تاج العروس

(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)
شبذ
: (بَذُ، مُحرَّكَةً) ، أَهمله الْجَوْهَرِي والجماعَة، وَهِي (: ة بِأَبِيوَرْدَ) بخُرَاسَان، (مِنْهَا الحافظُ رَشِيدُ الدِّين

(9/419)


أَبو بكر أَحمد بن أَبي المَجْد إِبراهيم) بن مُحَمَّد (الخَالِدِيُّ) المَنِيعِيّ (الشَّبَذِيّ) الأَبِوَرْديّ، سمعَ عبدَ الجبّار الخواري، وأَبا الْمَعَالِي مُحَمَّد بن إِسماعيل الفارسيّ وأَجازاه فِي سنة 59 (وحَفِيدُه العَلاَّمَةُ شَمْسُ الدِّينِ إِبراهيم بن مُحَمَّد) بن أَبي بَكْر، سَمِعَ وتَفَقَّهُ، وُلِدَ ببلادِ التُّركِ سنة 621 وَمَات فِي صَفَرَ سنة 674 بأَصْفَهَانَ، (وابْنُه العَلاَّمةُ يَحْيَى) بن إِبراهيم، لقبه مُحْيي الدَين، صَدْرٌ إِمامٌ سمعَ من أَبِيه وَمن جَدّ وَمن جمَاعَة مِن مَشَايِخ تُرْكُسْتَان عِظامٍ، وَمَا وراءَ النَّهر، قَالَ أَبو العلاءِ الفَرَضِيّ: اجْتمعت بِهِ ببُخَار فِي سنة 67 ثمَّ بِبَغْدَاد سنة 77 لمّا قَدِمها وحضَرْتُ مَجْلِسَه، وابناه عِزُّ الدّين عبد الْعَزِيز ومُظْهِر الدّين عبد الحَقّ، سَمِعَا من جمَاعَة، قَالَه الْحَافِظ.

شبرذ
: (الشَّبَرْذَي) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: الشَّبَرْذَي هُوَ (السَّرِيعُ من الإِبل) ، كالشَّمرْذَي، بِالْمِيم، وأَلِفها للإِلحاق، (وَهِي) أَي النَّاقة (شَبَرْذَاةٌ) وشَمَرْذَاةٌ: نَاجِيَةٌ سَرِيعَة، عَن أَبي عَمرٍ و، قَالَ مِرْدَاسٌ الدُّبَيْرِيّ:
لَمَّا أَتَانَا رَامِعاً قِبِرَّاهْ
عَلَى أَمُونٍ جَسْرَةٍ شَبْرْدَاهْ
(و) الشَّبَرْذَي اسْم (رَجُل) ، وَله حَدِيث قَالَه ابنُ دُرَيد، وَقَالَ غيرُه هُوَ (مِنْ تَغْلِبَ) بن وَائِل، وأَنشد ابنُ دُرَيْد للجَحَّافِ بن حَكِيمٍ:
لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّبَرْذَي بِأَرْؤُسٍ
عِظَامِ الِلُّحَيى مُعْرَنْزِمَاتِ اللَّهَازِمِ
ويُرْوَى الشَّمَرْذَي، وَالْمِيم فِي كلّ ذالك لُغَة، قَالَه الأَزهَرِيّ.
(والشَّبْرَذَةُ: السُّرْعَة) فِيمَا أَخَذَ فِيهِ، كالشَّمْرَذَةِ.

شجذ
: (الشَّجَذَةُ: المَطَرَةُ الضَّعيفة) ، وَهِي فَوْقَ البَغْشَة (والمِشْجَاذُ: المقِلاَعُ) ، نقلَه الصاغانيّ وَقَالَ: كأَنّه بُنِيَ من

(9/420)


الثلاثيِّ، قَالَ عَمْرُو بن حُمَيْلٍ.
كَمْشُ التَّوَالِي رَيِّثُ النَّفَاذِ
دِرَّاتِ لاَ خَالٍ وَلَا مِشْجَاذِ
(وشَجَاذِ، كقَطَامِ، مَعْدُولٌ مِنْهُ) قَالَ عَمْرٌ وأَيضاً:
تَدُرُّ بَعْدَ الوَبَلَى شَجَاذِ
مِنْهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي
(وأَشْجَذَه الشيءُ: اشتَدَّ عَلَيْهِ وآذَاه) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) أَشْحَذَ (المَطَرُ: أَنْجَمَ بَعْدَ الإِثْجامِ) ، وَعَن الأَصمعيّ: أَشجَذَ المَطَرُ منذُ حِينٍ، أَي نأَى وبَعُدَ وأَقْلَعَ بعد إِثْجامِه.
(و) أَشْجَذَتِ (السَّمَاءُ: ضَعُفَ مَطَرُهَا) وسَكَن، قَالَ امرؤُ القَيْسِ يصف دِيمَةً:
تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ
وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ
يَقُول: إِذا أَقْلَعَتْ هاذه الدِّيمَةُ ظَهَر الوَتِدُ، فإِذا عادَتْ مَاطِرَةً وارتْهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال: أَشْجَذَت الحُمَّى، إِذا أَقْلَعَتْ. وقرأْت فِي التَّهْذِيب لِابْنِ القطّاع: أَشْجَذَ المَطَرُ إِذا أَقْلَع، وأَيضاً: دَامَ، وَهُوَ من الأَضداد، فتأَمَّلْ.

