُ ما وَاراكَ من الشَّجرِ وغيره وهو أيضاً المَشْيُ فيما يُوارِيك عَمّن تَكِيدُه وتَخِتْلُه يقال فلانٌ لا يُدَبُّ له الضَّرَاءُ قال بِشْرُ بن أبي خازِمٍ
(عَطَفْنَا لَهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلا ... بِشَهْباءَ لا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها)
والعِرْقُ الضَّارِي السائلُ قال الأخطلُ يَصِفُ خَمْراً بُزِلَتْ
(لما أتَوْهَا بِمِصْباحِ ومِبْزَلِهم ... سارَتْ إليهم سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي)
وقول حُمَيْدٍ
(نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بِجَيْبِها ... كَما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المَكَلَّمَا)
أي المَجْروحَ وقد ضَرَا العِرْقُ والضَّرِيُّ كالضَّارِي قال العجاجُ
(مِمَّا ضَرَي العِرْقُ به الضَّرِيُّ ... )
وضَرِيَّةُ مَوْضِعٌ قال نُصَيْبٌ
(أَلاَ يا عُقَابَ الوَكْرِ وَكْرِ ضَرِيَّةٍ ... سُقِيت الغَوادِي من عُقَابٍ ومِنْ وَكْرِ)

مقلوبه ض ور
ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه ضَوْراً كيَضِيرُهُ والتَّضَوُّرُ التَّلوِّي من وَجَعِ الضَّرْبِ وتَضَوَّرَ الذِّئبُ والكَلْبُ والأسدُ والثَّعْلبُ صاح عند الجُوِعِ والضُّورَةُ من الرِّجال الصَّغيرُ الحَقيِرُ الشَّأنِ وقيل هو الذَّلِيلُ الفَقيِرُ الذي لا يَدْفَعُ عن نَفْسِه وبَنُو ضَوْرٍ حَيٌّ من هَزَّان بن يَقْدُم قال الشاعرُ

(8/242)


(ضَوْرِيَّة أُولِعَتْ باشْتِهارِها ... )

(نَاصِلَةُ الحَقْوَيْنِ من إزارِها ... )

(يُطْرِقُ كَلْبُ الحَيِّ من حِذارِها ... )

(أَعْطَيْتُ فيها طائِعاً أو كارِها ... )

(حَدِيقةً جلبَاءَ في جِدَارها ... )

(وفَرساً أُنْثَى وعَبْداً فَارِها ... )

مقلوبه ر ض
والرِّضَا ضِدُّ السَّخَطِ وتَثْنِيتُه رِضَوَان ورِضَيَان الأُولَى على الأصْلِ والأخرى على المُعاقَبة وكأنَّ هذا إنما ثُنِّيَ على إرادة الجِنْسِ رَضِي رِضاً ورُضاً ورِضْوانا ورُضواناً الأخيرة عن سيبَوَيْه ونَظَّرَهُ بِشُكْرانٍ ورُجْحَان ومَرْضاةً فهو راضٍ من قَوْمِ رُضَاةٍ ورَضِيٌّ من قَوْمٍ أَرْضِيَاءَ ورُضَاةٍ الأخيرة عن اللِّحيانِيِّ وهي نادِرةٌ أَعْنِي تكْسِير رَضِيِّ على رُضَاةٍ وعندي أنه جَمْعُ رَاضٍ لا غَيْر ورَضٍ من قَوْمٍ رَضِينَ عن اللِّحيانيِّ وقال سيبَوَيْه وقالوا رَضْيُوا كما قالوا غَزْيَا اسْكَنَ العَيْنَ ولو كَسَرَها لحَذَفَ لأنه لا يَلُتَقِي ساكنان حيث كانت لا تَدْخُلُها الضَّمَّةُ وقبلها كَسْرة وراعَوا كَسْرةَ الضَّادِ في الأصْلِ ولذلك أَقَرُّوها ياءً وهي مع ذلك كله نادرة ورَضِيتُ عنك وعليك قال القُحَيْفُ العُقَيْلِيُّ
(إذا رَضِيَتْ عَلَى بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللهِ أعْجَبَنِي رِضَاها)
عَدَّاهُ بِعَلَى لأنها إذا رَضِيَتْ عنه أحَبَّتْهُ وأَقْبلتْ عليه فلذلك اسْتَعْمَلَ عَلَى بمَعْنَى عَنْ قال ابنُ جِنِّي وكان أبُو عَلِيٍّ يَسْتَحْسِنُ قول الكسائيِّ في هذا لأنه قال لَمَّا كان رَضِيتُ ضِدَّ سَخِطْتُ عَدَّى رَضِيتُ بِعَلَى حَمْلاً للشيءِ على نَقِيضِه كما يُحْمَلُ على نَظِيرِه وقد سلك سِيبَوَيْه هذه الطَّرِيقَ في المَصَادرِ كثيراً فقال وقالوا كذا كما قالوا كَذا واحدُهما ضِدُّ الآخَر وقوله تعالى {رضي الله عنهم ورضوا عنه} المائدة 119، التوبة 10، المجادلة 22، البينة 8، تَأْوِيلُه أنَّ الله رَضِيَ عنهم أَفعَالَهُم ورَضُوا عنه ما جازاهم به

(8/243)


