تاج العروس (فصل الْغَيْن مَعَ السِّين)
غ ب س
الغَبَسُ، مُحَرَّكَةً، لُغَةٌ فِي الغَبَشِ، لِوقْتِ الغَلَسِ، قَالَه
اللِّحْيَانِيّ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(مِنَ السَّرَابِ والقَتَامِ المَسْمَاسْ ... مِنْ خِرَقِ الآلِ
عَلَيْهِ أَغْبَاسْ)
وحَكاهُمَا يَعْقُوبُ فِي المُبْدَلِ، وأَنشد:
(ونِعْمَ مَلْقَى الرِّجالِ مَنْزِلُهُمْ ... ونِعْمَ مَأْوى
الضَّرِيكِ فِي الغَبَسِ)
(16/299)
وقِيل: غَبَسُ اللَّيْلِ: ظَلاَمُه مِن
أَوَّلِه، وغَبَشُه: مِن آخِرِه، ونَقَل شيخُنَا عَن الخَطَّابِيّ مَا
يُخالف هَذَا، فإِنّه قَالَ عَنهُ: الغَبَسُ والغَلَسُ فِي آخِرِ
اللَّيْلِ، وَيكون الغَبَشُ فِي أَوَّلِ الليلِ، فتأَمَّلْ.
والغُبْسَةُ، بالضَّمِّ، الظُّلْمَةُ، كالغَبَسِ، أَو هما بَيَاضٌ
فِيهِ كُدْرَةٌ، وَهُوَ لَونُ الرَّمادِ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ:
الغُبْسَةُ: لَوْنٌ بَيْنَ الطُّلْسَةِ والغُبْرَةِ، ورَمَادٌ
أَغْبَسُ، وذِئْبٌ أَغْبَسٍ، وَهُوَ غَبْسَاءُ، قالَ الأَعْشَى:
كالذِّئْبَةِ الغَبْسَاءِ فِي ظِلِّ السَّرَبْ وقولُهم: لَا آتِيكَ مَا
غَبَا غُبَيْسٌ، كزُبَيْرٍ، أَي أَبَداً مَا بَقِيَ الدَّهْرُ،
وأَنْشَدَ الأمَوِيُّ:
(وَفِي بَنِي أُمِّ زُبَيْرٍ كَيْسُ ... عَلَى الطَّعَامِ مَا
غَبَاغُبَيْسُ)
لَا يُعْرَفُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: لَا أَدْرِي مَا أَصْلُه،
كَمَا قالَه الجَوْهَرِيُّ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيبِ عَن ابنِ
الأَعْرَابِيّ، أَي مَا بَقِيَ الدَّهْرُ. قلت: وكَأَنَّهُ لم
يَعْرِفْهُ أَوَّلاً ثمّ فسَّرَه بِمَا ذَكَر، فتأَمَّل، أَو أَصْلُه
الذِّئْب، صُغِّرَ أَغْبسُ، مُرَخَّماً، وغَبَا أَصْلُه: غَبَّ،
فأَبْدل مِن أَحدِ حَرْفِيِ التَضعيف الأَلِف، مثْل تَقَضَّى البازِي
وأَصْله: تَقََّضَ، أَي لَا آتِيكَ مَا دَامَ الذِّئْبُ يأْتِي
الغَنَمَ غِبَّاً، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَتقول: لن يَبْلُغَ
دُبَيْس، مَا غَبا غُبَيْس. وَهُوَ عَلَمٌ للجَدْيِ، سُمِّيَ لِخَفائه.
والغُبْسَة كلَوْنِ الرَّمَادِ.
وغَبَا: بمَعْنَى غَبِيَ، أَي خَفِيَ، طائِيَّةٌ. والوَرْدُ الأَغْبَسُ
من الخَيْلِ: هُوَ الذِّي تَدْعوه الأَعَاجمُ: السَّمَنْد، ويَرْغَبون
فِيهِ. والغَبَسُ محَرَّكةً: ناقَةٌ لحَرْمَلَةَ ابنِ المنْذِر
الطّائِيِّ أَبي زُبَيْد
(16/300)
الشَّاعِر، وَله ناقَةٌ أُخْرَى اسمهَا
الجُمَانُ، قَالَ فيهمَا أَبو زُبَيْدٍ الْمَذْكُور، يذكر غُلامَه
المَقْتُولَ:
(قد كُنْتَ فِي مَنْظَرٍ ومُسْتَمَعِ ... عنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ غيرِ
ذِي فَرَسِ)
(تَسْعَى إِلى فِتْيَةِ الأَراقِمِ واسْتَعْ ... جَلْت قبلَ الجُمَان
والغَبَس)
وغَبَسَ اللَّيْلُ غَبْساً وأَغْبَسَ، مثل غَبَشَ وأَغْبَشَ، فِي بعض
النُّسَخ: اغْبَشَّ، كاحْمَرَّ، وَالصَّوَاب الأَوَّل واغْبَاسَّ،
كاحْمارَّ، وَهَذِه عَن الأصْمَعِيّ: أَظْلَمَ. وأَبو عَمْرو أَحْمَد
بنُ بِشْر ابْن محمَّدٍ)
التُّجِيبيُّ المُحَدِّثُ، يُعْرَفُ بِابْن الأَغْبَس، مَاتَ
بالأَنْدَلُس سنة، وَقد حَدَّث بشيءٍ. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ:
اغْبَسَّ الذِّئْب اغْبِساساً. وقيلَ: الأَغْبَس من الذِّئاب:
الخَفِيفُ الحَرِيص. والغُبْسَةُ، بالضّمِّ: لَوْنٌ بَيْنَ السَّواد
والصُّفْرَة. وحِمَارٌ أَغْبَسُ، إِذا كَان أَدْلَمَ. وغَبَسَ وَجْهَه:
سَوَّده. وغَبِسَ اللَّيْلُ غَبَساً وغُبْسَةً، كفَرِحَ، لغةٌ فِي
غَبِشَ غَبَشاً، نَقله ابنُ القطَّاع وَلَا أَفْعَلُه سَجِيسَ غُبَيْسِ
الأَوْجَسِ، أَي اَبَد الدَّهرِ. وغَبَسٌ محَرَّكةً، محدِّثٌ، روى عَن
ابْن بُريْدَةَ.