شحذ
: (شَحَذَ السِّكِّينَ، كَمَنَعَ) يَشْحَذُوهَا شَحْذاً (: أَحَدَّهَا) بالمِسَنِّ وغيرِه مِمَّا يُخْرِجُ حَدَّهُ، فَهُوَ شَحِيذٌ ومَشْحُوذٌ، قَالَه اللَّيْث، (كأَشْحَذَها) ، وهاذه عَن الصاغانيّ.
(و) شَحَذَ (الجُوعُ المَعِدَةَ: ضَرَّمَهَا) وقَوَّاها على الطَّعَامِ وأَحَدَّها، نَقله الصاغانيُّ.
(و) شَحَذَ (الرجُلَ: طَرَدَه) وساقَه، (كتَشَحَّذَه) تَشَحُّذاً.
(و) من المَجاز: شَحَذَه (بِعَيْنِه:) أَحَدَّهَا إِليه و (رَمَاهُ بهَا) حَتَّى أَصابَه بهَا، قَالَه اللِّحْيَانيُّ، وكذالك ذَرَقْتُه وَحَدَجْتُه.

(9/421)


(والشَّحَذَانُ، مُحَرَّكَةً: السَّوَّاقُ) ، مِنْ شَحَذْتُه، أَي سُقْتَه سَوْقاً شَدِيدا، (و) فِي الْمُحكم: الشَّحَذَانُ (: الجَائعُ) ، وَهُوَ من شَحَذَ الجُوعُ مَعِدَتَه، وَقد تَقَدّم. (و) الشَّحَذَان (: الخَفِيفُ فِي سَعْيِه) .
(والمِشْحَاذُ) ، بِالْكَسْرِ (: الأَكَمَةُ القَوْرَاءُ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب القَروَاءُ، كَمَا هُوَ بخطّ الصاغانيّ، الَّتِي ليستْ بِضَرِسَةِ الحِجَارةِ ولاكنَّها مُستَطِيلَة فِي الأَرْض، وَلَيْسَ فِيهَا شجَرٌ وَلَا سَهْلٌ. (و) قَالَ ابنُ شُمَيْل: المِشْحَاذُ (: الأَرْض المُسْتَوِيَةُ) فِيهَا حَصًى نَحْوُ حَصَى المَسْجدِ وَلَا جَبَلَ فِيهَا، وأَنكره أَبو الدُّقَيْش، (و) قيل: المِشْحَاذُ (: رأْسُ الجَبَلِ) إِذا تَحَدَّد، وَالْجمع المَشَاحِيذُ، قَالَه الفَرَّاءُ.
(والشَّحْذُ، كالمَنْعِ: السَّوْقُ الشديدُ، والغَضَبُ، والقَشْرُ) ، كلّ ذالك عَن الصاغانيّ، وفُلاٌ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ، أَي مَغضوب علَيْه، قَالَ الأَخطل:
خَيَالٌ لِأَرْوَى والرَّبَابِ ومَنْ يَكنْ
لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّبَابِ تُبُولُ
يَبِتْ وهْوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ وَلَا يُرَى
إِلَى بَيْضَتعيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيل
(و) من المَجاز: الشَّحْذ (: الإِلْحَاحُ فِي السُّؤال، و) يُقَال: (هُوَ شَحَّاذٌ) أَي (مُلِحٌّ) عَلَيْهِم فِي سُؤَالِه، قَالَ عَمْرو بن حُمَيْل:
بَقَى عَلَى الوَابِلِ والرَّذَاذِ
وكُلِّ نَحْسٍ سَاهِك، شَحَّاذِ
(وَلَا تَقُلْ شَحَّاثٌ) ، كَذَا حَقَّقه ابنُ بَرِّيّ فِي حَوَاشِيه، وَتَبعهُ المصنِّفُ، وإِن صحَّحه بعضُ اللغويين على جِهَةِ البَدَل، ونَسبَه الصاغانيُّ إِلى عَوَامِّ العِرَاقيّين، وَقَالَ: يُخْطِئون فِيهِ.
(والمِشْحَذُ) ، بِالْكَسْرِ (: المِسَنُّ، و) المِشْحَذ (: السَّائقُ العَنِيف) قَالَ أَبو نُخَيْلَة:
قُلْتُ لإِبْلِيسَ وهَامَانَ خُذَا
سَوْقاً بَنِى الجَعْفَراءِ سَوْقاً مِشْحَذَا
وَاكْتَنِفَاهُمْ مِنْ كَذَا ومِنْ كَذَا
تَكَنُّفَ الرِّيحِ الجَهَامَ الرُّذَّذَا

(9/422)


(ومُحَمّد بنُ أَبي شِحَاذٍ، ككِتَابٍ، شاعِرٌ ضَبِّيٌّ) ، نَقله الصغاغانيّ.
(و) محمّد (بن أَبي الفَتْحِ الشّحَّاذُ، كشَدَّاد، مُحَدِّث) أَصبهانيّ، عَن مَحْمودٍ الكَوْسَج، وَعنهُ جَعْفَر بن أَموشان.
(وشاحَذَت الناقَةُ عِند المَخَاضِ: رَفَعَتْ ذَنَبَها فأَلْوَتْه إِلْوَاءً شَديداً) ، نَقله الصاغانيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ شُحْذُوذٌ: (حَدِيدٌ) نَزِقٌ. وَعَن أَبي زيد: شَحَذَت السماءُ وحَلَبَتْ، وَهِي فَوْقَ البَغْشَةِ، وَفِي النَّوَادِر: تَشَحَّذَني فُلانٌ، وتَرَعَّفَنِي، أَي طَرَدَني وَعَنَّانِي.
وَمن المَجاز: اشْحَذْ لَهُ غَرْبَ ذِهْنِك، وهاذا كلامٌ مَشْحَذَةٌ لِلْفَهْمِ.
والتَّشَحُّذُ: الإِلْحَاحُ فِي السُّؤالِ، كَمَا فِي الأَساس.
والمَشَاحِيذُ: رُؤُوس الجِبَالِ، عَن الفَرَاءِ.
ومُحمّد بْن حامدِ بن حَمد الشَّحَّاذُ الصائغُ، رَوَتْ عَنهُ فاطمةُ بنتُ سَعْدِ الخَيْرِ بالإِجازة.
والشّحاذِيّ صاحبُ الجُزْءِ، مَشهورٌ.
وَقد سَمَّوْا شِحَاذَة. وأَبو شِحَاذَةَ من كُنَى الفَقْرِ.