وأَرْضَاه أَعْطَاه ما يَرْضَى به وتَرَضَّاهُ طلب رِضَاه قال
(إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقِ ... ولا تَرَضَّاهَا ولا تَملَّقِ)
أَثْبَتَ الأَلِفَ من ترضاها في مَوْضِعِ الجَزْمِ تَشْبِيها بالياء في قولِه
(أَلَمْ يَأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ)
وإنما فَعَلَ ذلك لِئلاَ يَقُولَ تَرَضَّها فَيَلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ فافْهمْ على أن بعضَهم قد رَواهُ على الوَجْهِ الأعْرَفِ ولا تَرَضَّها ولا تَمَلَّقِ على احْتِمالِ الخَبْنِ ورَضِيَهُ لذلك الأَمْرِ فهو مَرْضُوٌّ ومَرْضِيٌّ وارْتَضَاهُ رآهُ له أَهْلاً ورَجُلٌ رِضىً مِنْ قَوْمِ رِضىً قُنْعَانٌ مَرْضِيٌّ وَصَفُوا بالمَصْدَرِ قال زُهَيْرٌ
(هُمُ بَيْنَنَا فَهُمْ رِضاً وهُمُ عَدْلُ ... )
وَصَفَ بالمَصْدَر الذي هو في مَعْنَى مَفْعُول كما وُصِفَ بالمَصْدَرِ الذي في مَعْنَى فَاعِلٍ في عَدْلٍ وخَصْمٍ وقد تقدَّم تَعْلِيلُه وأرضانِي مَرْضَاةً فَرَضَوْتُه كُنْت أَشَدَّ رِضاً منه ولا يُمَدُّ الرِّضا إلا على ذلك قال سيبَوَيْه وقالوا عِيشَةٌ راضِية على النَّسَبِ أي ذَاتُ رِضاً ورَضْوَى اسْمُ جَبَلٍ وبه سُمِّيَتِ المرأةُ ولا أَحْمِلُه على بابِ تَقْوَى لأنه ليس في الكَلامِ ر ض ي فيكونُ هذا محمولاً عليه ورَضْوَي فَرَسُ سَعْدِ بن شُجاعٍ
مقلوبه وض ر
الوَضَرُ وَسَخُ الدَّسَمِ واللَّبنِ وغُسَالَةُ السِّقاءِ والقَصْعةٍ ونحْوِها وقد وَضَرَ فهو وَضِرٌ وامرأَةٌ وَضِرَةٌ وَوَضْرَى قال
(إذا مَلا بَطْنَهُ ألْبَانُها حَلَبَا ... بَاتَتْ تُغَنِّيِه وضرى ذاتُ أَجْراسِ)

(8/244)


أراد مَلأَ فأبْدَلَ للضَّرُورةِ
مقلوبه ر وض
الرَّوضةُ الأرضُ ذاتُ الخُضْرةِ والرَّوْضَةُ البُستانُ الحَسَنُ عن ثَعْلَب والرَّوْضَةُ المَوْضِعُ يَجْتَمِعُ إليه الماء يَكْثُرُ نَبْتُه ولا يُقالُ في مَوْضعِ الشَّجرِ رَوْضَةٌ وقيل الرَّوْضَةُ عُشْبٌ وماءٌ ولا تكون رَوْضَةً إلا بماء معها أو إلى جَنْبِها وقال أبو زَيْدٍ الكِلاَبِيُّ الرَّوْضَةُ القَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ وهي تكونُ كَسَعَةِ بَغْداد والرَّوْضَةُ أيضا من البَقْلِ والعُشْبِ وقيل الرَّوْضَةُ قاعٌ فيه جَرَاثيمُ ورَوَابٍ سَهْلَةٌ صِغارٌ في سَرارِ الأَرضِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماء وأَصْغَرُ الرِّيَاضِ مائةُ ذِرَاعٍ وقولُه صلى الله عليه وسلم بين قَبْرِي أو بين بَيْتِي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ من رِيَاض الجَنَّةَ الشَّك من ثعلب فَسَّرَهُ هو فقال معناه أنه من أَقامَ بهذا الموضع فكأنَّه أقامَ في رَوْضَةٍ من رِيَاض الجَنَّة يُرَغِّبُ في ذلك والجمعُ من ذلك كله رَوْضَاتٌ ورِيَاض ورَوْضٌ ورِيضَانٌ هذا قولُ أهل اللُّغَةِ وعندي أنَّ رِيضَاناً ليس بَجَمْعِ رَوْضة إنما هو جمع رَوْضٍ الذي هو جمع رَوْضَة لأنَّ لَفْظَ رَوْضٍ وإنِ كان جَمْعاً قد طابقَ وَزْن ثَوْرٍ وهم مما قد يجمعُون الجَمْعَ إذا طابقَ وَزْنُ الواحدِ جمعَ الواحدِ وقد يكون جمع رَوْضَةٍ على طَرْحِ الزائد الذي هو الهاء وأَرْوَضَتِ الأرضُ وأَرَاضَتْ أُلْبِسَها النباتُ وأَرَاضَها اللهُ جعلَها رِيَاضاً ورَوَّضَها السَّيْلُ جَعَلَها رَوْضَة وأرضٌ مُسْتَرْوَضَةٌ تُنْبِتُ نَبْتاً جَيَّداً واسْتَوى بَقْلُها والمُسْتَرْوِضُ من النباتِ الذي تَنَاهَى في عِظَمه وطُوِله ورَوْضَةُ الحَوْضِ قَدْرُ ما يُغَطِّي أَرْضَهُ من الماءِ قال
(وَرَوْضَةٍ سَقًيْتُ منها نِضْوَتي ... )
وأرَاضَ الحَوْضُ غطَّى الماءُ أسْفَلَه واسْتراضَ تَبَطَّحَ فيه الماءُ على وجْهِه واسْتراضَ الوادِي اسْتَنْقَع فيه الماءُ والرَّوْضُ نَحْوٌ من نِصْفِ القِرْبة يقال جَاءَنا بإناءٍ يُرَيِّضُ كذا وكذا رَجُلاً وأَرَاضَهم أرْوَاهُم بعضَ الرّيِّ

(8/245)


