تاج العروس (فصل الْخَاء الْمُعْجَمَة مَعَ الْوَاو
وَالْيَاء)
خبو
: (و (! خَبَتِ النَّارُ) ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ.
زادَ ابنُ سِيدَه:
(37/532)
(و) كَذَا (الحَرْبُ والحِدَّة) ؛ وَفِي
الأخيرَتَيْن مَجازٌ؛ يقالُ: خَبَتْ حِدَّةُ النَّاقَةِ تَخْبُو (
{خَبْواً) ؛ بفتْحٍ فسكونٍ، (} وخُبُوّاً) ، كعُلُوَ؛ وَعَلِيهِ
اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ (سَكَنَتْ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (طَفِئَتْ) .
زادَ ابنُ سِيدَه: وخَمَدَ لَهِيبُها، وَهِي {خابِيَةٌ.
وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {كلَّما خَبَتْ زِدْناهُم سَعِيراً} ؛ قيلَ:
مَعْناه سَكَنَ لَهِيبُها؛ وقيلَ: مَعْناهُ كلَّما تَمَنَّوا أَن}
تَخْبُو، وأَرادُوا: تَخْبُوا.
( {وأَخْبيْتُها) أَنا: (أَطْفَأْتُها) وأَخْمَدْتُها؛ وَمِنْه قوْلُ
الكُمَيْت:
ومِنَّا ضِرارٌ وابْنَماهُ وحاجِبٌ
مُؤَجِّجُ نِيرانِ المَكارِمِ لَا} المُخْبي وممَّا يُسْتدركُ
عَلَيْهِ:
{خَبَا لَهَبُه: أَي سَكَنَ فَوْرَ غَضَبِه؛ وَهُوَ مَجَازٌ.
خبي
: (ي (} الخِباءُ، ككِساءٍ مِن الأَبْنِيَةِ) ، واحِدُ {الأَخْبيةِ،
(يكونُ من وَبَرٍ أَو صُوفٍ) .
وقالَ ثَعْلَب عَن يَعْقُوب: مِن الصُّوفِ خاصَّةً.
(أَو) مِن (شَعَرٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: وَلَا يكونُ مِن شَعَرٍ، وَهُوَ على عَمُودَيْن أَو
ثَلاثَةٍ وَمَا فَوْق ذلكَ فَهُوَ بَيْت، انتَهَى.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الخِباءُ مِن شَعَرٍ أَو صُوفٍ وَهُوَ دونَ
المَظَلَّةِ.
فالمصنِّفُ نَظَر إِلَى قوْلِ ابنِ الأعرْابيِّ. والجَوهرِيُّ لم يصحّ
عنْدَه ذلكَ فقالَ: وَلَا يكونُ من شَعَرٍ، فتأمَّل.
وَفِي حدِيثِ الاعْتِكافِ: (فأَمَرَ} بخِبائِه فقُوِّضَ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير هُوَ أَحدُ بيوتِ العَرَبِ مِن وَبَرٍ أَو صُوفٍ.
وأَصْلُ الخِباءِ الهَمْزُ لأنّه يُخبأ فِيهِ، إلاَّ أنَّ العَرَبَ
(37/533)
تَرَكَت الهَمْزَة فِيهِ.
( {وأَخْبَيْتُ) كِسائي} إخباء أَي جَعَلْته ( {خِباءً.
(و) فِي الصِّحاحِ:} أَخْبَيْتُ {الخَباءَ و (} تَخَبَّيْتُه، و)
كَذلِكَ ( {خَبَّيْتُهُ) } تَخْبِيةً: إِذا (عَمِلْتُهُ) ؛ زادَ
غيرُهُ: (ونَصَبْتُهُ) .
وقالَ الكِسائيُّ: يقالُ مِن الخِباءِ {أَخْبَيْت إخْباءً إِذا أَرَدْت
المَصْدَرَ} وخَبَّيْتُ خِبَاءً إِذا عَمِلْته {وتَخَبَّيْت أيْضاً.
(} واسْتَخْبَيْتُهُ: نَصَبْتُهُ ودَخَلْتُهُ) ، أَي دَخَلْتُ فِيهِ؛
كَمَا فِي الصِّحاحِ ( {والخِباءُ أَيْضاً: غِشاءُ البُرَّةِ
والشَّعيرَةِ فِي السُّنْبُلَةِ) ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِن المجازِ: الخِباءُ (كَواكبُ مُسْتَدِيرَةٌ) ، وَهِي إحْدِى
منازِلِ القَمَر وتُعْرَفُ} بالأَخْبيةِ.
(و) مِن المجازِ: الخِباءُ (ظَرْفٌ للدُّهْنِ) ، على التَّشْبيهِ.
( {وخَبِيٌّ، كغَنِيَ: ع بينَ الكُوفَةِ والشَّامِ) على الجادَةِ،
وَهُوَ إِلَى الشَّامِ أَقْرَبُ؛ قالَهُ نَصر.
(و) أَيْضاً: (ع قُرْبَ ذِي قارٍ) ، نَقَلَهُ نَصْر، قالَ: (و) }
خَبِيُّ الوالجِ وخَبِيٌّ مَعْتوم (خَبْراوانِ فِي المُلْتَقَى) مِن
جَراد والمرُّوت لبَنِي حَنْظَلَةَ وتمِيمٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
جَمْعُ الخِباءِ: {الأَخْبِيةُ، بغيرِ هَمْزٍ،} واخْباءٌ. يقالُ:
نَشَأْتُ فِي {أَخْبِيتِهم.
وَقد يُسْتَعْملُ الخِباءُ فِي المنازِلِ والمساكِنِ؛ وَمِنْه
الحدِييثُ: (أنَّه أَتَى} خِباءَ فاطِمَةَ وَهِي بالمدينَةِ) ، يريدُ
مَنْزَلَها.
! وخِباءُ النَّوْرِ: كِمامُهُ؛ وَهُوَ على المَثَلِ.
(37/534)
{والخابِيَةُ: الحبُّ، وأَصْلُه الهَمْز؛
نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
ختو
: (و (} خَتَا) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَفِي اللِّسانِ: خَتَا الرجُلُ ( {يخْتُو) } خَتْواً: إِذا رأَيْته
(انْكَسَرَ من حُزْنٍ أَو) تَغَيَّر لَوْنَه مِن (فَزَعٍ أَو مَرَضٍ
فتَخَشَّعَ) ؛ قالَهُ الليْثُ.
( {كاخْتَتَى) رُباعِيّاً.
(و) قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَتَا (الثَّوْبُ) خَتْواً (فَتَلَ هُدْبَهُ،
فَهُوَ) ثَوْبٌ (} مَخْتُوٌّ) مَفْتُولٌ هُدْبَه.
(و) خَتَا (فلَانا) خَتْواً: (كَفَّهُ عَن الأَمْرِ) ورَدَعَهُ.
( {وأخْتَى) الرجُلُ: (باعَ مَتاعَهُ كَسْراً ثَوْباً ثَوْباً.
(} والمُخْتَتي: النَّاقِصُ) ، وَهُوَ مِن خَتَا لَوْنُه إِذا تَغَيَّر
من فَزَعٍ أَو مَرَضٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الخاتي: هُوَ الخاتِلُ، قالَ أَوْسُ:
يَدِبُّ إِلَيْهِ} خاتِياً يَدَّرِي لَهُ
ليفْقِرَهُ فِي رَمْيِهِ وَهُوَ يُرْسِلُ وليلٌ {خاتٍ: شديدُ
الظُّلْمَةِ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ جريرٍ:
وخَطَّ المِنْقَرِيُّ بهَا فَخَرَّتْ
على أُمِّ القَفا والليلُ خاتِينَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ الليْثُ:} المُخْتَتِي الذَّلِيلُ.
وقالَ الأَصْمعيُّ فِي المَهموزِ: اخْتَتَأَ ذَلَّ، وأَنْشَدَ لعامِرِ
بنِ الطُّفَيْل:
وَلَا {يَخْتَتِي ابنُ العَمِّ مَا عِشْتُ صَوْلَتي
وَلَا} أَخْتَتِي مِنْ صَوْلةِ المُتَهَدِّدِوإنِّي وَإِن أَوْعَدْتُه
أَوْ وَعَدْتُه
لمُخْلِفُ إيعادِي ومُنْجِزُ مَوْعِدِي
(37/535)
وقالَ: إنَّما تركَ هَمْزَه ضَرُورَةً،
وَقد سَبَقَ ذلِكَ فِي الهَمْزةِ؛ وقالَ الشاعِرُ:
بَكَتْ جَزَعاً أنْ عَضَّهُ السَّيْفُ {واخْتَتَتْ
سُلَيْمُ بنُ مَنْصورٍ لقَتْلِ ابنِ حازِمِ وخَتَا يَخْتُو خَتْواً:
انْقَضَّ، وَهُوَ مَقْلوبُ خات؛ وَمِنْه} الخاتَيَةُ للعُقابِ إِذا
انْقَضَتْ.
ختي
: (ي ( {الخاتِيَةُ) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ (العُقابُ) .
وقالَ غيرُهُ: هِيَ مِن العِقْبانِ الَّتِي تَخْتَاتُ، وَهُوَ صَوْتُ
جَناحَيْها وانقِضاضِها.
وَقد خَتَتْ وخاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ.
(} واْخَتَتى) الرجُلُ: (تَغَيَّرَ لَوْنُهُ من مَخافَةِ سُلْطانٍ
ونحوِها) ؛ يائِيَّةٌ واوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الخَتْيُ: الطَّعْنُ الوِلاءُ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(
خثو
: و (} الخَثْوَةُ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرِيْدٍ: هُوَ (أَسْفَلُ البطنِ إِذا كانَ مُسْتَرْخِياً.
(و) يقالُ: (امْرَأَةٌ {خَثْوَاءُ، وَلَا) يكادُ (يقالُ ذلكَ
للرَّجُلِ) .
وَفِي الجَمْهرةِ: امْرأَةٌ خَثْواءُ، ورجُلٌ} أَخْثَى، وليسَ بثَبْتٍ.
خثي
: (ى ( {خَثَى البَقَرُ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: الثَّوْرُ بَدَل
البَقَر؛ (أَو الفِيلُ} يَخْثِي {خَثْياً: رَمى بذِي بَطنِهِ) .
وخَصَّ أَبو عبيدٍ بِهِ الثَّوْرَ وَحْده دونَ البَقَرةِ.
(والاسْمُ:} الخِثْيُ، بالكَسْرِ، ج! أَخْثاءٌ) ، مِثْل حِلْسٍ
وأحْلاسٍ.
(37/536)
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الخِثْيُ
للثّوْرِ؛ وأَنْشَدَ:
عَلَى أنَّ أَخْثاءً لَدَى البَيْتِ رَطْبةً
{كأَخْثاءِ ثَوْرِ الأَهْلِ عِنْدَ المُطَنّبِوفي حديثِ أَبي سُفْيان:
(فأَخَذَ مِنْ} خِثْي الإِبْلِ فَفَتَّهُ) ، أَي رَوْثِها، وأَصْلُ
الخِثْي لِلبَقَرِ فاسْتَعارَهُ للإِبِلِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ فِي كتابِ خبأة البَعر للخُفِّ والظّلفِ، والرَّوْث
للحافِرِ، {والخِثْي والجَمْعُ الأخْثاءُ لكلِّ باعِر للخُفِّ
والظّلْفِ إِذا أَلْقاهُ مُجْتَمعاً ليسَ بسَلْح وَلَا بَعرٍ
فالبَقَرَةُ} تَخْثي والشَّاة تَخْثي وكلّ ذِي ظلفٍ أَو خفَ.
(و) يُجْمَعُ الخثْيُ أَيْضاً على ( {خِثِىَ) ، بكسْرَتَيْن وتَشْدِيدِ
الياءِ، (} وخُثِيَ) ، بضمَ فكسْرٍ فتَشْديدٍ، كِلاهُما عَن الفرَّاء.
( {وأَخْثَى) الرَّجُلُ: (أَوْقَدَها.
(} والمِخْثاءُ، بالكسْرِ) والمدِّ: (خَرِيطَةُ مُشْتَارِ العسلِ)
يَجْعَلُها تَحْتَ ضبنه.
وَهُوَ فِي التّكْمِلَةِ مَقْصورٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخِثْيُ، بالكسْرِ: الجماعَةُ المُتَفَرِّقَةُ؛ نَقَلَهُ
الصَّاغانيُّ.
خجو
: (و (! الخَجَوْجَى) ؛ بالقَصْرِ.
وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ.
وَهُوَ فَعَوْعَل، (ويُمَدُّ) أَيْضاً، هُوَ (الرَّجُلُ الطَّويلُ
الرِّجْلَيْنِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو) هُوَ (الطَّويلُ القامَةِ) المُفْرَطُ فِي الطُّولِ (الضَّخْمُ
العِظامِ) .
وقيلَ: هُوَ الضَّخْمُ الجَسِيمُ، (وَقد يكونُ) مَعَ ذلكَ (جَباناً) ،
أَي أنَّ طولَ القامَةِ وضِخَمَ الجسْمِ ليسَ بلازِمٍ للشَّجاعَةِ.
قالَ الجَوهرِيُّ: والأُنْثى
(37/537)
{خَجَوْجَاةٌ.
(و) فِي اللّسانِ: (رِيحٌ خَجَوْجاةٌ: دائِمَةُ الهُبوبِ) شَديدَةُ
المَمَرِّ؛ قالَ ابنُ أَحْمَر:
هَوْجَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّواحِ خَجَوْ
جَاةُ الغُدُوِّ رَواحُها شَهْرُ (
خجي
: (ى:} خَجِيَ، كرَضِيَ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي (اسْتَحْيَى) ، ومِثْلُه خَزِيَ زِنَةً
ومعْنىً.
( {وأَخْجَى) الرَّجُلُ: (جامَعَ كثيرا.
(} والأَخَجى: المرْأَةُ الكثيرَةُ الماءِ) ، يعْنِي رُطُوبَة
الفَرْجِ، (الفاسِدَةُ) المزاجِ، (القَعُورُ) ، أَي الواسِعَةُ
(البَعيدَةُ المِسْبارِ) .
ونَصّ ابْن حبيبٍ فِي التّكْمِلَةِ: الأَخْجَى: هَنُ المَرْأَةِ
الكَثيرُ الماءِ الفاسِدُ القَعُورُ البَعِيدُ المِسْبارِ، وَهُوَ
أَخْبَث لَهُ؛ وأَنْشَدَ:
وسَوْدَاءَ مِن نَبْهَانَ تَثْنِي نِطاقَها
{بأَخْجَى قَعُورٍ أَو جَوَاعِرِ ذِيبِففي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ لَا
يَخْفَى تأمَّل ذَلِك.
(و) الأَخْجَى: (الأَفْحَجُ) ، وَهُوَ البَعيدُ مَا بينَ الرِّجْلَيْن.
(} والخَجَاةُ: القَذَرُ واللُّؤْمُ، ج {خَجًى.
(و) يقالُ: (مَا هُوَ إلاَّ} خَجَاةٌ من {الخَجَى، أَي قَذِرٌ لَئِيمٌ.
(} والخَجْواءُ: المرْأَةُ الواسِعَةُ) مشق الجِهازِ.
( {وخَجَى برِجْلِهِ) } خجياً: (نَسَفَ بهَا التُّرابَ فِي مَشْيه)
كجخى، كِلاهُما عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(37/538)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{خَجَى الكُوزَ: أَمالَهُ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ عَن صاحِبِ
التَّتمَّة قالَ والمَشْهورُ تَقْدِيم الجيمِ على الخاءِ، وَقد
تقدَّمَ.
} والخجا: مَوْضِعٌ، عَن عبدِ الرحمانِ ابْن أَخِي الأَصْمعيّ.
ويقالُ: هُوَ بالنّونِ، وسَيَأْتي فِي نجو.
خدي
: (ى ( {خَدَى البَعيرُ والفَرَسُ) } يَخْدِي ( {خَدْياً) ؛ بفتحٍ
فسكونٍ، (} وخَدَياناً) ، محرّكةً: (أَسْرَعَ وزَجَّ بقَوائِمِهِ) ،
فَهُوَ {خادٍ، مثْل وَخَدَ وخَوَّدَ كلّه بمعْنىً واحِدٍ؛ وأَنْشَدَ
الجَوهرِيُّ للرَّاعي:
حتَّى غَدَتْ فِي بَياضِ الصُّبْحِ طَيِّبَةً
رِيحَ المَبَاءَةِ} تَخْدِي والثَّرَى عَمِدُ (أَو هُوَ ضَرْبٌ من
سيْرِهِما) لم يُحَدَّ.
وقالَ اللَّيْثُ: الوَخْدُ سَعَةُ الخَطْوةِ فِي المَشْيِ، ومِثْله
{الخَدْيُ لُغتانِ.
(أَو هُوَ عَدْوُ الحِمارِ مَا بينَ آرِيِّهِ ومُتَمَرَّغِهِ) ؛
نَقَلَهُ الأَصْمعيُّ عَن أعْرابيَ.
(} والخَدَا) ، مَقْصوراً: (دُودٌ يَخْرُج مَعَ رَوْثِ الدَّابَّةِ) ،
واحِدَتهُ {خَدَاةٌ؛ عَن كُراعٍ.
(و) } الخَدَاءُ، (بالمدِّ: ع) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ هَمْزَته ياءٌ لأنَّ اللامَ
ياءٌ أَكْثَر مِنْهَا واواً مَعَ وُجُودِ خدي، وعَدَم خدو.
( {وأَخْدَى) الرَّجُلُ: (مَشَى قَلِيلا قَلِيلا) ؛ نَقَلَهُ
الصَّاغانيُّ.
خذو
: (و} خَذَا) الشَّيءُ ( {يَخْذُو} خَذْواً: اسْتَرْخَى) ؛ نَقَلَهُ
الجَوْهرِيُّ.
(37/539)
(و) خَذَا (لَحْمُهُ: اكْتَنَزَ.
(وأُذُنٌ {خَذواءُ} وخُذُاوِيَةٌ) ، الأخيرَةُ (بالضَّمِّ) عَن أَبي
عُبَيْدَةَ، (بَيِّنَةُ {الخَذَا) زادَ الأزْهرِيُّ: من الخَيْل؛
(خَفِيفَةُ السَّمْع) ؛ وأَنْشَدَ:
لَهَا أُذُنانِ خُذَا} خُذاوِيَّتَا
نِ والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظَّلَمْ (وأَتانٌ {خَذْواءُ:
مُسْتَرْخِيَةُ الأُذُنِ) ؛ أَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأبي الغُول
الطُّهَويّ يَهْجو قَوْماً:
رأَيْتُكُمُ بَني} الخَذْواءِ لمَّا
دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُتَوَلَّيْتُم بوِدِّكُمُ
وقُلْتُمُ:
لَعَكُّ منْكَ أَقْرَبُ أَو جُذامُ ( {والخَذْواءُ: فَرَسانِ) ،
أَحَدُهما: فَرَسُ شَيْطانِ بنِ الحَكَمِ بنِ جاهمَةَ؛ حَكَاه أَبو
عليَ؛ وأَنْشَدَ:
وقَدْ مَنَّت الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيهِمْ
وشَيْطانُ إذْ يَدْعُوهُمُ ويثوّبُ قُلْتُ: وَهُوَ شَيْطانُ بنُ
الحكَمِ بنِ جابرِ بنِ جاهمَةَ بنِ حراقِ بنِ يَرْبوعٍ، وقوْلُه هَذَا
قالَهُ فِي يَوْم مُحَجّر فِي غارَةِ طيِّىءٍ، وَفِيه أَيْضاً قالَ: من
أَخَذَ شعرَةً من شَعَرِ الخَذْواءِ فَهُوَ آمِنٌ؛ قالَهُ ابنُ
الكَلْبي.