شخذ
: (أَشْخَذَ الكَلْبَ) ، أَهمله الجوهريّ، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع، أَ (أَغْرَاه) ، وَفِي اللِّسَان والتكملة: يَمَانِيَةٌ.

شذذ
: ( {شَذَّ} يَشُذُّ) ، بِالضَّمِّ، على {الشُّذوذ والنُّدْرَة، (} ويَشِذُّ) ، بِالْكَسْرِ، على القياسِ، هاذا الَّذِي ذكَره أَئمّة الصَّرْف، وأَورده الشيخُ ابنُ مالِكٍ فِي مُصَنّفَاته، ( {شَذًّا} وشُذُوذاً) ، فَهُوَ {شاذٌّ، قَالَ شيخُنَا: وحكَى الشِّهَاب فِي يُونُس تَثلِيثَ المُضَارِع، وَهُوَ غَيْرُ مَعْروف، وَلَا وَجْهَ المُضَارِع، وَهُوَ غَيْرُ مَعْروف، وَلَا وَجْهَ للفَتْحِ إِلاَّ إِذا ثَبَتَ كَسْرُ مَاضِيه، وَلم يَذْكُرُوه، وَالله أَعلم، وَفِي الْمُحكم: شَذَّ الشيْءُ} يَشِذُّ {ويَشُذُّ} شَذًّا! وشُذُوذاً (: نَدَرَ عَن الجُمْهورِ)

(9/423)


وخَرَج عَنْهُم. وَزَاد غَيره: وانفَرَد. وَقَالَ الليثُ: شَذَّ الرجُلُ، إِذا انْفَرَدَ عَن أَصحابِه، وكذالك كُلُّ شيءٍ مُنْفَرِد فَهُوَ شاذٌّ، ( {وشَذَّه هُوَ، كَمدَّه) ،} يَشُذُّه (لَا غَيرُ، {وشَذَّذَه} وأَشَذَّه) أَنشد أَبو الفَتح بن جِنِّى:
{- فَأَشَذَّنِي لِمُرُورِهِمْ فكَأَنَّنِي
غُصْنٌ لِأَوَّلِ عَاضِدٍ أَو عاصِفِ
قَالَ: وأَبَى الأَصمَعِيُّ} شَذَّهُ، وسَمَّى أَهلُ النحْوِ مَا فَارَقَ مَا عَلَيْهِ بَقِيَّةُ بابِه وانفَرَدَ عَن ذالك إِلى غَيْرِه {شَاذًّا، حَمْلاً لهاذا المَوْضِع على حُكْمِ غَيْرِه. وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: هُوَ} شَاذٌّ عَن القِيَاس، وهاذا مِمَّا يَشِذُّ عَن الأُصول، وكَلِمَةٌ {شَاذَّةُ، وهاذه عَن اللَّيْث.
(و) جاؤُوا} شُذَّاذاً، ( {الشُّذَّاذُ) كرُمَّان (القِلاَلُ، و) قَوْمٌ} شُذَّاذٌ، وَهُوَ (الذينَ لمْ يَكُونوا فِي حَيِّهم ومَنَازِلِهِم) ، وعِبَارة الْمُحكم: الذينَ يَكُونُونَ فِي القَوْمِ لَيْسُوا فِي قَبَائِلهم وَلَا مَنَازِلهم، وَهُوَ مَجاز، وَفِي حَدِيث قَتادَةَ وذَكَر قَوْمَ لُوطٍ فَقَالَ: (ثُمَّ أَتْبَعَ {شُذَّانَ القَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً) أَي منْ} شَذَّ مِنهم وخَرَجَ عَنْ جَماعته، وَهُوَ جَمْعُ {شَاذٍّ مثْل شَابَ وشُبَّانِ.
(} والشِّذَّانُ، بِالْكَسْرِ: السِّدْرُ) .
(و) {الشَّذَّانُ، (بالفَتْحِ والضمّ: مَا تَفَرَّق مِن الحَصَى وغيرِه) كالإِبل وَنَحْوه، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي الأَساس، فَمن قَالَ} شُذَّان، بالضمّ، فَهُوَ جَمْع {شَاذٍّ، وَمن قَالَ بِالْفَتْح فَهُوَ فَعْلاَنُ، وَهُوَ مَا} شَذَّ من الحَصَى، قَالَ ابنُ سِيَه، {وشُذَّانُ الحَصَى ونَحْوِه: مَا تَطايَر مِنه، وحكَى ابنُ جِنِّى الفَتْحَ تَبَعاً للجوهرِيّ، قَالَ امرُؤ القَيْسِ:
تُطَايِر} شَذَّانَ الحَصَى بِمَنَاسِمٍ
صِلاَبِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرَا
وَفِي كِتَاب الْفرق لِابْنِ السَّيِّد: {وشَذَّ الحَصَى، إِذا تَفَرَّق،} وأَشَذَّتْه

(9/424)


الناقَةُ، إِذا فَرَّقَتْه، ومثلُه لِابْنِ القَطَّاع، قَالَ امْرُؤ القَيْس:
كَأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ {تُشِذُّه
صَلِيلُ زُيوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا
وَفِي الصِّحَاح:} وشَذَّانُ الإِبل {وشُذَّانُها: مَا افْتَرَقَ مِنها، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ. .:
} شُذَّانُهَا رِائِعَةٌ لِهَدْرِه
( {وشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ: مُحَدِّث، واسْمه هِلالٌ) ، كَذَا فِي التبصير، وَهُوَ أَبُو عُبَيْدَة اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ، صَدوقٌ، لَهُ أَوْهَامٌ وأَفْرَاد، من الْعَاشِرَة.
(و) يُقَال: (} أَشَذَّ) الرجلُ، إِذا (جاءَ بِقَوْلٍ شَاذَ) نادِرٍ.
(و) {أَشَذَّ (الشَّيْءَ: نَحَّاه وأَقْصَاه) .
وَيُقَال:} شَاذٌّ، أَي مُتَنَحَ، وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: يُقَال: مَا يَدَعُ فُلانٌ {شَاذًّا وَلَا نادًّا إِلاَّ فَعَله، إِذا كَانَ شُجاعاً لَا يَلقَاهُ أَحدٌ إِلاَّ قَتَلَه.
وَقَالَ ابْن القَطَّاع:} أَشَذَّه: فَرَّقَه، وَقيل {شَذَّه} وأَشَذَّه بِمَعْنى.