غ د س
أَبو الغَيْدَاس، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وَصَاحب اللِّساَن
والصّاغَانِيُّ فِي التَّكْملَة، وعَزَاه فِي العبَاب إِلى
الخارْزَنْجِيّ، قَالَ: هِيَ كُنْيَةُ الذَكَر.
(16/301)
3 - (غ د م س)
غُدَامِسُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الْمَشْهُور ويفْتَحُ، وبإِعجام الذَال،
وَقد أَهْملَه الجَوْهَرِيُّ وَصَاحب اللِّسَان، وأَوْرَدَه
الصّاغَانِيُّ، وَلكنه ضَبَطه فِي كِتابَيْه بإِهْمَال الدّال: د،
بالمَغْرب ضارِبَةٌ فِي بِلادِ السُّودانِ بَعْدَ بِلَاد زَافُون،
منهَا الجُلُودُ الغُذَامِسِيَّةُ، كأَنَّهَا ثِيَابُ الخَزِّ، فِي
النًُّعومَة. قلْتُ: وإِليها نُسِب الإِمامُ المُقْرئُ الجَمَالُ أَبو
عَبْد الله محمّد ابنُ عبد الله الغُذامِسِيُّ، مِمَّن تَلاَ على
الغِزِّ عبْدِ العَزِيزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَى التواتيّ، نزِيلِ
الطَّائِف، وَعنهُ عبدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْر بنِ أَحمد الحَضْرَمِيّ
الشَّهير ببا شُعَيْب، وغيرهُ.
غ ر س
غَرَسَ الشَّجَرَ يَغْرِسُ غَرْساً: أَثْبَتَه فِي الأَرْضِ،
كأَغْرَسَه، هذِه عَن الزَّجَّاج. والغَرْسُ، بالفتحِ: الشَّجَر
المَغْروس، ج أغْرَاسٌ وغِرَاسٌ، بالكَسْر. وبِئْرُ غَرْسٍ:
بالمَدِينَة، وَهُوَ بالفَتْحِ، على مَا يَقْتضِي سِياقُ المصنِّفِ،
وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ ابنُ الأَثِيرِ وَغَيره، وصَوَّبه السّيدُ
السَّمْهودِيُّ، وحكَى الأَخِيرُ فِي توَارِيخِه عَن خَطِّ
المَرَاغِيِّ ضَمَّ الغَيْنِ، وكذلِك ضبَطه الحافِظُ الذَّهَبِيُّ،
وَهُوَ المَشْهور الجارِي على الأَلْسِنَة. وَقد تَعَقَّبَه الحافظُ
ابنُ حَجَرٍ، وصَوَّب الفَتْحَ، وَمِنْه الحَدِيث غَرْسٌ من عُيُون
الجَنَّة رَوَاهُ ابنُ عَبَاسٍ مَرْفُوعاً، ويَعْضُدُه حديثُ ابْن
عُمَرَ قالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَهُوَ جالسٌ
على شَفِيرِ بِئْرِ غَرْسٍ: رأَيتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي جالِسٌ على
(16/302)
عَيْنٍ من عُيُونِ الجَنَّةِ يَعْنِي هذِه
البِئْرَ، وَعَن عُمَر بنِ الحَكَمِ مُرْسَلاً: قالَ رسولُ الله صَلَّى
اللهُ عَلَيْه وسلَّم: نِعْمَ البِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ، هِيَ مِنْ
عُيُونِ الجَنَّةِ. وغُسِّلَ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم مِنْهَا، كَمَا
نقلَه أَرْبَابُ السِّيَرِ.
ووَادِي الغَرْسِ قُرْبَ فَدَكَ، بينَها وبَيْنَ مَعْدنِ النَّقْرَةِ،
وَقَالَ الواقِدِيُّ رحِمَه اللهُ: كانَت مَنازِلُ بَنِي النَّضِيرِ
بنَاحِيَةِ الغَرْسِ. والغِرْسُ، بالكَسْرِ: مَا يَخْرُجُ مَعَ
الوَلَدِ كأَنَّه مُخَاطٌ، وقِيلَ: مَا يَخْرُج على الوَجْهِ، وَقَالَ
الأَزْهَرِيُّ: الغِرْسُ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُج مَعَ الوَلَدِ
إِذا خَرَج من بَطْنِ أُمِّهِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الغِرْسُ:
المَشِيمَةُ، أَو الغِرْسُ: جُلْدَةٌ رَقِيقَةٌ تَخْرُج علَى وَجْهِ
الفَصِيلِ ساعَةَ يُولَدُ، فإِن تُرِكَتْ عَلَيْهِ قَتَلَتْه، قالَ
الراجِزُ: يَتْرُكْنَ فِي كُلِّ مُنَاخٍ أَبْسٍ كُلَّ جَنِينٍ مُشْعَرٍ
فِي غِرْسِ ج أَغرَاسٌ وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الغِرْس،
بالكَسْرِ: الغُرَابُ الأَسْوَدُ، وزادَ غيرُه: الصَّغِير، وضَبَطه
بِالْفَتْح أَيضاً. والغَرَاسُ، كسَحَابٍ: مَا يَخْرُجُ من شارِبِ
دَواءِ المَشِيِّ، كالخامِّ، عَن الأَصْمَعِيّ.