والثَّاني: فَرَسُ طُفَيْل الغَنَوِيّ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
(} والخَذَواتُ، محرّكةً: ع) ؛ وَمِنْه حدِيثُ سعْدٍ الأَسْلَمي:
(رأَيْتُ أَبا بكْرٍ! بالخَذَواتِ قد حلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقَة) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(37/540)
قالَ الأزْهرِيُّ: جَمْعُ {الأَخْذَى}
خُذْوٌ، بالواوِ، لأنَّه مِن بَناتِ الواوِ كَمَا قيلَ فِي جَمْعِ
الأعْشى عُشْوٌ.
خذي
: (ى ( {خَذِيَتْ أُذُنُهُ، كرَضِيَ،} خَذًى: اسْتَرْخَتْ مِن أَصْلِها
وانْكَسَرَتْ مُقْبِلَةً على الوَجْهِ) .
وقيلَ: اسْتَرخَتْ مِن أَصْلها على الخَدَّيْن فَمَا فَوْق ذَلِك،
(يكونُ فِي النَّاسِ والخَيْلِ والحُمُر خِلْقةً أَو حَدَثاً) ؛ قالَ
ابنُ ذِي كِبَارٍ:
يَا خَلِيلَيَّ قَهْوَةً
مُزَّةً ثُمَّتَ احْتذَاتدَعُ الأُذْنَ سُخْنَةً
ذَا احْمرارٍ بهَا خَذَى (وَمن أَلْقابِ الحِمارِ: {خُذَيٌّ، كسُمَيَ)
،} لخَذَى أُذُنَيْه؛ نَقَلَه الزَّمَخْشريُّ.
(وعبدُ اللَّهِ) بنُ أَحمدَ بنِ جَعْفَرِ (بنِ {خُذْيانَ، كعُثمانَ) ،
الفرغانيُّ (مُؤَرِّخٌ) لَهُ تارِيخٌ مَشْهورٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يَنَمَةٌ} خَذْواءُ: مُتَثَنِّيَةٌ لَيِّنَةٌ مِن النِّعْمة، وَهِي
بَقْلَة؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ والزَّمخْشريُّ، وَهُوَ مجازٌ.
{والخَدَى: دُودٌ يخرُج مَعَ الرَّوْثِ، لُغَةٌ فِي المُهْملَةِ،
كِلاهُما عَن كُراعٍ.
} واسْتَخْذَى: خَضَعَ وذَلَّ، وَقد يُهْمَزُ وتقدَّمَ.
خرو
: (و ( {خُرْوَةُ الفأْسِ، بالضَّمِّ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ الصَّاغانيُّ: هُوَ (} خُرتُها) ؛ لُغَةٌ فِيهِ، (ج {خُرَاتٌ) .
وَالَّذِي فِي التّكْملَةِ: قالَ الفرَّاءُ:} خُرَةُ الفأْسِ
{خُرْتُها، والجَمْعُ} خُرَاتٌ مِثْلُ ثُبَةٍ وثُباتٍ،،
فَالَّذِي عنْدَنا فِي نسخِ
(37/541)
الكتابِ: خُرْوَةُ الفأْسِ غَلَطٌ،
تأَمَّل.
( {والخَراتانِ، بالفتْحِ) ؛ قالَ شيْخُنا: ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتَدركٌ:
(نَجْمانِ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا} خَراةٌ) .
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْرَفُ {الخَراتانِ إلاَّ مُثَنّىً، وتاءُ
الأَصْل والتاءُ الزائِدَةُ فِي التَّثْنِيَة مُتَساوِيتا اللَّفْظ،
وَقد سَبَقَ ذلكَ للمصنِّفِ فِي حَرْفِ التاءِ الفَوْقيَّة وأَعادَه
هُنَا إشَارَة للخَلافِ.
خزو
: (و} خَزاهُ) يَخْزُوهُ ( {خَزْواً: ساسَهُ وقَهَرَهُ) ؛ وأَنْشَدَ
الجَوهرِيُّ لذِي الإصْبَع:
لاهِ ابنُ عَمِّكَ لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ
يَوْماً وَلَا أَنْتَ دَيَّاني} فتَخْزُوني معْناهُ: للَّهِ ابنُ
عَمِّك أَي وَلَا أَنتَ مالِك أَمْري فتَسُوسَني.
(و) خَزاهُ خَزْواً: (مَلَكَهُ.
(و) أَيْضاً: (كَفَّهُ عَن هَواهُ) .
وَفِي التّكملَةِ {الخَزْوُ كَفُّ النَّفْس عَن هِمَّتِها، انتَهَى.
يقالُ:} اخْزُ فِي طاعَةِ اللَّهِ نَفْسَكَ، أَي كفَّها عَن هِمَّتِها
وصَبْرها على مُرِّ الحقِّ؛ قالَ لبيدٌ:
أكْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
إنَّ صِدْقَ النفْسِ يُرزْي بالأَمَلْغيرَ أنْ لَا تَكْذِبَنْها فِي
التُّقَى
{واخْزُها بالبِرِّ للَّهِ الأجَلْ (و) } خَزا، (الَّدابَّةَ) خَزْواً:
ساسَها و (رَاضَها.
(و) خَزا (فلَانا) خَزْواً: (عادَاهُ.
(و) خَزا (الفَصِيلَ) خَزْواً: (شَقَّ لسانَهُ) بعد أنْ جَرَّه.
(37/542)
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخَزْوُ: الطَّعْنُ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ فِي التّكْملَةِ.
{وخَزَوْزَى: مَوْضِعٌ.
خزي
: (ى (} خَزِيَ) الرَّجُلُ، (كرَضِيَ) ، يَخْزَى ( {خِزْياً،
بالكسْرِ،} وخَزًى) ، بالقَصْرِ؛ الأَخيرَةُ عَن سِيْبَوَيْه: (وَقَعَ
فِي بَلِيَّةٍ) وشَرَ (وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلِكَ) وهانَ.
وَفِي الصِّحاحِ: خَزِيَ {يَخْزَى خِزْياً: ذَلَّ وهَانَ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَقَعَ فِي بَلِيَّةٍ، انتَهَى.
وقالَ الزجَّاجُ:} الخِزْيُ الهَوانُ.
وقالَ ثَعْلَب فِي فصِيحِه: خَزِيَ الرجُلُ خِزْياً مِن الهَوانِ.
وقالَ شَمِرٌ: الخِزْي الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {ذلكَ
لهُم {خِزْيٌ فِي الدُّنيا} .
وقالَ شيْخُنا: أَصْلُ الخِزْي ذلٌّ يُسْتَحى مِنْهُ، ولذلكَ
يُسْتَعْمل فِي كلَ مِنْهُمَا أَي الذُّلّ والاسْتِحْياء، كَمَا قالَهُ
البَيْضاوي، وأَصْله فِي مُفْردَاتِ الرَّاغبِ والكشافِ، انتَهَى.
ونَقَلَ المَناوِي عَن الحرالي: أنَّ الخِزْي إظْهارُ القَبائِح
الَّتِي يستحى من إظْهارها عُقُوبَةً.
(} كاخْزَوَى) ، كارعَوَى؛ وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ:
رِزانٌ إِذا شَهِدُوا الأندِيا
تِ لم يُسْتَخَفُّوا وَلم {يخْزَوُوا (و) قَالَ شَمِرٌ: قالَ بعضُهم:
(} أَخْزاهُ اللَّهُ) أَي (فَضَحَهُ) ، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى
حِكَايَة عَن لوطٍ لقَوْمِه: {فاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا! تُخْزُونِ فِي
ضيقي} ، أَي لَا تَفْضَحُونِ.
(37/543)
وَقد خَزِيَ {يَخْزَى خِزْياً: إِذا
افْتَضَحَ وتَحيَّر فضيحةً.
(وَمن كَلامِهِم لمَنْ أَتَى بمُسْتَحْسَنٍ: مَا لَهُ أَخْزاهُ
اللَّهُ؛ ورُبَّما) قَالُوا: أَخْزاهُ اللَّهُ، و (حَذَفُوا مالَهُ) .
وكَلامٌ} مُخْزٍ: يُسْتَحْسَنُ فيُقالُ لصاحِبِه أَخْزاهُ اللَّهُ.
وذَكَرُوا أنَّ الفَرَزْدقَ قالَ بَيْتا مِن الشِّعْر جَيِّداً فقالَ:
هَذَا بيتٌ مُخْزٍ، أَي إِذا أُنْشِدَ قالَ الناسُ: {أَخْزَى اللَّهُ
قائِلَهُ مَا أَشْعَرَهُ. وإنَّما يقولونَ هَذَا وشِبْهُهُ بَدَلَ
المَدْحِ ليكونَ واقياً لَهُ مِن العَيْنِ، والمُرادُ فِي كلِّ ذَلِك
إنَّما هُوَ الدُّعاءُ لَهُ لَا عَلَيْهِ.
(} والخَزْيَةُ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ: البَلِيَّةُ) يُوقَعُ فِيهَا؛
قالَ جريرٌ يخاطِبُ الفَرَزْدَقَ:
وكنْتَ إِذا حَلَلْتَ بدارِ قَوْمٍ
رَحَلْتَ {بخَزْيَةٍ وتَرَكْتَ عارارُوِيَتْ بالوَجْهَيْن.
(} وخَزِيَ أَيْضاً) يَخْزَى ( {خَزَايَةً} وخَزًى، بالقَصْرِ) : أَي
(اسْتَحْيَى) :؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
خَزَايَةً أَدْرَكَتْه بعد حَوْلَتِهمن جانبِ الحبْلِ مَخْلوطاً بهَا
الغَضَبُ (والنَّعْتُ خَزْيانُ) ؛ قالَ أُمَيَّةُ:
قالتْ: أَرادَ بِنَا سُوءاً فقلتُ لَهَا:
{خَزْيانُ حيثُ يقولُ الزُّورَ بُهْتانا (و) هِيَ (} خَزْيَى) .
وقالَ اللَّيْثُ: رجُلٌ خَزْيانُ وامْرأَةٌ خَزْيَى، وَهُوَ الَّذِي
عَمِلَ أَمْراً قَبِيحاً، فاشْتَدَّ لذلكَ حَياؤُه؛
(ج! خَزايَا) ؛ وَمِنْه حدِيثُ الدُّعاءِ: (اللهُمَّ احْشُرْنا غَيْرَ
(37/544)
خَزايَا وَلَا نادِمِين) ، أَي غَيْرَ
مُسْتَحْيِينَ مِن أَعْمالِنا.
وَفِي حدِيثِ وَفْدِ عبْدِ القَيْسِ: (غَيْر خَزايَا وَلَا نَدَامَى) .
(و) قالَ الكِسائيُّ: ( {خازانِي} فخَزَيْتُه) {أَخْزِيهِ؛ بالكسْرِ؛
(كُنْتُ أَشَدَّ خِزْياً مِنْهُ.
(} والخَزاءُ) ، بالمدِّ، (للنَّبْتِ، بالمهملَةِ، وغَلِطَ
الجَوهرِيُّ) فِي إعْجامِهِ.
قُلْتُ: الجَوهرِي: نَقَلَهُ عَن أَبي عُبيدٍ فقالَ: {الخَزَاءُ،
بالمُدِّ، نَبْتٌ؛ والناقِلُ لَا يُنُسَبُ إِلَيْهِ الغَلَطُ لأنَّ
هَذَا قَوْل أَبي عُبيدٍ؛ وَقد رُوي بالوَجْهَيْن فَلَا غَلَط،
تأَمَّلْ.
وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ} الخَزاءَةَ تَشّتَرِيها أَكَايسُ النِّساءِ
للخافِيَة) ؛ وَقد تقدَّمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المُخْزَى: هُوَ المُذَلُّ المَحْقُورُ بأَمْرٍ قد لزِمَه بحُجَّة.
} وأَخْزاهُ: جَعَلَه يُسْتَحى مِنْهُ فِي تَقْصِيرِه.
ويقالُ: امْرأَةٌ {خَزيانَةٌ، على خِلافِ القِياسِ.
خسو
: (و (} الخَسَا: الفَرْدُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (مَا أَدْرِي كَمْ
حدَّثنِي أَبي عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {أَخَساً
أَمْ زَكاً) ، أَي فَرْداً أَو زَوْجاً.
(ج} الأَخاسِي) ؛ قالَهُ الليْثُ وابنُ السِّكِّيت.
وَفِي المُحْكَم: {المَخاسِي، (على غيرِ قياسٍ) كمَساوِي وأَخَواتِها؛
قالَ رُؤْبَة::
لم يَدْرِ مَا الزَّاكي مِنَ} المُخاسِي ( {وخاسَاهُ) } مُخاساةً:
(لاعَبَهُ
(37/545)
بالجَوْزِ فَرْداً أَو زَوْجاً، كأَخْسَى
{وتَخَسَّى} تَخْسِيَةً) .
يقالُ: هُوَ {يُخَسِّي ويُزَكِّي، أَي يَلْعَبُ فيقولُ أَزَوْجٌ أَمْ
فَرْدٌ هُوَ.
هَكَذَا فِي النُّسخِ} تَخَسَّى تَخْسِيَةً، والصَّوابُ: {وخَسَّى
تَخْسِيَةً، وَقد أَهْمَلَ المصنِّفُ فِي هَذَا الحَرْف مَا هُوَ
الأَهَم بالذِّكْر وأَتى بِمَا يُسْتَغْرب مِن ذِكْرِ الأخْساء}
والتَّخْسِيَة، كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ فِيمَا يُسْتدركُ عَلَيْهِ،
وَهُوَ مَا نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ فقالَ: {خَساً أَو زَكاً، أَي فَرْدٌ
أَوْ زَوْجٌ؛ وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
مَكارِمُ لَا تُحْصَى إِذا نَحْنُ لم نَقُلْ
} خَساً وزَكاً فِيما نَعُدُّ خِلالَهاانتَهَى.
وقالَ الليْثُ: خَساً فَرْدٌ، وزَكاً زَوْجٌ، كَمَا يقالُ: شَفْعٌ
ووِتْرٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
حَيْرانُ لَا يَشْعُرُ من حَيْثُ أَتَى
عنْ قبض مَنْ لاقَى! أَخاسٍ أَمْ زَكَى؟ يقولُ: لَا يَشْعُرُ أَفَرْدٌ
أَو زَوْجٌ.
وقالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تقولُ للزَّوْج زَكَا، وللفَرْد خَسَا،
وَمِنْهُم مَنْ يُلْحِقها ببابِ فَتىً، وَمِنْهُم مَنْ يُلْحِقها ببابِ
زُفَرَ، وَمِنْهُم مَنْ يُلحِقها ببابِ سكْرَى؛ قالَ: وأَنْشَدَتني
الدُّبَيْرِيَّة:
كَانُوا خَساً أَو زَكاً من دونِ أَرْبعةٍ
لم يَحْلَقُوا وخُدُودُ الناسِ تَعْتَلِجُوقالَ ابنُ برِّي: لامُ
الخَسَا هَمْزَةٌ، يقالُ: هُوَ يُخاسِىءُ يُقامِرُ، وإنَّما تَرْك
هَمْزة خَساً إتْباعاً لزَكاً؛ قالَ:
(37/546)
ويقالُ خَسَا زَكَا مِثْل خَمْسَةَ عَشَرَ؛
وأَنْشَدَ:
وشَرُّ أَضْيافِ الشُّيوخِ ذُو الرّبا
أَخْنَسُ يَحْنُو ظَهْرَه إِذا مَشَى الزُّورُ أَو مالُ اليَتِيمِ
عِنْدَه
لِعْبُ الصَّبِيِّ بالحَصَى خَسَا زَكَا {وتَخاسَى الرَّجُلان:
تَلاعَبَا بالزَّوْجِ والفَرْد.
خسي
: (ى (} الخَسِيُّ، كغَنِيَ) : أَهمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَفِي التَّكْمِلَةِ: هُوَ (نحوُ الكِساءِ، أَو) هُوَ: (الخِباءُ
يُنْسَجُ من صُوفٍ.
( {والتَّخاسِي: التَّرامِي بالحَصَى) .
يقالُ:} تَخَاسَتْ قَوائِمُ الدابَّةِ بالحَصَى، إِذا تَرامَتْ بِهِ؛
قالَ المُمَزَّقُ العَبْديُّ:
{تَخاسَى يَداها بالحَصَى وتَرُضُّهبأسْمَر صَرَّافٍ إِذا حُمَّ
مُطْرِقُأَرادَ بالأَسْمَرِ الصَّرَّاف مَنْسِمَها.
خشو
: (و} خَشَتِ النَّخْلَةُ {تَخْشُو) } خَشْواً: أَهْمَلَه الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَي (أَثْمَرَتْ {الخَشْوَ، أَي الحَشَفَ) من
التَّمْرِ، وَهُوَ مَا فسدَ أصْلُه وعَفِنَ وَهُوَ فِي موْضِعِه؛ قالَ:
وَهِي لُغَةُ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ.
(} والخَشَا: الزَّرْعُ الأسْوَدُ) من البَرْد؛ نَقَلَهُ ابنُ
الأعرابيِّ أَيضاً.
ثمَّ إنَّ هَذَا الحَرْف مَوْجودٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ، نَقَلَهُ عَن
الأُمويّ فحينئِذٍ كتابتُه بالأحْمَر فِي غَيْر مَحَلّه.
(37/547)
خشِي
: (ى ( {خَشِيَهُ، كرَضِيَهُ) ،} يَخشاه ( {خَشياً) ، بالفتْحِ
(ويُكْسَرُ،} وخَشْيَةً {وخَشاةً} ومَخْشاةً {ومَخْشِيَةً) ، على
مَفْعِلَةٍ، (} وخَشَياناً) ، محرَّكةً، فَهَذِهِ سَبْعَة مَصادِر،
اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ مِنْهَا على {خَشْيَة.
وذَكَرَهنَّ ابنُ سِيدَه مَا عَدا} خِشْياً بالكسْرِ.
