تاج العروس (فصل الدَّال) الْمُهْملَة مَعَ الْمِيم
د أم
( {دَأَمَ الحَائِطَ، كَمَنَع) : رَفَعُه، مثل (دَعَمَه،} وَتَدَأَّم
الماءُ الشَّيء) كَتَفَعَّل: (غَمَرَه) وتَراكَم عَلَيْهِ. وَأنْشد
الْجَوْهَرِي لُرُؤْبةَ:
(32/136)
(كَمَا هَوَى فِرْعونُ إِذ تَغَمْغَمَا ...
)
(تَحْتَ ظِلالِ المَوْج إِذ {تَدَأَّمَا ... )
(و) } تَدَأَّم (الفَحلُ الناقَة: تَجَلَّلَها) أَي: رَكِبَها، (
{وتَدَاءَمه الأَمْرُ كَتَفاعَلَه: تَراكَم عَلَيْهِ وتَزَاحَمَ) ،
وَتَكَسَّر بَعضُه فَوْق بَعْض، نَقله الأصمَعِيّ.
(} والدَّأْمَاءُ: البَحْر) على فَعْلاء، وَأنْشد الجوهَرِيّ للأَفْوَه
الأَوْدِيّ:
(واللَّيلُ {كالدَّأْماءِ مُسْتَشْعِرٌ ... من دُونِهِ لَوْناً كَلَوْن
السَّدُوس)
(} والمُتَدَأَّم بِفَتْح الهَمْزة) المُشَدّدة: (المَأْبُونُ) . نَقله
أَبُو زَيْد. وَهُوَ من قَولهم: {تَدَأَّمْتُ الرجلَ} تَدَأُّمًا إِذا
وَثَبْتَ عَلَيْهِ فَرَكِبْتَه، والمَأْبُون من شَأْنه ذلِك يُوثَب
عَلَيْهِ فَلَا يَمْتَنِع.
( {والدَّأْمُ: مَا غَطَّاك من شَيْءٍ) .
(وَجَيْشٌ} مِدْأَم، كَمِنْبَرٍ: يَرْكَبُ كُلَّ شَيْءٍ) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قَالَ اللّيثُ: إِذا رَفَعتَ حائِطًا {فَدَأَمْتَه بمَرَّة واحِدِة على
شَيْء فِي وَهْدَةٍ تَقول:} دَأَمْتُه عَلَيْهِ.
{وتَداءَمتَ عَلَيْهِ الأَهْوالُ والهُمُوم والأَمْواجُ: تراكَمَت
عَلَيْهِ} كَتَدَأَّمَتْه، وَهَذِه مُعَدَّاة بِغَيْر حَرْف.
د ث م
(الدَّثِيمَةُ بالمُثَلَّثَة، كَسَفِينةٍ) أهمله الجَوْهَرِيّ وصاحِبُ
اللِّسان، وَهِي: (الفَأْرَةُ) .
د ج م
(دَجِم، كَسَمِع وَعُنِي) دَجْمًا ودَجَما أهمله الْجَوْهَرِي، وَقَالَ
ابنُ بَرِّيّ وابنُ سِيدَه: أَي (حَزِنَ) ، قَالَ
(32/137)
ابْن بَرِّيّ: (و) دَجَم اللّيلُ (كَنَصَر)
دُجْمَةً ودَجْمًا: (أَظْلَم) .
(والدَّجْم من الشَّيْءِ: الضَّرْبُ مِنْهُ) ، تَقُولُ العَرَبُ:
أَمِنْ هَذَا الدِّجْم أَنْتَ، أَي: من هَذَا الضَّرْب.
(وَكَصُرَد، دُجَمُ العِشْقِ: غَمَراتُه وظُلَمُه) ، وَكّذلِكَ دُجَم
الباطِل، يُقال: انْقَشَعَت دُجَم الأَباطِيل. وَإنَّه لَفِي دُجَم
الهَوَى أَي: فِي غَمَراته وظُلَمِه، (جَمْعُ دَجْمَة) بالضَّم.
(و) الدِّجَم (كَعِنَب: الأَخدانُ والأَصْحابُ) ، وَبِه فُسِّر قَولُ
رُؤْبةَ:
(وَكَلَّ من طُولِ النِّضال أَسْهُمُه ... )
(واعتَلَّ أَدْيانُ الصِّبا وِدِجَمُهْ ... )
(و) قِيلَ: هِيَ (العَادَاتُ) . نَقَلَه الأَزْهَرِيّ، (الواحِدُ
دِجْمَة بالكَسْر) كَقِرْبة وقِرَب، وَقَالَ بَعضُهم: بل الوَاحِد
دِجْم. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خَطَأ لأَن فِعْلا لَا يجمع على
فِعْل إلاّ أَن يَكُون اسْمًا للجَمْع.
(وَمَا سَمِعْتُ لَهُ دُجْمة بالفَتْح والضَّمّ) أَي: (كَلِمَة) .
[] ومَمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الدِّجْم، بالكَسْر: الخُلُق كالدّجَمْل. يُقال: إِنَّك على دِجْمٍ
كَرِيم، أَي: خُلُقٍ، ودِجَمْل مِثْلُه.
ودِجْمُ الرَّجُل: صاحِبُه.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الدُّجوم واحِدُهُم دَجْمٌ، وهم خَاصَّة
الخَاصَّة، ومِثْلُه الخُزَانَةَ والصَّاغِيَةُ.
وَهُوَ مُداجِمٌ لِفُلان ومُدامِجٌ لَهُ بِمَعْنًى.
وَقَالَ أَبُو زَيْد: هُوَ على تِلْك الدُّجْمَة والدُّمْجَة أَي:
الطَّرِيقَةِ.
(32/138)
د ح م
(دَحَمَه، كَمَنَعِ) دَحْمًا: (دَفَعَه) ، عَن أبن الأعرابِيّ، زادَ
غَيْرُه: (شَدِيدًا) . قَالَ رُؤْبَة:
(مَا لم يُبِجْ يَأْجُوجَ رَدْمٌ يَدْحَمُه ... )
أَي: يَدْفَعه.
(و) دَحَم (المرأَة) دَحْمًا: (نَكَحَها) . وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي
هُرَيرةَ رَفَعَه أَنَّه قَالَ: " أَنَطَأُ فِي الجَنَّة؟ قَالَ:
نَعَمْ، والَّذي نَفْسي بِيَده دَحْمًا دَحْمًا، فَإِذا قَامَ عَنْهَا
رَجَعَتْ مُطَهَّرةً بِكْرًا ". قَالَ ابنُ الأَثِير: " هُوَ النِّكاح
والوَطْء بِدَفْع وَإزْعاج، وانْتِصابُه بِفِعُل مُضْمَر: أَي
يَدْحَمُون دَحْمًا أَي يُجامِعُون، والتَّكْريرُ للتَّأْكِيد
بِمَنْزِلة قَوْلِهم: لَقِيتُهم رَجُلاً رَجُلاً، أَي: دَحْمًا بعد
دَحْم ".
(والدَّاحُومُ: حِبالَةُ الثَّعْلَب) . وَقد تَقَدَّم الدَّاحُول
بِهَذَا الْمَعْنى للذِّئب، وَكَثِيراً مَا تَكُون اللاَّم بَدَلاً عَن
المِيم.
(والدِّحْمُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ) . يُقَال: هُوَ من دِحْم فُلان أَي:
من أَصْلِه وشَجَرتِه، عَن كُراع.
(ودَحْمٌ ودَحْمَانُ وَكَزُبَيْر: أَسْماءٌ) . أما دُحَيْم " فَإِنَّهُ
لَقَب أَبِي سَعِيد عَبْدِ الرَّحْمن بنِ إِبْرَاهيمَ القُرَشِيّ
الدِّمَشْقِيّ مَوْلَى عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه، رَوَى
عَنهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ.
ودُحَيْمٌ أَيْضا لَقَب أَبِي إِسْماعيل عَبْد الرَّحْمن بنِ عَبَّاد
بنِ إسْمَاعيل المعولي، شَيْخٌ لمحمدِ بنِ عَبدِ اللهِ ابْن ناجِيَة.
ودُحَيْم بنُ طيس جَدّ والدِ أَبِي عليّ الحَسَن بنِ عَلِيّ بنِ
مُحَمَّد الحَلَبِيّ الطّحّان، حَدَّثَ عَن أَبي بَكْر الخَرائِطيّ،
كَذَا فِي ذَيْل تَارِيخ ابْن
(32/139)
يُونُس فِي الغُرَباء الوَارِدِين لأَبِي
القَاسِم يَحْيَى بنِ عَلِيّ بن الطَّحّان الحَضْرَمِيّ. (و) دَحْمَةُ
(كَرَحْمة وغُرَاب: من أَسْمائِهن، ودَحْمةُ بنتُ خَدَيْع أُمّ يَزِبدَ
بنِ المُهَلَّب) بن أَبِي صُفْرة العَتَكِيّ، وَقد (حَرَّكَ أَبُو
النَّجْم حاءَها لِضَرُورَة الشِّعر) ، وَهُوَ قولُه:
(لم يَقْضِ أَنْ يَمْلِكَنا ابنُ الدّحَمَهْ ... )
يَعْنِي يَزِيدَ بنَ المُهَلَّب المَذْكُور.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدّحمانِيَّة: مدرسة بِزَبِيد من إنْشَاء الأَتابِك سَيْفِ الدِّين
سُنْقر الأَيُوبِيّ، وَكَانَ قد استَوْلَى على اليَمَن بعد قَتْلِ
الأَكْراد، وَله عِدّة مَدَارس بِعِدَّة بِلاد، وأَوّل من دَرَّس
فِيهَا الفَقِيْهُ نَجْمُ الدّين عمرُ بنُ عَاصِم الكِنانِيّ، وَقد
نُسِبَت إِلَيْهِ واشْتَهَرت بالعاصِمِيَّة لذَلِك. قَالَ النَّاشِري.
وَبَنُو دُحَيْم: قَبِيلةٌ بحَلَب فيهم العَدَالةُ والأَمانة، وَكَانَ
يُضْرَب المَثَل بَحَلَب، فيُقال: " كَأَنَّه الْعدْل بنُ دُحَيم ".
كَذَا لابْنِ العَدِيم فِي تارِخه.
د ح س م
(الدُّحْسُم والدُّحْسُمَان والدُّحْسُمَانِيُّ) بِياء النِّسبة
كَأَحْمَرِيّ وَكّذلِكَ الدُّماحس والدُّحمساني (بِضَمِّهِن: الآدَمُ
السَّمين الحادِرُ) . وَاقْتصر الجَوْهَرِيّ على الدُّحْسُمَانِي،
وَقَالَ: هُوَ قَلْب الدُّحْمُسان. وَفِي الحَدِيث: " كَانَ يُبايع
النَّاس وَفِيهِمْ رجُل دُحْسُمان ". قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ
الأَسْوَدُ الغَلِيطُ، وَقيل: الصَّحِيحُ السَّمِين الجِسْم. وَقَالَ
ابنُ سِيدَه: هُوَ العَظِيم مَعَ
(32/140)
سَوَاد، (و) يُقَال: (إِنَّه لَدُحْسُمَانُ
الأَمْر) أَي: (مُخَلِّطُه) .
د ح ق م
(الدُّحْقُوم، كَعُصْفُور) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسان.
وَقَالَ ابنُ عَبّاد: هُوَ (العَظِيم الخَلْق) . وَقَالَ ابنُ دُرَيْد:
هُوَ العَظِيم البَطْن (كالدُّمْحُوق) والدُّحْمُوق، وَقد ذُكِر فِي
مَوْضِعِه.
د ح ل م
(الدَّحْلَمَة) أهمله الجَوْهَرِيّ، وَفِي اللّسان: هُوَ (دَهْوَرَتُك
الشَّيء من جَبَل أَو فِي بِئر، وَقد دَحْلَمه فَتَدَحْلَم، قَالَ
الشَّاعِر:
(كم من عَدُوٍّ زَالَ أَو تَدَحْلَما ... )
(كَأَنَّه فِي هُوِّةٍ تَقَحْذَما ... )
د خَ م
(دَخَمه، كَمَنَعَه) دَخْمًا أهمله الجَوْهَرِيّ، وَفِي اللّسان: أَي
(دَفَعه بإزْعاج، و) مِنْهُ دَخَم (المَرْأَةَ) : إِذا (جامَعَها)
بِدَفْع وإزْعاج، والحَاءُ المُهْمَلَة لُغَة فِيهِ كَمَا تَقَدَّم
قَرِيبا.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلِيه:
الدّخْمَة الخِبُّ والمَكْر، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ.
د خَ ش م
(دَخْشَم، كَجَعْفَر وقُنْفُذ: الضَّخْمُ الأَسودُ) ، قَالَ شَيْخُنا:
زَعم قَومٌ أنَّه من الدَّخْش فِمِيمُه زَائِدَة.
(و) الدُّخْشُم كَقُنْفُذ: (القَصِيرُ) ، عَن ابنِ بَرِّيّ، وَأنْشَد
للرَّاجِز:
(إِذا ثَنَت أَسْحَجَ غير دَخْشَم ... )
(وَأَرْجَفَتْه رَجَفانَ الكَرْزَمِ ... )
وَقد ذَكَر المُصِّنف هَذَا فِي تَرْكيب د خَ ش، فراجِعْه.
(و) دَخَشْم: (اسْم رَجُل كَمَا فِي الصّحاح. واخْتَار ابنُ عُصْفُور
أَنه عَلَم مُرْتَجَل. وردَّه أَبُو حَيَّان بِمَا مَرَّ من أَنَّ
الارْتِجالَ لَا يُنافِي الاشْتِقاق.
(32/141)
ومالِكُ بنُ الدَّخْشَم بنِ مَالِك بنِ
غَنْم الأَنْصَارِيّ عُقْبِيّ بدْرِي، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
د د م
( {الدُّوَدِم كَعُلَبِطٍ وعُلابِط) أهمَلَه الجَوْهَرِيّ هُنَا،
وأورَدَه فِي تَرْكيب دوم. وَفِي اللّسان: هُوَ (شَيءٌ كالدَّم يَخْرُج
من السَّمُرِ) ، قَالَ الأزهريُّ والجَوْهَرِيّ: هُوَ الحُذالُ.
يُقَال: قد حاضَت السَّمُرَة إِذا خَرَج ذَلِك مِنْهَا. (أَو) يَخرُج
(من شَجَر العَرْزِ يُسْتَعْمل فِيمَا تُسْتَعْمَل فِيهِ الموميا،
مُجَرَّب، وأَكْثَرَ مَا يَكُون بِجَبَل بَيْروت من الشَّام) . وَقَالَ
ابنُ بَرّيّ: قَالَ أَبُو زِياد: الحُذال: شَيْء آخر غَيْرُ الدُّوَدِم
يُشْبَهُه، يَأْكُلُه مَنْ يَعرِفه ومَنْ لَا يَعْرِفه، يَظُنّه}
دُوَدِمًا، (وذِكْرُه فِي دوم وَهَمٌ) . فِيهِ تَعْوِيض بالجَوْهَرِيّ
حَيْثُ ذَكَره هُنَا، وَهَذَا هُوَ المُوجِب لإيراده بالقَلَم الأَحْمر
كالمُسْتَدْرَك عَلَيْهِ، وَفِيه نَظَر لَا يَخْفَى.
د ر م
(دَرِم السَّاقُ كَفَرِح: اسْتَوَى) وَكَذَلِكَ الكَعْب والعُرْقُوب،
كَذَا فِي المُحْكَم. (و) قِيلَ دَرِم (الكَعْبُ أَو العَظْم) إِذا
(وَارَاه اللَّحْم حَتَّى لم يَبِن لَهُ حَجْم) . وَقَالَ اللّيثُ:
الدَّرَم: اسْتِواء الكَعْب وعَظْم الحَاجِب ونَحْوه إِذا لم
يَنْتَبِر، فَهُوَ أَدْرَمُ، وَفِي الصّحاح: كَعْب أَدْرَمُ وَقد
دَرِم، وَالْمَرْأَة دَرْمَاء. وَأَنْشَد شَيْخٌ من بَنِي صحْب بِن
سَعْدِ:
(قامَت تُرِيكَ خَشْيَةُ أَن تَصْرِمَا ... )
(سَاقًا بخَنْداةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا ... )
وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَة أَنَّ العَجَّاج أَنْشَدَه:
(ساقًا بخَنْداةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا ... )
والأَدْرَمُ: الَّذِي لَا حَجْمَ لِعِظَامِه،
(32/142)
يُرِيد أَن كَعْبَها مُسْتَوٍ مَعَ السَّاق
لَيْسَ بنَاتِئ، وَهُوَ دَلِيل السَّمن، ونُتُوُّه دَلِيل الضَّعْف.
(و) دَرِمت (الأَسْنانُ: تَحاتَّت. و) دَرَم (البَعِيرُ) دَرَمًا: إِذا
(ذَهَبَت) جِلدةُ (أَسْنانه وَدَنَا وُقُوعها، ودَرِم القُنْفُذُ)
والفأرةُ والأَرْنَبُ (يَدْرٍِ م) من حَدِّ ضَرَب (دَرْمًا) بالفَتْح
(ودَرِمًا بِكَسْرِ الرَّاء ودَرَمًا ودَرَمَانًا مُحَرَّكَتَّيْن
ودَرَامَةً) : إِذا (قارَبَ الخَطْوَ فِي عَجَلة) ، وَمِنْه سُمِّي
الرَّجل دَارَِمًا. (وامرأةٌ دَرْماءُ: لَا تَسْتَبِين كُعُوبُها
ومَرافِقُها) . وَأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(وَقَد أَلْهُو إِذا مَا شِئْتُ يَوْمًا ... إِلَى دَرْماءَ بَيْضاءِ
الكُعُوبِ)
(وكُلّ مَا غَطَّاه الشَّحْمُ واللَّحْمُ وخَفِي حَجْمُه فقد دَرِم
كَفَرِح) ، وَمِنْه دَرِم المِرْفَقُ والكَعْب.
(ودِرْع دَرِمة، كفَرِحة ومُعَظَّمه: مَلْساءُ أَو لَيِّنَة) ،
مُتَّسِقَة ذَهَبَت خُشُونَتُها وَقَضَضُ جِدَّتِها، وانْسَحَقَتْ،
وَهُوَ مجَاز، قَالَت:
(يَا قَائدَ الخَيْل ومُجْتابَ ... الدّلاصٍ الدَّرِمة)
وَأنْشد شَمِر:
(هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِل شِكّتِي ... ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ
مُدَرَّمَه)
(والأَدرَمُ: الَّذِي لَا أَسنانَ لَهُ) ، كأَدْرَد.
(وأَدْرَمَ الصَّبِيُّ: تَحَرَّكت أَسنانُه لِيَسْتَخْلِف أُخَر) .
(و) أَدرَمَ (الفَصِيلُ: شَرعَ فِي الإِجْذَاعِ والإِثْنَاءِ) ، وَهُوَ
مُدرَم، وَكَذَلِكَ الأًنْثَى، وذلِك إِذا سَقَطت رَوَاضِعهُ.
وَقَالَ أَبُو الجَرَّاح العُقَيْليّ: أَدرَمتِ
(32/143)
الْإِبِل للإِجْذَاعِ إِذا ذَهَبَت
رَواضِعُها وطَلعَ غيرُها، وَأَفرَّت للإثْناءِ، وأَهْضَمَت للإرْباع
وللإِسْداسِ جَمِيعًا، وَقَالَ أَبو زَيْد مِثْله، قَالَ: وّكَذلك
الغَنَم، قَالَ شَمِر: وَمَا أَجودَ مَا قَالَ العُقَيْليُّ فِي
الإدرام.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: إِذا أثْنَى الفَرُس أَلقَى رواضِعَه،
فَيُقَال: أَثْنَى، وَأَدْرَم للإثناءِ، ثمَّ هُوَ رَباع. ويُقال:
أَهْضَم للإرْباع. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الإِدْرَامُ: أَن يَسْقُط
سِنُّ البَعِير لِسِنًّ نَبَتَت. يُقَال: " أَدْرَم للإِثْناءِ،
وَأَدْرَم للإِرباعِ، وَأَدْرَم للإسْداسِ، وَلَا يُقال أَدْرَم
للبُزُولِ؛ لِأَن البَازِل لَا يَنْبُت إِلَّا فِي مَكَان لم تَكُن
فِيهِ سِنٌّ قَبْلَه ".
(و) أَدْرَمَتِ (الأَرْضُ: أَنْبَتَت الدَّرْماءَ) ، اسْم (لِنَبَات)
سُهْلِيّ دَسْتِيٌّ لَيْسَ بشجر وَلَا عُشْب، يَنْبُت على هَيْئَة
الكَبِد، وَهُوَ من الحَمْض، قَالَ أَبُو حَنِيفة (أَحْمَرُ الوَرَق) ،
تَقولُ العربُ: كُنَّا فِي دَرْماءَ كَأَنَّها النَّهار. وَقَالَ
مُرَّة: الدَّرْماء تَرْتَفِع كَأَنَّها حُمَة، وَلَها نَوْر أَحْمَرُ،
وورقُها أَخْضَر، وَهِي تَشْبه الحَلَمَة.
(والدَرَّامَة، كَجَبَّانة: الأَرْنَب) والقُنْفُذُ (كالدِّرِمَة،
كفرحة) .
(و) الدّرَّامة من النِّساء: (السَّيِّئة المَشْي القَصِيرة فِي صِغَر)
. قَالَ الشّاعِرُ:
(من البِيضِ لَا دَرَّامَة قَملِيَّةٌ ... تَبُذُّ نِساءَ النّاسِ
دَلاًّ ومِيسَمَا)
(كالدَّرُوم) كَصَبُور.
(و) الدَّرَّام (كَشَدَّاد: القُنْفُذ كالدَّرَّامة) ؛ لَدَرَمانِه فِي
المَشْي
(و) الدَّرَّامُ: (القَبِيح المِشْيَةِ) .
والدَّرَّامَةُ من الرِّجال (و) الدَّرُوم (كَصَبُور: الَّذِي يَجِيءُ
ويَذْهَب باللَّيل) . هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي
(32/144)
فِي التَّهْذِيب: والدَّرُوم كالدرّامة،
وَقيل: الدَّرُوم: الَّتِي تَجِيء وَتذهب بِاللَّيْلِ. فَجعله من صِفات
النِّساء وَهُوَ الصَّواب. تَأَمَّل ذلِك.