شرذ
: (فَشَرِّذْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم) وَهُوَ قَول الله عزّ وجلّ فِي كِتابه الْعَزِيز، أَهمله الجوهَرِيّ، وَقد جاءَ (بِالذَّالِ المُعْجَمة) فِي (قراءَة الأَعْمَشِ) ، ونبّه عَلَيْهِ البيضاويّ وَغَيره، لاكنه لم يَعْزُها لأَحَدٍ، وَقَالَ الشِّهاب فِي العنايَة: وقُرِىء: فَشَرِّذْ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَهُوَ بِمَعْنى الْمُهْملَة، (وَقَالَ) أَبو الْفَتْح (بنُ جِنِّي) فِي كتاب المُحْتَسب وغيرِه (: لم يَمُرَّ بِنَا فِي اللُّغَةِ تركيب: شَرِّذ، وكأَنَّ الذَال بَدَلٌ من الدّالِ) : لتقارب مخرجيهما، وَقد أَشرْنا إِلى ذالك فِي أَوّل الْحَرْف، قَالَ شَيخنَا: وَقيل: إِنه مقلوب مِن شَذَر، وَمِنْه شَذَرَ مَذَر للتفرُّق، وذهبَ بعضُ أَهلِ اللُّغَة إِلى أَنها مادّة مَوْجُودَة مستعملة، وَمَعْنَاهَا التَّنْكِيل، وَمعنى المهمل التَّفْرِيق، كَمَا قَالَه قُطْرُب، لاكنها نادِرة.

شربذ
: (الشَّرَنْبَذُ، كغَضْنْفَرِ) ، أَهمله

(9/425)


الجوهريّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (الغَلِيظُ) ، كالجَرَنْبَذِ.

شعذ
: (الشَّعْوَذَة) ، أَهمله الجوهَريّ، وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ (خِفَّةٌ فِي اليَدِ) ومَخَارِيقُ (وأُخَذٌ كالسِّحْرِ يُرَى الشيءُ بِغَيْرِ مَا عَلَيْهِ أَصْلُه فِي رَأْيِ العَيْنِ) : وَفِي كَلَام بَعضهم: هُوَ تَصْوِيرُ الباطلِ فِي صُورَةِ الحقّ، (وَهُوَ مَشْعُوِذٌ) ، بِكَسْر الْوَاو، (ومُشَعْوَذٌ) بِفَتْحِهَا.
(و) الشَّعْوَذة: السُّرْعَة. وَقيل: هُوَ الخِفَّة فِي كلِّ أَمرٍ، وَمِنْه (الشَّعْوَذِيُّ: رَسُولُ الأُمَرَاءِ عَلى البَرِيدِ) فِي مُهِمَّاتِهِم، سُمِّيَ بِل سُرعته، وَقَالَ اللَّيْث: الشَّعْوَذَة والشَّعْوَذِيُّ مستعمَل، وَلَيْسَ من كَلَام أَهل البادِيَة.
(وغالِبُ بنُ شَعْوَذٍ) الأَزْدِيّ، عَن أَبي هريرَة، فَرْدٌ، (وشَعْوَذُ بنُ عبد الرحمانِ) الأَزديّ، عَن خالدِ بن مَعْدَانَ، (و) شَعْوَذ (بنُ خُلَيْدَةَ) ، عَن أَبي هَارُون العَبْدِيّ (مُحَدِّثَانِ) ، هَكَذَا بِلَفْظ التثنيه فِي النّسخ، وَالصَّوَاب: مُحَدِّثُون (و) شَعْوَذُ (بنُ مَالِك) بن عَمْرِو بن نُمَارَة بن لَخْمٍ (رَهْطُ النُّعْمَانِ ابنِ المُنْذِرِ) مَلِكِ الحِيرَةِ.

شعبذ
: (المُشَعْبِذُ) بِكَسْر الباءِ وَفتحهَا، أَهمله الجوْهَرِيّ، وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ (المُشَعْوَذُ) بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا (وَقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ) قَالَ الثعالبي فِي (الجنى المحبوب الْمُلْتَقط من ثمار الْقُلُوب) : لَا أَصل لقَولهم مشعْبذ، وإِنما هُوَ بِالْوَاو، ويكنى أَبا العَجَب، قَالَ أَبو تَمام.
مَا الدَّهْرُ فِي فِعْلِه إِلاَّ أَبُو العَجَبِ
قَالَه شَيخنَا، وَقد أَثبته الزمخشريُّ وَغَيره، وَتقول الْعَامَّة: الشَّعْبَثَة.

