تاج العروس

(فصل الضَّاد) الْمُعْجَمَة مَعَ الْهمزَة)
ضأضأ
: ( {الضِّئْضِىءُ كجِرْجِرٍ و) } - الضِّئضيءُ (كجِرْجِيرٍ {والضُّؤْضُؤُ كهُدْهُدٍ وسُرْسُورٍ) } وضِيضَأَ كضِفْدَع، قَالَه ابنُ سَيّده، وَهُوَ من الأَوزان النادرة: (الأَصْلُ والمَعْدِنُ) قَالَ الكُميت:

(1/313)


وَجَدْتُكِ فِي الضِّنْءِ مِنْ {ضِئْضِىءٍ
أَحَلَّ الأَولُ مِنْهُ الصِّغَارَا
وَفِي خطْبَة أَبي طالبٍ: الْحَمد لله الَّذِي جَعَلنا من ذُرِّيَّة إِبراهيم وزُرْعِ إِسماعيل،} وضِئْضِىءِ مَعَدّ، وعُنْصُر مُضَر، أَي من أَصْلِهم، وَفِي الحَدِيث أَن رجُلاً أَتى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلموهو يَقسِم الغنائمَ فَقَالَ لَهُ: اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِلْ، فَقَالَ: (يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِيءِ هَذَا قَوْمٌ يَقرؤون القُرْآنَ لَا يُجاوزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ من الدِّين كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِن الرَّمِيَّةِ) الضِّئْضِيءُ: الأَصلُ. وَقَالَ الكُميت:
بِأَصلِ الضِّنْوِ ضِئضِئه الأَصِيل
وَقَالَ ابْن السّكّيت مثله، وأَنشد:
أَنَا مِنْ ضِئْضِيءِ صِدْقٍ
بَخْ وَفِي أَكْرَمِ جِذْلِ
وَمعنى قَوْله: يَخرج من ضِئْضِيءِ هَذَا، أَي أَصله ونَسْله، تَقول: ضِئْضِيءُ صِدْقٍ {وضُؤْضُؤُ صِدْق، يُرِيد أَنه يحرج من عَقبِه، وَرَوَاهُ بعضُهم بالصَّاد الْمُهْملَة، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ، وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه، وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَعْطَيْتُ نَاقَة فِي سَبِيل الله، فأَردْت أَن أَشتَرِيَ من نَسْلِهَا، أَو قَالَ: من} ضِئْضِئِهَا، فسأَلتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: (دَعْهَا حَتَّى تَجِيءَ يوْمَ القِيَامَةِ هِي وأَولادُها فِي ميزَنِك (أَو) الضِّئْضِيءُ، بِالْكَسْرِ، هُوَ (كَثْرَةُ النَّسحلِ وَبَرَكَتُهُ) وضِئْضِيءُ الضَّأْنِ من هَذَا.
(و) {الضُّؤْضُؤُ (كهُدْهُدٍ) هَذَا الطائرُ الَّذِي يُسمَّى (الأَخْيَلُ (للطَّائر)) قَالَ ابنُ سِيده، وتوقَّف فِيهِ ابنُ دُرَيْد فَقَالَ: وَمَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه، كَذَا فِي (حَيَاة الْحَيَوَان) .
(و) قَالَ أَبو عَمْرو: (} الضَّأَضَاءُ! والضَّوْضَاءُ: أَصْوَاتُ النَّاسِ) عَلَيْهِ اقْتصر أَبو عَمْرو، وخَصَّه بعضُهم (فِي الحَرْبِ) ، فَفِي الأَساس: الضَّأْضَاءُ:

(1/314)


ضَجَّةُ الحَرْب (ورَجُلٌ مُضَوْضٍ) كَانَ أَصلُه {مُضَوْضِىء بِالْهَمْز (: مُصَوِّتٌ) وَيضم فِي الثَّانِي وَيقصر فيهمَا أَيضاً.

