تاج العروس

(فصل الدَّال مَعَ الْوَاو وَالْيَاء)
دأو
: (و ( {دَأَى الذِّئْبُ) للغَزالِ} يَدْأَى ( {دَأْواً) : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ كَمَا هُوَ مُقْتَضى كِتَابَته بالحُمْرة والصَّوابُ كتبه بالأَسّود، فإنَّ الجَوْهرِيَّ ذَكَرَه فِي الترْكِيب الَّذِي يَلِيه فقالَ:} ودَأَوْتُ لَهُ لُغَةٌ فِي دَأْيْتُ.
(وَهُوَ شِبْهُ الخَتْلِ والمُراوَغَةِ) ؛ قالَ:
كالذَّئْبِ يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ ووَقَعَ فِي نسخةِ شيْخِنا: دَأَى الذِّئْبُ يَدْأَى دَأْواً، فاعْتَرضَ عَلَيْهِ باصْطِلاحِه وَقَضيته أَنْ يكونَ كضربَ إِلَى آخِره مَا قالَ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ النسخَ الصَّحِيحةَ: دَأَى الذِّئْبُ دَأْواً كَمَا عنْدَنا، فتأَمَّل.

دأي
: (ى ( {الدَّأْيُ} والدُّئيُّ) ، بضمَ فكسْرٍ، ( {والدِّئيُّ) ، بكسْرِ الدالِ والهَمْزةِ: (فِقَرُ الكاهِلِ والظَّهْرِ، أَو غَراضِيفُ الصَّدْرِ، أَو ضُلوعُهُ فِي مُلْتقاهُ ومُلْتَقى الجَنْبِ) ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعيُّ لأبي ذُؤَيْبٍ:
لَهَا من خِلالِ} الدَّأْيَتَيْن أَرِيجُ (أَو {الدَّأَياتُ) ، بالتَّحرِيكِ: (أَضْلاعُ الكَتِفِ ثلاثَةٌ من كلِّ جانِبٍ) ، واحِدَتُها} دَأْيةٌ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ اللَّيْثُ: الدَّأْيُ جَمْعُ! الدَّأْيةِ،

(38/29)


وَهِي فَقارُ الكاهِلِ فِي مُجْتَمعِ مَا بينَ الكَتِفَيْنِ مِن كاهِلِ البَعيرِ خاصَّةً؛ والجَمْعُ {الدَّأَياتُ، وَهِي عِظامُ مَا هُنالِكَ كلُّ عظمٍ مِنْهَا} دَأْيةٌ.
وقالَ أَبو عُبيدَةَ: {الدَّأَياتُ خَرَزُ العُنُقِ، ويقالُ: خَرَزُ الفَقارِ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ للضِّلْعَيْن اللَّتَيْنِ تَلِيانِ الواهِنَتَيْن} الدَّأْيَتانِ.
وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: لم يَعْرِفُوا، يَعْني العَرَب، {الدَّأَياتِ فِي العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ فِي الأضْلاَعِ، وهنَّ سِتّ يَلِينَ المَنْحر من كلِّ جانِبٍ ثَلَاث، لمَقَادِيمِهِنَّ جَوانِحُ، ويقالُ للَّتَيْنِ تَلِيانِ المَنْحَر النَّاحِرَتانِ.
قالَ الأزهرِيُّ وَهَذَا صَوابٌ، وَمِنْه قْولُ طرفَةَ:
كأنَّ مَجَرَّ النِّسْع فِي} دَأَياتِها
مَوارِدُ من خَلْقاءَ فِي ظَهْرِ قَرْدَدِوفي الصِّحاحِ: ويُجْمَعُ على الدَّأَياتِ، بالتَّحْرِيكِ، ويُجْمَعُ {الدَّأَيُ} دَئِيّ مثْل ضَأْنٍ وضَئِينٍ ومَعْزٍ ومَعيزٍ؛ قالَ حُمَيْد الأَرْقط:
يَعَضُّ مِنْهَا الظَّلِفُ الدَّئِيّا
عَضَّ الثِّقافِ الخُرُصِ الخَطِّيَّاوحكَى ابنُ بَرِّي عَن الأَصْمعيّ: {الدُّئيُّ على فُعُولٍ جَمْع} دَأْيَةٍ لفَقارِ العُنُقِ.
( {ودَأَيْتُ للشَّيءِ، كسَعَيْتُ) ،} أَدْأَى لَهُ {دَأْياً: (خَتَلْتُه) ، مثْلُ دَأَوْتُ لَهُ، نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ.
(وابنُ} دَأْيَةَ: الغُرابُ) ، سُمِّي بِهِ لأنَّه يَقَعُ على دَأْيَةِ البَعيرِ الدَّبِرِ فيَنْقُرُها؛ قالَ الشاعِرُ يَصِفُ الشَّيْب:
ولمَّا رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَأْيةٍ
وعَشَّشَ فِي وِكْرَيْهِ جاشَتْ لَهُ نَفْسِي

(38/30)


وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّأْيَةُ: مُرَكَّبُ القِدْحِ مِن القَوْس، وهُما} دَأْيَتانِ مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فَوْق وأَسْفَل.

دبي
: (ى ( {الدَّبَى: المَشْيُ الرُّوَيْدُ) ، وَقد} دَبَى {يَدْبَى} دَبْياً.
(و) الدَّبَى: الجَرادُ قَبْل أَن يَطِيرَ.
وقيلَ: (أَصْغَرُ) مَا يكونُ مِن (الجَرادِ والنَّمْلِ) .
وقالَ أَبو عبيدَةَ: الجَرادُ أَوَّلُ مَا يكونُ سِراً، وَهُوَ أَبْيض، فَإِذا تحَرَّكَ واسوَدَّ فَهُوَ {دَبىً قَبْل أَن تَنْبتَ أَجْنِحَته، انتَهَى.
وقالَ الجَوهرِيُّ: الواحِدَةُ} دَباةٌ؛ وأَنْشَدَ لسِنانِ الأَباني:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المعَقوبِ
على دَباةٍ أَو على يَعْسُوبِ (وأَرضٌ {مُدْبِيَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ؛ عَن أَبي زَيْدٍ؛ أَي (كثيرٍ تُهما.
(و) أرضٌ) (} مَدْبِيَّةٌ،) كمَرْمِيَّةٍ) ، عَن الكِسائي بمَعْناه، (ومَدْبُوَّةٌ) بالواوِ على المُعاقَبَةِ قالَهُ اينُ سِيدَه؛ (أَكَلَ {الدَّبَى نَبْتَها.
(وأَدْبَى العَرْفَجُ) والرِّمْثُ: إِذا (خَرَجَ مِنْهُ مثلُ} الدَّبَى) ، وَهُوَ حينَئِذٍ يَصْلُح أَنْ يُؤْكَلَ.
( {ودَبَى، كعَلَى: سُوقٌ للعَرَب.
(و) } دُبَيُّ، (كسُمَيَ: ع لَيِّنٌ بالدَّهْناءِ يَأْلَفَهُ.
الجَرادا فيبيضُ فِيهِ.
(و) يقالُ: (جاءَ) فُلانٌ ( {بدَبَى} دُبَيَ) ، كسُمَيَ، ( {وبدَبَى} دُبَيَّيْنِ) : مَشَى {دُبَيّ كسُمَيَ، أَي (بمالٍ كَثيرٍ) ، يقالُ ذلكَ فِي الخَيْرِ والكَثْرةِ، فالدَّبَى مَعْروفٌ؛} ودُبَيٌّ: مَوْضِعٌ واسِعٌ، فكأَنَّه قالَ: جاءَ بمالٍ! كدَبَى ذلكَ المَوْضِع الواسِع.

(38/31)


(وغَلِطَ الجوهرِيُّ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ عَن ابنِ الأَعرابيّ: جَاءَ فلانٌ {بدَبَى} دَبَى، أَي جاءَ بمالٍ {كالدَّبَى فِي الكَثْرةِ.
هَكَذَا وُجِدَ بخطِّه فِي النسخِ المَوْثوقِ بهَا، فنَقْلُه عَن ابنِ الأَعرابيّ صَحِيحٌ غَيْر أَنَّه خالَفَه فِي الضَّبْطِ، فَالَّذِي فِي المُجْمَل لابنِ فارِس بَدبَى} دُبَيَ، كَمَا للمصنِّفِونَقَلَ الأزهرِيُّ عَن ابنِ الأعرابيِّ: بدَبَى دُبيَ {ودَبَى} دُبَيَّيْنِ، كَمَا هُوَ للمصنِّفِ، ومثْلُه عَن ثَعْلَب.
ووَقَعَ فِي التَكْمِلَةِ عَنهُ: {يَدْبَى} دَبَى {يَدْبَى كيَسْعَى،} ودُبًى مثْلُ رُحًى إِذا جاءَ بِمَال كالدّبَى.
فظَهَرَ بذلكَ أنَّ الجَوهرِيَّ غَلِطَ فِي ضَبْطِهِ، فقوْلُ شيْخنا لَا وهم فقد ذَكَروه بالوَجْهَيْن مَحل تأَمل.
(وأَبو {دُبَيَّةَ، بالضَّمِّ: شاعِرٌ) ، وَهُوَ أَبو دُبَيَّةَ بنُ عامِرٍ مِن بَني سعْدِ بنِ قَيْسِ بن ثَعْلَبَة؛ قالَهُ الحافِظُ فِي التَّبْصيرِ.
(} والدُّبَّاءُ) للقَرْعِ تقدَّمَ ذكْرُه (فِي الباءِ) الموحَّدَةِ.
(ووَهِمَ الجَوهرِيُّ) فِي ذكْرِه فِي المُعْتل.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَزْنُ {دُبَّاء فُعَّال ولامُه هَمْزة لأنَّه لم يُعْرف انْقِلابُ لامِه عَن واوَ أَو عَن ياءٍ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وأَخْرَجَه الهَرَويُّ فِي دَبَبَ على أنَّ الهَمْزَةَ زائِدَةٌ، وأَخْرَجَه الجَوهرِيُّ والزَّمَخشريُّ فِي المُعْتل على أنَّ هَمْزتَه مُنْقَلِبةٌ، قالَ: وكأَنَّه أَشْبَه.
(} والتَّدْبِيَةُ: الصَّنْعَةُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أَرْضٌ {مَدْباَةٌ: كثيرَةُ} الدَّبَى؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وجاءَ {بدَبَى} دُبْيان {ودَبَى} دُبَّيَان، كعُثْمان وعَلْيَان، كِلاهُما

(38/32)


عَن ثَعْلَب، أَي بالخَيْرِ الكَثيرِ.
{ودُبَىّ: من المُدنِ القَدِيمَةِ بعُمَان كانتِ القَصَبةُ؛ عَن نَصْر.
وكسُمَيَّةَ} دُبَيَّةُ بنُ عدِيِّ بنِ زيدِ بنِ عامِرِ بنِ لوذان الأنْصارِيُّ الخطميُّ قُتِلَ مَعَ عليَ بصِفِّين، وَمن ذرِّيَّتِه: القارونُ بنُ الضحَّاكِ بنِ دُبَيَّةَ، كَانَ لَهُ قدْرٌ بالمدينَةِ، قالَهُ مصعَبُ.
{ودُبَيَّةُ بنُ حرمي السُّلَميُّ سادنُ العُزَّى.
ومحمدُ وسُلَيْمان ابْنا عتبَةَ بن دُبَيَّةَ بن جابِرٍ السُّلَميّ مِن خُلَفاء أَبي طالِبٍ قُتِلا بالحرَّةِ.

دجو
: (و (} دَجَا اللّيْلُ) {يَدْجُو (} دَجْواً) ، بالفتْحِ، ( {ودُجُوّاً) ، كسُمُوَ: (أَظْلَمَ) ، فَهُوَ} داجٍ {ودَجِيٌّ؛ (} كأَدْجَى {وتَدَجَّى) ؛ قالَ الأَجْدَعُ الهَمْدانيُّ:
إِذا الليلُ} أَدْجَى واسْتَقَلَّتْ نُجُومُهُ
وصاحَ من الأفْراطِ هامٌ جواثِمُوقالَ لبيدٌ:
واضْبِطِ الليلَ إِذا رُمْتَ السُّرَى
{وتَدَجَّى بعد فَوْرٍ واعْتَدَلْقيلَ: أَرَادَ} بتَدَجَّى هُنَا سَكَنَ.
( {وادْجَوْجَى) اللَّيْلُ: أَظْلَمَ.
(ولَيْلَةٌ} داجِيَةٌ) : مُظْلِمَةٌ.
( {ودَياجِي اللَّيْلِ: حَنادِسُه كأَنَّهُ جَمْع} دَيْجاةٍ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {ودَجَا شَعَرُ الماعِزَةِ: أَلْبَسَ) ورَكِبَ (بعضُه بَعْضًا وَلم يَتَنَفَّشْ.
(و) } دَجا (فلانٌ) {دَجْواً: (جامَعَ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:
لمَّا} دَجاها بمِتَلَ كالصَّقْبِ

(38/33)


(و) {دَجا (الثَّوْبَ) } دُجُوّاً: (سَبَغَ.
(وعَنْزٌ {دَجْواءُ: سابِغَةُ الشَّعَرِ) ؛ وكذلِكَ الناقَةُ.
(ونِعْمَة} داجِيَةٌ: سابِغَةٌ) ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
وَإِن أَصابَتْهُمُ نَعْماءُ {داجِيَةٌ
لم يَبْطَرُوها وإِن فاتَتْهُمُ صَبَرُوا (} والدُّجَةُ، كثُبَةٍ: الأَصابِعُ الثَّلاثُ وَعَلَيْهَا اللُّقْمَةُ.
(قالَ ابنُ الأعرابيِّ: محاجاةٌ للأَعْراب: يقولونَ ثلاثُ {دُجَهْ يَحْمِلْنَ دُجَهْ إِلَى الغَيْهبانِ فالمِنْثَجَهْ؛ قالَ:} الدُّجَةُ الأصابِعُ الثَّلاثُ؛ والدُّجَةُ اللُّقْمَةُ، والغَيْهَانُ البَطْنُ، والمِنْثَخَةُ الاسْتُ.
(و) {الدُّجَةُ: الزِّرُّ؛ كَمَا فِي المُحْكَمِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: (زِرُّ القَميصِ) . يقالُ: أَصْلح دُجَة قَمِيصك؛ (ج دُجاةٌ ودُجًى.
(} والمُداجَاةُ: المُدارَاةُ) . يقالُ: {دَاجَيْته، أَي دَارَيْته كأَنَّك ساتَرْتَه العَداوَةَ؛ قالَ قَعْنَبُ ابنُ أُمِّ صاحِبٍ:
كلٌّ} يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَهُ
ولنْ أُعالِنَهُمْ إلاَّ بِمَا عَلَنُوا نَقَلَه الجَوهرِيُّ، قالَ: (و) ذَكَرَ أَبو عَمْرو: أنَّ {المُداجاةَ أَيْضاً (المَنْعُ بينَ الشِّدَّةِ والرَّخاءِ) ؛ وَفِي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: والإرْخاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الدُّجا: سَوادُ الليْلِ مَعَ غَيْمٍ، وأَنْ لَا تَرى نَجْماً وَلَا قَمَراً؛
وقيلَ: هُوَ إِذْ أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ وليسَ هُوَ مِن الظَّلْمَةِ.
ويقالُ: لَيْلَةٌ {دُجاً وليالٍ دُجاً، لَا يُجْمَع لأنَّه مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ.
} ودَجا الإسْلامُ: قَوِيَ وانْتَشَر وأَلْبَسَ كلَّ شيءٍ.
وحُكِي عَن الأصْمعيّ أنَّ {دَجا الليْلُ بِمَعْنى هَدأَ وسَكَنَ.
} ودَجا أَمْرُهُم على ذلِكَ: أَي صَلَح.
! والدَّواجِي: الظّلم، واحِدُها

(38/34)


{داجِيَةٌ.
} والمُداجاةُ: المُجامَلَةُ والمُطاوَلَةُ.
وقالَ أَبو حنيفَةَ: إِذا التَأَمَ السَّحابُ وتَبَسَّطَ حَتَّى يَعُمَّ السَّماء فقد {تَدَجَّى.
} ودُجَى: مَوْلى الطَّائِع خادِمٌ أَسْود قد حدَّثَ.
وأَبو {الدُّجَى: كُنْيَةُ عَنْتَرَة؛ وَمِنْه قوْلُه:
أَبو الدَّجَى حَادِثَة اللَّيَالِي} والدِّجو، بالكسْرِ: النَّظِيرُ والخدْنُ.
ويقالُ فِي زَجْرِ الدَّجاجَةِ: {دِجْ لَا} دَجاكُنَّ اللَّهُ.
{والدِّجوةُ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من القليوبية، وَقد دَخَلْتها مَرَّات، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا المُحدِّثونَ، مِنْهُم: التَّقيُّ محمدُ بنُ الْمعِين مُحَمَّد بنِ الزَّيْن عَبْدِ الرَّحمانِ بنِ حَيْدرَةَ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الجليلِ} الدّجويُّ الشَّافِعيُّ وُلِدَ سَنَة 737، وتُوفي سَنَة 809، سَمِعَ البُخارِي من أَبي القاسِمِ عبْدِ الرحمنِ بنِ عليِّ بنِ هَارُون والصَّلاحِ خليلِ ابنِ طرنطاي، وَعنهُ البَدْر الْعَيْنِيّ والزَّيْن العِراقي.

