تاج العروس (فصل الحاءِ مَعَ الْقَاف)
ح ب ث ق
الحَبْثَقَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ: هُوَ ضِيقُ النَّفْسِ من بخْلٍ أَو ضجرٍ كَمَا فِي العُباب.
ح ب ق
الحَبَقُ، مُحرَّكَةً: نَباتٌ طَيِّبُ الرّائِحَةِ حَدِيدُ الطعْم،
ورَقُه كوَرَقِ الخِلافِ، مِنْهُ سُهْلِي وَمِنْه جَبَلِي،
(25/135)
وَلَيْسَ بمَرْعى فارسِيّتُه الفُوتَنْجُ.
قلتُ: إِنمّا فارِسِيَّته بُودِينَه، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ:
أَخْبَرَنِي أَعرابي قَالَ: الحَبَقُ مَجْفَرَةٌ، يُمَرَّغُ عَلَيْهِ
الفرَسُ فيُجْفرُهُ، ويجْعَلُ فِي المِخَدَّةِ فيوضَع تَحت رأْس
الإِنسانِ فيُجْفرُه، وَهُوَ يشْبِهُ الرَّيْحانَةَ الَّتِي تسَمىّ
النَّمّام ويَكْثر نَباتُه على الماءَ. وحَبَقُ الماءِ، وحَبَق
التِّمْساحَ هُوَ: الفُوتَنْجُ النَّهرِيُّ لنَباتِه على حافاتِ
الأَنْهار، ولأَنَّ التِّمْساحَ يأْكُلُ مِنْهُ كَثِيراً. وحَبَقُ
الْفَتى، أَو حَبَقُ الفِيل هُوَ المَرْزَنجُوش وَقد ذُكِرَ فِي
موضِعِه. وحَبَقُ الرّاعِي: البَرَنْجاسِفُ وَقد أَهملَه المُصَنِّف
فِي مَوْضعِه. وحَبَقُ البَقرِ هُوَ: البابُونج. وحَبَقُ الشُّيوخ
هُوَ: المَروُ ويُسَمَّى أَيضاً رَيْحانَ الشّيُوخ. والحَبَقَ
الصَّعترِىَّ، والحَبَق الكِرْمانِي هُوَ: الشّاهِسْفرَمُ وَهُوَ
سُلْطانُ الرّياحِين، ويعْرَفُ بالرَّيْحانِ المُطْلَق، وَهُوَ الَّذِي
يزْرَعُ فِي البيوتِ. والحَبَقُ القرَنْفُلِيُّ هُوَ: الفرَنْجَمَشْكُ
تفسيرُه: مِسْكُ الإِفْرِنْج. والحَبَقُ الريْحانِي هُوَ: الَّذِي
يُؤْكَلُ من المقْلِ المَكِّيِّ.
وفاتَه: الحَبَقُ النَّبَطي، وَهُوَ: رَيْحانُ الحُماحِم. وحبق
تُرُنْجان، وَهُوَ: الباذَرَنْجبوُيه. والحِبْقُ، بالكَسرِ هَكَذَا فِي
النُّسَخ، والصّوابُ بِكَسْر الباءَ، كَمَا فِي العُباب واللِّسانِ
والحباق كالغُرابِ: الضُّراط قَالَ خِداش بنُ زُهَيْر العامِرِي:
(لَهُم حَبِقٌ والسَّودُ بَيْنِي وبَيْنَهُم ... يدِيَّ لَكُمْ
والعادِياتِ المُحَصَّبا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: السَّوْدُ. اسمُ موضِعٍ ويدِيّ: جمعُ يَدٍ، مثلُ
قولِه:
(25/136)
فإِنّ لَهُ عِنْدِي يُدِيّاً وأَنْعُما
وأَضافَها إِلى نَفْسِه، وَرَوَاهُ أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: يَدَيَّ
لَكُمْ وقالَ: يُقالُ: يَدَيّ لَك أَنْ يَكُونَ كَذَا، كَمَا) تَقُول:
علىَّ لكَ أَنْ يكونَ كَذَا، وَرَوَاهُ الجَرْمِي يَدِي لَكُمُ ساكنَة
الياءِ، وَالْعَادِيات مخفوضٌ بواوِ القَسَم. وأَكْثَرُ استِعمالِه فِي
الإِبِلِ والغَنَم وقالَ اللَّيْثُ: الحَبْقُ: ضُراطُ المَعِزِ وقَدْ
حَبَقَ يَحْبِقُ حَبْقاً بالفَتْح وحَبِقاً، ككَتِفٍ، وغُرابٍ لفظُ
الِاسْم، ولفظُ المَصْدَرِ فِيهِ سَواءٌ، وَقد يُسْتَعمَل فِي الناسِ،
وأَفْعالُ الضَّرْطِ كَثِيراً مَا تَجِئ مُتَعَدِّيةً بحرفٍ،
كقَوْلِهمْ: عَفَقَ بهَا، وحَطأَ بهَا، ونَفَخَ بهَا: إِذا ضَرَطَ،
وَفِي حَدِيثِ المُنْكَرِ الذِّي كَانُوا يَأْتُونَه فِي نادِيهِم:
كانُوا يَحْبِقُون فِيهِ. والحَبْقَةُ: الضَّرْطَةُ وَقَالَ ابنُ
دُرَيْد: الضّرَيْطَةُ الخَفِيفة، قَالَ: وأَخْبَرَنا أَبو حاتِم عَن
أَبِي عبَيدَة قالَ: لّما قُتِلَ عُثمانُ رضِي اللهُ عَنهُ قالَ عدِيُّ
ابنُ حاتِم رَضِي الله عَنهُ: لَا تَحْبِقُ فِيهِ عَنْزٌ فأصيبَتْ
عَينُه يومَ صِفَين، وقُتِلَ ابنُه طَرِيفٌ، فدَخَل على مُعاوِيَةَ
بعدَ قَتْلِ عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا، فقالَ: هَل حَبَقَت العَنز
فِي قَتْلِ عُثْمانَ. فقالَ: إِي واللهِ، والتيْسُ الأَعْظَمُ.
وَيُقَال للأَمَةِ: يَا حَباقِ، كقَطام كَمَا يُقالُ لَهَا: يَا
دَفارِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: عِذْقُ حبَيق، كزُبَيرٍ: تَمْرٌ دَقَلٌ
أَغْبَر صَغِيرٌ مَعَ طُولٍ فِيهِ، رَدِئ مَنْسُوبٌ إِلى ابنِ حبَيقٍ،
ويُقال لَهُ أَيضاً: نُبيْقٌ، ويُقال: حبَيقٌ، ونُبَيْقٌ، وذَواتُ
العُنَيْق: لأَنواع من التمْرِ وَفِي الحَدِيثِ: نَهَى رَسُولُ اللهِ
صَلىّ الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَن لَوْنَيْنِ من التَّمرِ: الجُعرُور،
ولوْنِ حبَيقٍ يَعْنِي فِي الصَّدَقَةِ. والحِباقُ ككِتابٍ، أّو غُرابِ
وعَلى الأولَى اقتَصَر ابنُ دُرَيْدِ: أَبو بَطْنٍ من تَمِيم وَهُوَ
لَقب لَهُ، قالَ أَبو العَرَنْدَسِ العَوْذِي، من بَنِى عَوْذِ بن
سَوْدٍ:
(25/137)
(يُنادِي الحِبُاقَ وحِمانَها ... وقَدْ
شَيَّطُوا رَأسَه فالْتَهَبْ)
والحِبِقَّى كالزِّمِكَّى: سَيْرٌ سَرِيع بالحاءَ وَالْخَاء، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ يَمْشي الحِبِقَّى، والدِّفِقَّى، والحِبِقى
دُونَ الدًّفِقى، قالَ: يَعْدُو الحِبِقَّى والدِّفِقى مِنْعبُ
والحَبَقَةُ، مُحَركةً: الجاهلُ عَن ابْنِ عَباّدٍ، زَاد
الزَّمَخْشَرِيُّ: السًّفِيهُ، والجَمْعُ: حَبَقات، كشَجَرةٍ شَجَراتٍ،
وَهُوَ مَجاز. والحِبِقَّةُ بكَسْرتينِ مُشَدَّدَةَ القافِ: القَصِيرُ
نَقَلَهُ الصّاغانِيّ. وقالَ أبُو عَمرو: الحُبَقُ كصُرَد: القَلِيلُ
العَقْلِ، وَهِي بهاءً كهُبَع، وهُبَعَةٍ، وأَنْشدَ: حِبِقَّة
يَتْبَعُها شَيْخ حُبَقْ وإنْ يوَفِّقْها لخَير لَا تفق والحَبْقُ
بِالْفَتْح: الضَّرْب بالجَرِيدِ هَكَذَا فِي النسُّخ، والصَّواب:
بالجَرِيرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحِيط وَكَذَا الضَّرْبُ بالحَبْلِ،
وبالسَّوْطِ. وأحْبَقَ القَوْمُ بِمَا عِنْدَهُم أَي: سَلِسُوا بِهِ
وأذعَنُوا عَن أَبي) عَمْرو. وحَبَّقَ الرَّجُلُ مَتاعَهُ تَحْبِيقاً:
إِذا جَمَعَه وأحْكَم أَمْرَه. وسَلَمَةُ بنُ المُحَبِّقِ، كمُحَدِّث:
صحابِي رضِي اللهُ عَنهُ، شَهِدَ حُنَيْناً، وفَتْحَ المَدائِن، قَالَ
أَبو أَحْمَدَ العَسْكَرِيّ فِي كتابِ التَّصْحِيف: المُحَبِّقُ، بكسرِ
الباءَ، وأَصحابُ الحَدِيث يُصَحِّفُون ويَفْتَحُونَ الْبَاء، وَقَالَ
البُخارِيُّ فِي التارِيخ الكَبِير: قالَ لِي رَوْحُ بنُ عَبْدِ
المُؤْمِنِ: اسمُ المُحَبِّق صَخر بن عُتْبَةَ بنِ الحارِث بنِ حُصَيْن
ابنِ الحارِثِ بنِ عَبْدِ العَزِيز بنِ دابِغَة ابنِ لِحْيانَ بنِ
هُذَيلٍ، وَفِي التَّكْمِلَةِ: صَخْرُ بنُ عُبَيْد.
(25/138)
وَقَالَ ابنُ فارِسٍ فِي كتابِ المَقايِيس:
الحاءُ والباءُ وَالْقَاف ليسَ عِنْدِي بأصْل يُؤْخَذُ بِهِ، وَلَا
مَعْنَى لَهُ، ولكنهّم يقُولونَ: حبقَ مَتاعَه: إِذا جَمَعَه، وَلَا
أدْرِي كَيفَ صِحَّتُه.
وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: الحَبْقُ، بِالْفَتْح: الضُّراطُ. وقالَ
ابنُ خالَوَيْهِ: جمعُ الحَبَقِ محركةً للمَأكولِ: حِباقٌ، بالكسرِ،
وأَنْشَد:
(فأتَوْنا بدَرْمَقٍ وحِباقٍ ... وشِواءً مُرَعْبَلٍ وصِنابِ)
قالَ ابنُ سيدَه: والحَبَاقَى: الحَنْدَقُوقَي، لغةٌ حِيرِيَّةٌ، وَهِي
بالعَرَبية الذُّرَقُ وأنْشَدَ الأصْمعيُّ لبعضِ العِبادِيِّينَ، كَمَا
فِي العُباب، وَفِي اللسّانِ البَغْدادِيِّينَ، وَهُوَ تحريفٌ:
(ليتَ شِعْرِي مَتَى تَخُبُّ بِي النا ... قَةُ بَينه العُذَيْب
فالصِّنِّبن)
(مُحْقِباً زُكْرَةً وخُبْزاً رُقاقاً ... وحَباقَى وقِطْعَةً من
نُونِ)
وَمَا فِي النِّحْيِ حَبَقَةٌ، مُحَرَّكَةً، أَي: لَطْخُ وَضَرٍ، عَن
كُراع، كقَولكِ: مَا فِي النِّحْي عَبَقَةٌ.
وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: الحُبَيبِيقُ، كعُصَيْفِيرٍ: السَّيِّئ
الخُلُقِ، كَمَا فِي اللِّسانِ، وَفِي العُبابِ: هُوَ الحُبَقْبِيق.
وحَبَقُ، محرَّكَةً: ناحِيَةٌ من خَبِيصَ من أَعْمالِ كِرْمانَ، كَمَا
فِي المُعْجَم. ويُقالُ: ظَلوا يَحْبِقُونَ على فُلان: إِذا سَبُّوه
وجَهِلُوا عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز.
ح ب ش ق
وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: الحَبْشَقَةُ، والحُبْشُوقَة:
دُوَيْبَّةٌ، كَمَا فِي التَّكْمِلَة،
ح ب ط ق ط ق
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَبَطَقْطَقْ، أهمله الجوهريُّ،
(25/139)
والصاغانِي، وَالْمُصَنّف، قَالَ الأزهرِي
فِي السُّداسِيِّ: هُوَ حِكايَةُ صَوْتِ قَوائِم الخَيْلِ إِذا جَرَتْ،
وأَنْشَدَ المازِنِيّ:
(جرَتِ الخَيْل فقالَت ... حَبَطَقْطَقْ حَبَطَقطَقْ)
ثمَّ رَأَيْتُ الجَوْهَرِيَّ قد اسْتَطْرَدَهُ فِي ط ق ط ق ونَقَلَه
عَن ابنِ الأَعْرابِي، قالَ: وَلم أرَه إِلا فِي كِتابِه، وسيأْتي.
ح ب ق ن ق
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رجُلٌ حُبَقْنِيقٌ، بالضمِّ: سَيِّئُ
الخُلُقِ، هَكَذَا أوردَه فِي اللِّسانِ فِي تركيبٍ وَحْدَه، وَقد
مَرَّ عَن الصّاغانيِّ فِي حبق: حُبَقْبِيق، أَو حُبَيْبِيق، كَمَا فِي
اللّسان، فلعَلَّ أَحدَ هؤلاءَ تَصْحِيفٌ عَن الآخر، فتأَمَّلْ.
ح ب ل ق
الحَبَلَّقُ، كعَمَلَّس كتَبَه بالأَحْمَر، مَعَ أنَّ الجَوهَرِيَّ
ذَكَره فِي: ح ب ق على أَنّ اللامَ زائِدَةٌ، وصَوَّبَه ابنُ برِّيّ،
فيَنبَغِي أَن يُكتبَ بالأسْودِ، قَالَ الجَوْهَرِي: غَنَمٌ صِغار لَا
تَكْبُرُ وأنْشَد للأخْطَل:
(واذْكُر غُدَانَةَ عِدّاناً مُزَنَّمَة ... من الحَبَلَّق يبُنَى
حَوْلَها الصِّيَرُ)
قالَ ابنُ بَرّيّ: غدَانَةُ: هُوَ ابْن يرْبوع بنِ حَنْظَلَةَ،
وعِدّان: جَمعُ عَتود، مثلِ عِتْدان. أَو قِصارُ المَعِز ودِمامُها
نَقله الصاغانِي، وَفِي اللِّسانِ: الحَبَلَّقَةُ: غَنَم بجُرَشَ، وَقد
ذُكِرَ فِي: ج ر ش.
وَمِمَّا يسْتَدْركَ عَلَيْهِ: الحَبَلَّقُ: الصَّغِيرُ القَصِيرُ
مِنا، وَمِنْه قولُ الشّاعِرِ:
(يُحابِي بِنَا فِي الحَقِّ كلَّ حَبَلَّقٍ ... لَثا البَوْل عَن
عِرْنِينِه يَتَفَرَّقُ)
(25/140)
واستَدْرَك شيخُنا هُنا نَقْلاً عَن
السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ فِي أَخْبارِ فَتْح مَكَّةَ: الحَبَلَّقُ:
أَرْض تَسْكُنها قَبائِلُ من قيْسٍ.
ح ث ر ق
وَمِمَّا يسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَثْرَقةُ، أَهْمَلَه الجماعةُ،
ونقلَ الأزْهَرِي عَن ابنِ دُرَيْد أَنها خُشُونَة وحمْرَةٌ تكونُ فِي
العَيْن، هَكَذَا ذكرَهُ صاحبُ اللِّسان هُنا، وَقد تَقَدَّمَ
للمُصَنِّفِ فِي حَثْرَفَ هَذا بعَيْنِه تَبعاً للصّاغانِيَ، فالصوابُ
أَنَّ أَحَدَهُما تَصحِيفٌ عَن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ.
ح د ب ق
الحُدْبُقُ، كعُصْفُرٍ أَهمَلَه الجوهرِيُّ، وصاحبُ اللِّسانِ، وقالَ
ابنُ عَباّدٍ: هُوَ القَصِيرُ المجْتَمِع كَمَا فِي العُبابِ.
ح د ق
الحَدَقَةُ، محرَّكَة: سوادُ العَيْنِ عَن ابْن دريدٍ، وَهُوَ
المسْتَدِيرُ وَسَطَ العينِ، وقِيلَ: هِيَ فِي الظّاهِرِ سوادُها،
وَفِي الباطِن خَرَزَتُها، وَقَالَ الجَوْهَرِي: سوادُها الأَعْظَم،
وَقَالَ غيرُه: السّوادُ الأَعْظَمُ فِي العينِ هِيَ الحَدَقَة،
والأصْغَرُ هُوَ الناظِر، وَفِيه إِنسانُ العَيْنِ، وإِنّما الناظِرُ
كالمِرْآةِ إِذا اسْتَقْبَلْتَها رَأَيْت فِيها شَخْصَك، وقولُهم: فِي
حَدِيث الأَحْنَف: نَزَلوا فِي مِثلِ حَدَقَةِ البَعيرِ أَي: نَزَلوا
فِي خصب، وشَبَّهَهُ بحَدَقَةِ البَعيرِ لأَنها رَيَّا من الماءَ،
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لأَنهّا توصَفُ بكثرةِ الماءَ والنَّداوَةِ،
ولأَن المُخ لَا يَبْقَى فِي شَيْء من الأعضْاءَ بقاءَه فِي العَيْنِ
كالحُنْدُوقَةِ بالضَّمِّ والحِنْدِيقَةِ بالكسرِ، قَالَ ابْن دريْدٍ:
وَلَا أدْرِي مَا صِحَّتُها، ج: حَدَق بحَذْفِ الهاءَ وأَحداق، وحِداقٌ
واقتصرَ الجوهريُّ على الأَول والثانِي، وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤيْبٍ:
(فالعَينُ بَعْدَهُمُ كأَنَّ حِداقَها ... سُمِلتْ بشَوْكٍ، فَهْي
عُورٌ تَدْمَعُ)
قالَ: حِداقها أَرادَ الحَدَقَةَ وَمَا حَوْلَها، كَمَا يُقال
للبَعِيرِ: ذُو عَثانِينَ، ومِثْلُه كَثِير
(25/141)
وحَدَقُوا بِهِ يَحْدِقونَ: إِذا أطافُوا
بِهِ قالَ الأخْطَلُ يَمْدَحُ بَنِي أمَيَّةَ:
(المُنْعِمُونَ بَنُو حَربٍ وقَدْ حَدَقَتْ ... بِي المَنِيةُ
واستَبطَأتُ أَنْصارِي)
كأحْدَقُوا بِهِ، وكُلًّ شَيْء اسْتَدارَ بشَيءً، وأحاطَ بهِ، فقد
أَحْدَقَ بِهِ وتَقُول: عَلَيْهِ شامَة سَوْداء قد أَحَدَقَ بِها
بَياض. واحدَوْدَقُوا بالشَّيءَ: مثل حَدَقُوا بِهِ، وأحدَقُوا، نَقله
الصّاغانِي. وحَدَقَ فلَان الشَّيْء بعَيْنِه يَحْدِقُه حَدْقاً: إِذا
نَظَر إلَيهِ وَفِي حَدِيثٍ مُعاوِيَةَ بنِ الحَكَم: فحَدَقَنِي
القَوْمُ بأبْصارِهِم أَي: رَمَوْنِي بحَدَقِهِم. ورأيْتُ المَيِّت
يَحْدِقُ يَمْنَةً ويَسْرَةً حُدوقاً بالضمِّ: إِذا فَتَح عَيْنَيه،
وطَرَفَ بهما. وحدَقَ فُلاناً: إِذا أَصابَ حَدَقَتَه. ويُقالُ للقَوم
المُصِيبِينَ فِي الرِّمايَةِ: رُماه الحَدَقِ. والحَدَقُ،)
مُحَرَّكَة: الباذِنْجانُ نَقَلَهُ الأزْهَري عَن ابنِ الأعرابِيِّ،
واحِدَتها حَدَقَةَ، شُبِّهَ بحَدَقِ المَها، قَالَ: تَلْقَى بِها
بِيضَ القَطا الكُدارِى تَوائِماً كالحَدَقِ الصّغارِ ووُجِدَ بخَطِّ
عَليّ بنِ حَمزَةَ: الحذَقُ: الباذِنْجانُ، بِالذَّالِ المَنْقُوطة،
وَلَا يُعرَفُ. والحَدِيقَةُ: الروضَة ذاتُ الشجَرِ كَمَا فِي
الصِّحاحِ، وَهِي كُلُّ أرضٍ استَدارَتْ، وأَحْدَقَ بهَا حاجِز، أَو
أرضٌ مُرتَفِعَةٌ قَالَ عَنْتَرَةُ:
(جادَتْ عَلَيْها كُل بِكر حُرة ... فتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ
كالدرهَم)
ويُروَى: كُلَّ قَرارَةٍ. وقِيلَ: الحَدِيقَةُ: حُفْرة تكونُ فِي
الوادِي تَحْبِسُ الماءَ، وكُل وَطِئ يَحْبِس الماءَ فِي الوادِي وَإِن
لم يَكُن
(25/142)
الماءُ فِي بَطنِه: حَدِيقَةٌ،
والحَدِيقَةُ أعْمَقُ من الغَدِيرِ ج: حَدائِقُ وَفِي التنْزِيلِ
العَزِيزِ: وحَدائِقَ غُلْباً أَو الحَدِيقَةُ: البُسْتانُ عَلَيْهِ
الحائِطُ، وخَصَّ بعضُهُم من النَّخْلِ والشَّجَرِ المُلْتَف، وَهُوَ
قَوْلُ ابنِ دُرَيْدِ والزَّجّاج، وخَصَّ بَعضهم الشَّجَر بالمُثْمِرِ،
وَقَالَ بَعضُهُم: بل هِيَ الجَنَّة من نَخْلٍ وعِنَبٍ، قَالَ:
ضَوْرِيَّةٌ أولِعْتُ باشْتِهارِها ناصِلَةُ الحِقْوَيْنِ من إِزارِها
يُطْرِقُ كَلْبُ الحَيِّ من حِذارِها أعطَيْتُ فِيهَا طائِعاً أَو
كارِهَا حَدِيقَةً غَلْباء فِي جِدارِها وفَرَساً أنْثَى وعَبْداً
فارِهَا أرادَ أَنه أَعطاها نَخْلاً وكَرْماً مُحْدَقًا عَلَيها،
وَذَلِكَ أَفْخَمُ للنَّخْلِ والكَرْم، لِأَنَّهُ لَا يُحْدَقُ
عَلَيْهِ إِلاّ وَهُوَ مَضْنُونٌ بهِ، وإِنَّما أَرادَ أَنه غالَى
بمَهْرِها عَلَى مَا هِي بِهِ من الاشْتِهارِ، وخَلائِق الأَشرارِ. أَو
كُلُّ مَا أَحاطَ بهِ البِناءُ: حَدِيقةٌ، وَمَا لمْ يَكُنْ عَلَيْهِ
حائِطٌ، فليسَ بحَدِيقةٍ. أَو الحَدِيقةُ: القِطْعَةُ من النَّخْل
وَمِنْه حَدِيثُ ثابِتِ بنِ قَيْسِ بن شَماسٍ رضيَ اللهُ عَنهُ:
اقْبَلِ الحدِيقَةَ، وطَلِّقْها تَطْلِيقَةً.
والحَدِيقَةُ: ة، من أَعْراضِ المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ
الصَّلاةِ والسّلام، كانتْ بهَا وَقعَةِّ بينَ الأَوْسِ والخَزرَجَ،
وإَياّها أَرادَ قيس بنُ الخَطِيم بقَوْلِه:
(أجالِدُهُمْ يومَ الحَدِيقَةِ حاسِراً ... كأَنَّ يَدِي بالسَّيْفِ
مِخْراقُ لاعِبِ)
)
وحَدِيقَةُ الرَّحْمنِ: بُسْتانٌ كَانَ لمسَيْلِمَةَ الكَذّابِ بفِناءَ
اليَمامةِ، فلمّا قُتِلَ عندَها سُمِّيَتْ حَدِيقَةَ المَوْتِ.
والحَدِيقَةُ، كسَفِينة وكجُهَيْنَةَ: ع، لبَنِي يَرْبُوع بقُلَّةَ
الحَزْنِ، وضَبَطه فِي التكملةِ كسَفِينَة.
(25/143)
وَقد أَحْدَقَت الرَّوْضَةُ. عُشْباً:
صارَتْ حَدِيقَةً وإِذا لم يَكن فِيهَا عُشْبٌ فَهِيَ رَوْضَةٌ، نَقله
الزَّجّاج.
والتَّحْدِيقُ: شِدَّةُ النَّظَرِ نَقَلَه الجَوهَرِيًّ.
وَمِمَّا يسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَدِيقَةُ: القِطعَةُ من الزَّرْع،
عَن كُراع. والمحَدِّقُ، كمُحَدِّثِ: الأَمْرُ الشّدِيدُ تُحَدِّقُ
مِنْهُ الرِّجالُ. وتَكَلَّمت على حَدَقِ القَوْم، أَي: وهم ينْظُرونَ
إِليَّ. ورأَيتُُ الذَّبِيحَةَ حادِقَةً.
وفلانٌ أَحْدَقَت بهِ المَنِية، أَي: أحاطتْ، وَهَذَا مجازٌ. وَمِنْه
أَيْضاً قَوْلهم: ورَدَ علىَّ كتابك فتنَزَّهْتُ فِي بَهْجَةِ
حَدائِقِه.
ح د ل ق
الحَدَوْلَقُ، كصَنَوْبر هُوَ مكتوبٌ فِي سائرِ النُّسَخ بالأَحْمَرِ،
وَقد ذكرهُ الجوهرِيُ فِي: ح د ق وذَكَر أَن اللامَ. زائِدَة، غيرَ
أَنَّ الصاغانِيَّ وصاحبَ اللِّسان قد أفْرداهُ بتَرْكِيبٍ،
وقلَّدَهُما المُصَنفُ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وقالَ ابْن دُرَيْدِ: هُوَ
القَصِيرُ المُجْتَمِعُ. وَقَالَ الجوْهريُّ: الحُدَلِقَةُ،
كعُلَبطَةِ: الحَدَقَةُ الكَبِيرةُ وَهَذَا يَدُلًّ على أًنَّ اللَّام
زائدةٌ. أَو شيءٌ من الجَسَدِ لَا يُدْرَى مَا هُو وَبِه فَسَّرَ أَبو
عُبَيْد قولَهم: أكَلَ الذِّئب من الشاةِ الحُدَلِقَةَ. أَو العَيْنُ
وَبِه فَسرَ اللِّحْيانِيُّ، وكُلُّ ذلِكَ فِي الصِّحاح، واقْتَصَرَ
كرَاع على القَوْلِ الأَخير، وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: قَالَ
الأَصْمَعيُّ: سَمِعْتُ أَعرابياً من بني سَعْد يَقُول: شَدَّ الذِّئبُ
على شَاةِ فلانِ، فأَخَذَ حُدَلِقَتَها، وَهُوَ غَلْصَمَتها.
