تاج العروس

(فصل اللَّام مَعَ الْقَاف)

ل ب ق
رجلٌ لَبِقٌ، ككَتِف، وأمِيرٍ: حاذِقٌ رَفيقٌ بِمَا عَمِل. وَقد لَبِق، كفَرِح، وكَرُم، لَبَقاً ولَباقَةً: إِذا حَذَق.
قالَه ابنُ دُرَيد، وَأنْشد: وكانَ بتَصْريفِ القَناةِ لَبيقا وَقَالَ سيبَويْه: بنَوْه على لَبِق لأنّه علْمٌ ونَفاذٌ، توهّم أنّهم جاءُوا بِهِ على فَهِم فَهامَةً فَهُوَ فَهِم.
وَقَالَ أَبُو بكْر: اللَّبِقُ: الحُلْو اللّيِّنُ الأخْلاقِ. قَالَ: وَهَذَا قولُ ابنِ الأعرابيّ. ولَبِق بِهِ الثّوبُ أَي: لاقَ بِهِ. وَفِي التّهذيب: العَرَبُ تَقول: هَذَا الأمْرُ لَا يَليقُ بك، وَلَا يَلْبَقُ بكَ،

(26/347)


أَي: لَا يوافِقُك، وَلَا يزْكو بك فَهُوَ لَبِقٌ، ككَتِفٍ وأمير، وَالْأُنْثَى بهاءٍ فيهِما. أَو اللّبيقَةُ واللَّبِقَةُ هِيَ الامْرأة الحسَنةُ الدّلّ واللِّبْسَة اللّبِيبة الصَّناع. وَقَالَ الفرّاءُ: اللَّبِقَة الَّتِي يُشاكِلُها كلُّ لِباسٍ وطِيبٍ. وَقَالَ اللّيثُ: امرأةٌ لَبيقَةٌ: ظَريفَةٌ رَفيقَة، ويَليق بهَا كُلُّ ثوب. أَو اللَّبَقُ مُحرّكة: الظّرْفُ، والفِعْل كالفِعْل. ولَبَقه لَبْقاً: ليّنه، كلبَّقه تلْبيقاً. وَمِنْه: ثَريدٌ مُلَبَّقٌ كمُعَظَّم، أَي: مُلَيَّنٌ بالدّسَم. وَقيل: تلْبيقُ الثّريد: إِذا أكْثَر أُدْمَه. وَقيل: خلَطه شَديداً، وَقيل: جمَعَهُ بالمِغْرَفَة. وَقَالَ أَبُو عُبيد: بالمِقْدَحَة. وَأنْشد ابنُ الْأَعرَابِي:
(لَا خيرَ فِي أكلِ الخُلاصَةِ وحْدَها ... إِذا لم يكُنْ ربُّ الخُلاصَةِ ذَا تَمْرِ)

(ولكنّها زَيْنٌ إِذا هِيَ لُبِّقَتْ ... بمَحْضٍ على حَلْواءَ فِي وَضَرِ القِدْر)

ل ث ق
لَثِقَ يومُنا، كفَرِح: ركَدَتْ ريحُه، وكَثُر نَداهُ قَالَ ابنُ دُرَيد:
(باتَتْ لَهُ لَيلةٌ جَمٌّ هواضِبُها ... وباتَ ينْفُضُ عَنهُ الطَّلَّ واللَّثَقا)
وَقَالَ الْأَعْشَى يصِف ثوْراً:
(قد باتَ فِي دِفْءِ أَرْطَاة يَلوذُ بهَا ... من الصّقيعِ وضاحِي متْنِه لَثِقُ)
وألْثَقَه: بَلّله ونَدّاه. قَالَ سَلَمة بنُ الخُرْشُبِ الأنْماريّ:
(خُدارِيّةٍ فَتْخاءَ ألثَقَ ريشَها ... سَحابةُ يومٍ ذِي أهاضيبَ ماطِرِ)
فالْتَثَق بِهِ.

(26/348)


وطائِرٌ لَثِق، ككَتِف أَي: مُبْتَلّ جَناحاه بالماءِ. ولَثّقَه تَلْثيقاً: أفْسَدَه. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اللَّثَقُ، مُحرّكة: النّدى. وَقيل: البَلَلُ. وَمِنْه حديثُ الاستِسْقاءِ: فلمّا رأى لَثَقَ الثّياب على النَّاس ضحِكَ حتّى بدَت نواجِذُه ويُقال للماءِ والطّين يختلِطان: لَثَقٌ أَيْضا، وَأَيْضًا اللَّزَجُ من الطّين، وَهُوَ الزّلَق، وَمر للْمُصَنف فِي ب ش ق حَتَّى لثِقَ المُسافِر، أَي: وحِلَ، كَذَا ضبَطَهُ الخَطّابيُّ، وأغفَلَه هُنَا. وَشَيْء لَثِقٌ: حُلْوٌ، يَمَانِية. حَكَاهُ الهَرَويّ فِي الغَريبَيْن. قَالَ: وَرَوَاهُ الأزهريُّ عَن عليِّ بنِ حرْب، وأنشَدَ:
(فبُغضُكُمْ عندَنا مُرٌّ مَذاقَتُه ... وبُغضُنا عنْدكُمْ يَا قومَنا لَثِقُ)

ل ح ق
لحِق بِهِ كسَمِع، ولَحِقه لَحْقاً ولَحاقاً بفَتْحِهما: أدرَكَه. وَمِنْه الحَديث: أسرعُكُنّ لَحاقاً بِي أطْوَلُكنّ يَداً، وَكَذَلِكَ اللُّحوق بالضمِّ كألْحَقَه إِلْحَاقًا وَهَذَا لازِمٌ متَعدٍّ. يُقال: ألحقَه بِهِ غيرُه، وألحَقَه: أدْرَكَه. قَالَ ابنُ برّي: شاهِدُ اللازِم قولُ أبي دُواد:
(فألحَقَه وهْوَ سَاطٍ بهَا ... كَمَا تُلْحِقُ القَوسُ سَهْمَ الغَرَبْ)
وَفِي دُعاءِ القُنوتِ: إنّ عذابَكَ بالكُفّار مُلْحِق بكَسْر الحاءِ أَي: لاحِقٌ، والفَتْح أحسَنُ، أَو هُوَ الصّواب كَمَا قَالَه الجوهريّ والصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: مُلحَق ومُلحِق جَميعاً. وَقَالَ اللّيثُ: بالكَسْر أحبُّ إِلَيْنَا، قَالَ: ويُقال: إنّها من القُرآن لم يَجدُوا عَلَيْهَا إِلَّا شاهِداً وَاحِدًا فوضِعَتْ فِي القُنوت. قَالَ: وَهَذِه اللّغَة موافقةٌ لقولِ الله تَعَالَى:) سُبحان الَّذِي أسْرى بعَبْدِه (. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير:

(26/349)


الرِوايةُ بكسْرِ الحاءِ، أَي: مَنْ نَزَل بِهِ عذابُك ألحَقَه بالكُفّار، وَقيل: هُوَ بمعنَى لاحِق، لغةٌ فِي لَحِقٍ، يُقال: لحِقْته وألحَقْته بِمَعْنى، كتَبِعْتُه وأتْبَعْته، ويُروى بفَتْح الحاءِ على المَفْعول أَي: إنّ عذابَك مُلْحَقٌ بالكُفّارِ ويُصابون بِهِ. ولَحِقَ، كسَمِع لُحوقاً بالضّمِّ، أَي: ضَمُر، نَقله الجوهريّ.
زَاد الزمخشريُّ: ولَصِق بطنُه وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ الأزهريّ: فرسٌ لاحِقُ الأيْطَلِ، من خيْلٍ لُحْقِ الأياطِل: إِذا ضُمِّرَتْ. وَفِي قَصيدة كعْبٍ رَضِي الله عَنهُ:
(تَخدِي على يَسَراتٍ وَهِي لاحِقَةٌ ... ذوابِلٌ وقعُهُنّ الأرضَ تحليلُ)
وَأنْشد الصاغانيّ لرؤبَة: لواحِقُ الأقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ ولاحِق: اسْم أفْراس كَانَت لمُعاوِية بنِ أبي سُفْيان رَضِي الله عَنهُ كَمَا فِي الصّحاح. ولاحِق الأكْبر لغَنيّ بنِ أعْصُر. ولاحِق: فرَس للحازُوقِ الخارِجيّ. قَالَت أختُه تَرثيه:
(وَمن يَغْنمِ العامَ الوشيلَ ولاحِقاً ... وقَتْل حِزاق لم يَزل عاليَ الذِّكْرِ)
ولاحِق: فرس لعُيَيْنة بنِ الحارِث بنِ شهَاب. وَقَالَ أَبُو النّدى: لاحِقٌ الأصغَرُ لبَني أسَد. قَالَ النَّابِغَة الذُبْيانيّ:
(فيهم بناتُ العَسْجَديِّ ولاحِقٍ ... وُرْقاً مراكِلُها من المِضْمارِ)
وَقَالَ ابنُ الكَلْبي فِي أَنْسَاب الْخَيل مَا نصّه: ولاحِق الأصْغَرُ: من بَناتِ اللاّحق الأكْبرِ، وَلها يَقول الكُمَيْت:)
(نجائِبُ من آلِ الوَجيه ولاحقٍ ... تُذكِّرنا أحقادَنا حِين تصْهَلُ)