دجي
: (ى ( {الدُّجْيَةُ، بالضَّمِّ: قُتْرَةُ الصَّائِدِ) ؛ قالَ الطرمَّاحُ:
مُنْطَوٍ فِي مُسْتَوى} دُجْيَةٍ
كانْطواءِ الحُرِّ بَيْنَ السّلام ْوالجَمْعُ! الدُّجَى؛ قالَ أُميَّةُ الهُذَليّ:
بِهِ ابنُ الدُّجى لاطِئاً كالطِّحال (و) الدُّجْيَةُ (مِن القَوْسِ) : جلْدَةٌ (قَدْرُ إصْبَعَيْنِ يُوضَعُ فِي طَرَفِ السَّيْرِ الَّذِي يُعَلَّقُ بِهِ القَوْسُ) ، وَفِيه حَلْقة فِيهَا طَرَفُ السَّيْر.
وَالَّذِي ذَكَرَه ابنُ

(38/35)


الأعْرابيِّ فِي هَذَا المعْنى {الدُّجَة، كَمَا سَيَأْتي.
(و) } الدُّجْيَةُ: (الظُّلْمَةُ) ؛ يائيَّةٌ واوِيَّةٌ؛ (ج {دُجًى) ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أُمَيَّة الهُذَليّ أَيْضاً لأنَّه يُنامُ فِيهَا لَيْلًا.
(ولَيْلٌ} دَجِيٌّ، كغَنِيَ: داجٍ) ؛ أَنْشَدَ ابنْ الأعرابيِّ:
والصُّبْحُ خَلْفَ الفَلَق {الدُّجِيِّ (} وَدَاجَى) {مُداجَاةً: (ساتَر بالعَداوَةِ.) فكأَنَّه أَتاه فِي} دُجْيَةٍ أَي: ظُلْمَةٍ. وَذكر شاهِدُهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الدُّجْيَةُ، بالضَّمِّ: الصُّوفُ الأَحْمَرُ، والجَمْعُ:} الدُّجَى. قَالَ الشمّاخ:
عَلَيْهَا {الدُّجَى المُسْتَنْشَآتُ كأَنَّها
هوادِجُ مَشْدُودٌ عَلَيْهَا الجزاجِزُ} والدُّجَةُ على أَرْبَعِ أَصابعَ من عُنْتُوتِ القَوْسِ، وَهُوَ الحَزُّ الَّذِي تدخلُ فِيهِ الغانَةُ، والغانَةُ حَلْقَة رأْسِ الوَتَرِ.
ويقالُ: إنَّه لفِي عَيْشٍ {دَاجٍ} دَجِيٍّ؛ كأَنَّه يُرادُ بِهِ الخفْضُ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ قالَ:
والعَيْشُ داجٍ كَنفاً جِلْبابُ هوقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: {الدُّجْيَةُ، بالضمِّ: ولدُ النَّخْلَةِ، والجَمْعُ} الدُّجَى؛ قالَ الشاعِرُ، وَهُوَ الجميحُ:
يدِبُّ حُمَيَّا الكأْسِ فيهمْ إِذا انْتَشَوْا
دَبِيبَ {الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيبِ المُعَسَّلِوقد سَمَّوا داَجِيَة.
} والدُّجْيةُ: عقبةٌ يُدَجَّى بهَا القَوْس فِي عجْسِها لئَلاَّ يَنْقَطعَ؛ نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ.

دحو
: (و ( {دَحَا اللَّهُ الأرضَ} يَدْحُوها {ويَدْحاها} دَحْواً: بَسَطَها) .
قالَ شيْخُنا: فِيهِ تَخْلِيط بالاصْطِلاحِ، وَلَو قالَ! دَحا كدَعَا وسَعَى لكانَ أَنَصّ على المُرادِ

(38/36)


وأَبْعَد عَن تَخْليطِ الاصْطِلاح.
قالَ الجَوهرِيُّ: قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {والأَرْض بعدَ ذلكَ {دَحاها} ، أَي بَسَطَها.
قُلْتُ: وَهُوَ تَفْسيرُ الفرَّاء.
قالَ شمِرٌ: وأَنْشَدَتْني أَعْرابِيَّة:
الحمدُ للَّهِ الَّذِي أَطاقَابَنَى السَّماءَ فَوْقَنا طِباقَا ثمَّ} دَحَا الأَرضَ فَمَا أَطاقَاقالَ شَمِرٌ: وفَسَّرَتْه فقالتْ: دَحا الأَرضَ أَوْسَعَها. وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لزيدِ بنِ عَمْرو بن نُفَيل:
دَحَاها فلمَّا رَآهَا اسْتَوَتْ
على الماءِ أَرْسَى عَلَيْهَا الجِبالا قُلْتُ: وسِياقُ المصنِّف فِي ذكْرِ المَصْدر يَقْتَضي أنَّه {ليَدْحو} ويَدْحَى، وليسَ كذَلِكَ بل مَصْدَر {يَدْحى} دَحْياً وَهِي لُغَةٌ فِي {يَدْحو} دَحْواً، حَكَاها اللَّحْيانيُّ وسَيَأْتي ذلكَ للمصنِّفِ فِي الَّذِي يَلِيه، فَلَو اقْتَصَرَ على اللّغَةِ الأُولى كانَ حَسَناً.
وَفِي صلاةِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (اللهُمَّ {دَاحِيَ} المَدْحُوَّاتِ) ، يَعْني باسِطَ الأَرَضِينَ ومُوَسِّعَها.
(و) {دَحَا (الرَّجُلُ) } يَدْحُو {دَحْواً: (جامَعَ) ؛ لُغَةٌ فِيهِ عَن ابنِ الأعْرابيِّ:
(و) دَحَا (البَطْنُ: عَظُمَ واسْتَرْسَلَ إِلَى أَسْفَلَ) ؛ عَن كُراعٍ.
(} وادْحَوَى) الشَّيءُ: (انْبَسَطَ) ؛ قالَ يزيدُ بنُ الحَكَم الثَّقفيُّ يُعاتِبُ أَخاهُ:
{ويَدْحُو بكَ الدَّاحِي إِلَى كلِّ سَوْءَةٍ
فَيَا شَرَّ مَنْ} يَدْحُو بأَطْيَش مُدْحَوِ ( {والأُدْحِيُّ، كلُجِّيَ) ، أُفْعُول مِن} دَحَوْت، (ويُكْسَرُ) ؛ واقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ على الضمِّ؛

(38/37)


( {والأُدْحِيَّةُ} والأُدْحُوَّةُ) ، بضمِّهِما: (مَبيضُ النَّعامِ فِي الرَّمْلِ) لأنَّه {يَدْحُوه برِجْلِه، أَي يَبْسُطه ويُوسعُه ثمَّ يَبِيضُ فِيهِ، وليسَ للنَّعامِ عُشٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَهِي واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ وسيَأْتي فِي الَّذِي يَلِيه، والجَمْعُ} الأداحِيُّ. وَفِي الحدِيثِ: (لَا تكونُوا كقَيْضِ بَيْضِ فِي {أَداحٍيّ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} مَدْحَى النَّعام: كمَسْعَى: مَبيضُه؛ نقلَهُ الجَوهرِيُّ.
{ودَحا السَّيْلُ بالبَطْحاءِ: رَمَى وأَلْقى.
} ودَحا الحَجَرَ بيَدِه: أَي رَمَى بِهِ ودَفَعَه.
{والدَّحْوُ بالحجارَةِ: المُرامَاةُ بهَا والمُسابَقَةُ، كالمُدَاحَاةِ.
والمَطَرُ} الدَّاحِي: الَّذِي {يَدْحُو الحَصَى عَن وَجْه الأرضِ يَنْزِعُه.
ويقالُ لَّلاعِبِ بالجَوْزِ: أَبْعِدِ المَرْمَى} وادْحُه، أَي ارْمِهِ.
ويقالُ للفَرَسِ: مَرَّ {يَدْحُو} دَحْواً إِذا رَمَى بيَدَيْه رَمْياً لَا يَرْفَع سُنْبُكَه عَن الأرْضِ كَثِيراً.
{ودحوةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرٍ أَخو} دحْيَة الْآتِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ.

دحي
: (ى ( {دَحَيْتُ الشَّيءَ} أَدْحاهُ {دَحْياً) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ اللحْيانيُّ: أَي (بَسَطْتُه) .
وَقد ذَكَرَ الجَوهرِيُّ بعضَ اللّغاتِ الَّتِي ذكَرَها المصنِّف فِي هَذَا الترْكيبِ كَمَا سَيَأْتي، فمِثْل هَذَا لَا يكُونُ مُسْتدركاً عَلَيْهِ وَلَا يُكْتَبُ بالأَحْمَر، فتأَمَّل.
وَلَو قالَ:} دَحاهُ {دَحْياً، كسَعَى؛ كانَ أَنَصّ على المُرادِ وأَبْعَد عَن تَخْليطِ الاصْطِلاحِ.
(و) دَحَيْت (الإِبلَ) دَحْياً: (سُقْتُها) سَوْقاً؛ والَّذالُ لُغَةٌ فِيهِ.
(} والأُدْحِيُّ) ، بالضَّمِّ (ويُكْسَرُ: مَبِيضُ النَّعام) . وَهَذَا قد ذَكَرَه الجَوهرِيُّ، وَهِي ذاتُ وَجْهَيْن ووَزْنَه أُفْعُول،

(38/38)


والجَمْعُ {أَداحِي.
(و) } الأُدْحِيُّ: (مَنْزِلٌ للقَمَرِ) بينَ النَّعائِمِ وسَعْدٍ الذَّابِحِ، يقالُ لَهُ البَلْدَة شَبِيهٌ {بأُدْحِيِّ النَّعامِ.
(و) } دُحَيٌّ، (كسُمَيَ: بَطْنٌ) من العَرَبِ؛ عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) {دَحِيٌّ، (كغَنِيَ: ع) ؛ نَقَلَهما ابنُ سِيدَه.
(} والدِّحْيَةُ، بالكسْرِ: رئيسُ الجُنْدِ) ومُقَدَّمُهم، أَو الرَّئيسُ مُطْلقاً فِي لُغَةِ اليَمَنِ كَمَا فِي الرَّوْض للسَّهيلي.
وقالَ أَبو عَمْرو: أصْلُ هَذِه الكَلِمَة السَّيِّدُ بالفارِسِيَّةِ، وكأَنَّه مِن دَحاهُ يَدْحُوه إِذا بَسَطَه ومَهَّدَه، لأنَّ الرَّئيسَ لَهُ البَسْط والتَّمْهيد، وقلبُ الواوِ فِيهِ يَاء نظيرُ قَلْبها فِي فِتْيَة وصِبْيَة.
قُلْتُ: فَإِذا صَوابُ ذِكْره فِي دَحا دَحْواً.
وَفِي الحدِيثِ: (يدخلُ البيتَ المَعْمورَ كلَّ يَوْم سَبْعونَ أَلْفَ {دِحْيَةٍ مَعَ كلِّ دِحْيَةٍ سَبْعون ألفَ مَلَك) ، (و) بِهِ سُمِّي دِحْيَةُ (بنُ خَليفَةَ) بنِ فرْوَةَ بنِ نضالَةَ (الكَلْبيُّ) الصَّحابيُّ المَشْهورُ، وَهُوَ الَّذِي كانَ جِبْريل، عَلَيْهِ السَّلَام، يأْتي بصورته وَكَانَ من أجْمَل الناسِ وأَحْسَنهم صُورَةً؛ (ويُفْتَحُ) .
قالَ ابنُ برِّي: أجازَ ابنُ السِّكِّيت فِي دِحْيَة الكَلْبي فتْحَ الَّدالِ وكَسْرَها، وأَمَّا الأصْمَعِيّ فَفتح الدَّال وأَنْكَرَ الكَسْر.
(و) } الدَّحْيَةُ، (بالفتْحِ: القِرْدَةُ الأُنْثى) .
قالَ شيْخُنا: ولعلَّ ذكر الأُنْثى دَفْعاً لتَوَهّم أنَّ تاءَ القِرْدَة للوحْدَةِ، فتأَمَّل.
(و) {دَحْيَة (بنُ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ) بنِ هَوازِنَ أَخُو دَحْوة الْمَاضِي، ذكرهمَا الجوهريّ فِيهِ الفَتْح لَا غَيْر.
(} والمِدْحاةُ، كمِسْحاةٍ: خَشَبَةٌ

(38/39)


{يُدْحَى بهَا الصَّبيُّ فَتَمُرُّ على وَجْهِ الأرْضِ لَا تأْتِي على شيءٍ إلاَّ اجْتَحَفَتْهُ.
(وَقَالَ شَمِرٌ:} المِدْحاةُ لعْبةٌ يَلْعَبُ بهَا أَهْلُ مكَّةَ؛ قالَ: وسَمِعْتُ الأَسدِيّ يَصِفُها ويقولُ: هِيَ {المَدَاحِي والمَسَاوِي، وَهِي أَحْجارٌ أَمْثال القِرَصَة وَقد حَفَرُوا حفيرةً بقدْرِ ذلكَ الحَجَرِ فيفتحون قَلِيلا، ثمَّ يَدْحُون بتلْكَ الأحْجارِ إِلَى تلكَ الحَفِيرَةِ، فَإِن وَقَعَ فِيهَا الحَجَرُ فقد قَمَر، وإلاَّ فقد قُمِرَ.
(قالَ: وَهُوَ يَدْحُو ويَسْدُو إِذا دَحاها على الأرْضِ إِلَى الحُفْرةِ، والحُفْرةُ هِيَ أُدْحِيَّة.
(وسِياقُ هَذِه العِبارَةِ يَقْتَضي أَنْ يُذْكَرَ فِي دَحا دَحْواً، فتأَمَّل.
(} وتَدَحَّى: تَبَسَّطَ) . يقالُ: نامَ فلانٌ {فتَدَحَّى أَي اضْطَجَعَ فِي سَعَةٍ من الأرْضِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المَدْحِيَّات: المَبْسُوطات. لُغَةٌ فِي المَدْحُوَّات.
قَالَ ابنُ برِّي: ويقالُ للنَّعامَةِ بِنْتُ أُدْحِيَّة؛ قالَ: وأَنْشَدَ أَحمدُ بنُ عبيدٍ عَن الأصْمعيّ:
بَاتَا كرِجْلَيْ بِنْتِ {أُدْحِيَّةٍ
يَرْتِجِلانِ الرِّجْلَ بالنَّعْلِفأَصْبَحَا والرِّجْلُ تَعْلُوهُما
يَزْلَعُ عَن رِجْلِهِما القَحْل ِوقال العِتْرِيفي: تَدَحَّتِ الإِبِلُ فِي الأَرْضِ: إِذا تَفَحَّصَتْ فِي مَبارِكِها السَّهْلةِ حَتَّى تَدَع فِيهَا قَرامِيصَ أَمْثالَ الجِفارِ، وإِنَّما تَفْعل ذلكَ إِذا سَمِنَتْ.
وَفِي المِصْباح:} الدَّحْيَة، بالفتْحِ: المرَّةُ؛ وبالكسْر: الهَيْئة، وَبِه سمى.
وَقَالَ شيْخُنا: {انْدَحَى البَطْنُ: اتَّسَعَ.

دخي
: (ى (} الدَّخَى) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ (الظُّلْمَةُ، وَهِي ليْلَةٌ! دَخْياءُ) مُظْلِمةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

(38/40)


لَيْلٌ {داخٍ: مُظْلِم.
قَالَ ابنُ سِيدَه: فإمَّا أَنْ يكونَ على النَّسَبِ، وإمَّا أَن يكونَ على فِعْلٍ لم نَسْمَعْه.

ددو
: (و (} الدَّدَا) ، كقَفَا: (اللَّهْوُ واللَّعِبُ، كالدَّدِ والدَّدَنِ) ، كيدٍ وحَزَنٍ، وَقد ذُكِرَ الأَخيرُ فِي بابِ النونِ، وَهِي ثلاثُ لُغاتٍ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَا أَنا مِنْ دَدٍ وَلَا الدَّدُ منِّي) . ومَعْنى تَنْكِير الدَّد فِي الأوَّلِ الشِّياعُ والاسْتِغْراق وأَنْ لَا يَبْقَى شيءٌ مِنْهُ إلاَّ وَهُوَ مُنَزَّه عَنهُ، أَي مَا أَنا فِي شيءٍ من اللَّهْوِ واللَّعِبِ، وتَعْريفُه فِي الجملةِ الثانيةِ لأنَّه صارَ مَعْهوداً بالذِّكْر كأَنَّه قالَ: وَلَا ذلكَ النَّوْع، وإنَّما لم يَقُل وَلَا هُوَ منِّي لأنَّ الصَّريحَ آكَدُ وأَبْلَغ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
ابنُ {دَادَا: مُحدِّثٌ، وَهُوَ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ دَادا الخبَّازُ النَّصْري مِن أَهْلِ النَّصْرية، سَمِعَ من أَبي الْمَعَالِي الْغَزالِيّ، وتُوفي سَنَة 116، هَكَذَا ضَبَطَه ياقوت بدَالَيْن مُهْمَلَتَيْن.

درو
: (} الدَّرْوانُ) : أهْمَلَهُ الجوهرِيُّ.
وَقَالَ كُراعٌ: هُوَ (وَلَدُ الضِّبْعانِ من الذِّئْبَةِ) ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
وَلم يُشِرْ لَهُ المصنِّفُ بحَرْفٍ على عادَتِه، ومُقْتَضى سِياقه أنَّه واوِيٌّ، فيُكْتَب لَهُ الواوُ بالأَسْودِ والأَلفِ والنّونُ زائِدَتانِ.

دري
: (ى ( {دَرَيْتُه و) } دَرَيْتُ (بِهِ أَدْرِي {دَرْياً} ودَرْيَةً) ، بفتْحِهما (ويُكْسَرانِ) ،
الكَسْرُ فِي دِرْيٍ عَن اللّحْيانيّ،
ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ: {دُرْيَة بالضمِّ بضَبْطِ القَلَم.
وحكَى ابنُ الأعرابيِّ: مَا تَدْرِي مَا} دِرْيَتُها أَي مَا تَعْلَمُ مَا علْمُها.
( {ودِرْياناً، بالكسْرِ ويُحَرَّكُ،} ودِرايَةً، بالكسْرِ،! ودُرِيّاً، كحُلِيَ: عَلِمْتُه) ؛

(38/41)


الأَخيرَةُ عَن الصَّاغانيّ فِي التكْمِلَةِ.
قالَ شيْخُنا: صَرِيحُه اتِّحادُ العِلْم والدِّرَايَةِ.
وصَرَّحَ غيرُهُ: بأَنَّ {الدِّرايَةَ أَخَصُّ مِن العِلْم، كَمَا فِي التَّوْشِيح وغيرِهِ.
وقيلَ: إنَّ} دَرَى يكونُ فِيمَا سَبَقه شَكٌّ؛ قالَهُ أَبو عليَ.
(أَو) عَلِمْتُه (بضَرْبٍ من الحِيلَةِ) ، وَلذَا لَا يُطْلَقُ على اللَّهِ تَعَالَى؛ وأَمَّا قوْلُ الراجزِ:
لَا هُمَّ لَا {أَدْرِي وأَنْتَ} الدَّارِي فَمن عجرفة الأعْراب.
(و) يُعَدَّى بالهَمْزَةِ فيقالُ: ( {أدْراهُ بِهِ أَعْلَمَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَلَا} أَدْرَاكُم بِهِ} ؛ فأَمَّا من قَرَأَ بالهَمْزِ فإنَّه لحن.
وَقَالَ الجَوهرِيُّ: والوَجْهُ فِيهِ تَرْك الهَمْز.
(و) دَرَى (الصَّيْدَ) يَدْرِيه ( {دَرْياً: خَتَلَهُ) ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
فَإِن كنتُ لَا أَدْرِي الظِّباءَ فإنّني
أَدُسُّ لَهَا تحتَ التُّرابِ الدَّواهِياوقالَ ابنُ السِّكِّيت:} دَرَيْت فُلاناً {أَدْرِيه دَرْياً: خَتَلْتَه؛ وأَنْشَدَ:
فَإِن كُنت قَدْ أَقْصَدْتني إِذْ رَمَيْتني
بسَهْمِك فالرَّامي يَصِيدُ وَمَا} يَدْرِي أَي وَلَا يَخْتِلُ، ( {كتَدَرَّاهُ} وادَّراهُ كافْتَعَلَهُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ الراجزِ:
كيفَ تَرانِي أَذَّرِي {وأَدَّرِي
غِرَّاتِ جُمْلٍ} وتَدَّرِي غِرَرِي؟ فالأَوَّل بالذالِ المُعْجمةِ، أَفْتَعِل من ذَرَيْت تُرابَ المَعْدنِ، وَالثَّانِي بالدَّالِ المُهْملةِ أَفْتَعِل من {ادَّراهُ خَتَلَه، والثالثُ تَتَفَعَّل من} تَدَرَّاهُ خَتَلَه فأَسْقَطَ إحْدَى التاءَيْن، يقولُ: كيفَ تَراني أَذَّرِي التُّرابَ وأَخْتِل مَعَ ذلكَ

