تاج العروس (فصل الْوَاو) مَعَ التَّاءِ المُثَنّاة
الفَوْقِيّة)
وَبت
: ( {وَبَتَ بِالمَكَانِ، كَوعَدَ) أَهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ
الصّاغَانيّ: أَي (أَقَامَ) كَوَتَبَ.
وتت
: (} الوَتُّ) ، بالفَتْح (ويُضَمُّ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ
أَبو عَمْرٍ و: هُوَ
(5/131)
(صِيَاحُ الوَرَشَانِ {كالوَتَّةِ، بالضّم)
، الفتحُ عَن ابنِ الأَعرابيّ، وَعَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ:
أَوْتَى إِذا صَاحَ صِيَاحَ الوَرَشَانِ.
(} والوَتاوِتُ: الوَسَاوِسُ) ، نَقله الصاغانيّ. قَالَ شَيْخُنا: فيهِ
مَا مَرَّ فِي النَّاتِ والأَكْيَاتِ من أَنّهُ بَدَلٌ وَقَعَ فِي
شِعْرٍ، وَلم يَتَعَرّض لَهُ الجَمَاهِيرُ، وَلَا ذَكَرَه أَحدٌ من
المَشَاهِيرِ، وَلَا عَرَف أَحدٌ مُفْرَدَه.
وحت
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ هُنَا:
طَعامٌ {وَحْتٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ. اسَدْرَكَه ابنُ مَنْظُور.
وَقت
: (} الوَقْتُ) : مقدارٌ من الزّمَانِ. كَذَا فِي المِصْبَاح.
وكُلُّ شيْءٍ قَدَّرْتَ لَهُ حِيناً فَهُوَ {مُوَقَّتٌ، وَكَذَلِكَ مَا
قَدَّرْتَ غايَتَه فَهُوَ مُوَقَّتٌ.
وَفِي البَصَائِر:} الوَقْتُ: نِهايةُ الزَّمانِ المَفْرُوضِ للعَمَلِ؛
وَلِهَذَا لَا تكَاد تقولُ إِلاّ مُقَيّداً.
وَفِي المُحْكَم: الوَقْتُ: (المِقْدَارُ من الدَّهْرِ، وأَكْثَرُ مَا
يُسْتَعْمَلُ فِي الماضِي) وَقد استُعْمِل فِي المُسْتَقْبَلِ،
واسْتَعْمَلَ سِيبَوَيْهِ لفظَ الوَقْتِ فِي الْمَكَان تَشْبِيهاً
{بالوَقْت فِي الزَّمَان؛ لأَنّه مِقْدَارٌ مِثْلُه، فَقَالَ:
ويَتَعَدَّى إِلى مَا كَانَ وَقْتاً فِي المَكَان، كمِيلٍ وفَرْسَخٍ
وبَرِيدٍ، والجَمْعُ} أَوْقَاتٌ، (كالمِيقاتِ) ، وفَرَّقَ بَينهمَا
جَمَاعَةٌ بأَنَّ الأَوّلَ مُطْلَقٌ، والثّانِيَ {وَقْتٌ قُدِّرَ فِيه
عَمَلٌ من الأَعْمَال، قَالَه فِي العِنَايَة.
(و) الوَقْتُ (: تَحْدِيدُ الأَوْقَاتِ، كالتَّوْقِيتِ) ، تَقول:}
وَقَّتُّه لِيَوْمِ كَذَا، مثل أَجَّلْتُه.
قَالَ ابنُ الأَثير: وَقد تَكَرّرَ {التَّوْقيتُ والمِيقاتُ، قَالَ:}
فالتَّوْقِيتُ! والتأْقِيتُ
(5/132)
أَن يُجْعَلَ للشَّيْءِ {وَقْتٌ يَخْتَصُّ
بِهِ، وَهُوَ بيانُ مِقْدَارِ المُدّةِ.
وَتَقُولُ: وَقَّتَ الشَّيْءَ} يُوَقِّتُه، {وَوَقَتَه يَقِتُه، إِذَا
بَيَّنَ حَدَّه، ثمَّ اتُّسِع فِيهِ، فأُطْلقَ عَلَى المَكَان، فَقيلَ
للمَوْضِع} مِيقَاتٌ. (وَهُوَ مِفْعالٌ مِنْهُ، وأَصلُه {مِوْقَاتٌ،
فقُلِبَت الواوُ يَاء لسكرةِ المِيمِ) .