(والدَّارم: شَجَر كالغَضَى، م) مَعْروف، ولَونُه أَسودُ تُسْتَاك بِهِ
النِّسَاء، فيُحَمِّر لِثاتِهن وشِفاهَهُنَّ تَحْمِيراً شَدِيداً،
وَهُوَ حِرِّيف، رَوَاه أَبُو حَنِيفة.
(ودَارِمُ بنُ أَبِي دَارِم) الجُرَشِيّ: (صَحابيُّ) ، يَرْوِي ابنُه
أَشْعَثُ عَنهُ، حَدِيثُه واهٍ.
(و) دَارِمُ (بنُ مَالِك بنِ حَنْظَلَة) بنِ مَالك بنِ زَيْد مَنَاة:
(أَبُو حَيٍّ من تَمِيم) ، فيهم بَيْتُها وشَرَفُها، (وَكَانَ يُسَمَّى
بَحْرًا) ، وَذَلِكَ (لأَنَّ أَباه) لَمَّا (أَتاه قَومٌ فِي حَمَالة
فَقَالَ لَهُ: يَا بَحْر، ائْتِنِي بِخَرِيطة المَالِ، فجاءَه
يَحْمِلها وَهُوَ يَدْرِم تَحْتَها) من ثِقْلِها ويُقارِب الخَطْو،
فَقَالَ أبُوه: قد جاءَكم يُدارِم، فَسُمِّي دَارِمًا لذَلِك،
وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الرَّحْمن مُحَمّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمَّد
بنِ يحْيَى بنِ عَبْدِ الرًّحْمن بنِ الفُضْل الدَّارِمِيّ
التَّمِيمِيّ النَّيْسَابُورِيّ الإِمَام المُحَدّث، عَن أَبِي بَكْر
بنِ خُزَيْمةَ، وَعَنْهُ الحَاكِمُ أَبو عَبْد الله وغَيرُه.
(والدَّرْماءُ: الأَرْنَبُ) ، نَقله الجوهريّ. وَلَو ذَكَره عِنْد
قَوْله: كالدَّرِمة كفَرحة، كَانَ أَحْسَنَ، وَأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ:
تَمَشَّى بهَا الدَّرماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها ... كَأنْ بَطْنُ حُبْلَى
ذَات أَوْنَيْن مُتْئِم)
قَالَ: يَصِفُ رَوْضَةً كَثِيرَةَ النَّباتِ تَمْشْي بهَا الأَرْنَبُ
ساحِبَةً قُصْبها حَتَّى كَأَنَّ بَطْنَها حُبْلى. والأونُ: الثِّقْلُ.
(وَبَنُوا الأَدْرَمِ) : حَيٌّ (من قُرَيْش) الظَّواهِر، وهم بَنو
تَمِيم بنِ غَالِب
(32/145)
ابنِ فِهْرِ بنِ مَالِك، قيل لَهُ
الأَدْرَم لأَنَّ أحدَ لَحْيَيْه أنقَصُ من الآخَر، والنِّسبة إِلَيْهِ
الأَدْرَمِيّ.
(والأَدْرَم) : المَكَانُ (المُسْتَوِي) ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) أَدْرَم (ع) ، وَلم يَذْكُره نَصْر وَلَا يَاقُوت.
(و) الدَّرِيمُ (كَأَمير: الغُلامُ الفُرهُد النَّاعِم) ، عَن ابنِ
الأَعرابيِِّ.
(والدّارُوم: قَلْعة بَعْد غَزَّة للقَاصِد مِصْر) ، يُجاوِرُها
عُرْبانُ بَنِي ثَعْلَبة بنِ سَلامَان بنِ ثُعَل من بَنِي طَيّئ، وهُم
دَرْماء وَزُرَيْق، قالَه ابنُ الجَوَّانيّ.
(وَدَرَّمَ أَظفَارَه تَدْرِيماً: سَوَّاها بعد القَصِّ) .
والمَدَارِيم: المدَارِينُ) . وسيَأتِي فِي النُّون إِن شاءَ الله
تَعَالَى.
(و) الدَّرِمُ (كَكَكِفٍ: شَجَر) تُتَّخَذَ مِنْهُ حِبالٌ لَيست
بالقَوِيَّة.
(و) دَرٍ مٌ: رَجُل (شَيْبانِيّ) . قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ دَرِم بنُ
دُبّ بن ذُهْل ابنِ شَيْبان، وَيُقَال: إِنَّه (قُتِل وَلم يُدْرَكْ
بِثَأْره، فَضُرِب بِهِ المَثَل) : " أَوْدَى دَرِم "، يُضْربَ لِمَا
لَم يُدْرَك بِهِ، وَقد ذَكَرَهُ الأَعْشَى فَقَالَ:
(وَلم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى لَهُ ... كَمَا قِيلَ فِي الحَرْبِ
أَوْدَى دَرِمْ)
أَي لم يَهْلِك مَنْ سَعَيْتَ لَهُ.
(أَو فُقِد كَمَا فُقِد القَارِظُ العَنَزِيُّ) ، فَصارَ مَثَلاً لكُلّ
من
(32/146)
فُقِد، وَهُوَ قَوْلُ المُؤَرّج، وَقد
نَقَل الجَوْهَرِيُّ القولَيْن. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَالَ ابنُ
حبيب: كَانَ دَرِمٌ هَذَا هَرَب من النُّعمان، فَطَلَبه، فأُخِذ،
فَماتَ فِي أَيْدِيهم قَبْل أَن يَصِلوا بِهِ، فَقَالَ قَائِلُهم:
أَوْدَى دَرِم، فَصَارَت مَثَلاً.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدَّرَمُ مُحَرَّكَةً: عَظْم الحاجِب إِذا لم يَنْتَبِر، قَالَه
اللَّيث، فَهُوَ أَدْرَم. والأَدْرَم أَيْضا: مَنْ كَانَ أَحَدُ
لَحْيَيْه أَصْغَرَ من الآخر، وَبِه لُقّب تَيْمٌ جَدّ القَبِيلة،
فَقيل لَهُ: تَيْمٌ الأَدْرَم. وَقَالَ ابنُ الجَوَّانيّ: الأَدْرَمُ:
الناقِصُ الذَّقَن، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: وَيُقَال للقَعُود إِذا
دَنَا وقُوعُ سِنّه فذَهَبت حِدَّة السّنّ الَّتِي تُريد أَنْ تَقَع:
قد دَرِم، وَهُوَ قَعُود دَارِمٌ.
وَدِمَتِ الدّابةُ، كَفْرِح: دَبَّت دَبِيبًا.
والأَدْرَمُ من العَراقِيبِ: الَّذِي عَظُمَت إِبْرَتُه، نَقله
الجَوْهَرِيّ.
والمُدَارَمةُ: مَشْيٌ فِي ثِقْلٍ وَعَجَلةٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و:
الدَّرُومُ من النُّوقِ: الحَسَنَةُ المِشْيَة.
والدَّرَم مُحَرَّكةً: احْمِرارٌ فِي الشَّفَتَين عقيب الاسْتِياك،
وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَة:
(إِنَّما سَلَّ فُؤَادِي ... دَرَمٌ بالشَّفَتَيْنِ)
وَمن المَجازِ: عِزٌّ أَدْرَمُ أَي: سَمِينٌ غَيرُ مَهْزُول، قَالَ
رُؤبَةُ:
(يُهْوُون عَنْ أْرْكان عِزٍّ أَدْرَمَا ... )
وَبَنُو دَرْماءَ: أَولادُ عَمْرو بنِ عَوْف ابنِ ثَعْلَبة بنِ
سَلاَمَان بن ثُعَل الطَّائِيّ، ودَرْماءُ أُمُّهم. وهم بالشَّام
بِقَلْعة الدَّاروم وَمَا يُجاوِرُها.
د ر خَ م
(الدُّرَخْمِين كشُرْحْبِيل: الدَّاهيَة) ، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ
(32/147)
للرَّاجز، واسمُه دَلَمٌ العَبْشَمِيّ،
وكُنْيَتُهُ أَبُو زُغْبَةَ:
(أنْعَتُ من حَيَّاتِ بُهَلْكَجِينْ ... صِلَّ صَفًا داهيةً
دُرَخْمِينْ)
د ر د م
(الدِّرْدِم، بالكَسْرِ) ، كَتَبه بالأَحْمَر على أَنه مُسْتَدْرَك على
الجَوْهَرِيّ وَلَيْسَ كَذَلِك، بل ذَكَره فِي دَرم: (المَرْأَةُ
تَجِيءُ وتَذْهَب باللَّيْلِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، وَهِي الدَّروم
أَيْضا كَمَا سَبَقَ قَرِيبا، وَأَقُول: إِنَّه تَصْحِيف الدّروم،
فَإِن الْوَاو قَرِيبُ الشَّبه بالدَّال، وَفِيه رَدّ لِمَا وَهَمه
المُصَنِّف من جَعْله الدُّرُوم من صِفَة الرّجال، فَتَأمل.
(و) الدِّرْدِمُ: (النَّاقَةُ المُسِنَّة) ، ذكره الجَوْهَرِيّ فِي
درم، ثمَّ إِنَّهم صَرَّحُوا بأنَّ مِيمَ الدّردم زَائِدَة؛ لأَنَّها
المُتَكَسّرة الأَسْنان.
د ر غ م
(الدِّرْغِمُ، كزِبْرِج) ، والغين مُعْجمَة كَمَا فِي النُّسَخ،
والصَّواب إِهْمالُها، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه:
هُوَ (الرِّدِيء البَذِيءُ) ، كالدَّعرم وسَيَأْتِي.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدَّرْعَمَةُ: لُؤْمٌ وخِبٌّ، كالدَّعْرمة.
د ر ق م
(الدِّرْقِمُ، كزِبْرِج) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وَفِي المُحْكَم:
هُوَ (السَّاقِطُ، و) أَيْضا: (اسْم للدَّجَّال:، هَكَذَا فِي
النُّسَخ، وصَوابُه للرّجال. ونَصّ المُحْكَم: وَقيل هُوَ من أَسْماءِ
الرّجال، مَثَّل بِهِ سِيْبَوَيْه، وفَسَره السِّيرافي، وَهَكَذَا هُوَ
فِي تَهْذِيب التَّهْذِيب للأَْمَوِيّ.
(32/148)
د ر هـ م
(الدِّرْهَمُ، كَمِنْبَرٍ، ومِحْرَابٍ) ، قَالَ شيخُنا: تَمْثِيلُه
بِمِنْبر غَيْر سَدِيد، وَلَا جارٍ على قَواعِده. فَإِن مِنْبَر
مِفْعَل وَدِرْهَم فِعْلَل، وَلَو ضَبَطه بكَسْر الدَّالِ وسُكُون
الرَّاء وفَتْح الْهَاء لَكَانَ أَوْلَى؛ لأنَّه مَعَ كَوْنِه من
أوزانِه الَّتِي يُمَثِّل بهَا كَثِيرًا من الأَوزان الغَرِيبَة حَتَّى
قَالَ الشَّيخ بحرق فِي شَرْحه لِلاَمِيَّةِ الْأَفْعَال: إِنَّه لم
يظْفَر بِكَلِمَة على وَزْنَه، وَإِن كَانَ قُصورًا، فَفِي الصّحاح
أَنه وَرَد مَثلَه ثلاثةُ أَلفاظ أُخَر لَا خامِسَ لَهَا، مِنْهَا
ضِفْدَع، وَفِي المَصْباح أَنه وَزْن قَلِيل. وَذكر لَهُ أمثلِةً فِي
المُزْهِر، وزِدْت عَلَيْهَا أَضْعافَها فِي المسفر، وَلَو اسْتَقْرى
هَذَا الكِتابَ وَحْدَه لوَجَد من أَمْثالِه مَا لَا يُحْصَى، وجَمعْتُ
مِنْهَا جُملةً فِي شَرْح نَظْم الفَصِيح. انْتهى.
قُلتُ: والكَلام على وَزْنِه الثَّانِي بمِحْراب كَالَّذي تَقَدَّم،
وَقَالَهُ شَيْخُنا، ثمَّ إِنَّه لَو قَالَ: كهِجْرع وقْرْطَاس، أَو
كَضِفْدَع وسِرْبال (وَزِبْرِج) وغَيْرِ ذلِك مِمَّا يُورِدُها من
الأَمثلة أَحْيَانًا لَسَلِم من هَذَا الِاعْتِرَاض، وَمَا أَحْسَنَ
سِياقَ الجوهريّ، وأبعدَه من اللَّوم: الدِّرْهَم فارسيّ مُعَرَّب،
وكَسْر الهَاءِ لُغة، وَرُبمَا قَالُوا: دِرْهام، قَالَ الشاعِرُ:
(لَو أَنَّ عِنْدي مائَتَيْ دِرْهامِ ... لَجَازَ فِي آفاقِها
خَاتَامِي)
فأهْمَل ضَبْطَه لشُهْرته، وأَشَار إِلَى تَعْرِيبه، وَأنّ كَسْرَ
الهَاءِ لُغَة ثانِية، وَهِي قَلِيلة، وأَقَلّ مِنْهُمَا دِرْهَام،
ثمَّ استدَلَّ لَهَا بِقَولِ الشَّاعِر، فَهذِه
(32/149)
فوائدُ جَلِيلة مَعَ غايَةِ الاخْتِضار لَو
تَأَمَّل سَلِيم العَقْل لأَنْصَفَ فِي الاعْتِبار، وَمن نَظائِر
دِرْهَم الخِنْصر والخِنْجَر وهِجْرع وضِفْدَع وقِلْفَع، وَسَيَأْتِي
قِلْعَم. وَقد تقدّم للمصَنِّف من ذَلِك أَشْياءُ كَثيرة لَو اعْتناه
المُعْتَنِي لجَاءَت رِسالةً مُسْتَقلَّة فِي بَابِها. وَقَوله (م)
أَي: مَعْرُوف، (وذَكَرْنا وَزْنَه فِي م ك ك " ج " دراهِمُ) ، قَالَ
ابنُ سِيدَه: (و) جَاءَ فِي تَكْسِيره (دَرَاهِيم) ، وَزعم سِيبَوَيْه
أَن الدَّراهِيمَ إِنّما جَاءَ فِي قَوْلِ الفَرَزْدَق:
(تَنْفِي يَدَاهَا الحَصَى فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهيم
تَنْقادُ الصَّيَارِيفِ)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَبَّه خُروجَ الحَصَى من تَحْتِ مَناسِمَها
بارْتِفَاع الدَّراهم عَن الأَصابع إِذا نُقِدَت.
(ورجُلٌ مُدَرْهَم بفَتْح الهَاءِ) أَي: (كَثِيرُها) ، وَلَا فِعْلَ
لَهُ، حَكَاهُ أَبو زَيْد. قَالَ: (وَلَا تَقُل: دُرْهِم) ، مَبْنِيًّا
للمَفْعُولِ، قَالَ ابنُ جِنّي: (لكِنَّه إِذا وُجِد اسمُ المَفْعُول
فالفِعْل حَاصِلٌ) .
(و) يُقالُ: (دَرْهَمَتِ الخُبَّازَى) :
استَدَارت، و (صَار وَرَقُها كالدَّرّاهِم) ، اشتَقُّوا من الدَّرَاهِم
فعلا وَإِن كَانَ أَعْجَمِيًّا. وَقَالَ ابنُ جِنّي: وَأما قَولُهم:
دَرْهَمَت الخُبَّازى فَلَيْسَ من قَوْلِهم رَجُلٌ مَدَرْهَم.
(وشَيْخٌ مُدَرْهِمٌ كَمُشْمَعِلّ) أَي: (سَاقِطٌ كِبَرًا) ، وَقد
ادرهَمَّ ادرهْمَامًا: سَقَط من الكِبَر، وَأنْشد الجَوْهَرِيُّ
للقُلاخِ) :
أَنا القُلاخُ فِي بُغائِي مِقْسَمَا
أَقْسَمْتُ لَا أَسْأَمُ حَتّى يَسْأَمَا
ويَدْرَهِمَّ هَرَمًا وَأَهْرَما
(وادرَهَمَّ بَصَرُه: أَظْلَم. و) ادرَهَمّ الرجلُ: (كَبِر سِنُّه) .
(32/150)
(والدِّرْهَمُ، كَمِنْبَرٍ) فِيهِ الكَلاَم
الَّذِي سَبَق أَولا: (الحَدِيقَة) على التَّشْبِيه، من قَوْلِ
عَنتَرَة:
(فَتَرَكْنَ كُلَّ حَدِيقَةٍ كالدِّرْهَم ... )
(ودِرْهَم أَبو زِياد) يَرْوي عَن دِرْهَم ابنِ زِياد بنِ دَرْهَم، عَن
أَبِيه، عَن جَدّه رَفعه: " اخْتَضِبُوا بالحِنَّاء فَإِنَّهُ يَزِيد
فِي جَمالِكم وشَبابِكم ونِكاحِكم "، (و) دِرْهم (أَبُو مُعَاوِية) ،
روى عَنهُ ابنُه مُعاوِيةُ، وَعنهُ محمدُ بنُ طَلْحَةِ بنِ مُصَرّف:
(صَحَابِيَّانِ) رَضِي اللهُ عَنْهُمَا.
(و) دِرْهَمُ: (فرسُ خِداش بنِ زُهَيْر) .
(و) الإمامُ أبُو إِسْمَاعِيل (حَمَّادُ بنُ زَيْدِ بنِ دِرْهَم)
الأَزْدِيّ الْأَزْرَق، (مُحَدِّث) أَضَرّ، وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَه
كالماءِ، عَن أبي عِمْرانَ الجَوْنِيّ وثابِتِ وَأبي حَمْزة. وَعنهُ
مُسَدّد وعليّ مَاتَ سَنَةَ مِائَة وتِسْعَ وسَبعِين عَن إِحْدَى
وثَمانِين سَنَة.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
دُرَيْهِم وَدُرَيْهِيم تَصْغيرا دِرْهَم، والأََخِيرة شاذَّة،
كَأَنَّهُمْ حَقَّروا دِرْهَامًا، وَإِن لم يَتَكَلَّموا بِهِ، هَذَا
قَولُ سِيْبَوَيه.
والدُّرَيْهِمِيّ: قَرْية باليَمَن مَا بَيْنَ الحُدَيِّدَة
والمُرَاوَمة، وَقد وَردتُها، وسمعتُ بهَا الحَدِيثُ على شَيْخِنا
الصُّوفِيّ العَارِف أَبِي القَاسِم الجماعيّ. ودُرَيْهم ونَصْف:
لَقَب.
د س م
(الدَّسَمُ مُحَرَّكَة: الوَدَك والوَضَر) . وَفِي التَّهْذِيب: " كل
شَيْء لَهُ وَدَك من اللّحم والشَّحْم "، (و) أَيْضا: (الدَّنَس، وَقد
دَسِم كَفَرِح) دَسَمًا فَهُوَ دَسِم، (و) يُقَال: (يَدُه من الدَّسَمِ
سَلِطَةٌ) .
(و) دَسَمها (كَنَصَرها) دَسْمًا:
(32/151)
(جَامَعَها) عَن كُراع وَهُوَ مَجاز من
دَسَم الجُرحَ إِذا جَعَلَ فِيهِ الفَتِيلَ. (و) قيل هُوَ من دَسَم
(القَارُورَة) إِذا (سَدَّها) وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِف صَرْحاً:
(إِذا أَرَدْنا دَسْمة تَنَفَّقا ... )
(بناجِشَاتِ المَوْتِ أَو تَمَطَّقا ... )
وَتَنَفَّق: تَشَقَّق من جَوانِبه وعَمِل فِي اللَّحْم كَهَيْئَة
الأَنْفاقِ جمع نَفَقَ، وَهُوَ كالسَّرَبِ. والناجِشَاتُ: الَّتِي
تُظْهِر المَوْت وتَسْتَخْرِجُه. والتَّمَطُّقُ: التَّلَمُّظ
(كأَدْسَمَها) .
(و) دَسَم (الأَثَرُ: طَسَم) كَدَمَس.
وَفِي الصّحاح: مِثْل طَسَم. (و) دَسَم (المَطَرُ الأَرْضَ) يَدْسُمُها
دَسْماً: (بَلَّها قَلِيلاً) ، وَذَلِكَ إِذا لم يَبْلُغ أَن يَبُلَّ
الثَّرَى، عَن الزّمَخْشَرِي.
(و) دَسَم (البَابَ) دَسْماً: (أَغْلَقَه) .
(و) الدِّسام (كَكِتاب: السِّدادُ) يُدْسَم بِهِ أَي: يُسَدّ. وَقَالَ
الجوهريّ: الدِّسامُ بالكَسْر: مَا يُسَدُّ بِهِ الأذنُ والجُرْح ونَحو
ذلِك، تَقول مِنْهُ: دَسَمْتُه أَدسُمه بالضَّمّ. والدِّسامُ:
السِّداد، وَهُوَ مَا يُسَدُّ بِهِ رَأْسُ القَارُورَة وَنَحْوِها.
وَفِي بَعْضِ الْأَحَادِيث: " إِن للشَّيْطان لَعُوقاً ودِسَاماً "،
وَهُوَ مَا يُسَدُّ بِهِ الأُذُن فَلَا تَعِي ذِكْراً وَلَا مَوْعِظَة،
يَعْنِي أَنَّ لَهُ سِدَاداً يَمْنَع من رُؤْيَة الحَقّ.
(والدُّسْمَةُ، بالضَّمّ: مَا يُسَدُّ بِهِ خَرْقُ السِّقاء، و)
أَيضاً: (غُبْرةٌ إِلَى السَّوادِ) ، وَقَالَ اْبنُ الأَعْرابيّ:
الدُّسْمَة: السَّوادُ، وَمِنْه قِيلَ للحَبَشِيّ: أَبُو دُسْمَة،
(وَقد دَسِم بالكَسْر، وَهُوَ أَدْسَم، وَهِي دَسْماء) .
(و) الدُّسْمَةُ: (الرَّدِيءُ من
(32/152)
الرِّجال) ، وَقيل: الدَّنِيءُ. وَقيل:
الرَّذْلُ، أَنْشد أَبو عَمْروٍ لِبَشِيرٍ الفِرَبْرِيّ:
(شَنِئْتُ كُلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ ... )
(والدَّيْسَم، كَحَيْدَر: وَلَدُ الثَّعْلَب من الكَلْبَة، أَو وَلَدُ
الذِّئْبِ مِنْهَا) . والسِّمْع: وَلَد الضَّبع من الذِّئْب، قَالَه
المُبَرّد.
