تاج العروس (فصل الزَّاي مَعَ الْغَيْن)
زبغ
يُقَالُ: أخَذَهُ بزَبَغِه، مُحَرَّكَةً، أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَي: بجُمْلَتِه وحِدْثانِه،
هَكَذَا نَقَلَه عنْهُ
(22/492)
الصّاغَانِيُّ فِي كِتَابَيْهِ، وَهُوَ
تَصْحِيفٌ والصّوابُ برَبَغِه بالرّاءِ، كَمَا تَقَدَّمَ وكانَ
الجَوْهَرِيُّ رَحمَه اللهُ لَا يحْتَجُ بابْنِ عَبّادٍ فيمَا
أوْرَدَهُ فِي كِتابهِ.
زدغ
المِزْدَغُ، كمِنْبَرٍ أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنَا، وأوْرَدَهُ
اسْتِطْرَاداً فِي صِدغ وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هِيَ المِخَدَّةُ تُوضَعُ
تَحْتَ الصُّدْغِ لُغَةٌ فِي المِصْدَغِ بالصّادِ.
ويُقَالُ: تَزَدَّغَ بهَا، وأوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسانِ فِي صِدغ
اسْتِطْراداً، فقالَ: والمِصْدَغَةُ: المِخَدَّةُ، وَقَالُوا:
مِزْدَغَةٌ بالزّايِ، وَلَو قالَ المُصَنِّف: المِزْدَغَةُ:
المِخَدَّةُ، لُغَةٌ فِي المِصْدَغَةِ لأصَابَ، فإنَّ المِخَدَّةَ هِيَ
المِزْدَغَةُ والمِصْدَغَةُ، كَمَا فِي العُبَابِ والصِّحاحِ
والتَّكْمِلَةِ واللِّسانِ فتأمَّلْ.
زغغ
{الزُّغُّ، بالضَّمِّ: صُنانُ الحَبَشِ عنِ ابنِ الأعْرَابِيِّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الزُّغْزُغُ كهُدْهُدٍ: طائِرٌ، زَعَمُوا وَلَا
أعْرِفُ مَا صِحَّتُه.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الزُّغْزُغُ: القَصِيرُ الصَّغِيرُ.
قَالَ: والزُّغْزُغُ أيْضاً: الوَلَدُ الصَّغِيرُ جَمْعُه
{الزَّغازِغُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الزَّغْزَغُ بالفَتْحِ: الخَفِيفغُ النَّزِقُ
منّا.
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: الزَّغْزَغُ: ع، بالشامِ هَكَذَا أوْرَدَهُ
مُعَرَّفاً بالألِفِ واللامِ، وهُوَ فِي الْمُحِيط واللِّسانِ
والعَيْنِ زَغْزَغٌ بِلَا لامٍ.
} والزَّغْزَغَةُ: ضَعْفُ الكلامِ عَن ابنِ عَبّادٍ: وَفِي الأساسِ:
{زَغْزَغَ كَلامَهُ: لم يُلَخّصْ مَعْنَاهُ ويُقَالُ: لَا} تُزَغْزِغِ
الكَلامَ، وبَيِّنِ الحَقَّ.
وقالَ المُفَضَّلُ: الزَّغْزَغَةُ: إخْفَاءُ الشَّيءِ وخَبْؤُهُ،
وكذلكَ الرَّغْرَغَةُ بالرّاءِ، كَمَا تقدَّمَ.
(22/493)
والزَّغْزَغَةُ: السُّخْرِيَةُ عَن
الخَلِيلِ، يُقَالُ: {زَغْزَغَ بالرَّجُلِ: إِذا هَزِئَ بهِ وسخِرَ
مِنْهُ، ومنهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ: عليَّ إنّي لَسْتُ} بالمُزَغْزَغِ أَي:
لَسْتُ مِمَّنْ يُسْخَرُ منْهُ ويُهْزَأُ.)
ويُرْوَى بالمُدَغْدَغِ وقدْ تَقَدَّمَ.
وَفِي المُحِيطِ: الزَّغْزَغَةُ: أنْ تَرُومَ حَلَّ رَأْسِ السِّقَاءِ
وَقد {زَغْزَغَهُ.
