تاج العروس

(فصل اللَّام مَعَ الْكَاف)

ل أك
} المَلأَكُ! والمَلأَكَةُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ

(27/316)


والصّاغانِي، وَفِي اللِّسانِ، هِيَ: الرسالَةُ.
{وأَلِكْنِي إِلى فُلانٍ، أَي: أَبْلِغْهُ عَنِّي، أَصْلُه} أَلْئكْنِي، حُذِفَتِ الهَمْزَةُ، وألْقِيَتْ حَرَكَتُها على مَا قَبلَها وَقد وَرَدَت هَذِه الكلمَةُ فِي كَلام النابِغَةِ، واعْتَرَضَه الآمِدِيّ فِي المَوازَنَة بأنّ معناهُ: كُنْ لِي رَسُولاً فكَيفَ يَقُولُ {أَلِكْني إِلَيكَ عَنِّي نَقله شَيخُنا. وَقد تَقَدّمَ البَحْثُ فِيهِ مُطَوَّلاً فِي أَل ك فراجعْه.
وحَكَى اللِّحْيانِي:} أَلِكْتُه إِلَيه فِي الرِّسالَةِ {أَلِيكُه} إِلاكَةً، وَهَذَا إِنّما هُوَ على إِبْدالِ الهَمْزَةِ إِبْدالاً صَحِيحاً.
{والمَلأَكُ: المَلَكُ لأَنّه يُبَلِّغُ الرسالَةَ عَن الله عَزَّ وجَلَّ، وزنُه مَفْعَلٌ، والعَيْنُ مَحْذُوفَةٌ وَهِي الهَمْزَةُ ألْزِمَت التَّخْفِيفَ بإِلقاءِ حَرَكَتِها على السّاكِنِ قَبلَها إِلاَّ شاذًّا كقَوْلِه:
(ولَستُ لإِنْسِي ولكِنْ} لَمَلأَكٍ ... تَنَزَّل من جَوِّ السَّماءِ يَصُوبُ)
والجَمْعُ {مَلائِكَة، جَمَعُوه مُتمِّمًا، وزادُوا الهاءَ للتَّأْنِيث، ووزنه مَفاعِلَةٌ، ويجْمَع أَيْضًا على} مَلائِكَ، كمَساجِدَ، وقِيلَ: ميمُه أَصلِيّةٌ لَا هَمزَتُه، ووَزْنُه فعائِلَة، وقِيلَ: هُوَ من أَل ك كَمَا مَرّ، وسَيَأْتِي فِي م ل ك أَشياءُ تَتَعَلَّقُ بِهَذَا الحَرفِ، فليُتَأَمَّلْ هُناك.
وَفِي المُحْكَم تَرْجَمَة أَل ك مُقَدَّمَةٌ على تَرجَمَة ل أَك وَقَالَ مَا نَصّه: إِنَّما قَدَّمت بابَ مَأْلكَة على بَاب {مَلأَكَة، لأَنَّ مَأْلكَةً أَصلٌ، ومَلأَكَة فَرعٌ مقلوبٌ عَنْهَا، أَلا تَرَى أَنَّ سِيبَوَيْهِ قَدَّمَ} مَأْلكَةً على مَلأَكَةٍ فقالَ: وقالُوا: مَأْلكَة ومَلأَكَة فلَم يكُنْ سِيبَوَيْهِ على مَا هُوَ بِهِ منِ التَّقَدُّمِ والفَضْلِ ليَبدَأَ بالفَرع على الأصْلِ، هَذَا مَعَ قَوْلِهِم {الأَلُوك، قَالَ فَلذَلِك قَدَّمْناهُ، وِإلاّ فَلَقَد كانَ الحُكْمُ أَنْ يقدِّم مَلأَكَة على مَأْلكَة لتَقَدُّمِ الّلامِ فِي هَذِه الرُّتْبَةِ على الهَمزةِ، وَهَذَا هُوَ تَرتِيبُه فِي كِتَابه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} اسْتَلأَكَ لَهُ: ذَهَب برِسالَتِه، عَن أبي عَلِي.