والغِرَاسُ، بالكَسْرِ: وَقْتُ الغَرْسِ. وَهُوَ أَيضاً: مَا يُغْرَسُ
مِن الشَّجَرِ. ويُقَالُ: هُمْ فِي مَغْرُوسَةٍ مِن الأَمْرِ
ومَرْغُوسَةٍ، أَي اخْتِلاطٍ،
(16/303)
عَن ابنِ عَبّادٍ. والغَرِيسَةُ:
النَّخْلَةُ أَوَّلَ مَا تَنْبُتُ، كالوَلِيدَةِ للصَّبِيَّةِ
الحَدِيثَةِ العَهْدِ بالوِلادَةِ، أَو الفَسِيلَةُ ساعَةَ تُوضَعُ فِي
الأَرْضِ حتَّى تَعْلَقَ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، والجَمْعُ: غَرَائِسُ
وغِرَاسٌ، الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ. وعنِ ابنِ عَبَّادٍ: الغَرِيسُ،
كأَمِيرٍ: النَّعْجَةُ، وتُدْعَى لِلْحَلْبِ بِغَرِيسْ غَرِيسْ، نقَلَه
الصّاغَانِيُّ. وغَرِيسَةُ: عَلَمٌ للإِماءِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْهِ: المَغْرِسُ:) مَوْضِعُ الغَرْسِ، والجَمْع: المَغَارِسُ.
والغَرْسُ: القَضِيبُ الذَّي يُنْزَعُ مِن الحَبَّةِ ثُمّ يُغْرَسُ.
والغَرِيسَةُ: شَجَرُ العِنَبِ أَوَّلَ مَا يُغْرَسُ. والغَرِيسَةُ:
النَّوَاةُ الَّتِي تُزْرَعُ، عَن أَبِي المُجِيبِ والحَارِثِ بن
دُكَيْنٍ. والغِرَاسَةُ: فَسِيلُ النَّخْلِ. وغَرَسَ فُلانٌ عِنْدِي
نِعْمَةً: أَثْبَتَهَا، وَهُوَ مَجازٌ.
وَكَذَا غَرَسَ المَعْروفَ، إِذا صَنَعه، نَقله ابنُ القَطَّاع.
والغِرَاسُ: مَا كَثُرَ من العُرْفُطِ، عَن كُرَاع.
ومِن المَجازِ: أَنَا غَرْسُ يَدِكَ، وفُلانٌ غَرْسُ نِعْمَتِه.
وَتقول: هَذَا مَسْقِطُ رأسِه، ومَكَانُ غِرِاسِه.
والغِرَاسُ، بالكَسْرِ: حِصْنٌ باليَمنِ من أَعْمالِ ذِي مَرْمَرٍ،
وَفِيه يَقُولُ السيِّدُ صلاحُ بنُ أَحْمَدَ الوَزِيريّ، من شعراء
اليَمَنِ:
(للهِ أَوقاتِي بِذِي مَرْمَرٍ ... وطِيبُ أَوْقَاتِي بِرَبْعِ
الغِرَاسِ)
وَهِي طويلةٌ سائِرةٌ. وغَرِيسَةُ: من أَعلام الإِماءِ، نَقله
الصّاغَانِيُّ.
غ س س
! غَسَّ الرَّجُلُ فِي البِلادِ: دَخَلَ ومَضَى قُدُماً، وَهِي لغةُ
تَمِيمٍ، وقَسَّ: مِثْلُه.
(16/304)
ويُقَال: {غَسَّ فُلانٌ الخُطْبَةَ، أَي
خُطْبَةَ الخَطِيبِ: عابَها. وغَسَّ فُلاناً فِي الماءِ: غَطَّهُ
فِيهِ، وكذلِكَ: غَتَّهُ،} فانْغَسَّ فِيهِ: انْغَطَّ. قالَ أَبُو
وَجْزَةَ:
( {وانْغَسَّ فِي كَدِرِ الطِّمَالِ دَعَامِصٌ ... حُمْرُ البُطُونِ
قَصِيرَةٌ أَعْمَارُهَا)
(و) } غَسَّ {غَسَّاً: زَجَرَ القِطَّ فَقَالَ:} غِسْ {غِسْ. قالَهُ
اللَّيْثُ، ونَقَلَ شيخُنَا عَن ابنِ دُرَيْدٍ إِنْكارَه عَن جَماعةٍ،
وَلم يَثْبُت،} كغَسْغَسْ، وَيُقَال: إِنّ {غَسْغَس إِذا بالَغ فِي
زَجْرِه.} والمَغْسُوسَةُ: نَخْلَةٌ تُرْطِبُ وَلَا حَلاوَةَ لَهَا.
وَهِي أَيْضاً: الهِرَّةُ، يُقَال لَهَا: الخازِبَازِ،
{والمَغْسُوسَةُ. وَقَالَ أَو مِحْجَنٍ الأَعْرَابيُّ. يُقَال: هَذَا
الطَّعَامُ} غَسُوسُ صِدْقٍ، وغَلُولُ صِدْقٍ، كِلاهُمَا كصَبُورٍ، أَي
طَعَامُ صِدْقٍ، وكذلِك الشَّرَابُ. وأَنَا {أُغَسُّ وأُسْقَى، أَي
أُطْعَمُ، نقَلَه الصّاغَانِيُّ. (و) } الغُسَاسُ، كغُرَابٍ: داءٌ فِي
الإِبِلِ، ويُقَال مِنْهُ: بَعِيرٌ {مَغْسُوسٌ، أَي أَصابَه ذَلِك.
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عنِ أنِ عَبَّادٍ.} وغَسَّانُ: أَبو قَبِيلَةٍ
باليَمَنِ، وَهُوَ مازِنُ بنُ الأَزْدِ بنِ الغَوْثِ، منهُم مُلُوكُ!