(و) قيل الدَّيْسَم: (الدُّبُّ) ، عَن اْبنِ الأَعرابي، وَأَنْشَد:
(إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ الوَبِيلِ تَشَنَّعَتْ ... تَشَنُّع فُدْسِ
الغارِ أَو دَيْسَمٍ ذَكَر)
(أَو وَلَدُه) . قَالَ الجوهَرِيُّ: قلتُ لأَبي الغَوْث: يُقَال إِنّه
وَلَد الذِّئبِ من الكَلْبَة، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا وَلَدُ الدّبّ.
(و) قيل: الدَّيْسَم: (فَرْخُ النَّحْل. و) أَيْضا: (الظُّلْمَة، و)
أَيْضا: (السَّوادُ، و) أَيْضا: (نَباتٌ) ، نَقَله الجوهَرِيّ.
(و) دَيْسَم: " (اسمُ أَبِي الفَتْح) اللُّغوي (صاحِبُ قُطْرُب)
مُحَمَّد بن المُسْتَنِير اللُّغَوِيّ، وَقَالَ اْبنُ دُرَيْدٍ:
دَيْسَمٌ: اسْم، وَأَنْشَد:
(أَخْشَى على دَيْسَمِ من بَرْدِ الثَّرَى ... أَبَى قَضاءُ اللهِ إِلا
مَا تَرَى)
ترك صَرْفَه للضَّرُورة.
(و) الدَّيْسَمُ: (الرَّفِيقُ بالعَمَل المُشْفِق كالدَّاسِم) .
(و) الدَّيْسَمُ: (الثَّعلَبُ) .
(والدَّيْسَمَة: الذُّرَةُ) ، كَمَا فِي الصّحاح. وسُئِل أَبُو الفَتْح
صاحِبُ قُطْرب عَن الدَّيْسَم فَقَالَ: هُوَ الذُّرَة.
(و) فِي حَدِيثِ عُثْمان رَضِي اللهِ تَعالَى عَنهُ أَنّه رأى صَبِيًّا
تأخُذُه العَيْن جَمالاً فَقَالَ: (دَسِّمُوا نُونَتَه) أَي:
(سَوِّدُوها كَيْلاَ تُصِيبَها) ، كَذَا فِي
(32/153)
النُّسَخ، والصَّواب كَيْلاَ تُصِيبَه
(العَيْن) ، ونُونَتُه: دائِرَتُه المَلِيحَة الَّتِي فِي حَنَكه.
(و) الدَّسِيمُ (كَأَمِيرٍ: الكَثِيرُ الذِّكْرِ) ، كَذَا فِي
النُّسَخ، والصَّواب: والدَّسِيمُ: القَلِيل الذِّكْر، كَمَا هُوَ نَصّ
اْبنِ الأَعرابيّ، (وَمِنْه الحَدِيثُ الضَّعِيفُ: " لاَ يَذْكُرُون
اللهَ إِلا دَسْماً ") . رُوِي ذَلِك عَن أبي الدَّرْدَاءِ رَضِي الله
تَعَالَى عَنهُ. ونصّه: " أَرضِيتُم إِنْ شَبِعْتُم عَاماً، أَلاَ
تَذْكُرون اللهَ إِلا دَسْماً "، يُريد ذِكْراً قَلِيلاً، (و) قَالَ
اْبنُ الأَعْرابِيّ: (يُحْتَمل أَن يَكُون) هَذَا (مَدْحاً، أَي:
الذّكرُ حَشْو قُلُوبهم وأَفْواهِهِم، وأَن يَكُونَ ذَمًّا أَي:
يَذْكُرونَ اللهَ) ذِكْراً (قَلِيلاً، مَأْخُوذٌ من تَدْسِيم نُونَةِ
الصَّبِيّ) : وَهُوَ السَّواد الَّذِي يُجْعَل خَلْف الأُذُن لِكَيْلا
تُصِيبَه العَيْن، وَلَا يَكون إِلا قَلِيلا. وَقَالَ الزمخشَرِيّ:
هُوَ مِن دَسَمَ المَطَرُ الأَرضَ إِذا لم يبلغ أَن يَبُلَّ الثَّرَى.
وَقَالَ غَيرُه: وَقيل: مَعْناه لَا يَذْكُرون الله إِلا دَسْماً أَي:
مَا لَهم هَمُّ إِلا الأَكلُ ودَسْمُ الأَجْواف. ومِثلُه فِي احْتِمال
المَدْح والذَّمّ الحَدِيثُ الآخر: " ذَاك رَجُلٌ لَا يتوَسَّد القُرآن
"، على مَا مَرَّ فِي حَرْفِ الدَّال.
(ودُسْمانُ بالضَّمِّ: ع) .
(ودَسَم الْبَعِير يَدْسِمه) دَسْماً: (طَلاهُ بالهِناء) .
(ودَسْمٌ: ع قُربَ مَكَّة) شَرَّفَها اللهُ تعَالَى (و) يُقَال: (أَنَا
على دَسْمِ الأَمْرِ أَي: طَرَفٍ مِنْهُ) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
تَدَسَّم مثل دَسَم، أَنْشَدَ سِيْبَوَيْهِ لاْبنِ مُقْبِل:
(32/154)
(وقِدْرٍ كَكَفّ القِرْد لَا مُسْتَعِيرُها
... يُعَارُ وَلَا مَنْ يَأْتِها يَتَدَسَّمُ)
وتَدْسِيمُ الشَّيء: جَعْلُ الدَّسْمِ عَلَيْهِ. والدَّسَم بالفَتْح
لُغَة فِي الدَّسْم عَن القُرْطُبِي. قَالَ الوَلِيّ العِراقِيّ فِي
شَرْحِ سُنَن أَبِي دَاود: وَلم نَرَه لغَيْرِه من أَهلِ اللُّغَة
والحَدِيثِ.
وثِيابٌ دُسْم بِالضَّمِّ أَي: وَسِخَة. ويقالُ للرَّجُل إِذا تدنَّس
بمَذَامّ الأَخلاق: إِنّه لدَسِم الثَّوْبِ، وَهُوَ كَقَوْلِهم: فُلانٌ
أَطْلَس الثُّوب، وقالَ:
(لَا هُمَّ إِنَّ عامرَ بنَ جَهْم ... )
(أَوْذَمَ حَجًّا فِي ثِيابٍ دُسْمِ ... )
أَي: حَجَّ وَهُوَ مُتَدَنِّسٌ بالذُّنُوب.
وَيُقَال: فُلانٌ أدسَمُ الثُّوبِ ودَسِم الثَّوبِ إِذا لم يَكُن
زَاكِياً. وَقَول رُؤْبةَ يَصِف سَيْحَ مَاء:
(مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُومَا ... )
(فَخِمْنَ إِذ هَمَّ بِأَنْ يَخِيمَا ... )
المَدْسُومُ: المَسْدُودُ.
والدَّسْمُ: حَشْو الجَوْف.
وتَدَسَّمُوا: أَكَلُوا الدَّسَم.
ومَرَقَة دَسِمة.
وعِمامَةٌ دَسِمَة ودَسْماء: سَوْدَاء. ويُقالُ للمُسْتَحاضة اْدْسُمِي
وَصَلِّي.
والدَّسِمُ الأَحمَسُ: الأسودُ الدَّنِيء من الرّجال، وَقد جَاءَ
ذِكرهُ فِي حَدِيثِ الفَتْح.
قُلتُ: وَمِنْه أَخذ الدّحمسان، ويُقالُ: مَا فِي دَيْسَمٍ دَسَمٌ:
لمَنْ لَا فائِدَةَ فِيهِ. وَمَا أَنْت إلاَّ دُسْمَةٌ أَي: لَا خَيْر
فِيك، وَهُوَ مجَاز.
(32/155)
ودَيْسم السَّدُوسِيّ: تابِعِيٌّ ثِقَة.
د ش م
(الدُّشْمَةُ، بالضَّمِّ) أَهْملَه الجوهَرِيُّ. وَفِي المُحْكَم: هُوَ
(الّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ) ، وضَبَطه الزَّمَخْشَرِيّ بالسِّين
المُهْمَلة. يُقالُ: مَا أنتَ إِلَّا دُسْمَة، وَقد تَقَدَّم قَرِيباً،
ولعَلَّ مِنْهُ أَخذ الدّشمان للعَدُوّ بِالفارِسِيَّة.
د ع م
(دَعَمه، كَمَنَعه) يَدْعَمه دَعْماً: (مَالَ فَأَقَامَه) ، كَمَا
تَدْعَم عُروشَ الكَرْمِ وَنَحْوِه، قَالَه اللَّيثُ. وَمِنْه حَدِيثُ
أَبِي قَتَادة: " فَمالَ حَتَّى كَاد يَنْجَفِل [فأتيتُه] فَدَعَمْتُه
" أَي: أَسْنَدْتُه.
(و) دَعَم (المَرْأَةَ) دَعْماً: (جَامَعَها) ، أَو دَعَمها بِأَيْرِه
(طَعَن فِيها) بِإِزْعاج، (أَو أَوْلَجه أَجْمَع) ، وَكَذَلِكَ
دَحَمَها عَن اْبنِ شُمَيْل، وَهُوَ مجَاز.
(والدِّعْمَةُ والدِّعَامَةُ والدِّعامُ بِكَسْرِهِن: عِمادُ البَيْتِ)
، وَهِي الخَشَبةُ الَّتِي يُدْعَم بهَا أَي: يُسْنَد. (و) قَالَ أَبُو
حَنِيفَة: هِيَ (الخَشَبُ المَنْصوبُ للتَّعْرِيش. ج: دِعَم) بكَسْر
فَفَتْح (ودَعائِمُ) ، وَفِيه لَفّ وَنَشْر مُرَتَّب.
(و) من المَجاز: الدِّعامَة (كَكِتابة: السَّيِّد) ، يُقَال: هُوَ
دِعامَةُ القَوْم أَي: سَيِّدُهم وسَنَدُهُم. وهم دَعائِم قَوْمِهِم.
وَفِي قَوْلِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيز يَصِف عُمَرَ بنَ الخَطَّاب
فَقَالَ: " دِعامَةُ الضَّعِيف ".
(و) الدِّعْمَتان والدِّعامَتَان: (خَشَيَتَا البَكْرَةِ) ، فَإِن
كانَتَا من طِينٍ فهما زُرْنُوقَانِ، وَأنْشد الجَوْهَرِيُّ:
(لَمَّا رأيتُ أَنَّه لَا قامَهْ ... )
(وَأَنَّنِي ساقٍ على السَّآمَهُ ... )
(نَزَعْتُ نَزْعاً زَعْزَعَ الدِّعَامهْ ... )
(32/156)
وَقَالَ أَبُو زَيْد: إِذا كانَت
زَرَانِيقُ البِئْر من خَشَب فَهِيَ دِعَم.
(وادَّعَم) على العَصَا (كافْتَعَل: اتَّكَأَ عَلَيها) ، أَصله اتدعم
أُدْغِمَت التَّاء فِي الدَّال. وَمِنْه حَدِيث عَبَسَة " يَدَّعِمُ
على عَصاً لَهُ " ز
(والدُّعْمِيُّ بالضَّمِّ: النَّجَار) .
(و) الدُّعْمِيُّ (من الطَّرِيق: مُعْظَمُه أَو وَسَطُه) . قَالَ
الرَّاجِزُ يَصِف إِبِلاً:
(وَصَدَرَتْ تَبْتَدِرُ الثَّنِيَّا ... )
(تَرْكَبُ من دُعْمِيّها دُعْمِيًّا ... )
دُعْمِيُّها: وَسَطُها دُعْمِيًّا، أَي: طَرِيقاً مَوْطوءاً.
(و) الدُّعْمِيُّ (الشَّيءُ الشَّدِيد) ، يُقالُ للشَّيْء الشَّديد
(الدِّعام) : إِنَّه لَدُعْمِيٌّ، قَالَ:
(أَكْتَدَ دُعْمِيَّ الحَوامِي جَسْرَبَا ... )
(و) الدُّعْمِيُّ: (الفَرَسُ فِي صَدْرِه أَو لَبَّتِهِ بَياضٌ
كالأَدْعَمِ) . قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: إِذا كَانَ فِي صَدْرِ الْفرس
بَياضٌ فَهُوَ الأَدْعَم، فَإِذا كَانَ فِي خَواصِره فَهُوَ مُشَكَّل.
(ودُعْمِيُّ بنُ جَدِيلَة) بنِ أَسَد بنِ رَبِيعةَ بنِ نِزار بن
مَعَدّ: (أَبُو قَبِيلَةٍ) مَشْهُورَة.
(والدَّعامةُ: الشَّرْطُ) .
(وبالكَسْر) : دِعامَهُ (بنُ غَزِيَّة) السَّدُوسِيّ، (وابنُه قَتادَةُ
بنُ دِعامَةَ صَحابِيَّانِ) ، وَهَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ. وَفِيه
غَلَط من وَجْهَين أَولاً: عَدّه دِعامة بن غَزيّة من الصَّحابة، وَقد
صَرَّحَ الذَّهَبيُّ واْبنُ فَهْد أَنَّه وهم لَا صُحْبة لَهُ،
وثَانِياً: فإنَّ اْبنَه قَتادةَ هُوَ الحَافِظُ أَبُو الخَطَّاب
الأَعْمَى تابِعِيّ، رَوَى عَن
(32/157)
أَنَسٍ وَعَبْدِ اللهِ بن سَرْجِس وخَلْق،
وَعنهُ أَيّوب وشُعْبَةُ وَأَبو عَوانة وخَلْق، مَاتَ سنَةَ مائةٍ
وسَبْعٍ وثَمانِين، وعَدُّه فِي الصَّحَابَة غَلَط.
(و) دُعَامٌ (كَغُرابٍ: بَطْن عَظِيم من العَرَب. و) دِعام (كَكِتاب:
اسْم) .
(ودَعْمان) كَسَحْبان: (ع. ودُعْمَةُ بالضّمّ: ماءٌ بِأجأٍ) أحد
جَبَلَيْ طَيّئ. وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ مَاء مِلْح بَين مُلَيْحَة
والعَبْد، وَهُوَ جَبَل يُقَال لَهُ عَبْدُ سَلْمَى للجَبَل
الْمَعْرُوف. ومُلَيْحة: جَبَل فِيهِ آبار كَثِيرَة، وطَلْحٌ غربيّ
سَلْمَى، والعَبْدُ شَمالِيّه.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
المُدَّعَم على مُفْتَعل: المَلْجأُ، عَن اْبنِ الأَعرابيّ،
وَأَنْشَدَ:
(فَتىً مَا أَضَلَّت بِهِ أُمُّه ... من القَوْم ليلةَ لَا مُدَّعَمْ)
(32/158)
أُمُورِي، وَهُوَ مجَاز، كَمَا فِي
الأسَاس.
ودُعْمِيٌّ فِي إيادٍ، ودُعْمِيٌّ فِي ثَقِيف. ودعامةُ بنُ مَالِكِ بنِ
مُعاوِيَةَ اْبن دُوبان وَالِدُ مُرْهِبَة أَبُو بَطْن من هَمْدان.
د ع ر م
(الدِّعْرِمُ، كَزِبْرجِ) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ اْبنُ
سِيدَه: هُوَ (الدَّمِيمُ القَصِيرُ الرَّدِيءُ) البَذِي كالدرعم،
وَأَنْشَد اْبنُ الأعرابيّ:
(إِذا الدِّعْرِمُ الدِّفْناسُ صَوَّى لِقاحَهُ ... فإنَّ لنا ذَوْدُا
ضِخامَ المَحالبِ)
وَسبق فِي السّين إنشادُه هَكَذَا، وَهُوَ لعُمَر بنِ عَاصِم
العَبْسِي، قَالَه المُفَضَّل.
(و) الدِّعْرِمُ: (الدِّعْفِسُ) ، وَهِي من الإِبِل: الَّتِي تَنْتَظِر
تحتى تَشْرَبَ الإِبلُ، ثمَّ تَشْرب مَا بَقِي من سُؤْرها، كَذَا فِي
الْعباب فِي حَرْف السّين، وَقد تقدَّم ذَلِك للمُصَنِّف أَيْضا.
(والدَّعْرَمَةُ: قِصَرُ الخَطْو) ، وَهُوَ (فِي عَجَلَة) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدَّعْرَمَةُ: لُؤْمٌ وخِبٌّ.
وقَعُودٌ دِعْرِمٌ: تَربُوتٌ، قَالَ الراجز:
(مُتَّكِئاً على القَعُودِ الدِّعْرِم ... )
وَأَنْشَد أَبُو عَدْنان:
(قَرَّبَ رَاعِيها القَعُودَ الدِّعْرِمَا ... )
د ع س م
(دَعْسَمٌ، كَجَعْفَرٍ) ، أهمله الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللِّسَان: هُوَ
(اسمُ) رَجُل، (والسِّين مُهْمَلَة) .
(32/159)
د ع ل م
(دَعْلَم كَجَعْفَر) أهملَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسان، وَهُوَ
(اسمُ) رَجُل.
د ع ن م
(دَعَانِيمُ) أَهملَه الجَماعة، وَهُوَ (ماءٌ لِبَنِي الحُلَيْس) ،
بَطْن (من خَثْعَم) بنِ أَنْمار، وَهُوَ الحُلَيْسِيَّة الَّذِي
تَقَدَّم فِي السّين ماءَةُ لَهم، أَو هِيَ غَيْره.
د غ م
(دَغَمَهم الحَرُّ والبَرْدُ كَمَنَعَ، وَسَمِع) دَغْماً ودَغَماناً:
(غَشِيَهم، كَأَدْغَمَهم) ، وَلم يذكر الجَوْهَرِيُّ البَرْد وَلَا
المَصْدَرَيْن.
(و) دَغَم (أنفَه) دَغْماً (كَمَنَع: كَسَره إِلَى بَاطِن) هَشْماً،
كَمَا فِي الصَّحاح.
(و) دَغَم (الإناءَ) دَغْماً: (غَطَّاه) ، كَمَا فِي المُحْكَم.
(والدُّغْمَةُ، بالضَّمّ والدَّغَمُ مُحَرَّكَة من لَوْنِ الخَيْل: أَن
يَضْرِبَ وَجْهُه وجَحافِلُه إِلى السَّواد، مُخالِفاً لِلَوْن سائرِ
جَسَدِه، (ويَكُونَ ذلِك) أَي: وَجْهُه، مِمَّا يَلِي جَحافِلَه
(أَشَدَّ سَوَاداً من سَائِر جَسَده، وقَدِ ادغَامَّ ادْغِيمَاماً،
وَهُوَ أَدْغَمُ وَهِي دَغْمَاءُ) : بَيِّنَا الدَّغَم، عَن
الْأَصْمَعِي (فارِسيَّته دَيْزَجْ) . وَفِي الصِّحَاح: وَهُوَ الَّذِي
تُسَمِّيه الأَعاجم دِيزَج. ووجدتُ فِي هَامِش الصَّحاح مَا نَصُّه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ الحَجَّاجُ يَوْمًا لسَائِسِ دَوَابّه:
أَسْرِجِ الأَدْغَم، فَلم يَدْرِ مَا هُوَ، وَلم يَقْدِر على
مُراجَعَته، فخرَجَ فَلَقِي أَعرابِيًّا فأخْبَرَه الخَبَر، فَقَالَ:
أَعِنْدَك دَيْزج؟ فَقَالَ: نَعَم، فَأَسْرَجَه. وَقَالَ أَبُو
عُبَيْدَة: وَقد يَكُون من الخَيْل أَدْغَمُ
(32/160)
خالِصٌ لَيْسَ فِيهِ من الخُضْرَة شَيْء.
قَالَ الحُضَيْن بنُ المُنْذِر الرَّقَاشِيّ:
(عَشِيَّةَ جاؤوا باْبْنِ زحر وجِئْتُم ... بِأَدْغَمَ مَرْقُومِ
الذِّراعين دَيْزَجِ)
(والأدغَمُ: الأَسودُ الأَنْف) ، وجَمْعُه الدُّغْمان. قَالَ
أعرابِيٌّ:
(وضَبَّة الدُّغْمان فِي رُوسِ الأَكَمْ ... )
(مُخْضَرَّةٌ أَعينُها مِثلُ الرَّخَمْ ... )
(و) الأَدغَمُ: (مَنْ يَتَكَلَّم من قِبَل أَنْفِه) ، وَهُوَ الأَخَنّ.
(وَأَدْغَمَه اللهُ تَعالى) : مثل أَرْغَمَه، وَقيل: أَدْغَمَه:
(سَوَّدَ وَجْهَه) ، وَأَرْغَمَه: أَسْخَطَه. (و) أَدْغَمَ (الفَرسُ
اللِّجامَ: أَدْخَلَه فِي فِيهِ) وَأَدْغَم اللِّجامَ فِي فَمِه كَذلك.
قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:
(بمُقْرَبَاتٍ بِأَيْدِيهم أَعِنَّتٌ هَا ... خُوصٍ إِذا فَزِعوا
أُدْغِمْن باللُّجُمِ)
قَالَ الجوهَرِيُّ والأَزْهَرِيّ: (و) مِنْهُ أَدْغَم (الحَرَف فِي
الحَرْف) إِذا (أَدْخَلَه) ، وَقَالَ بَعْضُهم: بل اشتِقاقُ هذَا من
إِدْغام الحُرُوفِ، والأَوَّل هُوَ الوَجْه، (كادَّغَمَه) على
افْتَعَله، نَقَله الجوهَرِيُّ.
(و) أَدْغَم (فُلانٌ) : إِذا (بادَرَ القَوْمَ مَخافَةَ أَن يَسْبِقُوه
فَأَكَل) الطَّعامَ (بِلَا مَضْغٍ) .
(والدُّغْمان، بِالضَّمِّ: الأَسودُ، أَو) هُوَ الأَسْوَدُ (مَعَ
عِظَم. و) أَيْضاً: (اسمُ) رَجُل، (ويُفْتَح) ، كَسَحْبان.
(و) رَجُلٌ (راغِمٌ دَاغِمٌ) إِتباعٌ.