وَفِي حَدِيث ابنِ عَبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا: (لَمْ} يَقِتْ رَسُولُ
الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي الخَمْرِ حَدًّا) ؛ أَيْ لَمْ
يُقَدِّرْ، وَلم يَحُدَّهُ بِعَدَدِ مَخْصُوصٍ.
(و) فِي التَّنْزِيلِ العزِيزِ {5. 008 إِن الصَّلَاة كَانَت على
المؤمين كتابا {موقوتا} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 103) أَي
مُوَقَّتاً مُقَدَّراً. وَقيل: أَي كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ فِي أَوْقَاتٍ}
مُوَقَّتَةِ. وَفِي الصّحاح أَي (مَفْرُوضاً فِي {الأَوْقاتِ) .
(و) قد يَكُون وَقَّتَ بِمَعْنى أَوْجَبَ عَلَيْهِم الإِحْرَامَ فِي
الحَجِّ والصَّلاةِ عندَ دُخُولِ} وَقْتِهِما.
{والمِيقاتُ: الوَقْتُ المَضْرُوبُ للفِعْلِ. والمَوْضِعُ، يُقَال:
هَذَا} مِيقَاتُ أَهْلِ الشَّامِ، للمَوْضِع الَّذِي يُحْرِمُون مِنْه،
وَفِي الحَدِيثِ (أَنه وَقَّتَ لأَهلِ المَدِينةِ ذَا الحُلَيْفَةِ) .
و (مِيقَاتُ الحَاجِّ: مَوضِعُ إِحْرامهِم) وعبارةُ النّهاية:
ومَوَاضِعُ الإِحْرَامِ: مَوَاقيتُ الحَاجّ، والهِلالُ، مِيقَاتُ
الشَّهْرِ، وَنَحْو ذالك كذالك.
وَتقول: {وَقَتَه فَهُوَ مَوْقُوتٌ، إِذا بَيّنَ للفِعْلِ} وَقْتاً
يُفْعَلُ فيهِ، (و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَإِذَا الرُّسُلُ
{أُقّتَتْ} (سُورَة المرسلات، الْآيَة: 11) قَالَ الزَّجّاجُ: جُعِلَ
لَهَا وَقْتٌ وَاحِدٌ للفَصْلِ فِي القَضَاءِ بينَ الأُمَّةِ. وَقَالَ
الفَرّاءُ: جُمِعَتْ} لِوَقْتِها يومَ القِيَامَةِ. واجتَمَعَ
القُرّاءُ على هَمْزِها، وَهِي فِي قراءَةِ عبدِ الله ( {وُقِّتَتْ) ،
وقرأَها أَبُو جَعْفَر المَدِينيّ} وُقِتَتْ، خَفيفةً بِالْوَاو،
وإِنّمَا هُمِزَت لأَنَّ الواوَ إِذا كانَتْ أَوّلَ
(5/133)
حَرْف وضُمَّتْ هُمِزَتْ (يُقَال هَذِه
أُجوهٌ حِسَانٌ، بالهَمْز، وَذَلِكَ لأَن ضمَّةَ الْوَاو ثَقيلَة)
{وأُقِتَتْ لُغَةٌ، مثل وُجُوهٍ وأُجُوهِ.
و (قُرِىءَ: وإِذَا الرُّسُلُ} وُوِقِتَتْ، فُوعِلَتْ، من
{المُواقَتَةِ) ، وَهِي من الشَّواذِّ وهاكذا قَرَأَ جَمَاعَةٌ.
(وَوَقْتٌ} مَوْقُوتٌ {ومُوَقَّتٌ) أَي (مَحْدُودٌ) ، وَقد تَقَدَّم
تصريفُهما.
(} والمَوْقِتُ، كمَجْلِسٍ، مَفْعِلٌ مِنْهُ،) أَي من الوَقْتِ، قَالَ
العَجّاج:
والجَامع النَّاسِ لِيَوْمِ {المَوْقِتِ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:)
} المُوَقِّتُ: كمُحَدِّث: مَن يُرَاعِي الأَوْقَاتَ والأَظلة، وَقد
اشْتَهَر بِهِ جَمَاعَةٌ.