(26/350)


وَأَبُو لاحِق: كُنْية الْبَازِي، نَقله الصاغانيّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: اللُّوَيْحِقُ: طائِر أغْبَر يَصيدُ الوَبْر واليَعاقِيبَ. وَقَالَ اللّيثُ: المِلْحاقُ: النّاقَة لَا تكادُ الإبِلُ تَفوقُها فِي السّيْر. قَالَ رؤبَة: فَهِيَ ضَروحُ الرّكْضِ مِلْحاقُ اللَّحَق والمُلْحَقُ: الدَّعِيُّ المُلصَقُ كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مجَاز. وَمِنْه بَاب الإلْحاق فِي كُتُب التّصْريف. واللِّحاق ككِتاب: غِلافُ القَوْس كَمَا فِي العُباب، وَلم يضْبطُه بالكسْر، فاحْتَمل أَن يكونَ بالفَتْح أَيْضا. والألْحاقُ: مَواضِعُ من الوادِي ينضُبُ عَنْهَا الماءُ، فيُلْقَى فِيهَا البَذْر يُقال: قد زَرَعوا الألحاقَ الواحِدُ لَحَقٌ، مُحرّكة قَالَه الكِسائيُّ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: اللَّحَقُ: أَن يزْرعَ القومُ فِي جانبِ الْوَادي. ويُقال: استَلْحَق الرجلُ، أَي: زَرَعها، أَي: الألْحاق. واستَلْحَقَ فُلانٌ فُلاناً: ادّعاه. وَفِي حَدِيث عَمْرو بنِ شُعَيْب: أنّ النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم قَضَى أنّ كُلَّ مُسْتَلْحَق استُلحِق بعدَ أَبِيه الَّذِي يُدْعى لَهُ فقد لحِق بمَنْ استَلْحَقَه، قَالَ ابنُ الْأَثِير: قَالَ الخَطّابيّ: هَذِه أحكامٌ وقَعت فِي أوّل زَمانِ الشّريعةِ وَذَلِكَ أنّه كَانَ لأهْلِ الجاهليّةِ إماءٌ بَغَايَا، وَكَانَ سادَتُهنّ يُلِمّون بهِنّ، فَإِذا جاءَت إحداهُنّ بولَد رُبّما ادّعاه السّيّد وَالزَّانِي، فألْحَقَه النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم بالسَّيِّد لأنّ الأمةَ فِراشٌ كالحُرّة، فَإِن مَاتَ السّيِّدُ وَلم يسْتَلْحِقْه، ثمَّ استَلْحَقَه ورثَتُه بعده، لحِقَ بِأَبِيهِ، وَفِي مِيراثِه خِلافٌ. واللَّحَقُ مُحرّكةً: شيءٌ يُلحَق بالأوّل كَمَا فِي الصِّحَاح. واللَّحَق من التّمْر: الَّذِي

(26/351)


يُلْحَقُ. وَفِي الصِّحاح: يَأْتِي بعْدَ الأوّل، زادَ أَبُو حَنيفَةَ: وكُلُّ ثَمَرة تجيءُ بعدَ ثَمَرةٍ فَهِيَ لَحَقٌ، والجمْع ألْحاقٌ. وَقَالَ الليْثُ: اللَّحَقُ: كُلّ شيءٍ لحِقَ شَيْئا أَو لُحِّقَ بِهِ من الحَيَوان والنّبات وحَمْلِ النخلِ. وَقيل: اللَّحَق فِي النّخْل أَن يُرطِبَ ويُتَمِّرَ، ثمَّ يَخْرُج فِي بطْنِه شيءٌ يكون أخْضَر، قلّما يُرطِب حَتَّى يُدرِكَه الشّتاءُ فيُسقِطَه المَطَرُ، وَقد يكون نحْو ذَلِك فِي الكَرْم يُسمّى لَحَقاً. وَقد قَالَ الطِّرِمّاحُ فِي مثل ذَلِك يصِفُ نخْلةً أطْلَعَتْ بعدَ ينْعِ مَا كَانَ خرجَ مِنْهَا فِي وقْتِه، فَقَالَ:
(ألحَقَتْ مَا استَلْعَبَت بالّذي ... قد أنَى إذْ حانَ حينُ الصِّرامْ)
أيْ ألحَقت طَلْعاً غَريضاً كأنّها لعِبت بِهِ إذْ أطْلَعَتْه فِي غيرِ حِينِه، وَذَلِكَ أنّ النّخلَة إنّما تُطلِعُ فِي الرّبيع، فَإِذا أخرَجَت فِي آخرِ الصّيف مَا لَا يكون لَهُ يَنْع، فكأنّها غيرُ جادَّةٍ فِيمَا أطْلَعَت.
وتَلاحَقَت الرِّكابُ والمَطايا أَي: لحِقَ بعضُها بعْضاً، قَالَ الشَّاعِر:)
(أقولُ وَقد تلاحَقَتِ المَطايا ... كَفاكَ القَوْلُ إنّ عليكَ عيْنا)
أَي: ارفُق وأمْسِكْ عَن القوْلِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: اللُّحُوق، بالضّمِّ: اللّزوم واللّصوق. وألحقَ فُلانٌ فلَانا وألحقَه: كِلَاهُمَا جعله مُلحقَه. وتَلاحقَ القومُ: أدركَ بعضُهم بَعْضًا. واللَّحَق، مُحرّكة: مَا يُلْحَقُ بالكِتاب بعد الفَراغِ مِنْهُ، فيُلْحَق بِهِ مَا سَقَط عَنهُ، ويُجمعُ ألْحاقاً، وَإِن خُفِّفَ فَقيل: لَحْقٌ كَانَ جائِزاً، نَقله الأزهريّ. قلت: وقولُهم: لِحاقٌ لذَلِك بالكسرِ غلَط، ويُسَمُّون مَا لحق بِهِ مُلْحَقه.