وَمِمَّا يستدرَكُ عَلَيْهِ: عَين حُدَلِقَةٌ، أَي: جاحِظَة. وَقَالَ
الجوْهَري: والحدلَقَةُ بِزِيَادَة
(25/144)
الّلام: مثلُ التَّحْدِيقِ، وَقد حَدْلقَ
الرَّجلُ: إِذا أَدارَ حَدَقَتَه فِي النظَرِ.
(حذرق)
الحُذْرُقَّةُ، بضمِّ الحاءَ والراءِ، وشدِّ القافِ أَهْمَلَه
الجَوهرِيّ، وَقَالَ أَبو الهَيثَمِ: هِيَ الجزِيرَة نَقله الأَزهرِيّ
هَكَذَا، وَهَكَذَا ضَبَطَه الصّاغانيّ بالذالِ المعجَمة، وَهُوَ فِي
العُباب بالدّالِ الْمُهْملَة، قالَ: وقالَ أَبو الهَيثَمٍ: قَالَت
جاريَةٌ: لأمها يَا أُمَّيَاهُ أَنُفَيْتَة نتَّخِذُ أَم حذْرُقَّةً.
والحُذْرقَّةُ: مثل ذَرْقِ الطَّيْر فِي الرَقَةِ.
ح ذ ق
حَذَقَ الصَّبيُّ القُرآنَ، أَو العَمَلَ، كضَرَبَ، وعَلِمَ، حَذْقاً،
وحَذاقاً، وحَذاقَة ويكْسرُ الكُلُّ، أَو الحِذاقَةُ، بالكسرِ الِاسْم:
إِذا تَعَلَّمَه كُلَّه، ومَهَرَ فيهِ فَهُوَ حاذِقٌ من حُذّاقٍ، وَفِي
حَدِيثِ زَيْدِ بن ثَابت فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتى حَذَقْته
أَيْ: عَرَفته، وأَتْقَنْتُه، وَهُوَ مَجازٌ، مأْخوذٌ كل من الحَذْق،
وَهُوَ القَطْعُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الزَّمَخْشَريُّ. ويُقال: هَذَا
يَوْمُ حِذاقِهِ بِالْكَسْرِ، أَي: يَوْمُ خَتْمِه للقُرْآن. وحَذَق
الشَّيءَ يَحْذِقُه بِالْكَسْرِ حَذاقة وحَذْقاً بفتحهما: إِذا قطعه،
أَو مَدَّه ليَقْطعَه بمِنْجَلٍ ونحْوه حَتَّى لابَقى مِنْهُ شَيْء
فَهُوَ حاذِقٌ: قاطعٌ، وأنْشد الجوهريُّ لأَبي ذُؤَيْبٍ:
(يرَى ناصِحاً فِيمَا بدا فَإِذا خلا ... فذلِك سِكِّينٌ علا الحَلْق
حاذِقُ)
وحَذِيقُ مَحذُوقٌ: مقطوعٌ وأَنْشد ابنُ السِّكِّيتِ لزُغْبَةَ
الباهِلِي، وَقَالَ الصّاغانيّ: هُوَ لجزْء الباهِلي:
(أَنوراً سرْعَ مَاذَا يَا فرُوقُ ... وحَبْلُ الوَصْلِ مُنتكِثٌ
حَذِيقُ)
وَمن المَجاز: حَذَق الخلّ حذوقاً كقُعودِ وحَذْقاً بِالْفَتْح
ويكْسَر: إِذا حَمُض فلذَعَ باللِّسان، وَكَذَلِكَ اللَّبن.
(25/145)
وَمن الْمجَاز: حذَق الرِّباطُ، يَدَ
الشّاةِ: إِذا أَثرَ فِيهَا بالقَطْع، عَن ابْن دُرَيْد. وحذقَ الخَلُّ
فاهُ: إِذا حَمَزهُ عَن ابْن دُرَيْدٍ وقبَضَه وَكَذَلِكَ اللَّبَنُ،
والنَّبيذُ، ونحوهُما. وحُذاقةُ، كثُمامَةٍ: جَد لأبي دُؤاد الشّاعِر
الإِيادِيِّ وأَبو بطن من إِياد هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ بواو
العطفِ، والصوابُ حَذْفُها، وَهُوَ حُذاقةُ بنُ زهَيْر بن إِيادِ بن
نِزارِ بن مَعدِّ بن عَدْنان، وأَبُو دُؤادٍ اسمُه: جاريَةُ بن
الحَجّاجِ بن حُمْران بن بَحْرِ بنِ عِصام ابنِ نَبْهان بنِ مُنَبَهِ
بنِ حُذاقَةَ، وأَسْقطَ ابنُ الكَلْبِيِّ الحَجّاجَ بينَ جارِيَةَ
وحُمْرانَ، وكُلُّ مَنْ مِنَ العَرَب سِواهُم حُذافَةُ بالفاءَ،
ووَرَدَ فِي شِعْرِ أبي دُؤادٍ حذاق بغيرِ هَاء، وَهُوَ قولُه:
(ورِجالٌ من الأَقارِبِ كانُوا ... مِنْ حُذاقٍ همُ الرُّؤُوسُ
الخِيارُ)
)
ويُقال: مَا عِنْدَه حُذاقَةٌ أَي: شيءٌ من طَعَام وَكَذَا قولهُم: مَا
فِي رَحْله حُذاقَةٌ، وأكَلَ الطَّعامَ فَمَا تَرَكَ مِنْهُ حُذاقَة
وحذافَةً، بالقافِ وبالفاءَ، وبالقاف رَواهُ أَصحابُ أبي عُبَيْد،
كَمَا فِي ح ذ ف واحْتَمَلَ رَحْلَه فَمَا تَرَك مِنْهُ حُذاقَةً وكلُّ
ذَلِك مَجازٌ. والحُذاقِيُّ، كغُرابي: الجَحْشُ وَبِه فسر الحَدِيث:
أًنَّه خَرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُها حُذاقِي عَلَيْها قَوْصَف لم
يَبْقَ مِنْها إِلَّا قَرْقَرُها والصَّعْدَة: الأتان. وَمن المَجازِ:
الحُذاقِي: الرّجل الفَصِيحُ اللِّسانِ، البيِّنُ اللَّهْجَة، قَالَ
طَرَفَةُ:
(إِنِّي كَفانِي من أمْرٍ هَمَمْتُ بهِ ... جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ
الَّذِي اتَّصَفا)
قَالَ الجَوْهرِيًّ: يَعْنِي أَبا دُؤادٍ الإِيادِيَّ الشاعِرَ، وكانَ
جارَ كَعْبِ بن مامَةَ. والحذاقِيُّ: السِّكِّينُ المُحَدَّدُ عَن ابْن
عَباد.
(25/146)
ومحمَّدُ بنُ يُوسفَ وأَخُوه إِسْحُاقُ
الحُذاقِيّان من أَهْلِ صَنعاءَ اليَمَنِ، رَوَى مُحَمَّدٌ عَن عبدِ
الرَّزّاق وغيرِه، وعنهما عُبَيْدُ بنُ محمَّد الكِشورِيُ. وحُذاقِيّ
بنُ حُمَيْدِ بن المُسْتَنِيرِ ابْن حُذاقِي بالضَّمِّ، القُمِّي، روى
عَن آبائِه، وَعنهُ الطَّبَرانِيُّ: مُحَدِّثُون. ويقالُ: ترَكْتُ
الحَبلَ حِذاقاً، ككِتابٍ وغُرابِ، أَي: قِطَعاً، الواحِدَةُ حذْقَة،
بِالْكَسْرِ. وَيُقَال حَبْلٌ أَحْذاقٌ: أَي أَخلاق، كأَنه حُذِقَ،
أَي: قُطعَ، جَعَلوا كُلَّ جزْءً مِنْهُ حَذِيقاً، حَكَاهُ
اللحْيانِيُّ. وَقد انْحَذَق الحَبْلُ، أَي: انْقَطَع، وَمِنْه قَوْلُ
الشاعرِ: يَكادُ مِنْهُ نِياطُ القَلْبِ يَنْحَذِقُ وَمِمَّا يسْتدرك
عَلَيْهِ: فلانٌ فِي صَنْعَتِه حاذِقٌ باذِقٌ، أَي: ماهرٌ، وَهُوَ
إِتْباعٌ لَهُ، وهُنا نَقله الجَوْهَرِي، ومرَّ للمُصَنف فِي بذق.
والحاذِقُ: الخَبِيثُ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ أَبو حنِيفةَ: الحاذِق من
الشَّراب: المُدْرِك الْبَالِغ وأَنشدَ: يفخْنَ بَوْلاً كالشَّرابِ
الحاذِقِ ذَا حَرْوَة يَطِيرُ فِي المَناشِقِ وخَل حُذَافِي: حاذِقٌ،
وَهُوَ مجازٌ. وأَحْذَقَ الحَرُّ: جَعلَه حاذِقاً. وَهُوَ يتَحَذَّقُ
علينا، أَي: يُظْهِرُ الحذْقَ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وحُذاقَة:
بُطيْنٌ فِي قضاعَةَ، نُسبُوا إِلى جُشَمَ قالَ: وَمِنْهُم من قالَه
بالفاءِ.
(25/147)
ح ذ ل ق
حَذْلَقَ الرجلُ، هُوَ مكتوبٌ فِي سائِر النسَخ بالحُمْرَة، مَعَ أَنَّ
الجوهريَّ قد ذَكَره: فِي حذق وأَشارَ إِلى أَنَّ الّلامَ زائدَةٌ،
وَمَعْنَاهُ: أَظْهَر الحِذْقَ وهكَذا هُوَ صَنِيعُ الزَّمَخْشَرِيِّ
فِي الأَساسِ، وجَعلَه مَجازاً أَو ادَّعى أَكْثَرَ مِمَّا عندَه
نَقَله الجَوْهَرِيُّ أَيضاً كتَحَذْلَق كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي
الأَساسِ: فِيهِ حذْلَقةٌ، وتَحَذْلُقٌ، وَهُوَ من المُتَحَذْلِقِينَ.
وَفِي اللِّسانِ: الحَذْلَقَةُ: التَّصَرُّفُ بالظّرْفِ.
والمُتَحَذْلِقُ: المُتَكَيِّسُ، وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يرِيدُ أَنْ
يَزْدادَ على قَدْرِه. وإِنه ليَتَحَذْلقُ فِي كَلامِه، ويَتَبَلْتَعُ
أَي: يَتَظَرَّفُ ويتَكَيَّسُ.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: رَجُل حِذْلِقٌ، كزِبرِجٍ: كثير
الكَلامِ صَلِفٌ، وليسَ وَراءَ ذَلِك شَيْء.
والحِذلاقَ، بالكسرِ: الشيءُ المُحَددُ، وَقد حُذْلِقَ.
ح ر ب ق
حَرْبقَ عَمَلَه: إِذا أَفْسَدَه، أَهمَلَه الجماعةُ، ونقلَه صاحبُ
اللِّسانِ.
ح ر ز ق
الحَرْزَقةُ بِتَقْدِيم الرّاَء على الزّاي أَهمَله الجَوْهرِيُّ،
وَقَالَ أَبو عَمْرو: هُوَ التَّضْييقُ والحَبْسُ وَقَالَ أَبُو
زَيْدٍ: هُوَ بتَقْدِيم الزّاي على الرَّاءَ، وبالوجَهَين يرْوَى قَول
الأَعْشى:
(فذاكَ وَمَا أَنْجَى من المَوْتِ ربَّه ... بسَابَاطَ حَتَّى ماتَ
وَهُوَ كُل محَرْزَقُ)
يَقُول: حَبَس كِسْرَى النعمانَ بنَ المُنْذِرِ بسَاباطِ المَدائن،
حَتىّ ماتَ وَهُوَ مُضَيّقٌ عَلَيْهِ.
(25/148)
قلتُ: وَهَذَا. الاخْتلافُ قد أَشارَ إِليه
الجَوْهَرِي فِي ح ر ز ق فَالصَّوَاب كَتبُ هَذَا الحَرْفِ بالقَلَمِ
الأَسودِ، وروَى ابنُ جنَي عَن التَّوَّزِيِّ قَالَ: قلتُ لأَبي زَيْدٍ
الأًنصارِيِّ: أَنتُم تُنْشِدُونَ قولَ الأعْشى: حَتىّ ماتَ وَهُوَ
مُحَزْرَقُ وأَبو عَمرو الشَّيْبانِيُّ يُنْشِدُه: وهُوَ مُحَرْزَقُ
بتقديمِ الرّاءِ على الزايِ، قَالَ: إِنهّا نَبَطِية، وأمُّ أَبِي
عَمرو نَبَطِيَّةٌ، فَهُوَ أَعْلَمُ بهَا مِنا.
ح ر ق
حَرَقَه أَي: الحَدِيدَ بالمِجْرَدِ يَرُقُه حرْقاً، من حَدِّ نَصَرَ:
إِذا بَرَدَه وحَكَّ بعضَه ببَعْض وَمِنْه قِراءَةُ عَليّ وابنِ
عَباّسِ رضِىَ الله عَنْهُم، وَأبي جَعفر: لنَحْرُقنهُ وَالنُّون
مُشَدَّدَةٌ، وَعَن أَبِي جَعْفر أَيْضا أَنَّ النوّنَ مُخَفَّفَةٌ،
وَقَالَ الفرّاءُ: مَن قَرَأَ لنَحْرُقنَّه فالمَعْنَى: لنَبْرُدَنَّه
بالحَدِيد بَرْداً، مِن حَرَقْتُه أَحرُقُه حرْقاً. ويُقالُ: حَرَقَ
نابه يحرُقُه ويَحْرِقُه من حَدِّ نَصَر وضَرَب: إِذا سَحَقَه حَتَّى
سُمِعَ لَهُ صَرِيفٌ وَمِنْه قولُهم: فلَان يحْرق عليكَ الأرَّمَ
غَيظاً، قَالَ الراجِز: نُبِّئتْ أَحْماءَ سُلَيْمَى إَنما باتُوا
غِضاباً يَحْرِقُونَ الأرِّمَا ويكُون تهديداً ووَعِيداً من فحولِ
الإِبل خاصَةً، وقالَ ابنُ دُرَيد: وَهُوَ من النوق زَعمُوا من
الإعياءَ، قَالَ زُهير:
(أَبي الضَّيمَ والنعمانُ يحرِقُ نابه ... عليهِ فأَفْضىَ والسُّيُوفُ
مَعاقِلُهْ)
وجعَل ابنُ دُرَيدٍ الفعلَ للناب، فقالَ: حرَق نابُ البَعير يَحرُقُ،
وصَرَفَ يَصْرفُ، وَفِي الأساسِ: وإِنّه ليَحرْقُ عليكَ الأرَّمَ، أَي:
يسحَقُ
(25/149)
بعضَها ببَعْض، كفِعْل الحارِقِ بالمبْرَد
وَهَذَا يفْهمُ مِنْهُ أَنَّ حَرْقَ الناب مأخوذَ من حَرْقِ الحَدِيد،
كَمَا هُوَ صَرِيحُ كَلَام الجَوْهرِيِّ، فإِنه قَالَ: وَمِنْه حرَقً
نابَه إِلى آخرِه. والحارِقَتانِ: رُؤُوسُ الفَخِذَيْنِ فِي
الوَرِكَيْنِ، أَو هما عَصَبَتانِ فِي الوَرِكِ إِذا انْقَطَعَتا مَشىَ
صاحبُهما عَلَى أَطْراف أَصابِعِه لَا يَسْتَطِيعُ غيرَ ذَلِك، عَن
ابْنِ الأَعْرابِيِّ، قالَ: وإِذا مَشَى على أَطْرافِ أَصابِعِه
اخْتِياراً فَهُوَ مِكْتامٌ، وَقد اكْتامَ الرّاعِي، وقالَ غيرُه:
الحارِقَةُ: العَصَبَةُ الَّتِي تَجمع بينَ الفخِذِ والوَرِكِ. وقِيلَ:
هِيَ عَصَبَة مُتَّصِلَةٌ بينَ وابِلَتَي الفَخِذِ والعَضُدِ الَّتِي
تَدُورُ فِي صَدَفَةِ الوَرِكِ والكَتِفِ، فإِذا انْفصلتْ لم تَلْتَئم
أَبَداً، وقِيلَ: هِيَ فِي الخُربة تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ،
وبِها يَمْشِي الإِنْسانُ، وقِيلَ: إِذا زالَت الحارِقَةُ عَرِج
الإِنْسانُ. والمَحْرُوقُ: الَّذِي انْقطَعت حارِقَته وَقد حُرِقَ
كعُنِيَ، أَو الّذِي زالَ وَرِكُه وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَبِي
مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ يصفُ راعِياً: يظل تَحتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ
يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ يَقُول: إِنّه يَقُوم على فَرْدِ
رِجْلٍ يَتَطاوَلُ للأفْنانِ، ويَجْتَذِبها بالمِحْجَنِ، فيَنْفُضُها
للإِبِلِ، كأَنّه)
محْرُوقٌ، وقالَ ابْن سِيدَه: أَخْبَرَ أَنه يقُوم بأَطْرافِ أصابِعِه
حَتّي يَتَناولَ الغُصْنَ، فيُميلَه إِلى إِبِلِه، يَقُولُ: فَهُوَ
يَرْفَعُ رِجْلَه ليَتَناوَلَ الغصْنَ البَعِيدَ مِنْهُ، فيَجْذِبَه.
وقالَ ابنُ عَبّاد: المَحْروقُ فِي الرَّجَزِ: السَّفُّودُ.
والحارِقَةُ: النارُ يَقُول: أَلْقَى اللهُ الْكَافِر فِي حارِقَتِه،
أَي: فِي نارِه. قالَ ابنُ دُرَيْدِ: وقَوْل على كَرَّمَ الله وَجْهَه:
كذَبَتكُم الحارِقَةُ وقولُه: عليكُم بالحارِقَةِ قالَ ابنُ الأَعرابي:
هِيَ المَرْأَةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَر:
وجَدْتها حارقَة
(25/150)
طارِقَةً فائِقَةً وَفِي الأَساسِ: هِيَ
الَّتِي تَضُمُّ الشَّيءَ لضِيقِها، وتَغْمِزُه، فِعل من يَحْرِقُ
أَسْنانَه، وَهِي الرَّصُوف والعَصُوفُ، وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هِيَ
الَّتِي تَثْبُتُ للرَّجُلِ عَلى حارِقَتِها، أَي: شقها وجَنْبِها،
قَالَ: وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَغْلِبُها الشهوَةُ حَتى تَحْرِقَ
أَنْيابها بعضَها على بَعْضٍ، إِشْفاقاً من أَنْ تَبْلُغ الشَهْوَةُ
بهَا الشَّهِيقَ أَو النخِيرَ فتسْتحي من ذلِك. أَو: هِيَ الَّتِي
تُكْثِرُ سبَّ جاراتِها عَن ابْنِ الأَعْرابِيَ. وقالَ شَمر وأَبو
الهَيْثَمِ أَيضاً: الحارِقَةُ: النكَاح على الجَنبِ وَبِه فُسرّ قولُ
عَليّ رَضِي الله عَنهُ: كذَبَتم الحارِقَةُ مَا قامَ لِي بهَا إِلاّ
أَسْماءُ بنت عُمَيْسٍ. وقالَ ابنُ سِيدَه: عِنْدِي أَن الحارِقَةَ
هُنا اسمٌ لهَذَا الضَّرْبِ من الجِماع أَو المُرادُ بِهِ هُنا
الإِبْراكُ وقالَ ثعلبٌ: الحارِقَةُ: هِيَ الّتِي تُقامُ على أَرْبَع،
وَبِه فُسِّرَ قولُ عليِّ رَضِي الله عَنهُ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:
امرأَةٌ حارُوقٌ: نَعْتٌ مَحْمُودٌ لَهَا عِنْدَ الخلاطِ، أَي:
الْجِمَاع وَهِي الَّتِي تَضُم الشيءَ لضِيقِها وتَغْمِزه. والحِرْقُ،
بالكَسْرِ: شِمْراخُ الفُحّالِ الَّذِي يُلْقح بِهِ وَذَلِكَ أَنّه
يؤْخذ الشِّمراخُ من الفَحْلِ، فيُدَلسّ فِي الطَّلْعَةِ، وسَيَأتِي
للمُصَنِّفِ ذكرُه ثانِياً قَرِيبا. والحَرَقُ بالتَّحْرِيكِ: النّارُ
يُقالُ: فِي حَرَقِ اللهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيث:
الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَق شَهادَة وَقَالَ رُؤْبَةُ يصفُ الحُمُرَ:
تَكادُ أَيْدِيهِنَّ تَهْوِى فِي الزَّهَقْ من كَفْتِها شَدّاً
كإِضْرام الحَرَق أَو لَهَبُها عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، وثَعْلبٍ،
وَبِه فسرَّوا الحَدِيث: ضالَّةُ المُؤْمِن حَرَقُ النّارِ أَي:
لَهَبُها، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَرادَ أَنَّ ضالَّةَ المُؤْمِن إِذا
أَخَذها إِنْسانٌ ليَتَمَلَّكَها فإِنَّها تؤَدَيهِ إِلى حَرَقِ
النّارِ، والضَّالةُ من، الْحَيَوَان الْإِبِل وَالْبَقر
(25/151)
وَمَا أَشْبَهَها مِمَّا يَبْعُدُ ذَهابُه
فِي الأَرْضِ، ويمْتَنع من السِّباعِ.
والحَرَقُ: أَثر احتِراقٍ يُصِيبُ من دَقِّ القَصّارِ ونَحوِه فِي
الثَّوْبِ وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الحَرَقُ: النقْبُ فِي الثَّوْبِ
من دَقِّ القصّارِ، جَعَلَه مثل الحَرَقِ الّذِي هُوَ لَهَبُ النارِ،
قَالَ الجوهرِيُّ: وَقد يسَكَّنُ، ونَقله الصاغانِيُّ عَن ابنِ
دُرَيدٍ: وَلَا أَدْرِى مَا صِحَّتُه، قَالَ: وَهُوَ كلامٌ عَرَبِيٌ
معروفٌ.)
وَفِي الحديثِ: أَنّه دَخَلَ مَكَّةَ يومَ الفتحِ، وَعَلِيهِ عِمامَةٌ
سَوْدَاء: حَرَقانِيَّة قد أَرْخَى طَرَفَها على كَتِفَيْهِ، وَهِي
مُحَركَة: الَّتِي على لَوْنِ مَا أَحرَقته النارُ كَأَنَّهَا
مَنْسُوبةٌ بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ إِلى الحَرَقِ، أَي: النارِ.
وحَرِقَ شَعْرُه، كَفِرحَ حَرَقاً: تقطَّعَ ونسَلَ، فَهُوَ حَرِقُ
الشَّعَرِ وكذلِكَ الجَناح، وَذَلِكَ إِذا قَصُرَ وَلم يطُلْ، أَو
انْقطع، وَمِنْه قولُ أَبي كَبِير الهذَلِي:
(ذَهَبَتْ بشَاشَتُه فأَصْبَحَ واضِحاً ... حرِقَ المَفارِقِ كالبُراءَ
الأَعْفَرِ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهرِيُّ وقيلَ: الحَرِقُ ككَتِفٍ: الرَّجلُ
المُشَققُ الأَطْرافِ وَمِنْه قَوْلُ الطِّرِمّاح يَصِف غراباً:
(شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناح كأَنَّه ... فِي الدّارِ إِثْرَ
الظّاعِنِينَ مُقيَّدُ)
هَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ، ويروي: أَدْفَى الجَناح وَهَذِه
أَشهرُ وأَكْثَرُ. والحَرِقُ من السَّحابِ: الشَّدِيدُ البَرْقِ نَقله
الجوهريُ. والحَرُوقُ كشَكُورٍ، وتنُّورٍ، وجَلُولاءَ، وكُناسَة،
وغُرابٍ، وتَشْدِيدُهُما فَهِيَ سَبع لغاتٍ: الأولى وَالثَّانيَِة عَن
الفَرّاءَ، كَمَا فِي العُباب،
(25/152)
والثالثةُ نقلهَا ابْن برَي، قَالَ:
حَكَاهَا أَبو عبَيْدِ فِي المُصنَّفِ فِي بَاب فعولاءَ عَن الفرّاءِ
أَو تَشْدِيد الأولى من الأَخيرَتَيْنِ لحنٌ وَفِي العبابِ: والعامَّةُ
تَقول: الحراقُ والحُراقةُ بالتشديدِ: مَا يَقع فِيهِ النارُ عِنْد
القَدْحِ وَقَالَ ابْن سيِدَه: وقالَ أَبو حنيفَة: هِيَ الخرَقُ
المُحْرَقَةُ الَّتِي يَقَع فِيهَا السَّقط، وَفِي التَّهذِيب: هُوَ
الَّذِي تورى فِيهِ النَّار.
والحَراقُ كسحَابٍ: اسْم رجل. والحُراقُ كغرابِ، من المِياهِ:
الزُّعاقُ، وَهُوَ الشَّديد الملوحة قَالَه الجَوْهَرِيُّ ويُشدَّد
وكذلِكَ الجَمْعُ، كأَنّما يُحرِقُ حلْقَ الشارِبِ، وَقَالَ ابنُ
الأَعرابيَ: مَاء حراق وقُعاع بِمَعْنى واحِد، وَلَيْسَ بعدَ الحراقِ
شيءٌ، وَهُوَ الَّذِي يَحْرِقُ أَوبارَ الإبِل. والحُراقُ من الخَيلِ:
العَدّاءُ وذلِكَ إِذا كانَ يحتَرِق فِي عدْوِهِ. وَقَالَ ابنُ عَبادِ:
الحُراقُ: مَنْ يفْسدُ فِي كُل شَيْء، كالحِراقِ بالكسرِ هَكَذَا هُوَ
نَصّ المُحيطِ، وَفِي بعض النُّسخِ: من يُفِيد كلَّ شيءِ، وَالْأولَى
الصَّوَاب. قلتُ: وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعْرابيِّ، ونَصّه: رَجُلٌ
حِراقٌ، بِالْكَسْرِ: لَا يُبْقى شَيْئا إِلاّ أَفْسده، مُثلَ بنارٍ
حراقٍ. والحُراقَ: الجُش الّذِي يُلْقَحَ بِهِ النخلُ، كالحِرْقِ
والحِراق بكسرِهما والحَرَقُ مُحَرَّكَةً، وكصَبُورٍ، ويُضَمُّ فَهِيَ
سِتُّ لغاتٍ، الثانيةُ مِنْهَا تَقدَم ذِكرها. ونارٌ حراقٌ، ككتاب: لَا
تبْقي شَيْئاً عَن ابْنِ الأَعْرابي، وَقَالَ أَبو مالكٍ: تحرِقُ كُلَّ
شيءَ، وضَبَطَه بِالْكَسْرِ وبالضم. ورَمْىٌ حِراقٌ بالكسرِ أَيْضاً،
أَي: شَدِيد. وَيُقَال: فِي جَوْفِه حَرقَةٌ بالفَتْح عَن الفَرّاءِ
فِي نَوادِرِه ويضمّ، وحَرِيقَةٌ كسَفِينَةِ، أَي: حَرارَةٌ.