(وأَرْغَمَه اللهُ تَعالَى وَأَدْغَمَه) بِمَعْنى، وقِيلَ: بل
بَيْنَهُما فَرْق كَمَا تَقَدَّم.
(و) فِي الدُّعَاء: (رَغْماً دَغْماً شِنَّغْماً) كَجِرْدَحْل بالسِّين
والشِّين، كَمَا سَيَأْتِي، (إِتْباعاتٌ) . يُقَال:
(32/161)
فَعلْت ذَلِك على رَغْمه ودَغْمه وشَغْمه،
ويُقال: شِنَّغْمِهِ وسِنَّغْمِه، وسَيَأْتي.
(و) الدُّغامُ (كَغُرابٍ: وَجَع) يأخُذُ (فِي الحَلْق) ، وَكَذَلِكَ
الشُّوال، كَذَا فِي النَّوادِرِ.
(و) دُغَيْم (كَزُبَيْر: اسمُ) رَجُل.
(والدُّغْم، بالضَّم: البِيضُ) ، وَهُوَ جَمْع الأَدْغَم (كَأَحْمَر
وحُمْر (كَأَنَّه ضِدٌ) ، قُلتُ: وَقد تَصَحَّف ذلِك على المُصَنّف،
وإِنَّما هُوَ الدُّعْم بالعَيْنِ المُهْمَلَة، فَتَأَمَّل ذَلِك.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
دَغَم الغَيثُ الأرضَ يَدْغَمُها، وَأَدْغَمَها: إِذا غَشِيها
وقَهَرَها. وَأَدْغَمَه: أًساءَه وأَسْخَطَه، وَهُوَ مجَاز.
والدَّغْماءُ من النِّعاج: الَّتِي اسْودَّت نُخرَتُها، وَهِيَ
الأَرْنَبَة، وَحَكَمتها، وَهِي الذَّقَن. وَفِي الحَدِيث " أَنَّه
ضَحَّى بِكَبْشٍ أَدْغَم "، وَهُوَ الَّذِي يَكونُ فِيهِ أَدْنَى
سَواد، وخُصوصاً فِي أَرْنَبَتِه وتَحْت حَنَكِه. وَقَالُوا فِي
المَثَل: " الذِّئْبُ أَدْغَم "؛ لأنَّ الذِّئبَ وَلَغ أَو لم يَلَغْ
فالدُّغْمَة لازِمَةٌ لَهُ؛ لأَنَّ الذِّئاب دُغْم فَرُبمَا اتُّهِم
بالوُلُوغِ وَهُوَ جَائِع، يُضْرَب مَثَلاً لمَْ يُغْبَطَ بِمَا لمن
يَنَلْه، كَذَا فِي الصِّحَاح.
ودَغّوم كَتَنُّور: رَجُل.
وحَكَى الرّشاطِيّ عَن الهَمْداني فِي الأَنْساب أَنَّ كل مَا فِي
الْعَرَب دُعْمِيّ فبالعَيْن المُهْمَلَة إِلَّا دُغْمِيَّ بنَ عَوْف
اْبنِ عَدِيّ بنِ مَالِك الحِمْيَرِيّ، نَقله الحافِظُ.
د ق م
(الدَّقْمُ: الغَمُّ الشَّدِيدُ من الدَّيْنِ وغَيْرِه) .
(و) الدَّقَمُ (بالتَّحْرِيك: الضّرَرُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ،
والصَّوابُ بزَاءَيْن وَقد (دَقِم كفَرِح) دَقَماً: (ذَهَب مُقَدَّمُ
أَسْنانِه) ، أَو مُقَدَّم فِيهِ:
(32/162)
(ودَقَمه يَدْقُمه ويَدْقِمُه) من حَدّي
نَصَر وضَرَب: (كَسَر أَسنانَه) ، كَدَمَقَه دَمْقاً ودَقْما نَقله
الجوهَرِيّ، وَهُوَ قَولُ أَبِي زَيْد. (و) دَقَمه دَقْماً: (دَفَعه
مُفاجَأَة و) أَيْضا: (دَفَعه فِي صَدْرِه) . أنْشد يَعْقُوب:
(مُمَارِسُ الأَقْرانِ دَقْماً دَقْما ... )
(و) دَقَمَتِ (الرِّيحُ عَلَيْهِ) دَقْمًا وَكَذَلِكَ الخَيْل: (دَخَلت
كانْدَقَمت) ، قَالَ رُؤبَةُ: (و) الدِّقِمُّ (كَفِلِزٍّ: المَكْسورُ
الأَسْنان) ، وَزَعَم كُراعٌ أَنَّه من الدَّقّ والمِيمُ زَائِدة.
قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَهَذَا قَولٌ لَا يُلْتَفَت إِليه؛ إِذْ قد ثَبَت
دَقَمْتُه.
(و) الدِّقَمّ (كهِجَفٍّ: الواسِعُ، والأدقَمُ: مَنِ اْنْكَسَرت) لَهُ
(ثَلاثٌ من أَسْنانِه) ، وَقد دَقِم دَقَماً.
(و) المُدْقِمُ (كَمْحْسِنٍ: المَرأةُ الَّتِي يَلْتَهِم فَرجُها كُلَّ
شَيء. أَو) الَّتِي (يُصَوِّتُ فَرجُها عِنْد الجِماع) ، وَهِي
المُدْقِمَة أَيْضا.
(و) دُقَيْمٌ ودُقْمَانُ (كَزُبَيْر وعُثْمان: اسمان) .
والدَّقِمةُ كفَرِحةٍ من الإِبِل والغَنَم: الَّتِي أَوْدَى حَنَكُها
هَرَماً) وَكِبَراً، وَذَلِكَ إِذا سَقَطت أَسنانُها.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدَّقَمَة مُحَرَّكَة: مُقَدَّمُ الفَمِ. يُقَال: لَعَن الله هَذِه
الدَّقَمَة.
ودُقِم أَنْفُه كَعُنِي، وَأَدْقَمَ فَاهُ: كَسَر أَسْنَانَه.
د ك م
(دَكَم) : هذِه التَّرجمة ساقِطَة من نُسَخ الصّحاح وثَبتَت فِي
بَعْضِها، وَقد كَتَبها المُصَنِّف بالحُمْرة؛ لأنّه لم يَجِد فِي
نُسْخَتِه ذَلِك، وَنقل
(32/163)
صاحِبُ اللّسان عَنهُ مَا نَصّه: دَكَم
(فِي صَدْرِه) دَكْماً إِذا (دَفَع) كَدَقم دَقْماً. وَزعم يَعْقُوب
أَن كافَه بدَلٌ من قَافِ دَقَم. (و) دَكَم (الشيءَ: دَقَّ بَعْضَه على
بعض) ، وَقيل: كَسرَ بَعْضَه فِي إِثْر بَعْض. وَقيل: دَاسَ بَعضَه على
بَعْض. وَنَصّ الجَوْهَرِي: جَمَع بَعْضَه على بَعْض.
(وتَداكَمُوا) عَلَيْهِ: (تَدافَعُوا، وانْدَكَم) علينا فُلانٌ:
(انْقَحَم) كانْدَقَم.
(ودَكْمةُ) بِالْفَتْح (د بالمَغْرِب) .
(ودَكَّم تَدْكيماً: أدخَلَ شَيْئاً فِي شَيْء. و) دَكَّم (فُلاناً
برأْسِه) : إِذا (نَطَحه فِي حاق حُنْجُورَتِه) .
(و) دُكَيْمٌ (كَزُبَيْر: اسْم) راجز، ذَكَره اْبنُ مَأكُولا.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
دَكَم فَاه دَكْماً: كَسَره، ودَكَمه دَكْما: زَحَمه، ودَكَم أنفَه
كدقم: كَسَر. ودَكَمها دَكْماً: نَكَحَها.
د ل م
(دَلِم، كَفَرِح) دَلَماً: (اشتَدَّ سَوادُه فِي مُلُوسَةٍ كادْلامَّ)
ادْلِيمَاماً، مِنَّا وَمن الحَمِير والأُسْد والجِبال والصُّخُور،
وتَقْيِيدُ الهَجَرِيّ بالرَّجُل والحِمار غَيرُ سَدِيد كَمَا نَبَّه
عَلَيْهِ بَعْضُ المُحَشِّين.
(و) دَلِمَت (شِفاهُه) دَلَماً: (تَهَدَّلت، والأَدْلَم: الآدَمُ. و)
قيل: هُوَ (الشَّدِيدُ السَّوادِ مِنَّا وَمن الجِبَال والأُسْد)
والحَمِير والصَّخْر، وَمن الخَيْل أَيْضا، قَالَ رُؤْبَة يَصِف
خَيْلاً:
(عَن ذِي خَنَاذِيذَ قُهابٍ أَدلَمُهْ ... )
وَفِي التَّهْذِيب: " الأَدْلَم من الرِّجال: الطَّوِيلُ الأَسودُ،
وَمن الجَبَلَ كَذلِك فِي مُلُوسَةِ الصَّخْر
(32/164)
غير جِدِّ شَدِيدِ السَّواد. وَقَالَ
رُؤْبَةُ يَصِف فِيلاً:
(كَانَ دَمْخاً ذَا الهِضَابِ الأَدْلَمَا ... )
وَقَالَ شمر: رجل أَدْلَم وجَبَلٌ أَدْلَم ".
(و) الدَّلاَم (كسَحاب: السَّوادُ) ، عَن السِّيرافيّ، (و) أَيْضا:
(الأَسْوَدُ) ، وإِيَّاه عَنَى سِيبَوَيْه بقوله: انَعَتْ دَلاَماً.
(والدَّلْماء: لَيْلَة ثَلاثِين) من الشَّهر لسَوادِها.
(والدَّيْلَمُ) كَحَيْدر: (جَبَل م) مَعْرُوف، وهم أَصْحاب الشُّور
الأَعاجِم من بِلادِ الشَّرْق. وَقَالَ كرَاع: هم التُّرك. وهم بَنُو
الدَّيْلم بنِ باسِل بنِ ضَبَّة بنِ أُدّ بنِ طابِخَةَ بنِ إِلياسَ بنِ
مُضَر قَالَه اْبنُ الكَلْبِيّ، وضَعَهم بَعْضُ مُلوكِ العَجَم فِي
تِلْكَ الجِبالِ فَرَبَلُوا بهَا. وحَكَى الهَمْدانِيُّ وَغَيرُه أَنَّ
الدَّيْلَم من بَنِي يافِث بنِ نُوح. وَذكر المَدَائِنيّ أنّ اللبوء
بنَ عَبْدِ القَيْس بن أَفْصَى يُقال لَهُ دَيْلمُ عبدِ القَيْسِ.
قُلتُ: والأَولُ هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد النَّسّابة، وَعَقِبُه من
وَلَده: مُعاوِيَةُ بنُ الدَّيْلم، وَمِنْه فِي الْأَبْيَض وبحيرا
اْبني مُعَاوِيَة، وَلَهُم عَدَد ومَدَد. قَالَ اْبنُ الجَوَّانِيّ:
ومِنْ رِجالِ الدَّيْلم فِي الجاهِلِيَّة زَيدُ الفَوارِس بن حُصَيْن،
وَفِي الْإِسْلَام اْبنُ شُبْرُمَة القَاضِي.
(و) الدَّيْلَم: (الدَّاهِيَة) ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَأَنْشَدَ أَبُو
زَيْد يَصِف سِهاماً:
(أَنْعَتُ أَعيَاراً رَعَيْن كِيرَا ... )
(مُسْتَبْطِناتٍ قَصَباً ضُمُورَا ... )
(يَحْمِلْن عَنْقَاءَ وَعَنْقَفِيرَا ... )
(والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا ... )
(32/165)
وَكلهَا دَواهٍ. وَيُقَال: هَذَا الرَّجَز
للمَيْدانِ الفَقْعَسِيّ، وَقيل: للكُمَيْت اْبنِ مَعْروف، وَقيل:
لأَبيه.
(و) الدَّيْلَم: (الأَعْداءُ) ، عَن اْبن السِّكِّيت. يُقَال: هُوَ
دَيْلمٌ من الدَّيَالِمَة أَي: عَدُوُّ من الأَعْداء؛ لشُهْرة هَذَا
الجِيلِ بالشَّرِّ والعَدَاوة، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
(و) الدَّيْلَم: (الجَماعَةُ) الكَثِيرةُ من النّاس، وَمن كُلّ شَيْء،
قَالَ: يُعْطِي الهُنْيَداتِ ويُعْطِي الدَّيْلَما
(و) الدَّيْلَمُ: (مُجْتَمَع النَّمْل والقِرْدَانِ عِنْد أَعقارِ
الحِياض وَأَعْطان الإِبِل) .
(و) الدَّيْلَمُ: (ذَكَر الدُّرَّاج) ، عَن كُراع وقُطْرب.
(و) الدَّيْلَمُ: (شَجَر السَّلم يَنْبُت فِي الجِبالِ، نَقَله
الأَزْهَرِيُّ.
(و) الدَّيْلَمُ: (لَقَب بَنِي ضَبَّة) بنِ أُدّ، (لِسَوادِهِم) ، أَو
لدُغْمة فِي أَلْوَانِهم، وَبِه فُسِّر بَيتُ عَنْتَرَة الْآتِي
ذِكْرُه. وَيُقَال: الدَّيْلَمُ هم ضَبَّة، لأَنهم أَو عامَّتُهم
دُلْمٌ. (و) قِيلَ: الدَّيْلمُ فِي بَيْت عَنْتَرة (ماءٌ لِبَنِي
عَبْس) ، كم افي التَّهْذِيب، وَقيل: بأَقاصي البَدْوِ، وَقيل: حِياضٌ
بالغَوْر، قَالَ اْبنُ الأَعْرابيّ: سَأَلَ أَبو مُحَلّم بَعْضَ
الْأَعْرَاب عَن الدَّيْلم فِي قَولِ عَنْتَرَةَ:
(شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن فَأَصْبَحَت ... زَوْراءَ تَنْفِر عَن
حِياضِ الدَّيْلَمِ)
فَقَالَ: هِيَ حِياضٌ بالغَوْر، قَالَ:
(32/166)
وَقد أَوردْتُها إِبِلي، وأَرادَ بذلِك
تَخْطِئَة الأَصْمَعِيّ. والصَّحِيحُ أَنَّ الدَّيْلَم رَجلٌ من
ضَبَّة، وَهُوَ ابنُ نَاسِك، وذلِك أَنَّه لمّا سَارَ ناسِكٌ إِلَى
أَرضِ العِراق وأَرضِ فَارِس استَخْلف الدَّيْلَمَ وَلدَه على أَرْضِ
الحِجازِ، فَقام بِأَمر أَبِيه، وَحَوَّض الحِياضَ، وحَمَى الأَحْماءَ،
ثمَّ إِن الدَّيْلَم لمَّا سَار إِلَى أَبِيه أَوْحَشَتْ دَارُه،
وبَقِيت آثارُه، فَقَالَ عَنْتَرَة فِي ذلِك مَا قالَ، وقِيلَ: أَرادَ
بالبَيْتِ أَن عَداوَتَهم كَعَدَاوة الدَّيْلَم من العَدُوّ للعَرَب.
(و) الدَّيْلَمُ: (ضَرْبٌ من القَطَا، أَو الذَّكَر مِنْهُ) .
(و) دَيْلمُ (بنُ فَيْروز) الحِمْيَرِيّ الحبشاني، وَقيل: اسمُه
فَيْرزو، ولَقَبهُ دَيْلم. وَقَالَ اْبنُ عبدِ البَرّ الحِمْيَرِيّ:
وَهُوَ دَيْلَمُ، بنُ أَبِي دَيْلَم أَو دَيْلَم بنُ فَيْروز. وَقَولُه
(أَو فَيْرُوزُ اْبنُ دَيْلم) لم يَقُل بِهِ أحدٌ من أَهل الحَدِيث
وَلَا النَّسَب "، فالصّواب: أَو فَيْرُوز دَيْلم بِحَذْفِ لَفْظَة
اْبنِ، وَهُوَ أحدُ الْأَقْوَال فِيهِ. وَيُقَال: هُوَ دَيْلم بنُ
الهَوْشَع (الصَّحَابِيّ) ، لَهُ وِفادَة، ونَزَلَ مِصر، وَله حَدِيث
وَاحِد فِي الأَشْرِبَة، روى عَنهُ مَرْثَد اليَزَنِيّ، (وَهُوَ غَيْر
فَيْروزُ الدَّيْلَمِيّ) ، وَالِد عَبْدِ الله وَعَبْدِ الرَّحْمن
(قَاتل الأَسْوَد العَنْسِيّ) الكَذّاب، وَقيل: بل أَعانَ فِي قَتْل
الأَسود، وَهُوَ من أَبْناءِ فَارِس، وَهُوَ أَيْضا صَحابِيّ.
(وَجَبلٌ دَيْلَمِي: مُطِلُّ على المَرْوَةِ) .
(وَأَبُو دُلاَمة كثُمَامة: رَجُلٌ) أَخْبارُه مُسْتَوْفاة فِي شَرْح
المَقامَة التَّبْرِيزِيّة للشَّرِيشِي.
(و) أَبو دُلاَمة: (جَبل مُطِلٌّ على الحَجُونِ) ، وَقيل: كَانَ
الحَجُون هُوَ الَّذِي يُقالُ لَهُ أَبُو دُلاَمةَ.
(والدَّلَمُ، مُحَرَّكَة كالهَدَل فِي الشَّفَةِ) ، وَقد دَلِمَت
شَفَتُه وتَقَدَّم قَرِيباً.
(و) الدَّلَمُ: (شَيْءٌ شِبْه الحَيَّة يَكُونُ
(32/167)
بالحِجاز) ، ويُقالُ: هُوَ يُشْبِه
الطَّبوع وَلَيْسَ بالحَيّة، (وَمِنْه المَثَل: هُوَ أَشَدُّ من
الدَّلَم) .
(و) دَلَمٌ: (اسمُ) رَجُل من الشُّعَراء، ويُكْنَى أَبا زُغَيْب
وَإِلَيْهِ عَزَا اْبنُ جِنّي قَولَه:
(حَتَّى يَقُولَ كُلُّ راءٍ إذْ رَاهْ ... يَا وَيْحَهُ من جَمَلٍ مَا
أَشْقاهْ)
أَراد: إِذْرَآه.
(و) دُلَمٌ (كَصُرد: الفِيلُ) ؛ لِسَواد لَوْنِه.
(والأَدْلَمْ: الأرنْدَجُ) ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عَنْتَرة:
(سَوْداءَ حالِكَةٍ كَلَوْن الأَدْلَمِ ... )
(وادلأَمَّ اللَّيْلُ) أَي: (ادْلَهَمَّ) ، الهَمْزَة بَدَلٌ عَن
الهاَءِ.
(وَكَغُرَابٍ، وزُبَيْرٍ: اسْمان) ، قَالَ:
(إِنْ دُلَيْماً قد أَلاَح بَعَشِي ... وَقَالَ أَنْزِلْني فَلَا
إِيضاعَ بِي)
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الأَدْلَمُ من الأَلْوان: الأَدْغَمُ، عَن اْبنِ الأَعرابِيّ، ولَيْلٌ
أَدْلَمُ على التَّشْبِيه، قَالَ عَنْتَرَة:
(وَلَقَد هَمَمْتُ بغَارةٍ فِي لَيْلَةٍ ... سَوْداءَ حالِكَةٍ
كَلَوْنِ الأَدْلَمِ)
والأَدْلَم: الحَيَّةُ الأَسْود. ويُقالُ: الأَدْلامُ: أَولادُ
الحَيَّاتِ، واحِدُها دَلَم.
والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيّ من النَّمْلِ، يَعْنِي الأَسْوَدَ.
والدَّيْلَمُ: القِرْدَان. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: " وَقَالُوا
للنُّمْل
(32/168)
والقِرْدانِ: الدَّيْلَمُ؛ لأَنّها
أَعْداءُ الإِبِل ".
والدَّيْلَمُ: السُّودَان، والأَدَلَمُ: الطَّوِيلُ الأَسْوَد،
والبِغالُ الدُّلْمُ: السُّودُ.
والدَّيْلَمُ: الإِبلِ.
والدَّيْلَمُ: الجَيْش يُشَبَّه بالنَّمل فِي كَثْرَته، وَبِه فَسَّرٍ
أَبو عَمْرو قَولَ رُؤْبة:
(فِي ذِي قُدامَى مُرْجَحِنِّ دَيْلَمُه ... )
وَسَمَّوا دُلَماً كَصُرَد.
وشَهْرَ دَارَ بنُ شِيرَوِيهِ الدَّيْلَمِيّ مُؤلِّفُ فِرْدَوْسِ
الأَخبار، مَشْهور، واْبنُه مَنْصور: مُؤَلَّف مُسْنَد الفِرْدَوْس.
وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُوسَى بنِ بَندار الدَّيْلِميّ حَدَّث
بِبَغْداد، فَسَمِع مِنْهُ أَبُو بَكْر البرقانيّ.
ودَيْلَمَان: قَرْيَة بِأَصْبِهان.
ودَيْلمُ بنُ غَزوَان: أَبُو غَالب البَصْرِيّ، مُحَدِّث.
د ل ث م
(الدَّلْثَم) والدُّلاَثِم، (كَجَعْفَر وعُلاَبِط) أهملَه الجَوْهَري.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ (السَّرِيعُ، والثَّاءُ مُثَلَّثَة) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
دَلْجَمُون، بالفَتْح: قَرْيَة بمٍ صْر من أَعْمال جَزِيرة بني نَصْرِ،
وَقد نُسِب إِلَيْهَا بَعْضُ المُحَدِّثين.
د ل خَ م
(الدِّلَّخْمُ، كَجِرْدَحْل) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ اْبنُ
شُمَيل: " هُوَ (الجَمَلُ الضَّخْمُ العَظِيم) ، وَكَذلِكَ القِلَّخْم
وَأَنْشَد:
(دِلَّخْمَ تِسْعِ حِجَجٍ دَلَهْمَسَا ... )
(و) الدِّلَّخْم: (دَاءٌ شَدِيدٌ) ، يُقَال: رَمَاه الله بالدِّلَّخْم.
(32/169)
(و) الدِّلَّخُم: (النَّومُ الخَفِيفُ أَو
الطَّوِيلُ، وكُلُّ ثَقِيل) دِلَّخْم، وَبِه أَيْضا فُسّر قَولُهم:
رَمَاه اللهُ بالدِّلَّخْم.