} والزَّغْزَغِيَّةُ: الكَبُولاءُ.
ويُقَالُ: كَلَّمْتُه {بالزُّغْزُغِيَّةِ بالضَّمِّ وهِيَ لُغَةٌ
لبَعْضِ العَجَمِ، كَمَا فِي اللِّسانِ والعُبَابِ.
وقالَ ابنُ فارِسٍ: الزّايُ والغَيْنُ لَيْسَ بشَيءٍ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} زَغْزَغَ الرَّجُلُ فَمَا أحْجَمَ، أَي حمَلَ
فَلَمْ يَنْكُصْ، ولَقِيتُه فَمَا {زَغْزَغَ، أَي فَمَا أحْجَمَ، وقالَ
الأزْهَرِيُّ: وَلَا أدْرِي أصَحِيحٌ هُوَ أم لَا.
} والزَّغْزَغُ، كجَعْفَرٍ: اللَّئِيمُ.
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: الزَّغْزَغُ: المَغْمُوزُ فِي حَسَبِه ونَسَبِه.
وقالَ غَيْرُه: هُوَ {المُزَغْزَغُ، وبهِ فُسِّرَ قوْلُ رُؤْبَةَ
السابِقُ، وقوْلُه أيْضاً: فَلَا تَقِسْنِي بامْرئ مُسْتَوْلِغِ
أحْمَقَ أَو ساقِطَةٍ مُزَغْزَغِ وَكَذَا قَوْله: والعَبْدُ عَبْدُ
الخُلُقِ} المُزَغْزَغِ ويُرْوَى أيْضاً: المُدَغْدَغِ كَمَا سَبَقَ.
! وتَزَغْزَغَ الرَّجُلُ: خَفَّ ونَزِقَ، قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ.
(22/494)
زلغ
زَلَغَتِ الشّمْسُ زُلُوغاً، أهْملَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ
عَبّادٍ: أَي طَلَعَتْ.
وَكَذَا: زَلَغَتِ النّارُ أَي: ارْتَفَعَتْ.
وقالَ اللَّيْثُ: تَزَلَّغَتْ رِجْلُه، أَي: تَشَقَّقَتْ أَو الصَّوابُ
بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ فِي الكُلِّ قالَ الأزْهَرِيُّ: أما زَلَغَ
فهُوَ عِنْدِي مُهْمَلٌ، قَالَ: وذكَرَ اللَّيْثُ، أنَّهُ
مُسْتَعْمَلٌ، وقالَ: تَزَلَّغَتْ رِجْلِي: إِذا تَشَقَّقَتْ
والتَّزَلُّغُ: الشُّقاق، قالَ الأزْهَرِيُّ: والمَعْرُوفُ تَزَلَّغَتْ
يَدُه ورِجْلُه: إِذا تَشَقَّقَتْ، بالعَيْنِ المُعْجَمَةِ فقَدْ
صَحَّفَ ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ كَلامَ الأزْهَرِيِّ هَذَا، وقالَ: لَمْ
أجِدْ هَذَا التَّرْكِيبَ فِي كتابِ اللَّيثِ، انتَهَى.
قلتُ: وقوْلُ المُصَنِّف فِي الكُلِّ يُشْعِرُ بأنَّ زُلُوغَ الشَّمْسِ
والنّارِ أيْضاً بإهْمَالِ العَيْنِ فَيحْتَاج أنْ يُذْكَرا فِي
تَرْكِيبِ زلع وقدْ أهْمَلَهُمَا هُنَاكَ، كَمَا نَبَّهْنَا عليهِ،
وأمّا الصّاغَانِيُّ فأورَدَهُمَا عَن ابنِ عَبّادٍ وسَلَّمَ، ولَمْ
يَقُلْ: إنَّه تَصْحِيفٌ، فالأولَى حَذْفُ لَفْظَةِ فِي الكُلِّ فإنَّه
لوْ كانَ إهْمَالُ العَيْنِ فيهمَا صَواباً لذَكَرَهُما الأئِمَّةُ فِي
تَرْكِيبِ زلع ولمْ يَتَعَرَّضْ لهُمَا أحَدٌ منْهُم، فعَلِمْنَا
أنَّهُمَا بالغَيْنِ مُعْجَمةً، فتأمَّلْ.
