تاج العروس

(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)
سبذ
: (السَّبذَة، بالتَّحْرِيك) ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ وِعاءٌ (شِبْهُ المِكْتَلِ) إِلاّ أَنها مَتِينَةٌ، فَارسي (مُعَرَّب) سَبَدة، وَلَا تَجتمع السِّين والذال فِي كلمة من كَلَام الْعَرَب.
(وأَسْبَذُ، كأَحْمَدَ: د، بِهَجَرَ) بالبَحْرَيْنِ، وَقيل: قَرْيَةٌ بهَا.
(والأَسَابِذَ: نَاسٌ من الفُرْسِ) نَزَلُوا بهَا، وَقَالَ الخشنيّ: أَسْبَذُ: اسمُ رجلٍ بالفارِسِيّة، مِنْهُم المُنْذِر بن سَاوعى، صَحَابِيٌّ. قلْت: وَهُوَ المُنْذِرُ بنُ سَاوى بن الأَخنس بن يَمانِ بن عَمْرو بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مَالك بن حَنْظلة بن زَيْدِ مَناة بن تَمِيم الأَسْبَذِيّ، وَقَالَ ابْن الأَثير فِي حَدِيث ابنِ عَبَّاس (جَاءَ رَجُلٌ مِن الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: هم قَوْمٌ من المَجُوسِ، لَهُم ذِكْرٌ فِي حَدِيث الجِزْيَة قيل: كَانُوا مَسْلَحَةً لِحِصْنِ المُشَقَّرِ مِن أَرْضِ البَحْرَيْنِ، والجَمْعُ الأَسَابذَة. وَقَالَ الأَزهريّ: (وَلَا تَجتمِعُ السينُ والذالُ) والطاءُ والتاءُ (فِي عَرَبيّةٍ) فَلم يُسْتَعْمَل من جَمِيع وجوهها شَيْءٌ فِي مُصَاصِ كلامِ العَرَب، فأَمَّا قولُهم: هاذا قَضَاءُ سَذُومَ، بِالذَّالِ، فإِنه أَعجمّ، وكذالك البُسَّذُ، لهاذا الجَوْهَرِ، لَيْسَ بِعَرَبيّ، وكذالك السَّبَذَةُ فارسيّ.

(9/417)


(والسُّنْبَاذَجُ: حَجَرُ مِسَنَ، مُعَرَّبٌ) دَلّ على عُجْمَته وجودُ السِّين والذال، وَقد تقدّم أَيضاً فِي الجِيم بِنَاء على أَصالَتها، وأَورده هُنَا إِشارةً إِلى زيادتها، وأَن آخِرَ الْكَلِمَة ذالٌ.

ستذ
: واستدرك شيخُنَا لفظَ الأُستاذ، وَهُوَ من الأَلفاظ الدائرة الْمَشْهُورَة الَّتِي يَنْبَغِي التعرُّض لَهَا وإِيضاحها وإِن كَانَ عَجَمِيًّا، وَكَون الْهمزَة أَصْلاً هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيهِ صَنِيع الشهَاب الفيُّوميّ، لأَنه ذكره فِي الْهمزَة، وَقَالَ: الأُستاذ: كلمة أَعجميّة، وَمَعْنَاهَا الماهِرُ بالشيءِ الْعَظِيم، وَفِي شفاءِ الغليل: وَلم يُوجد فِي كلامغ جاهليَ، والعامّة تقولُه بِمَعْنى الخَصِيّ، لأَنّه يُؤَدّب الصِّغَار غَالِباً، وَقَالَ الْحَافِظ أَبو الخطّاب بن دِحْيَةَ فِي كتابٍ لَهُ سمّاهُ المُطرِب فِي أَشعار أَهْل المغرِب: الأُسْتَاذ: كلمةٌ ليستْ بِعَربيَّةٍ، وَلَا تُوجد فِي الشِّعْرِ الجاهليّ، واصطلَحَتِ العامَّةُ إِذا عَظَّمُوا المَحْبُوب أَن يخاطبوه بالأُستاذِ، وإِنما أَخذُوا ذالك مِن الماهرِ بِصَنْعَتِه، لأَنه ربّما كانَ تَحْتَ يدِه غِلمانٌ يُؤَدِّبهم، فكأَنَّه أُستاذٌ فِي حُسْنِ الأَدبِ، حَدَّثنا بهشذا جماعةٌ ببغدادَ، مِنْهُم أَبو الْفرج بن الجَوْزِيّ، قَالَ: سمعتُه من شيخِنَا اللُّغوِيّ أَبي مَنصور الجَوَالِيقي فِي كِتَابه المُعَرّب، من تأْليفه، قَالَه شيخُنَا. قلت:
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