د ل ظ م
(الدَِّلْظَمُ، كَجَعْفَرٍ، وَزِبْرِجٍ، وسِبْحُل، وجِرْدَحْل،
وإِرْدَبّ) أهمله الجَوْهَرِيّ. وَفِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيب: هِيَ
(النَّاقَة الَهرِمة الفَانِيَةَ) . واقْتَصَر ابنُ سِيدَه على
الثّانِيَة، وذَكَرَ اللَّيثُ الثَّالِثَةَ والرّابعةَ.
(و) الدِّلَظْم (كسِبَحْل: الجَمَلُ القَوِيُّ، و) أَيْضا: (الرَّجُلُ
الشَّدِيدُ) ، نَقَله الأَزْهَرِيُّ.
د ل ع ث م
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الدَّلَعْثَم: البَطِيءُ من الإِبِل، وربّما قالُوا: دِلِعْثَام، كَمَا
فِي اللِّسان.
د ل ق م
(الدِّلْقِمُ، كَزِبْرِج: العَجُوزُ) ، كَمَا فِي الْمُحكم. (و)
أِيضًا: (النَّاقَةُ المُسِنَّة المُتَكَسِّرَةُ الأَسنان) ، وَفِي
الصّحاح: الَّتِي أَكَلَت أَسنانَها من الكِبَر، والمِيمُ زَائِدَة.
وَقد ذُكِر فِي القَافِ، وَقَالَ غَيرُه: هِيَ الَّتِي تَكَسَّرَت
أَسنانُها فَهِيَ تَمُجّ المَاءَ مِثْل الدّلوق. وَقَالَ الأَصْمَعِي:
هِيَ الَّتِي انْكَسَرَ فُوهَا وسَالَ مَرْغُها، وَاسْتَعْملهُ
بَعْضُهم فِي المُذَكَّر، فَقَالَ:
(أَقْمر نَهَّاتٌ يُنَزّى وَفْرتِجْ ... )
(لَا دِلْقِمُ الأَسْنان بل جَلْدٌ فَتِجْ ... )
ومَرَّ فِي القَافِ أبسًطُ من ذلِك، فَراجِعْه.
قلت: وكَونُ المِيمِ زَائِدَة قد صَرَّح
(32/170)
بِهِ غَيرُ وَاحِد من العُلَماء، وَيجوز
أَن يَكُون مأخوذًا من الدّقم الَّذِي هُوَ كَسْر الأَسنان، وتَكونُ
اللاَّم زائِدَةً وَلم أَرَ ذَلِك لأحد، وَلَا مانِعَ مِنْهُ إِن شَاءَ
اللهُ تَعالى.
د ل هـ م
(ادْلَهَمَّ الظَّلامُ: كَثُفَ) ، وَكَذلِك اللَّيل إِذا اسْوَدَّ.
(وَأَسْوِدُ مُدْلَهِمٌّ مُبَالَغَة) ، عَن اللِّحْياني.
(و) الدَّلْهَمُ (كَجَعْفَرٍ: المُظْلِمُ) يُقَال: لَيْل دَلْهَم. (و)
أَيْضا: (الذِّئْب. و) أَيضًا: (ذَكَر القَطَا. و) أَيْضا: (المُدَلَّه
العَقْلِ من الهَوَى) ، وَهَذَا يَدُل على أَنَّ المِيمَ زَائِدَة
لأنَّه من الدَّلَة، وَالَّذِي صَرَّح بِهِ ابنُ القَطَّاع وغَيرُه أَن
لاَمَ ادْلَهَمَّ زائِدَة، قَالُوا لأنّه من الدُّهْمَة. قلت: ويَجُوزُ
الوَجْهان، وَهُوَ بِعَيْنِه مَا مَرَّ فِي دَلْقَم.
(و) دَلْهَمٌ: (اسْم) رَجُل، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ دَلْهَمُ بنُ
الأَسْود العُقَيْلِيّ، ودَلْهَمُ بن صَالح الكِنْدِيّ، مُحْدِّثان.
(و) الدِّلْهامُ (كَقِرْطَاس: الأَسَد. و) أَيضًا (الرَّجُلُ المَاضِي)
.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
المُدْلَهِمُّ: الأَسْوَدُ الكَثِيف، ولَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّة:
مُظْلِمَةُ. وفَلاةٌ مُدْلَهِمَّة: لَا أَعْلام فِيهَا.
وادْلَهَمَّ: كبر وشَاخَ، ذَكَره المُصَنِّف فِي ادلَهَنّ.
د م م
( {دَمَّه) يَدُمّه دَمًّا: (طَلاَه) بأَيّ صِبْغ كَانَ، نَقَله
الجَوْهَرِيّ. (و) } دَمَّ (البَيْتَ) {يَدُمُّه} دَمًّا: طَلاَه
بالنورة و (جَصَّصَه. و) دَمَّ (السَّفِينَة) ! يَدُمُّها دَمًّا:
(قَيَّرها) ، أَي: طَلاهَا بالقَارِ، (و) دَمَّ (العَيْنَ) الوَجِعَة
يَدُمُّها دَمًّا: (طَلَى
(32/171)
ظَاهِرَها {بدِمامٍ) من نَحْو صَبرٍ
وَزَعْفَرانٍ (} كَدَمَّمَه) ، هَكَذَا فِي النُّسخ والصَّواب:
{كَدَمَّمَها، عَن كرَاع. وَفِي التَّهْذِيب: الدَّمُّ: (الفِعْل من}
الدِّمام، وَهُوَ كُلّ دَواء يُلْطَخُ على ظَاهِر العَيْن "، (و) دَمّ
(الأرضَ) {يَدُمُّها دَمًّا: (سَوَّاها. و) دَمَّ (فُلانًا) : إِذا
(عَذَّبَه عَذاباً تَامًّا) } كَدَمْدَمَه. (و) دَمَّه يَدُمُّه
دَمًّا: (شَدَخَ رَأْسَه. و) قيل: (شَجَّه) ، وَهُوَ قَرِيبٌ من
الشِّدْخ، (و) قيل: (ضَرَبَه) شَدَخَه أَو لم يَشْدَخْه، قَالَ
اللَّحياني. وَيُقَال: دَمَّ ظَهْرَه بآجرة دَمًّا: ضَرَبه، وَكَذَا
دَمَّ ظَهْرَه بِعَصًا أَو حَجَر، وَهُوَ مجَاز كَمَا فِي الأَساس.
(و) دَمَّ {يَدُمّ دَمًّا: (أَسْرَع) .
(و) دَمَّ (القومَ) } يَدُمُّهم دَمًّا: (طَحَنَهم فَأَهْلَكَهم
{كَدَمْدَمَهم و) } دَمْدَم (عَلَيْهم) . وَبِه فُسِّرَت الآيَةُ: {
{فدمدم عَلَيْهِم رَبهم بذنبهم فسواها} أَي: أهْلَكَهم. وَقيل:
دَمْدَمَ الشَّيءَ إِذا أَلْزَقَه بالأَرض وطَحْطَحه.
(و) دَمَّ (اليَرْبُوعُ جُحْرُه) يَدُمّه دَمًّا: إِذا (غَطَّاه، و)
سَدَّ فَمَه، و (سَوَّاه) بِنَبِيثَتِه. وَقيل:} دَمَّه دَمًّا: إِذا
كَبَسَه كَمَا فِي الصّحاح.
(و) دَمَّ (الحِصانُ الحِجْرَ: نَزَا عَلَيْهَا) يَدُمُّها دَمًّا.
(و) دَمَّ (الكَمْأَة) دَمًّا: (سَوَّى عَلَيْها التُّرابَ) .
(وقِدْر دَمِيمٌ) ومَدْمُومَة كَمَا فِي الصَحاح (ودَمِيمَةٌ) ،
الأَخِيرَةُ عَن اللِّحياني: (مَطْلِيَّة بالطِّحالِ أَو الكَبِد أَو
{الدَّم) . وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: دَمَمْتُ القِدَر أَدُمُّها
دَمًّا: إِذا طَلَيْتَها} بالدَّم أَو بالطِّحال (بَعْدَ الجَبْرِ) ،
وَقد {دُمَّت دَمًّا أَي: طُيِّنَت وجُصِّصَت.
(} والدِّمَمُ، كَعِنَبٍ: الَّتِي يُسَدّ بهَا خُصَاصَاتُ البِرام من
دَمٍ أولِبأٍ) ، عَن ابنِ الأَعْرابي.
(32/172)
( {والدَّمُّ) بالفَتْح (} والدِّمامُ،
كَكِتاب: مَا) {دُمَّ بِهِ أَي: (طُلِي بِهِ) .} ودُمَّ الشيءُ إِذا
طُلِي، وكل شَيْء طُلِي بِهِ فَهُوَ {دِمامٌ، وَأنْشَدَ الجَوْهَرِيّ
لِشَاعرٍ يَصِف سَهْمًا:
(وَخَلّقْتُهُ حَتّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كَمُخَّةِ سَاقٍ أَو
كَمَتْنِ إمامِ)
... قَرَنْتُ بِحِقْوَيْه ثَلَاثًا فَلم يَزِغْ ... عَن القَصْد حَتَّى
بُصِّرَت} بِدِمامِ)
يَعْنِي {بالدِّمام الغِراءَ الَّذِي يُلزَق بِهِ رِيشُ السَّهْم،
وخَلَّقته: مَلَّسَتْه. والإِمام: خَيْط البَنَّائِين. وبُصِّرَت أَي:
طُلِيت بالبَصِيرة، وَهِي الدَّمُ، وَمِنْه قَولُ الشَّافِعِيّ رَضِي
الله تَعالَى عَنهُ: وَتَطْلِي المُعْتَدَّةُ وَجْهَهَا بالدِّمام،
وتَمْسَحُه نِهارًا.
(و) } الدِّمَامُ: (دَواءٌ يُطْلَى بِهِ جَبْهَةُ الصَبِيّ) وَهُوَ
الحُضَض، وَيُقَال لَهُ النِّؤُور، وَقد تَدُمُّ المَرأةُ ثَنِيَّتَها،
وَأنْشد الأزهريّ:
(تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامةٍ أَيْكَةٍ ... بَرَدًا تُعَلُّ لِثاتُه
بِدِمامِ)
(و) الدِّمَام: (سَحابٌ لَا ماءَ فِيهِ) ، على التَّشْبِيه بالطِّلاء.
( {والمَدْمُومُ: المُتَناهِي السِّمَن المُمْتَلِئُ بالشَّحْم)
كَأنَّه طُلِي بالشَّحْم، يكون ذَلِك فِي المَرْأة والرَّجُل والحِمار
والثَّوْر والشَّاةِ وسائِرِ الدَّوابّ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِف
الحِمارَ:
(حتّى انْجَلَى البَرْدُ عَنهُ وَهُوَ مُحْتفِرٌ ... عَرْضَ اللِّوَى
زَلِقُ المَتْنَيْن} مَدْمومُ)
وَيُقَال اللشيء السَّمِين: كَأَنَّما دُمَّ بالشَّحم دَمًّا. وَقَالَ
عَلْقمة:
(كَأَنَّه من {دَمِ الأَجْوافِ} مَدْمومُ ... )
! ودُمَّ البَعِيرُ دَمًّا: إِذا كَثُر شَحْمُه ولَحْمُه حَتَّى لَا
يَجِد اللامِسُ مَسّ حَجْم عظْم فِيهِ، وَهُوَ مجَاز.
(32/173)
( {والدِّمَّةُ، بالكَسْر: القَمْلَةُ)
الصَّغِيرَةُ. (و) أَيْضا: (النَّمْلَة) لِصَغِرها، (و) أَيْضا:
(الرَّجُلُ القَصِيرُ الحَقِيرُ) كَأَنَّهُ مُشْتَقّ من ذَلِك. (و) }
الدِّمَّة (الهِرِّةُ. و) أَيْضا: (البَعْرَةُ) ، نَقله الجوهريُّ
لحَقارتِها. (و) أَيْضا: (مَرِيضُ الغَنَم) . وَمِنْه حدِيثُ إبراهيمَ
النَّخَعِيِّ: (لَا بَأْس بالصَّلاة فِي {دِمَّة الغَنَم " كَأَنَّهُ}
دُمَّ بالبَوْل والبَعْر أَي أُلْبِس وطُلِي، هَكَذَا رَوَاهُ
الْفَزارِيّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَرَوَاهُ غَيره فِي دِمْنَة الغَنَم
بالنُّون. وَقَالَ بَعضُهم: أَرادَ فِي دِمْنَة الغَنَم، فَحَذَف
النُّونَ وشَدَّد المِيمَ.
(و) {الدُّمَّة (بالضَّمَّ: الطَّرِيقة. و) أَيْضا: (لُعْبَة) لَهُم
نَقَلهما الجوهَرِيّ.
(} والمِدَمَّة، بكَسْرِ المِيم: خَشَبَةُ ذَاتُ أَسْنان تُدَمُّ بهَا
الأَرْض) بَعْد الكِرَابِ.
( {والدُّمَّةُ،} والدُّمَمَة، بِضَمِّهِما، {والدَّامّاءُ: إِحدى
جِحَرةٍ اليَرْبُوع) ، مِثْل الرَّاهِطَاء} والدَّاماء والعَانِقاء
والحاثِياء واللُّغَزُ {والدُّمَمَة} والدُّمَّاء. كَمَا فِي الصّحاح،
قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَهِي سَبْعة: القاصِعَاء، والنّافِقَاء،
والرّاهِطَاء، والدَّامَّاء، والعَانِقاءُ، والحاثِياءُ، واللُّغَزُ.
(و) {الدُّمَمَة، والدَّامَّاءُ: (تُرابٌ يَجْمَعُه اليَرْبُوع
ويُخْرِجُه من الجُحْرِ فَيُسَوِّي بِهِ بابَه) ، أَو بعض جِحَرتِه،
كَمَا} تُدَمُّ العَيْن {بالدِّمام أَي: تُطْلى (ج:} دَوَامُّ) على
فَوَاعِلِ كَمَا فِي الصّحاح.
(و) {الدِّمِيمُ (كَأَمِير: الحَقِيرُ) والقَبِيحُ. قَالَ ابنُ
الأعرابِيّ: الدَّمِيمُ بالدَّال فِي قَدّه، وبالذّال فِي أَخلاقِه،
وَأَنْشَد:
(كضَرائرِ الحَسْناء قُلْنَ لِوَجْهِها ... حَسَدًا وبُغْضًا إِنّه}
لدَمِيم)
(32/174)
(إِنَّما يَعْنِي بِهِ القَبِيحَ، ورَواه
ثَعْلب بالذَّال، وفرُدَّ ذلِك عَلَيْهِ.
(ج) {دِمامٌ (كَجِبال، وَهِي بِهاء) } دَمِيمَة، و (ج: {دَمائِمُ}
ودِمامٌ أَيضًا) ، أَي: بالكَسْر، وَمَا كُنْتَ دَمِيمًا (وَقد
{دَمَمْت تَدِمّ) من حَدّ ضَرَب، (} وتَدُمّ) من حَدّ نَصَر، (
{ودَمِمْت، كشَمِمْت وكَرُمْت) ، الأَخِيرَة نقلهَا ابنُ القَطَّاع عَن
الخَليل. قَالَ شَيْخُنا فِيهِ، إنّ يُونُس قَالَ: لَبُب بالضّم لَا
نَظِير لَهُ كَمَا مَرّ غير مَرّة. انْتهى. أَي: مَعَ ضَمّ العَيْن فِي
المُضارع فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي حَكَاه يُونُس. وَفِي المِصْباح أَنه
شَاذٌّ ضَعِيف. قَالَ: ومِثلُه شَرُرْت تَشُرّ فَهِيَ ثَلاثَة لَا
رابِعَ لَهَا. وَزَاد ابنُ خالَوَيه: عَزُزَتِ الشاةُ تَعُزّ. ومرَّ
للمُصَنِّف فِي ف ك ك، وَقد فَككْت كَعَلِمت وكَرُمت، فَتكون خَمْسة،
فَتَأَمَّل ذَلِك. ومرّ البحثُ فِيهِ فِي مَواضِع شَتّى أَبْسَطُها
تركيب ل ب ب، فراجِعْه. (} دَمَامَةً) هُوَ مَصْدَرُ الأَخِير أَي:
(أسأْتَ) ، وَفِي الصّحاح أَي: صِرْتَ {دَمِيمًا، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ
لشاعر:
(وإِنّي على مَا تَزْدَرِي من} دَمامَتِي ... إِذا قِيسَ ذَرْعِي
بالرِّجال أَطُولُ)
قَالَ: وَقَالَ ابنُ جِنّي: دَمِيم من دَمُمت على فَعُلت مثل لَبُبْت
فأنتَ لَبِيب. قلت: فَإِذن يُسْتَدْرَك ذَلِك على يُونُس مَعَ
نَظائِره.
( {وَأَدْمَمْتَ) أَي: (قَبَّحْتَ الفِعْلَ) .
(} والدَّيْمُوم! والدَّيْمُومَة: الفَلاةُ الوَاسِعَة) يَدُومُ
السَّيرُ فِيهَا لبُعْدِها. وَقيل: هِيَ المَفازةُ لَا ماءَ بهَا
(32/175)
والجَمْع {دَيَامِيمُ. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ
لذِي الرُّمَّة:
( ... . إِذا التَخَّ} الدَّيامِيمُ ... )
وَقيل: {الدَّيْمُومَةُ: الأَرْض المُسْتَوِية الَّتِي لَا أَعْلاَم
بهَا وَلَا طَرِيقَ وَلَا ماءَ وَلَا أَنِيس. وَقَالَ أَبو عَمْرو:
الدَّيَامِيمُ: الصَّحارى المُلْس المُتَباعِدَة الأْطْراف.
(} والدَّمْدَمَةُ: الغَضَبُ) ، عَن ابنِ الأَنْباريّ.
(و) قَالَ غَيره: ( {دَمْدمَ عَلَيْهِ: كَلَّمَه مُغْضَبًا) ، وَبِه
فُسِّرت الآيةُ أَيْضًا، وَقد تَكُون} الدَّمْدَمَةُ الكَلامَ الَّذِي
يُزْعِج الرَّجل.
( {والدَّمْدَامَةُ: عُشْبَة لَهَا) وَرَقَة خَضْراء مُدَوَّرة
صَغِيرة، وَلها (عِرْقٌ) وأَصْل (كالجَزَرِ) أَبيض (يُؤْكَل حُلْوٌ
جِدًّا) ، وترتَفِع فِي وَسَطِها قَصَبة قَدْر الشِّبر، وَفِي رَأْسَها
بُرعُومةٌ كَبُرْعُومَةِ البَصَل، فِيهَا حَبٌّ (ج:} دَمْدامٌ) ، حَكَى
ذَلِك أَبُو حَنِيفة.
( {والدَّمُّ: نَباتٌ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ وَلكنه ضَبَطه بالضَّمّ
(و) أَيْضا: (لُغَة فِي} الدَّم المُخَفَّفَة) ، وَأنْكرهُ الكِسائِيّ.
(و) {الدِّمُّ (بالكَسْرِ: الأُدْرَةُ) ، وَهِي القِيلِيط.
(} والدُّمَادِم، كعُلاَبط: صِنْفَان: أَحْمَرُ قَانِئ، والثَّانِي
أَحْمرَ أَيْضا إِلاَّ أَنَّ فِي رَأْسه سَوادًا، وَهُما قَاطِعان
لِلُّعَاب، وشُرْبُ نِصْف دَانِقٍ مِنْهُمَا مُقَوِّ لأَدْمِغَة
الصِّبْيانِ) .
( {والدِّمْدِمُ بالكَسْرِ: يَبِيسُ الكَلأ، و) قَالَ أَبُو عَمْرو:}
الدِّمْدِمُ: (أُصولُ الصِّلِّيان المُحِيلِ) فِي لُغَةِ بَنِي أَسَد،
وَهُوَ فِي لُغَة بَنِي تَمِيم الدِّنْدِن كَمَا سَيَأْتِي.
(32/176)
(و) {دَمْدَم (كَجَعْفر: ع. ودِمِمَّى
كَزِمْكّى: ة على الفُرات) عِنْد الفَلُّوج. وَمِنْهَا أَبُو البَرَكات
محمدُ بنُ محمدِ بنِ رضوَان} الدِّمِمِّيِّ، عَن أَبِي علِي بنِ
شَاذَانِ، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمَرْقَنْدِي. توفّي سنة
أَرْبعِمائة وثَلاثٍ وَتَسْعِين.
( {وَأَدَمَّ) الرجلُ: (أًقْبَح) فعلُه وأساء، عَن اللّيث، (أَو وُلِدَ
لَهُ وَلَدُ} دَمِيمٌ) الخِلْقَةِ.
( {والدُّمَمَاء، كالغُلَواء) : لُغَة فِي (} دَمَّاء اليَرْبُوع) ،
عَن ابنِ الأَعرابيّ.
{والمُدَمَّم، كَمُعَظَّم: المَطْوِيُّ من الكِرارِ) ، نَقله
الجَوْهَرِيّ وَأنْشد:
(تَربَّعُ بالفَأْويْنِ ثمَّ مَصِيرُها ... إِلَى كُلّ كَرٍّ من
لَصَافِ} مُدَمَّمِ)
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{المَدْمُوم: الأَحمر.
} والدُّمُّ، بِالضَّمِّ القُدُور المَطْلِية. والدّخمُّ أَيْضا
القَرابة. كِلاهُما عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
{ودُمَّ وَجْهُه حُسْنًا كَأَنَّهُ طُلِي بِهِ.} وَدَمَّ الصَّدْعَ
بالدّم والشّعْر المُحْرَق {يَدُمُّه} دَمًّا {ودَمَّمه: طَلَى بهما
جَمِيعاً على الصَّدع.
} والدُّمّاء، بضَمّ ومَدّ: لُغَة فِي {الدّامّاء لِجُحْرِ اليَرْبوع.
وعلونا أَرضًا} دَيْمُومة أَي: مُنْكرة.
{ودَمْدَم عَلَيْهِم: أرجَفَ الأرضَ بهم، هَكَذَا نَقَله المُفَسِّرون.