غَسّانَ بهَا، مِنْهُم جَفْنَةُ بنُ عَمْرٍ و، والْحَارث المُحَرِّقُ،
وثَعْلَبةُ العَنْقَاءُ، والحارثُ الأَكْبَرُ، المعروفُ بِابْن
مارِيَةَ، وأَوْلاده: النُّعْمانُ، والمُنْذِر، وجَبلَةُ، وأَبو
شِمْرٍ، مُلُوكٌ كُلُّهم. فمِن وَلَدِ جَبَلَةَ هَذَا: جَبَل بن
الأيْهَم، ومِن وَلَدِ أَبي شِمْرٍ الحارِثُ الأَعْرَجُ بن أَبي
شِمْرٍ، وغيرُهم. وغَسَّانُ: ماءٌ بَيْنَ رِمَعَ وزَبيدَ، لوَادِيَيْنِ
باليَمَنِ، حَكَاه المَسْعُودِيُّ وابنُ الكَلْبيِّ. وَقيل: يسَدِّ
مَأْرِبٍ وَقيل: بالمُشَلَّل قُرْبَ الجُحْفَة، مَنْ نَزَلَ من)
الأَزْدِ فشَرِبَ مِنْهُ سُمِّيَ غَسَّانَ،
(16/305)
ومَنْ لم يَشْرَبْ فَلاَ، قَالَ ابنُ
الجَوَّانيِّ: وَالَّذِي نَزَل عَلَى غَسّانَ مِنْهُم بعضُ بَنِي
امْرئِ القَيْسِ البِطْريق بن ثَعلَبَةَ البُهْلُول بن مازِن،
ومَاوِيَّةُ ورَبِيعَةُ وامْرؤُ القَيْس، بَنُو عَمْرِو بن الأَزْد،
وكُرْزٌ وعَامِرٌ ابنَا ثَعْلَبَةَ البُهْلُول بن مَازِنِ بن الأَزد.
انْتهى. وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: وَلم يَشْرَبْ أَبو حارِثَةَ وَلَا
عِمْرانُ وَلَا وَائِلٌ، منْ غَسَّانَ، فليسَ يُقَال لَهُم: غَسَّانُ.
قلْت: وهم بَنُو عَمْرِو بن عامرٍ ماءِ السَّمَاءِ. وَقيل: هُوَ اسمُ
دابَّةٍ وَقَعَتْ فِي هَذَا المَاءِ فسُمِّيَ المَاءُ بهَا، وقَال
حَسّانٌ:
(إنْ كُنْتِ سائلَةً والحَقُّ مَغْضَبَةٌ ... فالأَزْدُ نِسْبَتُنَا
والماءُ غَسَّانُ)
قَالَ شيخُنَا: وَقد حُكِيَ فه الصَّرْفُ والمَنْعُ، على أَصالةِ
النَّون وزِيَادَتِهَا، وَقد فَصَّله السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ
تفصِيلاً جيّداً. {والغُسُّ، بالضَّمِّ: الضّعِيفُ، عَن ابْن درَيْدٍ.
وَقَالَ غَيره: هُوَ اللَّئِيمُ، وَلَيْسَ عنْدَ الأَزْهَريِّ وَابْن
سِيدَه الواوُ بَيْنَهما، وزادَ الجوْهَريُّ: من الرِّجَال.
والجَمْعُ:} أَغْسَاسٌ {وغِسَاسٌ} وغُسُوسٌ. {والغِسيس، كأَمِيرٍ:
الرُّطَبُ الفاسِدُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ. والجَمْعُ:} غُسُسٌ،
بضَمَّتَيْن، {كالمَغْسُوسِ} والمُغَسَّسِ، كمعَظَّمٍ، وَهُوَ البُسْر
الَّذِي يُرْطِب ثمّ يَتَغَيَّرُ طَعْمُه، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا
حَلاوَةَ لَهُ، وَهُوَ أَخْبَثُ البُسْرِ. وَقيل: {الغَسِيسُ}
والمَغْسُوسُ {والمُغَسَّسُ: البُسْرُ يُرْطِبُ من حَوْلِ ثُفْرُوقِهِ.
ومِمّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:} الغُسُّ، بالضَّمِّ: البَخِيلُ، عَن
الفَرّاءِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:! الغُسُّ: الضَّعَفَاءُ فِي
آرائهِم وعُقُلِهِم.
(16/306)
{والغَسِيسُ} والمَغْسُوسُ: {كالغُسِّ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، فِي النّوادِر:} الغَسِيسَةُ: النَّخْلَةُ
تُرْطِبُ ويَتَغَيَّرُ طَعْمُها. {والغُسُّ: الفَسْلُ مِن الرِّجَالِ،
والجْمع:} أَغْسَاسٌ. ولسْتَ مِن {غَسَّانِهِ، أَي ضَرْبِهِ، عَن
كُراع. وقِيل فِي زَجْرِ القِطِّ أَيضاً:} غَسِّ، مَبْنِيَّاً على
الكسرِ، مِثْل: حَسِّ وبَسِّ.! وغُسّانُ بنُ جُذَامٍ، بالضَّمِّ:
بَطْنٌ من الصَّدِفِ، ويُقَالُ فِيهِ بالمُهْمَلة أَيضاً.
غ ض س
الغَضَسُ، مُحَرَّكةً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ،
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ نَبْتٌ، أَو هُوَ الحبَّةُ الَّتِي تُسَمَّى
الكَرَوْيَا، يَمَنِيَّةٌ، قالَه أَبو مالِكٍ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ،
ويُقَال: هِيَ التِّقْرِدَةُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
غ ض ر س
غُضَارِسٌ، أَهْمَله الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، وَقَالَ ابنُ
جنَّى: هُوَ لُغَةٌ فِي الْعين، يُقَال: ثَغْرٌ عُضَارِسٌ وغُضَارِسٌ،
أَي باردٌ عَذْبٌ، قَالَ:
(مَمْكُورَة غَرْثَى الوشَاح السَّالِسِ ... تَضْحَكُ عَنْ ذِي أُشُرٍ
غُضَارِسِ)
كَذَا نَقَلَه صاحِب اللِّسَان.