(26/352)


واللَّحَقُ أَيْضا: الشيءُ الزائِدُ. قَالَ ابنُ عُيَيْنة: كأنّه بيْنَ أسْطُرٍ لَحَقُ واللّحَق من النّاسِ: قوْم يَلْحَقون بقَومٍ بعدَ مُضيِّهم، قَالَ الراجِزُ: ولَحَقٍ يَلْحَق من أعْرابِها قَالَ الأزهريّ: يجوزُ أَن يكون مصدرا لِلَحِقَ، ويجوزُ أَن يكون جَمْعاً للاحِق، كَمَا يُقال: خادِمٌ وخَدَمٌ، وعاسٌّ وعَسَسٌ. ولَحَقُ الغَنَمِ: أولادُها الَّتِي كادَت تلْحَق بهَا. واللَّحَق: الزّرعُ العِذْي، وَهُوَ مَا سَقَتْه السّماءُ، والجمعُ ألْحاقٌ. وقوسٌ لُحُقٌ بضمّتَيْن ومِلْحاق: سَريعة السّهمِ، لَا تُريدُ شَيْئا إِلَّا لَحِقَته. وألحَقَ الشّجَرُ: طلَع لَهُ اللَّحَق، عَن أبي حَنيفة. واللَّحَق: رأسُ الجَبَل.
والدّعيُّ المُلصقَ بغيرِ أَبِيه عَن اللّيث، وَهُوَ المُلْحَق أَيْضا عَن الأزهريّ. وألْحَقْتُهم: إِذا تقدّمْتهُم، قَالَ ابنُ دُريْد: وَلَيْسَ بثَبت. وقولُهم: التحقَ بِهِ، أَي: لحِق مُولَّدة. قَالَ الصّاغاني: لم أجِدْه فِيمَا دُوِّن من كُتُب اللّغة، فليُجْتَنَب ذَلِك، وَكَذَلِكَ المَلاحق، واللِّحاق، ككِتاب. وقولُهم: اللُّحوقِيّ بالضّم لشَبْه القارُورة. وتَلاحَقَت الأخْبارُ: تتابَعَت، وَكَذَا أحوالُ القَوْم، وَهُوَ مَجازٌ. واللاحِقَةُ: الثّمَرُ بعدَ الثّمر الأول، وَالْجمع لَواحِق. وَأَبُو مِجْلَز، لاحِقُ بنُ حُمَيد السّدوسيّ: تابِعيّ.

(26/353)


ل خَ ق
اللُّخْفُوقُ بالضّمِّ: شَقٌّ فِي الأَرْض كالوِجارِ كَمَا فِي الصِّحاح، كالأُخْفوقِ، وأبى هَذِه الأصمعيّ وابنُ الأعرابيّ، ورَوَيا الحَدِيث: وَقَصَت بِهِ ناقَتُه فِي لَخاقِيقِ جُرْذان باللاّم. وَقَالَ بعضُهم: لَخاقِيق أصلُه أخاقِيق، كَمَا سَبَق. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: اللَّخْقُ: الشّقُّ فِي الأَرْض، وجمْعُه: لُخوقٌ وألْخاقٌ. وَقَالَ غيرُه: اللّخْقوق: الْوَادي. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: اللّخْقوق: مَسيلُ الماءِ، لَهُ أجْرافٌ وحُفَرٌ، والماءُ يجْري فيحفِرُ الأرضَ كهَيْئة النّهر حتّى تَرى لَهُ أجرافاً، وجمعُه: لَخاقيقُ، وَقيل: شِقابُ الجبَل لَخاقِيقُ أَيْضا. ولخاقيقُ الفَرْج: مَا انْزَوَى من قعْرِه. قَالَ اللّعينُ المِنْقَريُّ:
(كبْساء خَرْقاء مِتْآم إِذا وقَعَتْ ... فِي مَهْبِلٍ أدرَكَتْ داءَ اللّخاقِيقِ)

ل ذ ق
اللاّذِقيّةُ بالذّالِ المُعْجَمة، والمشْهورُ على الألْسِنة بإهْمالِ الدّال، وَقد أهْمَلَه الجماعةُ. وَقَالَ الصّاغانيّ: د مشهورٌ من الشامِ، وَهِي من عَمَل حلَبَ الْآن وَمِنْه الرّبيعُ بنُ مُحَمَّد اللاّذِقيُّ، عَن سَعيد أبي شبيب.
ل ر ق
لُرْقَةُ، بالضّمِّ أهملَه الجماعةُ. وَقَالَ الصاغانيّ: حِصْنٌ بالمَغْرِب. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: بَاب لارقة: أحدُ الأبوابِ فِي جَبَل القَبَقِ.
ل ز ق
لَزِقَ بِهِ، كسَمِع لُزوقاً، وَكَذَا الْتَزَقَ بِهِ الْتِزاقاً مثل: لَصِق والْتَصَقَ، والسينُ لغةٌ فِيهِ، وذكَر لصِقَ هُنَا وأهملَه فِي موضِعِه، وَهُوَ قُصورٌ.

(26/354)


واللِّزاقُ ككِتابٍ: مَا يُلزَق بهِ أَي: يُلصَق، كالغِراءِ وَمَا أشبَه ذَلِك. وَمن الكِناية: اللِّزاق: الجِماعُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وَأنْشد: دَلْو فَرَتْها لَك من عَناقِ لمّا رأتْ أنّكَ بِئْسَ السّاقي ولسْتَ بالمَحْمودِ فِي اللِّزاقِ وَفِي التّهذيب: وجرّبْت ضعْفَك فِي اللِّزاقِ أَي: فِي مُجامَعَتِه إيّاها. ولِزاقُ الذّهَب عندَ الأطبّاءِ: الأُشَّقُ وَهُوَ المعْروف بقَناوَشَقْ. وَقيل: هُوَ دَواءٌ يُجْلَبُ من أرْمِينِيَة بلَوْن الكُرّاث. ويقَعُ هَذَا الاسمُ عِنْدهم أَيْضا على دَواءٍ آخَر يُتّخَذُ من بوْلِ الصِّبيانِ فِي هاوُونِ نُحاسٍ يُسْحَقُ فينْحَلُّ من النُحاس وزِنْجارِه شيءٌ، ثمَّ يُعْقَدُ فِي الشّمْسِ نَقله الصَّاغَانِي نافِعٌ للجِراحاتِ الخَبيثَةِ جِدّاً. ولِزاقُ الحَجَر، أَو لِزاقُ الرُّخام: دواءٌ يُتّخَذُ من حَجَرٍ خاصّ. واللَّزوق، كصَبور، وقاموس: دواءٌ للجُرحِ يلزَمُه حتّى يَبْرأَ بإذْنِ الله تَعَالَى، قالَه اللّيثُ، واقْتَصَر الجوهَريُّ على الْأَخِيرَة. ويُقال: هُوَ لِزْقِي، وبِلِزْقي بكسْرِهما، ولَزيقي كأمير، أَي: بجَنْبي كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غَيره أَي: لَصيقي. وَقَالَ ابنُ عبّاد: يُقال فِي كلامِه لُزَّيْقَى، كخُلَّيْطَى أَي: رُطوبةٌ. وَقَالَ اللّيثُ: اللَّزَق، مُحرّكة: اللّوَى يُلزِقُ الرّئةَ بالجَنْب. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: اللّزَقُ: لُصوقُ الرئة بالجَنْبِ من العطَشِ، يُصيبُ ذَلِك الإبلَ والخيْلَ، وَأنْشد غيرُه لرؤبة: وبَلَّ بردُ الماءِ أعضادَ اللّزَقْ

(26/355)


يَقُول: عطِشْنَ فالزقَت رِئاتُهنّ، فلمّا شرِبنَ ابتلّت نواحِي مَا الْتَزَق من العطَشِ. واللُّزَيْقاءُ، كالقُطَيْعاءِ هَكَذَا ضبَطه، وَفِي اللِّسان: اللُّزَّيْقَى، مِثَال الخُلَّيْطى: مَا ينْبُتُ صبيحَةَ المطَر بلَيْلَتَين يلتَزِق بالطّين الّذي فِي أصولِ الحِجارَة وَهِي خضْراءُ كالعِرْمِض. والمُلَزَّقُ كمُعَظَّم: الغيْرُ المُحْكَم. وَقَالَ ابنُ فَارس: اللامُ والزّاي والقافُ لَيْسَ بأصْلٍ، وإنّما هُوَ من بَاب الْإِبْدَال. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ألزقَه إلزاقاً، كألْصَقَه. ولازَقَه كلاصَقَه. وَتقول: هُوَ جارِي مُلازِقي مُلاصِقي.
وَهِي لِزْقَة، بالكسْر، ولَزيقَة: لَصيقَة. وَقَالَ ابنُ دُريد: اللّزْقُ: إلزامُك الشيءَ بالشيءِ، بالزّاي)
والصّاد، والصّادُ أعلَى وأفْصَح. وأُذُنٌ لَزْقاءُ: التَزَق طرَفُها بالرّأس. وأتَتْنا لُزَقٌ من النّاس، بضمٍ ففتْح، أَي: أخْلاط. ولزّقَه تلزِيقاً كألزَقَه. والمُلْزَق، كمُكْرَم: الدّعِيُّ. والمُلازَقَة: الجِماع، وَهُوَ كِناية. واللّوازِق: الأضْراسُ. واللاّزُوق: الفَرْج، مُولّدتان. واللَّزْقَة، بالفَتْح: هُوَ اللَّزُوق.
وَمن أمثالِ العامّة: لَزْقَة بغِراء: فِيمَا لَا يُمكن الخَلاصُ مِنْهُ.
ل س ق
لَسِقَ بِهِ كعَلِم لُسوقاً، والْتَسَقَ بِهِ، وألْسَقْتُه بِهِ مثل لَصِق، وَهِي لُغة قيْس. وَهُوَ لِسْقِي وبِلِسْقِي بكسْرِهما ولَسيقي أَي: بجَنْبي لُغةٌ فِي الصّادِ عَن ابنِ سيدَه.