والحَرّاقاتُ، مُشَدَّدَةً: مواضِع
(25/153)
القلايِينَ والفَحّامِينَ)
بلُغَةِ أَهل البَصْرَةِ، قَالَه اللَّيْث. قالَ: والحَرّاقات: سُفنٌ
بالبَصْرةِ، وفيهَا مَرامِي نِيرانِ يُرْمى بهَا العَدُوُّ فِي
البَحْرِ، وَقيل: هَي المرامِى أَنْفُسُها، قالَه ابنُ سِيدَه، وَفِي
الأساسِ: يُقال: ركِبُوا فِي الحَرّاقَةِ، وَهِي سَفِينَة خَفِيفَةُ
المرِّ. قلتُ: وَمِنْه قَوْلُه: عَجِبتُ لحُرّاقةِ ابنِ الحُسَيْنِ
إِلى آخرِه.
والحُرْقَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ من الاحْتِراقِ كالحَرِيقِ كأَمِيرٍ،
وقولُه تَعَالَى: فلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذَاب الحَرِيقِ
أَي: لَهُم عذابٌ بكُفْرِهِم، وعَذابٌ بإِحْراقِهم المؤْمِنينَ.
والحرْقَة: حَيّ من قضاعَةَ قالَ ابْن حَبيب: هُوَ حُرْقَة بنُ
خُزَيْمَةَ ابْن نهْدٍ، وَالَّذِي ضَبَطَه ابنُ عبّادٍ الحُرُقَةُ،
بضمَّتَيْنِ، كَمَا نَقله عَنهُ الصّاغانِيُّ، وَالَّذِي فِي
التَّبْصِيرِ لِلْحَافِظِ أَنَّه كهُمَزةِ، وَضَبطه ابنُ ماكُولا
بالضمِّ بالفاءَ، وهذَا غَريبٌ، فتَأَمل ذلِك. والحُرَقَةُ كهُمَزَة:
بنتُ النعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والحُرَقَةُ من
السُّيوفِ: الماضِيَةُ، كالحُرّاقَةِ. والحارُوقَةِ كرُمّانة ومامُوسة
عَن ابنِ عبّادِ. والحُرْقَتان: تَيْمٌ وسَعْدٌ ابْنا قَيْسِ ابنِ
ثَعْلَبَةَ بنِ المُنْذِرِ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ، هكَذا فِي سائِر
النُّسَخ، والصوابُ ثَعلَبَةُ بنُ عُكابَة، بإِسقاطِ المنذِرِ من
بَينهمَا، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاح وِالعُبابِ قَالَ الصاغانِيّ:
والدَتُهُما بنت النُّعْمان ابنِ المُنْذِرِ بنِ ماءَ السّماءَ، ونَصُّ
العُباب: وحُرَقَةُ: امرأَةٌ وَلَدَت هذَيْن، وَهِي بنتُ النعْمانِ
إِلى آخرِه، قَالَ ابْن سِيدَه: وهُما رَهْطُ الأعْشَى، قَالَ:
(عَجِبْتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ كأنَّما ... رَأَوْني نَفِياً من إيادِ
وتُرْخُم)
(25/154)
والعلاءُ بنُ عبدِ الرّحْمن بنِ يَعْقُوبَ
الحُرَقِيُّ، مَوْلَى الحُرَقَةِ بَطْن من جُهَيْنَةَ كَمَا فِي
العُبابِ والتَّبْصِير والثِّقات لابْن حِبّان، وَوَقع للْآخر فِي
تَرْجَمته أَنه بَطْنٌ من هَمْدانَ، وكأَنّه غَلَطٌ، فليُتَنَبَّهْ
لذلِكَ: تابِعِيّ صَدُوقٌ، قَالَ ابنُ حِبان: كَانَ مُكاتبَ مالِكِ بنِ
أَوْسِ ابنِ الحَدَثانِ النَّصْرِي، وكانَتْ أمُّه مولاة لرَجُلٍ من
الحُرَقَة، يَرْوِي عَن أنَسِ بنِ مَالك، وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرو،
وَعَن أبِيه، عِدادُه فِي أَهلِ المَدِينةِ، رَوَى عَنهُ مالِكٌ
وكعْبَةُ والثَّوريُّ، ماتَ سنة، وأَبوه أَيضاً تابعيّ كبيرٌ، يَرْوِي
عَن أَبِي سَعِيدِ وأَبي هُريرَةَ، رَوى عَنهُ ابْنه العَلاءُ بنُ عبد
الرَّحْمَن. وفاتَه: أَبُو هِنْدِ الحُرَقِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ
بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودِ. وأَبو سعِيد عُثْمانُ بنُ عِيسَى
الحُرَقِيُّ الغافِقِيُّ مولاهُم المِصْرِيّ، أَوّلُ من رَحَلَ فِي
العِلمَ من مصْرَ إِلى العِراقِ، مَاتَ سنة، روَى عنهُ ابنُ وَهب.
وأَبو الشَّعْثاءَ جابِرُ بنُ زَيْدِ الحُرَقيُّ: تابِعِيّ مَشْهُور،
وَهَذَا قَدْ ذَكَرَه المصَنًّفَ مرّتَيْنِ. والحَرِيقَةُ،
والحَرُوقَةُ: طَعام أَغْلَظُ من الحَساءِ الأولى عَن يَعْقُوب
وَالْجمع الحَرائقُ، وَمِنْه قَوْلهم: وجَدْتُ بني فُلان مالَهُم
عَيْشٌ إِلا الحَرِيقُ. أَو ماءٌ حارٌّ يذَرُّ عَلَيْهِ دَقِيقٌ)
قَلِيلٌ، فيَنْتفِخ عندَ الغَلَيانِ ويَتقافَزُ وفيلْعَقُ، وَهِي
النفِيتَةُ أَيضاً، وكانُوا يَسْتَعْملُونَها فِي شدةِ الدَّهْرِ،
وغَلاءَ السِّعْرِ، وعَجَفِ المالِ، وكَلَب الزَّمانِ، ورَوَى
الأَزهرِيُّ عَن ابنِ السًّكِّيتِ: الحَرِيقة والنَّفِيتَةُ: أَن
يذَرَّ الدَّقيقُ على مَاء أَو لَبَنٍ حَلِيبٍ، حَتَّى ينفتَ
ويُتَحَسَّى من نَفْتِها، فيُوَسِّعَ بهَا صاحِبُ العِيالِ على عِيالِه
إِذا غَلَبَه الدَّهْرُ. وأَحْرَقَها أَي: اتَّخَذَها. والحُرْقانُ،
بالضمِّ: المَذَحُ، وَهُوَ اصْطِكاكُ الفَخِذَيْنِ نَقله
الجَوْهَرِيُّ. والحُرَيْقُ، كزبَيْر: أَخُو
(25/155)
حُرَقَة وَمِنْه قَوْلُ هانِئ بنِ
قَبِيصَةَ يَوْم ذِي قار: آلَيْتُ باللهِ نُسْلِمُ الحَلَقَه وَلَا
حريقاً وَأُخْته حرقه والحَرْقُوَةُ، كترْقُوَةِ: أَعْلَى اللَّهاةِ من
الحلْق نَقله الصّاغانِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: أعْلَى الحَلْقِ أَو
اللَّهاةِ.
ورَجُل حرَقْرِيقةٌ أَي: حَديدٌ عَن ابنِ عَبّادً. والحارِقُ: سِنُّ
السبُع هكَذا فِي سَائِر النّسخ، والصّوابُ: مِنَ السَّبُع فَفِي
التَّهْذِيب: الحارِقَةُ من السَّبُع: اسمٌ لَهُ، وَفِي المُحكم:
الحارقَةُ: السَّبُع، وَفِي العُبابِ مثلُ مَا فِي التَّهْذِيب.
وحرقَهُ بالنّارِ، يَحرِقُه حَرْقاً، فَهُوَ محرُوقٌ وأحرَقَه،
ُوحَرقَه تَحْرِيقاً بِمَعْنى وَاحِد، الأخيرُ للتكْثِير، وَفِي
الحَدِيث: نهى عَن حرْقِ النًّواةِ قيل: هُوَ بَرْدُها بالمِبْرَدِ،
وقِيلَ: إِحْراقُها بالنارِ، إِكراماً للنَّخْلَةِ، أَو لأَنَّها قُوتُ
الدَّواجِن، وَقَالَ ابنُ سيِدَه: ولَيْسَت حَرَّقَهُ مُكَثَّرَةً عَن
حَرَقَه، كَمَا ذَهَبَ إِليه الزَّجّاجُ فِي قَوْله تَعالَى
لنُحَرِّقَنَّهُ بمَعْنَى لنَبْرُدَنَّه مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، ورَدَّ
عَلَيْهِ الفارِسيُّ بقولِه: إِنَّ الخوْهَرَ المَبْرُودَ لَا
يَحْتَمِلُ ذلِكَ فاحْتَرَقَ وتحَرَّقَ وهما مُطاوِعان، والاسمُ
مِنْهُمَا الحُرْقة والحَرِيقُ. والمحَرِّق كمُحَدِّث: صَنَم لبَكْرِ
بنِ وَائِل كانَ بسَلْمانَ. والمحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ
المُنْذِرِ، والشّاعِرُ اللَّخْمِيُّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ
بإِسقاطِ الواوِ، فَفِي العُباب: والمُحَرِّقُ اللَّخْمِي: شاعرٌ
أَيْضا، وَهُوَ المُحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المنْذِرِ.
والمُحَرِّقُ أَيضاً: لَقَب عُمَارة ابْن عَبْدٍ الشّاعِر المَدَنِيّ
كَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ المُزَنِيُّ.
(25/156)
وأَيضاً لَقبُ عَمْرو بن هِنْد، لأَنّه
حرًّقَ مائَة من بني تَمِيمٍ يومَ أوارَةَ، تِسْعَة وتسْعِينَ من بَنِي
دارِم، وواحداً من البَراجم، كَمَا فِي الصِّحاح وَيُقَال لَهُ:
المُحَرًّقُ الثانِي، ويُقال لَهُ أَيضاً: مُضَرِّطُ الحِجارَة، وَقيل:
لتَحْرِيقِه نَخلَ مَلْهَمٍ، كَمَا فِي المُحْكَم، وشَأنه مَشهور.
وَأَيْضًا لقبُ الحارِث بن عَمْرٍ ومَلِك الشّام من آل جَفْنَةَ لأَنّه
أَوَّلُ من حَرَقَ العَرَبَ فِي دِيارِهم، فهم يُدْعَوْنَ آلَ
مُحَرِّقٍ كَمَا فِي الصًّحاحِ. وأَيضاً: لَقبُ امْرئَ الْقَيْس ابْن
عَمْرو بنِ عَدِي اللخميِّ، وَهُوَ المُحَرِّقُ الأَكْبَرُ)
وهُو المُرادُ فِي قَوْلِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيِّ:
(مَاذَا أؤَمِّلُ بعدَ آل مُحَرِّقٍ ... تَرَكُوا مَنازِلَهُم وبَعْدَ
إِيادِ)
كَمَا فِي الصِّحاح. والمُحَرَّقَةُ، كمعَظَّمَة: ة، باليمامةِ قالَ
ابنُ السِّكِّيتِ: هِيَ قُرّان. وحَرَّق المَرْعَى الإِبِلَ أَي:
عَطَّشَها قَالَ أَبو صَالح الفَزارِيُّ: حَرَّقَها حَمْض بِلادِ فِلِّ
وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتقلِّ وقالَ آخر: حَرَّقَها وارِس عنْظُوانِ
فاليومُ مِنها يومُ أَرْوِنان وحارقها مُحارَقَةً جامَعها على الجنبِ
نَقله الْجَوْهَرِي.
وَمِمَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: التَّحْرِيقُ: تَأْثِيرُ النّارِ فِي
الشَّيءَ، وَفِي الحَدِيثِ: الحَرِقُ شَهِيدٌ هُوَ بكسرِ الرّاءَ:
الَّذِي يَقَعُ فِي النَّارٍ فيَلْتَهِبُ، وَفِي حَدِيثِ المظاهِر:
احْتَرَقْتُ أَي. هَلَكْتُ، وَمِنْه حَدِيثُ المُجامع فِي رمضانَ
احْتَرَقْتُ أَي: هَلَكْتُ، شبها مَا وَقَعا
(25/157)
فِيهِ من الجِماع فِي المُظاهَرةِ
والصَّوْم بالهَلاكِ. وأَحْرَقَه: أَهْلَكَه. والحُرْقَةُ، بالضَّم:
مَا يَجِدُه الإِنْسانُ من لَذْعَةِ حب أَو حُزْن، أَو طَعْم شَيء
فِيهِ حرارة. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيثِ: الحُرْقَةُ: مَا
تَجِدُ فِي العَيْنِ من الرَّمَدِ، وَفِي القلْبِ من الوَجَعَ، أَو فِي
طَعم شَيْء محرِق. وأَحْرِقْ لنا فِي هذِه القصَبَةِ نَارا، أَي:
أَقْبِسْنا، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. والحريق: مَا أَحرَقَ النَباتَ من
حَر أَو بَردْ أَو رِيحٍ، أَو غيرِ ذلِك من الآفاتِ. وَقد احْترَقَ
النباتُّ. وَيُقَال: هُوَ يَتَحَرَّقُ جوعا، كَقَوْلِك: يَتَضَرَّمُ.
ونَصْلٌ حَرِقٌ، ككَتفٍ، أَي: حَدِيدٌ، كأَنَّه ذُو إِحْراقٍ، أراهُ
على النَّسَبِ قَالَ أَبُو خِراشً:
(فأَدْرَكَهَ فأَشْرَعَ فِي نساهُ ... سِناناً نَصْله حَرِقٌ حَدِيدُ)
وأَحْرَقَنا فُلانٌ، أَي: برَّحَ بِنَا، وآذانَا، قَالَ:
(أَحْرَقَنِي النّاس بتَكْلِيفِهم ... مَا لَقِي النَّاس من النَّاس)
حَرِيق النّابِ: صَرِيفُه غَيْظاً وحَنَقاً، وَكَذَلِكَ الحُرُوق
بالضمَ. وحَرِقَ الرَّجُل حَرَقاً، كفَرِحَ: انْقطَعَتْ حارِقَتُه،
فَهُوَ حَرِقٌ، وَهُوَ أَكْثَر من مَحْرُوقٍ. وحُرِقَ البَعِيرُ،
كعُنِىَ، فَهُوَ مَحرُوقٌ، وَهُوَ أَكْثَرُ من حَرِقِ، واللُّغَتان فِي
كُلِّ واحدٍ من هذَيْن النوْعَيْنِ صَحِيحتان فَصيحتان، وقولُ
الشاعرِ:)
(هُمُ الغِرْبانُ فِي حُرُماتِ جارٍ ... وَفِي الأَدْنَينَ حُرّاقُ
الوُرُوكِ)
(25/158)
اقالَ الجَوْهَرِيُّ: يقولُ: إِذا نزَل بهم
جِارًّ ذُو حُرْمَةِ أَكَلُوا مالَه، كالغُرابِ الَّذِي لَا يَعافُ
الَدَّبَرَ وَلَا القَذَرَ، وهُمْ فِي الظلْم والجَنفِ على أدانِيهِم
كالمحْروقِ الَّذِي يَمْشِي مُجانِفاً، ويزْهَدُ فِي معُونتهم،
والذَّبِّ عَنْهُم. ورِيشٌ حَرِقٌ، ككتِف: مُنْحَص. والحَرَقُ فِي
النّاصِيَة، كالسفىَ. وحَرِقَت اللحْيَةُ، فَهِيَ حَرِقةٌ: قَصُرَ
شَعْرُ ذَقْنِها عَن شَعْرِ العارضينِ. وقالَ ابْن الأعْرابِيَ:
الحرْقُ الأَكْلُ المُسْتَقْصى. َ والحرق، بالضمِّ: الغَضابى من
النّاسِ. وحَرَقَ الرَّجُلُ: ساءَ خُلُقُه. وحَراقٌ، كسحابٍ،
وحُرَيقاءُ، بالضمَ مَمْدُوداً: اسْمان. والحِرِّيقاءُ، بِالْكَسْرِ
مَعَ التشْدِيد: المُباضعَة على الجَنْبِ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي.
والحُرْقَة، بالضمِّ: قَبيلَتان: فِي يشْكُرَ، وأخْرَى فِي تَمِيم
هَكَذَا ذكره ابْن حَبِيب، وضَبَطَهن ابْن ماكُولا بِالْفَاءِ
وَكَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيّ كَمَا نَقَله السُّهَيْلي فِي الرَّوْضِ،
والسيُوطِيّ فِي اللُّبِّ، وَفِيه اخْتلافٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ، لَيْسَ
هَذَا مَحَلُّه. والمحَرَّقَةُ، كمُعَظَّمَةِ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، من
أَعمَالِ الفَيوم، نسِبَ إِليها بعضُ الْمُحدثين. والمَحْرُوقة:
قَرْيتانِ من أَعْمال بلبَيْس. والحرَقَةُ، كهُمزَة: ناحِيَة بعُمان.
والحرُقاتُ: مَوْضِع. وكأمِيرٍ: أَبُو الحَسَن عَليّ بن حَرِيق
البَلَنْسِيُّ: شاعرٌ.
وحَرِيق: قَرْيَةٌ بأرْمِينيَةَ.
ح ز ر ق
الحَزْرَقَةُ بتَقْديمِ الزّاي على الرّاءَ: التَّضْييقُ والحَبْس عَن
أَبِي زَيْد، كَمَا فِي الصًّحاح كالحَرْزَقَةِ بِتَقْدِيم الرّاءَ على
الزّاي، وَهُوَ قولُ أَبِي عَمْرو
(25/159)
الشَّيْبانِيِّ، كَمَا أَشارَ إِليه
الجوهرِيُّ، وَبِهِمَا رُوِىَ قولُ الأَعْشى: بساباط حَتَّى مَاتَ
وَهُوَ محزرق ومحرزق وَقد مر الِاخْتِلَاف آنِفا.
وَمِمَّا يستَدرَكُ عَلَيْهِ: حزْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا نَظَر نَظَراً
قَبِيحاً، عَن ابنِ عَبّاد. وحَزرَقَ الرَجُلُ: انضَمَ واجْتمَع
وَكَذَلِكَ حُزْرِقَ، مبنِيّاً للمَفعولِ، وَذَلِكَ إِذا خَضَع.
والمحزْرَقُ: السَّرِيع الغَضَبِ، وأَصله بالنَّبَطِية هزروقي.
والحزْرَقَةُ: الضِّيقُ، وقالَ المُؤَرِّج: النَّبَطُ تسمى الْمَحْبُوس
المهزوق بِالْهَاءِ قَالَ: وَالْحَبْس يُقَال لَهُ الهُزْرُوقَيِ،
وأَنشدَ شَمِر:
(أرِيني فَتى ذَا لوْثَةِ وَهُوَ حازِم ... ذَرِينِي فإِني لَا أَخافُ
المُحزْرَقَا)
وقالَ الأَزْهَرِي: رأيتُ فِي نُسَخْةٍ مسمُوعَةِ قَالَ امْرُؤُ
الْقَيْس: ولَسْتُ بحِزْراقَةٍ الزّاي قبل الراءَ، أَي: بضَيقِ القلبِ
جَبان، قَالَ: ورَواه شمِرٌ: بخِزْراقَةِ بالخاءَ مُعْجمَة، وَقَالَ:
هُوَ الأَحْمقُ.
ح ز ق
حزق يحزِقُ حَزْقاً من حَدِّ ضَرَبَ أَي: حَبَق وَمِنْه قولُ عَليّ
رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي حَقَ المارِقينَ: حَزْقُ عَيْر، حَزْقُ عَيْرٍ
أَي: حُصاصُ حِمارٍ، أَي لَيْسَ الأَمْر كَمَا زَعَمْتم، قَالَ
المُفضل: هَذَا مثلٌ يضْرَبُ للرَّجُلِ المُخْبِرِ بَخبرٍ غيرِ تامِّ
وَلَا مُحَصلٍ. وحَزَقَ الرِّباطَ والوَتَرَ حَزْقاً، أَي: جَذَبَهُما
شَدِيداً وكلُّ رِباطِ: حزاقٌ. وحَزَقَ الرَّجُلَ يَحزقه حزَقاً
عَصَبَهُ.
(25/160)
وحَزَقَ الشَّيْء حَزقاً: عَصَرهَ
وضَغَطَه. وبالحَبْلِ: شَدَّهُ. ويُقال: لَا رَأىَ لحازِقٍ، وَلَا
حاقِن وَلَا حاقِبٍ، وَفِي الحَديثِ: لَا يُصَلِّي وَهُوَ حاقِنٌ، أَو
حاقِب، أَو حازِقٌ الحازِقُ: من ضاقَ عَلَيْهِ خُفه نَقله الجوهرِي عَن
ابنِ السِّكِّيتِ، زادَ الصاغانِيُّ: فحَزِقَ رِجْلَه، أَي: ضَغَطَها،
فاعِل بمَعْنَى مَفْعول ومثلُه فِي النِّهايَةِ. وإِبْرِيقٌ مَحْزُوقُ
العُنُقِ أَي: ضَيِّقُها كَمَا فِي الأساسِ والمُحيط. والحِزْقُ
والحِزْقةُ بكَسْرِهما والحازِقَةُ، والحَزِيقُ، والحَزِيقَةُ،
والحَزاقَةُ كسَحابَةٍ، ذكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ مَا عدا الأخيرَةَ،
ونقلَها ابنُ سِيدَه، وَقَالَ: هِيَ طائِيَّةٌ بمَعْنَى العِير:
الجَماعَةُ من النّاسِ والطَّيْرِ والنَّخْل وغيرِها، كَمَا فِي
الصِّحاح، وَفِي الحَدِيث: كأنَّهما حِزْقانِ من طَيْر صوافَّ وقالَ
ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حُمُرَ الوَحْشَ:
(كأَنَّه كُلّما ارفَضَّتْ حَزِيقَتُها ... بالصُّلْبِ من نَهْسِه
أَكْفالَها كَلِبُ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الحَزِيقَةُ: مثلُ الحَدِيقَة ويُقال: مَرَرْتُ
بحَدَائقَ، رَأَيت فِيهَا حزائق. وقِيلَ: الحَزِيقَةُ: القطْعَة من
الجَرادِ، وقِيلَ: القِطْعَةُ من كُل شيءٍ حَتّى الرِّيح ج: حَزائِقُ
وحَزِيق وحُزقٌ هكَذا هُوَ بضمتَينِ، كسَفِينَةٍ وسُفُن، وَاقْتصر
الْجَوْهَرِي على الأخيرِ، وَقَالَ: كفِرْقَةٍ وفِرَق، وأنشَدَ
لعَنْتَرَةَ:
(تَأوِى لَهُ قُلُصُ النَّعام كَما أوَتْ ... حِزَق يَمانِيَة لأعْجم
طِمْطِم)
وأنْشَدَ غيرُه فِي الرِّيح:
(غَيَّرَ الجِدَّةَ من عِرْفانِها ... حِزَقُ الرِّيح وطُوفانُ
المَطَرْ)
(25/161)
والحُزق، كعُتل وعُتلّةِ: القَصِيرُ
الَّذِي يُقارِبُ الخَطر، نَقَلَهَ الجَوْهَري، وأَنْشَد لجامِع بنِ
عَمْرو الكلابِيًّ:
(حُزُق إِذا مَا القَوْمُ أَبْدَوْا فكاهَةً ... تَذَكَّرَ: آإيّاه
يَعْنونَ، أَم قِرْدَا)
وأَنشدَ لامْرِئ القَيْسِ:
(وأَعْجَبَنِي مَشْيُ الحُزُقَّةِ خالِدٍ ... كمَشْي أَتانٍ حُلِّئتْ
بالمَناهِلِ)
)
أَو هُوَ: من يُقارِبُ خَطْوَه لضَعْفِ بَدَنِه عَن ابنِ الأنبارِيّ،
وَبِه فُسِّرَ الحَدِيثُ: أَنّ النبىَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم
كانَ يُرَقصُ الحَسَنَ أَو الحُسَيْنَ، وَيَقُول: حُزُقة حُزُقهْ ترق
عَيْنَ بَقهْ. قالَ: فكانَ يَرْقَى حَتّى يَضعَ قَدَمَيْهِ على صَدْرِ
النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، قَالَ ابنُ الأَثِير: ذَكَرَها
لَهُ على سَبِيلِ المُداعَبَةِ والتأنِيس لَهُ، وتَرَقَّ: بمَعنى
اصْعَدْ، وعَيْن بَقَّه: كنايةٌ عَن صِغَرِ العَيْنِ، وحُزُقَّة
مَرْفُوع على خَبَرِ مُبْتَدَأ مَحْذوفٍ، تَقْدِيرُه: أَنْتَ حُزُقَّة،
وحُزُقةٌ الثّانِي كَذلك، أَو أَنّه خَبَرٌ مكرَّرٌ، وَمن لم يُنَوِّنْ
حُزُقَّة أَراد يَا حُزُقَّةَ، فحَذَف حرفَ النِّداءَ، وَهُوَ فِي
الشُّذوذِ كقولِهِم: أَطْرِق كَرا، لأنَّ حرف النِّداءَ إِنَّما
يُحذَفُ من العَلَم المَضْمُوم، أَو المُضاف. وَقَالَ الأصمعِيُّ:
رَجُلٌ حُزُقَّة، وَهُوَ: الضَّيِّقُ الرّأيِ من الرِّجالِ،
والنِّساءَ، وأَنشَدَ بيتَ امْرِئ القَيْسِ، وَقد تَقَدَّم، وَفِي
التهْذِيب: قَالَ أَبو تُرابٍ: سَمعْتُ شَمِراً وأَبا سَعِيدٍ
يَقُولان: رَجُلٌ حُزَقةَ، وحُزُمةٌ: إِذا كانَ قَصِيراً، وَقَالَ
شَمِرٌ: الحُزُق: الضَّيِّقُ القُدرَةِ والرَّأيِ، الشََّحِيحُ، قالَ:
فَإِن كانَ قَصِيراً دَمِيماً فَهُوَ حُزقَّةٌ أَيْضا.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحُزُقَّة: هُوَ العَظِيمُ البَطْنِ،
القَصِيرُ الّذِي إِذا مَشَى أَدارَ أليَتَيْهِ وَفِي بعضِ النسَخ
استَه كالأحزقَّةِ كطُرْطُبةٍ، والحَزُقًّةُ بِفَتْح
(25/162)
الحاءَ، وضَم الزّاي فَهِيَ أَرْبعُ
لُغَات. أَو رَجُلٌ حَزُق وحَزُقَّة، بِفَتْح الحاَء وَضم الزّايِ، أَو
بضَمهِما أَي الْحَاء والزّايِ: قَصِيرٌ يُقارِبُ خَطوَه، لقِصَرِهِ
أَو لضَعفِ بَدَنِه لَا يَخْفى أَنّ هَذَا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً،
فَهُوَ تَكرار. أَو: الرجُلُ البَخِيلُ المُتَشَددُ على مَا فِي
يَدَيهِ ضَنّاً بِهِ والاسمُ الحَزَقُ، مُحَركَةً وأنْشَدَ
الأزْهَريُّ: فَهِيَ تَعَادَى من حَزازٍ ذِي حَزَق وَهُوَ أَيْضا:
السَّيِّئ الخُلُقِ البَخِيلُ عَن ابنِ الأعرابِيّ وقِيلَ: هُوَ الضيقُ
الأمرِ عَن شَمِرٍ، وَقد تَقَدَّم. أَو الحُزُقَّةُ: ضَرْب من اللَّعبِ
أخِذَ من التَّحَزق، وَهُوَ التَّجَمُّعُ، وَمِنْه حَدِيثُ
الشَّعبِيِّ: اجْتَمَع جَوارٍ فأرِن وأَشِرنَ، ولَعِبنَ الحُزُقَّةَ.