غ ط ر س
الغِطْرِسُ والغِطْرِيس، بكَسْرِهِمَا، الظَّالِمُ المتَكَبَّرُ
المُعْجَب، ج غَطَارِسُ وغَطارِيسُ، وكذلِك المتَغَطْرِسُ، قَالَ
الكُمَيْتُ يخَاطِب بَنِي مَرْوَانَ:
(16/307)
(ولَوْلاَ حِبَالٌ مِنْكُمُ هِيَ
أَمْرَسَتْ ... جَنائِبَنَا كُنَّا الاُبَاةَ الغَطَارِسَا)
والغَطْرَسَةُ: هِيَ الإِعْجَابُ بالنَّفْسِ، كَمَا فِي العبَاب،
ونَسَبهُ للَّيْثِ، والذِي فِي كتاب العَيْنِ: الإِعْجاب بالشَّيْءِ،
ومثلُه فِي التَّكمِلَة واللِّسَان، والتَّطَاولُ عَلَى الأَقْرَانِ،
وكذلِكَ التَّغَطْرُس.
والغَطْرَسَةُ: التَّكَبُّر والظُّلْمُ. وغَطْرَسَة: أَغْضَبَه.
وتَغَطْرَسَ: تَغَضَّبَ وتَطَاوَلَ، قَالَ:
(كَمْ فيهِمُ مِنْ فارِسٍ متَغَطْرِسٍ ... شاكِي السِّلاحِ يَذُبُّ
عَنْ مَكْروبِ)
وَقَالَ المؤَرِّجُ: تَغَطْرَسَ فِي مِشْيَتِهِ، إِذا تَبَخْتَرَ.
وتَغَطْرَسَ، إِذا تَعَسّفَ الطَّرِيقَ. وَفِي كَلامِ هُذَيْلٍ:
تَغَطْرَسَ، إِذا بَخِلَ، ورَجلٌ متَغَطْرِسٌ: بَخِيلٌ. ومِمَّا
يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التَّغَطْرُس: الكِبْر، وَمِنْه قولُ عُمَرَ
رَضيَ الله عَنهُ: لَوْلاَ التَّغَطْرُسُ مَا غَسَلْتُِ يَدِي.
غ ط س
غَطَسَ فِي الماءِ يَغْطِس، مِن حَدِّ ضَرَبَ: غَمَسَ وانْغَمَسَ،
لازِمٌ مُتَعَدٍّ، يقَال: غَطَسَه فِي المَاءِ وغَطَّسَه وقَمَسَه
ومَقَلَه: غَمَسَه فِيهِ. وغَطَسَ فِي الإِنَاءِ: كَرَعَ فِيهِ، عَن
ابنِ عَبّادٍ. وَمن المَجَازِ: غَطَسَتْ بِه اللُّجَمُ، أَي ذَهَبَتْ
بِهِ المَنِيَّةُ، لُغَةٌ فِي عَطَسَتْ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والغَطُوس، كصَبورٍ: المِقْدَامُ فِي الغَمَرَاتِ والحُروبِ، كَمَا فِي
العبَابِ، أَو الصَّواب فِيهِ: العَطُوس بِالْعينِ المهْمَلَة، كَمَا
ضَبَطَه الأَزْهَريُّ وغيرهُ، وَقد صَحَّفَه المصّنِّفُ
والصّاغَانِيُّ، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ فِي ع ط س.
(16/308)
وتَغَاطَسَ: تَغافَلَ، نقلَه
الصّاغَانِيُّ، والشِّينُ لُغَةٌ فِيه، كِلاهمَا عَن أَبي سَعِيدٍ
الضَّرِيرِ. وتَغَاطَسَ الرَّجُلانِ فِي المَاءِ وتَقَامَسَا، إِذا
تَمَاقَلاَ فِيه، وتَغَاطَسُوا: تَغاطُّوا فِي الماءِ، قَالَ مَعْنُ
بنُ أوْس:
(كأَنَّ الكُهُولَ الشُّمْطَ فِي حَجَرَاتِهَا ... تَغَاطَسُ فِي
تَيَّارِهَا حِينَ تَحْفِلُ)
والمَغْنِطِيس بفتحٍ فسكُونٍ فكَسْرِ النَّونِ والطاءِ والمَغْنِيطِيس
والمِغْنَاطِيس: حَجَرٌ معْروفٌ يَجْذِب الحَدِيدَ، لِخاصَّةٍ فِيهِ،
مُعَرَّبٌ، هُنَا نقلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِب اللِّسَانِ، وَكَانَ
المُنَاسِب أَن يَذْكُرَه فِي ترجمةٍ مستَقِلّة فِي م غ ط س، فإنّ
الحروفَ هذِه لَيست بزائِدَة، فتأَمَّلْ. ومِمَّا يسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
غَطَّسَه تَغْطِيساً، كغَطَسَه. ولَيْلٌ غاطِسٌ: مُظْلِمٌ، كغَاطِشٍ،
عنِ بانِ دُرَيْدٍ. والغَطِيسُ، كأَمِيرٍ: الأَسْوَدُ، ويُذْكَرُ
غالِباً تأْكِيداً لَهُ. والغُطُوسُ، بالضَّمِّ: الغَفْلَةُِ.
والمَغْطِسُ: مَوْضِعُ الغَطْسِ.
والغَطَّاسُ: مَن يَنْغَمِسُ فِي قَعْرِ الماءِ لِيُخْرِجَ أَصْدافاً
وغيرَها. وأَبُو عَبْد اللهِ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمَّدِ بنِ
عليٍّ الأَنْصَارِيُّ الأَنْدَلُسِيُّ البَلَيْسيُّ الناسِخُ، يُعْرَف
بِابْن غَطُّوس، كتَنُّور، كتَبَ أَلْفَ مُصْحَف: تُوُفِّي سنة قَالَه
ابنُ الأَبَّار، رحمَه اللهُ تَعالى.
غ ط ل س
الغَطَلَّس، كعَمَلَّس، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وَصَاحب اللِّسان،
وَقَالَ
(16/309)
َ الصّاغَانِيُّ: هُوَ الذِّئْب، قَالَ:
ويكْنَى أَبَا الغَطَلَّس أَيْضاً، كَذَا فِي التَّكْملَة والعبَاب.
