تاج العروس (فصل الْقَاف مَعَ نَفسهَا)
ق ب ق
القَبَقُ، بقافين بَينهمَا مُوَحدَة مُحرَّكة، ويُروى بالياءِ أَيْضا،
وَسَيَأْتِي: جبَلٌ متّصلٌ ببابِ الأبوابِ وبلادِ اللاّن فِي تُخومِ
أذْرَبيجان. وَقَالَ أَبُو بكر أحمدُ بنُ مُحَمَّد الهمدانيّ: وبابُ
الأبوابِ: أفْواه شِعابٍ فِي جبَلِ القَبَق، فِيهَا حُصونٌ كَثِيرَة،
كَمَا فِي المُعجَم. وَنقل الصاغانيّ عَن أبي عمْرو: القَبِقة،
كفَرِحة: الَّتِي صوفُها لِبْد.
ق ر ب ق
القُرْبَق، كجُنْدَب كُتِب فِي بعض النسخِ بالحُمْرة، والصوابُ كَمَا
هُنا: دُكّانُ البقّال وَكَذَلِكَ الكُرْبَج، والكُرْبَق، فارسيٌّ
معرّب كُرْبَه هَكَذَا فِي سائِرِ النُسخِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيل:
القُرْبَق: الْحَانُوت، فارسيٌّ مُعرب كُلْبه، كَمَا نَقله الجوهريُّ
والصاغانيّ. قُلتُ: وَهَذَا هُوَ الصّواب. وَأما كُرْبَه الَّذِي ذكَره
المُصنِّفُ وضبَطَه بالكافِ الفارسيّة، فَإِن معْناها عندَهُم الهِرّة.
وَأما الدُكّانُ فَهِيَ كُلْبَه لَا غير. وَأما القُرْبَقُ فِي قولِ
أبي قُحْفانَ عبدِ اللهِ بنِ قُحْفانَ العَنْبَريّ، وأنشدَه
(26/335)
الأصمعيّ لسالِمِ بنِ قُحْفانَ، وصوّبَه
ابنُ بَرّي: يَتْبَعْنَ ورْقاءَ كلَوْنِ العوْهَقِ لاحِقَةَ الرِّجلِ
عَنودَ المِرْفَقِ يَا بن رُقَيْعٍ هلْ لَها من مَغْبَقِ مَا شرِبَت
بعْدَ قَليب القُرْبَقِ ويُروى طَويِّ القُرْبَقِ.
منع قَطْرَةٍ غيرِ النّجاءِ الأدْفَقِ ويروى: بقَطرة. وَقَالَ أَبُو
عبيد: يَا ابنَ رُقَيعٍ. وَمَا بعْدَه للصّقْرِ بنِ حَكيم بن مُعَيّة
الرّبَعِيّ. قَالَ ابنُ بَرّي: وَالَّذِي يُروى للصّقْرِ بنِ حَكيم: قد
أقْبَلتْ طوامِياً من مَشرِقِ تركَبُ كُلَّ صَحْصَحانٍ أخوَقِ وَبعد
قولِه: يَا بنَ رُقَيعٍ: هلْ أنتَ ساقِيها سَقاكَ المُستَقي وروى أَبُو
عليّ: النِّجاء بكسْر النُّون. وَقَالَ: هُوَ جمْع نَجْوة، وَهِي
السّحابَةُ. وَالْمعْنَى: مَا شرِبت غيْرَ ماءِ النِّجاءِ، فحذَف
المُضافَ الَّذِي هُوَ الماءُ لأنّ السّحابَ لَا يُشرَبُ. قَالَ:
والظاهِرُ من البَيْتِ عِندي أنّه يُريدُ بالنَّجاءِ الأدفق السّيرَ
الشّديدَ لأنّ النّجْو هُوَ السّحابُ الَّذِي هَراقَ الماءَ، وَهَذَا
لَا يصِحُّ أَن يوصَفَ بالغُزْر والدَّفْقِ. فالمُرادُ البَصْرة
بعَيْنِها، قَالَه أَبُو عُبيْدة. ورواهُ أَيْضا بِالْكَاف. قَالَ
الصَّاغَانِي: وَهَذَا مِمَّا يُستَثْنى من غيرِه، يَقُول: إنّها لم
تشْرب مَاء منذُ خرجَت من البَصْرةِ حَتَّى وردَت الرُّقَيْعيّ بقطرة،
أَي: بقَليل.)
