تاج العروس

(فصل الثَّاء) الْمُثَلَّثَة مَعَ الْهمزَة)
ثأثأ
: ( {ثَأْثَأَ الإِبِلَ: أَرْوَاهَا) بِالْمَاءِ، وَقيل: سَقَاها حَتى يَذهب عَطشُها وَلم يُرْوِها (و) } ثَأْثأَها (عَطَّشَها) فَهُوَ (ضِدٌّ) ، فَمن الإِرواء قَول الراجز:

(1/161)


إِنَّكَ لَنْ {تُثَأْثِىءَ النِّهَالاَ
بِمِثْلِ أَنْ تُدَارِكَ السِّجَالاَ
(و) قَالَ الأَصمعيُّ:} ثَأْثَأَ (عَنِ القَوْمِ: دَفَع) عَنْهُم (و) ثَأْثَأَ الرَّجُلَ عَن الأَمر: (حَبَسَ) وَيُقَال: {ثَأْثَيءْ عني الرجُلَ، أَي احْبِسْهُ. (و) } ثأْثأَ الغضبُ: (سَكَن و) قَالَ ابنُ دُريد: ثأْثَأَ الرجُل (أَزالَ عَن مَكانِه و) يُقَال: ثَأْثَأَ (النَّارَ أَطْفَأَهَا) قَالَ الصاغانيُّ: وَهَذَا نصُر الإِرواءَ، وَكَذَلِكَ ثَأْثَأَ غَضَبه إِذا سَكَّنَه، وَعَن أَبي عَمْرو: (و) ثَأْثَأَ (بِالتَّيْسِ: دَعَاه) للسِّفادِ ومثلُه فِي كِتابِا أبي زيدٍ (و) {ثأَثَأَت (الإِبِلُ: عَطِشَتْ، وَروِيتْ، ضِدٌّ) أَو شَربت فَلم تَرْوَ، كَمَا تقدَّم،} وثَأْثَأَ الرجُلُ عَن الشيءِ إِذا أَراده ثمَّ بَدَا لَهُ تَرْكُه.
(و) قَالَ أَبو زيد ( {تَثَأْثَأَ) الرجلُ} تثأْثُؤاً (: أَرادَ سَفَراً) إِلى أَرض (ثمَّ بَدَا لَهُ) التَّرْكُ و (المُقامُ) ، بضمّ الْمِيم (و) قَالَ الأَصمعيُّ: يُقَال لقِيَ فلَانا {فتَثأْثأَ (مِنْه: هَابَهُ) أَي خافَه (و) عَن أَبي عمروٍ: (} الثأْثَاءُ: دُعاءُ التَّيْسِ للسِّفَادِ) كالتَّأْتَاءِ وَقد كَرَّرَه المُصَنّف.
( {وَأَثَأْتُه) بِسَهْم: رميته بِهِ، وَيُقَال: أَثَوْتُه، وَعَن الأَصمعيّ: أَثَيْتُه، وَسَيذكر (فِي ث وأَ) قَرِيبا. (وَوَهِم الجوهريُّ فذَكَره هُنا) وَكَذَلِكَ الكسائيُّ ذكره هُنَا، قَالَ الصاغانيُّ: وَالصَّوَاب أَن يُفْرد لَهُ تَركيب بعد تركيبِ ثمأَ، لأَنه منم بَاب أَجأْتُه أُجِيئُه وأَفَأْته أُفيئه، وَذكره الأَزهريُّ فِي تركيب أَثأَ، وَهُوَ غير سديدِ أَيضاً.