سنبذ
: مَيْمُون بن سِنْبَاذ، بِالْكَسْرِ: صَحابيٌّ، قَالَه الحافِظ.
وسنبذ بن دَاوود، مَعْرُوف، قَالَه الذَّهبِيّ. قلت: وَهُوَ لَقَبٌ، واسمُه الحُسين بن دَاوُود، وَهُوَ من شُيُوخ البُخَارِيّ، قَالَه الْحَافِظ، وَولده جَعْفَر بن سنبذ، حَدَّثَ.

سفذ
: (أَسْفِيذَبَانُ) بِفَتْح فَسُكُون فَكسر الفاءِ وَسُكُون التحتيّة وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة والموحَّدة، أَهمله الْجَمَاعَة

(9/418)


وَهِي (: ة بأَصفهان، و) أُخرى (بِنَيْسَابُورَ، مِنْهَا) وَقيل من الَّتِي بأَصبهان (عبدُ الله بنُ الوَلِيد) الأَسْفِيذَبَانِيّ المُحَدِّث.

سمذ
: (السَّمِيذُ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (السَّمِيدُ) ، وَهُوَ الحُوَّارَى، وَقد تقدّم. (و) أَبو محمّد، وَيُقَال أَبو الْقَاسِم (عبدُ الله بن محمّد) بن عليّ بن زِيَاد، العَدْل (الدَّوْرَقِيُّ) ، نزَل بِنيْسَابُور على زِيادٍ، وكانَ يَعْمَل لَهُ السَّمِيذ، فَبَقيَ هَذَا الاسمُ على وَلَدِه بهَا، روعى عَن عبد الله بن محمّد بن شيروَيْهِ مُسنَدَ ابنِ رَاهَوَيْه، وَعنهُ عبد الرحمان بن حمدَان البَصْريّ، (ومحمّد بن محمّد بن عَلِيّ) ابْن أُخت بن طَبَرْزَد، سمع ابنَ الطَّلاّبة، وَعنهُ الكمالُ ابنُ الغُوَيْرَة بالإِجازة، (وعَمُّه) أَبو المكارم (المُبَارَكَ بنُ عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز بن أَحمد بن محمّد بن عَبدُوس الخَبار شِيخٌ صالحٌ بَغداديٌّ، عَن ابْن هَزَارْمَرْد، وَعنهُ بن طَبَرْزَد، مَاتَ سنة 539 (وأَبو القاسِم أَحمدُ بن) أَبي الفضلِ (أَحمدَ بن) أَبي غَالب (عَلِيّ) بن عبد الْعَزِيز البَغْدَادِيّ الْكَاتِب الدقَّاق الْمَعْرُوف بالشامَاتي، وُلِد سنة 544 ببغدَاد، وَسمع من أَبي الْوَقْت، قرَأْتُ فِي التكْمِلة للمُنْذِرِيّ مَا نصُّه: وسمَّاهُ بعضُهُم لاحِقاً، وبعضُهُم عَلِيًّا، وَالصَّوَاب أَن اسمَه كُنْيَتُه وَكَانَ فِي وَجْهِ شَامَةٌ، فنَسَبَ بعضُهُم فَقَالَ الشَّامَاتِيّ، وكانَ يَنبَغِي أَن يُقَال فِيهِ صاحِبُ الشَّامَة، توفِّيَ بِبَغْدَاد سنة 629، (السِّمِذِيّونَ، بِكَسْر السِّين وَالْمِيم والذال) ، وَمِنْه مَن شَدَّد الْمِيم، (مُحَدِّثُونَ) .