والرَّيِّضُ من الدَّوَابُ والإِبِلِ ضِدُّ الذَّلُولِ الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذلك سواء قال الراعي
(فكأنَّ رَيِّضَها إذا استَقْبَلْتَها ... كانت مُعَاوِدَة الرِّكابِ ذَلُولا)
وهو عندي على وَجْهِ التَّفاؤلِ لأنها إنما تُسَمَّى بذلك قبل أن تَمْهَرَ الرِّياضةَ وأراضَ الدَّابَّةَ رَوْضاً ورِياضَةً وطَّأها وذلَّلَها فأما قَوْلُه
(عَلَى حِينَ مَا بِي من رِياضٍ لِصَعْبَةٍ ... وَبَرَّحَ بِي أنْقَاضُهُنَّ الرَّجَائِعُ)
فقد يكون مصدر رُضْتُ كَقُمْتُ قِيَاماً وقد يجوزُ أن يكونَ أراد رياضةً فَحَذَفَ الهاءَ كَقَوْلِ أبي ذُؤَيْبٍ
(ألا لَيْتَ شِعْرِي هل تَنَظَّرَ خَالِدٌ ... عِيادِي على الهِجْران أم هو يَائِسُ)
أراد عِيادَتي فحذَفَ الهاء وقد يكونُ عِيَادِي هنا مصْدَرَ عُدْتُ كقولكَ قُمْتُ قِياماً إلا أنَّ الأَعْرَفَ رِياضَةٌ وعِيَادَةٌ ورَجُلٌ رائِضٌ من قَوْمٍ راضَةٍ ورُوَّضٍ ورُوَّاضٍ واسْتراضَ المكانُ فَسُحَ واتَّسَعَ وافْعَلْهُ ما دامَ النَّفَسُ مُسْتَرِيضاً أي مُتَّسِعاً واسْتَعْمَلَه حُمَيْدٌ الأَرْقطُ في الشِّعْرِ والرَّجزِ فقال
(أرَجَزاً تُرِيدُ أم قَرِيضاً ... كليهما أُجِيدُ مُسْتَرِيضاً)
أي واسعاً ممكنا

(8/246)


مقلوبه ور ض
وَرَّضَت الدّجَاجَةُ رَخَّمَتْ على البيض ثم قامت فباضت بمرَّة وكذلك التَّوْرِيضُ في كل شيء وَوَرَّضَ الصَّومَ نَوَاهُ وفي الحديث لا صيام لمن لم يُوَرِّض من الليل حكاه الهَرَوِيُّ في الغرِيبَيْن
الضاد والنون والواو ض ون
الضَّيْوَنُ السِّنَّوْرُ وقيل هو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُهُ نادِرٌ خَرَجَ على الأصْلِ كما قالوا رَجَاءُ بنُ حَيْوَة وضَيْوَنٌ أَنْدَرُ لأنَّ ذلك جِنْسٌ وهذا عَلَمٌ والعَلَمُ يجوزُ فيه ما لا يجوزُ في غيرِه والضَّانَةُ البُرَة إذا كانت من صُفْر قَضَيْنَا أنَّ ألِفَها واوٌ لأنها عَيْنٌ وقد تقدَّم أن انْقِلابَها عن الواوِ عيناً أكْثَرُ من انْقِلابِها عن الياء
مقلوبه ن ض
ونَضَا ثَوْبَه عنه نَضْواً ألْقاهُ عنه ونَضَاهُ من ثَوْبِه جَرَّدَه قال أبو كثير
(ونُضِيتُ مِمَّا كُنتُ فيه فأَصْبَحَتْ ... نَفْسِي إلى إخْوانِها كالمَقْذَرِ)
ونَضَا السَّيْفَ نَضْواً وانْتَضَاه سَلَّه من غِمْدِه ونَضَا الخضابُ نَضْواً ونُضُواً ذَهَبَ لَوْنُه ونَصَل يكونُ ذلك في اليَدِ والرِّجْلِ والرَّأسِ واللِّحْيَةِ وخصَّ بعضُهم به الرَّأْسَ واللِّحْيَةَ ونُضَاوَةُ الخِضَابِ ما يُوجَدُ منه بعد النُّصُولِ ونُصَاوَةُ الحِنّاء ما يَبسَ منه فأُلْقِي هذه عن اللِّحيانيِّ ونَضَا الفَرَسُ الخيل نُضْواً خَرَجَ منها وسَبَقَ ورَمْلَةٌ تَنْضُو الرِّمالَ تَخْرُجُ من بَيْنِها ونَضَا السَّهْمُ مَضَى ونَضَا الجُرْحُ نُضُوّا سَكَنَ وَرَمُه ونَضَا الماءُ نُضُوّا نَشِفَ والنِّضْوُ البَعِيرُ المهزولُ وقيل هو المَهْزُول من جميعِ الدَّوابِّ وهو أكْثَرُ والجَمْعُ أنضاء وقد يُسْتَعْملُ في الإنْسانِ قال الشاعرُ
(إنَّا من الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ ... أنْضَاءَ شَوْقٍ على أنْضَاءِ أَسْفَارِ)

(8/247)