ضبأ
: (} ضَبَأَ) فلَان (كجَمَعَ) {يَضْبَأُ (ضَبْأً) بِالْفَتْح (} وضُبُوءًا) كقُعود، وضَبَأَ فِي الأَرض وَهُوَ ( {- ضَبِيءٌ) لَطِيءٌ (كَكريمٍ) إِذا (لَصِقَ بالأَرْضِ) أَو بشجرة (و) ضَبَأَ بِهِ الأَرض إِذا (أَلْصَقَ) أَياه بهَا، فَهُوَ} مَضْبُوءٌ بِهِ، عَن الأَصمعيّ (و) عَن أَبي زيدٍ: ضَبَأَ: (اخْتَبَأَ) ، اختفى (واستَتَرَ) بالخَمَر (لِيَخْتِلَ) الصَّيْدَ، وَمِنْه سُمِّي الرجلُ {ضابِئاً، وسيأْتي.} والمَضْبَأُ: الْموضع الَّذِي يَكون فِيهِ، يُقَال للنَّاس: هَذَا {مَضْبَؤُكُمْ، وَجمعه} مضَابيءُ.
(و) ضَبَأَ: (طَرَأَ وأَشْرَفَ) لينظُرَ (و) ضَبَأَ إِليه (: لَجَأَ) وضَبَأَ: استخفى، (وَمِنْه: اسْتَحْيَا) {كاضْطَبَأَ.
(} وأَضْبأَ) مَا فِي نَفسه إِذا (كَتَمَ، و) {أَضْبَأَ (عَلَى الشَّيْء) } إِضباءً: (سَكَتَ) عَلَيْهِ وكَتَمه، فَهُوَ {مُضبىءٌ عَلَيْهِ (و) يُقَال أَضْبَأَ فُلانٌ (على الدَّاهِيَة) مثل (أَضَبَّ) .} وأَضْبَأَ على مَا فِي يَدَيْهِ: أَمْسَكَ، وَعَن اللحيانيّ: أَضْبَأَ مَا فِي يَدَيْهِ {وأَضْبَى وأَضَبَّ إِذا أَمسكَ.
(} وضابِىءٌ: وَاد يَدْفَعُ) من الحَرَّةِ (فِي دِيارِ بني ذُبْيَانَ) بِالضَّمِّ وَالْكَسْر مَعًا، وَفِي (المعجم) : موضِعٌ تِلْقَاءَ ذِي ضالٍ من بِلَاد عُذْرَةَ، قَالَ كَثِيرُ بن مُزَرِّد بن ضِرار:
عَرَفْتُ مِنْ زَيْنَبَ رَسْمَ أَصْلاَلْ
بِغَيْقَةٍ! فَضَابِىءٍ فَذِي ضَالِ

(1/315)


(و) ضابيءُ (بن الْحَارِث البُرْجُمِيُّ) ثمَّ اليَرْبُوعِيّ (الشاعِرُ) من بني تَمِيمٍ، من شعره:
وَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالمَديِنَةِ رَحْلُهُ
فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ
وَقَالَ الْحَرْبِيّ: الضَّابِيءُ: المُخْتَبِيءُ الصَّيَّادُ، قَالَ الشَّاعِر:
إِلاَّ كُمَيْتاً كَالقَنَاةِ وَضَابِئاً
بِالفَرْجِ بَيْنَ لَبَانِهِ وَيَدَيْهِ
يَصِف الصَّيَّادَ، أَي ضَبَأَ فِي فَرْجِ مَا بَيْنَ يَدَيْ فَرَسِه لِيَخْتِلَ بِهِ الوَحْشَ، وَكَذَلِكَ الناقةُ وَمِنْه شُمِّيَ الرجلُ، أَو هُوَ من ضَبَأَ إِذَا لَصِقَ بالأَرض، كَمَا أَشار إِليه الجوهريّ، (و) الضَّابِيءُ: (الرَّمَادُ) للُصُوقه بالأَرض.
( {واضْطَبَأَ: اخْتَفَى) وَعَلِيهِ فَسّر قولَ أَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ:
تَزَاءُلَ} مُضْطَبِىءٍ آرِمٍ
إِذَا ائْتَبَّهُ الأَدُّ لَا تَفْطَؤُهْ
من رَوَاهُ بِالْبَاء. ( {وَضَبَّاءٌ كَكَتَّان ع) وَمثله فِي (الْعباب) . (و) قَالَ ابْن السّكيت: (} المُضَابِئَةُ) بِالضَّمِّ، وَفِي (الْعباب) : {المُضَابِىءُ (} والضَّابِئَةُ) أَيضاً (: الغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ (المُثْقَلَةُ) بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا مَعًا تُضْبِء، أَي (تُخْفى مَنْ يَحْمِلُهَا) تحتهَا، وروى الْمُنْذِرِيّ بإِسناده عَن ابْن السّكيت أَن أَبا حزامٍ العُكليَّ أَنشده:
فَهَاؤُوا {مُضابِئَةً لَمْ يَؤُلَّ
بَادِئُها البَدْءَ إِذْ يَبْدَؤُهْ
هَاؤُوا، أَي هاتُوا، وَلم يَؤُلَّ: لم يَضْعُف، بادِئُها: قَائِلُها، وعني} بِالمُضَابِئَة هَذِه القصيدةَ المبتورة. وَفِي (الْعباب) : المُغَيَّرَة.
{وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذا كثُر ولَدُها، قَالَ أَبو مَنْصُور: هَذَا تصحيفٌ، والصوابُ ضَنَأَت، بالنُّون.
وَقَالَ اللَّيْث:} الأَضباءُ: وَعْوَعَةُ جَرْوِ الكَلْبِ