ق ر ط ق
القُرْطَقُ، كجُنْدَب أهملَه
(26/336)
الجوهريّ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ
القَباءُ، وَهُوَ لِبْسٌ م مَعْروف مُعرّب كُرْتَه قَالَ: وإبْدالُ
القافِ من الهاءِ فِي الأسماءِ المُعرّبة كثيرٌ. وَفِي الحَدِيث: جاءَ
الغُلامُ وَعَلِيهِ قُرْطَقٌ أَبيض. ويُقال: قَرْطَقْتُه، فتَقَرْطَقَ
أَي: ألبَسْتُه إيّاه، فلِسَه نقلَه الصاغانيّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ
عَلَيْهِ: قُرَيْطِق: تصْغيرُ قُرْطَق، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث.
وقُرْطُق كقُنْفُذ، لغةٌ، عَن ابنِ الْأَثِير.
وأغربُ من ذَلِك قَرْطَق، كجَعْفر، نقلَه شيخُنا عَن صاحِبِ المِصْباح.
ق ر ق
القَرِق، ككَتِف، وجبَل. واقتصَر الجوهريُّ والصاغانيّ على الأول:
المَكانُ المُسْتَوي. وقاعٌ قَرِقٌ وقِرْقٌ: طيّب أملسُ لَا حِجارةَ
فِيهِ. وأنشَدَ الجوهَريُّ لرؤْبَة يصِفُ إبِلا بالسرعة: كأنّ أيدِيهنّ
بالقاع القَرِقْ أَيدي جوارٍ يتعاطَيْن الوَرِقْ وَأنْشد الصَّاغَانِي
لرؤبة هكَذا: واستَنّ أعْرافُ السَّفا على القِيَقْ وانتسَجَتْ فِي
الرِّيح بُطْنانُ القَرِقْ استنّ، أَي: مضى سَنَناً على وجْهِه، أَي:
الرّيحُ تذْهَب بِهِ. وَفِي التّهذيب: وادِ قَرِقٌ، وقَرْقَر،
وقَرَقوس: أمْلَسُ. والقَرَقُ: المصْدَرُ، وَأنْشد: تربّعَتْ من صُلْبِ
رهْبيَ أنَقَا ظَواهِراً مَرّاً ومَرّاً غدَقا وَمن قَياقِي
الصُّوَّتَيْن قِيَقا صُهْباً وقُرْباناً تُناصِي قَرَقا قَالَ أَبُو
نصْر: القَرَق: شبيهٌ بالمَصدر. ويُروى على الوَجْهَين: قَرِق وقَرَق.
(26/337)
وقَرِقَ، كفَرِح قَرَقاً: سارَ فِيهِ، أَو
فِي المَهامِه كَمَا فِي العُباب. والقَرْقُ، بالفَتْح: صوتُ
الدّجاجَةِ كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه: إِذا حضَنَت، وَضَبطه
بالكَسْرِ، كَمَا فِي التّهذيب. والقِرْقُ بِالْكَسْرِ: الأصلُ عَن
يَعْقوب.
وَقَالَ: يُقال: هُوَ لَئيم القِرْق، أَي: الأَصْل، وَزَاد ابنُ
الْأَعرَابِي: الرّديء قَالَ دُكَيْن السّعْديّ يصِفُ فرَساً:)
ليسَتْ من القِرْقِ البِطاءِ دوْسَرُ قد سبَقَت قيْساً وأنتَ تنْظُرُ
هَكَذَا أنشدَه يعْقوبُ، ورَواه كُراع من الفُرْق بضمّ الفاءِ جمْع
أفْرَق وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ عبّاد: القِرْقُ: العادَةُ للنّاس.