(26/356)


واللَّسَق، مُحرّكة: لُصوق الرّئة بالجَنْبِ عطَشاً لغةٌ فِي الصَّاد، ويُروى قولُ رؤبة السابقُ بالوجْهَين. وَقَالَ الأزهريّ: اللَّسَقُ عِنْد العربِ هُوَ الظّمأُ، سُمِّيَ لَسَقاً للزُوقِ الرِّئَةِ بالجَنْب، وأصلُه اللَّزَق. ولسِقَ البَعيرُ، كفَرِح: الْتَسَقَت رِئَتُه بالجَنْبِ والزّاي والصّادُ لُغة فِي الكُلِّ إِلَّا أنّ الصادَ لُغة تَميم، وَالزَّاي لُغةُ رَبيعَة.
والمُلَسَّقُ، كمُعَظَّم: الدّعيُّ وَهُوَ مجَاز، والصّاد لُغة فِيهِ، كَمَا فِي الصِّحَاح.
ل ص ق
المُلْصَقة، كمُكْرَمَة: المرْأَة الضّيِّقَة المُتلاحِمَة. وَمن الْمجَاز: ألْصَق فلانٌ بعُرْقوب بَعيره، أَو ألْصَق بساقِه أَي: ساقِ بَعيره: إِذا عقَره يُقَال: نزلتُ بفلانٍ فَمَا ألْصَقَ بشيءٍ. وَقيل لبعضِ العَرب: كيفَ أنتَ عندَ القِرَى فَقَالَ: أُلْصِقُ وَالله بالنّاب الفانِية والبَكْر الضَّرَعِ، قَالَ الرَّاعِي:
(فقلتُ لَهُ أَلْصِقْ بأيْبَسِ ساقِها ... فَإِن يجْبُرِ العُرقوبُ لَا يَرْقَأُ النَّسا)
أرادَ ألصِقِ السّيفَ بساقِها وأعقِرْها، وَهَكَذَا ذكره ابنُ الْأَثِير فِي النّهاية عَن قَيْسِ بنِ عاصمٍ.
قَالَ لَهُ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم: فكيْفَ أنتَ عِنْد القِرَى فَقَالَ: أُلصِق ... إِلَخ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: لَصِقَ بِهِ يلْصَق لُصوقاً، وَهِي لُغة تَميم. وقيْسُ تَقول: لسِقَ بالسّين. وربيعةُ تَقول: لزِقَ بالزّاي، وَهِي أقبَحُها إِلَّا فِي أشياءَ. والعَجَب من المُصنِّف قد أوردَه استِطْراداً فِي لَسِقَ، وأغفله هُنَا، وَهَذَا محلُّه، وكأنّه قلّدَ الصاغانيَّ فِي اقتِصاره على اللُغَتين المذكورَتين، وهما: المُلْصَقَة، وألصَق بعُرقوب بَعيرِه. غير أنّه تخلّص بقَوْلِه فِي أوّل التّركيب

(26/357)


مَا ذكَرناه فِي تركيب ل ز ق فَهُوَ لُغَة فِي هَذَا التَّرْكِيب فَتَأمل. واللَّصُوق: دواءٌ يَلصَقُ بالجُرحِ، هَكَذَا ذكره الشافِعيّ رَضِي الله عَنهُ. والمُلْصَقُ: الدَّعِيُّ. وَفِي قوْل حاطِب: إنّي كنتُ امْرأ مُلصَقاً فِي قُرَيْش. قيل: هُوَ المُقيمُ فِي الحَيِّ، وليسَ مِنْهُم بنَسبٍ. ويُقال: اشْتَرِ لي لَحْماً وأَلصِقْ بالماعِز)
أَي: اجعَل اعتِمادَك عَلَيْهَا. قَالَ ابنُ مُقبِل:
(وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ، وَقد رَغَتْ ... أجنَّتُها وَلم تُنَضِّحْ لَهَا حَمْلا)
وحرْفُ الإلْصاقِ: الباءُ، سمّاها النّحويّون بذلك لأنّها تُلصِقُ مَا قبلَها بِمَا بعدَها، كَقَوْلِك: مرَرْتُ بزيد. قَالَ ابنُ جِنّي: إِذا قُلت أمسكْتُ زيدا، فقد أعلمت أَنَّك باشَرْتَه نفْسَه، وَقد يُمكِنُ أَن يكونَ منَعْتَه من التّصرُّف من غيرُ مُباشرةٍ لَهُ، فَإِذا قُلت: أمسكتُ بزَيدٍ، فقد أعْلَمْتَ أنّك باشَرْتَه وألصقتَ محلَّ قدْرِك، أَو مَا اتّصلَ بمَحلِّ قدْرِكَ بِهِ، فقد صحّ إِذن مَعْنَى الإلْصاقِ. واللُّصَيْقَى، مُخَفّفَة الصّاد: عُشْبةٌ، عَن كُراع، لم يُحَلِّها. قُلت: وَقد سبَق بيانُها فِي ل ز ق ورُوِي عَن أبي زيْدٍ تشْديدُ الصّاد. ورجلٌ لَصيق، كأمير: دَعيٌّ، وَهُوَ مجَاز.
ل ع ق
لعِقَه، كسَمِعَه لَعْقاً، ولَعْقَةً ويُضَم: لحِسَه. وَفِي الحَدِيث: كَانَ يأكُلُ بثَلاثِ أصابِع، فَإِذا فرَغَ لعِقَها وأمرَ بلَعْقِ الأصابعِ والصَّحْفَة، أَي: لَطْع مَا عَلَيْهَا من أثَرِ الطّعام. وَمن المَجاز: لعِقَ إصْبَعَه أَي: ماتَ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي الأساس: أصابِعَه. واللّعْقَةُ: المرّةُ الواحِدَة. تَقول: لعِقْتُ لَعْقَةً واحِدَةً، كالغَرْفة والغُرْفَة.

(26/358)