وَقَالَ الزّجّاج: أَي أَطْبَق عَلَيْهِم العذابَ.} ودَمَمْتُ على
الشيءِ: أَطْبَقْتُ عَلَيْهِ، وَكَذلِكَ {دَمَمتُ عَلَيْهِ القَبْر.
وَيُقَال للشَّيء يُدْفَن: قد دَمَمْت عَلَيْهِ.
} والدُّمادِمُ: شيءٌ يُشْبِه القَطِران يَسِيل من السَّلَم والسَّمُر
أَحْمَر، الْوَاحِد! دُمَدِم.
(32/177)
{والدَّمَادِم من الأَرْضِ: روابٍ سَهْلَة،
نَقَله الجَوهَرِيّ.
} ودَمامِينُ: قَرْيَة بمَصْر من أَعمال الأشمُونِين. وَمِنْهَا
الإمامُ النّحويُّ البَدْر {الدَّمَامِينيُّ شارِحُ المُغْنِي وغَيْره.
} ودَمَّت فُلانةُ بِغُلام: وَلَدَتْه. وَيُقَال: بِمَ {دَمَّت
عَيْنَاها، يَعْنون ذَكراً ولَدتْ أم أُنْثَى وَهُوَ مجَاز.
وَقَالَ شَمِر: أُمُّ} الدِّمْدِم بالكَسْر، هِيَ الظَّبْيَة، وأنشدَ:
(غَرَّاء بَيْضَاء كَأُمّ الدِّمْدِم ... )
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
د م ج م
دُميجمون بِالضَّمِّ: قَرْية بمَصْر، مِنْهَا الفَقِيه شمسُ الدِّين
عبدُ الله بنُ مُحَمَّد الأنصاريّ، والِدُ نَبِيه الدّين عَبْدِ
المُتَعال خَلِيفة سَيِّدي أَحْمد البَدَوِيّ قَدَّس الله سرّه.
د ن م
(الدِّنَّمةُ والدِّنَّامَةُ، بكَسْر دَالِهِما وشَدّ النُّون:
القَصِيرَة) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب القَصِيرُ كَمَا هُوَ
نَصُّ الصّحاح، وكَذلِك: الدِّنَّبة والدِّنَّابة، وأنشدَ يَعْقوبُ
لأعرابِيٍّ يَهْجُو امْرَأَة:
(كأنّها غُصْنٌ ذَوَى من يَنَمَهْ ... )
(تُنْمَى إِلَى كُلّ دنيءٍ دِنَّمَهْ ... )
(و) الدِّنَمةُ أَيْضا: (الذَّرِّة) لِصِغَرِها.
(والتَّدْنِيمُ: النَّذَالَة. و) أَيضًا: (صَوْتُ القَوْسِ والطَّسْتِ
كالتَّرْنِيم) بالرَّاء.
د ن د م
(الدِّنْدِم، كَزِبْرِج) أهمله الجَوهريُّ. وَفِي المُحْكم: (النَّبتُ
القَدِيم المُسْوَدُّ) ، كالدِّنْدِن بِلُغَة
(32/178)
أَسد. قَالَ: وَلَوْلا أَنَّه قَالَ:
بِلُغَة أَسَد، لجَعلتُ مِيمَ الدِّنْدِم بَدَلاً من نُونِ الدِّنْدِن.
قُلتُ: وَيَعْنِي بقوله: وَلَوْلَا أنَّه قَالَ يَعْنِي أَبَا حَنِيفة.
وَالَّذِي وَجدتُه فِي كِتاب النَّبات لَهُ مَا نَصُّه: الدِّنْدِن:
الصِّلِّيان المُحِيل بِلُغّة تَمِيم. وبلُغَة أَسَد بِميم، وَقيل:
الدِّنْدِن: اليَبِيس المُسْوَدُّ المتكسر فَتَأَمَّل.
د وم
( {دَامَ) الشيءُ (} يَدُوم) كقَال يَقُول. (و)
دَامَ ( {يَدَامُ) كَخَافَ يَخَافُ، فالمَاضِي مِنْهُ مَكْسور لَا مَا
يُتَبادر من سِياقِه من فَتْحِهِما فِي المَاضِي وَلَا قائِلَ بهِ؛
إِذْ لَا مُوْجِب لِفَتْحِهِما مَعًا، وشاهِدُ اللُّغَة الأَخِيرة
قَولُ الشَّاعِر:
(يَا مَيُّ لَا غَرْوَ ولاَ مَلامَ ... )
(فِي الحُبّ إِنّ الحُبّ لن} يَدَامَا ... )
( {دَوْمًا} وَدَوامًا {ودَيْمُومَةً. و) قَالَ كُراعٌ: (دِمْت
بالكَسْر} تَدُومُ) بالضَّم، وَلَيْسَ بَقَوِيّ. قُلتُ: وصَرَّح ابنُ
عَطِيّة وابنُ غَلْبُون وَغير وَاحِد بأَنّه قُرِئ بهَا شَاذًّا: (مَا
{دِمْتُ حًيًّا) بِكَسْر الدَّال. وَقَالَ أَبُو الحَسن: فِي هَذِه
الْكَلِمَة نَظَر، ذَهَب أَهْلُ اللُّغة فِي قَوْلِهم:} دُمْت تَدُومُ
إِلَى أَنَّهَا (نادِرَة) كِمتّ تَمُوت، وفَضِل يَفْضُل، وحَضِر
يَحْضُر. وذَهَب أَبو بَكر إِلَى أَنَّهَا مُتَرَكِّبة فَقَالَ: دُمْت
تَدُوم كَقُلْت تَقُول، {ودِمْت} تَدَام كَخِفْت تَخَاف. ثمَّ
تَرَكَّبَت اللُّغَتَان، فَظَنَّ قَوْم أَنّ تَدُوم على دِمْت،
{وتَدَام على دُمْت ذَهاباً إِلَى الشُّذُوذ وإيثارًا لَهُ، والوجْهُ
مَا تَقَدَّم من أَنّ تَدَام على دِمْت،} وتَدُوم على دُمْت. وَمَا
ذَهَبوا إِلَيْهِ من تَشْذِيذ دِمْتَ تَدُوم أخفّ مِمَّا ذَهَبُوا
إِلَيْهِ من تَسَوُّغِ
(32/179)
دُمْت تَدَام إِذْ الأُولى ذاتُ نَظَائِر
وَلم يُعْرفَ من هذِه الْأَخِيرَة إِلاَّ كُدْت تَكاد. وَتَرْكِيبُ
اللُّغَتَين بابٌ واسعٌ كَقَنط يَقْنَط وَرَكَن يَرْكن، فيَحْمِله
جُهَّالُ أَهْلِ اللُّغَة على الشُّذُوذ، وَبِهَذَا تَعْلم أَن قَولَ
شَيْخِنا: كَلامُ المُصَنّف غَيرُ مُحَرَّر وَلَا جارٍ على قَواعِدِ
أَئِمَّة التَّصْنِيف والتَّصْرِيف. انْتهى. غَيْرُ سَدِيد، فَتَأَمّل.
( {وَأَدامَه) } إِدامةً ( {واسْتَدَامَه و) كذلِكّ (} دَاوَمَه) إِذا
(تَأَنَّى فِيهِ) ، وَهُوَ مجَاز، (أَو طَلَب {دَوامَه) ، وَأنْشد
الجوهريّ للمَجْنوُن:
(وَإِنِّي عَلَى لَيْلى لَزارٍ وَإنَّنِي ... على ذَاك فِيمَا
بَيْنَنا} أَسْتَدِيمُها)
وأنشَدَ اللَّيْثُ لِقَيْسِ بنِ زُهَير:
(فَلا تَعْجَل بِأَمْرِك {واستَدِمْه ... فَمَا صَلَّى عَصَاكَ}
كَمُسْتَدِيم)
أَي مَا أَحْكَم أمرهَا كالمُتَأَنِّي.
وَقَالَ شَمِر: {المُسْتَدِيم المُبالغِ فِي الأَمْر،} والمُداوَمَة
على الأَمر: المُواظَبَة عَلَيْهِ، ومَنْ طلب {الدّوامَ} اسْتَدَامَ
اللهُ نِعْمَتُه.
( {والدَّيُّوم) : الدَّائِم مِنْه، كَمَا قَالُوا: قَيُّوم.
(} والدَّوْمُ: الدَّائِم) من دَامَ الشَّيءُ يَدُومُ إِذا طَالَ
زَمانُه، أ (و) من (دَامَ) الشَّيءُ إِذا (سَكَن، وَمِنْه: الماءُ!
الدَّائِم) ، والظّلّ الدَّائِم، وَصَفُوهُما بالمَصْدَر، وَهُوَ
مَجاز. وَمِنْه الحَدِيث: " نَهَى أَن يُبالَ فِي المَاءِ الدَّائِم،
ثمَّ يُتَوضَّأ مِنْهُ " وَهُوَ المَاءُ الرَّاكِد السَّاكِن، وأنشدَ
ابنُ بَرِّيّ لِلَقِيْط بنِ زُرَارَةَ فِي يَوْم جَبَلَةَ:
(يَا قَومِ قد أَحْقْتُمُونِي باللَّومِ ... )
(وَلم أُقاتِلْ عامِرًا قبلَ اليَوْم ... )
(32/180)
(شَتّانَ هذَا والعِناقُ والنَّوْم ... )
(والمَشْرُب البارِدُ والظِّلُّ {الدَّوْم ... )
(و) } دَامَت (الدَّلْو) {دَوْمًا: (امتَلأَت) ، روعي فِيهِ المَاء
الدَّائِم، (} وأَدَمْتُها) {إدامةً: مَلأْتُها.
(} والدِّيمَةُ، بالكَسْر: مَطَرٌ {يَدُوم) أَي: يَطُولُ زَمانُه (فِي
سُكُون) ، ونَقَلَ الجَوْهَريُّ عَن أَبِي زَيْد: هُوَ المَطَر (بِلاَ
رَعْدٍ وَبَرْق) ، زَاد خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ: يَدُومُ يَومُه، (أَو
يَدُوم خَمْسَةَ أيَّام أَو سِتَّةَ) أَيَّام (أَو سَبْعَةَ) أيّام
(أَو يَوْمًا ولَيْلَةً) أَو أَكْثَر، كُلُّ ذلِك فِي المُحْكم، (أَو
أَقَلُّه ثُلُثُ النَّهار، أَو) ثُلُث (اللَّيل، وَأَكْثَرْ مَا
بَلَغَت) كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب: مَا بَلَغ أَي: من الْعدة،
قَالَ لبيد:
(باتَتْ وَأَسْبَلَ واكِفٌ من} دِيمَةٍ ... يَرْوِي الخَمائِلَ
{دَائِمًا تَسْجامُها)
وَقَالَ غَيره:
(دِيمَةٌ هَطْلاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَّقَ الأَرضَ تَحَرَّى
وتَدُرُّ)
(ج:} دِيَمٌ) كَقِرْبَة وقِرَب، غُيِّرت الوَاوُ فِي الجَمْع
لتَغَيُّرِها فِي الوَاحِد، وَقَالَ ابنُ جِنّي: وَمن التَّدْرِيج فِي
اللُّغَة قَولُهم: دِيمَةٌ. ورُوِي عَن أبي العَمَيْثَل أنّه قَالَ:
{دِيمَةٌ (} ودُيومٌ) بالضّمّ فِي الجَمْع " (وَمَا زَالَت السَّماء
{دَوْمًا دَوْمًا} ودَيْمًا دَيْمًا) ، وَهَذِه نقَلَها أَو حَنِيفة
عَن الفَرَّاء. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأَرَى الياءَ على المُعاقَبَة على
الخِفّة أَي: ( {دائِمَة المَطَر. و) حَكَى بَعْضُهم: (} دَامَت
السَّماءُ {تَدِيمُ} دَيْمًا) . قَالَ ابنُ سِيدَه: فَإِن صَحَّ هذَا
الفِعْل اعتدّ بِهِ فِي الْيَاء، ( {ودَوَّمَت} ودَيَّمَت) .
وَقَالَ ابنُ جِنِّي: هُوَ من الوَاوِ لاجْتِماع العَرَب طُرًّا على
الدَّوَام،
(32/181)
وَهُوَ {أَدْوَم من كَذَا، ثمَّ قَالُوا:
وَقد تَجاوَزُوا لَمَّا كَثُر وشَاعَ إِلَى أَنْ قَالُوا: "} دَوَّمَت
السَّماءُ، {ودَيَّمَت السَّماء، فَأَمّا دَوَّمت فَعَلَى القِياس،
وَأما} دَيَّمَت فلاِسْتِمْرار القَلْب فِي دِيمَة {ودِيَم. وَأَنْشَدَ
أَبو زَيْد:
(هُوَ الجَوادُ ابنُ الجَوادِ ابنِ سَبَل ... إِنْ} دَيَّمُوا جَادَ
وَإِن جَادُوا وَبَل)
ويُرْوَى: {دَوَّمُوا. وَهَذَا فِي مَدْح فَرَس كَمَا فِي كِتاب
النَّبَات للدِّينَورِي وكِتابِ الخَيْل لابنِ الكَلْبِيّ وَقد جَعَله
الجوهَرِيُّ فِي مَدْح رَجُل يَصِفه بالسّخاء، والصَّوابُ مَا ذكرنَا،
والبَيْت لجَهْم ابنِ سَبَل.
(و) كذلِك (} أَدامَت) السَّماءُ أَي: أَمْطَرَتِ دِيمَة، الأَخِيرَة
نَقَلَها الزَّمَخْشَرِيّ. (وأرضٌ {مُدِيمَةٌ)
كَمُخِيفَة} ومُدَيَّمة، كَمُعَظَّمة: أصابَتْها الدِّيَم، وَأصْلُها
الْوَاو. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَأرَى اليَاءَ معاقبة. وَقَالَ ابنُ
مُقْبِل:
(رَبِيبَةَ رَمْلٍ دافَعَتْ فِي حُقُوفِه ... رَخَاخَ الثَّرَى
والأُقْحُوَانَ {المُدَيَّمَا)
(} والمُدَامُ) بالضّمّ: (المَطَرُ الدَّائِم) ، عَن ابْن جِنِّي (و)
أَيْضا: (الخَمْر، {كالمُدامَةِ) ، سُمِّيت بذلك (لِأَنَّهُ لَيْس
شَرابٌ يُسْتَطاع} إِدامَةُ شُرْبه إِلاّ هِيَ) . وَفِي الأساس: "
لِأَن شُرْبها {يُدَام أَيَّامًا دُونَ سائِر الأَشْرِبَة ". وَفِي
المُحْكَم: وَقيل:} لإدَامَتِها فِي الدّنّ زَماناً حَتَّى سَكَنْت بعد
مَا فَارَت. وَقيل: سُمِّيَت! مُدامةً إِذا كَانَت لاَ تَنْزِف من
كَثْرَتِها، وَقيل لِعِتْقِها.
(32/182)
( {والدَّأْماءُ: البَحْر) } لِدَوَام
مَائِه، (أصلُه {دَوَماء مُحَرَّكَة، أَو) } دَوْماء (مُسَكَّنَة،
وَعَلى هَذَا إِعلالُه شَاذٌّ) ، وَقد دَامَ البَحْرُ يَدُومُ: سَكَن.
قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(فجَاء بهَا مَا شِئْتَ من لَطَمِيَّةٍ ... تَدُومُ البِحارُ فَوْقهَا
وتَمُوجُ)
( {والدَّيْمُومُ) } والدَّيْمُومَة: الفَلاةَ {يَدُومُ السَّيرُ
فِيهَا لبُعْدِها، والجَمْعُ} الدَّيَامِيمُ، وَقد ذكر (فِي د م م) ؛
لِأَنَّهَا فَيْعُولَة من {دَمَمْت القِدرَ إِذا طَلَيْتَها بالرّماد
أَي: أنّها مُشْتَبهة لَا عِلْمَ بهَا لسالِكِها. وَذهب أَبُو عَلِيّ
إِلَى أَنَّهَا من الدَّوَام، فعلى هَذَا مَحَلّ ذِكْرِها هُنَا،
وأوردَه الجَوْهَرِيّ فِي د ي م، وسَيَأْتِي القَوْلُ عَلَيْهِ.
(} ودَوَّمَت الكِلابُ: أَمعَنَت فِي السَّيْر) . ونَصّ الصّحاح.
وَقَالَ بَعضُهم: {تَدْوِيم الْكَلْب: إِمْعانُه فِي الهَرَب. انْتهى.
قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(حَتَّى إِذا} دَوَّمَت فِي الأَرضِ راجَعَهُ ... كِبْرٌ وَلَو شَاءَ
نَجَّى نَفسَه الهَرَبُ)
أَي: أمعنَت فِيهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: {أَدامَتْه، والمَعْنَيان
مُتَقارِبَان. وَقَالَ اْبنُ بَرِّيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: دَوَّمَتْ
خَطَأ مِنْهُ، وَلَا يكون} التَّدْوِيم إِلَّا فِي السَّماء دون
الأَرْض. وَقَالَ الأَخْفَشُ، واْبنُ الأَعرابي: دَوَّمَت: أَبْعَدَت،
وَأَصْلُه من دَامَ يَدُومُ، والضَّمِير فِي {دَوَّم يَعُودُ على
الكِلاب. وَقَالَ علِيُّ بنُ حَمْزة: لَو كَانَ التَّدْوِيم لَا يَكُون
إِلَّا فِي السّماء لم يَجُزْ أَن يُقالَ: بِهِ} دُوَامٌ، كَمَا يُقال:
بِهِ دُوَارٌ. وَمَا قَالُوا:! دُومَةُ الجَنْدل، وَهِي مُجْتَمِعَة
مُسْتَدِيرة. وَفِي التَّهْذِيب فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّة:
(32/183)
" حَتَّى إِذا {دَوَّمَت ... . "
قَالَ يصف ثَوراً وَحْشِيًّا، ويُرِيد بِهِ الشَّمس، وَكَانَ يَنْبَغِي
لَهُ أَن يَقول: دَوَّت} فَدَوَّمَت استِكْرَاه مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو
الهَيْثَم: ذَكَر الأَصْمَعِيّ أنّ {التَّدوِيمَ لَا يكون إِلَّا من
الطَّائِر فِي السّماء، وَعَابَ على ذِي الرُّمَّة موضِعَه، وَقد قَالَ
رؤبة:
(تَيْماء لَا يَنْجُو بهَا من} دَوَّما ... )
(إِذا عَلاهَا ذُو انْقِباضٍ أَجْذَما ... )
أَي: أسْرع.
(و) {دَوَّمَت (الشَّمْسُ) أَي: (دارَت فِي) كَبِد (السَّماء) ، وَهُوَ
مجَاز. وَفِي التَّهذِيب: والشَّمْسُ لَهَا} تَدْوِيم كأنَّها تَدُور،
وَمِنْه اشْتُقَّت {دَوَّامَة الصَّبِيّ، وأنشَدَ الجوهَرِيُّ لذِي
الرُّمَّة:
(مُعْرَوْرِياً رَمَض الرَّضْراضِ يَرْكُضُه ... والشَّمسُ حَيْرَى
لَهَا فِي الجو تَدْوِيمُ)
كأنّها لَا تَمْضِي أَي: قد رَكِب حَرّ الرَّضْراض. ويركُضُه: يَضْربه
بِرِجْله، وَكَذَا يفعل الجُنْدَبُ. " وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم:
مَعْنَى قولِهِ: " والشَّمْسُ حَيْرى ": تَقِف الشَّمسُ بالهاجِرَة عَن
المَسِير مِقدار سِتِّين فَرْسَخاً تَدور على مَكَانهَا. وَيُقَال:
تَحَيَّر المَاءُ فِي الرَّوْضَة: إِذا لم تَكُن لَهُ جِهَة يَمْضِي
فِيهَا فَيَقُول: كَأَنَّها مُتَحَيِّرة لدَوَرَانها، قَالَ:}
والتَّدْوِيم: الدَّوَرَان ".
(و) دَوَّمَت (عَينُه) : إِذا (دَارَت حَدَقَتها كَأَنَّها فِي فَلكة)
، عَن اْبنِ الأعرابيّ، وأنشدَ بيتَ رُؤْبَة:
(تَيْماءَ لَا يَنْجُو بهَا من دَوَّما ... )
(32/184)
(و) {دَوَّم (المَرَقَةَ: أكثَر فِيهَا
الإِهالَة حَتَّى تَدُور فَوقَها) .
(و) من المَجَاز: دَوَّم (الشيءَ) إِذا (بَلَّه) ، نقلَه الجَوْهَرِيّ،
وَأَنْشَد لاْبنِ أَحْمر:
(هَذَا الثَّناءُ وَأَجدِرْ أَنْ أُصاحِبَه ... وَقد} يُدَوِّم رِيقَ
الطَّامِعِ الأَمَلُ)
أَي: يبله، قَالَ اْبنُ بَرّيّ: يَقُول هَذَا ثَنائِي على النُّعْمان
بنِ بَشِير، وأَجْدِر أَن أُصاحِبَه وَلَا أُفارِقَه، وَأَمَلي لَهُ
يُبْقِي ثنائي عَلَيْهِ، {وَيُدَوِّم ريقي فِي فَمِي بالثَّناء
عَلَيْهِ.
(و) دَوَّمَ (الزَّعْفرانَ) إِذا (دَافَه) ، نَقَله الجوهَرِيُّ،
وَهُوَ مجَاز. وَفِي الأَساس: أذابَه فِي المَاء وَأَدَارَه فِيهِ.