(1/316)


إِذا وَحْوَحَ. قَالَ أَبو مَنْصُور: هَذَا تصحيفٌ وخَطأُ، وَصَوَابه الأَصْيَاءُ، بالصَّاد، من صأَى يَصْأَي وَهُوَ الصَّئِيُّ.

ضدأ
: ( {ضَدِىءَ كَفرِحَ) } يَضْدَأُ {ضَدَأً إِذا (غَضِبَ) وزنا وَمعنى.

ضرأ
: (} ضَرَأَ كجَمَعَ) {يَضْرَأُ} ضَرْأً (: خَفِيَ) عَن أَبي عَمْرو.
( {وانْضَرَأَتِ الإِبلُ: مَوَّتَتْ) بِالتَّشْدِيدِ. أَي أَضناها المَوَتَانُ.
(: و) } انضرأَ (النخلُ) : مَاتَ (والشجرُ: يَبِسَتْ) كَذَا فِي (العُباب) .

ضنأ
: ( {ضَنَأَت المَرأَةُ كسَمِع وجَمَعَ} ضَنْأً {وضُنُوءًا) كقُعود: (كَثُرَ أَولادُها) : وَفِي نُسْخَة وَلَدُها. (} كَأَضْنَأَتْ) رُباعيًّا، وَقيل ضَنَأَتْ {تَضْنَأُ إِذا وَلَدَت، وَقَالَ شَيخنَا: قَوْله: كسمع، غيرُ معروفٍ.
قلت: وَالَّذِي فِي الأُمهات والأُصول أَن ضَنَأَت المرأَةُ تَضْنَأُ بِالْفَتْح فَقَط، وأَما} ضَنِىءَ المالُ إِذا كثُر، فإِنه رُوِي بِالْفَتْح وَالْكَسْر، (وَهِي) أَي الأُنثى ( {ضانِىءٌ} وضَانِئَةٌ) ، عَن الكسائيّ: امرأَةٌ {ضانِئَةٌ ومَاشِيةٌ، مَعْنَاهُمَا أَن يَكثُر ولَدُهما (و) } ضَنَأَ (المالُ: كَثُرَ) وَكَذَا الْمَاشِيَة من بَاب مَنَعَ وَسَمِع، كَذَا فِي (العُباب) .
( {والضَّنْءُ) بِالْفَتْح (: كَثْرَةُ النَّسْلِ) } وضَنْءُ كلِّ شَيْء: نَسْلُه، (و) قَالَ الأُمويُّ: {الضَّنءْ بِالْفَتْح (: الوَلَدُ، ويُكْسَر) قَالَ أَبو عَمْرو: تُفتح ضادُه وتكُسْر (لَا واحِدَ لَهُ) إِنما هُوَ (كَنَفَرٍ) ورَهْطٍ، كَذَا فِي (المُحكم) (ج} ضُنُوءٌ) بِالضَّمِّ.
(و) {الضِّنءُ بِالْكَسْرِ (: الأَصْلُ والمَعْدنُ) ، وَفِي حَدِيث قُتَيْلَةَ بنت النَّضْر بن الْحَارِث أَو أُخته:
أَمُحَمَّدٌ وَلأَنْتَ} ضِنْءُ نَجِيبَةٍ
مِنْ قَوْمِهَا وَالفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ
قَالَ ابْن مَنْظُور: الضِّنْءُ بِالْكَسْرِ: الأَصل، وَيُقَال: فُلانٌ فِي ضِنْءِ