وَمن المَجاز: فِي الأرْض لَعْقَةٌ من رَبيع أَي: قَليلٌ من الرُّطْب. ونَصّ الْجَوْهَرِي: لَيْسَ إِلَّا فِي الرُّطْب يلعَقُها المالُ لعْقاً. واللُّعْقَة بالضمِّ: مَا لُعِقَ، يَطَّرِدُ على هَذَا بَاب.
وَفِي الصِّحاح: مَا تأخُذُه المِلعَقَةُ. هَكَذَا فِي سائِر الْأُصُول. وَفِي بعْضِ النُسَخِ: فِي المِلْعَقَة. وَفِي العُباب: الشيءُ القَليلُ بقَدْرِ مَا تأخُذُه المِلعَقَةُ. واللَّعوق كصَبور: مَا يُلْعَقُ من دَواءٍ أَو عسَل.
وَقيل: هُوَ اسمٌ لِما يؤكَلُ بالمِلعَقَة. وَفِي الحَدِيث: إنّ للشّيطانِ نَشوقاً ولَعوقاً ودِساماً أَي: مَا يدْسُم بِهِ أُذُنيْه، أَي: يسُدُّهما، يَعْنِي أَن وساوِسَه مهما وجَدت منْفَذاً دخَلتْ فِيهِ. وَرجل لعْوَق، كجَدْوَل وَهُوَ القَليل العَقْلِ المَسْلوسه. واللُّعاق كغُراب: مَا بقيَ فِي فيكَ من طعامٍ لعِقْتَهُ. يُقال: مَا فِي فيَّ لُعاقٌ من طَعامِك. وَقَالَ اللّيثُ: هُوَ مَا بَقِي فِي فيهِ من بقيّة مَا ابتَلَع. تَقول: مَا فِي فيَّ لُعاقٌ من طَعامِك، وَمن فضْلِك. واللَّعْوَقَة: سُرْعة العَمَل وخِفّتُه ونَزَقُه فِيمَا أُخِذ فِيهِ من عملٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ورجلٌ وعِقٌ لَعِقٌ، ككتِفٍ: حَرِيص وَهُوَ إتْباع لَهُ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ اللّيْثُ: لَعَقَة الدّمِ، مُحرّكة أحلافٌ من قُرَيش. وَقَالَ غيرُه: هم بَنو عبْد الدّار، وَبَنُو مخْزوم، وَبَنُو عَديّ، وَبَنُو سَهْم، وَبَنُو جُمَح سُمّوا بذلِك لأنّهم تحالَفوا فنَحروا جَزوراً، فلَعِقوا من دَمِها، أَو لأنّهم غَمَسوا أيديَهم فيهِ وَهَذَا عَن اللّيث. والْتُعِقَ لونُه، مَبْنِيّاً للمَفْعولِ: إِذا تغيّر نَقله الصاغانيّ. وَمِمَّا) يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ألعَقَه إيّاه، ولعَّقَه تلْعيقاً، عَن السّيرافيّ.

(26/359)


وَرجل وَعْقة لَعْقة، أَي: نكِدٌ لئيمُ الخُلُق، وَهُوَ إتباعٌ لَهُ. والمِلْعَقَة، بِالْكَسْرِ: مَا لُعِقَ بِهِ، واحِدَةُ المَلاعِقِ. وَفِي المثَل: أحمَقُ من لاعِقِ الماءِ وَأنْشد الليثُ لمالِك بنِ أسْماءَ بنِ خارجةَ:
(وأحْمَقُ ممّن يلْعقُ الماءَ قَالَ لي ... دعِ الخمْرَ واشْرَبْ من شَرابٍ مُعسَّلِ)
وقالابنُ فارِس: اللَّعوقُ: أقلُّ الزّادِ. يُقال: مَا مَعنا إِلَّا لَعوقٌ، أَي: شيءٌ يَسيرٌ، وَهُوَ مجَاز. وَمن المَجازِ أَيْضا: ألعقَ النَّسّاجُ الثوبَ: إِذا خَفّف غَزلَه، كَمَا فِي الأساس. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ل ع م ق
اللَّعْمَق، كجَعْفر: الْمَاضِي الجَلْدُ، ذكَره صاحبُ اللّسان، وأهملَه الجَماعةُ.

ل ف ق
لَفَقَ الثّوبَ يلْفِقُه لَفْقاً: ضمّ شُقّةً الى أخْرى فخاطَهما كَمَا فِي الصّحاح. ولَفَقَ فُلانٌ الأمرَ لَفْقاً: طَلَبه فَلم يُدْرِكْه، ويَفعَل ذَلِك الصّقْرُ إِذا كَانَ على يَدَي رجُلٍ، فَإِذا أُرْسِل على الطّير ضَرَبَ بجناحَيْه فسَبَقه الطّيرُ فَلم يصْطَدْ قيل لَهُ: قد لَفَق. وَبِه فُسِّر حديثُ لُقْمانَ بنِ عَاد: خُذي منّي أخي ذَا العِفاق، صَفّاقٌ لَفّاقٌ فيمَنْ رَواه باللاّمِ، قَالَه شَمِر، وَقد ذُكِر فِي أُفٍّ ق. واللِّفْقُ، بالكَسْر: أحدُ لِفْقَي المُلاءَةِ، وكِلتاهُما لِفْقان مَا دامَتا مضْمومَتَين، فَإِذا تَبايَنا بعدَ التّلْفيقِ قيل: انفَتَق لِفْقُهُما، وَلَا يَلزمُهُ اسمُ اللِّفْقِ قبل الخِياطَة. وَفِي الأساس: فَإِذا فُتِقَت الخِياطةُ ذهَبَ الاسْمُ.
والتِلْفاقُ، أَو اللِّفاقُ، بكسْرِهما: ثوْبان يُلْفَقُ أحدُهما بالآخرِ. وَقَالَ

(26/360)


ابنُ عبّاد: يُقال للشُّقَّتَيْن مَا دامَتا ملْفوقَتَين: التِّلفاقُ. وَقَالَ الْأَعْشَى:
(فيا رُبَّ ناعِيَةٍ منهُمُ ... تشُدُّ اللِّفاقَ عليْها إزارا)
يَقُول: أُعْجِلَتْ عَن الائتِزارِ، أَو عَن لبس ثِيابِها فائتَزَرتْ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيدَة أَي من عِظَم عجيزَتِها تحْتاج الى ثوْبَين. ويُروى: تشُقُّ اللِّفاقَ. وَفِي نَوادِر الْأَعْرَاب: تأفَّقَ بِكَذَا، وتلفّق بِهِ أَي: لحِقَه. وَمن المَجاز: تلافَقوا: إِذا تلاءَمَت أمورُهم وأحوالُهم. ولَفِقَ يعْمَلُ كَذَا، بالكَسْر مثل: طَفِق بمَعنى. ولَفِق الشّيْءَ: أصابَه وأخَذَه، نقَلَهُ الصاغانيُّ إِن لم يكن تصْحيفاً من لَقِفَه، بِتَقْدِيم الْقَاف. وَمن الْمجَاز: أحاديثُ مُلَفَّقَة كمُعَظَّمة أَي: مُزخْرَفة أكاذيب نقَلَهُ الجوهريّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: التّلْفيقُ: ضمُّ إحْدى الشُّقّتين الى الأخْرى، فتخِيطُهما، وَهُوَ أعمُّ من اللَّفْقِ. وَفِي العُباب: التّلْفيقُ فِي الثِّياب: مُبالَغَة فِي اللَّفْقِ. قلت: وَمِنْه أُخِذَ التّلْفيقُ فِي المسائِل. واللِّفاقُ،)
بِالْكَسْرِ: جماعَةُ اللِّفْق. وَقَالَ المؤرِّجُ: يُقال للرّجُلَين لَا يَفتَرِقان: هما لِفْقان، وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: مَا هَذَا بطباقٍ لِذا ولِفاق، وَقد تلفّق مَا بينَهُما. واللَّفّاق، ككَتّان: الَّذِي لَا يُدرِك مَا يُطالِبُ، عَم شَمِر. وَقد لَفّق تلْفيقاً. والمُلفَّقُ، كمُعَظَّمٍ: الجيّد، مُولَّدة.
ل ق ق
! اللّقُّ: الصّدْعُ فِي الأَرْض، عَن ابْن الأعْرابيّ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الغامِضُ من الأرْض. وَقيل: الأرضُ المُرتَفِعة. وَقيل: الضّيِّقَةُ المُستطيلةُ. وبكُلِّ ذَلِك فُسِّر كِتابُ عبدِ الملِك الى الحجّاج:

(26/361)


