تاج العروس

(فصل الراءِ مَعَ الظاءِ)

ر ع ظ
رُعْظُ السَّهْمِ، بالضَّمِّ: مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ، وفَوْقَه الرِّصافُ، وَهِي لَفائفُ العَقَبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ. قَالَ: والجَوْهَرِيّ: أَرْعَاظٌ، وأَنْشَدَ:
(يرْمِي إِذا مَا شَدَّدَ الأَرْعاظَا ... عَلَى قِسِيٍّ حُرْبِظَتْ حِرْباظَا)
ويُقالُ: إِنَّ فُلاناً لَيَكْسِرُ عَلَيْكَ أَرْعاظَ النَّبْلِ، وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَب لِمَنْ يَشْتَدُّ غَضَبُهُ، كأَنَه يَقُولُ: إِذا أَخَذَ السَّهْمَ وَهُوَ غَضْبانُ شَدِيدُ الغَضَبِ نَكَتَ بِهِ، أَيْ بنَصْلِهِ الأَرْضَ وَهُوَ وَاجِمٌ نَكْتاً شَدِيداً، حَتَّى يَنْكَسِرَ رُعْظُه، هكَذَا فَسَّرُوه. أَوْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِم: فُلانٌ يَحْرِقُ عَلَيْكَ الأُرَّمَ مَعْنَاهُ يَحْرِقُ عَلَيْكَ الأَسْنَانَ، أَرادُوا أَنَّه كَانَ يَصْرِفُ بأَنْيَابِهِ من شِدَّة غَضَبِهِ حَتَّى عَنِتَتْ أَسْنَاخُهَا مِنْ

(20/229)


شِدَّةِ الصِّرِيفِ، شَبَّه مَدَاخِلَ الأَنْيَابِ ومَنَابِتَهَا بِمَدَاخِلِ النِّصَالِ من النِّبَالِ، كَما فِي اللِّسَانِ والعُبَابِ.
وفِي مَثَلِ آخَر، يُقَالُ: مَا قَدَرْتُ عَلَى كَذَا وكَذَا حَتَّى تَعَطَّفَتْ عَلَيَّ أَرْعاظُ النَّبْل، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ. فِي الأَسَاسِ: طَلَبْتُ حاجَةً فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا حَتَّى ارْتَدَّتْ عَلَيَّ أَرْعاظُ النَّبْلِ، وَهُوَ مَجازٌ.
ورَعَظَهُ بالعَقَبِ، كمَنَعَهُ، رَعْظاً: جَعَلَ لَهُ رُعْظاً، كأَرْعَظَهُ، كِلاهُمَا عَن الزَّجَّاجِ، أَيْ لَفَّةُ عَلَيْهِ، وشَدَّهُ بِهِ، فَهُوَ مَرْعُوظٌ ورَعِيظٌ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: رَعَظَهُ وأَرْعَظَهُ: كَسَرَ رُعْظَهُ، فَهُوَ ضِدُّ.
وقالَ أَيْضَاً: التَّرْعِيظُ: التَّفْتِيرُ. يُقَالُ: مَا زالَ يُرَعِّظُنِي عَنْهُ، أَي يُفَتِّرُنِي. وأَيْضاً التَّعْجِيلُ، يُقَالُ: لَا تُرَعِّظْهُ عَنِّي، أَي لَا تُعَجِّلْهُ، فَهُوَ ضِدٌّ، كَذَا فِي العُبَابِ. ووَقَعَ فِي التَّكْمِلَةِ: أَرْعَظَنِي عَنِ الأَمْرِ: فَتَّرَنِي. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً: التَّرْعِيظُ: تَحْرِيكُ الإِصْبَع لتَرَى أَبِهَا بَأْسٌ أَمْ لَا، وَهُوَ فِي التَّكْمِلَةِ بالتَّخْفِيفِ. أَو التَّرْعِيظُ: تَحْرِيكُ الوَتَدِ لِتَقْلَعَهُ، عَن ابنِ عَبّادٍ أَيْضَاً.
قَالَ والتَّرَعُّظُ: أَنْ تُحَاوِلَ تَسْوِيَةَ حِمْلٍ عَلَى بَعِيرٍ فَيَرُوغَ، كَذَا فِي العُبَابِ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:) رَعِظَ السَّهْمُ، كفَرِحَ: انْكَسَر رُعْظُه، فَهُوَ سَهْمٌ رَعِظٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ أَبو خَيْرَةَ العَدَوِيُّ: سَهْمٌ مَرْعُوظٌ، إِذا وُصِفَ بالضَّعْفِ، وأَنْشَدَ: ناضَلَنِي وسَهْمُهُ مَرْعُوظُ ونَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضَاً هكَذَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَهْمٌ مَرْعُوظٌ: انْكَسر

(20/230)


َ رُعْظُه فشَدَّهُ بالعَقَبِ، وذلِكَ عَيْبٌ، قالَهُ ابنُ بَرِّيّ. ورَعِظَ، بالكَسِرِ: عَجِلَ، عَن ابْنِ عَبّادٍ. وقالَ اللَّيْثُ فِي المَثَلِ: مَنْ أَبْهَظَ يَرْعَظُ أَي مَنْ أَلْجَأَ عَدُوَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ بالشَّرِّ.