قَالَ: والقِرْق أَيْضا: صِغار النّاس وَقَالَ ابنُ خالَوَيْه:
القِرْق: الجماعةُ، وجمْعه أقْراقٌ. يُقَال: جاءَ قِرْقٌ من النَّاس،
وقِرْق من النِّساءِ. والقِرْق: لعِبُ السُّدَّرِ كسُكَّر. وَقد قَرِق
كفرِح: إِذا لعِبَ بِهِ، وَهُوَ لصِبْيانِ الأعْراب بالحِجاز، كَانُوا
يخُطّون أربَعاً وعِشْرين خطّاً، وَهُوَ خطّ مربّع، فِي وسَطِه خطٌّ
مربَّع، فِي وَسطه خطّ مربّع، ثمّ يُخَطّ من كُلِّ زَاوِيَة من الخَطّ
الأول الى الخطّ الثَّالِث، وَبَين كل زاويَتَين خطٌّ، فَيصير
أَرْبَعَة وعِشرين خطّاً وصورتُه هَذَا كَمَا ترَاهَا، فيصُفّون فِيهِ
حُصَيّآت. وَقد جاءَ ذكرُها فِي الحَدِيث عَن أبي هُريرة رَضِي الله
عَنهُ: أَنه كَانَ ربّما يَراهم يلعَبون بالقِرْقِ، فَلَا ينْهاهُم،
كَذَا فِي غَريبِ الحَدِيث لإِبْرَاهِيم الحرْبي، رَحمَه الله
تَعَالَى. وَقَالَ أميّة بنُ أبي الصّلت:
(وأعْلاطُ الكَواكِبِ مُرْسَلاتٌ ... كخَيْلِ القِرْقِ غايَتُها
النِّصابُ)
(26/338)
شبّه النّجومَ بِهَذِهِ الحَصَيات الَّتِي
تُصَفّ، وغايتُه النِّصابُ، أَي المَغْرب الَّذِي تغْرُب فِيهِ.
وَيُقَال: اسْتَوى القِرْقُ فَقومُوا بِنَا، أَي: استَوَيْنا فِي
اللّعِب فَلم يقْمُر واحدٌ منا صاحبَه. والقَروقُ، كصَبور: وادٍ بيْنَ
الصَّمّان وهَجَر. وقُرَيْ كزُبَيْر: ع بجَنْبه هَكَذَا ذكَره
الصاغانيّ وقلّده المُصنِّفُ، والصّواب فيهمَا بالفاءِ، وَقد تقدّم
ذكرُهما هُنَاكَ. أما القَروق فَإِنَّهَا عقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد
بَين هجَر ومَهَبِّ الشَّمال. وَأما قُرَيْق فَإِنَّهُ جبَلٌ، أَو وَاد
بتِهامة، كَمَا ضبَطَه غيرُ واحدٍ من الأئمّة، وَلَا شكّ أنّ الَّذِي
ضبَطه المُصنِّف خطأ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِرْق،
بِالْكَسْرِ: لُغة فِي القَرِق ككتِف، عَن ابنِ بَرّي، وأنشدَ
للمَرّار:
(وأحَلّ أقوامٌ بُيوتَ بَنيهِمُ ... قِرْقاً مدافِعُها بُعادُ
الأرْؤسِ)
والقِرْقان، بِالْكَسْرِ: أخَوان من ضَرّتَيْن. وقَرَق، من حدِّ ضَرَب:
هَذَى، عَن أبي عمْرو. قَالَ: والقَرْقاءُ: الهَضْبَة. وَقَالَ ابنُ
عبّاد: القِرْق، بالكسْر: سَنَنُ الطّريق.
ق ق ق
! القَقَقَة، مُحرّكة أهمله الجوهريّ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: هِيَ
الغِرْبانُ الأهليّة وَقد سبق فِي غ ق ق عَنهُ أنّ الغَقَقة: الخطاطيف
الجبليّة. والقَقَقَة: حدَثُ الصّبيِّ. قَالَ ابنُ سيدَه: حَكَاهَا
الهَرَويُّ فِي الغريبَيْن، وَهُوَ من الشّذوذ والضّعْفِ بِحَيْثُ
تَراه.
(26/339)
وَقَالَ الْأَزْهَرِي: لم يجئْ ثلاثةُ أحرف
من جِنْس وَاحِد فاؤُها وعينُها ولامُها حرفٌ واحدٌ إِلَّا قَوْلهم:
قَعَد الصبيُّ على {قَقَقِه، وصَصَصِه، أَي: حدَثه. قلت: وسَبَقَ
البحْثُ فِيهِ فِي حرف الصَّاد} كالقَقّةِ، مُشدّدَة. رَوَاهُ شَمِرٌ
عَن الهَوازِنيّ.