شقذ
: (الشَّقَذَانُ، محرّكَةً: الَّذِي لَا يَكَادُ يَنام، كالشَّقِيذِ والشَّقِذِ) . الْأَخير

(9/426)


ككَتِفٍ. وَفِي التَّهْذِيب: وإِنه لَشَقِذُ العَيْنِ، إِذا كَانَ لَا يَقْهَرُهُ النّعَاس، زَاد الجوهَرِيُّ: وَلَا يكون إِلاَّ عَيُوناً، يُصيب الناسَ بالعَيْنِ، قَالَ ابْن سَيّده: (و) هُوَ العَيُون (الَّذِي يُصِيبُ الناسَ بالعَيْنه كالشَّقْذِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (أَو) هُوَ (الشَّدِيدُ البَصَرِ السَّرِيعُ الإِصابَةِ) ، وَقد (شَقِذَ، كفَرِحَ) ، شَقَذاً. (و) الشَّقِذُ والشَّقَذَانُ: (الحِرْبَاءُ، ج شِقْذَانٌ، بِالْكَسْرِ) ، مثْل كَرَوَانٍ وكِرْوَانٍ. وَقيل: هُوَ حرباءُ دَقيقٌ مَعصوبٌ صَعَلُ الرأْسِ يَلْزَقُ بِسُوقِ العِضَاهِ. (و) الشَّقَذَانُ (: الذِّئْبُ) والصَّقْرُ، (ويُكْسَرُ) ، عَن ثَعْلَبٍ (كالشِّقْذِ) بِفَتْح فَسُكُون. (و) الشِّقْذَانُ، (بِالْكَسْرِ الحَشَرَاتُ كُلُّهَا والهَوَامُّ) ، كالضَّبّ والوَرَلِ والطُّحَنِ وسَامَ أَبْرصَ والدَّسَّاسَةِ، واحدته شِقْذَةٌ، وَجعلت امرأَةٌ من الْعَرَب الشِّقْذَانَ واحِداً، فَقَالَت تَهجو زَوجَها وتُشَبِّهه بالحِرْبَاءِ:
إِلَى قَصْرِ شِقْذَانٍ كَأَنَّ سِبَالَهُ
وَلِحْيَتَه فِي خُرْؤُمَانٍ مُنَوِّرِ
الخُرْؤُمَانَةُ: بَقْلَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيح تَنْبُت فِي الأَعْطَانِ والدِّمَنِ، وأَورده الأَزهَرِيُّ هاذا البيتَ مُسْتَشْهِداً بِهِ على الواحدِ من الحَرَابِيِّ.
(و) الشِّقْذَانُ، بالسكر: (فِرَاخُ الحُبَارَى والقَطَا) ونَحْوِهما.
(والشُّقَذُ، كصُرَدٍ: وَلَدُ الحِرْبَاءِ، ويُفتح ويُكْسَر) ، الثلاثَة عَن اللِّحيانيّ، (ج) ، أَي جمْع كلّ ذالك (شِقْذَانٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وشُقَاذَى) ، قَالَ يَصِف الحُمُرَ.
فَرَعَتْ بِهَا حَتَّى إِذَا
رَأَتِ الشُّقَاذَى تَصْطَلِى
اصْطِلاؤُها: تَحَرِّيها للشمْسِ فِي شِدَّةِ الحَرّ، وَقَالَ بعضُهم: الشُّقَاذَى فِي هاذا البيتِ: الفَرَاشُ، وَهُوَ خَطَأُ، لأَن

(9/427)


الفَرَاش لَا يَصْطَلِي بالنَّارِ.
(والشَّقْذَاءُ: العُقَابِ الشَّدِيدةُ الجُوعِ) والطَّلَبِ، قَالَ يَصِفُ فَرَساً:
شَقْذَاءُ يَحْتَثها فِي جَرْيِهَا ضَرَم
(كالشَّقَذَى، كجَمَزَى) ، أَي مُحَرَّكة، (و) من الأَمثال ((مَالَه شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ) ، مُحَرَّكتينِ، أَي) مَاله (شَيْءٌ) ، نقلَه الصاغَانيُّ، (وَمَا بِهِ) ، أَي المتاعِ، كَمَا ورد الْمثل مُصَرَّحاً بِهِ (شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ، ويُضَمَّانِ، أَي) لَيْسَ بِهِ (غَيْبٌ، و) كَلامٌ لَيْسَ بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ، أَي نَقْصٌ وَلَا (خَلَلٌ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: مَا بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ، أَي مَا بِهِ حَرَاكٌ، وَزَاد الميدانيُّ فِي الأَمثال (مَا دُونَه شَقَذٌ ولاَ نَقَذٌ) أَي شَيءٌ يُخَافُ أَو يُكْرَه، (و) عَن الأَصمعيّ (أَشْقَذْتُه فشَقَذَ) ، هُوَ (كضَرَبِ وعَلِمَ) يَشْقِذُ ويَشْقَذُ أَي (طَرَدْتُه فَذَهَبَ) وبَعُدَ، وَهُوَ شَقِذٌ وشَقَذَانٌ، بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ عَامِرُ بن كَثير المُحَارِبيّ:
فَإِني لَسْتُ مِنْ غَطَفَانَ أَصْلِي
وَلاَ بَيْنِي وبَيْنَهُمُ اعْتِشَارُ
إِذَا غَضِبوا عَلَيَّ وأَشْقَذُونَّى
فَصِرْتُ كَأَنَّنِي فَرَأٌ متَار
(والمُشَاقَذَةُ: المُعَادَاةُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
طَرْدٌ مِشْقَذٌ: بَعِيدٌ، قَالَ بَخْدَجٌ:
لاَقَى النُّخَيْلاَتُ حِنَاذاً مِحْنَذَا
مِنِّى وَشلاَّ للأَعَادِى مِشْقَذَا
أَراد أَبَا نُخَيْلَة، فَلم يُبَلْ كَيفَ حَرَّف اسْمَه، لأَنه كَانَ هاجِياً لَهُ.
والشَّقْذَانَةُ: الخَفِيفَةُ الرُّوحِ، عَن ثعلبٍ، وامرأَةٌ شَقْذَانَةٌ: بَذِيئَة سَلِيطَةٌ: وهاذا من التَّهْذِيب.