وذَكَرَ ابنُ برِّي {الخَشاة؛ وأَنْشَدَ لَهُ قَوْل الشاعِرِ:
كأَغْلَبَ من أُسُودِ كِرَاءَ وَرْدٍ
يَرُدُّ} خَشاته الرَّجُل الظَّلُومقال: كراءُ ثَنيَّة بيْشَةَ، وحكَى
ابنُ الأَعْرابيِّ: فَعَلْت ذلكَ {خَشاة أَن يكونَ كَذَا؛ وأَنْشَدَ:
فتَعَدَّيْتُ خَشاةَ أنْ يَرَى
ظالمٌ أَنِّي كَمَا كَانَ زعمْقالَ شيْخُنا: وَقد نَظَمَ ابنُ مالِكٍ
هَذِه المَصادِرَ فِي قوْله:
} خشيتُ خَشْياً ومَخْشاةً
ومَخْشِيَةً
{وخَشْيَةً وخَشَاةً ثمَّ} خَشْيَانا ثمَّ قالَ: وَقد قصر عمَّا
للمصنِّف إِذْ يَبْقى عَلَيْهِ! تَخْشاةً إلاَّ أَنْ يقالَ إنَّه لم
يَذْكرْها لغَرابَتِها إِذا قيلَ إنَّها لَا تُعْرَفُ عَن غَيْر
المصنِّفِ، والظاهِرُ أَنَّهَا فِي المُحْكم.
قُلْتُ: هَذَا غَيْرُ صحيحٍ إِذْ لم يَذْكرِ المصنِّف غَيْر سَبْعَة
مَصادر، وأَمَّا تَخْشاة الَّذِي ظَنَّه مَصْدَراً فليسَ هُوَ كَمَا
ظنَّه بل هُوَ مَعْطوفٌ على قوْلِه خشيه وَهُوَ فعْلُ ماضٍ من بابِ
التَّفَعل.
(37/548)
خَشِيَه ( {وتَخَّشاهُ) ، كِلاهُما بمعْنَى
(خافَهُ) .
هَذَا هُوَ الحقُّ فِي سِياقِ المصنِّفِ وسَبَب هَذَا الغَلَط عَدَمُ
وُجودِ النسخِ المَضْبوطَةِ المُصَحَّحة، ورُبَّما يكونُ مِن عدمِ
المَعْرِفَةِ فِي اصْطِلاحِه، فرُبَّما يَعْتَمد الإنْسانُ على كلمةٍ
غَيْر مَضْبوطَةٍ أَو ضُبِطَتْ على خَطَأٍ فيَنْسبُها للمصنِّفِ،
وَهَذَا أَمْر خَطِرٌ قد وَقَعَ فِيهِ كثيرٌ مِن المُصنِّفين الَّذين
يَنْقلون عِبارَةَ الْقَامُوس فِي كُتُبهم ويُسْتَشْهدونَ بهَا، كَمَا
وَقَعَ ذلكَ لشيخِ مشايخِنا العارِف باللَّهِ تَعَالَى مَوْلَانَا
السيِّد مُصْطَفى بن كَمَال الدِّيْن البَكْري، فإنَّه ذَكَرَ فِي
شرْحِه على ورد السحر عنْد قَوْله: عالى الدرج، فضَبَطَه بضمَّتَيْن،
وأنَّه جَمَعَ دَرَجَة محرَّكة، وساقَ عِبارَةَ المصنِّفِ بنَصِّه،
وَفِي آخرِها جمعه درج، فسَبَقَ على ظنِّه أَنَّه جَمْعٌ للدَّرَجة،
وإنَّما هُوَ جَمْعٌ للدرجة، بالضمِّ، للخرقة، وَقد نَبَّهْتُ على ذلكَ
فِي رِسالَةٍ صغيرةٍ سَمَّيْتها تَعْلِيق السّرج على الدّرج.
ثمَّ قَوْل شيْخِنا: لغَرابَتِها وأنَّها لَا تُعْرَفُ، هُوَ كَلامٌ
صَحِيحٌ؛ وقوْلُه والظاهِرُ أَنَّها فِي المُحْكَم، رَجْمٌ بالغَيْبِ
وعَدَمُ اطِّلاعٍ فِي حالَةِ الكتابَةِ على نُسْحة المُحْكم.
وَنحن ذَكَرْنا لكَ الَّذِي فِي المُحْكَم وأنَّه ساقَ فِيهِ على هَذَا
النَّمط مَا عدا خِشْياً بالكسْرِ، فإنَّه ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فِي
التّكْملةِ ثمَّ قالَ: وبقيَ عَلَيْهِ أيْضاً} خِشْياً، بالكسْرِ،
فإنَّها فِي كَلامِ المصنِّفِ دونَ ابنِ مالِكٍ، هُوَ صَحَيحٌ وَلم
يَذْكره فِي المُحْكَم أَيْضاً.
ثمَّ قالَ: ويَبْقى النَّظَر فِي ذِكْرهم! خَشْيان، مَعَ مَا
قَرَّرْناه فغَيْر مَرَّة أَنَّ
(37/549)
فَعَلان، بالفَتْحِ لَا يُعْرَفُ فِي
المَصادِرِ إلاَّ فِي كَلِمَتَيْنِ لَيَان وشَنَان فِي لُغَةٍ، وَلم
يَذْكروا {الخَشْيان فِي المُسْتَثْنى بل قَالُوا لَا ثالِثَ لَهُما،
واللَّهُ أَعْلم فتأَمَّل.
قُلْتُ: هُوَ كَمَا ذُكِرَ وكأَنَّ ابنَ مالِكٍ سكَّنَه لضَرُورَةِ
الشِّعْرِ على أَنِّي وَجَدْتُ بخطِّ الأرموي فِي نسخةِ المُحْكَم}
خِشْياناً، بالكسْرِ، فعلى هَذَا لَا ضَرُورَة، فتأَمَّل. ثمَّ
تَفْسِيره {الخشْيَة بالخَوْفِ صَرِيحٌ فِي تَرادُفِهما، وَالَّذِي
صَرَّح بِهِ الرَّاغبُ وغيرُهُ أَنَّ الخشْيَةَ خَوْفٌ مَشُوب بعظَمَةٍ
ومَهابَةٍ، وقالَ قَوْمٌ: خَوْفٌ مُقْتَرن بتَعْظيِم، وكِلاهُما
صَحِيحٌ ظاهِرٌ.
(وَهُوَ} خاشٍ {وخَشٍ) } وخَشْيانُ؛ الأَخيرُ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ
الجَوهرِيُّ؛ (وَهِي {خَشْيَى) ، على القياسِ؛ ويقالُ أَيْضاً:}
خَشْيانَةٌ، على خلافِه، كَمَا جَزَمَ بِهِ المَرْزوقي.
قالَ شيْخُنا: ولعلَّه فِي لُغَةِ أَسَدٍ.
قُلْتُ: وَفِي التّكْملَةِ: امْرأَةٌ خَشَيَانَةٌ: {تَخْشَى كلَّ
شَيْء:
(ج) أَي جَمْعُهما مَعًا (} خَشايَا) ، أَجْروه مُجْرَى الأَدْواء
كحَباطَى وحَباجَى ونَحْوِهما لأنَّ الخَشْيَةَ كالدَّاءِ.
( {وخَشَّاهُ) بالأَمْرِ (} تَخْشِيَةً) : أَي (خَوَّفَهُ) .
يقالُ: خَشّ ذُؤالَةَ بالحِبالَةِ، يعْنِي الذِّئْبَ؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
وَفِي المَثَلِ: لقد كنتُ وَمَا {أُخَشَّى بالذِّئْبِ، أَي مَا
أُخَوَّف.
(و) يقالُ: (} خاشانِي) فلانٌ ( {فَخَشَيْتُه) ، بالفتْحِ،} أَخْشِيهِ،
بالكسْرِ عَن أَبي عُبيدٍ، أَي (كنتُ أَشَدَّ مِنْهُ! خَشْيَةً) ؛
نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(37/550)
(و) يقالُ: (هَذَا المكانُ {أَخْشَى) من
ذاكَ، (أَي أَخْوَفُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أَي أَشَدّ خَوْفاً؛ قالَ العجَّاجُ:
فقَطعْت} أخْشاهُ إِذا مَا أَحْبَجَا وَفِي المُحْكَمِ: جاءَ فِيهِ
التعجبُ مَن المَفْعولِ، وَهَذَا (نادِرٌ) ، وَقد حَكَى سِيْبَوَيْه
مِنْهُ أَشْياء.
(و) {الخَشِيُّ، (كغَنِيِّ يابسُ النَّبْتِ) ؛ مِثْلُ الحَشِيِّ
بالحاءِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ ولكنَّه قالَ: اليابِسُ
وَلم يَذْكُر النَّبْت.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: هُوَ اليابِسُ العَفِنُ؛ وأَنْشَدَ:
كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها إِذا خَمى
صَوْتُ أَفاعٍ فِي} خَشِيَ أَغْشَمايَحْسَبُه الجاهِلُ مَا كانَ عَمى
شَيْخاً على كُرْسيِّه مُعَمَّمالو أَنَّه أَبانَ أَو تَكَلَّما
لكانَ إيَّاه وَلَكِن أَحْجَماوقالَ المُنْذِري: اسْتَفْتَيْتُ فِيهِ
شيْخَنَا أَبا العبَّاس فقالَ: يقالُ فِيهِ خَشِيّ وحَشِيّ؛ نَقَلَهُ
الأزْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي:
كأنَّ صَوْتَ خِلْفِها والخِلْفِوالقادِمَيْنَ عِنْد قَنْصِ الكَفِّ
صوتُ أَفاعٍ فِي خَشِيِّ القُفِّ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للراجزِ،
وَهُوَ صَخْر:
إنَّ بَني الأَسْودِ أَخْوالُ أَبيفإنَّ عندِي لَو رَكِبتُ مِسْحَلي
سَمّ ذَرارِيحَ رِطابٍ! وخَشِي
(37/551)
قالَ ابنُ برِّي: أَرادَ {وخَشِيّ فحذَفَ
إحْدَى الياءَيْن ضَرُورَةً، فَمن حذف الأول اعتلَّ بالزِّيادَةِ،
وقالَ: حذفُ الزائِدِ أَخَفّ منْ حذْفِ الأَصْل، وَمن حَذفِ الأَخيرَةِ
فلأنَّ الوَزْنَ إنَّما ارْتَدَع هُنَالك.
(} والخَشاءُ، كسَماءٍ: الجَهادُ من الأرضِ) ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الخشْيَةُ: الرَّجاءُ؛ نَقَلَهُ الرَّاغبُ، وَبِه فَسَّر حدِيث عُمَر:
(قالَ لَهُ ابنُ عباسٍ: لقد أَكْثَرْتَ مِن الدعاءِ بالمَوْتِ حَتَّى
{خَشِيتُ أنْ يكونَ ذلكَ أَسْهَلَ لكَ عنْدَ نُزُولِه، أَي رَجَوْت؛
قالَ الجَوهرِيُّ: وقَوْلُ الشاعِرِ:
وَلَقَد خَشِيْتُ بأَنَّ مَنْ تَبِعَ الهُدى
سَكَنَ الجنانَ مَعَ النبيِّ مُحَمَّدِصلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالُوا: مَعْناهُ عَلِمْت.
قُلْتُ: ويُحْتَمل أنْ يكونَ مَعْناه رَجَوْت.
وقَوْلُه، عزَّ وجلَّ: {} فَخَشِينا أَنْ يُرْهقَهما طُغْياناً
وكُفْراً} ؛ قالَ الفرَّاءُ: أَي فعَلِمْنا.
وقالَ الزجَّاجُ: هُوَ مِن كَلامِ الخَضِر، ومَعْناه كَرِهْنا.
{وخاشَى فلَانا} مُخاشاةً: تارَكَهُ.
وخاشَى بهم: أَي اتَّقَى عَلَيْهِم وحَذِر فانْحازَ.
{ومَخْشِيٌّ، كمرمى: اسمٌ.
خصو
: (ى (} الخُصِيُ {والخُصْيَةُ، بضمِّهِما وكسْرِهما: من أعْضاءِ
التَّناسُل، وهاتانِ} خُصْيَتان
(37/552)
{وخُصْيانِ، ج} خُصًى) .
قالَ الجَوهرِيُّ: {الخُصْيَةُ واحِدَةُ} الخُصَى، وكذلكَ {الخِصْيَةُ
بالكسْرِ.
قالَ أَبو عبيدَةَ: سَمِعْتُ} خُصْيَة، بالضمِّ، وَلم أَسْمَع
{خِصْيَة، بالكسْرِ؛ وسَمِعْتُ} خُصْياهُ، وَلم يَقولُوا {خُصْيٌ
للواحِدِ.
قالَ أَبُو عَمْروٍ:} والخُصْيَتانِ البَيْضَتانِ، {والخُصْيان:
الجِلْدَتان اللَّتانِ فيهمَا البَيْضَتانِ، وينشد:
كأنَّ} خُصْيَيْه من التَّدَلْدُلِ
ظَرْفُ عجوزٍ فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِوقالَ الأُمويُّ: الخُصْيَةُ
البَيْضةُ؛ قالتِ امرأَةٌ منَ العَرَبِ:
لَسْتُ أُبالي أَن أَكونَ مَحْمَقَهْ
إِذْ رأيْتُ خُصْيَةً مُعَلَّقَهْ فَإِذا ثَنَّيْت قُلْت {خُصْيان لم
تُلْحِقُه التَّاء، وكذلكَ الأَلْيَةُ إِذا ثَنَّيت قلْتَ أَلْيانِ،
وهُما نادِرَانِ، انتَهَى.
قالَ ابنُ برِّي: قد جاءَ خُصْيٌ للواحِدِ فِي قوْلِ الَّراجزِ:
شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْعة المُلازِمهْ
صغيرةٌ} كخُصْيِ تَيْسٍ وارِمهْوقال: آخَرُ:
يَا بِيَبا أَنتَ وَيَا فوقَ البِيَبْ
يَا بَيَبا خُصْياكَ من خُصىً وزُبفثَنَّاه وأَفْرَدَه؛ قالَ: وشاهِدُ!
الخُصْيَيْن قَوْل البَعِيث:
أَشَارَكْتَني فِي ثَعْلبٍ قد أَكَلْته
فَلم يَبْقَ إلاَّ جِلْدُه وأَكارِعُهْفَدُونَكَ خُصْيَيْهِ وَمَا
ضَمَّتِ اسْتُه
فإنَّكَ قَمْقامٌ خَبيثٌ مَراتِعُهْ
(37/553)
وقالَ آخَرُ:
كأنَّ خُصْيَيْهِ إِذا تَدَلْدَلا
أُثْفِيَّتانِ يَحْمِلانِ مِرْجَلاوقالَ أُخَرُ:
كأنَّ خُصْيَيْه إِذا مَا جُبَّا
دَجاجَتانِ يَلْقُطانِ حَبَّاوقالَ آخَرُ:
قَدْ حَلَفَتْ باللَّهِ لَا أُحِبُّه
أَن طالَ خُصْياه وقَصْر زُبُّهوقالَ آخَرُ:
منودك الخُصْيَيْنِ رِخْوُ المَشْرَحِ وقالَ شيْخُنا نَقْلاً عَن
شُرُوحِ الفصيحِ: قوْلُهم هاتَانِ {خُصْيَتان هُوَ القِياسُ، ولكنَّه
قلِيلٌ فِي السّماعِ، وَالثَّانِي بخِلافِهِ، انتَهَى.
قُلْتُ: قالَ الفرَّاءُ: كلُّ مَقْرُونيْنَ لَا يَفْترِقَان فلكَ أنَ
تَحْذفَ مِنْهُمَا هاءَ التّأْنِيثِ؛ وَمِنْه قَوْلُه:
يَرْتَجّ ألياهُ ارْتِجاجَ الوَطْب:
قالَ ابنُ برِّي: قد جاءَ خُصْيَتان وأَلْيتانِ بالتاءِ فيهمَا؛ قالَ
يزيدُ بنُ الصَّعِق:
وإِنَّ الفَحْل تُنْزَعُ} خُصْيَتاهُ
فيُضحي جافِراً قَرِحَ العِجانِوقالَ النابغَةُ الجعْدِيُّ:
كذِي داءٍ بإحْدى! خُصْيَتَيْه
وأُخْرى مَا تَوَجَّعُ مِنْ سَقامِوأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:
قدْ نَامَ عَنْهَا جابرٌ ودَفْطَسا
يَشْكُو عُروقَ خُصْيَتَيْه والنَّسا
(37/554)
وقالَ عنترَةُ فِي تَثْنِيَة الأَلْيةِ:
مَتى مَا تَلْقَني فَرْدَيْنِ تَرجُفْ
روانِفُ أَلْيَتَيْكَ وتُسْتطاراوفي التَّهْذيبِ: {والخُصْية تُؤَنَّث
إِذا أُفْرِدَتْ فَإِذا ثَنَّوا ذَكَّروا، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُ
الخُصْيَتان.
قالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ إنّه لعَظِيمُ} الخُصْيَتَيْن {والخُصْيَيْن،
فَإِذا أَفْردُوا قَالُوا} خُصْية.
هَذَا حاصِلُ مَا ذَكَرُوه.
والمصنِّفُ جَمَعَ بَيْن كَلامِهم كَمَا تَرَى.
( {وخَصاهُ} خِصاءً) ، ككِتابٍ.
هَكَذَا فِي سائرِ النسخِ وَهُوَ صَحِيحٌ لأنَّه عَيْبٌ والعيوبُ
تَجِيءُ على فِعالٍ مِثْل العِثارِ والنِّفارِ والعِضاضِ وَمَا
أَشْبَهَها،
وَفِي بعضِ الأخْبار: الصَّوْمُ خِصاءٌ، وبعضُهم يرْوِيه: وِجاءٌ،
وهُما مُتقارِبانِ.
(سَلَّ {خُصْيَيْه) ، يكونُ فِي الناسِ والدَّوابِ والغَنَمِ.
يقالُ: برِئْت إِلَيْك مِن} الخِصاءِ؛ قالَ بَشيرٌ يَهْجو رَجُلاً:
جَزِيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً
حَدِيثُ الخِصاءِ وارمُ العَفْلِ مُعْبَرُوقالَ الليْثُ: الخِصاءُ أَن
{تُخْصَى الشاةُ والدابَّةُ خِصاءً، مَمْدودٌ؛
(فَهُوَ} خَصِيٌّ) ، على فَعِيلٍ: ويقولونَ: خَصِيٌّ نَصِيٌّ إتباعٌ؛
عَن اللَّحْيانيِّ.
( {ومَخْصِيٌّ) ، كمَرْمِيَ، (ج} خِصْيَةٌ! وخِصْيانٌ) ، بكسْرِهما.
قالَ سِيْبَوَيْه: شَبَّهُوه بالاسْم، نحْو ظَلِيم وظِلْمان، يعْنِي
أنَّ فِعْلاناً إنَّما يكونُ بالغالِبِ جَمْعَ فَعِيلٍ اسْماً.
(37/555)
( {والخَصِي، مُخَفَّفةً: المُشْتَكِي}
خُصاهُ.
(و) {الخَصِيُّ، (كغَنِيَ: شِعْرٌ لم يُتَغَزَّلْ فِيهِ) ؛ وَهُوَ
مَجازٌ.