قَالَ: وَإِذا سلَحَ الصبيُّ قالتْ أمُّه: {قَقَّةٌ دَعْه قَقّةٌ دعْه
قَقّة دعْهُ، فرفَع ونوّن، وتُكْسَر القافُ أَيْضا على قوْل بعض. وَفِي
حَدِيث ابنِ عُمر رَضِي الله عَنْهُمَا: أنّ الحَنْتَفَ بنَ السِّجْف
قَالَ لَهُ: مَا يُبطِئُ بكَ عَن ابنِ الزُبَير رَضِي الله عَنْهُمَا
فَقَالَ: وَالله مَا شَبّهتُ بيْعَتَهم إِلَّا} بقَقَّةٍ. أتَعْرِف مَا
قَقَّةُ الصّبيِّ يُحْدِثُ فيَضَعُ يدَه فِي حدَثِه، فَتَقول أمُّه:
قَقّةٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: يُقال: وقَع فلانٌ فِي قَقّةٍ أَي: فِي رأيِ
سوءٍ. أَو حدَثُ الصّبيِّ: قَقّةٌ، كبَقّة، وَهَذَا قد تقدّم لَهُ
قَريباً، فذِكرُه ثَانِيًا تكرارٌ.
أَو {قِقَةٌ، كثِقَة رَواها هَكَذَا عبُ الله بن نَصر، فَلَو قَالَ}
كالقَقّة مُشَدَّدة ويُكْسَرُ ويفخَفَّف كثِقة كَانَ أحْسَن. وَقيل:
القَقّة. صوتٌ يُصَوِّتُ بِهِ الصّبيُّ أَو يُصوَّتُ لَهُ بِهِ إِذا
فزِع من شَيءٍ مكْروه، أَو فُزِّعَ إِذا وقَع فِي قَذَرٍ، قالَه
الزّمخْشَريُّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {القِقّة، بالكَسْر
مَعَ التّشديد، هِيَ العِقْيُ الَّذِي يخْرُج من بطْنِ الصّبيّ حِين
يولَد، قالَه الجاحِظُ. وَقَالَ الخَطّابيُّ: قَقّة: شيءٌ يُردِّدُه
الطِّفل على لِسانِه قبلَ أَن يتدرَّبَ بالكَلام.} وقَقّ الصبيٍّ
{يَقَقُّ} قَقّاً! وقَقَقاً: أحْدَث.
ق ل ق
القَلَق، مُحرّكة: الانْزِعاج، وَفِي الحَديث: إليكَ تعْدو قَلِقاً
وَضِينُها مُخالِفاً دينَ النَّصارى دينُها أخْرَجه الهَروِيُّ عَن
عبدِ الله بن عُمر، وأخرَجه الطَّبَرانيّ فِي المُعْجم عَن سالِم
(26/340)
بنِ عبد الله عَن أَبِيه، أنّ النّبي صلى
الله عَلَيْهِ وسلّم أفاضَ من عَرَفات وَهُوَ يَقُول ذَلِك. والحديثُ
مشْهور بِابْن عُمَر، من قوْلِه: قلِقَ الشيءُ قَلَقاً، وَهُوَ أَن لَا
يستَقِرّ فِي مَكَان وَاحِد. والقَلَقيُّ مُحرّكة: ضرْبٌ من
القَلائِدِ، وَمِنْه قولُ عَلقَمَة بنِ عبَدَة:
(مَحالٌ كأجْوازِ الجَرادِ ولُؤلُؤٌ ... من القَلَقيِّ والكَبيسِ
المُلَوَّبِ)
وَفِي التّهذيب: ويُقالُ لضَرْبٍ من القلائِدِ المنْظومة باللّؤلؤ:
قَلَقيٌّ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا أدْري الى أيّ شيءٍ نُسِب، إِلَّا
أَن يكونَ منْسوباً الى القَلَق الَّذِي هُوَ الاضْطِراب، كأنّه
يضْطَرِبُ فِي سِلْكِه وَلَا يَثْبُتُ، فَهُوَ ذُو قَلَق. ورجلٌ قَلِقٌ
ومِقْلاقٌ. وامرأةٌ قَلِق الوِشاحِ أَي: قَلِقٌ وشاحُها، قَالَ ذُو
الرُمّة:
(عَجْزاءُ ممْكورةٌ خُمْصانَةٌ قَلِقٌ ... عَنْهَا الوِشاحُ وتمّ
الجِسْمُ والقَصَبُ)
ورجُلٌ مِقْلاق، وامرأةٌ مِقْلاق الوِشاح: لَا يَثبُت على خصْرِها من
رِقّتِها، قَالَ الْأَعْشَى:
(روّحَتْهُ جَيداءُ دانِيَةُ المَرْ ... تَعِ لَا خَبّةٌ وَلَا
مِقْلاقُ)
وَقَالَ الزّجّاجُ: أقْلَقَت النّاقَة أَي: قَلِق جَهازُها، أَي: مَا
علَيْها، وَهُوَ قَتَبُها وآلَتُها. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أقْلَقْتُ الشيءَ: جعلْتُه قَلِقاً، وأقْلقَه الحُزنُ والفَرحُ. وناقة
مِقْلاقُ الوَضين. وأقْلَقْتُ إِلَيْك وُضُنَ الرّكائب. وَفِي حَدِيث
عَليّ رَضِي الله عَنهُ: أقْلِقوا السّيوفَ فِي الغُمُدِ أَي: حرِّكوها
فِي أغمادِها قبلَ أَن تحْتاجوا الى سلِّها ليَسْهُل عِنْد الْحَاجة
إِلَيْهَا. وقَلَقَه من مكانِه: حرّكَه. والقِلِّقُ، بكسرَتين
مُشدّدةً، والتِّقِلِّقُ: من طَيْرِ الماءِ.