(1/317)


صِدْقٍ وضِنْءِ سَوْءٍ، وأَنشد عِنْد استشهاده فِي الضِّيْءِ بِمَعْنى الْوَلَد. وَقَالَ الْكُمَيْت:
وجَدْتُك فِي الضِّنْءِ مِنْ ضِئْضِيءٍ
أَحَلَّ الأَكابِرُ مِنْهُ الصِّغارَا
( {وَضَنَأَ فِي الأَرضِ) ضَنْأً وضُنُوءًا: (ذَهب واخْتَبَأَ) كَضَبَأَ بِالْبَاء، كَمَا تقدم.
(و) يُقَال: فلَان (قَعَدَ مَقْعَدَ} ضُنَاءَةٍ) بالمدّ ( {وضُنْأَةٍ بِضَمِّهما) أَي مَقْعَد (ضَرُورَةٍ) وَمَعْنَاهُ الأَنَفَة، قَالَ أَبو مَنْصُور: أَظن ذَلِك من قَوْلهم} اضْطنأْت أَي استَحْييتُ (و) عَن أَبي الْهَيْثَم: يُقَال ( {اضْطَنَأَ لَهُ وَمِنْه) إِذا (اسْتَحْيَا وانْقَبَضَ) ، وروى الأُمويُّ عَن أَبي عُبيد البَاءَ، وَقد تقدّم، قَالَ الطّرمَّاح:
إِذَا ذُكِرَتْ مَسْعَاةُ وَالِدِهِ} اضْطَنَا
وَلاَ {يَضْطَنِي مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضَائِلِ
وَهَذَا الْبَيْت فِي (التَّهْذِيب) :
وَمَا} يُضْطَنَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الفَضَائِلِ
أَراد الشَّاعِر {اضطنأَ بِالْهَمْزَةِ، فأَبدل، وَقيل: هُوَ من الضَّنَى الَّذِي هُوَ الْمَرَض، كأَنه يَمْرَضُ مِن سَمَاعِه مَثالِبَ أَبيِه، وَفِي (الْعباب) : واضْطَنَأْتُ: استَحْيَيْتُ، وَعَلِيهِ فَسَّر البيتَ المذكورَ لأَبي حِزامٍ مَن رَوَاهُ} مُضْطَنِىءٌ بالنُّون ( {وأَضْنَئُوا: كَثُرَتْ ماشيتُهم) قَالَ الصَّاغَانِي: وَفِي بعض النّسخ مَوَاشِيهم.
والتركيب يدلّ إِمَّا على أَصلٍ وإِما على نَتاجٍ، وَقد شَذَّ مِنْهُ اضطنأَ، أَي استحْيَا.