ل ب ك
اللَّبكُ: الخَلْطُ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ:

(27/317)


(إِلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ ... لُبابَ البُر يُلْبَكُ بالشِّهادِ)
كالتْلْبِيكِ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّاد.
واللَّبكُ: الشَّيْء المَخْلُوط كاللَّبكَةِ وَقد لَبَكَه لَبكًا.
واللَّبكُ: جَمْعُ الثَّرِيدِ ليَأْكُلَه كَذَا فِي المُحْكَمِ.
وَمن المَجاز: أَمْرٌ لَبِك، ككَتِف: مُلْتَبِسٌ، وَفِي الصِّحاحِ: مُخْتَلِطٌ وأَنْشَدَ لزُهَير:
(رَدَّ القِيَانُ جِمالَ الحَي فاحْتَمَلُوا ... إِلى الظَّهِيرَةِ أَمْرٌ بَينَهُم لَبِكُ)
وأَنْشَدَ الصّاغاني لرؤْبَةَ: وحاجَةٍ أَخْرَجُت من أَمْرٍ لَبِكْ والْتَبَكَ الأَمْر، أَي: اخْتَلَطَ كَمَا فِي الصِّحاحِ زَاد الصّاغاني: والْتَبَسَ، وَهُوَ مَجازٌ.
واللَّبِيكَةُ: جَماعَةٌ من الغَنَم، قالَ ابنُ السكيتِ عَن الكِلابي: أقولُ: لَبِيكَةٌ من غَنَمٍ، وَقد لَبَكُوا بينَ الشّاءِ، أَي: خَلَطُوا بَينَها، وَهُوَ مِثْلُ البَكِيلَةِ نَقله الجَوْهرِيُّ.
وقالَ عَرّامٌ: اللَّبِيكَةُ: الجَماعَةُ من النّاسِ كاللُّباكَةِ، بالضَّمِّ.
واللَّبِيكَةُ: ضَربٌ من الطَّعامِ، وَهُوَ دَقِيقٌ يُلْبَكُ بزُبْد أَو سَمْنٍ، قَالَه ابنُ عَبّادٍ، وَفِي اللِّسانِ: أَقِطٌ ودَقِيق أَو تَمْرٌ ودَقِيقٌ وسَمْنٌ أَو زَيْتٌ يُخْلَطُ ويُصَبُّ عليهِ، وَلَا يُطْبَخُ.
وَمن المَجازِ: اللَّبَكَةُ، محركَةً: اللُّقْمَةُ من الثَّرِيدِ، وَبِه فُسِّرَ قولُهم: مَا ذُقْتُ عِندَه عَبَكَةً وَلَا لَبَكَةً. أَو القِطْعَةُ من الثَّرِيدِ كَمَا فِي الصِّحاح. أَو القِطْعَةُ من الحَيسِ كَمَا فسَّرَه ابنُ دُرَيْد.
والإِلْباكُ: الإِخْناءُ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الإِلْباكُ الإِخْطاءُ فِي المَنْطِقِ والحُجَّةِ، وِإغْلاطٌ فِيهِما.)
قَالَ: وتَلًبّكَ الأَمْرُ: تَلًبّسَ واخْتلَطَ.

(27/318)


وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: أَمْرٌ لَبِيكٌ، أَي: مُخْتَلِطٌ.
وثَرِيدَةٌ مُلًبّكَةٌ، كمُعَظَّمَة، أَي: مُلًبّقَةٌ لَيِّنَة، عَن ابنِ عَبّادٍ.
ووَقَع فِي لَبكَةٍ، بِالْفَتْح، ولَبِيكَة، أَي اختِلاطٍ.
ل ح ك
لَحَكَهُ، كمَنَعَه لَحْكًا: أَوْجَرَه الدَّواءَ.
ولَحَكَ بالشَّيْء لَحْكًا: شَدَّ الْتِئامَه، كلاحَكَ وتَلاحَكَ وَقد لُوحِكَ فتَلاحَكَ، ورُّبما قِيلَ: لَحِكَ لَحَكًا، وَهِي مُماتَةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: اللَّحْكُ: مُداخَلَةُ الشَّيْء فِي الشَّيْء والْتِزاقُه بهِ، يُقال لُوحِكَ فَقارُ ظَهْرِه: إِذا دَخَل بعضُها فِي بَعْضٍ.
ومُلاَحَكَةُ البُنْيانِ ونَحْوِه، وتَلاحُكُه: تَلاؤُمُه، قَالَ الأَعْشَى:
(ودَأْيًا تَلاحَكَ مِثْلَ الفُؤُو ... سِ لاءم مِنْها السَّلِيلُ الفَقارَا)
وَفِي صِفَةِ سَيّدِنا رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلّم: إِذا سُرَ فَكأَنَّ وَجْهَهُ المرآةُ، وكأَنَّ الجُدُرَ تُلاحِكُ وَجْهَهُ المُلاحَكَة: شِدَّةُ المُلاءَمَةِ، أَي لإِضاءةِ وَجْهِه صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّمَ يُرَى شَخْصُ الجُدُرِ فِي وَجْهه، فكًأَنها قد داخَلَتْ وَجْهه. قُلْتُ: وَقد تَأَمَّلْتُ هَذَا المَعْنَى فِي إِضاعَةِ وَجْهه الشَّرِيفِ عندَ طَلاقَةِ البَشَرَةِ فِي السُّرُورِ، وَمَا خُصَّ من الجَمالِ والهَيبَةِ، وأَدَمْتُ هَذِه المُلاحَظَة فِي خَيالي، ورَسَمتُها فِي لَوْحِ قَلْبِي، ونِمْتُ، فإِذا أَنَا فِيما يَراهُ النّائِمُ بينَ يَدَيْ حَضْرَتِه الشَّرِيفَةِ بالرَوْضَةِ المُطَهَّرَةِ، فنَزَلْتُ أًتمَرَّغُ بوَجْهي وخَدِّيِ وأَنْفي على عَتَبَةِ الرَّوْضَةِ، فإِذا أَنَا برَوائِحَ فاحت من التّربَةِ العَطِرَةِ مَا لَم أَقْدِرْ أَنْ أصِفَها، بل تَفُوقُ على المِسكِ، وعَلَى العَنْبَرِ، بل لَا تُشْبِهُ روائَحَ الدُّنْيَا مُطْلقًا، وانْتَبَهْتُ وتلكَ الرَّوائحُ قد عَمَّتْ جَسَدي بل البَيتَ كُلَّه وأُلْهِمْتُ ساعَتَئذٍ بأَنْواعٍ من صِيَغِ صَلَواتٍ عليهِ صَلَّى اللَّهُ تعالَى عليهِ

(27/319)


وسَلَّمَ، فمِنْها مَا حَفِظْتُه، ومِنْها مَا نَسيتُه، مِنْهَا: اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَوْلانَا مُحًمّدٍ الَّذِي هُوَ أَبْهى وأَذْكَى من المِسكِ والعَنْبَرِ، اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّم على سَيدِنا ومَولانا مُحَمَّد الَّذِي كَانَ إِذا سُرَّ أَضاءَ وَجْههُ الشَّرِيف حتّى يُرَى أَثَرُ الجُدْرانِ فيهِ وكانَتْ هَذِه الوَاقِعَةُ فِي لَيلَةِ الجُمعَة المُبارَكَةِ لسِت بَقِيَتْ من ذِي القِعْدَة الحَرامِ سنَةَ بَلَّغَنا اللَّهُ إِلى زِيارَتِه العامَ، فِي إِقْبالٍ وإِنْعام، وسلامَة الأَحْوالِ والإِكْرامِ، عَلَيْهِ أزكَى الصَّلاةِ وأتمُّ السَّلامِ.
واللَّحِكُ، ككَتِف: الرَّجُلُ البَطِيءُ الإِنْزالِ، نقَلَه الصّاغاني.
وقالَ ابنُ الأَعرابِي: لَحِكَ العَسَلَ، كسَمِعَ: لَعِقَهُ.)
واللُّحَكاءُ، كالغُلَواءِ نقَلَه الصّاغاني. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: هِيَ اللّحَكَةُ كهمَزَةٍ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: دُوَيْبَّةٌ زَرْقاءُ تَبرُقُ تُشْبِهُ العظاءةَ ولَيسَ لَهَا ذَنَبٌ طَوِيلّ كذَنَب العَظاءةِ، وقَوائِمُها خَفِيَّةٌ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَظُنُّها مَقْلُوبَةً مِنَ الحلَكَةِ.
وقالَ أَبو عُبَيدٍ: المُتَلاحِكَةُ: النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الخَلْقِ نقَلَه الجَوهرِيُّ.
ويُقالُ: لُوحِكَ فَقارُ ظهْرِه، أَي: دَخَلَ بعضُه فِي بَعْضٍ.
والمَلاحِكُ: المَضايِقُ من الجِبالِ وغَيرِها، نقَله الصّاغاني.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: أَلْحَكَه العَسلَ: أَلْعَقَه، عَن ابْن الأَعْرابيِّ، وأَنْشَد: كَأَنَّمَا تُلْحِك فاهُ الرُّبَّا وشَيءٌ مُتلاحِكٌ: مُتَداخِلٌ بَعْضُه فِي بَعْضٍ، قالَ ذُو الرمَّةِ:
(أَتتكَ المهَارَى قَدْ بَرَى جَذْبُها السرَى ... نَبَا عَن حَوانِي دَأْيِها المُتَلاحِكِ)
وَفِي النَّوادِرِ: رَجُلٌ مُستَلْحِكٌ ومُتَلاحِكٌ فِي الغَضَبِ: مُستَمِرّ فِيهِ.
ل د ك
لَدِكَ بهِ كفرِحَ لَدْكًا بالفَتْح على غَيرِ قِياس وَلَدَكًا بالتَّحْريكِ على القِياسِ، أهْمَلَه الجَوْهرِيُّ، وقالَ اللَّيثُ:

(27/320)


أَي لَزِقَ، ولكنّه اقْتَصَرَ على اللّدَكِ بالتحريكِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فإِن صًحّ مَا قالَه فالأَصْلُ فِيهِ لَكِدَ: أَي لَصِقَ، ثمَّ قُلِبَ، كَمَا قالُوا: جَذَبَ وجَبَذَ.
ل ز ك
لَزِكَ الجُرحُ، كفَرِحَ لَزَكًا بالتّحْرِيكِ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيثُ: إِذا اسْتَوَى نَباتُ لَحْمِه ولَمّا يَبرَأ بعدُ، أَو هُوَ تَصْحِيفٌ لم يسمَع إِلاّ لَهُ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ الأَزْهَرِيُّ، وَقَالَ: الصَّوابُ بِهذَا المَعْنَى الَّذِي ذَهَبَ إِليه اللَّيثُ أَرَكَ الجُرحُ يَأْرُكُ ويَأْرِكُ أُرُوكاً: إِذا صَلَحَ وَتماثَلَ، وَقَالَ شَمِرٌ: هُو أَنْ تَسقُطَ جُلْبتُه ويُنْبِتَ لَحْمًا.
قلتُ: وَهَذَانِ الحَرفانِ قد عَرَفْتَ مَا فِيهما، وهما لَيسَا على شَرطِ الجَوهَرِيِّ، فَلَا يَصْلُحُ اسِتدْراكُهُما عَلَيْهِ، فتَأَمّل.
ل ف ك
الأَلْفَكُ أَهْمَلَه الجَوهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِي: هُوَ الأَعْسَرُ، وَقَالَ فِي موضِعٍ آخر: هُوَ الأَخْرَقُ كالألْفَتِ، وَقَالَ مًرّةً: هُوَ الأَحْمَقُ كاللَّفِيكِ كأَمِيرٍ، وَهُوَ المُشْبَعُ حُمْقًا، وَهَذِه عَن أبي عَمْرو، كالعَفِيكِ.
ل ك ك
{لكَّهُ} يَلُكُّه {لكًّا: ضَرَبَه مثل صَكَّهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: ضَرَبَه بجُمْعِهِ فِي قَفاهُ. أَو هُوَ إِذا ضَرَبَه فدَفَعَه فِي صَدْرِه، وقالَ الأصْمَعِي: صَكَمْتُه، ولَكَمْتُه وصَكَكْتُه، ودَكَكْتُه،} ولَكَكْتُه، كُله: إِذا دَفَعْتَهُ.
(و) {لَكَّ اللَّحْمَ يَلُكُّه لكًّا: فَصَّلَه عَن عِظامِه عَن ابْنِ دُرَيْد.
} واللِّكاكُ، ككِتاب: الزِّحامُ وأَنْشَد اللَّيْثُ: وِرْدًا على خَنْدَقِه لِكاكَا (و) {اللِّكاكُ: الشَّدِيدَةُ اللَّحْم من النُّوقِ: المَرمِيَّةُ بِهِ رَمْيًا} كاللكِّيَّةِ، {واللُّكالِكِ، بضَمِّهِما، قَالَ المُثَقِّبُ:
(حَتّى تُلُوفِيت} بلُكِّيَّةٍ ... تامِكَةِ الحارِكِ والمُوفِدِ)
وَقَالَ آخَرُ:

(27/321)