وازْدَلَغَ الجِلْدُ: إِذا أصابَتْهُ النّارُ فاحْتَرَقَ نَقَلَه
العُزَيْزِيُّ فِي تَكْمِلَةِ العَيْنِ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: زَلَغَهُ بالعَصَا: ضَرَبَهُ، عَن ابنِ
الأعْرَابِيِّ، كَذَا فِي اللِّسانِ.
زوغ
{زاغَ} يَزُوغُ {زَوْغاً وزَيْغاً: مالَ عنِ القَصْدِ، عَن ابْنِ
دُرَيْدٍ.
} وزاغَ عنِ الطَّرِيقِ! زَوْغاً: وزَيْغاً: عَدَلَ، والياءُ أفْصَحُ
وأنْشَدَ ابنُ جِنِّي فِي الواوِ:
(22/495)
(صَحَا قَلْبِي وأقْصَرَ واعِظَايَهْ ...
وعُلِّقَ وَصْلَ {أزْوغَ منْ عَظَايَهْ)
جَعَلَ الزَّيَغَانَ للعَظايَةِ.
وزاغَ قَلْبَه} يَزُوغُه: أمالَ جاءَ مُتَعَدِّياً أيْضاً وقَرَأَ
نافِعٌ فِي الشَّواذِّ: ربَّنَا لَا {تَزُغْ قُلُوبَنَا بفَتْحِ التاءِ
وضَمِّ الزّايِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: زاغَ النَّاقَةَ} يَزُوغُها {زَوْغاً: جَذَبَها
بالزِّمامِ وأنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:. وَلَا منْ} زاغَها
بالخَزائِمِ قالَ: والعَيْنُ أعْرَفُ، قالَ الصّاغَانِيُّ أمّا
اللُّغَةُ فبالعَيْنِ المُهْمَلَةِ لَا غَيْرُ، وأمّا مَا ذَكَرَ لذِي
الرُّمَّةِ فلمْ أجِدْه فِي مِيمَّتِه الّتِي أوَّلُهَا:
(خَلِيلَيَّ عُوجا النّاعِجَاتِ فسَلِّما ... على طَلَلٍ بَيْنَ
النَّقَى والأخارِمِ)
قلتُ: والبَيْتُ المَذْكُورُ لذِي الرُّمَّةِ تَقَدَّمَ إنْشَادُه على
الكَمَالِ فِي زوع فراجِعْه.
وقالَ اليزِيدِيُّ: زاغَ فِي كُلِّ مَا جَرَى فِي المَنْطِقِ {يَزُوغُ}
زَوَغَاناً مُحَرَّكَةً، أَي: جارَ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {أزاغَهُ فِي المَنْطِقِ} إزاغَةً، وَأَنا
{أُزِيغُه،} وزاوَغْتُه {مُزَاوَغَةً} وزِوَاغاً،! وزُغْتُ بهِ. ثُمَّ
هَذَا الحَرْفُ مَكْتُوبٌ عِنْدَنا بالأسْوَدِ، وَهَكَذَا فِي غالبِ
النُّسَخِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: زوغ أهْمَلَه
الجَوْهَرِيُّ ونَقَلَ قَولَ اليَزِيدِيِّ الّذِي أوْرَدْنَاهُ،
فتأمَّل.
(22/496)
زيغ
{زاغَ} يَزِيغُ {زَيْغاً:} وزَيَغاناً، الأخِيرَةُ مُحَرَّكَةً،
{وزَيْغُوغَةً كشَيْخُوخَةٍ: مالَ فهُوَ} زائِغٌ، والواوُ لُغَةٌ.