ضوأ
: (} الضَّوْءُ) هُوَ (النُّورُ، ويُضَمُّ) وهما مُتَرَادِفَانِ عِنْد أَئمة اللُّغَة، وَقيل: الضَّوْء: أَقوى من النُّور، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ، ولذَا شَبَّه اللَّهُ هُدَاه بِالنورِ دون الضَّوْءِ وإِلا لما ضَلَّ أَحدٌ، وَتَبعهُ الطّيبي، واستدلَّ بقوله تَعَالَى: {جَعَلَ الشَّمْسَ

(1/318)


ضِيَآء وَالْقَمَرَ نُوراً} (يُونُس: 5) وأَنكره صاحبُ الفَلَك الدائر، وسوَّى بَينهمَا ابنُ السّكيت، وحقَّق فِي الكَشف أَن الضوءَ فَرْعُ النُّور، وَهُوَ الشُّعاع المُنتشِر، وَجزم القَاضِي زكريّا بترادُفِهِما لُغَة بِحَسب الوَضْعِ، وأَن الضوءَ أَبلَغُ بِحَسب الِاسْتِعْمَال، وَقيل: الضوءُ لِمَا بِالذَّاتِ كَالشَّمْسِ وَالنَّار، والنور لما بالعَرَض والاكتساب من الغَيْر، هَذَا حاصلُ مَا قَالَه شيخُنا رَحمَه الله تَعَالَى، وَجمعه {أَضْواء (} كالضِّوَاءِ {والضِّياءِ بكَسرهما) لَكِن فِي نُسْخَة (لِسَان الْعَرَب) ضبط الأَول بِالْفَتْح وَالثَّانِي بِالْكَسْرِ وَفِي (التَّهْذِيب) عَن اللَّيْث: الضَّوْءُ والضِّياءُ مَا أَضاءَ لَك.
وَنقل شيخُنا عَن (الْمُحكم) أَن الضِّياءَ يكون جمعا أَيضاً. قلت: هُوَ قَول الزّجاج فِي تَفْسِيره عِنْد قَوْله تَعَالَى: {كُلَّمَآ أَضَآء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ} (الْبَقَرَة: 20) وَقد (} ضَاءَ) الشيءُ {يَضُوءُ (} ضَوْأً) بِالْفَتْح ( {وضُوءًا) بالضَم،} وضَاءَت النارُ، ( {وأَضاءَ) } - يُضِيءُ، وَهَذِه اللُّغَة المختارة وَفِي شعر الْعَبَّاس:
وأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ الأَ
رْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الأُفُقُ
يُقَال: ضاءَت {وأَضاءَت بِمَعْنى، أَي استنارَتْ وصارَتْ} مُضِيئَةً ( {وأَضَأْتُه) أَنا، لَازم، ومتعدَ، قَالَ النابغةُ الْجَعْدِي رَضِي الله عَنهُ:
أَضَاءَتْ لَنَا النَّارُ وجْهاً أَغَرَّ
مُلْتَبِساً بِالْفُؤَادِ الْتِبَاسَا
قَالَ أَبو عُبيد: أَضاءَتْ النارُ} وأَضاءَها غيرُها، وأَضاءَها لَهُ، وأَضاءَ بِهِ البيتُ، وَقَوله تَعَالَى: {يَكَادُ زَيْتُهَا {- يُضِيء وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ} (النُّور: 35) قَالَ ابنُ عَرَفة: هَذَا مَثَلٌ ضرَبه اللَّهُ تَعَالَى لرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يكَاد مَنْظَرُه يَدُلُّ على نُبُوَّته وإِن لَمح يَتْلُ قُرْآناً (} وضَوَّأْتُه) وضَوَّأْتُه بِه وضَوَّأَتُ عَنهُ (! واسْتَضَأْتُ بِهِ) وَفِي الأَساس: ضَاعَ لأَعرابيَ شاةٌ فَقَالَ اللهمّ

(1/319)