(و) أَيْضاً: (ع) .
قُلْتُ: الصَّوابُ فِيهِ} خُصَى، بضمَ ففتحٍ مَقْصوراً، وَهُوَ
مَوْضِعٌ فِي دِيارِ بَني يَرْبوعِ بنِ حَنْظَلَةَ بنَجْدٍ بَيْن أُفاق
وأُفَيْق؛ قالَهُ نَصْر وضَبَطَه هَكَذَا.
(و) الخَصِيُّ: (فَرَسانِ) لهُمْ، أَحدُهما لبَني قَيْسِ بنِ عتابٍ،
وَالثَّانِي للأجْلَح بنِ قاسِطٍ الضَّبابيّ.
( {والخُصْيَةُ، بالضَّمِّ: القُرْطُ فِي الأُذُنِ) على التَّشْبيهِ؛
نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
(وابنُ} خِصْيَةَ، بالكسْرِ: مُحدِّثٌ) ، وَهُوَ الحُسَيْنُ بنُ محمدٍ
الوَاسِطيُّ حَدَّثَ عَن أَبي الفَضْلِ بنِ خَيْرُون، ماتَ سَنَة 518.
وَفِي التّكْملَةِ: اسْمُه محمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ، فلعلَّه عَنَى
بِهِ والِدَ المَذْكُور هُنَا، فَتَأمَّل.
( {وأخْصَى) الرَّجُل: (تَعَلَّمَ عِلْماً واحِداً) ؛ نَقَلَهُ
الصَّاغانيُّ وَهُوَ مَجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المَخْصَى: مَوْضِعُ القَطْع؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
{والخَصا، بالفتْحِ مَقْصوراً: لُغَةٌ فِي الخِصاءِ، بالكسْرِ
مَمْدوداً؛ نَقَلَه شيْخُنا عَن شُروحِ الفصيحِ والعهدة عَلَيْهِ.
} والخُصْوةُ، بالضمِّ: لُغَةٌ فِي {الخصْيَةِ؛ جاءَ فِي الحدِيثِ فِي
صفَةِ الجنَّةِ: (إنَّ اللَّهَ يَجْعَل مَكانَ كلّ شَوْكَة مِثْل}
خُصْوةِ التَّيْسِ المَلْبود) .
قالَ شَمِرٌ: وَهُوَ
(37/556)
نادِرٌ لم نَسْمَع فِي واحِدِ {الخُصَى
إلاَّ} خُصْيَة بالياءِ لأنَّ أَصْلَه مِن الياءِ.
ويقولونَ: كانَ جَواداً {فخُصِيَ أَي غَنِيّاً فافْتَقَرَ؛ وَهُوَ
مَجازٌ.
وقالَ ابنُ برِّي: الشُّعراءُ يَجْعلونَ الهِجاءَ والغَلَبة خِصاءً
كأنَّه خَرَجَ مِن الفُحولِ؛ وأَنْشَدَ:
} خَصَيْتُكَ يابْنَ حَمْزَة بالقَوافِي
كَمَا {يُخْصَى من الحَلَقِ الحِمارُوقالَ جريرٌ:
} خُصِيَ الفَرَزْدق والخِصاءُ مَذَلَّةٌ
يَرْجُو مُخاطَرَة القُرُومِ البُزَّلِوأَبو طالِبٍ أَحْمدُ بنُ عليِّ
بنِ عبدِ العَزيزِ بنِ {خِصْيَةَ البزَّاز بالكسْرِ، عَن محمدِ بنِ
عليِّ السّقطي، وَعنهُ عليُّ بنُ محمدِ الطلابي فِي تارِيخِ وَاسط.
وأَبو نَصْر محمدُ بنُ عليِّ بنِ خصْيَةَ عَن أَبي محمدٍ الفندجاني؛
وَعنهُ أَبو الحُسَيْن بنِ نَغُوبا.
} والخُصْيَان: أَكَمَتانِ صَغِيرِتانِ فِي مدفعِ شُعْبَة من شعابِ
نِهْي بَني كَعْبٍ عَن يَسارِ الحاجِّ إِلَى مكَّةَ من طَريقِ
البَصْرَةِ؛ قالَهُ نَصْر.
خضو
: (و! الخَضَا) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ (تَفَتُّتُ الشَّيءِ الرَّطْبِ وانْفِضاخُه)
، وليسَ بثَبْتٍ.
(37/557)
وذَكَرَه ابنُ سِيدَه أيْضاً فِي المعتل
بالياءِ، وقالَ: قَضَيْنا على هَمْزتِها أنَها ياءٌ لأنَّ اللامَ ياءٌ
أَكْثَر مِنْهَا واواً.
قُلْتُ: فالّلائِقُ بِهَذَا الحَرْفِ أَنْ يُشارَ إِلَيْهِ بالواوِ
والياءِ، كَمَا يَفْعَلُه المصنِّفُ فِي ذاتِ وَجْهَيْن.
وَفِي التّكْملَةِ: انْشِداخُه بَدَل انْفِضاخُه.
خطو
: (و ( {خَطَا) الرَّجُلُ} يَخْطُو ( {خَطْواً واخْتَطَى} واخْتَاطَ) ؛
وَهَذِه (مَقْلوبَةً) ؛ إِذا (مَشَى) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
( {والخُطْوَةُ) ، بالضَّمِّ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ وغيرُهُ،
(ويُفْتَحُ) أَيْضاً؛ وَهُوَ (مَا بينَ القَدَمَيْنِ؛ ج} خُطاً) ،
بالضَّمِّ مَقْصوراً وَهُوَ فِي الكثيرِ، (و) فِي القليلِ ( {خُطْواتٌ)
، بالضَّمِّ، كَمَا هُوَ فِي النسخِ.
وضَبَطَه الجَوهرِيُّ بِهِ وبضمَّتَيْن وبضمَ ففتحٍ.
وشاهِدُ} الخُطَا الحدِيثُ: (وكَثْرةُ الخُطَا إِلَى المَساجِدِ) .
وشاهِدُ {الخُطُواتِ قوْلُه تَعَالَى: {وَلَا تَتَّبِعوا} خُطُوات
الشَّيْطانِ} ؛ قيلَ: هِيَ طُرُقُه أَي لَا تسْلُكوا الطَّريقَ الَّتِي
يَدْعُوكم إِلَيْهَا.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قالَ أَبو العبَّاس خُطُوات فِي الشرِّ،
يُثَقَّل، قالَ: واخْتارُوا التَّثْقِيل لمَا فِيهِ مِنَ الإشْباعِ،
وخَفَّفَ بعضُهم، قالَ: وإنَّما تَرَكَ التَّثْقِيلَ مَنْ تَرَكَه
اسْتِثْقالاً للضَّمَّة مَعَ الواوِ يَذْهَبُون إِلَى أَنَّ الواوَ
أَجْزتْهم مِن الضمَّةِ.
وقالَ الفرَّاءُ: العَرَبُ تَجْمَع فُعْلة مِنَ الأسْماءِ على فُعُلات
مِثْل حُجْرةٍ وحُجُرات، فَرْقاً بينَ الاسْمِ والنَّعْتِ، ويُخَفَّفُ
مِثْل حُلْوة
(37/558)
وحُلْوات، فلذلكَ صارَ التَّثْقِيل
الاخْتِيارَ، ورُبَّما خُفِّفَ الاسْمُ، ورُبَّما فُتِحَ ثانِيه
فيُقالُ حُجُرات.
وقالَ الليْثُ: وقَرَأَ بعضُهم خُطُؤَات الشَّيْطان مِنَ الخَطِيئةِ
المَأْثم.
قالَ الأزهريُّ: مَا عَلِمْتُ أَحداً مِنَ قُرَّاءِ الأَمْصارِ
قَرَأَهُ بالهَمْز وَلَا معْنَى لَهُ.
(و) {الخَطْوَةُ، (بالفتْحِ: المرَّةُ) الواحِدَةُ، (ج} خَطَواتٌ) ،
بالتَّحْرِيكِ.
( {وتَخَطَّى النَّاسَ} واخْتَطاهُمْ: رَكِبَهُم وجاوَزَهُمْ) .
يقالُ: {تَخَطَّيْتُ رقابَ الناسِ} وتَخَطَّيْت إِلَى كَذَا، أَي
تَجاوَزْته، وَلَا يقالُ تَخَطَّأْت بالهَمْز.
وفلانٌ لَا {يَتَخَطَّى عَن الطُّنُبِ، أَي لَا يَبْعُدُ عَن البَيْتِ
للتَّغَوُّطِ جُبْناً ولُؤْماً وقَذَراً.
وَفِي حديثِ الْجُمُعَة: (رأَى رَجُلاً يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ) ،
أَي} يَخْطُو {خَطْوة خَطْوة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الخِطاءُ، بالكسْرِ والمدِّ: جَمْعُ خَطْوةٍ، بالفتْحِ، كرَكْوةٍ
ورِكاءٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لامْرىءِ القَيس:
لَها وثَباتٌ كَوَثْبِ الظِّباءِ
فَوادٍ {خِطاءٌ ووادٍ مَطِرْقالَ ابنُ برِّي: أَي} تَخْطُو مرَّةً
فتكفُّ عَن العَدْوِ وتَعْدُو مرَّةً عَدْواً يُشْبه المَطَر.
ورَوَى أَبو عبيدَةَ: فوادٍ خَطِيطٌ.
ويُرْوى: كصَوْبِ الخَرِيفِ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: يقالُ ناقَتُكَ هَذِه من! المُتَخَطِّيات الجِيَفِ،
أَي هِيَ ناقَةٌ جَلْدَة قَوِيَّة تَمْضِي وتُخَلِّف
(37/559)
الَّتِي قد سَقَطَتْ.
ويقالُ: {أَخْطَيْت غَيْرِي إِذا حَمَلْته على أَنْ يَخْطُوَ.
ويقالُ فِي الدعاءِ: للإنْسانِ:} خُطِّيَ عَنْك السّوءُ، أَي دُفِعَ.
يقالُ: خُطِّيَ عَنْك، أَي أُمِيطَ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
{والخَطَوْطَى: النَّزِقُ.
وتقولُ العامَّةُ: خُطّ أَي امْشِ؛ والصَّحيحُ} اخْط.
ومِن المجازِ: {تَخَطَّاهُ المَكْرُوه،} وتَخَطَّيْت إِلَيْهِ
بالمَكْروه، وبينَ القَوْلَيْن {خُطاً يَسِيرةً إِذا تَقارَبا، وقرَّبَ
اللَّهُ عَلَيْك الخَطْوَةَ فانْصَرف راشداً، أَي المَسافَةَ.
} وخُطىً، كهُدىً: مَوْضِعٌ بينَ الكُوفَةِ والشامِ؛ نَقَلَهُ
الصَّاغانيُّ.
خظو
: (و ( {خَظَا لَحْمُهُ) } يَخْظُو ( {خُظُوّاً، كسُمُوَ: اكْتَنَزَ) ،
فَهُوَ} خاظٍ.
يقالُ: لَحْمُهُ خَظَا بَظَا إتْباعٌ، وأَصْلُه فَعَلٌ؛ قالَ
الأَغْلَبُ العجليُّ:
{خاظِي البَضِيع لحمُه خَظا بَظا لأنَّ أَصْلَها الواوُ.
وقالَ الفرَّاءُ: خَظا بَظا وكَظا، بغيرِ هَمْزٍ، أَي اكْتَنَزَ،
ومِثْلُه يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو.
(} والخَظَوانُ، محرَّكةً: مَنْ رَكِبَ بَعْضُ لَحْمِهِ بَعْضاً) ،
ومِثْلُها: أَبَيان وقَطَوان ويَوْمٌ صَخَدَانٌ.
( {وخَظاهُ اللَّهُ} وأَخْظاهُ: أَضْخَمَه وأَعْظَمَه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ مِن كلِّ شيءٍ.
وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غلِيظٌ؛ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ.
} والخاظِي: الغَلِيظُ الصُّلْبُ؛ وَمِنْه
(37/560)
قَوْلُ الشاعِرِ:
بأيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ
وكلُّ مُجَرَّبٍ خاظِي الكُعوبِ وأَمَّا قولُ امْرىءِ القَيْس:
لَها مَتْنَتانِ {خَظاتا كَمَا
أَكَبَّ على ساعِدَيْهِ النَّمِر ْقالَ الكِسائيُّ: أَرادَ} خَظَتا
فأَشْبَع.
وقالَ الفرَّاءُ: أَرادَ {خَظاتَان فحذفَ النُّون اسْتِخْفافاً.
خظى
: (ى (} خَظِيَ لَحْمُهُ، كرَضِيَ) :
أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ وأَنْكَرَه فقالَ: وَلَا تَقُلْ خظى.
وقالَ القزَّاز فِي جامِعِه: خَظًي ( {خَظىً) ، بالفتْحِ مَقْصوراً:
(اكْتَنَزَ) ، وَلم يَذْكُر خَظَى بالفتْحِ.
وذَكَرَ ابنُ فارِسَ الكَسْرَ والفتْحَ، قالَ: والفَتْح أَكْثَر، قالَ:
وأَمَّا قَوْلهم:} خَظيَتِ المرْأَةُ وبَظِيَتْ، فَهُوَ بالحاءِ، وَلم
أَسْمَع فِيهِ الخاءَ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لعامِرِ بنِ الطُّفَيل:
رِقابٌ كالمَواجِنِ {خاظِياتٌ
وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُوهذا الَّذِي أَنْكَره الجَوهرِيُّ،
أَثْبَته ابنُ دُرَيْدٍ، وَسلمهُ الأزْهرِيُّ واسْتَدَلاَّ بِمَا
قالَهُ أَبو الهَيْثم كَمَا تَراهُ، وأَيَّدَهُما الصَّاغانيُّ
كَذلِكَ، وإيَّاهُ تَبِعَ المصنِّفُ.
(و) قالَ أَبو الهَيْثم: يقالُ: (فَرَسٌ} خَظٍ بَظٍ) ، ثمَّ يقالُ:
خَظاً بَظاً.
(و) يقالُ: (امرأَةٌ {خَظِيَةٌ بَظِيَةٌ) ثمَّ يقالُ:} خَظاةٌ بَظاةٌ
تُقْلَبَ الْيَاء أَلفاً ساكنَةً على لُغَةِ طيِّىء.
(! واخْظَى) الرَّجُل: (سَمِنَ) ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(37/561)
(و) أَيْضاً: (سَمَّنَ) جَسَدَهُ.
خفو
: (و ( {خَفا البَرْقُ) } يَخْفُو ( {خَفْواً) ، بالفتْحِ وَعَلِيهِ
اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ (} وخُفُوّاً) ، كسُمُوَ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه؛
(لَمَعَ) لَمعاً ضَعِيفاً مُعْترضاً فِي نَواحِي الغَيْمِ، فَإِن
لَمَعَ قلِيلاً ثمَّ سكَنَ وليسَ لَهُ اعْترِاضٌ فَهُوَ الوَمِيضُ،
فَإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطالَ فِي الجَوِّ إِلَى وَسَطِ السَّماءِ
مِن غير أَنْ يأْخُذَ يَمِيناً وشِمالاً فَهُوَ العَقِيقَةُ؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: {الخَفْوُ اعْتِراضُ البَرْقِ فِي نواحِي السَّماءِ.
وَفِي الحدِيثِ: أنَّه سأَلَ عَن البَرْقِ فقالَ: (} أَخَفْواً أم
وَمِيضاً) .
(و) خَفَا (الشَّيءُ) خَفْواً: (ظَهَرَ.
( {والخِفْوَةُ، بالكسْرِ: الخِفْيَةُ) على المُعاقَبَةِ. يقالُ:
فَعَلَ ذلكَ خِفْيَةً} وخِفْوَةً.
خَفِي
: (ى {خَفاهُ} يَخْفِيه {خَفياً) ، بفتْحٍ فسكونٍ، (} وخُفِيّاً) ،
كعُتِيَ: (أَظْهَرَهُ) ؛ وَهُوَ مِن الأَضْدَادِ.
يقالُ: {خَفَى المطرُ الفِئْرانَ إِذا أَخَرَجَهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ،
أَي من جَحِرَتِهِنَّ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَساً:
} خَفاهُنَّ من أَنْفاقِهنَّ كأَنَّما
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِويُرْوَى: من عَشِيَ مُجَلَّبِ.
وأَنْشَدَ اللحْيانيُّ لامْرىءِ القَيْسِ بنِ عابسٍ:
فإنْ تَكْتُمُوا الشّرَّ لَا! نَخْفِه
وَإِن تَبْعَثُوا الحَرْبَ لَا نَقْعُدِ
(37/562)
قوْلُه: لَا نَخْفِه أَي لَا تظُهِرْه.
وقُرِىء قوْله تَعَالَى: {إنَّ الساعَةَ آتِية أَكادُ {أَخْفِيها} ؛
أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللحْيانيُّ عَن الكِسائي عَن محمدِ بن سهل
عَن سعيدِ بن جبيرٍ.
ونقلَ ذلكَ عَن الأَخْفَش أَيْضاً، وَبِه فُسِّر أَيْضاً حدِيثُ:
(كانَ} يَخْفي صَوْتَه بآمِيْن) ؛ فيمَنْ ضَبَطَه بفتْحِ الياءِ أَي
يظْهر.
(و) {خَفَاهُ يَخْفِيه: (اسْتَخْرَجَهُ؛} كاخْتَفاهُ) ، وَهُوَ
افْتَعَل مِنْهُ؛ قالَ الشاعِرُ:
فاعْصَوْصَبُوا ثمَّ جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ
ثمَّ {اخْتَفَوْهُ وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالاَومنه الحدِيثُ: (مَا لم
تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو} تَخْتَفُوا بَقْلاً) ، أَي
تُظْهِرُونَه؛ ويُرْوَى بالجيمِ وبالحاءِ، وَقد تقدَّم فِي موْضِعِه.
( {وخَفِيَ) عَلَيْهِ الأَمْرُ، (كرَضِيَ) ،} يَخْفَى ( {خَفاءً)
بالمدِّ، (فَهُوَ} خافٍ {وخَفِيٌّ) ، كغَنِيَ: (لم يَظْهَرْ.
(} وخَفاهُ هُوَ {وأَخْفاهُ: سَتَرَهُ وكَتَمَهُ) وَفِي القُرْآن: {إِن
تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكم أَو} تُخْفُوه} .
وَقَوله تَعَالَى: {أَكادُ {أُخْفِيها} ، أَي أَسْتُرُها وأُوارِيها.
قالَ اللحْيانيُّ: وَهِي قراءَةُ العامَّةِ.
وَفِي حَرْف أُبيَ: أَكادُ أُخفِيها من نفْسِي.
وقالَ الفرَّاءُ: أَكادُ أُخْفِيها فِي التَّفْسيرِ من نفْسِي فكيفَ
أُطْلِعُكُم عَلَيْهَا.