(38/42)


هَذِه المَرْأَة بالنَّظَر إِلَيْهَا إِذا اغْتَرَّتْ أَي غَفَلَت؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
(و) {دَرَى (رأْسَه) } يَدْرِيه {دَرْياً: (حَكَّهَ} بالمِدْرَى) ، بكسْرِ الميمِ، (وَهُوَ القَرْنُ) ؛ قالَ النَّابِغَةُ يَصِفُ الثوْرَ والكِلابَ:
شَكَّ الفِريصَةَ {بالمِدْرَى فأَنْفَذَها
شَكَّ المُبَيْطِرِ إِذْ يَشْفِي مِنَ العَضَدِوفي بعضِ النسخِ: وَهُوَ المُشْطُ والقَرْنُ: (} كالمِدْرَاةِ) .
قَالَ الجَوهرِيُّ: ورُبَّما تُصْلِحُ بِهِ الماشِطَةُ قُرُونَ النِّساءِ، وَهُوَ شيءٌ كالمِسَلَّة يكونُ مَعَها؛ قَالَ امْرؤُ القَيْسِ:
تَهْلِكُ {المِدْراةُ فِي أَكْنافِه
وَإِذا مَا أَرْسَلَتْهُ يَنْعَفِرْوقالَ الأزهرِيُّ: المِدْراةُ حَدِيدَةٌ يُحَكُّ بهَا الرأْسُ يقالُ لَهَا سَرْخَارَهْ.
(} والمَدْرِيَةِ) ، بفتْحِ الميمِ وكسْرِ الَّراءِ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
وقالَ الأزْهرِيُّ: ورُبَّما قَالُوا {للمِدْرَاةِ} مَدْرِيَة، وَهِي الَّتِي حُدِّدَتْ حَتَّى صارَتْ {مِدْراة، (ج} مَدارٍ {ومَدارَى) ، الألفُ بدَلَ مِن الياءِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
(} واَدَرَّتِ) المَرْأَةُ {وَتَدرَّتْ الْمَرْأَة (سَرَّحَتْ شَعْرَها) } بالمِدْرَى.
( {والدَّرِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: (لما يُتَعَلَّمُ عَلَيْهِ الطَّعْنُ) .
قَالَ الجَوهرِيُّ: قالَ الأصْمعيُّ: وَهِي دابَّةٌ يَسْتَتِر بهَا الصَّائِد إِذا أمكنه رمَى، وَهِي غيْرُ مَهْمُوزة.
وقالَ أَبُو زيْدٍ: هُوَ مَهْموزٌ لأنّها تُدْرأُ نحْو الصَّيْد أَي تُدْفَعُ.
(} ومَدْرَى) ، كمَسْعَى: (ة لبَجِيلَةَ) .
وَفِي التّكْمِلَةِ {والمِدْرَاةُ: وادٍ.
وَالَّذِي فِي كتابِ نَصْر:} المِدْرَاءُ، بالمدِّ: ماءَةٌ بركية

(38/43)


لعَوف ودهْمان ابْني نَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قَالَ سِيْبَوَيْه: {الدَّرْيَةُ} كالدِّرْيَةِ لَا يُذْهَبُ بِهِ إِلَى المَرَّةِ الواحِدَةِ ولكنَّه على مَعْنى الحالِ.
وَقَالُوا: لَا {أَدْرِ، فحذَفُوا الياءَ لكَثْرةِ الاسْتِعْمالِ ونَظِيرُه: أَقْبَلَ يَضْرِبُه وَلَا يَأْلُ.
} وادَّرَى {وتَدَرَّى: اتَّخَذَها.
} والدَّريَّة: الوَحْشُ مِن الصَّيْدِ خاصَّةً.
{وادَّرَوْا مَكاناً، كافْتَعَلُوا: اعْتَمَدوه بالغارَةِ والغَزْوِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ لسُحَيْم:
أَتَتْنا عامِرٌ من أَرْضِ رامٍ
مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ} تَدَّرِينا {ودَارَاهُ} مُدارَةً: لايَنَهُ ورَقَّقَه.
{والمُدَارَاةُ فِيهِ الوَجْهان الهَمْزُ وغَيْرُه.
وأَتَى هَذَا الأَمْر مِن غَيْر} دُرْيةٍ، بالضمِّ: أَي مِن غَيْرِ عَمَلٍ؛ نَقَلَهُ الأزهرِيُّ.
قالَ {والمُدَارَاةُ حُسْن الخُلُقِ والمُعاشَرَةِ مَعَ الناسِ.
وقوْلُهم: جَأْبُ} المِدْرَى، أَي غَلِيظ القَرْنِ، يُدَلُّ بذلِكَ على صِغَرِ سِنِّ الغَزَالِ لأنَّ قَرْنَه فِي أَوَّل مَا يطْلعُ يغلُظُ ثمَّ يدقُّ بَعْد ذلكَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الدِّرْحايَةُ، بالكسْرِ: الرَّجُلُ الضخْمُ القَصِيرُ: هَكَذَا ذَكَرَه الجوهرِيُّ هُنَا.
وَقَالَ ابنُ برِّي ذكره هُنَا سَهْو ومَحَلّه دَرَحَ، وإيَّاهُ تَبِعَ المصنِّفُ فذَكَرَه هُنَاكَ.

دسو
: (و ( {دَسَا} يَدْسُو {دَسْوَةً) : أَهْمَلَهُ الجَوهريُّ.
وقالَ الليْثُ: هُوَ (نَقِيضُ زَكَا يَزْكُو.
(و) يقالُ: (هُوَ} داسٍ لَا زاكٍ.
(! ودَسَا) أَيْضاً: (اسْتَخْفَى) ؛ عَن ابنِ

(38/44)


الأعرابيِّ.

دسي
: (ى ( {دَسَى، كسَعَى، ضِدُّ زَكَا) .
ونَصّ المُحْكَم:} دَسَى {يَدْسَى، وَهُوَ مَضْبوطٌ بخطِّ الأرموي بكسْر سِيْن} يَدْسى والصَّوابُ فَتْحها، كَمَا للمصنِّفِ، وَهُوَ عَن الليْثِ، قالَ: ويَدْسُو أَصْوب.
( {ودَسَّاهُ} تَدْسِيَةً: أَغْواهُ وأَفْسَدَهُ.
(و) {دَسَّى (عَنهُ حَدِيثاً: احْتَمَلَهُ) .
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ:} دَسَّاها أَخْفاهَا، وَهُوَ فِي الأصْلِ {دَسَّسَها، فأبدلَ من إحْدَى السِّيْنَيْن يَاء.
قُلْتُ: فَإِذا مَحَلّ ذِكْره السِّيْن لَا هُنَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دِسْيا، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بالفيّوم.

دستو
: (و ( {دَسْتَوَى) : أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ والجماعَةُ.
وأَهْمَلَه عَن الضَّبْط، وَقد اخْتُلِفَ فِي التاءِ فقيلَ بالضمِّ، وَهُوَ فِي كتابِ الرّشاطي بالفتْحِ مَضْبوط بالقَلَم.
وَهِي: (ة م) قَرْيةٌ مَعْروفَةٌ (بالعَجَم) .
قالَ الرّشاطيُّ: كُورَةٌ مِن كُورِ الأَهْوازِ مِنْهَا: أَبو بكْرٍ هشامُ بنُ سنبر} الدّسْتَوَائيّ، ويقالُ لَهُ أَيْضاً صاحِب الدّسْتوائي، لكوْنِه كانَ يَبِيعُ الثيابَ {الدّسْتَواَئِيَة، رَوَى عَن ابنِ الزُّبَيْر المَكِّي تُوفي سَنَة 154؛ وَمِنْهَا أَيْضاً أَبو إسْحاق إبراهيمُ بنُ سعيدِ بنِ الحَسَنِ الدّسْتَوَائي الحافِظُ سَكَنَ تُسْتَر، رَوَى عَنهُ أَبو بكْرِ بنُ المُقْرىء الأصْبهانيّ وغيرُهُ.

دشو
: (و (} دَشَا) : أَهْمَلَهُ الجوهرِيُّ.
وَقَالَ

(38/45)


ثَعْلَب عَن ابنِ الأعرابيِّ: إِذا (غاصَ فِي الحَرْبِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم والتّكْمِلَةِ.

دعو
: (و ( {الدُّعاءُ) ، بالضَّمِّ مَمْدوداً؛ (الرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى) فيمَا عنْدَه مِن الخيْرِ والابْتِهال إِلَيْهِ بالسُّؤَالِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} ادعوا رَبَّكم تَضَرُّعاً وخفْيَة} .
( {دَعا) } يَدْعُو ( {دُعاءً} ودَعْوَى) ؛ وأَلِفُها للتَّأْنِيثِ.
وقالَ ابنُ فارِسَ: وبعضُ العَرَبِ يُؤَنِّثُ الدَّعْوَة بالأَلِفِ فيقولُ {الدَّعْوَى.
ومِن} دعائِهم: اللهُمَّ أَشْرِكْنا فِي {دَعْوَى المُسْلمين، أَي فِي} دُعائِهم، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {دَعْواهُم فِيهَا سُبْحانَك اللهُمَّ} .
وَفِي الصِّحاحِ: الدُّعاءُ واحِدُ} الأدْعِيَةِ، وأَصْلُه دُعاءٌ لأنَّه مِن {دَعَوْت إلاَّ أنَّ الواوَ لمَّا جاءَتْ بَعْد الألِف هُمِزَتْ.
وتقولُ للمَرْأَةِ: أَنت} تَدعِينَ؛ ولُغَةٌ ثانِيَة: أَنْتِ {تَدْعُوِينَ؛ ولُغَةٌ ثالِثَة: أَنتِ تَدْعُينَ باضمام العَيْنِ الضمَّة؛ وللجَمَاعَة أَنْتُنَّ} تَدْعُونَ مثْلِ الرِّجالِ سَواءً.
( {والدَّعَّاءَةُ) ، بالتَّشْديدِ: الأَنْمُلَةُ} يُدْعَى بهَا كقَوْلهم: (السَّبَّابَةُ) هِيَ الَّتِي كأَنَّها تَسُبُّ.
(و) يقالُ: (هُوَ مِنِّي {دَعْوَةُ الرَّجُلِ) ،} ودَعْوَةَ الرَّجُلِ بالنَّصْبِ والرَّفْعِ، فالنَّصْب على الظَّرْف، والرَّفْع على الاسْمِ، (أَي قَدْرَ مَا بَيْنِي وبَيْنَه ذاكَ.
(و) يقالُ: (لَهُمُ {الدَّعْوَةُ على غيرِهم) ؛ ونَصَّ المُحْكَم: على قَومِهم؛ (أَي يُبْدَأُ بهم فِي} الدُّعاءِ) ؛ ونَصّ التهْذِيبِ: فِي العَطاءِ عَلَيْهمِ.
وَفِي النِّهايَةِ: إِذا قدمُوا فِي العَطاءِ عليهِمِ.

(38/46)


وَفِي حدِيثِ عُمَر: (كانَ يُقَدِّمُ الناسَ على سابِقتِهم فِي أَعْطِياتِهم، فَإِذا انْتَهَتْ {الدَّعْوة إِلَيْهِ كَبَّر) أَي النِّداءُ والتَّسْمِيةُ وَأَن يقالَ دونكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِين.
(و) مِن المجازِ: (} تَداعَوْا عَلَيْهِ: تَجَمَّعُوا) .
وَفِي المُحْكَم: {تَدَاعَى القَوْمُ على بَنِي فلانٍ إِذا} دَعا بعضُهم بَعْضًا حَتَّى يَجْتَمِعوا.
وَفِي التَّهْذِيبِ: {تَدَاعَتِ القَبائِلُ على بَني فلانٍ إِذا تَأَلَّبُوا} ودَعا بعضُهم بَعْضًا إِلَى التَّناصرِ عَلَيْهِم.
( {ودَعاهُ) إِلَى الأميرِ: (ساقَهُ.
(والنبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} داعِي اللَّهِ) ؛ وَهِي مِن قوْلِه تَعَالَى: { {ودَاعِياً إِلَى اللَّهِ بإِذْنِهِ وسِراجاً مُنِيراً} ، أَي إِلَى تَوْحيدِهِ وَمَا يُقَرِّبُ مِنْهُ.
(ويُطْلَقُ) الدَّاعِي (على المُؤَذِّنِ) أَيْضاً، لأنَّه} يَدْعُو إِلَى مَا يُقَرِّبُ مِن اللَّهِ. وَقد {دَعا فَهُوَ} داعٍ، والجَمْعُ {دُعاةٌ} ودَاعُونَ كقُضاةٍ وقَاضُونَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (الخلافَةُ فِي قُرَيْش والحُكْم فِي الأنْصارِ {والدَّعْوَة فِي الحَبَشَةِ) ؛ أَرادَ بالدَّعْوَةِ الأذانَ.
(} والَّداعِيَةُ: صَرِيخُ الخَيْلِ فِي الحُروبِ) لدعائِهِ مَنْ يَسْتَصرِخُه.
( {وداعِيَةُ اللَّبَنِ) } ودَاعِيه: (بَقِيَّتُه الَّتِي {تَدْعُو سائِرَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: مَا يُتْرَكُ فِي الضَّرْعِ ليَدْعُو مَا بَعْده؛ وَمِنْه الحدِيثُ: أنَّه أَمَرَ ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَنْ يَحْلُبَ ناقَةً وَقَالَ لَهُ: (دَعْ} داعِيَ اللَّبَن لَا تُجْهِدْه) ، أَي أبْقِ فِي الضَّرْعِ قَلِيلاً مِن اللَّبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبه كُلَّه؛ فإنَّ الَّذِي تبْقِيه مِنْهُ يَدْعُو مَا وَراءَهُ مِن اللَّبَنِ فيُنْزله وَإِذا اسْتُقْصِيَ كلُّ مَا فِي الضَّرْعِ أَبْطَأَ دَرُّه على حالِبِه؛ كَذَا فِي النِّهايةِ، وَهُوَ مَجازٌ.
(! ودَعا فِي الضَّرْعِ: أَبْقاها فِيهِ) .

(38/47)


ونَصّ المُحْكَم: أَبْقَى فِيهِ {دَاعِيَة.
قالَ ابنُ الأثيرِ} والدَّاعِيَةُ مَصْدَرٌ كالعاقِبَةِ والعافِيَةِ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَعاهُ اللَّهُ بمَكْرُوهٍ) ، أَي (أَنْزَلَهُ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ وابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ الأَخير:
دَعاكَ اللَّهُ مِن قَيْسٍ بأَفْعَى
إِذا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكاالقَيْسُ هُنَا مِن أَسْماءِ الذَّكَرِ.
(و) مِن المجازِ: (دَعَوْتُه زَيْداً و) } دَعَوْتُه (بزَيْدٍ) إِذا (سَمَّيْتُه بِهِ) ، الأوَّلُ مُتعدّياً بإسْقاطِ الحَرْف.
( {وادَّعَى) زَيْدٌ (كَذَا) } يَدَّعي {ادِّعاءً: (زَعَمَ أنَّه لَهُ حَقّاً) كانَ (أَو باطِلاً) ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {كُنْتُم بِهِ} تَدَّعُونَ} ، تَأْوِيلُه الَّذِي كُنْتُم مِن أَجْلِهِ تَدَّعُون الأَباطِيلَ والأَكاذيبَ.
وقيلَ فِي تَفْسِيرِه تَكْذبُون.
وقالَ الفرَّاءُ: يَجوزُ أنْ يكونَ تَدَّعُون بمعْنَى {تَدْعُون، والمعْنى كُنْتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُون} وتَدْعُونَ اللَّهَ فِي قَوْله: اللهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقّ الخ؛ ويَجوزُ أنْ يكونَ تَفْتَعِلونَ مِن الدُّعاءِ ومِن الدَّعْوَى؛ (والاسْمُ الدَّعْوَةُ {والدَّعاوَةُ، ويُكْسَرانِ) .
الَّذِي فِي المحْكَم: والاسْمُ الدَّعْوَى والدَّعْوَة.
وَفِي المِصْباح: ادَّعَيْت الشيءَ: طَلَبْته لنَفْسِي، والاسْمُ الدَّعْوى.
ثمَّ قالَ فِي المُحْكَم: وإِنه لبَيِّنُ} الدَّعْوَةِ! والدِّعْوَة بالفَتْحِ لعَدِيِّ الرِّيابِ وسائِرُ العَرَبِ يَكْسرُها بِخلافِ مَا فِي الطَّعامِ.
ثمَّ قالَ: وَحكى إنَّه لبَيِّنُ الدَّعاوَة

(38/48)


{والدِّعاوَة} والدَّعْوَى.
وَفِي التَّهْذيبِ: قالَ اليَزِيديُّ لي فِي هَذَا الأَمْرِ {دَعاوَى} ودَعْوَى {ودِعاوَةٌ؛ وأَنْشَدَ:
تَأْبَى قُضاعَةُ أَن تَرْضى دِعاوَتَكم
وابْنا نِزارٍ فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِونَصْب} دَعاوَة أَجْوَدُ، انتَهَى.
فانْظُرْ هَذِه السِّيَاقات مَعَ سياقِ المصنِّف وتَقْصِيره عَن ذِكْرِ {الدَّعْوَى الَّذِي هُوَ أَشْهَر مِن الشَّمْس، وَعَن ذِكْر جَمْعه على مَا يَأْتي الاخْتِلاف فِيهِ فِي المُسْتَدْرَكات تَفْصيلاً.
(} والدَّعْوَةُ: الحَلِفُ) . يقالُ: {دَعْوَةُ فلانٍ فِي بَني فلانٍ.
(و) } الدَّعْوَةُ: ( {الدُّعاءُ إِلَى الطَّعامِ) والشَّرابِ.
وخَصَّ اللّحْيانيُّ بِهِ الوَلِيمَة.
وَفِي المِصْباحِ:} والدَّعْوَةُ؛ بالفتْحِ، فِي الطَّعامِ اسْمٌ مِن {دَعَوْت الناسَ إِذا طَلَبْتهم ليَأْكُلُوا عنْدَكَ. يقالُ: نحنُ فِي} دَعْوَة فلانٍ؛ ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
(ويُضَمُّ) ، نَسَبَه فِي التَّوْشِيح إِلَى قطرب وغَلَّطُوه، وكأَنَّهُ يُريدُ قَوْله فِي مُثَلّثِه:
وَقلت عِنْدِي {دَعْوَة
إِن زرتم فِي رَجَب (} كالمَدْعاةِ) ، كمَرْماةٍ.
قالَ الجَوهرِيُّ: {الدَّعْوَةُ إِلَى الطَّعامِ، بالفتْحِ. يقالُ: كنَّا فِي} دَعْوَةِ فلانٍ، ومَدْعاةِ فلانٍ، وَهُوَ مَصْدَرُ يُريدُونَ الدُّعاءَ إِلَى الطَّعامِ.
(و) {الدِّعْوَةُ، (بالكسْرِ:} الادِّعاءُ فِي النَّسَبِ) . يقالُ: فلانٌ {دَعِيٌّ بَيِّنُ} الدِّعْوَة! وَالدَّعْوَى فِي النَّسَبِ.
قالَ: هَذَا أَكْثَر كَلام العَرَبِ إلاَّ عَدِيّ الرِّباب فإنَّهم يَفْتَحونَ الدَّالَ فِي النَّسَبِ ويَكْسرُونها