وحازُوقٌ: اسمُ رَجُل خارِجيّ رَثَتْهُ أَي: راثِيَتُه، قَالَ أَبو
مُحَمد: هِيَ ابْنَتُه واسمُها مُحَيّاةُ أَو أختُه وَهُوَ قولُ ابْن
الكَلْبِي لَا أمُّه، ووَهِمَ الجَوهَرِي ولكنَّ الَّذِي فِي نُسَخ
الصِّحاح فجَعَلَتْه امرَأَتُه حِزاقاً بالكسرِ للضرُورَةِ فَإِنَّهَا
أَرادَتْ حازِقاً، أَو حَازُوقاً، فَلم يستَقِمْ لَهَا الشِّعرُ،
فغَيرَته، ومثلُه كثير، ونِسْبَةُ المُصَنِّف هَذَا القَوْلَ
للجَوْهرِيِّ خَطَأ، فإنّه إنّما قالَ: امرأَتُه، ومثلُه نَص ابنِ
سِيدَه، والبَيتُ هذَا على مَا أَنشَدَه أَبُو مُحمَّد بنُ الأعرابِيِّ
فِي كَتابِ الخَيل عِنْد ذكرِ لاحِق قَالَت أخْتُه:
(أقَلِّبُ عَيْنِي فِي الفوارسِ لَا أرَى ... حِزاقاً وعَينِي
كالحَجاةِ من القَطرِ)
)
وبعدَه:
(فلَوْ بِيَدِي مُلْكُ اليَمامَةِ لم تَزَل ... قَبائِلُ تُسبِينَ
العَقائِلَ من شُكْرِ)
وَفِي روايةٍ عَن أَبي مُحَمَّدٍ أَيضاً: تَبَصَّرتُ فِتيانَ
اليَمامَةِ هَلْ أَرَى وروايةُ ابنِ الكَلْبِيّ: تَبَصَّرتُ أظْعانَ
الحِجاز فَلا أَرَى
(25/163)
وقالَ ابنُ بَرّيّ: هُوَ لخِرنِقَ تَرْثِى
أَخاها حازُوقاً، وَكَانَ بنُو شُكْر قَتَلُوه، وهُمْ من الأزْدِ،
وقيلَ: البَيْتُ للحَنَفِيَّةِ تَرْثِى أخاها، وَقَالَ الصّاغانِي:
قاتِلُ حازُوق هُوَ عَبْد الله بنُ النعمانِ بنِ عبدِ الله بنِ وَهْبِ
بنِ سَعْدِ بنِ عوْفِ ابنِ عامِرِ بنِ عَبْدِ غَنْم بنِ غَنّام بنِ
أسامَةَ بن مالِك بن عامِرِ بن حَربِ بنِ ثَعْلَبَةَ، والمرادُ
بالحَجَاةِ نُفِّاخاتُ الماءَ من شِدَّةِ المَطَر، وَقد وَهِمَ شَيْخنا
هُنَا فانْتَصَر للجَوْهَرِيِّ، ورَدَّ على المُصَنّفِ بِمَا لم
يَتَوَجَّهْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ ظَنَّ أنَّ المُصَنِّفَ اعْتَرَضَ على
الجَوْهَرِيِّ بكونِه جَعَلَ حازُوقاً حِزاقاً فِي الشِّعْرِ، وَهَذَا
نَصه: قلتُ: كلامُ المصنِّف لَا يَظْهَرُ وَجْهُه، بل يتَعَيَّن
قُّبحُه ونَجْهُه، فَإِن الجَوْهرِيَّ لَيْسَ هُوَ الَّذِي جَعَلَه، بل
قَالَ: حازوقٌ: اسمُ رجل من الخَوارِج، فجَعَلَتْه امرأَتُه حِزاقاً،
وقالَتْ تَرْثِيه، هَذَا كَلامُه، وَهُوَ فِي غَايَة الظُّهُورِ،
وكلامُ المُصَنِّفِ لم يستَنِد إِلى نَقْل، وَلَا اعْتَمَدَ على عَقْل،
وتَغييرُ الْأَسْمَاء فِي الشعرِ للضَّرُورة لَا يكادُ يَنْحَصِرُ،
وَقد عَقَدَ لَهُ أَبُو حَيّان وَكَذَا ابنُ عُصْفُور وغيرُهما
أَبْواباً تَخصُّه، كتَغْيِيرِ سلْمان إِلَى سَلام، وَمَا لَا يُحْصَى،
فالرد بِغَيْرِ ثَبَتٍ لَا مُعَولَ عَلَيْهِ، وَلَا الْتِفاتَ إِليه،
والجَوْهَرِي إِنما نَقَلَ كلَاما صَحِيحاً، وَلم يَجْعَلْ وَلم
يغَيِّرْ، وَمن قالَ غيرَ ذلِك فِي نفسِ الأمْرِ فعَلَيْهِ البَيان،
وَالله المُسْتعانُ. انْتهى. قلتُ: فَهَذَا من شَيخِنا تَحامل فِي
غَيْرِ مَحَله، وعَدَمُ فَهْم مرادِ المُصَنفِ، فإنَّ كلامَه مَعَ
الجَوْهَرِيٍّ ليسَ فِي تَغْييرِ الاسمِ، فَإِنَّهُ قد صَرحَ فِيمَا
بعدُ أَنّه للضَّرُورة، وَهُوَ جائِز، وإِنَّما كَلامُه مَعًهُ فِي
بَيانِ راثِيَةِ الرَّجُلِ: هَلْ هِيَ ابْنته أَو أخْتُه فالأَوَّلُ
قولُ أَبي محمَّدِ بنِ الأعْرابِي، والثانِي: قولُ ابنِ الكَلْبيَ،
ونقَلّه ابنُ بَرّي، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ، حيثُ قالَ: إنّ الرّاثِيَةَ
أمه، هَذَا مَعَ أنَّا لم نَجِدْهُ فِي نسَخ الصِّحاح، أَو امرَأَتُه،
كَمَا هُوَ نصُّ الجوهرِيَ، وليتَ شَيخَنا لَو طالع العُبابَ أَو
المُحْكَمَ لاتضَح لَهُ الحَقُّ المبينُ، وَلم يَحْتَج
(25/164)
إِلى طَلَبِ البَيانِ، فتأمّل، واللهُ
أَعْلَمُ.
والحِزْقُ، بالكَسرِ: مركَبٌ شَبِيهٌ بالباصِرِ، نَقله ابْن عَباد.
قالَ: والحِزاقُ ككِتابٍ: السِّوارُ الغَلِيظُ.)
وقالَ الأزهرِيُّ: أحْزَقَه إحْزاقاً: إِذا مَنَعَه قَالَ أَبُو وَجزة:
(فَمَا المَالُ إِلاّ سُؤرُ حَقِّكَ كُله ... ولكِنّه عَمّا سِوى
الحَقِّ محزَقُ)
والمُتَحَزِّقُ: البَخِيلُ جِدُّاً وَمِنْه حَدِيثُ أَبى سلَمَةَ: لم
يَكُن أصحابُ رَسول اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مُتَحَزقِينَ
وَلَا مُتَماوِتِينَ.
وَمِمَّا يُسْتَدرك عَلَيْهِ: حَزَقَ القوسَ حَزْقاً: شدّ وَتَرَها.
والحَزْقُ: التَّضْيِيقُ، والشَّد البَلِيغ. وحزَقَه بالحَبْلِ: إِذا
قَوى شَده. والحازِقَةُ، والحَزَّاقَةُ: العَيرُ، طائِيَّة، ذَكَره
ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ ابْن بَريّ فِي الحازقَةِ وجمعُه: حَوازِقُ:
ومَنْهلٍ لَيسَ بهِ حَوازِقُ، قالَ: ويُقال: هُوَ جَمْعُ حَوزَقَةٍ،
لغَة فِي حازِقَةٍ. والتَّحَزُّقُ: التجَمُّع. وانْحَزَق: انضمَّ.
وسمَّوْا حازِقاً. وحَزَقُوا بِهِ: أحاطُوا بِهِ. والحَزِيقَةُ:
الحَدِيقَة وحُزاقٌ، كغُرابِ وكِتاب: رمل، ويُقال: هُوَ بِالْخَاءِ
المُعجَمة، كَمَا سيأتِي.
ح ز ل ق
الحَزَوْلَقُ، كفَدوْكَسٍ أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ،
وَقَالَ ابنُ عبّاد: هُوَ القَصِيرُ المُجْتَمِعُ الخَلقِ كَمَا فِي
العُباب.
(25/165)
ح ف ل ق
الحَفَلَّقُ، كعَمَلَّسٍ، وجَعْفَر أَهمله الجوهريُّ، وَقَالَ ابنُ
دُرَيْد: هُوَ الضعِيفُ الأحمَقُ كَمَا فِي العبابِ، ونَقَلَه ابنُ
سِيدَه أَيضاً، واقتَصَر فِي الضبطِ على الأوّل.
ح ق ق
{الحَقُّ: من أَسمَاء اللهِ تَعالَى، أَو من صفاتِه قالَ ابنُ
الأثِيرِ: هُوَ المَوجُودُ} حَقِيقَة، {المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته،
وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ الحَقِّ: المُطابقةُ والمُوافَقَة، كمُطابَقَةِ
رِجلِ الْبَاب فِي} حُقهِ، لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ، {والحَقًّ:
يقالُ لمُوجدِ الشيءَ. بحَسَب مَا تَقْتَضِيه الحِكمَةُ، ولِذلِكَ
يُقال: فِعلُ اللهٍ كُله} حَقٌّ، وللاعْتقادِ فِي الشَّيْء التطابِقِ
لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء فِي نَفْسِه، نَحْو: اعتَقادُ زَند فِي
البَعثِ حَق، وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب مَا يَجِبُ، وقَدر مَا
يَجِبُ فِي الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نَحْو: فِعلك حَق، وقولُكَ حَق.
والحَق: القُرآنُ قَالَه أَبُو إسحاقَ فِي قَولِه تَعالَى: وَلَا
تَلْبسُوا {الحَقَّ بِالْبَاطِلِ قَالَ: الحَق: أَمرُ النبِي صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلمَ، وَمَا جَاءَ بهِ من القُرْآن، وكذلِكَ قالَ فِي
قَوْلِه تَعالى: بَل نَقْذِفُ} بالحَقِّ عَلَى الباطِل. والحَق: خِلاف
الباطِل جَمعُه: {حُقُوق} وحقاقٌ، وليسَ لَهُ بِناءُ أَدنَى عدَد.
والحَقُّ: الأمرُ الْمُقْتَضى المَفعُول، وَبِه فُسرَ قولُه تَعَالَى:
مَا نُنَزلُ المَلائِكَةَ إِلَّا بالحَقِّ ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه
تَعالى: وَلَو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ. والحَق: العَدلُ.
والحَقُّ: الْإِسْلَام وَبِه فُسر قولُ عُمَرَ رضِي الله عَنهُ لمّا
طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ، فقالَ: الصَّلاةُ واللهِ، إذَنْ، وَلَا! حَقَّ
أَي: لاحظَّ فِي الْإِسْلَام لمَن تَرَكها.
(25/166)
والحَقُّ: المالُ. وَالْحق: المِلْكُ بكسرِ
الْمِيم. والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الَّذِي لَا يَسُوغُ إِنْكارُه.
والحَقُّ: الصِّدقُ فِي الحَدِيثِ. والحَقُّ: المَوْتُ وَبِه فُسِّرَ
قولُه تَعالى: وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ كَمَا فِي العُبابِ،
والمَعْنى: جاءَت السَّكْرَة الَّتِي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت
بالحَقِّ، أَي: بالمَوْتِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ، قالَ ابنُ سِيدَه:
ورُوىَ عَن أبي بَكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ: وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ
بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد. والحَقُّ: الحَزمُ وَبِه فَسرَ الشّافِعيًّ
رضِي اللهُ عَنهُ قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلًّمَ: مَا
{حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه
عِنْدَه قَالَ مَعْناهُ: مَا الحَرمُ لامْرِئً، وَمَا المَعْرُوف فِي
الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ، وَلَا الأحوَطُ إلاّ هذَا، لَا أَنَّه
واجِبٌ، وَلَا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ، وَفِي شَرْح العَقائدِ: الحَق
عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع، يُطلَقُ على الأقوالِ
والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك،
ويُقابِلُه الباطِلُ، وأَمَّا الصِّدْقُ، فشاعَ فِي الأَقْوالِ فَقَط،
ويُقابِلُه الكَذِبُ، وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ)
المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ فِي الحَقِّ من جانِبِ الواقِع، وَفِي الصِّدق
من جانِبِ الحُكْم، فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع
ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ:
واحِدُ الحُقُوقِ، والحَقَّةُ: أَخَص مِنْهُ يُقالُ: هذِه حَقَّتِي،
أَي: حَقِّي، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (و) } الحَقَّةُ أيْضاً:
{حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ} الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب، نَقَله
الجَوْهَرِي. {وحَقِيقَةُ الأمْرِ: مَا يَصيرُ إِليه} حَقُّ الأمْرِ
ووُجُوبُه، يُقال: بَلَغَ {حَقِيقَةَ الأمْرِ، أَي: يَقِينَ شَأنِه.
وقولُهم: كَانَ ذلِكَ عندَ} حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ،
أَي: حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فِيهَا وَفِي الأساس:
(25/167)
حِينَ ثَبَتَ أنّها لاقِح، وَهُوَ مَجازٌ.
ويُقال: سَقَطَ فلَان على {حَق رأِسه،} وحاقّهِ أَي: وَسَطِه ويُقال:
جِئتُه فِي {حاقِّ الشِّتاءَ، أَي: فِي وَسَطِه. وَفِي حَدِيثِ أبِي
بَكْرٍ رضِي الله عَنهُ: أنَّه خَرَج بالهاجِرَةِ إِلَى المَسْجِدِ،
فقيلَ لَهُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِه الساعةَ قَالَ: مَا أَخْرَجَنِي
إِلَّا مَا أَجِدُ مِنْ حَق الجُوعِ أَي: من صادِقِه، ويَقُولون: رَجل
واللهِ} حاقُّ الرَّجُلِ، {وحاق الشُّجاع،} وحاقَّتُهُما لَا
يثَنَّيانِ وَلَا يُجْمَعان، والمَعْنَى: كامِلٌ فِيهِما أَي: صادِقُ
جِنْسِه فِي الرجولِيَّة والشجاعَةِ، ويُرْوَى حَدِيث أَبي بكرٍ
بتَخفِيفِ القافِ، مِن حاقَ بهِ البلاءُ حَيْقاً وحاقاً: إِذا أحْدَقَ
بِهِ، أَي: من اشتِمالِ الجُوع عَلَيْهِ، وَيجوز أنْ يكونَ بمعنَى
الحائِقِ، كالشّال والنّالِ. قَالَ ابْن سيدَه: قَالَ سِيبَوَيْهِ:
قالُوا: هَذَا العالِمُ {حَقُّ العالِم، يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي،
وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فِيمَا يصِفهُ من الْخِصَال، قالَ: وقالُوا:
هَذَا عَبْدُ الله} الحَقَّ لَا الباطِلَ، دخلت فِيهِ الّلامُ
كدُخُولها فِي قَوْلهم: أرسَلَها العراك، إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ
مِنْهُ، فتَقُول: حَقَاً لَا باطِلاً. {والحاقةُ: النّازِلَةُ
الثّابِتَةُ، كالحَقَّةِ، وقِيلَ: سُمِّيَتِ القِيامَةُ} حاقة لأنَّها
{تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ، قَالَه الزَّجّاجُ، وقالَ
الفَرَّاءُ: سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها} حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ،
قَالَ الله تَعالَى: {الحَاقَّة مَا الحَاقَّةُ وَمَا أدْراك مَا
الحاقَةُ أَو لأنّها} تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ: تَحُقًّ
كُلَّ مُحاق فِي دينِ الله بالباطِلِ، أَي: كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ
وَهُوَ من قَوْلِهم: {حَقَّهُ، كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً: إِذا غَلَبَه
وخَصَمَه، قالَ ابنُ عَباد: على الحَق ويُقال:} حاقَقْته {أحاقُّه}
حِقاقاً، {ومُحاقةً،} فحَققته {أحقُّه، أَي: غَلَبْتُه، وفَلَجتُ
عَلَيْهِ.} كأحَقَّه! إِحْقاقاً، نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عَن الكسِائيِّ،
قَالَ: وأنْكَرَه أَبو عُبَيد.
(25/168)
(و) {حَقَّ الشّيءَ: أَوجْبَهَ وأثبَتَه،
وصارَ عندَه} حَقاً لَا يَشُك فِيهِ، ويُقال: {يَحِقّ عليكَ أَنْ
تَفْعَلَ كَذا، أَي: يَجبُ} كأحَقَّه، {وحَققَه وقِيلَ:} أحَقَّه:
صَيًّرَه {حَقاً. (و) } حَق الطرِيقَ: ركِبَ حاقهُ أَي: وَسَطَه،
وَمِنْه الحَدِيثُ أَنه قالَ للنساءَ: ليسَ لَكُنَّ أنْ {تَحْقُقْنَ
الطَّرِيقَ، عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ. وحَق فُلاناً} يَحقَّه
{حَقًّا: ضَرَبَه فِي} حاقِّ رَأسِه أَي: وَسَطِه أَو ضَرَبَه فِي
{حُقِّ كَتِفِه: اسْم للنُّقْرَةِ الَّتِي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل:
هُوَ رَأس العَضُدِ الَّذِي)
فِيهِ الوابِلَةُ. (و) } حَقَّ الأمرُ {يَحُقُّ بالضمّ} ويَحِق بالكسرِ
{حَقةً، بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ، وَكَذَلِكَ} حَقًّا،
{وحُقوقاً، كقُعُودٍ: صارَ حَقاً، وثَبَتَ، قَالَ الأزهَرِي: مَعناه:
وَجَبَ وُجُوباً، وَمِنْه قولُه تَعالى: ولكِنْ} حَقَّت كَلِمَةُ
العَذابِ على الكافِرِينَ أَي: وَجَبَت وثَبَتَتْ، وكذلِكَ قولُه
تعالَى: لَقَد {حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ. وقالَ ابنُ درَيد:
حَقَّ الأمْرُ} يَحِقُّ {حَقاً،} ويَحُقُّ: إِذا وَقَعَ بِلَا شَك
وَنَصّ الجَمْهَرِة: وَضَحَ وَلم يَكُ فِيهِ شكّ لازِم مُتَعَد.
{وحَقَقْت حَذرَه} أحُقُّه حَقاً {وأحْقَقْتُه: إِذا فَعَلْت مَا كانَ
يَحْذَرُه نَقله الصاغانِيُّ، وأنْكَره الأزْهَرِي، وَقَالَ: إنَّما
هُوَ} أَحْقَقْت حَذَرَه، لَا غَيْره. (و) {حَقَقْتُ الأمْرَ: إِذا}
تَحَققْته وتَيَقنته أَي: وصرتَ مِنْهُ عَلَى يَقِين، حَكَاهُ أَبو
عُبَيْدٍ. { (و) حَقَقْتَ فُلاناً: إِذا أَتَيته} كأحْقَقْتَه، حَكَاهُ
أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً. وَقَالَ الكِسائِي: يُقال: {حُقَّ لكَ أنْ
تَفْعَلَ ذَا، بالضَّمِّ،} وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه، بِمَعْنى واحِد (و)
{حُق لَهُ أَن يَفْعَل، كَذَا، وَهُوَ} مَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيق،
وهم! مَحقُوقُونَ.
(25/169)
وَقَالَ ابْن عَبّاد، هُوَ {حَقِيقٌ بِهِ،}
وحَقٌّ أَي: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ، وَقَوله تعالَى: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا
أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ أَي: أَنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ،
وَقَرَأَ: نافعٌ حَقِيقٌ عليَّ بتشديدِ الياءَ، أَي: واجِبٌ عليَّ،
وَقَالَ شَمرٌ: تَقُول العَرَبُ: {حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك، وحَق،
وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً، وَهُوَ} حَقِيق بِهِ،
{ومَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيقٌ لَهُ، والجَمعُ} أَحِقّاءُ،
{ومَحْقُوقُونَ، وَقَالَ الفَراء:} حُقَّ لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك،
{وحَقَّ، وإِني} لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كَذَا، فإِذَا قُلْتَ: {حُقَّ،
قلْتَ: لَكَ، وَإِذا قُلْتَ:} حَقَّ، قلتَ: عَلَيْكَ، قَالَ: وتَقول:
{يَحِقُّ عليكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا، وحُق لكَ، وَلم يَقُولُوا:}
حَقَقْتَ أَن تَفْعَلَ، وَقَوله تَعَالَى: وَأَذِنَتْ لرَبِّها
{وحُقَّتْ أَي:} وحُقّ لَها أَنْ تَفْعَلَ، ومعنَى قَولِ من قَالَ:
{حَقَّ عليكَ أنْ تَفْعَلَ: وَجَبَ عليكَ، وقالُوا: حَق أَنْ تَفعَلَ،}
وحَقيقٌ أَنْ تَفْعَلَ، وحقِيق فِي {حَقَّ} وحُقَّ: فَعِيل بمَعْنَى
مَفْعُول، قالَ الشّاعِر: قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ {مَحْقُوقُ
يُقال للمَرْأَةِ: أنْتِ} حَقِيقَةٌ لذلِكَ، يَجعَلونَه كالاسْم،
وأنْتِ! مَحْقُوقةٌ لذلِك، وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ،
وأمّا قولُ الأعْشَى:
(وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ
ويَهْماءُ سمْلَق)
(لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن
المعانَ مُوَفقُ)
فَإِنَّهُ أَرادَ: لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ، يَعْنِي بالخُلَّةِ
الخَلِيلَ، وَلَا تَكُونُ الهاة فِي مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ، إِنّما
هِيَ فِي أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ، وَلَا يَجُوز أَن
يكونَ التقديرُ: لمَحقُوقَة أنْتِ، لِأَن الصّفةَ إِذا) جَرَت على
غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من
إِبرازِ الضمِيرِ، وَهَذَا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ.
(25/170)
وَفِي الأساسِ: فَإِن قُلتَ: فَمَا وَجْهُ
قولِهم: أنْتَ حَقِيقٌ بأنْ تَفْعَلَ، وأَنْت مَحقُوق بِهِ، وإنكِ
مَحقُوقَة بِأَن تفعَلِي، وحَقِيقَة بِهِ، {وحقِقْتَ بأنْ تَفعَلَ،}
وحُقّ لكَ أَن تَفْعَلَ. قلتُ: أما حَقِيقٌ فَهُوَ من حَققَ فِي
التقديرِ، كَمَا قالَ سِيبَوَيهِ فِي فَقِيرٍ: إنّه من فَقُرَ
مُقَدراً، وَفِي شَدِيد: مِن شَدُدَ، ونَظِيرُه خَلِيقٌ وجَدِير من
خَلُقَ بكَذا، وجَدرَ بهِ، وَلَا يَكُون فَعِيلاً بِمَعْنى مَفْعُول،
وَهُوَ مَحقُوق، لقولِهم: أنتِ حَقيقَة بِكَذَا، وامْرَأَة حَقِيقَةٌ
بالحَضانَةِ، وأَمّا حُقِقتَ بأنْ تَفعَلَ، وأَنْتَ {مَحقُوقٌ بهِ،
فبمعنىَ: جُعِلْتَ} حَقِيقاً بِهِ، وَهُوَ من بَاب فَعَلْتُه ففَعَلَ،
كقَبحَ وقبَحَهُ الله، وبَرَدَ الماءُ وبَرَدتُه، ويَجُوز كوُنه من
حَقَقتُ الخَبَرَ، أَي: عُرِفْتَ بذلِك، {وتُحُققَ مِنْك أَنَّكَ
تَفعلهُ بشهادَةِ أَحوالِكَ، وأَمّا} حُقَّ لكَ أَن تَفْعَلَ، فمِن
{حَق اللهُ الأمرَ، أَي: جَعَلَه حَقّاً لَك أَنْ تَفْعَلَ، أَو
أَثْبَتَ لَكَ ذلِك، انْتهى، وَهُوَ تَحقِيق نَفِيس.} والحَقِيقَة: مَا
أقِر فِي الاستِعْمالِ على أَصْل وَضْعِه. وقِيلَ: هُوَ اسمٌ لِما
أريدَ بِهِ مَا وُضِعَ لَهُ، فَعِيلَة من {حَق الشًّيءُ: إِذا ثَبَتَ،
بمَعْنَى فاعِلَة، والتاءُ فِيهِ للنَّقْل من الوَصفية إِلَى
الاسميَّة، كَمَا فِي العَلاّمةِ، لَا للتأنِيثِ، وَقَالَ بَعضُهم: إِن
مَا بهِ الشَّيْء هُوَ هُوَ باعْتِبارِ} حَقِيقَتِه {حقيقةٌ،
وباعْتبارِ تَشَخصِه هُوَ بِهِ وَمَعَ قَطع النّظر عَن ذَلِك: ماهِية
وَهُوَ ضِد المَجازِ وَإِنَّمَا يَقَعُ المَجازُ ويُعدَلُ إِلَيْهِ عَن
الحَقِيقةِ لمَعانٍ ثَلاثة، وَهِي: الاتساعُ، والتوكِيدُ، والتشبِيه،
فإنْ عُدِمَ هَذِه الأوصافُ كَانَت الحَقِيقَةُ البَتةَ. (و) }
الحَقِيقَةُ: مَا! يحِقُّ عليكَ أنْ تَحمِيَهُ يُقال: فلانٌ حامِي
الحَقِيقَةِ، نَقَلَه الجَوهَرِي، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأساسِ،
وَفِي اللسانِ: حَقِيقَةُ الرجل: مَا يَلزَمُه حِفظُه ومَنْعُه، ويَحِق
عَلَيْهِ الدّفاعُ عَنهُ من أَهل بَيتِه، وجَمعُها: الحَقائِقُ.
(25/171)
ويُقال: الحَقِيقَةُ: الرّايَة وَمِنْه
قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ:
(حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ
جَلْدٌ غير ثُنْيانِ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي
حَقِيقَةَ جَعفَرِ)
قالَ الصاغانِيُّ: جَعفَر هَذَا أَبو جَدِّهِ، لِأَنَّهُ عامِرُ بنُ
الطُّفَيل بنِ مَالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ.
