تاج العروس (فصل الباءِ مَعَ الظاءِ)
ب ظ ظ
{بَظَّ المُغَنِّي} بَظَّاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَفِي
اللِّسَان: أَيْ حَرَّكَ أَوْتَارَهُ لِيُهَيِّئَها للضَّرْبِ،
والضَّادُ لُغَةٌ فِيهِ والظَّاء أَحْسَنُ، والأَحْسَنُ فِي سِيَاقِ
العِبَارَة: {بَظَّ الضَّارِبُ أَوْتَارَهُ يَبُظّهَا بَظَّاً:
حَرَّكَها وهَيَّأَها للضَّرْبِ. وفَظٌّ} بَظٌّ إِتْبَاعٌ، وقِيلَ:
جافٍ غَليظٌ. ورَجُلٌ فَظِيظٌ {بَظِيطٌ، أَيْ سَمِينٌ ناعِمٌ، وَقيل:
إِتْبَاع.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و:} أَبَظَّ، إِذا سَمِنَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْهِ: رَجُلٌ كَظٌّ بَظٌّ، أَيْ مُلِحٌّ، وبَظَّ عَلَيْهِ كَذَا
وكَذَا، أَيْ أَلَحَّ، ويُقَالُ: هَذَا تَصْحِيفٌ. والصَّوابُ أَلَظَّ
عَلَيْه: إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِ.
ب ن ظ
امْرَأَةٌ شِنْظِيَانٌ بنْظِيانٌ، بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ
وصاحِبُ اللِّسَان، وقالَ أَبُو تُرَابٍ: أَيْ سَيِّئَةُ الخُلُقِ
صَخَّابَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وسَيَأْتِي شِنْظيان فِي
مَوْضِعِه.
ب وظ
{بَاظَ الرَّجُلُ} يَبُوظُ! بَوْظاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَقَالَ
ابنُ الأَعْرَابِيّ فِي نَوَادِره: أَيْ قَذَفَ. كَذا وَقَعَ فِي
التَّكْمِلَةِ غَيْرِهَا، وَفِي اللِّسَان: قَرَّرَ أَرُونَ أَبِي
عُمَيْرٍ فِي المَهْبِلِ قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَراد بالأُرُونِ:
المَنِيَّ، وبِأَبِي عُمَيْرٍ: الذَّكَرَ، وبالمَهْبِلِ: قرَارَ
الرَّحِمِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ أَيضاً: باظ الرَّجُلُ يَبُوظُ
بَوْظاً: سَمِنَ جِسْمُه بَعْدَ هُزالٍ كبَظَّ بَظَّاً
(20/203)
ب هـ ظ
بَهَظَهُ الأَمْرُ، كمَنَعَ، وبَهَضَهُ، قَالَ أَبُو تُرابٍ: هَكَذَا
سَمِعْتُ أَعْرابِيّاً مِنْ أَشْجَعَ يَقُولُ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: ولمْ يُتابِعْهُ أَحَدٌ عَلى ذلِك، وهُوَ مَجَازٌ
كَمَا فِي الأساسِ، أَيْ غَلَبَهُ وثَقُلَ عَلَيْه، وبَلَغَ بِهِ
مَشَقَّةً، كَمَا فِي الجَمْهَرَةِ.
وَفِي الصّحاح: بَهَظَهُ الحِمْلُ يَبْهَظُهُ بَهْظاً، أيْ أَثْقَلَهُ
وعَجَزَ عَنْه، فَهُوَ مَبْهُوظٌ.
وَفِي المُحْكَم: بَهَظَنِي الأَمْرُ والحِمْلُ: أَثْقَلَنِي،
وعَجَزْتُ عَنْهُ وبَلَغَ منّي مَشَقَّةً.
وَفِي التَّهْذِيبِ: ثَقُلَ عَلَيَّ، وبَلَغَ مِنِّي مَشَقَّةً، وكُلُّ
شَيْءٍ أَثْقَلَكَ فقَدْ بَهَظَكَ.
وبَهَظَ الرَّاحِلَةَ: أَوْقَرَهَا وحَمَلَ عَلَيْهَا فأَتْعَبَهَا،
وكُلُّ مَنْ كُلِّفَ مَا لَا يُطِيقُهُ أَوْ لَا يَجِدُهُ فَهُوَ
مَبْهُوظٌ.
وبَهَظَ فُلاناً: أَخَذَ بفُقْمِهِ، أَيْ بِذَقَنِهِ ولِحْيَتِهِ. وفِي
التَّهْذِيبِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ: بَهَظْتُهُ: أَخَذْتُ بفُقْمِهِ،
وبفُعْمِهِ، قالَ شَمِرٌ: أَرادَ بفُقْمِهِ: فَمَهُ، وبفُغْمهِ:
أَنْفَه. والفُقْمَانِ: هُمَا اللَّحْيانِ، وأَخَذَ بفْغَوِهِ أَيْ
بفَمِهِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: أَمْرٌ باهِظٌ، أَيْ شاقٌ.