(38/49)


فِي الطَّعامِ.
وَفِي المُحْكَم: الكَسْر لعَدِيّ الرِّباب، والفَتْح لسائِر العَرَبَ.
فانْظُر إِلَى قُصُورِ المصنِّفِ كيفَ تَرَكَ ذِكْرَ الكَسْرِ فِي {دعْوَةِ الطَّعامِ لعَدِيّ الرِّباب، وأَتَى بالغَرِيبِ الَّذِي هُوَ الضمُّ.
(} والدَّعِيُّ، كغَنِيَ: من تَبَنَّيْتَهُ) ، أَي اتَّخَذْته ابْناً لكَ؛ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلَ {أَدْعِياءَكم أبْناءَكم} .
(و) أَيْضاً: (المُتَّهَمُ فِي نَسَبِه) ، والجَمْعُ} الأَدْعياءُ.
( {وادَّعاهُ) : أَي (صَيَّرَهُ} يُدْعَى إِلَى غيرِ أَبيهِ) كاسْتَلْحَقَه واسْتَلاطَه.
(و) مِن المجازِ: ( {الأُدْعِيَّةُ} والأُدْعُوَّةُ، مَضْمُومَتَيْنِ: مَا {يَتَداعَوْنَ بِهِ) ، وَهِي كالأُغْلُوطات والأَلْغازِ مِن الشِّعْر.
(} والمُداعاةُ: المُحاجاةُ) ، وَقد {دَاعَيْتُه} أُدَاعِيه؛ ومِن ذلكَ قَوْل بعضِهم يَصِفُ القَلَم:
حاجَيْتُك يَا حَسْنا
ءُ فِي بيْتٍ من الشِّعْرِبشيءٍ طُولُه شِبْرٌ
وَقد يُوفِي على الشِّبْرِله فِي رَأْسِهِ شَقٌّ
نَظُوفٌ ماؤُه يَجْرِيأَبِينِي لَمْ أَقُلْ هُجْراً
ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ ( {وتَداَعى) عَلَيْهِ (العَدُوُّ) مِن كلِّ جانِبَ: أَي (أَقْبَلَ.
(و) } تَداعَتِ (الحِيطانُ) : أَي (انْقَاضَتْ) .
وَفِي الصِّحاحِ: تَدَاعَتْ للخَرابِ تَهادَمَتْ.
وقيلَ: {تَدَاعَى البِناءُ والحائِطُ: تَكَسَّرَ وآذَنَ بانْهِدَامٍ.
(} ودَاعْيناهُ) ، أَي الحَائِط عَلَيهم: أَي (هَدَمْناهُ) مِن جوانِبِه، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَواعِي الدَّهْرِ: صُروفُه) ، واحِدُها} دَاعِيَةٌ.
(و) يقالُ: (مَا بِهِ {دُعْوِيٌّ) ، بالضَّمِّ، (كتُرْكِيَ) : أَي (أَحَدٌ) .
قالَ الكِسائي: هُوَ مِن} دَعَوْت، أَي ليسَ فِيهِ مَنْ

(38/50)


{يَدْعُو وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إلاَّ مَعَ الجَحْد؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ (} وانْدَعَى: أَجابَ) .
قالَ الأَخْفَش: سَمِعْتُ مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: لَو {دَعَوْنا} لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كَمَا تقولُ لَو بَعَثُونا لانْبَعَثْنا، حَكَاها عَنهُ أَبو بكْرٍ بنُ السَّرَّاج؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّعْوَةُ: المرَّةُ الواحِدَةُ.
} ودَعَوْتُ لَهُ بخَيْرٍ وَعَلِيهِ بشَرِّ.
ودَعْوَةُ الحَقِّ: شهادَةُ أَن لَا إلَه إلاَّ الله.
{ودَعا الرَّجُلُ} دَعْواً: نادَاهُ وصاحَ بِهِ.
{والتَّداعِي} والادِّعاءُ: الاعْتِزاءُ فِي الحَرْبِ لأنَّهم {يَتَداعَوْن بأسْمائِهم.
} وتَداعَى الكَثِيبُ: إِذا هِيلَ فانْهالَ.
{ودَعا الميِّتَ: نَدَبَه كأنَّه نادَاهُ.
} والتَّدَعِّي: تَطْرِيبُ النائِحَةِ على الميِّتِ.
{والادّعاءُ: التَّمنِّي؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَهُم مَا} يَدَّعُون} ، أَي مَا يَتَمَنَّوْنَ، وَهُوَ راجِعٌ إِلَى مَعْنى الدُّعاءِ أَي مَا {يَدَّعِيه أَهْلُ الجنَّةِ.
وقَوْلُه:} تَدْعُو مَنْ أَدْبَر وتَوَلَّى، أَي تَفْعل بهم الأَفاعِيل المُنْكَرَة والمَكْرُوهَة.
{والدُّعاءُ: العِبادَةُ والاسْتِغاثَةُ، ومِن الثَّانِي: {} وَادْعوا شُهداءَكُم} ، أَي اسْتَغِيثُوا بهم.
وَيَقُولُونَ: {دَعانا غَيْثٌ وَقَعَ ببَلَدٍ قد أَمرَعَ، أَي كَانَ سَبَباً لانْتِجاعِنا إيَّاهُ.
} والدُّعاةُ: قَوْمٌ {يَدْعُونَ إِلَى بَيْعةِ هُدىً أَو ضلالَةٍ، واحِدُهم} داعٍ.
وَقد يتَضمَّنُ {الادّعاءُ مَعْنى الإخْبَار فتَدْخلُ الْبَاء جَوَازًا، يُقَال: فلانٌ} يَدَّعي بكَرَم فِعالة، أَي يُخْبرُ بذلكَ عَن نَفْسِه.
وَله مَساعٍ {ومَداعٍ، أَي مَناقِبُ فِي الحَرْبِ خاصَّةً، وَهُوَ مَجازٌ.
ومِن مَجازِ المَجازِ:} تَدَاعَتْ إبِلُ بنِي

(38/51)


فلانٍ، إِذا تَحَطَّمَتْ هُزالاً.
وَمَا {دَعاكَ إِلَى هَذَا الأَمْرِ: أَي مَا الَّذِي جَرَّك إِلَيْهِ واضْطَرَّك.
} وتَداعَتِ السَّحابَةُ بالبَرْقِ والرَّعْدِ من كلِّ جانِبٍ: إِذا رَعَدَتْ وبَرَقَتْ مِن كلِّ جهَةٍ.
وقالَ أَبو عَدْنان: كلُّ شيءٍ فِي الأرْضِ إِذا احْتَاجَ إِلَى شيءٍ فقد دَعَا بِهِ؛ لمَنْ أَخْلَقَتْ ثيابُه: قد {دَعَتْ ثِيابُكَ، أَي احَتَجْتَ إِلَى أَن تَلْبَسَ غَيْرها.
} والمُدَّعَى: المُتَّهَمُ فِي نَسَبِه.
{والدَّاعِي: المُعَذِّبُ.
دَعاهُ اللَّهُ: عَذَّبَهُ.
} وتَداعَوْا للحَرْبِ: اعْتَدّوا.
{ودَعا بالكِتابِ: اسْتَحْضَرَه} ودَعا أَنْفَه الطَّيبُ: وجَدَ رِيحَه فطَلَبَه.
وَفِي المِصْباح: جَمْعُ {الدّعْوَى} دَعاوِيَ، بكسْرِ الواوِ وفتْحها.
قالَ بعضُهم: الفَتْح أَوْلى لأنَّ العَرَبَ آثَرَتِ التَّخْفيفَ ففَتَحَتْ وحافَظَتْ على أَلِفِ التَّأنِيث الَّتِي بُنِي عَلَيْهَا المُفْردُ، وَهُوَ المَفْهومُ مِن كَلامِ أَبي العبَّاس أَحْمَد بن وَلاَّد؛
وقالَ بعضُهم: الكَسْرُ أَوْلى وَهُوَ المَفْهومُ مِن كَلامِ سِيْبَوَيْه.
وقالَ ابنُ جنِّي: قَالُوا حبْلَى وحَبالَى بفتْحِ اللامِ، والأَصْلُ حِبالى بالكسْرِ، مثْل {دَعْوَى} ودَعاوِي.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ اليَزِيديّ: فِي هَذَا الأمْر {دَعْوى} ودَعاوَى، أَي مَطالِب، وَهِي مَضْبوطَة فِي بعضِ النسخِ بفتْحِ الواوِ وكسْرِها مَعاً.
{والدَّعَّاءُ، ككَّتانٍ: الكَثيرُ} الدُّعاءِ؛ واشْتَهَرَ بِهِ أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ مُصعب البَغْدادِيُّ عَن ابنِ المُبارَك، وأَثْنَى عَلَيْهِ ابنُ حَنْبَل.
وسَمّوا {دَعْوان.
} ودِعايَةُ الإسْلامِ، بالكسْرِ، {ودَاعِيَته:} دَعْوَته.
{والدَّاعِيَةُ أَيْضاً:} الدّعْوَى.
! والدّعاءُ:

(38/52)


الإيمانُ، ذَكَرَه شرَّاحُ البُخارِي.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ عنْدَه {دُعَوَاء كَكُرَمَاءَ دعاهم إِلَى طعامٍ، الواحِدُ} دَعِيٌّ، كغَنِيَ.

دعِي
: (ى ( {دَعَيْتُ) } أدْعي {دُعاءً: أَهْمَلَه الجَوهرِيُّ.
وَهِي (لُغَةٌ فِي دَعَوْتُ) أَدْعُو نَقَلَه الفرَّاءُ.

دغو
: (و (} الدَّغْوَةُ: الخُلُقُ الرَّدِيءُ، ج {دَغَواتٌ) ، بالتَّحْرِيكِ؛ هَكَذَا أَوْرَدَه الجَوهرِيُّ، وأَنْشَدَ لرُؤْيَة:
ذَا دَغَوات قُلَّبَ الأَخْلاقأَي ذَا أَخْلاقٍ رَدِيئَةٍ مُتَلَوِّنَة.
وقالَ أَبو محمدٍ الأَسْود: لرُؤْبَة قَصِيدَةٌ على هَذَا الوَزْن أَوَّلُها:
قد ساقَنِي من نازِحٍ المساقِ وَلم أجد هَذَا البيتَ فِيهَا.
وَفِي المُحْكَم: الدَّغْوَةُ: السَّقْطَةُ القَبيحَةُ تَسْمَعها.
ورجُلٌ ذُو دَغَواتٍ: لَا يَثْبتُ على خُلُق.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دُغاوَةٌ، كثُمَامَة: جِيلٌ مِن السُّودانِ خَلْف الزِّنْجِ فِي جَزِيرَةِ البَحْر؛ كَذَا فِي المُحْكَم.

دغي
: (ى ( {كالدَّغْيَةِ، ج} دَغَياتٌ) ، بالتَّحْرِيكِ أَيْضاً، هَكَذَا أَوْرَدَهُ الجَوهرِيُّ، وَبِه رَوَى قَوْلَ رُؤْبَة أَيْضاً.
( {ودُغَةٌ) ، كثُبَةٍ: لَقَبُ (امْرأَةٍ مِن) بَني (عِجْلِ) بنِ لجيمٍ.
وَفِي أنْسابِ أَبي عبيدٍ فِي ذكْرِ بَني العَنْبر: بنُو} دُغَةَ بِنْتُ معيج بنِ إياد بنِ نزارٍ ولدتْ

(38/53)


لعَمْرو بنِ جنْدَبِ بنِ العَنْبر؛ وَهِي الَّتِي (تُحَمَّقُ) . يقالُ: أَحْمَقُ مِن {دُغَة.
قالَ الجَوهريُّ: (أَصْلُها} دُغَيٌ أَو دُغَوٌ) ، والهاءُ عِوَض.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّغْيُ: الصَّوْتُ، سَمِعْتُ طَغْيهم} ودَغْيَهُم، أَي صَوْتَهم؛ كَذَا فِي النَّوادِرِ.

دفو
: (و ( {دَفَوْتُ الجَرِيحَ) } أَدْفُوهُ {دَفْواً، (} وأَدْفَيْتُهُ {ودَافَيْتُهُ) ؛ حَكَاهُما أَبو عُبيدٍ؛ (أَجْهَزْتُ عَلَيْهِ) ؛ وكَذلِكَ دَأَفْتُ عَلَيْهِ وأَدْفَأتُه ودَافَأْتُه.
وَفِي الحدِيثِ: أنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِيَ بأَسِيرٍ وَهُوَ يَرْعُدُ مِن البَرْدِ فقالَ لقَوْمٍ مِنْهُم: (اذْهَبُوا بِهِ} فأَدْفُوه) ، يُريدُ الدِّفْءَ مِن البَرْدِ، فذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوه، فوَدَاهُ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابْن الأَثيرِ: أَرادَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {الإدْفاءَ من الدِّفْءِ فحَسَبُوه الإِدْفاء بمعْنَى القَتْل فِي لُغَةِ اليَمَنِ؛ وأَرادَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أدْفِئوه بالهَمْز فخففه وَهُوَ تَخْفيفٌ شاذٌّ والقِياسُ أَن تُجْعَل الهَمْزَة بَيْنَ بَيْن لَا أَنْ تُحْذَفَ، وَإِنَّمَا ارْتَكبَ الشُّذُوذ لأنَّ الهَمْزَ ليسَ مِن لُغَةِ قُرَيْش.
(و) } الدَّفَا، مَقْصوراً: الانْحِناءُ. يقالُ: (رجُلٌ {أَدْفَى) ، أَي (مُنْحَنٍ) ، أَو هُوَ المَاشِي فِي شِقَ.
وَفِي الصِّحاحِ: فِي صُلْبِهِ احْدِيدابٌ؛ هَكَذَا ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُنَا.
وأَوْرَدَه الهَرَوِيُّ فِي المَهْموزِ.
(و) يقالُ: (عُقابٌ} دَفْواءُ) : أَي (مُعَوَجَّةُ المِنْقارِ) ؛ وَفِي الصِّحاحِ: لعَوَجِ مِنْقارِها.

(38/54)


( {والدَّفْواءُ: النَّاقَةُ الطَّويلَةُ العُنُقِ) الَّتِي كادَتْ هامَتُها تَمَسُّ سَنامَها، وتكونُ مَعَ ذلكَ طَويلَةَ الظَّهْر.
وَفِي الصِّحاحِ: ورُبَّما قيلَ للنَّجيبةِ الطَّويلَةِ العُنُقِ} دَفْواءُ.
( {والتَّدافِي: التَّدارُكُ.
(و) فِي الصِّحاحِ: (التَّداوُلُ؛ و) هُوَ (أَنْ يَسيرَ البَعيرُ سَيْراً مُتَجافِياً) ؛ وَقد تَدَافَى} تَدافِياً.
( {وأَدْفَيْتُ} واسْتَدْفَيْتُ، لُغَتانِ فِي الهَمْزِ) قد تقدَّمَ ذِكْرُهما.
( {وأَدْفَى الظَّبْيُ: طالَ قَرْناهُ حَتَّى كادَ أَن يَبْلُغا اسْتَهُ.
((وَفِي المُحْكَم: حَتَّى انْصَبَّا على أُذُنَيْه من خَلْفِه.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ وَعِلٌ} أَدْفَى بَيِّنُ الدَّفا: وَهُوَ الَّذِي طالَ قَرْنه جدّاً وذَهَبَ قِبَلَ أُذُنَيْه.
( {وأُدْفُو، بالضَّمِّ: ة قُرْبَ الاسْكَنْدرِيَّةِ.
(و) أَيْضاً: (د بينَ أُسْوانَ وإِسْنَى، مِنْهُ) الإمامُ أَبو بكْرٍ (محمدُ بنُ عليِّ) بنِ أَحْمدَ بنِ مُحَمَّد} الأُدفُويّ (النَّحْوِيُّ) ، انْفَرَدَ بالإمامَةِ فِي دَهْرِه فِي قِراءَةِ نافِعٍ، روَايَة عُثْمان بن سعيدٍ ورش مَعَ سَعَة عِلْمِهِ وبَرَاعَة فَهْمِه وتَمَكُّنه فِي عِلْم العَرَبيَّةِ، وحدَّثَ عَن أبي جَعْفرٍ النَّحاسِ بكتابِ مَعاني القُرْآن وإعْراب القُرْآن، واخْتُلِفَ فِي مَوْلِدِهِ، قيلَ سَنَة ثَلاث، وقيلَ خَمْس، وقيلَ أَرْبَع وثلثمائَةٍ فِي صَفَر، وَهَذَا أَصَحُّ، وتُوفي بمِصْرَ يَوْم الخَمِيس لسَبْعٍ بَقَيْنَ مِن رَبِيعِ الأوَّل سَنَة 588؛ (لَهُ تَفْسيرُ أَرْبَعُونَ مُجَلَّداً) فِي الكامِلِ، مِنْهَا نسْخةٌ فِي المَدْرسةِ الفاضِلِيَّة بمِصْر فِي تَجْزئة مِائَة وعِشْرين مُجَلَّداً.
وَقد تقدَّمَ للمصنِّفِ الإشارَة إِلَى

(38/55)


ذلكَ فِي أَدَفَ، وتقدَّمَ لنا هُنَاكَ الكَلامُ فِي تَرْجمتِه وذِكْر القَرْيَتَيْن والاخْتِلاف فِي ضَبْطِها هَل هِيَ بالذالِ المُعَجمةِ أَو المُهْملةِ، أَو بالتَّاء، وَهل هِيَ قُرْبَ الاسْكَنْدريَّة أَو بالجانِبِ الغَرْبي مِن نِيلِ مِصْر، أَو غَيْر ذلكَ فراجِعْه، وتأَمَّل تصب.
قالَ شيْخُنا: والصَّوابُ ذِكْرُها هُنَا، واللَّهُ أَعْلم.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

دفي
{دَفِيَ كرَضِيَ: إِذا سَمِنَ وكَثُرَ لَحْمه، نَقَلَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْه فِي شرْحِ الفصيحِ؛ قالَهُ شيْخُنا.
قُلْتُ: إنْ لم يكن مُصَحّفاً مِن دَقى بالقافِ كَمَا سَيَأْتي. قالَ: ودَفا مُعْتلاًّ وَقد يُهْمَز بمعْنَى قَتَل فِي لُغَةِ كِنانَةَ، حكَاهُ ابنُ أَبي الحديدِ فِي شرْحِ نهجِ البلاغَةِ.
وطائِرٌ} أَدْفَى: طَويلُ الجنَاحِ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ.
زادَ الليْثُ: مَعَ اسْتواءِ أَطْرافِ قَوادِمِه وطَرَف ذَنَبِه.
وشجرَةٌ {دَفْواءُ: ظلِيلَةٌ كثيرَةُ الفُرُوعِ والأَغْصانِ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ والجَوهرِيُّ.
وقيلَ: هِيَ المائِلَةُ.