وكت
: ( {الوَكْتَةُ) بالفَتْح: شِبْهُ (النُّقْطَة فِي الشَّيْءِ) ، قَالَ
ابنِ سِيدَه: الوَكْتَةُ فِي العَيْنِ نُقْطَةٌ حَمْرَاءُ فِي
بياضِهَا، قيل: فإِنْ غُفِلَ عَنْهَا صَارَت وَدْقَةً، وَقيل: هِيَ
نُقْطَةٌ بيضاءُ فِي سَوادِهَا، وعَيْنٌ} مَوْكُوتَة: فِيهَا
{وَكْتَةٌ، إِذا كَانَ فِي سَوَادِهَا نُقْطَةُ بياضٍ.
وقَالَ غيرُهُ: الوَكْتَةُ كالنُّقْطَةِ فِي الشَّيْءِ، يُقَال: فِي
عيْنِه وَكْتَةٌ:
وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: فِي عَيْنِه وَكْتَةٌ من حُمْرَةٍ أَو
بَيَاضٍ، وعينٌ مَوْكُوتَةٌ.
(و) } الوُكْتَة (بالضَّمِّ: فُرْضَةُ الزَّنْدِ) من البَعِير.
(والوَكْتُ، كالوَعْدِ: التَّأْثِيرُ) ، وَالَّذِي فِي النّهايةِ
وغيرِهَا: الوَكْتُ: الأَثَرُ اليَسِيرُ فِي الشَّيْءِ، كالنُّقْطَةِ
من غَيْرِ لَوْنِه، وَفِي الحَدِيث: (لَا يَحْلِفُ أَحَدٌ وَلو على
مِثلِ جَناحِ بَعُوضَةٍ إِلا كَانَتْ وَكْتَةً فِي قَلْبِهِ) وَفِي
حَدِيث حُذَيْفَة: (وَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ {الوَكْتِ) .
(و) الوَكْتُ (: الشَّيْءُ اليَسِيرُ) قَالَه شَمرٌ.
(و) الوَكْتُ (: المَلْءُ،} كالتَّوْكِيت)
(5/134)
يُقَال: قِرْبَةٌ مَوكُوتَةٌ، أَي
مَمْلُوءَةٌ، عَن اللِّحْيَانِيّ، قَالَ بنُ سِيده: والمَعْرُوف
مَزْكُوتَةٌ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: وَكَتَ القَدَحَ، {وَوَكَّتَه وَزَكَتَه
وزَكَّتَةُ، إِذا مَلَأَه.
(و) الوَكْتُ (: القَرْمَطَةُ فِي المَشْيِ قَالَه شَمِرٌ) .
وَعَن غَيْره:} وَكَتَتِ الدَّابَّةُ {وَكْتاً أَسرَعَتْ رَفْعَ
قَوَائِمِهها ووَضْعَها.
} ووَكَتَ المَشْيَ {وَكْتاً} وَوَكَتَاناً وَهُوَ تَقَارُبُ الخَطْوِ
فِي ثِقَلٍ وقُبْحِ مَشْيٍ، قَالَ:
ومَشْيٍ كَهَزِّ الرُّمْحِ بادٍ جَمَالُه
إِذا وَكَتَ المَشْيَ القِصَارُ الدَّحادِحُ
ووَكَتَ فِي سَيْرِه، وَهُوَ صِنْفٌ مِنْهُ.
ورجُلٌ {وَكّاتٌ، هاذه عَن كُرَاع، قَالَ ابْن سِيده: وَعِنْدِي أَنَّ
وَكَّاتاً، على وَكَتَ المَشْيَ، وَلَو كَانَ على مَا حَكاه كُرَاع
لكانَ مُوَكِّتاً.
(} والوَكِيتُ: السِّعَايَةُ والوِشَايَةُ) عِنْد ذِي أَمْرٍ، نَقله
الصّاغانيّ.
( {والوَاكِتُ فِي البَعِيرِ كالنَّاكِتِ) وَقد تَقَدَّمَ بيانُه فِي
(نكت) بالتَّفْصِيل.