غ ل س
الغَلَس، مُحَرَّكةً: ظُلْمَةُ آخر اللَّيْل إِذا اخْتَلَطتْ بضَوْءِ
الصَّبَاح، وَمِنْه الحَديثُ: كَانَ يصَلِّي الصُّبْحَ بغَلَس وَقد
تَقدَّم ذَلِك عَن الخَطَّابِيّ فِي غ ب س وقالَ الأَزْهَرِيُّ:
الغَلَس: أَوَّلُ الصًّبْح حَتَّى يَنْتَشرَ فِي الْآفَاق، وَكَذَلِكَ
الغَبَس، وهما سَوَادٌ مُخْتَلطٌ ببَيَاضٍ وحُمْرة مثْل الصُّبح
سَوَاءً.
وَقَالَ الأَخْطَلُ:
(كَذَبْتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بوَاسِطٍ ... غَلَسَ الظَّلامِ منَ
الرَّبَابِ خَيَالا)
وأَغْلَسُوا: دَخَلُوا فِيهَا، أَي الظُّلْمة. وغَلَّسُوا تَغْلِيساً
سَارُوا بغَلَس، وَمِنْه حديثُ الإِفاضَةِ: كُنّا نُغَلِّس منْ جَمْعٍ
إِلى مِنىً، أَي نَسِير إِليها ذَلِك الوَقْتَ. وغَلَّسُوا: وَرَدُوا
الماءَ بغَلَسٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا يَنْفَجِر الصُّبْحُ، وَكَذَلِكَ
القَطَا والحُمُرُ، أَنشد ثَعْلَبٌ:
(يُحَرِّكُ رَأْساً كالْكَبَاثَةِ وَاثِقاً ... بوِرْدِ قَطَاةٍ
غَلَّسَتْ وِرْدَ مَنْهَلِ)
وغَلِيسٌ، كأَميرٍ: من أَعْلامِ الحُمُرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يَقُولُونَ: وَقَع فُلانٌ فِي وَادِي تُغلِّسَ،
يضَمّ الْغَيْن وفَتْحهَا، غَيْرَ مَصْروفٍ، كتُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ،
أَي فِي دَاهِيَةٍ مُنْكَرَةٍ. والأَصْلُ فِيهِ: أَنَّ الغَارَاتِ
كانَتْ تَقَعُ غَالِبا بُكْرَةً بغَلَسٍ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: وَقَعَ
فُلانٌ فِي أُغْوِيَّةٍ، وَفِي وَامِئَةٍ وَفِي تُغلِّسَ، غيرَ
مَصْروفٍ، وَهُوَ جَميعاً الدَّاهِيةُ والباطلُ. وجُبَارَةُ بنُ
المُغَلِّس، كُمُحَدِّثٍ: كُوفيٌّ مُحَدِّثٌ، قَالَ الذَّهِبيُّ:
(16/310)
قَالَ ابنُ نُمَيْرٍ: كَانَ يُوضَعُ لَهُ
الحَديثُ فيَرْويه وَلَا يَدْرِي وَقَالَ فِي الْمِيزَان: أَحْمَد بنُ
محَمَّد بن الصَّلْت بن المغَلِّس الحِمَّانيُّ، يَرْوِي عَن بِشْر بن
الوَلِيد، عَن أَبي يُسفَ، كَذَابٌ وَضَّعٌ، تُوُفِّي سنة، ومثْلُه
قولُ ابْن قانعٍ وَابْن عَديٍّ، وغَيْرهما. وممّا يسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
وَقَعوا فِي تُغُلِّسَ: الْبَاطِل، عَن أَبي زَيْدٍ. وحَرَّةُ
غَلاَّسٍ، ككَتَّانٍ: إِحْدَى حِرَارِ العَرَبِ، وَقد تَقَدَّم لَهُ
فِي عِدَاد ذِكْر الحِرَار، وَهنا أغْفَلَه، وَهَذَا مِنْهُ عَجِيبٌ،
وسُبْحَانَ مَن لَا يَسْهُو.
غ م س
غَمَسَه فِي الماءِ يَغْمِسُ: مَقَلَه فِيهِ، وأَصْلُ الغَمْسِ:
إِرْسَابُ الشَّيْءِ فِي الشيْءِ السَّيَّالِ أَو النَّدَى فِي ماءٍ
أَو صِبْغٍ حَتَّى اللُّقْمَة فِي الحَنَك. وغَمَس النَّجْمُ: غابَ،
نقلَه الزَّمَخْشَريُّ والصّاغَانِيُّ. وَمن المَجاز، فِي الحَدِيث عَن
ابْن مَسْعودٍ: أَعْظَمُ الكَبَائِرِ اليَمِينُ الغَمُوس وَهِي الَّتي
تَغْمِسُ صاحِبَها فِي الإثْم ثمّ فِي النّار، وقيلَ: هِيَ الَّتي لَا
اسْتثْنَاءَ فيهَا، أَو هِيَ الَّتي تَقْتَطِعُ بهَا مالَ غَيْرِكَ،
وَهِي الكاذبَةُ الفَاجِرَةُ، وفَعُولٌ للمبَالَغَةِ، وَبِه فُسِّرَ
الحَدِيثُ: اليَمِينُ الغَمُوس تَذَرُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ وقيلَ:
هِيَ الَّتي يَتَعَمَّدهَا صاحِبهَا عَالما بأَنَّ الأَمْرَ يخِلافِه
ليَقْتَطِعَ بهَا الحُقُوقَ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ مأْخُوذٌ من
قَولهم: وَقَعُوا فِي أَمْرٍ غَمُوسٍ، الغَمُوسُ: الأَمْرُ الشَّديدُ
الغَامِسُ فِي الشَّدَّةِ والبَلاَءِ.
والغَمُوسُ: الناقَةُ لَا يُسْتَبَانُ حَمْلُهَا حَتَّى تُقْرِبَ
وقيلَ: هِيَ الَّتي يُشَكُّ فِي مُخِّهَا: أَرِيرٌ أَم قَصِيدٌ.