دقى
: (ى (} دَقِيَ الفَصِيلُ، كرَضِيَ) ، {يَدْقَى (} دِقَى) : إِذا (أَكْثَرَ مِن) شُرْبِ (اللَّبَنِ فَفَسَدَ بَطْنُه فَسَلَحَ) .
وَمَا أَخْصَر عِبارَة الجَوهرِيّ فقالَ: أَكْثَر مِن شرُبِ اللبَنِ حَتَّى بَشِمَ؛ (فَهُوَ {دَقٍ) ، على فَعِلٍ،.
(وَهِي} دَقِيَةٌ و) قد قيلَ: ( {دَقْوانُ} ودَقْوَى) ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ:
وإنِّي فَلَا تنظر سُيوحَ عَباءَتي
شفاءُ {الدَّقى يَا بَكْرَ أُمِّ حَكِيمِ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ بفلانٍ} دَقيَةٌ مِن حمْقٍ فَهُوَ {مَدْقِيٌّ؛ كَذَا فِي التَّكْمِلَةِ.

دلو
: (و (} الدَّلْوُ: م) مَعْروفٌ، وَهِي الَّتِي يُسْتَقى بهَا، (وَقد تُذَكَّرُ) ؛ قالَ رُؤْبَة:

(38/56)


تَمْشي {بدَلْوٍ مُكْرَبِ العَراقي والتَّأْنيثُ أَعْلَى وأَكْثَر، لأنَّهم يُصَغِّرُونَه على} دُلَيَّة؛ (ج) فِي أقَل العَدَدِ ( {أَدْلٍ) ، وَهُوَ أَفْعُلٌ، قُلِبَتِ الواوُ يَاء لوُقوعِها طَرَفاً بعْدَ ضمَّةٍ؛ (و) الكَثيرُ (} دِلاءٌ) ، ككِتابٍ، ( {ودُلِيَ) ، على فُعولٍ، (} ودِلِيٌّ) ، بكسْرِ الدالِ على فعُولٍ أَيْضاً، ( {ودَلَىُّ، كعَلَى) ؛ قالَ:
طامِي الجِمامِ لَمْ تُمَخِّجْه} الدَّلَى وقيلَ: الدَّلَى جَمْع {دَلاةٍ، كفَلاةٍ وفَلىً.
(و) } الدَّلْوُ: (بُرْجٌ فِي السَّماءِ) ، سُمِّي تَشْبيهاً بالدَّلْوِ.
(و) الدَّلْوُ: (سِمَةٌ للإِبِلِ) ، كأنَّه على هَيْئَتِها.
(و) الدَّلْوُ: (الَّداهِيَةُ.) يقالُ: جاءَ فلانٌ {بالدَّلْو، أَي بالَّداهِيَةِ؛ قالَ الراجزُ:
يَحْمِلْنَ عَنْقَاءَ وعَنْقَفِيرَا
} والدَّلْوَ والدَّيْلَم والزَّفِيرَا ( {والدَّلاةُ) ، كحَصَاةٍ: (دَلْوٌ صَغيرٌ) ، والجَمْعُ الدَّلَى.
(} ودَلَوْتُ {وأَدْلَيْتُ: أَرْسَلْتُها فِي البِئْرِ) لتَمْتلِىءَ.
وَفِي التَّهذِيبِ:} وأَدْلَيْتها؛ وَمِنْهُم مَنْ يقولُ: {دَلَوْتها وأَنا} أَدْلُوها، {وأَدْلُو بهَا؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} فأَدْلَى {دَلْوَهُ} ، أَي أَرْسَلَها إِلَى البِئْرِ ليَمْلأَها.
(} ودَلاها) {يَدْلُوها} دَلْواً: (جَبَذَها ليُخْرِجَها) مَلأَى.
قَالَ الجَوهرِيُّ: وَقد جاءَ فِي الشِّعْر {الدَّالِي بمعْنَى} المُدْلي، وَهُوَ قَوْل الراجزِ:
يَكْشِفُ عَن جَمَّاتِه {دَلْوُ} الدَّالْ

(38/57)


يَعْنِي المُدْلِي ( {والدَّالِيَةُ: المَنْجَنُونُ) تُدِيرُها البَقَرَةُ) .
(و) أَيْضاً: (النَّاعُورَةُ) يُدِيرُها الماءُ؛ نَقَلَهما الجوهرِيُّ.
(و) فِي المُحْكَم:} الدَّالِيَةُ (شيءٌ يُتَّخَذُ من خُوصٍ) وخَشَبٍ يُسْتَقَى بِهِ بحِبالٍ (يُشَدُّ فِي رأْسِ جِذْعٍ طَويلٍ) ؛ وَقد جاءَ فِي قَوْلِ مِسْكِين الدَّارمي، وجَمْعُ الكُلِّ {دَوَالِي.
وَفِي المِصْباحِ:} الدَّالِيَةُ دَلْوٌ وَنَحْوهَا وخَشَب يُصْنَع كهَيْئةِ الصَّلِيبِ ويُشَدُّ برأْسِ الدَّلْو ثمَّ يُؤْخَذُ حَبْل يُرْبَط طَرَفُه بذلكَ وطَرَفه بجِذْعٍ قائِمٍ على رأْسِ البِئْرِ ويُسْقَى بهَا، فَهِيَ فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولةٍ، والجَمْعُ {الدَّوَالي؛ وشَذَّ الفارَابي وتَبِعَه الجوهرِيُّ ففَسَّرَها بالمَنْجَنُون، انتَهَى.
(و) الدَّالِيَةُ: (الأَرْضُ تُسْقَى بدَلْوٍ أَو مَجَنُونٍ) ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه، وَهِي فاعِلَةٌ بمعْنَى مَفْعولة.
قالَ: (} والدَّوَالي عِنَبٌ أَسْودُ غيرُ حالِكٍ) وعَناقِيدهُ أعْظَمُ العَناقيدِ كُلِّها، تَراها كأنَّها تُيُوس معلَّقة، وعِنَبَة جافٌّ يتكَسَّرُ فِي الفَمِ مُدَحْرَج ويُزَبَّبُ؛ حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ.
(و) الدَّالِيَةُ: (بُسْرٌ يُعَلَّقُ فَإِذا أرْطَبَ أُكِلَ) ، وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ أمِّ الْمُنْذر العَدَوِيَّة، قالتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ عليٌّ بنُ أَبي طالِبٍ ناقِهٌ، قَالَت وَلنَا! دَوَالٍ مُعلَّقة فقامَ رَسولُ اللَّهِ، فأَكَلَ وقامَ عليٌّ يأَكْلُ فقالَ لَهُ: (مَهْلاً فإنَّك ناقِهٌ) ، فجلَسَ عليٌّ وأَكَلَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ جعلت لَهُم سلْقاً وشَعِيراً، فقالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مِن هَذَا أَصب فإنَّه أَوْفَقُ لكَ) .

(38/58)


( {وأَدْلَى الفَرَسُ وغيْرُهُ: أَخْرَجَ جُرْدانَه ليَبُولَ أَو يَضْرِبَ) ، وَكَذَا} أَدْلَى العيرُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
(و) مِن المجازِ: أَدْلَى (فلانٌ فِي فلانٍ) ، إِذا (قالَ) فِيهِ قَوْلاً (قَبِيحاً) ؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:
وَلَو شِئْتُ أَدْلى فِيكُما غَيْرُ واحِدٍ (و) مِن المجازِ: أَدْلَى (برَحِمِه) ، إِذا (تَوَسَّلَ) وتَشَفَّع.
وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ {يَدْلِي برَحِمِه، أَي يَمُتُّ بهَا.
(و) مِن المجازِ:} أَدْلَى بحقِّه و (بحُجَّتِه) ، إِذا (أَحْضَرَها) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم والأساسِ.
وَفِي الصِّحاحِ: أَي احْتَجَّ بهَا؛ زادَ غيرُهُ: وأَظْهَرَها.
وَفِي المِصْباح: أَثْبَتَها فوَصَلَ بهَا إِلَى دَعْواهُ.
وَفِي التهْذِيبِ: أَرْسَلهَا وأَتى بهَا على صحَّةٍ.
(و) مِن المجازِ: أَدْلَى (إِلَيْهِ بمالِهِ) ، إِذا (دَفَعَه) ، هَكَذَا بالدالِ فِي النسخِ ومِثْله فِي المُحْكم.
ووَقَعَ فِي الصِّحاحِ والمِصْباحِ: رَفَعَه إِلَيْهِ، بالرَّاء، والمَعْنى صَحِيح.
قيلَ: (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: { ( {وتُدْلُوا بهَا إِلَى الحُكَّامِ) } ، أَي تَدْفَعُونها إِلَيْهِم رِشْوَةً.
وقالَ أَبو إسْحاق: مَعْنى تُدْلُوا فِي الأصْلِ مِن} أَدْلَى {الدلْو أَرْسَلَها فِي البِئْرِ ليَمْلأَها، ومَعْنى أَدْلَى بحُجَّتِه أَرْسَلَها وأَتَى بهَا على صحَّةٍ، فمعْنى} وتُدْلُوا بهَا أَي تَعْملُونَ على مَا يُوجِبُه! الإدْلاءُ بالحُجَّةِ وتَخُونُونَ فِي الأَمانَةِ لتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ الناسِ بالإِثْمِ، كأنَّه قالَ تَعْمَلونَ على مَا يُوجِبُه ظاهِرُ الحُكْمِ وتَتْرُكُونَ مَا قَدْ عَلِمْتُم أنَّه الحَقُّ.
وقالَ الفرَّاءُ: مَعْناهُ لَا تُصانِعُوا بأَمْوالِكُم الحُكَّام ليَقْتَطِعُوا لكُم حقّاً لغيْرِكُم وأَنْتم تَعْلَمونَ أنَّه لَا يحلُّ

(38/59)


لكُم.
قالَ الأزهرِيُّ: وَهَذَا عنْدي أصَحّ القَوْلَيْن لأنَّ الهاءَ فِي بهَا للأَمْوالِ وَهِي، على قولِ الزجَّاج، للحُجَّةِ وَلَا ذِكْر لَهَا فِي أَوَّل الكَلام وَلَا فِي آخِرِهِ.
( {وتَدَلَّى: تَدَلَّلَ) ؛ وَبِه فَسَّرَ الجوهرِيُّ قوْلَه تَعَالَى: {ثمَّ دَنَا} فتَدَلَّى} ؛ قالَ: وَهُوَ مِثْل قَوْله: {ثمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِه يَتَمَطَّى} ، أَي يَتَمَطَّط قالَ لبيدٌ (يصف فرسا:
{فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْها قافِلاً
وعَلى الأَرْضِ غَياياتُ الطَّفَلْ (و) } تَدَلَّى (من الشَّجرِ: تَعَلَّقَ.
(و) مِن المجازِ: ( {دَلَوْتُ النَّاقَةَ) } أَدْلُوها {دَلْواً: (سَيَّرْتُها رُوَيْداً،) أَي رفقَ بسَوْقِها؛ قالَ الراجزُ:
لَا تَعْجَلا بالسَّيْرِ} وادْلُواها
لَبِئْسَما بُطءٌ وَلَا تَرْعاها (و) {دَلَوْتُ (فلَانا: رَفَقْتُ بِهِ) ودَارَيْته وصانَعْته؛ (} كَدَالَيْتُه) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ وَهُوَ مَجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الدَّلاَةُ: النَّصيبُ مِن الشيءِ؛ قالَ الراجزُ:
آلَيْتُ لَا أُعْطِي غُلاماً أَبَدَا
} دَلاتَهُ إِنِّي أُحِبُّ الأَسْوَدايُريدُ {بدَلاتِه سَجْلَه ونَصِيبَه مِن الوُدِّ، والأَسْودُ اسْمُ ابنِه.
} وأَدلِ {دَلْوَك فِي} الدّلاءِ، يُضْرَبُ فِي الحَثِّ على الاكْتِسابِ.
ويُجْمَعُ الدَّلْوُ أَيْضاً على {دُليَّةٍ، أَغْفَلَهُ هُنَا وأَوْرَدَه اسْتِطْراداً فِي نَحْو.
} ودَلَوْتُ بفلانٍ إِلَيْك: أَي اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِلَيْك، وَهُوَ مَجازٌ.
{ودَلَّى العَيْرُ} تَدْليةً: أَخْرَجَ جُرْدَانَه ليَبُولَ؛ وَمِنْه قوْلُ ابْنَة الخُسِّ لمَّا سُئِلَتْ عَن مائَةٍ مِن الحُمُرِ فقالتْ: عازِبَةُ

(38/60)


الليْلِ وخِزْيُ المَجْلِسِ، لَا لَبَنَ فتُحْلَبَ وَلَا صُوفَ فتُجَزَّ، إنْ رُبِطَ عَيْرُها {دَلَّى وَإِن أَرْسَلَته وَلّى.
} ودَلَّى الشَّيءَ فِي المَهْواةِ: أَرْسَلَه فِيهَا؛ وقولُ الشاعِرِ:
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بمَرْوَحَة
إِذا {تَدَلَّت بِهِ أَو شارِبٌ ثَمِلُيَجُوزُ أنْ يكونَ تَفَعَّلَتْ من الدَّلْوِ الَّذِي هُوَ السَّوْق الرَّفِيقُ، كأنَّه} دَلاَّها فتَدَلَّتْ، وكَوْنه أَرادَ تَدَلَّلَتْ فكَرِه التَّضْعِيف فحوَّل إحْدَى اللاَّمَيْن يَاء؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
{ودَلاَّهُما بغُرُورٍ: غَرَّهُما، وقيلَ: أَطْعَمَهُما؛ وأَصْلُه الرَّجُلُ العَطشانُ} يُدَلّى فِي البِئْرِ ليَرْوَى من مائِها فَلَا يجدُ فِيهَا مَاء فيكونُ {مُدَلِّياً فِيهَا بغُرُورٍ، فوُضِعَتِ} التَّدْلِيَة مَوْضِع الإطْمَاع فِيمَا لَا يَجْدِي نَفْعاً؛ أَو المَعْنى جَرَّأَهُما بغُرورِه والأصْل فِيهِ دَلَّلهما، والدَّلُّ والدَّالَّةُ: الجُرْأَةُ.
{ودَلَّى حاجَتَه دَلْواً: طَلَبَها.
} وتَدَلَّى علينا مِن أَرْضِ كَذَا: أَتَى إِلَيْنَا.
{وتَدَلَّى بالشرِّ: انْحَطَّ عَلَيْهِ.
} والدُّلاةُ، كقُضاةٍ: جَمْع {دالٍ وَهُوَ النازِعُ} بالدَّلْوِ.
{ودِلُّوَيْه، بِكسْرِ الدَّال وضمِّ اللاّمِ المُشَدَّدَة: جَدُّ حامِدِ ابْن أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ} دِلُّوَية الاسْتوائيّ، عَن الدَّارْقطْنِي، وَعنهُ الخطيبُ.
وأَيْضاً جَدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ دِلُّوَية الدِّلُّويي النَّيْسابُورِي عَن أَحْمدَ بن حَفْص السُّلَميّ وَعنهُ أَبو بكْرٍ

(38/61)


الضبعيُّ.
وأَبو القاسِمِ عبيدُ اللَّهِ بنُ محمدِ البُخارِيُّ المَعْروفُ بابنِ الَّدلو البَغْدادِيّ، {وبالَّدلو رَوَى عَنهُ الخطيبُ.

دُلي
: (ى (} دَلِيَ، كرَضِيَ) : أَهْمَلَهُ الجوهرِيُّ: وقالَ ابنُ الأعرابيِّ؛ أَي (تَحَيَّرَ) .
قالَ: ( {وتَدَلَّى) إِذا (قَرُبَ) بَعْدَ عُلْوٍ؛ (و) إِذا (تَوَاضَعَ) ؛ وأَمَّا قوْلُه تَعَالَى: {ثمَّ دَنَا} فتَدَلَّى} .
قالَ الفرَّاءُ: ثمَّ دَنَا جِبْريلُ مِن محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتَدَلَّى كأنَّ المَعْنى ثمَّ {تَدَلَّى فدَنا، وَهَذَا جائِزٌ إِذا كانَ المَعْنى فِي الفِعْلَيْن واحِداً.
وقالَ الزجَّاجُ: مَعْناه قَرُبَ وتَدَلَّى، أَي زادَ فِي القُرْبِ كَمَا تقولُ: دَنا منِّي فلانٌ وقَرُبَ.
وللسَّادةِ الصُّوفيَّة كَلامٌ فِي} التَّدلِّي وحدّه وحَقِيقَته ليسَ هَذَا مَحَلّ ذِكْره، وَقد أَوْدَعْناه فِي شرْحِ صيغَةِ القطب البكْرِي فراجِعْه، فإنَّه نَفِيسٌ.
(ودالَبْتُهُ: دارَيْثُهُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{دَلايَةُ، كسَحابَةٍ: قَرْيَةٌ بالأَنْدَلُس، مِنْهَا: أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ عُمَر بنِ أَنَس بنُ دِلهاثِ بنِ أَنَس بنِ قلدان بنِ عِمْران بنِ منيبِ بنِ رغيبة بنِ قطبَةَ العذْريُّ} الدلائيُّ، وُلِدَ سَنَة 393، وسَمِعَ بالحجازِ مِن أَبي العبَّاس الرَّازي، وصَحِبَ أَبا ذرَ الهَرَويَّ وسَمِعَ مِنْهُ الصَّحِيح مرَّاتٍ، وَعنهُ أَبو عبدِ اللَّهِ الحُميدي وابْنُه أَنَسَ، تُوفي بالبريَّةِ سَنَة 478.