(26/341)
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ق م ق
تقمَّقَ فلانٌ: إِذا اشْتَكَى، هَذَا فِي العُبابِ، وَقد أهملَه
الجَماعةُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ق ن د ق
القُنْداق: صَحيفَةُ الحِساب، كَمَا فِي اللِّسان. وأوردَه المُصنِّفُ
تبَعاً للصاغانيّ فِي ف ن د ق وهُنا مَوْضِعه.
ق وق
{القُوقُ، بالضمِّ،} والقَاقُ، والقِيقُ من الرِّجال: الفاحِشُ الطّولِ
ذكر الثّلاثةَ أَبُو الهَيْثَمِ، واقتَصر الجوهرِيُّ على الْأَوَّلين،
قَالَ العجّاج: لَا طائِشٌ {قاقٌ وَلَا عَيِيُّ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
أحْزَمَ لَا} قُوقٍ وَلَا حَزَنْبَلِ {والقُوقُ، بالضمِّ: طائِرٌ
مائيٌّ طويلُ العُنُق قليلُ نحْضِ الجِسْم، عَن اللّيْث، وَأنْشد:
كأنّك من بَناتِ الماءِ قُوقُ (و) } القُوق: فرْجُ المرأةِ عَن
الأصمعيّ. وَفِي التّهذيب: صَدْعُ فرْجِها. قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤَيّة
الهُذَليّ:
(نُفاثِيّةٌ أيّانَ مَا شاءَ أهلُها ... رأَوْا قُوقَها فِي الخُصِّ لم
يتَغَيَّبِ)
ويُروى فَوْقهَا بالفاءِ عَن ابنِ عبّاد، وَقد تقدّم. (و) ! القُوقَة
بهاء: الصَّلَعَة عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَأنْشد ابنُ بَرّي لراجز:
(أيُّها القَسُّ الَّذِي قد ... حلَقَ القُوقَةَ حَلْقَهْ)
(لَو رأيتَ الدّفَّ مِنْهَا ... لنَسَقْتَ الدَّفَّ نسْقَهْ)
(26/342)
{والمُقَوَّق، كمُعَظَّم: العَظيمُها.
والدّنانيرُ} القُوقِيّة: منْ ضرْبِ قَيْصَر ملِك الرّوم لأنّه كَانَ
يُسمّى {قُوقاً. وَمِنْه حديثُ عبدِ الرَّحْمَن بن أبي بكر: أجِئْتُم
بهَا هِرَقْلِيّةً} قُوقيّةً يُريدُ البَيْعةَ لأوْلادِ المُلوكِ،
سُنّةَ الرّومِ والعَجَمِ. قَالَ ذَلِك لمّا أَرَادَ مُعاوِيةُ أَن
يُبايعَ أهلُ المَدينةِ لابنِه يَزيدَ بِولَايَة العَهْد. ويُروَى
بالقافِ والفاءِ من القَوْف: الإتْباع، كأنّ بعضَهم يَتْبَعُ بَعْضًا.
{والقاقُ: الأحْمَقُ الطّائِشُ، وشاهِدُه قولُ العَجّاج الَّذِي تقدّم
قَريباً.} وقاقَتِ الدّجاجَةُ {قَوْقاً: صوّتَت، وخَصّ بعضُهم إيّاها
بالسِّنْدِيّة، وَهِي الغِرْغِرة، وَذَلِكَ إِذا أرادَت السِّفادَ}
كقَوْقأَت {تُقَوْقِئُ} قَيْقاءً {وقَوْقاةً، على وزْنِ)
فعْلَل فِعْلالاً وفَعْلَلَة. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:}
القُواقُ، كغُراب: الطّويلُ. وقيلَ: هُوَ القَبيحُ الطّول.