وَمن المَجَازِ زاغَ البَصَرُ {زَيْغاً، أَي: كَلَّ، ومنْهُ قَوْلُه
تَعَالَى: مَا زاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى، وقيلَ:} زاغَتِ الأبْصَارُ،
أَي: مالَتْ عَن مَكانِهَا، كَمَا يَعْرِضُ للإنْسَانِ عِنْدَ
الخَوْفِ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: زاغَتِ الشَّمْسُ {زَيْغاً} وزُيُوغاً، فهِيَ
زائِغَةٌ: مالَتْ، ففاءَ الفَيءُ.
{والزَّيْغُ: الشَّكُ، والجَوْرُ عَن الحقِّ، ومِنْهُ قوْلُه تَعَالَى:
فِي قُلُوبِهِم} زَيْغٌ، وَفِي حديثِ أبي بَكْرٍ، رَضِي الله عَنهُ:
أخافُ إنْ تَرَكْتُ شَيئاً منْ أمْرِه أنْ {أزِيغَ، أَي: أجُورَ
وأعْدِلَ عنِ الحَقِّ، وقالَ الرّاغِبُ:} الزَّيْغُ المَيْلُ عَن
الاسْتِقامَةِ إِلَى أحَدِ الجانِبَيْنِ وزالَ، ومالَ، {وزاغَ
مُتَقَارِبَةٌ، لكنْ زاغَ لَا يُقَالُ إِلَّا فِيمَا كانَ عنْ حَقٍّ
إِلَى باطِلٍ.
وقَوْمٌ} زاغَةٌ عنِ الشَّيءِ، أَي: زائغُونَ، كالباعَةِ للبائِعِينَ.
{والزَّاغُ: غُرَابٌ صَغِيرٌ إِلَى البَيَاضِ، لَا يأْكُلُ الجِيَفَِ،
وَقد رُخِّصَ فِي أكْلِه. قلتُ: وهُوَ المُسَمَّى الآنَ بمِصْر
بالغُرَاب النُّوحِيِّ ج:} زِيغانٌ، كطِيقانٍ وطاقٍ، وقالَ
الأزْهَرِيُّ: لَا أدْرِي أعَرَبِيٌّ أمْ مُعَرِّب قلتُ: الصَّحِيحُ
أنَّه فارِسِيٌّ ثمَّ عُرِّبَ، ولكنْ يُطْلَقُ على مُطْلَق الغِرْبَانِ
صَغِيراً أمْ كَبِيراً، فلمّا عُرِّبَ خُصِّصَ لنَوْعٍ واحِدٍ منْها،
فتأمَّلْ.
{وأزَاغَهُ} إزاغَةً: أمالَهُ ومنْهُ قولُه تَعَالَى: رَبَّنَا لَا!
تُزِغْ قُلُوبَنَا أَي: لَا تُمِلْنَا عَن الهُدَى والقَصْدِ، وَلَا
تُضِلَّنَا، وقوْلُه تَعَالَى:
(22/497)
فلمّا {زاغُوا} أزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ، قالَ الرّاغِبُ: لمّا
فارَقُوا الاسْتِقَامَةَ عامَلَهُم بذلكَ.
وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: زَيَّغَهُ {تَزْييغاً: أقامَ} زَيْغَهُ، قالَ:
وهُو مِثْلُ قَوْلِهِمْ: تَظَلَّمَ فُلانٌ منْ فُلانٍ إِلَى فُلانٍ،
فظَلَّمَه تَظْلِيماً.
{وتَزَايَغَ: تَمَايَلَ، وخَصَّ بَعْضُهُمْ بهِ التَّمَايُلَ فِي
الأسْنَانِ، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ:} تَزَيَّغَت المَرْأَةُ: {تَزَيُّغاً: مِثْلُ
تَزَيَّقَتْ تَزَيُّقاً: إِذا تَبَرَّجَتْ وتَزيَّنَتْ وتَلَبَّسَتْ،
ونَقَلَه ابنُ الأعْرَابِيّ أيْضاً وقالَ ابنُ فارِسٍ: وهُوَ منْ بابِ
الإبْدَالِ، نُونٌ أُبْدِلَتْ غَيناً.
وممّا يستَدْرَكُ عليهِ:} الزُّيُوغُ، بالضَّمِّ المَيْلُ.
وأزَاغَهُ: أوْقَعَهُ فِي! الزَّيْغِ. |