دمي
: (ى (! الدَّمُ) : مِن الأخْلاطِ (م) مَعْروفٌ، وَقد اخْتُلِفَ فِي أصْلِه على أَقْوالٍ، اقْتَصَر المصنِّفُ مِنْهَا على

(38/62)


واحِدٍ، وَهُوَ أنَّ (أَصْلَه {دَمَيٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، كَمَا هُوَ فِي النُّسخِ الصَّحِيحةِ، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ؛ نَقَلَه الجوهرِيُّ عَن المبرِّدِ، وأَوْرَدَه أَيْضاً صاحِبُ المِصْباح، وصَحَّحَه الجوهرِيُّ على مَا سَيَأْتِي.
وَقد جَاءَت (تَثْنِيَتُه) على لَفْظِ الواحِدِ فيقالُ (} دَمًانِ.
(و) قالَ الجوهرِيُّ بَعْد ذِكْرِه قَوْل المبرِّد، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ، مَا نَصُّه: والَّدليل عَلَيْهَا قوْلُهم فِي التَّثْنِيَة ( {دَمَيانِ) ، وأَنْشَدَ:
فلَوْ أنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا
جَرى} الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِينِقال ابنُ سِيدَه: تَزْعَمُ العَرَبُ أنَّ الرَّجُلَين المُتَعادِيَيْن إِذا ذُبِحا لم تَخْتَلِطْ {دِمَاهُما.
قالَ الجوهرِيُّ: أَلا تَرى أنَّ الشَّاعِرَ لمَّا اضْطُرَّ أَخْرَجَه على أَصْله فقالَ:
فَلَسْنا على الأَعْقابِ} تُدْمَى كُلُومُنا
ولكِنْ على أَقْدامِنا يَقْطُرُ {الدَّما فأَخْرَجَه على الأَصلِ. وَلَا يَلْزمُ على هَذَا قَوْلهم يَدْيانِ، وَإِن اتَّفَقُوا على أنَّ تَقْديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العَيْن، لأنَّه إنَّما ثُنِّيَ على لُغَةِ مَنْ يقولُ لِلْيَدِ يَدَا، وَهَذَا القَوْل أَصَحّ.
والقَوْلُ الثَّاني: إنَّ أَصْلَه} دَمَوٌ بالتَّحْريكِ، وإنَّما قَالُوا {دَمِيَ} يَدْمَى لحالِ الكَسْرة الَّتِي قَبْل الياءِ كَمَا قَالُوا رَضِيَ يَرْضَى وَهُوَ مِنَ الرِّضْوان؛ وبعضُ العَرَبِ يقولُ فِي تَثْنِيَتِه دَمَوانِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ على المُعاقَبَةِ؛ وَهِي قَلِيلَةٌ لأنَّ حُكْمَ أَكْثَر

(38/63)


المُعاقَبَة إنَّما هُوَ قَلْب الواوِ إِلَى الياءِ لأنَّهم إنّما يَطْلِبُون الأخَفُّ.
والقَوْلُ الثَّالثُ: إنَّ أَصْلَه {دَمْيٌ على فَعْلٍ، بالتَسْكِين، لأنَّه (ج) يُجْمَعُ على (} دِماءٍ) ، على القِياسِ، ( {ودُمَيَ) شُذوذاً مِثْل ظَبْيٍ وظِباءٍ وظُبْيَ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيَ، وَنقل كَسْر الدالِ فِي الأَخيرِ أَيْضاً.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه، قالَ: وَلَو كانَ مِثْل قَفاً وعَصاً لمَا جُمِعَ على ذلكَ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الزجَّاجِ أيْضاً.
قالَ: إلاَّ أنَّه لمَّا حُذِفَ وَردَّ إِلَيْهِ مَا حُذِفَ مِنْهُ حُرِّكَتِ المِيمُ لتدلَّ الحَرَكَة على أنَّه اسْتُعْمِل مَحْذوفاً.
ورُبَّما يُفْهَم من سِياقِ المصنِّفِ أنَّه الَّذِي اخْتارَه بِنَاء على أنَّه لم يضْبط قَوْله} دمى فَاحْتمل أَنْ يكونَ بالتَّسْكِين، ولكنَّ الصَّحيحَ الَّذِي قدَّمْناه أنَّه بالتَّحْرِيكِ، كَمَا وُجِدَ فِي النسخِ الصَّحِيحةِ. ووَجْه اخْتِيار المصنِّف إيَّاه دُونَ القَوْلَين كَوْن الجَوهرِيِّ رَجَّحَه، وَإِن كانَ شيْخُنا أَشارَ إِلَى أنَّ الجَوهرِيَّ جَزَمَ لما ذَكَرْناه ثانِياً وَهُوَ أنَّ أَصْلَه دَمَوٌ لكَوْنِه قدَّمَه فِي الذِّكْر، وكأنَّه لم يَطَّلع فِي آخِرِ سِياقِه على قَوْلِه، وَهُوَ الرَّاجحُ، أَي قَوْل المبرِّد، فتأَمَّل ذلكَ.
وَقد قَصَّر المصنِّف فِي سِياقِه هَذَا كَثِيراً يَظْهَر بالتَّأَمَّل.
(وقِطْعَتُه {دَمَةٌ) ، بالهاءِ.
قالَ الجَوهرِيُّ:} والدّمَةُ أَخَصّ مِن الدَّمِ، كَمَا قَالُوا بَياض وبياضة،
(أَو هِيَ لُغَةٌ فِي الدَّمِ) ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ، جِنِّي لأنَّه حكَى {دَمٌ ودَمَةٌ مَعَ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَشْعَر أَنَّهما لُغَتانِ.
(وَقد} دَمِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ) ، {يَدْمَى (} دَماً) {ودُمِيّاً فَهُوَ} دَمٍ، مِثْل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فَهُوَ فَرِقٌ، والمَصْدَرُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ أنَّه بالتحْرِيكِ، وإنَّما اختَلَفُوا فِي الاسْمِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
( {وأَدْمَيْتُه) أَنا (} ودمَّيْتُه) ! تَدْمِيَةً: إِذا

(38/64)


ضَرَبْتَه حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
فَلَا تَكُوني يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ
وَرْقاءَ {دَمَّى ذِئْبُها} المُدَمِّي نَقَلَه الجوهرِيُّ.
وفَسَّرَه ثَعْلَب فقالَ: الذِّئْبُ إِذا رأَى بصاحِبِه {دَماً وَثَبَ عَلَيْهِ فيقولُ: لَا تَكُوني كَهَذا الذِّئْبِ؛ ومِثْله:
وكُنْتُ كذِئْبِ السُّوءِ لمَّا رأَى} دَماً
بصاحِبِه يَوْمًا أَحالَ على {الدَّم ِومنه المَثَلُ: ولدُكَ مَنْ} دَمَّى عَقِبَيْك.
(وَهُوَ دامِي الشَّفَةِ) : أَي (فَقيرٌ) ؛ عَن أَبي العميثلِ الأعْرابيِّ، وَهُوَ مَجازٌ.
(وبَناتُ دَمٍ: نَبْتٌ م) مَعْروفٌ.
( {والدَّمُ: السِّنَّوْرُ) ؛ حَكَاهُ النَّضْرُ فِي كتابِ الوحوشِ؛ وأَنْشَدَ كُراعٌ:
كَذاكَ} الدَّمُ يأْدُو للعَكابِرْ والعَكَابِرُ: ذكورُ اليَرابيعِ.
( {ودَمُ الغِزْلانِ: بَقْلَةٌ) لَهَا زَهُرَةٌ حَسَنَةٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن الليْثِ: بَقْلَةٌ لَهَا زَهْرةٌ يقالُ لَهَا} دُمْيَةُ الغِزْلانِ.
( {ودَمُ الأَخَوَيْنِ: م) مَعْروفٌ وَهُوَ العَنْدَمُ وَهُوَ القاطِرُ المكِّيُّ، أَوْ نَوْعٌ مِنْهُ؛ (فارِسِيَّتُه خُونِ سِياوُشانْ.
(} والدُّمْيَةُ، بالضَّمِّ: الصُّورةُ المُنْقشةُ من الرُّخامِ) ؛ عَن الليْثِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الصُّورةُ مِن العَاجِ ونحْوِه.
(أَو عامٌّ) مِن كلِّ شيءٍ مُسْتَحْسَن فِي البَياضِ؛ أَو الصُّورةُ عامَّة؛ وَهُوَ قَوْلُ كُراعٍ.
وَقَالَ أَبو العَلاءِ: سُمِّيَت {دُمْيَةٌ لأنَّها كانتْ أَوَّلاً تُصَوّرُ بالحُمْرةِ فكأنَّها أُخِذَتْ مِن} الدَّمِ تُشَبَّه بهَا المَلِيحةُ لأنَّها مُزَيَّنَةٌ.
وَفِي حدِيثِ الحليةِ: (كانَ عُنُقُه

(38/65)


جِيدَ {دُمْيَةٍ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هِيَ الصُّورةُ المُصَوَّرةُ لأنَّها يُتَنَوَّقُ فِي صَنْعتِها ويُبالَغُ فِي تَحْسِينها.
(و) } الدُّمْيَةُ أَيْضاً: (الصَّنَمُ) ؛ نَقَلَهُ الليْثُ؛ (ج دُمًى) .
وَفِي الرَّوْض: تُسَمَّى الأصْنامُ {دُمىً لأنَّ} الدِّماءَ تُراقُ عنْدَها تقرُّباً.
قَالَ شيْخُنا: فِي هَذَا الاشْتِقاقِ نَظَرٌ، وَلَو قيلَ لتَزْيينِها وتَنْقِيشها {كالدُّمَى المُصوَّرةِ لكانَ أَظْهَر، وأَمَّا الدِّماءُ فَهِيَ بالكَسْرِ والمَدِّ جَمْع} دَمٍ، كَمَا مَرَّ، إلاَّ أَن يُريدَ عُمومَ الاشْتِقاقِ والاجْتِماعِ فِي المادَّة فِي الجمْلة على مَا فِيهِ مِن البُعْدِ.
وَمن أَيْمان الجاهِلِيَّة: لَا {والدُّمَى، يُرِيدُون الأصْنام، ويُرْوى: لَا} والدِّماءُ، بالكسْرِ، يَعْني دَمَ مَا يُذْبَح على النُّصُبِ؛ كَذَا فِي النهايةِ.
( {والمُدَمَّى) ، كمُعَظَّم: (السَّهْمُ) الَّذِي (عَلَيْهِ حُمْرَةُ} الدَّم) ، وَقد جَسِدَ بِهِ حَتَّى يضرِبَ إِلَى السَّوادِ. وكانَ الرَّجُلُ إِذا رَمَى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأصَابَ ثمَّ رَماهُ بِهِ العَدُوُّ وعَلَيْه {دَمٌ جَعَلَه فِي كِنانَتِه تَبَرُّكاً بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَقد جاءَ فِي حدِيثِ سَعْدٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ؛
وقالَ بعضُهم: هُوَ مأْخُوذٌ مِن} الدَّمياءِ وَهِي البرَكَةُ.
(و) {المُدَمَّى: (الشَّديدُ الحُمْرةِ من الخَيْلِ وغيرِهِ) .
وكلُّ أَحْمَرَ شَدِيد الحُمْرةِ فَهُوَ} مُدَمّىً. يقالُ: ثوبٌ {مُدَمّىً، وكُمَيْتٌ مُدَمّىَّ.
وقيلَ: الكُمَيْتُ المُدَمَّى هُوَ الشَّديدُ الشُّقْرَةِ شبه لَوْنِ الدَّمِ.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: كميْتٌ مُدَمّىً سراته شَدِيدَة الحُمْرةِ إِلَى مَراقِّه.
والأشْقَرُ} المُدَمَّى: الَّذِي لَوْنُ أَعْلَى شَعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ كلَوْنِ الكُمَيْت

(38/66)


الأصْفَر؛ قالَ طفيل:
وكُمْتاً {مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها
جَرى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب (} والمُسْتَدْمِي: مَنْ يَسْتَخْرِجُ من غَرِيمِهِ دَيْنَه بالرِّفْقِ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ.
وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاء: {اسْتَدْمَى غَرِيمَه واسْتَدًامَه: رَفَقَ بِهِ.
(و) هُوَ أَيْضاً: (مَنْ يَقْطُرُ مِن أَنْفِه الدَّمُ وَهُوَ مُتَطَأْطِىءٌ) برأْسِه؛ عَن الأصْمعيّ أَيْضاً.
وَفِي المُحْكَم: اسْتَدْمَى الرَّجُلُ طَأْطَأَ رأْسَه يَقْطُرُ مِنْهُ الدّمُ.
(} والدَّامِيَةُ: شَجَّةٌ تَدْمَى وَلَا تَسِيلُ) ؛ والدامِعَةُ: الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا الدَّمُ.
( {والَّدامِياءُ) ؛ كقاصِعَاء، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ} الدمياءُ بغيرِ أَلفٍ بعْدَ الدالِ كَمَا فِي التكْمِلَةِ؛ (الخَيْرُ والبَرَكَةُ) ؛ قيلَ: وَمِنْه سُمِّي السَّهْم {المُدَمَّى، كَمَا تقدَّمَ.
(} ودَمَّيْتُ لَهُ {تَدْمِيَةً: سَهَّلْتُ لَهُ سَبِيلاً وطَرَّقْتُه) وَهُوَ مجَاز.
(و) } دَمَّيْتُ لَهُ فِي كَذَا وَكَذَا: أَي (قَرَّبْتُ لَهُ.
(و) {دَمَّيْتُ لَهُ. (ظَهَرْتُ) . يقالُ: خُذْ مَا} دَمَّى لكَ أَي ظَهَرَ؛ كِلاهُما عَن ثَعْلَب، قالَ ابْن سِيدَه: وإِنما قضيْنا على هاتَيْن الكَلِمَتَيْن بالياءِ لكَوْنِهما لاما مَعَ كَثْرَةِ دمي وقلَّةِ دمو.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{دَمَى} يَدْمى لُغَة فِي دَمِيَ كَرضِيَ، نَقَلَهُ صاحِبُ المِصْباحِ.
{والدَّمُ بتَشْدِيدِ الميمِ، لُغَةٌ، وأَنْكَرَه الكِسائيُّ.
ودَمَّى الرَّعْي الماشِيَةَ: جَعَلَها} كالدُّمَى، قالَ الشاعِرُ:
صَلْبُ العَصا بِرَعْيهِ {دَمَّاها
يَوَدُّ أنَّ اللَّهَ قد أَفْناهاأَي أَرْعاها فسَمِنَتْ حَتَّى صارَتْ} كالدُّمَى.

(38/67)


وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: يقالُ للمَرْأَةِ: {الدُّمْيَةُ، يُكْنى بهَا عَنْهَا.
ونقلَ شيْخُنا كَسْرَ الدالِ فِي} الدِّمْيَة لُغَة.
وتَصْغيرُ الدَّمِ {دُمَيٌّ؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} دَمِيٌّ {ودَمَويٌّ.
} والدمويةُ: الْحمى الدق، عامِّيَّة مِصْريَّة.
وَفِي الحدِيثِ: (بَلِ {الدَّمُ} الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ) ؛ مَرَّ تَفْسيرُه فِي هدم.
ورجُلٌ ذُو {دَمٍ: مُطالِبٌ بِهِ.
} واسْتَدْمَى مَوَدَّتَه: تَرَقَّبَها؛ قالَ كثِّيرٌ:
وَمَا زِلْتُ {أسْتَدْمي وماطَرّ شارِبي
وصالَكَ حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُهاوفي حدِيثِ الأَعْرابيّ والأَرْنَب: وَجَدْتُها} تَدْمَى، كِنايَة عَن الحَيْضِ.
وابنُ أَبي الدَّم: مُحدِّثٌ شافِعِيٌّ.
وساتِيدَمَا: جَبَلٌ بينَ ميّافارقين وسعرت.
قالَ الجَوهرِيُّ: لأنَّه ليسَ مِن يَوْمِ إلاَّ ويُسْفَكُ عَلَيْهِ دَمٌ، وكأنَّهما اسْمانِ جُعِلا واحِداً، انتَهَى كَمَا أنَّ الجَبَلَ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام، فِي كلِّ يَوْم ينزلُ عَلَيْهِ الغَيْث.
قُلْتُ: فَهَذَا مَوْضِعُ ذِكْره كَمَا فَعَلَه الجوهرِيُّ وغيرُهُ من الحذَّاقِ، والمصنِّفُ أَوْرَدَه فِي ستد نَظَراً إِلَى ظاهِرِ لَفْظِه مُسْتَدْركاً بِهِ على الجَوهرِيَّ، مَعَ أنَّ الجوهريُّ ذَكَرَ ساتِيدَ مَا هُنَا، فقالَ: وَقد حَذَفَ يزيدُ بنُ مفرّغٍ الحِمْيَريُّ مِنْهُ المِيمَ فِي قوْله:
فَدَيْرُ سُوىً فساتِيدَا فبُصْرَى وشجرَةٌ دامِيَةٌ: أَي حَسَنَةٌ.