أَرْسَلْتُ فِيها قَطِمًا {لُكالِكا مِنَ الذَّرِيحِيّاتِ جَعْدًا آرِكَا يَقْصُرُ مَشْيًا ويَطُولُ بارِكَا ج:} لُكَكٌ، كصُرَدٍ، الصوابُ: ككُتُب وكِتابٍ أَيْضًا على لَفْظِ الواحِدِ وِإن اخْتَلَف التَّأْوِيلانِ.
وقالَ أَبوُ عُبَيد: العَظِيمُ من الجِمالِ، حَكاهُ عَن الفَرّاءِ وَفِي الصِّحاحِ: جَمَلٌ {لُكالِكٌ، أَي ضَخْمٌ.
والْتَكَّ الوِرْدُ: ازْدَحَم وضَرَبَ بعضُه بَعْضًا، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه قولُ الرّاجِزِ يَذْكُر قَلِيبًا: صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا يَطْمُو إِذا الوِرْدُ عليهِ الْتَكَّا)
والْتكَّ العَسكَرُ: تَضامَّ وتَداخَلَ، فَهُوَ لكِيكٌ مُتضامٌّ مُتداخِلٌ، وَهُوَ مجَاز.
والْتَكَّ فِي كَلامِه: أَخْطَأَ.
والْتَكَّ فِي حُجَّتِه: أَبْطَأَ، كَمَا فِي المُحْكَم.
} واللَّك: الخَلْطُ، كَمَا فِي العُبابِ.
(و) {اللَّكُّ: الصُّلْبُ المُكْتَنِزُ من اللَّحْم،} كاللَّكِيكِ كأَمِير، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وأَنْشَد لامْرئَ القَيس:
(وظَلَّ صِحابي يَشْتَوُونَ بنَعْمَةٍ ... يَضُفُّون غارًا {باللَّكِيكِ المُوَشَّقِ)
أَي: مَلَئُوا الغارَ من لَحْمِها.
واللَّكُّ: نَباتٌ يُصْبَغُ بِهِ وَقَالَ اللَّيثُ: صِبغٌ أَحْمر يُصْبَغُ بِهِ جُلودُ البَقَرِ، وَهُوَ مُعًرّبٌ، وَفِي بعضِ النسَخِ: وَهُوَ مَعْرُوف، وَفِي الصِّحاحِ: شَيْء أَحمَرُ يُصْبَغُ بِهِ جُلُود المَعْزِ وَغَيره، زَاد غَيره: للخِفافِ وغيرِها.
(و) } اللك بالضّمِّ: ثُفْلُه كَمَا فِي الصِّحاح أَو عُصارَتُه كَمَا فِي المُحْكمِ، وَهِي الَّتِي يُصْبَغُ بهَا، قَالَ

(27/322)


الرّاعِي يَصِفُ رَقْمَ هَوادِج الأَعْرابِ: بأَحْمَرَ مِن {لُكِّ العِراقِ وأَصْفَرا وشُربُ دِرْهَمٍ مِنْهُ نافِعٌ للخَفَقانِ واليَرَقانِ والاسْتِسقاءِ وأَوْجاعِ الكَبِدِ والمَعِدَةِ والطِّحالِ والمَثانَةِ، ويُهْزِلُ السِّمانَ. أَو هُوَ بالضّمِّ: مَا يُنْحَتُ من الجلُودِ المَصبوغَةِ} باللكِّ زادَ الصاغانيُّ: وِإنما هُوَ ثُفْلُه، قُلْتُ: فهما قولٌ واحِدٌ فيُشَدُّ بهِ نُصُبُ السَّكاكِينِ، وَفِي الصِّحاحِ: ويُرَكَّبُ بِهِ النَّصْلُ فِي النِّصابِ وَقد يُفْتَح، وَقَالَ ابنُ بَريّ: وقِيلَ: لَا يُسَمّى {لُكًّا بالضمِّ إِلاْ إِذا طُبخَ واسْتُخْرِجَ صِبغُه.
(و) } اللُّكّ، بالأَنْدَلس من أَعْمالِ فَحْصِ البَلُّوطِ.
واللُّكُّ أَيضًا: بَين الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وطَرابُلُسِ الغَربِ من أَعمال بَرقَةَ. قلتُ: وَمِنْه أَبو الحَسَنِ أَحْمَدُ بن القاسِم بنِ الرَّبّانِ المِصْرِيُّ المَعْرِوفُ {- باللُّكِّي، روى جُزْءَ نُبَيطِ بنِ شُرَيْطٍ الأَشْجَعِي عَن أبي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بن إِسْحاقَ بنِ إِبْراهِيمَ بنِ نُبَيطِ بنِ شُرَيْطٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ، وَعنهُ الحافِظُ أَبو نُعَيم، وَهَذَا الجُزْءُ عِنْدِي.
واللُّكُّ: الصلْبُ المُكْتَنِزُ لَحْمًا،} كاللَّكِيكِ كأَمِيرٍ، وَهَذِه عَن الجَوْهَرِيِّ، وَهُوَ مثلُ الدَّخِيسِ، واللَّدِيمِ وَهُوَ المَرمى باللَّحْمِ، وجَمْعُه {لِكاكٌ.
} والمُلَكَّكُ كمُعَظَّم مثلُه، قَالَ الصّاغاني: وَهُوَ الكَثِير {اللَّكِيًك.
وسَكْرانُ} مُلْتَكٌّ أَي: يابِسٌ سُكْراً مثل مُلْتَج.
{واللُّكْلُكُ، كهُدْهُدٍ: القَصِير وَهُوَ قَلْبُ الكُلْكُل.)
(و) } اللُّكْلُكُ: الضَّحْمُ من الإِبِلِ.
(و) ! اللَّكِيكُ كأَمِيرٍ: القَطِرانُ عَن ابنِ عَبّادٍ.
واللَّكِيكُ: شَجَرَةٌ ضَعِيفَةٌ نقَلَه الصَّاغَانِي.
واللَكِيكُ: قالَ الراعِي:

(27/323)


(إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجاوَبَتْ ... بهِ واطَّباهَا رَوْضَهُ وأَبارِقُهْ)
ورَواه ابنُ جَبَلَة {اللُّكاك كغُرابٍ وضَبَطَه الصّاغانيُ بالكَسرِ، وقالَ: هُوَ فِي دِيارِ بني عامِرٍ، وقالَ غيرُه: بحَزْنِ بني يَربُوعٍ وأَنْشَد الصّاغاني لمُضَرسِ بنِ رِبْعِي:
(كَأَنِّي طَلبتُ الغاضِرِيّاتِ بَعْدَمَا ... عَلَوْنَ اللِّكاكَ فِي نَقِيبٍ ظَواهِرَا)
} واللَّكَّاءُ: الجُلودُ المَصْبوغَةُ باللّك اسمٌ للجَمْعِ كالشَّجْراءِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فَرَسٌ {لَكِيكُ اللَّحْمِ والخَلْقِ: مُجْتَمِعُه.
ورَجُلٌ} - لُكِّيٌ: مُكْتَنِزُ اللَّحْم.
{ولُكَّتْ بهِ: قُذِفَتْ، قَالَ الأعْلَمُ:
(عَنَّتْ لَهُ سَفْعاءُ} لُكتْ ... بالبَضِيعِ لَها الجَنائِبْ)
{ولُكَّ لَحْمُه} لكًّا، فهُوَ {مَلْكُوكٌ.
} واللّك: الضَّغْط، يُقَال: {لَكَكتُه لكاً.
وجِلْدٌ} مَلْكُوك: مَصْبُوغٌ {باللُّكِّ.
} واللَّكَّةُ: الشِّدَّة والدَّفْعَهُ والوَطْأَةُ، وجَعَلْتُ عَلَيْهِ {- لَكَّتِي،} - ولاكَّتِي، أَي: شِدَّتِي ووَطْأَتِي.
وناقة {مُلَكَّكَةٌ، كمُعَظَّمَة: سَمِينَةٌ.
} واللكْلُوكُ، بالضّمِّ: هُوَ اللَّولَكُ الَّذِي يُلْبَسُ فِي الرجْلِ، عامِّيةٌ.
ل ل ك
{اللاَّلِكائي، بهمزةٍ فِي آخِرِه بَعْدَها ياءُ النِّسبَةِ أَهْمَلَه الجَمَاعةُ وَهُوَ أَبُو القاسِم هِبَةُ الله بنُ الحَسَنِ بنِ مَنْصُورٍ الرّازِيُّ الطَّبَرِي المُحَدِّثُ المشهورُ، مؤلِّفُ كِتاب السّنَّة فِي مُجَلَّدَيْن منسوبٌ إِلى بَيعِ} اللَّوالِكِ الَّتِي تُلْبَسُ فِي الأَرْجُل، على خِلافِ القِياسِ، ووَلَدُه أَبو بَكرٍ مُحَمّدٌ: شيخٌ صَدُوقٌ، سَمِعَ هِلالاً الحَفّارَ وغَيرَه، ولد سنة ببَغْدَادَ وَتُوفِّي سنة بهَا.
ل م ك
اللَّمْكُ: الجِلاءُ يُكْحَلُ بِهِ العَيْنُ، كاللُّماكِ، كغُراب قالَه ابنُ الأعْرابيِّ.