ثدأ
: (} الثُّدَّاءُ كَزُنَّارٍ: نَبْتٌ) لَهُ وَرَقٌ كأَنه وَرَق الكُرَّاث، وقُضبان طِوالٌ يَدُقُّها

(1/162)


الناسُ، وَهِي رَطْبةٌ فيتَّخذون مِنْهَا أَرْشِيَةً يَسْقُون بهَا، قَالَه أَبنو حَنيفة، وَقَالَ مَرَّةً: هِيَ شجرةٌ طيِّبةٌ يُحِبُّها المَال ويأْكلُها، وأُصولُها بِيضٌ حُلْوة، وَلها نَوْرٌ مثل نَوْرِ الخِطْمِيّ الأَبيض. (واحدتُه بِهَاءٍ) قَالَ: (وبَنْبُت فِي أَصْلِها الطَّرَاثِيثُ) وَهُوَ أُشْتُرْغَازُ، وزَنْجَبيل العَجَم، وعِرْقُ الأَنْجُذَانِ الخُراسانيّ.
( {الثُّنْدُأَةُ لَكَ) بضمِّ الأَول وَالثَّالِث (كالثَّدْيِ لَهَا) ، أَي للمرأَة وَهُوَ قَول أَكثر، وَعَلِيهِ جَرَى فِي الفصيح، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث فِي صِفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَاري} الثُّنْدُأَتَيْنِ) أَراد أَنه لم يكن على ذَلِك الْموضع لحمٌ (أَو هِيَ مَغْرِزُ الثَّدْيِ) ، وَهُوَ قولُ الأَصمعيِّ (أَو) هِيَ (اللَّحْمُ) الَّذِي (حَوْلَه) ، وَهُوَ قَول ابْن السّكّيت، وَقيل: هِيَ والثدي مُترادفان، قَالَ ابْن السّكيت (وإِذا فَتحْتَ الكَلِمَة فَلَا تَهْمِزْ، هِيَ ثَنحدُوَةٌ كَفَعْلُوَةٍ) مثل قَرْنُوَة وعَرْقُوَة، وإِذا ضَممْتَ أَوّلَها هَمزتَ، فَتكون فُعْلُلَة، وَقَوله كَفُعْلُوَة إِشارةٌ إِلى أَن النُّون أَصليّة وَالْوَاو زَائِدَة، وَقد صرح بِهَذَا الفَرْقِ قُطرُب أَيضاً، وأَشار لَهُ الجوهريُّ فِي (الصّحاح) . وَفِي (المِصباح) : الثُّنْدُوَة وَزنهَا فُنْعُلة، فَتكون النُّون زَائِدَة وَالْوَاو أَصلِيَّة، وَكَانَ رُؤْبَة يَهمزها، وَقَالَ أَبو عبيد: وعَامَّة العَرب لَا تَهمزُها.
وَحكى فِي البارِع ضَمّ الثاءِ مهموزاً وَفتحهَا مُعتَلاً، وجمْعُها على مَا قَالَ ابنُ السكّيتِ ثَنَادٍ، على النَّقْص، وأَهمله المُصنِّف، وَقَالَ صاحِبُ الواعي: الجَمْعُ على اللُّغتَيْنِ ثنَادَةٌ وثَنَادِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث عبدِ اللَّه بن عَمْرو بن الْعَاصِ (فيا لأَنف إِذا جُدِع الدِّيَة، وإِن جُدِعت {ثُنْدُؤَتُه فنِصف العَقْلِ) قَالَ ابْن الأَثير: أَراد} بالثُّنْدُؤَةِ فِي هَذَا الْموضع رَوْثَة الأَنْفِ.
! والأُثيْدَاءُ مُصغَّراً مكانٌ بُعكاظَ، قَالَ

(1/163)


ياقوت فِي (المعجم) : يجوز أَن يكون تَصغير الثأد بِنَقْل الْهمزَة إِلى أَوله.

ثرطأ
: ( {الثِّرْطِئَةُ بِالْكَسْرِ) وَقد حُكِيت بِغَيْر همز وضعا، قَالَ الأَزهريُّ إِن كَانَت الْهمزَة أَصْلِيّة فالكلمة رُباعية، وإِن لم تكن أَصلية فَهِيَ ثُلاثية. والغِرْقِيء مثله (: الرجُلُ الثقيلُ والقصيرُ) وَسَقَطت الْوَاو فِي بعض النّسخ، وَفِي أُخرى زيادَةُ: مِنَ الرجالِ والنساءِ.