قال سيبَوَيْه لا يكَسَّرُ نِضْوٌ على غير ذلك فأما قولُه
(تَرْعَى أَنَاضٍ من حَرِير الحَمْضِ ... )
فَعَلَى جَمْعِ الجَمْعِ وحُكْمُه أناضِيُّ فَخَفٌّ فَ وجَعَلَ ما بَقِيَ من النباتِ نِضْواً لِقلَّتِه وأخذِهِ في الذَّهابِ والأُنْثَى نِضْوَةٌ والجمعُ أَنْضَاءٌ كالمُذكّرِ على تَوَهُّم طَرْحِ الزائدِ حكاه سيبَوَيْه والنَّضِيُّ كالنِّضْوِ قال الرَّاجزُ
(وانْشَنَجَ العِلْبَاء فانْفَعَلا ... مِثلَ نَضْيِ السُّقْمِ حِينَ بَلا)
وقد أَنْضَاهُ السَّفَرُ وأَنْضَى الرَّجُلُ إذا كانت إِبلُه أنْضاء ونِضْوُ اللِّجَامِ حَديدَتُهُ بلا سَيْر وهو من ذلك قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة
(إمَّا تَرَيْنِي كَنِضْوِ اللِّجَامْ ... أُعِضَّ الجَوامِحَ حَتَّى نَحَلْ)
أراد أُعِضَّتْهُ الجَوَامِحُ فَقَلَبَ والجمعُ أنْضَاءٌ قال كُثَيِّرٌ
(رأَتْنِي كأَنْضَاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها ... من المَلْءِ أبْزَى عاجِزٌ مُتَبَاطِنُ)
ويُرْوَى كأشْلاء اللِّجامِ وسَهْمٌ نِضْوٌ رُمِيَ به حتى بَلِيَ وقِدْحٌ نِضْوٌ دَقِيقٌ حكاه أبو حنيفةَ والنَّضِيُّ من السِّهامِ والرِّماحِ الخَلَقُ ونَضِيُّ السَّهْمِ قِدْحُه وما جاوَزَ من السَّهْمِ الرِّيشَ إلى النَّصلِ وقيل هو النَّصْلُ وقيل هو القِدْحُ قبل أن يُعْمَلَ وقيل هو الذي ليس له رِيشٌ ولا نَصْلٌ قال أبو حنيفةَ هو نَضِيٌّ ما لم يُنَصَّلْ ويُرَيَّشْ ويُعَقَّبْ قال والنَّضِيُّ أيضاً ما عَرِيَ من عُودِه وهو سَهْم قال الأَعْشَى وذكَر عَيْراً رُمِيَ
(فَمَرَّ نَضِيُّ السَّهْمِ تَحْتَ لَبَانِه ... وجَال عَلَى وَحْشِيَّةٍ لم يُعَتَّمِ)
ونَضُّ الرُّمْحِ ما فَوْقَ المِقْبَضِ من صَدْرِه والجمعُ أَنْضَاء قال أوسُ بن حَجَر

(8/248)


(تُخِيِّرْنَ أَنْضَاءً ورُكِّبْنَ أنصُلا ... كَجَزْلِ الغَضَا في يَوْمِ ريحٍ تَزَيَّلا)
ويُرْوَى كَجَمْرِ الغَضَا والنَّضِيُّ العُنُق على التَّشْبِيه وقيل ما بين العَانِقِ إلى الأُذُنِ وقيل هو أعلى العُنُق مما يَلِي الرَّأْسَ وقيل عَظْمُه قال
(يُشَبَّهُونَ مُلُوكاً في تَجِلَّتِهم ... وطُولِ أنْضِيَةِ الأعناقِ والأمم)
ونضَيُّ الكاهِلِ صدرُه والنَّضِيُّ ذَكَرُ الرَّجُلِ وقد يكونُ للحِصانِ من الخَيْلِ وعَمَّ به بعضُهم جميعَ الخَيْلِ وقد يقال أيضاً للبَعِيرِ وإنَّما أثْبَتْنا النَّضِيَّ في هذا البابِ لوُجُودِنا النَّضْوَ الذي هو السَّهْم البالِي فَحَمَلْنا كلَّ ما بعده عليه لأنه كُلَّه إما مُشَبَّه به وإنما راجعٌ إليه وإلا فقد كان حُكْمُه الياء
مقلوبه وض ن
وَضَنَ الشيءَ وضَناً فهو مَوْضونٌ وَوَضِينٌ ثَنَى بعضَه على بعضٍ وضاعَفَه وسريرٌ مَوْضونٌ مُضَاعَفُ النَّسْجِ وفي التنزيل {على سرر موضونة} الواقعة 15 أي مُنْسوجة بالدُّرِّ والجَوْهَرِ بعضها مُدَاخَلٌ في بعضٍ ودِرعٌ مَوْضُونَةٌ مضاعَفَةُ النَّسْجِ قال الأَعْشَى
(ومن نَسْجِ دَاوُدَ مَوْضُونَةً ... يُساقُ بِهَا الحَيُّ عِيراً فَعِيراً)
والوَضِينُ بِطانٌ عَرِيضٌ مَنْسوجٌ من سُيُورٍ أو شَعْرٍ وقال ابنُ جَبَلَة لا يكون الوَضِينُ إلا من جِلْدٍ وإن لم يَكُنْ من جِلْدٍ فهو غُرْضَةٌ وقيل الوَضِينُ يَصْلُحُ للرَّحْلِ والهَوْدَج والبِطانُ للقَتَبِ خاصّة والمِيضَنَةُ كالجُوَالِقِ تُتَّخَذُ من خُوصٍ والجمع مَوَاضين
مقلوبه ن وض
النَّوْض وُصْلَةُ ما بين العَجُزِ والمتْن ونَاضَ الشيءُ نَوْضاً تَذَبْذَبَ ونَاضَ الشيءَ أَرَاغَهُ ليَنْتَزِعَه كالغُصْنِ والوِتَد

(8/249)