(27/324)


وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ اللِّماكُ مثل كِتاب وَهُوَ الإِثْمِدُ، قَالَ: وشَبَّ عَينَيها لِماكٌ مَعْدِني واللَّمْكُ: مَلْكُ العَجِينِ وَهُوَ مَقْلُوبٌ عَنهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقال: مَا تَلَمَّكَ عِنْدَنا بلَماكٍ، كسَحابٍ أَي: مَا ذاقَ شَيْئا مثل: مَا تَلَمَّجَ عِندَنا بلَمَاجٍ، وَفِي الصِّحاحِ: وَيُقَال: مَا ذُقْتُ لَماكًا، كَمَا يُقال: مَا ذُقْتُ لَمَاجًا، زادَ غَيرُه: وَلَا يُستَعْمَلُ إِلاَّ فِي النَّفي.
وتلَمَّكَ البَعِيرُ: لَوَى لَحْيَيهِ وأَنْشَدَ الفَرّاءُ:
(فَلمّا رآنِي قَدْ حَمَمْتُ ارْتِحالَه ... تَلَمَّكَ لَو يُجْدِي عَلَيْهِ التّلَمُّكُ)
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وتَلَمَّكَ مثلُ تَلَمَّظَ نقَلَه الجَوْهَرِيّ أَيضًا.
ولَمَكُ محرَّكَةً، ويُقال: لامَكُ كهاجَرَ: أَبو نُوحٍ النَّبِي صَلَّى اللَّه عليهِ وعَلَى نَبِينا وسًلّمَ، وَهَذَا قولُ اللَّيثِ، وَقَالَ غيرُه: لَمَكُ: أَبو نوحٍ، ولامَكُ: جَدّه، ويُقال: هُوَ لَمْكُ بالفَتْحِ، واسْمه لامَخُ بالخاءِ، ولَمَكُ: أَول من اتَّخَذَ المَصانِعَ، وأَوّلى من اتَّخَذَ العُودَ للغِناءِ.
واللَّمِيكُ كأَمِيرٍ: المَكْحُولُ العَينَيْنِ عَن أَبي عَمْرو.
وَفِي النَّوادِرِ: اليَلْمَكُ: الشّابُّ القَوِيُّ الشَّددِيدُ خاصٌّ بالرجالِ نقَلَه الصّاغاني، والياءُ زائِدَةٌ.
ل وك
{اللَّوْكُ: أَهْوَنُ المَضْغِ، أَو هُوَ مَضْغُ شَيءٍ صُلْب المَمْضَغَة تُدِيرُه فِي فِيكَ، قَالَ الشاعِرُ:
(} ولَوْكُهمُ جَدْلَ الحَصَى بشِفاهِهِم ... كأَنَّ عَلَى أَكْتافِهِم فِلَقًا صَخْرَا.)
أَو هُوَ عَلْكُ الشَّيْء، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقَدْ {لاكَ الفَرَسُ اللِّجامَ} يَلُوكُه {لَوْكًا: عَلَكَه.
ومنِ المَجازِ: هُوَ} يَلُوكُ أَعْراضَهُم، أَي: يَقَعُ فِيهم بالتَّنْقِيصِ.
ويُقال: مَا ذاقَ {لَواكاً، كَسَحالب أَي: مَضَاغًا وَهُوَ: مَا} يلاكُ وُيمْضَغُ، وَكَذَلِكَ: مَا {لُكْتُ عندَه} لَواكًا.

(27/325)