وقالَ ابنُ برِّي: قالَ أَبو عليَ القالي: خَفَيْتُ أَظْهَرْت لَا
غَيْر، وأمَّا} أَخْفَيْت فيكونُ للأَمْرَيْن، وغَلَّطَ الأَصْمعيّ
وأَبا عُبيدٍ القاسمَ
(37/563)
بنَ سَلام.
( {والخافِيَةُ: ضِدُّ العلانِيَةِ.
(و) أَيْضاً: (الشَّيءُ} الخَفِيُّ؛ {كالخافِي} والخَفَا) ، بالقَصْرِ،
قالَ الشاعِرُ:
وعالِمِ السِّر وعالِمِ {الخَفَا
لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرَّجاوقالَ أُميَّةُ:
وتنسجه الطَّيْرُ الكوامِنُ فِي الخَفا
وإذْ هِيَ فِي جوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُوأَما} الخَفاءُ، بالمدِّ:
فَهُوَ مَا خَفِيَ عَلَيْك.
(و) يقالُ: ( {خَفِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ، خُفْيَةً، بالضَّمِّ والكسْرِ)
: أَي (} اخْتَفَيْتُ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: حُكِي ذلكَ.
(و) يقالُ: (يأْكُلُهُ خِفْوَةً، بالكسْرِ) ، أَي (يَسْرِقُه) ، وَهُوَ
على المُعاقَبَةِ مِن {خفْيَةٍ كَمَا تقدَّمَ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وهُنَّ الأُلى يأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً
وهَمْساً ويُوطِئْنَ السُّرى كُلَّ خابِطِيقولُ: يَسْرِقْنَ زادَكَ
فَإِذا رأَيْنَكَ تَموتُ تَركْنَك.
(} واخْتَفَى) مِنْهُ: (اسْتَتَرَ وتَوارَى، {كأَخْفَى) ؛ وَهَذِه عَن
ابنِ الأعرابيّ، (} واسْتَخْفَى) .
قالَ الجَوهرِيُّ: {واسْتَخْفَيْتُ مِنْك أَي تَوارَيْتُ، وَلَا
تَقُلْ} اخْتَفَيْت.
قالَ ابنُ برِّي: حكَى الفرَّاءُ أنَّه قد جاءَ اخْتَفَيْت؛ بِمَعْنى
{اسْتَخْفَيْتُ وأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ الثَّعْلَبُ يَسْمُو للعُلا
} واخْتَفَى من شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَد
(37/564)
ْفهو على هَذَا مُطاوَعُ {أَخْفَيْته}
فاخْتَفَى، كَمَا تقولُ أَحْرَقْته فاحْتَرَقَ؛ وَمِنْه قوْلُه
تَعَالَى: { {يَسْتَخْفُونَ من الناسِ وَلَا يَسْتَخْفونَ مِن اللَّهِ}
.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وَمن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ
وسارِبٌ بالنَّهار} ، أَي مُسْتَتِر.
وقالَ اللَّيْثُ: {أَخْفَيْتُ الصوتَ فأَنا أُخْفِيه إخْفاءً، وفِعْلُه
اللازِمُ اخْتَفَى.
قالَ الأزهرِيُّ: الأَكْثَر اسْتَخْفى لَا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغَةٌ
ليسَتْ بالعالِيَةِ. وقالَ فِي موضِعٍ آخَر: أَمَّا} اخْتَفَى بمعْنَى
خَفِيَ فَهِيَ لُغَةٌ وليسَتْ بالعالِيَةِ ولابالمُنْكَرة.
(و) {اخْتَفَى (دَمَهُ؛ قَتَلَه من غيرِ أَنْ يُعْلَمَ بِهِ) ؛ وَمِنْه
قوْلُ الغَنَوِيّ لأبي العالِيَه: إنَّ بنِي عامِرٍ أَرادُوا أَن}
يَخْتَفُوا دَمِي.
(والنُّونُ {الخَفِيَّةُ) : هِيَ السَّاكنَةُ؛ ويقالُ لَهَا:
(الخَفِيفَةُ) أَيْضاً.
(} وأَخْفِيَةُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُه) ، جَمْعُ كِمامٍ، واحِدُها
{خِفاءٌ.
(وأَخْفِيَةُ الكَرَا: الأَعْيُنُ) ؛ قالَ:
لَقَدْ عَلِم الأَيْقاظُ} أَخْفِيَةَ الكَرَا
تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها ( {والخافِي} والخافِيَةُ
{والخافِياءُ: الجِنُّ، ج} خَوافٍ) .
حكَى اللَّحْيانيُّ: أَصَابَها رِيحٌ مِن {الخافِي، أَي من الجِنِّ.
وحكَى عَن العَرَبِ أَيْضاً: أَصابَه رِيحٌ مِن} الخوافِي؛ قالَ: هُوَ
جَمْعُ الخافِي الَّذِي هُوَ الجِنُّ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الأصمعيُّ: الخافِي الجِنُّ؛ قالَ أَعْشى
باهِلَةَ:
يَمْشِي ببَيْداءَ لَا يَمْشِي بهَا أَحَدٌ
وَلَا يُحَسُّ من الخافِي بهَا أَثَرُ
(37/565)
وَفِي الحدِيثِ: (إنَّ الخزاءَةَ
يَشْرَبُها أَكايس النِّساء من {الخافِيَةِ) ، وإنَّما سُمُّوا الجِنّ
بذلكَ لاسْتِتارِهم مِن الأَبْصارِ.
وَفِي الحدِيثِ: (لَا تُحْدِثُوا فِي القَرَعِ فإنَّه مُصَلَّى}
الخَافِين، أَي الجِنّ؛ والقَرَعُ، محرّكةً: قِطعٌ من الأرضِ بَيْنَ
الكَلأِ لَا نَباتَ بهَا.
(وأَرضٌ {خافِيَةٌ: بهَا جِنٌّ) ؛ قالَ المرَّارُ الفَقْعسيُّ:
إِلَيْك عَسَفْتُ خافِيَةً وإِنْساً
وغِيطاناً بهَا للرَّكْبِ غُولُ (} والخَوافِي: رِيشاتٌ إِذا ضَمَّ
الطَّائِرُ جَناحَيْه {خَفِيَتْ؛ أَو هِيَ) الرِّيشاتُ (الأَرْبَعُ
اللَّواتِي بعد المَناكِبِ) ؛ نَقَلَهُ اللَّحْيانيُّ: والقَوْلان
مُقْترِبانِ.
(أَو هِيَ سَبْعُ رِيشاتٍ) يَكُنَّ فِي الجَناحِ (بعدَ السَّبْعِ
المُقَدَّماتِ) ؛ هَكَذَا وَقَعَ فِي الحكايَةِ عَن ابنِ جَبَلة.
وإنَّما حكَى الناسُ: أَرْبعٌ قَوادِمُ وأَرْبعٌ خَوافٍ، واحِدَتُها
خافِيَةٌ.
ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عَن الأَصْمعيّ: هنَّ مَا دونَ الرِّيشاتِ العَشْر
من مُقَدَّمِ الجَناحِ.
وَمِنْه حدِيثُ مدينَةِ قَوْم لُوطٍ: (إنَّ جِبْريل حَمَلَها على
خَوافِي جَناح) ؛ وَهِي الرِّيشُ الصِّغارُ الَّتِي فِي جَناحِ
الطائِرِ.
وَفِي حدِيثِ أَبي سُفْيان: (وَمَعِي خَنْجَرٌ مثلُ خافِيَة النَّسْرِ)
؛ يريدُ أنَّه صَغيرٌ.
(} والخِفَاءُ، كالكِساءِ، لَفْظاً ومَعْنًى) ، سُمِّي بِهِ لأنَّه
يُلقْى على السِّقاءِ {فيخْفِيه.
وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ رِداءٌ تَلْبَسُه المرْأَةُ فوْقَ ثيابِها، وكلّ
شيءٍ غَطَّيْته بشيءٍ من كِساءٍ أَو نَحْوه فَهُوَ خِفاؤه، (ج}
أَخْفِيَةٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُ ذِي الرُّمَّة:
عَلَيْهِ زادٌ وأَهْدامٌ! وأَخْفِيَة
قد كادَ يَجْتَرُّها عَن ظَهْرِه الحَقَبُ
(37/566)
وقالَ الكُمَيْت، يذمُّ قوْماً وأَنَّهم
لَا يَبْرَحونَ بيوتَهم وَلَا يحضرونَ الحَرْب:
فَفِي تِلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لوَاصِفٌ
وأَخْفِيَةٌ مَا هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ ( {والخَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ:
الرَّكِيَّةُ) القَعِيرَةُ} لخَفاءِ مائِها.
وقيلَ: بئْرٌ كانتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثمَّ حُفِرَتْ، والجَمْعُ
{الخَفَايا} والخَفِيَّات.
وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: وكلُّ رَكِيَّة كانتْ
حُفِرَتْ ثمَّ تُرِكَتْ حَتَّى انْدَفَنَتْ ثمَّ احْتَفَرُوها
ونَثَلُوها فَهِيَ {خَفِيَّةٌ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: لأنَّها اسْتُخْرجت وأظهرت.
(و) } الخَفِيَّةُ أَيْضاً: (الغَيْضَةُ المُلْتَفَّةُ) يَتَّخِذُها
الأَسَدُ عِرِّيسَتَه وَهِي! خَفِيّته؛ قالَ الشَّاعِرُ:
أُسودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنَّ خَوادِرُوقيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً
اسْمانِ لموْضِع عَلَمانِ؛ قالَ:
ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ
فَمَا شَرِبُوا بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَاوفي الصِّحاحِ: وقَوْلُهم
أُسُودُ خَفِيَّةٍ كقَوْلهم أُسُود حلْيَةٍ، وهُما مَأْسَدَتانِ.
قالَ ابنُ برِّي: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ، والصَّوابُ خَفِيَّةَ،
غَيْر مَصْرُوف، وإِنَّما يُصْرَفُ فِي الشِّعْرِ.
(و) يقالُ: (بِهِ خَفِيَّةٌ) ، أَي:
(37/567)
(لَمَمٌ) ومَسٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن
ابنِ مناذر.
(و) قَوْلُهم: (بَرِحَ {الخفاءُ) ، أَي (وَضَحَ الأَمْرُ) ؛ كَمَا فِي
الصِّحاحِ؛ وذلكَ إِذا ظَهَرَ وصارَ فِي بَراحٍ، أَي فِي أَمْرٍ
مُنْكَشفٍ.
وقيلَ: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زالَ الخفاءُ، والأوّل أَجْودُ.
وقالَ بعضُهم: الخَفاءُ هُنَا السِّرُّ فيقولُ ظَهَرَ السِّرُّ.
قالَ يَعْقوبُ: (و) قالَ بعضُ العَرَبِ: (إِذا حَسُنَ من المرْأَةِ}
خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها، يَعْنِي صَوْتَها وأَثَرَ وَطْئِها
الأرْضَ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: فِي الأَرْضِ؛ لأنَّها إِذا
كانتْ رَخِيمَة الصوْتِ دلَّ ذلكَ على خَفَرِها، وَإِذا كانتْ
مُتقارِبَة الخُطا وتَمَكَّنَ أَثَرَ وَطْئِها فِي الأرْضِ دلَّ على
أنَّ لَها أَرْدافاً وأَوْراكاً.
( {والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ) لاسْتِخْراجِه أَكْفانَ المَوْتَى،
لُغَةُ أَهْلِ المدينَةِ.
وقيلَ: هُوَ مِن الاسْتِتارِ} والاخْتِفاءِ لأنَّه يَسْرُق فِي
{خُفْيةٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (ليسَ على} المخْتَفِي قَطْعٌ) .
وَفِي آخرَ: (لَعَنَ المُخْتَفِيَ {والمُخْتَفِيَةَ) .
وَفِي آخرَ: (مَن} اخْتَفَى مَيِّتاً فكأنَّما قَتَله) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
اليدُ {المُسْتَخْفيةُ: يدُ السارِقِ والنَّبَّاشِ؛ وَمِنْه قوْلُ
عليِّ ابنِ رَباحِ: السُّنَّة أنْ تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَخْفِيَة
وَلَا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْليَةُ، يريدُ باليدِ المُسْتَعْلِيَة
يَدَ الغاصِبِ والناهِبِ ومَنْ فِي معْناهما.
} وأَخْفاهُ: أَزالَ! خَفاءَهُ؛ وَبِه فَسَّرَ
(37/568)
ابنُ جنِّي قوْلَه تَعَالَى: {أَكادَ
{أُخْفِيها} ، أَي أُزيلُ} خَفاءَها، أَي غَطاءَها، كَمَا تقولُ:
أَشْكَيْته إِذا أَزَلْته عمَّا يَشْكوه.
ونَقَلَهُ الجَوهرِيُّ أَيْضاً.
ولَقِيته {خَفِيّاً، كغَنِيَ: أَي سرّاً.
وقوْلُه تَعَالَى: {ادْعُوا رَبَّكم تَضَرُّعاً} وخُفْيَةً} ، أَي
خاضِعِيْنَ مُتَعَبِّدين؛ وقيلَ: أَي اعْتَقِدُوا عِبادَتَه فِي
أَنْفُسِكم لأنَّ الدّعاءَ مَعْناه العِبادَة؛ هَذَا قَوْلُ الزجَّاج.
وقالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن تَذْكرَهُ فِي نفْسِك.
وقالَ اللّحْيانيُّ: خُفْية فِي خَفْضٍ وسُكونٍ، وتَضَرُّعاً
تَمَسْكُناً.
وقالَ الأَخْفَش: {المُسْتَخْفي الظاهِرُ؛ وَبِه فَسّر قَوْله
تَعَالَى: {ومَن هُوَ} مُسْتَخْفٍ بالليلِ} .
وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
{والخَفِيُّ، كغَنِيَ: هُوَ المُعْتَزلُ عَن الناسِ الَّذِي} يَخْفَى
عَلَيْهِم مَكانُه؛ وَبِه فُسِّر الحدِيثُ: (إنَّ اللَّهَ يحبُّ
العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ {الخَفِيَّ) .
وَفِي حدِيثِ الهُجْرة: (} أَخْفِ عنَّا خَبَرَك) ، أَي اسْتُر
الخَبَرَ لمَنْ سأَلَكَ عنَّا.
{والخافِي: الإنْسَ؛ فَهُوَ ضِدٌّ.
} والخافِيَةُ: مَا يَخْفى فِي البَدَنِ من الجِنِّ؛ نَقَلَهُ
الْجَوْهَرِي عَن ابنِ مناذر.
{والخوافِي: من سَعَفِ النَّخْلِ مَا دونَ القِلَبة؛ نَقَلَهُ
الجوهرِيُّ، وَهِي نَجْديَّةٌ؛ وبلُغَةِ الْحجاز: العَوَاهِنُ.
} وخَفَى البَرْقُ {يَخْفى كرَمَى يَرْمي،} وخَفِيَ {يَخْفى كرَضِيَ
يَرضى،} خَفْياً فيهمَا؛ الأخيرَةُ عَن كُراعٍ؛ إِذا بَرَقَ بَرْقاً
ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً فِي نواحِي الغَيْم.
(37/569)
ورجُلٌ {خَفِيُّ البَطْنِ: ضامِرُه؛ عَن
ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ فأَدْنَى مِن وِسادِي وِسادَهُ
خَفِي البَطْنِ مَمْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ} والخَفاءُ، كسَماءٍ:
المُتَطَأْطِىءُ مِن الأرضِ.
{وتَخَفَّى: مثْلُ} اخْتَفَى؛ نَقَلَه الزَّمخشريُّ.
{والمُخْتَفِى: لَقَبُ أَحمدَ بنِ عيسَى بنِ زيْدٍ الشَّهيد.
خقى
: (ى (} أَخْقَى {إخْقاءً) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَي (جامَعَ واسِعَةً من النِّساءِ) ؛ ونَصّ
ابْن الأعرابيِّ: من الجَوارِي.
وتقدَّمَ لَهُ فِي خقق} الخقُوقُ: المرأَةُ الواسِعَةُ الفَرْجِ؛!
وأَخَقَّ الفَرْجُ: صَوَّتَ عنْدَ الجِماعِ.
(37/570)
خلو
: (و ( {خَلا المَكانُ) والشَّيءُ (} خُلُوّاً) ، كسُمُوَ، ( {وخَلاءً)
، بالمدِّ، (} وأَخْلَى {واسْتَخْلَى) : إِذا (فَرَغَ) وَلم يَكُن
فِيهِ أَحَد وَلَا شَيْء فِيهِ، وَهُوَ} خالٍ.
وخَلا {واسْتَخْلَى: مِن بابِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وَمِنْه
قوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا رأَوْا آيَة يَسْتَسْخِرُونَ} ؛ كَذَا فِي
تذْكرَةِ أَبي عليَ.
} وخَلا لكَ الشيءُ وأَخْلَى: فَرَغَ؛ قالَ معْنُ بنُ أَوْس
المُزَنيُّ:
أَعاذِلَ هَل يأْتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوْتِ أَمْ {أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا؟ ووَجَدْتُ الدارَ}
مُخْلِيَةً: أَي {خالِيَة؛ وَقد} خَلَتْ {وأَخْلَت.
ووَجَدْتُ فلانَةَ} مُخْلِيَة: أَي {خالِيَة.
(ومَكانٌ} خَلاءٌ: مَا فِيهِ أَحَدٌ) وَلَا شَيْء فِيهِ.
( {وأَخْلاهُ: جَعَلَهُ) } خالِياً، (أَو وَجَدَهُ خالِياً) .
يقالُ: {أَخْلَيْتُ، أَي} خَلَوْت؛ {وأَخْلَيْت غَيْرِي يَتَعدَّى
وَلَا يتعدَّى؛ قالَ عُتَيُّ بنُ مالِكٍ العُقَيْليُّ:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبنْ
} فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عندَ {خَلائِي قالَ ابنُ برِّي: قالَ
الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه:} أَخْلَيْتُ وجدْتُها {خالِيَةً مِثْل
أَجْبَنْته وَجَدْتُه جَبَاناً، فعلى هَذَا القَوْل يكونُ مَفْعول
أَخْلَيْتُ مَحذُوفاً أَي} أَخْلَيْتُها.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ حبيبَةَ: (قَالَت لَهُ لستُ لكَ {بمُخْلِيَةٍ) ،
أَي لم أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجاتِ غَيْرِي؛ وليسَ مِن قوْلِهم
امْرأَةٌ} مُخْلِيَة إِذا خَلَتْ مِن الزَّوْج.
( {وخَلا) الرَّجُلُ: (وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ،}
كأَخْلَى) .
وَمِنْه المَثَلُ: الذِّئْبُ! مُخْلِياً أَشَدُّ.
(38/5)
(و) خَلا (على بَعْضِ الطَّعامِ) : إِذا
(اقْتَصَرَ) عَلَيْهِ.