وَقيل: هُوَ القَبيحُ الطّول. {والقَاقُ: طائِرٌ مائيّ، طويلُ
العُنُق.} والقُوقَة، بالضمِّ: طائرٌ يألَف الخَرِبَة من الأماكِن،
ويُقال لَهَا أَيْضا: {قُوَيْق، كزُبَيْر.} وقُوَيْق، كزُبَيْر: اسمُ
نهْرٍ على بابِ حلَب، ذكره المِصْري فِي شِعْرِه. {والقائِقُ:
السّفينةُ الطويلَة، إِن كَانَت عربيّةً فالمادةُ لَا تأْباها. وَقَالَ
أَبُو عُبيدة: فرس قُوقٌ، وَالْأُنْثَى} قُوقَة للطّويل القوائم، وَإِن
شئتَ قلت: {قاقٌ،} وقَاقَةٌ. {والقُوقَة، بِالضَّمِّ: الأصْلَعُ عَن
كُراعٍ، وَأنْشد:
(من القُنْبُصات قُضاعيّةٌ ... لَهَا وَلدٌ} قُوقةٌ أحْدَبُ)
(26/343)
قَالَ ابنُ بَرّي: هَذَا البيتُ أنشدَه
ابنُ السِّكّيت فِي بابِ الدَّمامة والقِصَر، وَنسبه لبَعض
الهُذَليّين.
قَالَ: وَقَالَ ابنُ السّكيت: {القُوقَة: الأصْلَعُ. وَهَذِه رِوايةُ
الألفاظِ لَهُ. وَأما الَّذِي فِي شِعْرِه فَهُوَ:
(لزَوْجَةِ سَوْءٍ فَشا سِرُّها ... عليَّ جِهاراً فهِي تضْرِبُ)
(على غيرِ ذَنْبٍ قُضاعِيّةٍ ... لَهَا ولدٌ} قُوقَةٌ أحدَبُ)
خفضَ قُضاعيّة على البَدَلِ من زوْجَة. والشاعِرُ غُلامٌ من هُذَيل
شَكا فِي الشّعر عُقوقَ أَبِيه، وأنّه نَفَاهُ لأجلِ امرأةٍ كَانَت
لَهُ. يُريدُ نَفانِي لزَوجَةِ سَوءٍ. وقاقَ النَّعامُ: صوّتَ. قَالَ
النَّابِغَة:
(كأنّ غديرَهم بجَنوبِ سِلَّى ... نَعامٌ {قاقَ فِي بَلَدٍ قِفارِ)
أَرَادَ غديرَ نَعام، فحذَف المُضاف وَأقَام المُضاف إِلَيْهِ مُقامَه.
ومعناهُ كأنّ حالَهم فِي الهَزيمَةِ حالُ نَعامٍ تغْدو مذْعورةً.
وَهَذَا البيتُ نسبَه ابنُ برّي لشَقيقِ بنِ جَزْءِ بنِ رَبَاح
الباهِليّ.} وقُوقايا، بِالضَّمِّ: تركيبٌ مشْهورٌ عندَ الأطبّاء.!
وقُوقَا، بالضّم: لقَب مُحمّدِ بنِ عليّ بن جَعْفَر الدِّمَشْقيّ، روى
عَن أبي المَعالي مُحَمَّد بن عليٍّ القُرَشِيّ، نَقله الحافِظ.
ق هـ ق
قَهْقاء، كصَحْراء أهمَلَه
(26/344)
الجوهريُّ، وصاحبُ اللّسان. وَقَالَ
الصاغانيّ: هِيَ ة فِي قَول حسّان بنِ ثابِت رَضِي الله عَنهُ:
(إِذا ذُكِرَت قَهْقاءُ حَنّوا لذِكْرِها ... وللرّمَثِ المَقْرونِ
والسَّمَكِ الرُّقْطِ)
قَالَ: وقَهْقُوَة كتَرْقُوة: كُورَة بمِصْر من أعمالِ البُحَيرة.
وَهِي القَهْوَقية، وَقد نُسِب إِلَيْهَا بعضُ شُيوخ مشايِخِنا.