ونَاض نَوْضاً كنَاصَ أي عَدَلَ عن كُراعٍ وَمَا يَنُوض بجاجَةٍ أي ما يَقْدِرُ أن يتَحَرّكَ بشيءٍ والصَّاد لغةٌ والمَنَاضُ المَلْجأُ عنه والصَّاد أَعْلَى وأَنَاضَ حَمْلُ النَّخْلَةِ إناضَةً وإنَاضاً كأقَامَ إِقَامَةً وإِقاماً أدرْكَ قال لَبِيدٌ
(فاخِرَاتٌ ضُرُوعُها في ذُرَاها ... وأَنَاضَ العَيْدَانُ والجَبَّارُ)
وإنما كانت الواوُ أَوْلَى به من الياء لأن ضاد نون واو أشَدُّ انْقلاباً من ضاد نون ياء والأَنْوَاضُ موضِعٌ قال
(تُسْقَى به مَدافِع الأَنْواض ... )
وقيل الأَنْواضُ هنا مَنَافِق الماءِ وبه فُسِّرَ البيتُ ولم يُذْكَرْ للأنْوَاضِ ولا للمنافقِ واحدٌ
الضاد والفاء والواو ض ف
وضَفَا مالُه ضُفُواً كَثُرَ وضَفَا الشَّعْرُ والصُّوفُ ضَفْواً وضُفُواً كَثُر قال أبو ذُؤَيْبٍ
(إذا الهَدَفُ المِغْراء صَوَّبَ رأسَه ... وأعْجَبَهُ ضَفْوٌ من الثَّلَّةِ الخُطْلِ)
وفَرَسٌ ضافي السَّبِيبِ سَابغُه وثَوْبٌ سابغٌ وفلانٌ ضافِي الفَضْل على المَثَل ودِيمَةٌ ضافِيةٌ تُخْصِبُ منها الأَرْضُ وهو في ضَفْوٍ من عيشةٍ أي سَعَةٍ وضَفَا الماءُ يَضْفُو فاضَ أنشد ابنُ الأعرابيِّ
(وماكِدٍ تَمْأَدُهُ من بَحْرِهِ ... يَضْفُو ويُبْدِي تارةً عن قَعْرِه)
تَمْأُدُهُ أي تَأْخُذُه في ذلك الوَقْت

(8/250)


مقلوبه ض وف
ضَافَ عن الشيء ضَوْفاً عَدَل كصافَ صَوْفاً عن كُراع
مقلوبه ف ض
والفَضَاء الواسعُ من الأرضِ فَضَا يَفْضُو فَضَاءً وفُضُوّا وأَفْضَى فلانٌ إلى فلانٍ وَصَلَ وأصْلُه أنه صار في فُرْجَتِه وحيِّزِه قال ثَعْلَبةُ بن عبيدٍ العَدَويُّ يصفُ نَحْلاً
(شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبَارِ لاَ القُرَّ تَتَّقِي ... ولا الذّئبَ تَخْشى وهي بالبَلَدِ المُفْضي)
أي العَراء الذي لا شيءَ فيه وأفضى إليه الأمر كذلك وأَفْضَى إلى المرأة غَشِيَها قال بعضُهم إذا خلاَ بها فقد أَفْضَى غَشِيَ أو لم يَغْش وقولُه تعالى {وقد أفضى بعضكم إلى بعض} النساء 21 عدَّاه بإلى لأنَّ فيه مَعْنَى وصَلَ كقَوْلِه تعالى {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} البقرة 187 ومرأةٌ مُفْضَاةٌ مجموعة المَسْلَكَيْن وأَلْقَى ثَوْبَةَ فَضاً لم يُوِدعْه والفَضَا حبُّ الزَّبِيبِ وتَمْرٌ فَضَا مَنْثُورٌ مُخْتَلِطٌ وقال اللِّحيانيُّ هو المُخْتَلِطُ بالزَّبِيبِ وأنشد
(فَقُلتُ لَها يا خَالَتِي لَكِ نَاقَتِي ... وتَمْرٌ فَضاً في عَيْبَتِي وزَبِيبُ)
ورَواه بعضُ مُتَأَخِّرِي النحويِّين يا عَمَّتِي وأمرُهُم فَضاً بَيْنَهُم أي سواءٌ ومتاعُهُم فَضْوىً فَضاً أي مُخْتِلطٌ وإنما قَضَيْنَا بأنّ أَلِفَ فَضاً من قَوْلِه أَلْقَى ثَوْبَه فَضاً إلى آخِر الباب واو لِسعَة ف ض ووضِيق ف ض ي
مقلوبه ف وض
فَوَّضَ إليه الأَمْرَ صَيَّره وقَوْمٌ فَوْضَى مُخْتَلِطُونَ وقيل هم الذين لا أمِيرَ لهم ولا من يَجْمَعُهُم قال الأَفْوَهُ الأَوْدي

(8/251)


(لا يَصْلُحُ القَوْم فَوْضَي لا سَراةَ لهم ... ولا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهُم سَادُوا)
وأَمْرُهُم فوضا وفَوْضاه مُخْتَلطٌ عن اللِّحيانيِّ وقال معناه سَوَاءٌ بَيْنَهُم كما قال ذلك في فضاً ومَتاعُهُم فَوْضَي بينهم إذا كانوا فيه شُركاء ويقال أيضاً فَوْضَي فَضاً قال
(طَعامُهُم فَوْضَي فَضاً في رِحالِهِم ... ولا يَحْسَبُونَ السُّوءَ إلا تَنَادِيَا)
وشَرِكةُ المُفَاوَضَةِ الشَّرِكةُ العامّةُ في كُلِّ شيءٍ وتَفاوضُوا الحديثَ أخذُوا فيه
مقلوبه وف ض
الوِفَاض وِقايةُ ثِفَالِ الرَّحَى والجمعُ وُفُضٌ والوَفْضَةَ خَرِيطةٌ يَحْمِلٌ فيها الراعِي أداته وزَادَه والوَفْضَةُ جَعْبَةُ السِّهامِ إذا كانت من أَدَمٍ لا خَشَبَ فيها تَشْبِيهاً بذلك والجمعُ وِفَاضٌ وفَضَتِ الإِبلُ أَسْرعتْ وناقة مِيفاضٌ مُسْرِعةٌ وكذلك النعامَة قال
(لأنْعَتَن نَعَامَةً مِيفاضاً ... خَرْجَاء تَغْدو وتَطْلبُ الإِضاضا)
وأَوْفَضَها واسْتَوْفَضَها طَرَدَها وفي حديث وائلِ بن حُجْر
من زَنَى بِبِكْرٍ فاصْعَقُوه كذا واسْتَوْفضُوه عاماً أي اطْرُدُوه عن أرضه حكَى الأخيرةَ الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن واسْتَوْفَضَها اسْتَعْجلَها وجاء على وَفْضٍ ووُفُوض وأَوْفَاضٍ أي على عَجَلٍ والأَوْفَاضُ من الناسِ الأخلاطُ وفي الحديث
أنه أَمَر بِصَدقة أن تُوْضَعَ في