( {واسْتَخْلَى المَلِكَ} فأخْلاهُ و) {أَخْلَى (بِهِ) ؛ وَهَذِه عَن
اللّحْيانيّ؛ (} واسْتَخْلَى بِهِ، {وخَلا بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ)
؛ عَن أَبي إسْحاقَ؛ (} خَلْواً) ، بالفتْحِ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ،
(} وخَلْوَةً) ، بالفتْحِ وَهَذِه عَن اللَّحْيانيّ؛ (سَأَلَهُ أَن
يَجْتَمِعَ بِهِ فِي {خَلْوَةٍ فَفَعَلَ،} وأَخْلاهُ مَعَه.
(وقيلَ: {الخُلُوُّ} والخَلاءُ المَصْدَرُ؛ {والخَلْوَةُ: الاسْمُ.
(وقوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا} خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهِم} ؛ يقالُ
إِلَى بمعْنَى مَعْ كَمَا قالَ تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى ا} .
(وقالَ بعضُهم: أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي خَلَوْتُ بِهِ.
( {أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي} خَلَوْتُ بِهِ.
(ويقولُ الرَّجُلُ للرجلِ: أخْلُ معي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، أَي كُنْ معي
{خالِياً.
(وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرَى القَمَر} مُخْلِياً
بِهِ) ؟ .
(ووجَدَهُما {خِلْوَيْنِ، بالكسْرِ) : أَي (} خالِيَيْنِ.
(و) الخَلِيُّ، (كغَنِيَ: الفارِغُ) . يقالُ: أَنْتَ {خَلِيٌّ من هَذَا
الأَمْرِ، أَي خالٍ فارِغٌ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجيِّ؛ وَمِنْه
المَثَلُ: وَيْلٌ للشجيِّ مِن} الخَلِيِّ؛ أَي من الفارِغِ الَّذِي لَا
هَمَّ لَهُ؛ (ج {خَلِيُّونَ) فِي السَّلامَةِ، (} وأَخْلياءُ) فِي
التّكْسيرِ.
(و) {الخَليُّ: (من لَا زَوْجَةَ لَهُ) فَهُوَ فارِغُ البالِ لَا هَمَّ
لَهُ.
ووَجَدْتُ فِي بعضِ المجاميعِ مَا نصَّه: وجد 118 حجر فِي جِدَارِ
الكعْبَةِ فَإِذا فِيهِ ثلاثَةُ أَسطر بقلم المسندِ الأوّل: أَنَا ربُّ
مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ لَا مَعِيشَة لَهُ.
الثَّاني: أَنا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَن لَا وَلَدَ لَهُ
لَا ذِكْرَ لَهُ.
الثَّالث: أَنا ربّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ
وَلَا وَلَدَ لَهُ لَا هَمَّ لَهُ.
(} والخِلْوُ، بالكسْرِ: الخَلِيُّ أيْضاً؛
(38/6)
وَهِي {خِلْوَةٌ} وخِلْوٌ، ج {أَخْلاءٌ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: الوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا
يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ، وَقد ثَنَّى بعضُهم وجَمَعَ وأَنَّثَ، قالَ:
وليسَ بالوَجْه.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (أَنْتَ} خِلْوٌ مِن مُصِيبَتي) ، أَي فارِغُ
البالِ مِنْهَا. وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: هُوَ خِلْوٌ مِن هَذَا
الأمْر، أَي {خالٍ، وَقيل: أَي خارِجٌ، وهُما} خِلْوٌ وهُم خِلْوٌ.
وقالَ بعضُهم: هُما {خِلْوان من هَذَا الأمْرِ وهُم خِلاءٌ، وليسَ
بالوَجْه.
(} والخَالي العَزَبُ) الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ
عَن الأصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْس:
أَلَمْ تَرني أُصْبي على المَرْءِ عِرْسَهُ
وأَمْنَعُ عِرْسِي أَن يُزَنَّ بهَا {الخالِي؟ (و) أَيْضاً:
(العَزَبَةُ) ، أَي أُنْثاهُ بغيرِ هاءٍ؛ (ج} أَخْلاءٌ.
( {وخَلَّى الأَمْرَ} وتَخَلَّى مِنْهُ، وَعنهُ، {وخَالاَهُ) } خلاءً:
(تَرَكَهُ) .
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى: {ليَقْضِ عَلْينا
رَبُّك} ، قالَ: {فخَلَّى عَنْهُم أَرْبَعِين عَاما، ثمَّ {قَالَ:
اخْسَؤُوا فِيهَا} ، أَي تَرَكَهُم وأَعْرَضَ عَنْهُم؛ وقالَ الذبياني:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ:} خالُوا بني أَسدٍ
يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِأَي تارِكُوهُم.
( {والخَلِيَّةُ} والخَلِيُّ) ، كغِنِيَّةٍ وغَنِيَ: (مَا يُعَسِّلُ
فِيهِ النَّحْلُ) من غَيره مَا يُعالَجُ لَهَا من العَسَّالاتِ.
(أَو مِثلُ الرَّاقُودِ من طينٍ) يُعْمَل لَهَا ذَلِك.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت! الخَلِيَّة من طينٍ فَهِيَ
كُوَّارَةٌ.
(أَو خَشَبَةٍ تُنْقَر ليُعَسِّلَ فِيهَا) ،
(38/7)
وجَمْعُ {الخَلِيَّة} الخَلايَا، وشاهِدُ
الخَلِيّ قَوْل الشَّاعِرِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ {بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ
شَرِيجَيْن ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُشَرِيجَيْن أَي ضَرْبَيْن من
العَسَل..
(أَو) الخَلِيَّةُ: (أَسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ كأَنَّهُ
راقُودٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقودِ يُعْمَل لَهَا من طينٍ.
(} والخَلِيَّةُ مِن الإِبِلِ: {المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أَو الَّتِي
عَطَفَتْ على وَلَدٍ) ؛ وَفِي المُحْكَم: على واحِدٍ؛ (أَو) الَّتِي (}
خَلَتْ مِن ولَدِها) ؛ ونَصّ المُحْكَم: عَن ولَدِها؛ ورَئمَتْ وَلَدَ
غَيْرِها، وَإِن لم تَرْأَمْهُ فَهِيَ {خَلِيَّة أَيْضاً.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} خَلَتْ عَن ولَدِها بمَوْتٍ أَو نَحْرٍ
(فتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ) ؛ ونَصّ المُحْكَم: بولَدِ غيرِها؛ (وَلَا
تُرْضِعُهُ بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ من غيرِ
إرْضاعٍ) ، فسُمِّيَت {خَلِيَة لأنَّها لَا تُرْضِعُ ولَدَها وَلَا
غيرَهُ) .
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُنْتَجُ وَهِي غَزيرَةٌ فيُجَرُّ ولَدُها من
تَحْتِها فيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى،} وتُخَلَّى هِيَ للحَلْبِ) ، وذلكَ
لكَرَمِها؛ هَذَا قوْلُ اللَّحْيانيّ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسَمِعْتُهم يقولونَ: بَنُو فلانٍ قد {خَلَوْا وهم}
يَخْلُون؛ وَهِي الناقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولَدُها ساعَةَ يُولَد
قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقَةٍ كانتْ ولَدَتْ قَبْلَها
فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَر إِلَى أَغْزَر الناقتين فتُجْعَلُ!
خَلِيَّةً، وَلَا يكونُ للحُوارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها
وتُتْرَكُ الأُخْرَى للحُوارِ يَرْضعُها متَى مَا شاءَ وتُسَمَّى
بَشُوطاً،
(38/8)
والجَمْعُ بُشْطٌ، الغَزيرَةُ الَّتِي
{يَتَخَلَّى بلَبَنِها أَهْلُها هِيَ} الخَلِيَّة.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخلِيَّةُ الناقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرى على ولدٍ
واحِدٍ فيَدُرَّان عَلَيْهِ،} ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحِدَةٍ
يَحْلبُونَها؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ خالِدُ بنُ جَعْفر
يَصِفُ فَرَساً:
أَمرْتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِانتَهَى.
(أَو) {الخَلِيَّةُ: (ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أَو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على)
ولَدٍ (واحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ
ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ) لأَنْفُسِهم (بِمَا بَقِيَ) واحِدَةً أَو
ثِنْتَيْن يَحْلبُونَها؛ (أَي يَتَفَرَّغُ) هُوَ تَفْسير} ليَتَخَلَّى
وَهُوَ تَفَعّل مِن {الْخُلُو، يقالُ} تَخَلَّى للعبادَةِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هِيَ الناقَةُ تُنْتَجُ فينْخَرُ وَلدُها
عَمْداً ليَدُومَ لهُم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا
دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واختليت، ورُبَّما جَمَعُوا من الخَلايا
ثَلَاثًا وأَرْبعاً، على حُوارٍ واحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ورُبَّما عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَرْبعاً على فَصِيلٍ
ويأَيَتِهِنَّ شاؤُوا {تَخَلَّوُا.
(و) } الخَلِيَّةُ أَيْضاً: النَّاقَةُ (المُطْلَقَةُ من عِقالٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الناقَةُ تُطْلَقُ من عِقالِها! ويُخَلَّى عَنْهَا؛
ورُفِعَ إِلَى عُمَر، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، رجُلٌ وَقد قالتْ لَهُ
امرأَتُه أَنَّه شَبِّهْني،
(38/9)
فقالَ: كأَنَّكِ ظَبْيةٌ كأنَّكِ حَمامَةٌ؛
فقالتْ: لَا أَرْضى حَتَّى تقولَ: خَلِيَّة طالِقٌ، فقالَ ذَلِك، فقالَ
عُمَرُ: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك لمَّا لم تكُنْ نيَّتُه
الطَّلاقَ، وإنَّما غالَطَتْه بلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظُ الطَّلاقِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَرادَ {بالخَلِيَّة هُنَا الناقَة} تُخَلَّى من
عِقالِها، وطَلَقَت من العِقالِ تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طالِقٌ،
وقيلَ: أَرادَ بالخَلِيَّةِ الغَزيرَةَ تَعْطِفُ على ولدِ غيرِها،
والطَّالِقُ: الَّتِي لَا خِطامَ لَهَا، وأَرادَتْ هِيَ مُخادَعَته
بِهَذَا القَوْل ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطَّلاقُ؛ فقالَ لَهُ
عُمَر: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك، وَلم يُوقِع عَلَيْهَا
الطَّلاقَ لأنَّه لم يَنْوِه، وكانَ ذلكَ خِداعاً مِنْهَا.
(و) الخَلِيَّةُ: (السَّفِينَةُ العَظيمَةُ، أَو) هِيَ (الَّتِي تَسيرُ
من غيرِ أَن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أَو) هِيَ (الَّتِي يَتْبَعُها
زَوْرَقٌ صغيرٌ) .
وصَحَّحَ الأزهرِيُّ الأوَّل؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ وقالَ
الأعْشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع
وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِم ْوالجَمْعُ {الخَلايا؛ وأَنْشَدَ
الجَوهرِيُّ لطرفَةَ:
كأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة غُدْوَةً
} خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ (و) فِي الصِّحاحِ: ويقالُ
للمرْأَةِ أَنْتِ! خَلِيَّةٌ، (كنايَةٌ عَن الطَّلاقِ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: الخَلِيَّةُ كلمةٌ تُطَلَّقُ بهَا المرْأَةُ،
يقالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّة أَنْتَ خَلِيَّة،
(38/10)
تَطْلَقُ بهَا المَرْأَةَ إِذا نَوى بهَا.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر: كَانَ الرَّجُلُ فِي الجاهِلِيَّة يقولُ
لزَوْجَتِه: أَنْتِ {خَلِيَّة فكانتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِي فِي
الإسْلامِ مِن الكِناياتِ، فَإِذا نَوى بهَا الطَّلاق وَقَعَ.
(و) مِن المجازِ: (} خَلا مَكانُهُ) : أَي (ماتَ) ؛ هَكَذَا فِي
النسخِ، ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
وأَمَّا إِذا ذُكِرَ المَكانُ فَهُوَ خَلَّى، بالتَّشْدِيدِ،
{تَخْلِيَةً، وَهُوَ أَيْضاً صَحِيحٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه
والزَّمَخْشريُّ وغَيرُهُما. فَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ يتأَمَّل
لَهُ والأَولى حذف مَكانه.
(و) } خَلا الشَّيءُ {خُلُوّاً: (مَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى:
{وإنْ من أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل.
والقُرونُ} الخالِيَةُ: هُم المواضِي وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (تَزَوَّجْت
امْرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا) ، أَي كَبِرَتْ ومَضَى مُعْظَم عُمْرِها؛
وَمِنْه الحدِيثُ: (فلمَّا خَلا مني ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي،
تُرِيدُ أنَّها كَبِرَتْ وأَوْلَدَتْ لَهُ.
(و) خَلاَ (عَن الأَمْرِ وَمِنْه) : إِذا (تَبَرّأَ) .
ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: خَلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنْبٍ قُرِفَ بِهِ.
(و) خَلا (عَن الشَّيءِ: أَرْسَلَهُ) ؛ وَهَذِه أَيْضاً رُوِيَتْ
بالتَّشْديدِ، فَفِي سِياقِه نَظَرٌ.
(و) مِن المجازِ: خَلا (بِهِ) إِذا (سَخِرَ مِنْهُ) ؛ عَن
اللَّحْيانيّ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ أَيْضاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ
(38/11)
حَرْفٌ غَريبٌ لَا أَعْرِفه لغير
اللّحْيانيّ وأَظُنّه حَفِظَه.
( {وخَلاَ: من حُروفِ الاسْتِثْناءِ) .
قالَ الجَوهرِي: كَلمَةٌ يُسْتَثْنى بهَا ويُنْصَبُ مَا بَعْدها
ويُجَرُّ؛ تقولُ: جاؤُوني} خَلا زيْداً، تَنْصبُ بهَا إِذا جَعَلْتها
فعْلاً وتَضْمر فِيهَا الفاعِلَ كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جَاءَنِي مِنْ
زيْدٍ، وَإِذا قلْتَ خَلا زيْد، فجَرَرْتَ بهَا فَهِيَ عنْدَ بعضِ
النَّحويِّين حَرْف جَرَ بمنْزِلَةِ حاشَا، وعنْدَ بعضِهم مَصْدَر
مُضافٌ.
قالَ ابنُ برِّي، عنْدَ قوْلِه كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جاءَني مِن
زيْدٍ: صَوابُه خَلا بعضُهم زيدا، انتَهَى.
وتقولُ: مَا أَرَدْت مَساءَتَك خَلا أَني وَعَظْتك، مَعْناه إلاَّ أَني
وَعَظْتك؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلا اللَّهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وإِنَّما
أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا (و) فِي المَثَلِ: (أَنا مِنْهُ
فالِجُ) وَفِي الصِّحاحِ: كفالِجِ (بن {خَلاوَةَ، بالفتْحِ) أَي}
خَلَاءٌ (بَرِيءٌ) ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الجيمِ.
( {والخَلاوَةُ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ وغيرِه مِن الأُصولِ}
وخَلاوَةُ بَلا لامٍ؛ (بَطْنٌ من تُجِيبَ) ، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ
مُعاوِيَةَ بنِ جَعْفِرِ بنِ أُسامَةَ بنِ سعْدِ بنِ تجيب.
وقالَ ابنُ الجواني النسَّابَةُ فِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة:
وأعْقَبَ شَبِيبُ بنُ السّكون بنِ أَشْرس بنِ كنْدَةِ مِن أَشْرَس
وشكامة، فأَعْقَبَ أَشْرَسُ مِن عدِيّ وسَعْد وهُم تُجِيب، وَلَهُم
خطَّةٌ بمِصْرَ مَعْروفَةٌ، عُرِفوا بتُجِيب هِيَ أُمُّ عدِيَ وسَعْد،
وَهِي تُجيبُ بنْتُ ثَوْبان
(38/12)
بنِ سلم بنِ رها بنِ مُنَبّه بنِ حريبِ بنِ
عله بنِ جله بنِ مذْحج.
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: أنَّ بَني خَلاوَةَ بطْنٌ مِن أَشْجَع،
وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ سُبَيْع بنِ بكْرِ بنِ أَشْجَع.
قُلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُوَ بَطْنٌ آخَرُ غَيْر
الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، وكلّ مِنْهُمَا يُعْرَفُ {بخَلاوَةَ،
فأمَّا خَلاوَةُ كنْدَةَ فإنَّ (مِنْهُم: مالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ
سَيْفٍ} الخَلاوِيّ) ؛ وَابْنه أَبو عَمْرو سَعْد بن مالِكِ النخَّاس؛
قالَ ابنُ يونُسَ: كَتَبْتُ عَنهُ حِكايَةً مِن حفْظِه، وتُوفي فِي
شَهْر رَمَضَان سَنَة 307؛ وأَخُوه خَلاوَة بن عبدِ اللَّهِ بنِ
سَيْفٍ، كَتَبَ مَعَ يونُس بن عبْدِ الأعْلى، وجد سَمَاعه من ابْن وهبٍ
فِي كتابِ جدِّه. ومِن هَذَا البَطْن أَيْضاً الشمسُ محمدُ بنُ يوسُفَ
بنِ عبدِ اللَّهِ الدِّمَشْقيّ الشاعِرُ، رَوَى عَن الشمسِ الصَّائِغ
والشَّهاب مَحْمود، وكانتْ ولادَتُه بدِمَشْق سَنَة 693.
وأَمَّا الَّذِي هُوَ مِن أَشْجَع فَمنهمْ نعيمُ بنُ مَسْعود بنِ
عامِرِ بنِ أنيف بنِ ثَعْلبَةَ بنِ قنفلِ بنِ خَلاوَةَ الأَشجَعيُّ
لَهُ صحْبَةٌ وَغَيره.
( {والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ) ، سُمِّي بذلكَ} لخلوِّه، وَهُوَ
بالمدِّ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ {الخَلاءَ فِي الأصلِ مَصْدرٌ ثمَّ
اسْتُعْمِل فِي المَكانِ} الخالِي المُتَّخَذ لقَضاءِ الحاجَةِ لَا
للوضوءِ فَقَط كَمَا يُوهِمهُ قَوْله المُتَوَضّأ، أَي مَحلّ الوضُوءِ.
وقالَ الْحطاب فِي شرْحِ المُخْتَصَر: يقالُ لموْضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ
{الخَلاءُ، بالمدِّ، وأَصْلُه المَكانُ} الخالِي، ثمَّ نُقِل إِلَى
(38/13)
مَوْضِع قَضاءِ الحاجَةِ.
قالَ شيْخُنا: قَوْله أَصْلُه المَكانُ {الخالِي، كأنَّه أَرادَ الأَصل
الثَّانِي وإلاَّ فأَصْله الأوّل هُوَ مَصْدَر} خَلا المَكانُ خلاءً
إِذا فَرَغَ وَلم يَكُن فِيهِ أَحدٌ.