وَقَالَ اللّيثُ: تَدْوِيمُ الزَّعْفران: دَوْفُه وإدارَتُه فِيهِ،
وَأنْشد:
(وَهُنَّ يَدُفْن الزَّعفرانَ} المُدَوَّمَا ... )
(و) دَوَّمَ (القِدْرَ: نَضَحَها بالماءِ البَارِد) ، وَذَلِكَ إِذا
غَلَت (لِيَسْكُن غَلَيانُها) ، {كَأَدامَها} إدامَةً، وَقَالَ
اللِّحياني: {الإِدَامَةُ: أَن تَتْرُكَ القِدْرَ على الأَثافيّ بعد
الفَراغ لَا يُنْزِلُها وَلَا يُوقِدُها. (أَو) } دَوَّمها: (كَسَر
غَلَيانها بِشَيْء) وَسَكَّنه، قَالَ الشَّاعِر:
(تَفُور علينا قِدْرُهم {فنُدِيمُها ... وَنَفْثَؤُها عنّا إِذا
حَمْيَها غَلاَ)
وَقَالَ جَرِير:
(سَعَرْتُ عليكَ الحَرْبَ تَغْلِي قُدورُها ... فهَلاَّ غَداةَ
الصِّمَّتَيْنِ} تُدِيمُها)
(و) من الْمجَاز: دَوَّم (الطَّائرُ)
(32/185)
إِذا (حَلَّق فِي الهَواءِ) كَمَا فِي
العَيْن، زَاد الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ دَوَرَانه فِي طَيَرانه ليَرْتَفعِ
إِلَى السَّمَاء ( {كاْسْتَدَام) . قَالَ جَوَّاس:
(بِيَوْمٍ تَرَى الرَّاياتِ فِيهِ كَأَنَّها ... عَوافِي طُيُورٍ}
مُسْتَدِيم وواقِع)
(أَو) دَوَّم: إِذا تَحَرَّك فِي طَيَرانه، أَو (طَارَ فَلم يُحَرِّك
جَنَاحَيْه) كَطَيران الحِدَأ والرَّخَم، وَقيل: هُوَ أَن {يَدُوم
ويَحُومَ، قَالَ الفارِسِيُّ: وَقد اختَلَفُوا فِي الفَرْق بَيْن}
التَّدْوِيم والتَّدْوِيَة، فَقَالَ بَعْضُهم: التَّدْوِيمُ فِي
السَّماء، والتَّدْوِيَةُ فِي الأَرْض. وَقيل بِعَكْس ذلِك، قَالَ:
وَهُوَ الصَّحِيح.
( {والدُّوَّامةَ، كَرُمَّانة) : الفَلْكَة (الَّتِي يَلْعَب بهَا
الصِّبْيان) يَرمُونَها بالخَيْط (فتُدارُ) ، قيل اشتِقاقُها من
التَّدْوِيم فِي الأَرْض كَمَا تَقَدَّم. وَقيل: إِنما سُمِّيت من
قَوْلهم:} دَوَّمْتُ القِدْرَ إِذا سَكَّنتَ غَليانَها بِالْمَاءِ؛
لأَنّها من سُرْعة دَورانِها كَأَنَّها قد سَكَنتْ وَهَدَأَت، نَقله
الجوهَرِيّ، (ج: {دُوَّام وَقد} دَوَّمتُها) {تَدْوِيماً أَي: لَعِبتُ
بهَا.
(و) } المِدْوَم {والمِدْوَام (كَمِنْبَر ومِحْراب: عُودٌ) أَو غَيره
(يُسَكَّنُ بِهِ غَلَيان القِدْرِ) ، عَن اللّحياني.
(} واسْتَدَام) الرَّجلُ (غَرِيمَه: رَفَق بِه كاستَدْمَاه) مَقْلُوب
مِنْهُ. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وإِنَّما قَضَيْنا بأَنَّه مَقْلُوب
لأنَّا لم نَجِد لَهُ مَصْدَراً، واستَدْمَى مَوَدَّتَه: تَرقَّبَها من
ذلِك، وَإِن لم يَقُولوا فِيهِ {اسْتَدَام، قَالَ كُثَيِّر:
(وَمَا زِلْتُ أَسْتَدْمِي وَمَا طَرَّ شارِبِي ... وِصالَكِ حَتَّى
ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُها)
(} والدَّوْمُ: شَجَر) مَعْروف، ثَمَرُه (المُقْل) ، وَاحِدَته!
دَوْمَة. قَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الدجَوْمَة تَعبُل وتَسْمُو، وَلها
خُوصٌ كَخُوصِ النَّخْل، وتُخرِج أَقْناءً كَأَقْناءِ النَّخْلَة.
قَالَ:
(32/186)
(و) ذَكَر أَبُو زِيادٍ الأَعرابِيّ أَنَّ
من العَرَب من يُسَمِّي (النَّبْق) دَوْماً، قَالَ: وَقَالَ عُمارَة:
{الدَّوْم: العِظامُ من السَّدْرِ، (و) قَالَ اْبنُ الأعرابيّ:
الدُّوْم: (ضِخامُ الشَّجَر مَا كَانَ) ، قَالَ الشَّاعِر:
(زَجَرْنا الهِرَّ تَحْت ظِلالِ} دَوْمٍ ونَقَّبْنَ العَوارِضَ
بالعُيُونِ)
( {ودُومَةُ الجَنْدل، وَيُقَال:} دُومَاءُ الجَنْدل، كِلاهُما
بالضَّمّ) . قُلتُ: فِي هَذَا السِّياق قُصورٌ بالِغٌ. أَمَّا أَوَّلاً
فاقْتِصَارُه على الضَّمّ، والجَوْهَرِيُّ نَقَل فِيهِ الوَجْهَيْن
قَالَ: " فَأَصْحابُ اللُّغَة يَقُولُونَه بِضَمِّ الدَّال، وَأَصْحابُ
الحَدِيثِ يَفْتَحُونَها، وأنشَدَ لِلَبِيدٍ يَصِف بَناتِ الدَّهْر:
(وأَعْصَفْن {بالدُّومِيّ من رَأس حِصْنِه ... وَأَنْزَلْن بالأَسْباب
رَبَّ المُشَقَّرِ)
يَعْني أُكَيْدِرَ صَاحب} دُومَةِ الجَنْدَل. يُقَال فِيهِ بالضَّمّ
وبالفَتْح، ومثلُه قَولُ اْبنِ الأَثِير: فَإِنَّهُ قَالَ: وَرَدَ
ذِكرُها فِي الحَدِيث، وتُضَمُّ دَالُها وتُفْتَح. قُلتُ: وكأنّه ذَهَب
إِلَى قولِ بعضٍ مِنْ تخطئة الْفَتْح، وَفِيه نظر. وَثَانِيا فَإِنَّهُ
لم يُبَيّن هَذَا، هَل هُوَ مَوْضِع أَو حِصْن، فَفِي الصّحاح: اسمُ
حِصْن. وَقَالَ اْبنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِع. وَقَالَ أَبُو سَعِيد
الضَّرِير: دومة الجندل فِي غَائِط من الأَرْض خَمْسَة فراسخ، وَمن قبل
مغربه عين تَثُجّ فتَسْقِي مَا بِهِ من النَّخْل والزَّرع. ودومةُ:
ضاحِيَة بَيْن غَائِطها هَذَا، واْسم حِصْنها مارِد، وسُمِّيَت بذلِكَ
لأَن حِصْنَها مَبْنِيّ بالجَنْدل. وَقَالَ غيرُه: هُوَ مَوْضِع فاصِل
بَين الشَّام والعِراق على سَبْع مَراحِل من دِمَشْق، وَقيل: فاصِلٌ
بَيْنَ الشَّام والمَدِينَة قُربَ تَبُوك.
(! ودَوْمانُ بنُ بَكِيل بنِ جُشَم) بنِ خَيْران بنِ نَوْف (أَبُو
قَبِيلَة من
(32/187)
هَمْدَان) ، أعقب من حمير وزِنْباع
وَمُعَاوِيَة وصعب، الأَوليان بطْنَان.
( {ودَوْمُ بنُ حِمْيَر بنِ سَبَأ) بن يَشْجُب اْبنِ يَعْرُب بنِ
قَحْطان لم أَرَه عِنْد النَّسَّابة.
(} والدُّومِيُّ، بالضَّم كَرُومِيّ) : هُوَ (اْبنُ قَيْس بنِ ذُهَل)
الكَلْبِيّ، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ، ذكره اْبنُ مَاكُولا عَن
جَمْهَرة النَّسَب.
( {والدَّامُ: ع) ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ:} وَأدامِ:
مَوْضِع، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم، وأنشَدَ لأبي المُثَلَّم:
(لقد أُجْرِي لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ ... وساقَتْه المَنِيَّةُ مِن
{أَدامَا)
قَالَ اْبنُ جِنّي: يَكونُ أَفْعَل من دَامَ يَدُوم، فَلَا يُصْرَف
كَمَا لَا يُصْرَف أَخْزَم وأحمر، وَأَصْلُه على هَذَا} أَدْوَم. وَقد
يكون من " د م ي "، وسيَأْتي ذِكْرهُ أَيْضا. قلت: البَيتُ المَذْكور
ذُكِر من قَصِيدةٍ لِصَخْر الغَيّ الْهُذلِيّ، وَقَالَ الأصمَعِيُّ:
هُوَ بَلَد، وَقيل: وَادٍ. وَقَالَ اْبنُ حَازِم: هُوَ من أَشْهَر
أَوْدِيَة مَكَّة، وذَكَرْتُهُ فِي أَدَم أَيْضا.
( {ويَدُومُ) كَيَقُول: (جَبَل) ، قَالَ الرَّاعِي:
(وَفِي} يَدُومَ إِذا اغبَرَّت مَناكِبُه ... وذِرْوَةُ الكَوْر عَن
مَرْوانَ مُعْتَزِل)
(أَو وَادٍ) ، وَبِه فُسِّر البَيْت أَيضاً.
(وذُويَدُوم: ة بِالْيمن) من أَعْمال مِخْلاف سِنْجان، قَالَه ياقوت،
(أَو نَهْر) من بِلاَدِ مُزَيْنَةَ يَدْفَعُ بالعَقِيقِ، قَالَ
كُثَيِّر عَزَّةَ:
(32/188)
(عَرفْتُ الدَّارَ قد أَقْوَت بِرِئْم ...
إِلَى لأَيٍ فَمَدْفَعِ ذِي يَدُومِ)
(و) من الْمجَاز: ( {الدُّوَام، كَغُرَاب: دُوَار) يَعْرِض (فِي
الرَّأْس) . يُقَال: بِهِ} دُوامٌ كَمَا يُقال دُوارٌ، قَالَه
الأصمَعِيُّ، وَفِي حَدِيث عَائِشَة: " أَنَّها كَانَت تَصِف من
الدُّوامِ سَبْعَ تَمْراتٍ من عَجْوةٍ فِي سَبْعِ غَدَواتٍ على
الرِّيْقِ ".
( {والمُدِيمُ، كَمُقِيم: الرَّاعِفُ) ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
(} والدَّوْمَةُ: الخُصْيَة) على التَّشْبِيه بثَمَر {الدَّوْم.
(و) } دَوْمةُ: اسْم (امْرأَةِ خَمَّارَة) .
( {والدَّوَمان) بالتَّحْرِيك: (حَوَمانُ الطَّائِرِ) حَوْلَ الماءِ،
وَهُوَ مجَاز
(} والإدامَةُ: تَنْقِيرُ السَّهْمِ على الإِبْهام) ، وَأنْشد أَبُو
الهَيْثم للكُمَيْت:
(فاستَلَّ أَهْزَع حَنَّاناً يُعَلِّلُه ... عِنْد {الإدامةِ حَتَّى
يَرْنُوَ الطَّرِبُ)
(و) الإدامَةُ: (إِبقاءُ القِدْرِ على الأُثْفِيَّةِ بعد الفَراغِ) لَا
يُنْزِلُها وَلَا يُوقِدُها، عَن اللّحياني، وَقد تَقدَّم عِنْد
قَوْله} كأَدامَها.
( {ومَدامَةُ، بالفَتْح: ع) ، كَانَ فِي الأصْل} مَدْوَمَة، وَهُوَ
مَوْضِع الدَّوْم سُمّي بِهِ لِذلِكَ، وَهُوَ نَادِر.
( {وَتَدوَّم) } تَدَوُّماً: (انْتَظَر) ، قَالَه الجوهَرِيّ،
وَأَنْشَد الأَحْمَرُ فِي نَعْتِ الخَيْل:
(فَهُنَّ يُعْلُكْن حَدَائِدَاتِها ... )
(جُنْح النَّواصِي نَحْو أَلْوِيَاتِها ... )
(كالطّير تَبْقِي {مُتَدوِّماتِهَا ... )
وَفِي بَعْض النُّسخ:} مُتَداوِمَاتِها.
(32/189)
قَولُه: {مُتَدَاوِمَات أَي: مُنْتَظِرات.
وَقيل: دَائِرات، عافِيَات على شَيْء.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
} اسْتَدَام: انْتَظَر وتَرقَّب عَن شَمِر وَأَنْشَد اْبنُ خَالَوَيْه:
(تَرَى الشُّعَراءَ مِنْ صَعِقٍ مُصابٍ ... بِصَكَّتِه وآخَرَ
مُسْتَدِيمِ)
واسْتَدامَ بِمَعْنى دَامَ. يُقَال: عِزٌّ مُسْتَدَام أَي: دائِمٌ.
والمُسْتَدِيم: المُبالِغ فِي الْأَمر عَن شَمِر. وَيُقَال: دِيمَةُ
ودِيِمٌ، وَأنْشد شَمِر للأَغْلَب:
(فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيمِ ... بِصَكَّتِه وآخَرَ {مُسْتَدِيمِ)
} واسْتَدامَ بِمَعْنى دَامَ. يُقَال: عِزٌّ {مُسْتَدَام أَي: دائِمٌ.}
والمُسْتَدِيم: المُبالِغ فِي الْأَمر عَن شَمِر. وَيُقَال: دِيمَةٌ
ودِيَمٌ، وَأنْشد شَمِر للأَغْلَب:
(فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ {كالدِّيم ... لَا تَتَأَنَّى حَذَرَ الكُلُومِ)
وَأَرْض} مُدَيَّمَة، كَمُعَظَّمة: أصابَتْها الدِّيَم.
وَفِي الحَدِيثِ: " كَانَ عَملُه {دِيمَةٌ " شُبِّه} بالدِّيمَةِ من
المَطَرِ فِي {الدَّوامِ والاقْتِصاد.
وفِتَنٌ} دِيَمٌ أَي: تَمْلأُ الأرضَ مَعَ {دَوامٍ.
} والتَّدْوِيمُ: التَّدْوِير.
{ودَوَّمُوا العَمائِمَ " أَي: دَوَّرُها حَوْل رُءُوسِهم.
وَقَالَ أَبُو بَكْر:} الدَّائِمُ من حُرُوفِ الأَضْداد، يُقَال
للسَّاكِن {دَائِم،، وللْمُتَحَرّك دَائِم.
} ودُوَّامةُ البَحْر، كَرُمَّانة: وَسَطهُ الَّذِي تَدُوم عَلَيْهِ
الأَمواجُ.
وَقَالَ اْبنُ الأَعرابيّ: دَامَ الشيءُ إِذا دَارَ. {ودام إِذا وَقَف.
ودَامَ إِذا تَعِب.} ودِيَم بِهِ، {وأُدِيم بِهِ: أَخَذَه الدُّوَارُ
فِي الرَّأْس، زَاد الزَّمَخْشَرِيّ:} واستُدِيم كَذَلِك، وَهُوَ
مَجَاز. {ودَوَّمَتِ الخَمْرُ شارِبَها إِذا سَكِر فَدارَ، عَن
الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ مجَاز. ومرقة} دَاوِمَة نَادِر؛ لِأَن حَقَّ
الواوِ فِي هَذَا أَن تُقْلَب هَمْزة.
وَقَالَ الفَرّاء:! التَّدْوِيمُ: أَن يَلُوكَ
(32/190)
لِسانَه لِئَلَّا يَيْبَس رِيقُه. وَأنْشد
لِذِي الرُّمَّة يَصِف بَعِيراً يَهْدِر فِي شِقْشِقَتِه:
( {دَوَّم فِيهَا رِزُّه وَأَرعَدَا ... )
كَمَا فِي الصّحاح: وَقَالَ اْبنُ كَيْسان: أما مَا دَامَ فَمَا وَقْتٌ
تَقول: قُمْ مَا دَامَ زَيْدٌ قَائِما، تُرِيد قُم مُدَّةَ قِيامه،
ومَعْناه الدَّوام؛ لِأَن " مَا " اسمٌ مَوْصُولٌ} بدَامَ، وَلَا
يُسْتَعْمل إِلَّا ظَرْفاً كَمَا تُسْتَعْمل المَصادِرُ ظُروفاً.
تَقول: لَا أَجْلِس مَا {دُمْتَ قَائِماً أَي: دَوامَ قِيامِك، كَمَا
تَقُول: وَردتُ مَقْدَم الحَاجّ. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِي الله
عَنْها قَالَت لليَهُودِ: " عَلَيْكُم السَّامُ} الدَّامُ " أَي:
المَوْتُ الدَّائِم، فَحُذِفَت اليَاءُ لأَجْل السام.
{ودَوْمِين، بِفَتْح الدَّال وكَسْرِ المِيم: قَرْيَة قُرْبَ حِمْص.
وطُيورٌ} مُتَداوِمَات: حُلَّق، وَبِه رُوِي قَوْلُ الأَحْمر أَيْضا.
ووادي {الدَّوْم، بالفَتْح: مَوْضِع.
} ودُومَةُ، بالضَّم: مَوْضِع من عَيْن التَّمر من فُتوحِ خالدِ بنِ
الوَلِيد، وَهِي الَّتِي ذَكَرها السُّهَيْلِيُّ فِي الروضِ نَقْلاً
عَن البَكْرّي أَنَّهَا عِنْد الكُوفَة والحِيرَة.
وَقَالَ اْبنُ خِلّكان: {دُومَةُ: قَرْية بِبابِ دِمَشْقَ بالقُرْب من
حَرَسْتَا. قُلتُ: وَمِنْهَا عبدُ اللهِ بنُ عبد الرَّحْمن الدُّوميّ،
سَمِع مِنْهُ إبراهيمُ بنُ نَافِع، ومفلحُ بنُ أَحْمد} الدُّومي شيخ
لابنِ طَبَرْزَد وَابْنه مُنَجِع، روى عَنهُ اْبنُ الْأَخْضَر، وابنُه
مُصلِح حَدَّث أَيْضا وإِبراهيمُ بن الغَالِب الدُّومِيّ عَن التَّاج
عَبْدِ الوهّاب بن عَليّ السُّبْكِيّ.
{ودِيَمى، بِالْكَسْرِ: قَرْيَتَانِ بمِصْر.
والحافِظُ فَخرُ الدّين أَبُو عَمْروٍ عُثمانُ بنُ مُحَمَّد} الدِّيمي،
عَن الْحَافِظ بن حجر وَغَيره. وَقد ألّفتُ فِي أسماءِ شُيوخِه ومَنْ
أَخذ عَنهُ
(32/191)
رِسالةً مُسْتَقِلّة، وَلَقَد أبدع
الحافِظُ السّيوطيّ حَيْثُ قَالَ:
(قل للسَّخاوِيّ إِن تَعْرُوك مُعضِلَةٌ ... عِلمِي كَبَحْرٍ من
الأمواجِ مُلْتَطِمِ)
(والحافظ الدِّيمِيّ غَيْث الغَمام فخُذ ... غَرْفاً من البَحْر أَو
رَشْفاً من {الدِّيَمِ)
وَقَالَ كُراع:} استَدام الرجلُ إِذا طَأطأَ رأسَه يَقْطُر مِنْهُ
الدَّم، مقلوب عَن {استَدْمى.
} ومَدُوَم، كَمَقْعد: حِصْن بِالْيمن، بِهِ قَبْر السّيّد الإِمَام
أحمدَ بنِ مُحَمَّد المَهْدَوِيّ.
د هـ م
(الدُّهْمَةُ، بالضَّمّ: السَّواد، والأَدْهَم: الأَسْوَدُ) يَكونُ فِي
الخَيْل والإِبِل وغَيْرِهِما، فَرسٌ أَدْهَمُ وَبَعِيرٌ أَدْهَمُ،
وَالْعرب تَقُولُ: مُلوكُ الخَيْل: دُهْمُها.
(و) الأَدْهَمُ: (الجَدِيدُ من الآثارِ) ، والأَغْبَرُ القَدِيمُ
الدَّارِس مِنْهَا، هَذَا قَولُ الأَصْمَعِيّ. (و) قَالَ غَيْرُه:
الأَدهَمُ أَيْضا: (القَدِيم الدَّارِسُ) ، وعَلى هَذَا فَهُو (ضِدٌّ)
، وَمِنْه قَولُ الشَّاعر:
(وَفِي كُلِّ أَرْضٍ جِئْتَها أَنْت واجِدٌ ... بهَا أَثراً مِنْهَا
جَدِيداً وَأدْهَمَا)
(و) الأَدْهَمُ (من البَعِير: الشَّدِيدُ الوُرْقَة حَتَّى يَذْهَب
البَياضُ) الَّذِي فِيهِ فَإِن زَادَ على ذَلِك حَتَّى اشتَدَّ
السّوادُ فَهُوَ جَوْنٌ نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقيل: الأدهَمُ من
الإِبل: نَحْو الْأَصْفَر إِلاَّ أَنه أقلُّ سَواداً. وَقَالَ
الأصمعِيّ: إِذا اشتَدَّت وُرقَةُ الْبَعِير لَا يُخالِطُها شيءٌ من
البَياضِ فَهُوَ أَدْهَمُ، (وَهِي دَهْماءُ) ، وفَرَسٌ أَدْهَم:
بَهِيمٌ إِذا كَانَ أَسودَ لَا شِيَةَ فِيهِ، وَقَالُوا: لَا آتِيكَ
مَا حَنَّت الدَّهْماءُ، عَن اللِّحْيانيّ، وَقَالَ: هِي النَّاقَةُ،
وَلم يَزِدْ على ذَلِك. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه من
الدُّهْمَة
(32/192)
الَّتِي هِيَ هَذَا اللَّون أَي: اشْتِداد
الوُرْقَة.
(وَقد ادهَمَّ الفَرَسُ ادْهِماماً: صَار أَدْهَم، وادْهَامَّ الشيءُ
ادْهِيمَاماً: اسوَدَّ) ، كَذَا فِي الصّحاح. وسيَأْتي الكَلامُ
عَلَيْهِ فِي آخِرِ التَّرْكِيب.