نَقَلهُ الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ، وهُو مَجَازٌ.
والقِرْنُ المَبُهْوظُ: المَغْلُوبُ. ويُقالُ: أَبْهَظَ حَوْضَهُ، إِذا
مَلأَهُ.
والبَاهِظَةُ: الدَّاهِيَةُ، كَمَا فِي العُبَابِ.
ب ي ظ
! البَيْظُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ دُريْدٍ: زَعَمُوا
أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ، وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُهُ، وقالُوا: هُوَ
مَاءُ الفَحْلِ. وقالَ قَوْمٌ: هُوَ مَاءُ المَرْأَةِ، وقالَ ابنُ
فارِسٍ: كَلِمَةٌ مَا أَعْرِفُها فِي صَحِيحِ كَلامِ
(20/204)
العَرَبِ، ولَوْلا أَنَّهُمْ ذَكَرُوها مَا
كانَ لإِثْباتِهَا وَجُهٌ. أَوْ هُوَ ماءُ الرَّجُلِ، قالَهُ
اللَّيْثُ، قالَ: ولَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِعْلاً، وَلَا جَمْعاً، وإِن
جُمِعَ فقِيَاسُهُ {البُيُوظُ} والأَبْيَاظُ. وَقَالَ كُرَاع:
{البَيْظَةُ: رَحِمُ المَرْأَةِ، والجَمْعُ} بَيْظٌ. وقالَ ابنُ
عَبّادٍ: البَيْظَةُ: لُغَةٌ فِي البَيْظِ. قالَ الشاعِرُ يَصِفُ
القَطا وأَنَّهُنَّ يَحْمِلْنَ الماءَ لفِراخِهِنَّ فِي حَوَاصِلِهِنَّ
أَنْشَدَهُ الفَرّاءُ:
(حَمَلْنَ لَها مِيَاهاً فِي الأَدَاوَى ... كَمَا يَحْمِلْنَ فِي
البَيْظِ الفَظِيظَا)
الفَظِيظُ: ماءُ الفَحْلِ. قَالَ ابنُ ابْن الأَعْرَابِيّ: {بَاظَ}
يَبِيظُ {بَيْظاً: إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبِي عُمَيْرٍ فِي المَهْبِل
كيَبُوظُ بَوْظاً. وممّا يُستَدْرَك عَلَيْه:} البَيْظُ: بَيْضُ
النَّمْلِ خَاصَّةُ، وماعَداه فبِالضَّادِ، ذَكَرَهُ العَلاَّمَةُ
عَلِيُّ ابنُ ظافِرٍ الإِسْكَنْدَرِيّ فِي بَدائع البَدائة.
{والبَيْظُ: بَقِيَّةُ الماءِ فِي نُقْرَةِ البِئْرِ، وَهِي الحُفْرَةُ
الَّتِي يَبْقَى فِيهَا الماءُ بَعْدَ نَزْحِها.
والبَيْظُ: القِشْرُ الرَّقِيقُ الَّذِي فِي البَيْضِ، وَهُوَ
الغِرْقِئُ. قالَ زُهَيْرٌ:
(كَأَنَّ البَيْظُ لَقَّنَهُ قِنَاعاً ... عَلَى الهاماتِ كَرّات
الدُّهُورِ)
} والبَيْظُ أَيْضاً: خَيالُ وَجْهِ الإِنْسَانِ اليَمَانِيّ. قالَ
العَلاّمَةُ عَلِيُّ ابنُ تاجِ الدِّينِ القَلعيّ رَحِمَهُ اللهُ
تَعَالَى فِي شَرْح بَدِيعِيَّتِهِ وَقد نَظَمَ هذِهِ المَعَانِيَ
الأَرْبَعَةَ الشِّهَابُ ابْنُ أُخْتِ الوَزِيرِ ابنِ المُجاورِ:
(يَا سادَةً فِي القَوَافِي قَلَّمَا تَرَكُوا ... لمَاتِحِ البِئْرِ
لَمْ يَتْرُكْ سِوَى البَيْظِ)
(حازَت قَوَافِيكُما الظاآتِ أَجْمَعَها ... كمِثْلِ مَا حِيزَ مُحُّ
البَيْضِ! بالبَيْظِ)
(20/205)
(لكِنْ مَوَاعِيدُ ناوِيكُمْ أَبُو دُلَفٍ ... لَا صِدْقَ فِيهَا
كمِثْلِ الآلِ {والبَيْظِ)
قالَ: هكَذَا نَقَلَهُ صاحِبُ بَدَائعِ البَدائهِ عَن العِقْدِ
الفَرِيد لابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، واللهُ أَعْلَم. |