وبَناتُ {الحُقَيق، كزبيْرٍ: تَمر رَدِئ، قِيلَ: هُوَ الشِّيصُ، نقَله
الليثُ وابنُ عبّاد، وكَذَا أَبو رَافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ: سَلاّمُ
بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الَّذِي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن
عَتِيك رَضِي الله عَنهُ بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَإِنَّهُ مُصَغرٌ أَيضاً. وقَرب حَقحاق: جاد وذلِكَ إِذا كانَ
السَّيرُ)
فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً، وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه، على القلْبِ
والبَدَلِ وسَيَأتي.} والحقةُ بِالضَّمِّ: وعَاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو
غَيرِهِما، مِمَّا يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت مِنْهُ، عَرٌ بِي مَعرُوفٌ،
وَقد جاءَ فِي الشِّعر الفَصِيح. ج: {حُق بالضمِّ، جَعَلُوه من بابِ
سِدرَة وسِدرٍ، وَهَذَا أَكثرهُ إنّما هُوَ فِي المَخلُوقِ دُونَ
المَصنُوع، وَنَظِيره من المَصنُوع: دواةٌ ودَوى، وسَفِينَةٌ وسَفِين،
وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم:
(وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ
الّلامِسِينَا)
ويُقالُ أَيْضا فِي جَمعِه:} حُقُوق بالضمِّ، ويُقال: هُوَ جَمعُ
الحُقِّ، فَيكون جَمعَ الجَمعَ. وقِالَ ابْن سِيدَه: جَمْع الحُقةِ:
{حُقَق، وجَمعُ} الحقِّ:! أحقاقٌ،
(25/172)
{وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة يصفُ حوافِر حُمرِ
الوَحْشِ: سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط} الحُقَق تَقلِيلُ مَا قارَعنَ
من سُفرِ الطرَق (و) {الحُقَّةُ: الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها، ويُفْتَح
نَقَلَه الأزْهَرِيُّ. (و) } الحُقةُ: المَرْأةُ على التشْبِيه. (و)
{الحُقُّ بِلَا هَاء: بَيْتُ الكَهْوَلِ، أَي: العَنْكَبوتِ وَمِنْه
حَدِيثُ عَمرِو ابْن الْعَاصِ أنّه قالَ لمُعاوِيَة فِي مُحاورات كانَت
بينَهما: لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ} كحُق الكَهْوَلِ،
وكالحَجاةِ فِي الضُّعْف، فَمَا زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أَي: واهٍ،
قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد رَوَى ابْن قُتَيْبَةَ هَذَا الحَرْفَ بعينِه
فصَحفَه، وَقَالَ: مثل {حقِّ الكَهْدَلِ، بالدالِ بدلَ الْوَاو،
وخَبَطَ فِي تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء، وَالصَّوَاب مثلُ حُقّ
الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ: العَنكَبُوتُ،} وحُقُّه: بيتُه، وسَيَأتِي
ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى.
والحُق: أَصل رَأس الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ.
وقِيلَ: هُوَ رَأس العَضُدِ الّذِي فِيهِ الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد
فِي الجَمْهَرة: رَأس العَضُدِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ الفَخِذِ، وَقد
تَقدمت الإشارَةُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه
قالَ: إِن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق
الْحق: الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ، أَو هِي المُطمَئنَّة واللُّق:
المُرْتَفِعَة، قَالَ الصاغانِي: فَأَما فِي حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ
مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة. وقيلَ: الحُقُّ: مثل الجُحر فِي الأرْضِ. {-
والحُقيُّ بياء النسبَةِ: تَمْرٌ نَقَلَه الصَّاغَانِي.} والحِق،
بِالْكَسْرِ، من الإِبِل: الدّاخِلَةُ فِي الرّابِعَةِ بعد
اسْتِكْمالِها الثّالثةَ، عَن أَبي عُبَيْد وَقد {حَقت} تَحِق {حِقة،}
وحِقاً، بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ {وأَحَقَّتْ، وَهِي} حِق، {وحِقة
بَيِّنَةُ} الحِقَّةِ،
(25/173)
بالكسرِ أَيْضا، قَالَ ابنَ سِيدَه: وإِنما
حُكمُه بَيِّنَةُ {الحَقاقَةِ} والحُقُوقةِ، أَو غير ذلِكَ من
الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة، لأنَّ المَصدرَ فِي مِثل هَذَا
يُخالِفُ الصِّفَةَ وَلَا نَظِيرَ لَها فِي مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ
فِي البناءَ، إِلاّ قَولهم: أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ، وأَنْشَدَ ابْن
دُرَيْد:) إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع فَابْن اللَّبُونِ
{الحِق،} والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى:
( {بحِقَّتِها رُبِطَت فِي اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لَهَا قد
أَسَنّْ)
أرادَ أَنّها رُبِطَت فِي اللجينِ وَقْتَ أَنْ كَانَت} حِقَّةً إِلى
أَن نَجَمَ سديسها، أَي: نَبَتَ ج: {حِقَق كعِنَبٍ،} وحِقاق بالكسرِ،
نَقله الجَوهَرِيُّ، وَقَالَ الأعشَى:
(وهُمُ مَا همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وَقَامَت زقَاقُهم {والحِقاق)
أَي: يبِيعُون زِقّاً بحِق، لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي: جمع الْجمع}
حُقُقٌ بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ، وَمِنْه قولَ المُسَيبِ بن علَس:
(قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ)
كَمَا فِي الصِّحَاح سُمى {حِقَّةَ لأنهُ} استحَقَّ أَن يُركَبَ
ويُحمَلَ عَلَيْهِ وَأَن يُنْتَفَعَ بِهِ، نقَلَه الجَوهرِي أَو لأنَّه
{استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كَمَا فِي اللسانِ.} والحِقُّ
أَيْضا: أَن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام الَّتِي ضُرِبَتْ فِيها
قَالَ ابْن
(25/174)
سِيدَه، وبعضُهُم يجعَلُ {الحِقَّةَ فِي
قولِ الأعْشَى: الوَقْت، ويُقال: أَتَتِ النّاقَةُ عَليّ} حِقَّتِها،
أَي: على وَقْتِها الَّذِي ضَرَبَها الفَحْلُ فِيهِ من قابِلٍ، وهُوَ
إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الَّذِي
ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أَوَّلَ، حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ،
وقِيلَ: {حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها: تَمامُ حَمْلِها، قَالَ ذُو
الرُّمَّةِ:
(أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ} حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ
الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ)
أَي: إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً، وَقَالَ
الأصْمَعِيُّ: إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ وَلم تَلدْ قِيلَ: قد
جازَت الحِقَّ. (و) {الحِق: النّاقَةُ الَّتِي سَقَطَت أَسْنانها
هَرَماً.} والحِقَّةُ، بالكَسْرِ: الحَق الواجِبُ يُقالُ: هذِه {-
حِقَّتِي، وَهَذَا} - حَقِّي، يُكْسَرُ مَعَ التاءَ، ويُفْتَحُ دُونَها
وَقد مَرَّ لَهُ آنِفاً أَنه يُفْتَحُ مَعَ الهاءَ أَيْضاً، وحينَئِذِ
يَكُون أَخَص من {الحَقِّ، كَمَا نَقَلهَ الجَوْهريُّ وَغَيره، فتَأمل
ذلِكَ. وَأم} حِقةَ: اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس:
(فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها مَا شِئتَ
والوُدُّ خادِعُ)
{والحِقَّةُ بالكَسْرِ: لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى،
وذلَكَ لِأَن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ:
إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ، قَالَ سُوَيدٌ: لقد رَأيْتُها وَهِي}
حِقَّةٌ، أَي: {كالحِقَّةِ من الإبِل فِي) عِظَمِها. أَو فِي حديثِ أبي
وَجزَةَ السعدِيّ: حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل
مِن وَرَاء} حِقاق العُرْفُطِ قَالَ الصّاغانِي: الأرنَبَةُ: الأرنبُ،
كالعَقرَبَةِ فِي العَقْرَبِ، وَقيل: هِيَ نَبْتٌ، وَقَالَ شَمِرٌ:
هِيَ الأريْنَة، وَهِي: نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ،
قَالَ الصّاغانِي: أولُ مَا رأَيتُ الأرَينَةَ سنة، دُونَ جَمرَةِ
العَقَبَة، بينَها وَبَين جبل حراء
(25/175)
{وحِقاق العرفطِ: صِغارهَ وشوابّه.
مُستعارَة من} حِقاقِ الإبِلِ، والمَعْنَى فِيمَن جَعَل الأرْنَبَةَ
واحِدَ الأرانِبِ أَن السيلَ حَمَلَها، فتَعَلَّقَتْ بالعُرْفطِ، وَمضى
السَّيْلُ، ونَبَتَ المَرْعَى، فخَرَجَت الإِبِلُ تأكُل عِظامَ
الأرانِبِ، إِحْماضاً بهَا. وفيمَن فَسرَها بالنَّباتِ: أَنّه طالَ
واكْتَهَلَ، حَتّى أَكَلَه صِغارُ الإِبل، ونالَتْهُ من وراءَ شَجَرِ
العُرْفُطِ. وَفِي حِديثِ عَليّ رضِي اللهُ عَنهُ: إِذا بَلَغْنَ، أَي:
النِّساءُ والرِّوايَة: إِذا بَلَغَ النّساءُ نصَّ الحِقاق، أَو نَص
{الحَقائِق كَمَا فِي رِوايَةٍ أخْرى فالعصَبَةُ أولَى قَالَ أبُو
عُبَيْدٍ: نَص كُلِّ شَيءً: مُنْتَهاه، ومَبْلَغُ أقْصاه أَي: إِذا
بَلَغْنَ الغايَةَ الَّتِي عَقَلْنَ فِيها، وعَرَفْنَ فِيهَا حَقائِقَ
الأمورِ، أَو قَدَرْنَ فِيها على الحِقاقِ، أَي: الخِصام وَهُوَ}
المُحاقَّةُ أَو حُوقَّ فيهِنَّ، أَي: خُوصمَ، فقالَ كُل من
الأَولِياءَ: أَنا {أَحَق بهَا ونَصُّ أبِي عبَيْدٍ: هُوَ أنْ} يُحاقَّ
الأمَّ العصَبَةُ فِي الجارِيَةِ، فَتَقول: أَنا {أحَقُّ بهَا،
ويَقُولونَ: بلْ نَحْنُ أَحَق أَو المَعْنَى: إِذا بَلَغْنَ نِهايَةَ
الصِّغارِ، أَي الوقتَ الّذِي يَنْتَهِي فِيهِ صِغَرُهُنَّ ويَدْخُلْنَ
فِي الكبرِ، استعارَ لهُنَّ اسْم} الحِقاقِ من الإبِلِ، قَالَ
الصَّاغَانِي: هَذَا ونَحْوُه مِمَّا يَتَمسكُ بِهِ مَن اشْتَرَط
الوَلِي فِي نِكاح الصَّغِيرَة، وَقَالَ أَبُو عُبَيْد أرادَ بنَصِّ
الحِقاقِ: الإدْراكَ، لأنَّ وَقْت الصغَرِ يَنتَهِي، فتَخْرُجُ
الجارِيَة من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى الكبَرِ، يَقُولُ: مَا دامَت
الجارِيَة صَغِيرَةً فأمها أوْلَى بِها، فَإِذا بَلَغَت فالعَصَبَةُ
أوْلىَ بأمْرِها من أمّها، وبتَزْوِيجِها وحَضانَتِها إِذا كانُوا
مُحْرَماً لَهَا، مثلَ الآباءَ والإِخْوَةِ والأعْمام. وقالَ ابنُ
المُبارَك: نَصُّ الحقاقَ: بلوغُ العَقْلِ، وَهُوَ مِثْلُ الإِدْراكِ،
لأنَّهُ إنَّما أرادَ مُنْتَهَى الأمْرِ الَّذِي تَجِبُ بِهِ {الحُقوقُ
والأحْكامُ، فَهُوَ العَقْلُ والإدْراك. وقِيلَ: المُرادُ بلوغُ
المَرْأَةِ إِلَى الحَدِّ الَّذِي يَجوزُ فِيهِ تَزْوِيجُها وتَصَرفُها
فِي أمْرِها، تَشْبِيهاً بالحِقاقِ من الإبِلِ، وعِنْدَ ذلِكَ
يُتَمَكَّن من رُكُوبه وتحْمِيله، وَمن رَواه نَصّ} الحَقائِق، أرادَ
جمعَ الحَقِيقةَ، أَو جَمع الحِقةِ من الإِبِلِ.
(25/176)
وَيُقَال: إِنَه لنَزِق {الحِقاقِ، أَي:
مُخاصِم فِي صِغارِ الأَشياءِ وَهُوَ مَجاز.} والأَحَقّ من الخَيْلِ:
الفرَس الَّذِي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب
والشَّئَيت الَّذِي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عَن مَوْقِع حافرِ يَدِه،
وَذَلِكَ عَيْب أَيْضا. وَقَالَ الجوهويُّ: هُوَ الّذِي لَا يَعْرَقُ
وَهُوَ عَيْب أَيْضا، قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرو لرَجل من
الأَنْصار،)
قلت: هُوَ عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ:
(وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لَا {أَحَقَُّ وَلَا
شَئَيتُ)
هَذِه رِوايَةُ أبي عَمْرو، وأَبي عبَيْدٍ، وَفِي المحْكَم: وروَى ابْن
دُرَيدٍ:
(بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لَا أَحَقُّ وَلَا
شَئَيت)
قلت: وَالَّذِي فِي الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو، وأَبِي
عبَيْدٍ ومصدَرهما} الحَقَقُ، محَركَةً يُقَال: أَحَق بَيِّن الحَقق.
(و) {حَقَقْت عَلَيْهِ القَضاءَ،} أَحُقّه حَقًا {وأحققته} أحقه
{إحقاقاً أوجبته وَهَذَا قد تقدم فَهُوَ تكْرَار، وَقَالَ أَبُو مَالك}
أحَقَّت البكرة إِذا استوفت ثَلَاث سِنِين. وَقَالَ ابْن عباد أحقت
صَارَت حقة مثل {حَقَّت. وَيُقَال: رمى} فأحقَّ الرَّمية إِذا قَتلهَا
على الْمَكَان عَن ابْن عباد والزمخشري وَهُوَ مجَاز. {والمُحِقُّ ضد
الْمُبْطل، يُقَال:} أحْقَقْتُ ذَلِك أَي أثْبته {حقًّا أَو حكمت
بِكَوْنِهِ حَقًا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:} ويُحِقُّ الله الْحق
بكلماته وَقَالَ الرَّاغِب:! إحقاق الْحق ضَرْبَان أَحدهمَا:
بِإِظْهَار الْأَدِلَّة والآيات وَالثَّانِي بإكمال الشَّرِيعَة وبثها.
(25/177)
{والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ
الأولَى والثانيةُ مِنْهَا لِبَأٌ، قَالَه أَبو حاتِم وَقَالَ ابنُ
عَبّادٍ: هِيَ: الَّتِي لم يُنْتَجن فِي الْعَام الماضِي وَلم
يُحلَبْنَ فِيهِ.} وحَقًّقَهُ {تَحْقِيقاً: صَدقَه وقالَ ابنُ
دُرَيْدِ: صَدَّقَ قائِلَه، وقِيلَ:} حَقَّقَ الرَّجُلُ: إِذا قالَ
هَذَا الشَّيْء هُوَ الحَق، كقَوْلِكَ: صَدَّقَ. {والمحَقَّقُ من
الْكَلَام: الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ رؤبَة:
دعْ ذَا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى: مذلقاً. (و) } المُحَقَّقُ
من الثِّيابِ: المُحْكمُ النَّسخ الَّذِي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ
{الحُقَقِ، كَمَا يُقال: برد مرجل وَهُوَ مجَاز أَيْضا، وَقَالَ:
(تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ
الرقاقَا)
} والاحْتِقاقُ: الاخْتِصامُ وَذَلِكَ أَن يقولَ كُلُّ وَاحِد مِنْهُم:
{الحَقُّ بيَدِي، ومَعِي، وَمِنْه حديثُ الحضانَةِ: فجاءَ رَجُلانِ}
يَحْتَقّان فِي وَلَدِ أَي: تختصِان، ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ مِنْهَا
{حَقَّه، وَفِي حَديثٍ آخر: مَتى مَا تَغْلُوا فِي القُرآن}
تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ فِي القُرآنِ. وَمن المَجازِ: طَعْنَةٌ
{محَققَةٌ: إِذا كانَتْ لَا زَيْغَ فِيها وَقد نَفَذَتْ هكَذا فِي
سائرِ النّسخ، والصوابُ: طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، كَمَا هُوَ نصُّ
اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ.} واحْتَقَّا: اختصَما وَهَذَا قَدْ
ذُكِرَ قَرِيبا، فَلَا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً، ولَعَلَّه أَعادَه
ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لَا يُقالُ:! احْتَقَّ للواحِدِ، كَمَا لَا
يُقال: اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ، وإِنَّما يُقال: احْتَقَّ
فلَان وفُلانٌ. واحْتَقَّ المَال: سَمِنَ والَّذِي فِي اللِّسَان
والأَساسِ والعُباب: احْتَقَّ
(25/178)
القَوْمُ {احْتِقاقاً: إِذا سَمِنَ مَا
لهُمْ، وانْتَهَى سمَنه. (و) } احْتَقَّت بِهِ الطعْنَةُ أَي:
قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو، وفَسَّرَ بِهِ قولَ أَبِي كَبِيرٍ
الهُذَلِي:
(وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ {مُحْتَقِّ بِها
ومُشرَّم)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُ: أَي} حَقتْ بِهِ الطَّعْنَة لَا زَيْغ فِيها،
وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي اللِّسانِ: {المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ: النافِذُ
إِلى الجَوْفِ، وقالَ فِي معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ: أَرادَ مِنْ
بَيْنِ طَعْن نافِذٍ فِي جَوْفِها، وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها، وَلم
ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ. أَو} احْتقَّتْ بِهِ الطَّعْنَة: إِذا أَصابَتْ
{حُقَّ وَرِكِهِ وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي يَدورُ فِيه، قالَه ابنُ
حَبِيب. (و) } احْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً. وقالَ ابنُ عَبّادِ:
{انْحَقَّت العُقْدَة أَي: انشَدَّتْ وَهُوَ مَجازٌ.} واستَحَقَّهُ
أَي: الشيءَ: اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى: فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما
{اسْتَحَقَّا إِثْماً أَي: استَوْجَباه بالخِيانَةِ، وقِيلَ:
مَعْنَاهُ: فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً، أَي:
خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ الَّتِي أَقْدَما عَلَيْهَا، وَإِذا
اشْتَرَى رجلٌ دَارا من رَجُلٍ، فادّعاها رجلٌ آخَر، وأَقام بَيَنَةً
عادِلَةً على دَعْواه، وحَكَم لَهُ الحاكِمُ ببَيِّنَتِه، فقد
استَحَقَّها على المُشْتَرِي الَّذِي اشْتَراها، أَي: مَلَكَها
عَلَيْهِ، وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن}
اسْتَحَقَّها، ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الَّذِي
أَدَّاه إِليه، {والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ،
قَالَ الصاغانِيّ: وقولُ النّاسِ:} المُسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فِيهِ
خَلَلانِ، الأَوّلُ: أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من {اسْتَحَقَّ شَيئاً
أَعْطاهُ الله مَا} يَسْتَحِقُّه، والثانِي: أَنَّهُم يَجْعَلونَه من
الأَحادِيثِ، وَلَيْسَ كَذلك.
(25/179)
{وتَحَقّقَ عِنْده الخَبَر أَي: صَحَ.
وَفِي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ
لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ: خَيْرُ الأمورِ
أَوساطُها، والحَسَنَة بَين السيئتين، وشَرّ السيرِ} الحَقْحَقَة
يُقَال: هوَ أَرْفّعُ السّير، وأَتْعَبُه لِلظهْرِ نَقله الجَوهَرِيُّ،
وَهُوَ إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ فِي العِبادَةِ، يَعني عليكَ بالقَصدِ
فِي العِبادَةِ، وَلَا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم، وَخير العَمَلِ مَا
دِيمَ وإِن قَلَّ، أَو اللَّجاج فِي السيْرِ حَتَّى يُنقَطَعَ بِهِ،
قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا يُرِيدُ الوِرْدَ إِلَّا {حَقحَقَا أَو هُوَ:
السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عَن ذلِكَ، نَقَلَه الجَوهري،
وَهُوَ قَول اللَّيْثِ، ونصُّه فِي العَيْنِ.
الحَقحَقَةُ: السّير أَوَّل اللَّيْلِ، وَقد نُهى عَنهُ، قالَ: وقالَ
بعضُهم. الحَقحَقَةَ فِي السيرِ: إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ،
انْتهى، قَالَ الأَزهرِيّ: وَلم يصِب اللَّيْثُ فِي وَاحِد مِمَّا
فَسر، وَمَا قالَه، إِن الحَقْحقةَ: السّير أَولَ اللَّيْلِ، فَهُوَ
باطلٌ، مَا قَالَه أَحَد، وَلَكِن يُقَال. قَحَّموا عَن اللًّيل أَي:
لَا تَسيروا)
فِيهِ. أَو هُوَ: أنْ يَلجَّ فِي السيرِ حَتى تَعطَب رَاحِلَته أَو
تَنقطعَ هذَا هُوَ الَّذِي صَوبَه الأَزْهَرِي، وأَيدَه بقولِ
العَرَبِ، ونَصُّه: أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على مَا يتعبه،
وَمَا لَا يطيقه، حَتَّى يبدع براكِبه، وقالَ ابنُ الأًعرابِي:
الحَقْحَقَة: أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السّير.} والتَحاقّ: التَّخاصم،
{وحاقَّه} محاقَّةً: خاصَمَه وادَّعَى كُل وَاحِد منهُما الحَقَّ،
فإِذا غَلَبَه قِيلَ: قد حَقهُ {حَقَّاً، وَقد ذكِر ذلِك، وأَكثرُ مَا
يَستَعْمِلونَه فِي الفِعلِ الغائِب، يَقولون} - حاقني وَلم! - يحاقنِي
فِيهِ أَحَد.
وَمِمَّا يُستدرك عليهِ:
(25/180)
{الحَق: الحظُّ، يُقَال: أَغطَى كَل ذِي}
حَق {حَقه، أَي: حَظه ونَصِيبه. الَّذِي فْرضَ لَهُ، وَمِنْه حَدِيث
عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة، فَقَالَ: الصَّلاة
واللهِ إِذن، وَلَا حَقَّ أَي لاحَظَّ فِي الْإِسْلَام لمَنْ تَرَكَها،
وَيحْتَمل: وَلَا فِيهَا، لِأَنَّهُ وجد نَفسه على حَال سَقَطت عَنهُ
الصَّلَاة فِيهَا قَالَ الصاغانيِّ: وَهَذَا أوقَع.} والحَقُّ:
الْيَقِين بعد الشَكِّ {وحَقَّه} حَقًّا {وأحَقَّهُ: صَيَرهُ} حَقًّا
لَا شكّ فيهِ وحَقه حَقاً: صَدقَه. {وأحْققتُ الأمرَ} إحقاقاً أحكَمته
وصَححته، وَهُوَ مجَاز، قَالَ: قد كُنْت أوعَزت إِلَى الْعَلَاء بأنْ
{يُحِقَّ وَذَم الدَلاءَ} وحَقَّ الأَمْرَ، {وأّحَقَّهُ. كانَ مِنْهُ
على يَقِين. وَيُقَال: مَا لِي فِيك} حَقٌّ، وَلَا {حَقَقٌ، أَي:
خُصُومَة.
} واسْتحقه: طلَب {حَقَّه.} واحْتَقَّهُ إِلَى كَذَا إِذا أَخّرهُ وضيق
عَلَيْهِ. وَهُوَ فِي {حاقَّ من كَذَا، أَي: ضيق. وَمَا كَانَ}
يَحُقُّكَ أَن تفعَله، فِي معنى مَا {حُقَّ لَك.} وأحِقَّ عليكَ
القضاءُ {فحَقَّ، أَي: أُثبتَتَ فثَبَت.} وحقِيقَةُ الإِنسان. خالِصه،
ومَحضه، وكنهه.! والحَقِيقَةُ: الحرمَة والفِناءُ.
(25/181)
{وأَحَق الرجل: قالَ شَيئاً، أَو ادَعى
شَيْئا فوَجَبَ لَهُ. وقالَ الْكسَائي:} حَقَقت ظَنَّه مثل حَقَّقته.
وأَنا {أَحَق لكم هَذَا الخَبَر، أَي: أعلَمُه لكم، وأَعرفُ} حقِيقتَه.
وقَوْلهم: {لَحق لَا آتِيكَ، قَالَ الجوْهَوِيّ: هُوَ يمينٌ للعَرَب،
يَرْفَعونَها بِغَيْر تَنوينٍ إِذا جاءَتْ بعدَ اللَّام، وإِذا
أَزالُوا عَنها اللامَ قَالُوا: حَقًا لَا آتَيكَ، وَفِي الأَساسِ:
لَحَقّ لَا أفعَلُ، هُوَ مُشَبَّه بالغاياتِ، وأَصله: لَحَقّ الله،
فحذفَ الْمُضَاف إِليه، وقُدر، وجُعلَ كالغاية. ولمّا رَأَى الحاقةَ
مِنِّي هَرَبَ، كالحَقَّة. وحَقَقْتُ العُقْدَةَ: شَدَدْتُها، عَن ابْن
عَبّادٍ، وَفِي الأساس: أحْكمْتُ شدَّها، وَهُوَ مَجازٌ. وأَتَتِ
الناقَةُ على} حِقِّها، أَي وَقْتِ ضِرابها، ومعناهُ دارت السَّنَةُ
وتَمَّتْ مُدَّةُ حَمْلِها، وَهُوَ مجَاز. {وَحُقُوق الدّارِ:
مَرافِقُها.} وحَقَّت الحاجَة: نَزَلَتْ، واشتَدتْ. {وحَقِيقَة
الشَّيْء: منتَهاه، وأَصله الْمُشْتَمل عَلَيْهِ. وَقَوله تَعَالَى:
لَشَهادَتُنا} أَحَقُّ مِن شهادَتهما يَجُوزُ أَن يكونَ مَعْناه أَشد
{استِحقاقاً للقَبُولِ، ويَكُونُ إِذ ذاكَ عَلَى طَرح الزّائِدِ مِن}
استحَقَ، أَعنِي السينَ وَالتَّاء، ويَجوز أَن يكونَ أَرادَ أَثْبتَ من
شَهادَتِهما، مُشْتَق من قوْلِهم: حَقَّ الشيءُ: ثَبَتَ. وَفِي
المصْباح: قولُهم: هُوَ {أحَقُّ بِكَذَا، لَهُ مَعْنَيانِ، أحَدهما:
اختصاصُه بغَيرِ شرِيك، كزَيْدِ أحَق بمالِه، أَي: لَا حَق لغيرِهَ
فِيهِ، الثانِي: أَنْ يكونَ أَفْعَلَ تَفضِيلٍ، فيقْتَضي اشتراكَهُ معِ
غَيْره، وترجِيحَه عَلَيْهِ، وَمِنْه: الأَيم أَحَقُّ بنَفْسِها من
وَلِيِّها فهما مُشْتَرِكان لكنْ} حَقُّها آكدُ. {والحاقَّة:
النازِلَة.} والحُققُ، بضَمتَيْنِ: القَرِيبو العَهْدِ بالأمور خَيرهَا
وشرِها.
(25/182)
وأَيْضاً: {المُحِقونَ لمَا ادَّعوا.
وتُجْمَعُ} الحِقَّةُ أَيضاً على {الحَقائِق، كقَوْلِهم: امرَأَة
غِرَّة على غرائَرَ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كإِفالٍ وأَفائل، فَهُوَ
جَمْعُ} حِقاق لَا {حِقةٍ، وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ: ومسَدٍ
أُمِرَّ مِنْ أيانِق لَسْن بأنياب وَلَا} حَقائِقِ قَالَ ابْن سِيدَه:
وَهُوَ نادِر. وهلال بن {حق بالكسَرِ: من المُحَدِّثِين. وبابُ}
حُقّات، بالضمِّ: من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ، {وحقّاتٌ: خارِجَ هَذَا
البابِ، بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس، قِيلَ: إِنها مجنةٌ.
} واستِحقاق الناقَةِ: تَمامُ حَمْلِها. {وحِقاق الشَّجَرِ: صِغارُها،
بصِغارِ الإِبل، قَالَه الأصْمعِيُّ.
وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً، أَي: مشْبَعاً. وَأَنا} حقيق
على كَذا، أَي. حَرِيص عَلَيْهِ عَن أَبِي عَليّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله
تعالَى: حَقيق عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق. {وحقٌّ
العَجُوزِ: ثَدْيها، وحقُّ الكَمْأَةِ: بَيْضها، كِلاهُما بالضَّمِّ.