(8/252)


الأوْفَاض فُسِّروا أنهم أَهْلُ الصُّفّةِ وكانوا أخْلاطاً وقيل هم الَّدِينَ مع كُلِّ واحدٍ منهم وَفْضَةٌ وهي مثل الكِنَانَةِ يُلْقِي فيها طَعَامَه والأَوَّلُ أَجْودُ والوَفَضُ وَضَمُ اللَّحْمِ طائِيّة عن كُراع
الضاد والباء والواو ض ب
وضَبَتْهُ النارُ ضَبْواً أحْرَقَتْه
مقلوبه ض وب
الضَّوْبانُ والضُّوبَان الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِيُّ قال
(فَقَرَّبْتُ ضُوبَاناً قد اخْضرَّ نَابُهُ ... فلا ناضِحي وَانٍ ولا الغربُ وَاشِلُ)

الضاد والميم والواو ض وم
ضُمْتُه كَضِمْتُه أي ظَلَمْتُه وقد تقدَّم في الياء
مقلوبه م ض
والمُضَوَاءُ التَّقَدُّم قال القَطَاميّ
(فإذَا خَنَسْنَ مَضَى عَلى مُضَوَائِه ... )
وقد تقدَّم في الياء
مقلوبه وض م
الوَضَمُ كُلُّ شيءٍ وُقِيَتْ به اللَّحْم من الأَرْضِ والجمعُ أَوْضَامٌ وفي المَثَلِ وإن العينَ تُدْني الرِّجالَ من أكْفانِها والإِبِلَ مَن أوْضَامِها وأَوْضَمَ اللَّحْمَ وأَوْضَم له وضَعَه على الوَضَمِ ووضَمَه عَمِلَ له وَضَماً وتَرَكَهُم لَحْماً على وَضَم أوْقَعَ بهم فذلَّلَهم وأوْجَعَهُم والوَضَمُ ما وُضِعَ عليه الطَّعام فأُكِلَ قال رؤبة

(8/253)


(دَقّا كَدَقِّ الوَضَمِ المَرْفُوش ... )
والوضيمة طعام المأتم والوَضِيمَةُ الكَلأَ المُجْتَمِعُ والوَضِيمَةُ القَوْمُ يَنْزِلونَ على القَوْمِ وهم قليلٌ فَيُحْسِنون إليهم ويُكْرمونَهُم ووَضَمَ بَنُو فلانٍ على بَنِي فلانٍ حَلُّوا عليهم ووَضَمَ القَوْمُ وُضُوماً تَجَمّعُوا وتَقَارَبُوا والقومُ وَضْمَةٌ واحدةٌ أي جماعةٌ متقاربةٌ وهم في وَضْمَةٍ من الناسِ أي جَماعة وإنّ في جَفِيرِه لَوَضْمَةً من نَبْلٍ أي جماعة والأَوْضَمُ موضعٌ
مقلوبه وم ض
وَمَضَ البَرْقُ وغيرُه وَمْضاً وَوَمِيضاً وتَوْمَاضاً قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذليُّ ووصفَ سَحاباً
(أُخِيلُ بَرْقاً حَابٍ له زَجَلٌ ... إذا تَفَتّرَ من تَوْمَاضِه خَلَجَا)
وقد يكون الوَمِيضُ للنارِ وأَوْمَضَ كَوَمَضَ وَأَوْمَضَ رأي وَمِيضَ بَرْقٍ أو نارٍ وأنشد ابن الأعرابيِّ
(ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوَيَ الصدى لِعُوائِه رأي ضَوْءَ نَارِي فاسْتَنَاها وَأَوْمَضَا)
اسْتَنَاهَا نظر إلى سَنَاها وأَوْمَضَ لَمَعَ وأَوْمَضَ له بِعَيْنِه أَوْماً وأَوْمَضَتِ المرأة سَارقَتِ النَّظرَ
انقضى الثلاثي المعتل

(8/254)


باب الثلاثي اللفيف الضاد والياء والهمزة ض ي أ
ضَيَّأَتِ المرأةُ كَثُرَ ولَدُها والمعروفُ ضَنَأَتْ وأرى الأَوَّلَ تَصْحِيفاً
مقلوبه أي ض
آضٍ يَئِيضُ أَيْضاً سار وعادَ وآض إلى أهْلِه رَجَعَ إليهم قال ابنُ دُرَيَدْ وفعَلْتُ كذا وكذا أَيْضاً من هذا أي رَجَعتُ إليه وعُدْتُ
الضاد والهمزة والواو ض وأ
الضَّوْء والضُّوءُ مَعروفٌ والجمعُ أضواءٌ وهو الضِّوَاءُ والضِّيَاءُ وقد يكون الضِّياءُ جَمْعاً وَقَد ضَاءَ الشيءُ يَضُوءُ ضَوْءاً وأَضَاءَ وأَضَأْتُه وضَوَّأتُه وضَوَّأْتُ عنه وأَضَأْتُ له واستَضَأْتُ به وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه
لم يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلْمِ ولم يَلْجَئُوا إلى رُكْنٍ وَثِيقٍ وأضَأْتُ بِه البَيْتَ وضوَّأْتُه به وأضَاءَ بِبَوْلِه حَذَفَ به حكاه كُراع في المُنَجَّد
مقلوبه أض
والأَضَاةُ الماءُ المُستَنْقِعُ من سَيْلٍ أو غيره والجمعُ أَضَوَاتٌ وأَضاً وإِضَاءٌ وَإضُونَ فأَضَاةٌ وأضاً كحَصاةٍ وحَصاً وأَضَاةٌ وإضاءٌ كَرَحَبَةٍ ورِحابٍ ورَقَبةٍ ورِقابٍ وزَعَم أبو عُبَيْد أن أضاً جمعُ أَضَاةٍ وإضاء جمعُ أَضاً وهذا غير قَوِيٍّ لأنه إنما يُقْضَى على الشيء أنه جَمْعُ جَمْعٍ إذا لم يُوْجَدْ من ذلك بُدُّ فأمّا إذا وجَدْنا منه بُدّا فَلاَ ونحن نَجِدُ الآن مَنْدُوحَةً من جَمْعِ الجمع فإنّ نَظِير أَضَاةٍ وإضاءٍ ما قدّمناه من رَقَبَةٍ ورِقابٍ ورَحَبَةٍ ورِحابٍ فلا ضَرُورَةَ بنا إلى جَمْعِ الجَمْعِ وهذا غير مَصْنُوع فيه لأبي عُبَيْدٍ إنما ذلك لسيبَوَيْه والأخْفَش وقولُ النابغةِ في صِفَةِ الدُّرُوع