ثمَّ نَقَل الحطابُ عَن الحكيمِ التّرمذيّ أَنَّه سُمِّي بذلِكَ باسْمِ
شَيْطانٍ يقالُ لَهُ {خَلاءٌ وأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثا، وقيلَ: لأنَّه}
يَتَخلَّى فِيهِ أَي يتبرَّزُ، والجَمْعُ {أَخْلِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره الحكيمُ يحتاجُ إِلَى ثَبْت،
وَلَعَلَّ العَرَبَ الَّذِي وَضَعُوه لَا يَعْرفونَ ذلكَ لأنَّه قدِيمُ
الوَضْعِ، فتأَمَّل.
(و) } الخَلاءُ: (المكانُ) الَّذِي (لَا شيءَ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: ( {خَلاؤُكَ أَقْنَى لحَيائِكَ) .
قالَ الجَوهرِيُّ: (أَي مَنْزِلُكَ إِذا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ
لحيائِكَ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وأَمَّا مَا} خَلا فَلَا يكونُ بَعْدها إلاَّ
النَّصْب، تقولُ: جاؤُوني مَا خَلا زيْداً، لأنَّ خَلا لَا يكونُ
بَعْدَ مَا إلاَّ صِلَّة لَهَا، وَهِي مَعهَا مَصْدَرٌ، كأنَّك قلْتَ:
(جاؤُوني {خُلُوَّ زَيْدٍ، أَي} خُلُوَّهُمْ مِنْهُ، أَي {خالِينَ
مِنْهُ) .
قالَ ابنُ برِّي: مَا المَصْدرِيَّة لَا تُوصَلُ بحَرْفِ الجَرِّ،
فدلَّ على أنَّ خَلا فِعْلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} أَخْلِ أَمْرَكَ وبأَمْرِكَ: أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ
لَهُ.
{وأَخْلَيْتُ عَن الطَّعامِ:} خَلَوْتُ عَنهُ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: تمِيمٌ تقولُ! خَلا فُلانٌ على اللَّبَنِ
واللحْمِ، إِذا لم يأْكُلْ مَعَه شَيْئا وَلَا خَلَطَ بِهِ؛
(38/14)
وكِنانَةُ وقَيْسُ تقولُ: {أَخْلَى فلانٌ
على اللّبَنِ واللحْمِ؛ قالَ الرَّاعي:
رَعَتْه أَشْهراً} وخَلا عَلَيْها
فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغاراوخَلا عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ.
{وأَخْلَى: إِذا انْفَرَدَ.
} واسْتَخْلَى البُكاء: انْفَرَد بِهِ.
{وخَلا بِهِ: خادَعَهُ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
} وخَلَّى بَيْنها {تَخْلِيةً} وأَخْلاه مَعَه.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَنتَ خَلاءٌ مِن هَذَا الأَمْرِ، أَي بَراءٌ؛
لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ.
{وتَخَلَّى: بَرَزَ لقَضاءِ حاجَتِه.
وتَخَلَّى} خَلِيَّة: اتَّخَذَ لنَفْسِه.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: امْرأَةٌ {خَلِيَّةٌ ونِساءٌ} خَلِيَّاتٌ لَا
أَزْواج لهُنَّ وَلَا أَوْلادَ.
وَقَالُوا: امرأَةٌ {خِلْوةٌ وهُما} خِلْوَتانِ وهُنَّ {خِلْواتٌ، أَي
عَزَبات.
وقالَ ثَعْلَب: إنَّه لحُلْوُ} الخَلا إِذا كانَ حَسَنَ الكَلامِ؛
وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُمُ
بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضّبابِ الخَوادع ِ {وخَلَّى سَبِيلَه فَهُوَ
مُخَلَّى عَنهُ، ورأَيْته} مُخَلِّياً؛ قالَ الشاعِرُ:
مَا لي أَراكَ مُخَلِّياً
أَيْنَ السَّلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمُ
أَمْ ليسَ يَضْبَطُكَ الحدِيد؟ ! وخَلَّى فلانٌ مَكانَه: إِذا ماتَ؛
قالَ الشاعِرُ:
فإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه
(38/15)
والمصَنِّفُ ذَكَرَهُ بالتَّخْفيفِ كَمَا
تقدَّمَ التَّنْبيه عَلَيْهِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
{وخَلا إِذا أَكَلَ الطَّيِّبَ.
وخَلا إِذا تَعَبَّد.
ويقالُ: لَا} أَخْلى اللَّهُ مَكانَك، تَدْعو لَهُ بالبَقاءِ.
{والمُسْتَخْلِي: المتعبد
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَلْوتَانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحِدَتُهما
{خَلْوَةٌ.
وقوْلُهم: افْعَلْ ذلكَ} وخَلاكَ ذَمٌّ، أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عنْكَ
الذَّمُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: ناقَةٌ {مخلاءٌ: أُخْلِيَتْ عَن ولَدِها؛ قالَ
أَعْرابيٌّ:
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ} ومُخْلاة صَفيّ {والخِلاءُ، ككِتابٍ: الفرقَةُ.
} واسْتخلت الدَّار: خَلَتْ.
{وأَخْلاء: موضِعٌ عامِرٌ على الفُرَات.
خلي
: (ى (} الخَلَى، مَقْصورَةً: الرَّطْبُ من النَّباتِ) ؛ وَفِي
الصِّحاحِ: من الحَشِيشِ.
قالَ ابنُ برِّي: يقالُ الخَلَى الرُّطْبُ، بالضمِّ، لَا غَيْر، فَإِذا
قلْتَ الرَّطْبُ مِن الحَشِيش فَتَحْت لأنَّك تُرِيدُ ضِدَّ اليابِس.
وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ الحَشِيشُ الَّذِي يُحْتَشُّ من بُقُولِ
الرَّبيعِ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: هُوَ النَّباتُ الرَّقيقُ مَا دامَ رَطْباً؛
(واحِدَتُه {خَلاةٌ) .
وَفِي حدِيثِ مُعْتَمِرٍ: سُئِلَ مَالك عَن عَجِين يُعْجَنُ بدُرْدِيَ
فقالَ: إِن كانَ يُسْكِرُ فَلَا، فحدَّثَ الأَصْمعيُّ بِهِ مُعْتَمِراً
فقالَ: أَو كانَ كَمَا قَالَ:
رأَى فِي كفِّ صاحِبِه} خَلاةً
فتُعْجِبُه ويُفْزِعُه الجَرورُ
(38/16)
{الخَلاةُ: الطائِفَةُ مِن} الخَلَى، وذلكَ
أنَّ مَعْناه أنَّ الرجلَ يَنِدُّ بَعيرَهُ، فَيَأْخُذُ بإحْدى يَدَيْه
عُشْباً وبالأُخْرى حَبْلاً، فينظُرُ البَعيرُ إِلَيْهِمَا فَلَا
يَدْرِي مَا يَصْنَع، وذلكَ أَنَّه أَعْجَبَه فَتْوَى مالِكٍ وخافَ
التَّحْريمَ لاخْتِلافِ الناسِ فِي السّكْر فَتَوَقَّف وتَمَثَّل
بالبَيْتِ، وقالَ الأَعْشى:
وحَوْليَ بَكْرٌ وأَشْياعُها
ولَسْتُ خَلاةً لمَنْ أَوْعَدَنْأي لَسْتُ بمنْزلَةِ الخَلاةِ
يأْخُذُها الآخِذُ كيفَ شاءَ بل أَنا فِي عِزَ ومَنَعةٍ.
(أَو) الخَلاةُ: (كلُّ بَقْلَةٍ قَلَعْتَها) ، وَقد يقالُ فِي (ج)
الخَلَى ( {أَخْلاءٌ) ؛ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ.
(} والمِخْلاة، بالكسْرِ: مَا وُضِعَ فِيهِ) الخَلَى.
وَفِي الصِّحاحِ: مَا يُجْعَلُ فِيهِ الخَلَى، والجَمْعُ {المَخالِي.
(} وأَخْلَى اللَّهُ الماشِيَةَ) {يُخْلِيها} إخْلاءً: (أَنْبَتَهُ
لَهَا) .
وَفِي نصِّ نَوادِرِ اللَّحْياني: أَنْبَتَ لَهَا مَا تَأْكُلُ مِن
الخَلَى.
(و) {أَخْلَتِ (الأَرضُ: كَثُرَ} خَلاها) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {وخَلاهُ} خَلْياً {واخْتَلاهُ: جَزَّهُ) وقَطَعَه} فانْخَلَى؛ كَمَا
فِي الصِّحاحِ.
(أَو نَزَعَهُ) ؛ عَن اللّحْيانيّ.
وَفِي حدِيثِ تَحْريمِ مكَّة: (لَا {يُخْتَلَى} خَلاها) .
( {وخَلَى الماشِيَةَ} يَخْلِيها) {خَلْياً: (جَزَّ لَهَا} خَلًى.
(و) مِن المجازِ: {خَلَى (الفَرَسَ) : إِذا (أَلْقَى فيهِ اللِّجَامَ)
؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
تَمَطَّيْت} أَخْلِيهِ اللِّجَامَ وبَذَّنِي
وشَخْصي يُسامِي شَخْصَه وَهُوَ طائِلُهْ (و) خَلَى (اللِّجامَ) عَن
الفَرَسِ {يَخْلِيه} خَلْياً: نَزَعَهُ.
(و) من الْمجَاز، (خَلَى الِقْدرُة (أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً، أَو
طَرَحَ
(38/17)
فِيهَا لَحْماً) ، كِلاهُما عَن ابنِ
الأَعرابيِّ.
(و) {خَلَى (الشَّعِيرَ فِي} المِخْلاةِ) : إِذا (جَمَعَهُ) فِيهَا.
( {والمُخْتَلِي: الأَسَدُ) لشَجاعَتِه، وَهُوَ مَجازٌ.
(} وخَالاهُ) {مُخالاةً: (صارَعَهُ) ؛ نَقَلَهُ اللَّيْثُ.
قالَ: وكذلِكَ} المُخالاةُ فِي كلِّ أَمْرٍ؛ وأَنْشَدَ:
وَلَا يَدْرِي الشَّقيُّ بمَنْ {يُخَالي قالَ الأزهرِيُّ: كأنَّه إِذا
صارَعَهُ} خَلا بِهِ فَلم يَسْتَعِنْ واحِدٌ مِنْهُمَا بأَحَدٍ، وكلّ
واحِدٍ مِنْهُمَا {يَخْلُو بصاحِبِه.
وقالَ شمِرٌ:} المُخالاةُ المُبارَزَةُ.
(أَو) {خَالاهُ: (خَادَعَهُ) ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
(و) قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: (} اخْلَوْلَى: دامَ على شُرْبِ
اللَّبَنِ) ؛ واطْلَوْلَى حَسُنَ كَلامُه؛ واكْلَوْلَى: إِذا
انْهَزَمَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ فِي المَثَلِ: عَبْدٌ {وخَلىً فِي يَدَيْه أَي أنَّه مَعَ
عُبُودِيَّتِه غَنِيُّ.
قالَ يَعْقوبُ: وَلَا تَقُلْ:} وخَلْيٌ فِي يَدَيْه؛ كَمَا فِي
الصِّحاحِ.
قُلْتُ: يَجوزُ فِي المَثَلِ خَلْيٌ {وخُلِيٌّ؛ قالَ أَبُو هِلالٍ
العَسْكريّ عَن المبرِّدِ: خَلِيٌّ تَصْغير خَلْي وَهُوَ النَّباتُ
الرَّطْبُ؛ قالَ: يُضْرَبُ مَثَلاً للرَّجُلِ اللَّئِيمِ يقومُ
إِلَيْهِ الأَمْر فيَعْبِث فِيهِ.
ووُجِدَ أيْضاً: وخَلْيٌ فِي يَدَيْهِ، من الحلْيةِ فِي أَمْثالِ أَبي
عُبيدٍ، فتأَمَّل ذلكَ.
} والمِخْلى، بالكسْرِ والقَصْر: مَا {خَلاهُ وجَزَّبه؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
والسَّيْفُ} يَخْتَلِي الأَيْدِي والأَرْجُل: أَي
(38/18)
يَقْطَعُ، وَهُوَ مَجازٌ.
{والمُخْتَلُونَ} والخَالُونَ: الذينَ {يَخْتَلُونَ} الخَلَى
ويَقْطعُونَه.
{وأَخْلَى القِدْرَ: أَوْقَدَها بالبَعَرِ كأنَّه جَعَلَه} خَلىً
لَهَا.
ويقالُ: مَا كنْتُ {خلاةً لمُوعدِه، أَي مخلفاً، وَهُوَ مَجازٌ.
} وأَخْلاها: عَلَفَها الخَلَى.
وقالَ ثَعْلَب: يقالُ: فلانٌ حُلْو الخَلَى إِذا كانَ حَسَن الكَلامِ،
وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرشٍ ضَبَّ العَداوَةِ مِنْهُمُ
بحُلوِ {الخَلَى حَرْشَ الضّبابِ الخَوادِعِ
خمو
: (و (} خَمَا اللَّبَنُ {خَمُوّاً) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ثَعْلَب وابنُ الأعرابيِّ: أَي (اشْتَدَّ) .
هَذَا الحَرْفُ فِيهِ مُؤَاخَذَتانِ على المصنِّفِ:
الأُولى: الَّذِي فِي نصِّ ابنِ الأعْرابيّ: خَمَى الصَّوْتُ اشْتَدَّ،
وقيلَ: ارْتَفَعَ، عَن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَا:
كأنَّ صَوْتَ شُخْبِها إِذا خَمَى
صوتُ أَفاعٍ فِي خِشيَ أَغْشَمافإسْنادُ الفِعل للصَّوْت لَا للَّبَن.
وقالَ الأزْهرِيُّ فِي ترْكيبِ خشى خَمَى بمعْنَى خَم.
الثَّانية: أشارَ لَهُ بالواوِ على أنَّه واوِيٌّ؛ وَقد قالَ ابنُ
سِيدَه: أَلِفُها ياءٌ لأنَّ اللامَ ياءٌ أَكْثَر مِنْهَا واواً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الخامِي: الخامِسُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للحادِرَةِ:
مَضَى ثلاثُ سِنِينٍ مُنْذُ حَلَّ بهَا
وعامُ حَلَّتْ وَهَذَا التابعُ الخامِي
(38/19)
خنو
: (و ( {الخَنْوَةُ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَفِي المُحْكَم: (العَذْرَةُ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ
الغَدْرَةُ.
(و) أيْضاً: (الفُرْجَةُ فِي الخُصِّ.
(} وخَنا) فِي مَنْطِقِه {يخْنُو (} خَنْواً) {وخناً: (أَفْحَشَ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} إِخنواي، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ.
خني
: (ى ( {كخَنِيَ) فِي مَنْطِقِه وَعَلِيهِ، (كرَضِيَ) ،} يَخْنَى
{خنىً،} وأَخْنى عَلَيْهِ فِي مَنْطِقِه كَذلِكَ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِي
لأَبي ذُؤَيْبٍ:
وَلَا {تَخْنُوا عليَّ وَلَا تُشِطُّوا
بقولِ الفَخْر إنَّ الفَخْرَ حُوبُوقالتْ بنتُ أَبي مُسافِعٍ
القُرَشِي:
وَقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ
فَمَا} تُخْنِي لصُحْبانِ ( {وأَخْنَى عَلَيْهِم) الدَّهْرُ: أَتَى
عَلَيْهِم و (أَهْلَكَهُم) ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للنَّابِغَةِ:
أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا
أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي} أَخْنَى على لُبَدِ (و) أَخْنَى (الجَرادُ:
كَثُرَ بَيْضُهُ) ؛ عَن أَبي حنيفَةَ.
(و) أَخْنَى (المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُهُ) والْتَفَّ؛ عَن أَبي
حنيفَةَ، ورُوِي قَوْل زُهَيْر:
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى
لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُوالأَعْرَف الأكْثَر أَجْنَى بالجيمِ.
(و) أَخْنَى (الدَّهْرُ عَلَيْهِ: طالَ.
( {وخَنَى الدَّهْر: آفاتُهُ) ؛ قالَ لبيدٌ:
قلتُ هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَى
وقَدَرْنا إِن} خَنَى الدَّهْرِ غَفَلْ (10
ع 2)
(38/20)
( {وخَنَيْتُ الجِذْعَ) } خنياً:
(قَطَعْتُه) ، مِثْل خَنَأْته.
( {وخِنْيَةُ، بالكسْرِ: ع بقُسْطَنْطِنيَّةَ) مِن نَواحِيها؛ نَقَلَهُ
الصَّاغانيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
(} الخَنَى: مِن قَبيحِ الكَلامِ والفَحْش.
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ مِن الكَلامِ أَفْحَشُه.
وكَلامٌ {خَنٍ وكَلِمَةٌ} خَنِيَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ، وليسَ خَنٍ
على الفِعل لأنَّا نَعْلم {خَنِيَتِ الكَلِمَة، ولكنَّه على النَّسَبِ،
كَمَا حَكَاه سِيْبَوَيْه مِن قوْلِهم: رجُلٌ طَعِمٌ ونَهرٌ، ونَظِيرُه
كاسٍ إلاَّ أنَّه على زِنَةِ فاعِلٍ.
قالَ سِيبَوَيْه: أَي ذُو طَعامٍ وكسْوَةٍ وسَيْرٍ بالنهارِ؛
وأَنْشَدَ:
لَسْتُ بلَيْليَ ولكنِّي نَهِرْ} والخَنايَةُ: فَعَالَةٌ من {الخَنَى،
وَقد ذَكَره القُطامِيُّ فقالَ:
دَعُوا النَّمْر لَا تُثْنُوا عَلَيْهَا} خَنايَةً
فقد أحْسَنَتْ فِي جُلّ مَا بَيَننا النَّمْرُ {وأَخْنَى الأَسْماء:
أَفْحَشها.
وأَخْنَى بِهِ: إِذا أَسْلَمه وخَفَر ذمَّتَه.
وأَخْنَى عَلَيْهِ: أَفْسَدَ.
خوو
: (و (} الخَوُّ) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: الخَوُّ (الجُوعُ) ؛ والوَخُّ: الأَلَمُ
والقَصْدُ.
(و) {خَوُّ: (كَثِيبٌ بنَجْدٍ) ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) الخَوُّ: (الوادِي الواسِعُ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: كلُّ وادٍ واسِع فِي جَوَ سَهْلٍ فَهُوَ خَوّ}
وَخَويُّ ٌ.
وقالَ غيرُهُ: يقالُ وَقَعَ غرسُك! بخَوَ، أَي بأَرْضٍ خَوَّار
يُتَعَرَّقُ فِيهِ فَلَا يُخْلِفُ.
(38/21)
(ويَوْمُ {خَوٍّ لبَني أسَدٍ، م) مَعْروفٌ؛
قالَ زهيرٌ:
لَئِنْ حَلَلْت بخَوَ فِي بَني أَسَدٍ
فِي دينِ عَمْروٍ وحالَتْ دُونَنا فَدَكُقالَ أَبو محمدٍ الأَسْود:
وَمن رَواهُ بالجيمِ فقد أَخْطَأَ. وكانَ هَذَا اليَوْم لهُم على بَني
يَرْبوعٍ قَتَل فِيهِ ذُؤابُ بنُ ربيعَةَ عتيبةَ بنَ الحارِثِ.