وأَصابَ} حاقّ عَيْنِه، أَي: وَسَطَها، قَالَ الأَزهريُّ: سمِعْتُ
أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظَهرت ببعيرٍ، فشَكُّوا
فِيهَا، فَقَالَ: هَذَا حاقّ صمادِح الجَرَبِ.
وسَقَطَ على حَقَ الْقَفَا، أَي: {حاقَهِ. ويُقالُ:} اسْتَحَقَّتْ
إِبلُنا رَبِيعاً، {وأَحَقَّتْ رَبِيعاً: إِذا كَانَ الرَّبِيع تامّاً
فرَعَته.} وأَحَق القومُ {إِحْقاقاً: سَمِنَ مالُهم. قالَ ابْن سِيده:}
أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع: ْ إِذا سَمِنوا ة عَن أَبِي حَنِيفَةَ،
يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم
(25/183)
{وحَقَّت النّاقَةُ،} وأحَقَّتْ،
{واسْتَحقَّت.
سمنت.} واسْتَحَقَّتْ النَّاقة لقاحاً إِذا لقحت {واسْتَحَقَّ لقاحها
يَجْعَل الْفِعْل مرّة للناقة وَمرَّة للقاح.
وَيُقَال: لَا} يَحِقُّ مَا فِي هَذَا الْوِعَاء رطلا أَي لَا يزن
رطلا. وَقرب {مُحَقْحَقٌ: جاد.} - وحَقَّتْني الشَّمْس بلغتني. ولقيته
عِنْد {حاقِّ الْمَسْجِد وَعند} حَقِّ بَابه أَي بِقُرْبِهِ وَهُوَ
مجَاز. {- والحَقّانِيُّ مَنْسُوب إِلَى} الحَقِّ كالرباني إِلَى الرب.
ح ل ف ق
الحلفق كعصفر أهمله الْجَوْهَرِي وَقَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ الدرابزين
كَمَا فِي الْعباب وَكَذَلِكَ التفاريج كَمَا فِي التَّهْذِيب وَوَقع
فِي الْمُحِيط الجلفق بِالْجِيم قَالَ الصَّاغَانِي وَهُوَ تَصْحِيف.
ح ل ق
الْحلقَة بتسكين اللَّام: السِّلَاح عَاما وَقيل: الدرْع خَاصَّة،
وَفِي الصِّحَاح: الدروع وَفِي الْمُحكم اسْم لجملة السِّلَاح والدروع
وَمَا أشبههَا وَإِنَّمَا ذَلِك لمَكَان الدروع وغلبوا هَذَا النَّوْع
من السِّلَاح أَعنِي الدروع لشدَّة غنائه، وَيدل على أَن المراعاة فِي
هَذَا إِنَّمَا هِيَ للدروع أَن النُّعْمَان قد سمى دروعه حَلقَة. وَمن
الحَدِيث إِنَّكُم أهل الْحلقَة والحصون، الْحلقَة الْكر أَي الْحَبل.
وَالْحَلقَة من الْإِنَاء مَا بَقِي خَالِيا بعد أَن جعل فِيهِ شَيْء
من الطَّعَام وَالشرَاب إِلَى نصفه فَمَا كَانَ فَوق النّصْف إِلَى
أَعْلَاهُ فَهُوَ الْحلقَة قَالَه أَبُو زيد. وَقَالَ أَبُو مَالك
الْحلقَة من الْحَوْض امتلاؤه أَو دونه قَالَ أَبُو
(25/184)
زَيْد: وفَّيْتُ حَلْقةَ الحوْضِ
تَوْفِيَةً، والإِناء كَذلك، وَهُوَ مَجازٌ. والحَلْقةُ: سمَةٌ فِي
الإِبِلِ مُدورة، شِبْهُ حَلْقةِ البابِ. وَالْحلق مُحَرَّكَةً:
الإِبلُ المَوْسومَةُ بهَا، كالمحَلَّقَةِ كمُعَظَّمَةِ، وأَنْشدَ
الجَوهَرِيُ لأبِي وَجْزَةَ السعدِيَ:
(وَذُو حَلَقٍ تَقْضي العَواذِيرُ بَيْنَها ... يَروح بأَخْطارٍ عِظام
اللَّقائِح)
وقالَ عَوفُ بن الخَرِع يخاطبُ لّقِيطَ بن زرارةَ:
(وذكرتَ مِن لَبَنِ المحَلَقِ شَرْبَةً ... والخَيْلُ تَعدو فِي
الصَّعِيدِ بَدادِ)
وأًنْشَدَه ابنُ سِيدَه للنابِغَةِ الْجَعْدِي: وَلَكِن ابنَ بَرِّيّ
أَيَّدَ قولَ الجَوْهَرِيَ. وحَلْقَةُ البابِ والقوْم بالفَتْح، وكَذا
كُلّ شَيْء اسْتَدَارَ، كحلْقَةِ الحَدِيدِ والفِضَّةِ والذَّهبِ وَقد
تُفْتَحُ لامُهُما حَكاه يُونس عَن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاءَ، كَمَا
فِي الصِّحاح، وحَكاه سِيبوَيهِ أَيضاً، واخْتارَه أَبو عُبَيْدِ فِي
الحَدِيدِ، كَمَا سيأْتِي قَرِيبا وَقد تُكْسَرُ أَي: حاؤُهُما، كَمَا
فِي اللسانِ، وَفِي العبابِ تكسَرُ الّلامُ، نَقله الفَرّاءُ والأموي،
وَقَالا: هِيَ لغَة لبَلْحارِثِ بنِ كَعب فِي الحَلْقَة والحَلَقَة.
أَو لَيسَ فِي الكَلام الفَصِيح حَلَقَةٌ محَرَّكَةً إلاّ فِي
قَوْلِهم: هؤلاءَ قَوْم حَلَقَةٌ، للَّذِينَ يَحْلقُونَ الشعرَ، وَفِي
التَّهْذِيبِ: يَحْلقونَ المِعْزَى جَمع حالِقٍ قالَ الجَوْهَرِي: قالَ
أَبو يُوسُف: سَمِعتُ أَبا عَمرو الشَّيْبانيَّ، يَقول هكَذا. قالَ
شيخُنا، وَقد جَزَم بِهِ أَكثرُ أَئِمةِ التحقِيق، وَعَلِيهِ اقْتَصَر
التَبْرِيزِي فِي تَهْذيب إِصْلاح المنطَقِ، وجَماعَةٌ من شُرّاحِِ
الفصِيحِ. أَو التَّحْرِيكُ لغَة ضعِيفَةٌ وقالَ ثَعلَب: كلُّهُم
يُجِيزُه على ضَعْفه وَقَالَ)
اللحْيانِيُّ:
(25/185)
حَلقَة البابِ، وحَلَقتَه، بإِسْكانِ
اللَّام وفَتْحِها، وقالَ كُراع: حَلْقَةُ القَوْم وحَلَقَتهم، وقالَ
اللَّيْثُ: الحَلْقة بالتَّخْفِيفِ من القَوْم، ومِنْهُم من يَقُول:
حَلَقةٌ، وقالَ أَبو عبَيْدٍ: أَخْتارُ فِي حَلقَةِ الحَدِيدِ فتحَ
الّلام، ويَجُوزُ الجَزْمُ، وأَخْتار فِي حَلْقَةِ القَوْم الجزْمَ،
ويَجُوز التثقيل، وَقَالَ أَبو العَبَّاس: وأَختارُ فِي حَلْقَة
الحَدِيدِ وحَلقَةِ النّاسِ التَّخْفِيف، ويَجوز فِيهما التثْقِيلُ،
وعِندَه ج: حَلَقٌ مُحَرَّكَة وَهُوَ عَلَى غيرِ قِياسِ، قالَه
الجَوْهَرِي، وَهُوَ عِنْد سيبَوَيْهِ اسْم للجَمْع، وَلَيْسَ بجَمْعٍ،
لأَنَّ فَعْلَةَ لَيْسَتْ مِمَّا يكَسَّر على فَعَل، ونَظِيرُ هَذَا
مَا حَكاهُ من قَوْلِهم: فَلْكَةٌّ وفَلَكٌ، وَقد حَكَى سِيبوَيْهِ فِي
الحَلْقةِ فتحَ اللَّام، وأَنْكَرَها ابنُ السِّكِّيتِ وغيرُه، فعَلى
هَذِه الحِكَاية حَلَقٌ جَمْعُ حَلَقَةٍ، وَلَيْسَ حينئَذٍ اسمَ جَمْع،
كَمَا كانَ ذلِك فِي حَلَق الّذِي هُوَ اسمُ جَمْعٍ لحَلْقَة، وَلم
يَحْمِل سِيبَوَيْه حَلَقاً إِلاّ عَلَى أَنّه جمْعُ حَلْقَة، وإِن
كانَ قد حَكَى حَلَقَةً، بِفَتْحِهَا. قلتُ وَقد اسْتَعْمَلَ
الفَرَزْدَقُ حَلَقَة فِي حَلْقَةِ القَوم، قَالَ: يَا أَيُّها
الجاَلِسُ وَسْطَ الحَلَقَه أَفِي زِناً قُطِعتَ أَمْ فِي سَرِقَهْ
وَقَالَ الرّاجِزُ: أُقْسِمُ باللهِ نُسْلِمُ الحَلَقَهْ وَلَا
حرَيْقاً وأخْتَه الحُرَقَهْ وَقَالَ آخَرُ:
(حَلَفْتُ بالملْح والرَّمادِ وبالنّ ... ارِ وباللهِ نُسْلِمُ
الحَلَقَهْ)
(حَتَّى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً ... ويَخْضبُ القَيْل عُرْوَةَ
الدَّرَقَهْ)
وقالَ الأَصمَعِي: حَلْقَةٌ من النّاس، وَمن الحَدِيد، وَالْجمع: حلَق
(25/186)
كبِدَرٍ فِي بَدْرَة، وقصع فِي قَصْعَة،
وعَلَى قَوْلِ الأمَوِيِّ والفَرّاءَ: جمع حِلْقَة بالكسرِ، على بابِه
وحالَقاتٌ، مُحَرَّكَةً حَكَاهُ يُونُسُ عَن أَبِى عَمْرو، هُوَ جَمْعُ
حَلَقَة مُحَرَّكَةً، وكذلِكَ حَلَقٌ، وأَنشدَ ثَعْلَبٌ:
(أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتمُ حَلَقاتِكُم ... عَسَى أَن تَفُوزُوا أَن
تَكُونوا رَطائِطَا)
وتقَّدَم تفسيرُه فِي: ر ط ط وَفِي الحَدِيثِ: نَهَى عَن الحِلَقِ
قَبْلَ الصَّلاةِ وَفِي رِوايَةٍ: عَن التَّحَلُّقِ هِيَ: الجَماعَةُ
من الناسِ مُسْتَدِيرِين كحَلْقَةِ البابِ وغَيْرِها، وَفِي حَدِيثٍ
آخَرَ: الجالِسُ وَسَطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ وَفِي آخر نَهَى عَن
حَلَقِ الذَّهَبِ وتُكْسَرُ الحاءُ فحِينَئذٍ يَكُون جَمْعَ حِلْقَة،
بالكسرِ.)
وقالَ أَهْلُ التَّشريح للرَّحِمِ حَلْقَتانِ: حَلْقَةٌ على فَم
الفَرْجِ عِنْد طَرَفِه، والحَلْقَةُ الأخرَى تَنْضمّ على الماءِ
وتَنْفَتِحُ للحَيْضِ وقِيلَ: إِنَّما الأخرَى الَّتِي يُبالُ مِنْهَا،
يُقالُ: وَقَعَت النُّطْفَةُ فِي حَلْقَةِ الرَّحِم، أَي: بابِها،
وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقالُ: انْتَزَعْتُ حَلْقَتَهُ
كأَنّه يُريدُ سَبَقْتُه. وقَوْلُهم للصَّبِيِّ المَحْبوبِ إِذا
تَجَشَّأَ: حَلْقَةً وكَبْرَة، وشَحْمَةً فِي السُّرَّة أَي: حُلِقَ
رَأْسُكَ حَلْقَةً بعدَ حَلْقَةِ حَتّى تَكْبَرَ، نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ
أَيْضاً، وَفِي الأَساسِ: أَي: بَقِيتَ حَتَّى يُحْلَقَ رَأْسُكَ
وتَكْبَرَ. وحَلَقَ رَأسَه يَحْلِقُه حَلْقاً، وتَحْلاقاً بفَتْحِهما:
أزالَ شَعْرَه عَنهُ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيّ على الحَلْقِ. كحَلَّقَه
تَحليقاً، وَفِي الصِّحَاح: حلَّقوا رُؤوسَهُمْ، شُدِّدَ للكَثْرَة،
وَفِي العُباب: التَّحْلِيقُ مُبالَغَةُ الحَلْقِ، قالَ الله تَعالَى:
مُحَلِّقِينَ رؤُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ. وَفِي المُحْكَم: الحَلْق فِي
الشَّعَرِ من النّاسِ والمَعزِ، كالجَزِّ فِي الصُّوفِ،
(25/187)
حَلَقَه حَلْقاً، فَهُوَ حالِقٌ وحلاّقٌ،
وحَلقهُ واحْتَلَقَه أَنْشَدَ ابنُ الأَعرابِيَ: فابْعَثْ عليهِم سَنَة
قاشُورَة تَّحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النّورَهْ وَيُقَال: رَأسٌ
جَيَدُ الحِلاقِ، ككِتابٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ. ونُقِل عَن أَبِي
زَيْدٍ: عَنْز مَخلُوقَةٌ، وشَعَر حَلِيق، ولحْيَة حَلِيق وَلَا يقالُ:
حَلِيقَة وقالَ ابنُ سِيده: رَأس حلِيقٌ، أَي: مَحْلوق، قَالَت
الخَنْساء:
(ولكِني رأَيْتُ الصبْرَ خَيْراً ... من النَّعلَيْن، والرأسِ
الحَلِيقِ)
وحلَقَهُ كنَصَره. ضربه فأصابٌ حَلْقَه وكذلِكَ: رَأسَهُ، وعَضدَه،
وصَدَرَه، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمن المَجازِ: حَلَقَ الحَوْضَ: إِذا
مَلأه فوَصَلَ بهِ إِلى حَلقه، كأَحْلَقَه. نَقله الصّاغانِيُّ:
وحَلَقَ الشَّيْء: قَدره كخلَقَه، بالخاءَ المعجَمة، نَقله الصاغانِي.
وَمن الْمجَاز: أَخَذوا فِي حلوقِ الأَرضِ وكذلِك الطُّوق: مَضايِقها
وَهُوَ عَلَى التَّشبِيهَ أَيضاً. ويَوْمُ تَحلاقِ اللمَمَ كانَ لتَغلب
عَلى بكرِ بن وائِل لأَنَّ شعارَهم كَانَ الحَلقَ يومَئذِ، نَقله
الْجَوْهَرِي. وَفِي الحَديثِ: دَبَّ إِلَيكُم دَاء الأمَم قَبْلَكُمْ:
الْبغضَاء والحالقة قالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ: هِيَ قَطيعَةُ الرحِم
والتَّظالمُ، والفولُ السَّيئ، وَهُوَ مجَاز، وقالَ غيرُه: هِيَ
الَّتِي من شَأْنهَا أنْ تحلق، أَي: تهْلِكَ وتَستَأْصِلَ الدينَ،
كَمَا يَستّأصِل الموسَى الشَعَرَ.
ولَعَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ من النِّساءَ الحالقَةَ،
والخارقَةَ، والسّالِقَةَ فالحالقَةُ: الَّتِي تحْلقٌ شَعرَها
(25/188)
فِي المُصِيبَةِ وقِيلَ: أَرادَ الَّتِي
تَحْلِقُ وَجهَها للزِّينَةِ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: ليسَ مِنّا من سلَق،
أَو حَلَق، أَو خَرَقَ. وَمن المَجازِ: الحالِقُ: الضَّرْع المُمتَلِئ
وكأَنَ اللبَنَ فِيهِ إِلَى حَلْقِه، وَمِنْه قولُ لَبِيد رَضِي اللهُ
عَنهُ يَصف مَهاةً:)
(حَتّى إِذا يَبِسَتْ وأَستحَقَ حالِق ... لم يُبْلِهِ إِرْضاعُها
وفِطامُها)
قالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الحالِق: الضَّرع المُرْتَفِع الَّذِي قلَّ
لَبَنه، وأَنْشدَ هَذَا البَيْتَ، نَقَلَهُ الصّاغانِيّ، والجمعُ:
حلَّق، وحَوالقُ، وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الحالِقُ: الضرْعُ، وَلم
يحَلِّه، قالَ ابنُ سيدَه: وعِندي أَنَّه الممْتَلِئ، وَفِي
التَهْذِيب: الحالِقُ، من نَعْتِ الضُّروع جاءَ بمَعْنَيَينِ
مَتَضاديْنِ، فالحالِقُ: المرتفِعُ المنْضَمُّ الَّذِي قَلَّ لبَنه،
وإِسْحاقُه دَلِيل على هَذَا المَعنَى، والحالِقُ أَيضاً: الضَّرْع
المُمْتَلئ ودَلِيلُه قَول الحطَيْئَةِ يصف الإِبِلَ بالغَزارَةِ:
(وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاّ الأمالِيسُ أَصبَحَتْ ... لَها حُلَّق
ضَرّاتُها شَكِراتِ)
لأَن قولَه: شَكِراتٌ يَدُلُّ على كَثْرةِ اللَبَنِ، فانْظُر هَذَا
مَعَ مَا نَقَلهُ الصاغانِي، وَلم يُفْصِح المُصَنِّف بالضدِّيّةِ،
وَهُوَ قصُور مِنْهُ مَعَ تَأَمّل فِي سياقِه. وَقَالَ الأصمَعِي:
أَصبحت ضَرَّةُ الناقَةِ حالِقاً: إِذا قارَبت المَلء وَلم تَفْعَلْ،
ونَقَلَ ابنُ سِيدَه عَن كُراع: الحالِقُ: الَّتِي ذَهَبَ لبَنها،
وحَلَقَ الضَّرعُ يَحْلِقُ حُلُوقاً فَهُوَ حالِقٌ، وحُلُوقُه:
ارْتِفاعُه إِلى البَطْنِ وانْضِمامُه، قالَ: وَهُوَ فِي قَول آخَر:
كثرَة لَبَنِه. قلتُ: فَفِيهِ إشارَة إِلى الضِّدِّيَّة. والحالقُ: من
الكَرْمَ والشَّرْىِ
(25/189)
ونَحْوِه: مَا الْتَوَى مِنْهُ وتَعَلَّقَ
بالقُضْبانِ قالَ الأزهرِيُّ: مَأْخُوذٌ من اسْتِدارَتِه كالحَلْقَةِ.
وَمن المَجازِ: الحالِقُ: الجَبَلُ المُرْتفعُ المُنِيفُ المُشْرِفُ،
وَلَا يَكُونُ إلاَّ مَعَ عَدَم نَباتٍ، ويُقالُ: جاءَ من حالِقٍ، أَي:
مِنْ مَكانٍ مُشْرِفٍ، وَفِي حَدِيثِ المَبْعَثِ: فهَمَمْتُ أَن
أَطْرَح نَفْسي من حالِقٍ أَي: من جَبَلٍ عالِ، وأَنشدَ اللَّيْثُ:
(فخَرَّ مِنْ وَجْأتِه مَيِّتاً ... كأنَّما دُهْدِهَ مِنْ حالِقِ)
وَقيل: جَبَل حالِقٌ: لَا نَبات فِيهِ، كأَنّه حُلِقَ، وَهُوَ فاعِلٌ
بِمَعْنى مَفْعُول، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَهُوَ من تَحْليقِ
الطّائِرِ، أَو من البُلُوغ إِلَى حَلْقِ الجَوِّ. وَمن المجازِ:
الحالِقُ: المَشْؤومُ على قَوْم، كأَنَّه يَحْلِقُهم، أَي: يَقْشِرُهم
كالحالِقةِ هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي العُبابِ والتكْمِلَة:
كالحالُوقَةِ، وَهُوَ الصَّواب.
وقالَ ابنُ الأَعرابِي: الحَلْقُ: الشُّؤْمُ وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه
قَوْلهم فِي الدُّعاء: عَقْراً حَلْقاً. والحَلْق: مساغٌ الطَّعام
والشَّرابِ فِي المَرِئ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ مَخْرَجُ النَّفَسِ
من الحُلْقُوم ومَوْضِعُ الذَّبْح. وقالَ أَبو زَيْدٍ: الحَلْق: موضِع
الغَلْصَمَة، والمَذْبَحَ. والحُلْقُوم: فعْلومٌ عِنْد الخَليلِ،
وفعْلُول عندَ غيرِه، وسيَأْتي ذكره. قَالَ أبُو حَنِيفَةَ:
أَخْبَرَنِي أَعْرابِي من السَّراةِ أَن الحَلْقَ: شَجَر كالكَرْم
يرتَقِي فِي الشَّجَرِ، وَله وَرَقٌ كوَرَقِ العِنَبِ حامِضٌ يطْبخ
بِهِ اللَّحْمُ، وَله
(25/190)
عَناقِيدُ صِغارٌ كعَناقِيدِ العِنَب
البَريِّ يَحْمَرُّ، ثمَّ يَسْوَد فيكونُ مُراً، ويُؤْخَذ وَرَقُه
فيُطْبَخُ، ويُجْعَلُ ماؤُه فِي العُصْفُرِ فيَكُونُ) أَجْوَدَ لَهُ
مِنْ ماءَ حَبِّ الرُّمّانِ ومَنابِتُه جَلَدُ الأَرْضِ، وقالَ
اللَّيْثُ: هُوَ نَباتٌ لوَرَقِه حُمُوضَةٌ، يُخلَطُ بالوَسْمَةِ
للخِضابِ، الواحِدَةُ حَلْقَةٌ، أَو تُجْمَعُ عِيدانُها وتُلْقَى فِي
تَنورٍ سَكَن نارُه، فتَصِيرُ قِطَعاً سُوداً، كالكَشْكِ البابِليِّ،
حامِضٌ جِدّاً، يَقْمَعُ الصَّفْراءَ، ويُسَكًّنُ اللَّهِيبَ. وقالَ
ابنُ عَبّادِ: سَيْفٌ حالُوقَةٌ: ماضٍ، وَكَذَا رَجلٌ حَالُوقَةٌ: إِذا
كَانَ ماضِياً، وَهُوَ مجازٌ. وحَلِقَ الفَرَسُ والحِمارُ، كفَرِحَ
يَحْلَقُ حَلَقاً، بالتَّحْرِيكِ: إِذا سَفَدَ فأَصابَهُ فَسادٌ فِي
قَضِيبِه من تَقَشُّرٍ واحْمِرارٍ فيُداوَى بالخِصاء، كَمَا فِي
الصِّحاح، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، قالَ ثَوْر النّمَرِي: يكونُ ذَلِك
من داءِ ليسَ لَهُ دَواءٌ إِلا أَنْ يُخْصَى، فرُبّما سَلِم، ورُبّما
ماتَ، قَالَ:
(خَصَيْتُكَ يَا ابْنَ جَمْرَةَ بالقَوافِي ... كَمَا يُخْصَى مِنَ
الحَلَقِ الحِمارُ)
وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: يكون ذلِكَ من كَثْرَةِ السِّفادِ، قالَ ابنُ
بَرَيّ: الشُّعَراءُ يَجْعَلُونَ الهِجاءَ والغَلَبَة خِصاءً، كأَنَّه
خَرَج من الفُحُولِ. وقالَ شمر: أتانٌ حَلَقِيَّةٌ، مُحَرَّكَةً: إِذا
تَداوَلَتْها الحُمُرُ حَتّى أَصابَها داءٌ فِي رَحِمِها. وقالَ ابنُ
درَيْد: الحَوْلَقُ كجَوْهَرٍ: وَجَعٌ فِي حَلْقِ الإِنسانِ وليسَ
بثَبَتٍ.
قالَ والحَوْلَقُ أَيضاً: الدّاهِيَةُ، كالحَيْلَقِ كحَيْدَرٍ، وَهُوَ
مجازٌ. قالَ: وحَوْلَقٌ أَيْضا: اسمُ رَجلٍ.
(25/191)
قالَ: ومَثَلٌ للعَرَبِ: لأمِّكَ الحُلقُ
بالضَّمِّ وَهُوَ الثكْل كَمَا يَقُولُونَ: لعَيْنَيكَ العُبرُ، وَفِي
الأَساس أَي: حَلْقُ الرأسَ. والحِلْقُ بالكَسرِ: خاتَمُ المَلِكِ
الَّذِي يَكُونُ فِي يَدِه، عَن ابْنِ الأَعرابِيِّ، وأَنشدَ:
(وأعْطى مِنّا الحِلْقَ أَبيَضُ ماجِدٌ ... رَدِيفُ مُلوكٍ مَا تغِبّ
نوافِلُهْ)
وأَنشدَ الجَوْهرِي لجَريرٍ:
(ففاز بحِلقِ المُنْذرِ بنِ مُحَرِّقٍ ... فَتى منهمُ رَخْوُ النِّجادِ
كَرِيمُ)
أَو الحِلْقُ: خاتَمٌ من فِضَّةٍ بِلَا فَص نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
والحِلق: المَال الكَثِير يُقَال: جاءَ فُلانٌ.