أمّا بعدُ فَلَا تدَعْ خَقّاً من الأرضِ وَلَا {لَقّاً إلاّ زرَعْته.} ولَقّ عينَه {يلُقُّها} لَقّاً: ضرَبَها بيَدِه كَمَا فِي الصِّحاح أَو براحَتِه خاصّةً، كَمَا فِي اللِّسان. {واللَّقْلَقُ: اللِّسانُ وَمِنْه الحَدِيث: من وُقِي شرَّ} لَقْلقِه وقَبْقَبِه وذبْذَبِه فقد دخَل الجنّة. ويُروى: فقد وُقِيَ الشّرّ كُلَّه، رُوِي ذَلِك عَن عُمر رَضِي الله عَنهُ. (و) {اللَّقْلَق: طائِرٌ أعجميٌّ، طَويلُ العُنُق، يأكُلُ الحيّات، معرَّب لكْلَك أَو الأفصَحُ} اللّقْلاقُ، وَبِه صدّر الجوهريُّ ج: لَقالِق. {واللّقْلقة: صوتُه، وَكَذَلِكَ كُلُّ صوْت فِي حرَكة واضطِراب كَمَا فِي الصّحاح. أَو} اللّقْلَقَة: شدّة الصّوْت عَن أبي عُبيد. وَبِه فُسِّر قولُ عُمَر رَضِي الله عَنهُ: مَا لم يكُن نقْع وَلَا {لَقْلَقة، يَعْنِي بالنّقْع: أصواتُ الخُدودِ إِذا ضُرِبَت. وَقيل: اللّقْلَقَة: الجلَبَة كأنّها حِكاية الأصْواتِ إِذا كثُرتْ، فكأنّه أرادَ الصِّياحَ والجَلَبَة عِنْد الموْت. وقيلَ: هُوَ تقْطيعُ الصّوتِ والوَلْوَلَة عَن ابنِ الأعرابيّ، وَأنْشد:
(إِذا هُنّ ذُكِّرْنَ الحَياءَ من التُّقَى ... وثَبْن مُرِنّاتٍ لهُنّ} لقالِقُ)
واللّقْلَقَة: إدامَةُ الحيّة تحريكَ لَحْيَيْها، وإخْراجَ لِسانِها، وأنشدَ شَمِرٌ: إِذا مشَتْ فِيهِ السِّياطُ المُشَّقُ مثل الأفاعِي خِيفةً {تُلقْلِقُ (و) } اللَّقْلَقة: التّحْريكُ. يُقال: {لَقْلَقَه: إِذا حرّكَه، فتلَقْلَق.} والتّلَقْلُقُ: التّحرُّك، مثل التّقَلْقُل، وَهُوَ مقْلوبٌ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: {لقْلَقْتُ الشيءَ، وقَلْقَلْتُه بِمَعْنى واحِدٍ. وطرْفٌ} مُلقْلَقٌ، بالفَتْح أَي: بفَتْح اللَّام: حَديدٌ لَا يَقِرُّ مكانَه، قَالَ امْرُؤ القيْس:

(26/362)


.. وجَلاّها بطَرْفٍ {مُلَقْلَقِ أَي: سريع لَا يَفتُر ذَكاءً، وَكَذَلِكَ رجلٌ} مُلَقْلَق: إِذا كَانَ حادّاً لَا يقَرُّ بمكانٍ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: {اللّقَقَة مُحرّكة: الحُفَر المُضيَّقة الرؤوس قَالَ: (و) } اللّقَقَةُ أَيْضا: الضّارِبون عُيونَ النّاس براحاتِهم.)
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {اللَّقْلاقُ: الصّوْتُ والجلَبة، قالَه الجوهَريّ، وأنشدَ للرّاجِز: إنّي إِذا مَا زبّبَ الأشْداقُ وكثُر اللّجْلاجُ} واللّقْلاقُ ثبْتُ الجَنانِ مِرْجَمٌ ودّاقُ وَقَالَ شَمِرٌ: {اللّقْلَقَةُ: إعجالُ الإنْسان لسانَه حتّى لَا ينْطَبِقَ على أوْفازٍ وَلَا يثْبُت، وَكَذَلِكَ النّظَر إِذا كَانَ سَريعاً دائِباً.} واللَّقُّ: المِسْكُ، حَكَاهَا الفارسيُّ عَن أبي زيْد. واللّقّ: الرّجلُ الكثيرُ الكلامِ، {كاللَّقْلاقِ. يُقال: رجُلٌ} لَقٌّ بَقٌّ، {ولَقْلاقٌ بقْباق،} ولَقّاقٌ بقّاق، كُلُّ ذلِك بِمَعْنى، أَي: مُسْهِبٌ كثيرُ الْكَلَام.
ل م ق
اللَّمْقُ: الكِتابَة فِي لُغة بَني عُقَيل وَسَائِر قيس يَقُولُونَ: اللّمْق: المَحْو نقَله أَبُو زَيدٍ، وعَلى الْأَخير اقتصَر الجوهريُّ، ونقلَ عَن يونُس، قَالَ: سمعتُ أعْرابيّاً يذكُرُ مُصَدِّقاً لَهُم، فَقَالَ: لمَقَه بعد مَا نَمَقه، أَي: محاه بعدَ مَا كتَبه. وَقَالَ شمِر: هُوَ ضِدٌّ، يُقال: لمَقه لمْقاً: إِذا كتبَه، ولَمَقَه: إِذا مَحاه.
وَقَالَ الأصمعيّ: اللَّمْقُ: ضرْبُ العَينِ بالكَفِّ متوسطةً خاصّة كاللَّقِّ، وَأَبُو زيْد مثلُه، كَمَا فِي الصِّحَاح. وعمَّ بِهِ بعضُهم العينَ وغيرَها. يُقال: لمَقَه لمْقاً: إِذا لطَمَهُ.

(26/363)


واللَّمْقُ: النّظر. يُقال: لمَقْتهُ ببَصَري، مثل: رمَقْته، نَقله الْجَوْهَرِي. ولمَقُ الطّريق، مُحرَّكةً: نهْجُه ووسَطُه. وَقَالَ اللّيث: مَتْنُه، لغةٌ فِي لَقَمه مقْلوب، قَالَ رؤبة: ساوَى بأيْدِيها ومِن قصْدِ اللّمَقْ مَشْرَعَةٌ ثَلْماءُ منْ سَيْلِ الشَّدقْ وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقال: خلِّ عَن لَمَقِ الطّريق ولَقَمِه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: اللُّمُق بضمّتَيْن: جمْع لامِق للمُبتَدِئ بصَفْق الحَدَقَة فِي ضِرابِه وشرِّه، يُقال: لمَق عينَه: إِذا عوّرَها. ويُقال: مَا ذاقَ لَماقاً، كسَحابٍ أَي: شَيْئاً قَالَ الجوهريُّ: هَذَا يصلُح فِي الأكْلِ وَفِي الشُربِ. قَالَ نهشَلُ بن حَرِّيّ:
(وعَهْدُ الغانِياتِ كعهْدِ قَيْنٍ ... وَنَتْ عَنهُ الجَعائِلُ مُستَذاق)

(كجلْب السَّوْءِ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ ... وَلَا يشفي الحَوائِمَ من لَماقِ)
وخصّ بعضُهم بِهِ الجَحْدَ، يَقُولُونَ: مَا عندَه لَماقٌ، وَمَا ذُقتُ لَماقاً، وَلَا لَماجاً، أَي: شَيْئا. وَقَالَ)
أَبُو العَميْثل: مَا تلمَّقَ بشيءٍ، أَي: مَا تلَمّج نقَلَه الجوهريّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: لَمَقَ عينَه لمْقاً: رَماها فأصابَها. واليَلْمَقُ: القَباءُ المحْشوُّ، وَسَيَأْتِي ذكرُه فِي الياءِ مَعَ الْقَاف. وَمَا بالأرضِ لَماقٌ، أَي: مرتَعٌ.
ل وق
{لَقْتُه} ألوقُه {لَوْقاً: لَيّنْتُه ومرَسْتُه، عَن ابْن دُريد. (و) } لُقْتُ عينَه {لَوْقاً: ضرَبْتُها بالكَفِّ مثل اللّقّ. (و) } لُقتُ الدّواةَ لوْقاً: أصلَحتُ

(26/364)