شمذ
: (شَمَذَتِ الناقَةُ تَشْمِذُ) ، بالكسرِ

(9/428)


(شَمْذاً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وشِمَاذاً) ، بِالْكَسْرِ، (شُمُوذاً) ، بالشم، (وَهِي شامِذٌ، من) نُوقٍ (شَوَامِذَ وشُمَّذٍ) ، كرُكَّع ورَاكِعٍ، أَي (لَقِحتْ فشالَتْ ذَنبَها) ، وَفِي بعض النّسخ: بِذَنَبِه. ا (لِتُرِيَ اللِّقَاحَ) بذالك، ورُبَّما فَعَلَتْ ذالك مَرَحاً ونَشاطاً، قَالَ الشاعرُ يصف ناقَةً:
عَلَى كُلِّ صَهْبَاءٍ العَثَانِينَ شَامِذٍ
جُمَالِيَّة فِي رَأْسِها شَطَنَان
قَالَه الليثُ، وقَول بَخْدَجٍ يهجو أَبا نُخَيْلَة:
وقَافِيَاتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذَا
إِنما ذالك مَثَلٌ، شَبَّه القَوَافِي بالإِبِل الشُّمَّذِ، وَهِي الَّتِي تَرفَع أَذنَابَها نَشاطاً (ومَرَحاً) أَو لِتُرِيَ اللِّقَاحَ، وَقد يجوز أَن يكون شَبَّهَهَا بالعَقَارِب لِحِدَّتِهَا وشِدَّةِ أَذْنَابِهَا، كَمَا سيأْتي.
(و) عَن شَمِرٍ: شَمَذَ (إِزَارَه: رَفَعَه) إِلى رُكْبَتَيْهِ، يُقَال: اشْمِذْ إِزارَك، أَي أَرْفَعْهُ، ورَجَلٌ شَمَذَانٌ، إِذا كَانَ كذالك. (و) يُقَال: شَمَذَت (النَّخْلُ) إِذا (أُبِّرَتْ، ونَخِيلٌ شَوَامِذُ) ، وأَنشد الأَصمعيّ لِلَبيدٍ.
بَيْنَ الصَّفَا وخَلِيجِ العَيْنِ سَاكِنَةٌ
غُلْبٌ شَوَامِذُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الحَصَرُ
وَقَالَ: حَصِرَ النّبْتُ، إِذا كَانَ فِي مَوْضِعٍ غَلِيظٍ ضيِّق فَلَا يُسْرِع نَبَاتُه.
(و) شَمَذَتِ (المَرْأَةُ فَرْجَها) ، إِذا (حَشَتْه بِخِرْقَةٍ خَشْيَة خرُوجِ، رَحِمِهَا) . وبينَ حَشَتْه وخَشْيَة الجِنَاسُ المُصَحَّف، قَالَ الجُمَيح:
تَشْمُذ بِالدِّرْع والخِمَارِ فَلَا
تَخْرُجُ منْ جَوْفِ بَطْنِهَا الرَّحِمُ
(والمِشْمَذُ) : بِالْكَسْرِ (: العِمَامَةُ) ، كالمِشْوَذِ، عَن الصاغَانيّ.
(والأَشْمَذَةُ واليَشْمَذَةُ، بفتحهما:

(9/429)


السَّرِيعةُ الطَّيَرَانِ) من الطُّيروِ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) قيل (الشَّامِذُ) من الإِبلِ (: الخَلِفَةُ) قَالَ، أَبو زُبَيْدٍ يَصِف حِرْبَاءَ:
شَامِذاً تَتَّقِى المُبِسَّ عَلَى المُرْ
يَةِ كَرْهاً بِالصِّرْفِ ذِي الطُّلاَّءِ
يَقُول: النَّاقَةُ إِذا أُبِسّ بهَا اتَّقَت المُبِسَّ باللَّبَنِ، وهاذه تَتَّقِيه بالدَّمِ، وهاذا مَثَلٌ، (والعَقْرَبُ) شامِذٌ مِن حيثُ قيلَ لِمَا شَالَ مِنْ ذَنَبِها: شَوْلَةٌ.
(واليَشْمَذَانُ) ، هاذا هُوَ الأَصل، (والشَّيْذَمَانُ) مَقْلُوبُه، وَهُوَ (الذِّئْبُ) ، سُمِّيَ بِهِ لِشُمُوذِهِ بِذَنبِه، عَن ابْن دُرَيد، (و) قَالَ أَبو الجَرَّاحِ: مِن الكِبَاشِ مَا يَشْتَمِذُ، وَمِنْهَا مَا يَغُلُّ، (الاشْتِمَاذُ: أَن يَضْرِبَ الأَلْيَةَ حتَّى تَرْتَفِعَ فَيَسْفِدَ) ، والغَلُّ: أَنْ يَسْفِدَ مِن غَيْرِ أَن يَفْعَل ذالك.
(وَيُقَال: الحَبَلَةُ فِي شَمَذَتِها، مُحَرَّكةً) ، والحَبَلَةُ، بالتَّحْرِيك: حَبْلُ الكَرْمَةِ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ، (وذالك أَنَّهم يُدْنُون إِلى الحَبَلةِ شَجَرَة تَرتفِع عَلَيْهَا) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَشْمَذَانِ: موضعانِ أَو جَبَلانِ، قَالَ رِزَاحٌ أَخو قُصَيِّ بنِ كلابٍ:
جَمَعْنَا مِنَ السِّرِّ مِنْ أَشْمَذَيْنِ
وَمِنْ كُلِّ حَيَ جَمَعْنَا قَبِيلاَ
وَفِي مُعْجم البكريّ: جَبَلانِ بَين المدينةِ وخَيْبَرَ يَنزِلُه جُهَيْنةُ وأَشجَعُ.
وقالُوا للنَّحْلِ: شُمَّذٌ، لأَنَّها تَرْفَع أَذنَابَهَا، نَقله شَيخنَا.