{ضَوِّىءْ عَنهُ.
(و) قَالَ اللَّيْث: (} ضَوَّأَ عَن الأَمْرِ {تَضْوِئَةً: حادَ) قَالَ أَبو مَنْصُور: لم أَسمعه لغيره.
(و) عَن أَبي زيد: (} تَضَوَّأَ) إِذا (قَامَ فِي ظُلْمَةٍ لِيَرَى) ، وَفِي غير (الْقَامُوس) : حَيْثُ يَرَى ( {بِضَوْءِ النارِ أَهْلَها) وَلَا يَرْوَنْه، قيل: علِقَ رجلٌ من الْعَرَب امرأَةً، فإِذا كَانَ اللَّيْل اجتنح إِلى حَيْثُ يَرى ضَوْءَ نارِهَا} فَتَضَوَّءَهَا، فَقيل لَهَا: إِن فلَانا {يَتَضَوَّؤُكِ، لكيما تَحْذَره فَلَا تُرِيه إِلاَّ حَسَناً، فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك حَسَرتْ عَن يَديها إِلى مَنْكِبَيْها، ثمَّ ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخرَى إِبْطَها وَقَالَت: يَا} مُئَضَوِّئَاهْ، هَذَا فِي اسْتِك إِلى الإِبْطَاهْ. فَلَمَّا رأَى ذَلِك رَفَضها. يُقَال ذَلِك عِنْد تَعيير مَن لَا يُبالِي مَا ظَهر مِنْهُ مِن قَبيح. (وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف) بِهِ، حَكَاهُ كُراع، وَفِي الأَساس: أَذْرَعَ بِهِ، وَهُوَ مجَاز.
(وضَوْءُ بنُ سَلَمَةَ) اليشكُرِيّ، ذكره سَيْفٌ فِي الفُتوح، لَهُ إِدراكٌ (و) ضَوءُ (بنُ اللَّجْلاَجِ) الشيبانيُّ (شاعران) وَمن شعر اليشكُرِيّ:
إِنَّ دِينِي دِينُ النَّبِيِّ وَفِي القَوْ
مِ رِجَالٌ عَلَى الهُدَى أَمْثَالِي
أَهْلَكَ القَوْمَ مُحْكَمُ بنُ طُفَيْلٍ
وَرِجَالٌ لَيْسُوا لَنَا بِرجَال
كَذَا فِي (الإِصابة) ، وأَبو عبد الله ضِياء بن أَحمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الخيّاط، هَرَوِيُّ الأَصلِ، سكن بَغْدَاد وحدَّث بهَا، مَاتَ سنة 457 كَذَا فِي (تَارِيخ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ) .
(و) قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ) وَلَا تَنْقُشُوا فِي خَواتِمِكُمْ عَرَبِيًّا (مَنْعٌ

(1/320)


مِن استشارَتِهِمْ فِي الأُمورِ) وَعدم الأَخذ من آرائهم، جعل الضَّوْءَ مَثَلاً للرأْيِ عِنْد الحَيْرَةِ، وَنقل شيخُنا عَن الْفَائِق: ضَرَب الاستضاءَةَ مَثلاً لاستشارتهم فِي الأُمورِ واستطلاعِ آرائهم. لأَن من التبسَ عَلَيْهِ أَمرُه كَانَ فِي ظُلْمة.
قلت: وَمثله فِي (العُباب) ، وجاءَ فِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ: لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلْمِ وَلم يَرْجِعُوا إِلى رُكْنٍ وثيق.
(و) الإِمام (المُسْتَضِيءُ بِنُورِ اللَّهِ) وَفِي (الْعباب) : بأَمر الله أَبو مُحَمَّد (الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ) بن مُحَمَّد بن (الحَسَنُ بنُ يُوسُفَ) بن مُحَمَّد بن أَحمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أَحمد بن إِسحاق بن جَعْفَر بن أَحمد ابْن طَلْحة بن مُحَمَّد بن هَارُون الرشيد العباسي، الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من الخُلفاء خِلَافَته تسع سِنِين، مَاتَ سنة 575 وَمن وَلَده الأَمير أَبو مَنْصُور هَاشم.