مِدادَها فَهِيَ {مَلوقَةٌ: قَالَ ابنُ بَرّي: حَكَاهَا الزّجاجي.} واللَّوْقة: السّاعة يُقَال: ذهَب فلانٌ {لَوْقَة، أَي: سَاعَة، عَن ابنِ عبّاد. (و) } اللُّوقَة بالضّمّ: الزُّبْدَةُ عَن الكسائيِّ والفرّاءِ، قَالَه أَبُو عُبيد. أَو الزُبْدَةُ بالرُّطَب، قَالَه ابنُ الكلْبي، حَكَاهُ عَنهُ أَبُو عُبيد. أَو السّمْنُ بالرُّطَب، {كالألُوقةِ، كمَلولَة لُغتان حكاهُما أَبُو عُبيد عَن ابْن الكَلبيّ، وتنظيرُه بمَلولة يدُلُّ على أنّ ألِفَه أصْليّة، وأنشدَ اللّيثُ لرجُل من بَني عُذْرة:
(وإنّي لمَنْ سالمتُمُ} لألُوقةٌ ... وإنّي لمنْ عادَيْتُمُ سُمُّ أسْودِ)
وَقَالَ الآخر:
(حَديثُك أشْهى عنْدَنا من {ألوقَة ... تعجَّلَها ظَمآنُ شهْوانُ للطُّعْمِ)
وَقد تقدّم فِي ألَق هَذِه الْأَقْوَال. وَقَالَ ابنُ سيدَه: سُمّيَت لتألُّقِها، أَي: بَريقِها، فراجِعْ كلامَ ابنَ برّي هُناك.} وتلْويقُ الطّعام: إصْلاحُه بِها. ومنْه حديثُ عُبادَة بنِ الصّامِتِ رضِيَ الله عَنهُ: وَلَا آكُلُ إِلَّا مَا {لُوِّقَ لي أَي لُيِّن حَتَّى يَصير} كاللُّوقَة فِي اللّين، قَالَه الزّمخشري. ويُقال: مَا ذاقَ {لَواقاً أَي: شَيْئاً. ويُقال: هُوَ لَا} يَلوق عندَك، أَي: لَا يَقِرُّ. وَنَصّ المُحيط: هما لَا {يَلوقانِ عَلَيْك أَي لَا يَقِرّان عندَك.} واللَّوَق، مُحرّكةً: الحُمْق، وَهُوَ {ألْوَقُ أَي: أحمقُ فِي الكَلامِ. وَكَذَلِكَ أولقُ، وَقد تقدّم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رجل عَوِقٌ} لَوِقٌ، ككتِف: إتعباع. وَقد مرّ للمصنِّف، وَكَذَلِكَ: ضَيِّق عيِّق! لَيِّق، كلّ ذلِك على الإتْباع.

(26/365)


{واللّوقُ، بالضّمِّ: كُلُّ شيءٍ ليّن من طَعام وغيرِه. وذَوّاق} لوّاق، إتباع. {ولُوَاق، كغُراب: أرضٌ مَعْرُوفَة. وَقَالَ أَبُو دُواد:
(لَمنْ طَلَلٌ كعُنوانِ الكِتابِ ... ببَطْنِ} لُواقَ أَو بَطْنِ الذُّهابِ)
وَبَاب {اللّوقِ، بالضّمِّ: أحدُ أَبْوَاب مِصْر، حرَسَها اللهُ تَعالى.} ولُوقَان، بالضمِّ: علَم. وشَبْرا اللّوق، وتُعْرَفُ بشَبْرا النّخْلَةِ: قَرْيَة بمِصْر من أعمالِ الشّرقية.
ل هـ ق
اللهِق، ككَتِف، وبالتّحريك: البَعيرُ الأعيَسُ، وَهِي بهاء، ج: لَهَقاتٌ ولِهاقٌ. قَالَ القُطاميُّ يصِفُ إبِلا:
(وَإِذا شفَنّ الى الطّريق رأيْنَه ... لَهِقاً كشاكِلَةِ الحِصانِ الأبْلَقِ)
واللَّهِقُ: الثّورُ الأبيضُ. وكُلّ أَبيض كاللَّهاق فيهِما كسَحاب. قَالَ أميّةُ بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ:
(حَديدِ القَناتَيْن عبْلِ الشّوَى ... لَهاقٍ تلأْلؤهُ كالهِلالْ)
وأبيضُ لهَق، كجَبَل، وكتِف، وسَحاب، وكِتاب أَي: شَديد البَياض مثل يَقَق ويَقِق. وَهِي لهِقَة كفرِحة، وكِتاب. أَو اللَّهَقُ مُحرّكة: الأبيضُ لَيْسَ بِذِي بَريقٍ إنّما هُوَ نعْتٌ فِي الثّوب والشّيْبِ، قَالَه اللّيثُ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ وصْفٌ فِي الثّوْر والثّوب والشّيْب قَالَ الْأَعْشَى:
(حرفا مُضَبَّرةً فُتْلاً مرافِقُها ... كأنّها ناشِطٌ فِي غَمْرة لَهِقُ)

(26/366)


وَقَالَ أسامةُ الهُذَليّ:
(وَإِلَّا النّعامَ وحَفّانَه ... وطَغْياً مَعَ اللَّهِقِ الناشِطِ)
وَقَالَ آخر فِي وصْفِ الشّيْب:
(بانَ الشّبابُ ولاحَ الواضِحُ اللهَقُ ... وَلَا أرى باطِلاً والشّيبَ يتَّفِقُ)
ولهِقَ الشيءُ كفرِح لَهَقاً. ولهَقَ مثل مَنَع لهْقاً، فَهُوَ لهِقٌ: ابيضََّ شَديداً. ويُقال: اللهَقُ مقصورٌ من اللهاقِ. وَقَالَ كعبٌ رَضِي الله عَنهُ: ترْمي الغُيوبَ بعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ المُفردُ: الثّورُ الوحْشي. ولَهِقٌ، بفتْح الهاءِ وكسْرها: الأبيضُ. كتلهّق. قَالَ رؤبة: ومجّت الشمسُ عَلَيْهِ روْنقا إِذا كَسا ظاهِرَةُ تلهَّقا ورجُلٌ لهْوَقٌ كجَرْوَلٍ: مُطَرْمِذٌ ملَق فيّاشٌ متكبِّر، يُبْدي غيرَ مَا فِي طَبيعَتِه، ويتزيّنُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ من خُلُق ومُروءَة وكَرَم. واللهْوَقَةُ: أَن تتحسّنَ بِمَا ليْس فِيك ونقَلَ الجوهريّ عَن أبي الغَوْث: اللهْوَقَة: أَن تتحسّن بالشيءِ، وَأَن تُظهِر شَيْئا باطِنُك على خِلافِه، نَحْو أَن يُظهِرَ الرّجُلُ من السّخاءِ مَا ليْس عَلَيْهِ سجيّتُه. قَالَ الكُمَيتُ يمدَحُ مَخْلدَ بنَ يَزيد بنِ المهلّب:
(أجْزيهِمُ يدَ مَخْلَدٍ وجزاؤُها ... عِنْدي بِلَا صَلَفٍ وَلَا بتلَهْوُقِ)
)
وكُلُّ مَا لم تُبالِغْ فِيهِ من عَملٍ وكلامق فقد لهْوَقْتَه، وتلَهْوَقْتَ فِيهِ، نَقله الجوهريُّ عَن الفَرّاءِ.
وَقَالَ غيرُه: المُتَلهْوِق: المُبالِغُ فِيمَا أَخذ فِيهِ من عمَلٍ أَو لُبْس. وَفِي الحَدِيث: كَانَ

(26/367)