(8/255)


(عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً ... فَهُنَّ إِضَاءٌ صَافِياتُ الغَلائلِ)
أراد مثل إِضاءٍ كما قال تعالى {وأزواجه أمهاتهم} الأحزاب 6 أراد مثل أُمَّهاتِهم وقد يَجُوزُ أن يُريد فَهُنَّ وِضَاءٌ أي حِسَانٌ نِقَاءٌ ثم أَبْدلَ الهَمْزَة من الواوِ كما قالُوا إِسادٌ في وِسَادٍ وإشَاحٌ في وِشاحٍ وإعاءٌ في وِعَاء قال أَبُو الحَسَن هذا الذي حَكَيْتُه مِنْ حَمْلِ أَضَاةٍ على الواوِ بِدَلِيلِ أَضَوَاتٍ حكايةُ جَمِيعِ أهلِ اللُّغةِ وقد حَمَلَهُ سيبَوَيْه على الياءِ ولا وَجْهَ له عِنْدِي البَتَّةَ لقَوْلِهم أَضَواتٌ وعَدَمِ ما يُسْتَدَلُّ به على أنه من الياء والذي أُوَجِّهُ كَلامَهُ عليه أن تكونَ أضَاةٌ فَلْعةً من قَوْلِهِم آضَ يَئِيضُ على القَلْبِ لأن بعضَ الغَدِيرِ يَرْجِعُ إلى بعضٍ ولا سِيَّما إذا صَفَّقَتْه الرِّيحُ وهذا كما سُمِّيَ رَجْعاً لتَراجُعِه عند اصْطِفاقِ الرِّياحِ وقَولُ أبي النَّجْمِ
(وَرَدْتُه بِبَازِلٍ نَهَّاضِ ... وِرْدَ القَطَا مَطَائِطَ الإِيَاضِ)
إنَّما قَلَبَ أَضَاةً قَبْلَ الجَمْعِ ثم جَمَعَه على فِعَال
مقلوبه وض أ
الوَضُوء من الطَّهُورِ معروفٌ والفِعْلُ الوُضُوء وقد تَوَضَّأْتُ بالماءِ ووَضَّأْتُ غيرِي والمِيضَأَةُ الموضعُ الذي يُتَوَضَّاُ فيه عن اللِّحيانيِّ والوَضَاءَةُ الحُسْن وقد وَضُؤَ وَضَاءَةً فهو وَضَيءٌ من قَوْمِ أَوْضِيَاءَ ووِضَاء وَوُضَّاء قال
(والمرءُ يُلْحِقُهُ بِفِتْيانِ النَّدَى ... خُلُقُ الكَرِيمِ وليس بالوُضَّاءِ)
والجَمْعُ وَضَّاءُون وحكَى ابنُ جِنِّي وَضَاضِيء جاءوا بالهَمْزَةِ في الجَمْعِ لما كانت غير مُنْقَلِبة بل مَوْجُودةٌ في وَضُؤْتُ وحكى اللِّحيانيِّ إنَّه لَوَضِيءٌ في فِعْلِ الحال وما هو بِوَاضِئٍ في المُسْتَقِبلِ وقولُ النابغة
(فَهُنَّ إِضَاءٌ صَافِياتُ الغَلائِلِ ... )

(8/256)