وَقَالَ النَّضْرُ: الغَمُوسُ من الإِبل: الَّتي فِي بَطْنَهَا وَلَدٌ،
(16/311)
وهيَ الَّتي لَا تَشُولُ فيَبِين،
والجَمْعُ: غُمُسٌ. والغَمُسُ: الطَّعْنَةُ النّافِذَةُ الوَاسِعَةُ،
والنَّجْلاءُ مثْلُهَا، وَقَالَ ابنُ سيدَه: هِيَ الَّتي انْغَمَسَتْ
فِي اللَّحْم، وَقد عَبَّرَ عَنْهَا بالوَاسِعَة النّافذَةِ، قَالَ
أَبو زُبَيْدٍ:
(ثمَّ أَنْقَضْتَهُ ونَفَّسْتُ عَنْهُ ... بغَمُوسٍ أَو طَعْنَةٍ
أُخْدُودِ)
وَقَالَ الزَّمَخْشَريّ: وَهُوَ مَجازٌ، وُصِفَتْ بصِفَة طاعِنِها،
لأَنَّه يَغْمِسُ السِّنَانَ حَتَّى يَنْفُذَ، وَهِي الَّتي تَشُقُّ
اللَّحْمَ. والغَمِيسُ، كأَميرٍ: منَ النَّبَات: الغَمِيرُ، تَحْتَ
اليَبِيسِ. والغَمِيسُ: اللَّيْلُ المُظْلمُ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ
الطائِيُّ يَصِفُ أَسَداً:
(رأَى بالْمُسْتَوَى عَيْراً وسَفْراً ... أَصَيْلاَلاً جُبَّتُه
الغَمِيسُ)
والغَمِيس: الظُّلْمَةُ. والشَّيْءُ: الغَمِيس الَّذِي لمَ يَظْهَرْ
للْنَاس وَلم يُعْرَفْ بَعْد، ومنْه قولُهم: قَصيدَةٌ غَمِيسٌ.
والغَمِيس: الأَجَمَةُ، وكُلُّ مُلْتَفٍّ يُغْتَمَس فِيهِ، أَوْ،
هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَفِي التَّهْذِيب والعُبَاب: أَي
يُسْتَخْفَى فِيهِ، فَهُوَ غَمِيسٌ، وأَنشد قولَ أَبي زُبَيْدٍ
السابِقَ. والغَمِيسُ: مَسيلُ ماءٍ، وقيلَ: مَسيلٌ صَغيرٌ بَيْنَ
البَقْلِ والنَّبَات، وَفِي اللِّسَان: يَجْمَعُ الشَّجَرَ والبَقْلَ.
والغَمَيْسُ، كزُبَيْر: بِرْكَةٌ عَلَى تِسْعَة أَمْيالٍ من
الثَّعْلَبِيَّة، عندَها قَصْرٌ خَرَابٌ الآنَ، ويَوْمُهَا، م،
معْرُوفٌ. ووَادِي الغُمَيْسَةِ، بالضَّمِّ، من أَوْدِيَتهم، وقالَ
الصّاغَانِيُّ: هِيَ الغُمَيِّسةُ، قَالَ الشاعرُ:
(16/312)
(أَيَا سرْحَتِي وَادِي الغُمَيِّسة
اسْلَمَا ... وكَيْفَ بظِلٍّ منْكُمَا وفُنُونِ)
والغَمَّاسَةُ، مشَدَّدةً: منْ طَيْر الماءِ، غَطَّاطٌ يَغْتَمِسُ
كثيرا، ج: غَمَّاسٌ. والتَّغْمِيسُ: تَقْليلُ الشُّرْبِ،)
نَقله الصّاغَانِيُّ، وَالَّذِي نُقلَ عنِ كُرَاع أَنّ التَّغْميس هُوَ
أَن يسْقِي الرجُلُ إِبلَه ثُمّ يَذْهَبَ.
واغْتَمَسَت المرأَةُ غَمْساً، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، وَفِي
التَّهْذِيب والتَّكْملَة: ويقَال: اخْتَضَبَت المَرْأَةُ غَمْساً،
إِذا غَمَسَتْ يَدهَا، وَفِي الأُصول المصحَّحة: يَديْهَا خِضَاباً
مُسْتَوِياً من غَيْر تَصْوِيرٍ، وَفِي الأَسَاس: من غير نَقْشٍ، ثُمّ
إِنَّ قولَه تَصْوِير هكَذا فِي سائِر الأُصول، وضَبَطَ الصّاغَانِيُّ:
من غير تصرير براءَين. والمُغَمّس، كمعَظَّم ومُحَدِّث، الأَوّلُ هُوَ
الْمَشْهُور عَن أَهْل مَكّةَ، وَالثَّانِي نَقَلَه الصّاغَانِيُّ،
وقالَ: لُغَةٌ فِيهِ: ع بطَريق الطَّائِف، بالقُرب من مَكّةَ، فِيهِ
قَبْرُ أَبي رِغَال دَليلِ أَبْرَهَةَ الحَبَشيّ إِلى مَكَّةَ،
ويُرْجَمُ إِلى الآنَ، قَالَ أُمَيَّةَ بنُ أَبي الصَّلْتِ:
(حُبِسَ الفِيلُ بالمغَمّس حَتَّى ... ظَلَّ فِيهِ كَأَنَّه مَعْقُورُ)
وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: المُغامَسةُ: المُمَاقَلَةُ، وكذلكَ إِذا
رَمَى الرّجُلُ نَفْسَه فِي سِطَةِ الحَرْبِ أَو الخَطْبِ. والاغْتماس:
أَن يُطٍ يلَ المُكْثَ فِي الماءِ قالَه عليُّ بن حَجَر. والغَمْسُ:
المَغْمُوسُ، وَفِي حَدِيث الهِجْرَة: وقَدْ غَمَس حِلْفاً فِي آلِ
العاصِ أَي أَخَذَ نَصِيباً مِن عَقْدهم وحِلْفهم يَأْمَنُ بِهِ، وكانَ
عادَتُهم أَنْ يُحْضِروا فِي جَفْنَة طِيباً أَو دَماً أَو رَمَاداً
فيُدْخلُون فِيهِ أَيْدِيَهمْ عنْدَ التَّحَالُفِ
(16/313)
ليَتمَّ عَقْدُهم عَلَيْهِ باشْتِراكِهم
فِي شيءٍ وَاحدٍ. ورَوَى الأَثْرَمُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ: المَجْرُ:
مَا فِي بَطْنِ الناقَةِ، والثّاني: حَبَلُ الحَبَلَةِ، وَالثَّالِث:
الغَمِيس. ورجُلٌ غَمُوسٌ: لَا يُعَرِّسُ لَيْلاً حَتَّى يُصْبِحَ.