ثطأ
: (} ثَطَأَه كَجَعَله: وَطِئَه) وَقَالَ أَبو عَمْرو: {ثَطأْتُه بِيدِي ورِجلي حتّى مَا يَتَحرَّكُ، أَي وَطِئْتُه (} والثَّطْأَةُ بالضَّمِّ والفَتْحِ) مَعَ سُكُون الطَّاء (دُوَيْبَّة) لم يَحْكِها غيرُ صَاحب العَين، قَالَ: عَن أَبي عمرٍ و، وَهِي العَنكبوت (وَ) {ثَطِىءَ (كَفَرِح) } ثَطَأً (حَمُقَ) {كثطىءَ ثَطأً، كَذَا فِي (الْعباب) ، وَهَذِه التَّرْجَمَة بالحُمرة فِي غَالب النّسخ الَّتِي بأَيدينا، مَعَ أَنها مَذكورة فِي (الصِّحَاح) . قَالَ الْجَوْهَرِي:} ثَطِئه، بِالْكَسْرِ: رَمَى بِهِ الأَرض وسلحه، ولعلها سَقَطت من نُسخة المُصَنّف.

ثفأ
: ( {الثُّفَّاءُ، كقُرَّاء) وَمثله فِي (الصِّحَاح) و (العُباب) ، وَجزم الفَيُّوميُّ فِي (الْمِصْبَاح) أَنه بِالتَّخْفِيفِ، كغراب (: الخَرْدَلُ) المُعالَج بالصِّباغ (أَو الحُرْفُ) ، وَهِي لُغَة أَهل الغَوْرِ، وَهُوَ حَبُّ الرَّشادِ بلغَة أَهل العراقِ (وَاحِدَتُه بِهَاءٍ) ، وَمِنْه الحَدِيث (مَاذَا فِي الأَمَرَّيْنِ مِنَ الشِّفَاء: الصَّبِرُ} والثُّفَّاء) قَالَ ابْن سَيّده: وهَمزته يُحتَمل أَن تَكون وضعا واين تَكون مُبدَلةً من يَاء أَو وَاو، وَفِي (الْعباب) : ذكر بعض أَهل اللُّغَة الثفاء فِي بَاب الهمزِ، وَعِنْدِي أَنه معتلُّ اللامِ، وسُمِّيَ بِذلك لما يَتْبع مَذاقَه من لَذْعِ اللِّسان لِحِدَّته، من قَوْلهم ثَفَاه يَثفُوه ويَثْفِيه إِذا اتَّبعه، وتسميتهم إِياه

(1/164)


بالحُرْفِ لِحرَافته، وَمِنْه بَصَلٌ حِرِّيف، وهمزته مُنقلبة عَن واوٍ أَو ياءٍ، على مُقتَضَى اللغتين.
( {وَثَفَأَ القِدْرَ، كَمَنع: كَسَرَ غَليَانَهغا) أَي فَورَانها.

ثمأ
: (} ثَمَأَهُمْ كجَعَل: أَطْعَمَهم الدَّسَمَ و) {ثَمَأَ (رَأْسَه) بِالْحجرِ والعَصا ثَمْاً (: شَدَخُه} فَانْثَمَأَ) وَكَذَلِكَ الثمَر والشجَر.
(و) {ثَمَأَ (الخُبْزَ) ثَمْأً (: ثَرَدَه) .
(و) } ثمأَ (الكَمْأَةَ) ثَمْأً (: طَرَحَا فِي السَّمْنِ) .
(و) {ثَمَأَ لِحْيَتَه (بالحِنَّاءِ) ثَمْأً (: صَبَغَ) .
(و) } ثَمَأَ (مَا فِي بَطْنِه: رَمَاه) واستفرغه.
وَكَذَلِكَ {ثَمأَ أَنْفَه: كَسَره فسَال دَماً.

ثوأ
: (} ثَاءَة ع بِبلادِ هُذَيْلٍ) كَذَا فِي (العُباب) و (المَراصد) .
( {وَأَثأْتُه بِسَهْمٍ: رَمَيْتُه) وَيُقَال: أَثَيْتُه، ونُقِل ذَلِك عَن الأَصمعيِّ، وَهُوَ حَرْفٌ غَرِيب، (وذُكِر فِي أَث أَ) ، وتقدَّمت الإِشارةُ إِليه.