بالحِلقِ والإِحْرافِ لِأَنَّهُ يَحْلِقُ النَّباتَ، كَمَا يَحْلِقُ
الشَّعَرَ وَهُوَ مَجازٌ. والمحْلَقُ كمنبَرٍ: المُوسَى لأَنّه آلةُ
الحَلْقِ. وَمن المَجازِ: المِحْلَقُ: الخشِن من الأكْسِيَةِ جِداً،
كأنّه لخُشونتِه يَحْلِقُ الشَّعَر وأنشَدَ الجَوهرِي للراجِز، وَهُوَ
عُمارَ بنُ طارِق، يصِف إبِلا تَرِدُ الماءَ فتَشْرَبُ: يَنْفُضْن
بالمشافِرِ الهَدالِق نفضكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ وَمن المَجازِ:
سُقوّا بكأسِ حَلاقِ كقطام وَعَلِيهِ اقتَصر الجَوْهَرِيُّ، وبُنِيَت
على الكَسْرِ لأَنَّه حَصَلَ فِيهَا العَدْلُ والتأنِيث والصِّفةُ
الغالِبَةُ، وَهِي مَعْدولَةٌ عَن حالقَةٍ وجَوّزَ ابنُ عَبّادِ حَلاقٍ
بالتَّنوينِ،) مِثْل سَحاب ووقَعَ فِي التَّكْملَة مثل كِتاب أَي:
المَنِيَّة الحالِقَةُ، أَي: القاشِرة، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(لَحِقَت حَلاقِ بِهِم عَلَى أكسائِهِم ... ضَرْبَ الرِّقابِ وَلَا
يهِم المَغنَم)
(25/192)
قالَ ابْن بَرِّيّ: البَيْتُ للأَخْزَم بنِ
قارِبٍ الطّائي، وقِيلَ: هُوَ للمُقْعَدَِ بنِ عَمْرو، وَعَلِيهِ
اقتَصَر الصّاغانِيُّ، وأَنشَدَ ابْن سِيدَه للمهلْهِلٍ:
(مَا أُرَجِّى بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى ... قَدْ أُراهُم سُقُوا بكَأْسِ
حَلاقِ)
وحُلاقةُ المِعْزَى، بالضَّمِّ: مَا حُلِقَ من شَعرِه نَقله
الجَوهَرِي. قالَ: والحلاقُ كغراب: وَجَعُ الحَلْقِ. وَفِي المُحْكَم:
الحُلاقُ: أَن لَا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ، وَلَا تَعْلَقَ على
ذلِكَ أَي: مَعَ ذَلِك وكذَا المَرْأَةُ قالَ ابنُ سِيدَه: الحُلاقُ:
صِفَةُ سَوْء، كأَنَّ مَتاعَ الإِنسانِ يفْسُدُ، فتعُودُ حَرارَتُه
إِلى هُنالكَ وَقد اسْتحْلَقَت الأتانُ والمرْأَةُ. والحُلْقانُ
بالضَّمِّ، والمُحَلْقِنُ نَقَلَهما الجَوْهرِيُّ والمُحَلِّقُ
كمُحَدِّثِ، وهذِه عَن أَبي حَنِيفَةَ: البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ
ثُلُثَيْهِ وإِذا بَدَا من قِبَل ذَنَبِه فتُذْنُوب، وإِذا بَلَغَ
نِصْفَه فَهُوَ مُجَزع، وَفِي حَدِيثِ بَكّارٍ: أَنَّه صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ عَلَى قَوْم وهُمْ يَأكُلونَ رُطَباً
حُلْقانيّاً، وثَعْداً، وهم يَضْحَكُون، فَقَالَ: لَو عَلِمْتُم مَا
أَعْلَمُ لضَحِكْتُم قَلِيلاً، ولبَكَيْتُم كَثِيراً الواحِدَة بهاءِ
قالَ ابنُ سِيدَه: بُسْرَةٌ حُلْقانَةٌ: بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْقَها،
وقِيلَ: هِيَ الَّتِي بَلغ الإِرْطابُ حَلْقَها قَرِيباً من
الثُّفْرُوق من أَسْفَلِها. وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَدْ حَلَّقَ
البُسْرُ تَحْلِيقاً وَهِي الحَوالِيقُ، بثَباتِ الياءَ، قالَ ابنُ
سِيدَه: وَهَذَا البناءُ عِنْدِي على النَّسَبِ، إِذْ لَو كانَ على
الفِعْلِ لقالَ: مَحالِيقُ، وأَيْضاً فإِنِّي لَا أَدْرِي مَا وَجْهُ
ثَباتِ الياءَ فِي حَوالِيقَ. وَفِي الحَدِيثِ: قالَ صَلّى اللهُ عليهِ
وسَلَّم لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَي حِينَ قِيلَ
(25/193)
لَهُ يوْمَ النقرِ: إِنّها نَفِسَتْ، أَو
حاضَت فقالَ: عقراً حَلْقاً مَا أُراها إِلا حابِسَتَنَا قالَ
الأَزْهَرِيُّ: عقراً حَلْقاً بالتَّنْوِينِ علَى أَنَّهُ مصدَرُ
فِعْلٍ مَتْرُوكِ اللَّفْظِ، تقديرُه: عَقَرَها اللهُ عَقْراً،
وحَلَقَها اللهُ حَلْقاً وتَرْكهُ قَلِيل بل غيرُ مَعْرُوفِ فِي
اللُّغَةِ أَو هُوَ من لَحْنِ المُحدِّثِينَ وَفِي التَّهْذِيب:
وأصحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ: عقْرَى حَلْقى، بوَزْنِ غَضْبىَ، حَيْثُ
هُوَ جارٍ عَلَى المُؤَنَّثِ والمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ التَّنْوِينُ،
ومَعْنى هَذَا أَنَّه دَعى عَلَيْهَا أَنْ تَئَيمَ مِنْ بَعْلِها،
فتَحْلِقَ شَعْرَها، وقِيلَ: مَعناه: أَصابَها الله تَعالَى بوَجَع فِي
حَلْقِها نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وليسَ بقَويّ. وقالَ ابنُ سيدَه:
قِيل: مَعْنَاهُ أَنّها مَشْؤُومَة، وَلَا أُحقها، وقالَ الأَزْهَرِيّ:
حَلْقَى عَقْرَى: مَشْؤومَةٌ مُؤْذِيَة، وقالَ أَبو نَصْرٍ: يُقالُ
عِنْدَ الأَمْرِ تَعْجَبُ مِنْهُ: خَمْشَى عَقْرَى حلقى، كأَنَّه من
الخَمْشِ والعَقر والحَلْقِ، وأَنشد:)
(أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحلْقَى ... لِما لاقَتْ سلامانُ بنُ
غنم)
هكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ، والمَعْنىَ: قَوْمِي أُولُو نساءَ قد
عَقَرنَ وجُوُهَهُن فخَدَشْنَها، وحَلَقْنَ شُعُورَهُن، قَالَ ابنُ
بَرِّي: وَقد رَوَى هَذَا البَيْتَ ابنُ القَطّاع هَكَذَا، وكَذَا
الهَرَوىُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وَالَّذِي رَواهُ ابنُ السكًّيتِ. أَلا
قُومِى إِلى عقرَى وحَلْقَى وفسَّرَهُ ابنُ جِنِّي فَقَالَ: قولُهم:
عَقْرَى وحَلْقَى الأَصْلُ فِيهِ أَنَّ المَرْأَةَ كَانَت إِذا أصِيبَ
لَهَا كَرِيمٌ حَلَقَتْ رَأسها، وَأَخَذَتْ نَعْليْنِ تَضْرِبُ بهما
رأسَها، وتَعْقرُهُ، وعَلى ذلِك قولُ الخَنْساءَ:
(ولكِنّي رأَيتُ الصَّبْرَ خيرا ... من النَّعْلَيْنِ والرَّأْس
الحَليق)
يُرِيدُ أنَّ قَوْمِي هؤُلاءَ قد بَلَغ بهم من الَبلاءِ مَا يبلغ
بالمَرْأَةِ المَعْقُورَةِ
(25/194)
المَحْلُوقَةِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهم صارُوا
إِلى حَال النِّساءَ المَعْقُوراتِ المَحْلُوقاتِ، وَقَالَ شَمِر:
رَوَى أَبو عُبَيْدٍ: عَقْراً حَلْقاً فقُلْتُ لَهُ: لم أَسْمَعْ هَذَا
إِلا عَقْرَى حَلْقَى، فَقَالَ: لكِنِّي لم أَسْمَعْ فَعْلَى على
الدُّعاءَ، قَالَ شَمِرٌ: فقلتُ لَهُ: قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِنَّ
صِبْيانَ البادِيَةِ يَلْعَبُون ويَقُولُون: مِطِّيرَى، على فِعِّيلَى،
وَهُوَ أَثقلُ من حَلْقَى، قَالَ: فَصَيَّرَه فِي كِتابِه على
وَجْهيْنِ: مُنَوَّناً، وغَيْرَ مُنَوَّنٍ. وتَحْلِيقُ الطّائِرِ:
ارْتِفاعُه فِي طَيَرانِه واسْتِدارَتُه فِي الهَواءَ، وَهُوَ مَجازٌ،
قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ مَاء وَرَدَهُ:
(وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّرَيّا كأَنَّه ... عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ
ابنُ ماءَ مُحَلِّقُ)
وقالَ النّابِغَةُ الذُّبْيانِيّ:
(إِذا مَا غَزَوْا بالجَيْشِ حَلَّقَ فَوْقَهُم ... عَصائِبُ طَيْرٍ
تَهْتَدِي بعَصائِبِ)
وقالَ ابنُ دُرَيْد: حَلَّقَ ضَرْع النّاقَةِ تَحْلِيقاً: إِذا ارْتفع
لَبَنُها إِلى بَطْنِها. وقالَ ابنُ سِيدَه: حَلَّقَ اللَّبَنُ:
ذَهَبَ. وقالَ أَبو عَمْرو: حَلَّقَتْ عيُونُ الإِبِلِ: إِذا غارَتْ
وَهُوَ مَجازٌ. وحَلَّقَ القَمَرُ: صارَتْ حَوْلَه دَوّارَة أَي: دارة
كتَحَلَّقَ. وحَلَّقَ النَّجْمُ: ارْتَفع ورَوَى أَنَس رضِي اللهُ
عَنهُ: كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ يُصَلى العَصْرَ
والشَّمْسُ بَيْضاءُ مُحَلِّقَةٌ قَالَ شَمِر: أَي: مُرْتَفِعَةٌ،
وَقَالَ غَيْرُه: تَحْلِيقُ الشَّمْسِ من أَوَّلِ النَّهارِ:
ارْتِفاعُها من المَشْرِق، وَمن آخِرِ النَّهار: انْحِدارُها، وَقَالَ
شَمِر: لَا أَدْرِي التَّحْلِيقَ إِلاّ الارْتِفاعَ، قَالَ ابنُ
الزَّبِيرِ الأَسَدِيّ فِي النَّجْمَ:
(رُبَ مَنْهَلٍ طاوٍ وَرَدْتُ وَقد خَوَى ... نَجْم وحَلَّقَ فِي
السَّماءَ نُجُومُ)
خَوَى، أَي: غابَ. وحَلَّقَ بالشَّيءَ إِليه: رَمَى وَمِنْه الحَدِيثُ:
فبَعَثَتْ عائِشَةُ رَضِيَ
(25/195)
اللهُ عَنْهَا) إِليهِم بقَمِيصِ رَسول
الله صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم فانْتَحَبَ النّاس، فحَلَّقَ بِهِ
أَبُو بَكرٍ رَضِي الله عَنْه إِلي، وَقَالَ: تَزَوَّدِي بِهِ،
واطْوِهِ. وقالَ ابنَ عَبّاد: يُقال: شَرِبتُ صُواجاً فحَلَّقَ بِي،
أَي: نَفخ بَطْني وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ الليْثُ: المُحَلَّقُ،
كمُعَظَّمٍ: موضِعُ حَلْقِ الرَّأْسِ بمنى وأَنْشدَ: كَلاّ ورَبَ
البَيْتِ والمُحَلَّق وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(بمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كنْتُما بهِ ... وزَمزمَ والمَسْعَى، وعندَ
المُحلَّقِ)
والمُحَلَّقُ: لقبُ عَبْدِ العُزَّى ابنِ حنْتَمِ بنِ شدّادِ بن
رَبِيعَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ عُبَيْدِ بنِ كِلابٍ العامري وضَبَله
صاحِبُ اللِّسانِ كمحَدث لأَنَّ حِصاناً لَهُ عَضَّه فِي خَدِّه وكانَت
العَضَّةُ كالحَلْقَة هَذَا قولُ أَبي عُبيدَة أَو أصابَه سهم غَرب
فكوى بحلْقة مِقْراضِ، فبَقِي أَثَرها فِي وَجْهِه، قَالَ الأَعْشى:
(تُشَبّ لمَقْرُورَيْنِ يَصطلِيانِها ... وباتَ على النّارِ النَّدَى
والمُحلق)
والمحلق بِكَسْر اللَّام الْإِنَاء دون الملء وَأنْشد أَبُو مَالك:. .
فَوافِ كيلها ومُحَلِّق وحَلَّقَ مَاء الحَوْضِ: إِذا قل وذَهبَ، قَالَ
الفرَزْدَقُ:
(أُحاذِرُ أَنْ أدعى وحَوْضى مُحَلِّق ... إِذا كانٌ يَوْمُ الورْدِ
يَوْمَ خصامَ)
وقالَ ابْن عَبّاد: المحَلِّقُ: الرُّطَبُ نَضِجَ بعضُه وَلم يَنْضَجْ
بعض، وَهَذَا قد تَقَدَّم عِنْد ذِكر الحُلْقان. والمُحَلِّقُ من
الشِّياهِ: المهْزولَة عَن ابنِ عَبّادِ.
(25/196)
والمحلقة، كمُعَظَّمة: فرس عبَيْدِ اللهِ
بنِ الحُرِّ الجُعْنفيِّ. وتَحَلَّقوا: إِذا جَلَسُوا حَلْقَةً
حَلْقَةً مِنْهُ الحَدِيثُ: نهى عَن التحلّق قَبْلَ الصَّلاةِ وَقد
تَقَدم، وَهُوَ تَفعل من الحلْقة. وَيُقَال: ضَرَبُوا بَيتهمْ حِلاقاً،
ككتاب أَي: صفا واحِداً حَتَّى كأَنَّها حَلْقَةٌ، والحِلاقُ هُنَا:
جَمْعُ الْحلقَة بِالْفَتْح على الغالِبِ، أَو جمع حِلقةٍ بالكسرِ، على
النَّادِر.
وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: حَلق التَمْرَةِ والبُسْرَةِ: مُنْتَهى
ثُلُثيها، كأَن ذَلِك مَوْضِع الحَلْقِ مِنْهَا. وجَمع حَلْقِ
الرَجُلِ: أَحلاقٌ فِي الْقَلِيل، وحلوق وَحلق فِي الكثيرِ،
والأَخِيرةُ عَزِيزَةٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(إِن الَّذين يسوغ فِي أحلاقِهم ... زادٌ يمرُّ عليهِمُ لَلِئام)
وأَنشدَه المبَرَدُ: فِي أَعْناقِهم فرَدَّ ذلِكَ عَلَيْهِ عَليّ بنُ
حمْزَةَ: وأَنشَد الفارِسِيُّ. حَتى إِذا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ
الحُلُقْ)
وقالَ ابنُ الأَعْرابِيَ: حَلَقَ الرَجُلُ كضرَبَ: إِذا أَوْجَعَ،
وحلِقَ، كفرِحَ: إِذا وَجِعَ، وَقَالَ غَيْرُه: شَكَى حَلْقَه. وحلوق
الآنيةِ والحِياضِ: مجارِيها والحُلُق بضَمَّتَيْنِ: الأهوِيَةُ بَين
السَّمَاء والأَرْضِ، واحِدها حالِقٌ. وفَلاةٌ مُحَلِّقٌ، كمُحَدِّث:
لَا ماءَ بِها، قَالَ الزَّفَيانُ: ودُونَ مَرْآها فَلاةٌ خَيفَق نائِى
المِياهِ ناضِبٌ مُحَلّقُ وهوَى من حالِقٍ: هَلَكَ، وَهُوَ مَجازٌ.
وجَمعُ المُحلِّقِ من البُسرِ: مَحالِيقُ. والحلاقُ، بالكَسْرِ: جمحُ
حلِيق، للشَّعرِ المَحْلوق، وجَمْع حَلقَةِ القَوْم أَيضاً. وكَشّدادِ:
الحالِقُ.
(25/197)
والحَلَقَةُ، محرَّكَةً: الضرُوعُ
المُرْتَفِعةُ، جمعُ حالِقٍ، يُقال: ضَرْع حالِقٌ: إِذا كَانَ ضَخْماً
يَحْلِقُ شَعرَ الفَخِذَيْنِ من ضِخَمه. وقالُوا: بَيْنَهُمِ احْلِقي
وقومِي أَي: بَيْنَهُم بَلاءٌ وشِدةٌ، قَالَ: يَوْمُ أَدِيم بَقةَ
الشَرِيم أَفْضَلُ من يَوْم احْلِقِي وقُومِي وامرأَةٌ حَلْقَى عَقرَى:
مَشْؤُومَة مُؤْذِيَة، نقلَهُ الأزْهَرِي. ويُقال: لَا تفْعَلْ ذَلِك
أمُّكَ حالِق، أَي: أَثْكَلَ اللهُ أمكَ بكَ حَتَّى تَحْلِقَ شَعرها.
وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: كالحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ يُضرَبُ مَثَلاً
للقَوْم إِذا كانُوا مُؤْتَلفِينَ الكلمةَ والأيدِيَ. وحَلَّقَه
حَلْقَةً: ألْبَسَها إِيّاه. وحَلقَ بإِصْبَعِه: أدارَهَا كالحَلْقَةِ.
وحَلقَ ببَصَرِه إِلى السّماء: رفَعَهُ. وحَلَّقَ حَلقَةً: أَدارَ
دائِرَةً. وسكِّينٌ حالقِ وحاذِقٌ، أَي: حَدِيدٌ، وَهُوَ مجَاز.
وناقَةٌ حالِق: حافِل، والجمعُ: حَوالقِ، وحُلَّقٌ، وَمِنْه قَول
الخطَيْئةِ: لَها حُلَّقٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ وقالَ النَّضْرُ:
الحالِقُ من الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ الحَفْلِ، العَظِيمَةُ الضرَّةِ،
وإِبِلٌ محَلَّقَةٌ: كثيرةُ اللَّبَنِ، ويرْوى قَول الحُطيْئةِ:
مُحَلَّقَةٌ ضَرّاتُها شَكِراتِ والحالِقُ: الضامِرُ. والحالِقُ:
السرِيعُ الخَفِيفُ. وحَلَقَ الشَّيء يَحْلِقه حَلْقاً: قَشَرَه.
ويُقال: وَقَعَت فِيهم حالِقَة، لَا تَدَعُ شَيْئاً إِلا أَهْلَكَتْه،
وَهِي السَّنَة المُجْدِبَةُ، وَهُوَ مَجازٌ.
(25/198)
وحُلِّقَ على اسْم فُلانٍ، أَي: أُبْطِل
رِزْقُه، وَهُوَ مَجازٌ. وأعْطِىَ فُلانٌ الحِلْقَ: إِذا أمِّرَ.
والحُروفُ الحَلْقِيَّةُ سِتَّةٌ: الهَمْزَةُ، والهاءُ، ولهُما أَقْصَى
الحَلْقِ، والعَيْنُ والحاءُ المُهْمَلَتَانِ، ولَهُما أَوْسَطُ
الحَلْق، والغَيْنُ والخاءُ المُعْجَمَتانِ، ولَهُما أَدْنَى الحَلْقِ.
ومِحْلَقٌ، كمِنْبَرٍ: اسمُ رَجُلٍ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ:)
(أَحَقّاً عبادَ اللهِ جُرْأَةُ مِحْلَقٍ ... عَلَىَّ وقَدْ أَعْيَيْتُ
عاداً وتُبَّعَا)
والحَوْلَقَةُ: قَوْلُ الإِنْسانِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاّ
باللهِ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ، قالَ ابنُ بَرِّي:
أَنْشَدَ ابنُ الأنْبارِيِّ شاهِداً عَلَيْهِ:
(فِداكَ من الأَقْوام كُل مُبَخَّلٍ ... يُحَوْلِقُ إِمّا سالهُ
العُرْفَ سائِلُ)
قالَ ابنُ الأَثِير: هَكَذَا أَوْرَدَها الجَوهرِيُّ بتَقْدِيم الّلام
على القافِ، وغيرُه يَقُول: الحَوْقَلَةُ، بتَقْدِيم القافِ على
الّلامَ، وسَيَأْتِي. وَمن كُناهُم: أَبو حُلَيْقَة، مُصَغَّراً،
مِنْهُم: المُهَلَّبُ بنُ أبِي حُلَيْقَةَ الطَّبِيبُ، مِصْرِي مشهورٌ.
وحَلْقُ الجَرَّةِ: موضِعٌ خارِجَ مِصْر.
ح م ر ق
مَا عَلَى الشَّاةِ حِمْرِقَةٌ، بالكَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ،
وصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ أبُو عَمْرو: أَي: صُوفٌ كَمَا فِي العُباب.
ح م ق
حَمُقَ، ككَرُمَ، وغَنِمَ، حُمْقاً بالضمِّ، وبضَمَّتَيْنِ، وحَمَاقَةً
وَفِيه لَف ونشرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، وَقد ذَكَر الْبَابَيْنِ الجَوْهَرِي
والصّاغانِيُّ وغيرُهما وانْحَمقَ، واستحْمَقَ، فَهُوَ أَحْمَقُ
وحَمِقٌ: قَليلُ العَقْل وحَقِيقَةُ الحُمْق: وَضْحُ الشَّيءَ فِي غيرِ
مَوْضِعِه مَعَ العِلم بقُبْحِه، وَهِي حَمْقاءُ وقَوْم ونِسْوَة
حِماقٌ بِالْكَسْرِ،
(25/199)
وهذِه عَن ابنِ عَبّاد وحُمُقٌ
بضَمَّتَيْنِ، وحَمْقَى كسَكْرى، وحَماقَى مثل سَكارَى، ويُضَم وَهَذِه
نقَلَها الصاغانِي، وأوردَ الجوهرِي مَا عَدا الأولَى والأخِيرةَ،
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: حَمْقَى بَنَوْهُ على فَعْلَى، لِأَنَّهُ شَيْء
أصِيبُوا بِهِ، كَمَا قَالُوا: هَلْكَى، وإِنْ كانَ هالِكٌ لفظ فاعِلٍ.
وَفِي: المَثَل عرَفَ حُمَيقٌ جَمَلَه أَي عَرَفَ هَذَا القدْرَ وَإِن
كانَ أحْمَقَ، ويُرْوى: عَرَفَ حُمَيْقاً جَمَلُه أَي: عَرَفَه جَمَلُه
فاجْتَرَأَ عليهِ يُضْرَبُ للإفْراطِ فِي مُؤانَسَةِ النّاسِ أَو
مَعْناه: عَرَفَ قَدْرَه، أَو يُضْرَبُ لمَنْ يَسْتَضْعِفُ إنْساناً
فيُولَعُ بإيذَائِه فَلَا يَزالُ يَظْلِمُه، وقِيلَ: كَانَ لَهُ جَمَلٌ
يَألَفُه، فصالَ عَلَيْهِ، وحُمَيْقٌ: تَصغِيرُ أَحْمَقَ تَصْغِيرَ
التَّرْخِيم، أَو تَصْغِيرُ حَمِق، ككَتِفٍ. والحَمِقُ، ككَتِفٍ:
الخَفِيفُ اللِّحْيَةِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَبِه سُمِّىَ الرّجُل.
وعَمْرُو بنُ الحَمِقِ: صحابِيًّ وَهُوَ ابنُ الكاهِنِ بنِ حَبِيبِ بنِ
عَمْرِو بنِ القَينِ بنِ رَزاح بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ ابنِ كَعْبٍ
الخُزاعِيّ رضِي اللهُ عَنهُ، هاجَرَ بعدَ الحُدَيْبِيَةِ، يقالُ:
إِنّه هَرَب فِي زَمَنِ زِيَاد إِلَى المَوْصِل، فنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ
فَمَاتَ، وَفِي اللِّسان قَتَلَه أَصْحابُ مُعاوِيَةَ، ورأسُه أَول
رَأس حُمِلِ فِي الإسْلام، وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي نسَب خُزاعَةَ،
قَتَلَه)
عبدُ الرَّحْمنِ بن أمِّ الحَكَم الثَّقَفِي بالجَزِيرَةِ. قلت: رَوَى
عنهُ جُبَيرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَقد يُقالُ فِيهِ: عَمْرُو بنُ الحُمَقِي،
بالضمّ فالفتح، وَقَالَ أَبو نُعَيْم: هُوَ تَصْحِيفٌ والصوابُ مَا
تَقَدم، وذكرَ الحافِظُ فِي فَتْح البارِي الوَجْهَيْنِ، وَقَالَ: إِنه
يَحْتَمِلُ، فتَأمل. والحُمقُ، بالضمِّ: الخَمْرُ قَالَ ابنُ عبّاد:
ولعلَّه على التشبِيهِ، وَقَالَ الزمخْشَرِيًّ: لأنّها سَبَبُ
الحُمْقِ، كَمَا سُمَيَت إِثماً لكَوْنِها سَبَبَه، وَقَالَ أَحمدُ
ابنُ عُبَيد: قَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِي فِي وَصِيتهِ لبَنِيه: لَا
تُجالسُوا السفَهاءَ على الحُمْق، يُريدُ الخَمرَ.
(25/200)
قلت وَأنْكرهُ الزجاجي قَالَ: وَلم يذكر
أَن الْحمق من أَسمَاء الْخمر كَمَا سَيَأْتِي وَقَالَ أَبُو عَمْرو:
الْحمق بِالتَّحْرِيكِ الْبيَاض الَّذِي يخرج من الْفرج قَالَ:
عَوَّدَها معَتِّلٌ سُوءَ الْخلق خَلِيط حَيْضٍ ومَنِى وحَمَقْ
والأحموقَةُ، بِالضَّمِّ من الحُمْقِ، كالأحدُوثَةِ من الحَدِيث،
والأعْجوبة من العَجَب. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجل حُمَّيقَة،
كجمَّيْزَة ووَقَعَ فِي التكمِلَة بتَشْدِيدِ الياءَ المكْسُورة
وحمّوقةٌ، ككَمُّونَةِ وهُو: الأَحْمَقُ البالِغُ فِي الحُمْقِ، وذَكَر
الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً حُمَّيْقَة. والمُحْمِقُ، كمُحْسِنٍ:
الضامِرُ من الخَيْلِ قالَ الأَزهريُّ: لَا أَعرِف المُحْمِقَ،
وَالَّذِي ذكَرَهُ أَبو عُبَيْدِ فِي كتابهِ: المُحْنق: الضامِرُ من
الخَيلِ. أَو المحْمِقُ من الخَيْلِ: الَّتِي نتاجها لَا يسْبق
وأَنْكَره الأَزهَرِيّ أَيضاً. أَو أَحْمَقَت المَرْأَةُ: إِذا كانَت
تَلد الحَمْقى، وَهِي محْمِق، ومُحْمِقَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح،
والأَخِيرَةُ على الفِعْلِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدِ: رجُل مُحمِق: يلدُ
الحمقَى، وامْرأَةٌ محْمِقَة كَذلِكَ، وَلم يُجَوِّزْ: امرأَة مُحْمِق
وأَنشدَ لبَعْضِ نساءِ العَرَب: لستُ أَبالِي أنْ أَكُونَ مُحْمقَهْ
إِذا رَأَيْتُ خصْيَةً مُعَلَّقَهْ تقولُ: لَا أبالِي أَن أَلِدَ
الأحْمَقَ بعد أنْ يَكُونَ الوَلَدُ ذَكَراً، لَه خُصْيَةٌ معَلَقَة.
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومعتادَتُها: مِحْماق قالَ: ويُقال: أَحْمَقَهُ:
إِذا وَجَدَه أَحْمَقَ كأحْمَدَه: وجَدَه محْمُوداً. وَمن المَجازِ:
بَقْلَةُ الحَمقاءَ: سَيِّدَةُ البَقْلِ، وَهِي بالإِضافَةِ، على
(25/201)
تَأْوِيلِ بَقْلَةِ الحَبَّةِ الحَمْقاءَ
ويقالُ: البَقْلَةُ الحَمْقاءُ على النَّعْتِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ
الَّتِي تُسَمِّيها العامَّةُ الرِّجْلَة لأَنَّها مُلْعِبَةٌ،
فشُّبِّهَتْ بالأَحْمَقِ الَّذِي يسِيلُ لعابُه، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد:
زَعَمُوا أنَّها سُمِّيَتْ بهَا لأّنَّها تَنْبُت على طُرُقِ الناسِ،
فتُداسُ،)
وعَلى مَجْرَى السَّيْل فيَقْتَلِعُها، وَفِي المَثَل: أَحْمَقُ مِنْ
رِجْلَةِ وقالَ ابنُ فارِس: إِنّما سُمِّيَت بذلكَ لضَعْفِها، وقالَ
قومٌ يبْغِضُونَ عائِشَةَ رضِي اللهُ عَنْهَا: بَقْلَةُ الحَمْقاءَ
بقلةُ عائِشةَ، لأَنّها كانَتْ تُولَع بِها، وَهَذَا مِنْ خُرافاتِهم،
وَهِي اسمُها فِي الجاهِلِيةِ الجَهْلاءَ، نقَلَهُ الصاغانيُّ.