وقد قَدَّمنا أنه يجوزُ أن يكون أراد وِضَاءٌ أي حِسَانٌ نِقَاء فأبْدلَ الهَمْزَةَ من الواو المكْسُورة كما نَظَرْنا آنِفاً
الضاد والواو والياء ض وي
الضَّوَى دِقَّةُ العَظْمِ وقِلَّةُ الجِسْمِ خِلْقَةً وقيل الهُزالُ ضَوِيَ ضَوىً قال
(أَخُوها أَبُوها والضَّوَى لا يَضِيرُها ... وساقُ أَبيها أمُّها عُقِرَت عَقْراً)
يَصِفُ زَنْداً وزنْدَةً لأنهما من شَجرةٍ واحدةٍ قولُه وساقُ أَبيها أمُّها يُريدُ أنَّ ساقَ الغُصْنِ الذي قُطِعَت منه أَبُوها الغُصْنُ وأمُّها ساقُه وغلام ضَاوِيٌّ وكذلك غير الإِنسانِ من أَنْواعِ الحَيوانِ ولا أَدْرِي ما أضْوَاهُ وأضْوَى الرَّجُلُ وُلِدَ له وَلَدٌ ضَاوِيٌّ وكذلك المرأةُ ويقال اغْتَرِبُوا لا تَضْوُوا أي تَزَوَّجُوا في البِعَادِ الأنساب لا في الأقاربِ لِئَلا تَضْوَى أَولادُكُم وأَضْوَاهُ حَقَّه نَقَصَهُ إيَّاهُ عن ابنِ الأعرابيِّ وضَوَى إليه ضَيّا وضُوِيّا انْضَمَّ ولَجَأ وضَوَى إِليَّ منه خَيرٌ ضيّا وضُويّا نال وضَوَى إلَيْنا خيرُه أتانَا لَيْلاً والضَّاوِي الطارقُ والضَّوَاةُ غُدَّةٌ تَحَتَ شَحْمَةِ الأُذُنِ فوقِ النَكَفَةِ وقد ضُوِيَتِ الإِبلُ والضَّوَأةُ وَرَمٌ يكونُ في حُلُوقِ الإِبِلِ وغيرِها والجمعُ ضَوىً وكل سِلْعَةٍ في البَدَنِ ضَوَاةٌ قال مُزَرِّدٌ
(قَذيفة شَيطانٍ رَجيمٍ رَمَى بها ... فصارتْ ضَوَاةً في لهازِم ضِرْزِم)
والضَّواة هَنَةٌ تَخْرجُ من حَيَاءِ النَّاقةِ قبل خُرُوجِ الوَلَدِ
انقضى اللفيف

(8/257)


الضاد والياء ي ض ض
يضَّض عليه بالسَّيْفِ حَمَلَ كبضَّ وأرى الياء بَدلاً من الجِيمِ في حضَّض
باب الرباعي الضاد والسين
الضِّرْسَامَةُ الرِّخْوُ اللَّئِيمُ وضِرْسَامٌ اسمُ ماءٍ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ
(أَرْمِي بهَا بَلَداً تَرْمِيهِ عن بَلَدٍ ... حتى أُنِيخَتْ على أحْواضِ ضِرْسامِ)
والضَّفْنَسُ والضِّنبِسُ الرِّخْو اللَّئِيمُ
الضاد والزاي
الضَّرْزَمَةُ شِدَّة العَضِّ والتَّصْمِيمُ عليه وأَفْعَى ضِرْزِمٌ شَدِيدةٌ وناقَة ضِرْزِمٌ وضَرْزَمٌ الأخيرة عن يَعْقُوب وضِمْرِزٌ مُسِنَّةٌ وهي فَوْقَ العَوْزَمِ وقيل كبيرةٌ قليلةُ اللَّبَنِ وقد تقدَّم في الثلاثي والضَّمْزَرُ من النِّساءِ الغليظةُ قال
(ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِها حَيْدَرِيَّةٌ ... عَضَادٌ ولا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ)
وضَمْزَرُ اسْمُ ناقةٍ قال الشَّمَّاخُ
(وكلُّ بَعِيرٍ أحسنَ الناسُ نَعْتَهُ ... وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لِضَمْزرا)
وبعيرٌ ضُمازِرٌ صُلْبٌ شديدٌ قال

(8/258)


(وشَغْبَ كُلِّ بازلٍ ضُمازِرٍ ... )
قال الأصمعيُّ أراد ضُمَارزاً فَقَلَبَ
الضاد والطاء
الضِّفْطَار الضَّبُّ الهَرِم القَبِيحُ الخِلْقة وضَرْفَطَه في الحَبْلِ شَدَّه والضِّفْرِط الرِّخْوُ البَطْنِ الضَّخْمُ وهي الضَّفْرطَةَ وضَفَارِيطُ الوَجْهِ كُسُورٌ بين الخَدِّ والأَنْفِ وعند اللِّحاظَيْن واحدها ضُفْرُوطٌ والضِّبَطْرُ المكْتَنِزُ الشَّدِيدُ الضَّابِط أسَدٌ ضِبْطَرٌ وجَمَلٌ ضِبْطَرٌ والضُّمْرُوطُ الضُّمْرُ وضِيقُ العَيْش والضُّمْروطُ أيضاً مَسِيلُ الماءِ ضَيِّقٌ في وَهْدَةٍ بين جَبَلَيْن وأما قولُ القَضِيمِ بن مُسْلِمٍ البكائيِّ
(وبَيَّتَ أُمَّهُ فأَسَاغَ نَهْساً ... ضَمارِيطَ اسْتِها في غَيْرِ نَارِ)
إنما أرادَ مَضايق ما بَيْن أَلْيَتَيْها شَبَّههُ بالمَسِيلِ الضَّيِّق بين الجَبَلَيْن وجعله ابنُ جنِّي فَماعيل من الضِّرط ورَوَى البيت
(فباتت تَشْتَوِي واللَّيْل داجٍ ضَمارِيطَ ... )

الضاد والثاء
الضَّيْئَمُ الشَّدِيدُ وسُمِّيَ به الرَّجُلُ
الضاد والراء
الفِرْضَم من الإِبِلِ الضَّخْمَةُ الثَّقِيلةُ وفِرْضِم اسمُ قبيلة وإبل فِرْضِميَّةٌ منْسوبةٌ إليه وضَنْبَرٌ اسْمٌ

(8/259)


والضُّبَارِمُ والضُّبارِمَةُ الأَسَدُ الوَثِيقُ والضُّبَارِمُ والضُّبَارِمَةُ الجَرِيءُ على الأعداءِ وهو ثُلاثِيٌّ عند الخَلِيلِ وقد تقدَّم
الضاد واللام
الضِّئِبل والضِّئُبل الدَّاهِيةُ حكى الأخيرةَ ابنُ جِنِّي والأكْثَرُ ما بدأْنا به قال
(تَلَمَّسُ أَنْ تُبْدي لجارِك ضِئْبِلاً ... وتُلْفَى لَئِيماً للوِعَاءَيْنِ صَامِلاً)
انقضى الرباعي بتمام حرف الضاد

(8/260)