تَابع كتاب وَرَجُل شَمَذَانٌ، مُحَرّكةً: يَرْفَعُ إِزَارَه إِلى رُكبَتَيْهِ، عَن شَمِرٍ.

شمرذ
: (الشَّمَرْذَي) ، أَهمله الجوهَرِيّ، وَقَالَ الصاغانيّ: هُوَ (كالشَّبَرْذَي فِي مَعَانِيها) الَّتِي تَقَدَّم ذِكرُها، (و) الْمِيم (لُغَةٌ) أَيضاً (فِي الشَّبَرْذَي التَّغْلِبِيّ) ، مِن

(9/430)


رِجَالاَتِ تَغْلِبَ، وناقَةٌ شَمَرْذَاةٌ وشَبْرْذَاةٌ: سَرِيعَةٌ ناجِيَةٌ.
والشَّمْرَذَة: السُّرْعَة، وَقَول الشَّاعِر:
لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّمَرْذَى بأَرْؤُسٍ
عِظَامِ الِلُّحَى مُعْرَنْزِماتِ اللَّهَازِمِ
قَالَ: أَحْسبه نَبْتاً أَو شَجَراً، كَذَا فِي اللِّسَان.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ هُنَا:

شمشذ
: الشمشَاذ، مُعَرَّب شمْشادَ، وَهُوَ شَجَرُ السَّرْوِ، ويُسَمَّى آزَادْدرَخْت.

شمهذ
: (الشَّمْهَذُ) ، كجَعفَرٍ، أَهمله الجوهريُّ، وَهُوَ من الْكَلَام (: الحَدِيدُ) ، وَقيل: الخَفِيفُ.
(والشَّمْهَذَةُ: التَّحْدِيدُ) ، عَن أَبي سَعِيدٍ، (وتَرْقِيقُ الحَدِيدِ) ، يُقَال: شَمْهَذَ حَدِيدَتَه، إِذا رَقَّقَهَا وحَدَّدَهَا.
(و) قَالَ أَبو سعيد: الشَّمْهَذُ (مِنَ الكِلابِ: الخَفِيفَةُ الحَدِيدَةُ أَطرَافِ الأَنْيَابِ) ، قَالَ الطِّرِمَّاح يَصِف الكِلابَ:
شَمْهَذٌ أَطْرَافُ أَنْيَابِهَا
كَمَنَاشِيلِ طُهَاةِ اللِّحْامْ
وَذكره صاحبُ اللسانِ فِي الدَّال المُهْمَلَة، وَقد نَبَّهْنَا عَلَيْهِ، فراجِعْه.

شنبذ
: أَبو الْحسن (محمّد بن أَحمد) بن أَيُّوب بن الصَّلْت (بن شَنَبُوذَ) ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللِّسَان، وَقَالَ الصاغَانيُّ هُوَ (بِفَتْح الشينِ والنُّونِ) وَبِه يُعْرَف، ولَهِجَت العامَّةُ بِسُكُون النُّون، وَفِي أَصْل الرّشاطِيّ بتَشْديد النونِ، بغدادِيٌّ، أَخذَ القراءَة عَرْضاً عَن قُنْبُلٍ وَإِسحاق الخُزاعىّ، وروى عَنهُ القِرَاءَةَ عَرْضاً

(9/431)


عبدُ الله بنُ المُطرّز، وَكَانَ (مُجَاب الدَّعْوَةِ) ، وذالك أَنَّه دعَا عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ أَنْ يَقْطَع الله يَدَه ويُشَتِّتَ شَمْلَه، فاسْتُجِيب فِيهِ، لأَنه الَّذِي شَدَّدَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ ونَفَاه مِن بغدادَ إِلى البَصْرَة، وَقيل: إِلى المَدَائِن، قَالَه شيخُنَا، ومُقْتَضَى عِبَارَة المقريزِيّ فِي تَارِيخه أَن الَّذِي استجابَ الله دُعَاءَه فِي ابنِ مُقْلَةَ هُوَ الشَّرِيف إِسماعيل ابْن طَبَاطَبَا العَلَوِيّ. قلت: وَلَا مَانع من الجَمْع، وَفِي كُتب الأَنساب: تَفَرَّدَ بِقِرَاءَات شَوَاذَّ كَانَ يَقْرَأَ بهَا فَفِي المِحْرَابِ، وأُمِر بالرُّجوع فَلم يُجِبْ، فأَمَر ابنُ مُقْلَةَ بِهِ فصُفِعَ، فَمَاتَ سنّ 323، وشَنَبوذ يُصْرَف وَلَا يُصْرف، قَالَه ابنُ التِّلِمْسَانِيّ، وَقَالَ الشِّهابُ: هُوَ عَلَمٌ أَعجمِيٌّ ممنوعٌ من الصَّرْفِ، وو جَدُّ أَبي الحَسَنِ المَذْكورِ، حَدَّثَ عَن أَبي مُسْلِم الكجِّيّ، وبِشْرِ بن مُوسى، وَعنهُ أَبو بكر بن شَاذَانَ، وأَبو حَفْص بن شاهِين، ويُوجَدُ فِي بعض نُسَخ الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ: أَحمدُ بن أَحمدَ بن شَنَبُوذ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَاب محمّد بن أَحمد، كَمَا للمصنِّف (وعَلِيُّ ابنُ شَنَبُوذَ) ، ضَبْطُه مثْلُ الأَوّل (وَكِلَاهُمَا من القُرَّاءِ) .
(وأَحْمَدُ بن محمّد بن شَنْبَذَ) ، كجَعْفَر: (قاضِي الدِّينَوَرِ، مُحَدِّث) ، حَكَى عَنهُ السراج فِي اللمع، قَالَ الْحَافِظ: وأَبو الْقَاسِم شَنْبَذَ بن عُمَر بن الحُسَيْن بن حَمَّادٍ القَطَّان، سَمِعَ مِنْهُ طاهِرٌ النيسابُورِيّ وضَبَطه.
وَبَقِي عَلَيْهِ:
أَبو الفَرَج محمّد بن أَحمدَ بن إِبراهيم بن علام الشَّنَبُوذِيّ، قرأَ عَليّ ابنِ شَنَبُوذَ فَعُرِف بِهِ، ضَعِيفُ الرِّوايَةِ عَن أُسْتَاذِه وغيرِه، على كَثْرَةِ عِلْمِه، تُوفِّيَ سنة 388.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شِنَابَاذ، بِالْكَسْرِ: قَرْيَةٌ مِن بَلْخ، مِنْهَا أَبو الْقَاسِم عبد الرحمان بن محمّد بن حَامِد البَلْخِيّ الشِّنَابَاذِيّ الزاهِد، مُكْثِرُ الحديثِ، صَحِبَ أَبا بكرٍ الورَّاقَ وغيرَه، توفّي سنة 355.