والحُماقُ كغرابٍ، وسَحابٍ الأولَى عَن الجَوْهريِّ، والثانيةُ عَن
ابْنِ سيدَه: الجُدَرِيُّ نفسُه أَو شِبْهُه كَمَا فِي الصِّحاح،
يُصِيبُ الإِنْسانَ ويتَفرَّقُ فِي الجَسَدِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ:
هُوَ شَيْء يَخْرُجُ بالصِّبْيانِ، وَقد حُمِقَ، وَفِي الصِّحاح: قَالَ
أَبُو عُبَيْد: يقالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَحْمُوقٌ كالحمَيْقَى مَقصُوراً،
عَن أَبِي زَيْد. والحُمَيْقاءُ مَمْدُوداً عَن ابنِ دُرَيْد
والحَمَقِيقُ، كحَمَطِيطٍ، والحَمِيقُ كأمِيرٍ: نَبات وقالَ الخَلِيلُ:
هُوَ الهَمَقِيقُ، وَهُوَ عِنْدِي أَعجَمِيٌّ مُعَربٌ. والحَمَقِيق:
طائِرٌ عَن ابنِ دريْد، وَقَالَ أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطَّيْرِ:
هُوَ الحُمَيْمِيق: طائِر لَا يَصِيدُ شَيْئاً، عامَّةُ صَيْدِه
العَظاءُ والجَنادِبُ، وَمَا يُشْبهُ ذلِكَ من هَوامِّ الأرضِ، وَقَالَ
ابنُ عَبّادٍ: الحُمَيْقِيقُ: طائِرٌ أَبْيَضُ وذَكَر الحُمَيْمِيقَ
أَيضاً. وَمن المَجازِ: غَرَّنِي غُرُورَ المُحْمِقات وهِي: اللَّيالي
الَّتِي يَطْلُعُ القَمَر فِي جَمِيعِها ونَص العُبابِ: فِيها لَيْلَه
كُلَّه وَقد يَكونُ دُونَه غَيمٌ وأَخْصرُ مِنْهُ عِبارَةُ الأساسِ:
هِيَ اللَّيَالِي البيضُ ذَواتُ الغَيْم فتَظُن فِيهَا أًنَّكَ قد
أصْبَحتَ وعليكَ لَيلٌ، لأنًّك تَرَى ضَوْءاً وَلَا تَرَى قَمَراً،
مُشْتَق من الحمْقِ، ويُقال: سِرْنا فِي لَيالي مُحْمِقات، لأنّه
يَسِيرُ الرِّاكِبُ فِيهَا ويَظُن أَنه قد أَصْبَحَ حَتّى يَمَلَّ،
قِيلَ: وَمِنْه أخِذَ اسْم الأحْمَقِ، لأنّه
(25/202)
يَغُرك فِي أَوّلِ مَجْلِسهِ بتَعاقُلِه،
فإِذا انْتَهَى إِلَى آخِرِ كَلامِه تَبَيَّنَ حُمْقُه، فقَدْ غَرَّكَ
بأَوَّلِ كَلامِه. وحَمَّقَهُ تَحْمِيقاً: نَسَبهُ إِلى الحُمْقِ وكانَ
هَبَنَّقَةُ يُحَمَّقُ. ويُقال: حُمِّقَ، مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ
مشَدَّداً: إِذا شرَب الخَمْرَ أَو سَكِرَ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُه،
قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب رَضِي اللهُ عَنهُ:
(لقَيْمُ بنُ لُقْمانَ من أخْتِه ... وكانَ ابنَ أخْتٍ لَهُ وابْنَمَا)
(ليالِيَ حُمِّقَ فاسْتَحْضَنَتْ ... إِليه فجامعَها مُظْلِما)
(فأحْبَلَها رَجُلٌ نابِه ... فجاءَتْ بهِ رَجلاً مُحْكَما)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهَكَذَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأنْبارِيّ أَيضاً،
وفَسَّره بِمَا تَقَدَّمَ، وَقد أنْكَره أَبو القاسِم الزَّجّاجِيُّ.
وانحَمَقَ الرَّجلُ: إِذا ذَل وتواضَعَ وضَعفَ عَن الأَمْرِ، وَمِنْه
قولُ الشاعِرِ:
(مَا زالَ يَضْرِبنِي حَتّى اسْتَكَنتُ لَهُ ... والشَّيْخ يَوْماً
إِذا مَا خابَ يَنْحَمِقُ)
أَي: لضَعْفٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَالَ الكِناني:
(يَا كَعْبُ إِنّ أَخاكَ مُنْحَمِقٌ ... فَأَنْشد إِزَار أَخِيك يَا
كَعْب)
)
وَمن المجازِ: انْحَمَقَ الثوْبُ إِذا أَخْلَقَ وبَلِىَ، وَكَذَلِكَ
نامَ الثَّوْبُ فِي الحُمْقِ. وَمن المَجازِ أَيْضا: انْحَمَقَت
السُّوقُ: إِذا كَسَدَتْ قيل: وَمِنْه الأَحْمَقُ، كأَنَّه فَسَدَ
عقْلُه حَتَّى كسَد.
(25/203)
كحَمُقَت، ككَرُم كَذَا فِي المُحْكَم،
وَالَّذِي فِي الصِّحَاح: حمِقتْ، بالكسْرِ. وانْحمَقَ الرَّجُلُ:
فَعَل فعْلَ الحَمْقَى، كاسْتَحَمَق وَمِنْه الحَدِيثُ: قَالَ:
أَرَأَيتَ إِن عَجز واستَحْمَقَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الحَمِقُ، ككَتِفٍ: الأَحْمَقُ، نقلَه
الجَوْهرِيَّ وغيرُه، وأَنشَدَ لذِي الرمة: ألف شَتَى لَيْسَ بالرّاعي
الْحمق وَكَذَا قَوْلُ يَزِيدَ بنِ الحَكَم اِلثَّقفي:
(قَدْ يُقْتِر الْحول التق ... ى وَيكثر الْحمق الأثيم)
وقالُوا: مَا أَحمَقَهُ وَقع التَّعَجُّب فِيهَا بِمَا أَفْعله، وإِن
كَانَت كالخلقِ، وحَكىَ سِيبَويهِ: رجل حمقان وأَحمقَ بهِ: ذكره
بحمْقٍ. وحامقه: ساعَده على حمْقِه، نَقله الْجَوْهَرِي. واستَحْمقَه:
عَده أحْمَقَ، أَو وَجَدَه أَحمَق، فَهُوَ لازِمٌ متعَد. وتَحامَقَ:
تكَلف الحَماقَةَ. والحمُوقَةُ، فَعولَةٌ من الحُمْقِ، وَهِي الخَصْلةُ
ذاتُ حُمْقٍ. ووَقَع فلَان فِي أحموقَةِ، بالضمِّ، مثلُ ذلكَ.
وامْرَأَة حَمِقَةٌ، على النَّسبِ، كمُحْمِقَة. والحمَيقاءُ: الخمْرُ،
لأَنَّها تُعقبُُ شارِبَها الحُمْقَ. وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ: حَمَّقتهُ
الهجعةُ: جعلته كالأحمق، وأَنشدَ:
(كُفيتُ زَمِيلاًَ حمَّقَتْه بهجْعَةٍ ... على عَجَلٍ أَضْحى بهَا
وَهُوَ ساجِد)
والباءُ فِي بهَجْعةِ زائدةٌ، وموضِعُها رفْع. وقالَ ابنُ الأعرابِي:
الحُمْق أصلُه الكسادُ، ويُقال للأحْمَقِ: الكاسِد
(25/204)
العَقْلِ، قَالَ: والحمْقُ أَيْضاً:
الغُرُورُ. وحَمُقتْ تِجارَتُه: بارَتْ، وَهُوَ مَجازٌ، كماقتْ،
ونامَتْ. والحُماق، كغُرابٍ: نَبْتٌ، نقلَه الأَزْهَرِي عَن أم
الهَيْثمَ. وانْحَمَقَ الطَّعامُ: رَخُصَ نَقله الْأَزْهَرِي.
والحُمَيْمِيقُ: طائِرٌ، عَن أَبِي حاتِمٍ. والتحَمق: الحُمقُ.
والحَماقةُ كسحَابةٍ: قريةٌ بمِصر، من أَعْمالِ شَرْقِيَّةِ
المنْصُورة، وَقد دَخَلْتها. وَبِنَاء بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ
عَليّ الحُمَقِىُّ، بِضَم فَفتح، روى عَن عَبْد الرحمنِ بنِ عَلِيِّ
بنِ البُرْثُمِيّ. وسُلَيمانُ بنُ داودَ الحُمْقِىُّ، بالضمِّ فَسُكُون
الْمِيم، رَوَى عَنهُ الزُّبَيْرُ بن بَكِّارٍ.
ح م ل ق
حِمْلاقُ العَيْن، بالكَسْرِ وَعَلِيهِ اقْتَصرَ الجَوْهَرِيُّ
والصاغانِيّ، زاِدَ ابْن سبيويه: والحُملاقُ بِالضَّمِّ، والحملوق
كعُصفُور: باطِنُ أَجْفانِها الَّذِي يسوَد بالكَحْلَةِ يُقال: جاءَ
مثلَثِّماً، لَا يَظهَرُ مِنْهُ إِلا حَمالِيقُ حَدَقَته. أَو هُوَ:
مَا غطَّتْهُ الأَجْفانُ من بَياضِ المُقْلَة وأَنشدَ الجَوْهَرِي
لعَبِيدِ بنِ الأبْرَصِ:
(ودبَّ مِن حَوْلِها دَبِيبَا ... والعَيْنُ حِملاقُها مَقْلُوبُ)
أَو هُوَ: باطِنُ الجَفْنِ الأحْمَرُ الَّذِي إِذا قلبَ للكَحْلِ
رَأَيْتَ حمْرَتَهُ وَفِي نُسْخةٍ: بَدَت حُمْرَتُه، وَهُوَ نَص
اللِّسَان. أَو هُوَ: مَا لُزِقَ بالعَيْنِ من مَوضِع
(25/205)
الكُحْلِ من باطِنٍ كَمَا فِي المُحْكَم.
ج: حَمالِيقُ وقِيلَ: الحَماليقُ من الأَجْفانِ: مَا يَلِي المُقْلَةَ
من لَحْمِها، وقيلَ: هُوَ مَا فِي المُقْلَةِ من نَواحِيها، وقِيلَ:
مَا وَلِي المُقْلَةَ من جِلْدِ الجَفْنِ، كلُّ ذلِكَ أَقوالٌ
مُتَقارِبَة. وحَملَقَ الرَّجُلُ: فَتَح عَيْنَيْه.
وحَمْلَق إِليه: نَظَرَ وَقيل: نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً قَالَ رُؤْبةُ.
والكلبُ لَا يَنْبَحُ إِلا فَرَقَا نَبْحَ الكِلبِ اللَّيثَ لمّا
حَملقا بمُقْلَة تُوقِد فَصا أَزْرَقَا وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المحملق من الْأَعْين الَّتِي حول مقلتيها بَيَاض لم يخالطها سَواد،
وَعين محملقة من ذَلِك. وَفِي التَّهْذِيب حماليق الْمَرْأَة مَا
انْضَمَّ شفرا عورتها وَقَالَ الراجز: وفيشة مَتى تريها تشغرى تَقْلِبُ
أَحْياناً حَمالِيقَ الحَرِ
ح ن ب ق
الحَنْبَقُ، كجَعْفَرٍ: القصِيرُ، وَمِنْه قَوْلُ سَبْرَةَ بنِ عَمْرو
الأَسَدِيِّ يَهْجُو خالِدَ بنَ قَيْس:
(أَلَمْ تَرَ أنِّي إِذْ تَخَتَّمْتُ سَيِّداً ... أَبَنْتُكَ تَيْساً
من مُزَيْنَةَ حَنْبَقَا)
أَوْرَدَهُ الصاغانيُّ فِي ح ب ق.
ح ن د ق
الحَنْدَقُوقُ ذَكَره الجوْهرِيّ والصّاغانِيُّ فِي تَرْجَمَةِ ح وق
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُه أَنْ يُذكَرَ فِي فعل حدق لأَنَّ النونَ
أَصلِيَّةٌ، ووزنُه فَعْلَلُول، قَالَ: وكَذَا ذَكَرَه سِيَبَويْهِ،
(25/206)
وَهُوَ عِنْدَه صِفَةٌ، كَمَا سَيَأتِيِ،
وَهِي بَقلةٌ كالفَثِّ الرَّطْبِ، نبَطِيَّة مُعَرب، ويُقال لَهَا
بالعَرَبِيَةِ: الذُّرَقُ، كالحَنْدَقُوقَي، بضمِّ القافِ وفَتحها،
وَقد تكسَرُ الحاءُ فِي الكُلِّ عَن شمرٍ، وَقد أَنْكَر الجَوْهَرِي
الحندقوقي بِالْفَتْح، وأَجازَه شَمِرٌ، والدّالُ فِي الضبْط تابِعٌ
للقاف، إِلاّ فِي لُغَة الكَسر. وَقَالَ ابنُ السَّرّاج فِي شَرْح
كتابِ سِيبَوَيْهِ: الحَنْدَقُوقُ: الرَّجُل الطَّوِيلُ المُضْطرِبُ
شِبْهُ المَجْنُون وَقَالَ غيرُه: شِبْهُ الأحْمَقِ وفَسَّرَه
السِّيرافيّ أَيضاً بمثلِ قولِ ابْنِ السَّرّاج.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الحَنْدَقُوق: الرَّأْراءُ العَيْنِ،
نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ عَن أَبِى عُبَيدَةَ، وأَنشَدَ: وهَبْتُه ليسَ
بشَمْشَلِيقِ وَلَا دَحُوقِ العَيْنِ حَنْدَقُوقِ
ح ن ق
الحَنقُ، مُحَرَّكَةً: الغَيْظُ كَمَا فِي الصِّحاح أَو شِدَّتُه كَمَا
فِي المُحْكَم ج: حِناق كجَبَلٍ وجِبال، قَالَ الأَعْشَى يصفُ ثَوْراً:
(وَلَّى جَمِيعاً يُبارِى ظِلَّهُ طَلَقاً ... ثمَّ انْثَنَى مَرِساً
قَد آدَهُ الحَنَقُ)
أَي: أَثْقَلَه الغَضَبُ وَقد حَنِقَ عَلَيْهِ كفَرِحَ، حَنَقاً
مُحَرَّكَةً، وحَنِقاً ككَتفٍ: اغْتاظَ، فَهُوَ حَنِقٌ وَعَلِيهِ
اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ وحَنِيقٌ كأَميرٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه. وَفِي
التَّهْذِيبِ عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ: الحُنُقُ، بضَمَّتَيْنِ:
السِّمانُ من الإِبِلِ. وَفِي العُباب: الحَنيِقُ، كأَمِيرٍ هُوَ:
المُغْتاظُ وهذَا قد تَقَدَّمَ قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرارٌ. وأَحْنَقَ
زَيْداً أَغْضَبَ فَهُوَ مُحْنق، وَمِنْه قَوْلُ قُتَيْلَةَ بنتِ
النَّضْرِ تُخاطِبُ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، وكانَ
قَتَلَ أَباها صَبْراً:
(25/207)
(مَا كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبما
... مَنَّ الفَتَى، وَهُوَ المغيظُ المُحْنَقُ)
وَمن المَجازِ: أحْنَقَ الرَّجُلُ: إِذا حَقَدَ حِقْداً لَا يَنْحَلُّ
وَمِنْه قولُ عُمَرَ رضِي اللهُ عَنهُ: لَا يصْلُحُ هَذَا الأَمرُ
إِلَّا لِمَنْ لَا يُحنقُ على جِرَّتِه أَي: لَا يَحْقِدُ على
رَعِيَّتِه، وأصْلُ ذلِك أَنَّ البَعِيرَ يَقْذِفُ بجِرَّتِه، وإِنَّما
وُضِع موضِعَ الكَظْمَ من حيثُ إنَّ الاجْترارَ يَنْفُخُ البَطْن،
والكَظْمَ بخِلافِه، فيُقال: مَا يُحْنِقُ فُلانٌ عَلَى جِرَّةٍ، وَمَا
يَكْظِمُ على جِرَّة: إِذا لم يَنْطَوِ على حِقد ودَغَلٍ، وَقَالَ ابنُ
الأَعْرابِيِّ: وَلَا يُقالُ للرّاعي جِرة، وجاءَ عُمَرُ بهذَا الحديثِ
فضَرَبَه مَثَلاً. وأَحْنَقَ الزَّرْعُ: انْتَشَرَ وَفِي نُسْخَةٍ:
انْتَثَرَ سَفى سُنْبُلِه بعدَ مَا يقنْبِعُ قَالَ ابنُ الأَعرابي:
قنْبَع الزرْعُ ثمَّ أَحْنقَ، ثمَّ مَدَّ لِلحَبَ أَعْناقَه، ثمّ
حَمَلَ الدَّقيقَ، أَي صارَ السَّنْبُل كالدحارِيج فِي رَأسه
مُجْتَمِعاً، ثمَّ بَدَت أطْرافُ سَفاه، ثمَّ بَدَتْ أَنابِيبُه، ثَمَّ
نَما وصارَ كرُؤوس الطَّيرِ. كحَنقَ تَحْنِيقاً وَهَذِه عَن ابْن
عَبّادٍ. وأحْنَقَ الصلب: لَزِقَ بالبَطنِ وكذلِكَ السَّنامُ: إِذا
ضَمُرَ ودَقَّ، قالَ لَبِيدٌ رضِي اللهُ عَنهُ:
(بطَلِيحِ أَسْفارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّة ... مِنْها فأَحْنَق صُلْبُها
وسَنامُها)
وَقَالَ أَوْسُ بنُ حجَرٍ:
(وسورها حَتَّى إِذا هِي أَحْنَقَتْ ... وأَشْرَفَ فوقَ الحالِبَيْنِ
الشّراسِفُ)
وأَحْنَقَ الحِمارُ: ضَمُرَ من كَثْرَةِ الضِّرابِ نَقَلَه
الجَوْهَرِي، وأَنْشَدَ قالَ الرّاجِز: كأَننِي ضَمَّنْت هَقْلاً
عَوْهقا أقْتاد رَحلي أَوْ كدُرًّاً مُحْنقَا)
(25/208)
وقيلَ: الإِحناقُ لكل شَيْء من الخُفِّ
والحافِرِ، والمحنق من الحَمِيرِ: الضّامِرُ الّلاحق البَطن بالظاهرِ،
وقالَ أَبو الهيثَمِ: المحنقُ: الضامِرُ، فَلم يُقَيِّدْ، وأَنشدَ: قد
قالتِ الأَنْساغ للبَطْنِ الْحَقِى قِدْماً فآضَتْ كالفَنِيقِ
المُحْنِقِ وإِبِل مَحانيق: ضمَّرٌ نَقَله الجوْهرِيُّ، وَمِنْه قولُ
ذِي الرُّمَّةِ:
(مَحانِيقُ يَنْفُضْنَ الخِدامَ كأَنَّها ... نعامٌ وحادِيهِنَّ
بالخَرْقِ صادِحُ)
هَكَذَا فَسَّره الأَصْمَعِيُّ، وقالَ ابْن سِيدَه: المحْنقُ من
الإبلٍ: الضامِرُ من هِياجٍ أَو غَرْثٍ، وكذلِكَ خَيْلٌ مَحانِيق،
وكأَنَّهم قد تَوَهَّمُوا واحِدَه مِحْناقاً، وَفِي التَّهْذِيبِ فِي
تَرْجَمَة عقم قالَ خفافٌ:
(وخَيْل تَهادَى لَا هَوادَةَ بَينها ... شَهِدْتُ بمَدْلُوكِ
المَعاقِم مُحْنِقِ)
وقالَ: المُحْنِق: هُوَ الضّامِرُ، وَقد تَقَدَّمَت الإِشارَةُ إِليه
فِي تركيبِ ج م ق. وَفِي الأَساس: أَحْنَقَ الفَرَس وغيرُه: لَصق
بصُلْبه ضُمْراً، وخَيْلٌ مَحانِقُ، ومَحانِيقُ. أَو إِبِلٌ مَحانِيقُ:
سِمانٌ وَقد أَحْنَقَ البَعِيرُ: إِذا سَمنَ فجاءَ بشَحْم كَثِيرٍ،
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ ضِدٌّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: وَقد جاءَ حَنِيق
بمَعْنَى مُحْنِقٍ، قَالَ المُفَضَّلُ النُّكْرِيّ:
(تَلاقَيْنا بغِينَةِ ذِي طُرَيْفٍ ... وبَعْضُهُمُ على بَعْض حَنِيقُ)
ح وق
{الحَوْقُ: الكَنْسُ وَقد} حُقْتُ البَيْتَ {أَحُوقُه} حوْقاً: إِذا
كَنَسْتَه، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. والحَوْقُ: الدَّلكُ والتَّمْلِيسُ،
(25/209)
وَقد {حاقَ الشَّيْء} حوقاً، فَهُوَ
{محيقٌ،} ومحوق وَيُقَال: {محيوقٌ، أَي: مَدْلُوك مملس.
(و) } الحوقُ: الْجمع الْكثير عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، وَلَيْسَ
بتَصْحِيفِ الجَوْق بِالْجِيم. والحَوْقُ: الإحاطَةُ عَن ابنِ عَبّادً.
قالَ: وترِكَتِ النخْلَةُ حَوْقاً: إِذا أُشْعلَ فِي الكَرانِيفِ وَفِي
الأَساسِ: {حوقت بجَرانيف النَّخْلَة، أَي: سحقتها حَتَّى تَرَكْتَها}
حُوقاً، كأَنه {حاقَها فَلم يبقِ بهَا كُرْنافَةً، وَهُوَ مجازٌ.
(و) } الحوق بِالضَّمِّ مَا أحَاط بالكمرة من حروفها نَقله
الْجَوْهَرِي وَيفتح عَن ابْن عباد وَهِي لُغَة قَليلَة وَقَالَ:
غَمْزَكَ بالكبساءَ ذاتِ الحوقِ وأَنْشَدَ ابْن السِّكِّيتِ لابْنَةِ
الحُمارِسِ: هَلْ هِيَ إِلاّ خطةٌ أَو تطلِيقْ أَو صَلَفٌ أَو بينَ
ذَاك تَعْلِيقْ قَدْ وَجَب المَهْرُ إِذا غابَ {الحُوقْ أَو} الحوْقُ
بِالْفَتْح: اسْتِدارَة فِي الذَّكَرِ عَن ثَعْلَبٍ. {وحَوْقُ
الحِمارِ: لَقَبُ الفَرَزْدَقِ قالَ جَرِير:
(ذكرْتَ بَناتِ الشَّمْسِ وَلم تَلِدْ ... وهَيْهاتَ من} حَوْقِ
الحِمارِ الكواكِبُ)
{والأَحوقُ من الأيُورِ (و) } المحوقُ كمُعَظَّمٍ: العظِيمُ
الكَمَرَةِ.
(25/210)
وكَمَرَةٌ {حَوقاءُ، وفَيْشَلة حوْقاءُ:
عَظِيمَة مُشرِفَةٌ. وأَرْضٌ} مَحُوقَةٌ، بضَمَ الحاءَ: قليلَةُ
النبْتِ جدا لقلَّة المطَرِ كَأَنَّهَا {حيقتْ، أَي: كُنِسَتْ.
} والحَوْقَةُ: الجَماعَةُ المُمَخْرِقَةُ عَن أَبِي عَمْرو.
{والحُواقَةُ بالضَمِّ: الكُناسَةُ، نَقله الجوهرِيُّ.
} والمِحْوَقَةُ: المِكْنَسة، {والحِواقُ، ككِتابٍ وغُرابٍ: ع. وَمن
المَجازِ:} حَوَّقَ عَلَيْهِ {تَحْوِيقاً: إِذا عَوَّجَ عَلَيْهِ
الكَلامَ وخَلَّطَه عَلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ: جَعَلَه} كالحُواقَةِ فِي
اختِلاطِه، وَكَذَلِكَ عَرْقَلَ عَلَيْهِ، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ،
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ مَأْخُوذٌ من {حوق الذَّكَر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} الحواقة بِالضَّمِّ القماش عَن
الْكسَائي. {واحتاقوا مَاله من وَرَائه أَتَوا عَلَيْهِ وَهُوَ مجَاز
وَفِي الحَدِيث سَتَجِدُونَ أَقْوَامًا} محوقة رؤوسهم أَرَادَ أَنهم
حَلقُوا وسط رؤوسهم فَشبه إِزَالَة الشّعْر مِنْهُ بالكنس. {وحواقة
كثمامة مَوضِع.} والحوق الحوقلة. وَأم {حوقى قَرْيَة من أَعمال شرقية
بلبيس.} والحوق كصرد لُغَة فِي الحوق بِالضَّمِّ وَالْفَتْح عَن ابْن
عباد.)
ح ي ق
{حاق بِهِ الشَّيْء} يَحِيق {حيقاً} وحيوقاً {وحيقاناً الْأَخير
بِالتَّحْرِيكِ أحَاط بِهِ فَهُوَ} حائق، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:
وَلَا يَحِيق الْمَكْر السَّيئ إِلَّا بأَهْله كَمَا فِي الصِّحَاح،
أَي لَا ترجع عَاقِبَة مكروهه إِلَّا عَلَيْهِم! كأحاق بِهِ عَن ابْن
عباد.
(25/211)
(و) {حاقَ فيهِ السَّيْفُ} حَيْقاً: مثل حاكَ. وقالَ ابْن عَرَافةَ:
حاقَ بهِم الأَمْرُ: لَزِمَهُم، ووَجَبَ عليهِم، ونَزَلَ وَبِه فُسِّرَ
قَوْله تعالَى: {وحاقَ بِهِمْ مَا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ}
وأَحاقَ اللهُ بهِم مَكْرَهُم أحاطَ. قالَهُ الليثُ، أَو أَنْزَلَه،
قَالَه ثَعْلَبٌ. وقالَ اللَّيْثُ: {الحَيْقُ: مَا يَشْتَملُ على
الإِنسانِ من مَكْرُوه فِعْلِه ونَص العينِ: من مَكْر، أَو سُوءِ
عَمَلٍ يَعْمَله، فيَنْزِلُ بِهِ ذلِكَ.
(و) } حَيْقٌ: وادٍ باليَمَنِ عِنْد وادِي حَنان. وَقَالَ أَبُو عَمرو:
{الحَيْقَة بهاءٍ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيح كالشِّيح، يُؤْكَلَ بهَا
التَّمْرُ فيَطِيبُ. وقالَ أَيْضاً:} حايَقَهُ {مُحايَقَةً: إِذا
حَسَدَه وأَبغَضَه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: جَبَل} الحَيْقِ: جبلُ قافِ، نَقَلَهُ
ابنُ بَرَيّ. {وحاقُ الْجُوع: شِدَّتُه، وَبِه فسِّرَ قولُ أَبِي بَكْر
رضِي اللهُ عَنهُ: مَا أَجِدُ من} حاقِ الجُوع وهُو من حاقَ {يَحِيقُ}
حَيْقاً، {وحاقاً، أَي: لَزِمَه ووَجَبَ عليهِ، وَقد تَقَدَّم فِي
حقق.} والحَيِّقُ، كسَيِّدٍ: لغَةٌ فِي الحَيْقِ، فقلبت الياءُ، أَو
لانْضِمام الحاءَ وَالْيَاء مثل: طُوبَى، أَصلُه طيْبَى، وَقد تَدْخُل
الياءُ على الواوِ فِي حُرُوف كثيرةٍ.! واحْتاقَ على الشَّيءَ: احْتاطَ
عَلَيْهِ. |