(و) الوَكْتُ والوَكْتَةُ فِي الرُّطَبَةِ: نُقْطَةٌ تَظْهَرُ فِيهَا
من الإِرْطَابِ.
وَفِي التَّهْذِيب: إِذَا بَدا فِي الرُّطَب نُقَطٌ من الإِرطابِ
قِيلَ: قَدْ} وَكَّتَ، فإِذا أَتَاهَا التَّوْكِيتُ من قِبَلِ
ذَنَبِهَا فَهِيَ مُذَنِّبَةٌ.
وَفِي الْمُحكم: {ووَكَّتَتِ البُسْرَةُ} تَوْكِيتاً: صَار فِيهَا
نُقَطٌ من الإِرْطَابِ، وَهِي (بُسْرَةٌ {مُوَكِّتَةٌ} ومُوَكِّتٌ) ،
الأَخيرَة عَن السِّيرفِيّ، أَي (مُنَكِّتَةٌ) ، وَقد تَقَدّم، (وقَدْ
{وَكَّتَتْ) تَوْكِيتاً.
وَفِي اللّسَان: وَكَتَ الكِتَابَ وَكْتاً: نَقَطَهُ.
(و) من المَجَازِ: (} المَوْكُوتُ) وَهُوَ (الكَمِدُ) المُمْتَلِىءُ
حِقْداً و (هَمًّا) .
وَمن المَجَازِ: وَفِي قَلْبِي وَكْتَةٌ مَا قُلْتَ، أَي أَثَرٌ
قَلِيلٌ، كَذَا فِي الأَساس.
(5/135)
ولت
: ( {الوَلْتُ) أَهمله الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ أَبو زَيْد: هُوَ
(النُّقْصَانُ) .
وَيُقَال: (} وَلَتَه حَقَّه {يَلِتُه) } وَلْتاً ( {وأَوْلَتَهُ) }
يُولِتُه كَذَلِك (: نَقَصَهُ) ، وَفِي حَدِيث الشُّورَى: (
{وتُولِتُوا أَعْمَالَكُم) أَي تَنْقُصُوهَا، يُقَال:} لاَتَ {يَلِيتُ،
وأَنَتَ يَأْلِتُ، وَهُوَ فِي الحَدِيث مِن} أَوْلَتَ {يُولِتُ، أَوْ
مِنْ آلَتَ يُؤْلِت إِن كَانَ مَحْمُوزاً. قَالَ القُتَيْبِيّ وَفِي
اللِّسَانِ: قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَمْ أَسْمع هاذه اللُّغَةَ
إِلاّ فِي هاذا الحَدِيث.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} ولاَتَةُ، كسَحَابَة، مَدِينَةٌ بالمَغْرِب الاٌ قْصَى، بينَهَا
وبينَ شِنْقِيطَ عِشْرُون يَوْمًا، فِيهَا قَبِيلَةٌ من العَرَبِ
يُقَال لَهُم: المَحَاجِيبُ.
ومت
: (شَيْءٌ {مَوْمُوتٌ) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، والصَّاغَانِيّ، وَقَالَ
صَاحب اللِّسَان: أَي (مَعْرُوفٌ مُقَدَّرٌ) ، هَكَذَا ذكره فِي
تَرْجَمَة موت، وأَحَالَ هناكَ على تَرْجَمَةِ أَم ت، وسَبَقَ الكلامُ
هُنالِك.
وهت
: (} وَهَتَهُ، كَوَعَدَهُ) {وَهْتاً: دَاسَهُ دَوْساً شَدِيداً.
} ووَهَتَهُ {وَهْتاً: إِذا (ضَغَطَهُ) ، فَهُوَ} مَوْهُوتٌ.
( {والوَهْتَةُ: الهَبْطَةُ) من الأَرْضِ، وجَمْعُهَا} وَهْتٌ.
( {وأَوْهَتَ اللَّحْمُ) } يُوهِتُ: لُغَةٌ فِي أَيْهَتَ (: أَنْتَنَ)
، وإِنما صارَت الياءُ فِي {يُوهِتُ واواً لضَمّ مَا قَبْلَها.
وَقَالَ الأُمَوِيّ:} المُوهِتُ: اللّحْمُ المُنْتِنُ، وَقد أَيْهَتَ
إِيهاتاً، وَقد مَرَّ ذِكْرُه. |