خُلُقُه سجيّةً وَلم يكن تلهْوُقاً، أَي: لم يكُن تصنُّعاً وتكلّفاً. وَقَالَ الآمِديُّ فِي كِتاب الموازَنة: إنّ التّلَهْوُقَ لُطْفُ المُداراةِ والحِيلَة بالقَوْلِ وغيرِه، حَتَّى تبلغَ الحاجةَ، ومنْه قولُ أبي تمّام:
(مَا مُقَربٌ يخْتالُ فِي أشْطانِه ... ملآنُ من صَلَفٍ بِهِ وتَلَهْوُقِ)
قَالَ: وَمِنْه قَول الأغلَبِ العِجْليِّ يصِفُ مُداراةَ رجُل لَهُ امرأةٌ حتّى نالَ مِنْهَا: فلمْ يزَلْ بالحَلَفِ النّجِيِّ لَهَا وبالتّلَهْوُقِ الخَفيِّ أنْ قد خلَوْنا بفَضاً نَفيِّ وغابَ كلُّ نفَسٍ مخْشيِّ وَفِي الغَريبِ المُصَنَّف لأبي عُبيد فِي أول نوادِرِ الْأَسْمَاء: التّلَهْوُقُ: مثل التّملُّق، نقَله شيخُنا هَكَذَا، قَالَ: والمُصنِّفُ أغْفَل بيانَه والتّعرُّضَ لَهُ تقْصيراً. قلت: هَذَا الَّذِي نقَلَه عَن أبي عُبيد، وَكَذَا فِي كَلَام الآمديِّ فَإِنَّهُ يُفهَم من قوْل المُصنِّف: أَن تتحسّن بِمَا ليْسَ فيكَ، والتّملُّق ولُطْفُ المُداراةِ، كلاهُما من التّصنُّع والتّحسُّن بِمَا ليسَ فِي الإنسانِ سجيّة، فتأمّل ذَلِك. ورجلٌ ملهَّقُ اللّون، كمُعَظَّمٍ وَفِي العُباب: بسُكونِ اللَّام، أَي: أبيضُه واضحُه.
ل ي ق
{لاقَ الدّواةَ} يَليقُها {لَيْقَة،} ولَيْقاً، {وألاقَها} إلاقَةً، وَهِي أغْربُ: جعلَ لَهَا {لِيَقَةً، أَو أصْلَحَ مِدادَها،} فلاقَتِ الدّواةُ: لصِقَ المِدادُ بصوفِها فَهِيَ {مُليقَةٌ،} ولائِقٌ، لُغةٌ قَليلة، وكذلِك لُقْتُها لوْقاً، فَهِيَ مَلوقَة، وَقد تقدّم. {واللِّيقَةُ، بالكَسْر: الاسْمُ مِنْهُ وَهِي ذاتُ وجْهَين. قَالَ الْأَزْهَرِي:} لِيقةُ الدّواةِ: مَا اجْتَمَع فِي وقْبَتِها من سَوادِها بمائِها. وحَكى ابنُ الأعرابيّ: دَواةٌ مَلوقَة،

(26/368)


أَي: {مَليقَةٌ: إِذا أصلَحْتَ مِدادَها، وَهَذَا لَا يُلحِقُها بِالْوَاو لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ على قولِ بعضِهم: لوقَت فِي ليقَت، كَمَا يَقُول بعضُهم: بوعَتْ، فِي بيعَت، ثمَّ يَقُولُونَ على هَذَا: مَبوعةٌ فِي مَبيعَة. قلت: وَقد تقدّم عَن الزّجاجيّ تصْحيحُ هَذَا القَوْل، كَمَا حَكَاهُ عَنهُ ابنُ برّيّ. وَقَالَ أَبُو زيدٍ:} اللّيقَةُ الطينة اللّزِجَة تلينُ باليدِ، يم يُرْمى بهَا الحائِطُ فتَلْزَقُ بِهِ. {ولاقَ بِهِ فلانٌ: لَاذَ بِه. ولاقَ بهِ الثّوْبُ أَي: لَبِقَ بِهِ.
ويُقال: هَذَا الأمرُ لَا} يَليقُ بك أَي: لَا يعْلَقُ وَلَا يَلْبَق بِك، بالمُوَحَّدة أَي: لَا يزْكو. قَالَ الأزهريُّ: والعرَب تقولُ: هَذَا الأمرُ لَا يَليقُ بكَ، مَعْنَاهُ لَا يحْسُن بكَ حَتَّى يلْصَقَ بك، وَقيل: لَيْسَ يُوَفَّقُ لَك. {واللِّيق، بالكَسْر: شيْءٌ أسود يُجعَلُ فِي الكُحْلِ. قَالَ الزّمخْشريُّ: وَهُوَ بعضُ أخْلاطِه.
(و) } اللِّيَقُ كعِنَب: قَزَعُ السَّحابِ عَن ابنِ عبّادٍ. وَقَالَ الزّمخْشَريّ: الواحِدةُ {لِيقَة، يُقال: رأيتُ فِي السّماءِ} ليقَة. {وألاقَه بنفْسِه أَي: ألْزَقَه. ونصُّ الصِّحاح:} ألاقُوه بأنْفُسِهم، أَي: ألزَقوه. قَالَ زُمَيلُ بنُ أُبَيْر:
(وهلْ كُنتَ إلاّ حَوْتَكِيّاً {ألاقَهُ ... بَنو عمِّه حَتَّى بَغَى وتجبَّرا)
وفُلانٌ مَا} يَليقُ دِرْهَماً من جودِه كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي الأساس: لَا {تَليقُ كفُّه دِرْهَماً وَلَا تَليقُ بكفِّه دِرْهم، أَي: مَا يُمْسِكُه وَلَا يَلْصَق بِهِ، أَو مَا يحْتَبِسُ، قَالَ الشَّاعِر: تقولُإذا استَهْلَكْتُ مَالا للذّة فُكَيْهَةُ: هَل شيءٌ بكفّيْكَ} لائِقُ وَقَالَ آخر:

(26/369)


كفّاك كَفٌّ لَا {تُليقُ دِرْهَما جُوداً وأخْرى تُعْطِ بالسّيفِ الدَّما} والْتاقَ بِهِ: إِذا صَافاه حتّى كأنّه لزِقَ بِهِ. (و) {التاقَ لَهُ: لزِمَه. وَقَالَ اللّيثُ:} الالتِياقُ: لُزومُ الشّيءِ للشّيءِ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: {الْتاقَ فُلانٌ أَي: اسْتغْنى. تَقول: أَنا} مُلْتاقٌ بكَذا، قَالَ ابنُ ميّادة:
(وَلَا أنْ تكونَ النّفْسُ عَنْهَا نَجيحةً ... لشيءٍ وَلَا {مُلْتاقةً ببَديل)
)
} واللِّياقُ بالكَسْر: شُعْلَة النّار، عَن ابنِ عبّاد. (و) {اللَّياقُ بالفَتْح: الثّباتُ فِي الأمْر. يُقال: لَيْسَ لفُلانٍ} لَياقٌ. واللَّياقُ أَيْضا: المَرْتَع. يُقال: مَا بالأرضِ عَلاقٌ وَلَا {لَياقٌ، أَي: مرْتَع يُؤْكلُ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقال: للمَرْأَة إِذا لم تحْظَ عِنْد زوجِها: مَا عاقَت وَلَا} لاقَت، أَي: مَا لَصِقَتْ بقَلْبِه.
{واللَّياقُ،} واللَّيَقانُ: اللّزوق. وَمَا {لاقَ ذَلِك بصَفَري: لم يوافِقْني. وَقَالَ ثعْلبٌ: مَا} يَليقُ ذَلِك بصَفري، أَي: مَا يثْبُتُ فِي جوْفي. وَمَا يَليقُ هَذَا الأمرُ بفُلان، أَي: ليْس أهْلاً أَن يُنْسَبَ إِلَيْهِ، وَهُوَ من ذلِك. {والْتاقَ قلْبي بفُلانٍ، أَي: لَصِقَ بِهِ وأحبّه. ووجْه} مُلْتاقٌ، أَي: حسَنٌ نضيرٌ {يلْتاقُ بِهِ كُلُّ مَنْ رَآهُ، ويألَفُه، وأصلُه} مُلْتاقٌ بِهِ. {وليّقَ الطّعام: ليّنه.} وليَّق الثّريد بالسّمنِ: إِذا أكثرَ أُدمَه. وقولُ أبي العِيال:

(26/370)


(خِضَمٌّ لمْ {يُلِقْ شَيْئاً ... كأنّ حُسامَه اللهبُ)
أَي: لم يمْسِك شَيْئا إِلَّا قطَعه حُسامُه، يُقال: ألاقَ، أَي: حبَسَ.} واسْتَلاقَه بِهِ: مثل {ألاقَه بِهِ. وَمَا يَليقُ ببَلَدٍ، أَي: مَا يَمْتَسِكُ، وَمَا} يُليقُه بلَدٌ، أَي: مَا يُمْسِكُه. وَقَالَ الأصمعيُّ للرّشيد: مَا {- ألاقَتْني أرْضٌ حَتَّى أتيتُك يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ. قَالَ الأزهريُّ أَي: مَا ثَبَتُّ فِيهَا. وَقَالَ أَبُو زيد: هُوَ ضَيْقٌ} ليِّقٌ، وضيِّقٌ ليِّق: إتباع.