وقالَ نَصْر: خَوٌّ وادٍ يفرغُ ماؤُه فِي ذِي العُشَيرةِ لبَني أسَدٍ
وَأَيْضًا لبني أَبي بكْرِ بنِ كِلابٍ.
(} والخُوَّةُ، بالضَّمِّ: الأَرْضُ الخالِيَةُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الخُوَّةُ: الفَتْرَةُ: وَمِنْه الحدِيثُ: (وأَخَذَ أَبا جَهْلٍ}
خَوَّةٌ، فَلَا يَنْطِقُ) ذَكَرَه ابنُ الأثيرِ.
{وخَوَّان: تَثْنِيَّة} خَوَ: غائِطانِ بينَ الدَّهْناء والرَّغام؛
قالَهُ نَصْر؛ وَفِيه يقولُ القائِلُ:
وبَيْنَ {خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعٌ ويقالُ: هُما فِي دِيارِ بَني تميمٍ؛
وأَنْشَدَ الأصمعيُّ:
فِي إِثْر أظعانٍ عُلَتْ} بخَوّيْنْ
روافعاً نَحْو خُصُورِ النّعْفَيْن {ْوالخَوَّةُ، بالفتحِ: ماءَةٌ
لبَني أَسَدٍ شَرْقي سميراء.
} والخوُّ {والخوَّةُ: الأرضُ المُتَطامِنَةُ.
خوي
: (ى (} خَوَتِ الدَّارُ) {خَواءً، بالمدِّ: (تَهَدَّمَتْ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أقْوَتْ، وكذلِكَ إِذا سَقَطَتْ.
(} وخَوَّتْ) ، بالتَّشْديدِ، وَهَذَا لم أَره فِي الأُصُولِ
(38/22)
ولعلّه مِن زِيادَةِ النسَّاخِ فانْظُرْه،
والصَّحيحُ {خَوَتْ، (} وخَوِيَتْ) كرَضِيَتْ، ( {خَيّاً) ، بالفَتْحِ،
(} وخُوِيّاً) ، كعُتِيَ، ( {وخَواءً) ، مَمْدود، (} وخَوايَةً) ،
كسَحابَةٍ: (خَلَتْ مِن أَهْلِها) وَهِي قائِمَةٌ بِلَا عامِرٍ.
وقالَ الأَصمعيُّ: {خَوَى البيتُ} يَخْوي {خَواءً إِذا مَا خَلا مِن
أهْلِهِ، انتَهَى؛ وقوْلُ الخَنْساء:
كَانَ أَبو حَسَّانَ عَرْشاً خَوَى
ممَّا بَناه الدَّهْرُ دانٍ ظَلِيلْأَي تَهَدَّمَ وسَقَطَ ووَقَعَ.
(وأَرضٌ} خاوِيَةٌ: خالِيَةٌ مِن أَهْلِها) ، وَقد تكونُ خاوِيَةً من
المَطَرِ.
وقوْلُه تَعَالَى: {فتلْكَ بُيوتُهم {خاوِيَةً} ، أَي خالِيَةُ؛ كَمَا
قالَ تَعَالَى: {فَهِيَ خاويَةٌ على عُرُوشِها} ، أَي خالِيَةٌ؛ وقيلَ:
ساقِطَةٌ على سُقوفِها.
وقوْلُه تَعَالَى: {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} ، قيلَ: خاوِيَة صِفَة
للنَّخْلِ لأنَّه يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، أَي مُنْقَلِعة.
(} والخَوَى) ، بالقَصْر: ( {خُلُوُّ الجَوْفِ من الطَّعامِ؛ ويُمَدُّ)
، والقَصْرُ أَعْلى.
(و) الخَوَى: (الرُّعافُ.
(و) } الخَواءُ، (بالمدِّ: الهَواءُ بينَ الشَّيئينِ) ؛ وكَذلِكَ
الهَواءُ الَّذِي بينَ الأَرضِ والسَّماءِ؛ قالَ بِشْر يَصِفُ فَرَساً:
يَسُدُّ {خَوَاءً طُبْيَيْها الغُبارُ (و) } الخَواءُ؛ ( {الخَوُّ) ،
وَهُوَ الجُوعُ.
(و) } الخُوَاءُ، (بالضَّمِّ) كغُرابٍ: (العَسَلُ) عَن الزجَّاجي.
( {وخَوًى، كرَمَى،} خَوىً) ، بالقَصْرِ، (! وخَواءً) ، بالمدِّ،
(تَتابَعَ عَلَيْهِ الجُوعُ
(38/23)
و) {خَوَى (الزَّنْدُ) } خَوىً: (لم يُورِ؛
{كأَخْوَى.
(و) } خَوَتِ (النُّجومُ) {تَخْوي (خَيّاً: أَمْحَلَتْ) أَو سَقَطَتْ
(فَلم تُمْطِرْ) فِي نَوْئِها؛ قالَ كعبُ بنُ زهيرٍ:
قومٌ إِذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ
للطَّارِقينَ النازِلينَ مَقارِي (} كأَخْوَتْ) ؛ وَهَذِه عَن أَبي
عبيدٍ؛ أَنْشَدَ الفرَّاءُ:
{وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلاَّ أَنِضَّةً
أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قاطِرُها يُثْرِيقوْلُه: يُثْرِي أَي يَبُلُّ
الأَرضَ.
(} وخَوَّتْ) ، بالتَّشديدِ؛ قالَ الأَخْطل:
فأْنْتَ الَّذِي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ
إِذا السَّنةُ الشَّهْباءُ {خَوَّتْ نُجومُها (و) } خَوَى (الشَّيءَ
{خَوًى} وخَوايَةً: اخْتَطَفته) ، كَذَا فِي النسخِ، وصَوابُه
اخْتَطَفَهُ.
(و) خَوَتِ (المرْأَةُ) خَوىً: (ولَدَتْ فَخَلا بَطْنُها) .
وَفِي الصِّحاحِ: فَخَلا جَوْفُها عنْدَ الولادَةِ؛ ( {كخَوَّت) ؛
كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ} كَخَوِيَتْ، وَهِي أَجْودُ
اللّغَتَيْن.
(وَكَذَا إِذا لم تَاْكُلْ عنْدَ الولادَةِ) يقالُ لَهَا {خَوَتْ}
وخَويَتْ.
( {والخَوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَا أَطْعَمْتَها على ذلكَ.
(و) قد (} خَوَّاها {تَخْوِيَةً} وخَوَّى لَهَا) ؛ وَهَذِه عَن كُراعٍ،
ونَقَلَها الجَوهرِيُّ أَيْضاً، (عَمِلَ لَهَا {خَوِيَّةً) تأْكُلُها
وَهِي طَعامٌ.
(} وخَوَّى) الرَّجُلُ (فِي سُجُودِهِ {تَخْوِيَةً: تَجافَى وفَرَّجَ
مَا بينَ عَضُدَيْه وجَنْبَيْه) ؛ وكَذلِكَ البَعيرُ إِذا تَجافَى فِي
بُروكِهِ ومَكَّنَ لثَفِناتِه.
وَفِي حدِيثِ عليَ، رضِيَ اللَّه عَنهُ: (إِذا سَجَدَ الَّرجلُ}
فليُخَوِّ، وَإِذا سَجَدَتِ
(38/24)
المرْأَةُ فلتَحْتَفِز) .
( {والخَوَى: الثَّابِتُ) ؛ طائِيَّة.
(و) أَيْضاً: (الوَطاءُ بينَ الجبلينِ.
(و) أَيْضاً: (اللَّيِّنُ من الأَرْضِ) .
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَوِيُّ بَطْنٌ يكونُ فِي السَّهْل والحَزْن
داخِلاً فِي الأرْضِ أَعْظَمُ مِن السَّهْبِ مِنْباتٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: كلُّ وادٍ واسِع فِي جَوَ سَهْلٍ فَهُوَ {خَوُّ و}
خَوِيُّ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ الوادِي السَّهْل البَعِيد؛ وقالَ الطرمَّاحُ:
{وخَوِيّ سَهْل يُثِيرُ بِهِ القَوْ
مُ رِباضاً للعِينِ بَعْدَ رِباضِ (و) } الخَوَاةُ، (بهاءٍ: مَفْرَجُ
مَا بينَ الضَّرْعِ والقُبُلِ) مِن الناقَةِ وغيرِها (مِن الأَنْعامِ؛
ويُمَّدُّ.
( {والخَوايَةُ مِن السِّنانِ: جُبَّتُه) ، وَهِي مَا التَقَم ثعْلَبَ
الرُّمْحِ.
(و) } الخَوايَةُ (مِن الرَّحْلِ: مُتَسَّعُ داخِلِه.
(و) الخَوايَةُ (من الخَيْلِ: خفيفُ عَدْوِها) ، حَكَاهُ ابنُ
الأعرابيِّ، هَكَذَا بالهاءِ.
(و) {خُوايَةُ، (بالضَّمِ: ع بالرَّيِّ) مِن أَعْمالِها (ويَوْمُ}
خَوًى) ، بالفتْحِ مَقْصور (ويُضَمُّ: م) مَعْروفُ.
سياقُ المصنِّفِ يَقْتضِي أنَّهما واحدٌ.
وقالَ نَصْر: خَوِي، بالفتْحِ: وادٍ مَاؤُه الْمعِين ردأة فِي جبالِ
هضب المعا وَهِي جِبالٌ حِلّيت من ضريّة؛ {وخُوِيُّ، بالضمِّ: وادٍ
يفرغُ فِي فلج من وَرَاء حفر أبي مُوسَى.
(} واخْتَوَى البَلَدَ: اقْتَطَعَهُ) ؛ وكَذلِكَ اخْتَدَفَه
واخْتَاتَهُ وتَخَوَّتَهُ، كلُّ ذلِكَ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ قالَ أَبو
(38/25)
وَجْزَةَ:
ثمَّ اعْتَمَدْت إِلَى ابْن يَحْيَى {تَخْتَوي
مِنْ دُونِه مُتَباعِدَ البُلْداِن (و) } اخْتَوَى (الفَرَسَ: طَعَنَهُ
فِي {خَوائِهِ) ؛ كسَحابٍ، (أَي بينَ رِجْلَيْهِ ويَدَيْه) .
ويقالُ: دَخَلَ فلانٌ فِي} خَواءِ فَرَسِه، يعْنِي مَا بينَ يَدَيْه
ورِجْلَيْه.
(و) {اخْتَوَى (فُلانٌ: ذَهَبَ عَقْلُه.
(و) اخْتَوَى (مَا عِنْد فُلانٍ: أَخَذَ كلَّ شيءٍ مِنْهُ) .
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ:} اخْتَواهُ اخْتَطَفَهُ، ( {كأخْوَى.
(و) } اخْتَوى (السَّبُعُ وَلَدَ البَقَرَةِ: اسْتَرَقَهُ وأَكَلَهُ) ؛
وأَنْشَدَ ابنُ الْأَعرَابِي:
حَتَّى اخْتَوَى طِفْلَها فِي الجَوِّ مُنْصَلِتٌ
أَزَلُّ مِنْهَا كنَصْلِ السَّيفِ زُهْلُولُ ( {وأَخْوَى) الرَّجُلُ:
(جاعَ.
(و) } أَخْوَى (المالُ: بَلَغَ غايَةَ السِّمَنِ، {كخَوَّى}
تَخْوِيَةً) ، كِلاهُما عَن الفرَّاء.
وَالَّذِي فِي المُحْكَم: {خَوَّتِ الإِبِلُ} تَخْوِيةً: خَمُصَتْ
بُطونُها وارْتَفَعَتْ.
( {والخَيُّ: القَصْدُ) ؛ وَقد} خَوى {خَيّاً قَصَدَ.
(} وخَوَّيْتُها {تَخْوِيَةً: إِذا حَفَرْتَ حَفِيرَةً فأَوْقَدْتَ
فِيهَا ثمَّ أَقْعَدْتَها فِيهَا لدائِها) .
وسِياقُ الأَصْمعيّ أَتَمُّ من هَذَا فَإِنَّهُ قالَ: يقالُ للمرأَةِ:}
خُوِّيَتْ فَهِيَ {تُخَوَّى} تَخْوِيةً، وذلكَ إِذا حُفِرَتْ لَهَا
حَفِيرةٌ. ثمَّ أَوْقَدَتْها ثمَّ تَقْعُدُ فِيهَا مِن داءٍ تَجِدُه.
( {وخُوَيٌّ، كسُمَيَ: د بأَذْرَبِيجان) ؛ وقالَ نَصْر: بأَرْمِينِيَة؛
(مِنْهُ المُحدِّثونَ) : أَبو نعيمٍ (محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ) ؛ كَذَا
فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، تَولَّى قَضاءَ}
خُوَيٍّ، ورَوَى عَن ابنِ هزار مرد الصَّرِيفِيني؛ (و) أَبو العباسِ
شمسُ الدِّيْن (أَحْمدُ بنُ الخَلِيلِ) بنِ سعادَة بنِ جَعْفرِ
(38/26)
بنِ عيسَى الشافِعِيّ (قاضِي) قُضَاة
(دِمَشْقَ) ، وُلِدَ سَنَة 583، حَدَّثَ عَن أَبي الحَسَنِ الطوسيّ،
تُوفي سَنَة 627، كَذَا فِي التّكْملَةِ لِلْمُنْذِرِيِّ؛ (وأَبو
قاضِيها) شهابُ الدِّيْن محمدُ؛ (والطَّبيبُ معاذُ بنُ عَبْدانَ) ؛
هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أَبو مُعاذ عَبْدان كَذَا فِي
التَّبْصير للحافِظِ، أَخَذَ عَن الجاحِظِ، وَعنهُ أَبُو عليِّ القاليَ
قالَ القالي: حَدَّثنا أَبو مُعاذ {الخُوَيِّيّ المتَطَبِّبُ قالَ:
دَخَلْنا على عَمْرو بنِ بَحْرٍ الجَاحِظ نَعُودُه بسُرَّ مَنْ رأَى
وَقد فُلِجَ فلمَّا أَخَذْنا مَجالِسَنا أَتَى رَسُولُ المُتَوكِّل
إِلَيْهِ فقالَ: وَمَا يَصْنَع أَمِير المُؤْمِنين بشقَ مائِلٍ ولعابٍ
سائِلٍ إِلَى آخرِ القصَّة، زادَ ابنُ الْأَثِير: واسمُ أبي مُعاذ
عَبْدان؛ (} الخُوَيِّيُونَ) (المُحَدِثِّون) .
(وفاتَهُ:
(الشهابُ محمدُ بنُ مَحْمود الخُوَيِّيُّ الشافِعِيُّ عَن ابنِ ياسِرٍ
الجياني حَدَّثَ سَنَة بِضْع وثَمانِين وخَمْسمائةٍ، وابْناه عمادُ
الدِّيْن محمدُ وزَيْن الدِّيْن عليّ، نَقَلَه الذهبيُّ؛ وأَبو بكْرٍ
محمدُ بنُ يَحْيَى بنِ مُسْلم؛ ومحمدُ بنُ عَبْد الحيِّ بنِ سويدٍ؛
ومحمدُ بنُ عبدِ الرَّحيمِ؛ وإبراهيمُ بنُ صافي؛ وعبدُ الرحمانِ بنُ
عليِّ بنِ محمدٍ الخَطِيبُ؛ وبديلُ بنُ أَبي القاسِمِ؛ وأَبو الفتْحِ
ناصرُ بنُ أَحمدَ؛ وَأَبُو الْمَعَالِي محمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ موسَى
الخُوَيِّيُونَ المُحَدِّثونَ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهم قد فاتَهم
المصنِّفُ.
( {وخَيْوانُ: جماعَةٌ مُحَدِّثونَ.
(قُلْتُ: هُوَ لَقَبُ مالِكِ بنِ زيْدِ بنِ مالِكِ بنِ جشمِ مِن
هَمدان.
(وخالِدُ بنُ عَلْقَمَةَ} الخَيْوانِيُّ شَيْخٌ للثّوْرِيّ) .
ومالِكُ بنُ زيْدِ الخَيْوانِيُّ عَن أبي ذَرَ.
وعبدُ
(38/27)
خَيْر بنُ يَزِيد الخَيْوانِيُّ عَن عليَ
وَعنهُ الشَّعْبِيُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{خَواءُ الأرْضِ، كسَحابٍ: بَراحُها؛ قالَ أَبو النَّجْم يَصِفُ
فَرَساً طَويلَ القوائِمِ:
يَبْدُو خَوَاءُ الأَرضِ من خَوَائِه ويقالُ لما يَسُدُّه الفَرَسُ
بذَنَبِه من فُرْجَةِ مَا بينَ رِجْلَيْه:} خَوَايَةٌ؛ قالَ
الطرمَّاحُ:
فسَدَّ بمَضْرَحِيِّ اللّوْنِ جَثْلٍ
خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهين {ِوخَوَّتِ الإِبِلُ} تَخْويَةً:
خَمُصَتْ بُطوُنها وارْتَفَعَتْ؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ فِي صفَةِ
ناقَةٍ ضامِرَةٍ:
ذَات انْتِباذٍ عَن الحادِي إِذا بَرَكَتْ
{خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُحْزَئِلاَّتِ} وخَوَّى الطائِرُ {تَخْوِيةً:
بَسَطَ جَناحَيْه ومَدَّ رَجْلَيْه، وذلكَ إِذا أَرادَ أَنْ يَقَعَ.
وكُلُّ فُرْجَةٍ: خَوَاءٌ، كسَحابٍ.
} والخَوِيُّ، كغَنِيَ: البَطْنُ السَّهْلُ من الأَرْضِ؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
{وخَوَّتِ النُّجُومُ} تَخْوِيةً: مالَتْ للغُروبِ؛ نَقَلَهُ
الجَوهرِيُّ.
{وخَوَايةُ المَطَرِ: حَفِيفُ انْهِلالِه؛ عَن ابنِ الأَعرابيِّ.
وحكَى أَبو عبيدٍ:} الخَوَاةُ الصَّوْتُ.
وقالَ أَبُو مالِكٍ: سَمِعْتُ خَوايَتَهُ، أَي صَوْتَه شِبْهَ
التَّوَهُّمِ.
{والخاوِيَةُ: الَّداهِيَةُ؛ عَن كُراعٍ.
} وخَيَّيْتُ {خاءً: كَتَبْتُها؛ وسَيَأْتي.
} وخِيُو، بكسْرٍ فضمَ: جَدُّ أَبي القاسِمِ يونُسَ بن طاهِرِ بنِ
محمدِ بنِ
(38/28)
يُونُسَ {الخيويّ النضريّ البلخيّ المُلَقَّبُ بشيخِ الإسْلامِ، تُوفي
سَنَة 411.
} وخِياوان، بالكسْرِ: مدينَةٌ بفارِسَ.
{والخَوِيُّ، كغَنِيَ: وادٍ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّ الْآل يُرْفَع بينَ حُزْوَى
ورَابيَة} الخَوِيِّ بِهمْ سَيَالا |