ق ي ق
{القَيْق: صوْتُ الدّجاجةِ الحَبَشيّة إِذا دعَت الدِّيكَ للسِّفاد،
وَقد} قاقَتْ {قَيْقاً، لُغَة فِي قَوْقا، وكذلِك القَقْو. (و) }
القِيقُ بالكَسْر: الأحمَق الطّائِشُ لُغَة فِي القاقِ. (و) {القِيقُ:
الجَبَلُ المُحيط بالدُنْيا عَن ابنِ الأعرابيّ، هَكَذَا نَقله عَنهُ
الصاغانيّ، وضبَطَه. وَقد مرّ أَن بعضَ أئِمّة النّسب ضبَطَه بالياءِ
محركةً لُغَة فِي المُوحّدة، وَهُوَ الجَبَلُ المتّصِل ببابِ الأبْواب،
وَفِي أعْلاه نيّفٌ وسَبْعون أمة، لكُلّ أمّة لُغة لَا يعرِفُها
مُجاوِرُهم، هَذَا هُوَ الَّذِي صرح بِهِ ياقوت وغيرُه. وَأما المُحيط
بالدُنيا فَهُوَ جبَل ق فانْظُر ذَلِك.} والقِياق، هَذَا هُوَ الصّواب،
وَقد غلِطَ المُصنِّف حيثُ ذكره فِي ف وق. {والقِيقَة، بالكَسْر
هَكَذَا فِي النّسخ، والصّواب} القِيقِيَةُ: القِشرةُ الرّقيقَة من
تحْتِ القَيْض من الْبيض، قَالَه الفَرّاءُ. وَقَالَ اللِّحيانيُّ:
{القِئْقِئُ، كزِبْرِج: بَياضُ البَيْضِ والمُحُّ صُفْرتها.}
والقِيقانِ، كجِيرانٍ: موضِعان هَكَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب
القِيقان بالكَسْر: وَاد من أودِيَة نجْد، كَمَا فِي المُعْجَم، ولمّا
رأى المُصنِّف فِيهِ النّون ظنّ أَنه مُثَنّى! قِيق، وَلَيْسَ كَذَلِك.
(26/345)
{والقِيقَاة،} والقِيقَاءَة بالقَصْر والمدّ: الأرضُ الغَليظَةُ كَمَا
فِي الصِّحاح، وَقيل: المُنقادةُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {القِيقاةُ:
مكانٌ ظاهرٌ غليظٌ كثيرُ الحِجارة، وحِجارتُها الأظِرّة، وَهِي مستوية
بِالْأَرْضِ، وفيهَا نُشوزٌ وارتفاع، نُثِرَتْ فِيهَا الحِجارَةُ
نَثْراً، لَا تكادُ تستطيعُ أَن تمشيَ فِيهَا، وَمَا تَحت الحِجارة
المَنْثورة حِجارة غاصٌّ بَعْضهَا بِبَعْض لَا تقدِرُ أَن تحْفِرَها،
وحِجارَتُها حُمْر، تُنبِت الشّجر والبَقْل. قَالَ الجوهريُّ:
والهَمْزةُ مُبدَلة من الياءِ، والياءُ الأولَى مُبدلَة من الوَاو
والدّليل عَلَيْهِ قَوْلهم فِي ج:} - القَواقي وَهُوَ فِعْلاء مُلْحَقٌ
بسِرْداحٍ، وَكَذَلِكَ الزِّيزاءَةُ لِأَنَّهُ لَا يكون فِي الكَلامِ
مثل القِلْقال إِلَّا مصْدراً. وَقد يُجمَع على اللّفظِ، فَيُقَال:
{قَياقٍ. قَالَ الراجز: إِذا تمطّيْنَ على} - القَياقِي)
لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَناقِ وَقد يُجمَع على {قِيَق، كعِنب،
وَمِنْه قولُ رؤبة: وخَفّ أنواءُ السَّحابِ المُرتَزَقْ واستَنّ أعرافُ
السَّفا على} القِيَقْ قَالَ الجوهريّ: يُريد جمْع {قِيقاءَة، كأنّه
أخرجَه على جمْع} قِيقَة. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
{القِيقَاة،} والقِيقايَةُ: وعاءُ الطّلع. {والقُوَيْقِيَة: البَيْضة.
قَالَ الشَّاعِر: والجِلدُ مِنْهَا غِرْقِئُ} القُوَيْقِيَهْ |