والمُغَامَسَةُ: المُدَاخَلَةُ فِي القِتَال، وَقد غامَسَهم.
والغَمُوس: الشَّديدُ من الرِّجَالِ الشُّجَاعُ، وَكَذَلِكَ
المُغَامِسُ، يُقَال: أَسَدٌ مُغَامِسٌ، وَقد غَامَسَ فِي القِتَال،
وغامَزَ فِيهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. وغَمسَ عَلَيْهِم الخَبَرَ: أخْفاه.
وحَلَف على الغَمِيسة، أَي على يَمينٍ مُبْطَلٍ. والغَمِيسَةُ:
أَجَمَةُ القَصَبِ، قَالَ:
(أَتَانَا بِهمْ منْ كُلِّ فَجٍّ أَخافُهُ ... مِسَحٌّ كِسرْحان
الغَمِيسَة ضَامِرُ)
غ م ل س
الغَمَلَّسُ، كعَمَلَّسٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ اللَّيْثُ:
هُوَ الخَبيثُ الجَريءُ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ العَمَلَّسُ، وَقد
يُوصَفُ بِهِ الذِّئْبُ، كَمَا يُوصَفُ بعَمَلَّسً، وأَنْكَر
الأَزْهَرِيُّ الإعْجامَ. وشِقْشِقَةٌ غِمْلاَسٌ، بالكَسْر: ضَخْمَةٌ،
نَقَله الصّاغَانِيُّ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ.
غ وس
يَوْمٌ {غَوَاسٌ، كسَحَابٍ، أَهْمله الجَوْهَرِيُّ، وَنقل
الأَزْهَرِيُّ عَن ابْن الأَعْرَابيّ، أَي فِيهِ هَزِيمَةٌ وتَشْلِيحٌ،
قَالَ: ويُقَال: أَشَاؤُ نَا} مُغَوَّسٌ،
(16/314)
ومُشَنَّخٌ، كمُعَظَّمٍ، إِذا شُذِبَ
عَنْهُ سُلاَّؤُهُ، وَهُوَ {التَّغْوِيسُ والتَّشْنِيخُ. وممَّا
يُِسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} الأَغْوَس: جَدُّ حُذَيْفَة الصَّحابيِّ، وَقد
نَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي غ وز وأَغْفَله هُنَا.
غ ي س
{- الغَيْسَانيُّ: الجَميلُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وَزَاد المصنِّفُ:
كأَنَّه غُصْنٌ فِي حُسْنِ قَامَتِه واعْتدالِه، قالَه ابنُ عَبّادٍ.}
وغَيْسانُ الشَّبَابِ، بالنُّونِ، كَمَا قَالَه أَبو عُبيدةَ
{وغَيْسَاتُه، بالمُثَنَّاة فَوْقُ، كَمَا قالَه أَبو عُبيدةَ
وغَيْسَاتُه، بالمُثَنّاة فَوْقُ، كَمَا قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَي
أَوَّلُه وحِدَّتُه ونَعْمَتُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: النّونُ والتاءُ
فيهمَا لَيْستَا من أَصْلِ الحَرْف، مَن قَالَ:} غَيْسَات، فَهِيَ تاءُ
فَعْلات، ومَن قَالَ: غَيْسَان، فَهِيَ نونُ فَعْلاَن، وأَنْشَدَ أَبو
عَمْرٍ ولحُمَيْدٍ الأَرْقَطِ:
(بَيْنَا الْفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْساتِهِ ... أَنْوَكَ فِي نَوْكاءَ
مِن نَوْكَاتِهِ)
(إِذا انْتَمَى الدَّهْرُ إِلى عْفْرَاتِهِ ... فاجْتاحَهَا
بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتِهِ)
قلتك ويُرْوَى فِي غَسْناته كَمَا سيأْتِي فِي غسن. ولِمَمٌ {غِيسٌ:
أَثِيثَةٌ وَافِرَةٌ ناعمَةٌ، ولِمَّةٌ} غَيْسَاءُ: وَافِرَةُ
الشَّعَرِ كَثِيرَتُه، قَالَ رُؤْبَةُ:
(رَأَيْنَ سُوداً ورأَيْنَ عِيسا ... فِي سَابِغٍ يَكْسُو اللِّمَامَ
{الغِيسَا)
ولَيْسَ منْ} غَيْسَانِه، أَي مِن
(16/315)
ْ ضَرْبِه، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هُنَا، وَقد سبق فِي غ س س
عَن كُراع أَنَّه: لَيْسَ من غَسَّانه، فراجعْه. وممّا يُسْتَدْرَك
عَلَيْهِ: {الغَيْسَاءُ من النِّسَاءِ: الناعِمَةُ، والذَّكَرُ
أَغْيَسُ، وَيُقَال: امرأَةٌ} غَيْسِيَّةٌ، ورجُلٌ {- غَيْسِيٌّ، أَي
حَسَنٌ. وعليُّ بنُ عبد الله بن} غَيْسَانَ، مُحَدِّثٌ، كَتَبَ عَنهُ
أَبو مُحَمَّدٍ العُثْمانيّ. |