(و) الأَدْهَمُ: (القَيْدُ) لِسَوادِه، وقَيَّدَه أَبُو عَمْرو
بالخَشَب (ج: أَداهِمُ) ، كَسَّروه تَكْسِيرَ الأَسماء وَإِن كَانَ فِي
الأَصْل صِفَةً، لِأَنَّهُ غَلَب غَلَبَة الاسْم، قَالَ جَرِير:
(هُوَ القَيْنُ واْبنُ القَيْن لَا قَيْنَ مِثلُه ... لبَطْحِ
المَساحِي أَو لِجَدْلِ الأَداهمِ)
وَأنْشد الْجَوْهَرِي للعديل بن الفَرْخ:
(أَوعَدَنِي بالسِّجن والأَداهِمِ ... رِجْلِي ورِجْلِي شَثْنَةُ
المَناسِمِ)
(و) الأَدْهَمُ: أسماءُ أَفْرَاس، مِنْهَا (فَرسُ هاشِم بنِ حَرْمَلة
المُرِّي، و) فرسُ (عَنْتَرة بنِ شَدَّادٍ العَبْسِيّ. و) فَرسُ
(مُعاوِيَةَ بنِ مِردَاس السُّلَمِيّ، و) فرسٌ (آخرُ لِبَنِي بُجَيْر
اْبنِ عَبَّاد) ، وَهِي صِفَة غَالِبَةٌ.
(و) الدُّهَامُ (كَغُرابٍ: الأَسْود، و) أَيْضا: (فَحْلٌ من الْإِبِل)
نُسِبَت إِلَيْهِ الإِبلُ الدُّهامِيَّة.
(و) من المَجاز: نَصَبُوا (الدَّهْماء) أَي: (القِدْرَ) كَمَا فِي
الأَساس والصَّحاح، وقَيَّدَها اْبنُ شُمَيْل بالسَّوْداء. (و)
الوَطْأَة الدَّهْماء: (القَدِيمَة) والحَمْراء الجَدِيدة، كَذَا نَصّ
الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ غَيرُه: الوَطْأَة الدَّهْماءُ الجَدِيدَة
والغَبْراء الدَّارِسَة. قُلتُ: فَهُوَ إِذَن من الأَضْداد، قَالَ ذُو
الرُّمَّة:
(سِوَى وَطْأةٍ دَهْماءَ من غَيرِ جَعْدَةٍ ... ثَنَى أُخْتَها عَن
غَرْزِ كَبْداء ضَامِرِ)
(32/193)
(و) الدَّهْماءُ (من الضَّأْن) : الحَمْراء
(الخَالِصة الحُمْرَة) ، كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح:
والشَّاةُ الدَّهْماءُ: الحَمْراءُ الخَالِصَةُ الحُمْرَة.
(و) الدَّهْماءُ: (العَدَدُ الكَثِير، و) أَيْضا: (جَماعةُ النَّاس)
كَمَا فِي الصّحاح، زادَ غيرُه: وَكَثْرَتُهم. قَالَ الكٍ سائِيُّ:
يُقَال: دَخَلتُ فِي خَمَر النَّاسِ أَي: فِي جَمَاعَتِهم وَكَثْرتِهم،
وَفِي دَهْماءِ النَّاس أَيْضا مِثْلَه، وَقَالَ:
(فَقَدْنَاكَ فِقْدانَ الرَّبِيع ولَيْتَنَا ... فَدَيْنَاك من
دَهْمائِنا بأُلُوفِ)
وَقَالَ الزَمَخْشَرِيّ: الدَّهْماء: السَّوادُ الأَعظم، وَهُوَ مجَاز.
الدَّهْماءُ: (سَحْنَةُ الرَّجُل) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(و) الدَّهْماءُ: (عُشْبَة عَرِيضَة) ذَاتُ وَرَق وقُضُبٍ كَأَنَّهَا
القَرْنُوَةُ وَلها نَوْرة حَمْرَاء (يُدْبَغ بهَا) ، وَمَنْبِتُها
قِفافُ الرّمل.
(و) الدَّهْمَاءُ: (فَرَسُ مَعْقِل بنِ عَامِر) ، صِفَةٌ غالِبَة. (و)
أَيْضا: فَرَس (حُباشَةَ الكِنَانِيّ) .
(و) الدَّهْمَاءُ: (لَيْلَةَ تِسْعٍ وعِشْرِين) لِسَوادِها.
(والدُّهْم، بالضَّم: ثَلاثُ لَيالٍ من الشَّهْر) ؛ لِأَنَّهَا سُودٌ،
وَكَأَنه جَمْع الدَّهْماء.
(و) يُقالُ: فَعَل بِهِ مَا (أَدْهَمَه) أَي: (ساءَه) وَأَرْغَمَه، عَن
ثَعْلَب.
(ودَهَمَك، كَسَمِع وَمَنَع) أَي: (غَشِيَك) ، ونصّ الجوهريّ: دَهِمَهم
الْأَمر: هَمَّهَم، وَقد دَهِمَتْهُم الخَيْلُ. قَالَ أَبو عُبَيْدة:
ودَهَمتْهم بالفَتْح لُغَة. ونَقَل شيخُنا عَن اْبن القُوطِيّة فِي
الأَفْعال أنّ اللُّغَتَين إِنما هما فِي دَهِمت الخَيلُ، وَأما
دَهِمَك الْأَمر فبِالكَسْر فَقَط.
(32/194)
انتَهَى. قلت: وعِبارةُ الجوهريّ قد تُومِئ
إِلَى ذَلِك وَلَيْسَ بِقَوِيّ، فقد قَالَ ثَعْلَب: كل مَا غَشِيك فقد
دَهَمَك ودَهِمَك، وأنشدَ لأبي مُحمَّد الحَذْلَمِيّ:
(يَا سَعْدُ عَمَّ المَاءَ وِرْدٌ يَدْهَمُهْ ... )
(يَوْم تَلاقَى شَاؤُه وَنَعمُهْ ... )
وَقَالَ بِشْر:
(فدهَمْتُهُم دَهْماً بِكُل طِمِرَّةٍ ... ومُقَطِّعٍ حَلَقَ
الرِّحَالَة مِرْجَمِ)
(و) يُقال: مَا أَدْرِي (أَيُّ الدُّهْمِ هُو، وَأَيُّ دُهْم الله هُوَ
أَيْ) : أَيُّ الخَلْق هُوَ، و (أَيّ خَلْق الله هُوَ) .
(و) الدُّهَيْمُ (كَزُبَيْرٍ: الدَّاهِيَةُ) لظُلْمَتِها (كَأمِّ
الدُّهَيْم) ، وَهِي من كُنَاهَا. وَفِي الصّحاحِ: الدُّهَيْماء
تَصْغِير الدَّهْماء، وَهِي الدّاهِيَة، سُمِّيت بذلك لإظْلامِها.
والدُّهَيْمُ: من أَسماءِ الدَّواهِي.
(و) الدُّهَيْمُ: (الأَحْمَقُ) .
(و) أَيْضا: اسْم (نَاقَة عَمْرِو بنِ الزَّبّان) بنِ مُجالِد
(الذُّهْلِيّ قُتِل هُوَ وإِخْوَتُه) ، وَكَانُوا خَرَجُوا فِي طَلَب
إِبل لَهُم فَلَقِيهم كُثَيْف بنُ زُهَير، فضَرَب أعناقَهم، (وحُمِلَت
رُؤُوسَهم) فِي جُوالق، وعُلِّقَت (عَلَيْها) فِي عُنُقِها، ثمَّ
خُلِّيت الإِبلُ، فراحَت على الزَّبّان فَقَالَ لمَّا رأى الجُوالِقَ:
أظنُّ بَنِيَّ صَادُوا بَيْض نَعام، ثمَّ أَهْوَى بِيَدِه فَأَدْخَلَها
فِي الجُوالِق فَإِذا رَأْسٌ، لَمَّا رَآهُ قَالَ: " آخِرُ البَزِّ على
القَلُوصِ " فَذَهبت مَثَلاً، (فَقِيلَ) : " أَثْقَلُ من حِمْل
(32/195)
الدُّهِيْم "، و " (أَشْأَمُ) من
الدُّهَيْم " نقَله شَمِر. قَالَ سَمِعْتُ اْبنَ الأَعرابيّ يروي
عَن المُفَضَّل هَكَذَا، قُلتُ: وقولُ الكُمَيت حُجَّة لَهُ وَهُوَ
قَولُه:
(أَهْمدانُ مَهْلاً لَا يُصبِّح بُيُوتَكم ... بجُرْمِكُمُ حِمْلٌ
الدُّهَيْم وَمَا تَزْبِي)
وَقيل: غزا قومٌ من العَرَب قوما، فقُتِل مِنْهُم سَبْعَةُ إِخوة،
فَحُمِلُوا على الدُّهَيْم، فَصَارَ مَثَلاً فِي كُلّ داهِيَة.
(ودَهَّمَت النَّارُ القِدْرَ تَدْهِيماً: سَوَّدَتْها) ، عَن
اْبنِ شُمَيْل.
(و) قَالَ الأزهَرِيُّ: (المُتَدَهَّم) و (المُتَدَأَّمُ)
والمُتَدَثِّر هُوَ المَجْبُوسُ المَأْبونُ.
(وَكَزُبَيْر: ثَوابَةُ بنُ دُهَيْم) ، عَن أَبِي مُحَمَّد
الدارِميّ، (والقَاسِم بنُ دُهَيْم) البَيْهَقِيّ رَحَل إِلى عبد
الرَّزَّاق (مُحَدِّثان) . واْبنُ الأَخِير مُحَمَّدُ بنُ
القَاسِم، رَوَى عَنهُ يَعْقُوبُ بنُ مُحَمَّد الفَقَيه شَيْخ
الْحَاكِم. (وكَغُراب وَأَحْمَد وعُثْمان أَسماء) ، وَمن الثَّاني
وَالِدُ الإِمامِ الزَّاهِد إِبراهيمَ بنِ أَدْهَم الحَنْظَلِيّ،
رَضِي الله عَنهُ، وَنَفَعَنا بِهِ.
(و) من الْمجَاز: (حَدِيقَةٌ دَهْماءُ ومُدْهَامَّةٌ) أَي:
(خَضْراء تَضْربُ إِلَى السَّوادِ نَعْمَةً ورِيًّا، وَقد ادهامَّ
الزَّرعُ: عَلاهُ السَّوادُ رِيًّا، (وَمِنْه) قَولُه تَعالى:
{مدهامتان} أَي: سَوْدَاوَان من شِدَّةِ الخُضْرة من الرِّيّ.
يَقُول: خَضْرَاوَان إِلَى السَّوادِ من الرِّيّ، وَقَالَ
الزّجاجُ: أَي تَضْرِب خُضْرَتُهما إِلَى السَّواد، وكُلُّ نَبتْ
خَضِر فَتَمام خِصْبِهِ ورِيّه أَن يَضْرِب إِلَى السَّواد.
والدُّهْمَةُ عِنْد العَرَب: السَّواد، وَإِنَّمَا قيل للجَنّة
مُدْهَامَّة لشِدَّة خُضْرَتِها. يُقَال: اسوَدَّتْ الخُضْرة أَي:
(32/196)
اشتَدَّت، وَفِي حَدِيث قُسّ: " ورَوْضَة
مُدْهَامَّة " أَي: شَدِيدَةُ الخُضْرة المُتَنَاهِية فِيهَا
كَأَنَّها سَوداءُ لِشِدَّة خُضْرَتِها، والعربُ تَقولُ لكُلّ
أخْضَرَ: أَسودَ، وَسُمِّيت قُرَى العِراق سَواداً لِكَثْرَة
خُضْرَتِها.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
الدَّهْمُ: الجَماعةُ الكَثِيرة والجَمْع الدُّهُوم، قَالَه
اللّيثُ. وَأَنْشَد:
(جِئْنا بِدَهْم يَدْهَم الدُّهُوما ... مَجْرٍ كأنَّ فَوْقَه
النُّجُومَا)
وَهُوَ فِي الصّحاح كَذلِكَ، ولكِنّه قَالَ: العَدَدُ الكَثِير،
ومِثلُه فِي التَّهْذِيب. وَمِنْه قولُ أَبي جَهْل: " مَا
تَسْتَطِيعُون يَا مَعْشَر قُرَيْش وَأَنْتُم الدَّهْم أَن يَغْلِب
كُلُّ عَشْرة مِنْكُم وَاحِداً مِنْهُم ". قالَه لَمَّا نَزل
قَولُه تَعَالى: {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} .
وَجَاء دَهْمٌ من النّاس أَي: كَثِير. وَفِي الحَدِيثِ: " مُحَمّد
فِي الدَّهْم بِهَذَا القوز ". وَفِي حَدِيثٍ آخر لبَشِير بنِ
سَعْد: " فأدرَكَه الدَّهْمُ عِنْد اللَّيل ". وَيُقَال: أَتَتْكُم
الدَّهْماءُ أَي: الدَّاهِيَة السَّوداء المُظْلِمَة. وَفِي
حَدِيثِ حُذَيْفَة وذَكَر الفِتْنَة فَقَالَ: " أَتتكُم
الدُّهَيْماءُ تَرمِي بالنَّشَف، ثمَّ الَّتِي تَلِيها ترمي
بالرَّضْفِ " قَالَ شَمِر: أَرَادَ بهَا الفِتْنَة السَّوداءَ
المُظْلِمَة، والتَّصْغِير للتَّعْظِيم وبَعضُ النّاسِ يذهَبُ
بالدُّهَيْماء إِلَى الدُّهَيْم وَهِي الدَّاهِيَة. والدُّهْم:
الغائِلَةُ. وَمِنْه الحَدِيثُ: " من أَرادَ أَهْلَ المَدِينة
بِدَهْم " أَي: بِغَائِلةٍ من أَمْر عَظِيم يَدْهَمُهم أَي:
يَفْجَؤُهم.
(32/197)
ورماد أَدْهَمُ: أَسْودُ. قَالَ الراجِزُ:
(غير ثَلاثٍ فِي المَحَلّ صُيَّمِ ... )
(روائم وهُنَّ مثل الرُؤَّمِ ... )
(بعد البِلَى شِبْه الرَّمادِ الأَدْهَم ... )
ورَبْع أَدْهَم: حَدِيثُ العَهْد بالحَيّ، وَأَربُعٌ دُهْم، قَالَ
ذُو الرُّمَّة:
(أَلِلأربُعِ الدُّهم اللّواتِي كَأَنَّهَا ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ
فِي بُطونِ الصَّحائِفِ)
وَقد سَمُّوا دَاهِماً.
وَبَنُو دُهْمانَ، كَعُثْمانَ: بَطْن من هُذَيْل، قَالَ صَخْر
الغَيّ:
(وَرَهْطُ دُهْمانَ وَرَهْطُ عادِيَهْ ... )
قُلتُ: وهم بَنو دُهْمانَ بنِ سَعْد بنِ مَالِك بنِ ثَوْر بن
طابِخَةَ بن لِحْيان بنِ هُذَيْل. وَفِي جُهَيْنَة دُهْمانُ بنُ
مالِك اْبنِ عَدِيّ بَطْن، مِنْهُم عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ اْبنِ
عَوْف وَهُوَ الصَّحابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ
القائِلُ بَيْنَ يَدَيْه [
] فِي صَفّ الْقِتَال:
(أَنا اْبنُ دَهْمانَ وَعَوفٌ جدّي ... )
(إِنَّا إِذا عُدَّت بَنُو مَعَدِّ ... )
(نُعَدُّ فِي جُمْهُورِها الأَشَدِّ ... )
وَفِي أَشْجَع: دُهْمانُ بنُ نَعار بنِ سُبَيْع بن بَكْر بن
أَشْجَع، وَوَلدُه المُعَمَّر نَصْر بنُ دُهْمان الَّذِي قيل
فِيهِ:
(ونَصْرُ بنُ دُهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَهَا ... وسَبْعِين عَاما
ثمَّ قُوِّم فانْصاتَا)
(وعادَ سَوادُ الرأسِ بعد ابْيِضَاضِه ... وراجَعَه شَرْخُ
الشَّباب الَّذِي فَاتَا)
وَمن وَلَدِه: جاريةُ بنُ جَمِيل بنِ نُشْبَة بن قُرْط بن مُرَّة
بنِ نَصْر بنِ دُهْمان، شَهِد بَدْراً.
(32/198)
وَفِي قَيْس عَيْلان: دُهْمانُ بنُ عَوْف
اْبنِ سَعْدِ بن ذُبْيان بَطْن من بَنِي مُرَّة بنِ عَوْف.
ودُهْمانُ بنُ عَيْلان أَخُو قَيْس، وهم أَهْلُ بَيْت من قَيْس
يُقال لَهُم: بَنو نَعَامةَ.
وَفِي هَوَازن: دُهْمَانُ بنُ نَصْرِ بنِ مُعَاوِيةَ بنِ بَكْر بنِ
هَوَازِن.
وَفِي الأزد: دُهْمانُ بنُ نَصْرِ بنِ زَهْرانَ، ودُهْمانُ بنُ
مُنْهِب بنِ دَوْس بنِ عَدْنَان بن زَهْران، مِنْهُم: عَمْرُو بنُ
حُمَمَةَ الدَّوْسِيّ الَّذِي تقدَّم ذِكرُه فِي " ق ر ع "،
وَبِهَذَا تَعْلَم أَن قولَ الهَجَريّ: دُهْمانُ: نصر وَأَشْجَع
ولَيْسَ فِي العَرَب غَيرهمَا، غير وَجِيه.
د هـ ث م
(الدَّهْثَمُ، كَجَعْفَر: الشَّدِيدُ من الإبِل. و) أَيْضا:
(الرَّجُلُ السَّهْل الخُلُق) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَهِي
دَهْثَمَةٌ دَمِثَةُ الأَخْلاق.
(و) الدَّهْثَمُ: (الأَرْضُ السَّهْلة) كَمَا فِي الصَّحاح، قَالَ
عُمَرُ بنُ لَجأ:
(ثمَّ تنحَّت عَن مَقامِ الحُوَّم ... )
(لِعَطَنِ رَابِي المَقامِ دَهْشَم ... )
وسُمِّي الرَّجلُ دَهْثَمان بِذلِك (كالدَّهْثَمَةَ) ، يُقَال:
أرضٌ دَهْثَم ودَهْثَمَة، وَقيل: الدَّهْثَمُ: الْمَكَان الوَطِيء
السَّهْل الدَّمِس.
(وبِلاَ لاَمٍ) دَهْثمُ (بنُ قَرَّان) اليَمَامِي (المُحَدّث) ،
ضَبَط الأميرُ والِدَه بِفَتْح القَافِ وتَشْدِيد الرَّاء. وَفِي
التَّبْصِير للحَافِظ: هُوَ بِضَمِّ القافِ، وَقد رَوَى دَهْثَمٌ
عَن أَبِيه، ويَحْيَى بن أَبي كَثِير، وعِمرانَ بن خَارِجَة،
وَعَنْه مَرْوانُ بنُ مُعاويةَ الفَزَارِيّ، وأسدُ بنُ عَمْرٍ
والفَقِيه، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي الكَاشِف: تَركُوه، وَشَذَّ
اْبنُ حِبَّان فَقَوَّاه.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
(32/199)
الدَّهْثَمُ: الرجلُ السَّخِيُّ
المَعْطاءُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: تَقُولُ العَرَب للصَّقْر:
الزِّهْدَم، وللبَحْر: الدَّهْثَم.
د هـ د م
(دَهْدَمَه) دَهْدَمَةً: أهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَفِي اللِّسان:
هُوَ مثل (هَدَمَه) ، قَالَ العَجَّاج:
(وَمَا سُؤَالُ طَلَلٍ وَأَرْسُمِ ... )
(والنُّؤْيِ بعد عَهْدِه المُدَهْدَمِ ... )
يَعْنِي الحاجز حول الْبَيْت إِذا تَهَدَّم.
(و) دَهْدَمهِ إِذا (قَلَب بَعْضَه على بَعْض، وتَدَهْدَم)
الحَائِطُ: (سَقَط) وَتَجَرْجَم كَذلِكَ.
د هـ س م
(دَهْسَم الشَّيءَ) أهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسان، وَقَالَ
غَيْرُهما أَي: (أَخْفَاهُ) . قُلْتُ: وَهُوَ مَقْلوب دَهْمَسَه،
وَقد تَقَدَّم فِي السِّين عَن الفَرَّاء: الدَّهْمَسَة: السِّرار
كالرَّهْمَسَة. وَقَالَ أَبُو تُراب: أَمرٌ مُدَهْمَسٌ أَي:
مَسْتُور.
د هـ ش م
(دَهْشَمٌ، كَجَعْفَرٍ) ، والشِّين مُعْجَمة، أهملَه الجَوْهَرِيُّ
وصاحِبُ اللِّسان، وَهُوَ (اسمُ) رجل. قُلتُ: وَقد مَرَّ لَهُ فِي
الشِّين دَهْمَش علم، فَلَعَلَّ هذَا مَقْلُوب ذَاك، فَتَأَمَّل.
د هـ ق م
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
الدَّهْقَمَه: الكَيْسُ. أوردهُ صاحبُ اللّسان، وكأَنَّه لُغةٌ فِي
الدَّهْقَنَة بالنُّون.
د هـ ك م
(الدَّهْكَمُ، كَجَعْفرٍ: الشَّيخُ
(32/200)
البَالي) وَفِي اللِّسَان: الفَانِي، ومثلُه نَصُّ الصّحاح.
(وتُدْهكم: اقْتَحَم فِي أَمْر شَدِيد. و) تَدَهْكَم (عَلَيْنا)
أَي: (تَدَرَّأَ) . وَفِي الصّحاح: التَّدَهْكُم: الانْقِحامُ فِي
الشَّيْء.
د ي م
( {الدِّيمَةُ) بالكَسْر، وَإِنَّما أَهْمَلَه عَن الضَّبْط
لشُهْرَته، وَهُوَ المَطَر الدَّائِم (وَاوِيَّةٌ يائِيَّةٌ) ،
تقدّم للْمُصَنف فِي د وم، وَذَكَره الجَوْهَرِيّ هُنَا ولكُلِّ
وِجْهَةٌ.
(ومَفازَةٌ دَيْمُومَةٌ) : بَعِيدَةُ الأَطراف، (ذكر فِي د م م)
على أَنَّها فِي الأَصل فَيْعُولة من دممت الْقدر إِذا طَلَيْتها
بالدِّمام، (وَوَهِم الجَوْهَرِي) فِي ذِكْرِه هُنَا، وَقد يُقال:
إِن الظَّاهِر والاشْتِقَاق مَعَ الجوهريّ، وهُمَا من الأُصول
المَرْجُوع إِلَيْهَا فِي تَصْرِيف الكَلِم، واختارَ أَبو عَلِيّ
الفَارِسيّ أَنَّهَا من الدَّوام فيُذْكَر فِي " د وم ".
|