دنو
: (و ( {دَنا) إِلَيْهِ وَمِنْه وَله} يَدْنُو ( {دُنُواً) ، كعُلُوَ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجوهرِيُّ.
زادَ ابنُ سِيدَه: (} ودَناوَةً: قَرُبَ) .
وقالَ

(38/68)


الحرالي: {الدُّنُوُّ القُرْبُ بالذاتِ أَو الحُكْم، ويُسْتَعْملُ فِي المَكانِ والزَّمانِ.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لساعِدَةَ يَصِفُ جَبَلاً:
إِذا سَبَلُ العَماءِ دَنا عَلَيْهِ
يَزِلُّ برَيْدِهِ ماءٌ زَلُولُأَرَادَ: دَنا مِنْهُ؛
(} كأَدْنَى) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
( {ودَنَّاهُ} تَدْنِيةً {وأَدْنَاهُ: قَرَّبَهُ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (إِذا أَكَلْتُم فسَمُّوا اللَّهَ} ودَنُّوا) ، أَي كُلُوا ممَّا يَلِيكُم.
وَفِي حدِيثٍ آخر: (سَمُّوا وسَمِّتُوا ودَنُّوا) ، أَي قارِبُوا بينَ الكَلِمَةِ والكَلِمَةِ فِي التَّسْبيحِ.
( {واسْتَدْناهُ: طَلَبَ مِنْهُ} الدُّنوَّ) ، أَي القُرْب.
( {والدَّناوَةُ: القَرابَةُ والقُرْبَى) . يقالُ: بَيْنَهما} دَناوَةٌ، أَي قَرابَةٌ. ويقالُ: مَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً {ودَناوَةً.
(} والدُّنْيا) ، بالضَّمِّ: (نَقِيضُ الآخِرَةِ) ، سُمِّيَت {لدُنُوِّها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: انْقَلَبَتِ الواوُ فِيهَا يَاء، لأنَّ فُعْلَى إِذا كانتِ اسْماً مِن ذواتِ الواوِ أُبْدلَتْ واوُه يَاء، كَمَا أُبْدِلَتِ الواوُ مَكان الياءِ فِي فَعْلى، فأَدْخلُوها عَلَيْهَا فِي فُعْلى ليَتكَافآ فِي التَّغْييرِ؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه وزِدْتُه أَنا بَياناً.
وقالَ الليْثُ: إنَّما سُمِّيَت} الدُّنْيا لأنَّها {دَنَت وتأَخَّرَتِ الآخِرَةِ.
(وَقد تُنَوَّنُ) إِذا نُكِّرَتْ وزَالَ عَنْهَا الألِف واللاَّم؛ وحَكَى ابنُ الأعرابيِّ: مالَه دُنْياً وَلَا آخِرَةٌ، فنَوَّنَ} دُنْياً تَشْبِيهاً لَهَا بِفعل؛ قالَ: والأصْلُ أَن لَا تُصْرَفَ لأنَّها فُعْلى.
قَالَ شيْخُنا: وَقد وَرَدَ تَنْوينها فِي رِوايَة الْكشميهني كَمَا حَكَاه ابنُ

(38/69)


دحْيَة وضَعَّفَه.
وقالَ ابنُ مالِكٍ: إنَّه مشكلٌ وأَطالَ فِي تَوْجِيهه.
(ج {دُنًى) ، ككُبْرَى وكُبَر وصُغْرَى وصُغَر، وأَصْلُه دُنَوٌ، حُذِفَتِ الواوُ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْن؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وقيلَ هُوَ جَمْعٌ نادِرٌ غريبٌ عابَهُ صاحِبُ اليَتِيمَةِ على المُتَنبيِّ فِي قوْلِه:
أَعَزُّ مكانٍ فِي الدُّنَى سرجُ سابحٍ
وخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمانِ كِتابُونَقَلَهُ الشَّهابُ فِي العنايةِ وأَقَرَّه فتأَمَّل.
قُلْتُ: إنَّما أَرادَ المُتَنبيِّ فِي الدُّنْيا فحذَفَ الياءَ لضَرُورَةِ الشِّعْر، فتأَمَّل.
(و) قَالُوا: (هُوَ ابْن عَمِّي) أَو ابنُ (خالِي، أَو) ابنُ (عَمَّتِي، أَو) ابنُ (خالتِي) ؛ هَذِه الثلاثَةُ عَن اللحْيانيّ؛ (أَو ابنُ أَخِي، أَو) ابنُ (أُخْتِي) ، هاتَانِ عَن أَبي صَفْوان.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم يعْرفْها الكِسائيّ وَلَا الأصْمعيّ إِلَّا فِي العَمِّ والخالِ.
(} دِنْيَةً {ودِنْياً) ، بكسْرِهما مُنَوَّنَتَيْن، (ودُنْياً) ، بالضَّمِّ غَيْر مُنَوَّنَة، (} ودِنْيَا) ، بالكسْرِ غَيْر منوَّنَة أَيْضاً؛
وقالَ الكِسائيُّ: هُوَ عَمه دُنْيَا، مَقْصورٌ، {ودِنْيَةً} ودِنْياً، منوَّنٌ وغَيْرُ مُنوَّنٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ ابنُ عمِّ {دِنْيٍ} ودِنْيا، {ودُنْيَا} ودِنْيَةً إِذا ضَمَمْتَ الدَّال لم تجرِ، وَإِذا كَسَرْتَ إنْ شِئْتَ أَجْرَيْت وإنْ شِئْتَ لم تجرِ، فأمَّا إِذا أَضَفْتَ العمَّ إِلَى مَعْرِفةٍ لم يَجُزِ الخَفْض فِي دِنْيٍ، كقَوْله: هُوَ ابنُ عَمِّه ( {دِنْيا) } ودِنْيةٌ، أَي (لَحّاً) ، لأنَّ دِنْياً نَكِرةٌ فَلَا يكونُ نَعْتاً لمعْرفَةٍ، انتَهَى.

(38/70)


قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما انْقَلَبتِ الواوُ فِي {دِنْياً} ودِنْيةٍ ياٍءً لمجاوَرَةِ الكَسْرةِ وضعفِ الحاجِزِ، ونَظِيرُهُ قِنْيَةٌ وعِلْيَةٌ، وكأنَّ أَصْلَ الكُلِّ {دُنْيا، والمَعْنى رَحِماً} أَدْنى إليَّ مِن غيرِها، وإنَّما قَلَبُوا ليَدُلَّ ذلكَ على أنَّه ياءُ تأْنيثِ {الأَدْنَى،} ودِنْيَا داخِلَة عَلَيْهَا.
( {ودانَيْتُ القَيْدَ) للبَعيرِ: (ضَيَّقْتُه) عَلَيْهِ.
(وناقَةٌ} مُدْنِيَةٌ {ومُدْنٍ) ، كمُحْسِنَةٍ ومُحْسِنٍ: (} دَنا نِتاجُها) ؛ وَكَذَا المَرْأَةُ وَقد {أَدْنَتْ.
(} والدَّنِيُّ) مِن الرِّجالِ، (كغَنِيَ: السَّاقِطُ الضَّعِيفُ) الَّذِي إِذا آواه اللَّيْل لم يَبْرَحْ ضَعْفاً، والجَمْعُ {أَدْنِياءُ.
(وَمَا كانَ} دَنِيّاً، وَلَقَد {دَنِيَ) } يَدْنَى، كرَضِيَ يَرْضَى، ( {دَناً) بالفتْحِ مَقْصوراً، (} ودَنايَةً) ، كسَحابَةٍ، الياءُ فِيهِ مُنْقَلبَةٌ عَن الواوِ لقُرْبِ الكَسْرةِ، كُلُّه عَن اللحْيانيّ.
وَفِي التَهْذيبِ: {دَنا ودَنُؤَ، مَهْموزٌ وغَيْر مَهْموزٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت:} دَنَوْتُ مِن فلانٍ {أَدْنُو} دُنُوّاً.
وَمَا كنتُ {دَنِيّاً وَلَقَد} دَنَوْت {تَدْنُو، غيْر مَهْموزَةٍ، دَناءَةً مَصْدَره مَهْموز.
وَمَا تَزْدادُ منَّا إلاَّ قُرْباً} ودَناوَةً.
قالَ الأزهرِيُّ: فرقَ بينَ مَصْدرِ دَنا ودَنُؤَ، كَمَا تَرى فجَعَلَ مَصْدَر دَنا دَناوَةً ومَصْدر دَنُؤَ دَناءَةً، قالَ: ويقالُ لقَدْ دَنَأْت تَدْنَأ، مَهْموزاً، أَي سفلت فِي فِعْلِكَ ومَجنْت.
( {وَالَدَّنَا) ، بالفتْحِ مَقْصوراً: (ع) بالبادِيَةِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
وقالَ نَصْر: مِن دِيارِ تمِيمٍ بينَ البَصْرةِ واليَمامَة؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
فأَمْواهُ} الدَّنا فعُوَيْرِضاتٌ
دَوارِسُ بعدَ أَحْياءٍ حِلالٍ وَفِي المُحْكَم: أَنَّه أَرْضٌ لكَلْب؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة بنِ جَنْدل:

(38/71)


من أَخْدَرِيَّاتِ {الدَّنا التَفَعَتْ لَهُ
بُهْمَى الرِّقاعِ ولَجَّ فِي إِحْناقِ (} والأَدْنَيانِ: وادِيانِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(ولَقِيتُه {أَدْنَى} دَنِيٍَّ، كغَنِيَ، {وأَدْنَى} دَناً) ، بالفتْحِ مَقْصُور، أَي (أَوَّلَ شيءٍ) .
قَالَ الجَوْهرِي: {والدَّنيُّ القَرِيبُ وأَمَّا الَّذِي بمعْنَى الدُّونِ فمَهْموزٌ.
(وأَدْنَى) الرَّجُلُ (} إدْناءً: عاشَ عَيْشاً ضَيِّقاً) بعْدَ سَعَةٍ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ.
( {ودَنَّى فِي الأُمورِ} تَدْنِيَةً: تَتَّبَعَ صَغيرَها وكَبيرَها) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ وخَسِيسَها، كَمَا هُوَ نَصَّ الجَوهرِيُّ.
وَفِي المُحْكَم عَن اللّحْيانيّ: {دَنَّى طَلَبَ أَمْراً خَسِيساً.
وَفِي التَّهْذيبِ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا طَلَبَ أمْراً خَسِيساً: قد} دَنَّى {يُدَنِّي} تَدْنِيَةً.
( {وتَدَنَّى) فلانٌ: أَي (} دَنا قَلِيلاً) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
( {وتَدَانَوْا) : أَي (دَنا بعضُهم من بعضٍ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ أَيْضاً.
(} ودانِيَةُ: بالمَغْرِب) فِي شَرْقي الأَنْدَلُس ليسَ بساحِلِ البَحْر، (مِنْهُ جماعَةٌ عُلماءُ، مِنْهُم: أَبو عَمْرٍ و) عُثْمانُ بنُ سعيدِ بنِ عُثْمان الأُمَويُّ مَوْلاهم (المُقْرِىءُ) القُرْطبيُّ، سَكَنَ {دانِيَةَ، وُلِدَ سَنَة 372، وسَمِعَ الحدِيثَ بالأَنْدَلُس ورَحَلَ إِلَى المَشْرِق قبْلَ الأَرْبعمائَة وعادَ إِلَى الأَنْدَلُس فتَصَدَّرَ بالقِرَاآتِ وانْتَفَعَ النَّاسُ بكُتُبِه انْتِفاعاً جيِّداً، وتُوفي بدانِيَةَ سَنَة 444.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دنى! تَدْنِيَةً: إِذا قربَ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.

(38/72)


{ودَنَتِ الشمسُ للغُروبِ} وأَدْنَتْ.
والعَذابُ {الأدْنَى: كلُّ مَا يُعَذَّبُ بِهِ فِي الدُّنْيا؛ عَن الزجَّاج.
} ودانَيْتُ الأَمْرَ: قارَبْتَه.
{ودانَيْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن: قارَبْت وجَمَعْت.
} ودَانَى القَيْدُ قَيْنَيِ البَعيرِ: ضَيَّقَ عَلَيْهِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
{دَانَى لَهُ القَيْدُ فِي دَيْمُومَةٍ قُذُفٍ
قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عَنْهُ الأناعِيمُوقولُ الراجز:
مَا لي أَراهُ والفاً قَدْ} - دُنْيَ لهْ إِنَّمَا أَرادَ قد {دُنِيَ لَهُ، وَهُوَ من الواوِ مِن} دَنَوْتُ، ولكنَّها قُلِبَتْ يَاء لانْكِسارِ مَا قَبْلها ثمَّ أُسْكِنَتْ النُّون.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَعْلَم {- دُنْيَ بالتَّخْفِيفِ إلاَّ فِي هَذَا البيتِ، وكانَ الأصْمعيُّ لَا يَعْتَمِدُ هَذَا الرَّجْز، ويقولُ هُوَ مِن رَجَز المولّدِين.
} وتَدانَتِ إبِلُ الرَّجُلِ: قَلَّتْ وضَعُفَتْ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
تباعَدَ منِّي أَنْ رأَيْتَ حَمُولِتي
تَدانَتْ وأنْ أَخْنَى عليكَ قَطِيع {والمُدَنِّي، كمُحَدِّثٍ: الضَّعيفُ الخَسِيسُ الَّذِي لَا غَناءَ عنْدَه، المُقَصِّرُ فِي كلِّ مَا أَخَذَ فِيهِ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ وأَنْشَدَ:
فَلَا وأَبِيكِ مَا خُلُقي بوَعْرٍ
وَلَا أَنا} بالدَّنيِّ وَلَا {المُدَنيّ ِ} والدَّنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الخَصْلَةُ المَذْمومةُ، والأصْلُ فِيهِ الهَمْز، ولكنَّه يُخَفَّف.
والجَمْرَةُ الدُّنْيا: هِيَ القَرِيبَةُ من مِنىً.
والسَّماءُ الدُّنْيا: هِيَ القرْبَى إِلَيْنَا.

(38/73)


ويقالُ: سَماءُ الدُّنْيا بالإضَافَةِ.
{وادَّنَى} ادّناءً، افْتَعَل مِن {الدُّنُوِّ، أَقربَ.
ويُعَبَّرُ} بالأدْنى تارَةً عَن الأصْغَر فيقابَلُ بالأكْبَر، وتارَةً عَن الأرْذَل فيُقابَلُ بالخَيِّر، وتارَةً عَن الأَوَّل فيُقابَلُ بالآخرِ، وتارَةً عَن الأَقْرَبِ فيُقابَلُ بالأَقْصَى.
{وأَدْنَيْتُ السِّتْرَ: أَرْخَيْته.
وأَبو بكْرِ بنُ أَبي الدُّنْيا: محدِّثٌ مَشْهورٌ.
والنِّسْبَةُ إِلَى الدُّنْيا:} دُنْياوِيٌّ؛ وَكَذَا إِلَى كلِّ مَا مُؤَنَّثُه نَحْو حُبْلَى ودَهْناء.
قَالَ الجَوهرِيُّ: ويقالُ {دُنْيَوِي} ودُنَيِيٌّ. {والدُّنْياتَيْن، بالضمِّ: مُثَنَّى الدُّنْيا مَلاَوِي الْعود لُغَةٌ مُولَّدَة مُعَرَّبَة؛ نَقَلَهُ الشيخُ عبْدُ القادِرِ البَغْدادِيُّ فِي بعضِ رَسائِلِه اللّغَويَّة، واسْتَدَلَّ بقولِ أَبي طالبٍ محمدِ بنِ حسَّان المُهذّب الدِّمَشْقيّ فِي بعضِ منشآته: خَبِير بشَدِّ} دُنْياتَيْن الأَلْحان، بَصِير بحلِّ عُرَى النَّغَمات الحِسَان.
قُلْتُ: الصَّحيحُ أنَّه تَصْحِيفُ الدّساتين، وَهَذِه قد ذَكَرَها الشهابُ الخفاجيّ فِي ديوانِ الأدَبِ، فتأَمَّل.

دوِي
: (ى ( {الدَّواءُ، مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ هُوَ المَشْهورُ فِيهِ.
وَقَالَ الجوهريُّ: الكَسْر لُغَةٌ فِيهِ، وَهَذَا البيتُ يُنْشَدُ على هَذِه اللغةِ:
يَقُولُونَ مَخْمورٌ وَهَذَا} دِواؤُه
عليَّ إِذن مَشْيٌ إِلَى البيتِ واجِبُأَي قَالُوا: إنَّ الجَلْد والتَّعْزِيرَ دواؤُه، قالَ: وعلَيَّ حجَّةٌ ماشِياً إِن كنتُ شَرِبْتُها.
ويقالُ: {الدِّواءُ، بالكسْرِ، إنَّما هُوَ مَصْدر} داوَيْته {مُداوَاةً} ودِواءً، انتَهَى.
{والدُّواءُ، بالضمِّ، عَن الهَجَرِيّ، وَهُوَ اسمُ (مَا} دَاويْتَ بِهِ.
(و) ! الدَّوَى، (بالقَصْرِ: المَرَضُ) والسِّلُّ.
يقالُ مِنْهُ:

(38/74)


( {دَوِيَ) ، بالكسْرِ، (} دَوًى) ، بالقَصْرِ،.
(فَهُوَ {دَوٍ) ، على فعل، أَي فاسِدُ الجَوْفِ مِن} دَاءٍ.
وامْرأَةٌ دَوِيَّةٌ، كفَرِحَةٍ.
(و) إِذا قُلْتَ: رجُلٌ ( {دَوًى) ، بالفتْحِ، اسْتَوَى فِيهِ المُذَكَّر والمُؤَنَّثُ والجَمْعُ لأنَّه فِي الأصْلِ مَصْدرٌ.
(و) } الدَّوى: الرَّجُلُ (الأحْمَقُ) ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
وقَدْ أَقُودُ {بالدَّوى المُزَمَّل
أَخْرسَ فِي السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِلِويقالُ: تَرَكْتُ فلَانا} دَوَىً مَا أَرى بِهِ حَيَاة، كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَهُوَ فِي المُحْكم: المُرَمَّل بالرَّاءِ؛ قالَ: إنَّما عَنَى بِهِ المريضَ من شدَّةِ النّعاسِ.
وأَنْشَدَ شمِرٌ مثْلَ إنْشادِ الفرَّاء.
وَهَكَذَا هُوَ فِي التَّهذِيبِ.
(و) {الدَّوَى: الرَّجُلُ (الَّلازِمُ مَكانَه) لَا يَبْرَحُ.
وَفِي نسخةِ المُحْكَم: الَّلادِمُ مَكانَه، بالَّدالِ، وصحّح عَلَيْهِ بخطِّ الأَرْموي.
(وأَرضٌ دَوِيَّةٌ، ويُضَمُّ: غَيرُ مُوافقةٍ) .
(} والدَّواةُ: م) مَعْروفَةٌ للكتابِ. ورُوِي عَن مُجاهِد فِي تَفْسيرِ قَوْلِه تَعَالَى: {ن والقَلَمِ} ، أنَّ النُّونَ {الدَّواةُ.
قَالَ الشَّيخُ عبدُ القادِرِ البَغْداديُّ فِي رِسالَةٍ لَهُ: الدَّواةُ مِن} الدَّواءِ لأنَّها تصلحُ أَمْرَ الكاتِبِ؛ وقيلَ: مِن {دوى إِذا أَصابَهُ الدَّاءُ؛ قالَ:
أَمَّا الدَّواةُ} فأَدْوَى حملهَا جَسَدِي
وحَرَّفَ الخَطَّ تَحْرِيفٌ مِن القَلَمِثم قالَ: والدَّواةُ أَصْلُها دوية فأُعِلَّتِ الَّلامُ لأنَّ الطَّرَفَ محلُّ التَّغْيير، وَلم تُعَل الواوُ لوُقوعٍ أَلفٍ بَعْدَها، وَلَو أَعَلّوها حُذِفَ أَحَدُ السَّاكِنَيْن وَهُوَ مجحفٌ بالكلمَةِ، وكلّ واوٍ لَزِمَ إعْلالها إِذا وَقَعَ بَعْدها أَلِف لم يعلّوها

(38/75)


كَنَزوان وكَرَوان لما مَرّ.
(ج {دَوًى) ، مِثْلُ نواةٍ ونَوىً، (} ودُوِيٌّ، بالضَّمِّ والكسْرِ) ، على فُعُولٍ جَمْع الجَمْع مثْلُ صَفاةٍ وصَفاً وصُفِيَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
عَرَفْتُ الديارَ كرَقْمِ {الدُّوِيِّ
حَبَّره الكاتِبُ الحِمْيَرِيوثلاثُ} دَوَيات إِلَى العَشْر، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) الدَّواةُ) : (قِشْرُ الحَنْظَلةِ والعِنَبَةِ والبَطِّيخَةِ) ، وَهِي (لُغَةٌ فِي الَّذالِ) المُعْجمةِ، وسَيَأْتي.
( {والدُّوايَةُ، كثُمامَةٍ، ويُكْسَرُ) : الجُلَيْدَةُ الَّتِي تَعْلو اللِّبَنَ والمَرَقَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ (مَا يَعْلُو الهَرِيسَةَ واللَّبَنَ ونحوَهُ) كالمَرَقِ ويَغْلُظُ (إِذا ضَرَبَتْها الرِّيحُ كغِرْقِىءِ البَيْضِ، وَهُوَ لَبَنٌ} داوٍ) ، ذُو {دُوايَةٍ.
(وَقد} دَوَّى {تَدْوِيةً) ؛ إِذا رَكِبَتْه} الدّوايَةُ.
( {ودَوَّيْتُه) تَدْوِيةً: (أَعْطَيْتُه إِيَّاها} فادَّوَاها، كافْتَعَلَها، أَخَذَها فأَكَلَها) ؛ وَمِنْه قَوْلُ يَزِيد بنِ الحَكَمِ الثَّقَفيّ:
بَدا مِنْك غِشٌّ طالمَا قَدْ كَتَمْته
كَمَا كَتَمَتْ داءَ ابْنِها أُمُّ {مُدَّوِي وذلكَ أَن خاطبَةً مِن الأَعْرابِ خَطَبَتْ على ابْنِها جارِيَةً فجاءَتْ أُمُّها إِلَى أُمِّ الغلامِ لتَنْظرَ إِلَيْهِ فدَخَلَ الغُلامُ فقالَ:} أَأَدَّوِي يَا أُمِّي؟ فَقَالَت: اللِّجامُ مُعَلَّقٌ بعَمودِ البَيْتِ، أَرادَتْ بذلكَ كِتْمان زَلَّةِ الابنِ وسُوءِ عادَتِهِ.
(و) {دَوَّى (الماءُ) } تَدْوِيةً: (عَلاهُ مَا تَسْفِيه الرِّيحُ) فِيهِ مِثْل {الدُّوايَةِ.
(} والدُّوايَةُ فِي الأسْنانِ، كالطُّرامَةِ) ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:

(38/76)


أعْدَدْته لفِيكَ ذِي {الدُّوايَة (وطعامٌ} داوٍ {ومُدَوَ) : أَي (كَثيرٌ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(وَمَا بهَا} دَوِّيٌّ) ، بفتْحٍ فتَشْديدٍ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ؛ ( {ودُوِّيٌّ) ، بضمِّ الَّدالِ وتشْديدِ الواوِ المكْسُورَةِ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ؛ (} ودَوَوِيٌّ) محرَّكةً كَمَا فِي النسخِ، وَالَّذِي رأَيْته فِي نسخةِ المُحْكَم دُوَوِي بضمَ فسكونٍ فكَسْر.
قالَ الجوهرِيُّ: أَي (أَحَدٌ) ممَّنْ يَسْكُنُ {الدَّوَّ؛ كَمَا يقالُ: مَا بهَا طُورِي ودُورِي.
(} ودَاوَيْتُه) مُداوَاةً؛ وَلَو قُلْت دَوَاء جازَ؛ (عالَجْتُه) .
{ودُووِيَ الشَّيءُ: أَي عُولِجَ، وَلَا يُدْغَمْ فَرْقاً بينَ فُوعِلَ وفُعِّل؛ قالَ العجَّاج:
بفاحِمٍ} دُووِيَ حَتَّى اعْلَنْكَسا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: إنَّما أَرادَ عُونِيَ بالأدْهانِ ونحوِها مِن {الأَدْوِيَةِ حَتَّى أَثَّ وكَثُرَ.
(و) } دَاوَيْتُ المَريضَ: (عانَيْتُه.
( {وأَدْوَيْتُه: أَمْرَضْتُه) . يقالُ: هُوَ} يُدْوِي {ويُدَاوِي.
(وأَمْرٌ} مُدَوَ) ، كمُحدِّثٍ؛ (مُغَطًّى) ؛ وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَلَا أَرْكَبُ الأَمْرَ {المُدَوِّيَ سادِراً
بعَمْياءَ حتَّى أَسْتَبِينَ وأُبْصِرايعْنِي الأمْرَ الَّذِي لَا يُدْرَى مَا وَراءَهُ كأَنَّه دُونَه} دُوايةٌ قد غَطَّته وسَتَرَتْه.
( {والمُدَوِّي أَيْضاً: السَّحابُ المُرْعِدُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: ذُو الرَّعْدِ المُرْتَجِس.
(} وأدْوَى: صَحِبَ مَرِيضاً.
(و) فِي الصِّحاحِ: ( {دَوِيُّ الرِّيحِ: حَفِيفُها؛ وَكَذَا مِن النَّحْلِ والطائِرِ.
(} ودَوَّى الفحْلُ! تَدْوِيةً: سُمِعَ لهَدِيرِه دَوِي) .
وَفِي التَّهْذِيب: سَمِعْتُ دَوِيَّ المَطَرِ والرَّعْدِ إِذا سَمِعْت صَوْتَهما من بَعِيدٍ.

(38/77)


وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
أرضٌ {دَوِيَّةٌ، كفَرِحَةٍ ويُشَدُّ: أَي غَيْر مُوافِقَةٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: وقالَ الأصْمعيُّ: أَرْضٌ دَوِيَةٌ، مُخفَّف، ذاتُ أَدْواءٍ.
ومَرَقَةٌ} دَوايةٌ {ومُدَوِّيَةٌ: كَثيرَةُ الإهالَةِ.
وطَعامٌ} داوٍ {ومُدَوَ: كثيرٌ.
} والدَّواءُ: الطَّعامُ.
{ودَاوَيْتُ الفَرَسَ: صَنَّعْتُه.
وَفِي التهْذِيبِ:} دَاوَى فَرَسَه {دِواءً، بالكسْرِ: سَمَّنَه وعَلَفَهُ عَلْفاً ناجِعاً.
وَفِي الصِّحاحِ عَن ابنِ السِّكِّيت:} الدَّواءُ مَا عُولِجَ بِهِ الفَرَسُ مِن تَضْمِيرٍ وحَنْذٍ.
وَمَا عُولِجَتْ بِهِ الجارِيَةُ حَتَّى تَسْمَنَ؛ وأَنْشَدَ لسَلامَة ابنِ جَنْدل:
يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ يعْنِي اللّبَنَ، وإنَّما جَعَلَهُ {دَواءً لأنَّهم كَانُوا يُضَمِّرونَ الخَيْلَ بشُرْبِ اللبَنِ والحَنْذِ ويُقْفُون بِهِ الجارِيَةَ، وَهِي القَفِيَّة لأنَّها تُؤْثَر بِهِ كَمَا يُؤْثَر الضَّيْفُ والصَّبِيُّ، انتَهَى.
} والدَّوِيُّ: الصَّوْتُ؛ وخَصَّ بِهِ بعضُهم صَوْتَ الرَّعْدِ.
{والدَّايَةُ: الظِّئْرُ؛ حَكَاهُ ابنُ جنِّي؛ قالَ: وكِلاهُما عَربيٌّ فصِيحٌ؛ وأَنْشَدَ للفَرَزْدق:
رَبِيبَة} دَاياتٍ ثلاثٍ رَبَبْنَها
يُلَقِّمْنَها من كلِّ سُخْن ومُبْرَدِقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما أَثْبتها هُنَا لأنَّ بابَ لَوَيْت أَكْثرُ من بابِ قُوَّة وعَيَيْت.
{والمُدَوِّيَةُ، كمُحَدِّثة: الأَرضُ الَّتِي قد اخْتَلَفَ نَبْتُها} فدَوَّتْ كأَنَّها {دُوايَةُ اللَّبَنِ.
وقيلَ: الوافِرَةُ الكَلأَ الَّتِي لم يُؤْكَلْ مِنْهَا شيءٌ.
وماءٌ} مُدَوَ: وعَلَتْه قُشَيْرة.
{وأَدْواهُ: اتَّهَمَهُ؛ عَن أَبي زَيْدٍ، لُغَةٌ فِي الهَمْزِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ خَلا بَطْنِي مِن الطَّعامِ حَتَّى سَمِعْتُ} دَوِيَّاً لمَسامِعِي.

(38/78)


ودَوِيَ صَدْرُه، بالكسْرِ: أَي ضَغِنَ.
{ودَوَّى الكَلْبُ فِي الأرضِ. كَمَا يقالُ دَوَّمَ الطائِرُ فِي السَّماءِ.
قالَ الأصْمعيُّ: هُما لُغَتانِ، وأَنْكَرَها بعضٌ.
وَفِي المِصْباحِ:} دَوَّى الطائِرُ فِي السَّماءِ دَارَ فِي الهَواءِ وَلم يُحَرِّك جناحَيْه.
ويقالُ لحامِلِ {الدّواةِ:} داويٌّ؛ وللذي يَبِيعُها: {دَوَّاءٌ؛ وللذي يَعْملُها: مُدوي.

دوو
: (و (} الدَّوُّ) {والدَّوِّيُّ (} والدَّوِّيَّةُ) ؛ بياءِ النِّسْبَةِ؛ لأنَّها مَفازَةٌ مِثْلُها فنُسِبَتْ إِلَيْهَا كقَوْلِهم: قَعْسَرٌ وقَعْسَرِيّ، ودَهْر دَوَّار ودَوَّارِيّ.
(و) رُبّما قَالُوا: ( {الدَّاوِيَّةُ) ، قَلَبُوا الواوَ الأُولى السَّاكِنَة أَلفاً لانْفِتاحِ مَا قَبْلها.
قالَ الجوهرِيُّ وَلَا يقاسُ عَلَيْهِ.
(ويُخَفَّفُ الفَلاةُ) المُستَوِيَةُ الواسِعَةُ البَعيدَةُ الأَطْرافِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
} ودوٌّ ككَفِّ المُشْتري غيرَ أنَّه
بساطٌ لأَخْماسِ المَراسِيلِ واسِعُوقال العجَّاج:
{دَوِّيَّةٌ لهَوْلِها} دَوِيُّ
للرِّيحِ فِي أَقْرابِها هُوِيُّوأَنْشَدَ الجوهريُّ للشمَّاخ:
{ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها
كَمَشْي النَّصارَى فِي خِفافِ الأَرَنْدَجِقال الأزهريُّ: وإنَّما سُمِّيَت} دَوِّيَّة {لدَوِيِّ الصَّوْت الَّذِي يُسْمَع فِيهَا.
وقيلَ: لأنَّها} تُدَوِّي بِمن صارَ فِيهَا أَي تَذْهَبُ بهم.
( {ودَوَّى} تَدْوِيَةً: أَخَذَ فِي الدَّوِّ) .
وقالَ الأزهريُّ:! دَوَّى فِي الأرْضِ، وَهُوَ ذَهابُهُ؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبة:

(38/79)


{دَوَّى بهَا لَا يَعْذِرُ العَلائِلا
وَهُوَ يُصادِي شُزُناً مُشائِلاأَي مَرَّ بهَا يَعْني العَيْرَ وأُتُنَه.
قُلْتُ: ووَجَدْتُ فِي بعضِ الدَّواوِين أنَّ} الدَّوَّ لُغَةٌ فارِسِيَّة، كَانَ السالِكُ فِيهَا يقولُ لصاحِبِه {دَوَّ دَوّ، أَي أَسْرِع أَسْرِع، فتأَمِّل ذَلِك.
(} والدَّوُّ: د) بَلَد.
وَفِي الصِّحاحِ: أَرْضٌ مِن أَرْضِ العَرَبِ.
وقالَ نَصْر: بينَ البَصْرَةِ ومكَّةَ على الجادةِ أرْضٌ مَلْساءُ لَا جَبَلَ فِيهَا وَلَا رَمْلَ وَلَا شيءَ حَدُّها أَرْبَع لَيالٍ.
وَقَالَ الأَزْهرِيُّ مَسِيرَةُ أَرْبَع ليالٍ شِبْهُ تُرْسٍ خاوِيةٌ يُسارُ فِيهَا بالنّجُومِ ويخافُ فِيهَا الضلالُ، وَهِي على طرِيقِ البَصْرةِ مُتَياسِرَةً إِذا أَصْعَدْتَ إِلَى مكَّةَ.
(و) {الدَّوَّةُ، (بهاءٍ: ع) مِن وَراء الجحفَةِ بستَّةِ أَمْيالٍ؛ قالَهُ نَصْر.
(} والدَّوْدَاةُ: أَثَرُ الأُرْجُوحَةِ) ، وَقد تُهْمَز.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{دوَّةُ مِن الأَعْلامِ.
} والأدْواءُ: اسمُ مَوْضِع.

دهي
: (ى ( {الدَّهْيُ) ، بالفتْحِ، (} والدَّهاءُ) ، كسَحابٍ.
قالَ الجوهرِيُّ: الهَمْزةُ فِيهِ مُنْقلبَةٌ مِن الياءِ لَا مِن الواوِ؛ (النُّكْرُ وجَوْدَةُ الرَّأْي) .
يقالُ: رجُلٌ {داهِيَةٌ بَيِّنُ} الدَّهْي {والدَّهاء؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) } الدَّهْيُ: (الأَدَبُ.
(ورجُلٌ {داهٍ} وداهِيَةٌ) : أَي مُنْكَرٌ بَصِيرٌ بالأُمُورِ؛ (ج {دُهاةٌ} ودَهُونَ) ، فداهٍ مِن قوْمٍ دُهاةٍ، كقاضٍ وقُضاةٍ؛ ودَهٍ من {دَهِينَ كعَمِينَ.
(وَقد} دَهِيَ، كرَضِيَ) ، {يَدْهَى (} دَهْياً {ودَهاءً} ودَهاءَةً.
( {وتَدَهَّى: فَعَلَ فِعْلَ} الدُّهاةِ) ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {ودَهاهُ} دَهْياً {ودَهَّاهُ) بالتَّشْديدِ كَمَا هُوَ مَضْبوُطٌ هَكَذَا:
(نَسَبَه إِلَى} الدَّهاءِ) .
وَالَّذِي فِي المُحْكَم والتكملَةِ:

(38/80)


{دَهَيْتُه} ودَهَوْتُه نَسَبْتُه إِلَى {الدَّهاء وَلَيْسَ فِيهِ} التَّدْهِيَة، فتأَمِّل ذَلِك.
(أَو عابَهُ وتَنَقَّصَه، أَو أَصابَه {بداهِيَةٍ، وَهِي الأمْرُ العَظيمُ) ، والجَمْعُ} الدَّواهِي.
وَفِي الصِّحاحِ: {دَواهِي الدَّهْر: مَا يُصِيبُ النَّاسَ مِن عَظِيمِ نُوَبِه.
(} والدَّهِيُّ، كغَنِيَ: العاقِلُ) ؛ عَن أَبي عَمْرو؛ (ج {أَدْهِيَةٌ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} أَدْهياءُ كَمَا فِي المُحْكَم؛
قَوْله ( {ودَهْواءُ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ على وَزْن حَمْراء وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ:} دُهَواءُ، كبُصَراء.
( {والَّداهِي: الأسَدُ) لأنَّه يَفْجَأُ بالأَخْذِ والفَتْك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} دَهاهُ {دَهْياً فَهُوَ} مَدْهِيٌّ.
وَإِذا خَتَلْت عَن أَمْرٍ يقالُ: {دُهَيْت.
} والدَّهْياءُ: هِيَ الشَّديدَةُ مِن شَدائِدِ الدَّهْر.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: {دَهَتْه} داهِيَةٌ {دَهْياءُ، هُوَ تَوْكيدٌ لَهَا.
} ودَهَى {يَدْهى} دَهاءً: لُغَةٌ فِي {دَهِيَ كرَضِيَ؛ كَذَا فِي خلاصَةِ المُحْكَم.
وهُما} دَهْيَاوان.
وَمَا {دَهاكَ: مَا أَصابَكَ.
} والمُدَاهاةُ: الإصابَةُ بالداهِيَةِ؛ وأنْشَدَ ابنُ سِيدَه فِي ترْكيبِ قرن:
{وداهِيَةٍ} داهى بهَا القَوْمَ مُفْلِقٌ
بَصِيرٌ بعوراتِ الخصومِ لَزُومُهاوقال ابنُ دُرَيْدٍ: {أَدْهاهُ وَجَدَهُ} دَاهِياً.
وقالَ أَبو عَمْرو: يقالُ غَرْبٌ {دَهْيٌ، بالفتْحِ، أَي ضَخْمٌ؛ قالَ:
والغَرْبُ دَهْيٌ غَلْفَقٌ كَبِيرُ
والحَوْضُ من هَوْذَلِه يَفُورُوقال ابنُ حبيبٍ: فِي مذْحج: دَهْيُ بنُ كعْبِ مِثَال عَم.
وَقد سَمَّوْا} دُهَيَّة، كسُمَيّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

(38/81)


{دَهْدَى الحَجَر} يُدَهْديه {دَهْداةً: دَحْرَجَهُ،} فتَدَهْدَى {تَدَهْدَياً.
} والدّهْديةُ: الخراء المُسْتَديرُ الَّذِي تدهديه الجعلُ.

دهو
: (و ( {دَاهِيَةٌ} دَهْواءُ {ودُهْوِيَّةُ، بالضَّمِّ) : أَي (شَديدَةٌ جدّاً) .
مُقْتضى كِتَابَته بالأَحْمر أَنَّ الجوهريَّ أَهْمَلَةُ، وليسَ بل ذَكَره فِي الَّذِي سَبَقَ، فنقَلَ عَن ابنِ السِّكّيت:} دِاهِيَةٌ {دَهْياءُ} ودَهْواءُ، وَهُوَ توكيدٌ لَهَا.
(ويَوْمُ {دَهْوٍ، بالفتْحِ: من أَيَّامِهم) .
قالَ نَصْر: هُوَ مَوْضِعٌ بالحجازِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الدّهْوُ: النّكْرُ.
{دَهَوْتُه} دَهْواً فَهُوَ {مَدْهوٌّ: أَصَبْته بِهِ.
ودَهَوْتُه نَسَبْتُه إِلَى الدّهاءِ؛ عَن الليْثِ.

ديدي
: (} دَيْ! دَيْ) : أهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: دي أَصْلُ الحدَاءِ، و (مَا كانَ للنَّاسِ حُداءٌ، وضَرَبَ) ؛ نَصّ ابْن الأَعرابيِّ: فضَرَبَ (أعْرابيٌّ غُلامَهُ وعَضَّ أَصابِعَهُ فَمَشَى وَهُوَ يقولُ دَيْ دَيْ، أرادَ يَا يَدَيْ، فَسارَت الإِبِلُ على صَوْتِه، فقالَ لَهُ: (الْزَمْهُ وخَلَعَ عَلَيْهِ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ: 134 عَلَيْهِ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الأعرابيّ؛ (فَهَذَا أَصْلُ الحُداءِ) .
ونقَلَ شيْخُنا عَن الرَّوْض وغيرِه: أَوَّل مَنْ سَنَّ الحُدَاء مضرُ بنُ نزارٍ، سَقَطَ عَن بَعيرٍ فوثيت يَدُه، وَكَانَ أَحْسَن الناسِ صَوْتاً، فكانَ يَمْشي خَلْفَ الإِبِل ويقولُ وايَدَاه يَتَرنَّمُ بذلكَ، فأَعْنَقَت الإبِلُ وذَهَب كلالُها، فكانَ أَصْل الحُداءِ عنْدَ العَرَبِ.
وَفِي فتْحِ البارِي للحافِظِ ابنِ

(38/82)


حَجَر: أنَّ عبْداً كانَ لمضر ضَرَبَه مُضر على يَدِه فأَوْجَعَه، فقالَ: يَا يَدَاي، فكانَ أَصْل الحُداءِ؛ وَمثله فِي أَكْثَر الدَّواوِيْن اللّغَوِيَّة والسِّيرِيَّة.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ {دياى، وامْرأَةٌ} دَياية، على فَيْعَل وفَيْعَلة: بهما دَاءٌ؛ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.