ضهأ
: ( {ضُهَاءٌ كغُرَابٍ ع) وَقيل بلد فِي أَرضِ هُذَيل (دُفِنَ بِهِ ابنٌ لِسَاعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ) الهُذَلِيّ، ذكره الْحَافِظ ابْن حجرٍ فِي القِسم الثَّالِث من المُخضْرَمين (فَقِيلَ لَهُ) أَي للْوَلَد (ذُو ضُهَاءِ) وَفِيه يَقُول:
لَعَمْرُكَ مَا إِنْ ذُو ضُهَاءٍ بِهَيِّنٍ
عَلَيَّ وَمَا أَعْطَيْتُه سَيْبَ نَائِل
أَي لم أَتوجَّعْ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ أَهْلُه، وَلم أَفعَلْ مَا يَجِبُ لَهُ عَلَيَّ.
(} والضَّهْيَأُ كَعَسْجَد) فَعْلَل وَقيل فَعْيْل، وَهُوَ مفقودٌ لَا وُجُودَ لَهُ فِي كَلَام الْعَرَب، وضَهْيَد، مَصْنُوعٌ، ومَرْيَم أَعجميٌّ، وَقيل: لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَل إِلا هَذَا، وَهُوَ اسْم (شَجَرَة كالسَّيَال) ذَات شَوْكِ ضَعِيف، ومَنْبِتُهَا الأَودِيَة والجِبالُ، قَالَه أَبو زيدٍ، وَقَالَ الدِّينَورِيّ: أَخبرني بعضُ أَعرابِ الأَزْدِ أَن! الضَّهْيَأَ شجرةٌ من الغَضَا عَظِيمَة، لَهَا بَرَمَةٌ وعُلَّفٌ، وَهِي كثيرةُ الشَّوْكِ وعُلَّفُها أَحمرُ شديدُ الحُمْرَةِ، وورقها مثلُ وَرَق

(1/321)


السَّمُرِ (والمَرْأَةُ) الَّتِي (لَا تَحِيضُ) ذكره الجوهريُّ فِي المعتلّ، قَالَ: وقلَّ فِيهِ الْهَمْز (وَالَّتِي لَا لَبَن لَها وَلَا) نَبَتَ لَهَا (ثَدْيءٌ، {كالضَّهْيَأَةِ) نقل شَيخنَا عَن شرح السيرافي على كتاب سِيبَوَيْهٍ: ضَهْيَا بِالْقصرِ والمدّ: المرأَة الَّتِي لم يَنحبُتْ ثَدْيُها، وَالَّتِي لم تَحِضْ، والأَرضُ الَّتِي لم تُنْبِت، اسمٌ وصِفة، انْتهى. قلت: لأَنها} ضَاهَأَت الرِّجَال (وَهِي) أَي الضهْيَأَةُ (: الفَلاَةُ) الَّتِي (لامَاءَ بهَا) أَو الَّتِي لَا تُنْبِت، وكأَنَّها لِعَدَم مَائِهَا.
(و) {الضَّهْيَأَتَانِ (: شِعْبَانِ يَجِيئَانِ من السَّرَاةِ) قُبالَة عُشَرَ وَهُوَ شِعْبٌ لهُذَيل (} وضَهْيَأَ أَمْرَه) كَرَهْيَأَ: (مَرَّضَه) بِالتَّشْدِيدِ (ولَمْ يُحْكِمْه) من الإِحكام وَهُوَ الإِتقان، وَفِي (الْعباب) : وَلم يَصْرِمْه، أَي لم يَقْطَعْه.
( {والمُضَاهَأَةُ) بِالْهَمْز هُوَ (} المُضَاهَاةُ) والمُشَاكَلَةُ (و) بِمَعْنى (الرِّفْق) يُقَال: {ضَاهأَ الرجلَ، إِذا رَفَقَ بِهِ. رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. وَقَالَ صَاحب (العَيْنِ) :} ضَاهَأْتُ الرجُلَ وضاهَيْتُه أَي شَابَهْته، يُهمز وَلَا يُهمز، وقُرِىءَ بهما قولُه عزّ وجلّ { {يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (التَّوْبَة: 30) وَبِمَا تقدم سقط قَول ملاَّ عَلِيّ فِي الناموس عِنْد قَول المُؤلّف: (الرِّفْق) : الظاهرُ: المُوَافَقَةُ.

ضيأ
: (} ضَيَّأَت المَرأَةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة: (كَثُر ولَدُها) قَالَه ابْن عَبَّاد فِي (المُحيط) ، وَهُوَ تَصحِيف (وَالْمَعْرُوف) ضَنَأَتْ (بالنُّون وَالتَّخْفِيف) وَقد نَبَّه عَلَيْهِ الصَّاغَانِي وابنُ مَنظور وَغَيرهمَا.