(9/432)


شنذ
: وَفِي النِّهَايَة لِابْنِ الأَثير، فِي حَدِيث سَعْدِ بن مُعَاذٍ لما حُكِّم فِي بني قُرَيْظَةَ (حَمَلُوه على شَنَذَةٍ من لِيفٍ) ، هِيَ بِالتَّحْرِيكِ، شِبْه إِكَافٍ يُجْعَل لِمُقَدِّمَتِه حِنْوٌ، قَالَ الخطَّابيُّ: وَلست أَدرِي بأَيِّ لِسان هُوَ.

شوذ
: ( {المِشْوَذ، كمِنْبَرٍ: العِمَامَةُ،} كَالمِشْوَاذِ، ج {المَشَاوِذُ} والمَشَاوِيذُ) ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أَبي مُعَيْطٍ، وَكَانَ قد وَلَى صَدقاتِ تَغْلِبَ:
إِذَا مَا شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي {بِمِشْوَذٍ
فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَةَ وَائِلِ
يُرِيد: غَيَّالكِ مَا أَطْوَلَه مِنّي. وَفِي الحَدِيث (أَنَّه بَعَثَ سَرِيَّةً، فَأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا علَى} المَشَاوِذِ والتَّسَاخِينِ) ، قَالَ أَبو بكر: المَشَاوِذُ: العمَائم، واحِدُها {مشْوَذ، وَالْمِيم زائدةٌ، وَشَاهد} المِشْوَاذِ قولُ عَمْرِو بن حُمَيْلٍ.
كَأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلاَّذِ
ذَرْعُ اليَمَانِينَ سَدَى {المِشْوَاذِ
(و) } المِشْوذ (: المَلِكُ) المُتَوَّج. (و) المِشْوَذ (: السَّيِّدُ) المُطاعٌ.
(و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال: فُلانٌ (حَسَنُ {الشِّيذَةِ) . بِالْكَسْرِ. (أَي العِمَّةِ) .
(و) يُقَال: هُوَ (خَيْرُ} الأَشَاوِذِ) ، أَي (خَيْرُ الخَلْقِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
( {وأَشْوَذُ بنُ سَامِ بن نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ) ، وَهُوَ أَخو أَرْفَخْشذ وإِرَم ولاَوَذ. وغَيْلَم ومَاش والمَوْصِل، وولَدَ} أَشْوَذُ يَبْرَسَ، وَهُوَ أَبو الفُرْسِ وبهم سُمِّيَت فارِسُ، وَكَانَ مِنْهُم الأَكاسِرَة. هاذا قولُ بَضِ العُلمَاءِ، والإِجماع عِنْد النسَّابين أَن الفُرْس من نَسْل كيومرث بن تفيس بن إِسحاق بن إِبراهِيم، عَلَيْهِمَا السَّلَام، وَعَلِيهِ العملُ، كَذَا فِي المُقَدِّمة الفاضِليَّة لِابْنِ الجَوَّانِيّ النَّسَّابَة.
(و) قَالَ أَبو زيد: ( {شَوَّذْتُه} فتَشَوَّذَ

(9/433)


{واشْتَاذَ) ، أَي (عَمَّمْتُه فتَعَمَّمَ واعْتَمَّ) .
(و) قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَحسبه أُخِذَ من قَوْلك} شَوَّذَت (الشَّمْسُ) إِذَا (مَالَتْ للمَغِيبِ) ، وذالك أَنّهَا كانَتْ غُطِّيَتْ بهاذا الغَيْمِ، قَالَ الشَّاعِر:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ {شَوَّذَتْ
لَدَى سَوْرَةٍ مَخْشِيَّةٍ وحِذَارِ
هَكَذَا أَنشَدَه شَمِرٌ (و) جاءَ فِي شِعْرِ أُمَيَّةَ:
} وَشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذَا طَلَعَتْ
بِالجُلْبِ هِفًّا كَأَنَّهُ كَتَمُ
يُقَال! شَوَّذَ (السَّحَابُ الشَّمْسَ) إِذا (عَمَّها) قَالَ أَبو حَنِيفة، أَي عُمَّمَتْ بالسَّحَاب. (و) قَالَ الأَزهريُّ: أَرادَ أَنَّ الشَّمْسَ طَلَعَتْ فِي قَتَمَةٍ كأَنَّها عُمِّمَتْ بِالغُبْرَةِ الَّتِي تُضْرِب إِلى الصُّفْرَةِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ الجَدْبِ والقَحْطِ، أَي (صَارَ حَوْلَها خُلَّبُ سَحَابٍ رَقِيقٍ لَا ماءَ فِيهِ) وَفِيه سُفْرَة، وكذالك تَطْلُع الشمسُ فِي الجَدْبِ وقِلَّة المَطَرِ، والكَتَمُ: نَبَاتٌ يُخْتَضَبُ بِهِ.