قالَ الجَوْهَرِيُّ: وقَوْلُ الشُّعَراءِ: {أَلِكْنِي إِلى فُلانٍ، يُرِيدُونَ بِه كُنْ رَسُولِي، وتَحَمَّلْ رِسالتي إِليه، وَقد أَكْثَرُوا من هَذَا اللَّفْظِ، ثمَّ أنْشَدَ قَوْلَ عَبدِ بني الحَسحاسِ، وقَوْلَ أبي ذُؤَيْب، ثمَّ قالَ: وقِياسُه أَن يُقال:} ألاكَهُ {يُليكُه} إِلاكَةً، وَقد حُكِي هَذَا عَن أبي زَيْدٍ، وَهُوَ وِإنْ كانَ من الألُوكِ فِي المعْنَى، وَهُوَ الرِّسالَة، فليسَ مِنْهُ فِي اللَّفْظِ لأَنَّ الأَلُوكَ فَعُولٌ، واِلهَمزَةُ فاءُ الفِعْلِ، إِلاّ أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا أَو على التَّوَهُّمِ، وَهَذَا نَصُّ الصِّحاحِ، ومثلُه نصُّ العُباب حَرفًا بحَرف.
قَالَ ابِنُ بَري: وأَلِكْني من آلَكَ: إِذا أَرْسَلَ، وأصْلُه أألِكْنيِ، ثُمّ أُخِّرَت الهَمْزَةُ بعد اللاّم، فصارَ ألْئكني، ثُم خُفِّفَت الهمزةُ بأنْ نُقِلَت حَركَتُها على اللاّم، وحُذِفَتْ، كَمَا فُعِلَ بمَلَكٍ، وأَصلُه مَأْلَكٌ، ثمَّ مَلأَكٌ ثمَّ مَلَكٌ، قَالَ: وحَقُّ هَذَا أَنْ يكونَ فِي فَصْلِ لأكَ هَكَذَا فِي نُسَخِ الكِتابِ والصَّوابُ فِي أَل ك كَمَا هُوَ نَصّ ابْن بَرّي، لَا فصل لَوَك زادَ المُصَنِّفُ وذِكرُه هُنا وَهَمٌ للجَوْهَريِّ. قلتُ: وَكَذَا الصّاغاني، ثَم لم يكتَفِ المصَنِّف بالتَّوْهِيمِ حَتّى زادَ فَقَالَ: وكُل مَا ذَكَرَه من القِياسِ تَخْبِيطٌ وَهَذَا فِيهِ تَشْنِيع شَدِيدٌ، والمَسأَلةُ خِلافيَّةٌ، وناهِيكَ بِأبي زَيْدٍ ومَنْ تَبِعَه، مثل ابْن عُصْفُورٍ وَأبي حَيّانَ، فإِنَّهما قد ذَكَرا مَا يُؤَيِّدُ قِياسَ الجَوهَرِيِّ، وَكَذَا الصَّاغَانِي فإِنَّه ذَكَر هَذَا القِياسَ وسَلَّمَه فالأَوْلَى تَركُ هَذَا التَخْبِيطِ الَّذِي لَا يَليقُ بالبَحْرِ المُحِيطِ، وَقد شَدَّد شيخُنا عَلَيْهِ النَّكِيرَ فِي ذَلِك، وَالله تعالَى يسامِحُ الجَمِيعَ، ويَتَغَمَّدُهُم برَحْمَتِه الواسِعَةِ، آمينَ.
ل ي ك
{اللَّيكَةُ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ هُنا كالجَماعَةِ، ولكِنّه ذكره فِي أَي ك استِطْرادًا، فَقَالَ: ومَنْ قَرَأَ} لَيكَةَ فَهِيَ اسْمُ القَريَةِ، ويُقال: هما مِثْل بَكَّةَ ومَكَّةَ، هَذَا نَصُّ الصِّحاحِ هُناكَ، أَي قَريَة أَصْحابِ الحِجْرِ وَبهَا قَرَأَ أَبو

(27/326)


جَعْفَرٍ يَزِيدُ بنُ القَعْقاعِ، ونافِعٌ وابنُ كَثِير وابنُ عامِرٍ فِي الشُّعَراءِ، وص، كَمَا نَقله الصّاغاني فِي أَي ك. وَفِي التَّهْذِيبِ: وجاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ اسمَ المَدِينَةِ كَانَ لَيكَةَ، واخْتَار أَبو عُبَيد هَذِه الْقِرَاءَة، وجَعَلَ لَيكَةَ لَا يَنْصَرِفُ، وِإنْكارُ الزَّمَخْشَرِيِّ كَوْنَها اسْمَ القَريَةِ غَيرُ جَيِّد. وَقَالَ الزَّجّاجُ: ويَجُوزُ، وَهُوَ حَسَن جِدًّا أَصْحابُ لَيكَة بكسرِ التّاءِ من غيرِ أَلفٍ، عَلَى أَنَّ الأَصلَ الأَيْكَةُ، فألْقِيَتْ الْهمزَة، فقِيلَ: أَليكَةِ ثمَّ حُذِفَتْ الأَلِفُ، فَقيل: ليكَة وَقد تَقَدَّم ذلِكَ.